## شهيد و4 إصابات بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان
28 July 2025 07:38 PM UTC+00
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، الاثنين، استشهاد شخص وإصابة أربعة آخرين بغارة إسرائيلية استهدفت دراجة نارية في مدينة بنت جبيل جنوب لبنان. وقال مركز عمليات الطوارئ التابع للوزارة، في بيان، إن "غارة العدو الإسرائيلي بطائرة مسيرة على دراجة نارية في مدينة بنت جبيل، أدت إلى سقوط شهيد وإصابة أربعة مواطنين بجروح".
وأول من أمس السبت، استشهد ثلاثة لبنانيين في غارات إسرائيلية في قضاء صور. وأفادت وزارة الصحة العامة، في بيان، بأن "غارة العدو الإسرائيلي بالمسيرة التي استهدفت سيارة على طريق الطويري – صريفا في قضاء صور أدت إلى سقوط شهيد". وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الصحة أن غارة للاحتلال الإسرائيلي على بلدة دبعال في قضاء صور أدت إلى سقوط شهيدين.
يأتي ذلك، وسط تصاعد التوتر على الجبهة الجنوبية، وتكرار الغارات الإسرائيلية التي تستهدف مناطق مدنية رغم اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ أواخر 2024. وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدواناً على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من أربعة آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح.
وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بدأ سريان اتفاق لوقف لإطلاق النار بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، لكن تل أبيب خرقته أكثر من ثلاثة آلاف مرة، ما أسفر عن 262 شهيداً و563 جريحاً، وفق بيانات رسمية. وفي تحدّ لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحاباً جزئياً من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال خمس تلال لبنانية سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.
وكان المبعوث الأميركي توماس برّاك قد صعد لهجته ضد حزب الله. ومساء الخميس الفائت، أطلق برّاك مواقف بارزة وتصعيدية بوجه حزب الله عبر حسابه على منصّة "إكس"، معلناً أن الولايات المتحدة مستعدة لدعم لبنان شرط أن تلتزم الحكومة باحتكار الدولة جميع الأسلحة، وأن يكون الجيش اللبناني وحده الذي يملك السلطة الدستورية للعمل داخل حدوده. وأشار برّاك إلى تصريحه خلال زيارته إلى بيروت بأن حزب الله قضية يجب أن يحلّها اللبنانيون أنفسهم، كما أن موقف الولايات المتحدة راسخ بأن حزب الله يمثل تحدياً لا يمكن لأحد معالجته إلا الحكومة اللبنانية.
(الأناضول، العربي الجديد)
## سورية تطلق الدورة الـ62 من معرض دمشق الدولي
28 July 2025 07:43 PM UTC+00
انطلقت، اليوم الاثنين، أعمال المؤتمر الصحافي الخاص بإطلاق فعاليات الدورة الثانية والستين من معرض دمشق الدولي، والتي ستُقام خلال الفترة الممتدة من 27 أغسطس/آب المقبل وحتى 5 سبتمبر/أيلول، وسط استعدادات رسمية واسعة ومشاركة دولية متزايدة.
وفي كلمته خلال المؤتمر، وصف محمد حمزة، المدير العام للمؤسسة السورية للمعارض والأسواق الدولية، المعرض بأنه حدث تاريخي عريق طالما شكّل علامة فارقة في المشهد الاقتصادي السوري والعربي والدولي، مؤكداً أن دورة هذا العام تحمل طابعاً وطنياً خاصاً كونها الأولى التي تُقام بعد تحرير دمشق من النظام البائد، وبرعاية الرئيس السوري أحمد الشرع، ما يمنحها رمزية سياسية واقتصادية كبرى.
وأوضح حمزة أن هذه الدورة تعكس إرادة الدولة السورية في العودة القوية إلى واجهة الاقتصاد الإقليمي والدولي، مضيفاً أن التحضيرات بدأت منذ عدة أشهر وبعد التحرير مباشرة، حيث جرى العمل على تأهيل البنية التحتية لمدينة المعارض، وصيانة الأجنحة المتضررة، وتنظيم المساحات المخصصة للدول والشركات المحلية والدولية.
وأشار حمزة إلى أن مدينة المعارض تمتد على مساحة تبلغ 1,200,000 متر مربع، وتضم نحو 70 ألف متر مربع من الأجنحة المبنية، و65 ألف متر مربع من المساحات المكشوفة المخصصة للعرض، والتي تشمل أجنحة دولية وخاصة ووطنية، إضافة إلى جناح مخصص للصناعات اليدوية. كما تحتوي المدينة على مركز خاص للوفود الرسمية وكبار رجال الأعمال والمستثمرين، وجناح مجهز للصحافيين، ومواقف سيارات تتسع لأكثر من 3000 سيارة، إلى جانب 350 ألف متر مربع من المساحات الخضراء، ومركز صحي، ومركز إطفاء، ومحطة كهرباء، ومحطة ضخ وتحلية مياه خاصة بالمدينة.
وأكد حمزة أن المؤسسة تلقت حتى الآن تأكيدات بمشاركات دولية كبيرة، إلى جانب مشاركة فاعلة من المحافظات السورية والقطاعات الصناعية والزراعية والحرفية، ما يجعل من هذه الدورة منصة وطنية شاملة تعبّر عن قدرات سورية وتنوعها. ولفت إلى أن الجناح السعودي سيكون ضيف شرف هذه الدورة، وسيفتتح رسمياً بحضور وفد رسمي رفيع، في خطوة تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، وتفتح الباب أمام مزيد من التعاون العربي المشترك.
واعتبر حمزة أن الدورة الـ62 ستكون استثنائية بكل المقاييس، وستعكس صورة سورية الجديدة، القوية، المنفتحة، الواثقة بقدراتها ومستقبلها، مشيراً إلى وجود فعاليات وطنية ودولية، وعروض ثقافية واجتماعية للمشاركين من سورية وخارجها. ودعا جميع الشركات والمستثمرين للمشاركة، وجميع المواطنين لزيارة المعرض والتعرف إلى التطورات الاقتصادية والصناعية والثقافية والاجتماعية التي تشهدها سورية.
من جانبه، قال وزير الثقافة محمد ياسين الصالح، خلال المؤتمر، إن إطلاق فعاليات معرض دمشق الدولي هو رسالة حضارية تقول إن شعبنا يعرف كيف يبني، ويعرّف الآخر على إرثه، ويشارك العالم في رؤيته، وبذلك يصبح المعرض منصة للتبادل التجاري والثقافي.
أما وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور محمد نضال الشعار، فقد أكد أن سورية اليوم لا تقوم بإعادة ما تهدّم، وإنما تستند إلى مقومات حضارية، موضحاً أن البلاد لا تقدم مجرد أجنحة ومنتجات، بل فرصة لدولة سورية بأن تنهض، وللاقتصاد بأن يتعافى، فهي تفتح أبواباً للمستقبل. وأضاف الشعار أن القطاع الصناعي في سورية الجديدة بدأ بقوة في المناطق الصناعية، مع تسهيلات حكومية كبيرة، والقطاع الزراعي بدأ ينهض بأبنائه، مشيراً إلى أن سورية تفتح ذراعيها من جديد للعالم، وتسن قوانين جديدة لجذب الاستثمارات، ومشدداً على أن سورية الحرة تُبنى بمشاركة أبنائها جميعاً.
وفي انتقاد واضح للمرحلة السابقة، قال الوزير إن النظام البائد تاجر بتاريخ سورية، وحوّل ثرواتها إلى ممتلكات خاصة، مؤكداً أن سورية الجديدة تحمي حلم جميع الشهداء من التزوير، والوفاء هو أن نكمل ما بدؤوه في بناء وطن حر وعادل. وبيّن أن سورية الجديدة هي المنتجة، التي تعيد تشكيل معاملها، وبناء إنتاجها، وتؤمن بشراكتها الحقيقية مع الآخرين، وتبني اقتصادها على الشراكة لا على الولاء.
## الصومال تُعاود تشغيل خطوطها الجوية لأول مرة بعد ثلاثة عقود
28 July 2025 07:44 PM UTC+00
في خطوة نوعية تهدف إلى إعادة الحياة لقطاع الطيران المدني في البلاد، أعلنت الحكومة الفيدرالية الصومالية، اليوم، عن توقيع اتفاقية رسمية لشراء طائرتين من طراز "إيرباص A320"، وذلك ضمن مشروع استراتيجي لإحياء الخطوط الجوية الصومالية (Somali Airlines)، الناقلة الوطنية السابقة التي توقفت عن العمل منذ تسعينيات القرن الماضي بسبب الصراع والانهيار المؤسسي.
وبحسب وكالة الأنباء الصومالية الرسمية "صونا"، جرى توقيع الاتفاق في مقر رئاسة الوزراء بالعاصمة مقديشو، بحضور عدد من المسؤولين الحكوميين، على رأسهم وزير النقل والطيران المدني، محمد فارح نوح، الذي أكد في تصريح للصحافة أن هذه الخطوة تمثل إنجازاً وطنياً مهماً يعكس التزام الحكومة بإعادة بناء مؤسسات الدولة الحيوية، وعلى رأسها قطاع الطيران.
وأوضح الوزير نوح أن الطائرتين ستدخلان الخدمة رسمياً خلال الشهرين القادمين، بعد الانتهاء من الإجراءات الفنية والتجريبية والتجهيزات اللوجستية اللازمة، مشيراً إلى أن الوزارة تخطط لشراء طائرات إضافية في المستقبل القريب، بهدف توسيع الأسطول وتشغيل خطوط جوية داخلية ودولية، تعزز من ربط البلاد بالعالم، وتوفر خدمات جوية ذات جودة عالية للمواطنين والمستثمرين على حد سواء.
وأضاف أن مشروع إعادة تشغيل الخطوط الجوية الصومالية ليس مجرد استثمار في النقل الجوي، بل هو مشروع سيادي واستراتيجي يعكس طموحات الشعب الصومالي في استعادة رموز الدولة الوطنية، وتعزيز مكانة الصومال في المجالين الاقتصادي والدبلوماسي.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه البلاد انتعاشاً تدريجياً في قطاعات البنية التحتية والاستثمار، وسط دعم دولي متزايد لجهود إعادة الإعمار. وقد رحب العديد من المتابعين والخبراء في قطاع الطيران بهذه الخطوة، معتبرين أنها تشكل بداية جديدة قد تفتح المجال أمام تطوير قطاع النقل.
## هل تمهد تصريحات ترامب الغامضة لاحتلال إسرائيل لغزة؟
28 July 2025 07:49 PM UTC+00
لا يبدو الانسحاب الأميركي من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، والسماح بدخول الفتات من المساعدات الإنسانية، وتصريحات الرئيس دونالد ترامب عن استنكاره "التخلي الإسرائيلي الخاطئ عن قطاع غزة من البداية"، وأنه قال لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "أن يفعل ما يراه مناسباً في القطاع"، وتصريحات السيناتور ليندسي غراهام أحد صقور الحروب في واشنطن، أمس بأن "إسرائيل ستفعل في القطاع مثلما فعلت الولايات المتحدة في طوكيو وبرلين في الحرب العالمية الثانية"، مجرد كلمات عابرة، إذ تمثل حالة مشابهة للإجراءات التي جرت قبل الأيام الأخيرة للهجمات الأميركية على إيران، فهل تمهّد هذه الإجراءات لبدء احتلال إسرائيل لقطاع غزة بعد ما يقارب عامين من القتل والتدمير الكامل للقطاع؟
وقبل الضربات الأميركية العسكرية على إيران، طلب ترامب استسلاماً غير مشروط من طهران، كانت هذه الجملة هي المفتاح، لرغبة إدارة ترامب في استعادة ما يُطلق عليه "السلام من خلال القوة". فقبل أيام من هذه الهجمات وجه السفير الأميركي لدي إسرائيل مايك هاكابي رسالة إلى ترامب دعاه إلى أن يستمع إلى صوت السماء، واستحضر تجربة الرئيس هاري ترومان في تلميح إلى القرار الأميركي التاريخي آنذاك باستخدام السلاح النووي ضدّ اليابان، وهو نفس التلميح الذي أشار إليه السيناتور الأميركي ليندسي غراهام المقرب من ترامب، والذي ادعى أنه كان له دور في إقناع ترامب بضرب المواقع النووية في إيران في يونيو/حزيران الفائت.
ولدى السياسيين الجمهوريين الأميركيين هوس بنتائج الحرب العالمية الثانية، عندما ألقت الولايات المتحدة قنبلتَين نوويتَين على مدينتَي هيروشيما وناغازاكي، ما أدى ليس لاستسلام اليابان فحسب وإنما "الخضوع التام" وإنهاء الحرب العالمية الثانية. كانت وفاة آلاف المدنيين في اليابان هي حجر الأساس في تثبيت الولايات المتحدة قدميها عالمياً إمبراطوريةً تتمدّد ببطء من أجل قيادة العالم. اليوم، وبينما تعاني الولايات المتحدة في ظل صعود هادئ للصين ومحاولات روسية للخروج من القمقم، يحرض عشرات الجمهوريين ترامب على فعل الأمر نفسه على أمل أن تتكرر النتيجة ذاتها بعد أن خاضت الولايات المتحدة حربين استمرتا عشرين عاماً ولم تكن نتائجهما على مستوى "إعادة الخضوع الكامل عالمياً"، لكن هذه المرة الهدف "غزة".
خرجت الولايات المتحدة من غزو العراق وأفغانستان، خالية الوفاض، فقد أنفقت ما يقارب 6 تريليونات دولار حسب التقديرات الأميركية، ولم تكن النتائج على المستوى الذي يؤدي لمزيد من الهيمنة العالمية، المتحققة بالفعل آنذاك، فغادرت أفغانستان في فترة الرئيس السابق جو بايدن بعد 20 عاماً من القتال، والبشر يتساقطون من الطائرات التي تحاول إنقاذ المتعاونين الأفغان، وتركت خلفها أسلحة ومعدات متقدمة استولت عليها حركة طالبان التي عادت للحكم (خاضت أميركا حربها هناك من أجل القضاء عليها)، أما حرب العراق فتسبب في شرق أوسط أكثر انقساماً وظهور تنظيم "داعش".
لا أحد يعرف ما يدور في عقل ترامب، لكن دلالات تصريحاته تشير إلى ما يُدبر بليل من أجل غزة، وتبدو هذه التصريحات حتّى هذه اللحظة مماثلة لما جرى خلال الأشهر القليلة الماضية قبل ضرب إيران، كانت الضربة قوية للغاية بحيث ترضي غرور ترامب، وفي الوقت ذاته لا تسمح باشتعال حرب كبرى تخرج من خلالها الأمور عن السيطرة، أما في حالة غزة فسكانها بلا قوة تقريباً كما أن تجربة تجويعهم وقصفهم من إسرائيل وحصارهم وإبادتهم تجري بهدوء على مدار عامين كاملين وبمهادنة عالمية، فلا أحد يقدر على مواجهة الولايات المتحدة التي تدعم إسرائيل بالمال والسلاح والدبلوماسية والتصريحات والحماية حتّى لو كان ذلك على حساب جسد "حقوق الإنسان والمبادئ الإنسانية والشرعية والقوانين الدولية والأمم المتحدة".
على مدار أشهر من المفاوضات لوقف إطلاق النار، بدا واضحاً أن الولايات المتحدة لا تريد "وقفاً كاملاً لإطلاق النار"، وأن الغاية الأولى لوقف "إطلاق النار المؤقت" هو إخراج المحتجزين الإسرائيليين في غزة دون أي اعتبار لعدد الفلسطينيين الذين يموتون يومياً. دعمت الولايات المتحدة إسرائيل في عدوانها على المدنيين، ودافعت عنها دائماً في مجلس الأمن. ودمرت إسرائيل المستشفيات والمدارس والجامعات وقتلت الصحافيين والأطباء والمدنيين والنساء والأطفال، وارتكبت جرائم لم تُرتكب منذ الهولوكوست باعتراف مسؤولين أميركيين سابقين ويهود وقيادات ومؤسسات دولية، غير أن موقف الولايات المتحدة ظل ثابتاً وهو السماح لاسرائيل بأن تفعل ما يحلو لها، وهو ما عبر عنه الرئيس الأميركي ترامب الذي يزعم أنه زعيم السلام عالمياً والمتعطش لجائزة نوبل للسلام.
سمحت الولايات المتحدة لإسرائيل بنقض اتفاق وقف إطلاق النار في مارس/ آزار الماضي، ثم منع دخول الطعام والدواء، وفي الوقت ذاته كانت تجري عسكرة المساعدات الإنسانية من خلال تأسيس المؤسّسة التي يطلق عليها "مؤسّسة غزة الإنسانية" ذراعاً لشركات مقاولين أمنيين بدعم أميركي إسرائيلي للتحكم في حياة الفلسطينيين والغذاء. كانت الحجة الأميركية الإسرائيلية المزعومة أن حركة حماس تسرق المساعدات الإنسانية، لكن ثبت من خلال تقارير حكومية أميركية وإسرائيلية عدم وجود أي أدلة على هذه المزاعم، في الوقت الذي تدافع فيه الولايات المتحدة عن المؤسّسة وتهاجم مؤسّسات ومنظمات أممية متخصّصة في تقديم المساعدات الإنسانية.
أحد أبرز هؤلاء الجمهوريين الذين يمكن مراقبة تصريحاتهم، والذي يحظي بثقة ترامب في ما يخص السياسات الخارجية رغم علاقتهما المضطربة على مدار السنوات، هو ليندسي غراهام، السيناتور الجمهوري المخضرم في الدعوة للحروب والتأييد المطلق للجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة، إذ كانت تغريداته على مدار الأشهر القليلة دليلاً على بوصلة ترامب في السياسات الخارجية. فبينما كانت الولايات المتحدة تتفاوض مع إيران بخصوص برنامجها النووي، سمحت لإسرائيل -طبقاً لاعترافات ترامب نفسه- بالهجوم عليها وسط التفاوض. كان غراهام واحداً من أهم الداعمين لهجوم أميركي في هذه الأثناء على إيران، والداعمين لخطوات ترامب قبل أن يشير لاحقاً إلى معرفته باتجاهات الإدارة، فقد كانت كتاباته في يونيو/ حزيران الماضي تحمل دلالات كبيرة على الخطط الأميركية لـ"إنهاء المهمة في إيران" كما كتب هو بنفسه على صفحته.
كشف غراهام، في مقابلة عقب الهجمات الأميركية على إيران، أنه كان سبباً من أسباب الضربة الأميركية على المواقع النووية الإيرانية، وأنه نجح في إقناع الرئيس ترامب، إذ قال "أحد الأمور التي كان يفكر فيها (ترامب) وتحدثت معه عنها، أنه إذا فعلت ذلك (الهجوم على إيران) فستصلح الضرر (على سمعة الولايات المتحدة عالمياً) الذي سببه انسحاب جو بايدن من أفغانستان... قامت إسرائيل بعمل رائع (الهجوم على إيران) لكن كنّا بحاجة إلى أن تكون لنا بصماتنا أيضاً، من مصلحة الأمن القومي أن نكون جزءاً من هذا".
دعا غراهام على مدار العامين الماضيين إلى تدمير غزة، ففي مايو/ آيار 2024 حرض في تصريحات له لشبكة إن بي سي الأميركية على قيام إسرائيل بضرب غزة من خلال قنبلة نووية، إذ زعم أنّ هناك مبرراً لها بتسوية القطاع بالأرض باستخدام سلاح نووي، مثلما فعلت الولايات المتحدة في هيروشيما وناغازاكي في الأربعينيات، ووصف القرار الأميركي خلال الحرب العالمية الثانية بأنه كان "القرار الصحيح" من الولايات المتحدة، وقال "أعطوا لإسرائيل القنابل التي تحتاجها لإنهاء الحرب، فهي لا تستطيع تحمل خسارتها، واعملوا معها على تقليل الخسائر البشرية"، وهاجم المعارضين لفكرته قائلاً "لماذا من المقبول أن تسقط أميركا قنبلتَين نوييتَين لإنهاء حرب التهديد الوجودي. لماذا كان من المقبول لنا أن نفعل ذلك... اعتقد أنه كان جيداً".
هذه الأيام، أعاد غراهام طرح رؤيته بطريقة أخرى، لكن هذه المرة متنبئاً بما ستفعله إسرائيل، لكن هذه التصريحات تأتي بالتزامن مع تصريحات متناقضة للرئيس ترامب تمتد من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال وتشير إلى معاناة الفلسطينيين من مجاعة في غزة، وتعهده بمزيد من المساعدات الإنسانية (تجري عبر مؤسّسة غزة الإنسانية التي تدور حولها الشبهات)، وفي الوقت ذاته إلى إعلانه السماح لنتنياهو بفعل ما يحلو له في غزة، إذ ذكر غراهام في مقابلة أمس مع "إن بي سي نيوز"، أنه يعتقد أن إسرائيل ستفعل في القطاع مثلما فعلت الولايات المتحدة في طوكيو وبرلين في الحرب العالمية الثانية، وقال غراهام "لا توجد وسيلة آمنة أمام إسرائيل للتفاوض على إنهاء الحرب مع حماس. إسرائيل ستتولى السيطرة على غزة. سيفعلون ما فعلناه في طوكيو وبرلين. الاستيلاء على المكان بالقوة والبدء من جديد وتقديم مستقبل أفضل للفلسطينين"، وأكمل قائلاً "أعتقد أن الرئيس ترامب توصل إلى هذا الاستنتاج، وبالتأكيد لا توجد طريقة يمكنك بها التفاوض على نهاية الحرب مع حماس".
بناء على تاريخ غراهام، لا يبدو أبداً أنه يذكر ذلك دون معلومة لديه سواء من إدارة ترامب أو إسرائيل أو استشارة أو رأي قدمه هو على سبيل النصيحة. يتوافق هذا التصريح مع الانسحاب الأميركي المفاجئ من المفاوضات لوقف إطلاق النار مع رفض إيقاف الحرب كلياً، وضرورة الإفراج عن المحتجزين في غزة، فضلاً عن تصريحات ترامب التي قال فيها "حماس تعرف ما سيحدث لها عقب الإفراج عن الرهائن لذا لا تريد وقف إطلاق النار"، وتصريحاته الأخرى بأنه "ترك القطاع من البداية كان خطأ"، ثم الحديث عن عن فتات "المساعدات"، ما يدفع إلى تساؤلات مفادها "هل يجري إلقاء القنابل والطعام في الوقت ذاته"، و"ما الذي يجري تدبيره لغزة".
اختبرت الولايات المتحدة على مدار الأشهر الماضية "فائض قوتها العسكرية" في إيران ونجحت التجربة نجاحاً ساحقاً، طبقاً للمعطيات الأميركية. اليوم يبدو أن واشنطن التي تقود مفاوضات منحازة فيها إلى إسرائيل حليفتها التي تتولى هي حمايتها ودعمها وتمثل ذراعها في المنطقة قد انتهت إلى اتخاذ قرار في غزة، يشابه ما حدث في الحرب العالمية الثانية لمزيد من فرض القوة والخضوع عالمياً، وهي الرؤية التي يسعى ترامب لفرضها عالمياً منذ وصوله وهي "الإخضاع التام إمّا بالقوة أو بالإذعان أو بالاقتصاد".
## رئاسة الوزراء الإسرائيلية: الجيش سيعلق عملياته في المناطق المأهولة بغزة من العاشرة صباحا حتى الثامنة مساء
28 July 2025 08:04 PM UTC+00
## ليلة تركيع أوروبا أمام السمسار ترامب
28 July 2025 08:15 PM UTC+00
بين وصف الحدث بليلة تركيع أوروبا، أو يوم الاستسلام العظيم، جرى الإعلان عن التوصل لاتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وصفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه "أكبر اتفاق يُبرم على الإطلاق".
وعلى خطى دول ذات اقتصادات قوية مثل بريطانيا واليابان والهند، دخلت أوروبا العجوز في بيت طاعة السمسار ترامب عبر الخضوع لابتزازه وتهديداته وشروطه المجحفة ورسومه الجمركية العالية، وقدمت بروكسل تنازلات كبيرة ومزايا مالية ضخمة لواشنطن لم تحصل عليها الولايات المتحدة من قبل حتى في ذروة الحروب الكبرى.
وبعدما هدد الاتحاد الأوروبي مرات عدة بالرد بشكل عاجل وسريع وحاسم على رسوم ترامب وحربه التجارية الشرسة، وتوعده بمعاقبة الولايات المتحدة اقتصادياً وتجارياً، والوقوف بقوة ضد كل ما يهدد قوته الاقتصادية وصادراته الخارجية، عاد ليقبل باتفاق تجاري مذل ومهين جرى التوصل إليه عقب اجتماع سريع جمع ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، أمس الأحد، في تورنبري في اسكتلندا.
الاتفاق الذي تم التوصل إليه في اللحظات الأخيرة قبل انتهاء مهلة ترامب لم يستغرق سوى لقاء عابر بين ترامب وأورسولا دام أقل من ساعة، وهو ما شكل مفاجأة للجميع
الاتفاق الذي تم التوصل إليه في اللحظات الأخيرة قبل انتهاء مهلة السمسار الأميركي في الأول من أغسطس/ آب المقبل، ووضع حداً لنزاع الرسوم الجمركية، لم يستغرق سوى لقاء عابر بين ترامب وأورسولا دام أقل من ساعة، وهو ما شكل مفاجأة للصحافيين والأسواق الذين توقعوا مفاوضات صعبة ومعقدة وطويلة بين الوفدين، في ظل تنامي الخلافات التجارية بين واشنطن والاتحاد الأوروبي في الأسابيع الماضية، وإعلان الاتحاد أكثر من مرة عن جاهزيته لمعاقبة أميركا اقتصاديا إذا مسّت مصالحها التجارية.
كما شكل الاتفاق صدمة عنيفة لشركاء أوروبا التجاريين الذين توقعوا صموداً أوروبياً طويل الأجل في وجه ابتزازات ترامب، والاستفادة من موقف أوروبا الصلب في مواجهة حرب الرسوم الأميركية، ومن بين هؤلاء، الهند وكندا ودول جنوب شرق آسيا وأميركا الجنوبية.
ما جرى في اسكتلندا هو أن ترامب نجح في فرض شروطه، حيث أخضع جميع صادرات الاتحاد الأوروبي، الذي يضم 27 دولة، إلى الولايات المتحدة، لرسوم جمركية أساسية بنسبة 15%، بما في ذلك السيارات والأدوية وأشباه الموصلات، وهي القطاعات الحيوية داخل أوروبا وتشكل رافعة للصادرات.
لم يكتف ترامب بذلك بل ألزم الاتحاد بالتعهّد بشراء الغاز الطبيعي المسال الأميركي لمدة ثلاث سنوات، بقيمة إجمالية 750 مليار دولار ليحل محل الغاز الروسي. كما سيشتري الاتحاد وقوداً نووياً من الولايات المتحدة. وتعهد الاتحاد، بموجب الاتفاق، بشراء عتاد عسكري أميركي، واستثمار الشركات الأوروبية 600 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال فترة ولاية ترامب الثانية.
الاتفاق التجاري الأوروبي الأميركي الذي تم التوصل إليه، مساء أمس الأحد، سيعمق الخلافات داخل دول الاتحاد الأوروبي، وهو ما بدا واضحاً في ردات فعل الحكومات الأوروبية على بنوده؛ فألمانيا، صاحبة أقوى اقتصاد داخل الاتحاد، رأت أن الاتفاق التجاري مع واشنطن يجنب الاتحاد تصعيداً غير ضروري مع ترامب، وسارت على هذا النهج رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، التي وصفت الاتفاق بالإيجابي.
أوروبا على موعد مع أيام صعبة، فالمواطن سيعاني من زيادة في أسعار سلع ضرورية بما فيها الأدوية والسيارات، والصناعة ستعاني زيادة في كلفة الإنتاج
أما فرنسا فوصفت الاتفاق بأنه يمثل "يوماً كئيباً" لأوروبا، وذلك على لسان رئيس حكومتها، فرانسوا بايرو. ودافعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين عن الاتفاق التجاري المبرم مع الولايات المتحدة، واصفة إياه بأنه "أفضل شيء كان يمكن الحصول عليه".
أوروبا على موعد مع أيام صعبة سواء على مستوى المواطن الذي سيلاحق بزيادة في أسعار سلع ضرورية بما فيها الأدوية والسيارات، أو الصناعة التي من المتوقع أن تعاني من زيادة في كلفة الإنتاج والرسوم الجمركية، أو الصادرات للولايات المتحدة التي قد تتراجع بما فيها السيارات، أو الأسواق التي قد تشهد حالة من الارتباك مع تطبيق الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة.
## رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري: رغم أن مؤتمر حل الدولتين يعد بارقة أمل فإننا نمر بلحظة حرجة بظل حرب إسرائيل على غزة
28 July 2025 08:19 PM UTC+00
## رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري: دولة قطر ترفض استخدام الغذاء أداة في الحرب
28 July 2025 08:19 PM UTC+00
## رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري: لا بديل عن تحقيق تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية
28 July 2025 08:20 PM UTC+00
## قتيلان وجرحى بإطلاق نار قرب كازينو في رينو بولاية نيفادا الأميركية
28 July 2025 08:21 PM UTC+00
قُتل شخصان وأُصيب ثلاثة آخرون على الأقل في إطلاق نار وقع صباح اليوم الاثنين في مدينة رينو بولاية نيفادا الأميركية، بالقرب من أحد الكازينوهات.
وأفاد مسؤولون لوكالة "أسوشييتد برس" بأن قسم الطوارئ في مركز "ريناون" الطبي استقبل عدداً من المصابين بأعيرة نارية. وأكدت المتحدثة باسم المركز، كارولين أكرمان، أن الوضع تحت المتابعة.
قال المتحدث باسم شرطة رينو، كريس جونسون، إن إطلاق النار وقع حوالي الساعة السابعة والنصف صباحاً في منطقة مواقف السيارات خارج الكازينو، مضيفاً أن حالة الضحايا لا تزال غير واضحة. وأشار إلى أن الشرطة تمكنت من اعتقال المسلح الذي يخضع للعلاج في المستشفى.
كما أفاد متحدث باسم شرطة مقاطعة واشو بمشاركة شرطي في تبادل إطلاق النار مع المشتبه به.
وطالبت شرطة رينو السكان بالابتعاد عن مكان الحادث، فيما هرعت سيارات الطوارئ، وتمركزت عدة سيارات إسعاف خارج الكازينو.
The Mass Shooting at GSR, allegedly this is the shooter.
Truth over here all local news stations won't say it so I'll call it this was a mass shooting in Reno Nevada at the GSR. Also the politicians needs to not voice or say anything or interfere. They also control the media. pic.twitter.com/MDqOjGakQf
— Casimiro (Casimiro Media Productions) (@CasimiroMedia) July 28, 2025
وعبر عضو مجلس المدينة، ديفون ريس، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي عن حزنه العميق للضحايا، مؤكداً: "رينو قوية، لكنها ليست بمنأى عن وباء العنف المسلح الذي يجتاح هذه الأمة".
(أسوشييتد برس)
## جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتزم عرض خطة لتشديد حصار غزة على الكابينت
28 July 2025 08:21 PM UTC+00
أفادت هيئة البث العبرية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيعرض على المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) خلال اجتماعه، مساء الاثنين، خطة جديدة لتشديد الحصار على غزة تشمل توسيع العملية البرية، في إطار حرب الإبادة على الفلسطينيين المتواصلة منذ 22 شهراً.
وقالت الهيئة، في تقرير: "سيعرض الجيش الإسرائيلي هذا المساء على الكابينت خطة حصار جديدة على قطاع غزة". وأضافت أنه في إطار الخطة "سيوسّع الجيش العملية البرية إلى مناطق إضافية (لم تذكرها)، ويشدّد الحصار على القطاع". وأوضحت الهيئة أن الجيش سيقدم الخطة بطلب من المستوى السياسي.
مع ذلك، نقلت الهيئة عن مصدر مطلع على تفاصيل الخطة (لم تسمّه) أن "الجيش حتى الآن لم يُطلب منه تقديم خطة لاحتلال قطاع غزة كاملاً، ومن المشكوك فيه أن يحدث ذلك". فيما قال مصدر إسرائيلي آخر لهيئة البث، تعليقاً على الخطة الجديدة: "نحن في أسوأ وضع في الوقت الحالي". وأضاف المصدر: "المفاوضات بشأن الصفقة في حالة جمود، والجيش الإسرائيلي في حالة من التخبّط داخل القطاع، والجنود يُقتلون، وحماس لا تشعر بأي ضغط. ناهيك عن تصريحات (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب اليوم التي تؤكد وجود مجاعة في غزة"، وفق وصفه. وختمت الهيئة بالقول: "في إسرائيل يقولون إن القتال في غزة وصل إلى مفترق طرق، وهناك حاجة لاتخاذ قرارات حاسمة"، على حد تعبيرها.
وفي وقت سابق اليوم، أقر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوجود مجاعة في قطاع غزة، مستشهداً بمشاهد الأطفال الذين يموتون جوعاً، مفنداً بذلك تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المنكرة تفشي المجاعة في القطاع. جاء ذلك في تصريحات صحافية أدلاها برفقة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، قبيل لقائهما في اسكتلندا.
والأحد، انتقدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" الإنزال الجوي الإسرائيلي للمساعدات في غزة، مؤكدة أنه "لن ينهي" المجاعة المتفاقمة، وفق ما صرحت به جولييت توما، مديرة الإعلام والتواصل في الوكالة لصحيفة نيويورك تايمز، ونشرتها صفحة "أونروا" على "إكس".
ومطلع مارس/آذار الماضي، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق نار وتبادل أسرى مع حماس، بدأ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، واستأنفت الإبادة، ومنذ ذلك الحين ترفض جميع المبادرات والمطالبات الدولية والأممية لوقف إطلاق النار. وتعيش غزة أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، بدعم أميركي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ورغم التحذيرات الدولية والأممية والفلسطينية من تداعيات المجاعة بغزة، تواصل إسرائيل إغلاق معابر القطاع بشكل كامل أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية منذ 2 مارس/ آذار الماضي، في تصعيد لسياسة التجويع التي ترتكبها منذ بدء الحرب. ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشنّ إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة، وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 205 آلاف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن تسعة آلاف مفقود، إضافة إلى مئات الآلاف من النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم عشرات الأطفال.
(الأناضول)
## تسلا تبرم صفقة ضخمة مع سامسونغ... وماسك يعد بثورة في القيادة
28 July 2025 08:36 PM UTC+00
 
أعلن الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" الأميركية إيلون ماسك، عن توقيع صفقة ضخمة بقيمة 16.5 مليار دولار مع شركة "سامسونغ إلكترونيكس" الكورية، لتوريد رقائق إلكترونية متقدمة، في خطوة تهدف إلى تعزيز تكنولوجيا القيادة الذاتية وتسريع وتيرة إنتاج الرقائق، في ظل تحديات متزايدة تواجه الشركتَين.
وقال ماسك إن مصنع سامسونغ الجديد في مدينة تيلور بولاية تكساس سيقوم بإنتاج الجيل السادس من رقائق "AI6" الخاصة بـ"تسلا"، موضحاً أن هذه الرقائق ستُستخدم في تطوير نظام القيادة الذاتية الكامل. وأضاف في منشور عبر منصة "إكس" أن سامسونغ وافقت على إشراك تسلا في تحسين كفاءة التصنيع، مشيراً إلى أنه سيتولى شخصياً الإشراف على المشروع لتسريع التقدم، ولفت إلى أن الرقم المعلن، 16.5 مليار دولار، "هو الحد الأدنى فقط"، متوقعاً أن يتجاوز الإنتاج الفعلي هذا الرقم بأشواط.
وفي حين أعلنت سامسونغ عن توقيع اتفاقية مدّتها ثماني سنوات مع "شركة عالمية كبرى" دون تسميتها، أكدت أن الشراكة دخلت حيّز التنفيذ في 24 يوليو/تموز 2025 وستستمر حتى نهاية عام 2033. ويُتوقّع أن يبدأ إنتاج رقائق "AI6" في أعقاب إطلاق الجيل الخامس "AI5" في نهاية عام 2026. وسجلت أسهم سامسونغ ارتفاعاً بنسبة 6.8%، وهي أعلى نسبة منذ سبتمبر/أيلول، في حين صعدت أسهم تسلا بنسبة 1.9% في تعاملات ما قبل افتتاح السوق الأميركية.
وتأتي الصفقة في وقت تسعى فيه سامسونغ لتعويض تراجع أرباحها التشغيلية بنسبة 56% خلال الربع الثاني من العام الجاري، نتيجة القيود الأميركية المفروضة على تصدير المكونات المتقدمة إلى الصين، والتحديات التكنولوجية التي تواجهها أمام منافستها "SK Hynix" في مجال رقائق الذاكرة ذات النطاق الترددي العالي (HBM)، المستخدمة على نطاق واسع في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
في المقابل، تواجه تسلا تحديات لا تقلّ تعقيداً، إذ أظهرت نتائج الربع الثاني من عام 2025 تراجعاً في صافي الدخل بنسبة 16% ليصل إلى 1.17 مليار دولار، كما انخفضت الإيرادات بنسبة 12% إلى نحو 22.5 مليار دولار، ما شكّل خيبة أمل للأسواق المالية. ورغم ذلك، واصل ماسك إطلاق وعوده المعتادة، متحدثاً عن "قفزة نوعية في تكنولوجيا القيادة الذاتية بحلول نهاية العام المقبل"، في وقت أطلقت فيه الشركة برنامجاً تجريبياً لسيارات الأجرة الذاتية في مدينة أوستن، بمشاركة عدد محدود من السيارات ومشرفين يجلسون في المقعد الأمامي.
 
ماسك ذهب أبعد من ذلك، معلناً أن نصف سكان الولايات المتحدة قد يستخدمون سيارات تسلا الذاتية القيادة بحلول نهاية عام 2025، معتبراً أن ذلك مرهون بالموافقات التنظيمية التي تُمنح على مستوى كل ولاية على حدة. وتعتمد تسلا في نهجها التكنولوجي على استخدام الكاميرات فحسب بدلاً من أجهزة "ليدار" المكلفة، التي تستخدمها شركات مثل "وايمو" التابعة لغوغل. ومع أن سيارات الأجرة الذاتية التابعة لتسلا قطعت حتى الآن نحو 11,265 كيلومتراً فقط، مقارنة بـ"وايمو" التي تنفذ أكثر من 250 ألف رحلة أسبوعياً وتجاوزت حاجز مئة مليون ميل، يصر ماسك على أن تسلا ستكون الرائدة قريباً في هذا المجال.
وفي إطار طموحاته المستقبلية، أعلن ماسك أن مالكي سيارات "تسلا" سيتمكنون اعتباراً من العام المقبل من إرسال سياراتهم للعمل كأجرة ذاتية القيادة لتحقيق دخل إضافي، ما يعزز من جاذبية سيارات الشركة في الأسواق، كما أشار إلى أن الشركة ستطلق طرازاً منخفض السعر شبيهاً بـ"موديل واي"، لكن بتجهيزات أقل، ما أثار مخاوف من تراجع مبيعات "موديل واي" الأعلى ربحية.
غير أن هذه الوعود لم تُقنع المحللين، في ظل تراجع عمليات تسليم "تسلا" بنسبة 13.5% في الربع الثاني لتصل إلى 384,122 سيارة، وانخفاض إيرادات قطاع السيارات بنسبة 16% إلى 16.66 مليار دولار. واعتبر خبير صناعة السيارات الألماني فرديناند دودنهوفر أن "تسلا" تعاني من فائض في الطاقة الإنتاجية، إذ تبلغ قدرتها السنوية 2.35 مليون سيارة، بينما يُتوقع أن تبيع 1.6 مليون فقط هذا العام. وبعد إعلان نتائج الربع الثاني، سجل سهم تسلا ارتفاعاً طفيفاً، إلّا أنه عاد وتراجع بنسبة 4.59% عند إغلاق جلسة التداول، بعد تصريحات ماسك في مؤتمر عبر الهاتف مع المحللين.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)
## عقود أولية بـ500 مليون دولار لتجهيز مشروع "بلدنا" جنوبي الجزائر
28 July 2025 08:46 PM UTC+00
وقّعت شركة "بلدنا" القطرية أول حزمة من العقود الممهدة لتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع المزرعة المتكاملة لإنتاج الحليب المجفف، المقرّر إقامته في منطقة أدرار، جنوبي الجزائر، باستثمار إجمالي يُقدّر بـ3.5 مليارات دولار أميركي. وتُمثّل هذه الشراكة القطرية الجزائرية خطوة جديدة في مسار التعاون الاستراتيجي بين البلدين، وتتيح للجزائر تحقيق أحد أبرز أهدافها في مجال تعزيز الأمن الغذائي الوطني على نحوٍ مستدام، من خلال إنشاء نظام حديث ومتكامل لإنتاج الحليب يعتمد على أحدث التقنيات وبالتعاون الوثيق بين الفاعلين المحليين والدوليين.
وتفوق قيمة المجموعة الأولى من العقود 500 مليون دولار أميركي، وتشمل مجالات التكنولوجيا الزراعية، وخطوط الإنتاج، وأنظمة الري، وحفر آبار المياه، وتوريد الحديد والهياكل المعدنية، إضافة إلى دراسات في إدارة المشاريع، والمسح الطبوغرافي، ودراسات التربة، ودراسات الأثر البيئي. وتضم قائمة المورّدين شركات كبرى في قطاعاتها، منها شركة "جي أو أي" الألمانية الرائدة في تصنيع وتوريد خطوط إنتاج الحليب وتجهيزات الحلب الآلي، وشركة "فالمونت" الأميركية المتخصّصة في تصميم وتنفيذ شبكات الري التي تستهدف ترشيد استهلاك المياه، وشركة "أورباكون" للمقاولات الرائدة عالمياً، وشركة "أي أي إي" للاستشارات الهندسية، إلى جانب مجموعة من كبرى الشركات الجزائرية في مجالات المقاولات وحفر الآبار.
وسيجري، في إطار المرحلة الأولى من المشروع، استصلاح الأراضي، وإنشاء مزرعتين ومصنع واحد، و700 وحدة ري محوري. ويُقام المشروع على مساحة 117 ألف هكتار، بالشراكة بين شركة "بلدنا" القطرية والصندوق الوطني للاستثمار، ويشمل مزارع لإنتاج الأعلاف، ومزارع لتربية الأبقار وإنتاج الحليب واللحوم، إضافة إلى مصنع لإنتاج الحليب المجفف.
وخلال حفل التوقيع، الذي حضره رئيس مجلس إدارة شركة "بلدنا قطر" محمد معتز الخياط، ورئيس مجلس إدارة "بلدنا الجزائر" علي العلي، وسفير دولة قطر في الجزائر عبد العزيز علي النعمة، قال وزير الزراعة الجزائري يوسف شرفة إنّ الإمضاء على عقود التجهيز وتركيب الهياكل الخاصة بأنظمة السقي، وتربية الأبقار، وإنتاج الحليب المجفف واللحوم الحمراء، يُشكّل مرحلة جوهرية في المشروع، وذلك بعدما جرى استكمال الإجراءات المتعلقة بمنح الوعاء العقاري، وتسليم رخص حفر الآبار، وفتح المسالك.
وأضاف شرفة أن "شروع شركة بلدنا الجزائر في إنتاج الحبوب خلال موسم الحرث والبذر القادم، يُعد دليلاً قاطعاً على مساهمة هذا المشروع الاستراتيجي في تعزيز الأمن الغذائي للبلاد"، ويعتمد المشروع على توريد سلالات من الأبقار تُعدّ من بين الأفضل عالمياً وفقاً للمعايير الدولية، ومن المتوقع أن يبدأ إنتاج الحليب في العام 2026.
وسيسهم المشروع في تغطية نصف احتياجات الجزائر من الحليب، إذ تسعى البلاد إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا القطاع. ويُتوقّع أن يبلغ إنتاج المشروع، في سنته التاسعة، أكثر من 194 ألف طن من الحليب المجفف، ما سيُقلّص واردات الجزائر الحالية من الحليب المجفف، التي تُقدّر بما يقارب ملياري دولار سنوياً.
ووُقِّعت، في شهر مارس/آذار الماضي، اتفاقية بين شركة "بلدنا" والديوان الوطني للحليب في الجزائر، لشراء كامل كميات الحليب المجفف المُنتَج ضمن المشروع. وسيسهم المشروع، إلى جانب نقل التكنولوجيا الحديثة وآخر التقنيات في مجالَي تربية الأبقار وإنتاج الحليب، في تموين السوق المحلية بـ84 ألف رأس من العجول سنوياً، كما من شأن هذا المشروع الحيوي أن يخلق 5 آلاف فرصة عمل.
## مصر: أحكام مشدّدة بحق متهمي "خلية الجوكر" بينهم قصّر
28 July 2025 08:53 PM UTC+00
أصدرت الدائرة الثانية إرهاب بمحكمة جنايات القاهرة، والمنعقدة في مجمع محاكم بدر، اليوم الاثنين، أحكاماً مشدّدة بالسجن بحق 30 معتقلاً مصرياً، بينهم قُصّر، في القضية المعروفة إعلامياً باسم "خلية الجوكر"، التي تضم في قائمتها المقاول المصري المقيم في الخارج محمد علي و102 متهم آخرين.
وبحسب منطوق الحكم، قضت المحكمة بالسجن المشدّد لمدة 10 سنوات على 10 معتقلين، وبالسجن المشدد 5 سنوات على 4 آخرين، بينما حصل 14 معتقلاً على أحكام بالسجن المشدّد لمدة 3 سنوات، وجرى الحكم على متهمَين بالحبس لمدة سنة واحدة فقط.
كما قرّرت المحكمة تبرئة 7 متهمين من بين المجموعة المعروضة في جلسة اليوم، مع إصدار أوامر بإدراج جميع المحكوم عليهم، باستثناء الأطفال، على قوائم الإرهاب والكيانات الإرهابية، ووضعهم تحت مراقبة الشرطة لفترات مساوية لمدة العقوبة.
تندرج هذه الأحكام ضمن القضية رقم 1530 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، التي شغلت الرأي العام المحلي والدولي لسنوات عدّة، وبدأت وقائعها بعد موجة دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعت للتظاهر ضدّ النظام، أبرزها مقاطع فيديو نشرها محمد علي، الذي سبق أن نفذ مشاريع لصالح جهات سيادية.
هيئة الدفاع عن المعتقلين أبدت اعتراضها المتكرّر أمام المحكمة، خاصّة في ما يتعلق بمحاكمة عدد من الأطفال القُصّر، ووصفت ذلك بـ"الانتهاك الصارخ للقانون"، مؤكدة أن القُصر يجب أن يحاكموا أمام محاكم خاصة بالأحداث وفقاً لقانون الطفل، لا ضمن دوائر الإرهاب المخصّصة للبالغين، الأمر الذي يثير تساؤلات قانونية وحقوقية حول سلامة الإجراءات المتبعة.
وفي جلسة سابقة بتاريخ 15 يناير/كانون الثاني 2023، كانت المحكمة قد أصدرت أحكاماً غيابية في القضية ذاتها بحق محمد علي و102 آخرين، قضت فيها بالسجن المؤبد على 38 متهماً، بينهم محمد علي نفسه، والسجن المشدّد لمدة 10 سنوات لـ5 متهمين، و5 سنوات لـ16 آخرين، وبراءة 21 متهماً، في حين أُدين 23 طفلاً بأحكام تراوحت بين 5 سنوات و15 سنة، وهو ما أثار حينها استياءً حقوقياً واسعاً.
نيابة أمن الدولة العليا، برئاسة المستشار خالد ضياء الدين، وجهت إلى المتهمين عدداً من الاتهامات بموجب قانون مكافحة الإرهاب، من بينها الانضمام إلى جماعة إرهابية أُنشئت على خلاف أحكام القانون والدستور، ونشر أخبار كاذبة من شأنها الإضرار بالأمن القومي، وتعطيل العمل بالدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة من أداء مهامها، والترويج لأهداف جماعة الإخوان المسلمين المصنفة جماعةً إرهابيةً في مصر.
وأوضحت النيابة أن التحريات أشارت إلى أن المتهمين، بحسب ادّعائها، تواصلوا مع جهات خارجية، وبثّوا محتوى مرئياً ومعلومات مضلّلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بهدف تشويه صورة الدولة والنيل من مؤسساتها الأمنية والقضائية، في إطار ما وصفته بـ"مخطط إعلامي وتحريضي منظّم لإسقاط الدولة من الداخل".
في المقابل، ترفض هيئة الدفاع هذه الرواية جملة وتفصيلاً، وتؤكد أن أغلب المتهمين اعتقلوا عشوائياً بعد دعوات التظاهر في عام 2019، دون أدلة مادية ملموسة، وأن الاتهامات تستند في معظمها إلى تحريات الأمن الوطني فقط، دون سند قانوني كافٍ لإدانتهم، على حدّ وصف المحامين.
## بوخلال ينضم إلى تورينو: رحلة طرق باب كأس أفريقيا
28 July 2025 09:11 PM UTC+00
وصل لاعب تولوز الفرنسي، المغربي زكريا بوخلال (25 عاماً)، يوم الاثنين، إلى إيطاليا، استعداداً للتعاقد مع نادي تورينو، في أول تجربة له في "الكالتشيو"، بعد أن خاض سابقاً تجارب في هولندا، آخرها مع فريق تفينتي أنشخيدة، وأخرى في الدوري الفرنسي، مع فريق تولوز، إذ أكدّت شبكة سكاي سبورتس الإيطالية أن قيمة الصفقة بلغت ثمانية ملايين يورو، سيحصّلها النادي الفرنسي من رحيل نجم وسط الملعب إلى تورينو.
.@TorinoFC_1906, ecco Zakaria Aboukhlal. Le prime parole del marocchino da giocatore granata: "Sono pronto" pic.twitter.com/vPvSxK7yDE
— Gianluca Di Marzio (@DiMarzio) July 28, 2025
وانتشرت صور النجم المغربي بين جماهير "الغراناتا"، التي تحلم بأن يُقدم إضافة إلى فريقها، ويُساهم في عودته إلى المراتب الأولى، بعد أن فقد مكانته في الدوري الإيطالي، خلال المواسم الماضية، كما أن بوخلال سيحاول استغلال التجربة، ليكون مُنافساً بقوة على المشاركة في الحدث التاريخي المرتقب، وهو كأس أمم أفريقيا 2025، أمام الجماهير المغربية، ذلك أنه لم يضمن حضوراً مؤكداً مع "أسود الأطلس"، في ظل منافسة مشتعلة بين العديد من اللاعبين البارزين في وسط الملعب، ولكن الانتقال إلى فريق في حجم تورينو من شأنه أن يعطيه دفعة قوية، خاصّة إذا تابع تألقه، وظهر بمستواه قبل الإصابة التي تعرض لها.
وعلى صعيد آخر، سيدعم بوخلال الحضور المغربي في الدوري الإيطالي، بوجود أمير ريتشاردسون (23 عاماً) مع نادي فيورنتينا، وكذلك رضا بلحياني (21 عاماً)، الذي يأمل في التألق هذا الموسم مع لاتسيو، بعد بدايته المتعثرة في النصف الثاني من الموسم الماضي، في وقت انضم فيه نائل العيناوي (24 عاماً) إلى نادي روما، منذ أيام قليلة، وكذلك عبدو هراوي (23 عاماً) مع فيرونا، ويوسف مالح (26 عاماً) مع فريق ليتشي، في وقت بات فيه أسامة العزوزي (24 عاماً) قريباً من الرحيل عن بولونيا معاراً إلى أوكسير الفرنسي. ويعتبر اللاعبون المغاربة أكثر الجنسيات العربية تمثيلاً في الدوري الإيطالي، وقد يزداد العدد مع إمكانية عودة سفيان أمرابط (28 عاماً) إلى "الكالتشيو".
Zakaria #Aboukhlal è appena arrivato all'Istituto medicina dello sport per effettuare le visite mediche con il #Torino.
Ecco il classe 2000 del #Toro in arrivo dal Tolosa. #calcionews24
@LorenzoBosca pic.twitter.com/CyRc0US1hC
— CalcioNews24.com (@CalcioNews24) July 28, 2025
♥️ Ecco la prima vera immagine di Zakaria #Aboukhlal con la sciarpa del @TorinoFC_1906. Visite mediche sostenute e prima serata in città prima della firma sul quadriennale, prevista domani. Arriva dal @ToulouseFC per €8.5M+1.5 di bonus. : @SkySport #Torino #calciomercato pic.twitter.com/BMnbRKHisV
— Toro Goal (@ToroGoal) July 28, 2025
## "هآرتس": نتنياهو يقترح ضمّ قطاع غزة للإبقاء على حكومته
28 July 2025 09:24 PM UTC+00
من المتوقع أن يقترح رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت) خطة لضمّ مناطق في قطاع غزة، في محاولة للإبقاء على وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ضمن حكومته.
ووفقاً للخطة التي أشارت إليها صحيفة هآرتس العبرية، مساء الاثنين، ستعلن إسرائيل أنها تمنح حركة حماس أياماً عدّة للموافقة على وقف إطلاق النار، وإن لم يحدث ذلك، ستباشر بضمّ أراضي القطاع. وسيجري عرض هذه الخطوة على أعضاء الكابنيت في أعقاب قرار نتنياهو السماح بزيادة المساعدات الإنسانية المقدّمة للقطاع، الذي اتُّخذ رغم معارضة حزب الصهيونية الدينية، برئاسة سموتريتش، في ظل الضغط الدولي على دولة الاحتلال التي تواصل حرب الإبادة والتجويع.
وبحسب الخطة التي يُتوقع أن يعرضها نتنياهو، ستُضم أولاً مناطق في المنطقة العازلة، وبعد ذلك تُضم مناطق في شمال القطاع المحاذية لمدينتَي سديروت وعسقلان. وسيتواصل هذا المسار تدريجياً حتى ضمّ القطاع بأكمله. ووفق التفاصيل التي قدّمها نتنياهو خلال محادثاته مع وزراء، فإن الخطة حصلت على الضوء الأخضر من إدارة ترامب.
وبحسب مصادر سياسية لم تسمّها الصحيفة، قال سموتريتش لنتنياهو في الأيام الأخيرة إنه "سيحكم على الأمور بحسب الأفعال"، وأضاف أنه إذا جرى تنفيذ خطة الضم، "فسيبقى في الحكومة في الوقت الراهن". وسبق أن أوضح سموتريتش، الذي لم يُعلّق بعد علناً على زيادة المساعدات المقدّمة لسكان غزة، سبب عدم اتخاذه خطوات تصعيدية قائلاً: "نحن نُعزّز خطوة استراتيجية جيّدة لا ينبغي التوسّع في الحديث عنها الآن. خلال وقت قصير سنعرف إن كانت ناجحة وإلى أين نتجه"، وأضاف: "في وقت الحرب ليس من الصواب الانشغال بالاعتبارات السياسية. سنُقيّم الأمور بناءً على النتيجة، الحسم ضدّ حماس".
ولفتت الصحيفة إلى أن التهديد بضم أراضٍ في قطاع غزة، بالتوازي مع تصريحات العديد من وزراء الحكومة بشأن الحاجة لإقامة مستوطنات في غزة، سيدفع إسرائيل نحو مسار تصادم مباشر مع المجتمع الدولي، باستثناء الولايات المتحدة. ومن المحتمل أن مثل هذا الإعلان سيؤدي أيضاً إلى انجراف دول أخرى خلف فرنسا في الاعتراف بدولة فلسطينية وفرض عقوبات على إسرائيل.
وتابعت بأن نتنياهو لم يكن متحمّساً في السابق لضمّ الأراضي، لكنه مستعد الآن لمحاولة دفع مثل هذه الخطة، في مسعى لإنقاذ حكومته. وفي محادثات مع وزرائه، قال نتنياهو إن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، قد عرض الخطة على وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، وقد حظيت بدعم البيت الأبيض، فيما لم يكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يزور هذه الأيام اسكتلندا، حاضراً في الاجتماع.
وصرّح سموتريتش الأسبوع الماضي، أن رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير قال له إنّه "من الضروري ضمّ الجزء الشمالي من القطاع لأسباب أمنية". وفي مؤتمر عُقد في الكنيست تحت عنوان "الريفيرا الخاصة بغزة"، قال الوزير: "يمكن البدء بالمنطقة الشمالية العازلة وإنشاء ثلاث مستوطنات هناك"، كما أشار إلى أن "الحديث جارٍ بالفعل حول هذا الأمر"، وأضاف: "هناك من يطلق عليه اسم الضم الأمني، إذا كان ذلك يساعد البعض على الشعور بالارتياح تجاهه".
## رقم 10 يستعيد البريق في ملاعب أوروبا... خلافة ميسي ومودريتش
28 July 2025 09:25 PM UTC+00
تمنح معظم الفرق القوية أهمية كبرى للاعب، الذي يحمل القميص رقم 10 في صفوفها، نظراً  لرمزية هذا الرقم، الذي حمله أفضل اللاعبين على مرّ التاريخ مع الأندية أو منتخبات بلدانهم، مثل الثنائي الأرجنتيني: دييغو أرماندو مارادونا وليونيل ميسي، وكذلك الفرنسي زين الدين زيدان والإيطالي روبيرتو باجيو، والكثير من النجوم، الذين تركواً إرثاً كبيراً في ملاعب كرة القدم، ويُصنفون من بين أساطير اللعبة، رغم أن الحظ لم يبتسم لهم. ويحاول عدد من لاعبي الجيل الجديد أن يسيروا على خُطى أبطال اللعبة الذين حملوا القميص رقم 10 سابقاً.
وخلال الفترة الأخيرة، بدأ القميص رقم 10 يستعيد مكانته في عالم كرة القدم، من خلال حرص الأندية على منح هذا الرقم إلى نجم الفريق الأول، كتتويج له على تألقه، وحتى يكون له دور كبير في مجال التسويق، وبيع الأقمصة إلى الجماهير، بما أن هذا النشاط أصبح مهماً في تمويل الأندية، وتوفير موارد مالية جديدة تساعدها في تغطية ارتفاع المصاريف، ولهذا فإنّ كبار الأندية منحت الرقم 10 إلى نجوم الصف الأول، بعد أن سرق الرقم 7 الأضواء في المواسم الماضية إثر تألق البرتغالي كريستيانو رونالدو.
ولجأ نادي برشلونة الإسباني إلى نجمه الأول لامين يامال، ليحمل القميص التاريخي، إذ سيرتدي في الموسم الجديد رقم 10 بعد رحيل أنسو فاتي عن النادي، وهو الذي ورث الرقم عن ليونيل ميسي. وقد ساهمت هذه الخطوة في زيادة مبيعات النادي من الأقمصة، إذ كان الإقبال عن القميص متزايداً، منذ انطلاق الفريق في ترويجه عبر  متاجره الرسمية، ذلك أنّ لامين يامال يُصنف الآن من بين أفضل اللاعبين في اللاعبين، وقادر على نحت مسيرة بطولية، وبات مرشحاً للتتويج بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، وسيشهد الإقبال على القميص تزايداً كبيراً في الفترة المقبلة مع عودة المنافسات الرسمية، وظهور لامين يامال بمستواه المبهر مثلما كان الأمر خلال الموسم الماضي.
ومن جانبه، قرّر ريال مدريد الإسباني منح هدّاف الفريق، الفرنسي كيليان مبابي، القميص التاريخي في النادي الملكي، إذ سيرفع مبابي رقم 10 عن الكرواتي لوكا مودريتش، الذي انتهى عقده مع النادي وانتقل إلى نادي ميلان الإيطالي. وكان مبابي أفضل لاعب في صفوف الفريق في الموسم الماضي، وحصل على الحذاء الذهبي لأفضل هدّاف في الدوريات الأوروبية الكبرى، ومن ثمّ فقد أصبح يملك وضعاً خاصاً في الفريق، وحمل القميص رقم 10 سيكون له دور كبير في تحفيزه، وهو الرقم الذي يحمله مع منتخب فرنسا، ورغم الانتقادات، التي وجهت لإدارة النادي الملكي بسبب الاختيار على مبابي لحمل هذا الرقم، إلّا أن الهداف الفرنسي بات الآن من بين أكثر لاعبي الفريق تأثيراً في النتائج، وقد أبدى سعادة كبيرة وهو يحصل على القميص رقم 10 رغم ثقل المهمة، بما أن أساطير النادي حملوا هذا الرقم سابقاً.
وفي إيطاليا، قرّر نادي يوفنتوس منح القميص التاريخي في النادي، إلى التركي كينان يلديز، الذي بات يحمل الرقم 10 منذ أن أثبت تميّزه وقدرته على صنع الفارق، وقد أظهر التركي أنه يستحق حمل هذا القميص وصنع انتصارات عديدة لفريقه، وهو بصدد استعادة مسيرة نجمه الأول أليساندرو ديل بييرو، كما اختار نادي ميلان في الموسم الماضي منح لاعبه البرتغالي، رافايال لياو، القميص رقم 10 لتحفيزه أكثر، وتأكيد أهميته في الفريق، وهو اللاعب الأعلى قيمة سوقية في النادي ونجمه الأول.
كما ورث الفرنسي عثمان ديمبيلي، القميص رقم 10 في باريس سان جيرمان بعد رحيل البرازيلي نيمار، وهو حالياً أفضل لاعب في الدوري الفرنسي، وكذلك يعتبر مرشحاً قوياً للحصول على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، ويحمل آمال النادي الفرنسي في رحلة الدفاع عن التتويجات التي حصدها الفريق في الموسم الماضي، التي ساهم فيها لاعب برشلونة سابقاً بشكل كبير للغاية وقدم الإضافة بأهدافه وتمريراته الحاسمة.
كما يحمل الإنكليزي، كول بالمر، رقم 10 مع فريق تشلسي، وهو اللاعب الأفضل في "البلوز" الذي يصنع الفارق باستمرار في آخر موسمين، بما أنه قدم الإضافة في أهم المباريات ويحمل آمال الفريق للتتويج على دوري أبطال أوروبا مجدّداً، أو التتويج بالدوري الإنكليزي، بعد سنوات من الغياب، وقد شهدت قيمته السوقية ارتفاعاً كبيراً في الأشهر الماضية، كما أكرم مانشستر يونايتد، الوافد الجديد على صفوفه، البرازيلي ماثيوس كوينها، بالرقم 10، بعد انضمامه إلى النادي في "الميركاتو" الصيفي، ولكن الرقم المميز لدى "الشياطين الحمر"، هو الرقم 7 الذي حمله أفضل اللاعبين في صفوفه.
وفي الأثناء، فإنّ الرقم 10 لا يتمتع بأهمية كبيرة في بعض الفرق، مثل مانشستر سيتي الإنكليزي، بما أن جاك غريليتش، الذي يرتدي هذا القميص وضعه المدرب الإسباني بيب غوارديولا، خارج حساباته وهو بصدّد البحث عن فريق جديد يواصل معه التجربة في الموسم المقبل، بعدما كانت صفقة انضمامه إلى "السيتي" من أغلى الصفقات في الدوري الإنكليزي.
## حرب الإبادة على غزة | شهداء وسط القطاع والمساعدات لا تصل مستحقيها
28 July 2025 09:38 PM UTC+00
يواجه قطاع غزة المحاصر ظروفاً مأساوية ومصيراً مجهولاً بشأن مستقبله، ففي ظل حرب الإبادة والتجويع المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وإصرار حكومة بنيامين نتنياهو على تعطيل المفاوضات، تتزايد الإشارات الإسرائيلية بنية نتنياهو وجيشه تشديد الحصار على القطاع واحتلاله.
ومساء أمس الاثنين، قالت صحيفة هآرتس العبرية، إنّه من المتوقع أن يقترح نتنياهو على المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) خطة لضم مناطق في قطاع غزة، في محاولة للإبقاء على وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ضمن حكومته. ووفقاً للخطة التي أشارت إليها "هآرتس"، ستعلن إسرائيل أنها تمنح حركة حماس أياماً عدّة للموافقة على وقف إطلاق النار، وإن لم يحدث ذلك، ستباشر بضم أراضي القطاع. وسيجري عرض هذه الخطوة على أعضاء الكابنيت في أعقاب قرار نتنياهو السماح بزيادة المساعدات الإنسانية المقدّمة للقطاع، الذي اتُّخذَ رغم معارضة حزب الصهيونية الدينية، برئاسة سموتريتش، في ظل الضغط الدولي على دولة الاحتلال التي تواصل حرب الإبادة والتجويع.
في موازاة ذلك، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، مساء الاثنين، إن إسرائيل سمحت بإدخال 87 شاحنة مساعدات إلى القطاع، وأكّد أن غالبيتها تعرض للسرقة تحت حمايتها. وأضاف المكتب في بيان أنّ "ما دخل اليوم إلى قطاع غزة لا يتعدى 87 شاحنة مساعدات، وقد تعرضت غالبيتها للنهب والسَّرقة بفعل الفوضى التي يُكرّسها الاحتلال الإسرائيلي عمداً"، وأشار إلى أن جيش الاحتلال ارتكب مجزرة مركّبة، بدأت برفض إدخال شاحنات المساعدات، قبل أن يستهدف عناصر تأمينها التابعين للعشائر والعائلات، ما أدى إلى استشهاد 11 شخصاً، وأضاف: "بعد التأكّد من قتلهم، فتح الاحتلال المجال لإدخال الشاحنات، لتقع في يد عصابات إجرامية ولصوص تحت حمايته المباشرة بالطائرات المسيّرة، والرصاص الحي والمباشر تجاه المواطنين".
"العربي الجديد" ينقل آخر تطوّرات حرب الإبادة على غزة أولاً بأول..
## ترامب يصف صادق خان بـ"الشخص البغيض" وبلدية لندن ترد
28 July 2025 09:46 PM UTC+00
هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب عمدة لندن صادق خان، واصفاً إياه خلال زيارته الاثنين إلى اسكتلندا بـ"الشخص البغيض" الذي "قام بعملٍ سيّئ"، قبل أن يُضيف أنه "سيزور لندن بالتأكيد". جاءت تصريحات ترامب خلال مؤتمر صحافي بمشاركة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في اسكتلندا، حيث يزورها ترامب لمدة أربعة أيام في زيارة غير رسمية، لكنها اتّسمت بالكثير من اللقاءات والتصريحات السياسية. وتأتي هذه التصريحات بعد خلاف سابق مع صادق خان عندما وصف العمدة بأنه "فاشل تماماً".
وتدخل رئيس الوزراء البريطاني، الجالس بجانب الرئيس الأميركي في منتجع الأخير للغولف في تيرنبيري، جنوب أيرشاير، عندما هاجم ترامب عمدة لندن المنتخب عن حزب العمّال، قائلاً: "إنه صديقي في الواقع".
بلدية لندن ترد
وردّ متحدث باسم عمدة لندن في أعقاب ذلك ببيان جاء فيه "صادق خان سعيد برغبة الرئيس ترامب في زيارة أعظم مدينة في العالم، سيرى كيف أن تنوعنا يجعلنا أقوى لا أضعف؛ أغنى لا أفقر"، وأضاف البيان: "لعل هذه هي الأسباب التي دفعت عدداً قياسياً من الأميركيين إلى التقدم بطلبات للحصول على الجنسية البريطانية في عهده".
ورداً على سؤال صحافي لترامب عمّا إذا كان يخطط لزيارة لندن خلال زيارته الرسمية للمملكة المتحدة في وقت لاحق من هذا العام، أجاب: "لستُ من مُعجبي عمدة لندن. أعتقد أنه لم يُؤدِّ عمله على أكمل وجه، عمدة لندن... شخصٌ بغيض". وتلقى الرئيس الأميركي دعوة رسمية من الملك تشارلز الثالث للانضمام إليه والملكة كاميلا في زيارة دولة ثانية، الأمر الذي قبله ترامب، ومن المتوقع أن تكون الزيارة في الفترة من 17 إلى 19 سبتمبر/أيلول وستُقام في قلعة وندسور.
هجوم متبادل سابق
وهذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها الرئيس الأميركي صادق خان، ففي عام 2019، وصف عمدة لندن، الذي أعيد انتخابه لولاية ثالثة في عام 2024، بأنه "فاشل تماماً، وعليه التركيز على مكافحة الجريمة في لندن". وكان لعمدة لندن تصريحات سابقة بشأن ترامب أيضاً منذ انتخاب الأخير لأول مرة رئيساً للولايات المتحدة. إذ عارض خان، في بعض الأحيان، الزيارات الرسمية لترامب إلى المملكة المتحدة. وفي عام 2017، دعا رئيسة الوزراء آنذاك تيريزا ماي إلى إلغاء زيارة ترامب المقترحة بعد ترويجه لمقاطع فيديو معادية للمسلمين، مشيراً إلى أن "أي زيارة رسمية على الإطلاق من الرئيس ترامب إلى بريطانيا لن تكون موضع ترحيب"، وجادل بأن سياسات ترامب "لا تتوافق مع القيم البريطانية".
واتهم خان ترامب مراراً باستخدام لغة مثيرة للانقسام والتحريض، ووصفه في تصريحات عديدة بأنه "النموذج الأعلى للعنصريين"، وبأنه "جاهل" بالإسلام، و"عنصري"، و"متحيز جنسياً"، و"كاره للمثليين". وبعد فوز ترامب بولايته الثانية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أعرب خان عن أن العديد من سكان لندن سيكونون "خائفين" بشأن ما سيعنيه ذلك "للديمقراطية" و"لحقوق المرأة"، وكذلك للقضايا العالمية مثل الوضع في الشرق الأوسط ومستقبل حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتغير المناخ.
ووصف البيت الأبيض الزيارة إلى اسكتلندا بأنها "رحلة خاصة"، ويبدو أن الهدف الرئيسي منها هو زيارة ملعبَي الغولف التابعين له، ترامب إنترناشونال في ميني في أبردينشاير، وترامب تيرنبيري في جنوب أيرشاير. وكان الملعب الأخير مسرحاً لعملية استهداف نفذها ناشطون من حركة "بالستاين أكشن" في شهر مارس/آذار الماضي، في رسالة للرئيس الأميركي بسبب تصريحاته المتعلقة بالاستيلاء على غزة، إذ نشرت الحركة بياناً في أعقاب الكتابة على أرضية الملعب بالطلاء الأبيض بشكل كبير "غزة ليست للبيع"، قالت فيه إنّ ذلك يأتي احتجاجاً على الخطط الأميركية الإسرائيلية "للتطهير العرقي في غزة".
## مساعدات غزة... نهب ممنهج للشاحنات بإشراف الاحتلال
28 July 2025 09:49 PM UTC+00
لا تزال العائلات الفلسطينية في قطاع غزة تنتظر الحصول على المساعدات الإنسانية، وتحلم بدخولها بانتظام كما كان الأمر قبل أن يطبق الاحتلال حصاره على القطاع ويغلق المعابر في 2 مارس/ آذار الماضي.
يُعلق الفلسطينيون المُجوعين في قطاع غزة آمالهم على دخول المساعدات الإنسانية كطوق نجاة يخرجهم من كارثة التجويع القائمة التي تنخر أجساد مئات الآلاف. ويتزايد الأمل مع موافقة الاحتلال على إدخالها من جديد عبر معبر "كرم أبو سالم" في جنوب قطاع غزة، ومنفذ "زيكيم" في شمال القطاع.
وبدأت شاحنات المساعدات، أمس الأول الأحد، الدخول إلى غزة عبر معبر "كرم أبو سالم"، لكنها تعرضت للسرقة والنهب عند وصولها إلى وسط القطاع، ولم تصل غالبيتها إلى المخازن الخاصة بالمؤسسات الدولية العاملة في غزة. وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس الاثنين، أن إجمالي ما دخل يبلغ 73 شاحنة مساعدات، وتعرضت غالبيتها للنهب أو التعطيل بفعل طائرات الاحتلال التي تمنع وصولها إلى مستودعات التوزيع، في "سياسة لهندسة الفوضى والتجويع". وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الاثنين، تسجيل 14 وفاة خلال الـ 24 ساعة الماضية نتيجة سوء التغذية، من بينهم طفلان، ليبلغ إجمالي وفيات التجويع 147 وفاة، من بينهم 88 طفلاً.
وكشف منسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، توم فليتشر، الاثنين، أن واحداً من كل ثلاثة أشخاص في غزة لم يأكل منذ أيام، وأكد أن "غزة تعيش أزمة إنسانية أمام أعين العالم، والذين يحاولون الحصول على المساعدات الغذائية يتعرضون لإطلاق النار، والأطفال يذوبون من الجوع".
من جانبه، يقول مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة لـ"العربي الجديد"، إن "عدد الشاحنات التي دخلت إلى القطاع، الأحد، لم يتجاوز 73 شاحنة، فيما يحتاج أهالي القطاع المحاصر إلى ما لا يقل عن 1000 شاحنة مساعدات يومياً، ولمدة شهر على الأقل، لتغطية الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية والطبية العاجلة، ثم بعد ذلك نحو 600 شاحنة يومياً بعد أن تخف وطأة الجوع. بعض تلك الشاحنات تعرضت للنهب، أو تم توجيهها إلى مناطق غير آمنة تحت مراقبة طائرات الاحتلال، وهناك محاولات واضحة لاستمرار سياسة التجويع بدلاً من تسهيل الإغاثة. ما نشهده ليس عجزاً لوجستياً أو تقصيراً عابراً، بل سياسة إسرائيلية متعمدة تستخدم الجوع كسلاح ضد أهالي غزة، ويجري ذلك بمباركة دولية، أو صمت قاتل من الدول الكبرى".
وحول عمليات الإنزال الجوي التي جرت أخيراً، يشير الثوابتة إلى أنها كانت بلا جدوى تُذكر، ويؤكد: "ما تم إنزاله لا يعادل حمولة شاحنتي مساعدات، وقد سقطت غالبية الحمولة في مناطق القتال المصنفة حمراء، ما يمنع المدنيين من الوصول إليها. الحل الجذري واضح، ويتمثل في الفتح الفوري غير المشروط للمعابر، وتسهيل دخول الغذاء والدواء وحليب الأطفال، وضمان وصول المساعدات إلى المدنيين بإشراف المؤسسات الأممية، بعيداً عن أي تدخلات سياسية أو عسكرية".
وفي وقت سابق، كشف المكتب الإعلامي الحكومي أن 250 ألف علبة حليب مطلوبة شهرياً لإنقاذ الأطفال الرضع من سوء التغذية. مضيفاً أن "أكثر من 40 ألف طفل دون عمر السنة الواحدة معرضون للموت البطيء بسبب الحصار الإسرائيلي الإجرامي".
وحذرت منظمة الصحة العالمية من مخاطر وصول معدلات سوء التغذية في غزة إلى مستويات غير مسبوقة، مؤكدة أن واحداً من بين كل خمسة أطفال يعاني من سوء التغذية الحاد، ما تسبب بارتفاع حاد في أعداد الوفيات، إذ لا تتمكن أجساد الأطفال الهزيلة من الصمود في وجه الجوع، ويفارق بعضهم الحياة قبل الوصول إلى المستشفيات، أو بعد وقت قصير من وصولهم.
بدورها، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، أن أطفال غزة يموتون جوعاً في ظل الحاجة الماسة إلى دخول واسع النطاق ومستمر للمساعدات الإنسانية.
ويعوّل كثيرون على مساعدات المؤسسات الإنسانية الدولية والأممية مثل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" وبرنامج الغذاء العالمي وغيرها، والتي توفر عدالة التوزيع، خصوصاً أن شاحنات المساعدات تتعرض للسرقة والنهب من اللصوص في مناطق يسيطر عليها جيش الاحتلال، ويتم بيعها في الأسواق بأسعار باهظة، ما يمنع وصولها إلى مُستحقيها.
وفي أعقاب دخول بعض المساعدات، تراجعت أسعار بعض المواد الغذائية في الأسواق، خصوصاً الطحين، إذ انخفض سعر الكيلو من 70 إلى 25 شيكلا، وتراجع الأرز من 75 إلى 40 شيكلا، وزيت الطهي من 90 إلى 60 شيكلا للتر الواحد، لكن هذه الأسعار لا تزال تفوق القدرة الشرائية للمواطنين الذين يعانون أوضاعاً معيشية قاسية منذ بداية الحرب.
يجلس النازح من مشروع بيت لاهيا شمالي القطاع إبراهيم المدهون (37 سنة) أمام خيمة غربي مدينة غزة، ليراقب سير الشاحنات القليلة القادمة من منفذ "زيكيم"، ويقول لـ"العربي الجديد": "كل ما نريده أن تدخل المساعدات. نريد فقط أن تنتهي المجاعة. أعيل أسرة تضم أربعة أطفال، ولا يتوفر عندي الطحين منذ أكثر من شهر، ولا أستطيع شراءه من السوق بسبب ارتفاع سعره، خصوصاً أنني بلا عمل منذ بداية الحرب، وفي غالبية الأيام ينام أطفالي جوعى. مع بدء دخول المساعدات، عاد الأمل بأن يصلنا بعضها، لكنها تعرضت للسرقة، ما أصابني بالإحباط. أملي أن يتم تأمين المساعدات، وأن تصل إلى مخازن التوزيع التابعة للمؤسسات الأممية، وخصوصاً أونروا، وأن تحصل كل عائلة على قدر منها".
بدوره، يقول الفلسطيني عبد الله رويشد (35 سنة) لـ "العربي الجديد": "لا نطلب المعجزات، وكل ما نطلبه هو أن وصول المساعدات بانتظام، وأن توزّع بعدالة. لا نملك حتى الخبز، لكننا نثق بمؤسسات الأمم المتحدة. ننام جوعى، ولا يتوفر شيء من الطحين أو الأرز، وطفلي يحتاج إلى الحليب، ولا أستطيع شراءه. كل ما نريده أن تبقى المعابر مفتوحة، وإدخال مزيد من المساعدات، وأن يتم تأمينها وحمايتها من اللصوص الذين يسلبون حقنا".
ذاق الفلسطيني محمد شقورة (40 سنة) مرارة النزوح المتكرر، وانتهى به المطاف مع عائلته المكونة من خمسة أفراد في خيمة بمنطقة شارع النفق شرقي مدينة غزة. يقول لـ "العربي الجديد": "نأكل مرّة واحدة في اليوم، والطعام المتوفر يأتي من التكيّات الخيرية، وقد نبقى بلا طعام في بعض الأيام، ومعظم ما نتناوله هو العدس. كل يوم نسمع عن قرب دخول المساعدات، لكننا لا نرى شيئاً. اللصوص يسرقون المساعدات، ويبيعونها في الأسواق، ولا نقدر على الشراء لأن الأسعار جنونية. الحل الوحيد أن تعود الوكالة للتوزيع على العائلات وفق النظام السابق".
تنظر الفلسطينية نداء موسى إلى أطفالها بعيون تملأها الحسرة على ما آلت إليه أوضاعهم، فالنحول ظاهر على أجسادهم، وهم نازحون من مخيم جباليا إلى خيمة في حي النصر بمدينة غزة. تقول: "لا يوجد لدينا طحين ولا معكرونة، ولا نستطيع الشراء بسبب ارتفاع الأسعار. زوجي مريض، وهو المعيل الوحيد لنا، ونعتمد بشكل كبير على طعام التكيّات الخيرية، وإذا لم توفر وجبات، نبقى من دون طعام".
تضاعفت معاناة أم علاء عايش (49 سنة) منذ استشهاد زوجها تاركاً خلفه عائلة مكونة من سبعة أفراد، من بينهم ثلاثة أطفال، وتقول: "لا أستطيع شراء أي شيء من الأسواق، وأنتظر توزيع المساعدات. لا أدري كيف يتم ترك المساعدات للسرقة؟ حسبنا الله ونعم الوكيل. لا بد من عودة المؤسسات الأممية للتوزيع حتى تصل المساعدات إلى كل بيت".
يعيش الفلسطيني خالد عبد القادر صالح (55 سنة) معاناة قاسية من جراء الجوع الذي ينخر أجساد عائلته المكونة من خمسة أفراد، وتفاقم الحالة الصحية لزوجته التي أجرت عملية جراحية في وقت سابق، وتحتاج إلى عناية خاصة وغذاء جيد. يقول صالح: "لم يدخل الطحين بيتنا منذ أكثر من شهر، ونعتمد على طعام التكيّات، وفي بعض الأحيان لا يتوفر. مع الحديث عن دخول المساعدات تأملنا أن نستلم بعضاً منها، لكن حينما عرفنا أنه تمت سرقتها أصابنا الإحباط".
ويضيف صالح لـ "العربي الجديد": "نعيش حصاراً خانقاً، والمعابر مغلقة منذ أشهر، وزاد المعاناة عدم وصول المساعدات التي كانت تشكل المصدر الأساسي لطعام عائلتي كوني مُعطلاً عن العمل. أدعو كل الجهات للعمل على تأمين المساعدات، وإعادة توزيعها على جميع المستحقين".
## الرطب المحلي... مهرجان سنوي يجتذب الزوار في قطر
28 July 2025 09:49 PM UTC+00
انطلقت النسخة العاشرة من مهرجان الرطب المحلي، الخميس الماضي، بساحة سوق واقف في وسط العاصمة القطرية الدوحة، ويستمر حتى 7 أغسطس/آب المقبل، وقد تحول إلى تقليد سنوي يترقبه كثيرون خلال شهر يوليو/ تموز، والذي يعد شهر الرطب المحلي في قطر، خاصة مع ما يرافق المهرجان من أجواء تراثية.
ويعد الرطب، أو التمر الطازج، إحدى الفواكه الشهيرة في العالم العربي، ويتميز بتنوع أنواعه واختلاف مذاقاته، وكل نوع يتميز بنكهة وقوام خاصين، وهو غني بالعديد من العناصر الغذائية المفيدة، إذ يحتوي على نسبة عالية من الألياف التي تساعد في تحسين عملية الهضم، كما أنه مصدر جيد للفيتامينات والمعادن مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم والحديد، ويحتوي على مضادات أكسدة تساهم في تعزيز صحة القلب وتقوية الجهاز المناعي، ما يجعله خياراً صحياً وغذائياً مهماً.
ويحظى المهرجان باهتمام وزارة البلدية وإدارة سوق واقف منذ انطلاقته الأولى في عام 2016، وحينها شاركت 19 مزرعة فقط، في حين وصل عدد المزارع المشاركة في النسخة الحالية إلى أكثر من 100 مزرعة، بعد تنامي الاهتمام بالمحاصيل المحلية، والإقبال المتزايد من المواطنين والمقيمين على شراء الرطب الذي يرتبط بالموروث المحلي والثقافة الغذائية السائدة في قطر.
ويتزامن تنظيم المهرجان مع موسم حصاد الرطب، ويسهم موقعه في سوق واقف، فضلاً عن أسعاره المنخفضة مقارنة بالمتاجر، في جذب مئات الزوار يومياً، والذين يتنقلون بين مختلف أصناف الرطب داخل خيمة ضخمة مكيفة ممتلئة عن آخرها بأطنان من الرطب الشهي.
ويبلغ متوسط سعر صندوق الرطب الطازج الذي يحتوي على كيلوغرام واحد نحو ثمانية ريالات قطرية (2.9 دولار)، ويوفر المهرجان مختلف أنواع الرطب، وأشهرها الخلاص، والشيشي، والبرحي، والخنيزي، إضافة إلى أنواع مثل اللولو، والسلطانة.
وتقام فعاليات المهرجان يومياً من الساعة الرابعة عصراً حتى التاسعة مساءً من الأحد إلى الخميس، وتمتد حتى العاشرة مساءً في يومي الجمعة والسبت، لإتاحة المجال لأكبر عدد من الزوار للمشاركة والتسوق.
وقالت وزارة البلدية القطرية، في بيان، إن "حجم الإنتاج المحلي من الرطب بلغ هذا العام 26.405 أطنان، وتم الحصول عليها من مساحة تبلغ 2.542 هكتاراً، موزعة على 892 مزرعة منتجة تحتوي على أكثر من 508 آلاف نخلة، مع تحقيق نسبة اكتفاء محلي تُقدّر بـ75%".
وسجلت النسخة الماضية من المهرجان مبيعات تجاوزت 240 طناً من الرطب، بحسب مدير سوق واقف، محمد عبد الله السالم، والذي توقع في تصريحات صحافية، تحقيق نتائج أفضل هذا العام، بفضل الجودة العالية للإنتاج المحلي، والمشاركة الواسعة من المزارع القطرية التي تقدم تشكيلة متنوعة من الرطب.
ويقول رئيس قسم الإرشاد والخدمات الزراعية في وزارة البلدية، أحمد اليافعي، إن الوزارة تقدم دعماً متكاملاً لأصحاب المزارع في مختلف مراحل عملية الزراعة، بما في ذلك توفير خدمات المكافحة الزراعية بالمجان، فضلاً عن دورات إرشاد للمزارعين حول العناية بالنخيل حتى حصاد الرطب، بهدف تعزيز المعرفة الزراعية، ورفع الإنتاج.
وتقدم وزارة البلدية وإدارة سوق واقف دعماً مباشراً للمزارعين من خلال توفير مواقع العرض وعبوات التعبئة بالمجان، ما يسهم في تخفيف الأعباء عليهم، وتحفيزهم إلى زيادة الإنتاج وتطوير جودة الرطب المحلي.
وفي إطار تشجيع المزارعين، تشهد النسخة الحالية من المهرجان مسابقات تهدف إلى التحفيز، من بينها جائزة لأكبر موزع للرطب، وأفضل عرض تقديمي على الطاولات، إضافة إلى جوائز يومية مخصصة لزوار المعرض.
وتشارك إدارة البحوث الزراعية في وزارة البلدية القطرية في مهرجان الرطب المحلي من خلال جناح يقدم لزوار المهرجان والمزارعين مجموعة من النصائح والإرشادات العلمية والتقنية المرتبطة بزراعة النخيل وإنتاج الرطب، ويقدم الجناح شروحاً وافية حول أفضل ممارسات زراعة الفسائل، باعتبارها من أهم مراحل تأسيس مزرعة نخيل ناجحة، وتغطي الإرشادات توقيت الزراعة الأمثل خلال فصلي الربيع والخريف، وطرق تجهيز الحفرة، وشروط التربة، وآلية تثبيت الفسيلة، إضافة إلى خطوات الري السليم التي تضمن نجاح عملية الزراعة. 
ويوفر جناح وزارة البلدية كذلك قسماً خاصاً لبيع فسائل النخيل، والتي تتوفر بأصناف محلية ذات جودة عالية، ما يمنح المزارعين فرصة اقتناء فسائل مناسبة للزراعة، وتوسعة مزارعهم، ومن ثم زيادة إنتاجهم السنوي من الرطب.
## تمييز في روسيا يلاحق العائدين من جبهة القتال الأوكرانية
28 July 2025 09:50 PM UTC+00
رغم بطء التقدم في مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، واقتصارها على تسوية الملفات الإنسانية في المرحلة الراهنة، إلا أن موسكو تتأهب لاستقبال مئات آلاف العائدين من مناطق القتال شرقي أوكرانيا وإعادة إدماجهم في حياة السلم، وبالدرجة الأولى استيعابهم في سوق العمل، في ظل الحذر الذي يبديه أرباب العمل حيال من مرّوا بتجربة حمل السلاح ورأوا بأم أعينهم مشاهد الدمار والقصف والموت.
ومن بين مؤشرات قلق السلطات الروسية من أوضاع المحاربين العائدين، إطلاق القناة الأولى الحكومية برنامجاً حوارياً حول تحدي اندماج المحاربين في حياة السلم، تحت عنوان "سنحيا"، وهو أول برنامج يتناول تكيّف العائدين من الجبهة مع حياة السلم والمشاكل التي يواجهونها، مثل النقاهة بعد الإصابات وصعوبات إيجاد عمل.
يشكو بطل إحدى حلقات البرنامج من التمييز الذي يتعرض له في سوق العمل، وعزوف أرباب العمل عن توظيفه بمجرد علمهم أنه شارك في القتال، نظراً لاعتمادهم صورة نمطية تقول إن "المحارب السابق يتسم بشخصية عصبية، غير متزنة وغير مستقرة"، ما اضطرّه إلى العمل بعيداً عن تخصصه في مجال توصيل الطلبات، وشطب مشاركته بالعمليات العسكرية من سيرته الذاتية.
للوهلة الأولى يخلق تناول قضية التمييز بحق المحاربين بالقناة الأولى، انطباعاً بإقرار السلطة الروسية بخطورة الظاهرة والمخاوف على اندماج مئات آلاف المحاربين العائدين في حياة السلم. إلا أن البرنامج لا يخلو من الجانب الدعائي من جهة الترويج لفكرة أن الدولة لا تتخلى عن المحاربين العائدين وتقدم دعماً لهم.
ويقرّ رئيس مجلس الإشراف في معهد الديمُغرافيا والهجرة والتنمية الإقليمية في موسكو، يوري كروبنوف، بأن السلطات لا تجري استعدادات كافية لاستيعاب مئات آلاف العائدين من الجبهة بسوق العمل، مشيراً إلى أن التصدي لمثل هذا التحدي يتطلب حلولاً ابتكارية تتجاوز أنماط التفكير السائدة في دولة تعتمد نموذج اقتصاد السوق والمجتمع الاستهلاكي.
ويقول كروبنوف لـ"العربي الجديد": "مشكلة استيعاب المحاربين السابقين بالغة الخطورة، خصوصاً أنه لا تجري أي استعدادات واسعة النطاق لعودتهم، ويحتاج التعامل مع هذه القضية مقاربات ابتكارية تتجاوز طريقة التفكير السائدة في اقتصاد السوق، من قبيل إنشاء وكالة منفصلة معنية بتوظيفهم".
ومع ذلك، يعتبر أن دوافع أرباب العمل لعدم توظيف المحاربين السابقين لا تقتصر على تجربتهم القتالية، مضيفاً: "لا يقل متوسط عمر المقاتلين عن 40 سنة، بينما يفضل أرباب العمل توظيف شباب أكثر طاعة وامتثالاً للتعليمات. أما في ما يتعلق بالمحاربين السابقين، فيصبحون أقل مرونة بعد غيابهم عن حياة السلم".   
ويقرّ كبير الباحثين في معهد علم الاجتماع التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أندريه أندرييف، بأن مشكلة توظيف المحاربين القدامى قائمة نظراً لمعاناتهم متلازمة ما بعد الحرب، نتيجة ما شاهدوه من أهوال، آملاً أن يكون قد أدرك هؤلاء قيمة الحياة وأن يساهموا في بناء الدولة. ويقول لـ"العربي الجديد": "هناك جهود تبذل من أجل استيعابهم، حيث يُرشَّح الأشخاص الأكثر نشاطاً لوظائف حكومية، مع رهانات على أن من شاهدوا الموت سيصبحون أعمدة للتحولات التي تعيشها روسيا، بما فيها حملة مكافحة الفساد بحق مسؤولين في الدولة وجنرالات الجيش، بصرف النظر عن المناصب ودرجة الولاء".
وحول رؤيته للمشاكل المتعلقة باندماج المحاربين العائدين، يضيف أندرييف: "ثمة أعداد كبيرة من المحاربين العائدين يعانون متلازمة ما بعد الحرب، حيث يكتشفون أن المهارات التي اكتسبوها غير مطلوبة. تضاف إلى ذلك المشاكل النفسية بعد أن رأوا الموت والدماء وأطرافاً مقطوعة، ولا شك أن هناك خطر انكسار بعضهم وضلوعهم في أعمال إجرامية".
لكن حتى انتهاء أعمال القتال في أوكرانيا بشكل كامل، لا تزال آفاق عودة الأغلبية الساحقة من المحاربين ضبابية، إذ ينصّ المرسوم الرئاسي الصادر في 21 سبتمبر/أيلول 2022، على سريان عقود العسكريين حتى انتهاء فترة التعبئة الجزئية التي لم تُلغَ رسمياً في روسيا حتى اليوم. لا يترك هذا الوضع مجالاً لتسريح العسكريين المتعاقدين أو من جرت تعبئتهم إلا في ثلاث حالات، هي بلوغ السن القانونية القصوى لأداء الخدمة العسكرية، والأسباب الصحية، ودخول أحكام بالسجن حيّز التنفيذ. ورغم أنه لا تجري تعبئة الأفراد حالياً، إلا أن سريان مفعول التعبئة الجزئية لن ينتهي رسمياً إلا بمرسوم رئاسي آخر، ما يعني أن العقود الموقعة كافة لا تزال سارية تلقائياً.
## حكومة غزة: 87 شاحنة مساعدات دخلت القطاع الاثنين تعرضت غالبيتها للنهب
28 July 2025 10:07 PM UTC+00
قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، مساء الاثنين، إنّ إسرائيل سمحت بإدخال 87 شاحنة مساعدات إلى القطاع، مؤكداً أن غالبيتها تعرضت للسرقة تحت حمايتها. وأضاف المكتب في بيان أن "ما دخل اليوم إلى قطاع غزة لا يتعدى 87 شاحنة مساعدات، وقد تعرضت غالبيتها للنهب والسَّرقة بفعل الفوضى التي يُكرّسها الاحتلال الإسرائيلي عمداً".
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي ارتكب مجزرة مركّبة، بدأت برفض إدخال شاحنات المساعدات، قبل أن يستهدف عناصر تأمينها التابعين للعشائر والعائلات، ما أدى إلى استشهاد 11 شخصاً.
وأضاف: "بعد التأكد من قتلهم، فتح الاحتلال المجال لإدخال الشاحنات، لتقع في يد عصابات إجرامية ولصوص تحت حمايته المباشرة بالطائرات المسيّرة، والرصاص الحي والمباشر تجاه المواطنين".
من جهة ثانية، قال المكتب الإعلامي إنّ "عملية الإنزال الجوي المحدودة التي نُفذت اليوم (أمس الاثنين) لم تتجاوز حمولتها نصف شاحنة مساعدات، وسقطت في مناطق قتال حمراء شرق حي التفاح وجباليا، حيث يوجد جيش الاحتلال، وهي مناطق لا يمكن للمواطنين الوصول إليها مطلقاً".
وأكد المصدر ذاته أن "ما يجري في قطاع غزة يُعد نموذجاً واضحاً وممنهجاً على أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى بوعي إلى نشر الفوضى وهندسة المجاعة، ويمنع عمداً وصول المساعدات إلى مستودعاتها أو مستحقيها، بما يشكّل جريمة متعمّدة ومستمرة بحق المدنيين المحاصرين".
وحمل إسرائيل والإدارة الأميركية "المسؤولية الكاملة عن هذه الإبادة والتجويع والفوضى المفتعلة والممنهجة"، وطالب بتدخل دولي فوري وآلية أممية نزيهة لتوزيع المساعدات بما يحقق مبادئ العمل الإنساني.
وتشهد الأوضاع في قطاع غزة تصعيداً واسع النطاق على مختلف المستويات، وسط استمرار الحرب الإسرائيلية وتفاقم الكارثة الإنسانية، بينما تتعثر جهود التهدئة مجدداً، وأكد رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة خليل الحية، مساء أمس الأحد، أن الاحتلال الإسرائيلي انقلب على نحوٍ مفاجئ على التفاهمات التي جرى التوصل إليها خلال جولات التفاوض الأخيرة، متهماً تل أبيب بالسعي للمماطلة وإطالة أمد الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة. وشدّد الحيّة على أن إدخال الطعام والمساعدات فوراً هو "التعبير الجدّي عن جدوى استمرار المفاوضات"، معلناً أنه "لا معنى لاستمرارها تحت التجويع والإبادة".
ميدانياً، تواصل آلة الحرب الإسرائيلية حصد أرواح المدنيين في غزة، إذ أعلنت وزارة الصحة في القطاع عن استشهاد 88 فلسطينياً وإصابة 374 آخرين خلال 24 ساعة فقط، لترتفع حصيلة العدوان المستمر منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 59.821 شهيداً و144.851 مصاباً. وأشارت الوزارة إلى أن الفترة من 18 مارس/ آذار 2025 حتى الأحد، شهدت وحدها استشهاد 8.657 فلسطينياً، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات الدولية من مجاعة واسعة النطاق وأزمة صحية كارثية تهدد السكان المحاصرين.
(الأناضول، العربي الجديد)
 
## الديمقراطية ذات الأنياب في العراق: حماية من الداخل
28 July 2025 10:08 PM UTC+00
لا تنهار الديمقراطيات عادةً بصوتٍ مدوٍّ، بل تتآكل من الداخل، بصمت، على يد أولئك الذين يرفعون شعاراتها ويهدمون مؤسّساتها. كثير من الأنظمة الديمقراطية، خاصة الناشئة منها، تسقط ليس بفعل انقلاب عسكري، بل بسبب عجزها عن الدفاع عن ذاتها، وخوفها من الصدام مع المليشيات، أو تغاضيها عن تغول الفساد، أو سكوتها الطويل عن "الدين المسلّح".
الديمقراطية ليست ناعمة دائماً
ثمة صورة نمطية خادعة تُقدَّم عن الديمقراطية على أنها نظام ضعيف، مسالم، مفتوح على كل الفوضى. لكن الحقيقة أن الديمقراطيات الراسخة لا تبقى لأن شعوبها طيبة، بل لأنها تملك أنياباً قانونية ومؤسّساتية دستورية حاسمة تحمي النظام من التخريب والتغلغل والاستلاب.
في فرنسا، لا يسمح القانون لحزب لا يعترف بالجمهورية أن يترشّح للانتخابات. وفي ألمانيا، تُحظر التنظيمات التي تهدد النظام الدستوري، ويُلاحق خطاب الكراهية قانونياً، حتى لو أتى من نواب منتخبين. وفي تركيا، رغم الجدل حول التوازنات، فقد استخدم النظام الديمقراطي أدواته التشريعية والمؤسّساتية لحظر تنظيمات عُدّت تهديداً للنظام العام أو ذات ارتباط خارجي. هذه الدول تدرك أن الديمقراطية لا تُحمى بالحياد السلبي، بل بقدرة الدولة على الدفاع عن روحها الدستورية.
الديمقراطيات الراسخة لا تبقى لأنّ شعوبها طيبة، بل لأنها تملك أنياباً قانونية ومؤسّساتية دستورية حاسمة تحمي النظام من التخريب
ديمقراطية بلا أنياب: النموذج العراقي
أما في العراق، فقد بُنيت ديمقراطية بلا مخالب، وبلا ذاكرة سياسية تستند إلى الدولة الحديثة. ديمقراطية قامت على المحاصصة لا على التمثيل الحقيقي، وعلى التغاضي لا على المحاسبة، وعلى الترضيات لا على المشروعية. ومنذ عام 2003، أخذت الدولة شكلاً هجيناً: سلطة سياسية مقيّدة بإرادات داخلية وخارجية، ومؤسّسات يُخترق بعضها بسهولة، ولا تملك غطاءً سيادياً موحّداً.
في هذا النموذج، صار من الطبيعي أن يُستهدف الناشط ولا يُعاقب الجاني، وأن يُهاجم القضاء حين يقترب من ملفات السّلاح، وأن يُمنح "الزّعماء" مساحة فوق القانون، بحجة الموازنة بين القوى. ومع تزايد هذا التآكل، أصبحت الديمقراطية واجهة لدولة رخوة، بلا أدوات ردع، بلا سيادة تنفيذية، وبلا قدرة على حماية ذاتها من التصدع.
الدولة على حافة الانهيار
اليوم، تقف الدولة العراقية على حافة الانهيار، لا بسبب مؤامرة خارجية فحسب، بل نتيجة هشاشة داخلية متراكمة. فشل مؤسّسات ما بعد 2003 في إنتاج حكم فاعل، وضياع الهوية الوطنية بين الطائفية والولائية، واستمرار تغوّل السلاح والمليشيات، كلّها عوامل دفعت النظام إلى نقطة اللايقين. لم يعد السؤال: كيف نطوّر ديمقراطيتنا؟ بل: كيف نمنع انهيار ما تبقى من الدولة؟
الديمقراطية ذات الأنياب: الضمان الوحيد للبقاء
في مثل هذه اللحظة، لا يكفي أن ندعو إلى "إصلاح سياسي" أو "انتخابات شفافة"، تلك شعارات تفقد معناها ما لم ترتبط بإرادة حماية الدولة، وبنية مؤسّساتية قادرة على الردع، ومجتمع سياسي يقف مع القانون لا مع الزعيم.
إنّنا بحاجة إلى ديمقراطية ذات أنياب، لا تهاجم الناس، بل تحمي النظام. لا تقمع، بل تمنع القمع. لا تخضع لمن يرفع السلاح، بل تعيد السلاح إلى مكانه الوحيد: تحت سلطة الدولة، التي تحتكر العنف المشروع.
وهنا، يصبح جوهر الديمقراطية العراقية الجديدة هو القدرة على:
محاسبة كل من يتجاوز على القانون، بغضّ النظر عن صفته أو مكانته أو مرجعيته.
ضبط العلاقة بين الدين والسياسة، ورفض تغليف السلاح بخطاب مقدّس.
تحرير الأمن الوطني من الولاءات الثنائية أو المناطقية.
ترسيخ قضاء مستقل لا يتأثر بالضغوط السياسية أو تحالفات اللحظة.
تجارب مقارنة: بين التماسك والانهيار
ليست هذه أفكاراً مثالية. خذ مثلاً تجربة تونس بعد الثورة، حين كادت الدولة تنزلق إلى الفوضى بسبب هشاشة مؤسّساتها أمام الاغتيالات السياسية، لكن بعض الأدوات الصلبة في النظام، مثل المحكمة الدستورية وهيئة الانتخابات، استطاعت أن تُبطئ الانهيار، ولو مرحلياً.
في المقابل، فشلت ليبيا ولبنان في حماية الديمقراطية الهشة فيهما، لأنّ مؤسّسات الدولة فيهما تُركت بلا حماية، وتحوّل النظام إلى رهينة لسلاح خارج القانون.
العراق اليوم أقرب إلى السيناريو اللبناني، لا من حيث الشكل الطائفي فحسب، بل من حيث تآكل الردع، وشلل الدولة أمام القوى الموازية، والعجز المستمر عن فرض القانون بالتساوي.
ما الذي نحتاجه في العراق؟
لعلّ أهم ما يمكن أن تستعيده الدولة العراقية اليوم هو قدرتها على القول والفعل: أن تقول "لا" لمن يبتز النظام بالسلاح، وأن تفعل وفق القانون، لا وفق موازين التهديد أو الولاء.
ولتحقيق ذلك، نحن بحاجة إلى:
تطبيق قانون الأحزاب الحالي، المعطّل، أو تشريع قانون أحزاب جديد يمنع تشكيل أو تمويل أو تسليح أي كيان سياسي خارج الأطر الدستورية، ويجرّم التبعية للخارج.
إعادة هيكلة المنظومة الأمنية لتكون خاضعة تماماً للقيادة المدنية المنتخبة.
تأسيس مركز سياسات وطني يحمي الدستور من التأويلات الخبيثة، يتفرع عنه نظام عدالة انتقالية يضمن محاسبة من تلطخت أيديهم بدماء أو أموال العراقيين.
إعلام حر ومستقل يستطيع كسر احتكار الرواية، والرد على التضليل، وبناء وعي وطني جامع.
من أجل بقاء الدولة لا النظام فحسب
الديمقراطية ليست صناديق اقتراع ومجالس نواب فحسب، إنها القدرة على حماية النظام من العبث، فالحريات لا تُحمى بالنيّات الطيبة، بل بالمؤسّسات الصلبة. والدول الحرة لا تبقى حرّة إلّا إذا امتلكت الأدوات التي تردع بها من يسعى إلى تقويضها.
إن ديمقراطية لها أنياب لا تضمن حماية الحقوق فحسب، بل تحفظ وجود النظام نفسه من الانهيار. نحتاجها الآن، أكثر من أي وقت مضى، لمنع لحظة الانفجار القادمة. ولإعادة تعريف العراق بصفته دولةً لا ساحة، ووطناً لا فراغاً دستورياً قابلاً للنهب.
## الإعلام الغربي وكسر الصمت تجاه مجاعة غزة
28 July 2025 10:08 PM UTC+00
في مشهد يجسد أفظع صور استهداف المدنيين في الحروب، تتوالى الأخبار المفجعة يومياً عن وفاة الأطفال جوعاً في قطاع غزة المحاصر. جوع يُستخدم سلاحاً ممنهجاً لإزهاق أرواح السكان، ليشهد القطاع كارثة إنسانية متعمّدة، إذ يواصل الاحتلال الإسرائيلي استغلال التجويع أداةً للضغط السياسي، وسط تواطؤ دولي، وخذلان عربي، وصمت إعلامي وأخلاقي مشين.
وإذا لم تتحرك دول العالم قاطبة، فإنّ المجاعة في غزة لن تكون مجرد كارثة، بل جريمة إبادة جماعية معلنة ضد الإنسانية. فمنذ أشهر، تعاملت معظم وسائل الإعلام الغربية مع المجاعة في غزة بصمت مطبق، متجاهلة جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، في تناقض صارخ مع شعاراتها عن حماية الحقوق والحريات والدفاع عن المظلومين.
غير أنّ شيئاً ما بدأ يتغير أخيراً؛ إذ بدأت مؤسّسات صحافية كبرى، حتى تلك المحسوبة على التيار المحافظ، في مراجعة خطابها حيال ما يجري في غزة، تحت وطأة مشاهد الجوع والانهيار الإنساني التي لم يعد بالإمكان إنكارها أو تأطيرها ضمن السرديات الأمنية والسياسية الإسرائيلية.
وقد ساهمت الانتقادات العلنية من الأمم المتحدة وعشرات المنظمات الإنسانية، إلى جانب التصريحات الصريحة من حكومات غربية، في كسر جدار الصمت الإعلامي. ففي بيان مشترك صدر الاثنين الماضي، دعا الاتحاد الأوروبي و28 دولة غربية، بينها بريطانيا وفرنسا، إسرائيل إلى الوقف الفوري للحرب، مستنكرين التدفق غير المنتظم للمساعدات، ومعتبرين أن مقتل أكثر من 800 مدني أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء أمر مروّع وغير مبرّر.
هذا التحول، وإن جاء متأخراً، يعكس محدودية القدرة على إخفاء الحقيقة، لا سيّما حين تبلغ المأساة ذروتها أمام عدسات الكاميرا
هذا التحوّل، وإن جاء متأخراً، يعكس محدودية القدرة على إخفاء الحقيقة، لا سيّما حين تبلغ المأساة ذروتها أمام عدسات الكاميرا وشهادات المنظمات الأممية.
نشرت صحيفة التلغراف البريطانية اليمينية تقريراً بعنوان: "جسدهم يضعف يوماً بعد يوم: أطفال في غزة يتضورون جوعاً حتى الموت"، عرضت فيه صوراً من داخل أحد المستشفيات القليلة المتبقية، توثّق معاناة أطفال يعانون من سوء تغذية حاد. التقرير سلّط الضوء بصرياً وعاطفياً على الأجساد الصغيرة التي ينهكها الجوع، وتضمّن شهادات لأطباء فلسطينيين يواجهون نقصاً كارثياً في الموارد، وأشارت الصحيفة إلى وفاة 33 شخصاً، بينهم 12 طفلاً، بسبب الجوع خلال 48 ساعة فقط.
ومع ذلك، تجاهل التقرير ذكر إسرائيل بوصفها مسبباً في هذه المجاعة، وكأن الكارثة حدثت بمعزل عن سياقها السياسي والعسكري، متغافلاً عن حقيقة أن الاحتلال يفرض حصاراً خانقاً على غزة منذ أكثر من 21 شهراً، ويقصف القطاع يومياً، ويدمّر بنيته التحتية والمنشآت الطبية في واحدة من حروب الإبادة الجماعية على القطاع.
أما صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، فقد تناولت المجاعة من زاوية سياسية ضيقة، في مقال رأي بعنوان "أزمة المساعدات في غزة تخدم حركة حماس فقط". المقال قدم المجاعة أداةً في يد حماس لتعزيز موقفها السياسي، متجاهلاً السياق الإنساني الأكبر والمسبب الفعلي لها.
في فرنسا، خصّصت صحيفة لوفيغارو ذات التوجه اليميني، مساحة بارزة للأزمة، ونشرت تقريراً مصوّراً بعنوان: "خطر المجاعة في غزة هو نتيجة الحصار الإسرائيلي، كما تؤكد فرنسا". التقرير نقل تصريحات مباشرة من الخارجية الفرنسية، تقرّ فيها بأن المجاعة ليست عَرَضاً عابراً، بل نتيجة مباشرة للحصار المستمر.
بدورها، أولت صحيفة ليبراسيون اليسارية اهتماماً بالغاً بالكارثة، وافتتحت عددها في 24 يوليو/تموز بصورة صادمة لطفل من مخيّم الشاطئ أنهكه الجوع، تحت عنوان: "المجاعة في غزة"، نقل التقرير تحذيرات أكثر من مئة منظمة غير حكومية من وقوع مجاعة جماعية، في ظل انعدام المساعدات التي تمنع إسرائيل دخولها.
أما صحيفة لوموند الفرنسية ذات التوجه الوسطي، فقد كرست صفحتها الأولى لتغطية المجاعة، واختارت صورة مؤثرة لامرأة فلسطينية تحتضن طفلها الجائع، بعنوان: "قطاع غزة: ويلات المجاعة". التقرير نقل شهادات مؤلمة عن معاناة الغزيين اليومية، مشيراً إلى أن إسرائيل تعتمد استراتيجية تهدف إلى تفريغ غزة من سكانها.
وفي بريطانيا، تواصل صحيفة الغارديان ذات التوجه التقدمي، تغطيتها المستمرة للإبادة في غزة، عبر مدونة حية تنقل آخر المستجدات من القطاع. أما صحيفة إل باييس الإسبانية، فقد نشرت تقريراً مصوراً يظهر فلسطينيين يصطفون في طوابير للحصول على الطعام، تحت عنوان: "المجاعة في غزة تطلق موجة غضب عالمي"، عاكسةً تصاعد الاستياء الدولي من الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
في المقابل، غابت المجاعة عن الصفحات الأولى في صحف أميركية كبرى مثل واشنطن بوست ونيويورك تايمز، التي فضلت التركيز على قضايا داخلية، متجاهلة واحدة من أبشع الكوارث الإنسانية المعاصرة، التي ترتكبها إسرائيل بدعم سياسي وعسكري من إدارات أميركية متعاقبة.
إن التواطؤ الغربي، والصمت العربي، والدعم الأميركي الراسخ للاحتلال الإسرائيلي، لم تعد مجرد مواقف سياسية، بل باتت شراكة فعلية في جريمة إبادة تُرتكب يومياً ضد شعب أعزل، يحاصر ويجوَّع ويُقتل على مرأى ومسمع من عالم يدّعي الدفاع عن القيم الإنسانية.
## حرية بلا ضوابط: خطر الفردانية على النسيج القيمي
28 July 2025 10:08 PM UTC+00
تتشارك المجتمعات، لا سيّما تلك المتجذّرة في منظومة قيم وتقاليد متأصّلة، في جدلية معقدة بين ضرورة الانتماء الجماعي، وصعود تيار فردي منحرف يمجّد "التحرّر الشخصي" بلا حدود، فبينما يُمثل الانضمام إلى المجتمع تجسيداً للمساهمة في صياغة الهوية الثقافية والاجتماعية، تظهر اليوم أفعال فردية تحاول التخلص من كل قيد، بما في ذلك القيود الأخلاقية والقيمية والاجتماعية والقانونية، وغالباً ما يصار إلى اعتبار هذه الأفعال الخارجة عن المألوف عادية، في محاولة لتبريرها، رغم كونها مُهدِرة لكرامة الآخرين.
لا يختلف عاقلان على أن الاستقلالية الفردية حق أساسي لا جدال فيه، غير أن الخطر يكمن في تحويل هذا الحق أداةً تُشهر في وجه المجتمع كلما اشتد الخناق بالضوابط الأخلاقية، أو تعارضت الأعراف مع الميول الفردية العابرة. يتجاوز الأمر مجرد الرفض الخاص، ليصل إلى حد السخرية والاستخفاف بمَن يتمسكون بالقيم، كأنّ الالتزام بها عار، بينما يصور الخروج على المألوف إنجازاً فردياً يستحق الإشادة والثناء، في محاولة لشرعنة سلوكيات شاذة تُقلّل من شأن الآخرين وتتجاوز الحدود المجتمعية والقانونية.
وتتجلى التناقضات السافرة في أن أولئك الذين ينادون بتسامح المجتمع مع تصرفاتهم، لا يبدون أي استعداد لفهم حساسية النسيج الاجتماعي أو احترام مشاعر الآخرين. يطالبون بالاعتراف بحقهم في التعبير عن الذات والسلوك والاعتقاد، لكنّهم يجيزون لأنفسهم ما لا يقبلونه من غيرهم، حتى لو كان مؤذياً أو جارحاً. في قاموسهم، تصبح الحرية حقاً مطلقاً عندما تخصهم، بينما تتحول إلى قيد ضيق حين تتعلق بالآخرين. وهذا يكشف عن مقياس مزدوج يستخدم لتبرير الانحرافات السلوكية وإهانة الآخرين، متجاهلين القيود الشرعية والقانونية.
وتحول الانسلاخ عن القيم، في بعض الأحيان، من مجرد سلوك فردي إلى خطاب ممنهج، بل وأحياناً إلى استعراض وقح يسعى لإحداث الاستفزاز. لا يقتصر الأمر على ممارسة الحقوق الذاتية، بل يتعداه إلى محاولة فرضها بالقوة على الجميع، حتى لو أفضى ذلك إلى الانتقاص من كرامة الآخرين أو استفزاز شرائح مجتمعية بأكملها ترى في قيمها وتقاليدها عماداً رئيسياً لوجودها وهويتها. هذا التحوّل من الحقوق إلى الفرض، خصوصاً عندما يتعلق بالأفعال الشاذة التي تهدر الكرامة وتتجاوز الضوابط الشرعية والقانونية، يشكل تحدّياً جسيماً للتناغم الاجتماعي.
ليس المقصود من هذا الطرح الدفاع عن الأعراف بوصفها نصوصاً مقدسة لا تقبل المساءلة، فالمبادئ في أي مجتمع يجب أن تخضع للمراجعة والتطوير المستمرَين، وبعض العادات قد تحتاج إلى تنقية وتنقيح. ومع ذلك، هناك فارق جوهري بين التدقيق الواعي والمسؤول لمنظومة القيم، وبين الهدم العشوائي الذي لا يستند إلى أي معيار سوى الرغبة الشخصية، والذي غالباً ما يكون غطاءً لأفعال شاذة تُهين الآخرين وتُخالف الأطر المجتمعية والقانونية. يختلف النقد البنّاء الساعي إلى الإصلاح، عن التمرّد الذي لا هدف له سوى إثبات الذات أو خرق المألوف لخدمة مصلحة شخصية، يسعى لفرضها على الآخرين، بينما يرفض تلبيتها لهم إن طُلبت منه.
عن التمرّد الذي لا هدف له سوى إثبات الذات أو خرق المألوف لخدمة مصلحة شخصية، يسعى لفرضها على الآخرين
لا يمكن استيعاب الحريات أو ممارستها بمعزل عن الإحساس بالمسؤولية. فالحرية التي تتعدى على كرامة الآخرين، أو تمارس بأسلوب يستفز المشاعر الجمعية، لا تصنّف حرية، بل فوضى مقنّعة. وبالمثل، فإن الدفاع عن "الحق في التباين" لا يبرّر تحويل الفرد إلى سلطة فوق النقد، أو التعامل معه كياناً خارجاً عن السياق العام لا يخضع لمعايير المجتمع وقوانينه الأخلاقية الناظمة للتعايش، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بسلوكيات خارجة عن المألوف تتعدى على كرامة الآخرين والضوابط الشرعية والقانونية.
والمؤلم في هذا السياق أن هذا النمط من السلوك لم يعد مجرد حالات فردية متفرقة، بل أصبح جزءاً من ظاهرة أوسع تتغذى على خطاب منصات وسائل التواصل الاجتماعي، التي تُسهِم في تفريغ القيم من مضامينها، وتتّسم بالسطحية في تناول المفاهيم الجوهرية، وتُقدّم الحرية وكأنها انتقام من المجتمع، لا بوصفها سلوكاً واعياً ضمن إطاره. بل إن هناك من يربط بين التحرر والتخلّي عن أي انتماء قيمي، وكأنّ اكتمال الكرامة الفردية لا يتحقق إلا عندما تُهان كرامة الآخرين، في محاولة لتبرير الأفعال الشاذة والمهينة التي تتجاوز القيود الاجتماعية والشرعية.
وفي المقابل، يجب الإقرار بأن بعض مظاهر التمسك بالقيم في مجتمعاتنا قد تتسم بالتشدّد أو حتى النفاق أحياناً، ما يوفر للمتمردين مبرّرات جاهزة. فعندما تُمارَس القيم أداةَ قمع لا إقناع، ووسيلةَ سيطرة لا بناء، فإنّ الأفراد سيبحثون عن متنفس، وأحياناً عن صدمة تُحدث شرخاً في هذا الجدار السميك. لذلك؛ تقع مسؤولية جسيمة على عاتق المجتمعات نفسها لتحديث خطابها القيمي، وللتمييز الواعي بين العرف البالي والقيمة الحيّة التي تصون التوازن والكرامة، وتضع حدوداً واضحة للأفعال التي تُعد شاذة ومهينة للآخرين، وتخالف الضوابط الشرعية والقانونية.
لقد تفاقم الصراع الأبدي بين الفرد والمجتمع في عصر الإعلام الرقمي المتاح للجميع، وإذا لم نُحسن إدارته، فقد نجد أنفسنا أمام أجيال مشتّتة، غير قادرة على الانتماء الواعي أو التمرد البنّاء. فالاستقلالية حق لا جدال فيه، لكنها لا تكتمل دون احترام الآخر. والانفصال عن القيم لا يُعد شجاعة إذا قام على إنكار كرامة الآخرين أو التقليل من مبادئهم، أو إذا كان يمثل سلوكاً شاذاً يُروَّج له على أنه حرية، بينما هو في الحقيقة إهدار لكرامة الآخرين وتجاوز لكل الضوابط الاجتماعية والشرعية.
نسعى إلى بناء وعي جماعي يدرك أن الحياة المجتمعية تتطلب توازناً دقيقاً بين حقوق الأفراد وواجباتهم. لا يكمن الحل في فرض الالتزام أو محاربة الحريات، بل في تعزيز قدرة الأفراد على التعبير عن ذواتهم مع الحفاظ على احترام الجماعة. إنّ التغيير المجتمعي يجب أن يكون واعياً ومدروساً، متجذّراً في الأصالة، لا مجرد فوضى. فالمجتمعات لا تزدهر بالقمع ولا تنهض بالفوضى؛ بل تتقدّم عندما يتحول الاختلاف إلى حوار بنّاء، ويُصبح مصدراً للتنوع. عندها فقط، تُصبح الحرية التزاماً نابعاً من الاحترام المتبادل، لا مجرد ادّعاء زائف يُبرّر سلوكيات شاذة تُهدر كرامة الآخرين وتتجاوز الضوابط المشروعة.
فهل نستطيع خلق هذه المعادلة الصعبة التي تحقق التوازن وتحدّ من انتشار تلك الأفعال الشاذة باسم الحرية؟
## واشنطن ترفض مؤتمر حل الدولتين: "غير مجدٍ وتوقيته غير مناسب"
28 July 2025 10:15 PM UTC+00
أعلنت الإدارة الأميركية رفضها للمؤتمر الدولي رفيع المستوى بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، متذرعة بأنه قد يؤدي إلى "إطالة أمد الحرب".
وزعمت متحدثة وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، في بيان الاثنين، أن المؤتمر "غير مجدٍ وتوقيته غير مناسب"، وقالت: "تستضيف الأمم المتحدة هذا الأسبوع مؤتمراً غير مجدٍ وتوقيته غير مناسب حول حل الدولتين، والمؤتمر البعيد عن تعزيز السلام وسيطيل أمد الحرب، ويشجع حركة حماس، ويقوّض الجهود الواقعية الرامية إلى تحقيق السلام".
وأكّدت بروس أن الولايات المتحدة لم تشارك في المؤتمر، وأضافت: "تركيزنا ينصبّ على الدبلوماسية الجادة، وليس على مؤتمرات تُعقد لإظهار أنه مهمة"، كما انتقدت المتحدثة قرار فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين، مشيرة إلى أنه "أرضى حماس"، وأكدت رفض واشنطن للقرار.
وفي وقت سابق الاثنين، انطلقت أعمال المؤتمر الوزاري في مقرّ الأمم المتحدة، برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا، وبمشاركة رفيعة المستوى، لبحث سبل تنفيذ حل الدولتين، ودعم مسار الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية. وكان من المقرر عقد "مؤتمر فلسطين الدولي" في مقرّ الأمم المتحدة بنيويورك بين 17 و20 يونيو/حزيران الماضي، لكن عقب الهجمات الإسرائيلية على إيران، التي بدأت في 13 يونيو بدعم أميركي، واستمرت 12 يوماً، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تأجيل المؤتمر، وأعربت كل من إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة عن رفضهما إقامة مؤتمر دعم حل الدولتين.
وخلال المؤتمر، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو إنه "وبعد مرور ثمانين عاماً على تأسيس الأمم المتحدة لا يمكننا قبول استهداف المدنيين والنساء والأطفال عندما يتوجهون إلى مواقع توزيع المساعدات"، واصفاً ذلك بالأمر غير المقبول. وشدّد على ضرورة أن يكون المؤتمر بمثابة نقطة تحول لتطبيق حل الدولتين. وشدد على ضرورة إنهاء الحرب، والانطلاق للعمل على إنهاء ما أسماه "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني" في الوقت الذي تُعرّض فيه هذه الحرب "أمن المنطقة واستقرارها للخطر"، وتحدث عن تنفيذ حل الدولتين، وشدّد على عدد من النقاط الأساسية بالنسبة لبلاده بما فيها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والتطبيع الإقليمي مع إسرائيل، وإصلاح إدارة الحكم الفلسطيني، ونزع سلاح حماس، وأن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح.
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إنّ "حل الدولتين يظل الإطارَ الوحيدَ المتجذّرَ في القانون الدولي، الذي أقرّته هذه الجمعية، ويدعمه المجتمع الدولي"، مشدّداً على أنه "السبيلُ الوحيدُ الموثوقُ لتحقيق سلامٍ عادلٍ ودائمٍ بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهو الشرطُ الأساسيُّ للسلام في جميع أنحاء الشرق الأوسط". 
وتشنّ إسرائيل بدعم أميركي حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافّة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 205 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
(الأناضول، العربي الجديد)
## أوروبا على شفا أزمة في الطاقة
28 July 2025 10:17 PM UTC+00
تشهد أوروبا تصعيداً خطيراً في أزمة الطاقة، إذ تهدّد قطر، ثالث أكبر مورد للغاز المُسال للقارة بخفض إمداداتها احتجاجاً على شروط "التوجيه الأوروبي للاستدامة"، في وقت تواجه فيه القارة عواقب التخلي القسري عن الغاز الروسي الرخيص بسبب العقوبات. هذا المشهد المعقد يضع أوروبا في مأزق قد يهدّد أمنها الطاقي طويل المدى، حسب ما قالت الباحثة الاقتصادية الروسية، فيكتوريا كالينوفا، لـ"العربي الجديد".
وأضافت كالينوفا أن العقوبات على الطاقة الروسية حولت أوروبا من سوق طاقة مستقرة إلى سوق مضطربة ذات تكاليف تشغيلية باهظة، ما يهدّد قدرتها التنافسية الصناعية على نحوٍ غير مسبوق. وتعويض احتياجات الغاز التي كانت توفرها روسيا بحلول 2027 أمر شبه مستحيل، خاصة مع رفض موردين رئيسيين كقطر للشروط الأوروبية الجديدة، وتوقعت كالينوفا تحولاً جذرياً في سوق الطاقة العالمية، إذ تعيد روسيا وقطر والولايات المتحدة توجيه صادراتها نحو الأسواق الآسيوية الجاذبة، محذرةً من أن أوروبا قد تضطر لإحياء محطات الفحم الملوثة أو إطالة عمر المفاعلات النووية، ما يقوض أهدافها البيئية ذاتها.
من جهتها، أوضحت أولغا بولياكوفا، الباحثة في الشأن الروسي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الضغوط الحالية قد تدفع أوروبا لتسريع استثماراتها في الطاقات المتجدّدة، رغم التحديات قصيرة المدى"، وأشارت إلى أن تهديدات قطر رغم خطورتها تعكس حدود نفوذها الفعلي في تعويض الغاز الروسي، كما أن تحويل صادرات قطر لآسيا ليس بالسهولة المتوقعة.
وتابعت "المنافسة مع أستراليا والولايات المتحدة شرسة، والأسواق الآسيوية لديها بدائل متزايدة وقد تفرض شروطاً خاصة بها"، محذرة من أن الحلول الأحادية مثل "التوجيه الأوروبي للاستدامة" قد تزيد التوترات وتقوض الأمن الجماعي. جاءت تعليقات الخبراء في سياق التهديد القطري الصريح بخفض إمدادات الغاز المُسال لأوروبا، الذي أوردته وكالة "رويترز" وصحيفة "دي فيلت"، يوم السبت الماضي.
واعترضت الدوحة تحديداً على المادة 22 من التوجيه الأوروبي التي تراها انتهاكاً لسيادة الدول وتجاوزاً لاتفاقية باريس للمناخ، مهدّدة بالتحول إلى "أسواق بديلة" في آسيا مستفيدةً من حصتها التي تتراوح بين 12-14% من السوق الأوروبية منذ 2022. ويعد هذا التصعيد في توقيت حرج لأوروبا التي تسعى للاستغناء الكامل عن الهيدروكربونات الروسية بحلول 2027، إذ كانت تعول على الغاز القطري لسد الفجوة الرئيسية الناتجة عن العقوبات. وفشل التفاوض مع الدوحة أو تنفيذ تهديدها سيدفع القارة نحو أزمة طاقة حادة مع تفعيل الحظر الكامل على الغاز الروسي.
وفي وقت لاحق علق الكرملين على أزمة الطاقة في أوروبا، إذ وصف المتحدث الرسمي ديمتري بيسكوف قرارات أوروبا بالتخلي عن الطاقة الروسية بأنها "قطعت أرجلها بنفسها"، مشيراً إلى أن الغاز الروسي الرخيص كان أساس الرفاهية والصناعة الأوروبية لعقود.
وتواجه أوروبا معضلة صعبة؛ فرغبتها في التخلي عن الغاز الروسي بسبب الحرب تتعارض مع تهديدات موردين أساسيين مثل قطر، الذين يرفضون شروطها البيئية الجديدة. هذا التصعيد يضع القارة في مأزقٍ حقيقي، خاصة مع اقتراب عام 2027 المحدد لوقف الاعتماد الكامل على الطاقة الروسية. يحذر الخبراء من عواقب وخيمة إن استمر هذا المسار، أهمها ارتفاع حاد في أسعار الطاقة، وصعوبة في تأمين الكهرباء والتدفئة للمواطنين، وتراجع في الصناعات المحلية بسبب تكاليف التشغيل الباهظة.
## واقعة طعن قرب جسر البرج وسط لندن تسفر عن مقتل شخصين
28 July 2025 10:31 PM UTC+00
قالت الشرطة البريطانية إنّ رجلين قتلا في واقعة طعن في شركة بوسط لندن، الاثنين، بالقرب من جسر البرج، وهو وجهة سياحية رئيسية ومنطقة تندر فيها جرائم العنف. وذكرت الشرطة في بيان أنها تلقت بلاغات عن وقوع اعتداءات متعدّدة في المبنى الواقع في طريق ضيق بالقرب من الجسر في حي ساوثوارك في لندن.
وقالت الشرطة إنّ رجلاً يبلغ من العمر 58 عاماً توفي في مكان الواقعة، بينما توفي آخر عمره 27 عاماً في المستشفى وجرى فتح تحقيق في جريمة قتل. ويظل ضحية ثالثة، وهو رجل في الثلاثينيات من عمره، في المستشفى بإصابات غير مهدّدة للحياة، وأضافت الشرطة أنه جرى اعتقال رجل آخر، وهو أيضاً في الثلاثينيات من العمر، على خلفية الواقعة، وهو في حالة خطرة في المستشفى.
وقالت رئيسة المحققين إيما بوند "لا يزال تحقيقنا في مراحله الأولى ونعمل جاهدين لفهم الملابسات الكاملة لهذه الواقعة المروعة"، وأضافت "في هذه المرحلة، لا نعتقد أن للواقعة علاقة بالإرهاب ولا يوجد أي خطر آخر على العامة".
(رويترز)
## ضابط أميركي سابق: غزة هي البداية وبعدها الضفة وسورية ولبنان
28 July 2025 10:35 PM UTC+00
حذر الضابط الأميركي السابق هاريسون مان، الذي استقال العام الماضي بسبب دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، من أن المجاعة في غزة ليست سوى البداية وأنّ التالي حسب رؤية القادة الإسرائيليين المعلنة "الضفة الغربية ثم لبنان سورية"، متسائلاً "وبعد ذلك من يدري؟ مصر والأردن؟ ووجّه مان، في بيان له الاثنين، رسالة إلى أصدقائه في العاصمة واشنطن "إذا كنتم حقاً تشعرون بالرعب من المجاعة في غزة، فعليكم أن تفهموا أنه من المرجح ألّا تنتهي قريباً. هذه هي البداية".
ونشر الضابط الأميركي السابق استقالته في مايو/ أيار الماضي 2024، وقال فيها إنه استقال بسبب "الأذى المعنوي الذي لحق به جراء الدعم الأميركي لإسرائيل في عدوانها على غزة". وشغل مان منصب ضابط في المخابرات العسكرية الأميركية، وهو ينتمي إلى عائلة يهودية.
وشدد على أنه سيجري "قتل وتهجير كل رجل وطفل وامرأة في غزة إذا لم يتم إيقاف إسرائيل"، عن المجازر التي ترتكبها، وتابع في هذا السياق "هذا لن يمثل نهاية الإبادة الجماعية وإنما مجرد انتهاء مرحلة غزة. وبالفعل القادة الإسرائيليون يعبرون علناً عن رغبتهم في طرد ملايين الفلسطينيين من الضفة الغربية، وهم بالفعل يرعون وتيرة التطهير العرقي هناك، استناداً إلى رؤية إسرائيل الكبرى التي لا حدود لها".
وأضاف أنه بعد الانتهاء من غزة ستبدأ صور مجازر واسعة في الضفة الغربية في الظهور، و"بعد ذلك لبنان وسورية، وبعد ذلك من يدري؟ مصر والأردن؟"، وأشار إلى تصريح أحد وزراء حكومة نتنياهو الذي وصف تركيا بأنها "إيران التالية"، ودعا من يعرفهم من السياسيين والمتابعين للتحرك لإيقاف هذا التغوّل، وقال إن "هناك الكثير من الضرر الذي لا يزال بإمكاننا منعه، وهذه معركة طويلة الأمد"، لافتاً إلى أنها بهذه الوتيرة قد تمتد لنحو 15 عاماً.
كما أشار إلى الأزمة الأخلاقية التي خلفتها هذه الحرب لتجاهل إسرائيل جميع القوانين الدولية، وقال "يجب أن تقلقوا لعدم وجود عواقب قانونية أو مهنية أو حتى اجتماعية في واشنطن لدعم الإبادة الجماعة في غزة. ورعاتُها الأصليون من إدارة جو بايدن يعملون على العودة للمناصب مرة أخرى لاستكمال دعم جرائم إسرائيل ضد الإنسانية".
وضرب الضابط السابق مثالاً بأنتوني بلينكن وزير الخارجية السابق في إدارة بايدن الذي أصبح عضواً بمركز التقدم الأميركي وجيك سوليفان الذي يشارك في تأليف مشروع 2029، وهما مؤسستان مواليتان للحزب الديموقراطي، وقال "منذ تركهم مناصبهم يدافعون بفخر عن سجلهم في دعم إسرائيل دون قيد أو شرط". وطلب ممن يعرفهم ومن ينتمون إلى منظمات غير ربحية ومراكز الأبحاث والجامعات ومن يعملون لدي بعض المشرّعين الأميركيين ولدى شركات الدفاع المتعاقدة مع الجيش الإسرائيلي باتخاذ مواقف واضحة ضدّ الإبادة الجماعية.
 
## من يتآمر على "الخرشوفة"؟
28 July 2025 11:51 PM UTC+00
هكذا وصفها الإعلامي "الوطني" مصطفى بكري، "مصر قلب الخرشوفة، ولذلك يتآمرون عليها". حملت الاستعارة، التي تشبه صاحبها، صورة النظام الحالي، قلب هشّ، تحيط به طبقات من الوعود الكاذبة والشعارات الجوفاء والمشروعات الوهمية. وبكري، كما تعلم، لا يتحدّث من عنده، فهو مجرّد ناقل، وقد نقل لنا من قبل دموع السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي تأثراً بجهاز اللواء عبد العاطي كفتة لعلاج الإيدز وفيروس سي. واليوم يخبرنا، نقلاً عن المصدر نفسه، أن ثمّة مؤامراتٍ تُحاك، ومن ثمّ علينا الاصطفاف خلف القيادة.
حسناً، لا أستبعد المؤامرات في السياسة، فهي من أدوات الفعل وأحياناً من ضروراته، ومصر، بوصفها أكبر دولة في المنطقة، معرّضة (نظرياً) للتآمر، ما دامت تملك مشروعاً، أو حتى نيّاتٍ سيادية تدفعها إلى طريق التنمية والاستقلال والحرّيات والديمقراطية وبناء مؤسّسات الدولة. ولا أظنّك تختلف معي، أيّاً كان موقعك من الخرشوفة، أننا لسنا في هذا الطريق، فالدولة منخورةٌ بفشلٍ داخلي، وتأييد شعبي متآكل، وشرعية تحوّلت تبريراً للرعب، فمن يتآمر على ماذا؟ ولماذا؟
لقد جاء السيسي ومعه مصر كلّها، تقريباً، الأغلبية، ومؤسّسات الدولة، والجيش والشرطة والمخابرات الحربية والعامة، والإعلام، دعايات مرفوعة على ظهور الدبابات ومعلّقة على نوافذ المصالح الحكومية، تفويض غير مشروط بالقتل، "افرم يا سيسي"، معتقلات مفتوحة، ومشانق منصوبة، ونخب سياسية مجرورة، وظهير نفطي يدفع بالمليارات. خذ ما شئت، وخلّصنا من ثورات الربيع العربي (2011) التي لا ينساها السيسي، ولا ينساها حلفاؤه في تل أبيب وفي عواصم عربية عدة، ناهيك عن التواطؤ الدولي مقابل رِشى "رافال" و"سيمنس" وغيرها، ولا عزاء للإخوان ومن لفّ لفيفهم، فماذا حدث؟
حصلت الدولة المصرية على كلّ شيء، وفشلت في كلّ شيء. ولم يكن الفشل مفاجئاً، بل متوقّعاً، ومُحذَّراً منه بوضوح. تحذيرات بدأت في جرائد الدولة نفسها، وفي شاشاتها، وداخل مؤسّساتها، من خبراء وأكاديميين ومتخصّصين لا تشوبهم شُبهة "الإخوان" أو "المركوبية"، ومع ذلك وُصِموا بالخيانة والعمالة، وانتهى بعضهم إلى السجون، أو إلى المنافي، والبقية إلى الصمت، تلاحقهم اتهاماتٌ بالعجز عن تصوّر معنى الدولة، وطرح مقترحاتٍ يمكن لأيّ طالب في كلّيات الاقتصاد والعلوم السياسية أن يقدّمها، وبالتورّط في تقديم المصلحة الشخصية على حساب مصلحة الوطن، وهي اتهاماتٌ صدرت على لسان رئيس الجمهورية نفسه، في خطاباتٍ رسمية، وعلى الهواء مباشرة.
الآن، لا أحد يصدّق الدولة المصرية، لا أحد يصدّقها في الصدق، ولا أحد يصدّقها في الكذب، ولا أحد يصدّقها في المطلق، ولن تنجح دعايات الشاشات واللجان في صناعة حالة "رضى كاذب"، كما حدث من قبل، فأمارات الفشل تحاصرنا، ومعابر النجاة مغلقة من الناحيتَين، حتى مؤيّدو النظام باتوا يبرّرون أنفسهم بأنهم يعلمون أنه فاشل، لكنّهم يخشون من "الإخوان".
خذ مثلاً صارخاً: حرب غزّة. قل ما شئت عن موقف الدولة المصرية، من الإبادة، من التجويع، من التهجير. دافع أو هاجم أو العب في الوسط. برّر أو شوّه، قدّم نفسك إلى الدولة باعتمادك روايتها، أو إلى خصومها، راوح بين الروايتَين وفق معاييرك، أو وفق مصالحك، أو وفق مزاجك، افعل أيّ شيء، وكلّ شيء، فلن "يصل" إلى ضحايا فشل الدولة المصرية من المصريين سوى ما يعزّز حنقهم، ذلك لأن هذه الدولة اختارت، بمحض صلافتها، أن تكون مخيفةً أكثر منها داعمةً أو ملهمةً، وقد يردع الخوف من يملك شيئاً، لكنّه لا يردع من فقد كلّ شيء.
الآن، تدفع الدولة المصرية ثمن 12 سنة من القمع، والغرور، والعناد، والعشوائية، تدفعه من رصيدها الأخلاقي، من سمعتها، من مكانتها، ومن صلاحيتها للبقاء، وسواء كانت صادقةً في حديث المؤامرة (وهذا مُستبعَد)، أو كاذبةً كما عوّدتنا، فالنتيجة واحدة: لا أحد يأخذها على محمل الجدّ، ولا شيء يحرّك داعميها سوى الخوف منها أو من بدائلها، وإذا كان هناك من يتآمر، يقيناً، فهو النظام على نفسه. وغالباً سينجح، على غير العادة.
## المال والسلطة... مشاهد الاستفزاز النيوليبرالي
28 July 2025 11:51 PM UTC+00
أصبح الفضاء العمومي المغربي ساحةً مفتوحةً لسجالٍ عام وتضاربٍ مقنّن حول أخبار الوزراء والمسؤولين الحكوميين من مستوياتٍ مختلفة، في علاقةٍ بأحاديث المال وما يرتبط بها. وتعدّدت أوجه هذا الحضور، من خلال المنشورات والتسريبات التي طفت في السطح، منها تسريباتٌ عنت مؤسّسات الدولة، كشفت تفاوتاتٍ صارخةً في المدخول الفردي، ما حرّك الوعي الاجتماعي التراجيدي، وربّما تغذية النقمة الشعبية التي تزيدها الأوضاع في البلاد اشتعالاً، أو تلك التسريبات الخاصّة بالأفراد، وعمت وزراء وممتلكاتهم وحجم الثروة العائلية المحصّلة، وعلاقة ذلك كلّه بالسلوك السياسي لهذا الوزير أو تلك الوزيرة.
لم يسبق أن كانت متلازمة المال والسلطة بهذا الحضور القوي في الساحة السياسية المغربية. وقد وجد وزير العدل نفسه في دوامة محاسبةٍ متعدّدة الأطراف، وواجهها بعملية دفاع عن نفسه، من الدرجة نفسها، وإن لم تكن من الطبيعة نفسها. وكان السبب انتشار خبر تقديمه "هبةً" إلى زوجته، "فيلا" قيمتها قرابة 11 ميلون درهم، اكتفي بالتصريح بواحدٍ منها فقط. بالنسبة للمهاجمين، هو لم يحترم الأصول الضريبية الواجبة قانوناً، سيّما أنه وزير عدل، في حين يدافع عن نفسه بالمبرّرات الضريبية نفسها، باعتبار أن من حقّه التصريح بالثمن الذي يحلو له، من دون أن يكون ذلك خرقاً للقانون، مقدّماً نفسه، في السياق، زوجاً حداثياً يجازي زوجته عن سنوات "الكدّ والسعاية"، كما سطّرها وأصَّل لها الفقه المالكي، وبات يعرف في مدونة الأسرة بتثمين عمل الزوجة المنزلي.
زاد تراجع الأغلبية الحكومية المغربية حالياً عن مشروع قانون لتجريم "الإثراء غير المشروع" من تخوّفات المدافعين عن نبل السياسة والسياسيين
تعرّض الوزير نفسه لحملةٍ بخصوص مساندته التعديلات الجديدة على المدوّنة ضدّ التيارات المحافظة، ويجد في هذا مساندةً من الأطراف الحداثية، لكنّه الوزير نفسه الذي يُعاب عليه تمجيده المال في صناعة التمايز الاجتماعي، كما حدث في قضية ابنه الذي كان قد فاز في مباراة المحاماة. ودافع عن مستواه الدراسي بالقول: "أبوه يملك المال وقد أرسله إلى كندا للدراسة".
المال نفسه هو صكّ الاتهام في قصّة زكية الدريوش، كاتبة الدولة المكلّفة بالصيد البحري، التي كشفت خلال لقاء حزبي بمدينة الداخلة في الصحراء دعماً مالياً ضخماً بقيمة 11 مليون درهم، تجهيزات ومعدّات مخصّصة لمشاريع تربية الأحياء المائية لفائدة برلماني من حزبها. وشغلت قضية الدعم المقدّم لمستوردي اللحوم عموماً، والأغنام، حيّزاً مهماً من النقاشات السياسية والإعلامية، تزامنت مع الخصاص المسجّل في أضحيات عيد الأضحى، ما استدعى تدخّل الملك محمد السادي لدعوة الناس إلى الإحجام عنها هاته السنة.
النقاشات نفسها شاركت فيها أحزاب من داخل التحالف الحكومي، بنَفَسٍ احتجاجي واستنكاري، ومن ذلك ما كشفه وزير في الحكومة، زعيم حزب الاستقلال، الحزب التاريخي، من استفادة حفنة من المستوردين ما يفوق 13 مليار درهم، ما تسبّب في حالة غضب شعبي واسعة. ولعلّ ما أثار النقاش بشكل أعمق، ومن دون الوقوف كثيراً عند علاقة المقاولين بالسياسة أو طبيعة الثراء في المغرب، هو ما ارتبط برئيس الحكومة، الذي يُعَدّ أحد أكبر أثرياء البلاد، هو سليل عائلةٍ وطنية، بدأت في المقاومة وفي المعارضة، وتحمل المسؤولية في رأس حزب ولد من رحم الدولة، وصار رئيس الحكومة بعد انتخابات 2021، التي هزم فيها الإسلام الحزبي في شخص "العدالة والتنمية".
ولعلّ المراقب لا بدّ من أن يشعر بأنّ شيئاً ما، غير عادي وغير محسوس، يجعل لرئيس الحكومة الثري والغني، علاقةً بهذا التجاذب الإشكالي بين المال و"الفساد" المفترض في السياسيين، فعلى عكس التكتّم الذي طبع رجال الأعمال في المغرب أو الأثرياء والمقاولين، في علاقتهم بالسياسة، ونقاشاتها، بل ممارستها، نجد أن ما يطبع الوضع الحالي مع أثرياء الحكومة هو الميل إلى نوع من الفرجوية "المكتفية بذاتها"، تجعل المعنيين يستعرضون ثراءهم في البرلمان كما فعل رئيس الحكومة بالدفاع علانيةً عن صفقة تحلية مياه البحر، في جهة الدار البيضاء، رست صفقتها على إحدى شركاته، أو عندما عارض بشدة أيّ انتقاد لشروط المنافسة في مجال المحروقات. وكذلك فعل أيضاً في الدفاع عن ثلثي رجال الأعمال الذين يعرفهم، واستفادتهم من الصفقات في مجالات الصحّة وغيرها من الاستثمارات المستحدثة.
لم يسبق أن كانت متلازمة المال والسلطة بهذا الحضور القوي في الساحة السياسية المغربية
ومن المحقّق أن القانون في صيغته الحالية لم يوجد بعد آلياتٍ ونصوصاً للتجريم الواضح في قضايا الجمع بين السلطة والمال وتضارب المصالح على هذا المستوى، لكنّ عديدين يعتبرون أن الأخلاق السياسية قد تنزع عن المستفيد ما يبيحه له القانون، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بمجتمعٍ يصارع ضدّ الهشاشة، ويضطر إلى دفع الدعم الاجتماعي المباشر لملايين الأسر. ولهذا يشعر عديدون بأن في هاته الاستعراضية استفزازاً نيوليبرالياً، كما أن فيه مساءلةً لعلاقة السياسة بالمال، وحاجةً إلى تدقيقات دستورية في هذا الباب.
وقد أصبح من نافل النقاشات أن تطرح القضية على بساط التفكير الدستوري، وهو ما تبيّن من مداخلة إحدى الشخصيات المساهمة في كتابة الدستور، الأستاذ والوزير السابق والمناضل اليساري الموثوق، عبد الله ساعف، الذي لم يتردّد في اعتبار النقطة الحالية (العلاقة بين المال والسلطة)، أحد العناصر الأساسية التي يجب أن تخضع للتدقيق الدستوري في إطار ما سمّاه "الموجة الجديدة" من الإصلاحات الدستورية، ضمن إصلاح موازٍ للتوافق حول درجة تفعيل بالملكية البرلمانية.
وممّا زاد من تخوّفات المدافعين عن نبل السياسة والسياسيين تراجع الأغلبية الحكومية حالياً عن مشروع قانون لتجريم "الإثراء غير المشروع"، ورفض مساهمة المجتمع المدني في الترافع ضدّ من يعتبرهم مفسدين، علاوة على النزوع العام نحو تحويل المنافسات الانتخابية منافساتٍ بين ذوي المال والنفوذ الاقتصادي، وتقليص معناها السياسي والفكري.
## غزّة... ولم يتوقّف العالمُ عن الدوران
28 July 2025 11:52 PM UTC+00
مأساة غزّة كان يجب أن توقف العالم عن الدوران. بهذه البداهة، بهذه البساطة. فوفق كلّ منطق إنساني أو أخلاقي أو حضاري، لا شيء يبرّر استمرار الإيقاع العادي لأيامنا، بينما يُباد شعبٌ بالكامل أمام أعين الجميع. هذه المرّة، لا يمكننا التلطّي خلف "لم نكن نعلم". اليوم، نحن نعلم، لا بل نحن "نتفرّج" على كلّ ما يجري في أدنى تفاصيله. تُقصف البيوت والمستشفيات والمدارس، يُدفن الأطفال أحياءَ تحت الأنقاض، تُقتلع عائلاتٌ من جذورها، وتُحوّل بلادٌ بأكملها مقبرة مفتوحة. ليس هذا حدثاً عابراً، بل لحظة عار مطلقة تعرّي كلّ ما تبقّى من أوهام الحضارة والضمير والمبادئ. العالم يعلم ما يحدُث، بل إنه يراه بالمجهر، إذ تُبثّ المجازر لحظة بلحظة، بالصوت والصورة، من دون حاجةٍ إلى تأويلٍ أو تحليل. كلّ شيء ظاهر ومرئي: الركام، الصراخ، الوجوه المحترقة، الأجساد المشطورة، الأطفال الذين يتحوّلون أرقاماً في تقارير مقيتة مكرّرة.
كيف تستمرّ الحياة خارج غزّة، وكأنها في كوكبٍ آخر؟ كيف تُقام المؤتمرات، تُمنح الجوائز، تُقدَّم العروض، وتُناقش التفاصيل التافهة في نشرات الأخبار وكأنّ شيئاً لا يحدث؟ ليس من إجابة شافية، ليس من ردّ مقنع، ليس من جواب، وهو، إن وُجد، سيكون مُرعباً: لقد سقطت المعايير الأخلاقية التي ادّعى هذا العالمُ أنها أساس القانون الدولي وحقوق الإنسان. أصبحت هذه القيم انتقائية، يُفعّلها الأقوياء حين تتناسب مع مصالحهم، ويُعطّلونها حين يكون الضحايا "خطأ في الجغرافيا" أو "خطأ في الهُويَّة". يُقتل الأوكراني فتُستنهض الحضارة، ويُذبح الفلسطيني فيُسأل عن "سياق العنف"! هكذا تُفرّغ العدالة من معناها، وكيف تستوي الحياة من دون حدّ أدنى منها؟
نحن أمام أزمة ضمير جماعي ضربت العالم. هل هو تعب كونيّ، أو تشوّه جذري في القدرة على التعاطف؟ صورة الطفل إيلان المرمي على الشاطئ بجسمه الضئيل، هزّت ضمير البشرية، فما الذي جعل صورة الطفل الفلسطيني تحت الأنقاض، الطفل المُدمَّى المرتجف، أو الجائع المقهور، مجرّد لقطة إضافية تمرّ بسرعة في شاشةٍ مشبعةٍ بالدم والدموع؟ هل هو التكرار الذي يخدّر الشعور ما جعل المجازر تكفّ عن أن تُحدث صدمة، فتحوّلت كسواها من الأخبار محتوى ما، جزءاً من ضوضاء بصرية تحجب المعنى بدل أن تظهّره؟
والحال أننا كنّا ننسب خطأ هذا التحوّل الجذري إلى آلةٍ إعلاميةٍ ضخمةٍ تُعيد صوغ الواقع على هوى القاتل، تُجمّل صورته وتُقدّم روايته بوصفها "الرواية"، وتُشوّه الضحية ما استطاعت. لم يكن الإعلام الغربي يكتفي بالتواطؤ، بل مارس عنفاً رمزياً يومياً من خلال تكرار ثنائيات مضلّلة: "صراع"، "مواجهات"، "دفاع عن النفس". كأنّنا أمام معركةٍ متكافئة، لا أمام مجزرةٍ يُنفّذها جيشٌ نووي ضد سكّان محاصَرين. ومع ذلك كلّه، ثمّة ما فرض نفسه بالقوة، واقعٌ قاسٍ مريرٌ لم يعد يخفى على أحد، بل ما عادت أكبرُ الآلات الإعلامية قادرة على تحريفه، فقد كُشف القناع وظهر القاتل الحقيقي بكلّ عتاد إجرامه.
مع ذلك، تستمرّ الجريمة البشعة، لا بل إنها تبلغ مستوىً غير مسبوق من الخسّة والقسوة: تجويع الناجين في غزّة، حصارهم واستدراجهم لقنصهم وهم يسعون إلى فتات المساعدات الممنوعة عنهم. أن يُمنع عن الناس الغذاء والماء والدواء والكهرباء والوقود، أن يُحاصر الأطفال والرضّع والمرضى، أن تُجبر عائلاتٌ كاملةٌ على أكل أوراق الشجر أو شرب المياه الملوثة، أن تتحوّل الحياة اليومية صراعاً من أجل البقاء البيولوجي، فتلك ليست مجرّد خطّة قتالية، إنه تعذيب جماعي ممنهج، إبادة بطيئة، وسيلة عقاب جماعي مدروسة، هدفها إذلال الإنسان، وكسر معنوياته، وترويضه بالصمت والجوع.
وهنا، نحن نعاين هذا كلّه ونصمت، نشاهد الشاشات ونحن نتعشّى ونتلمّظ ونمرّر المساوِك بين أنيابنا. ولكي نريح ضمائرنا، نرفع الدعوات إلى ربّ العالمين، واعدين الظالم بعقابٍ إلهيٍّ آتٍ لا محالة. لكنّنا لا نتحرّك، لا ننبس بحرف، لا ننزل في تظاهراتٍ ولا نضغط على حكوماتنا كي تفعل. يحدُث هذا كله وسط صمتٍ عربي يكاد يكون أسوأ من الصمت العالميّ. فلا يُفتح معبر، ولا تُفعّل آلية حماية، ولا يُمارس أي ضغط فعلي (وهو ممكن) من حكوماتٍ وشعوبٍ تُجيد الخطابة والصلوات، أكثر ممّا تُجيد الفعل.
في ظلّ هذا كلّه، يعاد تعريف الشرّ نفسه، وقد احترقت كلّ "الخطوط الحمر"، ولم يتوقّف هذا العالم عن الدوران. ألأنه لا يحتمل أن يرى صورته في المرآة صغيراً، حقيراً، متواطئاً وعاجزاً؟ ومع ذلك، يبقى السؤال الذي يصرخ في النفوس "لماذا لا يتوقّف كلّ شيء؟ هو ما تبقّى من إنسانيتنا، أمام البلادة والوحشية المُنظّمة، والاعتياد الذي يقتل باسمه العالمُ ضميرَه كلّ يوم.
## في ذكرى ثورة يوليو... مصر وغزّة
28 July 2025 11:53 PM UTC+00
قال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر: "كنّا نحارب في فلسطين، ولكن أحلامنا كلّها كانت في مصر"... بينما كان عبد الناصر ضابط أركان حرب الكتيبة السادسة مشاة في مدينتَي رفح وغزّة، كانت مشاعره تستحضر دائماً حالة المجتمع المصري، بل إنه اعتبر أن مصر (كتاب فلسفة الثورة) "فالوجا أخرى على نطاق كبير"، فقد منحت حرب فلسطين روحاً ووعياً جديداً لفكرة تغيير النظام والثورة عليه؛ وهو ما كان واضحاً في بيان الضبّاط الأحرار صبيحة يوم 23 يوليو/ تموز 1952: "وتسبّب المرتشون المغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين". وتكشف أولى عبارات البيان علاقةً وثيقةً بين هزيمة الجيش المصري في حرب فلسطين 1948 وتنظيم الضبّاط أنفسهم، وإصرارهم على إطاحة النظام الملكي الحاكم، إذ عكست استجاباتهم لحرب فلسطين ونكبتها (بل ولخّصت) نشأتهم وطموحاتهم الوطنية، التي صقلت إرادتهم في التغيير، فلم تكن مقاومة المُحتلّ الإنكليزي وحدها (خاضه الضبّاط طوال الأربعينيات وأثّر في وعيهم) كافياً لاختمار الفعل الثوري، بل إن تجربة الهزيمة المُرّة في فلسطين، وما أفرزته من سخط في صفوف الضبّاط، دفعت نحو صناعة حدث جذري غير مسبوق في الوعي الوطني المصري، وكان الحلّ: ثورة من أعلى؛ من داخل أقوى مؤسّسات النظام، وحامية حِماه، لا من الشعب في الشارع، ولا الأحزاب في البرلمان.
توافقت  لحظة الإدارة المصرية لقطاع غزّة مع اللحظة القومية وحضور عبد الناصر في انتظار وعده بالتحرير والنصر
اتّضحت نيات نظام يوليو تجاه غزّة، فهو لن يتخلّى عن القطاع لإسرائيل، أو يسلّمه إلى سلطة فلسطينية أو دولية، بل سيسيطر عليه بصورة استثنائية من دون ضمّه أو دمجه مع الكيان المصري؛ ففي ديسمبر/ كانون الأول 1953، أصدرت الحكومة القانون رقم 621 لسنة 1953، القانون الأساس للمنطقة الواقعة تحت رقابة القوات المصرية بفلسطين، الذي حرص على تمييز القطاع وسكّانه من الدولة المصرية ومجتمعها، ولم يخضع القطاع لخطط التأميم، أو قوانين يوليو الاشتراكية التي طُبّقت في مصر وسورية (الجمهورية العربية المتحدة)، كما لم يكن مرتبطاً بقوانين الإصلاح الزراعي التي بدأت في مصر منذ 1952، فكان للقطاع قضاء مستقل، ومجلس تشريعي يَسنّ القوانين، وجريدة رسمية تُنشر فيها تلك القوانين، ومجلس تنفيذي لحكم القطاع، وإن كانت تلك المؤسّسات يتربّع في قمّتها الحاكم الإداري العسكري المصري.
أدرك ضبّاط يوليو أن القضاء على الاستعمار (أبرز أهداف الثورة) يبدأ من الاستمرار في نهج معاداة إسرائيل رمزياً، واستمرّت القيود على الناقلات الإسرائيلية عبر قناة السويس وخليج العقبة قائمةً، وفي الوقت نفسه العمل على تدريب ودعم الفدائيين الفلسطينيين، وشكّلَ العام 1953 نقطةَ تحوّل رئيسة في علاقة مصر بإسرائيل، انطلاقاً من قطاع غزّة، فبعد هدوء نسبي استمرّ خمس سنوات، اشتعلت جبهة غزّة؛ فهاجمت قوات إسرائيلية مخيّم البريج (منتهكةً سيادة مصر وإدارتها للقطاع) في أغسطس/ آب من العام نفسه، وقتلت خمسين مدنياً فلسطينياً، علاوة على تدمير المخيّم ومرافقه، الأمر الذي تصاعد في سلسلة من عمليات المقاومة المدعومة مصرياً، وصولاً إلى الاعتداء الأخطر على قوات الجيش المصري في غزّة في فبراير/ شباط 1955، إذ قرّرت إسرائيل إطلاق عملية السهم الأسود لمهاجمة الحامية المصرية في غزّة، في أول اعتداء لها منذ عام 1948، الأمر الذي نتج منه مقتل 39 جندياً مصرياً، وتدمير منشآت الحامية وبعض مرافقها، وتزايدت حالة العداء بين الطرفَين، ولم تتوقّف العمليات العسكرية المتبادلة؛ وإن كانت عمليات الجانب الإسرائيلي أشدّ قسوةً، ففي أغسطس/ آب من عام 1955 هاجمت إسرائيل القوات المصرية في خانيونس وقتلت عشرات من الجنود المصريين، وفي مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني 1955 أطلقت إسرائيل عملية البركان ردّاً على مقتل جندي إسرائيلي واحد، وهاجمت المواقع المصرية في منطقة العوجة، وقتلت ما يزيد على 80 فرداً من الجنود المصريين.
لا بدّ من طرح رؤية تتضمّن قدرة وإدارة وطنية فلسطينية مستقلة لقطاع غزة من دون وصاية أو احتلال
ولم يُثن ذلك عبد الناصر، الذي صرّح: "ليس أمامنا إلا أن نعتمد على أنفسنا ضدّ العدوان"، واستمرّت حالة العداء حتى حرب السويس (1956)، واستيلاء إسرائيل على قطاع غزّة مؤقّتاً، وكان لافتاً رفضها إدارة مصر القطاع بعد انسحاب قواتها من غزّة، إلا أن إصرار سكّان غزّة وتظاهرهم أسبوعاً أجبرا القوات الدولية على إعلان عدم قدرتها على إدارة القطاع، ما أجبر على العودة المصرية لإدارة غزّة، وامتازت فترة 1957 وحتى مطلع يونيو/ حزيران 1967 بالهدوء، وعدم تسجيل أيّ مواجهةٍ أو اعتداءٍ إسرائيلي على القوات المصرية. كانت لحظة الإدارة المصرية للقطاع متوافقة مع اللحظة القومية، وحضور عبد الناصر في نفوس الجماهير في انتظار الوعد الناصري بالتحرير والنصر؛ وهو الأمر الذي أدرك خطره قادة إسرائيل، خصوصاً بن غوريون، الذي كان يُسمّي عبد الناصر "الديكتاتور"، ومن ثمّ دُمّر الوعد الناصري في 1967.
من الضروري الآن إعادة تصوّر مصير ومستقبل قطاع غزّة؛ إذ بات ذلك مستحيلاً في ظلّ المعطيات القديمة، بل لا بدّ من طرح رؤية تتضمّن قدرة وإدارة وطنية فلسطينية مستقلة من دون وصاية أو احتلال، وهو ما يدركه الاحتلال الذي يعزّز انشقاق الصفّ الفلسطيني، ويحرص على تضييق أيّ حلول للقطاع بغير حلَّين: التهجير أو إدارة مصرية وعربية تضمن أمن إسرائيل ونفوذها، وهذا يعني عملياً تصفية القضية الفلسطينية، ومن ثمّ فلا حلَّ إلا داخل الجماعة الوطنية الفلسطينية، وليس هناك طريق أو مجال أو تحالفات أخرى.
## هل فقدت إسرائيل حقّها في الوجود؟
28 July 2025 11:53 PM UTC+00
تتحمّل إسرائيل مسؤولية سلسلة لا تنتهي من جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان، تعود إلى بدايات تأسيسها عام 1948. بل كان القادة الصهاينة مسؤولين عن جرائم فظيعة، حتى قبل إعلان قيام "دولة إسرائيل". وبذلك، يمكن القول إن إسرائيل تأسّست على أساس جرائم حرب، وتطهير عرقي، وأشكال أخرى من انتهاك حقوق الإنسان. ومع ذلك، جرى قبولها عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة عام 1949، بشرط أن تحترم الوضع الدولي للقدس، وأن تقبل عودة اللاجئين الفلسطينيين أو تعويضهم (كما ورد في قراري الأمم المتحدة 181 لعام 1947 و194 لعام 1948)، غير أنها لم تلتزم مطلقاً بأيٍّ من هذين القرارين الأمميين، تماماً كما تجاهلت قراراتٍ عديدة للأمم المتحدة الأخرى. وفي انسجام مع هذا النمط من السلوك، مزّق المندوب الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة ميثاق الأمم المتحدة في جلسة عامة عام 2024، لمجرّد أن إسرائيل لم توافق على قرار صادر عن الأمم المتحدة، في تعبير أقصى عن الغطرسة والاستفزاز الصهيوني. ودولة تتصرّف على هذا النحو لا مكان لها في الأمم المتحدة إطلاقاً.
إلى جانب الحرب على غزّة، ارتكبت إسرائيل سنوات طويلة جرائم حربٍ لا تُحصى في الضفة والقدس الشرقية. وقصفت بلدانا عربية، ونفذت اغتيالات فاقت ما نفذته دول أخرى منذ الحرب العالمية الثانية
وإذا كانت إسرائيل قد امتلكت يوماً ما يمكن تسميته "حقّ الوجود"، فإن السؤال المطروح حالياً ما إذا كانت قد فقدته منذ زمن بعيد. وقد أصبحت هذه المسألة أكثر إلحاحاً خلال الحرب على غزة (2023 - ...). فإلى جانب هذه الحرب، ارتكبت إسرائيل سنوات طويلة جرائم حربٍ لا تُحصى في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية. ولتسهيل الأمر، لن أتطرّق هنا إلى القصف الإسرائيلي (حسب الترتيب الأبجدي) لكل من: الأردن، إيران، السودان، العراق، اليمن، تونس، سورية، لبنان، ومصر، ولا إلى حقيقة أن إسرائيل، من خلال آلاف عمليات الاغتيال التي نفذتها، قد قتلت أشخاصاً عديدين خارج حدودها بما يفوق أي دولة أخرى منذ الحرب العالمية الثانية.
قامت معظم الدول الغربية، التي طالما رفعت شعار "لن يتكرّر ذلك أبدًا" بعد الحرب العالمية الثانية، ليس فقط بتجاهل هذه السياسات الإسرائيلية الإجرامية، بل وبدعمها بشكل مباشر. وبهذا تكون شريكةً في جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكبها إسرائيل. وهكذا أصبح "لن يتكرّر أبداً" في الواقع "يتكرّر مراراً وتكراراً"، لأن كثيرين، على ما يبدو، لم يتعلموا شيئاً من دروس الماضي. ولا يوجد أي مؤشّر على أن إسرائيل ستغيّر سياساتها الإجرامية إلى الأفضل، بل تزداد الأفعال الإسرائيلية عنفاً وإجراماً. ومن ثم، تزداد احتمالية زوال إسرائيل بصفتها دولة صهيونية يوماً بعد يوم. وقد كتبتُ من قبل عن هذا الموضوع التاريخي، ومفادُه بأن التاريخ يُظهر أن "الدول تأتي وتذهب".
من الناحية النظرية، كان في وسع الولايات المتحدة أن تجبر إسرائيل على تقديم تنازلاتٍ للوصول إلى تسوية سلمية، لكنها لا تفعل، ففي الظروف الحالية، لا يمكن لأي مرشّح رئاسي أميركي أن يُنتخب من دون أن يقدّم دعماً شبه غير مشروط لإسرائيل. ويُعزى ذلك إلى قوة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وخارجها.
قد يستغرق زوال إسرائيل الدولة الصهيونية أجيالًا عدة من الناحية العملية، لكن قادتها المتطرّفين الحاليين قد ضمنوا، في كل الأحوال، أن هذا الاحتمال بات أكثر ترجيحاً من أي وقت مضى، ما لم تُجبر إسرائيل بطريقةٍ ما على القبول بحل سلمي مقبول، غير أن ميزان القوى القائم حاليّاً لا يشير إلى أن ذلك سيحدُث. ووفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، قام رئيس جهاز "الموساد"، جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، بحملة ضغط في الولايات المتحدة في يوليو/ تموز الجاري للحصول على دعم لخطة "الترانسفير" (التطهير العرقي) للفلسطينيين من قطاع غزّة، وحثّ الولايات المتحدة على إقناع دول أخرى باستيعاب مئات آلاف من الفلسطينيين. ولكن لا ينبغي مكافأة إسرائيل على جرائمها، ولذلك ينبغي قلب منطق هذا المقترح رأساً على عقب، فالدول التي دعمت إسرائيل دعماً غير مشروط عقوداً هي التي ينبغي تشجيعها على استقبال ملايين اليهود الصهاينة من إسرائيل، حتى يتمكّن الفلسطينيون أخيراً من العودة إلى وطنهم.
يمكن لليهود الصهاينة في إسرائيل أن يستقروا بسهولة في نحو 75 دولة يبدو أنهم مرحّب بهم فيها بشكل خاص: في الولايات المتحدة بولاياتها الخمسين، وفي حوالي 25 من دول الاتحاد الأوروبي. ومؤكّد أن هذه الدول ستكون متحمّسة لاستقبال "أصدقائها" من اليهود الصهاينة المجرمين، على الأقل، هذا ما يُفترض استنادًا إلى دعمها غير المشروط لإسرائيل.
ولكن الواقع، بالطبع، مختلف تماماً، فكما أن اللورد بلفور المعادي للسامية (صاحب وعد بلفور الشهير عام 1917) لم يكن يريد لليهود المضطهدين في أوروبا الشرقية وروسيا أن يأتوا إلى أوروبا الغربية، بل فضّل أن يُرسلوا إلى فلسطين، فإن معظم داعمي إسرائيل المتحمّسين اليوم لا يرغبون، في حقيقة الأمر، باستقبال اليهود الصهاينة من إسرائيل في بلدانهم أيضاً. إنهم يفضّلون تحميل العبء على دول وشعوب أخرى. والشعار السائد لا يزال: "يجب حل المشكلة داخل المنطقة".
المشكلات التي تسبّبت بها إسرائيل، وهي دولة وُلدت من رحم معاداة السامية الأوروبية، يُراد تحميلها للشعوب العربية في الشرق الأوسط
المشكلات التي تسبّبت بها إسرائيل، وهي دولة وُلدت من رحم معاداة السامية الأوروبية، يُراد تحميلها للشعوب العربية في الشرق الأوسط، التي لم تكن لها أي علاقة أصلًا بمعاداة السامية الأوروبية. ولا تزال لدى دول الاتحاد الأوروبي فرصة لتغيير المسار، إذا ما اتخذت الإجراءات اللازمة ضد إسرائيل، بما في ذلك فرض العقوبات: مثل وقف تصدير الأسلحة إليها، ووقف استيراد البضائع من الأراضي التي تحتلها إسرائيل أو من الحكومة المسؤولة عنها، وإلغاء اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وحظر المعاملات المالية مع البنوك المرتبطة بإسرائيل، ومنع دخول الإسرائيليين المتورّطين في جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان إلى دول الاتحاد الأوروبي، وملاحقتهم قضائيّاً. وسيكون اتخاذ مثل هذه الإجراءات في مصلحة بقاء إسرائيل نفسها. لذلك، من يريد الخير الحقيقي لإسرائيل عليه أن يفرض عليها السلام فرضاً.
أما إذا استمرّت دول الاتحاد الأوروبي في رفض محاسبة إسرائيل على كل هذه الجرائم الخطيرة، ورفضت أيضاً اتخاذ تدابير مناسبة ضدها، بما في ذلك فرض العقوبات، فإنها تساهم بذلك في فقدان إسرائيل، في لحظة ما، حقّها في الوجود، تماماً كما حصل مع ألمانيا النازية وكمبوديا في عهد بول بوت.
للشعوب، بما في ذلك الفلسطينيون واليهود، حقّ في الوجود؛ لكنه لا ينطبق تلقائيّاً على الدول التي تمثل هذه الشعوب، ولا سيما عندما تكون مسؤولة عن جرائم حرب جسيمة وانتهاكات فاضحة لحقوق الإنسان.
## الفائدة من "سعادته" و"فخامته" و"سيادته"
28 July 2025 11:58 PM UTC+00
نعت قيادة الشرطة الاتحادية العراقية، الأحد الماضي، منتسبها غزوان عبد الكريم، الذي قُتل في أثناء أدائه واجبه الأمني بنيران فصيل مسلّح هاجم دائرةً مدنيةً في منطقة الكرخ ببغداد. وقد قضى في الحادث أيضاً سائق سيارة أجرة كان في المكان، بالإضافة إلى عشرات الجرحى والمصابين، في حادثة أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، ودفعت رئاسة الوزراء إلى "تشكيل لجنة" لتقصّي ملابسات الحادث.
وجاء بيان خلية الإعلام الأمني متحفّظاً جدّاً، مشيراً إلى أنه قُبض على 14 متهماً من القوة المهاجمة، وسيُقدّمون إلى القضاء. كانت القوة من اللواءَين 45 و46 التابعَين لـ"الحشد الشعبي"، وقد اقتحمت دائرة حكومية تابعة لوزارة الزراعة، وفتحت النار على القوات الأمنية التي تحرس الدائرة، في محاولة لمنع مدير جديد من تسلُّم منصبه.
كلّ من كان قريباً من الحادث أشار إلى أنها كانت أشبه بساحة حرب، فتطاير الرصاص في كلّ اتجاه، ولم تعبأ القوة المهاجمة بالمدنيين والناس القريبين من المكان. سخر كثيرون من المعلّقين في مواقع التواصل من عبارة "تشكيل لجنة" للتحقيق في الحادث، إذ لا أحد يثق بنتائج لجنة من هذا النوع. وقد تكرّرت حوادث مشابهةٌ خلال السنوات الماضية، ولم تستطع أيُّ لجنة أن تدين الجهات المهاجمة. بل إنّه في الغالب، حين تشعر الحكومة بحرج كبير أمام الرأي العام، يُقدّم ما قام به المتهمون "اجتهاداً شخصياً"، أو أن المجرم الذي ارتكب فعلته قد "انفكّ" عن الجهة المسلّحة، التي كان ينتمي إليها، كما حصل مع أحد المتّهمين الرئيسيّين بمقتل الإعلامي والباحث هشام الهاشمي.
تتصرف فصائل مسلحة عديدة، حتى وإن انتسبت إلى "الحشد الشعبي"، بشكل مستقلّ عن إرادة القائد العام للقوات المسلّحة. فالانتساب إلى الدولة هنا هو لأجل التمويل والتجهيزات العسكرية، والإمكانات اللوجستية من معسكرات وغطاء شرعي. وغالباً ما يكون الهدوء النسبي في الحياة العراقية قائماً على أساس واحد: أن الدولة لا تعترض طريق المليشيات، ولا تزاحمها في ما تفعل. أمّا إذا رفعت الدولة إصبعها في وجه المليشيات، فإن الأخيرة تكون مستعدّةً لإراقة دماء رجال الأمن والمدنيين، وهي على يقين من انتصارها على الدولة ومنتسبيها، وعلى المواطنين جميعاً.
أفراد المليشيات الذين يطلقون الصواريخ على المعسكرات، ويدمّرون الرادارات العسكرية باستخدام المسيّرات المفخّخة، ويعتدون على المصالح المدنية من مطاعم وشركات، والمتورّطون في عشرات حوادث الإساءة والتهديد واستخدام السلاح للابتزاز أو تصفية الخصوم، لا يقومون بهذه الأفعال بناءً على "اجتهاد شخصي"، بل وفق أوامر مباشرة من قياداتهم. وكلّ إجراء رسمي لا يُحاسب تلك القيادات عبث وضحك على الذقون.
لقد علّمتنا تجارب التاريخ أن الطلب بلطف من الجماعات المسلحة ألا تتجاوز القانون أمرٌ لا جدوى منه، وأن سطوة الدولة (وثقة المواطنين بها) لا يمكن أن تتحقّق من دون التهديد بإجراءاتٍ عقابية صارمة، والجرأة على تنفيذ هذه الإجراءات متى ما تطلّب الأمر.
ما حدث في "غزوة مديرية الزراعة" لا يُقارن بغزوة المنطقة الخضراء، معقل الحكومة والبرلمان والسفارات والدوائر الأمنية الحسّاسة، في 25 يونيو/ حزيران 2020، حين خلعت الفصائل المسلّحة نفسها بوابتها الرئيسة بالجرافات، وكان التحدّي يومها أكثر إحراجاً. ومع ذلك، لم تتّخذ الحكومة حينها أيَّ إجراء يدين هذا الفعل الذي لا يمكن وصفه بأقلّ من أنه "إرهابي". وكانت محاججة بعض السياسيين حينذاك تقوم على أن الحكومة والأحزاب الكُبرى الحاكمة تصرّفت بـ"حكمة"، درءاً لاحتمال اندلاع صراع أهلي قد يتطوّر أو يتوسّع.
لكن هذه "الحكمة" المزعومة أصبحت تعني انسحابات متتالية لسلطة الحكومة أمام تفرعن (وتمدّد) سلطة المليشيات. كما أن شرعية الحكومة والنظام السياسي برمّته صارت تتآكل في الشارع العراقي. فما فائدة هذه المليارات من الدنانير العراقية التي تُصرف على القيادات والزعامات والتسليح والتجهيز والمقارّ ووسائل الراحة والرفاهية، إن لم تنتج منها حمايةٌ لأرواح المواطنين ومصالحهم العامّة؟ وما فائدة ألقاب التفخيم من "سعادته" و"سيادته" و"فخامته" و"دولته"، التي تُطلق على مسؤولين يرتعدون أمام أصغر مليشياوي يرفع سلاحه في الشارع؟
## سورية الجديدة: كرامة المواطن لا صمت الرعايا
28 July 2025 11:58 PM UTC+00
في اللحظة السورية الراهنة، لا يبدو أن الخروج من جحيم الأسد يكفي، بحد ذاته، لتأسيس أفقٍ جديد. بل تكاد المفارقة أن تكون جارحة: نظام دموي انهار، وسلطة انتقالية جديدة تُستقبل بكثير من الترقب والأمل، لكن من دون أن تحمل في طيّاتها، حتى اللحظة، ملامح واضحة لتحول ديمقراطي فعلي، فالسؤال الذي يفرض نفسه، بأكثر من طريقة، ليس إن كان الأسد قد سقط، بل إن كان النظام الذي مثّله قد انتهى حقاً، أم أنه يُعاد إنتاجه تحت أسماء جديدة وبخطاب أكثر مرونة، هذا هو السؤال بل الهاجس الحقيقي الذي يفرض نفسه في رسم خطوط التأييد أو الاشتباك مع الحالة السورية الجديدة.
الواقع أن الرئيس أحمد الشرع، الذي جاء في لحظة شبه فراغ سياسي، يبدو في الظاهر خياراً توافقياً بين قوى محلية وإقليمية، لكنه في الجوهر يقف على أرضٍ رخوة. الدولة منهارة، الاقتصاد مدمَّر، المجتمع ممزّق، الهوية الوطنية مختلّة، والخريطة الجغرافية خاضعة لسلطات أمر واقع، بعضها تحت رعاية مباشرة لقوى خارجية. في هذا السياق، من السهل أن يُقدَّم "الاستقرار" أولوية، وأن يُنظر إلى الديمقراطية طرحاً مؤجلاً، أو أداة قابلة للتعليق ريثما تهدأ العاصفة.
تواطؤ غير معلن على تثبيت النظام الانتقالي السوري بوصفه غاية في ذاته، لا مرحلة عابرة نحو نظام ديمقراطي تعدّدي
ما تحذّر منه نظريات التحول الديمقراطي، وفي مقدمها كتاب "التحوّل من الحكم السلطوي: استنتاجات أولية حول ديمقراطية غير مؤكدة"، لغويليرمو أودونيل وفيليب شميتر، هو بالضبط هذا المنعطف. إذ تفيد التجارب المقارنة في أميركا اللاتينية وجنوب أوروبا وأفريقيا بأن المراحل الانتقالية غالباً ما لا تؤدّي إلى ديمقراطية مكتملة، بل قد تستقر في نماذج هجينة، أو تنكص إلى أشكال من السلطوية المحدثة. ويتحدث أودونيل عن "الديمقراطيات غير الليبرالية" أو "الاستبداد الانتقالي"، أي تلك الأنظمة التي تتبنّى مظاهر من الديمقراطية (الانتخابات، الأحزاب، الدساتير) لكنها تفتقد جوهرها، أي التداول الفعلي للسلطة، والمساءلة، واستقلال القضاء، وحرية التنظيم.
أخطر ما في هذه المراحل أن السلطة الجديدة توظّف حالة الإرهاق الاجتماعي وتشرذم المعارضة لتبني شرعيتها على الخوف، لا على المشاركة. وهذا ما يظهر في الخطاب الرسمي الذي يتبنّاه النظام الانتقالي في سورية اليوم: الأمن قبل السياسة، الخدمات قبل الحرّيات، إعادة بناء الدولة قبل فتح المجال العام. وهو خطابٌ يبدو منسجماً مع مزاج شعبي مرهَق، لكن الخشية أنه بإطلاقه بدون تقييد سياسي وزمني فإنّه يعيد إنتاج منطق الأنظمة التي حكمت عبر بوابة الضرورة، وشرعنت الاستثناء باعتباره القاعدة.
ليس الداخل وحده ما يدفع في هذا الاتجاه، بل كذلك الإقليم والنظام الدولي. الأنظمة العربية تدعم أنظمة "مستقرّة"، ذات طابع سلطوي، ولا تريد أن ترى نظاماً ديمقراطياً حقيقياً قد ينقل العدوى إلى جيرانها. أما الولايات المتحدة، في نسختها الترامبية وما بعدها، فقد أصبحت تتعامل مع ملفات الديمقراطية بخطابٍ مزدوج؛ تروّجه في العلن، لكنها في العمق تفضّل الشريك المضمون، لا النموذج القابل للانفجار.
أوجدت هذه المعادلات نوعاً من التواطؤ غير المعلن على تثبيت النظام الانتقالي السوري بوصفه غاية في ذاته، لا مرحلة عابرة نحو نظام ديمقراطي تعدّدي. لكن هذا التثبيت يأتي على حساب التطلعات التي دفع السوريون من أجلها دماءهم وأرواحهم وبيوتهم، ويطرح السؤال الكبير: هل قامت الثورة فقط لتغيير الرئيس، أم لتغيير نظام الحكم والوصول إلى حلم الحرية والديمقراطية؟
تؤكّد تجارب الانتقال السياسي التي درستها أدبيات التحول أن اللحظة التي تلي سقوط النظام السلطوي مباشرة هي الأكثر حساسية وخطورة، لأنها اللحظة التي تُحدَّد فيها قواعد اللعبة الجديدة، إن وُجدت. وإذا لم تكن هناك إرادة سياسية واضحة لإشراك القوى السياسية والمدنية في رسم ملامح المرحلة المقبلة، فإن السلطة الجديدة ستتجه حتماً نحو تركيز القوة وتهميش المنافسين، لا بفعل النيات بالضرورة، بل بفعل غياب التوازنات والضغوط.
ما يهدّد سورية اليوم ليس فقط عودة الإرهاب أو التدخلات الخارجية، بل أيضاً خطر بناء دولة سلطوية باسم الضرورة
في سورية اليوم، النخبة السياسية مشتتة، والمعارضة مجزّأة، والمجتمع المدني منهك، والسلطة الجديدة تتصرّف بهامش واسع من السيطرة، من دون مراقبة حقيقية أو محاسبة علنية. يضعها هذا أمام امتحان تاريخي: إما أن تُثبت أنها فعلاً نظام انتقالي، ينقل سورية إلى عهد ديمقراطي، أو أن تتحوّل إلى نظام مؤبد، عنوانه "إعادة بناء الدولة" وجوهره إعادة إنتاج الاستبداد بوسائل أقل وحشية، لكن لا تقل قمعاً.
المطلوب من الرئيس الشرع اليوم ليس أن يحل كل معضلات سورية دفعة واحدة، بل أن يُظهر التزاماً جدياً ببناء نظام يفتح المجال أمام التعددية والمشاركة والمساءلة. هذا يتطلب جدولاً زمنيّاً واضحاً لكتابة دستور جديد، وإجراء انتخابات حرّة، وتحييد المؤسسة الأمنية عن السياسة، وضمان الحريات العامة، وإطلاق حوار وطني حقيقي، لا شكلي. كما أن المطلوب من النخب والمثقفين ومنظمات المجتمع المدني ألا تنتظر إشارات من الأعلى، بل أن تستعيد دورها في الرقابة والمساءلة والدفاع عن الفضاء العام.
التحوّل الديمقراطي، كما بيّنت دراسات أودونيل وشميتر، لا يحدث نتيجة حسن النيات فقط، بل بفعل موازين قوة جديدة، وضغط مجتمعي منظم، وتحالفات داخلية واضحة تحرس المكتسبات وتمنع الارتداد. ولا تزال هذه العوامل، في الحالة السورية، غائبة أو ضعيفة. لكن ذلك لا يُبرّر القبول بما هو قائم، بل يحفّز على بناء شروط التغيير من داخل الواقع، لا انتظار تغيّره من تلقاء نفسه.
ما يهدّد سورية اليوم ليس فقط عودة الإرهاب أو التدخلات الخارجية، بل أيضاً خطر بناء دولة سلطوية باسم الضرورة، وسلطة مطلقة باسم النظام. وقد أثبتت التجربة أن هذا النوع من "الاستقرار" هشّ، وعاجز عن الصمود، ومولِّد لانفجارات قادمة. وحدها الديمقراطية، بكل تعقيداتها وتكاليفها، قادرة على أن تؤسّس لنظام سياسي يليق بتضحيات السوريين، ويمنحهم ما حُرموا منه طويلاً: كرامة المواطنة، لا صمت الرعايا.
## رسالة إلى ويتكوف: بأي "شرطي" تبشّرون؟
29 July 2025 12:00 AM UTC+00
عزيزي السيد ستيف ويتكوف:
استمعنا، قبل أيام، نحن شعوب المنطقة العربية، إلى تصريحاتك اللافتة التي قلتَ فيها إن الرئيس دونالد ترامب هو "شرطي العالم". قلتَ أيضاً إن التوتر في سورية "في طريقه إلى التسوية"، وإن "المفاوضات مع حركة حماس تعود إلى مسارها"، و"اتفاقيات أبراهام ستتوسع"، وتطمحون إلى "سلام دائم في غزّة والشرق الأوسط"، قبل نهاية ولاية ترامب الثانية... جُملك، وأنت مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، تصوغ لهذا الشرق مشهداً وردياً، لكنّي (وغيري) نراه يُخفي خلفه حقائق دامغة عن الفشل والتواطؤ والانحياز الصارخ.
أيّ شرطي تقصدون؟ إن كنتم تقصدون "شرطياً" بمفهوم القيادة العالمية، فإن واقع الأمور يُظهر أن ترامب منذ بدء ولايته كان خصماً عتيّاً لهذا العالم، وظّف القوة الاقتصادية عصاً غليظةً في وجه العالم أجمع، وابتزّ دولاً باسم الحماية، وتصرّف زعيم شركة أمنية خاصّة، لا دولةً يفترض بها قيادة العالم الحرّ. قال إنه يريد إنهاء الحروب، فتورّط فيها. بمشاركته إسرائيل حربها على إيران، حوّل إيران من خصم مزمن إلى ذريعة جاهزة لتبرير التدخّلات. المفاوضات معها، التي "ستعود إلى مسارها" كما تقول، ليست سوى واجهة لواقع أكثر قتامةً، بعد تقويض ترامب أمن المنطقة، وتعطيله أيَّ مسعىً لتسوية شاملة.
تحدّثت، سيّد ويتكوف، عن "سلام دائم في غزّة"، في وقتٍ يموت فيه الأطفال جوعاً وقصفاً، بلا ماء أو دواء، وتحوّلت المساعدات الأميركية مصائد موت. ولا يرى ترامب في جوع الغزّيين سوى "سوء تغذية". هل هذا هو المسار الذي "عاد إلى مكانه" كما تقولون؟ أيّ مسار مفاوضات يُمكن أن يستقيم تكون فيه "حماس" حجّة لاستمرار إبادة الجميع، فتُمنع قوافل الإغاثة، وتُستخدم المجاعة سلاحاً سياسياً؟ قدّمت الإدارة الأميركية الدعم السياسي والعسكري للمقتلة، وعطّلت محاسبة مرتكبيها بالقانون الدولي. أيّ سلام يُبنى على أنقاض مدن محاصرة بالموت؟
عزيزي السيد ويتكوف:
في سورية تقول إن "التسوية في الطريق"، من دون أن تشرح لنا ماذا تعني "التسوية" في ظلّ الفوضى، وانعدام السيادة، وخطر حرب أهلية. لا يصمد قولك أمام الواقع. المقاربة الأميركية السطحية، التي ربطت استقرار سورية بالاستثمارات الاقتصادية، تجاهلت الحاجة إلى حوار وطني جامع وحلّ سياسي شامل، واستبدلت بهما ترتيبات محلّيةً هشّة. لم يكن الملفّ السوري أولويةً حقيقيةً، بل ورقةً في بازار التفاهمات الإقليمية. لا إعادة إعمار، لا تسوية سياسية، لا عودة للاجئين. فقط، خطوط تماس ونفوذ، ومجازر وانتهاكات متكرّرة. هل هذه هي "التسوية" التي تبشّر بها؟
قاربت السلام بين سورية وإسرائيل بناءً على منطق التسوية الجزئية، من دون إعادة الأرض أو الاعتراف بالحقوق التاريخية، أو سحب اعتراف ترامب (في ولايته الأولى) بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل. لا يريد ترامب (الثاني) ولا نتنياهو سلاماً، بل صفقةً بلا كرامة، تقُدّم إنقاذاً اقتصادياً، وتتجاهل الاحتلال وتُشرعنه. هو المنطق نفسه في ملفّ التطبيع العربي الإسرائيلي، إذ تفاخرت بأن اتفاقيات أبراهام "ستتوسع"، لكن ما تُخفيه تلك العبارة أنك استبدلت بالسلام الحقيقي والدائم التطبيعَ المجرّد؛ صفقات تُبرم مع حكومات، لا مع شعوب، تتجاهل الاحتلال والاستيطان وإعادة الحقوق لأصحابها، وتعتبر القضية الفلسطينية عقبةً لا قضيةً مركزيةً: قضية حقّ وعدل.
عزيزي السيد ويتكوف:
حين يصف محامٍ مثلك ترامب بـ"شرطي العالم"، نُدرك أن العالم يشهد تحوّلاً خطيراً في المفاهيم. هل يُمكن لشرطي أن يكون متورّطاً في الحروب، صامتاً عن المجازر، متغطرساً على الحلفاء، ومعادياً للقانون؟ هل من الممكن أن تُبنى قيادة عالمية على أساس الغطرسة والمصلحة، لا الشراكة والمسؤولية؟... لا نحتاج إلى شرطي يتقن إطلاق النار، بل إلى قاضٍ يحترم القانون، و"السلام طويل الأمد" في الشرق الأوسط، لا يبدأ من توسيع دائرة المطبّعين، ولا من الضغوط العسكرية والصفقات الاقتصادية، بل من وضع حدّ للتطهير العرقي الذي تمارسه إسرائيل، والاعتراف بأن السلام لا يتحقّق من دون عدالة تنهي الاحتلال وتعيد الحقوق لأصحابها، فلسطينيين وسوريين ولبنانيين. أمّا دون ذلك، يا عزيزي ويتكوف، فإن "شرطي العالم" سيبقى مجرّد شعار فوق جثّة القانون الدولي، ولن يكون "الاستقرار" إلا لحظة هدنة في حرب دائمة.
## الجريمة حقّاً سيادياً
29 July 2025 12:01 AM UTC+00
لم يولَد قرار محكمة التمييز في فرنسا إلغاء مذكّرة التوقيف بحقّ بشّار الأسد من فراغ. لم يكن تأويلاً قانونياً بارداً، وإنما لحظة انكشاف لآليات العدالة في صورتها الأخيرة. النظام القضائي الفرنسي، كما تجلّى في هذا القرار، لا ينشغل بإنتاج الحقيقة، بقدر ما يحدّد بدقّة المسافة المريحة بين السياسة والمساءلة. لم تنبثق مذكّرة التوقيف، الصادرة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، من انفعال أو ضغط رأي عام، بل بُنيت على شكاوى موثّقة، شهادات ناجين، تقارير أممية، وصور دامغة من الغوطة وخان العسل. مع ذلك، لم يُطرح النقاش حول جوهر الملفّ. اختُصر الجدل بسؤال تقني: هل كان الأسد رئيساً لحظة وقوع الجريمة؟ هذا السؤال وحده حسم الملفّ. لم يصدُر من المحكمة ما ينفي الجريمة، ولم يُطرح أيُّ دفاع عن الأسد. ما حدث هو انضباط صارم لمبدأ الحصانة، ليس من باب احترام القانون، بل نتيجة الانتماء إلى بنيةٍ سياسيةٍ تحمي رموزها من الانكسار. في هذا السياق، فائض الأدلة لا يفتح باب العدالة، بل يربك النظام ويهدّد استقراره.
لا يبتعد ما جرى في باريس عن ما يجري يومياً في محاكم العالم بخصوص فلسطين وغزّة تحديداً. في مجزرة تُبثّ على الهواء، لا تُطلب مذكّرات توقيف، ولا تُطرح دعاوى قضائية. الجريمة هنا لا تُخفى على الرغم من اعتراف منفّذيها بفعلتهم يومياً، إنما تُعاد صياغتها في الغرب الإنساني ضمن جمل محسوبة: "ردٌّ على تهديد"، "بيئة قتالية معقدة"، "نزاع غير متماثل". المدني لا يُقتل، يُقال إنه وُجد في المكان الخطأ. الطفل لا يُستهدف، يُدمج ضمن هامش خطأ تقني. الضحية تُفكّك من اسمها وعائلتها، وتُعاد كتابتها رقماً في نشرة. العدالة لم تعد إطاراً قضائياً، إنما بنية رمزية لإدارة الذاكرة وتأجيل الفعل. تتحوّل هندسةً لغوية، تُبقي على شكلها الخارجي من دون أن تُمكّن أحداً من استخدامها. لا حاجة إلى الإنكار أو التبرير، فوجود خطابٍ موازٍ يكفي لإفراغ الفعل من مضمونه. العدالة تُنقل إلى الأرشيف، تُترك في تقارير لا تُقرأ، تتحوّل ممارسةً شكليةً تُنجز كي لا يتحقّق منها شيء.
لم تتحرّك المحكمة الفرنسية بموجب القانون وحده، إنما امتثلت لمقتضيات البنية التي لا تحتمل فتح هذا الباب. لم تُعنَ بأن الأسد لا يشغل منصباً حالياً. لم تبحث في تبدّل السلطة. اكتفت بتثبيت موقعه السابق. هذا التثبيت وحده يكفي لغلق الملفّ. المساءلة توقّفت عند الحافة التي تليها العدوى. ليس فتح ملفّ الأسد نهاية القضية، بل بدايتها. قد يتبعها قادة آخرون، جنرالات، حكومات. لهذا لم يُطرح السؤال عن الفعل، بل عن صلاحية الاتهام. من يحقّ وصفه بالمجرم؟ من يمكن إخراجه من شبكة الحماية الرمزية؟ النصوص لا تحسم هذه الإجابة. الذي يحسمها هو ما إذا كان الاتهام سيهزّ استقرار النموذج.
الضحايا لا يُخفَون، بهدوء يُسحبون من اللغة. لا يُمحى أثرهم، بقدر ما يُعاد تشكيله ليغدو متحفيّاً غير مؤذٍ لسائح الحقيقة. المذكّرة لم تسقط لأنها واهية، بل لأنها فائضة. ولهذا تحديداً فإن وجودها يربك التوازن.
لا يفتقر العالم إلى أدوات المحاسبة، ولا يعاني من غياب التشريعات، ولا من قلّة الوثائق. المعضلة تكمن في غياب الرغبة. العدالة لا تُصنع من الوقائع فقط، بل من استعداد حقيقي لخرق البنية حين تصبح هي الحصن الأخير لمن ارتكبوا الجرائم. المجاعة في غزّة، والسلاح الكيميائي في سورية، لم يكونا من قبيل المصادفة. هذه جرائم لا ينفّذها أفراد، بل تُخطّط داخل مراكز سلطة. المحكمة الفرنسية حين امتنعت عن محاكمة من ارتكب جريمة وهو في موقع القرار، رسّخت المعادلة التي تحكم أكثر الجرائم فظاعة: لا محاكمة حين يكون الجاني في موقع الحكم. الفشل هنا ليس في تنفيذ العدالة، بل في عدم السعي إليها، والمصلحة فيها أصلاً.
## المرحلة الأخيرة من المشروع الإسرائيلي
29 July 2025 12:04 AM UTC+00
قال عضو الكونغرس الأميركي ليندسي غراهام (معروف بتطرّفه وهوسه بإسرائيل وبالدفاع عنها): "شاهدت بأم العين جنوداً إسرائيليين يطلقون النار في غزّة على فلسطينيين يرفعون الرايات البيضاء. وقتل المستوطنون مواطناً أميركياً من أصل فلسطيني زار الضفة الغربية لتفقّد أهله. أطالب بتحقيق ومحاسبة". أعلنت منظمة الهجرة الدولية أن الجيش الإسرائيلي "يتوغّل في دير البلح، ويستهدف محطّة تحلية مياه. يعاني الفلسطينيون مستوياتٍ مروّعة من المعاناة. أكثر من 90% من المنازل في غزّة قد دُمِّرت أو تضرّرت". قدّم مسعفون على الأرض شهادات أكدّت أن الدبّابات "أطلقت النار باتجاه خيام تؤوي عائلات نازحة". منظّمة الصحة العالمية تناشد: "مقرّ إقامة طاقم المنظّمة في دير البلح هوجم ثلاث مرّات، وكذلك مستودعها الرئيس. دخل الجيش واحتجز الأفراد والأهالي". أعلنت الأمم المتحدة أن "800 شخص قتلوا في أثناء انتظارهم المساعدات".
لا إرادة سياسية عربية، بل قصر نظر في القراءة. خوف، وتردّد، وبحث عن حماية مصالح آنية
تمنع إسرائيل الإعلاميين من الدخول إلى غزّة. ممنوع كشف الحقائق، ووكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس) تُعلِن أنها تخشى "أن يموت مراسلو وكالتنا التي أُسّست من عام 1944 جوعاً. نرفض أن نشاهدهم يموتون"، ويقول أحد المواطنين: "أرفض أن أخرج بكيس للبحث عن الطعام فأعود محمّلاً فيه"، وتقول إسرائيل للإعلاميين: "حرصاً عليكم نمنع دخولكم"، في استهتار بعقول الناس وكراماتهم. مَن يهدّد الصحافيين والإعلاميين والمصوّرين؟ مَن يستهدفهم؟ أهؤلاء المساكين البؤساء الفلسطينيون الأبرياء الذين يُقتَلون إعداماً برصاص الجيش الإسرائيلي، وأحياناً من عناصر أميركية، وهم يركضون وراء نقطة توزيع ما أو علبة أرزّ أو حليب؟... تريد إسرائيل الاستمرار بهواياتها وترفها وحقدها، وممارسة عنصريتها وكراهيتها تجاه الفلسطينيين، فتقتلهم تحت عنوان "إنساني"، والهدف هو اقتلاعهم من أرضهم.
منظّمة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تُعلِن: "نتلقّى رسائل يأس عن المجاعة من قطاع غزّة، بما في ذلك من زملائنا، ويجب رفع الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية بأمان، وعلى نطاق واسع إلى قطاع غزّة". الحكومة البريطانية تؤكّد: "نموذج تقديم المساعدات الذي تتبعه إسرائيل خطير، ويغذّي عدم الاستقرار، ويحرم سكّان غزّة من كرامتهم. نستنكر قتل الأطفال. ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى رفع القيود المفروضة على تدفّق المساعدات، ونعارض بشدّة أيَّ خطوات نحو تغيير ديمغرافي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. نستنكر التوزيع البطيء للمساعدات وقتل المدنيين بمن فيهم الأطفال الذين يسعون لتلبية أبسط حاجاتهم". هذا الكلام بيان وقّعته أكثر من 30 دولة، واعتبرته اسرائيل: "مرفوضاً. هو منفصل عن الواقع". هي الواقع، والحقيقة، وهي الأمر الواقع، والآمر الناهي. هي مرتكب المجازر والإبادة منذ نشوئها، وهي الخصم والحَكم. وتأكيداً على ذلك، أعلن جدعون ساعر وزير الخارجية: "أصدرت تعليمات بعدم تمديد تأشيرة إقامة مسؤول المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية توم فليتشر. من ينشر الأكاذيب عن إسرائيل لن نتعاون معه".
لاحقاً، صدر بيان ثلاثي بريطاني فرنسي ألماني يُعلِن: "حان الوقت لانتهاء الحرب في غزّة. الكارثة الإنسانية التي نشهدها يجب أن تتوقّف. ودعا إسرائيل إلى السماح فوراً للأمم المتحدة والمنظّمات غير الحكومية بالقيام بعملها. نحن ملتزمون بدعم الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الولايات المتحدة وقطر ومصر".
الجواب الإسرائيلي أعلنه نتنياهو أولاً: "في اللحظة التي تُلقي فيها حماس سلاحها وتستسلم، ربّما نسمح لهم بالمغادرة. وقتها ستنتهي الحرب". وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قال: "انتهت مراسم التفاوض المذلّ مع الإرهابيين، وحان وقت تحقيق النصر". وأعلن وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير: "الطريق الأمثل لاستعادة الرهائن وتحقيق النصر، هو وقف المساعدات واحتلال كلّ غزّة، وتشجيع الهجرة والاستيطان".
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "سنُعلِن دعمنا قيام الدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة". ثار جنون إسرائيل، فردّ نتنياهو: "الدولة الفلسطينية ستكون في مثل هذه الظروف بمثابة منصّة لإبادة اسرائيل لا للعيش معها بسلام". وسخر السفير الأميركي لدى الدولة اليهودية مُعلِّقاً: "يمكنني أن أعلن أن فرنسا ستقدّم الريفييرا الفرنسية لقيام الدولة الفلسطينية". يعني أن ريفييرا الشرق الأوسط ستكون في أرض فلسطين كما أعلن ترامب قبله، وإذا كنتم تريدون دولةً فلسطينيةً فخذوا الفلسطينيين إلى "ريفييرتكم"، هذا هو الهدف الاسرائيلي الذي خطا الكنيست خطوةً في أبعد في اتجاهه، عندما صوّت على مشروع قرار يدعو إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية وغور الأردن، وفي ذلك تهديد لكلٍّ من الأردن ومصر. وفي موضوع غور الأردن، كتب جون كيري، بعد خروجه من الوزارة (كان وزيراً للخارجية الأميركية)، أن نقاشاً دار بينه وبين نتنياهو وقيادة السلطة الفلسطينية، وطُرحت فكرة وجود قوات أميركية هناك، فرفضها نتنياهو. طُرحت فكرة قوات دولية فرفض. والجواب الثابت: "لا يحمي أمن إسرائيل إلا الجيش الإسرائيلي". هذا هو المشروع الأساس، لم (ولن) يتغيّر اليوم، في ظلّ التقدّم الإسرائيلي، الذي يتصرّف على أساس أن لا أحد يقف في وجهه، أو يمون على إسرائيل أو يفرض عليها أمراً. إنها فرصة تاريخية في نظر قادة إسرائيل فلماذا تفويتها؟
يقول بن غفير: "نحن أصحاب البيت. كلّ شيء لنا". والنائبة ليمور سون هار ميليخ أعلنت: "أريد أن أكون واضحةً، لا دولة فلسطينية، لا الآن ولا لاحقاً، ولا بأيّ شكل من الأشكال. لا حكم ذاتياً مطوّراً، ولا إمارات نابلس والخليل (فكرة طرحها فلسطينيون مستعدّون للاعتراف بإسرائيل دولةً يهوديةً)، ولا كونفدرالية، ولا كيان دون دولة". وشاركها نواب ووزراء بالقول: "إنه قرار تاريخي لا عودة عنه".
وهم هو الاعتقاد أن إسرائيل تحمي أحداً غير مصالحها وأن أميركا تشكّل حمايةً على المدى البعيد
في هذا التوقيت، أعطى الرئيس الأميركي ترامب الضوء الأخضر لنتنياهو لاستكمال الحرب: "على إسرائيل إنهاء المهمّة والقضاء على حماس". إنه قرار إطلاق يد جيش الاحتلال في غزّة، وفي الضفة أيضاً. إنه مشروع تهويد فلسطين. "القفص" جاهز في غزّة لإدخال الناجين من المواطنين وسجنهم فيه، في انتظار تأمين نقلهم إلى دول بعيدة، تُجري أميركا وإسرائيل اتصالات في هذا الشأن مع دول أفريقية وغير أفريقية، وسيكون لذلك تداعيات كبيرة على واقع المنطقة كلّها.
مجدّداً أقول: يخطئ من يتصرّف على أساس أنه سيكون بمنأى عن مخاطر هذه التداعيات، ومن الوهم الاعتقاد بأن إسرائيل تحمي أحداً غير مصالحها، وبأن أميركا تشكّل حمايةً على المدى البعيد. دول المنطقة ستكون مقبلةً على مشاكل داخلية اقتصادية ومالية وسياسية وأمنية. لن يبقى قويّ فيها، بل لن يبقى عنصر قوة فيها خارج الإرادة الإسرائيلية، رغم كلّ ما يقال اليوم وما يدّعيه بعضهم من أدوار وحضور "ونفوذ". نحن في المرحلة الأخيرة من هذا المشروع وستكون طويلة. الخطر يدهمنا. فهل يبادر أصحاب الشأن للاستفادة ممّا تبقّى للحدّ من الخسائر على الأقلّ؟ لست متفائلاً. السبب: لا إرادة سياسية، بل قصر نظر في القراءة. خوف، وتردّد، وبحث عن حماية مصالح آنية، وإذا وجدت الإرادة فليس ثمّة إدارة سليمة حكيمة. آمل أن أكون مخطئاً.
## عن تغيير لم يكتمل بعد في سورية
29 July 2025 12:04 AM UTC+00
في لحظة مفصلية وتاريخية من عمر بلدهم، ظنّ السوريون أن سقوط الأسد سيمثّل نقطة تحوّل لا رجعة فيها، وبانهيار النظام سيتحرّر المواطن، وتُبنى الدولة المنشودة على أسس الحرية والكرامة والعدالة، فالأمل الذي رافق لحظة هروب الأسد والفرحة التي عمّت الشوارع حين بدأت ملامح التغيير تلوح في الأفق كانا أشبه بإعلان ولادة وطن جديد تخلّص من قيد دام عقوداً. لكن هذا الأمل سرعان ما بدأت تتسلل إليه شكوك عميقة. لم تكن الأسئلة التي طرحتها المرحلة اللاحقة عمّن سيقودها فحسب، بل عن جوهر التغيير نفسه. هل سقط الأسد فعلياً؟ أم أن رمزه ما زال حيّاً فينا، في مؤسّساتنا، وفي وعينا، وفي طريقة تفكيرنا ومقارباتنا للحكم؟ هل تغيّر الشكل فقط؟ أم أن ثقافة الاستبداد لا تزال كامنةً، وتتخفّى تحت شعارات المرحلة الجديدة؟
القطيعة الشكلية لا تُسقط منظومة الاستبداد، فالأنظمة التي استمرت عقوداً، مثل نظام الأسد، لا تُختزَل بشخص، بل تترك خلفها أنماطاً سلوكية، ومنظومات فكرية، وشبكات من المصالح، وأدوات حكم لا تختفي بمجرّد رحيل الرمز. عندما تُستخدَم مقارنات دائمة مع "عهد الأسد" لتبرير التجاوزات، وعندما يُقال إننا "أفضل ممّا كنا عليه"، فإننا في الحقيقة نعيد استدعاء الماضي معياراً، ونحوّل الفشل إنجازاً، ونعيد تدوير الأزمة بأشكال أكثر ليونة.
لم يكن الاستبداد في سورية مجرّد قرار سياسي، بل منظومة اجتماعية وثقافية تغلغلت في كلّ تفصيلة
لا تُقاس الحرية الحقيقية بالابتعاد عن الأسوأ، بل بالاقتراب من الأفضل، فالمنتقدون للمرحلة الجديدة لا يحنّون إلى الماضي كما يحاول بعضهم تصويرهم، بل يحلمون بمستقبلٍ مختلف كلياً، تكون فيه الحقوق مصانةً، والمساءلة قائمةً، والكرامة غير قابلة للتفاوض. وهم لا يعارضون بناء الدولة، بل يسعون إلى صياغة أسسها على قواعد مدنية ديمقراطية لا تقبل التسلّط أو الوصاية.
حين نُمنع من نقد المرحلة، وحين تتحوّل الشخصيات الجديدة رموزاً لا تُنتقَد، يعود الاستبداد، ليس من بوابة السياسة، بل من بوابة التقديس والتبرير. الخطورة أن يتحوّل الرمز الجديد مرجعيةً لا تُمسّ، وأن تصبح الممارسات السلطوية مغلّفةً بلغة وطنية أو ثورية، تمنع التقييم وتخنق المساءلة. ليس من المفترض أن تُدار المرحلة الجديدة بمنطق "ضدّ الأسد"، بل بمنطق "مع الإنسان". لأن هذا التحوّل يجب ألا يُصاغ ردّة فعل على الماضي، بل استجابةً لتطلّعات الشعب السوري نحو العدالة والمساواة والحرية. فالدولة التي تُبنى على المقارنات لا تخلق واقعاً جديداً، بل تحاكي الماضي بطريقة أكثر نعومة. وإذا لم يكن المعيار هو العدالة، والمحاسبة، والشفافية، واحترام الكرامة، فإن النظام القديم لم يسقط فعلياً.
في سورية، لم يكن الاستبداد مجرّد قرار سياسي، بل منظومة اجتماعية وثقافية تغلغلت في كلّ تفصيلة. والخوف الذي ترعرع في البيوت، في المدارس، في الإدارات، وفي الحوار اليومي، لا يُزال بسهولة. لذلك، ليست الحرية لحظةً تُعلَن، بل رحلة طويلة تحتاج إلى تراكم تربوي، وشجاعة مجتمعية، وممارسة يومية في مساءلة الذات قبل مساءلة الآخرين. الأسد فكرةً، منهجاً، وسلوكاً، لا يسقط إلا بإسقاط أدواته: قمع الصوت الآخر، تقديس الزعامة، وتطبيع الظلم. ليس كافياً أن يُقال "سقط الأسد"، بل يجب أن نُسائل أنفسنا: هل سقطت ثقافته؟ هل تغيّر منطق السلطة؟ هل صار المواطن قادراً على قول "لا" من دون خوف؟ هل أصبح النقد مشروعاً لا خيانة؟ إن بقاء المحرّمات، واستمرار التقديس، وعدم سماع أصوات المعارضة، ولو بصيغة أخفّ، تعني أن الأسد سلوكاً ما زال حيّاً بيننا.
الدولة التي تُبنى على المقارنات مع الماضي لا تخلق واقعاً جديداً
يبدأ بناء الدولة الحقيقية حين يُساءل من يزعمون قيادتها، فالشجاعة لا تقتصر على مواجهة الخصوم الخارجيين، بل تمتدّ إلى الاعتراف بإخفاقات الداخل، ومساءلة من يحتكر تمثيل المشروع الوطني. لا مستقبل مع التبرير المستمرّ، ولا بناءَ جديداً بلا نقدٍ واعٍ يضع أسساً متينةً لما هو آتٍ، بدل إعادة صياغة الماضي بأسماء جديدة. لذلك، فإن مرحلة ما بعد الأسد يجب أن تُصاغ بوحي المستقبل لا ردّة فعل على الماضي. وإن اعتبار سقوط الأسد نهاية المعركة هو وهم قاتل، لأن التغيير الحقيقي لا يأتي برحيل الأشخاص فقط، بل ببناء مؤسّسات تحكم بالقانون، تُحاسَب بالشفافية، وتُختار بإرادة الشعب. نحن لا نحتاج شخصيات "ضدّ الأسد"، بل نحتاج رموزاً "مع سورية الجديدة"، متعدّدة، عادلة، ديمقراطية، تضع الإنسان في صلب المعادلة، وتؤمن بأن الدولة تُبنى على الكرامة، لا على الولاء.
من يُخفي إخفاقاته خلف شمّاعة الماضي لا يبني مستقبلاً، بل يُكرّر حاضره، والمرحلة الجديدة لا تتطلّب طقوساً للولاء، بل شجاعةً في النقد، وجرأةً في المساءلة، ورغبةً صادقةً في التغيير. لا يمكن الحديث عن تحوّل حقيقي من دون مواجهة صريحة مع ثقافة الأسد، التي لا تزال تسكن تفاصيل السلوك السياسي والإداري والاجتماعي، أحياناً بوعي، وأحياناً من دون إدراك. كلّ من يرفض النقد، ويبرّر القمع، ويُخوّن المطالبين بالعدالة، يُسهم في إبقاء هذه الثقافة حيّةً، ولو رحل الرمز.
التحرّر من نظام مستبدّ ليس النهاية، بل نقطة الانطلاق. والتأسيس لسورية الجديدة لا يكون بإزاحة الأفراد، بل بإعادة تشكيل العقل السياسي والاجتماعي الذي يُدير الدولة. حين نتوقّف عن استخدام الأسد ذريعةً، أو معياراً، أو فزّاعةً، ونبدأ في بناء حاضرٍ يُحاسَب بمعايير مستقلّة، فقط حينها يمكن القول إن الأسد قد سقط فعلاً، لا اسماً فحسب، بل منظومةً فكريةً وسلوكيةً لا مكان لها في وطنٍ يطمح للحرية. أمّا إذا واصلنا التبرير، وأسكتنا الأصوات المنتقدة تحت ذريعة "المرحلة تتطلّب ذلك"، وإذا واصلنا قياس كلّ خطوة بمقارنة مع الأسوأ، فإننا لا نعيش حرّيتنا، بل نستمرّ في ظلّ الأسد.
سورية الجديدة لن تُبنى بمنطق "ضدّ الأسد"، بل بمنطق "مع الإنسان".
## مراسل "العربي الجديد": احتجاج أمام فوكس نيوز وإن بي سي نيوز وترديد شعارات "أكاذيبكم تؤدي لمقتل الناس في غزة"
29 July 2025 12:33 AM UTC+00
## الصومال: عودة هجمات حركة الشباب تصعب الحملة العسكرية الحكومية
29 July 2025 01:00 AM UTC+00
تكثف حركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة هجماتها ضد مقار وقواعد عسكرية للجيش الصومالي والقوات الأفريقية في مناطق متفرقة في وسط البلاد وجنوبها، وسيطرت الحركة بعد 12 عاماً على مدينة محاس الاستراتيجية، على بعد 350 كيلومتراً شمال مقديشو، الواقعة في إقليم هيران وسط البلاد. وتكمن أهميتها الاستراتيجية في أنها همزة وصل بين المناطق الوسطى والجنوبية في الصومال، وكانت مركزاً عسكرياً للجيش الصومالي لإدارة الحملة العسكرية ضد حركة الشباب. ويأتي هذا التصعيد في وقت كانت فيه قوات الجيش الصومالي وعناصر من عشائر الحوادلة المسلحة يستعدون لإطلاق هجوم واسع النطاق ضد معاقل حركة الشباب في أجزاء من إقليم هيران، ضمن حملة عسكرية متواصلة منذ العام الماضي. وتسلط هذه التطورات الضوء على التحديات المتفاقمة التي تواجهها الحكومة الصومالية في استعادة الاستقرار، رغم الدعم المحلي والدولي المتزايد، وسط تساؤلات عن فعالية الاستراتيجية الأمنية الحالية وسبل تعزيز التنسيق بين الجيش والمليشيات القبلية في مواجهة حركة الشباب.
هجمات ضد القوات الحكومية
وكانت مدينة محاس ضمن القواعد العسكرية لقوات حفظ السلام الأفريقية منذ عام 2013، ومقراً للقوات الإثيوبية التي انسحبت من المدينة في أغسطس/آب عام 2024 ضمن خطة شاملة لانسحاب بعثة أتمس الأفريقية من البلاد بهدف تسليم نحو 20 قاعدة عسكرية للجيش الصومالي، إلا أن انسحاب القوات الإثيوبية من المدينة بعد أقل من عام أدّى إلى سقوطها بيد حركة الشباب التي تسعى للسيطرة على مدن جديدة في إقليمي هيران وجلجدود وسط البلاد. وشنّت حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، صباح الجمعة الماضي، هجوماً مسلحاً على بلدتي زبيد وعانولي الواقعتين في إقليم شبيلي السفلى على بعد 45 كيلومتراً جنوب مقديشو، في تصعيد جديد لعملياتها ضد القوات الحكومية والمواقع الاستراتيجية في المنطقة. وبدأ الهجوم في ساعات الفجر الأولى بسيارة مفخخة استهدفت ثكنة عسكرية للجيش الصومالي، ما أسفر عن اندلاع اشتباكات عنيفة مع القوات الصومالية التي كانت تتمركز في البلدتين. وأعلنت حركة الشباب، في بيان صحافي نشرته وسائل إعلام محسوبة عليها، أنها تمكنت من السيطرة على البلدتين، ونشرت صور مقاتليها يجولون داخل الأحياء وعرضت عربات عسكرية للجيش الصومالي.
عدنان علي: سقوط مدينة محاس تمثل قفزة عسكرية نوعية لحركة الشباب
في السياق، أعلنت الحكومة الفيدرالية أن الجيش الصومالي تمكن من صدّ مقاتلي حركة الشباب ولا يزال يسيطر على البلدة الاستراتيجية في إقليم شبيلي السفلى. بدوره، أشاد محافظ إقليم شبيلي السفلى إبراهيم علي نجح، في منشور على صفحته في "فيسبوك"، "بقواتنا المسلحة الوطنية التي تصدّت لهجوم إرهابي شنّته مليشيات الخوارج (حركة الشباب) على منطقتي سبييد وعانولي التابعتين لمديرية أفغوي". وأضاف: "أؤكد للمواطنين أن الأنباء التي تتحدث عن سيطرة الخوارج على سبييد وعانولي ما هي إلا أكاذيب وافتراءات تصب في مصلحة حركة الشباب، ولا أساس لها من الصحة". وأوضح إبراهيم علي نجح أن الوضع في المنطقة مستقر والأمن مستتب، والقوات الحكومية والإدارة المحلية تفرض سيطرتها الكاملة على الأرض. ويرجح مراقبون أن عودة حركة الشباب الموالية للقاعدة إلى الواجهة من جديد من خلال هجمات مميتة ومكثفة، واستهدافات في أكثر من منطقة، يعد مؤشراً لاستعادة زخمها وتنقلاتها العسكرية بين المدن والأقاليم، وهو ما يوحي بتراجع الحملة العسكرية الحكومية في مراقبة تحركات الحركة واستباق هجماتها قبل تنفيذها.
ويعتبر الصحافي الصومالي عدنان علي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن سقوط مدينة محاس يمثل قفزة عسكرية نوعية لحركة الشباب، ويُعد نكسة معنوية واستراتيجية للجيش الصومالي والقوات الشعبية المتحالفة معه، بعد ثلاث سنوات من الحملات العسكرية التي سعت لطرد التنظيم من مناطق نفوذه في وسط البلاد. ومن الناحية الرمزية، فإن محاس ليست مجرد بلدة جغرافية، بل تُعتبر مركزاً لوجستياً حيوياً وموقعاً تاريخياً ظلت الحكومة تسيطر عليه أكثر من 15 عاماً. وهو ما يعني أن استعادته من قبل حركة الشباب يكشف عن تآكل تدريجي للنفوذ الحكومي، حتى في المناطق التي ظلت مستقرة نسبياً خلال السنوات الماضية. أما استراتيجياً، فإن سقوط محاس يفتح ثغرة أمنية خطيرة نحو بلدات ومدن أخرى لم تشهد وجوداً فعلياً للتنظيم منذ أكثر من عقد. إنه مؤشر على قدرة الحركة على استغلال الفراغات الأمنية وإعادة الانتشار حتى في قلب الإقليم.
متطلبات معاودة القتال
ويبدي عدنان علي اعتقاده أن الجيش الصومالي من الناحية العملياتية يمكن أن يعاود القتال، لكن الأمر يتطلب تحولات جوهرية في الاستراتيجية العسكرية الحالية التي أثبتت فشلها في تثبيت المكاسب على الأرض، ولا بد من توفر متطلبات عدة، أهمها إعادة تقييم العقيدة القتالية للقوات الصومالية، والتركيز على الهجوم المنظم لا الدفاع الموضعي، وتوفير أسلحة نوعية مناسبة لمواجهة تكتيكات حرب العصابات التي تعتمد عليها حركة الشباب. كما يجب ضخ وحدات قتالية جديدة ومدربة جيداً بدلاً من الاعتماد على الوحدات المرهقة أو المليشيات القبلية بشكل أساسي، بالإضافة إلى إعادة هيكلة دور "القوات الشعبية" (المعروفة باسم معاويسلي)، وتحويلها من ركيزة رئيسية إلى عنصر مساعد ضمن خطة عسكرية متكاملة، تجنباً لاستنزاف طاقاتها في معارك لا تستطيع تحملها وحدها.
وحول مستقبل العملية العسكرية ضد حركة الشباب، يقول عدنان علي إن الحملة العسكرية التي شنتها الحكومة الصومالية عام 2022 تواجه مصيراً ضبابياً وغير مستقر في الوقت الراهن، بسبب تداخل المعطيات السياسية والأمنية والمالية. والحكومة الصومالية تواجه تحديات داخلية متزايدة، من بينها الاستعداد للانتخابات المقبلة، ما يصرف التركيز نحو الصراعات السياسية بدل العمليات العسكرية، فضلاً عن وجود ضغوط سياسية خارجية، فشلت الحكومة حتى الآن في تحويلها إلى دعم ملموس لعمليات حفظ السلام. كما أن تعثّر تمويل بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم وتحقيق الاستقرار في الصومال (أوصوم) الجديدة وعدم قدرة الشركاء الدوليين على تغطية احتياجاتها التشغيلية، أدى إلى تراجع العمليات العسكرية وفتح ثغرات وجيوب عدة في الجنوب الصومال.
ولم تعلق الحكومة الصومالية بعد على سقوط مدينة محاس بيد حركة الشباب، إلا أن النائب في البرلمان مالك عبد الله، أكد نيّة الجيش الصومالي معاودة القتال وشن حرب مضادة ضد عناصر الحركة، لاستعادة السيطرة عليها، من جديد، وذلك على الرغم من أن انسحابات الجيش الصومالي المتتالية من وسط البلاد منذ فبراير/شباط الماضي أدت إلى تراجع أداء القوات المسلحة تنسيقاً وترابطاً عسكرياً، فسقطت مدينة أدن يبال الاستراتيجية بإقليم شبيلي الوسطى بيد حركة الشباب في إبريل/نيسان الماضي، كما سقطت بلدة موقوكري بيدها أيضاً في شهر يوليو/ تموز الحالي، ما يعني وجود خلل عسكري وتخطيطي في العمليات العسكرية التي تقودها الحكومة الفيدرالية ضد حركة الشباب.
حسين عثمان: فشل العمليات العسكرية سببه عدم تغيير الاستراتيجيات القديمة المتبعة لمواجهة حركة الشباب
في السياق، يقول الباحث الأمني الصومالي حسين عثمان، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن فشل العمليات العسكرية المتتالية حالياً سببه عدم تغيير الاستراتيجيات القديمة المتبعة لمواجهة حركة الشباب، لكن إذا تبنت الحكومة الفيدرالية نهج "الحرب الشاملة" ومشاركة الشعب لدعم أفراد القوات المسلحة، يمكن أن يقود ذلك إلى هزيمة الحركة سريعاً، لكن الضعف الاستخباري للجيش الصومالي وعدم وجود تنسيق أمني بين الوحدات يفاقمان الوضع القتالي للجيش في وسط البلاد وجنوبها. ويرى عثمان أن اكتساح حركة الشباب نحو 15 بلدة ومدينة رئيسة في وسط البلاد وجنوبها منذ بداية العام الحالي يجعل الأمور تعود إلى المربع الأول في سياق بداية الحملة العسكرية ضدها عام 2022، لأن الحكومة الفيدرالية تدخل عامها الأخير قبل الانتخابات المقررة في عام 2026، ما يعني تراجع التركيز على الأمن لصالح حسابات انتخابية. هذا بالإضافة إلى التوترات بين الحكومة المركزية وبعض الولايات الفيدرالية (بونتلاند وجوبالاند) التي تعيد إنتاج المشهد المنقسم سياسياً الذي كان سائداً قبل عام 2022، كما أن غياب الاستراتيجية العسكرية الشاملة، وتركز القرارات بيد أجهزة أمنية محدودة، يعيد نموذج القرارات المنفصلة الذي أضعف الدولة في الفترات السابقة عسكرياً وأمنياً.
سيناريو هزيمة حركة الشباب
وبحسب حسين عثمان، فإن سيناريو هزيمة حركة الشباب مجدداً وارد، مذكراً بكيف نجحت القوات الحكومية والمليشيات القبلية (معاويسلي) بدعم جوي أميركي وإقليمي، في طرد الحركة من مدن استراتيجية مثل أدن يبال، وبعادوين، وجلعد، وحررطيري ومناطق استراتيجية من إقليمي هيران وجلجدود. وبرأيه، أثبت ما جرى أن التنظيم يمكن هزيمته عسكرياً متى توفرت خطة ميدانية محكمة وتنسيق مجتمعي، وذلك في ظل وجود تحولات داخلية تهدد بنية الحركة، وهناك تقارير تشير إلى صراعات داخل قيادة الحركة بين جناح "الصقور" والجناح الإداري المرتبط بجمع الضرائب والقضاء الشرعي، خصوصاً بعد تضرر شبكاتها التمويلية أخيراً. كما أن نجاح القوات الصومالية في استهداف قادة الصفين الثاني والثالث أضعف بعض خلاياها في الأقاليم. وكذلك وجود ضعف دعم شعبي حقيقي للحركة، لأن معظم المجتمعات المحلية ترفض سلطة الحركة، لكنها تُجبر على التعاون معها بسبب الفراغ الأمني وغياب بديل من الدولة. وهذا يعني أن أي خطة عسكرية تتبعها خطة استقرار وتنمية قد تؤدي إلى انهيار التأييد القسري للتنظيم.
## مجلس الدولة الليبي... الانقسامات تعطّله وتهدد شرعيته
29 July 2025 01:00 AM UTC+00
انتهى المجلس الأعلى للدولة في ليبيا من إجراء انتخابات مبكرة لرئاسته بمقره في طرابلس، أمس الأول الأحد، أسفرت عن فوز محمد تكالة برئاسة المجلس لولاية تمتد لعام، وانتخاب حسن حبيب نائباً أول، وموسى فرج نائباً ثانياً، في جلسة شارك فيها 95 عضواً من أصل 142. وعلى الرغم من تأكيد اللجنة المشرفة على جلسة الانتخاب، توفر النصاب القانوني لعقد الجلسة (الثلثان + 1)، لكن الجلسة لا يبدو أنها ستنهي فصول الأزمة داخل المجلس. وتعود جذور الأزمة في مجلس الدولة إلى انتخاباته الرئاسية في أغسطس/آب 2024، حين حصد خالد المشري 69 صوتاً مقابل 68 صوتاً لتكالة، لكن خلافاً اشتعل حول صحة صوت واحد مُنح لتكالة بعد كتابة اسمه في غير مكانه المخصص بورقة الاقتراع، ما اعتُبر تزويراً. وعقب ذلك تبادل الطرفان اللجوء للمحاكم، وسط أحكام قضائية متضاربة لم تحسم الخلاف، آخرها حكم المحكمة العليا، في مايو/أيار الماضي، الذي قضى بعدم اختصاصها بالقضية، فيما رأى المشري أن الحكم يدعم شرعيته بناءً على تمسكه بنتائج جلسة أغسطس الماضي، فيما رأى تكالة أنه يُلغي شرعية الجلسة بكاملها، ما أدى إلى ازدواجية في الرئاسة وانقسام عميق داخل المجلس.
أزمة مستمرة في مجلس الدولة
وبينما كان يُنتظر أن تنهي الانتخابات المبكرة التي جرت الأحد الماضي عاماً من الانقسام المؤسسي تحديداً بين تكالة والمشري، نشر الأخير تدوينة على حسابه في "فيسبوك" أثناء انعقاد الجلسة، أعلن فيها "فشل انعقاد جلسة انتخابات رئاسة المجلس الأعلى للدولة غير الشرعية"، وأرجع موقفه إلى "عدم التوصل إلى النصاب القانوني لعقد الجلسة في الوقت المحدد لانعقادها، بواقع 91 عضواً فقط". وأعقب المشري تدوينته ببيان أصدره ليل الأحد، أعلن فيه عن توجهه ومجموعة من أعضاء مجلس الدولة الرافضين لنتائج الجلسة، إلى تقديم طعن رسمي أمام الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا ضد الجلسة ونتائجها، واصفاً الجلسة بأنها "فاشلة ومخالفة للقانون" لعدم اكتمال النصاب في التوقيت المحدد، مؤكداً رفضه وأعضاء آخرين "أي مخرجات تترتب على هذه الجلسة". كما أعرب المشري في بيانه عن قلقه من "استمرار تدخّل بعض الأطراف التنفيذية والخارجية في شؤون المجلس ومحاولات التأثير على إرادة أعضائه بوسائل تتنافى مع قواعد العمل الديمقراطي"، في إشارة إلى اتهامه حكومة الوحدة الوطنية بتأييدها لتكالة والتأثير على سير الجلسة.
أعلن المشري عن توجهه ومجموعة من أعضاء المجلس إلى تقديم طعن رسمي أمام الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا ضد الجلسة ونتائجها
في المقابل، أكد موسى فرج، النائب الثاني لرئيس المجلس المنتخب، صحة نصاب الجلسة، موضحاً في حديث لـ"العربي الجديد" أن الجلسة جاءت نتيجة تشكّل لجنة توافق داخل مجلس الدولة قبل أكثر من شهر، والتي أجرت مشاورات واسعة بين أعضاء المجلس انتهت إلى الاتفاق على إجراء انتخابات مبكرة في جلسة معلنة. وفيما أكد فرج أن هذا الاتفاق حصل على موافقة أكثر من 100 عضو في المجلس، أوضح أن الجلسة أُعلن عنها مسبقاً، وحضر فيها أزيد من 90 عضواً قبل أن يتكامل العدد إلى 95 عضواً قبيل انعقادها، في تنفيذ كامل للائحة الداخلية للمجلس. ولفت فرج إلى أن بعض الأعضاء المشاركين في الجلسة لم يوقّعوا في سجل الحضور، وطُلب منهم التوقيع قبيل الجلسة، مشيراً إلى أن عدم توقيع بعض الأعضاء في سجل الحضور انتهزه المعارضون فرصة للقول بعدم اكتمال النصاب. وفيما أشار فرج إلى أن الأعضاء الـ95 تمت المناداة عليهم بالاسم في جلسة منقولة على الهواء أمام الرأي العام، أكد أنه "لم يعد هناك مجال للتشكيك في نصابها وتوافقها مع اللائحة".
من جهته، تحدث عضو مجلس النواب بلقاسم قزيط، في حديث لـ"العربي الجديد"، عن أسباب أخرى لرفض الجلسة، فبالإضافة للشكوك باكتمال نصابها، أشار إلى وجود تأثير من أطراف خارج المجلس على الجلسة. وذكر قزيط حكومة الوحدة الوطنية، التي قال إن "أجهزتها كانت تدعم الجلسة وترعاها". وعليه، رأى أن المجلس "سيبقى في حالة الانقسام التي يعانيها منذ قرابة العام".
خلافات رغم التوافق
ويعود مسار الاتفاق على عقد جلسة الأحد الماضي إلى تشكيل "لجنة توافق" داخل المجلس ضمت عشرة أعضاء (خمسة من كل فريق) نهاية يونيو/حزيران الماضي، فبعد اتصالات مكثفة بين الأعضاء تم التوافق على عقد جلسة الانتخابات يوم 22 من الشهر الحالي بناءً على وثيقة وقع عليها 102 عضو، وتم تأجيل الجلسة إلى الأحد الماضي لضمان توسيع دائرة الحضور والمشاركة. لكن المشري وقتها استبق الإعلان عن المبادرة، ببيانٍ منتصف يوليو/تموز الحالي، نفى فيه "صحة الأنباء حول اتفاق على جلسة انتخابية جديدة"، واصفاً إياها بـ"الزائفة".
وكان عضو لجنة التوافق، مرعي رحيل، قد أوضح في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"، أن الهدف من الانتخابات المبكرة هو استباق الموعد الدوري لانتخابات رئيس المجلس التي تجري في أغسطس من كل عام، مشيراً إلى أن الجلسة السنوية تتطلب رئيساً يترأسها، وهو ما يستحيل تحقيقه مع استمرار النزاع بين المشري وتكالة، ما يهدد بشلل المجلس.
وفي خطوات أخرى لاستباق الجلسة، ولتعزيز شرعيته رئيساً للمجلس، عقد المشري لقاءً مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، في 7 يوليو الحالي، اتفقا فيه على تشكيل حكومة جديدة. وهو اللقاء الذي عمم صالح، بناءً عليه، خطاباً على كل المؤسسات الليبية لمطالبتها بضرورة حصر التعامل مع المشري بصفته رئيساً شرعياً لمجلس الدولة، وهو ما استنكره تكالة، في بيان له، واعتبره "تدخلاً في الشأن الداخلي" لمجلس الدولة.
عبد الحكيم السعداوي: جلسة الانتخاب لم تسفر إلا عن تعميق الانقسام داخل المجلس
وفي قراءته لمجريات جلسة مجلس الدولة الأخيرة، رأى الباحث السياسي عبد الحكيم السعداوي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الجلسة لم تسفر إلا عن تعميق الانقسام داخل المجلس، بل "وانتهاء وجوده من المشهد السياسي في البلاد". وأوضح أن الأمر لا يقتصر على رفض المشري نتائج الجلسة، بل برفض 47 عضواً غابوا عن الجلسة. وأكد السعداوي أن الجلسة "صحيحة النصاب قانونياً، لكنها غطاء لتمرير مصلحة سياسية لتكالة الموالي لحكومة الوحدة الوطنية، مقابل تيار المشري المتحالف مع مجلس النواب المعارض لها، فلو فاز غير تكالة لانتهى الصراع، لكن فوز تكالة وممانعة المشري لا يعمقان الانقسام بل يُلغيان أفق أي نهاية لهذه الأزمة". ومن هذا المنظور، رأى السعداوي أن المجلس "فقد فاعليته بوصفه كياناً سياسياً بعد هذه الجلسة، فبعد أسابيع تنتهي ولاية أي رئيس بحسب النظام الدوري السنوي، فكيف الحال مع رفض المشري وإصرار تكالة؟".
وحول لجوء المشري للقضاء، أوضح السعداوي أن "المحكمة العليا قضت في مايو الماضي بعدم اختصاصها بالنزاع لأنه إداري داخلي يُحسم باللوائح الداخلية للمجلس، لا بالقضاء، وهدف المشري هو كسب الوقت عبر طول إجراءات التقاضي". وحذر السعداوي من أن الانقسام "يخدم خيارات البعثة الأممية" بقيادة هانا تيتيه "التي ستطرح في أغسطس خريطة طريق جديدة بناءً على أربعة خيارات، ثلاثة منها تتطلب توافق مجلسي النواب والدولة، أما الرابع فيُلغي كل الهيكل السياسي القائم (مجلسي النواب والدولة والحكومتين)، ويستبدله بمجلس تأسيسي لإعداد دستور وإجراء انتخابات جديدة". وأوضح أن "فشل انتخابات مجلس الدولة يُسهّل تبني الخيار الرابع"، مضيفاً: "المشري وتكالة وكل الفاعلين الآخرين في مجلس النواب والحكومات بمواقفهم المعرقلة سلموا زمام الأمور للمجتمع الدولي لرسم المشهد المقبل لما تقتضيه مصالحه، خصوصاً أن الخيار الرابع قد يقبله الشارع الليبي الرافض لاستمرار الفساد والعجز السياسي".
## هولندا لا تخشى "صديقتها" إسرائيل: موقف متصاعد ضد الإبادة
29 July 2025 01:00 AM UTC+00
أدرجت هولندا للمرة الأولى، إسرائيل، خلال شهر يوليو/تموز الحالي، على قائمة الدول التي تشكّل تهديداً لأمن البلاد، في تصنيف أُعلن عنه أول من أمس الأحد، وجاء مفاجئاً نظراً لأنه يصدر في وقت لا تزال فيه الحكومة الهولندية، التي تعدّ من الأكثر يمينية في تاريخ البلاد، تعمل برئاسة ديك شوف بوصفها حكومة تصريف أعمال، بعد انسحاب وزراء حزب السياسي اليميني المتطرف خيرت فيلدرز، حزب الحرية، من الائتلاف الحكومي، في يونيو/حزيران الماضي، بسبب الخلاف حول حملة قمع الهجرة.
وأظهرت هولندا، خلال الآونة الأخيرة، تدرجاً في الموقف المنتقد لإسرائيل، على خلفية استمرار العدوان على غزة، وحرب التجويع التي يمارسها الاحتلال ضدّ الغزّيين، ودفع حكومته المتطرفة إلى ترحيلهم قسرياً. حرب الإبادة في غزة، لم تسّمها أمستردام بعد بهذا الاسم، ولم تنضم إلى الدول الأوروبية التي أعلنت أو ستعلن اعترافها بدولة فلسطين، وآخرها فرنسا، لكن تياراً قوياً داخل الدولة، وشعبياً، بدا ضاغطاً خلال الفترة الأخيرة، ما حدا بالحكومة، التي تتخذ للمفارقة موقفاً متطرفاً ضد الهجرة وتعدّ بعض أجنحتها معادية للمسلمين، إلى بدء اتخاذ خطوات تراها ضرورية لزيادة الضغط على تل أبيب، رغم التحالف الوثيق بين الطرفين. هذا الضغط، ليس نابعاً فقط من دواع إنسانية، أو التهديدات التي تواجهها المحكمة الجنائية الدولية ومقرها مدينة لاهاي في هولندا، بعد إصدارها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مذكرة اعتقال بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ولكن خصوصاً بسبب ما ترى فيه أمستردام تمادياً في جهود دولة الاحتلال لترهيب مواطنين هولنديين، والضغط واستخدام أسلوب التخويف تجاه بعض سياسيي البلاد، وهو موقف يُنظر إليه بشكل واسع أيضاً على أنه "سيادي"، و"صحوة" متأخرة لمراجعة العلاقة ربما بين هولندا ودولة الاحتلال التي لطالما استخدمت تاريخياً هذا البلد، منصة، للضغط وتحشيد السياسيين في أوروبا عموماً.
أحداث فريق مكابي تل أبيب شكّلت نقطة فارقة وأثّرت على قرار التصنيف
هولندا وتصنيف الاحتلال
وقرّرت الوكالة الوطنية للأمن في هولندا (أن سي تي في)، إدراج إسرائيل للمرة الأولى ضمن قائمة الدول التي تشكل تهديداً لأمن البلاد، حيث جاء التصنيف في تقرير شهري أصدرته الوكالة، الأحد، بعنوان "تقييم التهديدات من الجهات الحكومية". وتناول التقرير محاولات إسرائيل التأثير على الرأي العام والسياسات الهولندية من خلال نشر "معلومات مضلّلة"، مشيرا إلى أمثلة عدة، منها وثيقة وزّعتها وزارة الشتات الإسرائيلية في عام 2024، على سياسيين وصحافيين هولنديين عبر قنوات غير حكومية، تضمنت معلومات شخصية غير مألوفة ومتفحصة عن مواطنين هولنديين. وجاء ذلك حينها، في سياق التوترات وأعمال الشغب، التي أثارها فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي العام الماضي، في أمستردام، على هامش الدوري الأوروبي لكرة القدم. كما أعربت الوكالة عن قلقها المتزايد إزاء التهديدات التي تمارسها كل من إسرائيل والولايات المتحدة ضد "الجنائية الدولية"، محذرة من أن هذه الضغوط قد تُضعف من فعالية عمل المحكمة. وأكد التقرير أن هولندا، بوصفها الدولة المضيفة للهيئات القانونية الدولية الرئيسية، تتحمل مسؤولية خاصة في حماية استقلال هذه المؤسسات من أي تدخل خارجي. وبحسب وسائل إعلام وتقارير إعلامية غربية، فإن الوكالة كانت أثارت سابقاً قضية التجسس الإسرائيلي، لكن التقرير الأخير الصادر الأحد، لم يشر إلى أي عمليات تجسس.
وكان لما حصل خلال الدوري الأوروبي لكرة القدم، العام الماضي، تأثيره على الوكالة الوطنية للأمن في هولندا، علماً أن الشرطة المحلية كانت استعملت القمع مع متظاهرين تعرّضوا لأعضاء الفريق الإسرائيلي. لكن تسريب دولة الاحتلال عبر وزارة الشتات ومحاربة معاداة السامية، تقريراً يتضمن أسماء مواطنين هولنديين أثار حفيظة معدّي التقرير، حيث إنه بحسب التقرير "فإن الورقة الإسرائيلية لم يتم تمريرها عبر القنوات الرسمية مع الحكومة الهولندية لكن تمّ إرسالها إلى سياسيين محدّدين وصحافيين"، لافتاً إلى أن "الطريقة التي أرسلت بها وصفتها وزارتا العدل والخارجية الهولندية بأنها غير معتادة، وغير مرغوبة نظراً إلى تأثيرها السلبي المحتمل على المواطنين". إذ "بهذه الطريقة"، وفق التقرير، فإن "المواطنين المدرجة أسماؤهم قد يتمّ ترهيبهم أو تهديدهم أو شنّ هجمات عليهم في أسوأ الحالات"، ما قد يشير إلى اتهام مبطن لدولة الاحتلال بالتحريض على العنف.
وفي شقّ آخر من تقرير الوكالة، تُذكر إسرائيل لناحية المؤسسات المستهدفة من قبل "جهات دولية"، حيث يشير إلى المحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية، التي مقرّها لاهاي أيضاً، وتنظر في دعوى جنوب أفريقيا ضد دولة الاحتلال بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ويلفت التقرير إلى أن واشنطن وتل أبيب وجهتا تهديدات "علنية" تجاه الجنائية الدولية، وقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الأخيرة "ما يضع عمليات المحكمة في خطر". وساهم في تشكّل رأي الوكالة، ما كشفته صحيفة ذا غارديان البريطانية، في مايو 2024، حول "الحرب الخفية" التي شنّتها إسرائيل ضد المحكمة الجنائية الدولية، والتي استمرت 9 سنوات وفق تحقيقات الصحيفة، وتضمنت التجسس والتهديد والمراقبة، وهو ما وصفته "ذا غارديان" بأن نتنياهو "مهووس" به (التجسس والتنصت).
تقوم الهيئات والمنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية بالضغط على الحكومة الهولندية
الحكومة تتعرّض للضغوط
هذه الأسباب، قد تقف وراء التقرير، لكن الموقف الحكومة المتصاعد ضد الاحتلال (هولندا من الدول الأوائل التي كانت اعترفت بإسرائيل) يعود لأسباب عدة أخرى، أهمها، التحول في المشهد الإعلامي التقليدي ضد الاحتلال بعد حرب غزة، وتأثير الفضاء الإلكتروني، والتظاهرات الحاشدة في البلاد ضد استمرار الإبادة في غزة، والنشاط اللافت الذي تقوم به هيئات ومنظمات إنسانية وحقوقية دولية في لاهاي. هذا الأمر دفع هولندا، لتكون الدولة التي بادرت إلى مراسلة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، في مايو الماضي، للطلب من الاتحاد الأوروبي مراجعة اتفاقية التجارة بينه وبين إسرائيل.
إلى ذلك، يبرز الضغط الذي يمارسه سياسيون في أمستردام، من اليسار والخضر، عاملا مساهما أيضاً في التأثير على توجهات الحكومة، التي تحاول تفادي تنامي الحراك البرلماني لدعم الفلسطينيين. ويرخي هذا الضغط بثقله داخل البرلمان، وبحسب موقع "يوروبيان إنترست" (في 12 يونيو/حزيران 2025)، فإن الانتقاد لإسرائيل داخل البرلمان الهولندي، بدأ يتعالى، ليس فقط من قبل أحزاب اليسار، كالحزب الاشتراكي، أو "حزب من أجل الحيوان" (بي في دي دي)، أو حزب "جي أل بي في دي آي" (حزب اليسار الأخضر)، ولكن أيضاً من الوسطيين وبعض المحافظين. وبحسب الموقع، فإن سياسيين هولنديين، يرون أنه إذا كان من المفروض معاقبة روسيا على أفعالها في أوكرانيا، فإن الأمر ذاته ينطبق على إسرائيل. ويوم الجمعة الماضي، طالبت أحزاب المعارضة في البرلمان، الحكومة الهولندية، بالسير على خطى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وإعلان العزم للاعتراف بدولة فلسطينية. وكتب فرانس تيمرمان، زعيم "اليسار الأخضر"، على "إكس": "ماكرون على حقّ، الاعتراف بدولة فلسطينية خطوة ضرورية نحو السلام". كما دعا روب جيتين، زعيم حزب "الديمقراطيين 66"، في اليوم ذاته، إلى الأمر ذاته، معتبراً في تصريح صحافي أنه "يجب الوقوف بقوة إلى جانب الإنسانية"، وأكد زعيم حزب "دينك" (حزب يعنى بالمهاجرين)، ستيفن فان بارلي، أيضاً، أنه "سيطلب طرح أسئلة على الحكومة خلال جلسة برلمانية". ومنذ بداية الحرب، طالبت هذه الأحزاب وغيرها بوقف إمدادات الأسلحة لدولة الاحتلال (خصوصاً قطع غيار مقاتلات أف 35، وقد رفعت منظمات داعمة للفلسطينيين دعوى ضد الحكومة الهولندية بسبب ذلك). علماً أن البرلمان الهولندي كان قدّ صوّت في نوفمبر 2023، لحظر شعار "من النهر إلى البحر"، واعتبره محرضاً على العنف، وذلك بعد تقديم اليمين مقترحاً بهذا الشأن (حزب جي آي 21). وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، امتنعت هولندا عن التصويت على طلب وقف النار في غزة، خلال جلسة عامة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. لكن في سابقة في البلاد، صادق مجلس بلدية أوترخت في هولندا، في مايو الماضي، على قرار يدعو البلدية ومجلس العمدة والنواب لاستخدام مصطلح "الإبادة الجماعية" بشكل صريح عند الإشارة إلى الوضع في غزة، وتمّ تبني القرار بأغلبية مطلقة خلال اجتماع المجلس في 8 مايو.
ويوم السبت الماضي، قال رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف، إنه يجب على نتنياهو "أن يسلك طريقاً مختلفاً، ويتيح إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة"، مضيفاً أنه "يتفهم القلق والانزعاج والغضب الناجم في هولندا عن الوضع الكارثي" في القطاع. وشدّد شوف على أن "إسرائيل ملزمة، بموجب القانون الدولي، بإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع"، لافتاً "إلى ضرورة أن يتمكن الفلسطينيون في غزة من الحصول الفوري والآمن على المساعدات الإنسانية دون شروط". وأوضح شوف أن حكومته تقوم باستمرار بتقييم الطريقة الأكثر فعالية التي يمكن لهولندا أن تتحرك وفقها، وكيفية زيادة الضغط على إسرائيل بالتعاون مع الشركاء الأوروبيين لتحسين هذا "الوضع المروع". وتعتبر الحكومة الهولندية، أن الضغط الدبلوماسي على إسرائيل، من الممكن أن يأتي أكله، حيث كان شوف اعتبر في وقت سابق أنه "يجب رسم خط على الرمال" في القطاع، للقول لإسرائيل أنه لا يمكن التمادي في التجويع.
(العربي الجديد)
## انتهاء اجتماعات اليوم الأول من مؤتمر حل الدولتين: أبرز المواقف
29 July 2025 01:03 AM UTC+00
انتهت اجتماعات اليوم الأول من المؤتمر الدولي لحل الدولتين الذي يعقد في نيويورك. وافتتح المؤتمر في صباح الاثنين، كل من وزراء خارجية فرنسا والسعودية، حيث يترأس البلدان المؤتمر، الذي جاء عقده بموجب قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة في الثالث من ديسمبر/ كانون الأول 2024 تحت عنوان "تسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية". وجاء القرار في تسع صفحات ويؤكد على كل القرارات الدولية المتعلقة بفلسطين؛ كما نص على أن المؤتمر الدولي (الذي بدأ عقده الاثنين وسيعقد الجزء الثاني منه في شهر أيلول/ سبتمبر على مستوى القادة) يهدف إلى "النهوض بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بقضية فلسطين، وحل الدولتين، بغية تحقيق سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط". كما نص القرار على أن المؤتمر "يعتمد وثيقة ختامية عملية المنحى بعنوان (تسوية القضية الفلسطينية بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين)، للتعجيل برسم مسار لا رجعة فيه باتجاه التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين".
وتحدث في الجلسة الصباحية كل من وزراء خارجية فرنسا والسعودية والأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الوزراء الفلسطيني. كما عقدت طاولات مستديرة حول إعادة الأعمار وتقديم المساعدات الإنسانية. وعقد على هامش المؤتمر كل من وزراء خارجية السعودية وفرنسا مؤتمرا صحفيا للحديث عن الخطوات التالية. وافتتحت بعد الظهر الجلسة العامة للأمم المتحدة، والتي من المتوقع أن تستمر حتى يوم الأربعاء حيث سيقدم أكثر من مئة مندوب ووزير خارجية مداخلات أمام الجمعية العامة حول موقف بلادهم من المؤتمر وتطبيق حل الدولتين.  ومن المتوقع أن يتبنى المؤتمر وثيقة ختامية وزعت نصها فرنسا وما زالت الدول تتفاوض حولها.
مواقف الدول في اليوم الأول
وركز وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بار، في مداخلاته المختلفة على عدد من النقاط التي كررها في أكثر من مداخلة، والتي ركز فيها على عدد من الأمور أولها التأكيد على أن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية أثناء اجتماعات الجمعية العامة رفيعة المستوى في سبتمبر المقبل.  وتحدث نويل بار عن الشروط أو الأطر التي ترى فرنسا أنه من الضروري تحقيقها لتطبيق "حل الدولتين"، بما فيها نزع سلاح حركة حماس واستبعادها عن الحكم، ودولة فلسطينية منزوعة السلاح، وتطبيع عربي وإسلامي مع إسرائيل وإدماجها في المنطقة بما فيها اقتصاديا وإدانة دول عربية وإسلامية لحماس وعمليات السابع من أكتوبر.
وفي مداخلته أمام الجمعية العامة خاطب الدول التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية قائلا "اعترافكم بفلسطين ستخلقون من خلاله ظروف إزالة حماس". وقال للدول العربية والإسلامية "اجتثوا نبذ إسرائيل الذي يغذي الكراهية وعودوا لطويق التطبيع مع إسرائيل". وشدد وزير الخارجية الفرنسي على أن دولاً عربية ومسلمة ستدين حماس وتطالب بنزع سلاحها وتدين عمليات السابع من أكتوبر.
أما وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، فأشاد بإعلان الرئيس الفرنسي عن نيته الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة رفيعة المستوى في شهر سبتمبر/ أيلول، واصفا ذلك بالخطوة التاريخية وشدد على ضرورة إنهاء الحرب في غزة والوضع الكارثي الإنساني، بسبب الحرب والانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة. كما شدد على ضرورة أن تتوقف الحرب فورا لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ومحاسبة المسؤولين عنها، وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب، بما ينسجم مع قواعد القانون الدولي الإنساني. وأشار إلى مبادرة السلام العربية التي تبنتها قمة بيروت عام 2002 ووصفها بأنها "أساسا جامعا لأي حل عادل وشامل ... لإنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية بما يحقق الاستقرار والأمن لكافة دول المنطقة، وتعزيز التكامل الاقتصادي بين دولها، بما يسهم في تعزيز الأمن والسلم الدوليين". ودعا جميع الدول الحاضرة للانضمام للوثيقة الختامية للمؤتمر ووصفها بأنها "تشكل خارطة طريق مشتركة نحو تنفيذ حل الدولتين".
بدوره، تحدث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، كذلك في الجلسة الصباحية وفي الجلسة الافتتاحية بعد الظهر وقدم رسائل مشابهة مفادها أن قيام دولة فلسطينية "حق، وليس مكافأة". وشدد على أن إنكار هذا الحق على الفلسطينيين سيكون بمثابة هدية للمتطرفين في كل مكان. ورأى غوتيرس أن حل الدولتين هو الحل "الواقعي، والعادل، والمستدام، والوحيد".
أما رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، فركز في مداخلاته المختلفة على ضرورة إنهاء الحرب في غزة والمعاناة والإبادة ووقف الاستيطان وهجمات المستوطنين ومصادرة الأراضي الفلسطينية. ودعا جميع الدول التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية للقيام بذلك. وأضاف "ونؤكد أيضا على أن دولة فلسطين هي الوحيدة، صاحبة الحق بكل قطاع غزة، وهي صاحبة الحق الحصري في الحفاظ على الأمن، فيجب على إسرائيل الانسحاب الكامل من قطاع غزة، ويجب على حماس التخلي عن سيطرتها على القطاع وتسليم أسلحتها للسلطة الفلسطينية".
إلى ذلك، تحدث وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن استمرار المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة. وقال "إن الحرب على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لم تؤدي إلى معاناة غير مسبوقة للمدنيين الأبرياء فحسب، بل أدت أيضا إلى الإضرار بمصداقية القانون الدولي والقيم الكونية التي تقوم عليها مؤسسات المجتمع الدولي منذ الحرب العالمية الثانية".
 وأضاف "ومن ناحية أخرى، ثبت أن سياسات القوة لم تفلح ولن تفلح في تصفية القضية الفلسطينية، وكل ما أحرزته هو مفاقمتها بالمزيد من المآسي والمرارات ومشاعر الظلم، ومشاهد القتل والتدمير، التي ستبقى محفورة في ذاكرة شعوب العالم بأسره… هذه الكارثة التي تسببت بها الحرب، وفشلها السياسي، أظهرت أنه لا بديل عن تحقيق تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، والمفتاح هو الاعتراف بالظلم اللاحق بالشعب الفلسطيني وتطبيق العدالة، التي تأخر تطبيقها حوالي 80 عاما". وشدد على أن بلاده تدعم المؤتمر ومخرجاته مشددا على موقف بلاده "الثابت من دعم التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وفقا لمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وعلى أساس حل الدولتين، باعتباره الخيار الوحيد القابل التطبيق لإنهاء الصراع وتحقيق السلام العادل والشامل".
وفي السياق، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، على موقف بلاده بأن "ثمة سبيلا واحدا لتحقيق السلام العادل الذي يضمن الأمن والاستقرار لكل منطقتنا، حل الدولتين الذي ينهي الاحتلال والقهر والقمع، ويجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربي".
ومن جهته، تحدث نائب رئيس وزراء لبنان طارق متري، عن الجذور التاريخية للظلم الذي حل بالشعب الفلسطيني منذ النكبة وما تلاها من اقتلاع وتهجير وحصار. ثم توقف عند الجرائم المرتكبة في غزة وأضاف "المحتل يتمادى في الحصار والقتل والتجويع، وفي محاولات التطهير العرقي. ويضرب عرض الحائط بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، لذلك فإننا مطالبون بالعمل معا وبسرعة لوقف المجزرة والحفاظ على صدقية القانون الدولي".
ويشار إلى أن أغلب المتحدثين من الدول الغربية في اليوم الأول، مثل كندا وسلوفينيا وسويسرا والاتحاد الأوروبي وغيرها قدموا مواقف مشابهة للمواقف الفرنسية.
## "فرانس برس": 5 قتلى على الأقل أحدهم شرطي بإطلاق نار في مانهاتن بنيويورك
29 July 2025 01:19 AM UTC+00
## تاريخ المطبخ السوري.. نوستالجيا الماضي وتأثيرات الاقتصاد واللجوء
29 July 2025 02:01 AM UTC+00
الاختلاف في مكوّنات الأطباق وأساليب التحضير بين منطقة سورية وأخرى، والتباين في درجة تعقيدها، يجعل من الصعب اعتبار "المطبخ السوري" كياناً متجانساً، إذ تختلف الأطباق مثلما تختلف اللهجات والمناخ بين المناطق السورية. كما يطرح هذا التنوع سؤالاً عما إذا كان المطبخ السوري هو كيان طهويّ مستقل فعلاً؟ أم أنه جزء من نسيج واسع تتشارك فيه شعوب المنطقة الموروث الغذائي نفسه مع اختلافات طفيفة، خصوصاً أن كثيراً من الأطباق التي تُقدّم باعتبارها "سورية" لها نظائر متشابهة في مطابخ الدول المجاورة، مثل التركي والأرميني واليوناني.
عند العودة إلى المصادر التاريخية، يلاحظ أن العديد من الأكلات والطبخات الحالية والحلويات المعروفة حالياً كانت سائدة في العصر العباسي القديم، مثل أكلة الششبرك وفتة المكدوس وكل واشكر (البقلاوة) والخبز السوري تحت اسم خبز فرني مرقد، وقذ تم ذكرها في كتاب "الوصلة إلى الحبيب في وصف الطيبات" لابن العديم الحلبي، الذي يوثق جزءاً من المطبخ الشامي، ويضم مجموعة وصفات تعود إلى القرن الثالث عشر، وهو من أهم الكتب التراثية الذي يصف الأطعمة والأغذية وطرق صناعتها وحفظها وفوائدها الصحية. 
أصبح إعداد الطعام أشبه بفن النجاة وليس مجرد طقس اجتماعي
وتناولت مؤلفات أخرى أطباقاً سورية مثل الحراق باصبعو (العدس، والعجين، والبصل باعتبارها مكوناتٍ أساسيّة) في العصر المملوكي الذي ذكر في كتاب "الطباخة" لابن المبرد الدمشقي، وطبق الفلافل في كتاب "الطبيخ" لابن سيار باسم عجة من غير بيض.
في السنوات الأخيرة، ومع تصاعد وتيرة التنافس بين المطابخ الشرق أوسطية، وسعي كل بلد إلى تثبيت "ملكيته" لأطباق معينة، ذهب الكثير من الطهاة والناشطين السوريين إلى توثيق وصفاتهم، وكتابة أصولها، وتأكيد نسبها الجغرافي، في محاولة للحفاظ على هويتها الأصيلة، أو نشر تلك الوصفات عالمياً من خلال افتتاح المطاعم والمطابخ السورية، وهذا ما فعله الشيف عماد الأرنب، الذي أصبح وجهاً مألوفاً على برامج الطهي التلفزيونية البريطانية، وأدار أيضاً مطعمه الخاص في لندن، كما قام بتأليف كتاب بعنوان "مطبخ عماد السوري: رسالة حب من دمشق" (2024)، وفيه 90 وصفة لمجموعة متنوعة من الأطباق السورية، وقصص شخصية عن حياته وأصول أطباقه.
وفي هذا السياق، يحتفي حبيب سلوم وأولاده ليلى ومنى وإلياس سلوم بإرث المطبخ السوري في كتاب "رائحة الرمان وماء الورد" (2018)، ويعيدون إحياء تجارب الطهي التقليدي عن طريق تقديم 144 من الوصفات التراثية، وكذلك استعراض تقاليد الطعام والحياة اليومية التي توثّق التنوع الغذائي السوري، بالإضافة إلى إنشائهم موقعاً إلكترونياً رسمياً، بالتعاون مع طهاة سوريين لتحضير أكلات تنسب إلى سورية، يجمع الأكلات التراثية للعمل على إضافتها إلى التراث الثقافي لليونسكو، بالإضافة إلى إنشاء حسابات على منصات التواصل الاجتماعي لغايات الأرشفة، مثل صفحة توثيق التراث السوري، ومطبخ الجدّات السوريات.
ساهمت الحرب في تغيير ثقافة الطعام والعادات الغذائية
لم يكن المطبخ بمنأى عن التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي شهدها المجتمع السوري خلال الأزمنة الماضية، فكان التعديل أو التجديد استجابة لتلك المتغيرات التي مرت بها البلاد. فخلال بعض فترات الحكم العثماني تراجع مستوى المعيشة لدى السوريين، ودفع الفقر الشديد الناس إلى تبني وجبات أقل كلفة وأكثر توفراً، أو إلى تغيير طرقهم في إعداد الطعام بإضافة مكونات جديدة لم تكن موجودة سابقاً، كالطماطم والأرز، اللذين يُعدان اليوم من المكونات الأساسية في المطبخ السوري وتعتمد عليهما العديد من الوصفات، أو بإزالة مكونات من الوصفة بسبب غلاء سعرها واستبدالها بمكونات أرخص، كاستبدال اللحوم بالخضروات، ما أدى إلى ظهور أطباق جديدة مثل كبة العدس والكبة بالخضروات، أو إلى اختفاء بعض الأطباق تدريجياً من الوجبات السورية، كطبق "لحمة بالتمر" أو "المعشوقة"، التي تم ذكرها في كتاب ابن العديم لأنه يتطلب مكونات باهظة الثمن.
تجمع المؤلفات الحديثة بين فنون الطهي وبعدٍ تاريخي معرفي
تأثر المطبخ السوري بالتغيرات الاقتصادية والاجتماعية إلى اليوم، وأنتج مزيداً من الأطباق البديلة وتغيّراً في العادات الغذائية بفعل طغيان نمط الحياة السريع فقلّل من الوقت المتاح للطهي التقليدي، واختفى أو قل استخدام بعض الأعشاب البرية مثل الزعتر الأخضر البري والدريدار، وأُدخلت البهارات المستورة مثل الكاري، البابريكا المدخنة.
وبعد الحرب مرَّ المطبخ السوري بتحولات عميقة في الداخل والخارج. ففي الداخل دفع ارتفاع أسعار المكونات التقليدية أو شحها من السوق، مثل السمن والزبدة، اللحم، الأرز، للاستغناء عنها أو استخدام مكونات رخيصة بديلة. وكانت الظروف الصعبة حافزاً لابتكار وصفات بأقل الإمكانيات، مثل "محشي بدون لحم" أو "كبة اقتصادية"، إذ أصبح إعداد الطعام أشبه بفن النجاة وليس مجرد طقس اجتماعي.
وتأقلم المطبخ السوري مع الواقع الاقتصادي الصعب باستخدام مكونات بديلة وابتكار وصفات تقشفية، وفي دول اللجوء أعاد السوريون تشكيل أطباقهم لتناسب بيئاتهم الجديدة. وعدّل الطهاة السوريون في هذه الدول وصفاتهم بحسب البلد المضيف، حيث قاموا تكييف الأطباق بحسب المواد المتوفرة والذوق المحلي في البلد المضيف، مثل إضافة الأرز إلى طبق الكباب المشوي في مصر لتلائم الذوق المصري، وفتوش بالتونة في أوروبا، أو "يبرق بالكاري" في آسيا.
* باحثة سورية مقيمة في روما
## مشاريع لأرشفة الفن السوداني.. شحّ البيانات وضآلة التمويل
29 July 2025 03:00 AM UTC+00
مع اختفاء أعمال لعدد من روّاد الفن السوداني وتسرّبها إلى السوق السوداء منذ بدء الحرب قبل أكثر من عامين، يتكرّس عجز المؤسسات الثقافية الرسمية عن جمع هذا التراث أو حتى إدراك قيمته، ويصبح الحديث عن الأرشيف ملحّاً كحالة وجودية أكثر منه تقنية، أو مجرد حديث عن وثائق وأعمال فنية مخزنة.
عند تتبع مسار التوثيق الفني من الاستقلال وحتى اليوم، يمكن رصد فترات من الاهتمام المؤسسي تعقبها عقود من الإهمال. وتكمن المفارقة بأن الأرشيفات الاستعمارية في أوروبا تحتفظ بسجلات فنية عن السودان أكثر مما تحتفظ به مؤسساته الوطنية، ما يطرح أسئلة حول علاقة الأرشيف بالفن: لماذا يستمر السودانيون في التنازل عن ذاكرتهم الجمالية؟ وكيف يغدو الآخرون حراساً لتراثهم؟ 
في السنوات الأخيرة، ظهرت محاولات فردية وجماعية لتعويض هذا الغياب المؤسسي. فنانون، باحثون، هواة، حاولوا بجهودهم الشخصية إنقاذ ما يمكن إنقاذه. بعضهم قام برقمنة أعمال قديمة، وآخرون جمعوا شهادات فنانين كبار قبل رحيلهم، بينما حاول غيرهم توثيق الحركات الفنية غير الرسمية التي ازدهرت في زوايا الخرطوم وأحيائها الشعبية. تبقى هذه المحاولات غير كافية وغير منهجية، فالتحدي الأكبر الذي يواجه الأرشيف الفني السوداني اليوم هو تحدي "السياق". كيف يؤرشف فن ناشئ من رحم الأزمات في أرشيف يعاني أزمة بنيوية؟ وكيف تُحفظ أعمال تتحدث عن الهشاشة بواسطة أدوات هشة؟ 
كما أضافت الحرب الأخيرة طبقات جديدة من التعقيد، مع تدمير المؤسسات الثقافية وتشتت الفنانين، ما جعل الأرشيف نفسه مشتتاً جغرافياً أكثر من أي وقت مضى، فبعضه في المنفى، أو في الخرطوم المدمرة، وقسم كبير منه فُقد إلى الأبد تحت الأنقاض.
تتنوع الأرشيفات السودانية بين المؤسسات الأكاديمية الرصينة، مثل أرشيف السودان في جامعة درم البريطانية الذي يحفظ وثائق الفترة الاستعمارية، وجمعية البحوث الأثرية السودانية المتخصصة في توثيق الآثار والحفريات، كما ظهرت في السنوات الأخيرة مبادرات رقمية طموحة، مثل "ذاكرة السودان" و"الأرشيف المفتوح للسودان"، اللذين يسعيان إلى حفظ التراث في صيغة رقمية وتسهيل الوصول إليه عالمياً. ولا ننسى الأرشيفات المتخصصة، كأرشيف شرائط السودان الذي ينقذ التراث الموسيقي من الاندثار، وأرشيف التصوير الفوتوغرافي الذي يوثق التفاصيل الحميمية للحياة اليومية عبر العقود.
أصبح الأرشيف مشتتاً جغرافياً كما فُقد قسم كبير منه
لكن هذه الجهود تواجه عقبات جسيمة تهدد استمراريتها، فأزمة التمويل وضعف البنية التحتية تحد من قدرة المؤسسات الأرشيفية على أداء دورها، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. كما أن التحديات التقنية المتعلقة بالحفظ الرقمي وترميم المواد القديمة تتطلب خبرات ومعدات قد لا تكون متاحة محلياً. والأخطر من ذلك كله ما تتعرض له بعض الأرشيفات من تهديدات مباشرة بسبب النزاعات المسلحة والتقلبات السياسية، حيث يمكن أن تختفي وثائق بأكملها في لحظات عنف أو إهمال.
ونجحت بعض المشاريع الأرشيفية في تقديم نماذج ملهمة، فمشروع "ذاكرة السودان" مثلاً استطاع رقمنة آلاف الوثائق والمخطوطات النادرة وجعلها في متناول الجمهور العالمي، بينما أعاد "أرشيف شرائط السودان" إحياء تراث موسيقي كاد يندثر، وهو ما يثبت أن الحلول ممكنة عندما تجتمع الإرادة المحلية مع الدعم الدولي.
في زحمة العالم الرقمي المتسارع، حيث تغرق الملايين من الصور واللحظات في بحور النسيان كل يوم، ينهض موقع "أرشيف السودان للفن التشكيلي" حارساً للذاكرة البصرية، وهو مبادرة رقمية تسعى إلى الحفاظ على التراث الفني ما بين عاميْ 1975 و2025، وتركّز مرحلته الأولى على توثيق الفنون البصرية من الرسم والتصوير الفوتوغرافي والنحت والطباعة وإتاحتها للباحثين وعموم الجمهور، عبر أرشفة سير الفنانين وأعمالهم والإصدارات حول الفن السوداني، وكذلك مساحات العرض والغاليريهات في البلاد، بدءاً من لوحات الرواد الذين أسسوا لمدارس فنية، إلى تجارب الشباب التي لا تزال تبحث عن مكانة لها،.
ويجمع تصميم الموقع بين البساطة في العرض والعمق في طرح المحتوى المكتوب باللغتين العربية والإنكليزية. لكن المشروع يواجه تحديات جسيمة تبدأ من شح التمويل، إذ يعتمد بالأساس على جهود متطوعين وتبرعات قد لا تكفي للحفاظ على هذا الكنز الثقافي، كما أن العديد من الأعمال الفنية المهمة ما زالت خارج نطاق التوثيق، إما لأنها بحوزة أفراد أو لأنها غادرت البلاد خلال فترات الاضطراب، بالإضافة إلى التحدي التقني الدائم المتمثل في ضرورة تحديث أنظمة الحفظ الرقمية.
 
 
## نتنياهو يمهل وسطاء الصفقة مع حماس ويتوعد بضم قطاع غزة
29 July 2025 03:07 AM UTC+00
عرض رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي في اجتماع المجلس الوزاري المصغّر، الليلة الماضية (الاثنين – الثلاثاء)، توجهاً جديداً للعمل في قطاع غزة، مع التركيز على "تغيير النهج" السياسي والاستراتيجي، محذراً الوسطاء في مفاوضات الصفقة بضم قطاع غزة في حال فشل التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس. ويقصد نتنياهو بذلك، صفقة على مقاسات إسرائيل ووفق إملاءاتها، وهو الذي لم يتعهد حتى اليوم بإنهاء حرب الإبادة، علماً أنه هو الذي أفشل استمرار الصفقة السابقة.  
وذكر موقع والاه العبري، اليوم الثلاثاء، أنه وفقاً للخطة التي قُدمت لأعضاء الكابينت المصغّر، ستمنح إسرائيل فرصة إضافية للوسطاء لمحاولة دفع حماس للتراجع والموافقة على مقترح الصفقة الذي طُرح قبل نحو أسبوعين ووافقت عليه إسرائيل. مع ذلك، أوضح نتنياهو أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لا تنوي الانتظار إلى أجل غير مسمى، وسيتم تحديد مدة زمنية واضحة للحصول على رد إيجابي من حماس يتيح التقدّم في المحادثات نحو اتفاق.
وفي حال "رفض أو مراوغة حماس"، وفق الموقع العبري، ستبدأ إسرائيل في ضم مناطق داخل قطاع غزة، وهو ما سبق أن أشارت إليه صحيفة هآرتس أيضاً مساء أمس الاثنين، قبل انعقاد الجلسة.
ولفت "والاه" إلى أنه من أجل هذا الغرض، اقتُرح في الاجتماع إنشاء إدارة خاصة لتولّي السيطرة المدنية والأمنية في تلك المناطق. وأضاف الموقع العبري أنه في حال تنفيذ هذه الخطوة، فإنها ستمثّل تحولاً حاداً في سياسة إسرائيل تجاه غزة، وتشير إلى انتقال من سياسة الضغط للوصول إلى اتفاق، نحو فرض حقائق على الأرض. ومع ذلك، يعتقد المستوى السياسي الاسرائيلي أن هناك احتمالاً واقعياً للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وليس واضحاً مدى جدية هذه التهديدات الإسرائيلية وواقعيتها، في ظل ازدياد الضغوطات الدولية على إسرائيل لوقف الإبادة والتجويع، ومطالبات داخلية بإنهاء الحرب واستعادة المحتجزين، فضلاً عن إرهاق جنود جيش الاحتلال جسدياً ونفسياً، ما دفع عدداً منهم إلى الانتحار في الآونة الأخيرة، وسط تحذيرات من البقاء في وحل غزة، واستمرار وقوع جنود قتلى وجرحى، فاق عددهم الأربعين منذ استئناف القتال، فضلاً عن تشكيك قيادات سياسية وعسكرية بجدوى استمرار الحرب.  
وكانت صحيفة هآرتس قد ذكرت قبل جلسة الكابينت أنه من المتوقع أن يقترح نتنياهو على المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) خطة لضمّ مناطق في قطاع غزة، في محاولة للإبقاء على وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ضمن حكومته.
ووفقاً للخطة التي أشارت إليها صحيفة هآرتس العبرية مساء أمس الاثنين، ستعلن إسرائيل أنها تمنح حركة حماس أياماً عدّة للموافقة على وقف إطلاق النار، وإن لم يحدث ذلك، ستباشر بضمّ أراضي القطاع. وسيجري عرض هذه الخطوة على أعضاء الكابينت في أعقاب قرار نتنياهو السماح بزيادة المساعدات الإنسانية المقدّمة للقطاع، الذي اتُّخذ رغم معارضة حزب الصهيونية الدينية برئاسة سموتريتش، في ظل الضغط الدولي على دولة الاحتلال التي تواصل حرب الإبادة والتجويع.
وبحسب الخطة، ستُضم أولاً مناطق في المنطقة العازلة، وبعد ذلك تُضم مناطق في شمال القطاع المحاذية لمدينتَي سديروت وعسقلان. وسيتواصل هذا المسار تدريجياً حتى ضمّ القطاع بأكمله. ووفق التفاصيل التي قدّمها نتنياهو خلال محادثاته مع وزراء، فإن الخطة حصلت على الضوء الأخضر من إدارة ترامب.
وبحسب مصادر سياسية لم تسمّها الصحيفة، قال سموتريتش لنتنياهو في الأيام الأخيرة إنه "سيحكم على الأمور بحسب الأفعال"، وأضاف أنه إذا جرى تنفيذ خطة الضم، "فسيبقى في الحكومة في الوقت الراهن". وسبق أن أوضح سموتريتش، الذي لم يُعلّق بعد علناً على زيادة المساعدات المقدّمة لسكان غزة، سبب عدم اتخاذه خطوات تصعيدية قائلاً: "نحن نُعزّز خطوة استراتيجية جيّدة لا ينبغي التوسّع في الحديث عنها الآن. خلال وقت قصير سنعرف إن كانت ناجحة وإلى أين نتجه"، وأضاف: "في وقت الحرب ليس من الصواب الانشغال بالاعتبارات السياسية. سنُقيّم الأمور بناءً على النتيجة، الحسم ضدّ حماس".
ولفتت الصحيفة إلى أن التهديد بضم أراضٍ في قطاع غزة، بالتوازي مع تصريحات العديد من وزراء الحكومة بشأن الحاجة لإقامة مستوطنات في غزة، سيدفع إسرائيل نحو مسار تصادم مباشر مع المجتمع الدولي، باستثناء الولايات المتحدة. ومن المحتمل أن مثل هذا الإعلان سيؤدي أيضاً إلى انجراف دول أخرى خلف فرنسا في الاعتراف بدولة فلسطينية وفرض عقوبات على إسرائيل.
نتنياهو لم يكن متحمّساً في السابق لضمّ الأراضي لكنه مستعد الآن لمحاولة دفع مثل هذه الخطة
وتابعت بأن نتنياهو لم يكن متحمّساً في السابق لضمّ الأراضي، لكنه مستعد الآن لمحاولة دفع مثل هذه الخطة في مسعى لإنقاذ حكومته. وفي محادثات مع وزرائه، قال نتنياهو إن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر عرض الخطة على وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، وقد حظيت بدعم البيت الأبيض، فيما لم يكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يزور في هذه الأيام اسكتلندا، حاضراً في الاجتماع.
وصرّح سموتريتش، الأسبوع الماضي، بأن رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير قال له إنّه "من الضروري ضمّ الجزء الشمالي من القطاع لأسباب أمنية". وفي مؤتمر عُقد في الكنيست تحت عنوان "الريفيرا الخاصة بغزة"، قال الوزير: "يمكن البدء بالمنطقة الشمالية العازلة وإنشاء ثلاث مستوطنات هناك"، كما أشار إلى أن "الحديث جارٍ بالفعل حول هذا الأمر"، وأضاف: "هناك من يطلق عليه اسم الضم الأمني، إذا كان ذلك يساعد البعض على الشعور بالارتياح تجاهه".
## مسلح يقتل 4 أشخاص بينهم ضابط شرطة بناطحة سحاب في مانهاتن وينتحر
29 July 2025 03:25 AM UTC+00
قال مسؤولون في مدينة نيويورك إن مسلحا فتح النار، أمس الاثنين، داخل ناطحة سحاب في وسط مانهاتن، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، قبل أن يطلق النار على نفسه. وكان أحد القتلى الأربعة ضابطا في إدارة شرطة نيويورك يبلغ من العمر 36 عاما، وكان الثلاثة الآخرون من المدنيين.
وذكرت مفوضة شرطة نيويورك جيسيكا تيش أن المسلح الذي كان يقيم في لاس فيغاس وقاد سيارته إلى نيويورك في الأيام القليلة الماضية أطلق النار على نفسه في الصدر في نهاية إطلاقه النار.
وأضافت أنه يعتقد أن المسلح تصرف بمفرده، ولم يحدد المحققون بعد الدافع المحتمل لإطلاق النار. وتضم ناطحة السحاب في 345 بارك أفينيو مكاتب عدد من المؤسسات المالية، منها بلاكستون وكيه.بي.إم.جي ومقر إدارة دوري كرة القدم الأميركي.
(رويترز)
## "رويترز": تأجيل الاجتماع بين جيشي تايلاند وكمبوديا
29 July 2025 03:38 AM UTC+00
## الصناعات الغذائية بأوروبا "الخاسر المجهول" وترامب أكبر الرابحين
29 July 2025 04:01 AM UTC+00
كشفت بنود اتفاق الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، عن مشهد غير متوازن في توزيع الأرباح والخسائر، سواء على مستوى القطاعات الاقتصادية أو بين ضفتَي الأطلسي. ففي الوقت الذي يخرج فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب باعتباره المستفيد السياسي الأول، تعاني بعض الصناعات الأوروبية من تداعيات لم تناقش بوضوح، وفي مقدمتها قطاع الصناعات الغذائية، الذي يوصف الآن بأنه "الخاسر المجهول" في هذه المعادلة، وفق "بي بي سي". وبينما احتفلت الأسواق المالية بتوقيع الاتفاق خلال تداولات، أمس الاثنين، تبدو بعض القطاعات الحيوية داخل أوروبا أقل حظاً في هذا "الهدوء"، وعلى رأسها الصناعات الغذائية والدوائية. فهاتان الصناعتان، اللتان تمثلان عماداً اقتصادياً وتصديرياً مهماً للاتحاد الأوروبي، وُضعتا إمّا تحت طائلة الرسوم مباشرة، أو في منطقة رمادية لا توفر أي ضمانات.
ولم يشمل الاتفاق أيّ إعفاء واضح لصادرات الأغذية الفاخرة من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، مثل النبيذ، والجبن، وزيت الزيتون، والشوكولاتة، وهي منتجات تبلغ صادراتها السنوية إلى السوق الأميركية نحو 30 مليار يورو. ورغم أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، تحدثت عن طموح مستقبلي للتوصل إلى إعفاءات ثنائية لبعض السلع الزراعية، فإن ذلك لم يدرج في نص الاتفاق الحالي، ولا توجد أي ضمانات زمنية لتنفيذه. هذه المنتجات، التي تشكّل جزءاً من الهوية الثقافية والغذائية الأوروبية، تعد من أكثر السلع حساسية تجاه الرسوم، نظراً لاعتمادها على تسويق الجودة وليس السعر. ومع فرض رسم جمركي بنسبة 15%، تصبح هذه المنتجات أقل قدرة على المنافسة في السوق الأميركية، خصوصاً أمام بدائل أرخص قادمة من أميركا اللاتينية وأستراليا، ما يهدّد بحصص سوقية، ويفتح باباً لركود تصديري في قطاعات تشغل آلاف المزارعين والصناعيين الصغار في أوروبا.
أما القطاع الدوائي، فالقضية أكثر حساسية وتعقيداً. فرغم أنه لم يذكر صراحة ضمن المنتجات الخاضعة للرسوم الجمركية في البيان المشترك، فإنّ التصريحات المتناقضة من الجانبين تسببت في حالة من الغموض والارتباك. رئيسة المفوضية قالت في مؤتمر صحافي: "ملف الأدوية ما زال على طاولة التفاوض، وهو على ورقة منفصلة"، ما اعتبره مراقبون مؤشراً على أن هذا القطاع الحيوي لم يجرِ تحصينه بعد ضمن الاتفاق النهائي، كما أثار قلقاً واسعاً بين شركات تصنيع الدواء الكبرى، خاصة تلك التي تعتمد بدرجة كبيرة على السوق الأميركية، ويعد الاتحاد الأوروبي من كبار مصدّري المنتجات الدوائية إلى الولايات المتحدة، إذ بلغت قيمة هذه الصادرات في عام 2024 وحده نحو 140 مليار يورو، وفق بيانات الهيئة الأوروبية للصناعات الصيدلانية. وتشمل هذه المنتجات اللقاحات، وأدوية الأمراض المزمنة، والعلاجات البيولوجية، التي تعتمد في تسويقها على استقرار السياسات الجمركية بين الطرفَين.
وعلى الجهة الأخرى، يُعدّ ترامب أبرز الرابحين من الاتفاق، سياسياً واقتصادياً، إذ نجح في فرض صيغة اتفاق تميل لصالح واشنطن من حيث التوازنات التجارية، مع إبقاء الباب مفتوحاً أمام تعديل الرسوم مستقبلاً، في حال عدم وفاء بروكسل بالتزاماتها الاستثمارية. كذلك، وفّر الاتفاق لترامب ورقة انتصار قوية في الداخل الأميركي، إذ سيضخ عشرات المليارات إلى الخزانة العامة من عوائد الرسوم الجديدة، دون تقديم تنازلات مماثلة في القطاعات الأميركية الحساسة، كما جاءت شركات الطاقة الأميركية في صدارة الرابحين. فقد أكدت فون ديرلاين أن الاتحاد الأوروبي سيتجه إلى شراء ما قيمته 750 مليار دولار من منتجات الطاقة الأميركية، في إطار خطة إحلال بديلة عن الغاز الروسي، تشمل الغاز الطبيعي المُسال والنفط والوقود النووي، كما التزمت الدول الأوروبية بضخ 600 مليار دولار إضافية استثمارات داخل الولايات المتحدة. أما قطاع الطيران، فقد نجا من الرسوم الجمركية بالكامل، إذ نص الاتفاق على استثناء الطائرات وقطع الغيار من أي ضرائب إضافية. 
وتشمل الإعفاءات أيضاً بعض المواد الكيميائية ومجموعة محدودة من المنتجات الزراعية التقنية، لكن الملف الزراعي الأوسع، بما فيه النبيذ والجبن والزيت الأوروبي، ما زال خاضعاً لنقاشات "زيرو مقابل زيرو"، حسب ما أكدته فون ديرلاين، دون جدول زمني واضح، وهو ما يجعل العديد من مصدري الأغذية الفاخرة في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا في حالة ترقب وقلق. وبحسب "بي بي سي"، فإن محصلة هذا الاتفاق تعكس تفاوتاً في مكاسب الأطراف، وتكريساً لهيمنة اقتصادية أميركية على حساب تكافؤ المصالح. وبينما حسمت بعض الملفات برسوم واضحة، تظل قطاعات استراتيجية كالأدوية والأغذية في مهبّ الغموض، ما يهدد بتداعيات طويلة الأمد على النمو والتوظيف والاستثمار داخل أوروبا.
## قوائم صيفية للجوائز الفرنسية.. روايات عن العنف والذاكرة
29 July 2025 04:03 AM UTC+00
من بين عشرة أعمال روائية ناطقة بالفرنسية أُعلن مؤخراً عن ترشحها لجائزة "لوموند" الأدبية لعام 2025، تستحوذ الكاتبات موقع الصدارة، إذ تشكل أعمالهنّ سبعة من بين هذه الأعمال العشرة. الجائزة، التي أطلقتها صحيفة Le Monde عام 2013، تُمنح سنوياً لأبرز الإصدارات الروائية قبيل موسم "الدخول الأدبي" في الخريف، ومن المقرر أن يتم الإعلان عن الفائز في الثالث من سبتمبر/ أيلول المقبل، تحت إشراف المدير العام للصحيفة جيروم فينوغليو ولجنة حكم مكوّنة من 13 صحافياً من مختلف الأقسام.
تتنوّع الروايات المرشّحة هذا العام بين قضايا العنف الأُسَري، والذاكرة، والهوية، إضافة إلى التأمّلات النفسية والاجتماعية المعاصرة. ففي رواية "ليلة في القلب" لناتاشا أبّانا، تُروى قصص ثلاث نساء كنّ ضحايا عنف أزواجهنّ. أما في "غرباء يَصلُحون للتحدّث معهم" لكاميل بورداس، فتُستخدم الكوميديا أداةَ نقد، من خلال قصة طلاب في ورشة "ستاند أب" يواجهون تحديات التعبير والكتابة الذاتية. وتتناول رواية "بارانويا" لليز شارل عالَم التحليل النفسي ضمن أجواء مشوّشة ومضطربة، تتقاطع فيها هواجس طالبة مُراهِقة مع واقعها.
توالي الإعلان عن قوائم جوائز روائية خلال الأسبوع الماضي 
وتقدّم كاترين جيرار في "في العنف تكمن الحقيقة" تحقيقاً أدبياً في جذور العنف العائلي المتوارث. بينما تسبر جوستين ليفي في "حزن غريب" العلاقة المعقدة بين الأم والابنة، وتأثير الطفولة المعطوبة على تشكيل هوية المرأة، وتضم القائمة أيضاً روايات: "البلد الذي مشيتَ على أرضه" لدانيال بوريون، و"الجميل الغامض" لكارولين لامارش، و"المنزل الفارغ" للوران موفينييه، و"سيمون إيمونيه" لكاترين ميليه، و"القوى" للورا فاسكيز.
تم الإعلان عن جائزة "لوموند"، مع اقتراب موسم "الدخول الأدبي" في الخريف، بوصفه تقليداً سنوياً ينعش سوق الرواية الفرنسية في فترة أواخر الصيف. لكن هذا الحضور الأدبي لا يقتصر على هذه الجائزة فقط، فقد أُعلن مؤخراً أيضاً عن القائمة القصيرة لجائزة "ميزون روج"، والتي ستُمنح في 27 سبتمبر/ أيلول المقبل بإشراف الكاتب وعالم اللسانيات هيرفي لو تيلييه. 
وتتميز هذه الجائزة، التي تأسست عام 2019، برفضها للتصنيفات الأدبية وجداول النشر التقليدية بما في ذلك موسم "الدخول الأدبي". في نسخة العام الجاري، تضم القائمة المختصرة 11 رواية مختلفة المواضيع والأساليب، من بينها: "6 شارع جورج الخامس" لتوماس ب. ريفيردي، و"رغبة" لأنطوان هاردي، بالإضافة إلى روايات أخرى مثل "تاجرة المنسيين" لبيير غوردي و"الارتجاف" لماريا بورشيه.
في موازاة هذا الحراك الصيفي، ثمة جوائز معنية بالأدب العربي داخل المشهد الثقافي الفرنكوفوني، حيث أُعلنت مند أيام القائمة القصيرة لجائزة لاغاردير للأدب العربي، التي تنظمها مؤسسة جان‑لوك لاغاردير بالشراكة مع معهد العالم العربي في باريس. تضيء الجائزة روايات عربية معاصرة مترجمة أو مكتوبة بالفرنسية.
تضمّ القائمة ثماني روايات لكتّاب من مختلف أنحاء العالم العربي، خمس منها مترجمة، هي: "حكاية جدار" للفلسطيني ناصر أبو سرور، و"عراك في جهنم" لليبي محمد النعّاس، و"تاريخ موجز للخليقة وشرق القاهرة" للمصري شادي لويس، و"نهاية الصحراء" للجزائري سعيد خطيبي، و"عين الطاووس" للبنانية حنان الشيخ. أما الأعمال المكتوبة بالفرنسية، فتشمل: "بلد مرير" للبنانية جورجيا مخلوف، و"سأنظر في عيني" للمغربية ريم بطّال، و"التجنيس" للتونسي زيد بكير. وسيُعلن عن الفائز في 18 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في معهد العالم العربي بباريس، ضمن احتفال رسمي.
## مسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يستعد لاستئناف الحرب في غزة بعد الصفقة
29 July 2025 04:42 AM UTC+00
 
في الوقت الذي تواصل فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على غزة، وسط تهديد ووعيد من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو باحتلال القطاع بعد انقلابه على مفاوضات الصفقة واتهامه حماس بإفشالها، أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الثلاثاء، بتفاؤل مسؤولين إسرائيليين كبار، مطّلعين على المفاوضات، ومسؤول رفيع من إحدى الدول الوسيطة بين إسرائيل وحماس، لم تسمّهم، إزاء احتمال التوصّل إلى صفقة جزئية وفقاً لمقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، خلال وقت قريب نسبياً.
 ويعزو المسؤولون ذلك إلى الضغط الذي يمارسه الوسطاء على حماس وإسرائيل. ولا تزال الدول الوسيطة وبعض كبار المسؤولين الإسرائيليين يؤمنون بوجود فرصة معقولة لإتمام صفقة محدودة تشمل إطلاق سراح عشرة محتجزين إسرائيليين أحياء و15 من الموتى.
وتُجرى بعض الاتصالات المتعلّقة بالصفقة في جزيرة سردينيا، حيث عُقدت سلسلة من الاجتماعات خلال الأسابيع الماضية بين مسؤولين من قطر وإسرائيل والولايات المتحدة، وفقاً للصحيفة، ولا تزال مستمرة بين أطراف رفيعة المستوى من جميع الجهات.
وادّعى مسؤول إسرائيلي مطّلع على سير المفاوضات، لم تسمه الصحيفة، أن "ردّ حماس لم يكن جيداً، لكن الفجوات ليست كبيرة، والمسألة هي فقط مسألة قرارات". كما زعم محاولاً تبرير إعادة الوفد الإسرائيلي من العاصمة القطرية الدوحة قبل أيام، أن "بيبي (بنيامين نتنياهو) يريد صفقة، ولا توجد خطة بديلة، لكنه لا يستطيع إبقاء وفد رفيع هناك لمدة أسبوعين بلا أي تقدّم بينما حماس لا تُظهر مرونة حقيقية. لذا أظهروا بعض الحزم وأعادوا الوفد".
 وأضاف أن "المفاوضات لا تنهار حقاً، لأن الطرفين في النهاية يريدان الاتفاق. الأمر يتوقف على قرار يمكن اتخاذه وتنفيذه، لكن في هذه الأثناء، تمر الأيام في ما يعاني المختطفون (المحتجزون الإسرائيليون في غزة) ويواجهون خطراً مستمراً".
ومع ذلك، يعتقد المسؤول ذاته، وكذلك مسؤول آخر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية مطّلع على التفاصيل، أن نتنياهو لا يعتزم إنهاء الحرب. ويوضح أحدهما أن تصرفات نتنياهو تُفضي إلى استنتاج واحد ممكن فقط: "لا يوجد أي احتمال بأنه ينوي إنهاء الحرب. ويجب أيضاً أن نسأل الأميركيين لماذا يوافقون مجدداً على صفقة جزئية بعدما رأوا نتائج ذلك سابقاً. فوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً من المفترض أن يتحوّل إلى دائم، فلماذا لا نبدأ به باعتباره حلاً دائماً مباشرة؟".
وأضاف المسؤول: "القصة كلها أنه (أي نتنياهو) يصرّ على صفقة جزئية لأنه لا يريد إنهاء الحرب. لذلك يحاول انتزاع ما يمكنه الآن من هذه الصفقة. لو كان يريد إنهاء الأمور بالكامل، لكان الأمر أسهل. لم يكن علينا أن نخلق مشكلة حول 800 أو 900 متر وأمور من هذا النوع".
وقال مسؤول رفيع آخر في المؤسسة الأمنية إن "نتنياهو يقوم بكل الخطوات التي تعني العودة للقتال فوراً بعد ذلك (أي بعد الصفقة)، ربما ليس قتالاً مكثّفاً، ولكن مشابهاً لما نراه اليوم"، وأوضح أن نتنياهو، بحسب تقديره وتقدير مصادر أخرى في المؤسسة الأمنية، "سيبحث عن ذريعة لاتهام حماس بخرق وقف إطلاق النار في مكان ما كي يقوم هو بخرقه أيضاً، دون التوصل إلى اتفاق نهائي".
إنهاء "عربات جدعون"
في سياق متصل، أفادت الصحيفة ذاتها بأنه من المتوقع إنهاء عملية "عربات جدعون" في هذه الأيام، ما لم يتم تمديدها لأسباب غير عملياتية، كالرغبة في انتظار رد حركة حماس على مقترح الصفقة. وقُتل منذ بداية العملية 41 جندياً وضابطاً. مع هذا يعتقد ضابط رفيع في الجيش الإسرائيلي، لم تسمّه الصحيفة، أن "لا أحد (من الجنود) سقط عبثاً في هذه العملية"، زاعماً تسجيل "إنجازات لم تتحقق منذ اندلاع الحرب، فقد تم القضاء على ثلاثة ألوية رئيسية تابعة لحماس في رفح، وخانيونس، وشمال قطاع غزة"، وأنه رغم بقاء عناصر من المقاومة، "ينشطون باستخدام أساليب قتالية شبيهة بحرب العصابات، فإن البُنى العسكرية النظامية التابعة لحماس تم تفكيكها بالكامل".
وتلقّى جيش الاحتلال مهمة إضافية، وفقاً للصحيفة، "تتمثل في قطع الصلة بين حركة حماس والمساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة، وهي مهمة بالغة التعقيد".
## باسكال باتاي ضد وباء الضجيج.. فضيلة الكلام وحكمة الصمت
29 July 2025 05:02 AM UTC+00
أليس من التناقض أن نتحدث عن الصمت؟ كيف نُمسك بما هو، في حقيقته، غياب للكلام؟ وهل الصمت مجرد خواء، أم أنه شكلٌ آخر من أشكال الحضور؟ بسلسلة من هذه التساؤلات الطريفة في ظاهرها، العميقة في جوهرها، يفتتح الباحث والإعلامي الفرنسي باسكال باتاي كتابه "رسالة صغيرة في الصمت لخدمة شديدي الصياح والجلبة" (منشورات غي تريدانيال، باريس، 2025).
في زمنٍ يعلو فيه الضجيج، وتختلط فيه الأصوات بالصياح والكلام المتفلت من عقاله، يستحضر باتاي في مستهل كتابه القول الشائع "إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب"، ليُطلق تأمّلاً في تلك الثنائية المربكة: متى يصبح الكلام فضيلة؟ ومتى يغدو الصمت حكمة؟ لكنه لا يُسارع إلى الإجابة، بل يتأنّى عند عتبة المفهوم، مبيّناً أن الصمت ليس مجرد امتناع عن النطق، بل فعلٌ إيجابي، فسحةٌ زمنيةٌ ونفسية تتيح التأمل والإنصات والإدراك العميق.
تأمّل أنواع الصمت
ولأن الصمت ليس واحداً، يفرد باتاي لكل نوعٍ من أنواعه تأملاً خاصاً. فيتحدث على تتابع الأربعة والعشرين فصلاً التي يؤلف مجموعها متن الكتاب عن صمت العاشق المكلوم، وصمت الحكيم المتأمل، وصمت الجاهل الحائر، وصمت الكاذب المراوغ، وصمت الفقد والغياب والموت والموسيقى، لكنه يتحدث أيضاً عن صمت الله، ملك الأرض كلها دون منازع، إزاء الشرور وكل ما يجري في العالم. فالصمت ليس تجربة داخلية ثرية، متعدّدة الأبعاد، عصيّة على التعريفات السطحية فقط، بل سؤال فلسفي ولاهوتي.
طاقة خفية وضرورة حياتية تطهّر النفس وتتخذ أشكالاً شتّى
يبدأ المؤلف بالتأكيد على أن المجتمعات الحديثة باتت تنفر من الصمت وتكاد تخشاه، فمع تصاعد ثقافة "التواصل الفوري"، والإعلام المستمرّ، ورنين الإشعارات على الهاتف المحمول، أصبح الصمت مرادفاً للفراغ والقلق. يقول باتاي: "نحن نعيش في زمنٍ فُرضت فيه الضوضاء علينا كقَدرٍ لا مفرّ منه". يدخل الإنسان بيته فيُشغّل التلفاز أو الراديو أو يُعلي مكبر الصوت الذكي لاشعوريّاً وكأن الصمت خطرٌ يجب طرده. هذا الضجيج المتواصل لا يرهق آذاننا فحسب، بل يُثقل أعماقنا ويعيق قدرتنا على الإصغاء والتفكير والإنصات للذات والآخر. إنه يغرقنا بمعلومات لا تمنحنا فرصة للفهم. غير أن الكارثة لا تكمن في الأصوات نفسها، بل في فرط استعمالها وعشوائيتها. لذلك يدعونا المؤلف إلى تربية حسّ الصمت، أي أن نعرف كيف نكسره، ومتى نكسره، وبأي لغة".
ينطلق باتاي من التأكيد أن الصمت ليس نقصاً، بل طاقة خفية وضرورة حياتية تطهّر النفس وتتخذ أشكالاً شتّى، غالباً ما تكون أبلغ من الكلام نفسه. وهو ليس أيضاً هروباً، بل قيمة وجودية وجمالية وروحية وضرورة حياتية نادرة لها أبعاد عميقة في التجربة الإنسانية.
البطء الوجودي
هذه المقاربة لماهية الصمت وأنواعه لا تصدر عن تأمل نظري فحسب، بل عن تجربة شخصية مؤلمة يرويها المؤلف في فاتحة كتابه، إذ يعاني باسكال باتاي منذ أكثر من ثلاثين عاماً من طنين الأذنين، الأمر الذي جعله محروماً من ترف الصمت. هذا الألم المستمرّ حمله على أن يُدرك، بشكل مضاعف، كم أن الصمت حاجةٌ إنسانية ماسة ووسيلة لتهدئة العقل والجسم، وفي خضم هذه المعاناة، شكّلت الكتابة بحد ذاتها نوعاً من الشفاء، فبعد إصابته بسرطان الرئة وخضوعه لعملية جراحية ناجحة، عاد باتاي إلى الكتابة بروحٍ جديدة، باحثاً عن الهدوء و"البطء الوجودي" أو الإيقاع الذي يتيح له الإصغاء والتأنّي والتفكير، وبهذا المعنى، أصبح الصمت عنده مرادفاً للشفاء والمصالحة مع الذات. من هنا تأتي دعوته إلى أن "نتعلّم معاً أن نسمع الصمت، وأن نصغي إلى صوته" الذي يكون غالباً أقوى من الكلام. ألم يقل دوستويفسكي "الذي اختار الصمت، سبق أن قال كل شيء؟".
ضرورة التربية على الصمت والعمل على إيجاد مكان له في الحياة
لا يسعى باسكال باتاي في كتابه هذا إلى تمجيد الصمت والدفاع عنه على حساب الكلام، بل إلى وعيٍ دقيق بتوقيته ومعناه: متى نتكلّم؟ ومتى نصمت؟ وهل يستحق ما نقوله أن يُقال؟
في هذا السياق، يعود باتاي إلى حكمة قديمة تقول: "إن لم يكن كلامك أجمل من الصمت، فاصمت"، ومن هذه الزاوية، يرى الكاتب أن الصمت لا ينبغي أن يُخشى، بل يجب أن يُستعاد، ويُربّى في النفوس كما يُربّى الحياء والحكمة. فهو في جوهره ليس عجزاً عن التعبير، بل لعله أحياناً أكثر قدرةً على التعبير من الكلام نفسه، بوصفه أداةً للتواصل والإفصاح عن المشاعر بطرق غير لفظية.
ولئن كان الصمت ليس انكفاءً أو انسحاباً من العالم، فإنه لا يُغني عن الكلمة ولا يُناقضها، بل هو مكمّل ومهذّب لها، وشرطٌ من شروط صدقها، وفي إطار حديثه عن الصمت الموسيقي يتوقف باسكال باتاي عند عبارة موزارت الشهيرة: "الموسيقى ليست في النغمات، بل في الصمت الواقع في ما بينها". هذا الصمت الذي يفصل بين لحظتين موسيقيتين هو بحسب الموسيقي النمساوي ما يخلق الإحساس ويصوغ المعنى. كذلك الحياة، فهي ليست محصورة في الأحداث وحدها، بل في السكون في ما بينها؛ وهي ليست محصورة أيضاً في الكلمات، بل تنبض في صمت ما لم يُنطق به، ويكتب باتاي قائلاً: "كم من صمتٍ كان أبلغ من ألف كلمة؟ وكم من سكوتٍ كان إعلان حب أو فراق؟".
مسعى تربوي وفلسفي وثقافي
يُشبّه باسكال باتاي الصمت بالمجال الذي يولد فيه الإدراك والإبداع، ففي الصمت نقرأ ونفكر ونتأمل ونتعلّم ونواجه ذاتنا في أنقى صورها، ومن هذه الزاوية يدعو المؤلف قرّاءه إلى إعادة اكتشاف الصمت باعتباره مسعى تربوياً وفلسفياً وثقافياً في آن واحد، مدافعاً عن ضرورة التربية عليه والعمل على إيجاد مكان له في حياتنا الشخصية والعائلية والاجتماعية. فالصمت برأيه، إن استُعيد بوعي، يصبح لحظة لقاء مع الذات والآخر والطبيعة وما فوق الطبيعة، فهو لغةُ الداخل وفضاءُ التأمل ومجالُ الإصغاء، وشكلٌ من أشكال الوجود الأكثر عمقاً وكثافة.
يختم باتاي تأمله كما بدأه بنبرة شاعرية وفلسفية قائلاً إننا لسنا بحاجة إلى إسكات العالم، بل إلى إيجاد فسحة في داخلنا نستقبل فيها الصمت، كما نستقبل ضيفاً عزيزاً قلّ مجيئه، داعياً إيانا إلى الإصغاء ليس إلى كل ما يُقال فقط، بل إلى ما لا يُقال، وإلى منح أنفسنا لحظات من السكون، لا هرباً من العالم، بل عودةً إلى جوهره ومحاسن كلامه في موازنة حلوة بين الكلام والسكوت، لا تُقصي الكلمة، بل تهذّبها، وتمنحها الصدق والمعنى. 
"رسالة" باسكال باتاي الصغيرة "في الصمت لخدمة شديدي الصِّياح والجلبة" هي رسالة جميلة، تذكّرنا بكتاب الرحالة النرويجي إيرلنغ كيج "الصمت في عصر الصخب"، الذي دافع فيه أيضاً عن الصمت كحاجة بقاء فعليّة، مؤكداً أن أسرار العالم تكمن في الهدوء والسكون، وهو الذي سافر إلى القطب الشمالي لمدة خمسين يوماً مشياً على الأقدام، دون أن يرافقه أي جهاز تواصل مع العالم.
يشار إلى أن باسكال باتاي (مواليد 1960)، درس الأدب والفلسفة وعلوم تقنيات الإعلام والاتصال، ومارس لفترة الصحافة السياسية وعمل في مجال النشر، قبل أن يتفرّغ إلى إنتاج وتقديم البرامج الإذاعية والتلفزيونية. أصدر كتباً بالاشتراك مع آخرين، منها: "دليل المختلف" (1988)، و"دليل البقاء على قيد الحياة في كاب فيريت، إريكبونييه" (2017).
* كاتبة وأكاديمية من لبنان
## واقع المؤسسات الثقافية الفلسطينية: رقمنة محاصَرة
29 July 2025 05:20 AM UTC+00
في محاولة لقياس مدى استعداد المؤسسات الثقافية الفلسطينية لمواكبة التحوّلات الرقمية، أصدر مركز "صدى سوشال" دراسة جديدة بعنوان "الجاهزية الرقمية للمؤسسات الثقافية في الضفة الغربية والقدس تحت الأزمات والحروب"، أعدّتها الباحثة بثينة حمدان، وسلّطت من خلالها الضوء على التحديات التي تعيق التحول الرقمي في المؤسسات الثقافية العاملة تحت ظروف استثنائية من الحصار السياسي والاقتصادي، وتحت وطأة الحروب والانقطاع التكنولوجي.
اعتمدت الدراسة على عينة مكونة من 51 مؤسسة ثقافية وفنية تنشط في الضفة الغربية والقدس، وكشفت عن صورة دقيقة لحالة الرقمنة في المشهد الثقافي الفلسطيني. وتبين من خلال نتائجها وجود تباين واضح بين وعي المؤسسات بأهمية التحول الرقمي من جهة، وبين ضعف الإمكانيات التقنية والمادية والبشرية من جهة أخرى، ما يحول دون تنفيذ خطط رقمية مستدامة أو تطوير بنية رقمية تواكب الحاجات المتزايدة للقطاع الثقافي.
رغم أن بعض المؤسسات أطلقت مشاريع رقمية أو قدّمت تدريبات مرتبطة بالتقنيات الحديثة، لا تزال هذه المبادرات مبعثرة وغير مدارة ضمن رؤية رقمية شاملة. وهو ما يقلل من فرص استثمار الرقمنة في تعزيز الهوية الثقافية، وتسويق الإنتاج الأدبي والفني، والأهم من ذلك، في خلق مردود اقتصادي مباشر للفنانين والكتّاب.
بحسب ما بيّنته الدراسة، فإن 57% من المؤسسات تأسست بعد عام 2000، في حين أن 43% منها تعود إلى فترات زمنية أقدم، وبعضها يمتد إلى عشرينيات القرن الماضي. ويعكس هذا التوزيع عمق التجربة الثقافية الفلسطينية من جهة، والحاجة الماسة إلى حمايتها من التهديدات الرقمية من جهة أخرى.
تنوّعت اختصاصات المؤسسات بين الفولكلور والتراث، الأدب، الكتب والنشر، الفنون البصرية، المسرح، الموسيقى، ما يدل على حيوية المشهد الثقافي وتعدديته، ولكنه يُبرز في الوقت ذاته الحاجة إلى أدوات رقمية قادرة على تمكين هذا التنوع من البقاء والانتشار.
أظهرت الدراسة أن 66% من المؤسسات قدّمت تدريبات رقمية للفنانين والكتّاب والحرفيين، فيما ثلث المؤسسات لم توفّر أي تدريب داخلي لموظفيها. ويكشف هذا الواقع عن غياب التوازن في تطوير الكوادر الإدارية والفنية، ما يضعف تكامل العمل الرقمي داخل المؤسسة، ويجعلها عرضة للارتجال والقرارات الموسمية. كما كشفت النتائج أن 8% من المؤسسات لا تمتلك حواسيب أو اتصالاً بالإنترنت حتى الآن، ما يطرح تساؤلاً عميقاً حول كيفية إنجاز أي عمل ثقافي في غياب الحد الأدنى من أدوات التواصل الرقمي.
وفقط 55% من المؤسسات تتلقى دعماً فنياً منتظماً لصيانة أجهزتها، بينما نصف العينة تقريباً تستخدم أدوات رقمية تقليدية، مع تراجع واضح في استخدام البرمجيات (21.6%) والتطبيقات (15.7%)، وهو ما يضعف فرص الاستفادة من الأدوات الرقمية في التوثيق والتفاعل والابتكار.
تُظهر الأرقام أن 65% من المؤسسات لا تملك أي أنظمة لحماية البيانات، وأن 70% منها لا تمتلك خوادم رقمية لتخزين بياناتها. أما الحوسبة السحابية، فلا تستخدمها سوى 31% من المؤسسات، في حين أن 11.8% فقط لديها منظومة رقمية متكاملة.
في المقابل، تمتلك 67% من المؤسسات أنظمة تعافٍ من الكوارث، لكن يبقى ثلثها بلا أي وسيلة حماية رقمية، ما يعرّض بياناتها ومحتواها الثقافي لخطر الفقدان في حال نشوب حروب أو وقوع هجمات سيبرانية، في تناقض واضح مع ما تنص عليه المادة 9 من سياسة أمن المعلومات بشأن ضرورة استخدام التخزين السحابي لضمان سلامة البيانات.
ورغم أن 73% من المؤسسات تمتلك موقعًا إلكترونيًّا، لكن 41% من هذه المواقع غير فعالة، كما أن 25.5% فقط أطلقت مشاريع رقمية، و37.3% فقط تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعكس ضعفًا كبيرًا في توظيف التكنولوجيا الحديثة في خدمة التوثيق الثقافي، وتحليل المحتوى وتصنيفه وإنتاجه .
في ما يخص العمل تحت الأزمات، أشارت الدراسة إلى أن نصف المؤسسات تعتبر نفسها قادرة على العمل عن بُعد، في حين أن النصف الآخر إما غير قادر وإما قادر جزئيًّا. فقط 11% من المؤسسات ترى أنها تستطيع الاستمرار عن بعد لمدة عام، ما يكشف عن اعتمادها على أدوات محدودة لا تلبّي الحاجة في الظروف الاستثنائية.
أما من حيث التخطيط للأزمات، فإن 52.9% من المؤسسات لا تمتلك أي خطة رقمية بديلة، ما يعكس غياب التفكير الاستباقي، واستمرار الاعتماد على ردات الفعل اللحظية بدلًا من السياسات المؤسسية المستقرة.
تشير الدراسة إلى أن أبرز التحديات التي تواجه المؤسسات في مسارها الرقمي تتمثل في: نقص التمويل (بنسبة 90.2%)، ثم ضعف البنية التحتية (52.9%)، ونقص الكوادر المؤهلة (43.1%)، وضعف التفاعل الجماهيري والتسويق (33.3%)،
وضعف الوعي بأهمية الرقمنة (25.5%)، وتحديات قانونية وتشريعية (15.7%).
رغم هذا، أبدت 90% من المؤسسات تأييدها لفكرة إنشاء بوابة رقمية وطنية موحدة تجمع الفاعلين الثقافيين من أفراد ومؤسسات، لتكون منصة لحماية الإنتاج الثقافي الفلسطيني وتوثيقه وترويجه.
في خلاصة الدراسة، عبّر 94.1% من المشاركين عن قناعتهم بأن الرقمنة تُسهم بشكل مباشر في نشر الثقافة الفلسطينية وتعزيز تأثيرها محليًّا ودوليًّا. ما يعني أن هناك وعياً عامًّا بأهمية الرقمنة، لكنه في حاجة إلى أن يتحوّل إلى استراتيجية وطنية رقمية شاملة، مبنية على رؤية تحمي الثقافة وتعزّز دورها بوصفها مسارًا للصمود والوعي والبناء.
تقول الباحثة بثينة حمدان في تصريح خاص لـ"العربي الجديد" إن الدراسة تُطلق "إنذاراً لهذه المؤسسات المعنية بحفظ التراث والهوية الفلسطينية، كي تضع نصب أعينها تطوير البنية التحتية الرقمية وخبرات العاملين في تكنولوجيا المعلومات، لما سيكون له من أهمية خاصة في مواجهة الأزمات والحروب". وتضيف حمدان أن "حرب الإبادة على قطاع غزة، وما نجم عنها من تدمير للموروث الثقافي، إلى جانب تجربة جائحة كورونا، تمثلان إنذاراً إضافيًّا". مشيرةً إلى أن بعض الفرق الفولكلورية في غزة فقدت أرشيفًا يمتد عمره إلى أكثر من أربعين عامًا، في ظل الإبادة، ما يجعل من حماية البيانات وإعداد نسخ رقمية احتياطية قضية بقاء ثقافي قبل أن تكون تقنية.
## آخ يا زياد
29 July 2025 05:24 AM UTC+00
المشهد الأول: صيف 1989. فتى في الثامنة، يعيش لحظة هدنة ما، بعد معارك عنيفة وصلت صواريخها إلى الشارع الذي يسكن فيه، وكادت تقتل أخاه. في تلك الهدنة، ينتظر عبر أثير إذاعة صوت الشعب برنامجه المفضل المخصص للأطفال: تنذره موسيقاه وكلمات مؤدّيه "نعمٌ نعمٌ نعمٌ نعمٌ أنا عدّول في خدمتكم". وفي الانتظار فقرة إخبارية ومن بعدها أغنية لزياد الرحباني مناسبة لكلّ ما يعيشه الفتى وأهله والشارع والمدينة والوطن كلّه: "أنا مش كافر بس البلد كافر". يحفظها الفتى ويرددها لأقرانه في الملعب، فيشعر للحظة أنّه أهمّ منهم، قبل أن يعاود لعب الكرة بعبوة الصودا الفارغة الصدئة معهم، فتدور المطاحشة وتختلط السيقان وتمتلئ بالكدمات والخدوش بالتساوي.
المشهد الثاني: أواخر شتاء 1997. كبر الفتى، وها هو يتهيأ لامتحانات الشهادة المتوسطة. ما زال يحفظ الأغنية، لكنّ مراهقاً آخر في الفصل يعرف عنها وعن صاحبها أكثر منه. يعرف أغاني عدة، ويحفظ بعض العبارات المسرحية، التي لطالما سمع بعضهم يقولها من دون أن يبالي كثيراً بها في حمّى غرقه بأخبار الرياضة وحدها مونديالاً وأولمبياداً وبطولات محلية وعالمية. لكنّ حدثاً عجائبياً وقع له، إذ صادف بسطة لبيع ما يبدو أنّها مسروقات بالية، وبين معروضاتها ثلاثة أشرطة كاسيت زرقاء شفافة، يحمل كلّ منها ورقة لاصقة خُطّ عليها: "نزل السرور 1"، "نزل السرور 2"، "نزل السرور 3". كان يعرف تلك المسرحية، أو على الأقل اسمها واقتباسات زميله منها. أنفق كلّ ما يملك في جيبه وظفر بتلك الغنيمة التي أنسته مشواره، إذ عاد إلى المنزل، وأمضى معظم ليلته مصادراً المسجلة، مستمعاً بنهم إلى كلّ كلمة ولحن. لم يعد الفتى كما كان قبلها. هو شعر بذلك، كما شعر كلّ رفاقه. لكنّ شعوره بأنّه أهمّ منهم هذه المرة صاحبته رغبة في أن يعلّمهم ما تعلّم، ربما نكاية بزميله ذاك، فمضى يعير كلّ واحد منهم الأشرطة الثلاثة يومياً، حتى استمع إلى "نزل السرور" عشرون فتى، وثلاث فتيات. هل شعروا بما شعر به؟ محتمل... لكنّه أضاف إلى شعوره الأول قدرته على التأثير فيهم مبشّراً بزياد.
المشهد الثالث: أواخر ربيع 2006. كان رائعاً أن يتمكن الصحافي من الحصول على آخر ثلاث بطاقات في حفل لمسرحية "شي فاشل" في مسرح قصر أونيسكو. هي إعادة إنتاج ناجحة للمسرحية التي يحفظها حرفاً حرفاً، وليست لصاحبها الأصلي علاقة مباشرة بها هذه المرة. ذهب مع شقيقيه ولعبت الصدفة الغريبة والسعيدة لعبتها في أن تكون مقاعدهم آخر ثلاثة في قاعة المسرح الكبير، عند الزاوية العليا يسار الخشبة. جلسوا في العتم، وكانت لحظة دهشة نادرة مع انتهاء العرض أنّ زياد شخصياً يجلس في أقصى الزاوية إلى جانبهم، وأنّهم أول من حيّاهم في تلك الليلة.
المشهد الرابع: صيف 2018. كانت الحياة أحلى، في الخاص والعام رغم كلّ المآسي التي تحيط بالوطن الصغير، وكثير من المنغصات. نعم كانت الحياة أحلى، وأحلى ما فيها حفل افتتاح موسيقي لمهرجانات بيت الدين، جهد مع أصدقائه للحصول على بطاقاته وتمكنوا منها. رحلة تختلط فيها مشاعرهم وأحلامهم وأذواقهم الموسيقية والفنية والاجتماعية حتى. كلّها يجمعها مدرج كبير يجلسون في مرتفعاته البعيدة ويصرخون الأغنيات صراخاً يضمهم إلى جوقة عظمى من مرددي ألحان زياد وهو جالس إلى البيانو، ومن حوله فرقته، ويبدو المسرح بهم جميعاً مثل شهاب يخترق أمواج الظلمة ويلوّن السماء. كانت سحراً لا يُنسى تلك الليلة بكلّ من فيها وما فيها.
المشهد الخامس: صيف 2021. الأزمة الاقتصادية في أقسى مستوياتها. الوقوف اليومي في طوابير لا تنتهي بات واقعاً لا مفرّ منه، كما انقطاع الكهرباء وتسلق السلالم. حرّ يترافق مع كوفيد-19 وتبعات انفجار المرفأ... بيروت لم تعد كما كانت. على الشاطئ الصخري ينتقل صديقه البحري من سرد معاناة ثقيلة إلى واحدة أثقل، فيبدي استغرابه لكلّ هذه القصص ويصرخ مستنكراً: "شو هيدا ولو". يبتسم الصديق ويخبره أنّ ما صرخ به هو مطلع أغنية لم تسجل بعد لزياد، وهو الذي يدّعي دائماً أنّه عارف بكثير من أخبار جاره. ورغم عدم تيقّنه من ذلك تماماً، يُسرّ باحتمال أن تتناغم صرخته العفوية مع أغنية سيستمع إليها بشغف يوماً ما.
المشهد السادس: 26 يوليو/تموز 2025: انتهى كلّ شيء. يتألم وهو يعدّ الخبر لغلاف الصفحة الأولى. مات زياد الرحباني. مات الصديق والأخ... آخ يا زياد.
## بيروت تغني من جديد
29 July 2025 05:26 AM UTC+00
ينتظر جمهور المهرجانات الفنية في لبنان حفلة الفنانة السورية أصالة نصري، المقررة في منتصف شهر أغسطس/آب المقبل في "فوروم دو بيروت"، إحدى أكبر صالات العروض في البلاد. تمثّل هذه الحفلة عودة مرتقبة لأصالة بعد أكثر من 15 عاماً على غيابها عن الساحة الفنية اللبنانية، باستثناء بعض إطلالاتها التلفزيونية.
صاحب فكرة الحفلة ومنتجها الفني حسن كسيرة أكد أن الإقبال على التذاكر كبير، ليس فقط من داخل لبنان بل أيضاً من خارجه، لا سيما من سورية. وأعرب كسيرة عن أمله في أن تبقى الأوضاع الأمنية مستقرة، خاصة أن حفلة أصالة العام الماضي أُلغيت بسبب حرب الاحتلال الإسرائيلي على لبنان.
بدوره، يستعد النجم المصري عمرو دياب لزيارة بيروت مجدداً، بعد أن حقق نجاحاً لافتاً خلال العامين الماضيين في العاصمة اللبنانية، بمبادرة المحامي ربيع مقبل، أحد أبرز منظّمي حفلات دياب في بيروت التي تشهد عادة حضوراً جماهيرياً كبيراً.
شهد لبنان هذا الموسم مجموعة من الفعاليات الفنية المتنوعة التي أعادت الحياة إلى المشهد الثقافي، وأنعشت السوق الفنية، رغم الحضور العربي الخجول الذي يُسجّل على فترات متقطعة.
ورغم التحديات الاقتصادية، فإن معظم الحفلات في بيروت اعتمدت على الرعاية التجارية، ما ساهم في خفض أجور الفنانين لأسباب متعددة. ومع ذلك، غصّت القاعات بالجمهور، بل امتلأت بالكامل في بعض المناسبات. فعلى سبيل المثال، بلغ عدد الحضور في مهرجان "أعياد بيروت" نحو 2500 شخص، إذ شهدت الليلة الأولى التي أحيتها ماجدة الرومي إقبالاً جماهيرياً كبيراً، بعد سنوات من غيابها عن الغناء في العاصمة.
الفنان السوري الشامي بدوره حقق حضوراً جماهيرياً لافتاً، خاصة بين فئة المراهقين والأطفال. وقدّم جوزف عطية حفلة شبابية مميزة، بينما استطاع آدم أن يجذب جمهوراً متنوعاً من مختلف الأعمار، غنّى معه ساعتين متواصلتين، مردداً أغانيه التي يحفظها عن ظهر قلب. يتميز آدم بصوته المطواع وإلمامه العميق بأصول الغناء الشرقي، ويقدّم عروضاً حيّة تتجاوز حدود الأداء التقليدي، مدعوماً بفرقة موسيقية محترفة تشكّل معه ثنائياً متناغماً يُثبت جدارته بعيداً عن أضواء النجومية المصطنعة أو المقابلات الترويجية التي لا يفضّلها كثيراً.
إليسا، كعادتها، تشارك هذا الموسم في حفلة ضمن فعاليات "أعياد بيروت"، وسط توقّعات بنجاح جماهيري كبير، لا سيما بعد مشاركتها الأخيرة في مهرجانات جدة بالمملكة العربية السعودية.
أما الحفلات الموازية للمهرجانات، وتُقام غالباً في كازينو لبنان، فتجمع نخبة من الفنانين، وتستقطب جمهوراً نخبوياً مقارنةً بالحضور الشعبي الذي تشهده المهرجانات الكبرى. من بين الفنانين الذين أحيوا حفلاتهم هناك: ملحم زين، ومروان خوري، وإليسا، وآدم، وفارس كرم، مع حفلة مرتقبة لملحم زين في الثاني من أغسطس.
وتُحيي نوال الزغبي حفلة خاصة في 22 أغسطس في "بيروت هول"، التي شهدت أخيراً حفلة ناجحة للفنانة كارول سماحة، نالت خلالها إشادة كبيرة من الجمهور، سواء من حيث جودة الأداء الغنائي أو التفاعل الحي الذي عكس حضورها الفني القوي، من دون الحاجة إلى مؤثرات أو تقنيات إضافية. وتستمر سماحة في تحقيق النجاحات بعد عرض مسرحيتها الغنائية "كله مسموح" في مهرجانات بيت الدين، وسبقتها عروض ناجحة في كازينو لبنان خلال شهر يونيو/حزيران الماضي.
## استعادة "اللجاة" راهناً: نقد البيئة وتقاليدها بنصّ سينمائي
29 July 2025 05:29 AM UTC+00
اللجاة أراضٍ تقع في الجنوب السوري، بين محافظات دمشق ودرعا والسويداء. أراضٍ زرعها بركان بالحجارة والعطش، لتشكّل متاهة صحراوية مخيفة، فيها قرى ونجوع، كانت ملاذاً للهاربين الخائفين، تعيش على إيقاع الشظف المتحكّم في كلّ شيء، من شربة الماء إلى دمعة الشوق المستحقّة. عالم قاسٍ، تحكمه قوانين العزلة والصمت.
من مواد هذا المكان، صنع المخرج السوري رياض شيّا (1954 ـ 2016) "اللجاة" (1995، وهناك من يقول 1993)، عن رواية "معراج الموت" (1989) للسوري ممدوح عزام (1950)، ابن تلك البيئة، الذي أرّخ علاقاتها الاجتماعية نقداً وتفكيكاً، والذي اتّكأ عليه شيّا في إعادة صوغ الرواية بطريقة بصرية، بوصفها نصّاً موازياً للرواية المكتوبة، مُتتبّعاً أسلوبية مركّبة في إعداد اللقطة السينمائية، وفي احتشاد بصري للسينوغرافيا ودلالاتها، كقماشة بصرية متماسكة، وقادرة على النطق.
بفضل تجربة شخصية، عرفت أنّ رياض شيّا يكره الحوارات التي تشرح الصورة، ربما لتأثّره بالسينمائيين السوفييت، وأبرزهم أندريه تاركوفسكي. وربما لتخرّجه من قسم الأفلام العلمية في "المعهد العالي للسينما في عموم الاتحاد السوفييتي (VGIK)"، حيث الصورة قلم يمكنه رصد الحالة، ثم إطلاقها رسالة جمالية أولاً. على هذا، خرج "اللجاة"، مُكرّساً المُشاهدة بوصفها فعل قراءة يتصل بالتأثير طويل الأمد على المتلقي، فالصورة السينمائية كالحلم، تصنع لنفسها مكاناً في النفس البشرية.
دخل رياض شيّا حلبة أفلام البيئات السورية، إذْ تسابق مخرجون سوريون، بتمويل "المؤسّسة العامة للسينما" بدمشق، إلى صنع أفلام عن بيئاتهم التي أتوا منها (وبعضهم عن سيرته الذاتية). فالحَمَويّ أفْلَم البيئة الحَمَوية، كما فعل الدمشقي والحلبي والساحلي. و"اللجاة" تعبيرٌ عن بيئة السويداء، المنفردة بصفات تراثية خاصة كغيرها من البيئات المختلفة في سورية. لكنّه، على عكس الأفلام الأخرى التي كانت تُدين الدولة وتصرّفاتها بحقّ الشعب، دخل شيّا مهاجماً بيئته ومحاسباً إياها، برصده الحراك العاطفي للمرأة وردات أفعال الذكور الظالمة عليه، غير عابئ بأسباب هذا الظلم ومرجعياته التراثية والفولكلورية. والظلم أحد عمليات الاستبداد المدمّر للاجتماع البشري، فكيف باتحاد الطبيعة والذكورية على جسد المرأة المحاصر، فتبدو الذكورية صنواً للجبن؟ مزّق شيّا، كما ممدوح عزام، صُوراً كثيرة للرجولة، المهترئة بالنسبة إلى العصر والأوان، والزائفة أمام الطبيعة الصخرية الشحيحة، بتحويل الرواية إلى صُوَر عن الرجولة الوهمية، والخوف من جسد المرأة، فظهر الاستبداد مُضنياً.
الخوف رائحة السجن، والعنف تعبيره البشري. وافقت سلمى على سعيد، بلا لقاء أو حب، لتهرب من سجن أسري ظنّت أنّ حدوده لا مثيل لها، فاكتشفت هول اتّساع السجن مع عائلتها الجديدة، المتحالفة بالأعراف مع عائلتها التي غادرتها إلى سجن الزواج، بقضبانه التراثية والعرفية وبتقاليده، لتسقط في العنفين الزوجي والعائلي. وعندما حاولت كسر تلك القضبان، بعد هجرة زوجها، استلطفت شاباً وأحبّته، وأرادت الطلاق من سعيد والزواج منه، تصدّت لها العائلة والقبيلة، وقرّرت إعدامها بالزجاج المطحون مع الطعام، كطريقة عُرفية للاغتيال من دون دلائل وإثباتات، باستثناء ما تفاهمت عليه العشيرة من حفظ الشرف الذكوري، الخائف الأكبر من أجساد النساء.
هنا، يفترق رياض شيّا عن موجة أفلام البيئة لزملائه المخرجين السوريين. فالشرف الذكوري قاسم مشترك لكلّ البيئات السورية، واللجاة و"قوانينها" نسخة عن سورية بتفاصيلها التسلطية كلّها، سياسةً وثقافةً واجتماعاً، بغضّ النظر عن "تكريم" المرأة، بجعلها بؤرة الشرف الرجاليّ، الذي يُقابله بشكل لصيق العار الرجاليّ أيضاً. ما من إشارة تُهدّد "الرجولة"، ولو من بعيد أو على سبيل الظن، ليكون الإزهاق بديلاً لهذا الشرف، فالجريمة مُساوية للشرف. هذا ما يُمكن فهمه من "لجاة" شيّا، حيث الرهافة والحب والكرامة تُقابل تماماً القسوة والجنون والذعر، في انجدال تفاعلي بين الحب والإقدام، وأيضاً بين المعاقبة والجبن.
هكذا حكى رياض شيّا بصرياً عن بيئته السويداء وريفها الأجرد، وعن تراثها الخاص، قاصداً الدعوة إلى منع الطبيعة من استمرار التصحّر والتصخّر ومحاصرة الناس بالقسوة والخوف، واستبدال هذا كلّه بالحب والحرية، وبمعنى أكثر جمالية للحياة البشرية، داعياً المتلقّين إلى التخلّص من فوبيا جسد الأنثى، بوصفه طريقاً للتخلّص من فوبيات كثيرة، لعلّها تستطيع زرع هذه اللجاة الرجيمة وإكسائها بقيم الجمال والإنسانية.
هذه اللجاة تشبه حياتنا بلا سينما ولا فن. واليوم، يتواطأ كثيرون على اغتيالها بلا دليل جنائي، كما اغتيلت سلمى بهمجية مُفرطة. بهذا الاغتيال، سنذهب جميعاً إلى لجاة لن نعبرها.
 
## "اللي باقي منك"... لحظة فقدان البيت والبستان في يافا
29 July 2025 05:31 AM UTC+00
تنطلق الدورة الرابعة عشرة من مهرجان بلاك ستار (BlackStar Film Festival) بين 31 يوليو/تموز الحالي والثالث من أغسطس/آب المقبل، محتفية بما يزيد عن 90 فيلماً من 40 بلداً حول العالم. يُعرف هذا المهرجان، الذي تأسس في فيلادلفيا الأميركية، ليكون منصة للأصوات المستقلة، بأنه أكثر من مجرد تظاهرة سينمائية؛ هو فضاء للنقاش والتعلم والتواصل، تتقاطع فيه العدالة الاجتماعية مع التعبير الفني، وتُمنح فيه المساحات للأصوات المهمّشة كي تُسمع وتُرى وجوه أصحابها.
ضمن هذا الزخم المتعدد الثقافات والمرجعيات، يبرز فيلم "اللي باقي منك" للمخرجة الفلسطينية الأميركية شيرين دعيبس، واحداً من أبرز العروض الخاصة لهذه الدورة، ومساهمةً فنية تستحق التوقف أمامها نقدياً وتحليلياً، ليس لكونها فقط تحكي عن فلسطين، بل لأنها تفعل ذلك بلغة سينمائية ناضجة، تتجاوز الشعارات، وتغوص عميقاً في نسيج التجربة الإنسانية. يتناول حكاية 75 عاماً، ليروي قصة عائلة فلسطينية من نكبة 1948 حتى انتفاضة أواخر الثمانينيات، مستخدماً تقنية السرد المتداخل؛ إذ تتحدث الأم، التي تلعب دورها دعيبس نفسها، في مشهد محوري إلى الكاميرا مباشرة، لتروي حكاية ابنها المصاب، لكنها سرعان ما تنسحب إلى الماضي، إلى جذور الألم، إلى لحظة فقدان البيت والبستان في يافا، وإلى المعتقلات، ثم التهجير والمعيشة القسرية في الضفة الغربية.
ربما لا يكون من السهل تناول موضوع مثل النكبة سينمائياً من دون السقوط في فخ الخطابة أو التوثيق الجاف، لكن دعيبس تتمكن من تحويل المأساة إلى ملحمة شخصية، عبر شخصيات من لحم ودم، تتقاطع حياتها مع التاريخ، من دون أن تذوب فيه. يأتي هذا الفيلم ضمن مسار ما تمكن تسميته سينما الشتات الفلسطيني، وهي موجة من الأعمال التي ظهرت خلال العقدين الأخيرين على يد مخرجين ومخرجات من أصول فلسطينية، يعيشون في المهجر، ويستخدمون أدوات السينما المستقلة لسرد حكايات تتجاوز الإطار الوثائقي أو السياسي المباشر. هذه الموجة، التي يُمكن أن نضم إليها أعمال إيليا سليمان، وآن ماري جاسر، ومهدي فليفل، ومي المصري، تسعى إلى إعادة رسم ملامح الهوية الفلسطينية بصيغ فنية مركبة، تمزج بين اليومي والتاريخي، وبين الخصوصي والعام.
في هذا السياق، لا يبدو فيلم دعيبس استثناءً، بل يمثل تطوراً لافتاً في هذه الموجة، فهي مخرجة تميل رؤيتها إلى ما بعد الواقعية، إذ يتداخل التوثيق مع الحكي، والحميم مع السياسي. وقد سبق لها أن قدمت هذا المنهج في فيلمها الروائي الأول "أمريكا" عام 2009، الذي حصد إعجاب النقاد في مهرجان صندانس. لكن "اللي باقي منك" يبدو أكثر طموحاً، من ناحية البنية الدرامية والزمن السردي والتشظي العاطفي.
في أحد تصريحاتها، قالت دعيبس إنها تشعر بأنها تعيش في مكان ما بين الثقافات، وأن ما تحاول التقاطه في أفلامها، هو تلك المسافة الرمادية بين الفقد والانتماء. هذه المسافة التي تحدثت عنها دعيبس تحديداً هي ما تمنح فيلمها نبرة خاصة. فهو لا يسعى إلى تقديم فلسطين رمزاً أو أُسطورة، بل حياة مجروحة، وممتدة، ومتناقضة، وتعيش يوماً بيوم تحت الاحتلال، لكنها لا تتوقف عن الرقص، أو الحلم، أو تعليم الأطفال.
تُقدم دعيبس شخصياتها ضمن شبكة من المشاعر المركّبة، فهنا الجد الذي لا يتنازل عن روايته، والابن الذي يبحث عن مخرج، والحفيد الذي يُجبر على اتخاذ قرار وجودي. ومع أن الفيلم لا يتجنب المشاهد القاسية، إلا أنه لا يغرق في العنف، بل يحوّله إلى خلفية وجودية، تسائلنا نحن المشاهدين: ماذا يعني أن تكون فلسطينياً بعد 75 عاماً من الطرد والمنفى؟ وماذا يبقى منا بعد كل هذا؟
ليس من المبالغة القول إن عرض هذا الفيلم في "بلاك ستار" يضيف طبقة دلالية مهمة. فالمهرجان، الذي يحتفي بالأفلام المستقلة، ويمنح الأولوية للأصوات السوداء والهويات المهمّشة، يُمثل مكاناً طبيعياً لعرض عمل كهذا؛ إذ تتقاطع تجربة الشعب الفلسطيني مع نضالات الشعوب الأصلية، والأقليات، والجاليات المهمشة حول العالم، وكلها تبحث عن مساحة للقول والرؤية.
وفي هذا التقاطع تحديداً، تظهر أهمية سينما الشتات بوصفها فعل مقاومة ثقافية، يعيد عبره صُنّاع الأفلام تشكيل السردية من منظورهم الخاص، بعيداً عن هيمنة السوق أو الخطاب الاستشراقي. ما يمنح فيلم "اللي باقي منك" قوته، ليس فقط ما يقوله، بل كيف يقوله، ومن يقوله، ولمن. ففي زمن يتسارع فيه محو الذاكرة الفلسطينية، تُشكل أعمال مثل فيلم شيرين دعيبس ضرورة فنية وأخلاقية. إنها تُعيد ترتيب الحكاية، لا لتقنعنا بعدالة القضية فقط، بل لتجعلنا نشعر بها، ونراها، ونتنفسها.
## مستشفى العودة: 30 شهيداً وصلوا صباح اليوم جراء عدة استهدافات شنها الاحتلال في منطقة المخيم الجديد شمال النصيرات وسط قطاع غزة
29 July 2025 05:33 AM UTC+00
## الجيش التايلاندي يتّهم كمبوديا بانتهاك وقف إطلاق النار والأخيرة تنفي
29 July 2025 05:37 AM UTC+00
اتّهم الجيش التايلاندي كمبوديا بانتهاك وقف إطلاق النار الذي توصّل إليه البلدان بوساطة ماليزيا وبدأ سريانه في منتصف ليل الاثنين (17:00 بتوقيت غرينيتش) لوقف الاشتباكات الحدودية الدائرة بينهما منذ خمسة أيام، مشيراً إلى أنّ القتال تواصل اليوم الثلاثاء في مواقع حدودية عدة، فيما تأجل اجتماع بين قادة جيشي تايلاند وكمبوديا كان من المقرر عقده في الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي (03:00 بتوقيت غرينتش) اليوم.
وقال نائب المتحدث باسم الجيش التايلاندي ريتشا سوكسوانون في بيان إنّه "بعد إعلان وقف إطلاق النار، أُبلغ عن اضطرابات في منطقة فو ماكوا تسبّب فيها الجانب الكمبودي، ما أدّى إلى تبادل لإطلاق النار بين الجانبين استمرّ حتى صباح اليوم" الثلاثاء، "كما وقعت اشتباكات في منطقة سام تايت استمرت حتى الساعة 5:30". وكان البلدان قد اتفقا أمس الاثنين، في ختام محادثات سلام جرت في ماليزيا، على "هدنة فورية وغير مشروطة"، يبدأ سريانها في منتصف ليل الاثنين-الثلاثاء لإنهاء اشتباكات دارت بينهما طوال خمسة أيام حول عدد من المعابد الأثرية في مناطق متنازع عليها على امتداد حدودهما البالغ طولها 800 كيلومتر.
بدوره، قال المتحدث باسم الجيش التايلاندي وينتاي سواري في بيان إنّه "عند دخول الاتّفاق حيّز التنفيذ، رصد الجانب التايلاندي أنّ القوات الكمبودية شنّت هجمات مسلحة على مناطق عدّة داخل الأراضي التايلاندية". وأضاف أنّ "هذا الأمر يشكّل انتهاكاً متعمّداً للاتفاق، ومحاولة واضحة لتقويض الثقة المتبادلة. تايلاند مضطرة للردّ بطريقة مناسبة في إطار ممارستها حقّها المشروع في الدفاع عن النفس".
في المقابل، نفت المتحدّثة باسم وزارة الدفاع في كمبوديا مالي سوتشيتا وقوع "أيّ اشتباكات مسلّحة بين الطرفين في أيّ مناطق". بدوره، أكّد رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت في منشور على "فيسبوك"، صباح اليوم الثلاثاء، أنّ "الجبهة هدأت منذ دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في منتصف الليل". واندلعت الاشتباكات بين الطرفين الخميس، وقد أسفرت عن مقتل 38 شخصا على الأقل ونزوح حوالي 300 ألف آخرين.
ويأتي هذا في وقت قال فيه متحدث باسم الجيش التايلاندي لـ"رويترز" إنه تم تأجيل اجتماع بين قادة جيشي تايلاند وكمبوديا كان من المقرر عقده في الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي اليوم الثلاثاء، مضيفا أنه لم يتم تحديد موعد جديد للمحادثات حتى الآن. من جانبه، أشار المتحدث باسم الحكومة التايلاندية جيرايو هوانجساب في حديث للصحافيين إلى أنه لا يزال الجيشان التايلاندي والكمبودي بحاجة إلى الاتفاق على مكان الاجتماع لإجراء محادثات بعد تأجيل المفاوضات بين بعض القادة، وذلك عقب اتفاق وقف إطلاق النار بين البلدين.
وأكد أن تايلاند ستخطر الولايات المتحدة والصين، اللتين شاركتا في مفاوضات وقف إطلاق النار أمس الاثنين، بالانتهاكات التي ارتكبتها كمبوديا منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في منتصف الليل.
(فرانس برس، رويترز)
## الرحلات الغامضة... أغرب تذاكر السفر في العالم
29 July 2025 05:54 AM UTC+00
عادةً ما تسعى شركات الطيران إلى جذب العملاء من خلال تقديم عروض متنوعة، سواء على صعيد الأسعار أو الوجهات، التي قد تكون غريبة أو تُعرف باسم الرحلات الغامضة (Mystery Flights). ويشهد السفر إلى أماكن غير مألوفة، عبر تذاكر رخيصة، إقبالًا متزايدًا. فبحسب استبيان أجرته مؤسسة Booking.com عام 2024، أفاد 52% من المسافرين حول العالم بأنهم يرغبون في خوض تجربة السفر إلى وجهات غريبة من خلال برامج المكافآت التي تقدمها شركات الطيران. كما أبدى نحو 47% من المشاركين رغبتهم في تجربة السفر إلى وجهات "مخفية" عبر تذاكر خاصة.
ويعكس هذا الاتجاه شريحة كبيرة من المسافرين الباحثين عن التشويق والتميّز وتوفير الوقت، خصوصًا أولئك الذين لا يملكون وقتًا كافيًا للتخطيط للسفر. فما هي أغرب تذاكر السفر حول العالم؟ وكيف يمكن الحصول عليها؟
الرحلات إلى وجهات مخفية
تُعرف الرحلات إلى وجهات غامضة أو "مخفية" بأنها رحلات لا يتم فيها الكشف عن الوجهة النهائية للمسافرين إلا قبل دقائق من الوصول. وتُعد هذه الرحلات باقات سفر قصيرة إلى وجهات مجهولة، تنطلق من مطارات عدة حول العالم، من بينها مطارات بريسبان، ملبورن، وسيدني، بالإضافة إلى مطارات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وتتيح هذه الرحلات قضاء عطلة تراوح بين يومين وسبعة أيام، وتشمل عادةً تكاليف الإقامة والنقل. تُعلن الشركات هذه التذاكر قبل نحو 6 أشهر، وتُبلغ المسافرين بوجهتهم قبل أسبوع من موعد الإقلاع، ليتمكنوا من تجهيز حقائبهم.
وتبدأ أسعار هذه الرحلات من نحو 2900 دولار وتصل إلى 5000 دولار لرحلة تمتد ليومين أو ثلاثة، وترتفع بحسب مدة الإقامة. ويكمن الإقبال على هذا النوع من التذاكر في رغبة كثيرين بكسر الروتين اليومي، وخوض تجربة مختلفة بعيدًا عن المألوف.
تذكرة الـ550 دولارًا
تعلن بعض شركات الطيران، في فترات محددة، طرح "تذاكر متعددة" بسعر رمزي لتشجيع السياحة، خصوصًا خارج موسم الذروة. فعلى سبيل المثال، أطلقت شركة الطيران Wizz Air خدمة اشتراك سنوي تتيح للمسافرين في بعض الدول الأوروبية القيام بعدد من الرحلات مقابل 499 يورو (نحو 550 دولارًا).
يستطيع المشتركون حجز رحلات "غير محدودة" إلى أي من وجهات الشركة، مثل أثينا ومدريد وباريس وريكيافيك، وذلك حتى 3 أيام قبل موعد المغادرة. كما سبقتها شركات أخرى بخدمات مماثلة، مثل شركة Frontier Airlines الأميركية، التي طرحت تذكرة Go Wild! غير المحدودة بسعر 599 دولارًا، وتشمل رحلات داخل أميركا الشمالية، ما يمكّن السياح من التنقل بين عدة مدن ودول بتكلفة منخفضة.
التذكرة السنوية
توفر بعض شركات الطيران ما يُعرف بـ"التذكرة السنوية"، وهي تذكرة تُمنح في بداية العام وتُستخدم طوال 12 شهرًا، وتُعد مثالية ليس فقط للسياح، بل أيضًا لرجال الأعمال والأشخاص الذين يسافرون بشكل دائم. وتُعد شركة Surf Air الأميركية من أبرز الشركات التي تقدم هذا النوع من الاشتراكات، حيث تبدأ الأسعار من 1950 دولارًا شهريًّا، وتصل إلى 3950 دولارًا، أي ما يعادل نحو 23 ألف دولار سنويًّا.
كما توفر شركات مثل لوفتهانزا الألمانية وطيران الإمارات خدمات خاصة لكبار الشخصيات ضمن عضويات النخبة مدى الحياة (عادةً تكون للمَدعوّين فقط أو تُطرح في مزاد خاص)، وتمنح هذه العضويات امتيازات فريدة، باعتبارها ترقيات غير محدودة إلى الدرجة الأولى ومسارات سفر مخصصة.
التذكرة "السعيدة" لمواليد الطائرات
بعض شركات الطيران تمنح ما يُعرف بـ"التذكرة السعيدة"، وهي تذكرة مدى الحياة تُمنح لمواليد الطائرات، أي للأطفال الذين وُلدوا على متن الطائرة أثناء الرحلة. ورغم عدم وجود قانون دولي يُلزم شركات الطيران بمنح هذا النوع من التذاكر، فإن بعض الشركات قدّمتها بوصفها لفتة دعائية نادرة. ومن بين هذه الحالات، حصلت سيدة فيليبينية عام 2015 على تذكرة سفر مدى الحياة لطفلها المولود على متن رحلة لشركة AirAsia. كما منحت شركة Polar Airlines الروسية طفلًا وُلد خلال رحلة إلى سيبيريا تذاكر سفر مجانية حتى سن الثامنة عشرة.
لكن، يبقى منح تذكرة مجانية مدى الحياة أمرًا استثنائيًّا غير ملزم قانونيًّا، ويعتمد على جملة عوامل، هي: قرار الشركة، وسياستها الإعلامية والتسويقية، وظروف الولادة (هل حدثت في الأجواء الدولية أم الإقليمية؟). وعليه، قد يكون بعض المواليد المحظوظين مؤهلين إلى الحصول على هذه الهدية النادرة!
## لبنان وزخم الإصلاحات المالية المفقود
29 July 2025 06:00 AM UTC+00
بمجرد نيل الحكومة اللبنانية الثقة البرلمانية في شهر فبراير/ شباط الماضي، ساد تفاؤلٌ واسع النطاق بقدرتها على تحقيق قفزات نوعية على مستوى الإصلاحات المالية. وبعبارة أدق، شاعت التوقعات بامتلاك الحكومة إمكانات الشروع بعملية الإنقاذ الاقتصادي، التي يحتاجها الخروج من أزمات النقد والمصارف والمديونية العامة. وجاءت هذه التطلعات الإيجابية لتنسجم مع أجواء الارتياح التي صاحبت انطلاقة العهد الرئاسي، بعد الفراغ الرئاسي الذي شل المؤسسات الدستورية. كان ثمة ما يبرر كل هذا التفاؤل.
فمعيار التخصص طغى على عملية انتقاء الوزراء في التشكيلة الحكومية. وكان هناك مؤشرات على قرب خروج البلاد من العزلة السياسية الدولية، بوجود الدعم العربي والغربي لعمليتي تشكيل الحكومة وانتخاب الرئيس. وحاجة القادة اللبنانيين للمساعدات الخارجية، في مرحلة ما بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان، كانت كفيلة بدفعهم لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، للحصول على دعم المؤسسات الدولية.
في شهري مارس/ آذار وإبريل/ نيسان الماضيين، بدا أن كل هذه التوقعات المتفائلة كانت في مكانها، إذ أقر مجلس الوزراء مشروع قانون رفع السرية المصرفية، قبل أن يصادق البرلمان على مشروع القانون بسرعة قياسية وغير متوقعة. كما أقرت الحكومة مشروع قانون إصلاح أوضاع المصارف، وأحالته للبرلمان. وسرعان ما أعلنت الحكومة عن آلية شفافة سيجري اعتمادها للتعيينات الوظيفية، في مراكز الفئة الأولى في الإدارة العامة، بدل الاعتماد على المحاصصة الحزبية المألوفة.
نال لبنان، بفعل هذه الخطوات، إطراءات متتالية من المؤسسات الدولية المعنية بالشأن اللبناني، وخصوصاً صندوق النقد الدولي. وبفعل هذه الاندفاعة، توقع وزير الاقتصاد، عامر البساط، أن يتمكن لبنان من توقيع اتفاق مبدئي مع صندوق النقد، قبل نهاية صيف العام الحالي. وكان من المفترض -بحسب البساط أيضاً- أن يتسلح لبنان بهذا الاتفاق، ليكون إشارة إيجابية لمباشرة المفاوضات مع حملة سندات الدين العام، من أجل إعادة هيكلة هذه الديون.
لكن هذا التفاؤل الذي استمر حتى أواخر إبريل الماضي لم يدم طويلاً. وخلال الأشهر الأربعة الماضية، بدأت البلاد تفقد هذه الاندفاعة الإصلاحية شيئاً فشيئاً، حتى بات يمكن القول إن لبنان عاد إلى مرحلة المراوحة على مستوى مسار الإنقاذ المالي والاقتصادي. وبطبيعة الحال، كان لتلك المراوحة أسبابها السياسية. على مستوى البرلمان، ما زال مشروع قانون إصلاح أوضاع المصارف ينتظر إقراره والتصويت النهائي عليه، منذ إحالة المشروع من قبل الحكومة في شهر إبريل الماضي.
وكانت الخلافات بين الحكومة والمصرف المركزي، حول بعض بنود مشروع القانون، سبباً رئيسياً لتأخير إقراره. مع الإشارة إلى أن هذا القانون هو ما سيحدد صلاحيات الهيئات التنظيمية والرقابية في المصرف المركزي، عند إتمام عملية إعادة هيكلة القطاع المصرفي. وعلى مستوى الحكومة، لم يجر البدء بعد بمناقشة مسودة مشروع الانتظام المالي، الذي يفترض أن يحدد أسس ومعايير التعامل مع خسائر المصارف، وتوزيعها، قبل التدرج في تسديد الودائع.
ومن دون إقرار هذا المشروع في الحكومة، ثم في المجلس النيابي، لن يكون من الممكن الشروع بإعادة التوازن إلى القطاع المصرفي. وهنا أيضاً، لا يبدو أن الحكومة قد تمكّنت من صياغة مقاربة موحدة حول هذا المشروع، بالاتفاق مع المصرف المركزي. ورغم الوعود المتكررة، لم يستكمل المصرف المركزي عملية التدقيق الجنائي في ميزانياته، التي اقتصرت حتى هذه اللحظة على تدقيق أولي يتيم جرى إنجازه منذ عامين. كما لم يجر بدء التدقيق المحاسبي في ميزانيات المصارف التجارية، وفقاً للشروط التي وضعها صندوق النقد الدولي منذ عام 2022. 
ومن المهم التذكير هنا بأن عدم استكمال أعمال التدقيق هذه، بات يحول دون تكوين فهم أعمق لأسباب تراكم الخسائر المصرفية، وهو ما سيؤثر بعدالة توزيع هذه الخسائر لاحقاً. ومنذ إعطاء مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف حق رفع السرية المصرفية، بموجب القانون الذي جرى إقراره هذا العام، لم يعد هناك عذر يفسر عدم فتح الدفاتر. وبحسب هذا القانون، صار بإمكان المصرف أو لجنة الرقابة تكليف شركات دولية متخصصة، لإنجاز هذا التدقيق. آخر المطاف كان التعيينات في المراكز المالية الحساسة، لرئيس وأعضاء لجنة الرقابة على المصارف ونواب حاكم مصرف لبنان الأربعة.
فرغم وصول وجوه جديدة تتمتع بالكفاءة والخبرة إلى العديد من هذه المناصب، طغى على بعض هذه التعيينات معيار التحاصص بين الزعامات التقليدية، وهو ما أظهر عدم جدية آلية التعيينات التي جرى الحديث عنها سابقاً. بطبيعة الحال، ثمة العديد من العوامل التي تفسر تباطؤ العمل على الإصلاحات الاقتصادية. وأحد العوامل البارزة، كما بات جلياً، يتصل بالتباينات التي بدأت تظهر ما بين الحكومة والمصرف المركزي، بخصوص العديد من الملفات المطروحة. وهذا ما يذكر بالخلافات ما بين حاكم المصرف السابق رياض سلامة وحكومة حسان دياب عام 2020، التي أدت إلى عرقلة تنفيذ الخطة المالية التي وضعتها الحكومة.
في الوقت نفسه، اتسعت تدريجياً رقعة الاهتمام المحلي بالمفاوضات الجارية مع إسرائيل والولايات المتحدة بخصوص مستقبل سلاح حزب الله، وهو ما قلل من اهتمام الأوساط السياسية اللبنانية بسائر الملفات المحلية، بل أصبح مألوفاً الربط في التحليلات السياسية ما بين بدء عملية إعادة الإعمار، والوصول إلى ترتيبات أمنية تنهي الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان. وبذلك، لم تعد الإصلاحات الاقتصادية الشرط الأهم والحاسم للحصول على المساعدات الخارجية، وبدء عملية الإعمار.
وبالإضافة إلى كل ذلك، شنت بعض وسائل الإعلام طوال الأشهر الماضية حملات منظمة وقاسية في وجه الإصلاحات المطروحة، ومنها عملية إعادة هيكلة المصارف ورفع السرية المصرفية. وجرت شيطنة هذه الإصلاحات، بوصفها خطراً على الثقة الاستثمارية بالنظام المالي اللبناني. ولهذا السبب، خفتت تدريجياً الكثير من الأصوات التي كانت تشجع على المضي بهذه الإصلاحات. المشكلة الأهم حالياً، تكمن في اقتراب موعد الانتخابات النيابية المقبلة، في مايو/ أيار 2026. وهذا ما سيعني زيادة التعقيدات التي تحيط بالعمل على الإصلاحات الاقتصادية، ابتداءً من مطلع العام المقبل، مع انشغال الأوساط السياسية بالتحضير للمنازلات الانتخابية.
كما سيكون متوقعاً بحلول ذلك الوقت، زيادة منسوب الخطابات الشعبوية المتبادلة بين الأحزاب السياسية، وهو ما لا ينسجم مع النقاش الرصين المطلوب لصياغة المعالجات المالية. لكل هذه الأسباب، لا يملك لبنان ترف هدر المزيد من الوقت، لإنجاز أكبر قدر ممكن من الإصلاحات المنتظرة قبل انتهاء العام الحالي. فإرجاء هذه الإصلاحات إلى ما بعد الانتخابات النيابية، سيزيد من الكلفة التي سيتحملها جميع المقيمين، جراء تردي مستوى الخدمات العامة، وحالة الشلل التي يعيشها القطاع المصرفي، فضلاً عن التنامي المطرد في نسب الفقر والتفاوتات الاجتماعية. إن هذه المخاطر يفترض أن تكون كافية لدفع جميع القوى السياسية المحلية إلى تحمل مسؤوليتها.
## الرواية الأكثر مبيعاً
29 July 2025 06:00 AM UTC+00
إنها الرواية التي تحقق أكبر عدد من المبيعات، وتمنح الكاتب شهرة طوال أسابيع، وربما أكثر، وتدر المال الكثير على دار النشر والكاتب. تصبح طعماً للنسيان، بعد انتهاء الفترة التي لمعت فيها الرواية، لكن بعدما ضربت ضربتها، بما يعتبر في عرف الصحافة: ضربة حظ، لإنجازها ما يدعى بالنجاح السهل.
بالمناسبة، لا يمكن الاطمئنان إلى الحظ فقط، لئلا يعتمد الناس عليه، فيصيبهم بالخيبة، فالنجاح صناعة، طالما الدعاية هي التي تصنع الضجيج، ما يحقق أرقاماً قياسية في المبيعات، من دون النظر إلى أنها رواية عظيمة أو رائعة أو عادية، ومن دون أن تشكل معياراً للأدب الجيد، لكنها ظاهرة لافتة، تمثل دونما مبالغة جزءاً من واقع ثقافي وتجاري بالغ التعقيد في الغرب، نحن نعمل على تقليده اليوم، وإن بشكل محدود جداً، إننا نتدرب، لكنه سينمو، مع تكاثر دور النشر والإقبال على القراءة، وأكثر من سيقدم له هذه الخدمة قراء ملولون، يريدون التسلية، أو من يريد إقناع نفسه بأنه يقرأ الكتب الأكثر شهرة وتأثيراً، باعتبار أنها قيمة، وتجاري العصر، كل هذا يمنحه له كتاب يشتريه بنقود قليلة، فيحوز على قراءة ممتعة، وثقافة راقية.
خطر الأكثر مبيعاً بات في الغرب أكثر مردوداً مع دخول وسائل التواصل الاجتماعي عنصراً أساسياً في ترويج الشوكولا، والأدوات المنزلية، والمياه الغازية، وما بات يوصف بالملابس النسائية.. فلماذا لا تشمل الكتب؟ إن ظهور مؤثر أو كاتب على منصة مثل "إنستغرام" أو "تيك توك" يتحدث بحماسة، كأنه في لقاء جماهيري عن رواية ما، ربما كانت روايته، كفيل بإقناع آلاف المتابعين بشراء العمل. أما عن التقييم النقدي الجاد، فكلامه موثوق، استناداً إلى شهرته، وآلاف المتابعين، أو الملايين.
 
هذه الظاهرة لا يمكن التغلب عليها، لكن يمكن الحد منها، ولو أنها أصبحت تجارة بحتة، دخلت في عالم البيع والشراء. فالكتاب أصبح مجرد منتج يمكن استهلاكه، ما دامت المطابع لا تكف عن الطباعة، ودور النشر تكدس الأرباح من الأدب، سواء كان رفيعاً أو سميناً أو هزيلاً، ما المشكلة؟ ما دام هناك من يشتري. وإن كانت باعتبارها ظاهرة تثير تساؤلات جدية حول القيمة الأدبية الحقيقية للرواية، مع غياب المعايير الفنية والاجتماعية، أي فقيرة لغوياً، سطحية من حيث الموضوع، وتفتقر إلى البعد الإنساني أو السياسي العميق... كل هذا لصالح الربح السريع والشهرة الآنية.
تثير هذه الظاهرة تساؤلات حول القيمة الأدبية الحقيقية للرواية
العقبة أمام هذه الظاهرة، هو النظر إلى الرواية على أنها مرآة تعكس الواقع وتنتقده، وساحة لطرح القضايا الفكرية والاجتماعية والسياسية التي تؤرق المجتمعات، فأن تكون مثيرة للدهشة لا يكفي، خاصة أن كثيراً من هذه الروايات التي تتصدر قوائم المبيعات، تبدو بعد قراءتها أشبه بمنتجات ترفيهية سطحية، لا تقدم جديداً في عالم الأدب، ولا تحاول ملامسة الواقع أو تفكيكه. هي روايات تبتعد عن الأسئلة الصغرى والكبرى، وتكتفي غالباً بسرد قصص رومانسية نمطية، أو حبكات مكررة، بلغة سهلة حد التفاهة أحياناً، خالية من أي إبداع فني أو عمق في الرؤية. والنتيجة: مشهد أدبي مشوّه تهيمن عليه الكتابات التجارية، فيما يُهمّش الأدب الحقيقي.
وبما أننا مقبلون على التعاطي مع هذه الظاهرة، لا بأس بالحديث عن الخسائر التي يحدثها الأكثر مبيعاً، والعمل على تلافيها برفع سوية الذائقة الأدبية للقارئ، عبر تنشيط النقد الجاد، من خلال نقاد متخصصين، وليس نقد الشلل المتواطئة مع أفرادها، ولا النقاد أصحاب المجاملات والعلاقات الشخصية، البارعون في تزكية الأدب الرديء، والعلاقات الأدبية المشبوهة، كما نرى في استبدال النقد الحقيقي بالمديح المجاني، والتقييمات السطحية. 
* روائي من سورية
## السيارات الأوروبية وألمانيا الأكثر تضرراً من اتفاق الرسوم
29 July 2025 06:01 AM UTC+00
رغم ما أعلنه قادة بالاتحاد الأوروبي من ارتياح مشروط عقب توقيع الاتفاق الجمركي مع الولايات المتحدة، فإن قطاع السيارات الأوروبية تحديدا يواجه أزمة هيكلية جديدة. فالاتفاق الذي فرض رسوما بنسبة 15% على معظم الصادرات الأوروبية إلى السوق الأميركية، مقارنة برسوم سابقة لم تتجاوز 2.5%، يعد ضربة مباشرة لأحد أعمدة الاقتصاد الصناعي في كل من ألمانيا وفرنسا، إذ تأتي الرسوم في توقيت حساس يتزامن مع تحولات كبرى في صناعة السيارات الأوروبية، أبرزها التحول نحو السيارات الكهربائية، وتراجع الطلب العالمي بفعل التضخم.
وتعد ألمانيا من أكثر الدول تضررا من هذه الرسوم، نظرا لاعتمادها الكبير على صادرات السيارات إلى السوق الأميركي. وأكدت رابطة صناعة السيارات الألمانية أن الرسوم الأميركية الجديدة "ستكلف الشركات الألمانية مليارات اليورو سنويا"، سواء من خلال انخفاض المبيعات نتيجة ارتفاع الأسعار النهائية، أو من خلال تقلص هوامش الأرباح. وقالت رئيسة الرابطة، هيلديغارد مولر، في بيان صحافي، أمس الاثنين: "من الإيجابي أننا تفادينا تصعيدا أكبر (15% بدلا من 30%)، لكن الرسوم المفروضة ستشكل عبئا ثقيلا على الشركات في مرحلة التحول التكنولوجي التي تمر بها الصناعة".
وبالتزامن مع توقيع الاتفاق، شهدت أسهم شركات السيارات الكبرى ارتفاعات لحظية في البورصات الأوروبية، إلا أن النتائج المالية المرتقبة تشير إلى تأثير سلبي مؤكد على الإيرادات. فقد أعلنت شركة أودي، التابعة لمجموعة فولكسفاغن، عن خفض توقعات إيراداتها السنوية بقيمة 2.5 مليار يورو، وتراجع هامش الربح التشغيلي المتوقع إلى ما بين 5% و7% بدلا من 7% إلى 9%، وفق رويترز. أما مجموعة فولكسفاغن فقد أعلنت عن خسائر بلغت 1.3 مليار يورو في النصف الأول من العام، مرتبطة بشكل مباشر بتكاليف الرسوم الجمركية الجديدة.
من جهتها، سجلت أسهم مرسيدس-بنز ارتفاعا بنسبة 1.8%، لكنها أبقت على أسعار موديلات عام 2025 في السوق الأميركي مجمدة حتى إشعار آخر، مع الإشارة إلى أن الشركة تتوقع زيادات ملحوظة في الأسعار خلال الفترة المقبلة، وفق ما أكدته تصريحات لمتحدث باسم الشركة نقلتها وكالة أسوشييتد برس. كما ارتفع سهم بورشه بنسبة 1.7%، بينما سجلت شركة ستيلانتيس، التي تجمع علامات من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، مكاسب بنسبة 1.2%.  ووفق بيانات رسمية، تمثل صادرات السيارات الألمانية إلى الولايات المتحدة ما يتجاوز 22 مليار يورو سنويًا، بينما تُشكّل الصناعة بأكملها نحو 5% من الناتج المحلي الإجمالي الألماني، وتوظف قرابة 800 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، مما يجعل أي تغيير في شروط التصدير إلى السوق الأميركي مصدر ضغط كبير على النمو والعمالة والاستثمار في هذا القطاع.
الاتفاق التجاري الأخير لا يتضمن أي جدول زمني واضح لتقليص الرسوم لاحقا، كما لا ينص على إعفاءات تدريجية أو مراجعات دورية. وفي تصريحات نقلتها رويترز، أكدت الإدارة الأميركية أن البيت الأبيض يحتفظ لنفسه بحق رفع الرسوم مستقبلاً إذا اعتبر أن أوروبا لم تلتزم بتعهداتها الاستثمارية ضمن الاتفاق، ما يزيد من حالة عدم اليقين لدى الشركات المصنعة، ويجعل من التخطيط طويل الأمد أمرا أكثر صعوبة.
ويخشى مراقبون اقتصاديون أن يؤدي هذا الوضع إلى فقدان صانعي السيارات الأوروبيين قدرتهم التنافسية في السوق الأميركي، في وقت تتجه فيه الشركات الآسيوية والأميركية إلى تسريع الإنتاج المحلي وخفض التكاليف. كما حذر خبراء من أن الضغط على هوامش الأرباح قد يؤخر خطط البحث والتطوير، خصوصا في مجال السيارات الكهربائية والذكية، وهو ما يضعف قدرة الشركات الأوروبية على مواكبة التحول التكنولوجي العالمي.
## بروكسل تستسلم لترامب... اتفاق تجاري يُخضع أوروبا
29 July 2025 06:02 AM UTC+00
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، مساء الأحد، التوصل إلى اتفاق تجاري يقضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 15% على معظم الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة، من بينها السيارات والرقائق الإلكترونية والأدوية، وهي نسبة أقل من النسبة التي هدد بها ترامب سابقا (30%)، لكنها لا تزال أعلى بكثير من المعدلات التي كانت سارية قبل التصعيد، والتي تراوحت بين 1% و2% فقط، وفقا لمعهد بروغيل الاقتصادي في بروكسل.
الاتفاق، الذي جاء بعد مفاوضات متوترة استمرت أسابيع، أنقذ الجانبين من الدخول في حرب رسوم متبادلة كان من المتوقع أن تبدأ في الأول من أغسطس/آب. لكن في مقابل تفادي الصدام، تكبلت أوروبا بالتزامات ثقيلة على مستويي الاستيراد والاستثمار، دون أن تنال إعفاءات واضحة من القيود الأميركية، ما دفع أطرافا مركزية في القارة إلى وصف الاتفاق بأنه "تنازل استراتيجي أكثر منه شراكة متكافئة"، واستسلام أوروبي بحسب تعابير مسؤولين فرنسيين رفيعي المستوى.
ويلزم الاتفاق الاتحاد الأوروبي بتنفيذ حزمة من التعهدات الاقتصادية والاستراتيجية، أبرزها شراء منتجات طاقة أميركية، تشمل الغاز الطبيعي، والنفط، والوقود النووي، بقيمة تقدر بـ 750 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة، في جزء من توجه أوروبي لتقليل الاعتماد على روسيا بعد غزو أوكرانيا. كما يلتزم الاتحاد بضخ 600 مليار دولار إضافية استثمارات مباشرة داخل الاقتصاد الأميركي خلال فترة ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثانية.
ووفق بنود الاتفاق "لن تفرض الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أي رسوم جمركية على جميع الطائرات ومكوناتها وبعض المواد الكيماوية وبعض الأدوية المقلدة، التي لا تحمل اسماً تجارياً، ومعدات أشباه الموصلات وبعض المنتجات الزراعية والموارد الطبيعية والمواد الخام الأساسية. وستُضاف منتجات أخرى لاحقاً. أما بالنسبة للمشروبات الروحية، فلم يُحدد وضعها بعد". كما ستبقى الرسوم الجمركية على صادرات أوروبا من الصلب والألمنيوم عند 50% لكن فون ديرلاين قالت إن هذه الرسوم ستخفض لاحقاً وسوف تستبدل بنظام الحصص.
وبموازاة هذه الالتزامات، وافقت بروكسل على زيادة مشترياتها من المعدات الدفاعية والعسكرية الأميركية، دون سقف محدد، ما يرسخ الاعتماد الاستراتيجي على واشنطن في مجالات الأمن والدفاع. ورغم هذه التنازلات، لم تحصل أوروبا على إعفاءات شاملة من الرسوم الجمركية، إذ أبقت الولايات المتحدة على الرسوم بنسبة 15% على معظم السلع الأوروبية، واحتفظت برسوم بنسبة 50% على الصلب والألمنيوم، مع إمكانية مراجعتها لاحقا دون جدول زمني ملزم.
وستطبق الرسوم على السلع التي تمثل قرابة 60% من مجمل الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة، مع استثناءات محدودة شملت الطائرات وبعض المواد الخام والمنتجات الزراعية التقنية. كما منح الاتفاق البيت الأبيض صلاحية رفع الرسوم مستقبلا إذا رأى أن الجانب الأوروبي لم يلتزم بكامل تعهداته، ما يجعل الاتفاق عرضة لإعادة التفاوض في أي لحظة، ويحوله فعليا إلى صفقة ذات طابع أحادي تفرض بشروط أميركية أكثر منها شراكة متكافئة.
مواقف أوروبية متباينة
تفاوتت ردود الفعل الأوروبية على الاتفاق بين لهجة الترحيب المشروط، والانتقاد المباشر لشروط الصفقة. ففي ألمانيا، اعتبر المستشار فريدريش ميرز أن الاتفاق "جنب العلاقات الاقتصادية عبر الأطلسي تصعيدا غير ضروري"، مشيرا إلى أن بلاده "تمكنت من الحفاظ على مصالحها الأساسية"، لكنه أضاف أنه "كان يأمل في إعفاءات أوسع لتخفيف العبء عن الصادرات". في المقابل، جاءت لهجة فرنسا أكثر حدة، إذ وصف رئيس الوزراء فرانسوا بايرو الاتفاق بأنه "خضوع" للولايات المتحدة واستسلام لها، وكتب على منصة "إكس": "إنه يوم قاتم حين تقبل تحالفات شعوب حرة، توحدت للدفاع عن قيمها ومصالحها، بأن تنتهي إلى الخضوع".
كما هاجم وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية بنجامين حداد الاتفاق بشكل مباشر، وقال، وفقا لرويترز، إن "ما جرى ليس اتفاقا حقيقيا، بل مناورة تفاوضية لصالح واشنطن"، وأضاف: "ترامب أكل فون ديرلاين على الفطور". أما بلجيكا، فقد اتخذت موقفا وسطيا بين التحفظ والدعوة لإعادة التموضع. وكتب رئيس الوزراء بارت دي ويفر على منصة "إكس": "هذه لحظة ارتياح، لكنها ليست لحظة احتفال. آمل بصدق أن تتراجع الولايات المتحدة لاحقا عن وهم السياسات الحمائية، وأن تعود إلى التمسك بقيم التجارة الحرة، التي هي حجر الأساس لازدهارنا المشترك". وأضاف دي ويفر أن أوروبا يجب أن "تعزز سوقها الداخلية، وتخفف من التنظيمات المفرطة، وتفتح شراكات جديدة لتقليل اعتمادها التجاري على المحاور التقليدية".
نهاية حالة الغموض
استقبلت الأسواق المالية الاتفاق بين واشنطن وبروكسل بارتياح واضح، انعكس سريعا على مؤشرات الأسهم الأوروبية والآسيوية في أول جلسة تداول بعد الإعلان. فقد سجل مؤشر DAX الألماني ارتفاعا بنسبة 0.8%، بينما صعد مؤشر CAC 40 الفرنسي بنسبة 1%، وحقق مؤشر FTSE 100 البريطاني مكاسب بنحو 0.5%، بحسب رويترز. كما سجلت الأسواق الآسيوية صعودا محدودا، باستثناء اليابان التي تراجعت بفعل شكوك محلية حول اتفاق مشابه مع الولايات المتحدة. لكن في المقابل، حذر اقتصاديون من أن هذه الارتفاعات اللحظية لا تعكس بالضرورة متانة الاتفاق، ولا تلغي آثاره طويلة المدى على النمو.
وقال هولغر شميدينغ، كبير الاقتصاديين في بنك "بيرينبرغ" الاستثماري، بحسب صحيفة ذا غارديان البريطانية، إن الاتفاق "أنهى حالة من الغموض المربك للشركات"، لكنه أضاف أن الصفقة أسوأ بكثير من الوضع الذي سبق التصعيد الأميركي في بدايات هذا العام. وأشار شميدينغ إلى أن التوترات الجمركية المتواصلة مع واشنطن ستخصم ما يقرب من 0.3 نقطة مئوية من نمو منطقة اليورو، و0.5 نقطة من نمو الاقتصاد الألماني خلال عامي 2025 و2026 مجتمعين.
وفي السياق ذاته، ذكر محللون في بنك ING الهولندي أن الاتفاق، رغم كونه أفضل من سيناريو الحرب التجارية، لا يقدم حلا طويل الأمد، خصوصا في ظل غياب وثيقة مكتوبة أو التزامات محكمة، مما يبقي حالة القلق قائمة لدى المستثمرين، ويدفع الشركات إلى تأجيل قرارات استراتيجية حتى اتضاح الصورة الجمركية بالكامل. وقال كبير الاقتصاديين في البنك الهولندي، كارستن بريزسكي، إن "التحذير الأساسي في هذا الاتفاق أنه لا يوجد شيء على الورق حتى اللحظة". وأضاف: "في ظاهره، الاتفاق ينهي حالة عدم اليقين التي هيمنت على المشهد خلال الأشهر الأخيرة. لكن من حيث المضمون، فإن النتيجة لا تزال أسوأ بكثير من الوضع التجاري الذي كان قائما قبل بداية جولة ترامب الجديدة من الحروب التجارية".
وهو ما يعني أن الانتعاش اللحظي للأسواق المالية لا يخفي حقيقة أن الاتفاق أقرب إلى كمين اقتصادي من كونه شراكة متكافئة، بما يفرضه من التزامات ثقيلة على أوروبا دون ضمانات مكتوبة أو إعفاءات موازية. أما مارك وول، كبير الاقتصاديين في "دويتشه بنك"، أكبر مصرف أوروبي، فقال إن الاتفاق التجاري الأخير بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد يقلل الحاجة إلى مزيد من خفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي.
وأشار وول في مذكرة نقلتها صحيفة "وول ستريت جورنال"، إلى أن انحسار حالة الضبابية بشأن مستقبل السياسة التجارية قد يدفع المركزي الأوروبي لتثبيت أسعار الفائدة لفترة أطول. وتسعر الأسواق في منطقة اليورو احتمالية بنسبة تقلّ عن 60% لخفض الفائدة خلال ديسمبر، فيما تُظهر بيانات "إل إس إي جي" أن فرص خفض الفائدة في سبتمبر أو أكتوبر لا تزال ضعيفة.
## السعودية تنعش اقتصاد سورية... استثمارات في قطاعات حيوية
29 July 2025 06:05 AM UTC+00
بعد الإعلان عن توقيع السعودية اتفاقيات استثمارية بقيمة تبلغ 6.4 مليارات دولار في سورية ضمن "منتدى الاستثمار السعودي السوري 2025" في دمشق، رجحت تحليلات غربية أن تكون خطوة كهذه مؤشراً إستراتيجياً يعكس رغبة المملكة في إعادة ترسيخ نفوذها الاقتصادي والسياسي في الشرق الأوسط، واعتبرت السيل الاستثماري السعودية بمثابة "بداية مرحلة جديدة" من شأنها إعادة بناء الاقتصاد السوري ودعم استقراره.
فالخطوة السعودية تمثل "محاولة ذكية" لجذب سورية نحو محور استثماري إقليمي أكثر استقراراً، بدلاً من ترك البلد تحت وطأة التأثيرات الإقليمية الأخرى، لا سيما في ظل تراجع دور بعض القوى التقليدية في الأزمة السورية، حسب تحليل نشرته وكالة رويترز. هذا التحول ينعكس في توجيه الاستثمارات نحو قطاعات حيوية مثل البنية التحتية للطاقة، الصناعات التحويلية، والخدمات الرقمية، مما يفتح أمام الاقتصاد السوري مسارات جديدة للنمو، وفقاً لما أورده تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز. ومع ذلك، يلفت خبراء غربيون إلى أن التحديات لا تزال كبيرة أمام السعودية، حيث تعد المخاطر الأمنية والسياسية في سورية عاملاً معقداً يؤثر في مدى نجاح استثماراتها. 
نمط جديد
يؤكد الخبير الاقتصادي عامر الشوبكي، لـ "العربي الجديد"، أن حجم الاستثمارات السعودية المعلن في سورية خلال منتدى دمشق 2025، مؤشر بارز على تحول استراتيجي يتجاوز الانفتاح الاقتصادي التكتيكي ليتخذ أبعاداً إقليمية ودولية عميقة، ويواكب تغيرات الواقع السياسي والاقتصادي في السياق السوري، ويعكس تحرك المملكة نحو نمط جديد من النفوذ القائم على الاستثمار والهيكلة التنموية بدل الاعتماد على الأدوات التقليدية للتأثير السياسي.
فمن خلال دعم إعادة الإعمار وتفعيل المشروعات في قطاعات حيوية كالطاقة والنقل والإسكان، لا تسعى المملكة إلى سد الفراغ فقط الذي خلفته العقوبات الغربية وتقلص النفوذ الإيراني والروسي في سورية، بل تعمل أيضاً على بناء شبكة من الاعتمادية الاقتصادية المتبادلة، ترسخ حضورها شريكاً فاعلاً في إعادة بناء النظام السياسي في دمشق، وتعيد من خلاله ترتيب موقعها الجيوسياسي في بلاد الشام، وفق رؤية بعيدة الأمد تستند إلى النفوذ الهيكلي بدل النفوذ المؤقت، حسبما يرى الشوبكي.
وإذ ترسل المملكة عبر هذه الخطوة رسائل واضحة حول قدرتها على اتخاذ قرارات استثمارية مستقلة، فإنها في الوقت ذاته تُثبت تمكنها من تحويل الأزمات الإقليمية إلى فرص اقتصادية استراتيجية، بحسب الشوبكي. ومع ذلك، يرى الشوبكي أنه لا يمكن تجاهل التحديات البنيوية التي قد تواجه هذه الاستثمارات، وأبرزها حالة التدهور في النظام المصرفي السوري، وشِبه غياب الضمانات القانونية الكافية لحماية رؤوس الأموال، إضافة إلى احتمالات حدوث اضطرابات داخلية تُربك بيئة العمل، كتلك التي شهدها الجنوب السوري في الآونة الأخيرة. 
انتقال اقتصادي 
في السياق، يشير الخبير الاقتصادي، نهاد إسماعيل، لـ "العربي الجديد"، إلى أن سورية تمر بمرحلة انتقال اقتصادي بعد 14 عاماً من الحرب والانكماش، وفي هذا الإطار تلعب السعودية دور اللاعب الرئيسي في دفع عجلة إحياء الاقتصاد المتهالك، من خلال "تدخل ناعم" يتجاوز الدعم المالي إلى استثمارات ملموسة ومبادرات تنموية استراتيجية.
ويرى إسماعيل هذا الدور السعودي امتداداً لنجاح دبلوماسي تمثل في إقناع إدارة الرئيس دونالد ترامب برفع العقوبات الأميركية المفروضة على النظام السوري، ما يعد خطوة حاسمة في فك العزلة الاقتصادية عن البلاد، قدمت رسالة واضحة إلى العالم وإلى بعض الدول الإقليمية غير العربية، مفادها أن السعودية تقف إلى جانب الدولة السورية، وتعتزم لعب دور محوري في إعادة بنائها.
ويتجلى هذا الدعم في التزام المملكة بضخ استثمارات مباشرة في قطاعات حيوية، تمثل أولويات ملحة لاستقرار الاقتصاد السوري وتحفيز نموه، حسب إسماعيل، لافتاً إلى أن هذا التدخل لن ينعكس على تحسين الخدمات الأساسية فقط، بل سيساهم أيضاً في دعم استقرار الليرة السورية، التي تأثرت بشدة بالتقلبات الاقتصادية، إلى جانب خلق أكثر من 50 ألف وظيفة مباشرة، وعشرات الآلاف من الفرص غير المباشرة التي تنشأ مع تعافي النشاط الاقتصادي.
ويرجح إسماعيل أن تفتح الخطوة السعودية آفاقاً استراتيجية طويلة الأمد، خاصة في قطاع الطاقة، التقليدية والمتجددة، حيث تمتلك المملكة خبرة واسعة في إدارة مشاريع ضخمة وناجحة في هذا المجال، لافتاً إلى أن هذه الخبرة يمكن أن تُستثمر في إعادة تأهيل الشبكات الكهربائية وتطوير مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، التي تتمتع سورية بإمكانات كبيرة فيها، ما يُسهم في تحقيق استقلال طاقي جزئي وتحفيز الصناعة المحلية. ويشير إسماعيل إلى أن مشاركة 500 من قادة الأعمال السعوديين في المنتدى الاقتصادي السوري مؤشر عملي على "الجدية في النيات".
يذكر أن السعودية وسورية وقعتا، أول من أمس، مذكرة تفاهم في مجالات الطاقة، تشمل تعزيز التعاون الثنائي في قطاعات عدة منها الكهرباء والربط الكهربائي الإقليمي والنفط والغاز. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أنه تم توقيع "مذكرة تفاهم سورية - سعودية في مجالات الطاقة، تشمل تعزيز التعاون الثنائي في قطاعات الكهرباء والطاقة المتجددة، والربط الكهربائي الإقليمي، والنفط والغاز، والبتروكيماويات، وتحولات الطاقة والتقنيات الحديثة، إضافة إلى تطوير الكوادر البشرية وتشجيع الابتكار ونقل التكنولوجيا".
## ليبيا تغرق في الظلام رغم الموازنات الاستثنائية
29 July 2025 06:08 AM UTC+00
تشهد مناطق عدة في ليبيا انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي، تجاوزت في بعض المناطق النائية أكثر من 15 ساعة متواصلة يومياً، ما أثار تذمراً واسعاً في صفوف المواطنين الذين يشتكون من تراجع الخدمات الأساسية وغياب التوضيحات الرسمية. في قرية وزان الحدودية غرب البلاد، التي تبعد 361 كيلومتراً عن طرابلس، يقول المواطن محمد صالح (45 عاماً) لـ"العربي الجديد": "تنقطع الكهرباء يومياً ما بين 10 إلى 15 ساعة. أحياناً تعود لساعة واحدة فقط ثم تختفي مجدداً. لا نعرف السبب، ولا توجد أي توضيحات من شركة الكهرباء أو من الجهات الرسمية".
وفي بلدة مزدة، الواقعة على بعد 187 كيلومتراً جنوب العاصمة، قال المواطن مسعود القنطراري، إن التيار لا يصلهم إلا لفترات محدودة. وأضاف: "الانقطاع يبدأ من السادسة صباحاً حتى السابعة مساء، ثم تعود الكهرباء لساعتين ونصف الساعة، قبل أن تنقطع مجدداً". أما في العاصمة طرابلس، حيث الكثافة السكانية أعلى، فلا يبدو الوضع أفضل. يقول سالم الغرياني، أحد سكان حي الطبي، لـ"العربي الجديد": "الكهرباء تنقطع يومياً لما يقارب عشر ساعات. أقطن في الطابق السابع، والمياه تنقطع أيضاً لأن المضخات تعمل بالكهرباء، فنواجه معاناة مزدوجة من الحر وانقطاع المياه".
وفي منطقة عين زارة جنوبي العاصمة، يقول سعد الدين الماي، إنه يعتمد على المولدات أكثر من الشبكة العامة. ويضيف: "عدنا لاستخدام المولدات رغم الضجيج والتكاليف، وكأننا نعيش في سنوات مضت. أين وعود الحكومة بحل الأزمة؟". من جانبه، انتقد الخبير الاقتصادي، محمد الشيباني، أداء الشركة العامة للكهرباء، قائلاً إن الأخيرة "تحصلت على ميزانيات استثنائية لأغراض الصيانة والتطوير، ورغم ذلك عدنا إلى سياسة طرح الأحمال لساعات طويلة". وأضاف: "المواطن يدفع فواتيره بانتظام عبر العدادات الذكية، لكن الخدمة لا توازي حجم التكاليف".
في المقابل، عزت الشركة العامة للكهرباء، في بيان رسمي، الانقطاعات الأخيرة في طرابلس إلى "تعديات على خطوط نقل الطاقة بمنطقة جنزور، نتيجة أعمال حفريات غير منسقة". وأوضحت أن هذه التعديات "أدت إلى خروج عدد من وحدات الإنتاج عن الخدمة، وفصل التغذية عن محطات الجلاء وبن حامد وفشلوم"، مؤكدة أنها "أعادت تشغيل الوحدات واستعادت استقرار الشبكة".
وأضافت الشركة أن أعمال المتابعة الميدانية مستمرة لاستكمال مشروع محطة تحويل الجامعة وسط مدينة الزاوية، ضمن الخطة الاستعجالية لتحسين أداء الشبكة، مشيرة إلى أن المشروع "سيساهم في دعم الاستقرار وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء نتيجة التوسع العمراني والسكاني". بدوره، كشف مصرف ليبيا المركزي أن الشركة العامة للكهرباء صرفت حتى نهاية يونيو/حزيران نحو 2.1 مليار دينار ليبي، فيما يبلغ سعر الصرف الرسمي حوالي 5.5 دنانير للدولار.
كما حصلت الشركة على اعتمادات مستندية بقيمة 371 مليون دولار، مخصصة لتوريد قطع الغيار وتنفيذ مشاريع الصيانة والتوسعة. وتنفق الدولة الليبية سنوياً نحو 615 مليون دولار لدعم قطاع الكهرباء، وسط دعوات لترشيد الدعم وتحسين كفاءة الإنفاق العام. وسط الانقطاعات اليومية، يعيش طلاب الجامعات ظروفاً صعبة، خاصة مع دخول فصل الصيف. ويقول نزار العريبي، طالب في كلية الطب بجامعة طرابلس، لـ"العربي الجديد": "الانقطاع المتكرر للكهرباء أصبح جزءاً من حياتي اليومية. لم أعد أحتمل هذا الوضع. بل أصبح أسوأ من ذي قبل". ويضيف: "الكهرباء والإنترنت هما وسيلتان أساسيتان للبقاء على اتصال بالعالم الخارجي. لا نستطيع السفر أو التحرك بحرية. كيف يمكنني الدراسة وتطوير نفسي في هذه الظروف؟".
ورغم امتلاك ليبيا أكبر احتياطي نفطي في أفريقيا، وفئة سكانية صغيرة نسبياً لا تتجاوز 7.5 ملايين نسمة، ما زال قطاع الكهرباء عاجزاً عن تلبية الحد الأدنى من احتياجات المواطنين، في ظل اعتماد متزايد على المولدات الخاصة، واستمرار انقطاعات التيار التي تصل إلى أكثر من 12 ساعة يومياً في بعض المناطق.
## الجزائر تحظر العملات الرقمية لمكافحة غسل الأموال
29 July 2025 06:09 AM UTC+00
منعت السلطات الجزائرية رسميا إصدار العملات الرقمية، إضافة إلى جملة من الأنشطة المرتبطة بها، وذلك في إطار تعديل جديد أقرته السلطات على قانون الوقاية من تبييض الأموال وتمويل الإرهاب ومكافحتهما، بعد أسابيع قليلة من إدراج البلد العربي في قائمة الدول عالية المخاطر في هذا المجال، التي صادق عليه البرلمان الأوروبي. وجاء الكشف عن هذه الإجراءات من خلال آخر عدد للجريدة الرسمية، رقم 48 الذي نشر، أمس الاثنين، ما يعني أن النص القانوني الجديد قد دخل حيز التنفيذ فعليا ورسميا.
ويقضي النص المعدل بمنع إصدار العملات الرقمية أو بيعها أو شرائها أو استخدامها أو حيازتها، كما يحظر الترويج لها أو جعلها أداة للتداول التجاري أو الاستثماري، إلى جانب منع إنشاء منصات مخصصة لتبادلها أو تشغيلها. وتشمل هذه القيود أيضا ما يعرف بـ"تعدين العملات المشفرة"، الذي أصبح مصنفا ضمن الأنشطة المحظورة قانونا، ما يشير إلى تشديد الرقابة على كل ما يتعلق بالتقنيات الرقمية المالية غير المنظمة.
ويأتي هذا المنع في سياق اتساع ظاهرة التعامل بالعملات الرقمية في الجزائر، سواء عبر منصات إلكترونية أجنبية أو من خلال أنشطة غير رسمية، وسط غياب إطار قانوني سابق يحدد بوضوح الوضعية القانونية لهذه الأصول. ويقصد بالعمولات أو الأصول الافتراضية، وفق ما ورد في القانون الجزائري الجديد، تلك القيم الرقمية التي يمكن تداولها عبر الفضاء الرقمي أو تحويلها، ويمكن أن تستخدم لأغراض الدفع أو الاستثمار.
ولا تتضمن الأصول الافتراضية، وفق ما ورد في الجريدة الرسمية الجزائرية، عمليات القيم الرقمية للعملات الورقية والأوراق المالية وغيرها من الأصول المالية. في هذا السياق، يرى الخبير المالي وأستاذ الاقتصاد بجامعة ورقلة الحكومية (جنوب) سليمان ناصر، أن حظر هذا النوع من العملات كان قد أدرج سابقا في قانون الموازنة العامة لسنة 2018، من خلال المادة 117. وأوضح ناصر في حديث لـ "العربي الجديد"، أن قانون الوقاية من تبييض الأموال وتمويل الإرهاب ومكافحتهما في نصه الجديد جاء ليعدل النص السابق الذي يعود تاريخ اعتماده لسنة 2005.
ولفت المتحدث إلى أنه خلال فترة 20 سنة تغيرت الكثير من الأمور واستحدثت تكنولوجيات جديدة ومعاملات مالية أيضا لم تكن معروفة سابقا. واعتبر ناصر أن هذا الحظر الذي جاء في 2018 وتعزز في هذا القانون المعدل، أملته عدة أسباب من بينها أن العملات الرقمية تعتبر من أسهل الطرق لتبييض الأموال، وأيضا تنتقل من بلد على بلد بسهولة كبيرة جدا، ويصعب مراقبتها ويمكن أن تستعمل في تمويل الإرهاب كذلك. وخلص إلى أن الجزائر ستضرب عصفورين بحجر واحد، فمن جهة الحكومة ترسل إشارات إلى أنها جادة في ملف مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، ومن جهة أخرى الحفاظ على أمنها الداخلي والاستقرار خاصة في المجال المالي.
وحسب المادة السابعة من القانون المعدل، فإن البنوك والمؤسسات المالية مطالبة باتخاذ تدابير صارمة للعناية الواجبة تجاه زبائنها الحاليين أو المحتملين، بهدف التحقق من الهوية، ورصد العلاقة مع الأشخاص ذوي المخاطر العالية، مثل الشخصيات السياسية الأجنبية أو المحلية. ويشمل ذلك التدقيق في مصدر الأموال وطبيعة العمليات المبرمجة، وتحديث المعطيات بشكل منتظم، خاصة في حالة ظهور مؤشرات تدعو للريبة.
ويمنع القانون على البنوك استقبال تحويلات مالية من مؤسسات أو كيانات أجنبية مجهولة المصدر أو غير خاضعة لرقابة نظامية شفافة، كما يُلزمها بإخطار الهيئات المختصة في حال الاشتباه بأي معاملة ترتبط بعمليات غسل أموال أو تمويل جماعات إرهابية. في السياق نفسه، يخضع القانون المؤسسات المالية لعقوبات صارمة في حال الإخلال بالإجراءات، منها غرامات مالية قد تصل إلى 5 ملايين دينار جزائري (ما يزيد عن 38 ألف دولار)، مع إمكانية تحميل المسؤولية الشخصية لمسيري هذه المؤسسات في حال ثبوت التواطؤ أو الإهمال الجسيم.
## تهريب نفط العراق بوابة فساد تستنزف موارد الدولة
29 July 2025 06:11 AM UTC+00
يواصل ملف تصدير النفط في العراق إثارة الجدل، وسط حديث عن استمرار ظاهرة تهريب النفط بل وتناميها، وتأكيدات متجددة من الحكومة على أهمية حماية الثروة الوطنية من عمليات التهريب والممارسات غير القانونية التي تؤثر سلباً على الاقتصاد وإيرادات الدولة الدولارية. 
وشدد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الأربعاء الماضي، بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، على ضرورة استئناف تصدير النفط عبر الأنبوب العراقي التركي، كونه خطوة استراتيجية لاستقرار الإيرادات وتعزيز موقع العراق في الأسواق العالمية، في وقتٍ تواجه فيه المنشآت النفطية في إقليم كردستان تحديات أمنية خطيرة تمس استقرار الاقتصاد الوطني.
وخلال الاتصال، تطرق السوداني إلى رؤية العراق الاقتصادية، مؤكداً أهمية استئناف تصدير النفط عبر خط الأنابيب العراقي التركي، وإيقاف كل أشكال التهريب والممارسات غير القانونية التي تتعرض لها الثروة النفطية. تأتي هذه التصريحات في ظل استمرار التحديات الكبيرة التي تواجه قطاع النفط العراقي، ومنها عمليات التهريب والممارسات غير القانونية التي تستنزف موارد البلاد، وتضعف السيطرة الحكومية على الثروة الوطنية.
ورغم المحاولات الرسمية لإعادة تنظيم خطوط التصدير الرسمية وتفعيلها، وضم صادرات نفط إقليم كردستان للمركز، لا يزال العراق يواجه صعوبات في ضبط هذه العمليات، وسط تصاعد التحديات التي تهدد استقرار الأسواق والإيرادات الحكومية.
جوهر المشكلة
في السياق، قال النائب في البرلمان العراقي، ناظم الشبلي، إن الحكومة العراقية حددت جوهر المشكلة التي أشار إليها رئيس الوزراء، حول وجود تهريب وممارسات غير قانونية في تصدير النفط، تتمثل في صادرات نفطية غير معلنة أو خارج الإشراف الاتحادي، مما أدى إلى خسارة إيرادات الدولة وبيع النفط بأسعار غير شفافة.
وتحدث الشبلي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، عن أن أي تصدير أو تسويق للنفط خارج الإطار الرسمي المتمثل بوزارة النفط وشركة سومو (شركة تسويق النفط الوطنية) ومن خلال القنوات غير الرسمية، يُعد انتهاكاً للسيادة الاقتصادية وتهريباً للثروة الوطنية. وأوضح أن خط أنابيب جيهان النفطي كان سابقاً طريقاً رئيسياً لتصدير نحو 150 ألف برميل يومياً من نفط كركوك وحقول شمال العراق إلى الأسواق الدولية عبر ميناء جيهان في تركيا، حيث تصل الشحنات إلى عدة بلدان في أوروبا وآسيا، ما يسهم في تنويع مسارات التصدير ويقلل الاعتماد على المنافذ الجنوبية.
وأكد الشبلي أن إعادة تشغيل هذا الخط يُمكن أن تعزز الاقتصاد العراقي بشكل ملحوظ عبر زيادة الإيرادات وتحسين السيولة المالية، إضافة إلى دعم الأمن الطاقي من خلال توفير مسارات بديلة للتصدير، مشيراً إلى أهمية سعي الحكومة إلى العمل عبر القنوات الرسمية لضمان عودة التشغيل بما يتوافق مع السيادة العراقية والمصالح الوطنية العليا.
مصالح اقتصادية سيادية
من جانبه، اتفق الخبير الاقتصادي ضرغام محمد علي، مع ما ذهب إليه الشبلي، في أن أي عملية تصدير للنفط خارج الأطر الرسمية، دون المرور بوزارة النفط وشركة سومو، تُعد تهريباً صريحاً للثروة السيادية، سواء صدرت عن طريق إقليم أو محافظة. وأضاف علي، لـ"العربي الجديد"، أن النفط العراقي مورد سيادي اتحادي بموجب الدستور، وأي تصرف به خارج منظومة الدولة يُعد تجاوزاً على الصلاحيات، ويضر بمصالح العراق الاقتصادية والسيادية.
ولفت إلى أن العراق سبق أن ربح دعوى قضائية أمام محكمة التجارة الدولية ضد تركيا بسبب سماحها بتصدير نفط إقليم كردستان بشكل مستقل دون الرجوع الى الحكومة العراقية، ما ألزم أنقرة بدفع أكثر من مليار دولار تعويضات للحكومة الاتحادية، وهو ما يعزز الحجة القانونية للعراق تجاه أي تصدير مشابه مستقبلاً.
وأضاف أن التقديرات تشير إلى أن العراق خسر خلال السنوات الماضية أكثر من 18 مليار دولار، بسبب تهريب نفط الإقليم، وهي خسائر لا تقتصر على الجانب المالي فقط، بل تنعكس أيضاً على مكانة العراق القانونية والسيادية في السوق العالمية. وأوضح أن هذه الخسائر المالية الفادحة تضر بشكل مباشر بميزانية الدولة وقدرتها على تمويل الخدمات والمشاريع التنموية، فضلاً عن أن الآثار السلبية تتجاوز الجانب المالي لتطاول المكانة القانونية والسيادية للعراق في الأسواق العالمية.
تهريب النفط
من جانبه، قال الناشط في مجال مكافحة الفساد، سعيد ياسين، إن ملف تهريب النفط في العراق يشكل قضية خطرة جداً، حيث يتضمن استغلالاً واضحاً للنفوذ السياسي على مستويات متعددة، ويعكس عمق الفساد المستشري في مؤسسات الدولة التي يفترض أن تحمي الثروة الوطنية. وأوضح ياسين، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن عمليات التهريب لا تقتصر على مناطق محددة أو مجموعات محلية، بل تمتد لتشمل أطرافاً فاعلة في مفاصل القرار، ما يجعل من مهمة الحكومة في مكافحتها أمراً معقداً ومحفوفاً بالتحديات.
وأشار إلى أن هذه الشبكات تنشط بشكل رئيسي في مناطق الوسط والجنوب، مستفيدة من ضعف الرقابة وغياب التنسيق الأمني بين الجهات المعنية، كاشفاً عن وجود مصاف نفطية غير قانونية تُستخدم لتكرير النفط المهرب.
ولفت ياسين إلى أن تقديرات غير رسمية تشير إلى تهريب ما بين 40 ألفاً إلى 80 ألف برميل يومياً في أوقات الذروة، خاصة من الحقول الجنوبية مثل البصرة وميسان وذي قار، مبيناً أن هذه الكميات الهائلة تُحدث استنزافاً مباشراً لثروة العراق النفطية.
وحسب ياسين، "يعادل تهريب 50 ألف برميل يومياً بسعر متوسط يبلغ 75 دولاراً للبرميل نحو 3.75 ملايين دولار يومياً، أي ما يقارب 1.36 مليار دولار سنوياً، وهي خسائر جسيمة تُضعف قدرة الدولة على تمويل الخدمات والمشاريع الحيوية".
وأوضح ياسين أن التصدي لهذه الظاهرة يتطلب إجراءات حاسمة تبدأ بتعزيز استقلالية الأجهزة الرقابية والعدلية، وحصر كافة التعاملات النفطية ضمن الإطار الرسمي والشفاف، مع ضرورة إنشاء آليات مراقبة فعالة مشتركة بين الجهات الأمنية والمالية والفنية، بالإضافة إلى تنسيق دولي لملاحقة عمليات التهريب ومصادر تمويلها، حفاظاً على موارد العراق الوطنية.
## إغلاق مطار صنعاء يدفع اليمن إلى أزمة دواء قاتلة
29 July 2025 06:11 AM UTC+00
تعاني صنعاء ومدن يمنية عدة من نقص حاد في الأدوية، قد يلقي بتبعات كارثية بسبب العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مطار صنعاء الدولي طوال الشهرين الماضين بعشرات الغارات، وأدت إلى تدمير جميع الطائرات التابعة للخطوط الجوية اليمنية. وبالتالي توقفت الرحلات عبر مطار صنعاء الدولي، الذي كان يخدم كتلة سكانية كبيرة في اليمن تستخدم المطار للسفر بغرض العلاج بدرجة رئيسية عبر وجهة واحدة بين صنعاء ومطار الملكة علياء في عمّان.
وتتركز الأزمة الكبرى التي بدأت بالظهور في سوق الأدوية، حيث يلاحظ انخفاض حاد واختفاء لعديد الأصناف الدوائية المنقذة للحياة، والتي كان يتم توريدها عبر مطار صنعاء، إضافة إلى قفزة كبيرة في أسعار معظم الأصناف في الأسواق المحلية. مدير مطار صنعاء الدولي، خالد شايف، يؤكد في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن إغلاق مطار صنعاء تسبب بكارثة إنسانية كبيرة، خاصة في القطاع الصحي والأدوية بالذات المتعلقة بالأمراض المستعصية التي لا يمكن نقلها عبر المنافذ الأخرى لأنها تحتاج إلى تغليف وتبريد ونقل سريع، مشيراً إلى أن إغلاق مطار صنعاء الدولي تسبب في عدم وصول هذه الأدوية.
ويقدر عدد هذه الأصناف الدوائية، التي بدأت الأسواق تعاني انخفاض المعروض منها ونفاده، بأكثر من 500 صنف، معظمها تحتاج لظروف خاصة جداً للنقل كالتبريد وسرعة التوصيل التي لا تتوفر إلا عبر مطار صنعاء، ومنها أدوية مشتقات الدم والأدوية الهرمونية والمناعية والأمصال ومخثرات الدم وأدوية الإنعاش والتخدير وبعض المحاليل المخبرية والتشخيصية.
ويوضح شايف أن تأثير إغلاق مطار صنعاء يشمل الحالات المرضية التي لا يمكن علاجها في الداخل لعدم توفر الأدوية والمحاليل والمعدات الطبية، مع تدهور القطاع الصحي بسبب الحصار، وهناك وفيات بحسب حديث شايف نتيجة لنقص الأدوية والعلاجات التي كان يتم جلبها عبر مطار صنعاء الدولي، إضافة إلى ضحايا ووفيات لمرضى بسبب عدم القدرة على سفرهم للعلاج في ظل إغلاق مطار صنعاء وعدم قدرتهم على التنقل للسفر من منافذ أخرى.
ويكشف شايف أن عدد المرضى الذين كانوا يسافرون للعلاج خارج اليمن عبر مطار صنعاء يصل إلى ثلاثة آلاف مريض شهرياً، إضافة إلى مستفيدين آخرين مثل الطلاب والتجار وغيرهم. وكان العدو الإسرائيلي قد قصف مطار صنعاء الدولي مطلع مايو/ أيار الماضي، حيث أدى ذلك إلى تدمير مبنى المسافرين في مطار صنعاء الدولي بالكامل، بما في ذلك صالات المغادرة والوصول، إضافة إلى ثلاث طائرات تابعة للخطوط اليمنية كانت رابضة في مدرج المطار، قبل أن يعود ويقصف الطائرة الرابعة بعد وصولها من رحلة مباشرة من مطار الملكة علياء الدولي في العاصمة الأردنية عمّان.
ويعتبر كثيرون أن استهداف مطار صنعاء وتعطيله وتعليق الرحلات جريمة بحق أكثر المرافق التي تستفيد منها شريحة واسعة من اليمنيين، إذ يخدم موقع مطار صنعاء الجغرافي أكثر من 11 محافظة يمنية، ويستفيد منه حوالي 80% من سكان اليمن. في السياق، يتحدث رئيس بنك الدواء إبراهيم الشعبي، لـ"العربي الجديد"، أن التأخير في جلب الأدوية يؤثر على الأسواق والمرضى والمحتاجين للأدوية بشكل مستمر، إذ أثر كثيراً إغلاق مطار صنعاء على أسواق الدواء وعلى مؤسسات وجمعيات خدمية مثل بنك الدواء، فالمريض الذي كان يستفيد من عشرة أصناف دوائية أصبح بالكاد يحصل على صنفين فقط، حيث يرجع ذلك لعدم توفر الأدوية والنقص الحاد في كثير من الأصناف.
وكانت الخطوط الجوية اليمنية تقوم منذ نحو ثلاثة أعوام بتشغيل رحلات أسبوعية عبر مطار صنعاء تقتصر على العاصمة الأردنية عمّان، فيما تزداد التعقيدات المتعلقة بتوسيع وجهات الخطوط الجوية اليمنية عبر مطار صنعاء. بالمقابل، ساهمت الحرب والصراع في تضخم فاتورة استيراد الأدوية في اليمن والتي تصل إلى نحو 100 مليار ريال سنوياً، تمثل الصناعة المحلية منها 20%، وهو مبلغ كبير كبد خزينة الدولة لصالح تجار ومهربين ومزورين تعج بهم أسواق الدواء في اليمن.
ويكشف تقرير سابق صادر في العام 2021، عن الهيئة العليا للأدوية في صنعاء عن اختفاء نحو 240 صنفاً معظمها علامات تجارية معروفة، ونفاد 362 اسماً تجارياً من مخازن وزارة الصحة العامة والسكان والسوق التجارية، حيث ساهمت إعادة تشغيل مطار صنعاء الدولي عقب اتفاق الهدنة في إبريل/ نيسان 2022، بتوفير جزء كبير من بعض هذه الأصناف التي بدأت بالتناقص والنفاد والاختفاء مع إغلاق المطار مرة أخرى. ويعاني اليمن من قيود مفروضة على المطارات والموانئ منذ بداية الصراع في البلاد العام 2015، حيث أثر ذلك على مختلف القطاعات التجارية والاقتصادية بشكل عام، إضافة إلى تأثير ذلك في تكوين مخزون كاف من الدواء، وكذا عرقلت كثير من المكونات الصناعية ومدخلات الإنتاج التي تحتاجها شركات الأدوية الوطنية في اليمن، والتي تكافح للبقاء وتغطية احتياجات السوق المحلي من بعض الأصناف الدوائية التي تنتجها.
وحسب بيانات رسمية، ينتج القطاع الخاص 200 صنف من الأدوية، إلى جانب إنتاج أدوية منقذة للحياة ذات الصلة بالأمراض المزمنة.
## هل يصفّي السودان شركات الجيش؟
29 July 2025 06:12 AM UTC+00
استبعد اقتصاديون التزام المؤسسة العسكرية السودانية بالخروج من النشاط الاقتصادي المدني، ما لم يتبعه قرار رسمي بتصفية شركات الجيش وطرح أسهمها في البورصة ليتم تحويلها إلى شركات مساهمة عامة. وقالوا لـ"العربي الجديد" إن قرار تعليق أنشطة بعض شركات المؤسسة العسكرية يختلف عن قرار التصفية المأمول، والذي سبق أن طالب بتطبيقه مختصون عبر وضع وزارة المالية يدها عليها بصورة كاملة ونهائية، مؤكدين أن تلك الشركات هي المتسبب الأول في الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.
وعلق الجيش السوداني، الأسبوع الماضي، نشاط عدد من شركاته، من بينها مطبعة حديثة في الخرطوم، وشركتان تعملان في مجال التعدين بولاية نهر النيل، وتضمن الإيقاف أيضاً تعليق أعمال شركات تابعة للجيش وجهاز المخابرات والشرطة تعمل في الإنشاءات والاستيراد، بما في ذلك الأدوية والوقود حسب مصدر عسكري، كما شمل الإيقاف المطبعة الخاصة بالجيش في الخرطوم بحري.
وتضم استثمارات الجيش تحت مظلة منظومة الصناعات الدفاعية، نحو 300 شركة تدر حوالي ملياري دولار سنوياً، وخضعت المنظومة الدفاعية أخيراً لعقوبات فرضتها الولايات المتحدة الأميركية، كما تشمل استثمارات الجيش شركة سودان ماستر تكنولوجي، وتضم عدة أذرع أهمها شركة جياد الصناعية التي تُعتبر أكبر المدن الصناعية في البلاد.
ولم يفلح اتفاق بين المكونين المدني والعسكري عام 2021، في تخطي عقبة الشركات الأمنية والعسكرية، وكان الاتفاق آنذاك يقضي أن تؤول الشركات للدولة وإشراف وزارة المالية، مع احتفاظ الجيش بالشركات ذات الصبغة التصنيعية العسكرية فقط. وفي هذا السياق، يقول الخبير الاقتصادي، عادل عبد العزيز، إن "التوجه الذي ينبغي أن نعمل عليه، هو الدفع نحو إدراج كل المؤسسات الاقتصادية الكبرى في السودان، بما فيها المملوكة للجيش وللقوات النظامية الأخرى، لأن تكون مسجلة في سوق الخرطوم للأوراق المالية بحيث تصبح مفتوحة لمساهمات المواطنين والمستثمرين، وتعرض حساباتها في شفافية حسب قانون السوق". 
إلا أن الخبير الاقتصادي، الفاتح عثمان، يقول: "من المبكر الاستنتاج أن الشركات التي تعمل في أنشطة بعيدة تماماً عن المجال العسكري، والتي صدر قرار بإيقافها عن العمل هو التزام من المؤسسات العسكرية بالابتعاد عن ممارسة أنشطة اقتصادية مدنية تنافس القطاع الخاص، وهو أمر سبق أن تمت مطالبة الجيش به، والسبب هو أن قرار الإيقاف لبعض الأنشطة يختلف تماماً عن قرار التصفية، وبالتالي قد يتم إلغاء قرار الإيقاف في أي لحظة لأنه قرار يجمد العمل، لكن يبقي الموظفين والعاملين في تلك الشركات في مناصبهم، ولا يوقف دفع الشركات للمرتبات وأموال التسيير".
وأضاف أن "تحويل شركات الجيش إلى شركات مساهمة عامة يوفر أموالاً للحكومة السودانية، وسيزيد أموال الجمارك والضرائب بسبب الشفافية التي ستعمل بها تلك الشركات، وهو أمر مطلوب للاقتصاد السوداني لأنه سيزيد من التنافسية، وسيفتح الباب واسعاً للجميع وفق الكفاءة".
ومن جانبه، يقول الاقتصادي، أحمد خليل، لـ"العربي الجديد"، إن السبب الحقيقي وراء تحويل هذه الشركات وخصخصتها جعل بعضها مدخلاً للفساد الإداري والمالي، كما أن معظمها يتحصل على إعفاءات، ما يجعلها في منافسة كبيرة وغير متكافئة مع شركات القطاع الخاص. ويضيف أن "تعليق النشاط ليس قراراً حاسماً، بل فضفاض يمكّن من عودتها مرة أخرى وهذا في اعتقادي من النشاطات الهدامة للاقتصاد السوداني".
وفي المقابل، استبعد الاقتصادي، أحمد محمد الشيخ، فرضية انتهازية تلك الشركات. وقال إن أموال وشركات المؤسسة العسكرية تتمتع بنظام مالي متقدم كثيراً على أنظمة الدولة، لما تمتلكه من شفافية ومراجعة لوجود ضباط ماليين في كل وحدة، كما أنها تخضع لرقابة شديدة أكثر من الشركات المدنية. وأوضح أن هناك أمثلة عالمية لامتلاك مؤسسات عسكرية في دول أجنبية استثمارات كبيرة وتشترك جميعها في الشعار الموحد "تعمير في السلم وتدمير في الحرب". كما تلعب أدواراً اقتصادية كبيرة لأنها تُعتبر جزءاً من الدولة، حسب الشيخ.
## ريال مدريد يفتح باب الرحيل أمام فينيسيوس... وهذا خليفته
29 July 2025 06:16 AM UTC+00
لا يزال مستقبل النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور (25 عاماً)، يكتنفه الغموض داخل أروقة ريال مدريد، بعد تعثّر مفاوضات تجديد عقده بسبب مطالبه المالية المرتفعة، بعدما اشترط وكيل أعماله مساواة راتبه الشهري بما يتقاضاه الفرنسي كيليان مبابي (26 عاماً)، وهو ما رفضته إدارة النادي الملكي، التي تلتزم بسياستها الصارمة في التفاوض، والتي لم تُجامل في السابق حتى أساطير بحجم البرتغالي كريستيانو رونالدو (40 عاماً).
وأشارت صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية، أمس الاثنين، إلى أن العلاقة توتّرت بين نادي ريال مدريد ونجمه البرازيلي فينيسيوس جونيور بشكل غير مسبوق، في ظلّ تعثّر مفاوضات تجديد عقده الذي يمتدّ حتى يونيو/ حزيران 2027، واشتداد الخلافات حول مطالبه المالية. وبينما كان يُنظر إلى اللاعب باعتباره أحد أعمدة المشروع المستقبلي بجوار الفرنسي كيليان مبابي والإنكليزي جود بيلنغهام (21 عاماً)، فإن الخلاف القائم حالياً بشأن الراتب قد يُسرّع رحيله في الأسابيع القليلة المقبلة، خاصة مع وجود اهتمام كبير من الدوري السعودي.
ورفضت إدارة النادي الملكي، بقيادة الإسباني فلورنتينو بيريز (78 عاماً)، مطالب فينيسيوس التي تصل إلى 23 مليون يورو سنوياً، في سعيه لمعادلة الراتب الذي يتقاضاه مبابي. ويحصل النجم البرازيلي حالياً على 15 مليون يورو صافية سنوياً، إلا أنّه يرى نفسه مستحقاً لمكانة مالية مساوية لزميله الجديد. وقد اصطدمت هذه الرغبة برفض قاطع من إدارة ريال مدريد، التي ترفض الإخلال بهرم الرواتب حفاظاً على الانسجام داخل غرفة الملابس.
وبحسب العديد من المصادر الإسبانية، فقد أظهرت إدارة ريال مدريد استعداداً غير مسبوق للنظر في عروض بيع محتملة للاعب، في تحوّل جذري عن موقفها السابق الذي كان يتمسك ببقاء فينيسيوس بأي ثمن. ورغم أن شرطه الجزائي يبلغ مليار يورو، إلا أن النادي منفتح على التفاوض في حال وصول عرض كبير من نادٍ مهتم، مثل الهلال السعودي، الذي أبدى في الفترة الأخيرة اهتماماً جدياً بخدمات اللاعب. وقد تكون القيمة السوقية التي تقدّرها منصة "ترانسفير ماركت" بـ170 مليون يورو نقطة جذب تسمح للنادي بإعادة هيكلة جزء من مشروعه الرياضي.
وأمام هذه التطوّرات، شرعت إدارة ريال مدريد في وضع خطة بديلة تحسّباً لرحيل فينيسيوس جونيور، إذ كشفت إذاعة كادينا سير الإسبانية، أمس الاثنين، أن رئيس النادي فلورنتينو بيريز يُمنّي النفس بتحقيق حلمه القديم والمتمثّل في التعاقد مع هدّاف مانشستر سيتيا النرويجي إيرلينغ هالاند (25 عاماً)، لتعويض الرحيل المحتمل لفينيسيوس، وتكوين خط هجومي ناري يجمع بين هالاند ومبابي، وهو المشروع الذي لطالما راوده منذ سنوات.
## رونالدو يُحدث أزمة خلال معسكر النصر في النمسا
29 July 2025 06:20 AM UTC+00
تسببت مشاركة البرتغالي كريستيانو رونالدو (40 عاماً)، بمعسكر فريقه النصر السعودي في النمسا بأزمة حقيقية ورطت المنظمين، وذلك بسبب إصرار عدد كبير من الجماهير على حضور التدريبات وزيارة النزل الذي يقيم فيه "العالمي"، بهدف التقاط صور تذكارية مع صاحب الكرة الذهبية خمس مرات، وهو أمر يتكرر في كل مناسبة عندما يزور رونالدو بلداً في السنوات الأخيرة نظراً لأنه يملك قاعدة جماهيرية كبيرة عبر العالم بوصفه واحداً من أعظم الرياضيين.
وكشف تقرير لصحيفة كراون النمساوية، أمس الاثنين، عن حجم الصعوبات التي أثارها وجود "الدون" في النمسا، حيث يتوافد مئات المشجعين إلى فندق براندلهوف يومياً على أمل إلقاء نظرة خاطفة على النجم البرتغالي. ووفقاً للتقارير، فقد حجز العديد من النزلاء غرفهم لمجرد الوجود بالقرب من النجم البرتغالي، ما حوّل المجمع الهادئ إلى بؤرة فوضى. وتصاعد الموقف عندما تمكنت مجموعة من الأطفال المقيمين في الفندق من الوصول إلى الطابق الخاص الذي يضم جناح رونالدو وطرقوا بابه. وقد فتح رونالدو الباب وهو غاضب بشدة، وهدد بصوت عالٍ باستدعاء الشرطة.
ويستعد النصر للموسم الجديد، حيث سيحاول محو خيبات الموسم الماضي، الذي خرج الفريق في نهايته دون ألقاب في أهم المسابقات التي شارك فيها، ولكنه يأمل في التعويض خلال موسم 2025ـ2026، رغم أن المهمة لن تكون سهلة على "العالمي" بوجود أندية قوية ستكون قادرة على منافسته، خاصة الهلال والاتحاد بطل الموسم الماضي.
## تراجع النفط وسط مخاوف اقتصادية وترقب قرار الفائدة الأميركية
29 July 2025 07:06 AM UTC+00
انخفضت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، في ظل ضبابية التوقعات الاقتصادية العالمية بعد اتفاق التجارة الذي توصلت إليه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي ينتظر فيه المستثمرون قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بشأن أسعار الفائدة. وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت ستة سنتات، بما يعادل 0.1%، إلى 69.98 دولارا للبرميل بحلول الساعة 04.25 بتوقيت غرينتش، ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 11 سنتاً، أي 0.2%، إلى 66.60 دولارا للبرميل.
أغلق كلا العقدين على ارتفاع بأكثر من اثنين بالمائة في الجلسة السابقة، ولامس برنت أمس الاثنين أعلى مستوى له منذ 18 يوليو/تموز. فرض الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رسوم استيراد 15% على معظم سلع الاتحاد الأوروبي، إلا أنه حال دون اندلاع حرب تجارية شاملة بين الحليفين الرئيسيين، والتي كانت ستؤثر على ما يقرب من ثلث التجارة العالمية وتقلل من توقعات الطلب على الوقود.
ونص الاتفاق أيضاً على أن يشتري الاتحاد الأوروبي منتجات طاقة أميركية بقيمة 750 مليار دولار في السنوات القادمة، وهو ما يقول محللون إنه من شبه المستحيل أن يفي به الاتحاد الأوروبي. وجاء في الاتفاق أن تستثمر الشركات الأوروبية 600 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال فترة الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال محللو بنك إيه.إن.زد في مذكرة إنه رغم الارتياح الذي ساد الأسواق العالمية بعد إتمام الاتفاق التجاري في ظل حالة ضبابية متزايدة، فإنه لم يتضح بعد الجدول الزمني وقطاعات ضخ الاستثمارات.
وأضاف المحللون: "نعتقد أن نسبة 15% ستضع صعوبات أمام توقعات النمو في منطقة اليورو، لكن من المرجح ألا تدفع الاقتصاد إلى الركود". والتقى مسؤولون اقتصاديون كبار من الولايات المتحدة والصين في ستوكهولم وأجروا محادثات استمرت لأكثر من خمس ساعات أمس الاثنين. ومن المتوقع أن تُستأنف المناقشات اليوم الثلاثاء. وقالت بريانكا ساشديفا كبيرة محللي السوق في شركة فيليب نوفا للسمسرة إن المشاركين في سوق النفط ينتظرون أيضا اجتماع اللجنة الاتحادية الأميركية للسوق المفتوحة يومي 29 و30 يوليو /تموز.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يبقي مجلس الاحتياطي على أسعار الفائدة دون تغيير، لكنه قد يشير إلى الميل نحو سياسة التيسير النقدي وسط مؤشرات على تباطؤ التضخم. وأردفت تقول "يسير الزخم في اتجاه الصعود على المدى القريب، لكن السوق معرضة للتقلبات الناجمة عن مفاجآت البنوك المركزية أو انهيار المفاوضات التجارية". وأضافت "لا تزال الاحتمالات بحدوث تباطؤ اقتصادي وخفض الاحتياطي الاتحادي لأسعار الفائدة غير مؤكدة، مما يحد من ارتفاع أسعار النفط". 
وفي الوقت نفسه، حدد ترامب أمس الاثنين مهلة جديدة "10 أيام أو 12 يوماً" لروسيا لإحراز تقدم نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا أو مواجهة عقوبات. وهدد ترامب بفرض عقوبات على كل من روسيا ومشتري صادراتها ما لم يتم إحراز تقدم. وفيما يتعلق بالمعروض، تتوقع (آي.إن. جي)، أن يستكمل تحالف أوبك+ الإلغاء الكامل لتخفيضات الإمدادات الطوعية الإضافية البالغة 2.2 مليون برميل يومياً بنهاية سبتمبر/أيلول.
وقالت أوبك في بيان أمس الاثنين، إن لجنة المراقبة الوزارية المشتركة التابعة لتحالف أوبك+ شددت على ضرورة الالتزام الكامل باتفاقيات إنتاج النفط خلال اجتماعها أمس، وذلك قبل الاجتماع المنفصل الذي سيعقد يوم الأحد، بين ثمانية أعضاء في التحالف لاتخاذ قرار بشأن زيادة إنتاج الخام في سبتمبر /أيلول. واجتمع وزراء من لجنة المراقبة الوزارية المشتركة، التي تضم وزراء الطاقة بكبرى الدول الأعضاء بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بقيادة روسيا، عبر الإنترنت لإجراء محادثات قصيرة. وتجتمع اللجنة كل شهرين، ولديها سلطة الدعوة إلى عقد اجتماع كامل لأوبك+ لمعالجة تطورات السوق إذا ما رأت ضرورة لذلك.
وقلص تحالف أوبك+، الذي يضخ حوالي نصف النفط العالمي، الإنتاج لعدة سنوات لدعم السوق. إلا أنه عكس مساره هذا العام لاستعادة حصته في السوق، ومع مطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لأوبك بضخ المزيد للمساعدة في الحفاظ على أسعار البنزين. وبدأ الأعضاء الثمانية في رفع الإنتاج في إبريل/نيسان ومنذ ذلك الحين سرعوا من وتيرة الزيادات. ويدعو أحدث قرار لهم إلى زيادة إنتاج النفط بمقدار 548 ألف برميل يوميا في أغسطس/آب.
وتعقد الدول الثماني اجتماعا منفصلا في الثالث من أغسطس، ونقلت رويترز عن ثلاثة مصادر في أوبك+ قولهم الأسبوع الماضي إن من المرجح أن تتفق الدول الثماني على زيادة أخرى قدرها 548 ألف برميل يوميا في سبتمبر. وسيعني ذلك أنه بحلول سبتمبر، ستكون مجموعة أوبك+ ألغت بالكامل أحدث شريحة لتخفيضات الإنتاج التي تبلغ 2.2 مليون برميل يوميا، وستكون الإمارات نفذت زيادة في حصتها بمقدار300 ألف برميل يوميا قبل الموعد المحدد. 
(رويترز، العربي الجديد)
## زنّّوبيا الضائعة
29 July 2025 07:06 AM UTC+00
كان الطريق من دمشق إلى تدمر وبالعكس مقفراً كئيباً، ففي الأصل هو قليل العمران، معدوم الأشجار، وهو بوابة الصحراء السورية، فكيف إذا تناولته الشائعات من حيث وجود قطّاع الطرق وبقايا تنظيم "داعش". كانت النصائح تتوالى: "لا تذهب إلى تدمر وما عساك ستجد؟ الآثار مدمّرة، التماثيل مقطوعة الرؤوس، معبد كبير آلهة تدمر (بل) تم تفجيره، المتحف مغلق. أين ستنام وفريقًك؟ لا فنادق والكهرباء والماء مقطوعة. أيضا لا تنسى لا توجد مطاعم مفتوحة".
أعرف ذلك، ولكن هنا الهدف: أن تتفقّد آثار تدمر وملكتها زنوبيا بعد أن أصابها عدوان "داعش" وجرائم نظام الأسد وحليفيه الروسي والإيراني. مع سقوط نظام الأسد، بدأت وسائل الإعلام من مختلف أنحاء العالم تتسابق إلى دمشق لنقل الخبر السوري الصاعق بنتائجه، وتأثيراته. كان العالم يتابع، عبر جميع الشاشات، أخباز سجن صيدنايا وتحرير المساجين منه ومن أماكن الاعتقال المتعدّدة في سورية، وكان الانشغال ينصبّ على فهم آليات ومجريات السقوط السريع للأسد ومصيره ومصائر أركان حكمه.
كما ركّز الإعلام على أركان الحكم الجديد وكشف أسمائهم وفصائلهم وتفكيرهم واختلافاتهم، ولا سيما أن الكثير من الأسرار والغموض قد اكتنف سيرتهم ومسيرتهم. كان الجميع مشغولاً بانتقال سورية من حكم الأسد إلى هيئة تحرير الشام، وبانتقال زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني إلى الرئيس أحمد الشرع. غاص الجميع بفرحة الخلاص من حكم بشّار الذي يكاد يجمع السوريون أن لا بواكي عليه.
شاركتُ بهذا الاحتفال وعدت إلى سورية بعد غياب حوالي 11 عاماً، وكنتُ أحسب نفسي أنني لن أرى سورية ثانية، حيث كانت أكثر من مذكّرة اعتقال تنتظرني. أجريت عدّة مقابلات لاقت رواجاً وحصدت إعجاباً وذمّاً، ولكنها ساهمت في النقاش السوري، والذي يصل أحيانا إلى حد الصراخ في حمّام مقطوعة مياهه حسب التعبير الدارج.
طلبت إنجاز حلقاتٍ عن متاحف سورية بإلحاح، فهناك من يريد الاطمئنان على متاحف البلد وآثاره وتراث البلد وهذا القطاع جدير بالتفقد كما غيره من القطاعات.
كانت الإجابة تتوالى بالاعتذار لكون المتاحف مغلقة وتحتاج لجرد محتوياتها، وكنت أخشى أن يتعدّى الأمر ليتصل بالأيديولوجيا الإسلامية التي تحملها القوى المحرّرة، وصولاً إلى منع عرض التماثيل واللوحات وإغلاق المتاحف.
لم تكن مخاوفي في محلها حتى هذه اللحظة على الأقل، وقد حصلتُ في الزيارة الثانية على الموافقة بتصوير برنامجي "سرّ في المتحف" الذي يُعرض على قناة العربي 2 من وزارتي الإعلام والثقافة لمتاحف دمشق، وحلب، ومعرة النعمان، وتدمر.
طمأنني القائمون على مديرية الآثار والمتاحف أن لا سرقات حصلت من المتاحف يوم سقوط النظام سوى في متحف جزيرة أرواد بطرطوس وفي متحف قلعة دمشق، وكانت معظم السرقات لنسخ مقلدة وقطع الأثاث ومحتويات المتحفين المكتبية.
وصلنا إلى تدمر وهي خاوية على عروشها، بضع عائلات من السكان عادوا، كل الدوائر والمحلات مغلقة، حتى سجن تدمر العتيد لا أحد فيه ولو للحراسة، والمتحف الذي افتُتح عام 1961 في أثناء الوحدة السورية المصرية يحرُسه موظف واحد، متسخ ومهمل، وقد تعرّض لصاروخ من النظام وقبل ذلك كان مسلّحو "داعش" قد حوّلوه إلى مقر لهم، وحطموا رؤوس التماثيل فيه. وأصدر التنظيم المذكور منه أحكام الإعدام، ومنها حكم الإعدام بالعالم الآثاري المهيب خالد الأسعد.
إنقاذ آثار وإعدام الأسعد
صحبنا من دمشق مدير متحف تدمر السابق خليل النعيمي، وروى لي ما حدث يوم هجوم "داعش" على المتحف، حيث استطاع أن يحمل ثلاث شاحنات بالقطع الأثرية ويهرّبها إلى دمشق، رغم إصابته بطلق ناري من عناصر "داعش".
وحدثني من أثق بهم أن هجوم "داعش" على المتحف جرى بالتنسيق مع رئيس فرع الأمن العسكري في البادية، مالك حبيب، والذي رفض مقترحا لتفريغ المتحف قبل أيام مصرّاً على أن لا شيء سيحدُث. وكان في رفقتنا طارق الأسعد الذي روى لنا بعضاً من مأساة والده خالد الأسعد الذي 40 عاما مديراً لمتحف تدمر (1963 - 2003). وربما من النادر أن تعثر على مكتشف أثرى يتعلق بتدمر إلا كان مساهماً فيه، وألف أكثر من 40 كتابا بلغات مختلفة، كان يتقنها عن آثار تدمر وملكتها زنوبيا.
لم تحكم زنوبيا سوى فترة قصيرة، حوالي خمس سنوات، إلا أنها خلدت اسمها في سجل التاريخ كملكة طموحة
حكم "داعش" على الأسعد بقطع رأسه، وعلّل هذا بعبادته الأصنام وتمثيله الحكومة السورية، وبينما كان السبب الحقيقي طلب "داعش" من الأسعد أن يدلّهم على أماكن الذهب في تدمر. كانت أمنية الأسعد الأخيرة من "داعش" أن يزور متحف تدمر، وكان له ذلك. وعندما طُلب منه الانحناء لتنفيذ الحكم، رفض قائلاً إن "نخلات تدمر لا تنحني"، ونفذ الحكم فيه في 18 أغسطس/ آب 2015.
فقدت تدمر معبد "بل" بتفجير "داعش" له. وجرى أيضاً تخريب معبد "بعل شمين"، فضلاً عن قطع رؤوس التماثيل في المتحف وفي الفضاء الخارجي لتدمر. وتُضاف تلك الخسارات إلى ما سرقه لصوص الآثار من حفريات غير مشروعة. وقبلها تسرّب كثير من آثار تدمر إلى الخارج، وأهمّها اللوحة المهمة لقانون الجمارك التدمري، وهو أطول وأدقّ نص قانوني جمركي بزمانه والمعروضة حالياً في متحف "الأرميتاج" في  بطرسبورغ، إذا نقله الأمير الروسي ابملك لازاريف عام 1901 من مدخل السوق الجارية التدمرية المسماة بالأغورا إلى روسيا بموافقة السلطان العثماني عبد الحميد الثاني.
أين زنوبيا؟
لن تجد عند البحث في آثار تدمر أي تمثال أو أثر يعود إلى ملكتها العظيمة زنوبيا سوى قطعة نقد من أربعة دراهم عليها صورة زنوبيا ومكتوب عليها "الملكة المعظّمة"، وهذه النقود سكّتها زنوبيا في الإسكندرية خلال سيطرتها على سورية والجزيرة العربية ومصر. السبب في غياب تماثيل زنوبيا  هزيمتها أمام الإمبراطور الروماني أورليان عام 273 ميلادية، وهذا قدر المغلوب دوما.
لم تحكم زنوبيا سوى فترة قصيرة، حوالي خمس سنوات، إلا أنها خلّدت اسمها في سجل التاريخ ملكة طموحة، صاحبة مشروع للنهوض بمملكتها، ترفض التراجع عنه و/أو الاستسلام عندما تنتهي المعركة.
لقد أوضح خالد الأسعد في كتابه "زنوبيا ملكة تدمر والشرق"، والذي أصدره مع فيين هانسن عن جامعة أورهوس بالدانمارك، أن زنوبيا وتدمر والمنطقة قد علقت بتلك الفترة في الصراع بين الروم والفرس وكانت تميل إلى الرومان. وهنا يذكر جهد أذينة زوج زنوبيا مع كاهن حمص شمسي غرام بالانتصار على حملة الفرس بقيادة الملك الفارسي سابور الأول الذي استحقر هدايا أذينة وسعيه إلى التحالف معه، فانضم للروم ضده وهزمه.
قتل أذنية في صراع داخلي على السلطة، وحلّ محلّه ابنه القاصر وهب اللات، ولكن تحت وصاية والدته زنوبيا. كانت زنّوبيا طموحةً، فلعبت على الخلاف الفارسي – الروماني، واستغلّت صراعات البلاط الروماني، فأضافت مصر لمملكتها السورية. وهنا كان لا بد من المواجهة مع الرومان. حاول الإمبراطور أورليان أن يقنعها بالاستسلام فرفضت، وأرسلت إليه جوابها: "لا تنتظر استسلامي، وإذا كان الأرجوان هو لباس الأباطرة فإنه عندنا خير الأكفان". 
هزمت قوة روما طموح تدمر، وبقي مصير زنوبيا غامضاً، فمن قائل إنها ماتت أسيرة على الطريق إلى روما، بسبب الغضب والأسى من هزيمتها، أو أنها تجرّعت السم خلال سيرها مكبّلة بالأصفاد، في حين ترد رواياتٌ أخرى أنها عاشت بقية حياتها معزّزة مكرّمة في روما، واقترنت بنبيلٍ روماني وأنجبت ذرّية منه.
اختفت مملكة تدمر واختفى مصير زنوبيا، وأملنا كأحفاد لهذا الإرث العظيم ألا نجدّد المأساة مرّة أخرى بالضياع والزوال.
## الصحافيون السوريون... شهودٌ غائبون عن النظر
29 July 2025 07:10 AM UTC+00
ربما لم يكن سقف الحرية الإعلامية في سورية مرتفعاً الى ما هو عليه منذ الاستقلال في عام 1946، كما هو عليه اليوم. يمارس الصحافيون السوريون اليوم عملهم من دون رقيب. 
يكتبون من دون خوف من "زوّار الفجر" الذين كمّموا الأفواه أكثر من ستين عجافا مرّت على سورية في غفلة من أهلها. وفي المقابل، يرى كثيرون أن سقف الحرية المرتفع في سورية دليل فوضى أكثر مما هو دليل رسوخ إيمان السلطة الراهنة ويقينها بحرية العمل الصحافي في بلادٍ لم تعرف الصحافة الحقّة منذ عام 1963، فالعمل الإعلامي ما زال من دون تنظيم حقيقي، من دون رؤية واضحة وخطاب جلي في سورية الجديدة، من دون ضبط مؤسّساتي، وهو ما يصدّر صورة مزيّفة للرأي العام عن جو الحريات في البلاد. ما زالت أغلب المؤسّسات والهيئات الرافعة للصحافة في سورية مشلولة إلى حد بعيد، ولم تنفض بعد عنها رماد قمع طال. ربما لأن التركة ثقيلة، ومن أُسندت إليهم مهام تفكيك خيوطها السوداء المتداخلة والمتقاطعة والمتشابكة لا دراية كافية لديهم ولا خبرة تؤهلهم للتعامل مع هذا الملفّ الأكثر حساسية.
كان اتحاد الصحفيين السوريين يضم قبل سقوط نظام الأسد، 1704 صحافيين عاملين إضافة إلى 639 صحافيّاً متمرّناً و666 متقاعداً
ومن هذه المؤسّسات (إذا جاز إطلاق هذا الوصف عليها)، "اتحاد الصحفيين" السوريين الذي كان مجرّد ديكور بسيط في مسرح العبث السياسي الذي ساد البلاد ستة عقود، ووسم فترة طويلة من تاريخ البلاد بطابعه المنفّر. لم تكن لذاك الاتحاد أي قيمة أو تأثير في المشهد السياسي، وحتى النقابي والمهني. لم يدخل يوماً في اهتمام الصحافيين السوريين، ما عدا بعضٍ في المؤسّسات الرسمية كان يتطلع للحصول على راتب تقاعدي ربما يخفّف من تبعات الشيخوخة، فالاتحاد كان يمنح منتسبيه العاملين مبلغاً زهيداً لا يسد رمقاً، بعد عمر طويل في المهنة. مرّت 51 سنة على تأسيس "اتحاد الصحافيين"، وهو كما يعرّف عن نفسه "تنظيم نقابي، يضم الصحافيين المسجلين في جداوله، ومركزه مدينة دمشق، ويتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي".
بحسب إحصائيات رسمية، كان الاتحاد يضم قبل سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول من العام الفائت، 1704 صحافيين عاملين إضافة إلى 639 صحافيّاً متمرّناً و666 متقاعداً. ولكن هذه المؤسّسة النقابية، مثل بقية النقابات المهنية في البلاد، تحوّلت الى أدوات تأطير وسيطرة منذ 1980 بعدما حاولت تحدّي سلطة حافظ الأسد المطلقة. نفذت النقابات في ذلك العام إضراباً دخل الذاكرة السياسية السورية، كونه الوثبة الأشجع في زمن عمّ فيه الخوف وتسيّد كل تفاصيل المشهد. طالبت النقابات في ذلك العام بإطلاق الحريات في البلاد، وإلغاء قانون الطوارئ الذي جثم على صدور السوريين عقوداً. كانت محاولة أخيرة لإحياء المجتمع المدني، انتهت بقانون من "الطاغية"، بتحويل النقابات الى منظّمات تابعة لحزب البعث الذي كان "قائداً للدولة والمجتمع"، يتم تعيين رؤسائها ومكاتبها التنفيذية من الأجهزة الأمنية، وبذلك لم يعد هناك عمل نقابي حقيقي في سورية حتى إسقاط نظام الأسد. 
بعد تحرير سورية من سلطة الخوف والقمع، اقتربت الإدارة الجديدة من العمل النقابي، فكلفت على عجلٍ من يتولّى عملية تسيير الأعمال إلى حين نضوج الظروف السياسية لانتخاب قيادات نقابية. في شباط/ فبراير الفائت، أصدرت حكومة تسيير الأعمال في حينه قراراً بحل الجمعية العامة لاتحاد الصحافيين السوريين، وتعيين مكتب مؤقت من خارج ممثلي الاتحاد. أثار القرار موجة اعتراض وغضب داخل البلاد وخارجها، وصلت إلى حد مطالبة الاتحاد الدولي للصحافيين الرئيس أحمد الشرع بالتراجع عن القرار، معتبراً حل الاتحاد "حادثاً خطيراً من التدخل السياسي في شؤون المنظمات النقابية، ويشكل انتهاكاً للاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي صادقت عليها سورية، بما في ذلك اتفاقيات منظّمة العمل الدولية". والملفت أن الإدارة الجديدة استندت إلى قانون أصدره النظام المخلوع في 1991 لتبرير قرارها بحل الاتحاد. منذ ذلك الحين وأعضاء المكتب المؤقت بصدد إعادة تنظيم الاتحاد وإعادة النظر في شروط العضوية، حيث لم يعد مقبولاً وجود أو انتساب من شجّع على قتل السوريين وساهم في بثّ خطاب الكراهية. ويبدو أن المكتب المؤقت يمهد الطريق أمام إجراء انتخابات لاختيار مكتب دائم. لا يُبدي صحافيون سوريون كثيرون محترفون كان لهم دور بارز خلال سنوات الثورة كثير اهتمام بـ"الاتحاد" الجديد، ربما احتجاجاً على استبعادهم من مهمّة إعادة تأهيله وتجديده، فهم اليوم خارج الإطار بشكل كامل، لذا لم تكتمل لوحة الإعلام في سورية بعد. يكتفي من عاد منهم، بعد سنوات غربة طويلة، بالمرور بالجادّة التي يقع فيها مبنى الاتحاد في حي أبو رمّانة بإلقاء نظرة تحمل كثيراً من العتاب. أصحاب البيت هم الأقدر على تجديده، فهم يعرفون أدقّ تفاصيله، ويعرفون مواطن القوة والضعف فيه، ولكنهم اليوم خارجه يتسقّطون الأخبار عنه من بعيد.
سالت دماء مئات الصحافيين والعاملين في الشأن الإعلامي خلال سنوات الثورة، فقد مدّوا جسومهم جسراً للعبور إلى ضفّة الحرية والكرامة
نعم، يحتاج هذا الاتحاد الذي كان عوناً لنظام القمع والاستبداد إلى إصلاح وتأهيل كبيريْن، ولكن استبعاد الصحافيين المحترفين، وخصوصاً الذين كانوا "أعضاء عاملين" فيه من هذه العملية ربما يُوحي بأن الإدارة الجديدة تتعاطى بـ"خفّة" مع ملف النقابات المهنية التي يجب أن تتمتع بكثير من الاستقلالية، وأن يكفل الدستور القادم دورها في المشاركة في القرار الوطني. يحتاج الصحافيون السوريون اليوم مؤسّسة نقابية تدافع عنهم، وتقف معهم، وتضمن لهم حرية العمل بعيداً عن إملاءات السلطة (أي سلطة) وتصوّرها السياسي. ويفرض المشهد السوري الجديد إيلاء الإعلام اهتماماً يستحقّه، وأن تشرّع قوانين جديدة تهيئ الأرضية لظهور أجسام نقابية متعدّدة، ما يتيح للصحافي الانتساب إلى الجسم الذي يراه الأقرب إليه. سالت دماء مئات الصحافيين والعاملين في الشأن الإعلامي خلال سنوات الثورة، فقد مدّوا جسومهم جسراً للعبور إلى ضفّة الحرية والكرامة، وهو ما تحقّق في صبيحة الثامن من ديسمبر. كان لهم الدور البارز في تآكل النظام ومؤسّساته القمعية، فقد عرّوها تماماً أمام الرأي العام العالمي، ودفعوا من أجل ذلك أثماناً باهظة، فكثيرون قتلوا تحت التعذيب في أقبية النظام البائد، وهناك من قُتلوا بقصف الطيران شجعاناً قابضين على جمر الحقيقة براحات أياديهم. 
من حقّ الصحافيين السوريين اليوم أن يكونوا شركاء في التأسيس لوطن نظيف لا خوف فيه ولا استبعاد، "فليس أشدّ على النفس من أن تكون مسبوقاً وأنت السابق، مجهولاً وأنت العارف، غائباً عن النظر وأنت الشاهد".
## دولرة الليرة السورية... اقتصاد حائر بسعر صرف لا يعترف به أحد
29 July 2025 07:13 AM UTC+00
لم يعد الحديث في سورية عن سعر صرف الدولار مجرّد مسألة تقنية محصورة بالمصارف أو التجار، بل أصبح جزءاً من الهمّ اليومي للمواطن السوري، ومعياراً يعكس مستوى معيشته ومدى استقرار حياته، ولو جزئياً، في بلدٍ يحاول طيّ صفحة الحرب وما خلّفته من إرثٍ ثقيل، إلّا أن وهم الاستقرار لا يكفي لنقول إنّنا بخير، في بلد يُقال فيه الكثير عن الأمن، ويُقال أكثر عن الاقتصاد، لكنّ ما لا يُقال هو أنّهما لا يملكان القدرة على الحياة إن تُركا منفصلين.
وفي ثنائية الأمن والاقتصاد، لا يمكن تجاهل خطوات الحكومة السورية في الملف الأمني، من عودة مظاهر الطمأنينة، وإرساء الحلول السلمية بدلاً من الانتقام، والحلول الدبلوماسية بدلاً من العنف واستخدام القوة، في نتائج فاقت التوقعات. لكن، هل يكفي هذا؟ أم أنه يبقى في دائرة الهشاشة إن لم تُبنَ تحته قاعدة اقتصادية صلبة؟ فلا أمن يدوم إذا لم تُشترَ السلع، ولا استقرار يتحقق إن بقيت الأسعار تُنطح السقف، و"الرواتب" الخجولة تجرجر نفسها، في بلدٍ يُذهلك بتناقضاته، من غلاءٍ يفوق التوقّعات في أسعار وإيجارات عقاراته، وارتفاع أسعار سلعه، أمام دخلٍ هو أقرب إلى الصفر المتحرّك، ما يجعل الأمن على حافةٍ قد تنهار سريعاً، لا قدّر الله.
الدولار بين تسعيرتَين
المفارقة أن مصرف سورية المركزي حدّد سعر الدولار بـ11 ألف ليرة سورية، في حين يتداول الناس الدولار في السوق السوداء بسعر يتأرجح بين 9,500 و10,200 ليرة، في تفاوتٍ غريب بين السعر الرسمي وسعر السوق غير النظامية. فأيهما يملك القيمة الحقيقية؟ أمام امتناع المركزي عن بيع الدولار أو شرائه، وترك موازين العرض والطلب مفتوحة أمام السوق، فإن ذلك يدل صراحةً على أن المركزي لا يملك القدرة على مجاراة السوق، وأنه فقير بالقطع الأجنبي والعملة المحلية.
السعر المتداول لا يمكن أن يكون حقيقياً، وإلّا فأين إعلان الدولة عن تخفيض سعر الدولار؟ ولماذا لم يشعر به أحد؟ بل على العكس، فرغم التحسّن المزعوم، ما تزال الأسعار مرتفعة، ما يعني أن الدولار لا يُسعّر على أساس اقتصادي، فالميزان التجاري مختل تماماً على خلفية الواردات والصادرات، أمام انفتاح السوق السورية المتعطّشة للسلع وشرائها بالدولار، مقابل وارداتٍ متواضعة جداً حتّى اللحظة.
إذاً، السعر الرسمي الذي لا تعترف به السوق هو سعرٌ نظري، لا يُصرف به الدولار في الواقع، وبالتالي يصبح بلا قيمة عملية، ما قد يُضعف شرعية المؤسّسة النقدية، ويؤدي إلى فقدان ثقة المواطن والمستثمر، خصوصاً أن المركزي لا يوفّر الدولار، لا للمواطن ولا للمستورد، ما يدفع الجميع إلى التوجّه نحو السوق السوداء لتأمين العملة الصعبة، وبالتالي تعكس هذه السوق السعرَ الحقيقي الناتج عن العرض والطلب.
المشكلة الكبرى تكمن في انعكاس هذا التفاوت على آلية التسعير: هل يجري التسعير على أساس السعر الرسمي أم سعر السوق؟
الباحث الاقتصادي ملهم جزماتي اعتبر أن الفجوة بين سعر الصرف في المصرف المركزي والسوق السوداء هي إحدى أشكال التشوّهات الاقتصادية، ودلالة على شح السيولة النقدية لدى المركزي، لذلك لا يستطيع شراء العملة الأجنبية بالسعر الأعلى الذي يحدّده بنفسه.
كما رأى أن تأثير هذه الفجوة يتمثل في اتساع رقعة الاقتصاد غير الرسمي، وتذبذبٍ مستمر لسعر صرف الليرة مقابل العملات الأجنبية، وبالتالي فقدان الثقة بالعملة المحلية، وتفضيل أكبر للاحتفاظ بالعملة الأجنبية، وفقدان المركزي السوري لدوره الأساسي ضابطاً للسوق النقدية في البلاد.
وأضاف أن هذه الحالة من شأنها إضعاف الثقة بالاقتصاد السوري على المدى البعيد من المستثمرين، الذين يرغبون بوجود هيكل إداري قادر على إدارة السياسة النقدية، واستمرار هذه الحالة سيثير الشكوك حول أهلية المركزي في أداء أدواره الاقتصادية التقليدية.
هل يعكس سعر الصرف عجز الدولة؟
لا تحتاج قراءة الواقع المعيشي للمواطن السوري، إلى أرقامٍ مبهرة أو تقارير أممية لتوصيفه. الراتب الشهري، في كثير من الحالات، لا يتجاوز مئة دولار، بينما إيجار غرفة واحدة قد يتخطّى هذا الرقم. الأسعار قد تقفز، ربما ليس بفعل ارتفاع الدولار، بل أحياناً بفعل الإشاعة، أو المزاج، أو انقطاع مادة معينة. الناس يأكلون أقل، يسافرون أقل، يضحكون أقل.
نعم، الحكومة تتحدث عن خطط ورؤى ومشاريع استثمارية وعلاقات اقتصادية خارجية، لكن المواطن لا يراها سوى وعود، قد تتحول إلى هواجس بشأن قدرة الدولة على أداء دورها بوصفها ضامناً اقتصادياً، وبأن الحكومة عاجزة عن ضبط السوق، وتوفير السلع والخدمات والطاقة، وحماية الرواتب من التآكل.
ولا بدّ من التذكير بأن سعر الصرف هو مؤشّر، لا على وضع العملة فحسب، بل على حال الاقتصاد كلّه، فعندما ترتفع الليرة في السوق السوداء، ليس بالضرورة أن يكون ذلك مدعاة للفرح أو التفاؤل، لأنها ظاهرة قد تكون نتيجة جمود اقتصادي، أو تباطؤ في الطلب على الدولار، أو تراجع في الاستيراد. إذاً، كلها مؤشرات على الركود لا على التعافي.
ما يعني، في قراءة أعمق، أن أدوات السياسة النقدية باتت تلهث خلف السوق بدل أن تقودها. فلا يخفى على المراقب الحصيف أن هذه الظاهرة لا تُقرأ بالأرقام وحدها، بل هي في عمقها تعبيرٌ عن خللٍ مزدوج في وظيفة الدولة ومنطق الاقتصاد. فالسعر الرسمي، الذي لطالما اعتُبر أداة سيادية لضبط السوق، أصبح حبراً على ورق، بينما السوق الموازية، التي يُفترض أن تكون جريمة مالية، تحوّلت إلى ملاذٍ آمن للناس والمؤسّسات، وحتى لبعض دوائر الدولة نفسها.
ولا نعني بذلك رفع يد الدولة أو السيطرة بالقوة، بل الدعوة إلى إدارة السوق بأدوات رقابية حقيقية لضبط الأسعار ومنع التلاعب، إضافة إلى تعزيز ثقة المواطن بأن البنوك قادرة على تلبية احتياجات السوق من العملات الأجنبية والمحلية، بوصفها مؤسساتٍ فاعلة، وبشفافيةٍ تشجّع المغتربين على التحويل من خلال المصارف المعتمدة.
سورية تعلن اعتمادها على مواردها
في تأكيدٍ لتصريحٍ سابق، أكد حاكم مصرف سورية المركزي عبد القادر حصرية أنّ بلاده لن تستدين من صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي، وأن سورية، بأمرٍ من الرئيس أحمد الشرع، لن تلجأ إلى الديون الخارجية، مبرّراً الخطوة بسعي الحكومة لبناء اقتصادٍ صحي قائم على الإنتاج والصادرات، من دون الاعتماد على فوائد مرتفعة أو مغريات استثمارية محفوفة بالمخاطر.
تصريحٌ تُرفع له القبعة، كما يُقال، لكن أين هذه الموارد؟ إذا كان النفط خارج السيطرة، والزراعة، بصفتها مقوّماً من مقوّمات الاقتصاد السوري الرئيسية، تصارع الجفاف وتقنياتٍ منتهية الصلاحية، والصناعة في الرمق الأخير، والسياحة معطّلة، فما هي المقوّمات إذاً؟ وأين البيئة الاستثمارية المؤهلة لتوفير عوائد مستقرة للمستثمرين؟ وما هي ملامح استعادة النشاط الكامل لقطاعات الاستثمار التي صرّح بها المسؤول؟، فبعيداً عن الانتقاد المنفلت، هي مجرد أسئلة بسيطة، تضع المواطن أمام تناقض الخطاب الرسمي والواقع الاستثماري والمعيشي، ليتولّد ما هو أخطر من الفقر؛ وهو الشّك.
عند سؤال الأكاديمي والمحلل الاقتصادي فراس شعبو، قال إنّ القرار، من وجهة نظر اقتصادية، صحيح، والمشكلة ليست في الدَّين، فهناك دولٌ متقدمة وناشئة تتعامل بالدين، لكنها تستطيع إدارة هذا الدين واستثماره بوجود مؤسساتٍ قوية. وأضاف أن المشكلة لدى الدول النامية تكمن في تحويل هذا الدين إلى مشاريع استهلاكية، لا إنتاجية، مثل مصر ولبنان وتونس، ما أغرقها بسبب الفوائد الكبيرة وعدم قدرتها على السداد.
وبالعودة إلى الواقع والسياق السوري، اعتبر شعبو أن الوضع قد لا يتوافق مع أي فكر اقتصادي، خصوصاً أن معظم الموارد تحتاج وقتاً أطول لإعادة تأهيلها واستثمارها، وبالتالي، سيسهم ضعف التمويلات والدعم الخارجي في إبطاء عملية التنمية وسرعة التعافي. واعتبر أن القرارات الحكومة في الخصخصة، وفي دعم القطاع الخاص وتخفيف تدخل الحكومة، وإزالة الدعم عن المحروقات والخبر، وتحرير سعر الصرف، تتوافق مع شروط صندوق النقد الدولي، فإمكانية الاقتراض على شكل منح أو ديون ممكنة، ومطلوبة إن توجهت توجهاً صحيحاً في الاستثمار ودعم الإنتاج. ويبقى سؤال المواطن السوري الأبرز؛ متى ستقرّر الحكومة السورية تبديل العملة التي ما تزال تذكّرهم بالنظام السابق، وإلى متى سيحملون أكياساً مكدّسة بالأوراق النقدية لشراء سلعة بسيطة؟
## سلطة النساء
29 July 2025 07:15 AM UTC+00
حقّقت المرأة العربيّة، المتعلّمة والمثقّفة عامّة، لنفسها جزءًا كبيراً أو صغيراً من حقوقها، ومكّنت حضورها في شتّى المجالات العامّة. ولا نغفل فضل نضال النساء العربيّات الرائدات، وسعيهنّ الجادّ والمكين للتحرير، ودفعن الأثمان باهظة. ففي أواخر القرن التاسع عشر، برزت نظيرة زين الدين أولى الداعيات إلى تحرّر المرأة، تبعتها في القرن العشرين، نساء مناضلات عديدات، أمثال مي زيادة، نازك العابد، ماري عجمي، نوال السعداوي، وفاطمة المرنيسي مؤسّسة النسويّة العربيّة، وكثيرات سواهنّ.  
بالتأكيد، كان للثورات التحرّريّة في العالم، وللتطوّر الحضاري العلميّ والإعلاميّ والتكنولوجيّ، تأثير كبير في التمرّد على القوانين الذكوريّة، ورفض العبوديّة بشتّى تجلّياتها وأشكالها. وكان لثورة الطلّاب 1986، بوجه خاصّ، دور إيجابيّ في الدفاع عن الحريّات الشخصيّة. لنشهد في النصف الثاني من القرن العشرين قيامة المرأة في شتى أصقاع العالم، للمطالبة بحقّها في تقرير مصيرها بنفسها. وبات لها حضورها الواثق، والخلّاق في شتّى مجالات الحياة العامّة.
ما تزال المرأة العربيّة، مقصيّة ومستلبة، تتحكّم بها السلطات المختلفة: ذكور العائلة، الدين، العادات والتقاليد. ولا تكاد المؤسّسات الرسميّة تنظر في قضيّتها بجديّة، فهل تدرك المرأة المتعلّمة أنّها في كثير من الأحيان تتمثّل الثقافة الذكوريّة السائدة؟ ثقافة سمّكتها التراكميّة المزمنة وصلّبت هيمنتها الاستبداديّة القاتلة، صانعة الحروب. ثقافة قامعة للمرأة والرجل معاً، تدعمها المؤسّسات الدينيّة، والتعليميّة، والإعلاميّة. وأولى هواجسها التحكّم بالمرأة. 
وهل تحقّقت حرّية المرأة العربيّة المثقّفة عامّة إلى الحدّ الذي يمكّنها من صياغة خطابها الخاصّ ولغتها؟ وهل تخلّصت من تلك الثقافة المستبدّة الإقصائيّة السائدة؟ أم أنّها فضّلت، بوعي أو من دونه، البقاء كالنساء التقليديّات العازفات عن التحرّر؟
دفعني إلى طرح السؤال أمران: أوّلهما ما لاحظته، وما زلت، في بعض النصوص الأدبيّة النسائيّة العربيّة، من التباس في موقف الكاتبة وضبابيّته من الرجل، تراه حيناً ذئباً مفترساً، وحيناً آخر حامياً ومخلّصاً، وقليلا ما تراه نِدّاً. وثانيهما، ما نلحظه لدى نساء كثيرات وصلن إلى مراتب عليا أو أقلّ شأناً في السلطة. في سوريّة، مثلاً، لم يسبق أن طرحت أيّ من النساء؛ وزيرات وسواهنّ، بجدّيّة ومثابرة قضيّتها، قضيّة المرأة الشائكة والمعقّدة. 
من الطبيعي، يصبح المجتمع المحتلّ، أو المتخبّط في أزماته، أو تغيب الدولة فيه، مرتعاً خصباً للهيمنة الذكوريّة وتمدّدها. وبالتالي، المرأة، وزيرة كانت، أو صاحبة شأن عامّ، تهرع للانضواء تحت عباءة السلطة الديكتاتوريّة، الفاسدة بالضرورة، خوفاً منها، أو طمعاً بالحصول على امتيازات، ومكاسب ماديّة ومعنويّة. ولا شكّ في أنّ هذه المرأة ليست حرّة في تمثّلها الثقافة البطريركيّة. وبالتالي، لن تبالي بالمطالبة بحقوقها وحقوق بنات جنسها المشروعة المسلوبة. وقد تنكشف لديها نزعة سلطويّة دفينة، وجشع، فتتماهى مع السلطة وتلغو بخطابها ولغتها. وهنا، نتساءل حول سلامة شعورها الوطني ايضاً. إذ إنّها قد تصمت في حقبة ظالمة، خوفاً أو لامبالاة ربّما، وفي عهد ظالم آخر تتحوّل إلى مدافعة عن السلطة، تبرّئها من طغيانها، بل قد تشكّك أحياناً، بمعاناة الضحايا.  
وإذاً، تعود الدولة المستبدّة بالمجتمع إلى طور تخلّفه، ومعها تعيد النساء مدّعيات التحرّر، تكريس عبودية المرأة. ما يعرقل مسيرة النضال التحرّري في المجتمع بأكمله، فالمجتمع من دون حضور النساء إلى جانب الرجال في عمليّة البناء والتطوير والتحرير يبقى أعور وأعرج.
## جدّي إسبر مرهج
29 July 2025 07:17 AM UTC+00
أريد أن أحكي عن جدي إسبر داغر إسبر، هو جدٌّ يشبه كل الأجداد في عائلاتنا كثيرة الأنساب والأعمام، رجالٌ نحتهم الزمن كما تنحت العواصف وجه جبل أمرد. مرّ عليهم المستعمرون والطغاة، العسكر والأنذال، وخرجوا بأجسادٍ أصيبت، وأرواحٍ لم تستسلم. لجدّي، كما يجب أن يكون لكل جدّ، ابنٌ بكر وسيم، شاء أن يمنحه، ككل سوري، لفلسطين كي يموت فيها شهيداً. لجدي أيضاً مالٌ كثير، لم يحصل عليه من زراعة الأرض بل من تجارة العرق، روح كروم العنب في جبال وادي النصارى وأحراجه.
لجدّي، كما لكل الأجداد، لحظات عزّ وفخر لا يبهت. لحظات انتصاره كانت عندما نُقلت حجارة بيتنا الصماء على الجمال من حماة، وحين موّل وهرّب السلاح لأولئك الذين آمن بأنهم ينطقون باسمه، لم يكن لهم، في نظره، اسمٌ أحلى من "سورية" ليشبكوه باسمهم، فكانوا حزبها القومي.
لكن جدّي، ككل الأجداد، مات أيضاً، لا برصاصة، ولا لكِبَر في العمر، بل مات قهراً، لأن أحد أنذال السلطة في الخمسينيات هدّده، إن استمر بتمويل الحزب وشراء السلاح له، قائلاً: "بدك انتفلك هالشوارب؟".
قالها في دار جدّي المفتوحة للضيوف والأقارب، حيث لا يغلق باب، ولا يخرج أحدٌ جائعاً. وحيث يدخل زوّار ويخرجون معززين مكرمين على مدار الوقت. يحكي أبي، "الأستاذ إبراهيم" كما أحب أن أناديه، أنه بعد ذلك اليوم الذي تعرّض فيه جدي إسبر لنذالة ذاك النذل، لم يرَ بعدها بشراً. انكفأ إلى وحدته، كأن سؤال الخسّة ذاك اقتطع ما تبقّى فيه من روح. إذ لم تمضِ سوى أشهر، حتى أكل السرطان أمعاءه، ومات، كما يموت الرجال في بلادنا، لا حين تنتهي أيامهم، بل حين تنكسر قامتهم. هكذا هي حكايتنا. منذ أن قصّت دليلة شعر شمشون، لا يقترب من الشعور ولحى الرجال إلا العاهرات وأبناؤهن.
وها نحن، كأنّ سنوات العار تلك لم تمرّ بنا، في يوليو/تموز 2024، ظهر الشيخ مرهج شاهين، رجل في الثمانين، مجبراً على الخضوع لأنذال عصرنا البربري. لم يكن أمامه، كجدّي، إلا أن يموت، أو يختفي كما لو أنه خُلع من جسده.
وها أنا، شاهدة على حكايا الخزي، أرى القرابات بين جدّي والشيخ مرهج تترتب بالتفاصيل نفسها، متبوعة بنسغ الحكاية. يربطهما الزمن المكرّر، ولعنة الجغرافيا، والمصير لأولئك الذين ما زالوا يعرّفون أنفسهم بكرامتهم، لا بما يزرعونه على وجوههم، بل بالطيب النازّ من أجسادهم. هكذا هم الأجداد، ليسوا رجالاً فقط، بل أوتاد الأرض، عصب اتكائها على ذاتها. هم الذين يحملون المعنى في الانحناءة حين يصبّون قهوتهم للضيوف. لكنهم حين يُهانون، تختلّ الأرض، ويحلّ غضب الرب.
ملعونون نحن، ملعونون بهذه الحكايات التي لا تنفكّ عن التوالد كدود الأرض. تخرج من الشقوق، من صدوع النفس، من رطوبة الخوف، وتتكاثر كلما ظننا أننا دفناها بعارها. أعرفها كما تُعرف الغصّة، أحفظها كما يُحفظ وجعٌ قديم في جسدٍ بالٍ. عددت كلماتها كما تُعدّ أرغفة الخبز بين أيدي جائع.
ما بالنا يا ربّ الكون؟ نرضى بموتٍ بعد كل موت؟ ما بالنا لا ننبش شعورنا كما ينبغي لحرائر فقدن أبناءهن؟ لماذا لا نشقّ صدورنا لنشفى؟ ولا نمزّق وجه النهار المختال بقتلاه؟ كيف استقرّ فينا هذا العطب، حتى لم يعد يخجلنا العيب، ولا تنهشنا البشاعة؟ منذ متى بردت قلوبنا، وجفّت أعيننا؟ ألم ننتشِ بما فيه الكفاية برائحة الدم، وطنين أسراب الذباب بعد المذبحة؟ ما بالنا؟ لمَ أصبحنا بلا آباء، وتركنا أجدادنا للأنذال؟
## الفلسطينيون يتملّكون البيوت كالأجانب ويستأجرونها كالسوريين
29 July 2025 07:22 AM UTC+00
منذ قدوم الفلسطينيون إلى سورية، تمتّعوا بوضع قانوني مميّز نسبياً مقارنة بدول أخرى، فقد صدر القانون التشريعي رقم 260 للعام 1926، الذي اعتبر الفلسطينيين المقيمين في سورية مواطنين سوريين في كلّ ما يتعلّق بالحقوق والواجبات باستثناء الحقوق السياسية والجنسية، ما أتاح للفلسطينيين العمل في كل المجالات كالتعليم والصحة، إذ لعب الوجود الفلسطيني في سورية دوراً مهماً في مرحلةٍ تعد من أبرز المحطات التي مرّ بها الشعب الفلسطيني بعد نكبة 1948، وقد لعبت سورية دوراً بارزاً في احتضان اللاجئين الفلسطينيين، ووفرت لهم حقوقاً كثيرة، من دون منحهم الجنسية في بعض الحالات حفاظاً على هويتهم وحقّ العودة.
يشترط أن يكون للمالك الأجنبي أسرة، ويُسمح له بتملّك عقار واحد، بغرض السكن لا تقل مساحته عن 140 متراً مربعاً
ولما كان لاندماج الفلسطينيين في التملّك والإيجار والعمل في المجتمع السوري قد أثبت نجاحه ومشاركته في الشأن العام السوري، وكل الفعاليات المجتمعية، لا بدّ من إحاطة هذه المسألة بالرعاية والاهتمام، لأنّ المظاهر البراقة وغير الحقيقية ما هي إلّا كبرق سحابة لم تمطر، فيبقى الأساس المتين عوناً للجسد الذي بُني عليه، أمّا الزبد فيذهب جفاءً، وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، ولذلك لا بدّ من إحاطة هذه المسألة باهتمام كبير ليبزغ فجر قوانين جديدة تنصف الفلسطينيين الذين يعيشون على أرضٍ سورية داعماً لهذا الجسد السوري ومشاركاً في بنائه، فقد سمح القانون السوري في ظل النظام البائد بتملّك العقارات في سورية للفلسطينيين، لكن بشروط محدودة، إذ يجب أن يكون العقار مخصّصاً للسكن الشخصي، وأن يكون بناءً مرخصاً وفقاً لأنظمة البناء، وأن لا تقلّ مساحته عن 140 متراً مربعاً، كما يُشترط أن يكون لطالب التملّك وأسرته إقامة مشروعة في سورية، وبالتالي، يعامل القرار الفلسطيني في سورية معاملة الأجنبي تماماً في ما يتعلق بملكية العقار، ويقيده بالشروط التي يقيد فيها الأجنبي عند رغبته بالتملّك مثل اشتراط الحصول على موافقة وزارة الداخلية، وأن يكون العقار مسجلاً كسند تمليك دائم (طابو أخضر)، كما يشترط أن يكون للمالك الأجنبي أسرة، ويُسمح له بتملّك عقار واحد، بغرض السكن لا تقل مساحته عن 140 متراً مربعاً. وفي 1956، صدر قانون رقم 1260 ينصّ على أن "غير السوري" هو الشخص الذي لا يحمل الجنسية العربية السورية، شخصاً عادياً أو اعتبارياً، ويستثنى من ذلك الفلسطيني الذي يعامل معاملة السوري أو عرب 48. 
وبناءً على هذا، كان الفلسطيني يستطيع تملّك عقارات ملكيتها كاتب عدل وحكم محكمة بعددٍ غير محدود وعقار واحد فقط طابو أخضر. وفي 2011 جرى تعديل "القانون رقم واحد" لكن القانون بقي يعترف بحق الفلسطيني بأن يعامل معاملة السوري، وللأسف جرى عام 2022 تعديل الفقرة التي تعترف بأن "الفلسطيني يعامل معاملة السوري بالقرار ( 1015)" ليصبح التعديل: "يقصد بعبارة غير السوري" أي شخص طبيعي أو اعتباري لا يحمل جنسية الجمهورية العربية السورية"، وجرى إلغاء الفقرة التي تنصّ على أن الفلسطيني غير مشمول بأحكام المادة 1260 للعام 1956، وبناء على التعديل الجديد أصبحت العقارات التي ملكيتها حكم محكمة وكاتب عدل غير مسموح للفلسطينيين بتملّكها أبداً، وأثار هذا التعديل ردود فعل غاضبة من الفلسطينيين في سورية وخارجها، الذين اعتبروه تمييزاً ضدّ حقوقهم ومحاولة لإجبارهم على الهجرة أو بقائهم في مخيّمات اللاجئين. وجاء هذا القرار بأثر سلبي يكمن من الناحية القانونية في تغيير المركز القانوني للفلسطينيين المقيمين في سورية، وتقويض الحقوق المدنية التي كانوا يتمتّعون بها وتعطيهم حقوقاً قريبة للمواطنة في التملّك وتولّي الوظائف العامة. ما عدا حق الانتخاب والترشح للبرلمان والإدارات المحلية، ما يهدّد الاستقرار الاجتماعي، إذ يفرض هذا القرار واقعاً بتملّك عقار سكني واحد فقط، ضمن المخطّطات التنظيمية، وبالتالي لا يستطيع تملّك العقارات خارج المخطّط، التي كان من الممكن تملّكها سابقاً بموجب كاتب عدل أو حكم قضائي، ولا يمكن أيضاً تملّك عقار تجاري، فقد أوقفت دوائر السجل العقاري جميع معاملات سجل العقارات من الفلسطيني وتثبيتها في السجل العقاري، وألغت أيضاً موضوع وكالات كاتب العدل والحكم القضائي لوجود شرط موافقة وزير الداخلية على عملية البيع، وعملت المحاكم على إصدار إقرار بالبيع من دون متابعة خطوات تنفيذ هذا الإقرار، ما يجعل الوضع القانوني لشراء العقارات السابقة لصدور هذا القرار غير المفرغة لدى السجل العقاري عرضة للفقدان، وخصوصاً في حال كان الفلسطيني مشترٍ لأكثر من عقار سكني أو عقار تجاري، فلا يمكن، في ظل هذا القرار، إتمام عملية الفراغ في السجل العقاري، ولهذا أثر بالغ على الوضع الاقتصادي.
وفي 18 ديسمبر/ كانون الأول 2022، أعدّ حقوقيون فلسطينون مذكرة تطالب النظام البائد بعدم معاملة الفلسطينيين المقيمين على أرضها معاملة الأجانب، لما لهذا القرار من تداعيات سلبية على أوضاع الفلسطينيين الاقتصادية والقانونية والإنسانية. فبعد 15 يوماً من هذا التعديل جرى إيقاف عمليات شراء العقارات للفلسطينيين، إذ قال أحد النشطاء الفلسطينيين في سورية: "يهدف إلى تهجيرنا من أرضنا وممتلكاتنا التي اشتريناها بدمائنا وعرقنا. نحن لا نريد أن نكون أجانب في بلدنا الثاني، نحن نريد العيش بكرامة وأمان"، وأضاف آخر: "نرفض هذا القرار الظالم والمجحف ونطالب بإلغائه فوراً، نحن لا نحمل أي جنسية، ولم نعش طوال حياتنا سوى في سورية. ولا نطلب من الحكومة السورية أي شيء سوى احترام حقوقنا كفلسطينيين ومعاملتنا بمبدأ المساواة".
حتى منتصف يوليو/ تموز 2025، لم يصدر أي قرار نهائي خاص لتمديد الإيجار الحكمي المرتبط بالفلسطينيين في سورية
وقد خضعت العلاقة الإيجارية في سورية، منذ العام 1952 لأحكام المرسوم التشريعي 111، وجعل هذا المرسوم العلاقة الإيجارية خاضعة لأحكام التمديد الحكمي، وتحديد بدل الإيجار، إذ تدخّل هذا المرسوم التشريعي في حرية التعاقد، وجعل عقد الإيجار يمدّد حكماً، بغضّ النظر عن رغبة المؤجر المالك وإرادته، ما أوجد إشكالاتٍ عديدة بين طرفَي العقد، وحرم المؤجر من حقه في التصرّف في ملكه، كما أن المرسوم التشريعي ولد دعاوى تخمين عديدة يضطر المؤجّر إلى اللجوء لها لرفع بدل الإيجار بما يتناسب مع ارتفاع أسعار العقارات، فضلاً عن أنه أعطى هذا الحق للمستأجر الذي يستطيع الادّعاء "بدعوى تخمين" لتخفيض بدل الإيجار، الأمر الذي أدّى إلى إغراق المحاكم بهذا النوع من الدعاوى، وقد اعتبر بعضهم أن المرسوم انتهاكٌ للمادة 148 التي تنصّ على أن العقد شريعة المتعاقدين، فلا يجوز نقضه أو تعديله إلّا باتفاق الطرفَين، أو للأسباب التي يقرّها القانون. 
وفي مادة لاحقة لها، تنصّ "إن كانت الشروط التعاقدية مخالفة للنظام العام أو الآداب العامة كانت باطلة ولو اتفق عليها الطرفين، وبالتالي، تشمل حماية النظام العام، في جوهرها، حماية الحد الأدنى من الحقوق الأساسية، ومنها الحق في الاستقرار المهني والسكني، وعدم ترك الفرد فريسة لقانون السوق وحده، والعقارات الخاضعة للتمديد الحكمي التي أُجّرت في ظل قوانين قديمة استمرت العلاقة الإيجارية فيها بقوة القانون، وليس بإرادته. وبالتالي، العقد شريعة المتعاقدين، هو نص تشريعي أعاد الثقة بالاستثمار التعاقدي الإيجاري، لكن لا يجوز إسقاطه باثر رجعي على عقود لها خصوصيّتها التاريخية والاجتماعية والقانونية، وقد أصدرت وزارة العدل القرار 856 لعام 2025، القاضي بتشكيل لجنة مختصّة لدراسة الصعوبات القانونية والتنظيمية المرتبطة بعقود الإيجار ذات التمديد الحكمي، مملوكة للأفراد أو الدولة. كذلك عقود الإيجار المحدودة حكماً، إذ ستتولى اللجنة دراسة الإشكالات المرتبطة بعقود الإيجار وتقديم مقترحات لحل الخلافات الناشئة عنها بما يحقق العدالة بين الأطراف المتنازعة. وحتى منتصف يوليو/ تموز 2025، لم يصدر أي قرار نهائي خاص لتمديد الإيجار الحكمي المرتبط بالفلسطينيين في سورية، إذ تشمل الإجراءات والتعديلات المرتقبة كل عقود الإيجار ذات التمديد الحكمي من دون تمييز معلن حسب الجنسية، لكن نصوصاً محدّدة تخصّ الفلسطينيين. ويرى أحد الخبراء في هذا المجال أن الفقرات الحكمية التي ما زالت في القانون تعيق تنشيط السوق العقارية، وتؤدّي إلى الركود في قطاع العقارات بسبب انخفاض الإيجارات القديمة وعدم مرونتها مع الظروف الاقتصادية المتغيرة، وفيها غبنٌ لمالك العقار القديم. وفي المقابل، يغبن ملاك العقارات حالياً المستأجر بأسعار فاحشة وغير حقيقية، وهذه تحتاج لقانون ناظم يضبطها ليحمي المستأجر. ولذلك بات قانون تعديل الإيجارات من الضروريات لمواكبة إعادة الإعمار وفتح السوق المحلية للمستثمرين والمغتربين ليتلاءم مع العجلة الاقتصادية الجديدة. وتبقى مسألة تملّك العقارات وتأجيرها للفلسطينيين في سورية قانونية واقتصادية واجتماعية لها جذور مجتمعية مرتبطة بالهوية وحقّ العودة وحقّ الفلسطينيين في استئجار العقارات ضمن الدولة المضيفة، ومنحهم الجنسية السورية. وبالتالي تبقى السياسة السورية قائمة على التوازن الدقيق بين الاندماج المؤقت والتمسّك بالموطن الأصلي. فهل سنشهد في المرحلة المقبلة من تاريخ سورية حلاً يضمن قالباً جديداً يراعي وضع الفلسطينيين وحقوقهم وتكون البوصلة بناء سورية بمشاركة الجميع ممّن عاشوا على أرضها وشربوا من مائها في المستقيل القريب.
## إبادة غزة تلاحق الإسرائيليين... منبوذون وملاحقون حول العالم
29 July 2025 07:22 AM UTC+00
يجد الإسرائيليون أنفسهم في وضع صعب على الساحة الدولية وغير مرحب بهم في أماكن كثيرة إلى حد مهاجمة السياح الإسرائيليين وطردهم، بسبب حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة. وتتصاعد هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة، على نحو ملموس، خاصة في ظل مشاهد التجويع والتقارير المتواترة في وسائل إعلام حول العالم، عن موت أطفال ومدنيين جوعاً. وفيما تحاول دولة الاحتلال الإسرائيلي، تسويق الحاصل، على أنه معاداة للسامية، بدأت مثل هذه المزاعم تفقد "بريقها". واعتبرت تقارير عبرية عدة، في الأيام القليلة الماضية، أن الإسرائيليين باتوا منبوذين ويواجهون عزلة دولية.
ورغم أن كل ذلك لا يعيد روح طفل قضى في حرب الإبادة والتجويع التي تشنّها إسرائيل على القطاع، فإنه يهزّ المجتمع الإسرائيلي، وحتى وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي بدأت بعضها أخيراً تتحدث عن الإبادة في غزة، بعد تجاهل على مدار عامين تقريباً، وتماهيها التام مع المؤسسة الرسمية، بل وتحريضها أحياناً على الفتك أكثر بالغزيين.
واستعرضت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الثلاثاء، مواقف من الأيام القليلة الماضية، منها لتوقف أب وابنه، وهما يهوديان من فرنسا، لتناول مشروب في محطة وقود على الطريق السريع في إيطاليا. وكان الولد يضع قلنسوة، وفجأة تهجم عليهما تقريباً جميع من في المحطة وهم يصرخون: "حرروا فلسطين"، و"قتلة". ورد الأب بالمقابل: "شعب إسرائيل حي"، ما قد يعني أنه إسرائيلي أيضاً.
قبل ذلك، جلس ثلاثة عازفين إسرائيليين في مطعم بمدينة فيينا، حين سألهم النادل عن اللغة التي يتحدثون بها، وعندما أجابوا "العبرية"، جرى طردهم من المكان، دون أن يدافع عنهم أي شخص من الزبائن. قبل ذلك بيوم، عض مهاجر سوري سائحاً إسرائيلياً على شاطئ البحر قرب أثينا، مما تسبب بفقدانه جزءاً من أذنه.
وقبل يومين من ذلك، تعرض شابان إسرائيليان في رودوس، لـ"ضرب وحشي"، كما اضطرت سفينة "مانو سفنوت" السياحية إلى مغادرة جزيرة سيروس بسبب متظاهرين مؤيدين لفلسطين كانوا بانتظارها عند الميناء. وفي مهرجان "تومورولاند" في بلجيكا، قام تنظيم "معاد للسامية" وفق الصحيفة، بـ"اصطياد" جنديين إسرائيليين واتهمهما بارتكاب جرائم حرب. وأمس الاثنين، حاول متظاهرون مؤيدون لفلسطين منع سفينة تحمل سائحين إسرائيليين من الرسو في جزيرة رودوس اليونانية.
وتتخطى حالة العزلة النطاق الشعبي إلى الرسمي، حيث عقدت المفوضية الأوروبية جلسة، الاثنين، نوقش فيها توصية لتعليق جزئي لوصول إسرائيل إلى برنامج تمويل الأبحاث العلمية "هورايزون 2020". وتأتي هذه الخطوة بعد أن أعربت دول عدة في الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي عن أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لا تفي بالتزاماتها الإنسانية تجاه غزة، وطالبت المفوضية بتقديم خيارات ملموسة على الطاولة. وحتى ألمانيا، التي تُعتبر صديقة لإسرائيل، دعمت هذه الخطوة.
ويتزايد القلق الإسرائيلي، وفق الصحيفة ذاتها، من مبادرات منظمات دولية أخرى لإبعاد إسرائيل عن الفيفا وعن مسابقات رياضية مختلفة، مما قد يضعها في الوضع نفسه الذي وصلت إليه روسيا، التي استبعدت من جميع المسابقات المرموقة. إلى جانب ذلك، هناك أيضاً محاولات لإقصاء إسرائيل من مسابقة اليوروفيغن الغنائية الأوروبية. وبات وضع إسرائيل صعباً في ساحة المقاطعة، كما أن المقاطعات الأكاديمية والثقافية في ازدياد.
وتشير وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن العزلة السياسية تتزايد أيضاً، سواء في المؤسسات الدولية أو في الساحة الثنائية، لافتة إلى انتقادات في الولايات المتحدة بسبب إطلاق العنان لإرهاب المستوطنين في الضفة. كما تحدثت تلك الوسائل عن الانتقادات لسياسة التجويع داخل المجتمع اليهودي الأميركي.
وبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالدفع نحو الاعتراف بدولة فلسطينية، ويمارس ضغوطاً على بريطانيا وكندا للانضمام إليه، فيما تأمل إسرائيل إحباط هذه المبادرة بمساعدة الولايات المتحدة، لكن من غير المؤكد أنها ستنجح. وورد تقرير الليلة الماضية، يفيد بأن رئيس الوزراء البريطاني يعتزم تقديم خطة لإنهاء الحرب في قطاع غزة، والتي ستشمل أيضاً الاعتراف بدولة فلسطينية. ومن المحتمل أن تنضم دول أخرى إلى خطوة فرنسا، مثل أستراليا، ونيوزيلندا، والبرتغال، ومالطا.
وكان رئيس وزراء هولندا، ديك شوف، قد وعد الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ بأنه لن يدعم فرض عقوبات تجارية على إسرائيل، لكنه غرّد أمس مؤيداً العقوبات في حسابه على منصة إكس، مما دفع الرئيس إلى مهاجمته في مواجهة غير مسبوقة بين هرتسوغ ورئيس حكومة تُعتبر صديقة لإسرائيل. ويضاف إلى ذلك إعلان هولندا، اليوم الثلاثاء، أن الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير غير مرحب بهما.
بالمقابل، اعتبرت الكاتبة والصحافية الإسرائيلية أورلي أزولاي، في مقال انتقدت فيه الولايات المتحدة وإسرائيل وتحويلهما غزة إلى مكان لتجربة الأسلحة الجديدة وتجويع الأطفال والأبرياء، بأن العزلة والعداء للإسرائيليين حول العالم، في هذه الفترة، "ليس معاداة للسامية"، مضيفة أنه "في مواجهة العار (الإسرائيلي) في غزة، تطور غضب دولي ضد الصهيونية وضد الهوية الإسرائيلية. اليهود، أينما كانوا، يعانون بسبب أفعال إسرائيل وعدم اكتراث ترامب. البلادة التي تميّز ترامب ونتنياهو هي التي أنجبت هذا الشر".
## القامشلي... نصف بيوتها فارغة ونصفها مزدحم
29 July 2025 07:24 AM UTC+00
تشهد القامشلي، كبرى مدن محافظة الحسكة السورية، أزمة إسكان كبيرة ومركبة، فنصف بيوتها، تقريباً، فارغة والنصف الآخر يضيق بسكانها، وقراها مهجورة، على الرغم من استقبالها عشرات آلاف النازحين من بلدات المحافظة ومدنها أو من خارجها.
القامشلي عاصمة اقتصادية وتجارية للإدارة الذاتية خلال السنوات العشر المنصرمة، وإحدى المدن السورية القليلة التي استمر بها البناء على قدم وساق. وشهدت، وهي المدينة الحدودية، ما يشبه "ثورة" في بناء الوحدات السكنية والاستثمار في العقارات، وخاصة بين 2015 و2020، وفي المقابل، لا يمكن لمعظم سكانها شراء منازل جديدة. وباستثناء التجار والمتنفذين وظهور طبقة جديدة من رجال الأعمال المقربين من السلطة، يعيش معظم سكان منطقة شمال شرقي سورية، ومن ضمنها القامشلي، تحت خط الفقر، لكن ارتفاع أسعار العقارات والإقبال على بناء الوحدات السكنية يشهدان ارتفاعاً يوصف بالجنوني.
وسجلت أسعار الوحدات السكنية في القامشلي منذ أواخر 2019 انخفاضاً نسبياً إثر الهجوم العسكري التركي ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ومع ذلك ما زالت أسعار الأراضي والوحدات السكنية والتجارية وحتى الإيجارات مبالغ فيها بشكل كبير، مقارنة مع مدن سورية مختلفة؛ منها العاصمة، أو مدن سياحية مثل اللاذقية وطرطوس، أو حتى صناعية مثل حلب.
الاستقرار السياسي الذي تشهده المنطقة منذ سنوات يحتل المرتبة الأولى لأسباب ارتفاع أسعار العقارات، وأيضاً المفاوضات الأخيرة بين (قسد) ودمشق
ويبلغ متوسط سعر الوحدة السكنية في حي شعبي حالياً نحو 40 ألف دولار، وقد تسجل شقة أرضية في شارع القوتلي مليون دولار، وأكثر من ثمانية ملايين دولار لعقار متهالك غير مسكون مساحته نحو ألف متر مربع في الشارع الراقي ذاته، وأكثر من مليون دولار لأرض مساحتها نحو 500 متر مربع في حي الوسطى (منطقة العيادات).
ورصدنا إصرار صاحب مبنى تجاري جديد في شارع "الوحدة العربية" على مبلغ خمسة ملايين دولار لقاء مشروعه على الرغم من أن كلفته أقل من مليون دولار، فبقي مغلقاً وغير مستثمر منذ تنفيذه قبل نحو أربع سنوات. في حين تسجل إيجارات الوحدات السكنية والمحال التجارية المميزة أرقاماً قد تصل إلى ألف وربما ثلاثة آلاف دولار، وخصوصاً عندما يكون المستأجر جهة أجنبية أو منظمة دولية.
أسباب ارتفاع أسعار العقارات وإيجاراتها
عزا عمار دلف خلف، صاحب أنشط شركة عقارية في القامشلي، ارتفاع أسعار العقارات وإيجاراتها إلى أسباب كثيرة ومتنوعة؛ منها "ارتفاع أسعار كل شيء، فالإكساء ارتفعت كلفته، والأيدي العاملة، والارتفاعات المستمرة في أسعار الوقود، والضرائب والجمركة المتصاعدة". 
وقال خلف إن "الاستقرار السياسي الذي تشهده المنطقة منذ سنوات يحتل المرتبة الأولى لأسباب ارتفاع أسعار العقارات، وأيضاً المفاوضات الأخيرة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ودمشق، وبوادر حل القضية الكردية في تركيا، ومنها توقف القتال في سد تشرين، فضلاً عن إقبال كثير من مغتربي المنطقة المقيمين في أوروبا على شراء منازل في القامشلي".
وبالفعل، فإن أحد الأسباب غير التقليدية في الإقبال على شراء الوحدات السكنية في القامشلي هو وجود لاجئين ومغتربين كثر من سكان المدينة وريفها يقيمون في الدول الأوروبية وخاصة ألمانيا، وقسم كبير منهم يعمل هناك بطرق غير شرعية، وتراكمت لديهم أموال لا يمكن التصريح عنها ولا يمكن إيداعها في البنوك أو حتى اكتنازها في منازلهم، فيرسلونها إلى أقاربهم ليشتروا لهم منازل أو أراضي للحفاظ على تلك الأموال.
وأكد خلف ارتفاع أسعار العقارات في القامشلي، وخاصة في منطقة السوق، إلى أرقام مبالغ بها تصل إلى 200 ألف دولار ثمن مكتب أو محل تجاري أو عيادة مساحتها نحو 50 متراً مربعاً، ويصل سعر الأراضي المعدة للبناء في السوق إلى ثلاثة آلاف دولار للمتر المربع الواحد، وأبرز تلك العقارات هي المحلات الموجودة في سوق الصاغة والصرافة التي تصل أسعارها إلى 500 ألف دولار لمحل مساحته 15 متراً مربعاً. وقال خلف "الهجرة الداخلية التي شهدتها القامشلي من باقي بلدات محافظة الحسكة ومدنها بسبب عدم وجود مقومات الحياة في الريف من ماء وكهرباء وحتى الخبز دفعت عشرات آلاف القرويين إلى الهجرة باتجاه مدينة القامشلي النشطة، وبالتالي، زاد الطلب على الإيجارات، سواء وحدات سكنية أو محلات تجارية"، وأكد أن "هناك آلاف المغتربين في أوروبا يملكون محلات وشققاً سكنية يرفضون بيعها أو تأجيرها، وهو أحد أسباب ارتفاع أسعار إيجارات العقارات السكنية أو حتى التجارية".
وأوضح خلف أن "شارع السياحي، مثلاً، يشهد أغلى الأسعار والإيجارات بسبب تمركز المنظمات الدولية والصحافيين والمؤسسات الإعلامية الكثيرة والشركات وغيرها من المنظمات والجهات الأجنبية فيه، ما دفع إلى ارتفاع غير مسبوق بالأسعار، فوصل إلى حد ثلاثة آلاف دولار شهرياً إيجار وحدة سكنية أو مؤسّسة إعلامية أو منظّمة دولية، وفي حال كانت بناية مؤلفة من ست شقق يصبح إيجارها الشهري 18 ألف دولار". وقال إن "إيجارات محلات الصرافة والصاغة تصل إلى ألف دولار شهرياً للمحل الواحد بمساحة 15 متراً مربعاً". وأضاف: "رغم إصدار الإدارة الذاتية قراراً يقضي بتسعير الإيجارات والسيطرة على انفلات أسعارها لتصبح قيمة إيجار كل غرفة في المنزل بقيمة عشرة دولارات، أي منزل بثلاث غرف يكون إيجاره الشهري 30 دولاراً، إلا أنه لم يتم التقيد بهذا القرار نهائياً".
وقال مدير الشؤون القانونية والعقود في مجلس مدينة القامشلي معن الحميدي، لـ"سورية الجديدة"، إنه "قياساً مع الوضع المعيشي في المنطقة هناك ارتفاع في أسعار العقارات وبالتالي في الإيجارات أيضاً". وأضاف أن "رواتب موظفي الإدارة الذاتية ومؤسّساتها المتنوعة تراوح بين 1.2 و1.5 مليون ليرة (أقل من 150 دولاراً). أما رواتب موظفي الدولة السورية فتقدّر بنحو 500 ألف ليرة (أقل من 50 دولاراً)، في حين تراوح إيجارات المنازل بين 50 دولاراً (أقل من 600 ألف ليرة سورية)، في حي شعبي، في حين تبلغ 100 دولار و150 دولاراً وحتى 200 دولار في منطقة السياحي.. وفي جميع الأحوال، تعدّ قيمة العقارات والإيجارات غير متوافقة مع مداخيل المواطنين وبعيدة عن المتناول". وأفاد الحميدي بأن "أسباباً كثيرة أدّت إلى ارتفاع أسعار العقارات وحتى الإيجارات. وبالنسبة للعقارات، فإن ارتفاع أسعار صرف الدولار ووصوله إلى أرقام قياسية في السنوات الأخيرة، وارتفاع أسعار مواد البناء مع أنها تقدر بالدولار، والرسوم الجمركية المرتفعة التي تفرضها المعابر، وزيادة الإقبال على شراء العقارات في فترات معينة، سواء من أهالي القامشلي أو مغتربيها الكثيرين أو حتى من النازحين إلى المدينة من ريف وبلدات محافظة الحسكة، كرأس العين، أو النازحين من محافظات أخرى".
يقدر إيجار أي شقة أو دار سكنية في القامشلي بين 50 و150 دولاراً وسطياً
وقال الحميدي "هناك سبب آخر لارتفاع أسعار العقارات، الكلفة الزائدة التي يتحملها متعهد البناء في أثناء إنشائه البناء ابتداءً من استخراج رخصة البناء المكلفة جداً، وهناك متعهدون يتقدمون ويستخرجون رخصتي بناء، الأولى من بلدية الإدارة الذاتية والثانية من بلدية الدولة السورية، وهو ما يزيد كلفة البناء، وبالتالي يرفع أسعار العقارات، وقلة المشاريع الجديدة أخيراً".
وأضاف: "بالنسبة للإيجارات، يقدر إيجار أي شقة أو دار سكنية بين 50 و150 دولاراً وسطياً، وأنا لا ألوم مالك العقار حين يرفع إيجاره بين حين وآخر لأنه يتكلف هو أيضاً في إجراء أعمال صيانة دورية كلما خرج مستأجر ودخل جديد؛ مثل شراء مواد صحية وكهربائية ودهان وغيرها من الصيانات". وأكد الحميدي أن "أغلب المشترين يرغبون بالشقق الأرضية أو الطابق الأول أو الثاني، بينما المعروض حالياً وبكثرة هي شقق الطوابق العليا: الثالث والرابع وحتى الخامس نظراً إلى قلة المشاريع الجديدة".
شقق غير مسكونة
قال الحميدي "تتوفّر كثير من الشقق الجاهزة وهي شاغرة، ولكن أصحابها يمتنعون عن تأجيرها خشية تعرّضها للتخريب على أيدي المستأجرين أو عدم حاجة الملاك إلى قيمة الإيجار، وخصوصاً إذا كانوا من المغتربين، وأنا أقدّر نسبة المنازل الفارغة من السكان بنحو 30%، وربما أكثر من شقق القامشلي". وأضاف "أغلب المستأجرين هم من مناطق غير القامشلي؛ مثل نازحي رأس العين في الحسكة وتقدّر أعدادهم بعشرات الآلاف، ومن عفرين في حلب وتقدّر أعدادهم بنحو 50 ألف شخص، ومن محافظة دير الزور".
وفي محاولة للاطلاع على آراء أهالي المدينة، التقت "سورية الجديدة" بالموظف الحكومي نبيل خليل، ورصد سكنه المتهالك في ملحق بالطابق الخامس، في منطقة فقيرة. وعبر خليل عن رغبته وزوجته وأبنائه الثلاثة باستبدال منزلهم بآخر أقلّ ارتفاعاً؛ مثل الطابق الأول أو الثاني بعدما تجاوز الـ53 عاماً، وأصبحت عملية الصعود والنزول إلى منزله المرتفع يومياً لمرات عدة منهكة له ولزوجته، ولكن يستحيل ذلك في ظل الارتفاع المفرط لأسعار العقارات.
وقال خليل: "حين استفسرت عن سعر شقّة في بنايتي نفسها في الطابق الأول قيل لي إن ثمنها 40 ألف دولار في حين أن شقتي المرتفعة المعروضة للبيع لا يصل ثمنها إلى 20 ألف دولار". وأضاف: "أنا موظف حكومي وراتبي أقل من 500 ألف ليرة (أقل من 50 دولاراً)، وأعمل في بعض الأحيان في مجال الكهرباء المنزلية ولن أتمكن من جمع 20 ألف دولار أخرى. لذلك يبدو أني سأشيخ، وتعطب ركبي وركب زوجتي، وربما أواجه الموت قبل أن نتمكّن من شراء شقة جديدة مناسبة لأعمارنا".
## بانيايا يستسلم أمام قوة ماركيز: لم أعد مُطالَباً بالفوز
29 July 2025 07:24 AM UTC+00
خاض السائق الإيطالي فرانشيسكو "بيكو" بانيايا (28 عاماً)، النصف الأول من موسم 2025 في بطولة العالم للدراجات النارية "موتو جي بي"، بأسوأ سيناريو ممكن، بعدما وجد نفسه خارج دائرة المنافسة على اللقب، بفارق 168 نقطة كاملة عن المتصدّر، الإسباني مارك ماركيز (32 عاماً). وبعدما اعتاد خلال المواسم الأربعة الماضية الحضور في قلب المعركة على التتويج، بات بانيايا يُواجه واقعاً جديداً يفرض عليه التواضع في الطموحات، وإعادة النظر في أسلوبه داخل الحلبات.
واعترف بانيايا، بطل العالم مرتين، في مقابلة مع القناة الرسمية لـ "موتو جي بي"، نقلتها صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية، أمس الاثنين، بأن الوضع لم يكن كما توقّعه: "لم أبدأ الموسم بالطريقة التي أردتها، لكن بعد 12 سباقاً أدركت أن هدفي تغيّر. لم أعد مُطالباً بالفوز في كل سباق، فذلك ليس ممكناً هذا العام". وأكد أنه اضطُر لتغيير أسلوب تفكيره والتركيز على التحسّن التدريجي، مشيراً إلى أنّ الأولوية الآن هي محاولة تجاوز زميله في الفريق، الإسباني أليكس ماركيز (29 عاماً)، ثم التفكير فيما يمكن تحقيقه بعد ذلك.
وسجّل بانيايا فوزاً وحيداً هذا الموسم، جاء في جائزة الأميركتين الكبرى، مستفيداً من سقوط مارك ماركيز، عندما كان الأخير متصدراً. وبدت تلك النتيجة كأنها استثناء في مسيرة موسمه المتعثّر، خاصة مع تألق ماركيز في موسمه الأول مع فريق دوكاتي بتحقيق 11 فوزاً في سباقات السرعة القصيرة، وثمانية انتصارات كاملة في السباقات الكبرى، وهي أرقام تُظهر تفوّقاً واضحاً يُصعّب على بانيايا استعادة موقعه في القمة.
وأرجع باينيا جزءاً كبيراً من مشكلاته إلى فقدان الثقة في أداء الجزء الأمامي من دراجته دوكاتي، وهو ما أثّر سلباً على أسلوبه القائم بالأساس على الدخول القوي في المنعطفات خلال السباقات. وقال: "أعرف تماماً مكان المشكلة، لكنني لا أعرف كيف أحلّها". وبدا واضحاً أن العمل على تجاوز هذا القصور سيكون المحور الأساسي في عطلة الصيف، إذ يأمل بانيايا في العودة بمستوى أفضل خلال النصف الثاني من الموسم، ولو من باب استعادة الذات، أكثر من المطاردة على اللقب الضائع.
## هاميلتون يساند خليفته في "مرسيدس" بموقف بطولي
29 July 2025 07:24 AM UTC+00
سارع بطل العالم سبع مرات في "فورمولا 1"، سائق فريق فيراري البريطاني لويس هاميلتون (40 عاماً)، إلى مساندة خليفته في فريق مرسيدس، الإيطالي أندريا كيمي أنتونيلي (18 عاماً)، وذلك بعد خيبة أمله في سباق بلجيكا، يوم الأحد الماضي، الذي كان امتداداً لسلسلة من الخيبات تعرّض لها، نظراً لأنه حصد نقاطاً خلال مرحلة واحدة من آخر سبع جولات من بطولة العالم، وذلك بحلوله ثالثاً في سباق كندا.
وأكدت صحيفة آس الإسبانية، أمس الاثنين، أن لويس هاميلتون زار ركن الضيافة في "مرسيدس" بعد سباق جائزة سبا-فرانكورشان الكبرى، لتحية الفريق الذي حقق له أعظم نجاحاته في "فورمولا 1"، وانتهز الفرصة للتحدث مع أنتونيلي. وصرح الإيطالي قائلاً: "جاء لتحية الفريق وتبادلنا بعض الكلمات. نصحني بأن أبقى متفائلًا، وأنه من الطبيعي أن أواجه صعوبات في بعض السباقات، وعليّ أن أتمسك بالأمل. كان الأمر رائعاً للغاية". وقد أثار تصرف هاميلتون اهتماماً واسعاً، باعتبار أنه يمرّ بفترة صعبة مع فريقه الإيطالي، ولكنه حاول دعم أنتونيلي في المرحلة الصعبة التي يعيشها، خاصة منذ انطلاق السباقات في أوروبا.
وقد أعرب بطل العالم سبع مرات لقناة سكاي سبورتس "فورمولا 1" عن دهشته من أداء أنتونيلي في موسمه الأول، وقال: "لا أستطيع تخيل شعور أن يكون عمرك 18 عاماً، أو حتى تخيل شعورك وأنت تفعل ما تفعله في سن الـ18، إنه رائع. أعتقد أن هذا إنجاز كبير لأي شخص. إنه يؤدي عملاً رائعاً وهو محاط بمجموعة مميزة من الأشخاص. يجب أن تأخذ الأمور بعقلانية، وأعتقد أنه يفعل ذلك". وكان هاميلتون قد غادر فريق مرسيدس في نهاية العام الماضي، ليرفع التحدي مع "فيراري" ولكنه يواجه الأزمات مع الفريق حتى الآن.
## الكيلومتر الـ31
29 July 2025 07:24 AM UTC+00
هذه أيام عصيبة، وأشقّ ما فيها أن رائحة الموت ليست أشقّ ما فيها، بل تدافُع المؤقت والطارئ بكتفيه بين الثوابت، والوقوف في الصف الأمامي، وتصدّر المشهد، وإعطاء انطباعٍ بأنه الحقيقة. 
نوبة الجنون الجماعي التي تضربنا الآن، شديدة وصاخبة إلى درجة أنها تكاد تبدو كأنها حقيقتنا النهائية والدائمة. وهي في ذلك مثل كل نوبات الجنون في كل مكانٍ وكل زمان. 
تُغيَّب الحقائق الأقدم والأعمق، تمحو زمناً طويلاً من التعقّل والحكمة، تصبغ صاحبها بلطخةٍ لا تزول أبداً، وهي تفعل ذلك كله، تفعله إلى الحد الأقصى. 
نبدو قبيحين الآن، قساةً، عنيفين، لا حدود لقدرتنا على إظهار الكراهية في خطابنا وأفعالنا، لا مانع لدينا في فعل أو تقبل فعل أي شيء. وفي التخلّي عن أدنى درجةٍ من حسّ العدالة. نستطيع بسهولة شديدة أن نذمّ فعلاً ما درجة الشيطنة، ثم ندافع عن الفعل نفسه ببسالة، فقط إذا صدر عن شخصين مختلفين. 
سأحاول أن أكون رحيماً على نفسي وعلى أهلي، وأبرّر كل هذا الخراب بأنه آلية نفسية للدفاع عن شعورنا بالخوف، للهروب من مواجهة أنفسنا بما لا نستطيع احتماله، لتأجيل الاعتراف بفشلنا في صنع البلد العظيم الذي توهمنا طويلاً أننا ننتمي إليه. 
لا أجد معنىً لهذه الكراهية التي نظهرها لبعضنا، سوى أننا نكره أنفسنا، وككل الأفراد والجماعات، لا يكره المرء نفسه إلا بقدر التناقض بين واقعه وتصوّره عن نفسه. 
ونحن حملة وهم كبير عن أنفسنا وعن بلدنا، وفي الوقت نفسه، نحن أصحاب سجلٍّ مخجل في ما فعلناه لتحقيق هذا الوهم. 
حاولتُ أن أكون رحيماً، لكني بدوتُ قاسياً، وجالداً للذات أيضاً، فهذه الصورة التي نبدو عليها الآن ستبقى سيئة، حتى بعد تمريرها في غربال الرحمة والتقبل. 
الأمر الجيد الوحيد في كل هذه الأيام أنها مؤقتة، وأنها ستعبر، وأنها الطرف الضعيف في ثنائية الثابت والمتحوّل. 
إنّ من يرانا من بعيد اليوم، يرى مجموعة من الطوائف المتحاربة، طوائف ترى بعضها للمرّة الأولى، وتكتشف وحشية بعضها، وتردّ على هذه الوحشية بوحشية أعلى. 
بينما في الحقيقة، نحن عشنا مع بعضنا دائماً، ليس في بلدٍ واحدٍ وعلى مسافات متباعدة، كما كثير من الدول، بل في قرية واحدة، أو قرى متلاصقة ومتداخلة. 
ولو مرّرت يدك على خريطة تفصيلية لسورية، ستجد أن أطول مسافة تسكنها طائفة واحدة بمذهب واحد هي مجموعة القرى الملاصقة للأوتوستراد الدولي والموزّعة بين ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، وقبل أن تعثر على قرية درزية أو مسيحية أو شيعية أو علوية، ستكون قد اجتزت على أقصى حد ثلاثين كيلومتراً. بينما في بقية سورية، من حوران وحتى رأس العين، ستجد ثلاثين طائفة وقومية ومذهباً تتشارك البئر والجدار ومقعد المدرسة. 
وسيخطر للغريب الذي يرانا الآن سؤال بديهي: كيف عاش هؤلاء معاً كل هذه القرون إذاً؟ هل حياتهم السابقة كانت كذبة؟ أم خطابهم الملعون الآن هو الكذبة؟ 
أظننا، وبسبب عبورنا هذه المرحلة الانتقالية الكبرى، نعبر أيضاً انتقالات نفسية وفكرية وثقافية واجتماعية، ونتحرّك ضمن الـ 30 كيلومتراً التي نعرفها، والطبيعي أن نجتازها قريباً، ونصل إلى الكيلومتر الـ31. ... وهناك سنتذكّر من نحن، وما كنّا، قبل أن يشوّهنا أولئك الأوغاد المخلوعون، ويعبثوا بثوابت مجتمعنا. وفي ذلك الكيلومتر سيصبح كل شيءٍ على ما يُرام، وسنهدئ هذا الجنون، وسنلفظ مثيريه.
## خليل صويلح: بربرية العنف أعادتني إلى قراءة تاريخ دمشق
29 July 2025 07:27 AM UTC+00
صدرت، في العام 2014، روايته "جنّة البرابرة" عن دار العين في القاهرة، لتضيف فصلاً مختلفاً إلى مشروع الروائي السوري خليل صويلح. كُتبت في ذروة تحوّل الثورة السورية إلى حربٍ طاحنة، فجاءت وثيقةً أدبيةً عن المعنى حين يتآكله الخراب. الرواية سرديات الشهود لجهة اختلاط الخرائط واشتباك الرواة.
ما زالت الرواية محجوبة عن القرّاء داخل سورية، في مفارقة تُلخّص كثيراً من مآزق الكتابة في هذه البلاد. إذ أعلن صاحب "ورّاق الحب" موقفاً واضحاً قبل أيام، معتذراً عن نشر الرواية في سورية بعد أن أعلن على صفحته في "فيسبوك" عن قرب صدورها، وعودتها إلى مشتلها الأصلي، وذلك بعد أن طلبت رقابة ما بعد التحرير تعديلاتٍ واسعة على النص الأصلي، تضمّنت حذف عشرات العبارات، وتغيير عنوان الرواية التي مضى على صدورها أكثر من عقد، بذريعة أنه "ملغوم وغير بريء" وفقاً لتقرير الرقيب. من هذه النقطة، يبدأ الحوار التالي مع خليل صويلح، من "جنة البرابرة" نصّاً يتقصّى الهشاشة والنجاة، إلى موقفه من السلطة، وأسئلته المستمرّة حول جدوى الكتابة في زمن تُمحى فيه حتى المفردات التي تنبض بالحقيقة.
خلال السنوات العشر الماضية، كنتُ أحاول إخفاء هذه الرواية (...) الملعونة، كما لو أنني لم أكتبها
- هل كنت تتوقّع مثل هذه الطعنة التي باغتت "جنّة البرابرة" بعد كل هذه السنوات؟
بتفاؤل أخرق، ظننتُ أن اللحظة قد حانت لاستعادة نصّ روايتي "جنّة البرابرة" إلى مشتله الأصلي، بعد رحلة نفي قسرية استمرّت عشر سنوات، إذ خشيت وقتها أن يقع مخطوط الرواية بيد الرقيب أو يتسلّل إلى تقارير الوشاة، لفرط اندفاعي في تدوين يوميات الحرب بلا مراوغةٍ أو هتاف، فقد كنتُ منشغلاً بارتدادات الكابوس في "إيثاكا الأنقاض"، لا أوهام الآخرين، بقصد تفكيك وقائع القتل وجنون اللحظة وتشريحهما، فيما كانت رايات الثورة تنأى بعيداً، إذ تلطّخ الربيع السوري بالدم باكراً. كانت "دار العين" في القاهرة ملجأي ومنفاي في نشر الرواية (2014) لاستحالة نشرها في دمشق، نظراً إلى هتكها محرّمات كثيرة لا ترضي ذائقة الرقيب المحلّي.
بعد سقوط النظام الآفل، وبهجة الحرية لحظة بزوغها، وإلغاء الرقابة في اتحاد الكتاب العرب، وحصْرها في وزارة الإعلام شكلياً، تشجّعتُ على نشر الرواية بطبعة سورية، مطمئناً إلى منعطفٍ مختلفٍ في حرية التعبير، إلا أنني فوجئت بتقرير ركيك وماضوي، يتهم الرواية بأنها "ضد الثورة"، بالإضافة إلى خطوط ساخطة تحت عبارات بالجملة، تنسف نحو 40 صفحة من الرواية، وإشارة إلى ضرورة تغيير العنوان. بالطبع، لم أوافق على مقترحات الرقيب، وطويت الصفحة مجدّداً، متجاهلاً أمراض الذين اتهموني بأنني أفتّش عن "تريند" ما (لتبييض صفحتي؟)، وكأن الإقامة في البلاد المحاصَرة، وفضح طبقات العنف والهلاك والذعر اليومي من جنون القذائف الذي عشتُه من كثب، تهمة ينبغي التبرّؤ منها، مرفقة بشهادة حسن سلوك من مخاتير الفضاء الأزرق. ربما كان عليّ أن أغادر إلى "جهنم المنفى" وأحارب الطغيان على بعد آلاف الأميال، أو أن أصطاد منحةً من هنا أوهناك تحت بند محاربة الديكتاتورية بالبيجاما. المعضلة أن بعض مثقفي المنافي الرغيدة وجد في منع الرواية فرصة للثأر الشخصي ورفع منسوب الضغينة، وتغييب النزاهة بالمطلق، وتسويق مواقف لا تخصّني ولا تشبهني، من دون أن يطلّع على محتوى هذه الرواية وما تلاها من أعمال، متجاهلاً أنني عندما نشرتُ اعتذاراً عن عدم صدور الرواية قريباً، كنتُ أقرع جرس إنذار عما سيصيب الآخرين من "أهوال رقابية" قادمة، في حال الصمت أمام ممارساتٍ من هذا الطراز، خصوصاً أن التقرير الرقابي ينم عن جهل فاضح في تعيين الفرق بين التخييل الروائي والمنشور السياسي، فعناية الراوي هنا تذهب نحو جماليات العمارة الروائية وهندستها بلاغياً، لا حفر خنادق من ورقٍ وبطولاتٍ كرتونيةٍ تليق بالهواة وحدهم. 
خلال السنوات العشر الماضية، كنتُ أحاول إخفاء هذه الرواية الملعونة، كما لو أنني لم أكتبها، خشية وقوعها بين يدي مخبر محلّي أو ناقد تشبيحي أو ثوري أهوج، إذ كنتُ معنياً في المقام الأول بأسباب النجاة، وفضح أحوال الأذى، وإدانة أفعال القتل المتبادل بين أولئك البرابرة الذين هندسوا بالنار مشهد الخراب العظيم.
- تقول "في الحروب تتشابه الأيّام. يصبح وجودك مصادفة أخطأتها رصاصة"، إذاً، كيف تعاملت أنت الذي لم تترك دمشق طوال الأعوام السابقة مع الموت وأصوات الرصاص والتفجيرات؟
كانت الكتابة بالنسبة لي علاجاً، أو ما يشبه الوصية، إذ لم أكن متأكّداً من أنني سأكمل هذا النصّ، فالموتُ قريبٌ كما لو أنه ظلّ، أو ديناصور يحتلّ غرفة الكتابة، كما أن بربرية العنف أعادتني إلى قراءة تاريخ دمشق، ووجدتُ أن ما يحدث اليوم حدث في الأمس، بتكرار أحوال الظلم، وكأن هذه المدينة منذورةٌ للحرائق على الدوام. أما اشتباك الشخصي بالعام، فكانت تحدّده نسبة الأدرينالين، في المقام الأول، وتراكم المشهديات وتنافرها في آنٍ، بالتوازي مع رسم صورةٍ للكائن السوري في احتضاره وبربريته من جهة، وتطلّعه إلى هواء آخر من جهةٍ ثانية. 
كان عليّ أيضاً أن أعقد مصالحة بين ابن عساكر وابن خلدون لقراءة اللحظة السورية الراهنة من موقع المؤرّخ وعالم الاجتماع في مدوّنة واحدة، فما حدث ويحدُث في دمشق يحتاج إعادة تركيب للهوية، وكشف طبقات العنف المضمرة، وأن "جنّة المشرق" كما كان يُطلق على دمشق تاريخياً هي "جنّة البرابرة" اليوم، لفرط الوحشية والخراب والموت. وتالياً، فرضت الوقائع التاريخية نفسها بقوة على مسالك النص، ووجدتُ في يوميات البديري الحلّاق المكتوبة قبل مائتي عام باباً للدخول إلى دمشق حينذاك، ومقارنتها بأحوالها اليوم. وبمعنى آخر، تظهير نسخة جديدة من هذه اليوميات بأدوات المؤرّخ المعاصر، مستفيداً مما تتيحه "الميديا الجديدة" من وثائق وصور وشهادات، وفحصها من الداخل، قبل إدراجها في الموزاييك العمومي للنص الذي كان يتشكّل وفقاً لقوة تأثير الوقائع الميدانية، أكثر من انخراطه في التخييل الروائي وحده، وهو ما أفرز مثل هذه الهجنة في السرد، خصوصاً أنني أرّختُ هذه اليوميات على أن تؤطر ألف يوم ويوم من التراجيديا السورية باعتبارها حلّاً تقنياً بالنسبة إلي. وتالياً، إغلاق القوس على ألف ليلة وليلة جحيمية، وليست سحريةً كما هي الحال في كتاب "الليالي العربية"؛ كما أن اللجوء إلى هذا السرد المتشظّي كان محاولة للإلمام بأحوال الجدارية السورية، لجهة الزلزال الذي أطاح كل الاحتمالات السردية المتعارف عليها، فنحن إزاء متاهة حكائية يصعب الركون فيها إلى راوٍ مطمئنٍ لسرديّته، نظراً إلى تعدّد سرديات الشهود.
- تكتب كي تحول ثاني أوكسيد الكربون إلى أوكسجين، الكتابة عندك مثل التنفس، فهل هي وسيلة مقاومة أم طوق نجاة؟
كلاهما. ففي زمن كتابة الرواية، كان القنّاص حاضراً، وكان حرّاس الحواجز يصطادون الضحايا لأوهى الأسباب، بما فيها قيد النفوس ورقم الخانة أو حتى التأخّر في إبراز بطاقتك الشخصية، فأنت متّهم لمجرد أنك على قيد العيش في مدينة منكوبة، لنقل، إنها لعنة الجغرافيا والتاريخ في آنٍ، وبمزاج آخر" أينما اتجهت، في شوارع دمشق وساحاتها وجسورها، يرافقني طيف خوسيه ساراماغو، في مشاهد من روايته "العمى" بعدسة فرناندو ميراليس. أردد عبارة منه "ما أصعب أن يكون المرء مبصراً في مجتمع أعمى". يجيبني بهدوء العارف "لا أعتقد أننا أصبنا بالعمى، بل نحن عميان من البداية. حتى لو كنّا نرى.. لم نكن حقاً نرى"، ثمّ أستعيد قولاً مأثوراً من الإنجيل" أعمى يقود أعمى، كلاهما يقع في حفرة". 
- عشر روايات وعقود من الصحافة الثقافية، إلا أنك قلت إنك لست غزيراً إلى هذا الحد، وأنك ترمّم نصاً واحداً كلما اكتشفت نقصانه، وذلك بالاشتغال على المحو والإضافة، فما هو النقص الذي تكتشفه كل مرّة؟ ومتى ستكون راضياً؟ وصفت علاقتك بالنص بأنها علاقة محو لا كتابة فقط. هل هذا بحث عن الكمال، أم قلق من الزلل؟
في الأصل، بدأت بكتابة الشعر، وبعد ثلاث مجموعاتٍ شعرية، أحسستُ بأن هذه الأرض ضيّقة عليّ، لا تصلح لحراثة كنوز السرد التي تُثقل ذاكرتي البدوية، وبيئتي الأولى. هكذا وجدتُ في الرواية ملاذاً للشغف، من دون أن أتخلّى عن جماليات قصيدة النثر التي كانت تتسلّل إلى متون السرد تلقائياً لجهة الكثافة والتقطير ونوع التحديقة، وهو ما انعكس على مزاجي الروائي، وذلك بالاشتغال على المحو، لا الشروحات الفائضة. أما بخصوص ترميم النصوص اللاحقة، فهو أمرٌ نسبي، يفرضه الارتجال في المقام الأول، والارتحال بين جغرافيتين، هما الجزيرة السورية ودمشق. ونظراً إلى طول المسافة بينهما، تحضر في كل مرّة مشهدياتٌ كانت غائبةً عما سبق في تطريز تلك البيئة القصية بمنمنمات العجائبي والمخبوء والمهمل من جهة، وإشراقات دمشق وخيباتها، من جهةٍ أخرى. على المقلب الآخر، أجد في الصحافة الثقافية رافداً لنصوصي الروائية لا عبئاً عليها، وذلك باستثمار الفنون البصرية والمراجعات النقدية في حقول التشكيل والسينما والبورتريه، وتالياً تتّخذ الرواية هيئة سفينة نوح التي تحتمل كلّ أجناس الكتابة. وبمعنى آخر، تحتمل استضافة الغراب والحمامة وغصن الزيتون فوق خشبة نجاة واحدة.
كلّ هذه العناوين كتبتها من موقع القارئ لا الناقد، فهي حصيلة ذائقة شخصية في بناء رفوف مكتبة
- ما الأثر الذي تركه اعتذارك عن الطبعة السورية لـ"جنة البرابرة" في نفسك؟ وهل سيؤثر على ما ستكتبه لاحقاً؟
الخوف من فعل طائش يضعني في مرمى برابرة جدّد! عموماً، لم أكتب قبلاً بناءً على وصفة تُرضي "المكتوبجي" أو الرقيب، لطالما أرخيتُ حبل دلوي إلى بئر عميقة، من دون أن ألتفت إلى ما سيؤول إليه النصّ، سواء في "ورّاق الحب"، أو في "اختبار الندم"، أو في "عزلة الحلزون"، أو في "احتضار الفرس"، وبقية القائمة. على الدوام، هناك حفرة في الطريق، لكنني أسعى إلى تجاوزها في المسوّدات المتتالية غير عابئ بالمحاكمات اللاحقة. الآن، لا فكرة روائية جديدة لديّ، لذلك لا أعلم طبيعة التضاريس الوعرة التي ستواجهني مستقبلاً. أظنّ أن هذه اللحظة مربكة وغائمة، سواء لجهة كشف الحساب مع الديكتاتورية الآفلة وتفكيك شيفراتها الغامضة، أو اللحظة الراهنة بكل تعقيداتها ونياتها المضمرة. عموماً، ليس للروائي السوري رفاهية الكتابة خارج دائرة العنف ومائدة الحرب، فالمسلخ البشري الذي عشناه طويلاً ينطوي على مقارباتٍ لا تُحصى في كيفية معالجة تاريخ الذبيحة. قلتُ مرّة في حوار سابق "تضجّ الجنازات في رأسي أكثر من أغاني الغرام". 
- لو أن القارئ السوري الذي حُرم من قراءة "جنة البرابرة" مرّتين سيسمع منك ما يختزل مناخها اليوم، ماذا تقول له؟
على الأرجح، سأستعيد مفتتح الرواية: "أن تتلمّسَ كأعمى تضاريس الكيبورد، على ضوء شمعة، وموسيقى صاخبة لتعطيل أصوات القذائف، والألم 'بجرعات كبيرة'. عتمة وموسيقى وصوت مؤذن، وبقايا ثلج الأمس عند حافة النافذة، وذاكرة تستدرج على مهل روايات الآخرين عن مصائد الموت المخادعة".  
- تحفر، في روايتك "ماء العروس" التي صدرت مطلع العام الجاري (2025) في التاريخ السوري، وتأثير حزب البعث على مصائر شخوص الرواية مثل مطرقة تهوي بعنف فوق الرأس!
كتبت هذه الرواية بقوة الحدس، الحدس بأفول حزب البعث قبل سقوطه الفعلي، محاولاً إغلاق القوس على أحوال بلادٍ تحتضر في غرفة الإنعاش، بكيس من السيروم معلّقٍ بأنبوبٍ ضيّق ينتهي بوريد مفتوح على الغيبوبة والهلاك. وقد وردت هذه الإشارة أولاً في أحد فصول "جنّة البرابرة"، لكن الثيمة الأساسية التي انطلقت منها تتمحور حول طبقات الإذلال التي رمت بثقلها على كل شخصيات الرواية بأشكالٍ وصفعات مختلفة، ومحاولات الراوي تفكيك هذه المتاهة، خصوصاً في ما يتعلّق بفترة الثمانينيات من القرن المنصرم بكل صخبها الثقافي والأيديولوجي، وصولاً إلى اليوم الذي يحتشد بالموتى والمفقودين وألوان الخراب، والشعارات الجوفاء. وفي المقابل، محاولة الراوي استعادة زمن البراءة الأولى بالغوْص عميقاً في ماء النهر الذي يسمّى "ماء العروس" للارتواء منه، والخروج منه بخفّة الطائر ورشاقته، وأن يعود إلى ذلك المكان القصي، مدفوعاً بنفحةٍ صوفية افتقدها طويلاً، ورغب في أعماقه لو أنه لم يغادر تلك الجنّة. الجنّة التي بمذاق التّمر واللبن، ورائحة القرنفل والمَحلب، وآثار حوافر الخيل فوق الكثبان الرملية والصخور، وحكايات الجدّة عند موقد الحليب، وبياض أجراس القطن لحظة تفتّحها. 
- "قانون حراسة الشهوة"، و"ضد المكتبة"، و"نزهة الغراب"، و"حفرة الأعمى"، و"ناحية الماء والكلأ"، عناوين مجاورة لأعمالك الروائية، كيف تجنّسها نقديّاً؟
كلّ هذه العناوين كتبتها من موقع القارئ لا الناقد، فهي حصيلة ذائقة شخصية في بناء رفوف مكتبة، وهدم رفوف مكتبة أخرى، وتجوّال حرّ في تجارب كتّابٍ عربٍ وعالميين. وبمعنى آخر "مرافعات عن عمل الحكّائين"، أولئك الذين يروون تاريخاً مضادّاً قابلاً لأن يحدث بمجرد تدوينه أو النطق به، وتمارين على الشغف بنصوص عابرة للأزمنة، وتالياً "كل كتاب اعتذار من الذي سبقه، وحجة لكتابة الذي يليه"، كما يقول باتريك موديانو. ولن أنسى وصية تشينوا تشيبي في هذا المسلك "الكُتّاب لا يعطون وصفات طبية. إنهم يسببون الصداع". كانت هذه النزهات في غابة الكتب، بالنسبة لي، مرجعاً جمالياً في الكتابة، ومشغلاً سردياً لتطوير عمل المخيّلة، واشتباكاً مع حيوات خرجت من رحم الكتب إلى فضاء العيش.
بطاقة: 
ـ خليل صويلح روائي وصحافي سوري ولد في الحسكة عام 1959
ـ من رواياته "ورّاق الحب" و"اختبار الندم" التي ترجمت إلى الألمانية والأوكرانية، "بريد عاجل" و"دع عنك لومي" و"زهور وسارة وناريمان" و"سيأتيك الغزال" و"عزلة الحلزون". 
وله في النقد والدراسات: "قانون حراسة الشهوة" و"ضد المكتبة"، "نزهة الغراب"، "اغتصاب كان وأخواتها".  
ـ حاز "جائزة نجيب محفوظ" عام 2009 عن رواية "ورّاق الحب" 
ـ حاز "جائزة دبي للصحافة والإعلام" عام 2010 عن فئة الصحافة الثقافية. 
ـ حاز جائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2018.
## إشارة أميركية لرغبة بضبط العلاقات مع الصين قبل لقاء محتمل لترامب وشي
29 July 2025 07:27 AM UTC+00
قال مكتب الزعيم التايواني وليام لاي تشينغ تي، أمس الاثنين، إنه لا يخطط للسفر إلى الخارج في الوقت الحالي، وذلك بعد تقارير تفيد بأن توقفه المقترح في الولايات المتحدة قوبل بالرفض من قبل إدارة دونالد ترامب. وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز، اليوم الثلاثاء، نقلاً عن أشخاص مطلعين على القرار، أن واشنطن أبلغت لاي أنه لا يستطيع التوقف في نيويورك في طريقه إلى أميركا الجنوبية، حيث ورد في وقت سابق أنه يخطط لزيارة باراغواي وغواتيمالا وبليز.
وبحسب وسائل إعلام صينية، من المتوقع أن يزيل القرار عقبات كبيرة أمام عقد اجتماع محتمل بين الزعيمين الصيني شي جين بينغ والأميركي دونالد ترامب في وقت لاحق هذا العام. من جهتها، عزت المتحدثة باسم المكتب الرئاسي التايواني كارين كو، قرار عدم السفر إلى جهود إعادة التأهيل الجارية في جنوب تايوان، في أعقاب الإعصار الأخير، والتطورات الإقليمية، والرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة.
وكان لاي يخطط لـ"توقف" في الولايات المتحدة في أغسطس/آب المقبل، قد يأخذه إلى نيويورك وتكساس، في طريقه إلى أميركا الجنوبية، وهي الخطوة التي من المؤكد أنها ستثير غضب بكين. ويمثل إلغاء خطة لاي لعبور الولايات المتحدة انتكاسة كبيرة أخرى لحزبه التقدمي الديمقراطي، بعد فشله في نهاية الأسبوع في إزاحة 24 نائباً من حزب الكومينتانغ المعارض الرئيسي، في تصويت سحب الثقة.
هذا وكانت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست"، قد ذكرت في وقت سابق من الشهر الحالي، نقلاً عن مصادر، أنّ ترامب قد يزور الصين قبل ذهابه إلى قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) بين 30 أكتوبر/تشرين الأول وأول نوفمبر/ تشرين الثاني، أو قد يلتقي نظيره الصيني شي جين بينغ على هامش القمة المقررة في كوريا الجنوبية. ويسعى البلدان إلى التفاوض لإنهاء حرب الرسوم الجمركية المتصاعدة، التي أدت إلى اضطراب التجارة العالمية وسلاسل التوريد.
وفي السياق، قال ترامب، اليوم الثلاثاء، إنه لا يسعى إلى عقد قمة مع الرئيس الصيني، لكنه أضاف أنه قد يزور الصين بناء على دعوة من شي، والتي قال ترامب إنها وُجهت إليه. وذكر عبر تروث سوشيال "قد أذهب إلى الصين، لكن لن يكون ذلك إلا بناء على دعوة من الرئيس شي، والتي تم توجيهها رسمياً... وإلا فلن أهتم". وحسبما قالت مصادر لـ"رويترز" في وقت سابق، ناقش مساعدون لترامب وشي احتمال عقد اجتماع بين الزعيمين خلال رحلة للرئيس الأميركي إلى آسيا في وقت لاحق من هذا العام.
وستكون هذه الرحلة أول لقاء مباشر بين الاثنين منذ بدء الولاية الرئاسية الثانية لترامب، في وقت لا يزال فيه التوتر التجاري والأمني بين القوتين العظميين المتنافستين يتصاعد. وفي حين لم يتم وضع اللمسات النهائية على خطط للاجتماع، تشمل مناقشات على جانبي المحيط الهادي احتمال توقف ترامب في وقت قريب من موعد قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي في كوريا الجنوبية، أو إجراء محادثات على هامش الحدث وفقاً لمصادر "رويترز".
وسعى ترامب إلى فرض رسوم جمركية على جميع السلع تقريباً التي يستوردها الأميركيون، إذ يقول إن ذلك سيحفز الصناعة المحلية، بينما يرى منتقدون أن ذلك سيؤدي إلى رفع أسعار عدد كبير من السلع على المستهلكين في الولايات المتحدة. ودعا ترامب أيضاً لفرض رسوم جمركية أساسية قدرها 10% على السلع المستوردة من جميع الدول، مع فرض معدلات أعلى على البضائع القادمة من الدول الأكثر "إشكالية"، بما في ذلك الصين التي تخضع الآن لأعلى رسوم وهي 55%.
يشار أن كبار المسؤولين الاقتصاديين من الولايات المتحدة والصين استأنفوا أمس الاثنين الجولة الثالثة من المحادثات التجارية بينهما في العاصمة السويدية استوكهولم، في محاولة للتغلب على الخلافات الاقتصادية القائمة منذ وقت طويل، والتي تدور حولها الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، إذ سيسعون لتمديد هدنة تجارية لمدة ثلاثة أشهر، والتي أوقفت تطبيق الرسوم الجمركية مرتفعة.
وتواجه الصين موعداً نهائياً في 12 أغسطس للتوصل إلى اتفاق دائم بشأن الرسوم الجمركية مع إدارة ترامب، بعدما توصل البلدان إلى اتفاقات أولية في مايو ويونيو/حزيران لإنهاء تبادلهما فرض رسوم جمركية، ووقف تصدير المعادن الأرضية النادرة في تصعيد استمر لأسابيع. وعُقد آخر اجتماع رفيع المستوى بين البلدين في 11 يوليو/تموز، حينما التقى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في ماليزيا مع نظيره الصيني وانغ يي، في اجتماع وصفاه بأنه مثمر وإيجابي، لبحث سبل سير المفاوضات التجارية.
وأشار روبيو حينها إلى أن ترامب تلقى دعوة لزيارة الصين من أجل عقد اجتماع مع شي، وقال إن الزعيمين "يرغبان في حدوث ذلك"، بينما أكد وزير التجارة الصيني وانغ ون تاو، أن الصين ترغب في إعادة علاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة إلى مسارها الصحيح، وأن أحدث جولة من المحادثات في أوروبا أظهرت عدم وجود حاجة لحرب جمركية.
## السويداء... نظرة من زوايا متعدّدة
29 July 2025 07:37 AM UTC+00
"عاداتنا نملي الحلة/ يوم المتاريس منصوبة"... هذا بيت من قصيدة طويلة تغنّى في كل مناسبة على شكل جوفية، ولعل هاتين الصفتين الكرم (نملّي الحلة) والشجاعة (المتاريس منصوبة) أهم صفتين تريد السويداء (في جنوب سورية) أن تتصف بهما، بل ربما نذهب إلى أبعد من ذلك، فنقول إن أهل السويداء يربطون معظم قيمهم الاجتماعية بهاتين القيمتين، ويشتقون معظم قيمهم الأخلاقية منهما، فلا مكان بينهم لمن لا يكرم ضيفه، ولا مكان بينهم لمن لا يستنفر دفاعاً عن أرضه وعرضه وكرامته، وهل هناك أبلغ من أن يصفوا أنفسهم بأنهم يكرّمون ضيوفهم بحلة ممتلئة وهم يحاربون (يوم المتاريس منصوبة)، فلا تثنيهم الحرب عن إكرام الضيف، ولا تشغلهم المعارك عن واجب الضيافة.
الكرم والشجاعة من الفضائل التي تمسك بها العرب وتغنوا بها كثيراً، لكن كل المجتمعات التي انتقلت من حالة البداوة إلى حالات من الاستقرار المدني بدأت تتخلّى أو تمدّن أو تحوّر أو تطوّر هذه القيم بما يناسب واقعها الجديد، ما يلفت النظر في السويداء أن أهالي السويداء بمقدار تمسّكهم وسعيهم الحثيث باتجاه التمدّن والمدنية، بمقدار تمسّكهم الشديد بقيمهم وفضائلهم القديمة، حتى إن المراقب يشعر معهم بأنه إزاء حالة تحتاج منهجية خاصة لفهمها وأدوات معرفية خاصة بها، لتبيان واقعها.
ولأننا بدأنا ببيتٍ من قصيدة تغنّى على لون الجوفية، فمن المناسب أن نستطرد في الحديث عن هذا اللون وأثره في تثبيت القيم الأخلاقية وزرعها في الأجيال الجديدة، علمًا أن الجوفية فنٌّ لا يخصّ السويداء وحدها، وأغلب الظن أنه قادم من منطقة الجوف في الجزيرة العربية، ولذلك نسب إليها، فهو فنٌّ متداولٌ في كل حوران والبادية الأردنية وبعض مناطق شمال السعودية، لكنه في السويداء الفن الأول الذي يُغنّى في كل الأعراس، والعرس الذي لا تنعقد فيه الجوفية يكون بارداً، بل ربما تعرّض أهله لنقدٍ أو ملامة، لعدم انعقاد الجوفية فيه، حتى لو حصل فيه مختلف أشكال الغناء الأخرى، فالجوفيّة سيدة الفن الشعبي، ويجب ألا يخلو عرسٌ منها، وقد تغنّى في الأتراح والمآتم، خصوصاً في تشييع الشهداء.
تُغنّى الجوفية بعدّة ألحان، وتنظّم على عدّة أوزان من الشعر، ولهجتها بدوية، وكلما أغرقت في اللهجة البدوية كانت محبّبة أكثر، منها السريعة الخفيفة، وهذه تكون حماسية، شطر البيت فيها يكون قصيراً كالبيت الموجود أعلاه. ويكون هذا النوع من أوزان مركّبة عادة، ومنها ما يكون على وزن واضح من أوزان الخليل، كالهجيني الطويل (بحر الرمل) كهجينية زيد الأطرش التي مطلعها:
من هضاب شاد أهلنا فوق منه/ موطناً للعز موفور الكرامة
من جبل حوران بيعرب تكنى/ يا المشكك دونك وشاح الوساما
فهذا ضرب من الهجيني الطويل يغنّى على شكل جوفية. أو أوزان أخرى كالرجز والكامل والهزج:
رعدٍ هدر قامت بروقه تشلعي/ تحدر سحابا من أربع قطاب السما
 أما مواضيع الجوفيات فهي ذكر معارك السويداء وبطولاتها. ولهذا أوضحت السطور أعلاه أن لهذا الفن دورًا محوريًّا في تثبيت قيمة الشجاعة والنخوة والفزعة عند أبناء السويداء، فكل جوفية تتحدّث عن مناسبة فيها حدث بطولي قام به أبناء السويداء. وتكرار هذه الجوفيات في كل مناسبة يعني تكرار التذكير بهذه البطولات، وتكريس قيمة الشجاعة والنخوة والفزعة، فما زالت الجوفيات التي نظمت على معارك مع العثمانيين والفرنسيين وحملة إبراهيم باشا على بلاد الشام تتكرّر، ويكاد لا يوجد من لا يعرف مناسبة كل جوفية ومن نظمها، وماذا حدث في هذه المناسبة.
ثبتت الجوفية في وجه تقنيات الغناء الحديثة (أجهزة التسجيل ومكبّرات الصوت ومكاسره) بل هناك ما يشبه الإصرار على التمسك بها
وهناك لونان آخران من ألوان الغناء التقليدي، هما الهولية، وقد بدأت بالانحسار، حتى إنها أوشكت على الانقراض بسبب قدرة التقنيات الحديثة على أخذ دورها، والهولية فنٌّ غنائيٌّ جماعي يعتمد على حركات إيقاعية منتظمة ومواضيع غنائها غزل فقط. وربما لهذا السبب لم يتمسّك بها أهل السويداء. والنوع الثاني دبكة المجوز والشبابة، وهي قريبة جدّاً من الدبكة في بلاد الشام، ولم يطرأ تغييرٌ فيها، إنما قد يستغنى عن وجود المجوز وعازفه إذا وُجدت أجهزة الصوت المناسبة.
ثبتت الجوفية في وجه تقنيات الغناء الحديثة (أجهزة التسجيل ومكبّرات الصوت ومكاسره) بل هناك ما يشبه الإصرار على التمسّك بها، وتراجعت الهولية، وهذا يفسر قولنا أعلاه إن الجوفية تغذي قيمة مهمة عند أهل السويداء هي بطولاتهم وشجاعتهم، وهذه القيمة لا يمكن تعويضها بالغناء المسجّل أو التقنيات الحديثة، في حين تراجعت الهولية لصالح هذه التقنيات، لأن ما تقدّمه الأغنيات الحديثة من معاني الغزل يستطيع أن يعوّض ما تقدّمه الهولية.
معلومٌ أن الغالبية العظمى من أبناء السويداء ينتمون إلى مذهب التوحيد (دروز)، ولهم دور عبادة خاصّة تسمّى مجلس وخلوة. ولهذا، الجوامع قليلة في هذه المحافظة، وقد أدّى هذا إلى ظهور ساحات في كل قرية أو بلدة أو مدينة تسمّى "الموقف"، وهو ساحة كبيرة فيها مدرج ومكان لصلاة الجنازة، وصلاة الجنازة تقام على الطريقة الإسلامية تمامًا، لكن لا يقوم بها إلا بضعة مشايخ، بينما يكون الآخرون في حالة صمت ووجوم وخشوع، وهذا لا ينافي التعاليم الإسلامية، إذ إن صلاة الجنازة فرض كفاية، وليست فرض عين. الملفت للنظر في تقاليد العزاء أن أهل المتوفّى يسمّون "آل الحريبة"، وجاءت هذه التسمية من كثرة الموت بسبب الحرب، وبشكل خاص موت الرجال، واستمرّت هذه التسمية، يقف آل الحريبة في ركن من أركان الموقف، وتتوافد وفود المعزّين لتعزيتهم، ويبدأ المعزّون في ذكر مناقب الفقيد، حتى كأنك تشعر بأن مناسبة الوفاة تجعل من المتوفى وكأنه في محكمة اجتماعية، لكنها محكمة متحيزة للفضائل (اذكروا محاسن موتاكم)، وهذه عادةٌ نبيلةٌ من عادات السويداء ساهمت مساهمة كبيرة في تعزيز الفضائل والقيم النبيلة، لأن لما يذكرُه المعزّون دورًا كبيرًا جدًّا في نفس آل الحريبة.
تتميّز السويداء باحتفاء أهلها بالشعر بشكل عام وبالشعر الشعبي بشكل خاص، فيكاد لا يوجد شخص في السويداء لا يحفظ قصيدة لشاعر ما، والشعر النبطي هو أشهر أنواع الشعر الشعبي فيها، وأشهر أوزانه على الإطلاق هو ما يسمى في السويداء الشروقي، وهو وزن المسحوب في الخليج العربي، والشعر النبطي في السويداء يتميز بأنه تطرق إلى كل مواضيع الحياة على خلاف المناطق الأخرى التي ينتشر فيها، فنحن نجد في شعر الجزيرة العربية أن الشعر النبطي تطرّق إلى الغزل والرثاء وقيم القبيلة والقيم البدوية إلخ... لكنه لم يتطرّق إلى القضايا العربية الكبيرة، مثل قضية العروبة وقضية فلسطين، فيما تطرّق الشعر النبطي في السويداء بكثافة وكثرة إلى قضية فلسطين والعروبة وحرب لبنان (الاجتياح الإسرائيلي للبنان)، ولهذا دلالات متعدّدة، ربما أهمها أن القضايا الكبرى شعبية بامتياز، إلى درجة أن الشعر الشعبي يتناولها، رغم أنها في مناطق أخرى هي من نصيب الشعر الفصيح، ولا نصيب للشعر الشعبي بها، وخصوصاً النبطي، فلم نسمع في الأردن أو الجزيرة العربية بقصيدة نبطية تتناول الصراع العربي الإسرائيلي، لكننا نجد وبكثرة قصائد لكل الشعراء النبطيين في السويداء تناولت هذه المواضيع. ولافتٌ أنها تناولت هذه القضايا بنفس عروبي يؤمن بالقومية العربية سبيلاً لحل القضية الفلسطينية.
أبناء السويداء لم يخوضوا سوى معركتين كبيرتين خارج محافظتهم، فيما كل المعارك الأخرى خاضوها على أرضهم، أي أنهم لم يكونوا في حالة هجوم إلا في معركتين كبيرتين انتصروا بواحدة
أما عن عادات الزواج في السويداء، فالمذهب الدرزي لا يجيز تعدّد الزوجات لأبنائه، ولا يجيز إعادة المطلّقة. ولهذا نرى أن المجتمع في السويداء لا يستسيغ الطلاق. من دون مبرّرات كافية وموجبات قوية، يُنظر إليه نظرة فيها كثير من الإدانة وقلة الاحترام للرجل بشكل خاص. ولا يتزوج أبناء المذهب الدرزي من غير مذهبهم، ومن يتزوّج من غير المذهب ينبذ في المجتمع، ولا يستطيع أن يكون شيخًا في الدين. والسيئ أن المرأة التي تتزوج من خارج المذهب تُقتل، مع أن هذه العادة أخذت بالانحسار في السنوات الأخيرة، لكن تهديد القتل ما زال موجوداً في العرف الاجتماعي، والقتل ليس أمراً دينيّاً، فالتعاليم الدينية تقضي بفسخ الزواج وإرجاع المرأة إلى أهلها والحجر عليها، أما القتل فهو عرف اجتماعي وليس أمراً دينيّاً، لكن لا يوجد أمر ديني بمنعه، بل قد يتواطأ مشايخ الدين عليه ويبرّرونه، وقد يتواطأ القضاء معهم أيضاً بحكم مخفف قد لا يتجاوز السجن ستة أشهر.
يتم عقد الزواج، حسب الشريعة الإسلامية، بمهر معلن معجّل ومؤجّل، وقد جرت الأعراف في السنوات الأخيرة بالتخفّف من المعجل إلى درجة إلغائه في أحيانٍ كثيرة، وتثبيت المؤجل إلى حين الطلاق، إن حصل، تسهيلاً لعملية الزواج وتخفيفاً على الأزواج من أجل مساعدتهم في البدء ببناء حياتهم وتشكيل أسرهم من دون أعباء إضافية.
تحدثت السطور أعلاه عن أهمية قيمة الشجاعة، ولا بد لنا من القول إن أبناء السويداء لم يخوضوا سوى معركتين كبيرتين خارج محافظتهم، فيما كل المعارك الأخرى خاضوها على أرضهم، أي أنهم لم يكونوا في حالة هجوم إلا في معركتين كبيرتين انتصروا بواحدة، هي معركة ضمير جنوب دمشق، وهزموا في الأخرى، وهي معركة المسيفرة ضد الاحتلال الفرنسي. وقد خاضوا مناوشات كثيرة متفرقة على حدود محافظتهم، لكنها لا ترقى إلى أن تسمّى معركة كبيرة أو حرباً، أما حروبهم في داخل المحافظة، فقد انتصروا فيها كلها، فقد انتصروا في كل معاركهم ضد العثمانيين، ولم يستطع العثمانيون فرض سيطرتهم على السويداء إلا بشروط أهلها في عدم التجنيد وعدم تسليم السلاح، وانتصروا في حربهم ضد حملة إبراهيم باشا (الحملة المصرية على بلاد الشام)، واستطاعوا تكبيد الجيش المصري خسائر فادحة أرغمته على الانسحاب من بلاد الشام والعودة إلى مصر. ومن المناسب القول إن سبب ثورتهم عليه محاولة شريف باشا، والي إبراهيم باشا على دمشق، أن يجنّد أبناء السويداء في الجيش، وأن يرغمهم على تسليم سلاحهم، فثاروا عليه وانتصروا، ومعاركهم ضد الاحتلال الفرنسي في العين والمزرعة والكفر ومختلف المناطق، والتي تصادف هذه الأيام الذكرى المئوية لها.
معاركهم مع هذه الدول والاحتلالات كان فيها قاسمٌ مشترك، هو موضوع تسليم السلاح والتجنيد، وهو موضوع الخلاف الدائم مع كل من يرى أبناء السويداء فيهم العداء أو يتحسّسون فيهم الغدر، فقد رفضوا الجندية الإجبارية في جيش بشّار الأسد بعد عام 2011 ، ورفضوا تسليم سلاحهم لحكومة الرئيس أحمد الشرع.
## أحداث الجنوب السوري ومشاريع التقسيم الإسرائيلية
29 July 2025 07:38 AM UTC+00
كتبتُ في عام 2020 منشوراً على صفحتي في "فيسبوك" ذكرتُ فيه أن رئيس المجلس العسكري للمنطقة الجنوبية الذي كان في الأردن أطلعني في العام 2012 على خريطة لسورية، تتضمّن بوضوح دولة درزية، تمتد من السويداء وحتى جبل الشوف في لبنان، بما فيها أجزاء كبيرة من أراضي حوران المتصلة مع الجولان المحتل. وعندما سألتُ رئيس المجلس العسكري عن مصدر الخريطة، قال لي إن أطرافا أميركية أعطته إياها، في إشارة إلى أجهزة المخابرات. 
بعد ذلك المنشور، اتصل بي صديق من السويداء مقيمٌ في أوروبا، وهو يمثل أحد الأحزاب التي نشأت بعد الثورة السورية، ولا تمانع من التعامل مع إسرائيل. وقال لي إنه سوف يرسل إلي خريطة، وعليّ أن أخبره فيما إذا كانت نفسها التي رأيتها أم تختلف عنها. فكانت تقريباً الخريطة نفسها.
لاحقاً، حصلت عدة اتصالات بيني وبين هذا الصديق، طلب مني في أحدها أن أقترح عليه أسماء وازنة في منطقة درعا في الجنوب السوري التي أنتمي إليها، للتواصل معهم وطرح المشروع عليهم، كون فكرة الدولة الدرزية لا تهدف إلى تهجير أبناء المنطقة من أهل حوران ممن تشملهم خريطة التقسيم، وإنما استيعابهم داخلها. يومها تعاملتُ مع الموضوع بنوع من السخرية، وقلت له إنها فكرة غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع إطلاقاً، لأن المنطقة المقصودة بالتقسيم في حوران يعيش فيها أكثر من نصف مليون نسمة من السنّة مع أقلية مسيحية، أي سوف يكون عددهم أكثر من الدروز أو مساوياً له، وهو ما يفقد فكرة الدولة الدرزية الخالصة من جوهرها.
وليد جنبلاط أوقف مشروع التقسيم جنوب سورية كما فعل والده في 1969
بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، سارعت إحدى الفئات في السويداء إلى رفض الحكم الجديد جملة وتفصيلا، وحتى قبل أن يتّضح خيرُه من شره، ثم أخذت بإصدار البيانات وإطلاق التصريحات، التي وصلت في بعضها إلى حد التهديد باستخدام السلاح لإسقاط الدولة الجديدة، بذريعة أنها حكومة متطرّفة وغير ديمقراطية وغير علمانية، وتبيّن لاحقاً أن هذه الفئة تدعمها فصائل عسكرية محلية، تمتلك أسلحة كثيرة ومتطوّرة، ومشروعها أكبر بكثير مما تدّعيه. ويعزّز هذا الكلام أن الرئيس السابق للحزب التقدّمي الاشتراكي في لبنان، وليد جنبلاط، الذي ينتمي للطائفة الدرزية، كان أول شخصية عربية ودولية تزور الرئيس أحمد الشرع، وظن كثيرون يومها أن الزيارة تأتي في إطار المكايدة السياسية مع نظام بشّار الأسد الذي كان يعارضه جنبلاط، ثم اتضح، وبحسب ما صرّح جنبلاط نفسه، أن زيارته لم تكن تحتمل التأجيل، وأشار بلغة مبطنة إلى أن ما يجري التبييت له في السويداء يهدف إلى إحداث صدامٍ بين الدروز والإسلام خدمة للكيان الصهيوني، الذي يعتزم إحاطة نفسه بحائط صد من أبناء الطائفة الدرزية، تفصل بينه وبين الدول العربية المحيطة به، فينتهي بذلك الخطر الذي يهدده من وجهة نظره. 
عودة إلى الوراء قليلاً
يحيلنا موقف وليد جنبلاط إلى موقف والده كمال جنبلاط، الذي أفشل مشروعاً مشابهاً في نهاية الستينيات من القرن الماضي، عندما بدأت إسرائيل بالتواصل مع شخصيات درزية بارزة من الجولان، منها كمال كنج أبو صالح، ومن لبنان كمال أبو لطيف، في أعقاب هزيمة حزيران (1967)، حيث شعرت إسرائيل يومها بأن الدول العربية في حالة ضعف شديد، ما يسمح لها بتمرير مشروع دولة درزية محيطة بها.
في تلك الفترة، أخبر كل من كمال أبو صالح وكمال أبو لطيف كمال جنبلاط بأنهم يجتمعون مع المخابرات الإسرائيلية التي تطرح عليهم فكرة الدولة الدرزية، فطلب منهم الاستمرار في تلك الاجتماعات حتى تتضح الصورة كاملة، وعندما تبيّن أن إسرائيل تنوي بالفعل تقسيم سورية ولبنان، أخبر كمال جنبلاط في 1969 كلاً من العراق وسورية ومصر، أيام جمال عبد الناصر، وجرى إفشال المشروع. بعدها اعتقلت إسرائيل كمال كنج أبو صالح وحكمت عليه بالسجن 24 عاما، بينما اغتيل كمال أبو لطيف في لبنان في ظروف غامضة.
رغم فشل مشروع التقسيم آنذاك، لم تتوقّف إسرائيل عن المضي فيه في السنوات التالية، حيث دعمت في 1976 مليشيات من أبناء جنوب لبنان، ذوي الأغلبية المسيحية المارونية (مع أقلية مسلمة) بقيادة الرائد سعد حداد، وشكّلت ما يسمى جيش لبنان الجنوبي. ثم في 1978 اجتاحت جنوب لبنان، فيما عرف بعملية الليطاني، بغرض توسعة سيطرة عميلها سعد حداد على المنطقة، واستخدمته آنذاك حائطَ صد ضد منظّمة التحرير الفلسطينية والمقاومة اللبنانية في الجنوب. وفي 1982 اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان واحتلته كاملا، وهو الاحتلال الذي استمر حتى مايو/ أيار 2000، عندما انسحبت من جنوب لبنان بعد أن ثبت فشل مشروعها التقسيمي، بإحداث كيان مسيحي ماروني على "حدودها" الشمالية مع لبنان، ومن ثم إيجاد كيان درزي على "حدودها" مع ما تبقى من لبنان وسورية في أقصى الشمال الشرقي. وقد توفي سعد حداد في 1984، وتولّى أنطوان لحد قيادة ما يسمّى جيش لبنان الجنوبي، الذي انتهى به الأمر لاجئاً في إسرائيل بعد انسحابها من الجنوب، وخائناً ومنبوذاً من اللبنانيين والعرب جميعا. 
بدأ السلاح يصل إلى السويداء قبل سقوط النظام، وعلى الأغلب بعلم من بشّار الأسد
دروز السويداء ومشروع التقسيم
لا يوجد تحديد زمني دقيق للفترة التي بدأت فيها إسرائيل بالتواصل مع شخصيات في السويداء عبر دروز فلسطين من أجل العمل على مشروع التقسيم. حتى وليد جنبلاط عندما سئل في لقائه مع التلفزيون العربي قبل نحو ثلاثة أشهر عن الأمر، قال إن هذا التواصل منذ فترة طويلة. ويبدو أنه كان يشير إلى ما بعد انطلاق الثورة السورية في العام 2011. وقد حاولت أن أعرف من الصديق من السويداء، إلا أنه لم يحدد بدقة ولمح إلى 2019. غير أن مراقبين ومتابعين كثيرين يرون أن الأمر يعود إلى ما قبل ذلك بعدة سنوات، ويشيرون تحديداً إلى تاريخ مقتل الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في السويداء، الشيخ أحمد الهجري في 2012 بحادث سيارة، يعتقدون أنه كان مدبرا للتخلص من الرجل، كونه كان أقرب إلى الثورة السورية، ومن ثم الإتيان بشقيقه حكمت الهجري لتولي المنصب مكانه، باعتباره أكثر مرونة. وهو ما اتضح لاحقا من خلال مواقفه التي أصبحت مؤيدة لبشّار الأسد بشكل كامل، ولم يغيّر هذا الموقف إلا مع انطلاق الاحتجاجات الشعبية في ساحة الكرامة في السويداء منتصف العام 2023، عندما وقف إلى جانبها، وبدأ يطالب بشّار الأسد بالرحيل.
ويحتج أصحاب الرأي السابق بأن حكمت الهجري كان منذ البداية مشروع عميل لإسرائيل، من خلال سعيه إلى السيطرة على السويداء واحتكار القرار السيادي فيها، إذ نجح بإصدار قانون عن وزارة الأوقاف السورية، يعتبره الرئيس الروحي الأول للطائفة الدرزية، بمعنى أن عدم موافقته على أي قرار يلغي موافقة الشيخين الآخرين الممثلين للطائفة، يوسف الجربوع وحمود الحناوي. وهو ما حدث بعد ذلك وتكرر أكثر من مرّة، وخصوصاً بعد سقوط نظام بشّار الأسد وتسلم الرئيس أحمد الشرع السلطة الانتقالية في سورية.  
ومهما يقال عن البدايات، وهي مهمّة، تبقى الأسئلة الأهم: كيف دخل السلاح بهذه الكمية الكبيرة إلى السويداء؟ ومتى؟ وما هو مصدره؟ وهل كان نظام الأسد قبل سقوطه يعلم بهذا السلاح ثم غضّ الطرف عنه كونه كان يخطّط للهروب من البلد من أجل خلط الأوراق بعده؟ ... في بحثٍ عن الإجابة على هذه التساؤلات، ثمة من يفيد بأن بداية التسلح كانت في 2022. وعندما انطلقت السويداء في احتجاجاتها الشعبية بعد ذلك بعام، كان المشجّعون للحراك هم أنفسهم من كانوا حتى الأمس القريب من الموالين لبشّار الأسد، وكانوا هم أنفسهم المتسلحين. ويبدو أن أجهزة الأسد كانت على علم بدخول السلاح إلى السويداء، فلم يحاول النظام أن يقترب من احتجاجات ساحة الكرامة، لكن إعلامه في البداية شنّ هجوماً شرساً على أبناء السويداء، واتهمهم صراحة بالعمالة لإسرائيل. وحسب معلومات غير مؤكدة فإن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لعبت دوراً كبيراً في إيصال السلاح إلى السويداء، وتحدّث آخرون عن إسرائيل، وهناك من يشير إلى قاعدة التنف، كون الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، كان مقتنعاً بمشاريع إسرائيل التقسيمية في المنطقة. وفي العموم، يمكن القول إن جميع هذه الأطراف لعبت دوراً في تسليح بعض الفصائل في السويداء، مع اختلاف المصالح والأهداف فيما بينها.
ماذا تريد إسرائيل؟
معروفٌ أن إسرائيل تحاول استثمار أقل حالة ضعفٍ في الوضع العربي من أجل تنفيذ مشروعاتها، فما بالنا بحالة ضعف أكثر من تدمير سورية وانهيار كامل لما يسمّى محور المقاومة والممانعة. لذلك كانت إسرائيل تستعد لاحتمال انهيار النظام. وعندما هرب بشّار الأسد وأركان حكمه نهاية العام الماضي، قامت بتدمير كامل مقدّرات الجيش السوري من أسلحة وذخائر، ثم أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حمايته الدروز في سورية، وهدّد باستخدام القوة في حال التعرّض لهم، وهو ما نفذه خلال أحداث جرمانا وصحنايا قبل نحو ثلاثة أشهر، ومن ثم أحداث السويداء أخيراً، وأعلن بعدها المنطقة الجنوبية بالكامل منزوعة السلاح، يمنع على الجيش السوري الدخول إليها بالكامل. ومن يراقب حدود هذه المنطقة، يدرك أنها تشابه حدود التقسيم المسمّى دولة درزية، المطلوب منها أن تحجب إسرائيل عن لبنان وسورية. وتقتضي خطة نتنياهو، بعد أن يحقق هذه الحزام الأمني الدرزي، أن يعلن مشايخ الدروز التبرؤ من القومية العربية ومن الدين الإسلامي، وإعلان الدرزية  ديانة مستقلة، وأن الدروز قومية منفصلة وقائمة بحد ذاتها، وأنها أقرب إلى اليهود دينا وعرقا من العرب. هذا ما أفصحت عنه شخصيات وطنية درزية، منهم سعيد نفاع من فلسطين وصالح زهر الدين من لبنان، بالإضافة إلى أن وليد جنبلاط، الذي ذكر أكثر من مرّة إن إسرائيل تريد أن تضع الدروز في مواجهة مع الإسلام والعرب، بمعنى أنها، من خلال مشروع الدولة الدرزية، لا تسعى إلى تطويق نفسها بحائط صد فقط، وإنما ايضاً إعدام جميع الخيارات أمام هذا الحائط، وجعله هو من يدافع عن وجود إسرائيل بمنتهى الشراسة، لأن نهايتها تعني نهايته، بعد أن أصبح شاذّاً في محيطيه العربي والإسلامي.
واضحٌ، إذن، أن المخطط الذي ترسم له إسرائيل خطير جدا، ويضع الدروز بالفعل في مواجهة مع دولهم التي ينتمون إليها، عبر تحويلهم من مواطنين إلى أعداء. ولهذا نجد أن من يروّجون هذا الموضوع هم بعض دروز فلسطين، أو بصورة أدق قيادتهم الروحية ممثلة بالشيخ موفق طريف، الذي يحتكر قرار دروز فلسطين، بالإضافة إلى فصائل من دروز السويداء ممثلة بالشيخ حكمت الهجري، الذي حاول احتكار كامل قرار دروز سورية، وليس السويداء فحسب، وعلى غرار طريف. والواضح أن من يسيرون وراء هذا المشروع لا يزالون أقلية، وإن بدا أن نسبيتهم بعد أحداث السويداء أخيراً زادت. وعلى أرض الواقع، لا يمكن أن تقرّر هذا الأمر فئات في فلسطين أو سورية، حتى لو كانت إسرائيل بجبروتها العسكري خلفهم،  بل هو قرار الشعب السوري بالكامل، الذي لن يسمح بتمرير هذا المشروع مهما كلف الأمر.
يرى مراقبون كثيرون أن فكرة السلام الإبراهيمي التي اخترعها ترامب تهدف إلى الرد على مخاوف إسرائيل من جيرانها العرب والمسلمين
هل السلام الإبراهيمي بديل عن مشروع التقسيم؟
ظهرت فكرة السلام الإبراهيمي، في أثناء الولاية الأولى للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وبالذات في نهاية ولايته عندما شهدت حديقة البيت الأبيض الجنوبية في 15 سبتمبر/ أيلول 2020 مراسم توقيع ما أطلق عليه "اتفاقات أبراهام"، بين الإمارات والبحرين من جهة وإسرائيل من جهة ثانية. وتطمح هذه الاتفاقات إلى إيجاد صيغة توافقية بين الأديان الثلاثة التي تنتسب إلى إبراهيم عليه السلام، الإسلام والمسيحية واليهودية، وتمثل هذه الصيغة الحد الأدنى المشترك بينها في الإيمان، لكن ما علاقتها بمشروع التقسيم؟ 
يرى مراقبون كثيرون أن فكرة السلام الإبراهيمي التي اخترعها ترامب تهدف إلى الرد على مخاوف إسرائيل من جيرانها العرب والمسلمين، والتي تدفعها إلى التفكير بإقامة جدران عازلة بينها وبينهم، من خلال مشروع بديل يقوم على اختراع دين جديد يوحّد مواقف أصحاب الديانات الثلاث تجاه بعضهم بعضاً، كما ويقلّل من العداوة التاريخية بينهم، وصولا إلى فكرة السلام المجتمعي الذي يعني التطبيع والحياة الطبيعية الكاملة بين اليهود والمسيحيين والمسلمين الذين يعيشون في المنطقة العربية. وهناك من يرى أيضا أن قدوم الرئيس أحمد الشرع إلى حكم سورية، بما يمثله من خلفية إسلامية، بالإضافة إلى رفع الرئيس ترامب جميع العقوبات الأميركية عنه وعن سورية، إنما جاء بعد اشتراطات من الجانب الأميركي بقبول سورية الانخراط في مباحثات سلام مع إسرائيل. أما إسرائيل، فترى أن المشروع غير مجد ما لم تنخرط فيه دول إسلامية وازنة مثل المملكة العربية السعودية، التي تشترط لأي علاقة تطبيع أن يكون قائما في البداية على حل الدولتين، إسرائيلية وفلسطينية، وهو ما ترفضه إسرائيل بالكامل. ومن جهة ثانية، تدرك السعودية أن مشروع التقسيم غير قابل للتطبيق على أرض الواقع، وفق ما تسعى إليه إسرائيل، وإنما تستخدمه أداةً من أدوات الضغط لإجبارها مع سورية على توقيع اتفاقية سلام معها بدون أية شروط. لهذا سارعت المملكة بالإعلان عن استثمارات ضخمة في سورية بأكثر من ستة مليارات دولار، في إشارة إلى أنها تقف إلى جانب سورية في مواجهة كل مشاريع التقسيم.
في الختام، ومهما قللنا من خطورة ما تخطط له إسرائيل في المنطقة، فهي نجحت في إثارة الفوضى في سورية، وهي بكل تأكيد قادرة على إثارة مزيد من الفوضى، نظراً إلى أن من يستطيع ردعها لا يريد أن يردعها، فما يفعله الأجير يطيب للمعلم، كما يقول المثل الشعبي.
## بعد تقرير لجنة الساحل
29 July 2025 07:42 AM UTC+00
لا نحمل السلّم بالعرض في شؤون سورية وأحوالها، في الذي نراه فيها ونشتهيه لها، ولا تأخُذُنا غواية التأشير إلى كل خطأ أو خطيئةٍ إلى التعامي عن الإيجابيِّ والطيّب والحسن. وأداء اللجنة الوطنية للتحقيق وتقصّي الحقائق في أحداث الساحل (مارس/ آذار 2025)، برئاسة القاضي جمعة الدبيس العنزي، جديرٌ بكل تقدير، كما عوين في تقريرها الذي أشهرته الأسبوع الماضي، سيّما أنها لم تدّع الكمال والاكتمال. وقد طرحت توصياتٍ، يعتقد صاحب هذه السطور أنها شديدة الإلحاح، وأنّ من شأن أخذ صانع القرار في دمشق بها أن يُسهم كثيراً في تفادي الشنائع والممارسات الشاذّة التي صارت تقترن بقوى وفصائل عسكرية وأمنية في الدولة. والقول من قبل ومن بعد إن الثقة المطلقة بين الشعب والجيش (وأجهزة الأمن) في أي بلدٍ واحدةٌ من بديهيّات الاستقرار العام فيها. ولئن يرى أهلُ اختصاص، أو معنيّون بشخوصهم، أفراداً وعائلات، بوقائع الساحل المريعة، هناتٍ في هذا الموضع أو ذاك في التقرير، فهذا لا يعدَم التنويه المستحقّ به، ولا البدء فوراً في تنزيل توصياته التي تلتقي مع مطالب سوريين بلا عدد، يتطلّعون إلى إقامة دولةٍ راشدةٍ وحكيمةٍ ورحيمة، تحتضنهم وتحميهم وتؤمّن لهم كل سبل الكرامة والعدالة. 
انتهى عمل اللجنة (سبعة أعضاء)، وأنجزت ما جرى تكليفُها به بقرارٍ رئاسيٍّ، ومنه "الكشف عن الأسباب والظروف والملابسات التي أدّت إلى وقوع تلك الأحداث، والتحقيق في الانتهاكات التي تعرّض لها المدنيون والمؤسّسات ورجال الأمن والجيش، وتحديد المسؤولين عنها". ونظنّها فرصةً كبرى للحكم في سورية الجديدة، وقد يسّر للجنة كل استقلالية، أن يرى المواطنون بعيونهم متّهمين بارتكاب جرائم قتل واستباحة آمنين مدنيين في ساحات المحاكم، ويعاقب من تثبت إدانتُه بالحكم الذي يستحقّه. وفي سورية من أبنائها ونخبها كفاءاتٌ وخبراتٌ في مؤسّسات التحقيق والفحص والادّعاء والجزاء والمحاسبة في مختلف درجات التقاضي، ما يجعل أهل البلد، وفي مقدّمتهم أهل الساحل المكلومون بفقدان أبناء لهم في مقتلةٍ مخزية، وذوو الضحايا من رجال الأمن العام، يطمئنون إلى وجود دولةٍ حقيقيةٍ ينتسبون إليها، وتنتسب إليهم.
سنبقى في الإنشائيات والكلام المرسل، المريح، إذا لم يُستعجَل بالذي دفع به أعضاء اللجنة المحترمون. ولعلها من سوء المصادفات أن يُعلن التقرير، الجيّد والموثّق (قد يتوفّر على أسباب مؤاخذته في غير أمر) فيما وقائع على بعض الشبه بشناعات الساحل ارتُكبت في محافظة السويداء في الجنوب، والتي لا تحتاج فقط إلى تبيّن الحقائق الموثوقة فيها، وكل الملابسات، وإنما أيضاً إلى وجوب أن يعرف صانع القرار أنها تؤكّد المؤكّد، عن وجوب التأهيل التام لعناصر الأمن والجيش، وضرورة تثقيفهم وتعريفهم بألف باء مهمّاتهم، لتصير مقولة بسط الدولة سيادتها في موضعها، وهذه لجنة الساحل الموقّرة تلحّ على "إيلاء الأولوية لمشاريع حوكمة مؤسّسات الأمن والشرطة والجيش، واستقدام المعدات الحديثة، وتعزيز السبل والمعايير لاحترام حقوق الإنسان... إلخ". ولمّا كانت سورية قد خرجت من زمنٍ أسود، أورث أمراض الطائفية والاستقطاب والتشظي ونوازع الانتقام، وساهمت في تغذيتها، وكذلك في شقاقٍ لا تحسُن التعمية عليه، ممارساتٌ من حواشي السلطة وسوء أداء وارتجال قرارات، فضلاً عن التباسات ومظاهر مقيتة طرأت أو استيقظت مع الانعطافة الكبرى التي نقلت سورية بعد 8 ديسمبر (2024) إلى تحدّياتٍ ومآزق وصعوباتٍ لا تنفك تزيد وتزيد.
أما من محاسن المصادفات فإن التقرير جرى إعلانه في أسبوع شهد اندفاعة سعودية تجاه سورية، بتوقيع اتفاقيات مشاريع إنتاجية وإنمائية وصفقات استثمار كبرى، بحضور وفدٍ من 130 رجل أعمال ومستثمر سعودي، برئاسة وزير الاستثمار خالد الفالح. ولنا أن نقرأ في المبلغ الذي يزيد عن ستة مليارات دولار لهذه الاتفاقيات، مع تنوّع المشاريع وطموحاتها، أن العرب، وفي مقدّمتهم أصحاب الإمكانات المالية وأهل الجوار، يتطلّعون إلى سورية الآمنة، المدنية الحديثة، التي تمضي إلى تعافيها بثقة. لم تقصّر قطر والسعودية والأردن والكويت وغيرها مع سورية منذ اليوم الأول لتحرّرها من جحيم الأسد، وبديهيُّ البديهيّات أننا كلنا، نحن العرب، ننتظر سورية أخرى، يُقتَصُّ فيها من كل مذنبٍ ومدان، أشارت إليه لجنة مقدّرة أو معلوم الجريمة في السويداء وغيرها.
## إصدارات.. نظرة أولى
29 July 2025 08:00 AM UTC+00
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتضمن كتباً في السياسة، والأدب، والترجمات، وغيرها.
■■■
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب "الجينوسايد أو جريمة الجرائم: مجريات محاكمة إسرائيل في لاهاي". ويتضمن الكتاب ترجمة لخمس وثائق أساسية في الدعوى التي رفعتها جمهورية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، بما يشمل لائحة الاتهام التي رفعتها جنوب أفريقيا ومرافعاتها، إضافة إلى مرافعة إسرائيل، والتقرير المرفوع إلى مجلس الأمن. وقدّم للكتاب المفكر العربي عزمي بشارة، في تمهيد يتناول المفهوم القانوني للإبادة الجماعية، ويفكك محاولات إنكارها، ويرصد موقف الغرب، ويتأمل في المسارات القانونية والأخلاقية للمحاكمة.
 
صدر عن دار الفارابي كتاب "جدران الدين: استثمار الهوية الدينية، سياسياً وطائفياً، في الشرق الأوسط" للباحث أغابيوس أبو سعدى. يقع الكتاب في 224 صفحة، ويبحث في تعقيدات الدين في السياقات السياسية والاجتماعية والثقافية في المنطقة العربية، في فصول: الطائفية والانقسامات الدينيّة، والحواجز الاجتماعية والسياسية، والهوية والانتماء، والدين كأداة تعبئة جماهيرية. كما يبحث الكتاب في السياسات التعليمية، وتوظيف الدين في الخطابات الرسمية لبناء شرعية سياسية أو تبرير قرارات معينة، كقوانين الأحوال الشخصية، أو منع حرية الاعتقاد.
 
عن دار العربية للعلوم ناشرون، صدر كتاب "كيلان ووزنان: حياته؛ ما كتب عنه وأعماله" للكاتب اللبناني الراحل إسكندر حريق بتقديم جميلة مرزوق الحلبي. يضيء الكتاب سيرة مؤلّفه الذي رحل بداية الستينيات وما عاشه من أحداث في لبنان وعدد من الدول العربية والغربية وصلاته مع شخصيات التقى بها في أسفاره، إلى جانب ما كتبه من مقالات في الأدب والتاريخ والتربية والتعليم، والتي نشر غالبها خلال فترة عمل فيها مدرساً في مدينة النجف بالعراق وتحمل رؤية نقدية تجاه المجتمع وأحواله، وكذلك مجموعته القصصية التي تضمّنت عشرين نصاً.
 
"الناتو.. من الحرب الباردة إلى أوكرانيا، تاريخ أقوى تحالف في العالم" عنوان كتاب الباحث ستين راينينغ الذي صدر عن منشورات جامعة ييل. يتتبع الكتاب تاريخ حلف شمال الأطلسي (الناتو) منذ تأسيسه عام 1949 ولغابة اليوم، حيث تبنّى أعضاؤه هدفاً معلناً يتمثل بتحقيق السلام العالمي، إلا أن ممارسة سياسات القوى العظمى داخل الناتو أظهرت خلاف ذلك، كما يضيء المؤلف توسّع الناتو ليضمّ 32 دولة تربطها مصالح عسكرية وسياسية في آن، كما يركّز على كيفية تعامل الحلف مع خصميه التقلديين وهما روسيا والصين، والتطوّرات التي طرأت على العلاقة مع كلا البلدين.
 
يتناول كتاب "الحروفية العربية: فن وهوية" لشربل داغر، الصادر عن دار خطوط وظلال "الحروفية" في نطاق الفن الحديث. وتشير الحروفية إلى استعمال الفنان للحروف العربية والهندسية والتشكيلية كمادة للتشكيل، في لوحته أو منحوتته أو أعماله وفنونه من المواصل البصرية. ويحلل الكتاب كيف تعامل الفنان العربي الحديث مع الحرف العربي، وحقق خصوصاً في الخط العربي ما يشبه المعجزة، مندمجاً مع مدارس الحداثة الفنية، من غير أن يفقد أصالته ومصادره التراثية. ويبحث الكتاب في كيفيات نشأة "الحروفية"، و"الحروفية الجمالية"، و"الحروفية الروحية". 
 
عن دار سامح، صدر حديثاً كتاب "الرواية والمكان: دراسة في سرد الأمكنة وجماليات الفضاء" للمؤلف محمد حسن مرين. يقدم الكتاب رؤية جديدة للمكان في النص السردي، إذ يتقاطع مع الاتجاهات الحديثة في النقد السردي، معتبراً المكان كياناً دلالياً يحمل ذاكرة وهوية الشخصيات والثقافة المحيطة بها. يؤكد المؤلف أن المكان ليس مجرد إطار للأحداث، بل جزء أساسي من البنية الجمالية والسردية للرواية. يناقش الكتاب كيف تتحول الأمكنة إلى علامات رمزية تعيد صياغة الحدث وتمنح النص معاني جديدة. ويبرز أهمية الوظيفة الجمالية والرمزية للمكان في بناء المعاني داخل الرواية.
 
بتحقيق الباحثَين اللبنانيين لينا الجمال وبلال الأرفه لي، صدر عن منشورات الجامعة الأميركيّة في بيروت، كتاب بعنوان "تحفة الملوك في التعبير" لأبي أحمد خلف بن أحمد السجستاني (ت/1009م). يعدّ الكتاب من أوائل المصنّفات العربيّة التي وُضعت في تعبير الرؤيا، ولا تقتصر أهمّيّته المعرفيّة على تفسير المنامات، بل يكشف عن جوانب لغويّة واجتماعيّة وتاريخيّة لمجتمع الكاتب وزمانه. يعبّر السجستانيّ عن كلّ رمزٍ يُرى في المنام بمجموعة من التأويلات، لكنّه عن طريق ذلك ينقل لنا نظرة مجتمعه إلى المفاهيم والأفراد والجمادات.
 
للباحث العراقي مناضل جبر، صدر عن دار الشؤون الثقافية العامة كتابٌ بعنوان "الفكر السياسي للحركة الإنسانية في عصر النهضة (دراسة نقدية تحليلية)". يسلط الكتاب الضوء على الدور المحوري للحركة الإنسانية في تشكيل عصر النهضة الأوروبية، الذي مثّل نقطة تحول كبيرة في تاريخ الفكر البشري. ويناقش كيف أثرت هذه الحركة في تطور الفكر السياسي العالمي، مع التركيز على مفاهيم مثل الحرية والصراع الطبقي. ويتناول الكتاب التحولات التي مهدت لعصر النهضة، بالإضافة إلى تحليل ونقد الفكر السياسي عند مفكرين بارزين مثل مكيافيلي وتوماس هوبز ومارتن لوثر.
## هولندا تحظر دخول بن غفير وسموتريتش أراضيها وتستدعي سفير إسرائيل
29 July 2025 08:11 AM UTC+00
أعلنت هولندا مساء الاثنين حظر دخول الوزيرين المتطرفين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش إلى البلاد، على ما أفاد وزير الخارجية كاسبار فيلدكمب في رسالة أشار فيها إلى الوضع الإنساني في قطاع غزة. وجاء في الرسالة: "قرّرت الحكومة إعلان الوزيرين الإسرائيليين سموتريتش وبن غفير شخصين غير مرغوب فيهما وتعهدت بتسجيلهما على أنهما أجنبيان غير مرغوب فيهما في نظام شنغن".
وأشارت الرسالة إلى أن الوزيرين المنتميين إلى اليمين المتطرف "حرضا مراراً على عنف المستوطنين ضد السكان الفلسطينيين، ويدعوان باستمرار إلى توسيع المستوطنات غير القانونية ويحضان على تطهير إثني في قطاع غزة". وجاء في الرسالة أيضاً أن الحكومة الهولندية ستستدعي السفير الإسرائيلي في البلاد للتنديد بالوضع "الذي لا يحتمل ولا يمكن الدفاع عنه" في غزة.
ويأتي القرار الهولندي في أعقاب خطوات مماثلة اتخذتها بريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا والنرويج الشهر الماضي. وقالت الحكومة الهولندية إنها تؤيد توصية الاتحاد الأوروبي بالحد من وصول إسرائيل إلى برنامجها الرئيسي لتمويل الأبحاث، وأضافت أنها ستضغط من أجل فرض عقوبات تجارية أوروبية إذا تبين أن إسرائيل تنتهك اتفاقها مع الاتحاد الأوروبي بشأن زيادة إمدادات المساعدات.
وقال رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف في منشور على "إكس"، أمس الاثنين، إنه عقد اجتماعاً مع نواب رئيس الوزراء، ووزيري الخارجية والدفاع، "لمناقشة الوضع الكارثي في غزة". وأضاف: "هدف الحكومة واضحٌ وضوح الشمس: يجب منح سكان غزة وصولاً فورياً وآمناً وغير مقيد للمساعدات الإنسانية. إذا قرر الاتحاد الأوروبي غداً أن إسرائيل لا تلتزم الاتفاقيات ذات الصلة بهذا الشأن، فإن هولندا تدعم خطة تعليق مشاركة إسرائيل في برنامج الأبحاث الأوروبي "هورايزون". وإذا ثبت ذلك، فستضغط هولندا غداً في بروكسل أيضاً من أجل اتخاذ مزيد من الإجراءات الأوروبية، على سبيل المثال في مجال التجارة".
وكان رئيس وزراء هولندا قد وعد الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ بأنه لن يدعم فرض عقوبات تجارية على إسرائيل، لكن تغريدته، دفعت الأخير إلى مهاجمته، في مواجهة غير مسبوقة بين رئيس إسرائيلي ورئيس حكومة تُعتبر صديقة لدولة الاحتلال. 
وأدرجت هولندا للمرة الأولى، إسرائيل، خلال شهر يوليو/تموز الحالي، على قائمة الدول التي تشكّل تهديداً لأمن البلاد، في تصنيف أُعلن أول من أمس الأحد، وجاء مفاجئاً نظراً لأنه يصدر في وقت لا تزال فيه الحكومة الهولندية، التي تعدّ من الأكثر يمينية في تاريخ البلاد، تعمل بوصفها حكومة تصريف أعمال.
Today I had an additional meeting with the deputy prime ministers, the Minister of Foreign Affairs and the Minister of Defence about the catastrophic situation in Gaza.
The government's goal is crystal clear: the people of Gaza must be given immediate, unfettered, safe access to…
— Dick Schoof (@MinPres) July 28, 2025
وأظهرت هولندا، خلال الآونة الأخيرة، تدرجاً في الموقف المنتقد لإسرائيل، على خلفية استمرار حرب الإبادة الجماعية على غزة، وسياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال ضدّ الغزّيين. وفيما لم تنضم هولندا إلى الدول الأوروبية التي أعلنت أو ستعلن اعترافها بدولة فلسطين، وآخرها فرنسا، إلا أن تياراً قوياً داخل الدولة، وشعبياً، بدا ضاغطاً خلال الفترة الأخيرة، ما حدا الحكومة، التي تتخذ للمفارقة موقفاً متطرفاً ضد الهجرة، وتعدّ بعض أجنحتها معادية للمسلمين، إلى بدء اتخاذ خطوات تراها ضرورية لزيادة الضغط على تل أبيب، رغم التحالف الوثيق بين الطرفين.
وبالإضافة إلى البعد الإنساني وتبعات حرب الإبادة في غزة، فإن الموقف الهولندي المتحول يعود إلى ما ترى فيه أمستردام تمادياً من دولة الاحتلال لترهيب مواطنين هولنديين، والضغط واستخدام أسلوب التخويف تجاه بعض سياسيي البلاد، وهو موقف يُنظر إليه بشكل واسع أيضاً على أنه "سيادي"، و"صحوة" متأخرة لمراجعة العلاقة ربما بين هولندا ودولة الاحتلال التي طالما استخدمت تاريخياً هذا البلد منصة للضغط وتحشيد السياسيين في أوروبا عموماً.
(رويترز، العربي الجديد)
## الضفة الغربية | عمليات هدم في القدس وقلقيلية وإضراب بالخليل
29 July 2025 08:11 AM UTC+00
نفّذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عمليات هدم لمنشآت فلسطينية في مدينتي القدس المحتلة وقلقيلية في الضفة الغربية المحتلة، وسط حملة اعتقالات وتنكيل طاولت 30 فلسطينياً. وهدمت جرافات الاحتلال شقتين سكنيتين في حي واد قدوم ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، بمساحة 120 متراً مربعاً، ما أدى إلى تشريد 9 أفراد.
كما هدمت قوات الاحتلال، منشأة سكنية، ومغسلة، وسوراً، في حيي عين اللوزة والبستان ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك. وفي قلقيلية، هدمت قوات الاحتلال أرضية مبنى قيد الإنشاء وسلّمت عدداً من إخطارات وقف العمل في منشآت زراعية.
إلى ذلك، قال بيان لمؤسسات فلسطينية معنية بشؤون الأسرى، إن قوات الاحتلال اعتقلت 30 فلسطينياً، من بينهم ثلاثة أسرى من قلقيلية، أفرج عنهم في صفقة التبادل الأخيرة التي أبرمت في شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط من العام الجاري، وهم: سامح الشوبكي، وسائد الفايد، وسعيد ذياب. واعتبر البيان إعادة اعتقال الأسرى الثلاثة، خرقاً واضحاً وجديداً للصفقة، ورسالة لجميع المحررين، بأنهم سيبقون في دائرة الاستهداف والملاحقة.
وتركزت عمليات الاعتقال والتحقيق الميداني ليل الاثنين- الثلاثاء في مخيم الفوار بمحافظة الخليل، فيما توزعت بقيتها على محافظات رام الله، بيت لحم، نابلس، طوباس، سلفيت، طولكرم، قلقيلية. ويواصل الاحتلال تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، واعتداءات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب إطلاق النار بشكل مباشر بهدف القتل، واستخدام المعتقلين رهائن، إلى جانب عمليات التحقيق الميداني، وعمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل الفلسطينيين. وأشار البيان إلى أنّ عدد حالات الاعتقال في الضفة بما فيها القدس منذ بدء حرب الإبادة، بلغ أكثر من (18,000) حالة، وهذا المعطى لا يشمل حالات الاعتقال في غزة، التي تُقدّر بالآلاف، علماً أنّ هذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقاله، ومن أُفرج عنه لاحقاً.
في سياق آخر، اقتحمت مجموعات من المستوطنين، صباح اليوم، المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، ونفذت جولات استفزازية وأدت طقوساً تلمودية.
إضراب في الخليل
وتشهد محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية إضراباً وحداداً، بعد استشهاد شابين، أحدهما المعلّم عودة محمد خليل الهذالين، الذي استشهد خلال اعتداء عنيف شنّه مستوطنون في تجمع خربة أم الخير بمسافر يطا جنوباً، تخلله إطلاق النار بشكل مباشر، وتنفيذ اعتداءات على السكّان عن طريق "باجر حفّار"، فيما استُشهد الشاب محمد الجمل برصاص قوات الاحتلال في منطقة رأس الجورة شمال مدينة الخليل، بزعم الاحتلال أنه ألقى حجراً على جنوده عند حاجز عسكري إسرائيلي مقام على مدخل مدينة الخليل.
وأوضح منسق لجان المقاومة الشعبية في جنوب الخليل، راتب الجبور في حديث مع "العربي الجديد"، أن القوى الوطنية في يطا أعلنت الإضراب اليوم الثلاثاء، وأن الاتصالات مستمرة مع الارتباط الفلسطيني لاستعادة جثمان الشهيد الهذالين. وكانت القوى والفصائل الوطنية في يطا جنوب الخليل، قد أعلنت الحداد على ارتقاء الهذالين، فيما أصدرت مديرية التربية والتعليم في يطا، بياناً نعت فيه المعلّم الذي ارتقى إثر هجوم المستوطنين على أرضه.
وكان الشهيد الهذالين (32 عاماً) أُصيب برصاصة في صدره أطلقها عليه المستوطن ينون ليفي خلال اقتحام محيط منازل المواطنين، وقد تم سحبه من قبل جنود الاحتلال إلى مستوطنة كرمئيل القريبة، ثم نُقل إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع، حيث أُعلن عن استشهاده قبل وصوله للمستشفى. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية صباح اليوم الثلاثاء، أن الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية ابلغتها باستشهاد الهذالين متأثراً بإصابته برصاص مستوطن في خربة أم الخير شرق يطا مساء أمس الاثنين.
لحظة إطلاق مستوطن النار تجاه فلسطيني بقرية ام الخير بمسافر يطا جنوب الخليل pic.twitter.com/DQJfcoXFgp
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) July 28, 2025
ويعمل الشهيد الهذالين ضمن الهيئة التدريسية في مدرسة الصرايعة بتجمّع أم الخير، بحسب منسق لجان المقاومة الشعبية في جنوب الخليل، راتب الجبور. وبيّن الجبور في حديث مع "العربي الجديد" أن الاعتداء جاء بعد ليلة من بدء المستوطنين بتنفيذ حفريات في أراضي المواطنين داخل أم الخير، مستخدمين آليات ثقيلة لتجريف الأراضي الزراعية واقتلاع الأشجار المثمرة، رغم أن هذه الأراضي مملوكة ملكية خاصة، وتفصلها أمتار فقط عن منازل السكان. وأكد الجبور أن المنطقة المستهدفة سكنية، وليست أراضي فارغة أو عسكرية كما يدّعي الاحتلال.
وأشار الجبور إلى أن قرابة 30 مستوطناً شاركوا في الهجوم على أم الخير، ترافقهم قوات كبيرة من الجيش والشرطة الإسرائيلية، بينهم مستوطن معروف بتطرفه يدعى تساخر مان، ويقود مجموعة من "شبيبة التلال". ولفت الجبور إلى أنّ الهذالين ارتقى خلال دفاعه عن أرضه وتصدّيه للمستوطنين المقتحمين، لكنّ أحدهم رغم أنه ملاحق بقضايا جنائية، وقد فُرضت عليه في وقت سابق عقوبات أميركية ودولية بسبب اعتداءاته في مختلف مناطق الضفة الغربية، أطلق النار بشكل مباشر على صدر الهذالين، حتى خرجت الرصاصة من ظهره.
وأكد الجبور أن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة من أشقاء الشهيد، إلى جانب عدد من أهالي أم الخير، وما زالت تحتجز جثمان الشهيد، لافتاً إلى أن المستوطنين استخدموا جرافة "باجر" خلال الاقتحام، واعتدوا من خلال "حفّار الباجر" على الشاب أحمد شعيب الهذالين، ما تسبب بإصابته في الرأس والكتف، ونُقل لاحقًا إلى مستشفى يطا الحكومي، حيث وُصفت حالته بالمتوسطة ثم استقرت.
تطهير عرقي ممنهج
ووفق الجبور، فإن اعتداءات المستوطنين تستمر حتى ساعات متأخرة من الليل، وتشمل إطلاق النار في الهواء وإصدار أصوات مرعبة لترهيب السكان، في وقت تُغلق فيه قوات الاحتلال مداخل الخربة بواسطة بوابات حديدية، ما يمنع أي دعم أو إسناد من الوصول إلى الأهالي، وسط استمرار انتشار المستوطنين بين منازل المواطنين. وأكد الجبور أن المنطقة تُعدّ من التجمعات المهددة بالتهجير القسري ضمن مخطط إسرائيلي يهدف للسيطرة على مسافر يطا، نظراً لأهميتها الاستراتيجية، واحتوائها على خزان ضخم من المياه الجوفية، مشدداً على أن ما يجري ليس مجرد اعتداءات متفرقة، بل سياسة تطهير عرقي ممنهجة تستهدف اقتلاع السكان الفلسطينيين من أرضهم، خاصّة في المناطق التي تصنّف "ج"، والتي صادقت المحكمة العليا الإسرائيلية عام 2022 على تصنيفها مناطق "إطلاق نار 918"، ما يهدد بتهجير آلاف الفلسطينيين من 13 تجمّعاً بدوياً.
وفي سياق منفصل، أكّد الجبور أنّ قوات الاحتلال تعمّدت إعدام الشاب محمد سامر سليمان الجمل (27 عامًا) الذي ارتقى متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال عند المدخل الشمالي لمدينة الخليل، بعد أن تركه الجنود ينزف ومنعوا طواقم الإسعاف من الوصول إليه، ليعلن عن استشهاده لاحقاً واحتجاز جثمانه.
إلى ذلك، أكد رئيس تجمع خربة أم الخير خليل الهذالين لـ"العربي الجديد"، أن المسن إبراهيم عيد الفقير توفي بعد سقوطه المفاجئ في المكان وإصابته بجلطة، بعد مشاهد الهجوم الاستيطاني على أراضي التجمع والاعتداء على السكان، مشيراً إلى السعي لتسليم جثمانه، حيث يجري الحديث عن امكانية تسليم الجثمان خلال اليوم. ونوّه الجبور إلى أن الوضع في أم الخير بات مأساوياً، إذ يعيش السكان في خيام وكهوف بعد هدم الاحتلال 12 منزلاً منذ بداية العام الحالي، من أصل نحو 30 منزلاً كانت قائمة، فيما صادرت سلطات الاحتلال نحو 90% من أراضي الخربة، البالغة مساحتها 400 دونم، وحصرت السكان، وعددهم نحو 150 نسمة في منطقة لا تتجاوز مساحتها 40 دونماً بمحاذاة مستوطنة كرمئيل المقامة على أراضي المواطنين هناك.
من جهته، طالب النائب في الكنيست الإسرائيلي عوفر كسيف، المستشارة القضائية للحكومة بفتح تحقيق جنائي فوري في جريمة قتل المعلم الفلسطيني عودة الهذالين برصاص مستوطن في مسافر يطا. وأشار كسيف إلى أن المستوطن ينون ليفي، المتهم بإطلاق النار، معروف للسلطات الدولية، وخاضع لعقوبات من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. واعتبر أن استمرار جرائم ليفي يؤكد تواطؤ أجهزة إنفاذ القانون الإسرائيلية وتوفيرها غطاءً للحصانة والاستباحة.
## 22 قتيلاً على الأقل في هجمات روسية على أوكرانيا
29 July 2025 08:11 AM UTC+00
أعلن رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي أن هجمات روسية على بلاده أسفرت عن مقتل 22 شخصاً وإصابة 85 آخرين على مدى الساعات الأربعة والعشرين الماضية، بعد أن حدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهلة جديدة لروسيا لإحراز تقدم نحو إنهاء الحرب.
وكتب زيلينسكي على إكس "بالنسبة للوضع الآن، من المعروف أنه في يوم واحد فقط في اليوم الماضي، عندما شعر الجميع مرة أخرى بالأمل في أن القتل قد يتوقف، قتل الجيش الروسي 22 شخصاً في أوكرانيا".
Yesterday, very important words were spoken by President Trump about how the Russian leadership is wasting the world's time by talking about peace while simultaneously killing people. We all want genuine peace – dignified and lasting: Ukraine, all of Europe, the United States,… pic.twitter.com/w1HjWbXFmw
— Volodymyr Zelenskyy / Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) July 29, 2025
وكانت السلطات في أوكرانيا، قد أعلنت في وقت سابق اليوم، سقوط 20 قتيلاً على الأقل و40 جريحاً جراء ضربات روسية على البلاد. وقال الجيش الأوكراني في منطقة زابوريجيا في جنوب شرقي أوكرانيا، وحاكم المنطقة، اليوم الثلاثاء، إن الضربات التي شنتها روسيا خلال الليل الفائت على منشأة إصلاحية في المنطقة، أسفرت عن مقتل 16 شخصاً وإصابة 35 آخرين على الأقل.
وكتب الحاكم إيفان فيدوروف على "تليغرام" أن مباني المنشأة دُمّرت، كما تضررت المنازل القريبة. وقُتل وأصيب آخرون في هجمات على منطقة دنيبروبيتروفسك، وفقاً لمسؤولين في الحكومة الإقليمية. وصرح رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية سيرغي ليساك عبر "تليغرام" أن هجوماً صاروخياً على مدينة كاميانسكي أسفر عن مقتل شخصين وإصابة خمسة آخرين وإلحاق أضرار بمستشفى. وأضاف أن شخصاً آخر قُتل وجُرح آخرون في هجوم على منطقة سينيلنيكيفسكي بالمنطقة.
وفي هجوم منفصل على فيليكا ميخايليفكا، مساء أمس الاثنين، قُتلت امرأة تبلغ من العمر 75 عاماً، وأصيب رجل يبلغ من العمر 68 عاماً، وتضرر منزل، وفق ليساك. على المقلب الروسي، أعلن حاكم منطقة روستوف، جنوبي البلاد، يوري سليوسار، مقتل شخص، ليل الاثنين الثلاثاء، إثر هجوم أوكراني بمسيّرات. وكتب سليوسار على "تليغرام"، أن الهجوم استهدف مناطق سالسك، وكامنسك شاختينسكي، وفولغودونسك، وبوكوفسكي، وتاراسوفسكي. وفي سالسك، "تضررت سيارة في شارع أوترافسكي وقُتل السائق الذي كان فيها للأسف"، بحسب الحاكم.
كما أفادت السكك الحديد الروسية بأن حطام مسيّرات سقط على محطة سالسك، ملحقاً أضراراً بقطار ركاب وقطار بضائع، دون التسبب بإصابات. ويأتي استمرار الهجمات المتبادلة في وقت هدّد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الاثنين، روسيا بمواجهة عواقب، مانحاً إياها مهلة مدتها عشرة أيام أو اثني عشر يوماً لإحراز تقدّم نحو أنهاء الحرب في أوكرانيا.
وخلال حديثه في اسكتلندا، حيث يعقد اجتماعات مع قادة أوروبيين، قال ترامب إنه يشعر بخيبة أمل من بوتين، مشيراً إلى أنه سيقلص مهلة 50 يوماً التي حدّدها بشأن هذه القضية في وقت سابق من هذا الشهر، وقال ترامب للصحافيين خلال اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر "سأحدد مهلة جديدة مدتها حوالى... عشرة أيام أو اثني عشر يوماً من اليوم... لا داعي للانتظار... نحن ببساطة لا نرى أي تقدم يُحرز".
وفي أول ردّ روسي رسمي على ترامب، أكد الكرملين، اليوم الثلاثاء، أنه لا يزال "ملتزماً" في تسوية النزاع في أوكرانيا، غداة مهلة ترامب. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، رداً على صحافيين، "أخذنا علماً بتصريح الرئيس ترامب بالأمس"، مضيفاً "العملية الخاصة تتواصل. ونواصل أيضاً التزامنا بعملية سلام لحل النزاع بشأن أوكرانيا والمحافظة على مصالحنا".
من جانبه، وجه الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف انتقاداً شديداً له، وكتب على موقع إكس: "كل إنذار نهائي جديد هو تهديد وخطوة نحو الحرب. ليس بين روسيا وأوكرانيا، بل مع بلاده". وأضاف: "روسيا ليست إسرائيل أو حتى إيران"، في إشارة إلى الحرب القصيرة التي اندلعت بين البلدين في الشهر الماضي، والتي شنت خلالها الولايات المتحدة ضربات على إيران لدعم إسرائيل. يذكر أن ميدفيديف، الذي كان رئيسا لروسيا بين عامي 2008 و2012، لا يزال لديه تأثير كبير في موسكو حيث يشغل منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي.
(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## تفكيك بنية تحتية رقمية لشبكة ابتزاز إلكتروني عالمية في ألمانيا
29 July 2025 08:11 AM UTC+00
فكّك محقّقون دوليّون البنية التحتية الرقمية لشبكة ابتزاز إلكتروني عالمية، يُعتقد أنها تقف وراء مئات الهجمات باستخدام برامج الفدية في مختلف أنحاء العالم. وأعلن المكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية سكسونيا السفلى الألمانية أنّ السلطات حدّدت وصادرت خوادم كانت تستخدمها عصابة للجرائم الإلكترونية تُعرف باسم "بلاك سوت/رويال" (Black Suit/Royal). وأوضح المكتب أن تعطيل هذه الخوادم أدّى إلى شلّ عمليات العصابة، بما في ذلك نشر البرمجيات الخبيثة، والاتصالات الداخلية، إضافة إلى موقعها الإلكتروني.
ووفقاً للبيانات، تسبّبت هذه العصابة في أضرار لحقت بـ184 ضحية حول العالم، بينهم عدد كبير في ألمانيا. وتجاوزت القيمة التقديرية للخسائر، حتى أغسطس/آب 2024، 500 مليون دولار، بحسب تقديرات الشرطة. وبيّنت المعلومات أن العملية المنسقة، التي امتدّت لفترة طويلة، أفضت إلى رصد كميات هائلة من البيانات حتى نهاية يوليو/تموز الجاري. وتأمل السلطات أن تساهم هذه البيانات في كشف هوية المتورّطين بهذه الجرائم.
وقال رئيس المكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في سكسونيا السفلى، تورستن ماسينغر، في بيان رسمي: "هذا يُشكّل إشارة واضحة في مجال مكافحة الجرائم الإلكترونية"، مضيفاً أنّ السلطات ستستخدم جميع الأدوات المتاحة لمواجهة الهجمات التي تستهدف الشركات والمؤسسات العامة وحتى الأفراد. كما دعا الضحايا إلى التبليغ عن الحوادث للمساهمة في منع مزيد من الهجمات.
وأشار المحققون إلى أنّ العصابة اعتمدت أسلوب "الابتزاز المزدوج"، إذ لم يكتفِ المهاجمون بتشفير بيانات الضحايا، بل عمدوا أولاً إلى سرقتها، ما يعني أن العصابة تحتفظ بنسخة من البيانات حتى بعد استعادتها من قبل الضحية، وهو ما أتاح لها ابتزاز الضحايا عبر تهديدهم بنشر البيانات أو بيعها، مما ضاعف الضغوط عليهم لدفع الفدية.
(أسوشييتد برس)
## "رويترز" عن وزير الخارجية الإسرائيلي: لن تجبر أي قوة خارجية إسرائيل على التضحية بأمنها لكننا منفتحون دائماً على الحوار
29 July 2025 08:11 AM UTC+00
## "رويترز" عن وزير الخارجية الإسرائيلي: بقاء حماس في السلطة سيكون مأساة للإسرائيليين والفلسطينيين
29 July 2025 08:12 AM UTC+00
## احتجاج أمام مقر وسائل إعلام أميركية: أكاذيبكم تقتل الأطفال في غزة
29 July 2025 08:12 AM UTC+00
نظّم ناشطون أميركيون مساء الاثنين وقفة احتجاجية ضد وسائل الإعلام الأميركية وتغطيتها للعدوان الإسرائيلي على غزة، حيث تجمّعوا أمام مقار مؤسسات "فوكس نيوز" (Fox News)، و"إن بي سي نيوز" (NBC News)، و"إم إس إن بي سي نيوز" (MSNBC News)، و"سي-سبان" (C-SPAN)، بالقرب من مبنى الكونغرس، مشيرين إلى أنّ الأكاذيب والانحياز في تغطية الصحافة الأميركية يؤدّيان إلى مقتل الأطفال والنساء والمدنيين في غزة. داعين وسائل الإعلام إلى القيام بدورها في كشف الحقيقة للرأي العام الأميركي بدلًا من تحريفها.
رفع المحتجّون صوراً متداولة عالمياً لأطفال فلسطينيين وقد برزت عظامهم نتيجة الجوع، بفعل سياسة التجويع ومنع دخول المساعدات التي تفرضها إسرائيل، وكتبوا عليها: "إسرائيل صنعت هذا بالأطفال"، كما رفعوا لافتات كُتب عليها: "أوقفوا مشاركة الإعلام في الإبادة الجماعية"، و"وسائل الإعلام الأميركية تبرّر جرائم إسرائيل"، إلى جانب الأعلام الفلسطينية. وردّد المتظاهرون شعارات من قبيل: "فوكس نيوز عار عليكم.. عار عليكم أكاذيبكم"، "الإعلام يكذب، غزة تموت"، "سي بي إس عار عليكم"، "إيه بي سي عار عليكم"، "سي إن إن عار عليكم"، "واشنطن بوست عار عليكم"، و"إن بي آر عار عليكم".
وقرّر الناشطون التخييم أمام المبنى الذي يضم هذه المؤسسات الإعلامية وتنظيم احتجاجات يومية. وقالت الناشطة حزامي برمدا، منظمة الفعالية، في كلمة لها، إنّ وسائل الإعلام الأميركية لعبت دوراً كبيراً في ترسيخ ممارسات إسرائيل غير الإنسانية، بما في ذلك التجويع القسري ومنع دخول المساعدات الإنسانية، مضيفة: "بدلًا من محاسبة إسرائيل على الجرائم، قامت هذه الوسائل بإسكات الأصوات الفلسطينية، وقلّلت من شأن جرائم الحرب، وحرّفت الروايات، وأهانت الفلسطينيين، من خلال تجنّب استخدام لغة تكشف الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي".
وأشارت برمدا إلى أنّ الدور الذي أدّته وسائل الإعلام الأميركية لم يقتصر على تضليل الرأي العام، بل ساهم أيضاً في إفلات إسرائيل من العقاب واستمرار الدعم الممنوح لها. وأضافت: "لو قامت وسائل الإعلام بدورها، لكان الضغط العالمي أنقذ أرواح الأطفال. لكن بسبب ما تقوم به هذه المؤسسات، يُقتَل الفلسطينيون، وتُبرَّر الإبادة الجماعية تحت ستار الموضوعية". ودعت وسائل الإعلام إلى الالتزام بواجبها المهني ونقل الواقع كما هو في غزة.
من جانبه، تحدث جون رور، عضو في منظمّتَي "عالم ما بعد الحروب" (World Beyond War) و"أطباء ضد الإبادة" (Doctors Against Genocide)، وأحد المشاركين في الاحتجاج، لـ "العربي الجديد" قائلاً: "نحن هنا لدعوة وسائل الإعلام إلى أداء واجبهم المهني بصفتهم صحافيين، وهو ما تخلّوا عنه. لقد تحوّلوا من خلال ما ينشرونه إلى أبواق للدعاية الإسرائيلية والأميركية، بدلًا من نشر الحقيقة". كما انتقد عدم السماح بدخول الصحافيين إلى غزة، مشيراً إلى أنّه "منذ القرن العشرين، لم يُقتَل هذا العدد من الصحافيين في مناطق النزاع كما حصل في غزة"، وأضاف: "هذا أمر مروّع وجديد، كنّا نظن أن وسائل الإعلام الأميركية ستكون الأكثر انزعاجاً. ولهذا السبب، نحن هنا ندعوهم إلى القيام بعملهم، من أجل أن نحظى بعالمٍ أفضل".
## وزير الخارجية الإسرائيلي: الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف إطلاق النار دفعت حماس إلى الإصرار على موقفها وتخريب فرص التهدئة
29 July 2025 08:13 AM UTC+00
## وزير الخارجية الإسرائيلي: الوضع في غزة صعب لكن هناك أكاذيب حول وجود تجويع
29 July 2025 08:15 AM UTC+00
## حسن كيف... كنز الكهوف على ضفاف دجلة
29 July 2025 08:19 AM UTC+00
للجغرافيا كما للتاريخ أسرار، وحين يجتمعان تتكوّن مدن تشبه الأساطير، كما في بلدة حسن كيف أو "حصن كيفا"، الواقعة جنوب شرقي تركيا على ضفاف نهر دجلة. بلدة ضاربة في التاريخ منذ أكثر من عشرة آلاف عام، كانت شاهدة على تعاقب حضارات السومريين، الآشوريين، الحثيين، الكلدان، الفرس، قبل الفتوحات العربية، وتحوّلت تبعيتها لاحقاً إلى ولاية باتمان التركية. ما بقي محفوراً على جدران بيوتها الصخرية وكهوفها العتيقة لا تمحوه مياه سد إليسو، ولا تغيّره تحوّلات الجغرافيا.
وبحسب ما يورد المؤرّخ عبد الباري الخلف في دورية "يكيتي ميديا"، عُرفت البلدة بأسماء عديدة، مثل: هسكيف، حسن دوكيف، وحصن كيف، وتعاقبت عليها حضارات كثيرة، بينها: الحورية، الميتانية، الآشورية، الفارسية، الرومانية، البيزنطية، الأيوبية، والعثمانية. ويشير الخلف إلى أن البيزنطيين استخدموها قاعدةً عسكريةً متقدّمةً في عهد الإمبراطور قسطنطين الثاني، وشيّدوا فيها القلعة الداخلية في القرن الرابع الميلادي، قبل أن يدخلها العرب المسلمون في القرن السابع، وتبلغ أوج ازدهارها في العصر الأيوبي.
عاصمة الكهوف
تُلقّب البلدة بـ"عاصمة الكهوف"، وتضم آلاف الكهوف المنحوتة في الكتلة الصخرية، بعضها بطابقين أو ثلاثة. ووفق الباحث التركي سردار دونميز، فإن اسمها "كيفا" مستمد من تلك البيوت المحفورة، ويعود إلى الفترة السريانية.
يؤكّد دونميز في حديث إلى "العربي الجديد" أن البلدة تُعد من أقدم المناطق الأثرية، وقد أُعلنت موقعاً محمياً منذ عام 1981، وصُنّفت من التراث الإنساني. ويضيف أن أبرز ما بقي منها اليوم لا يفي تاريخها حقه، مثل جسرها الحجري، أحد أكبر الجسور في العصور الوسطى، وحمّام الأرتوقلي، ومتحف حسن كيف، وجامع سليمان الأيوبي.
وتُظهر الكهوف وطرق الحفر في الجبال أن السكان الأوائل اختاروا هذه الجغرافيا الوعرة لأسباب دفاعية، ومخاوف من الطبيعة والحيوانات والغزوات. ولعب نهر دجلة دوراً في تشكيل الأودية والمغارات، مثل مغارة "بولكيتشن"، التي لا تزال حتى اليوم ممراً طبيعياً للعابرين، وتقع تحت القلعة الرئيسية.
حسن كيف وسد إليسو
عاد اسم حسن كيف إلى الواجهة أخيراً مع مشروع سد إليسو، الذي وُضع حجر أساسه عام 2006 في عهد رجب طيب أردوغان عندما كان رئيساً للوزراء. حينها أُثيرت مخاوف من غرق المدينة التاريخية، وواجه المشروع اعتراضات شعبية واسعة منذ عام 2000، قبل أن تُنقل بعض الآثار إلى "الحديقة الثقافية"، ويُؤمَّن سكن بديل لبعض السكان.
وتحوّلت البلدة، أو ما تبقّى منها، إلى وجهة سياحية نشطة. وقد شهدت حسن كيف إقبالًا غير مسبوق خلال عطلة عيد الأضحى هذا العام، إذ زارها أكثر من 125 ألف شخص خلال أربعة أيام، معظمهم من ولايات مجاورة كديار بكر، ماردين، سيرت، بيتليس، وأورفا.
ويؤكّد قائم مقام البلدة، محمد علي إمراك، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، أن حسن كيف باتت مركز جذب سياحي رئيسياً، متوقعاً أن يتجاوز عدد الزوّار هذا العام 250 ألفاً، بينما وصل عددهم خلال النصف الأول من عام 2025 إلى نحو 400 ألف.
أبرز المعالم الأثرية
تنقسم حسن كيف إلى مدينتين: سفلية حديثة، وعليا قديمة محمية طبيعياً بأودية شديدة الانحدار من ثلاث جهات.
وتضم حسن كيف مجموعة من المعالم الأثرية البارزة، من بينها القصر الكبير، وخلوة مار آحو، والقلعة الصغرى، وجسر حسن كيف العريق. ومن أجمل ما تحتضنه المدينة "قبة زين الدين" (1462 – 1482)، التي تضم ضريح زين الدين بك، ابن أوزان حسان الأقيوني، وتقع شرق نهر دجلة، وتُعدّ من أجمل آثار البلدة. كما يبرز "وادي المعابد"، الذي يضم المعبد الأورارتي والسرياني المعروف بـ"ديريك" أو "الوادي المقدس". ومن المعالم الدينية البارزة جامع الرزق الذي شيده السلطان الأيوبي الملك سليمان عام 1409، وجامع الملك سليمان الذي بُني في 1407 ويُعد من آثار الأيوبيين الأكراد، إضافة إلى المسجد الكبير الذي أُقيم عام 1325 على أنقاض دير قديم. ويقع مسجد الآليا ذو الاثني عشر محراباً داخل مغارة بوادي زها، على طريق قرية رشا، ويبعد نحو ثلاثة كيلومترات عن حسن كيف.
هكذا تبقى بلدة حسن كيف، أو "هسكف" كما يسمّيها أهلها، نموذجاً فريداً لالتقاء الزمان بالمكان، ولحكاية لم تنتهِ بعد، رغم المياه التي غمرتها، والتاريخ الذي ما زال ينبض في كهوفها.
## فيراوي لـ"العربي الجديد": ركلة الجزاء العُمانية تركت أثر القنبلة
29 July 2025 08:21 AM UTC+00
كشف مدافع منتخب فلسطين موسى فيراوي (27 عاماً)، في حديث خصّ به "العربي الجديد" أثناء زيارته عائلته في مدينة القدس، عن مفاوضات متقدّمة أجرتها معه عدّة أندية مصرية من أجل الانضمام إليها قادماً من البنك الأهلي. وشارك فيراوي بديلاً لقائد منتخب فلسطين مصعب البطاط في الدقيقة 63 من مواجهة منتخب عُمان، في الجولة الأخيرة من تصفيات المرحلة الحاسمة المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2026، وقد كشف عن كواليس الدقائق الأخيرة التي أطاحت بحلم منتخب فلسطين في الوصول إلى دور الملحق، واصفاً ركلة الجزاء العُمانية بأنها "أشبه بقنبلة دمّرت كل شيء". 
- ما تفاصيل تعاقدك مع البنك الأهلي؟ وهل تلقيّت عروضاً جديدة؟ 
وقّعت مع البنك الأهلي على عقد لمدّة موسمين ونصف موسم في مطلع عام 2024، قضيت منه نصف موسم بقميص البنك الأهلي، وموسم آخر معاراً إلى غزل المحلّة، وتبقّى لي موسم آخر في عقدي مع الفريق. نسبة بقائي وخروجي من البنك الأهلي 50%-50%، إذ وصل لوكيلي عدد من العروض من أندية مصرية، وسأحسم قراري لدى عودتي إلى مصر. 
- ما هي أهم الفروقات بين تجربتك مع البنك الأهلي ومع غزل المحلّة؟ 
هناك فروقات كبيرة بين تجربتي مع البنك الأهلي وتجربتي مع غزل المحلّة، خاصة من ناحية العوامل الإدارية والاحترافية، إذ إن البنك الأهلي يمتلك إمكانات أعلى، رغم جماهيرية غزل المحلّة الأكبر، وعموماً أعتبر تجربتي مع غزل المحلّة ناجحة لأنني لعبت لفترة، بعيداً عن غيابي عن التشكيلة لفترة أخرى. 
- كيف كان إحساسكم عندما وصلتم للمرحلة الحاسمة المؤهلة لكأس العالم 2026 لأول مرة في تاريخ فلسطين؟ 
الوصول إلى المرحلة الحاسمة من تصفيات كأس العالم يدعو للفخر والاعتزاز، خاصة أننا كنّا نمثّل فسطين ونمثّل الشعب الفلسطيني كله. ورغم الضغوطات الكبيرة، تعاملنا مع كل مباراة وفق ظروفها، وقدّمنا ما هو مطلوب منّا، مستفيدين من الدعم الجماهيري الكبير. 
- ما الذي حدث في المواجهة الأخيرة أمام عُمان؟ لماذا لم تحافظوا على تقدّمكم؟ 
أتينا من المواجهة أمام الكويت (2-0) بحافز ومعنويات كبيرة، خاصة بعد فوز الأردن على عُمان، وبحثنا عن ثلاث نقاط في تسعين دقيقة من أجل أن نكمل الحلم الذي سعينا لتحقيقه، لكن السيناريو الذي حدث كان صعباً جداً، خاصة أن المنتخب العُماني لعب بعشرة لاعبين، وكنّا الطرف الأفضل، لكننا لم نتمكّن من تسيير المباراة بالصورة اللازمة في الدقائق الأخيرة.
- الجماهير تساءلت عن ردّة فعلكم بعد احتساب ركلة الجزاء.. جزء كبير منهم وصفها بالمستسلمة، ما رأيك؟
ردة فعلنا على ركلة الجزاء لم تكن مناسبة بالفعل، وكنا نشعر بأن كل الأمور أصبحت ضدّنا وأنه "ممنوع علينا أن نصل". بالنسبة لي، كان علينا أن نحسم المباراة قبلها، إذ أتيحت لنا الكثير من الفرص ولكن سوء التقدير لم يمكننا من تعزيز النتيجة. 
- ما رأيك بالبيان الذي نشره الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم معترضاً على ركلة الجزاء؟ 
اللاعبون انهاروا عموماً بعد احتساب الركلة لأنهم "موّتوا أنفسهم" في الدقائق الأخيرة، وركلة الجزاء جاءت كأنها قنبلة دمرت كل شيء، وبخصوص ردة فعل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، أعتقد أنها كانت متأخرة، إذ كان يجب علينا أن نعترض في ليلة المباراة ذاتها، ولكننا أخذنا عدّة أيام لتدوين الاعتراض، فكانت الأمور بحكم المنتهية. 
- كيف رأى فيراوي القدس وكرة القدم في فلسطين بعد غياب؟ 
القدس من بداية الحرب ميّتة، ومغلقة، وفقط مفتوحة لأبنائها. لاعبو القدس ولاعبو فلسطين غير قادرين على إيجاد أماكن يلعبون فيها. الاحتراف كان صعباً على لاعبي المنتخب، ما بالك باللاعبين المحليين؟ اللاعبون تضرروا كثيراً، وينظرون بخوف للأيام القادمة، خاصة أن كرة القدم كانت مصدر رزق لهم، وبدونها هم غير قادرين على إعالة أسرهم والقيام بالتزاماتهم التي اعتادوا عليها. 
- ما رسالتك للجمهور الفلسطيني الذي اشتاق للمنافسات المحليّة؟ 
نتمنى أن يعود الدوري وتعود الجماهير إلى مدرجاتها، خاصة جماهير شباب الخليل، وشباب الظاهرية، وهلال القدس، وجماهير الأندية الكبيرة. نتمنى أن تمتلئ الملاعب من جديد بهم، ولكن الأهم أن تنتهي الحرب ويعود الأهل في غزّة إلى حياتهم، حينها ستكون الأمور جيّدة.
## الأسواق اليوم | تراجع الذهب وصعود الدولار وسط انحسار مخاوف الرسوم
29 July 2025 08:25 AM UTC+00
انخفضت أسعار الذهب في التعاملات المبكرة، اليوم الثلاثاء، متأثرة بانحسار المخاوف بشأن حرب الرسوم الجمركية العالمية وارتفاع الدولار، بينما يركز المستثمرون على اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي للسياسة النقدية بحثاً عن مؤشرات إلى أسعار الفائدة. واجتمع كبار المسؤولين الاقتصاديين الأميركيين والصينيين في ستوكهولم، أمس الاثنين، لإجراء محادثات استمرت لأكثر من خمس ساعات بهدف حل النزاعات الاقتصادية طويلة الأمد التي تشكل محور حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، سعيا لتمديد الهدنة ثلاثة أشهر.
وأبرمت الولايات المتحدة اتفاقية تجارية إطارية مع الاتحاد الأوروبي يوم الأحد، وفرضت رسوما جمركية 15% على معظم سلع الاتحاد الأوروبي، وهو ما من شأنه تجنب حرب تجارية أوسع نطاقا بين الحليفين المسؤولين عما يقرب من ثلث التجارة العالمية. وصفت فرنسا، يوم الاثنين، اتفاقية التجارة الإطارية بأنها "يوم أسود" لأوروبا، قائلة إن الاتحاد الأوروبي رضخ للرئيس الأميركي دونالد ترامب باتفاقية غير متوازنة فرضت رسوما جمركية أساسية 15% على سلع الاتحاد.
وقال المستشار الألماني فريدريش ميرز إن اقتصاد بلاده سيعاني أضرارا "كبيرة" بسبب الرسوم الجمركية المتفق عليها. كما يبدأ اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي الذي يستمر يومين في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء، مع توقعات واسعة النطاق تشير إلى عدم تغيير أسعار الفائدة. 
تراجع أسعار الذهب 
وفي أسواق المعادن النفيسة، انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 3308.39 دولارات للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 00.24 بتوقيت غرينتش، وكان قد سجل أدنى مستوى له منذ التاسع من يوليو/تموز في الجلسة السابقة. وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1% إلى 3306.20 دولارات.
واستقر مؤشر الدولار الأميركي قرب أعلى مستوى له في أكثر من أسبوع، وهو ما زاد كلفة الذهب على المشترين من حائزي العملات الأخرى. وانخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.1% إلى 38.12 دولارا للأوقية، وارتفع البلاتين 0.4% إلى 1395.75 دولارا، وتراجع البلاديوم 0.7% إلى 1237.88 دولارا. 
تراجع اليورو
وفي أسواق العملات، تراجع اليورو اليوم الثلاثاء بعدما خلص المستثمرون إلى أن شروط اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تصب في مصلحة الولايات المتحدة ولم تحسن التوقعات الاقتصادية للاتحاد الأوروبي. وانخفض اليورو 1.3% في الجلسة السابقة، وهو أكبر انخفاض يومي له من حيث النسبة المئوية منذ أكثر من شهرين، على خلفية المخاوف بشأن النمو وانخفاض عوائد السندات الحكومية في منطقة اليورو. 
وسجل اليورو 1.1594 دولار في أحدث تعاملات. وقال راي أتريل، مدير أبحاث العملات الأجنبية لدى بنك أستراليا الوطني: "لم يمض وقت طويل حتى خلصت الأسواق إلى أن هذه الأخبار التي توصف بشكل عام بأنها جيدة نسبيا لا تزال من الأخبار السيئة في ما يتعلق بتداعياتها على نمو منطقة اليورو على المدى القريب".
وساهم نزول اليورو في صعود الدولار الذي قفز واحدا بالمائة مقابل سلة من العملات خلال الليل. فقد حافظ الدولار على مكاسبه اليوم الثلاثاء، ودفع الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى له في شهرين عند 1.3349 دولار. وارتفع الين بشكل طفيف إلى 148.49 يناً للدولار. وسجل مؤشر الدولار 98.67. وانخفض الدولار الأسترالي 0.05% إلى 0.6518 دولار، بينما استقر الدولار النيوزيلندي عند 0.5972 دولار. ولم يشهد اليوان الصيني في الأسواق الخارجية أي تغير يذكر وسجل 7.1813 للدولار. 
(رويترز، العربي الجديد)
## جيش الاحتلال يفصل ضابطاً رفض تنفيذ مهمة بمركبة غير مصفحة في غزة
29 July 2025 08:35 AM UTC+00
فصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، في الآونة الأخيرة، ضابط احتياط برتبة نقيب، شغل منصب نائب قائد سرية في كتيبة تابعة للواء "بيسلاح"، بعدما رفض تنفيذ مهمة عسكرية في "محور موراغ" (أو ما يُطلق عليه رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، اسم فيلادلفي 2) جنوبي قطاع غزة.
رَفْضُ الضابط أوامر قادته كان سببه أنهم طلبوا منه تنفيذ المهمة في مركبات رباعية الدفع من نوع هامر غير مصفحة، وذات نوافذ مكشوفة، وفقاً لما كشفته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الثلاثاء؛ مشيرةً إلى أن المهمة التي أوكل بها الضابط كانت "روتينية" وعبارة عن "فتح طريق" لإزالة التهديدات كالألغام والعبوات الناسفة.
الجيش من جهته أكد فصل الضابط، موضحاً بحسب الصحيفة أن المحور "آمن نسبياً"، مقارنة مع محاور وطرق أخرى في قطاع غزة، وأنه يومياً تمر من خلاله مركبات خفيفة بضمنها من نوع هامر. ومع ذلك، لفتت الصحيفة إلى أنّ مهمة فتح المحور أو طريق تُعد أكثر تعقيداً وخطورة. والسبب أن غالبيتها تُنفذ في ساعات الفجر والصباح الباكر، وتقوم على سفر بطيء على هامش المحور لتمشيطه بالاستعانة بقصاصي الأثر، ومركبات هندسية، ترافقها طائرات مسيّرة وغيرها، بهدف التحقق مما إذا كان مقاومون قد اقتربوا خلال الليل من الطريق لنصب كمين في المنطقة أو لوضع عبوات ناسفة على جانبيه.
عصيان الضابط للأمر لم يأتِ منفصلاً عما يحدث في الأشهر والأسابيع الأخيرة؛ حيث أُصيب وقُتل جنود في مناطق مشابهة داخل قطاع غزة كانت تُعتبر آمنة نسبياً أيضاً: على طرق الوصول الإدارية والخلفية إلى المواقع العسكرية في المنطقة العازلة الجديدة قرب الحدود في شمال القطاع، وعلى طريق فيلادلفي المحاذي لسيناء، وكذلك في منطقة القاطع الجديد في خانيونس، والتي تعرف بمحور "مغين عوز"، وتتقاطع مع "محور موراغ".
طبقاً للصحيفة، فإنه في العديد من الحالات، كانت مركبات "هامر"، وأخرى خفيفة من نوع "سافانا" قد تدمّرت وأصيبت من عبوات ناسفة جانبية. وحسبما تنقل عن ضابط احتياط خدم في منطقة خانيونس خلال الأشهر الأخيرة فإنه "ثمة فرق بين تنقّل لوجستي في منتصف النهار على طريق القاطع (الذي يفصل منطقة عن أخرى بالمنتصف)، والذي سيطر عليه الجيش الإسرائيلي بالكامل بعد تمشيطه ونشر قوات حماية إضافية قربه، وبين مهمة فتح طريق، التي قد تُنفذ حتى في الخامسة صباحاً، أي مباشرة بعد ليلة مظلمة، يمكن خلالها لمسلّح أن يزحف بهدوء نحو الطريق وهو مموه، أو لقنّاص أن يتمركز في منطقة تُتيح له إطلاق النار على الطريق". وأضاف: "ليس علينا الانتظار حتى يتعرض هامر لضربة أيضاً خلال فتح طريق في محور موراغ".
على الجانب الآخر، أوضحت مصادر عسكرية في جيش الاحتلال أنه حتى ناقلات الجند المدرعة من نوع "نمر"، التي تُعد من الأكثر تحصيناً، تتعرض أحياناً لإصابات بقذائف مضادة للدروع أو عبوات ناسفة، وقد يُصاب أو يُقتل من بداخلها، كما حدث في نهاية الأسبوع الماضي إثر تفجير عبوة ناسفة ألصقها مقاوم على ناقلة "نمر" تابعة للواء "غولاني" في منطقة خانيونس، وأسفرت عن مقتل جنديين وإصابة آخرين.
مع ذلك، فإن الحادثة المذكورة وقعت في منطقة قتال نشطة داخل المدينة، حيث تُعتبر درجة الخطر مرتفعة أساساً. وفي الأيام الأخيرة، أُصيب أيضاً جندي من لواء 188 بالقرب من "محور موراغ" نتيجة قذيفة هاون أطلقها مقاتلو حماس باتجاه القوة، إذ إن الأهداف الثابتة، مثل المواقع المؤقتة التي أنشأها جيش الاحتلال ونشرها على امتداد طرق القطع، تُعتبر أهدافاً أسهل لهجمات المقاومين، باعتبارها ثابتة، ويمكن رؤيتها حتى من مسافة بعيدة.
وفي السياق، قال الجيش الإسرائيلي إن "محور موراغ، مثله مثل محوري فيلادلفي ونتساريم، طُهر من المباني على جانبيه في نطاق مئات الأمتار، بهدف إبعاد التهديدات واكتشاف أي اقتراب مشبوه مسبقاً"، في إشارة إلى التدمير الممنهج لمباني الفلسطينيين وبيوتهم. ولفت بحسب الصحيفة إلى أن "هناك إدارة مخاطر تأخذ بعين الاعتبار العديد من العوامل، منها اعتبارات عملياتية واستخباراتية، إلى جانب القيود المتعلقة بعدد المركبات المصفحة أو المدرعة، مقابل حاجة القوات إلى وسائل تنقل تكون أكثر سرعة وحركة".
إلى ذلك، نفى المتحدث باسم جيش الاحتلال أن تكون ادعاءات الضابط المفصول صحيحة، مشيراً إلى أن فصله "كان بسبب رفضه تنفيذ أمر عسكري، خصوصاً أنّ الضابط نفسه نفّذ مهام أكثر تعقيداً باستخدام الوسيلة ذاتها داخل عمق المنطقة دون اعتراض"، زاعماً أنه يُرسل قواته "لتنفيذ المهام بحسب الاحتياجات العملياتية، وسط توفير غطاء مناسب بهدف تقليل المخاطر والأضرار التي قد تلحق بالقوات".
## وحدة جديدة لإدارة الطروحات الحكومية في مصر تملك قرارات ملزمة
29 July 2025 09:17 AM UTC+00
تتجه الحكومة المصرية لتسريع خطة الطروحات الحكومية استجابة لتوصيات صندوق النقد الدولي في مراجعته الأخيرة التي صدرت في وقت سابق من الشهر الجاري، وفي هذا الإطار عقد رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي اجتماعا مع عدد من وزراء الحقيبة الاقتصادية عبر الفيديو كونفرانس، لاستعراض الخطوات المتخذة لإنشاء وحدة المتابعة الجديدة للشركات المملوكة للدولة. وستعمل الوحدة، وفقا لبيان المجلس الصادر مساء أمس الاثنين، بوصفها هيئة تنسيقية للقرارات المتعلقة بمصير الشركات المملوكة للدولة، وستكون مسؤولة عن الحفاظ على قاعدة بيانات شاملة للأصول المملوكة للحكومة، لا سيما الأصول المدرجة ضمن برنامج الطروحات.
وأكد مدبولي دور هذه الوحدة المهم باعتبارها تأتي ضمن ثلاث جهات مسئولة عن هذا الملف، وهي: صندوق مصر السيادي، ووحدة الطرحات، وهذه الوحدة. ولفت وفقا للبيان، إلى أن الوحدة المركزية لحصر ومتابعة وتنظيم الشركات المملوكة للدولة سيكون لديها مختلف البيانات المتعلقة بأصول الدولة، وخاصة التي تستهدف الحكومة طرحها خلال الفترة القادمة. وأشار إلى أن الوحدة ستكون الجهة المختصة بجميع القرارات والإجراءات المتعلقة بتنظيم الشركات المملوكة للدولة، وستعمل على متابعة تنفيذ تلك القرارات بالتنسيق مع الوزارات المعنية، كل في نطاق اختصاصه.
وقال مدبولي في البيان إن قرارات الوحدة ستكون ملزمة لجميع الجهات الحكومية بمجرد إنشائها رسميا، كما ستنسق مع الوزارات لضمان التطبيق الموحد لسياسات أصول الدولة، وستبني على عمل صندوق مصر السيادي ووحدة الطروحات الحكومية. وأضاف أن هذه الخطوة تمثل تطورا مؤسسيا مهما في إدارة أصول الدولة، وتعكس توجه الحكومة نحو تحقيق أعلى مستويات الشفافية والانضباط المالي، بما يساهم في تحسين كفاءة الإنفاق العام وجذب المزيد من الاستثمارات، دون المساس بملكية الدولة للأصول الاستراتيجية.
حضر الاجتماع وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية رانيا المشاط، ووزير الاستثمار حسن الخطيب، ووزير المالية أحمد كجوك. وكان مجلس الوزراء المصري قد وافق على مشروع قانون لإنشاء الوحدة في مايو/أيار 2024. ومن المتوقع أن تدعم تنفيذ وثيقة سياسة ملكية الدولة من خلال تحديد الشركات التي سيجري التخارج منها، وتصميم استراتيجيات التخارج، والمساعدة في تشكيل الأطر القانونية لتحسين أداء الشركات المملوكة للدولة. وأقر مجلس النواب القانون في يونيو/حزيران الماضي.
يأتي ذلك بعد أن انتقد تقرير صندوق النقد الدولي الخاص بالمراجعة الرابعة لبرنامج قرض مصر البالغة قيمته 8 مليارات دولار، والصادر في 15 يوليو/تموز الجاري ما وصفه بالتباطؤ في تنفيذ برنامج التخارج (الخصخصة) من الكيانات الاقتصادية المملوكة للدولة، مشيراً إلى أن هذا أثر على نقص في النقد الأجنبي الذي كان يمكن تحصيله من بيع هذه الشركات. وأكد أنه "نتيجة لذلك انخفضت التقديرات الخاصة بحصيلة النقد الأجنبي من الخصخصة من ثلاثة مليارات دولار عند نهاية المراجعة الثالثة إلى 0.6 مليار دولار بنهاية المراجعة الرابعة في السنة المالية الأخيرة 2024-2025".
وذكر الصندوق أنه اتفق مع الحكومة المصرية على إعادة جدولة هذا الانخفاض ليغطي الفترة المتبقية من البرنامج، الممتدة لسنتين ماليتين، بحيث تستهدف الحكومة المصرية تحقيق حصيلة نقد أجنبي قدره ثلاثة مليارات دولار خلال العام المالي الحالي 2025-2026، تخصص بالكامل لخفض الدين العام، وأن تستهدف2.1 مليار دولار في العام المالي المقبل من برنامج الخصخصة وبيع الشركات.
وبحسب الصندوق تنوي الحكومة المصرية التخارج من 11 شركة مملوكة للدولة، من بينها بنكان وأربعة كيانات مملوكة للمؤسسة العسكرية، من خلال طرحها في البورصة المصرية خلال عام 2025، وهو ما أعلنته الحكومة في يونيو الماضي مع إدخال بعض التعديلات على التفاصيل، إذ تضمنت القائمة المعلنة للشركات المملوكة للمؤسسة العسكرية خمس شركات لا أربعاً، هي: وطنية لتشغيل محطات الوقود، وصافي للمياه المعبأة، وسيلو فودز للصناعات الغذائية، وتشيل أوت لتوزيع الوقود، والشركة الوطنية للطرق.
وتتوقع الحكومة الحصول على تدفقات مالية بقيمة ثلاثة مليارات دولار من بيع الأصول خلال العام المالي الحالي، صعوداً من 600 مليون دولار في العام المالي الماضي، وأن يصل الرقم إلى 2.1 مليار دولار في العام المالي 2026-2027، وهو أعلى من الرقم الوارد في المراجعة الثالثة، وفق تقرير صندوق النقد الدولي. وأشارت إحصاءات الصندوق الواردة في التقرير إلى أن إجمالي العائدات الناتجة عن التخارج الجزئي أو الكامل من الشركات المملوكة للدولة (ونسبياً الجيش) في جميع القطاعات بلغ حوالي 5.7 مليارات دولار منذ مارس/آذار 2022.
كان مجلس الوزراء، قد أعلن في مايو/أيار الماضي، أن الحكومة أبرمت 21 صفقة ضمن برنامج التخارج من ملكية الدولة، وقدر حصيلتها بنحو ستة مليارات دولار، من دون أن يوضح الإطار الزمني لتلك الصفقات. إلا أن بيانات تقرير صندوق النقد الدولي أظهرت أن خطة الخصخصة لم تسفر عام 2024 سوى عن بيع تسع شركات من 35 شركة أعلنتها الحكومة.
وبحسب البيان التحليلي لمشروع الموازنة المصرية الجديدة الذي أصدرته وزارة المالية في إبريل/نيسان الماضي، فقد رفعت الحكومة احتياجاتها التمويلية إلى نحو 3.6 تريليونات جنيه بهدف تغطية عجز الموازنة، وأقساط وإهلاك القروض المطلوب سدادها. وتستهدف مصر رفع حصيلة الضرائب على السلع والخدمات بنسبة 34.4% على أساس سنوي إلى 1.103 تريليون جنيه، وزيادة إيرادات ضريبة القيمة المضافة على السلع والخدمات بنسبة 50.2% إلى 640.4 مليار جنيه، بزيادة 214 مليار جنيه مقارنة بتقديرات موازنة العام المالي 2024-2025.
## فيلم جديد عن "قاتل الشياطين" يحطم الأرقام القياسية في اليابان
29 July 2025 09:24 AM UTC+00
أعلنت منظمة متخصصة في القطاع السينمائي أنّ أحدث عمل مقتبس من سلسلة المانغا الشهيرة "قاتل الشياطين" (Demon Slayer) يحطم الأرقام القياسية في شباك التذاكر في اليابان، إذ بلغت عائداته حتى اليوم نحو 65 مليون دولار.
وحقّق الفيلم الذي يحمل عنوان "قاتل الشياطين: قلعة الأبدية" (Demon Slayer: Infinity Castle) وطُرح في الصالات في 18 يوليو/ تموز الحالي، هذه الإيرادات في ثمانية أيام فقط.
أعلنت منظمة كوغيو تسوشينشا التي تتابع مبيعات الأفلام في اليابان، أنّ الرقم القياسي السابق يعود إلى الجزء الأخير من السلسلة الذي حقق هذا الرقم في 10 أيام خلال عرضه عام 2020. وجاء في الحساب الرسمي للفيلم عبر منصة إكس، الاثنين: "نشكر كل معجب حضر إلى دور السينما، وكذلك فرق العمل في دور العرض الذين ساهموا في نجاح هذا العمل". 
ومن المقرر أن تبدأ العروض التجارية للفيلم الذي أنتجته شركة يوفوتايبل خارج اليابان في أغسطس/ آب المقبل، فيما سيتأخر وصوله إلى صالات الولايات المتحدة إلى سبتمبر/ أيلول المقبل.
"قاتل الشياطين" هو في الأصل سلسلة شرائط مصورة يابانية (مانغا) بيعت منها أكثر من 200 مليون نسخة في العالم بحسب دار نشر شويشا.
يتناول العمل الذي ابتكره الفنان كويوهارو غوتوجي مغامرات تانجيرو كامادو، وهو بطل شاب يحارب المخلوقات الشريرة خلال بحثه عن علاج لأخته التي تحولت هي الأخرى إلى شيطانة.
(فرانس برس)
## مدير عام شبكة المنظمات الأهلية في غزة أمجد الشوا لـ"العربي الجديد": المجاعة تتفشى في القطاع والاحتلال يستخدم الجوع سلاحاً
29 July 2025 09:24 AM UTC+00
## السوداني: أحبطنا 29 محاولة لمهاجمة إسرائيل والقوات الأميركية بالعراق
29 July 2025 09:29 AM UTC+00
كشف رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، عن إحباط حكومته 29 محاولة هجوم بالصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل والقوات الأميركية في العراق، لافتاً إلى أن حكومته أجرت اتصالات مع طهران لضبط النفس وتجنب التصعيد مع إسرائيل. وأكد، في مقابلة مع وكالة أسوشييتد برس، أنه عمل على إبقاء بلاده على الحياد خلال تصاعد المواجهات العسكرية بين إسرائيل وإيران، مشيرًا إلى أنه استخدم مزيجًا من الضغط السياسي والعسكري لمنع الفصائل المسلحة الموالية لإيران من التدخل في الصراع. وأضاف "نعلم أن إسرائيل كانت ولا تزال لديها سياسة توسيع نطاق الحرب في المنطقة. لذلك، حرصنا على عدم إعطاء أي مبرر لأي طرف لاستهداف العراق".
كما تناول السوداني مستقبل العلاقة الأمنية مع الولايات المتحدة، مبديًا رغبته في تحويل الوجود الأميركي إلى شراكة اقتصادية واستثمارية تشمل مجالات النفط والغاز والذكاء الاصطناعي، رغم استمرار تعقيدات ملف الحشد الشعبي والتشريعات التي تعيد تنظيمه تحت مظلة الدولة، والتي تقابل باعتراض أميركي. ويناقش البرلمان العراقي تشريعًا من شأنه ترسيخ العلاقة بين الجيش العراقي والحشد الشعبي، ما أثار اعتراضات من واشنطن.
وصرحت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، الأسبوع الماضي، بأن هذا التشريع "سيُرسّخ النفوذ الإيراني والجماعات الإرهابية المسلحة التي تقوّض سيادة العراق"، لكن السوداني دافع، خلال المقابلة، عن التشريع الجديد المطروح في البرلمان، قائلاً إنه "جزء من جهد لضمان سيطرة الدولة على الأسلحة". وأوضح السوداني أن وجود قوات التحالف قد وفّر "مبرراً" للجماعات العراقية لتسليح نفسها، ولكن بمجرد اكتمال انسحاب التحالف، "لن تكون هناك حاجة أو مبرر لأي جماعة لحمل السلاح خارج نطاق الدولة".
وفي ما يتصل بالتحديات الأمنية، تحدث السوداني عن هجمات الطائرات المسيّرة التي استهدفت مواقع في كردستان، مشددًا على أنها أعمال إرهابية. وأكد أن الحكومة العراقية تعمل مع التحالف الدولي وسلطات الإقليم لتحديد الجهات المسؤولة عنها ومحاسبتها. كما تطرق إلى جهود حكومته في قضية الباحثة الإسرائيلية الروسية إليزابيث تسوركوف، التي اختفت في العراق عام 2023، نافيًا التقاعس في متابعتها. 
في الشأن السوري، تحدث السوداني عن تنسيق أمني مع دمشق، قائلًا إن العراق وسورية "يواجهان عدوًا مشتركًا، وهو داعش، الذي يوجد بوضوح وعلانية داخل سورية". وأضاف أنه حذّر القيادة السورية الجديدة من تكرار أخطاء العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، حيث أدى الفراغ الأمني حينها إلى سنوات من العنف الطائفي وصعود الجماعات المتطرفة. وختم قائلًا: "لا نريد تقسيم سورية. هذا أمر غير مقبول، وبالتأكيد لا نريد أي وجود أجنبي على الأراضي السورية".
## مدير عام شبكة المنظمات الأهلية في غزة للعربي الجديد: أكثر من 94% من سكان القطاع أصبحوا نازحين يعيشون في مساحة لا تتجاوز 12%
29 July 2025 09:30 AM UTC+00
## ريال مدريد من دون كرة ذهبية للمرة الأولى منذ ربع قرن
29 July 2025 09:54 AM UTC+00
للمرة الأولى منذ 25 عاماً، سيفتقد فريق ريال مدريد الإسباني لاعباً تُوج بالكرة الذهبية، ذلك أن رحيل النجم الكرواتي، لوكا مودريتش (39 عاماً)، عن صفوف النادي الملكي، بنهاية الموسم الماضي، جعل الفريق دون أي لاعب سبق له التتويج بالجائزة الأفضل في العالم، وكان مودريتش قد حصل على التتويج في عام 2018، وذلك للمرة الأولى في مسيرته، منهياً سيطرة الأرجنتيني ليونيل ميسي (38 عاماً) والبرتغالي كريستيانو رونالدو (40 عاماً) على الجائرة خلال قرابة العقد.
وأشار تقرير نشرته صحيفة سبورت الفرنسية، أمس الاثنين، إلى أن ريال مدريد ضمّ في صفوفه لاعباً على الأقل تُوج بالكرة الذهبية، خلال آخر ربع قرن من مسيرته، بل إن الفريق ضمّ في صفوفه أربعة لاعبين دفعة واحدة تُوجوا بالكرة الذهبية، خلال موسم 2004ـ2005، بوجود البرتغالي لويس فيغو، والفرنسي زين الدين زيدان، والبرازيلي رونالدو، والمهاجم الإنكليزي مايكل أوين.
وخلال المواسم الأخيرة، فإن صفوف ريال مدريد شهدت وجود 10 لاعبين تُوجوا بالكرة الذهبية وذلك منذ عام 2000، بفضل وجود لويس فيغو، إضافة إلى البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي تُوج بالجائزة في خمس مناسبات، وكذلك الإيطالي فابيو كنافارو، الذي توج بالجائرة في مناسبة وحيدة، وكذلك الفرنسي كريم بنزيمة، والبرازيلي ريكاردو كاكا. وكان فينيسيوس جونيور مرشحاً ليكون صاحب الجائزة في العام الماضي، ولكنه تلقى صدمة بعد أن مُنحت الجائزة إلى نجم مانشستر سيتي الإنكليزي، الإسباني رودري.
## رمضان صبحي... من مشروع محمد صلاح جديد إلى قضية انتحال شخصية
29 July 2025 09:54 AM UTC+00
دخلت جماهير كرة القدم المصرية في جدل مثير، حول الحالة التي وصل إليها نجم كبير، إذ ألقي القبض على لاعب نادي بيراميدز، رمضان صبحي (28 عاماً)، في مطار القاهرة الدولي، لدى عودته مع بعثة النادي قادماً من تركيا، بعد انتهاء معسكر الإعداد للموسم الجديد، على ذمة قضية انتحال شخصية من أجل تأدية الامتحانات الدراسية في أحد المعاهد التعليمية، وهي القضية التي انفجرت قبل أشهر، عندما ألقي القبض على أحد الأشخاص يؤدي امتحاناً بدلاً من اللاعب، الذي بدوره نفى الواقعة عبر محاميه، وأكد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وتكتب هذه الواقعة سطوراً درامية جديدة في حياة نجم كروي كان قبل 10 سنوات (2015) الموهبة الصاعدة الواعدة التي لم تتخط الـ18 عاماً، ووجد نفسه لاعباً أساسياً في النادي الأهلي، يحقق معه الألقاب، بخلاف اللعب بجوار محمد صلاح في منتخب مصر الأول، الذي تأهل لكأس الأمم الأفريقية، بل كان البعض يعتبره مشروع محمد صلاح جديداً، قبل أن يتوارى مع تصاعد درجات الفشل تدريجياً، عبر ثلاثة قرارات، لعبت دوراً مهماً في اختفائه. 
رمضان صبحي والعودة من الاحتراف
وأهم منعطف سلبي في حياة رمضان صبحي، عندما أنهى مسيرته الاحترافية في أوروبا عام 2019، وقرر الرحيل عن ناديه هيدرسفيلد تاون الإنكليزي، بعد تجربة أولى له في نادي ستوك سيتي، وعاد إلى صفوف الأهلي معاراً وقتها، بداعي المشاركة في مباريات موسم 2018-2019، واللحاق بقائمة منتخب مصر في أمم أفريقيا 2019، ولكنه لم ينجح في الحصول على ثقة مدرب مصر، المكسيكي خافيير أغيري، واستبعد من المشاركة في البطولة القارية.
الرحيل عن الأهلي
وجدّد صبحي عقد إعارته مع الأهلي لموسم آخر 2019-2020، وبدأه بشكل مميز وتألق، ثم تعرّض لإصابة قوية، قبل أن يدخل في صدام مع النادي ويتخذ القرار الثاني المثير في حياته، وهو عدم تجديد عقد إعارته مع الفريق الأحمر، عندما طالبه الأخير بتوقيع عقد دائم في صفقة انتقال نهائي، وقرر الانتقال إلى صفوف بيراميدز في صيف عام 2020. وتسبب قرار رمضان صبحي بالرحيل عن الأهلي صاحب الشعبية الكبيرة إلى بيراميدز الغريم التقليدي للأهلي، وصاحب الميزانية المالية الضخمة، في تحوّله من النجم "ابن النادي" في عيون جماهير الأهلي إلى شبح نجم فقد الكثير من بريقه في السنوات الخمس الأخيرة.
رفض العروض الخارجية
ويبرز ثالث قرار في حياة رمضان صبحي، عندما رفض كل العروض الاحترافية التي تلقاها في آخر 5 سنوات للرحيل عن بيراميدز والعودة مجدداً للعب في أوروبا، وهو قرار كان في حاجة إليه لتغيير الضغوط الجماهيرية الهائلة التي تعرّض لها وحوّلته إلى "ترند" لدى جماهير الأهلي، تهاجمه من وقت إلى آخر، وساهم في ذلك خسارته مع بيراميدز العديد من مبارياته أمام الأهلي، إلى جانب تراجع مستواه، فلم يعد النجم الأول في بيراميدز، وتوارى كثيراً خلف نجم آخر ذاع صيته آخر 3 سنوات، وهو إبراهيم عادل المنتقل حديثاً من بيراميدز إلى نادي الجزيرة الإماراتي.
ويملك رمضان صبحي تاريخاً لافتاً في مسيرته الدولية، حيث فاز مع منتخب مصر الأولمبي ببطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2019 (تحت 23 عاماً)، واختير أفضل لاعبي البطولة، كذلك شارك في أولمبياد طوكيو 2020، وصعد مع منتخب مصر إلى نهائي أمم أفريقيا للكبار عام 2017 في الغابون، وشارك في بطولة كأس العالم 2018 في روسيا، وحقق مع الأهلي لقب بطل الدوري المصري ثلاث مرات، وفاز مع الفريق ببطولة كأس السوبر 4 مرات، ونال لقب الكونفيدرالية الأفريقية مرة واحدة، ونال مع بيراميدز لقب بطل دوري أبطال أفريقيا مرة واحدة، ولقب كأس مصر مرة واحدة أيضاً، بخلاف خوض تجربتي احتراف في ستوك سيتي وهيدرسفيلد تاون في إنكلترا.
## وزارة الصحة في غزة: 113 شهيداً و637 مصاباً خلال الـ24 ساعة الماضية
29 July 2025 10:04 AM UTC+00
## وزارة الصحة في غزة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 60034 شهيداً و145870 مصاباً منذ السابع من أكتوبر 2023
29 July 2025 10:04 AM UTC+00
## وزارة الصحة في غزة: 22 شهيداً وأكثر من 199 مصاباً جراء استهداف الاحتلال طالبي المساعدات خلال الـ24 ساعة الماضية
29 July 2025 10:06 AM UTC+00
## نتنياهو قاتل الأطفال
29 July 2025 10:17 AM UTC+00
## "إنفورماسيون": فضح صهيونية فريدركسن ورفاقها من حنة أرندت إلى غزة
29 July 2025 10:17 AM UTC+00
نشرت صحيفة "إنفورماسيون" الدنماركية، اليوم الثلاثاء، تقريراً موسعاً وغير مسبوق في جرأة صحافة كوبنهاغن، كشفت فيه عن عمق العلاقة بين عدد من الساسة الدنماركيين، بينهم ساسة بارزون، ودولة الاحتلال الإسرائيلي، متهمة بعضهم بـ"التصهين"، وتغليب الولاء الأيديولوجي على المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان التي يُفترض أن يدافعوا عنها.
استهلت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى تسلّم رئيس البرلمان الدنماركي سورين غاد، المنتمي لحزب الاجتماعي الديمقراطي الحاكم (حزب رئيسة الحكومة ميتا فريدركسن)، في يونيو/حزيران 2025، ما يُعرف بـ"جائزة القدس" من المنظمة الصهيونية العالمية، تقديراً لـ"دعمه الثابت لإسرائيل والجالية اليهودية في الدنمارك"، بحسب الجهة المانحة. جرى حفل التكريم في مقر الجمعية الصهيونية الدنماركية في كوبنهاغن، وهي هيئة تضم شخصيات من محافظين ويمين وسط واليمين المتطرف، وكان يترأسها سابقاً السياسي المعروف سورن إسبيرسن، عضو لجنة الأمن والسياسة الخارجية في البرلمان، والقيادي البارز في حزب الشعب الدنماركي القومي المتشدد والمعروف بمواقفه العدائية تجاه المهاجرين.
فريدركسن... والتماهي مع الصهيونية
وسلّطت "إنفورماسيون" الضوء على العلاقة الوثيقة بين رئيسة الحكومة فريدركسن والجمعية الصهيونية في كوبنهاغن، متهمة إياها بتقديم الولاء السياسي على القيم الديمقراطية. فزيارات فريدريكسن المتكررة لمقر الجمعية، ومنها مشاركتها في وداع رئيسها هنري غولدشتاين، تتم تحت شعار "دعم الجالية اليهودية"، في حين تكشف الصحيفة أن ما يُسمى بـ"الجالية اليهودية" ليست سوى واجهة للحركة الصهيونية الدنماركية، إذ تتقاسم الجمعية العنوان والموقع الإلكتروني مع المنظمة الصهيونية نفسها.
وتُبرز الصحيفة احتجاج يهود دنماركيين على هذا التواطؤ، عبر مقال رأي أكدوا فيه أن الجمعية لا تمثلهم، وأن دعمها المطلق لإسرائيل يتعارض مع القانون الدولي وحقوق الإنسان. كما أشارت الصحيفة إلى رسالة مفتوحة من منظمتي "I Change" و"يهود من أجل سلام عادل" (Jøder for Retfærdig Fred) للبرلمان، وصفتا ما يجري في غزة بأنه "إبادة تُرتكب على مرأى من العالم". وبينما لا يتجاوز عدد يهود الدنمارك خمسة آلاف، يشارك كثيرون منهم في احتجاجات رافعين شعار "ليس باسمنا"، رغم حملة تخوين يتعرضون لها من متطرفين صهاينة وحلفاء فريدركسن. وفي المقابل، تنشط الجالية الفلسطينية، التي يفوق عدد أفرادها 30 ألفاً، بفعالية متزايدة ساهمت في كسر الخطاب الصهيوني السائد، ودحض الصور النمطية التي ربطتها لعقود بالتطرف والراديكالية.
أرندت وتفاهة الشر... هل يعاد إنتاجها ديمقراطياً؟
وتمضي "إنفورماسيون" في تقريرها لتشير إلى أن الدعم الدنماركي الأعمى لحكومة الاحتلال يأتي بينما تواصل الأخيرة ارتكاب مجازر موثّقة في غزة والضفة الغربية. واستشهدت الصحيفة بتصريحات وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش التي دعا فيها علناً إلى "تدمير غزة بالكامل"، ورفض وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
ووصفت الصحيفة هذه السياسات بأنها تدخل ضمن تعريفات القانون الدولي لـ"التطهير العرقي" و"الإبادة الجماعية"، مذكّرة بأن منظمات كـ"هيومن رايتس ووتش" سبق أن وصفت إسرائيل بأنها دولة فصل عنصري ترتكب "جرائم ضد الإنسانية".
وفي مفارقة لافتة، استحضرت الصحيفة خطاباً سابقاً لفريدريكسن في الجلسة الختامية للبرلمان، في 21 مايو/أيار، حين قالت: "أوروبا ليست مكاناً، بل فكرة... إنها موزارت، وبيكاسو، وداروين، و... حنة أرندت". لكن "إنفورماسيون" رأت في هذا الاستشهاد تناقضاً سافراً، مذكّرة بما كتبته الفيلسوفة حنة أرندت خلال تغطيتها لمحاكمة أدولف أيخمان في القدس عام 1961، حيث وصفت ممارساته بـ"الشر البيروقراطي" الذي ينفّذ دون إدراك للعواقب، تحت عنوان "تفاهة الشر".
ورغم أن أبحاثاً لاحقة أظهرت أن أيخمان كان مدفوعاً بأيديولوجيا نازية، إلا أن الصحيفة رأت أن المفارقة تكمن في أن ساسة اليوم، من كوبنهاغن إلى تل أبيب، يعيدون إنتاج تلك التفاهة، لا كوحشية نازية، بل كازدواجية مغلفة بلغة الديمقراطية.
دعم بلا شروط... رغم توثيق المجازر
وتوقفت الصحيفة عند صمت الحكومة الدنماركية إزاء المجازر الإسرائيلية المتصاعدة، رغم تقارير لمنظمات حقوقية أفادت بأن غزة تشهد "ظروفاً شبيهة بمعسكرات الاعتقال النازية". وربما للرد على التهم الجاهزة بـ"معاداة السامية"، استشهدت الصحيفة بما نشرته "هآرتس" العبرية في إبريل/نيسان، حيث نقلت عن جنود إسرائيليين قولهم إنهم تلقوا أوامر بـ"إطلاق النار على مدنيين" خلال توزيع مساعدات في شمال غزة، وهو ما وصفته الصحيفة الإسرائيلية بـ"ميدان قتل".
وذكّرت "إنفورماسيون" بأن "عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية في غزة تجاوز 58 ألف شهيد، بينهم أكثر من 17 ألف طفل، في حين تسجّل المنطقة أعلى نسبة بتر أطراف بين الأطفال عالمياً، وفق بيانات أطباء بلا حدود ووكالة أونروا".
قمع التضامن... وازدواجية القيم
وانتقدت الصحيفة ما وصفته بـ"قمع التعبير عن التضامن مع فلسطين" داخل الدنمارك، رغم ادعاء الأخيرة حماية حرية التعبير، وأشارت إلى منع وزارة التعليم مناقشة القضية الفلسطينية في انتخابات مجالس الطلبة لعام 2025، بحجة "منع التسييس"، رغم أن المبادرة جاءت من تلاميذ يذهبون لانتخاب مجالسهم. كما فضحت الصحيفة ازدواجية فريدريكسن التي تتحدث عن "أمن اليهود فقط"، متجاهلة تصاعد الإسلاموفوبيا والاعتداءات على المسلمين، التي وثّقتها الشرطة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
أرندت من جديد: تفاهة الشر تتكرّر
وفي ختام تقريرها، رأت "إنفورماسيون" أن ما يجري في الدنمارك يعيد إلى الأذهان أطروحة حنة أرندت حول "تفاهة الشر"، حيث يتحوّل دعم الإبادة إلى ممارسة بيروقراطية مغلّفة بخطاب ديمقراطي، ونقلت عن أرندت قولها: "تفاهة الشر مرعبة لأنها تتجاوز الكلمات والأفكار". وأنهت الصحيفة تقريرها بالتشديد على أن "النخبة السياسية في الدنمارك، بكل أسف، تُجسد هذا المعنى اليوم".
## مصر: حالة وفاة ثانية في أقسام الشرطة خلال 24 ساعة
29 July 2025 10:17 AM UTC+00
أعلنت منظمات حقوقية في مصر وقوع حالة وفاة جديدة داخل أحد أقسام الشرطة المصرية، هي الثانية خلال 24 ساعة، ما أعاد فتح ملف الانتهاكات داخل أماكن الاحتجاز، وسوء أوضاع السجون وأقسام الشرطة، في ظل تصاعد التحذيرات من الإهمال الطبي والتكدس وغياب الرقابة القضائية.
وأكد مركز الشهاب لحقوق الإنسان، في بيانه اليوم الثلاثاء، وفاة الشاب كريم محمد عبده بدر، البالغ من العمر نحو 25 عاماً، داخل حجز قسم شرطة الصف بمحافظة الجيزة، يوم الأحد 27 يوليو/تموز 2025، وذلك في "ظروف احتجاز غير آدمية (غير آمنة)"، وسط "تكدس شديد وغياب كامل للرعاية الصحية".
ووفقًا للشبكة المصرية ومؤسسة عدالة لحقوق الإنسان، فإن كريم تم توقيفه مع شقيقه على خلفية محاولة سرقة مركبة "توك توك"، من دون توضيح كافٍ لملابسات القبض أو حالته الصحية أثناء الاحتجاز. كما نبّهت الشبكة إلى أن "أوضاع الحجز داخل قسم الصف غير إنسانية، وتتّسم بانعدام النظافة وارتفاع درجات الحرارة وانتشار التدخين والمخدرات، وغياب أي رقابة تحمي حقوق المحتجزين".
وحمّلت مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان السلطات الأمنية مسؤولية الإشراف على مقار الاحتجاز، معتبرة أن الوفاة الأخيرة تكشف "استمرار الإهمال الطبي والانتهاكات الجسيمة"، وطالبت بفتح تحقيق شفاف لمحاسبة المتسببين، والتحرك العاجل لإنقاذ المحتجزين من مصير مشابه.
وفي السياق ذاته، قالت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان إن الظروف القاسية التي تشهدها أقسام الشرطة "قد تكون سبباً مباشراً أو غير مباشر في الوفاة"، وشددت على ضرورة فتح تحقيق عاجل من قبل النيابة العامة لتقصّي ما إذا كانت معايير الاحتجاز القانونية والإنسانية متوفرة في القسم، ومحاسبة المتورطين في الإهمال.
وتأتي الوفاة الجديدة بعد يوم واحد على إعلان وفاة الشاب أيمن صبري عبدالوهاب، الطالب الجامعي البالغ من العمر 21 عاماً، داخل قسم شرطة بلقاس بمحافظة الدقهلية، وذلك بعد أسبوع من توقيفه في 19 يوليو/تموز 2025، من دون عرضه على النيابة العامة في الموعد القانوني. ووفق الشهادات الحقوقية، تعرّض أيمن للتعذيب داخل وحدة المباحث حتى تدهورت حالته الصحية، ما أدى إلى وفاته. وشهدت مدينة بلقاس احتجاجات غاضبة من الأهالي، الذين اتهموا الشرطة بـ"قتل ابنهم تحت التعذيب"، ما استدعى تدخلاً أمنيّاً لتفريق التجمعات أمام المحكمة وقسم الشرطة.
وتشير تقارير منظمات حقوقية إلى أن عدد الوفيات داخل أماكن الاحتجاز في مصر بلغ نحو 1,222 حالة منذ منتصف عام 2013 حتى مطلع عام 2025، وفق إحصاء لجنة العدالة (كوميتي فور جستس)، التي وثّقت 958 حالة وفاة حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2019، وارتفع العدد إلى 1,168 في بداية عام 2023، ثم إلى 1,222 مع توثيق 50 حالة في العام 2024 فقط.
وسبق أن وثقت "هيومن رايتس ووتش" ومنظمات أخرى حالات وفاة نتيجة الإهمال الطبي والحبس الانفرادي وغياب الرعاية الصحية، أبرزها وفاة الرئيس الأسبق محمد مرسي داخل محبسه بعد معاناة صحية مزمنة لم يتم علاجها بالشكل اللازم.
وفي ظل تصاعد حالات الوفاة، جددت المنظمات الحقوقية دعوتها إلى تشكيل لجنة مستقلة من جهات قضائية وحقوقية لمراجعة أوضاع الاحتجاز في مصر والتأكد من مدى التزامها بالمعايير الدولية والحقوق الأساسية للمحتجزين، وسط قلق من استمرار "مأساة بطيئة" لا تجد اهتماماً حقيقيّاً من المؤسسات الرسمية.
وطالبت المنظمات بسرعة فتح تحقيق قضائي مستقل في حالتَي وفاة كريم وأيمن، ونشر نتائج التحقيق، معتبرة أن السكوت على مثل هذه الوقائع "يكرّس مناخ الإفلات من العقاب، ويهدّد الحق في الحياة والكرامة الإنسانية".
## بكين: أكثر من 30 قتيلاً وإجلاء عشرات الآلاف جراء فيضانات
29 July 2025 10:17 AM UTC+00
أسفر هطول الأمطار الغزيرة في بكين عن وقوع فيضانات وانهيارات أرضية جرفت السيارات وأجبرت السكان على إخلاء منازلهم، كما أدت لانقطاع الكهرباء حول العاصمة الصينية، وأودت بحياة ما لا يقل عن 38 شخصاً بحلول اليوم الثلاثاء. وقد تمّ إجلاء أكثر من 80 ألف شخص، بحسب ما أعلن الإعلام الرسمي.
وأصدرت وكالة الأرصاد الجوية الصينية، اليوم الثلاثاء، إنذاراً بالمستوى الثالث على سلم من أربع درجات، محذرة من تساقط أمطار غزيرة في بكين ومنطقتي خبي وتيانجين المحاذيتين للعاصمة وعشر مقاطعات أخرى في شمال الصين وشرقها وجنوبها، وفق ما أوردت وكالة الصين الجديدة للأنباء (شينخوا) الرسمية.
وتوقعت الوكالة أن يستمر هطول الأمطار حتى الأربعاء. وفي بكين، أفادت وكالة الصين الجديدة نقلاً عن المركز البلدي لمكافحة الفيضانات أن "أحدث موجة من العواصف الرعدية الشديدة أسفرت حتى منتصف ليل الاثنين عن مقتل 30 شخصاً". من جانبها، أوردت صحيفة "بيجينغ ديلي" الرسمية على موقع ويتشات أنّه "حتى الآن تمّ إجلاء ما مجموعه 80.332 شخصاً" في العاصمة. وسجل أكبر قدر من الأضرار في منطقة مييون بشمال شرق بلدية بكين.
وروت جيانغ، وهي من سكان المنطقة، لوكالة "فرانس برس" أن "الأمطار كانت غزيرة إلى حد استثنائي هذه المرة، إذ لا يحصل هذا عادة"، وأوضحت أن "الطريق غارق بالمياه، وبالتالي لا يمكن للناس الذهاب إلى أعمالهم"، مشيرة إلى طريق أمام منزلها يجري فيه سيل من المياه.
وشاهد صحافيون في "فرانس برس" جرافة تنقل سكاناً وكلباً وعناصر إنقاذ يسيرون والمياه تغمرهم حتى الركبتين. وعلى مقربة في مدينة موجيايو، رأى صحافيون في الوكالة ذاتها خزاناً يفرغ سيلاً من المياه وسيارات إسعاف وآليات عسكرية تجوب الشوارع المغمورة بالمياه، وخطوط كهرباء جرفتها سيول وحليّة.
وأسعف عناصر الإطفاء 48 شخصاً كانوا محاصرين في مركز للمسنين، وفق شبكة "سي سي تي في" التلفزيونية العامة. كما طاولت الأمطار منطقتَي هوايرو في الشمال وفانغشان في جنوب غربي البلاد. وذكرت "بيجينغ ديلي" أن عشرات الطرقات باتت مقطوعة فيما قطع التيار الكهربائي عن أكثر من 130 قرية في المنطقة. وكتبت الصحيفة "يرجى الانتباه إلى توقعات الطقس والتحذيرات، وتجنّب التوجه إلى المناطق العالية الخطورة إلا للضرورة القصوى".
وحضّ الرئيس شي جين بينغ مساء أمس الاثنين السلطات على تسريع جهود إيواء سكان المناطق المعرضة لخطر فيضانات. وخصصت الحكومة 350 مليون يوان (42 مليون يورو) لعمليات الإغاثة في تسع مناطق شهدت أمطاراً غزيرة، بحسب ما أفاد تلفزيون "سي سي تي في"، مشيراً إلى تخصيص 200 مليون يوان (24 مليون يورو) للعاصمة.
وفي مقاطعة خبي المحيطة بالعاصمة، أسفر انزلاق تربة في قرية، أمس الاثنين، عن أربعة قتلى وثمانية مفقودين، بحسب التلفزيون. وأصدرت السلطات المحلية إنذاراً من فيضانات مفاجئة حتى مساء اليوم الثلاثاء، فيما صدر إنذار من أقصى درجة في عاصمة المحافظة شينغدي ومحيطها. وما زال خطر وقوع فيضانات في مناطق في بكين ومدينة تيانجين كبيراً حتى مساء اليوم.
وقال رئيس وزراء الصين لي تشيانغ إن الأمطار الغزيرة والفيضانات في منطقة ميون في بكين الأكثر تضرراً أسفرت عن وقوع "خسائر بشرية"، حسبما ذكرت وكالة "شينخوا".
وغالباً ما تشهد الصين كوارث طبيعية، ولا سيما في الصيف، حين تهطل أمطار غزيرة على بعض المناطق، فيما تسجل موجات حر في مناطق أخرى. وتسجل الصين أعلى مستوى في العالم من انبعاثات غازات الدفيئة التي يؤكد العلماء أنها تسرّع التغير المناخي وتجعل ظواهر الطقس القاسية أكثر تواتراً وشدة. كما أن الصين رائدة في قطاع الطاقات المتجددة وتطمح لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
وشهدت مقاطعة شاندونغ (شمال شرق)، في وقت سابق من هذا الشهر، فيضانات مفاجئة أسفرت عن قتيلين وعشرة مفقودين. كما أدى انزلاق للتربة على طريق عام في مقاطعة سيتشوان (جنوب غرب)، إلى مقتل خمسة أشخاص.
(العربي الجديد، فرانس برس، أسوشييتد برس)
## سوريون يشكون ضعف الأمن وانتشار السرقات
29 July 2025 10:17 AM UTC+00
تشهد العديد من المناطق السورية في الآونة الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات السرقات والتعدي على الأملاك العامة والخاصة، في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية متردّية، وضعف في المنظومة الأمنية.
وتصاعدت الشكاوى في كثير من المحافظات السورية خلال الفترة الأخيرة من زيادة معدلات السرقة والنشل وعدم ضبط الوضع الأمني، وسط نقص واضح في عدد مراكز الشرطة بعد سقوط النظام السابق وافتقادها للخبرة الكافية للتعامل مع السرقات والحد منها.
وتصدرت سرقات السيارات ونهب محتوياتها، والمستودعات في المناطق الصناعية ومولدات المياه في المباني، وسرقة الدراجات النارية ونشل الهواتف، إلى جانب سرقة كابلات الكهرباء والحدائق العامة، قائمة الجرائم المتكررة.
وقال رضوان خضرة، وهو من سكان حي الميدان بدمشق ويملك متجراً لبيع الهواتف، إن متجره أُفرغ بالكامل ليلاً من قبل لصوص كسروا أقفال المتجر وسرقوه، مضيفاً أن متاجر عدة في المنطقة تعرّضت لسرقات مشابهة. وأكد خضرة لـ"العربي الجديد" أن الأمان غائب عن الكثير من المناطق، حيث إن انتشار السلاح وعصابات السرقة وضعف القبضة الأمنية وجهاز الشرطة، كلها عوامل أوصلت الناس إلى الخوف على حياتها وأملاكها وسط مطالبة بتحركٍ جادّ لإعادة الأمن.
في مدينة اللاذقية، غربي سورية، يبدو الوضع مشابهاً، حيث يروي مجد غاوي، وهو من سكان حي الصليبة، كيف تعرّضت سيارته للسرقة مرتين خلال شهر واحد، وقال لـ"العربي الجديد": "في المرة الأولى سرقوا الإطار الخلفي، وفي الثانية خلعوا النوافذ وسرقوا جهاز الصوت. لم أجد أي استجابة من الشرطة سوى تسجيل الشكوى".
وأكد غاوي أن أربع حالات سرقة سيارات وقعت خلال الأسبوع الماضي في الحي ذاته الذي يسكنه، مرجحاً أن تكون عصابة تستخدم مادة شبيهة ببودرة السيراميك لرشها على زجاج السيارات وتكسيره من دون إصدار صوت. وطالب غاوي الجهات المعنية بإنارة المنطقة وتكثيف وجود الدوريات أو نشر عناصر أمنية من قسم الشرطة لضبط الحي وردع المتورطين.
تعرّض زياد العبد الله، وهو مغترب سوري جاء من ألمانيا لزيارة عائلته في مدينة حماة، وسط سورية، للنشل وسرقت حقيبته التي تحتوي على أوراق ثبوتية وجواز سفر ومبلغ مالي. وقال زياد لـ"العربي الجديد"، إنه جاء كي يزور مدينته بعد سنواتٍ من الغياب، ولم يكن يتوقع أن تبدأ زيارته بحادثة سرقة، وأوضح أنه راجَع قسم الشرطة لتسجيل ضبط بما حدث، لكن المتعب في الأمر هو إعادة الحصول على أوراق ثبوتية.
وخلال الأشهر الأخيرة أصبحت الحدائق العامة وأعمدة الإنارة وكابلات الهاتف والكهرباء أهدافاً يومية لعصابات السرقة. وقال المشرف على الاتصالات في الساحل عبد القادر يوسف إن تكرار سرقة الكابلات الهاتفية يُعدّ من أبرز التحديات ويؤثر سلباً على جودة الخدمات المقدمة للمشتركين. وكشف يوسف في تصريحات إعلامية عن تسجيل نحو 80 ضبطاً لسرقة كابلات هاتفية منذ بداية العام الحالي، تُقدّر قيمتها بمليارات الليرات السورية.
كما أعلن مدير عام شركة كهرباء درعا هاني مسالمة، في أيار/مايو 2025، أن قيمة المسروقات من كابلات الكهرباء بلغت نحو ثلاثة مليارات ليرة سورية (نحو 293 ألف دولار) خلال أربعة أشهر فقط.
وفي مدينة حلب، أطلقت البلدية نداء للمواطنين للمساعدة في رصد المعتدين بعد تسجيل أكثر من 200 حالة سرقة لكابلات الكهرباء خلال شهرين، تسببت بعزل عشرات الأحياء عن الشبكة.
وحول أسباب تفاقم الوضع الأمني وزيادة السرقات في سورية، قال أيمن غنيري، وهو ضابط سابق متقاعد في جهاز الشرطة، لـ"العربي الجديد"، إن تفاقم الظاهرة يرتبط بإفراغ السجون وإطلاق سراح اللصوص والمجرمين في فترة إسقاط النظام، كما يرتبط بالوضع الاقتصادي السيئ وانتشار البطالة وضعف الرقابة وخبرة العاملين في جهاز الشرطة والذي أُعيد تشكيله بعناصر ومسؤولين يفتقرون للخبرة والدراسة الكافية. كما أشار غنيري إلى وجود بيئة خصبة للجريمة، ولا سيما في المناطق العشوائية والمحرومة من الخدمات.
وخلال الأيام الأخيرة كان ملاحظاً تصاعد الدعوات التي أطلقها نشطاء محليون ومدنيون إلى تحرك عاجل من قبل وزارة الداخلية لوضع خطة شاملة للحد من الجريمة، تتضمن إعادة نشر الدوريات الليلية، وتشغيل كاميرات المراقبة في المناطق الحيوية، وتفعيل الخطوط الساخنة لتلقي البلاغات العاجلة، وفرض عقوبات رادعة على المجرمين والمعتدين على الأملاك العامة.
## النجم HOPS-315... كما لو أننا ننظر إلى طفولة نظامنا الشمسي
29 July 2025 10:22 AM UTC+00
في كشف علمي غير مسبوق، تمكن فريق بحثي دولي من التقاط أول صورة في تاريخ العلم للحظة التي تبدأ فيها الكواكب بالتشكّل حول نجم خارج نظامنا الشمسي. وباستخدام تلسكوبي "جيمس ويب" و"ألما"، التقط العلماء إشارات تكشف عن بدء تكون أول حبيبات المواد الصلبة الكوكبية، وهي معادن ساخنة بدأت في التصلب داخل قرص غازي يحيط بنجم حديث الولادة يدعى HOPS-315 ويقع على بعد 1300 سنة ضوئية من الأرض.
تقول الباحثة الرئيسية في الدراسة، ميليسا مكلو (Melissa McClure)، أستاذة الفلك وعلوم الأرض في جامعة لايدن الهولندية: "للمرة الأولى، تمكّنا من تحديد اللحظة المبكرة التي يبدأ فيها تشكّل الكواكب حول نجم غير شمسنا، إنها نافذة فريدة نطل منها على ماضينا الكوني".
يمثل هذا الاكتشاف، المنشور يوم 16 يوليو/تموز في مجلة Nature، محطة تاريخية في فهم بدايات النظم الشمسية، إذ لم يسبق أن تمكن العلماء من تتبع تشكل المواد الصلبة -اللبنة الأولى للكواكب- في مرحلة مبكرة كهذه.
يصف الفريق النجم HOPS-315 بأنه "شمس في مهدها"، إذ تحيط به سحابة كثيفة من الغاز والغبار تعرف باسم القرص الكوكبي الأولي، وهي الساحة التي تنشأ فيها الكواكب. توضح الباحثة في تصريحات لـ"العربي الجديد" أنه عادة ما يرى علماء الفلك في مثل هذه الأقراص كواكب ضخمة بالفعل، شبيهة بالمشتري، لكنها في مراحل تطور لاحقة. وتضيف: "لكن في هذا الاكتشاف، رُصدت اللحظة التي تبدأ فيها حبيبات المعادن بالتشكل، وهي المرحلة التي تسبق تكون الكواكب بزمن طويل"، موضحة: "نحن لا نرى فقط كوكباً يتكون، بل نشهد أول شرارة في عملية بناء الكوكب. إنه مثل النظر إلى صورة لطفولة نظامنا الشمسي".
يعتمد العلماء عادة على دراسة النيازك القديمة الموجودة في نظامنا الشمسي، لفهم بداية تشكّل الأرض والكواكب الأخرى. فهذه الصخور، المحفوظة منذ بلايين السنين، تحتوي على معادن بلورية تكونت في درجات حرارة عالية، من أبرزها أكسيد السيليكون، وهو أحد المؤشرات الرئيسية على بدء التصلب المعدني في الفضاء.
وبحسب الدراسة، فقد رُصد أكسيد السيليكون حول النجم HOPS-315 ليس فقط في حالته الغازية بل أيضاً ضمن معادن بلورية بدأت تتصلب. تقول الباحثة: "هذه هي المرة الأولى التي نشاهد فيها هذا النوع من التكوين المعدني في قرص كوكبي أولي، بل وفي أي مكان خارج نظامنا الشمسي".
التُقطت إشارات هذه المعادن باستخدام تلسكوب جيمس ويب، ثم حدد العلماء موقعها الدقيق بمساعدة مرصد ألما في صحراء أتاكاما بتشيلي، التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي. وبحسب التحليل، فإن هذه المعادن تتشكّل في منطقة من القرص تقابل موقع حزام الكويكبات في نظامنا الشمسي، وهي منطقة شهدت في الماضي ولادة مواد بناء الكواكب الصخرية.
تقول مكلور: "المثير في الأمر أننا نرى هذه المعادن في الموقع نفسه الذي نرصدها فيه داخل كويكبات النظام الشمسي. هذا يجعل من HOPS-315 نموذجاً رائعاً لدراسة ماضينا". وبحسب الباحثة، يمثل هذا النجم مرآة لما كانت عليه شمسنا قبل أكثر من 4.5 مليارات سنة، وهو يمنح العلماء فرصة نادرة لدراسة بدايات نشأة الكواكب مباشرة، بدلاً من الاعتماد فقط على الأحافير الكونية في نيازك الأرض.
تؤكد الباحثة أن هذه المنظومة هي من أفضل ما نعرفه لدراسة العمليات التي حدثت خلال تكون نظامنا الشمسي، وتمنحنا نافذة فريدة لفهم تشكّل الأرض والكواكب الأخرى. ويتوقع المؤلفون أن هذا الاكتشاف سيلفت انتباه الفرق العلمية الأخرى، سواء في المرصد الأوروبي الجنوبي أو في مراكز الأبحاث المعنية الأخرى.
"تكشف دراستنا مرحلة مبكرة جداً من تشكّل الكواكب وتظهر كيف يمكن لتلسكوبي جيمس ويب وألما أن يتكاملا للكشف عن أسرار تكوّن الأنظمة الكوكبية" تقول مكلور، وتضيف: "بينما لا يزال كثير من أسرار الكون غامضة، يؤكد هذا الاكتشاف أننا نقترب أكثر من أي وقت مضى من الإجابة عن أحد أعظم الأسئلة: كيف ولدت كواكب مثل الأرض؟ وربما، كيف بدأت رحلة الحياة في الكون؟".
## أمراض القلب... الذكاء الاصطناعي يكشف ما لا يراه الأطباء
29 July 2025 10:23 AM UTC+00
طوّر باحثون أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي قادرة على اكتشاف أمراض قلبية خفية، عبر تحليل بيانات اختبار بسيط ومنخفض التكلفة يُجرى في معظم عيادات الأطباء، هو تخطيط القلب الكهربائي، وفق دراسة نُشرت يوم 16 يوليو/تموز الحالي في مجلة نيتشر. الأداة "إيكو نكست" (EchoNext) تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل تخطيط القلب الكهربائي، بهدف تحديد الحالات التي تستدعي إجراء تصوير للقلب باستخدام الموجات فوق الصوتية (الإيكو) لتشخيص الأمراض البنيوية.
يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من أمراض القلب البنيوية، مثل أمراض صمامات القلب والتشوهات الخلقية ومشاكل أخرى تؤثر على وظيفة القلب؛ لكن هذه الأمراض غالباً ما تمر من دون تشخيص مبكر، خصوصاً في ظل غياب اختبارات روتينية منخفضة التكلفة للكشف عنها، ما يؤدي إلى فقدان جزء كبير من وظيفة القلب قبل التدخل الطبي.
"لدينا فحوصات دورية للكشف عن السرطان، مثل تنظير القولون وتصوير الثدي، لكن لا يوجد لدينا ما يعادلها للكشف عن معظم أمراض القلب"، يقول قائد الفريق البحثي بيير إلياس، أستاذ الطب والمعلوماتية الطبية الحيوية المساعد في كلية الأطباء والجراحين في جامعة كولومبيا والمدير الطبي للذكاء الاصطناعي في مستشفى نيويورك-بريسبتيريان.
يمثّل تخطيط القلب الكهربائي أحد أكثر الفحوصات استخداماً في العالم، ويُستخدم عادة للكشف عن اضطرابات نظم القلب أو علامات النوبات القلبية السابقة، ويتميّز هذا الفحص ببساطته وانخفاض تكلفته، كما يُجرى روتينياً لمرضى لا يشتكون بالضرورة من مشاكل قلبية، وفقاً لتصريحات إلياس لـ"العربي الجديد". لكن هذا الفحص، رغم أهميته، لا يكشف بدقة عن أمراض القلب البنيوية؛ إذ يقول إلياس: "دُرّبنا في كليات الطب على أن تخطيط القلب لا يمكنه كشف أمراض صمامات القلب أو تضخّم العضلة القلبية. هذا الفحص غير مصمّم لذلك".
لكن الأداة الجديدة تغيّر هذه المعادلة. فقد درّب الباحثون نموذجاً قائماً على التعلم العميق باستخدام أكثر من 1.2 مليون زوج من بيانات تخطيط القلب وتصوير الإيكو، جُمعت من 230 ألف مريض.
يقول الباحث إن الأداة أثبتت كفاءتها، فعند مقارنتها مع 13 طبيب قلب في تحليل 3200 تخطيط قلب، نجحت الأداة في تشخيص 77% من حالات أمراض القلب البنيوية بدقة، بينما كانت نسبة النجاح لدى الأطباء 64% فقط. "ما نفعله يشبه استخدام اختبار رخيص لتحديد من يحتاج إلى اختبار أغلى وأكثر دقة"، يوضح إلياس. ويضيف: "هذه الأداة تستطيع اكتشاف أمراض لا يمكن لأطباء القلب رؤيتها من خلال تخطيط القلب التقليدي. نعتقد أن هذا سيفتح آفاقاً جديدة لفحص القلب منهجياً".
اختبر الفريق الأداة في الواقع العملي من خلال تحليل بيانات ما يقرب من 85 ألف مريض خضعوا لتخطيط القلب، من دون أن يكون لديهم تاريخ سابق في إجراء تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية. لم يكن الأطباء على دراية بنتائج "إيكو نكست"، لتفادي أي تأثير على قراراتهم الطبية.
أظهرت الأداة أن نحو 9% من هؤلاء المرضى – أي أكثر من 7500 شخص – معرّضون بدرجة عالية للإصابة بأمراض قلبية بنيوية لم تُشخّص بعد. وخلال عام، خضع 55% منهم لفحص الإيكو، وتبيّن أن نحو ثلاثة أرباعهم كانوا يعانون بالفعل من مشكلات قلبية خطيرة. وبالمقارنة، فإن نسبة الإصابة بين من خضعوا للإيكو من دون مساعدة الذكاء الاصطناعي كانت أقل بكثير، ما يُظهر بوضوح قدرة الأداة على رفع معدّلات الكشف المبكر وإنقاذ الأرواح. "لو أن جميع المرضى الذين صنّفتهم الأداة بأنهم في خطر خضعوا لفحص الإيكو، لكشفنا عن ألفي حالة إضافية لأمراض قلبية كان من الممكن أن تظل خفية"، يقول إلياس.
وتُجرى سنوياً نحو 400 مليون عملية تخطيط قلب حول العالم، ومع استخدام أداة "إيكو نكست"، يمكن تحويل كل واحدة من هذه الفحوصات إلى فرصة للكشف المبكر عن أمراض قلبية قد تهدّد الحياة. يضيف الباحث: "لا يمكنك علاج مريض لا تعرف بوجود مرضه. ومع تقنيتنا، يمكننا تحويل كل عملية تخطيط قلب إلى نقطة انطلاق لفحص أوسع وأكثر دقة، وإعطاء المرضى فرصة للعلاج في الوقت المناسب".
ورغم أن الذكاء الاصطناعي ما زال يثير نقاشات حول دوره في الطب، إلا أن هذه التجربة تقدّم مثالاً قوياً على كيف يمكن للتكنولوجيا أن تعزّز مهارات الأطباء، لا أن تحلّ محلّهم. يشير إلياس إلى أن هذه التقنية ليست بديلاً عن الأطباء، بل أداة مساعدة تحسّن فرص التشخيص وتقلّل من الهدر في الموارد الطبية، ويشدّد الباحث: "نحن لا نستبدل الطبيب، بل نعطيه عيناً ثالثة".
## ستارمر يناقش خطة بشأن غزة في اجتماع طارئ لمجلس الوزراء البريطاني
29 July 2025 10:39 AM UTC+00
يناقش رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر في اجتماع طارئ لمجلس الوزراء، اليوم الثلاثاء، الوضع في غزة وخطة سلام مقترحة، في وقت يتعرض فيه لضغوط متزايدة من حزبه للاعتراف بدولة فلسطينية. واتخذ ستارمر خطوة نادرة باستدعاء مجلس الوزراء للانعقاد خلال العطلة الصيفية لمناقشة كيفية إيصال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وتعمل بريطانيا على الخطة مع فرنسا وألمانيا بعد اتصال بين قادة الدول الثلاث، الأسبوع الماضي. ولم يدل ستارمر بتفاصيل عن الخطة، لكنه شبّه المقترحات في مطلع الأسبوع "بتحالف الراغبين"، وهو الجهد الدولي لدعم أوكرانيا في حال وقف إطلاق النار في حربها مع روسيا. وقال المتحدث باسم ستارمر إنه سيناقش الخطة مع حلفاء دوليين آخرين ودول في الشرق الأوسط.
ومع التحذيرات من أن سكان غزة يواجهون التجويع، يطالب عدد متزايد من نواب حزب العمال الذي ينتمي إليه ستارمر بأن يعترف بدولة فلسطينية للضغط على إسرائيل. وفي وقت سابق، دعا زعيم الليبراليين الديمقراطيين إيد ديفي المملكة المتحدة إلى أن تحذو حذو فرنسا، قائلاً إن المملكة المتحدة "يجب أن تكون رائدة في هذا الأمر، لا أن تتخلف". وأضاف: "اعترفوا بالدولة الفلسطينية المستقلة الآن وقودوا الجهود لتأمين حل الدولتين وسلام دائم".
ونقلت صحيفة ذا غارديان البريطانية عن مصادر حكومية، أمس الاثنين، أنّ الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية مسألة "متى، وليس ما إذا". وأشارت المصادر إلى أن الحكومة ستحدد خطواتها التالية للمساعدة في حل الوضع في الشرق الأوسط في الأيام المقبلة، لكنهم قدموا تفاصيل شحيحة، وهو ما قد يؤدي إلى تأجيج المزيد من الانتقادات لستارمر بشأن رده. وأصرّوا على أنّ رئيس الوزراء كان "واضحاً" في قلقه إزاء المشاهد في غزة، وأنه "مذعور" من صور الجوع واليأس ومعاناة الأطفال والرضع، حيث دعا حكومته إلى وستمنستر.
وسيحضر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي مؤتمر الأمم المتحدة في نيويورك، اليوم الثلاثاء، للحث على دعم حل الدولتين لإنهاء الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين. وقالت الحكومات البريطانية المتعاقبة إنها ستعترف رسمياً بدولة فلسطينية عندما يحين الوقت المناسب، دون تحديد جدول زمني أو الشروط اللازمة. وأثيرت القضية مرة أخرى بعد أن قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الخميس الماضي إنّ فرنسا ستعترف بفلسطين دولة.
ويرفض ستارمر حتى الآن خطط الاعتراف الفوري بدولة فلسطينية، قائلاً إنه يركّز على "الحلول العملية". ووقع أكثر من 200 عضو بالبرلمان البريطاني من تسعة أحزاب على رسالة يوم الجمعة الماضي تدعو إلى الاعتراف فوراً بدولة فلسطينية. وفي اجتماع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اسكتلندا، أمس الاثنين، ناقش ستارمر ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وما وصفه بالأزمة الإنسانية "المثيرة للغضب".
(رويترز، العربي الجديد)
## وكالة إرنا الإيرانية عن خامنئي: البرنامج النووي والتخصيب مجرد ذريعة لمواجهة الجمهورية الإسلامية
29 July 2025 10:55 AM UTC+00
## لاجئون سوريون يغادرون لبنان ضمن برنامج العودة الطوعية
29 July 2025 10:55 AM UTC+00
في إطار خطة الحكومة اللبنانية لتنفيذ عودة آمنة ومنظّمة، انطلقت اليوم الثلاثاء قافلة لاجئين سوريين من لبنان إلى بلادهم، بالتنسيق بين المديرية العامة للأمن العام اللبناني والدولة السورية، وذلك عبر مركز المصنع الحدودي. وتأتي هذه الخطوة بمشاركة كلّ من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة والصليب الأحمر اللبناني ومنظمات إنسانية.
وتجمّعت عائلات سورية منذ ساعات الصباح الباكر تحمل أمتعتها وحاجياتها عند نقطة التجمّع في منطقة بر الياس – ملعب نادي النهضة (البقاع الأوسط)، استعداداً لانطلاق القوافل المجانية نحو الأراضي السورية، بحيث دُقِّق في أسمائهم من قبل الأمن العام اللبناني والمنظمات الأممية، كذلك قُدمت لهم وجبات غذائية، فيما جُهِّزَت متوسطة بر الياس الرسمية المختلطة للعائلات من أجل الاستراحة فيها.
وقال مصدر في مفوضية اللاجئين لـ"العربي الجديد": "انطلق اليوم الجزء الثاني من برنامج دعم عودة اللاجئين السوريين من لبنان إلى سورية، وتخلّله إطلاق أول رحلة بالباصات، حيث عاد 72 شخصاً". وبالتنسيق مع الحكومة اللبنانية والمنظمات الشريكة، بدأت المفوضية في لبنان بتسيير العودة الطوعية والآمنة والكريمة للاجئين الراغبين في العودة إلى سورية، وذلك عبر برنامج العودة الطوعية المنظمة ذاتياً الذي بدأ في 1 يوليو/تموز الجاري، ويتضمّن منحة نقدية لمرة واحدة بقيمة 100 دولار أميركي لكلّ فرد من أفراد العائلة العائدين، لمساعدتهم في تنظيم ترتيبات العودة عبر المعابر الحدودية الرسمية.
وكانت ليزا أبو خالد، الناطقة الرسمية باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، قد كشفت لـ"العربي الجديد"، أن "أكثر من 15,300 سوري موجودين في لبنان عبّروا عن اهتمامهم ببرنامج العودة الطوعية الذي تدعمه المفوضية، وهذه علامة إيجابية على الاهتمام من قبلهم بالعودة". وأشارت أبو خالد إلى أنه "تم شطب أكثر من 126,000 لاجئ سوري من سجلات المفوضية بحلول عام 2025، معظمهم لأنهم عادوا بالفعل إلى سورية حتى قبل تلقي دعم المفوضية".
ولفتت إلى أن "برنامج العودة يتضمّن توفير الدعم النقدي وغيره من أشكال الدعم من المفوضية وشركائها، في كلّ من لبنان وسورية، لمساعدة العائلات على العودة والاستقرار في ديارها، بالإضافة إلى توفير الدعم في مجال النقل لمن يحتاجون إليه".
وعززت المفوضية المعلومات المقدّمة للاجئين حول العودة الطوعية، بحيث تقدم استشارات حول العودة، بما في ذلك تقديم المشورة بشأن الوثائق الشخصية وغيرها من الوثائق، مثل مُستخرجات المدارس وشهادات الميلاد، التي يرغب العائدون في الحصول عليها عند عودتهم. ولمن يختارون العودة، يتوفر دعم إعاشي بقيمة 100 دولار أميركي للشخص الواحد في لبنان، بالإضافة إلى خيارات النقل.
كذلك، قد يكون العائدون من لبنان مؤهلين للحصول على مزيد من المساعدات النقدية في سورية لدعم إعادة اندماجهم، حيث تتلقى الأسر المحتاجة مبلغ 400 دولار أميركي لكل أسرة في سورية. كذلك يُسهّل الأمن العام اللبناني إجراءات الخروج، لضمان عودة اللاجئين الراغبين في ذلك بسلاسة، وهو ما أكدته أبو خالد لـ"العربي الجديد".
وتتوقع المفوضية عودة ما بين 200 ألف و400 ألف سوري بحلول نهاية عام 2025، بمن فيهم أولئك الذين تشملهم مساعدات خاصة. وبحسب معلومات "العربي الجديد"، فإن المناطق التي سيتوجه إليها اللاجئون هي ريف دمشق، ودمشق وحمص.
## الاتحاد الأوروبي يوقف المساعدات المالية لكييف مؤقتاً
29 July 2025 10:56 AM UTC+00
ذكرت صحيفة "إيكونوميكنا برافدا" الأوكرانية، نقلاً عن أربعة مصادر مستقلة في الحكومة والدوائر الدبلوماسية والبرلمان، أن الاتحاد الأوروبي أوقف جميع المساعدات المالية لأوكرانيا مؤقتاً، وذلك حتى يتم حل الوضع المتعلق باستقلالية البنية التحتية لمكافحة الفساد في البلاد.
وأضافت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي أبلغ رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا سفيريدنكو بوقف المساعدات في 24 يوليو/ تموز الحالي، حسبما ذكرت وكالة بلومبيرغ للأنباء. ومن المقرر أن يصوّت البرلمان الأوكراني على مشروع قانون جديد لمكافحة الفساد هذا الأسبوع، بعد الاحتجاجات التي أثارتها النسخة السابقة من القانون، التي تمت صياغتها بشكل يحدّ من استقلالية هيئات مكافحة الفساد.
وتعرّض حكم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، هذ الشهر، إلى أول اختبار سياسي جدّي منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، بمواجهته احتجاجات شعبية ضد توقيعه قانوناً يضعف استقلالية الهيئات المختصة بمحاربة الفساد، ما دفعه إلى التراجع وتقديمه قانوناً يلبّي مطالب المحتجين. واندلعت تظاهرات نادرة منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، في 22 يوليو/ تموز الحالي، في العاصمة كييف وأوديسا ولفيف بعد ساعات من مصادقة زيلينسكي على قانون أقره الرادا الأعلى (البرلمان) الأوكراني على عجل، يمنح النائب العام صلاحيات التحكم بالمكتب الوطني لمكافحة الفساد (NABU) ومكتب المدعي الخاص لمكافحة الفساد (SAPO).
وامتدت رقعة التظاهرات غير المسبوقة وحجمها لتشمل 14 مدينة أوكرانية، على كامل جغرافيا أوكرانيا، ومن ضمنها مدينتا زابوريجيا ودنيبرو القريبتان من خطوط المواجهة الحالية مع القوات الروسية. وتأسس المكتب الوطني لمكافحة الفساد في أوكرانيا، ومكتب المدعي الخاص لمكافحة الفساد، بعد ثورة الميدان التي شهدتها البلاد عام 2014، وحددت مسار توجه كييف الغربي. وتتولى هاتان الهيئتان مهمة مكافحة الفساد على أعلى المستويات بشكل مستقل، وهو شرط محوري لتلقّي أوكرانيا مليارات الدولارات من المساعدات الغربية، وأحد المتطلبات الأساسية لانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. وكثّفت الهيئتان عملهما أثناء الحرب الروسية على أوكرانيا، ووجّهتا اتهامات إلى نواب في البرلمان، ومسؤولين حكوميين كبار، ونائب سابق لرئيس إدارة زيلينسكي.
وبعيد الاحتجاجات، قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية غيوم ميرسييه إن مؤسسات مكافحة الفساد "ضرورية لأجندة الإصلاح في أوكرانيا، ويجب أن تعمل باستقلالية لمكافحة الفساد والحفاظ على ثقة الجمهور"، وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يقدم مساعدات مالية كبيرة لأوكرانيا "بشرط إحراز تقدم في الشفافية والإصلاح القضائي والحوكمة الديمقراطية". وأضاف ميرسييه: "يتطلب انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي قدرة قوية على مكافحة الفساد وضمان مرونة المؤسسات. سيواصل الاتحاد الأوروبي مراقبة الوضع ودعم أوكرانيا في ترسيخ سيادة القانون".
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## الحوثيون يعلنون احتجاز 10 بحارة من طاقم سفينة "إتيرنتي سي"
29 July 2025 11:01 AM UTC+00
قال الحوثيون في اليمن، أمس الاثنين، إنهم أنقذوا 10 بحارة من سفينة الشحن "إتيرنتي سي" التي هاجموها وأغرقوها في البحر الأحمر هذا الشهر. و"إتيرنتي سي"، التي ترفع علم ليبيريا وتديرها شركة يونانية، ثاني سفينة تغرق قبالة اليمن هذا الشهر، بعد هجمات متكررة شنّها مسلّحون حوثيون بطائرات مسيّرة وقذائف صاروخية.
وكانت سفينة أخرى تشغّلها شركة يونانية، وهي "ماجيك سي"، قد غرقت قبل أيام. وأكدت الحكومة الفيليبينية، اليوم الثلاثاء، أنّ تسعة من البحارة الذين أُنقِذوا فيليبينيون. وقال وزير شؤون العاملين المهاجرين هانز كاكداك إن البحارة في "حالة بدنية جيدة" بناءً على روايات عائلاتهم، وإن الحكومة تعمل على ضمان إطلاق سراحهم وعودتهم سالمين.
ومثّلت الضربات التي استهدفت السفينتين عودة لهجمات الحوثيين على الملاحة، بعد استهدافهم أكثر من 100 سفينة بين نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 وديسمبر/ كانون الأول 2024 في ما يقولون إنه تضامن مع الفلسطينيين في الحرب في غزة. وأُجبر طاقم "إتيرنتي سي" وثلاثة حراس مسلحون على التخلي عن السفينة في أعقاب الهجمات. وأنقذت بعثة يقودها القطاع الخاص عشرة أشخاص، فيما يُخشى أن يكون خمسة آخرون قد لقوا حتفهم بسبب الهجمات. وأفادت مصادر أمنية بحرية لـ"رويترز" بأن من المعتقد أن 10 أشخاص آخرين محتجزون لدى الحوثيين.
ونشرت جماعة "أنصار الله" (الحوثيون)، أمس الاثنين، مقطعاً مصوراً مدته ست دقائق تظهر فيه صور للبحارة العشرة مع تواصل بعضهم مع عائلاتهم. كذلك عرضوا شهادات تفيد بأن أفراد الطاقم لم يكونوا على علم بالحظر البحري الذي فرضه الحوثيون على السفن المبحرة إلى الموانئ الإسرائيلية. وقالوا إن السفينة كانت متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي لتحميل أسمدة.
وكان الحوثيون قد أعلنوا، الأحد الماضي، ما وصفوه بـ"خيارات تصعيدية مهمة" ردّاً على ما يجري في قطاع غزة من حرب إبادة وتجويع، وذلك عبر تصعيد العمليات العسكرية الإسنادية، وبدء تنفيذ المرحلة الرابعة من الحصار البحري على إسرائيل. وجاء في بيان للمتحدث العسكري باسم الجماعة أن المرحلة الرابعة تشمل "استهداف السفن التابعة لأي شركة تتعامل مع موانئ الاحتلال الإسرائيلي، بغضّ النظر عن جنسيتها أو وجهتها، وفي أي مكان يمكن أن تصل إليه قدراتنا".
(رويترز، العربي الجديد)
## حماس: مواصلة الاحتلال قصفه الهمجي والممنهج لمنازل المواطنين وخيام النازحين في غزة يكشف حجم الإجرام المنظّم الذي يمارسه
29 July 2025 11:02 AM UTC+00
## حماس: هذا التصعيد الوحشي يأتي متزامناً مع ما يسمّيه الاحتلال "هدنة إنسانية" في محاولة فاضحة لتضليل الرأي العام
29 July 2025 11:03 AM UTC+00
## حماس: ندعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة شعوب العالم إلى تكثيف التحرّك والضغط الفاعل لوقف الإبادة
29 July 2025 11:04 AM UTC+00
## خاص| ردّ براك على مقترح بري ورسائل الأميركيين إلى لبنان
29 July 2025 11:07 AM UTC+00
وصلت رسائل واضحة وحازمة إلى لبنان في الأيام الماضية من واشنطن، بضرورة حلّ مسألة سلاح حزب الله بأسرع وقتٍ ممكنٍ، وبأنّ الوضع لم يعد يسمح لمزيدٍ من المماطلة، وذلك بعد ردٍّ غير مُعلن رسمياً برفض مقترح رئيس البرلمان نبيه بري الذي قدّمه إلى الموفد الأميركي توماس برّاك في زيارته الثالثة إلى بيروت.
وقالت مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد" إنّ "اتصالات حصلت مع برّاك والأميركيين، نقلوا خلالها أن مقترح بري غير مقبول، خصوصاً لناحية الضمانات ووقف الخروقات والضربات الإسرائيلية، بحيث يريدون من لبنان أن يخطو الخطوة الأولى، وهم مشدّدون على البدء سريعاً بذلك، وعقد جلسة لمجلس الوزراء، على جدول أعمالها حصر السلاح بيد الدولة ووضع الآلية التنفيذية للتطبيق".
وأشارت المصادر إلى أن "لا اتفاق بعد حول موعد عقد جلسة حكومية، ولكن الاتصالات والمشاورات قائمة بهذا الإطار، خصوصاً على مستوى الرؤساء الثلاثة، وهناك التقاء حول التزام الدولة اللبنانية بحصرية السلاح، وعدم الرجوع عن ذلك، لكن في الوقت نفسه أن يكون ذلك بالتوافق والتشاور الداخلي، وليس بالصدام الذي قد يأخذ البلد إلى مكان سيئ جداً"، لافتة إلى أن "الاتصالات مستمرة خصوصاً مع رعاة اتفاق وقف إطلاق النار، الأميركيين والفرنسيين، من أجل الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها لفترة من الوقت ليتحرّك لبنان، لكن هناك إصراراً، ولا سيما أميركياً، بضرورة تحرك لبنان أولاً".
من جهته، رأى مصدر نيابي في حزب الله، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ "الأميركيين لا يعملون من أجل مصلحة لبنان، إنما إسرائيل، وهم يريدون فرض إملاءات وأجندات بالقوة، يريدون من لبنان أن ينفذ كل الالتزامات من دون أن يطلبوا من الإسرائيليين أي شيء، وهذا الأمر واضح"، لافتاً إلى أن "أقل ما يطلبه لبنان هو وقف الاعتداءات الإسرائيلية، وهذا أصلاً ما كان يجب أن يحصل في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بينما لم تتوقف الخروقات وتجاوزت الأربعة آلاف خرق".
وأضاف المصدر نفسه: "أهداف واشنطن، ومن خلفها إسرائيل، معروفة، هم يريدون القضاء على حزب الله، ويريدون تقليب اللبنانيين عليه من خلال التهديدات والتلويحات بأن لبنان سيخسر الفرص، وبالإشارة إلى التداعيات والانعكاسات في حال عدم تسليم السلاح، وبالتالي يمارسون ضغوطاً يومية من أجل إخضاع لبنان، إلى جانب الضغوط بالنار التي تمارسها إسرائيل، أما موقف حزب الله فواضح، بأن لا ثقة بأي اتفاق، هناك اتفاق لم يُطبَّق، ولا ضمانات بوقف الاعتداءات، لا بل هي إلى تزايد".
وأطلق الموفد الأميركي توماس برّاك في الأيام القليلة الماضية سلسلة مواقف لوّح من خلالها إلى رفض واشنطن المقترح اللبناني، وكانت أكثر رسائله وضوحاً، عند إعادة نشره منشوراً كتبه النائب ميشال معوض، المعروف بمعارضته لحزب الله وقربه من الأميركيين، على حسابه عبر منصّة إكس، وممّا فيه أن "المطلوب هو خيار واضح: إما المبادرة، وإما الموت. نحن اليوم أمام مفترق مصيري: إما أن نبادر لإنقاذ لبنان، وإما أن نبقى في جهنم. الوصول إلى القاع لم يعد خطراً محتملاً، بل واقعاً نعيشه في كل يوم".
ومما أيّده أيضاً برّاك في كلام معوض مطالبة الحكومة بخطة عملية واضحة لاستعادة السلطة الحصرية على السلاح وحل المليشيات، مع رفض بشكل قاطع لتصنيف السلاح غير الشرعي بين خفيف وثقيل، أو بين ما هو جنوب الليطاني وشماله، وتأكيد أن تفكيك هذه التنظيمات وتسليم سلاحها يجب أن يتما وفقاً للدستور، وقرارات الشرعية الدولية، واتفاق وقف إطلاق النار، وخطاب القسم، والبيان الوزاري حصراً. وخلال زيارته الثالثة إلى بيروت الأسبوع الماضي، حصل برّاك على مشروع مذكرة شاملة سلّمه إياها الرئيس جوزاف عون باسم الدولة اللبنانية، لتطبيق ما تعهّد به لبنان منذ إعلان وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر الماضي، حتى البيان الوزاري للحكومة اللبنانية، مروراً بخطاب القسم.
وتشمل هذه المذكرة "الضرورة الملحة لإنقاذ لبنان، عبر بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة اللبنانية وحدها، والتأكيد على مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية اللبنانية، كلّ ذلك، بالتزامن والتوازي مع صون السيادة اللبنانية على حدودها الدولية كافة، وإعادة الإعمار وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي، بضمانة ورعاية من قبل أشقاء لبنان وأصدقائه في العالم، بما يحفظ سلامة وأمن وكرامة كل لبنان وجميع اللبنانيين".
ولم يخرج برّاك مرتاحاً يومها من اللقاء مع عون، وكذلك مع رئيس الحكومة نواف سلام، ما فتح الباب أمام إشاعة أجواء سلبية، ربطاً بمواقف تصعيدية أطلقها حيال سلاح حزب الله، إلا أن لقاءه مع بري في اليوم الثاني، أزال بعض هذه الأجواء، خصوصاً بعد وصفه الاجتماع بالممتاز، والذي قدّم فيه رئيس البرلمان اللبناني جملة مقترحات، منها وقف إسرائيل اعتداءاتها لفترة 15 يوماً، من أجل أن يتحرك لبنان على خطّ حزب الله، والتمسك بضرورة الحصول على ضمانات لوقف الخروقات، على أن تكون الخطوات متبادلة على صعيد انسحاب الاحتلال من النقاط الخمس جنوباً، وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل، إلا أن الرفض الأميركي ظهر لاحقاً بضرورة إنجاز ملف السلاح سريعاً.
على صعيد ثانٍ، بحث عون، اليوم الثلاثاء، مع سلام الأوضاع العامة في البلاد، والقوانين المطروحة على جدول أعمال جلسة مجلس النواب، بالإضافة إلى ما سيطرحه في اللقاءات التي سيعقدها عون اليوم وغداً في زيارته الرسمية إلى الجزائر.
## رئيس الصومال: الأمن الغذائي يتطلب تكاتفاً دولياً بمواجهة التحديات
29 July 2025 11:07 AM UTC+00
قال رئيس الصومال حسن شيخ محمود إنّ النظام الغذائي في بلاده يمرّ بأزمة عميقة ويواجه اختبارات حقيقية في ظل تصاعد التحديات المرتبطة بـالتغير المناخي والجفاف والنزاعات، إلى جانب اختلالات في النمو الاقتصادي، وأكد خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لقمة الأمم المتحدة الرابعة لنظم الغذاء العالمية (UNFSS+4)، التي انطلقت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أمس الاثنين، أنّ الوقت قد حان كي يتحد العالم لضمان الأمن الغذائي العالمي.
وتأتي هذه القمة التي تختتم أعمالها اليوم الثلاثاء، بعد مرور أربع سنوات على انعقاد قمة نظم الغذاء الأولى (2021)، في وقت تشهد فيه منظومات الغذاء العالمية ضغوطاً غير مسبوقة بسبب تغير المناخ، الأزمات الجيوسياسية، وارتفاع مستويات الدين الخارجي، ما يهدد بتفاقم انعدام الأمن الغذائي، خاصة في الدول النامية والأقل نمواً.
وشدد الرئيس الصومالي على أنّ العمل الجماعي بات ضرورة ملحّة لبناء نظام غذائي شامل، عادل، ومستدام، لا يُقصي أحداً وقادر على الصمود في وجه الأزمات المتعددة، وقال إنّ هذه التحديات المتراكمة أضعفت قدرة البلاد على إنتاج الغذاء وتوفيره بالقدر الكافي لتلبية الاحتياجات الأساسية، وأكد أنّ الزراعة في الصومال ليست مجرد قطاع اقتصادي، بل تمثل "شريان الحياة" وركيزة من ركائز الهوية والثقافة الوطنية، فضلاً عن كونها المصدر الأهم للعملات الأجنبية، إلا أن الأزمات المناخية والاجتماعية والاقتصادية تسببت في إضعاف قدرة البلاد على إطعام شعبها. 
وأضاف شيخ محمود قائلاً "إن الثروة الحيوانية في الصومال لا تقل أهمية، بل تشكّل عماداً رئيسياً للأمن الغذائي، وتؤدي دوراً يفوق التصورات في دعم سبل العيش لملايين المواطنين"، وأشار إلى أنّ "تحسين إنتاجية المحاصيل وتنمية الثروة الحيوانية يُعدّ من أهم السبل لتحسين حياة المجتمعات الريفية ورفع مستوى الأمن الغذائي على المستوى الوطني". 
Africa's agriculture sector is on track to hit US$1 trillion by 2030.
This session brings youth agri-entrepreneurs face to face with leaders—calling for the tools, land & finance they need to scale solutions that feed and employ millions.
Watch live: https://t.co/eSxfuv41XN… pic.twitter.com/CTuKDJiY2b
— UN Food Systems Coordination Hub (@FoodSystems) July 29, 2025
ولفت إلى أنّ الحكومة الصومالية أطلقت خطة وطنية للتحول الزراعي، تهدف إلى جعل الزراعة أداة مركزية لتحقيق النمو الاقتصادي، في إطار رؤية أوسع لتحقيق التنمية الشاملة، كما أكد استمرار جهود الصومال في بناء نظام زراعي مرن، وتعزيز قدرة البلاد على التكيف مع التغيرات المناخية والحد من آثارها، ودعا في الوقت نفسه الشركاء الدوليين والإقليميين إلى مضاعفة الجهود والتعاون الدولي من أجل تجاوز التحديات الراهنة وبناء مستقبل غذائي مستدام لصالح الأجيال القادمة. 
أزمة الأمن الغذائي في أفريقيا
وتُعد أفريقيا من أكثر المناطق عرضة لانعدام الأمن الغذائي، إذ تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 280 مليون شخص في القارة يعانون من سوء التغذية. كما يعاني صغار المزارعين من ضعف الإنتاجية وغياب الدعم الفني، ما يضعف قدرتهم على الصمود أمام الأزمات المتكررة. وتأتي دعوة إثيوبيا لتعزيز الاستثمارات في النظم الغذائية في وقت يتطلب فيه الوضع تحرّكاً عالمياً عاجلاً لدعم جهود القارة نحو تحقيق الاكتفاء الغذائي المستدام.
وبحسب خبراء اقتصاديين، فإنّ الجوع وأزمة الغذاء في أفريقيا يمثلان التحدي الأكثر إلحاحاً واستمرارية في المشهد الإنساني والاقتصادي العالمي، فالقارة تضم اليوم بعضاً من أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي في العالم، وسط ظروف معقدة تتشابك فيها الأزمات المناخية مع النزاعات المسلحة والاختلالات الاقتصادية وسوء الإدارة. كما أن وقف أو تقليص المساعدات الغذائية الأميركية من خلال الوكالة الأميركية للتنمية أحدث صدمة كبيرة في القدرة على إيصال الغذاء والدعم الغذائي الحرِج إلى ملايين الناس في إثيوبيا وكينيا والصومال.
أما على مستوى القارة، فيُقدّر أن إجمالي المعونات الأميركية لأفريقيا سيُخفض بنسبة 20%، ما يعني أنّ حوالي 5.7 ملايين شخص إضافيين سيدخلون دائرة الفقر المدقع بحلول 2030 إذا لم تستمر التمويلات كما كانت، وسيخسر الاقتصاد الإقليمي نحو 4.5 مليارات دولار خلال خمس سنوات، وتأثر قطاع الابتكار والشركات الناشئة في كينيا بنقص تمويل يقارب 100 مليون دولار، مع توقعات بانكماش الاقتصاد الناشئ بنسبة 15% خلال ثلاث سنوات.  
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من عمق الاختلالات التي تعاني منها النظم الغذائية العالمية، مؤكداً أنها غير عادلة، وغير مستدامة، وتعجز عن تلبية احتياجات الفئات الأشد ضعفاً حول العالم. وأضاف غوتيريس خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة، عبر الفيديو كونفرنس، أمس الاثنين، أن أكثر من 735 مليون شخص حول العالم يعانون من الجوع المزمن، في الوقت الذي يُهدر فيه جزء كبير من الغذاء، وتتفاقم التفاوتات الاقتصادية والبيئية، ما يعكس خللاً هيكلياً في النظام الغذائي العالمي الحالي. 
وفي خطوة رمزية تحمل دلالات بيئية، غرس القادة المشاركون شتلات خضراء ضمن مبادرة حملت وسم البصمة الخضراء، تأكيداً على أهمية الحفاظ على البيئة في صميم بناء نظم غذائية مستدامة. ويعكس هذا التحرك الرمزي التزام القادة بدمج قضايا إعادة التشجير والاستدامة البيئية ضمن الحلول طويلة الأمد للأمن الغذائي العالمي، كما تواجه القارة الأفريقية تحديات معقدة في مجال الأمن الغذائي، تشمل التغيرات المناخية، وتدهور الأراضي الزراعية، وضعف سلاسل التوريد، إلى جانب النزاعات المسلحة ونقص التمويل.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد "سررت بالانضمام إلى رؤساء الدول والحكومات في غرس شتلات ضمن مبادرة إرثنا الأخضر، هذه الخطوة الرمزية تؤكد الدور المحوري لإعادة التشجير وحماية البيئة في بناء نظم غذائية قوية ومستدامة". بدورها، أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني التزام بلادها بدعم التحول نحو نظم غذائية أكثر شمولاً واستدامة، معتبرة أن تحقيق الأمن الغذائي بات يشكّل أولوية استراتيجية تتطلب تعاوناً دولياً واسعاً لمواجهة التحديات البيئية والاقتصادية المتفاقمة.
## "فرانس برس" عن مصدر دبلوماسي: فرنسا ستلقي في الأيام المقبلة مساعدات فوق غزة
29 July 2025 11:08 AM UTC+00
## مراسل "العربي الجديد": طائرات مصرية تشارك في إنزال مساعدات إنسانية على غزة لأول مرة منذ أكثر من 6 أشهر
29 July 2025 11:20 AM UTC+00
## مراسل "العربي الجديد": انطلاق طائرات عسكرية مصرية من القاهرة لإسقاط مساعدات جواً فوق وسط قطاع غزة
29 July 2025 11:21 AM UTC+00
## مصر: الاستيلاء على أموال شركة متحفظ عليها بتهمة "الإرهاب"
29 July 2025 11:24 AM UTC+00
في واقعة لافتة تُلقي بظلال من الشك على فعالية الرقابة داخل منظومة التحفظ القضائي على أموال الشركات والأشخاص المدرجين على قوائم الإرهاب في مصر، أحالت نيابة الأموال العامة العليا، أمس الاثنين، أحد أعضاء مجلس إدارة شركة "ماي واي إيجيبت لمستحضرات التجميل" إلى المحاكمة الجنائية، بتهمة الاستيلاء على أكثر من 8 ملايين جنيه (نحو 160 ألف دولار) من أموال الشركة، رغم خضوعها الكامل لإشراف ما يسمى لجنة إدارة أموال الجماعات الإرهابية والإرهابيين.
وتُعد الشركة واحدة من الكيانات التي طاولتها قرارات التحفظ الصادرة بموجب القانون رقم 22 لسنة 2018، الذي يمنح الدولة حق الحصر والتصرف في أموال الأشخاص والكيانات المتهمة بالإرهاب، وهي القرارات التي تطعن فيها منظمات حقوقية باعتبارها "ذات طابع سياسي" وتستهدف في جوهرها "معارضي النظام".
وبحسب أوراق القضية التي حصل "العربي الجديد" على نسخة منها، فإنّ المتهم مصطفى منصور عبد الرحمن أبو عوف (47 عاماً)، استغل منصبه السابق عضو مجلس إدارة في الشركة المتحفظ عليها، للحصول على تلك الأموال بشكل غير قانوني، عبر أمين خزينة أحد فروع الشركة في القاهرة، مدعياً، زوراً، أحقيته في الأموال مقابل مساهمته في رأس المال وعضويته الإدارية.
وتحمل القضية رقم 6531 لسنة 2025 جنايات حدائق القبة، والمقيدة أيضاً برقم 40 لسنة 2025 جنايات أموال عامة عليا، وقد تولى التحقيق فيها المستشار معتز الحميلي، المحامي العام الأول لنيابة الأموال العامة العليا، التي وجهت للمتهم تهمة "الاستيلاء بغير وجه حق على أموال جهة عمله"، مع سبق العلم بصدور قرار بالتحفظ على الشركة وتجريده من أي صلاحية مالية أو قانونية.
وكانت لجنة التحفظ قد أسندت منذ سنوات إدارة الشركة إلى "شركة المستقبل للرعاية الصحية" ضمن آلية جديدة تقوم على تسليم الشركات المتحفظ عليها إلى جهات أو شركات أخرى تديرها مؤقتاً تحت إشراف الدولة. وهو ما يجعل واقعة الاستيلاء على هذا النحو تمثل خرقاً فادحاً للضوابط المفترضة، وتثير علامات استفهام حول مدى فعالية الرقابة المفروضة من قِبل الإدارة البديلة.
ويرى حقوقيون وخبراء قانونيون تحدثوا إلى "العربي الجديد" أن هذه الواقعة تكشف خللاً جوهرياً في منظومة الإشراف على الشركات التي أُدرجت على قوائم الإرهاب أو طُبّقت عليها قرارات التحفظ، إذ لم يكن من المفترض أن يتمكن أي من مسؤوليها السابقين من الوصول إلى مواردها المالية، خاصة في ظل حظر قانوني واضح. 
ويضيف مراقبون أن الواقعة تفتح الباب لمراجعة أداء لجنة التحفظ، التي طالما وُجهت إليها انتقادات بشأن الشفافية وآليات إدارة الأموال المتحفظ عليها، فضلاً عن افتقار الإجراءات القانونية المتبعة للضمانات الكافية، في ظل ما يصفه حقوقيون بـ"الطابع السياسي" الذي يصبغ قرارات التحفظ، خصوصاً بعد موجة الملاحقات التي أعقبت الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو/ تموز 2013.
وتُطرح أسئلة كذلك حول آليات التعويض للمساهمين المتضررين في مثل هذه الحالات، لا سيما في حال صدور أحكام قضائية مستقبلية تقضي ببراءة الكيانات أو الأفراد المتحفظ على أموالهم، وهو ما حدث فعلاً في عدد من القضايا السابقة، لكن دون أن تُعاد إليهم حقوقهم المالية أو الاعتبارية. ومن المقرر أن تنظر المحكمة الاقتصادية المختصة أولى جلسات المحاكمة خلال الأسابيع المقبلة، وسط توقعات بتوسع التحقيقات للكشف عما إذا كانت هناك شبكات أو مسؤولون آخرون تورطوا في تسهيل الواقعة، أو إذا ما تكررت حوادث مماثلة في شركات أخرى تقع تحت سلطة لجنة التحفظ.
(الدولار= 48.8 جنيهاً تقريباً)
## مراسل "العربي الجديد" عن شهود عيان: طائرات مصرية أسقطت مساعدات إنسانية في دير البلح وسط قطاع غزة
29 July 2025 11:25 AM UTC+00
## قافلة مساعدات رابعة للهلال الأحمر السوري إلى السويداء
29 July 2025 11:37 AM UTC+00
أعلنت منظمة الهلال الأحمر السوري، اليوم الثلاثاء، عن تسيير قافلة مساعدات إنسانية رابعة إلى محافظة السويداء جنوب سورية، تحمل كميات من الوقود تضمن استمرار تشغيل الأفران والمستشفيات ومحطات ضخ المياه والآبار. وقالت المنظمة عبر صفحتها على "فيسبوك"، إن القافلة تتضمن 40 طناً من الطحين، وأدوية، ومعدات طبية، بالإضافة إلى 27 ألف لتر من المحروقات، كما تحمل ألفي سلة غذائية، وألفي سلة صحية.
كما تتضمن القافلة، وفق المنظمة، 10 آلاف عبوة مياه شرب لتأمين احتياجات العائلات الضرورية، وذلك بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، والصليب الأحمر الألماني، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، ووزارة الصحة السورية.
 
وأوضح مدير وحدة الإعلام والتواصل في الهلال الأحمر العربي السوري، عمر المالكي، لـ"العربي الجديد"، أن القوافل التي تتجه إلى السويداء أو درعا تندرج ضمن استجابة إنسانية أطلقها الهلال الأحمر السوري لصالح المنطقة الجنوبية في سورية. وتشمل هذه الاستجابة محافظات درعا والسويداء و ريف دمشق، بالإضافة إلى تقديم الدعم للوافدين من هذه المناطق إلى مناطق أخرى مثل حمص وإدلب، لكن الاستجابة الأساسية تتركز في المحافظات الثلاث.
أكّد المالكي أن المنظمة تعتمد في تقديم خدماتها على تقييم لأوضاع العائلات، وعلى الشراكة الفعلية مع المجتمع المحلي، بالإضافة إلى القوائم الرسمية للعائلات الموجودة في مراكز الإيواء، وتلك التي تُوثّق وجود عائلات وافدة. وشدّد على أنه لا يمكن القول إن المساعدات تُوجّه لطرف دون آخر، إذ تُقدَّم بشكل محايد لكل مواطن سوري متضرر، أينما كان، وبصرف النظر عن موقعه الجغرافي.
ولفت المتحدث إلى أن المنظمة سيرت حتى تاريخه، ست قوافل مساعدات إنسانية باتجاه الجنوب السوري؛ منها أربع قوافل إلى مدينة السويداء، وقافلتان إلى محافظة درعا، نافياً وجود أي شكل من أشكال التمييز في توزيع المساعدات أو إيصالها.
وكانت السويداء قد استقبلت يوم أمس الاثنين، قافلة مساعدات إنسانية ضمّت 27 شاحنة محملة بنحو 200 طن من الطحين، و2000 سلة غذائية لتوزيعها على المقيمين في مراكز الإيواء، إلى جانب كميات متنوعة من المواد والمستلزمات الطبية، وذلك تمهيداً لنقلها إلى محافظة السويداء. وسبق هذه القافلة دخول أخرى في 23 يوليو/تموز الجاري، ضمّت 25 شاحنة محملة بسلال غذائية ومعلبات تكفي لنحو 17 ألف شخص، إضافة إلى أدوية، ومستلزمات طبية وجراحية، وجرعات من الإنسولين لمرضى السكري، وأكياس لحفظ الجثامين، و66 طناً من الطحين، ومعدات مياه وصرف صحي، وخزانات. كما تضمنت القافلة 14 ألف لتر من مادة المازوت مقدمة إلى الشركة السورية للاتصالات لضمان استمرارية عمل شبكة الاتصالات.
أما القافلة الأولى التي دخلت المحافظة في 20 من الشهر نفسه، فتضمنت مواد طبية تكفي لتنفيذ 100 عملية جراحية وإسعافية، إلى جانب عشرة آلاف لتر من المحروقات لضمان تشغيل المستشفيات ومحطات ضخ المياه. كما وزع الهلال الأحمر نحو 2000 كيس طحين لضمان استمرار عمل الأفران واستدامة إنتاج الخبز.
## تركيا تعتقل 20 مشتبهاً بهم في مداهمات جديدة تستهدف بلدية إسطنبول
29 July 2025 11:37 AM UTC+00
اعتقلت الشرطة التركية 20 مشتبهاً بهم في جولة مداهمات جديدة اليوم الثلاثاء، كجزء من تحقيقات مستمرة حول شبهات فساد في بلدية إسطنبول (التي تسيطر عليها المعارضة) والجهات التابعة لها. 
وأفادت هيئة الإذاعة التركية الرسمية "تي آر تي"، بأنه جرى إصدار مذكرات اعتقال بحق 25 شخصاً، بينهم رئيس شركة النقل العام بالمدينة. وطاولت المداهمات ست محافظات من بينها إسطنبول وأنطاليا. واتهمت النيابة المشتبه بهم بتزوير مناقصات عامة طرحتها شركة شق الطرق البلدية من بين أمور أخرى، في حين قالت المعارضة إن التحقيقات تستهدف قياداتها السياسية. 
وتأتي هذه المداهمات ضمن سلسلة تحقيقات تستهدف بلدية العاصمة الاقتصادية، التي يحكمها حزب الشعب الجمهوري المعارض. ويرى منتقدون أن هذه الإجراءات ما هي إلا جزء من حملة مداهمات أوسع، بعد اعتقال عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو في مايو/ أيار الماضي، حيث يُعد من أبرز منافسي الرئيس رجب طيب أردوغان. وقد ندد حزبه باعتقاله باعتباره "تم بدوافع سياسية". 
وفي 16 يوليو/ تموز الجاري، قضت محكمة تركية، حكماً بالسجن لمدة عام و8 أشهر بحق رئيس أوغلو، فضلاً عن منعه السياسي، في قضية تتعلق بإساءته بحق المدعي العام في إسطنبول آكن غورلك. واعتقل إمام أوغلو في 18 آذار/ مارس الماضي، بعد حملة أمنية استهدفت بلدية إسطنبول قادت إلى اعتقال العشرات من مسؤولي حزب الشعب الجمهوري ومقربين من إمام أوغلو ورؤساء بلديات، واستمرت الحملة لتشمل بلديات أخرى، بلغت 18 رئيس بلدية من حزب الشعب الجمهوري.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## فيتامين ك.. أثره على تخثر الدم وفوائده الأخرى
29 July 2025 11:56 AM UTC+00
فيتامين ك أحد الفيتامينات الذوابة في الدهون، ويلعب دوراً بالغ الأهمية في الجسم، وخصوصاً في تخثر الدم. ونقص هذا الفيتامين أمر نادر، ولكن في الحالات الشديدة يمكن أن يزيد من وقت تخثر الدم ما يؤدي إلى النزف. ويوجد هذا الفيتامين في شكلين: فيتامين K1 الموجود في بعض الخضراوات الورقية الخضراء، وفيتامين K2 الذي يوجد في الأطعمة الحيوانية والمنتجات المتخمرة. ويلعب دوراً مهماً في ما يلي:
فيتامين ك مهم لتخثر الدم
فيتامين ك أحد العناصر المهمة لتخثر الدم وإيقاف النزف، ومن دونه قد يحصل نزف مفرط وينتهي بالوفاة حتى من إصابة بسيطة. ويعزى ذلك إلى أنه يساعد على إنتاج البروثرومبين وتفعيل عمله، وهو عامل ضروري لتخثر الدم، وبالتالي يساعد في عملية تجلط الدم وإيقاف النزف. وقد تتفاعل مكملات فيتامين ك مع مميعات الدم مثل الوارفارين، حيث يمكن لهذه الأدوية أن تمنع تأثيرات الفيتامين على تخثر الدم، ما قد يزيد من خطر النزف. لذلك يجب على الأشخاص الذين يتناولون مميعات الدم الحفاظ على تناول فيتامين كيه بانتظام.
يدعم صحة العظام
تحتاج البروتينات المشارِكة في الحفاظ على صحة العظام إلى فيتامين ك للارتباط بالكالسيوم. ووجود مستويات كافية منه ضروري لوظيفة الخلايا العظمية التي تبني عظاماً جديدة، وللحفاظ على صحة العظام، فتشير نتائج بعض الدراسات إلى أن مكملاته قد تعمل على تحسين كثافة المعادن في العظام في منطقة العمود الفقري القطني.
وقد يؤدي انخفاض تناول هذا الفيتامين إلى زيادة خطر الإصابة بمشاكل العظام مثل انخفاض كثافة المعادن في العظام وخطر التعرض للكسور. أظهرت مراجعة لـ20 دراسة نشرت في مجلة Biomedicines أنّ المشاركين من النساء اللواتي صار لديهن انقطاع في الطمث، والمعرضين لهشاشة العظام الذين تناولوا مكملات فيتامين ك، كان لديهم خطر أقل للإصابة بالكسور مقارنة بالأشخاص الذين لم يتناولوا مكملاته.
حماية صحة القلب
يساهم فيتامين ك في تحسين صحة القلب، إذ يحتاج الجسم إليه لتنشيط بروتينات عدة تمنع تراكم الكالسيوم في الأوعية الدموية والشرايين الذي يؤدي إلى تكلس وتصلب الشرايين، السبب الرئيسي لأمراض القلب. يساعد هذا الفيتامين في تحسين مرونة الشرايين، ما يدعم ويحمي صحة القلب ويحمي من تصلب الشرايين الناجم عن تراكم اللويحات. وتشير مراجعة شملت 14 دراسة ونشرت في Frontiers in nutrition إلى أن الأنظمة الغذائية الغنية بفيتامين كيه قللت كثيراً من نسبة تكلس الشرايين التاجية، ومن خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية. ويعمل فيتامين ك مع بعض العناصر الغذائية الأخرى مثل فيتامين د. وتشير نتائج الدراسات إلى أنّ المكملات المشتركة بفيتامين ك ود، أكثر فائدة لصحة العظام والقلب من تناول د أو ك منفصلين.
استقرار مستويات سكر الدم
يحفز فيتامين ك إفراز الأنسولين من البنكرياس، ويعزز حساسية الأنسولين في خلايا العضلات. والأنسولين هرمون يساعد في نقل سكر الدم إلى الخلايا، فيمكن استخدامه للحصول على الطاقة. وتظهر الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون وجبات غنية بفيتامين ك لديهم سيطرة أفضل على سكر الدم، وهم أكثر حساسية للأنسولين مقارنة بالأشخاص الذين يتناولون كميات أقل من فيتامين ك. وتشير أبحاث أخرى إلى أن تناول مكملاته قد يعزز حساسية الأنسولين والتحكم في سكر الدم.
يحسّن صحة بعض الحالات الطبية
قد تفيد مكملات فيتامين ك الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية معينة، فقد يحتاج الأشخاص المصابون بأمراض تؤثر في امتصاص العناصر الغذائية التي تذوب في الدهون إلى مكملات للحفاظ على مستويات صحية من هذا الفيتامين في الدم. وتشمل الأمراض التي تؤثر بامتصاصه مرض الاضطرابات الهضمية، والتهاب القولون التقرحي، والتليف الكيسي، ومتلازمة الأمعاء القصيرة.
## الرياضة الفلسطينية تنزف.. 40 شهيدا في يوليو آخرهم عودة محمد الهذالين
29 July 2025 11:59 AM UTC+00
أكدت اللجنة الأولمبية الفلسطينية ارتقاء 40 شهيداً من الحركة الرياضية في البلاد على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر يوليو/ تموز 2025 فقط، وكان آخرهم، أمس الاثنين، اللاعب عودة محمد الهذالين (31 عاماً)، الذي لعب في ناديي مسافر يطا وسوسيا. وفي بيان نشرته اللجنة الأولمبية على حسابها في "فيسبوك" بعنوان: "تموز الدامي: أربعون قمراً... الرياضة الفلسطينية تنزف شهداء"، أكدت أن اللاعب عودة محمد الهذالين "سقط برصاص حقد المستوطنين الإسرائيليين على قرية أم الخير في الضفة الغربية"، لينضمّ إلى قافلة من الشهداء الذين يسقطون يومياً من الضفة الغربية إلى قطاع غزة الذي يعيش حرب إبادة منذ السابع منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقالت اللجنة الأولمبية: "في كلٍ يوم يمضي، وقبل أن يُسدل شهر يوليو/ تموز ستاره، تتكشف فصول جديدة من مأساة الرياضة الفلسطينية، حيث لا يزال شبح الاستهداف يلاحق الأحلام والطموحات، ويحصد أرواحاً شابة كان لها أن تبني مستقبلاً مشرقاً. فبينما يتطلع العالم إلى الإنجازات الرياضية، يواجه الرياضيون الفلسطينيون واقعاً مريراً من الخسارة والدمار والفقد، وبينما ينشغل رياضيو العالم في التحضير للبطولات والمنافسات، يُقتل رياضيونا وهم يركضون لتأمين خبز أبنائهم وعائلاتهم، في ظل حرب تجويع حاقدة لم يشهد مثلها التاريخ حتى في أحلك عصوره، وكلّ هذا في ظل صمت دولي يثير التساؤلات حول قيم العدالة والإنسانية. في هذا الشهر الدامي، ارتقت كوكبة جديدة من الرياضيين، لتضاف أسماء أربعين شهيداً من الرياضيين والكشافة والشباب إلى سجل الشرف الطويل".
وختم البيان: "هؤلاء ليسوا مجرد أرقام، بل هم قصص حياة انتهت فجأة، وأحلام تحطمت، وعائلات فقدت أبناءها وبناتها الذين كانوا يمثلون نبض المستقبل. كل شهيد منهم كان يحمل في قلبه شغفاً برياضته، وطموحاً لرفع اسم فلسطين عالياً، لكن يد الإبادة طاولتهم وحرمتهم من تحقيق آمالهم".
وقدّمت الحركة الرياضية الفلسطينية خلال هذا الشهر العديد من الشهداء، بينهم مهند فضل الليلي، نجم نادي خدمات المغازي والمنتخب الوطني الفلسطيني، في الثالث من يوليو، ومصطفى أبو عميرة، الذي لعب لأندية الصداقة وخدمات الشاطئ والزيتون، والملاكِمة الواعدة ملك مصلح، أصغر ملاكمة فلسطينية، حيث استشهدا في قصف إسرائيلي استهدف مقهى على شاطئ مدينة غزة، كما استشهد كلّ من نجم نادي التفاح الرياضي إسماعيل أبو دان (37 عاماً)، وتلاه لاعب نادي التفاح سامي الحلو، ولاعب أكاديمية الخضر للمحترفين أحمد علي صلاح، ولاعب كرة اليد عماد الحواجري، ونجم الشجاعية السابق عماد العبد الفيومي، وكذلك ابنة مجموعة كشافة ومرشدات السلام إيمان محمد حرز، والملاكم أحب بخيت، ولاعب كرة اليد محمد عمر عبد الله أبو عبده، ونائب رئيس الاتحاد الفلسطيني للكاراتيه أسعد أبو شوقة.
## الاحتلال يحظر نشاط نقابة المحامين الفلسطينيين ويستدعي نقيبها
29 July 2025 12:02 PM UTC+00
في خطوة جديدة يستهدف فيها الاحتلال المؤسسات الفلسطينية بمدينة القدس، أبلغت المخابرات الإسرائيلية نقيب المحامين الفلسطينيين، فادي عباس، بقرار يمنع أي نشاط لنقابة المحامين داخل المدينة المحتلة، وذلك خلال استدعائه أمس الاثنين، إلى مركز المسكوبية للتحقيق. 
وقال أمين سر نقابة المحامين الفلسطينيين، أمجد الشلة لـ"العربي الجديد": "إن نقيب المحامين فادي عباس تلقى إبلاغاً شفهياً من قبل ضابط في جهاز المخابرات الإسرائيلي خلال استدعائه إلى مركز المسكوبية بمدينة القدس، يفيد بمنع نقابة المحامين من مزاولة أي نشاط داخل المدينة، تحت ذريعة أن (أي عمل أو نشاط لأي مؤسسة فلسطينية في القدس ممنوع)". 
وأكد الشلة أن الضابط الإسرائيلي الذي أجرى المقابلة مع النقيب لم يُبرز أي قرار رسمي صادر عن محكمة أو جهة أمنية إسرائيلية، بل اكتفى بإبلاغ عباس شفهياً بمنع نشاط النقابة. وأشار إلى أن هذا التطور ليس منفصلاً عن أحداث وقعت بداية الشهر الجاري، وتحديداً في الخامس من يوليو/تموز، وهو اليوم الذي كانت النقابة تجري انتخاباتها الدورية، حيث اقتحمت شرطة الاحتلال مقر مجمّع النقابات المهنية في حي بيت حنينا شمال مدينة القدس، وهو مجمّع يتبع للجهات الأردنية وتستخدمه النقابة ليوم واحد فقط من أجل العملية الانتخابية.
وقال الشلة: "رغم أننا لا نمتلك أي مقر دائم داخل مدينة القدس، ورغم أن استخدامنا للمجمّع هو مؤقت ومحصور بيوم الانتخابات فقط، فإن شرطة الاحتلال منعت إقامة الانتخابات واعتبرتها نشاطاً غير قانوني". وأوضح أن سلطات الاحتلال استدعت حينها نحو 15 محامياً فلسطينياً وأبلغتهم بقرار المنع خلال التحقيق معهم، في خطوة تؤكد نية الاحتلال فرض سيطرته الكاملة على المدينة ومنع أي مظهر من مظاهر السيادة الفلسطينية.
وأضاف: "الاحتلال الإسرائيلي واضح تماماً في نواياه، لقد أسقط كل ما له علاقة بالاتفاقيات السياسية، وألغى عملياً اتفاق أوسلو، وتجاهل قرارات الأمم المتحدة كافة، التي تنص على أن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية". وشدد الشلة على أن "ما يجري على الأرض هو تهويد شامل للمدينة واستهداف ممنهج لكل ما هو فلسطيني". 
وقال: "في ظل هذه الحكومة الإسرائيلية، لا يمكن الحديث عن أي نية للتفاوض بشأن القدس، الاحتلال يمعن في إجراءاته العنصرية، ويعتبر المدينة خاضعة لسيطرته التامة، ولا يسمح لأي طرف فلسطيني أو غيره بالعمل فيها، مهما كانت طبيعة النشاط".
ولفت الشلة إلى أن المحامين الفلسطينيين في القدس لم يُمنعوا كأفراد من ممارسة عملهم أمام المحاكم الإسرائيلية أو في مقرات الاحتلال ومعسكراته، لكن الاحتلال استهدف الصفة التمثيلية التي يحملونها عبر النقابة، وهو ما يشير إلى أن أي نشاط يحمل هوية أو صفة فلسطينية أصبح ممنوعاً داخل المدينة المقدسة.
## منع توظيف خريجي الجامعات الفلسطينية لأسرلة التعليم في القدس
29 July 2025 12:04 PM UTC+00
تتوجه سلطات الاحتلال الإسرائيلي نحو منع توظيف خريجي الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية بسلك التعليم في القدس المحتلة ومختلف المناطق المحتلة عام 1948، وفق قانون أقره الكنيست الإسرائيلي في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ما يشي بمخطط أسرلة جديد للعملية التعليمية، خاصة بعد قرار إغلاق 6 مدارس تابعة لوكالة "أونروا" في 8 مايو/أيار الماضي، وفي ظل حملة أوسع لمحاربة المنهاج الفلسطيني، وفرض المنهاج الإسرائيلي تمهيدًا لطمس الهوية الوطنية للطلبة.
وتقول عضو هيئة العمل الوطني والأهلي في القدس، رتيبة النتشة، لـ"العربي الجديد": "القانون ليس إلا حلقة جديدة ضمن مشروع متكامل لفرض السيطرة الكاملة على العملية التعليمية في القدس، والمشروع مرّ بمراحل عديدة، كان أبرزها التوسّع الكبير في بناء المدارس التابعة لبلدية الاحتلال ووزارة المعارف الإسرائيلية، لا سيما في العقد الأخير، حتى باتت تسيطر على أكثر من 70% من مدارس القدس، سواء بشكل مباشر أو عبر فرض شروط على المدارس الخاصة، أهمها تدريس المنهاج الإسرائيلي شرطا للحصول على الترخيص أو تجديده".
وتوضح النتشة: "هذا التمدد ليس عشوائياً، بل مدعوم بأدوات تشريعية وقمعية، من بينها ما يسمى قانون الإرهاب، والذي يخوّل وزير المعارف الإسرائيلي فصل أي معلم يخالف الرواية الرسمية لدولة الاحتلال، خاصة في القضايا الجوهرية مثل النكبة، أو طوفان الأقصى، من دون الحاجة إلى عرض المعلم على أي لجنة تحقيق. وفقاً لهذا القانون، تُصنّف كتب اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا والتربية الإسلامية والمدنيات باعتبارها مواد تحريضية، ويُمنع تدريسها، وبموجب هذه السياسة، يتعرّض المعلمون الذين يصرّون على تدريس المنهاج الفلسطيني إلى خطر الفصل أو المساءلة". 
وتشير إلى أن "العشرات من المعلمين واجهوا تضييقات بسبب التزامهم بالمناهج الفلسطينية، وذلك بالتوازي مع استغلال الاحتلال لثغرة نقص الكوادر التعليمية في المدارس التي يدرس بها طلبة القدس؛ وتعيين مدراء محسوبين على المؤسسة الإسرائيلية، بعضهم خدم في جيش الاحتلال. بينما مدارس وزارة التعليم الفلسطينية لا تمثل سوى 11% من مجمل مدارس القدس، ما يجعلها في وضع بالغ الهشاشة، ويزيد من احتمالية فرض المناهج الإسرائيلية تدريجياً بذريعة التطوير الإداري أو التربوي".
وتكشف تقديرات وزارة المعارف الإسرائيلية أن عدد المعلمين في القدس يبلغ 6,700 معلم، نحو 60% منهم يحملون شهادات من جامعات فلسطينية، ما يجعل القانون الجديد تهديداً مباشراً للطواقم التعليمية في المدينة، فالقانون يمنع توظيف أي معلم يحمل شهادة من جامعة فلسطينية إلا إذا حصل على "شهادة معادلة" من مؤسسة إسرائيلية، وأتمّ برامج تدريبية إضافية، فضلاً عن موافقة مدير عام وزارة المعارف، والذي يملك صلاحية رفض طلبات التوظيف، أو منح رخص التدريس.
وتقول رتيبة النتشة إن "لجان أهالي الطلبة في مدارس القدس بدأت التحرك لرفض تعيين معلمين لا ينتمون إلى البيئة الثقافية والاجتماعية للمجتمع المقدسي. هذه الخطوة، وإن بدت اجتماعية في ظاهرها، تعكس مقاومة فعلية لمحاولات الإحلال التدريجي في الكادر التعليمي، خاصة مع إدراك الأهالي أن الاحتلال ينتهج سياسة التدرّج في تنفيذ مخططاته لتجنّب ردود الفعل الواسعة".
وتؤكد: "هناك جهود لتشكيل لجان أولياء أمور في جميع مدارس المعارف، وهي جهات لها صلاحية القبول والرفض في تعيين مدراء المدارس؛ بهدف الاعتراض على التعيينات الإسرائيلية، كما تم الاتفاق مع جهات أردنية رسمية على إنشاء منصة تعليمية إلكترونية تشرح الدروس الممنوعة بدعوى التحريض، وأن يُتاح للطلبة والمعلمين الدخول إليها بأسماء وهمية، كما لجأت بعض المدارس قبل عامين، إلى التعليم الإلكتروني لاستكمال المنهاج الوطني الفلسطيني".
بدورها، تقول المديرة السابقة لوحدة شؤون القدس في وزارة التعليم الفلسطينية، ديمة السّمان، لـ"العربي الجديد": "الجامعات الفلسطينية هدف غير مُعلن للقانون الإسرائيلي الجديد، كونها تشكل بيئة للقيم الوطنية. نحو 60% من بين 12 ألف طالب يدرسون في جامعة القدس في بلدة أبو ديس جنوب شرقي القدس هم من سكان مدينة القدس والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، إضافة إلى عشرات آلاف الطلبة الآخرين في مختلف جامعات الضفة الغربية". 
وتضيف السمان: "مع تنفيذ القانون، سيتجه الكثير من هؤلاء الطلاب نحو الجامعات الإسرائيلية، ما يعني انخفاض معدلات التسجيل بالجامعات الفلسطينية، مقابل ارتفاع أعداد الطلاب بالجامعات الإسرائيلية التي تفتقر إلى أي بيئة وطنية، وتمارس التمييز ضد الفلسطينيين، وخصوصاً المقدسيين. يواصل الاحتلال تنفيذ سياسة العصا والجزرة، والتي بدأها بتحسين البنية التحتية وتقديم الحوافز للمعلمين في مدارس المعارف، وصولاً إلى إصدار قوانين المنع والإغلاق".
وتوضح: "باتت المدارس المقدسية بين خيارين، إما القبول بالمنهاج الإسرائيلي، أو الانقطاع عن التعليم، وسبق ذلك تقليص حاد في مخصصات التعليم، إذ انخفضت الميزانية من 170 مليون شيكل سنوياً بين عامي 2018 و2023، إلى 60 مليوناً فقط في الخطة الخماسية الحالية، بعد رفض وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إدراج التعليم العالي ضمن بنود الخطة بحجة تمويل الحرب على غزة".
وتكشف السّمان كيف قفز الاحتلال في مخطط أسرلة التعليم من سياسة ناعمة تمثّلت بتحسين مرافق المدارس الإسرائيلية وتوسيعها على حساب المدارس الفلسطينية، وفتح مدارس جديدة تعتمد المنهاج الإسرائيلي، ومنع ترخيص أي مدارس فلسطينية جديدة، إلى سياسة قسرية تُنفذ بأقل تكلفة مادية ممكنة، تشمل منع توظيف خريجي الجامعات الفلسطينية، وإغلاق مدارس وكالة "أونروا"، وسحب تراخيص المؤسسات التي ترفض المناهج الإسرائيلية، وملاحقة الكتب التعليمية الفلسطينية.
وتؤكد أن "الحفاظ على هوية التعليم في القدس لم يعد مسؤولية فردية، بل بات يتطلب تحركاً جماعياً، وبناء جبهة عربية ودولية داعمة، ورفع مستوى الوعي المقدسي الذي يدرك ضرورة صمود المدارس الوطنية أمام مساعي الإحلال. من حق الطالب المقدسي أن يختار المنهاج الذي يتماشى مع هويته، لكن للأسف لا أحد يُعير هذا الحق أدنى اهتمام، وكأنه ليس أولوية، وكل ما يُقال عن دعم القدس مجرد شعارات".
## "رويترز" عن المستشار الألماني: الاعتراف بدولة فلسطينية هو أحد الخطوات النهائية لحل الدولتين
29 July 2025 12:04 PM UTC+00
## المستشار الألماني: على إسرائيل تحسين الوضع في غزة بسرعة ونرحب بالخطوات الأولى لكن لا بد من اتخاذ المزيد
29 July 2025 12:04 PM UTC+00
## المستشار الألماني: لا يمكن أن يكون هناك مزيد من النزوح أو خطوات نحو ضم الضفة الغربية
29 July 2025 12:05 PM UTC+00
## المستشار الألماني: إرسال المساعدات عن طريق الإسقاط الجوي إلى غزة يرسل إشارة مهمة بأننا موجودون هناك وأننا نساعد
29 July 2025 12:07 PM UTC+00
## الفيدرالي الأميركي يتجه لتثبيت سعر الفائدة متجاهلاً ضغوط ترامب
29 July 2025 12:19 PM UTC+00
تتوجه أنظار الأميركيين والأسواق المالية العالمية يوم الأربعاء إلى مقرّ مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) في العاصمة واشنطن ترقباً لقراره بشأن أسعار الفائدة، وهو القرار الذي يكتسب زخماً سياسياً ويرافقه جدل متصاعد بعدما نصّب الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه متحدثاً باسم المعسكر المنادي بخفض الأسعار وتخفيف التشدد النقدي. لكن المهمة التي تواجهها لجنة الإشراف على السياسة المالية في الفيدرالي هذه المرة، أكثر تعقيداً. فاجتماعها يأتي على خلفية انقسامات داخلها بعدما دعا أحد أعضاء مجلس الحكام علناً إلى استئناف خفض أسعار الفائدة فيما تتمسك الأغلبية بأن الوقت لم يحن بعد، كذلك زادت الضغوط التي يمارسها ترامب على البنك.
وكان ترامب قد هاجم لعدة مرات سياسات رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي جيروم باول، داعياً إلى استقالته بسبب "تقاعسه" عن خفض أسعار الفائدة التي تكلف الأميركيين مليارات الدولارات حسب تقييمه، لكن الرئيس الأميركي بدا أكثر انضباطاً في تصريحاته عن أسعار الفائدة على هامش زيارته لاسكتلندا مساء الاثنين، حيث امتنع عن مهاجمة باول، مكتفياً بالقول: "أداؤنا جيد حتى دون خفض الفائدة، لكن أي شخص ذكي سيخفض أسعار الفائدة".
والحال هكذا، وحسب مراقبين تحدثوا لوكالة رويترز، فإن ما يفصل بين ترامب ورؤية غالبية أعضاء لجنة الاحتياط الفيدرالي التي تراقب أسعار الفائدة تحت رئاسة باول، هو الفارق بين رؤية رجل الأعمال الذي يعامل الاقتصاد كشركة: كلما تحسن أداؤها أصبحت أكثر استحقاقاً للحصول على قروض ممتازة بفائدة منخفضة، ورؤية غالبية الاقتصاديين التي ترى أن أسعار فائدة مرتفعة هي الأكثر مناسبة للاقتصاد الذي يؤدي جيداً خوفاً من انفلات الإنفاق وزيادة التضخم.
ويجادل ترامب بأن الاقتصاد الأميركي ليس عرضة للتضخم في الوقت الراهن، ومن ثم يتعين على مجلس الاحتياط الفيدرالي خفض أسعار الفائدة قصيرة الأجل (سعر الإقراض الرئيسي) التي تقف حالياً عند مستوى 4.3% للمساعدة في خفض الأسعار نظراً لتأثيرها المحتمل في أسعار الفائدة طويلة الأجل التي تُطبق على سندات الخزانة، وقروض الرهون العقارية وبطاقات الائتمان وقروض السيارات.
لكن وجهة نظر الفيدرالي تتمثل بأنّ التضخم الذي ارتفع من 2.4% في مايو/ أيار الماضي إلى 2.7% في يونيو/ حزيران، لا يزال فوق المستوى الذي يستهدفه والمتمثل بـ2%، ومن ثم يريد التأكد من أنه لن يواصل ارتفاعه متأثراً بتداعيات الرسوم الجمركية، قبل أن يقدم على استئناف خفض أسعار الفائدة.
وبحسب افتتاحية لصحيفة وول ستريت جورنال، فإنّ ما يهم من قرار أسعار الفائدة لا يتمثل بالسعر الرئيسي للاحتياط الفيدرالي بقدر ما يتعلق باستجابة الأسواق للقرار وتأثيره في الأسعار طويلة الأجل وهو أمر ليس حتمياً بالضرورة. وتقول الصحيفة إنه في حال خفض أسعار الفائدة الرئيسية وارتفاع طويلة الأجل خوفاً من ارتفاع التضخم، فإنّ المنفعة الاقتصادية التي يتوقعها ترامب لن تتحقق. فالرئيس يريد من الاحتياطي الفيدرالي أن يساعد في خفض أسعار الفائدة على سندات الخزانة والرهون العقارية لدعم صورة إدارته، بينما يركز مجلس الاحتياط على المهام المنوط بها من الكونغرس متمثلة باستقرار الأسعار وضمان خلق أكبر عدد من الوظائف. 
توقعات متفاوتة بشأن الفائدة
وجهة النظر السائدة في الساعات الأخيرة ترجح أن لجنة السياسة النقدية في البنك الفيدرالي برئاسة باول لن تقدم على خفض أسعار الفائدة بربع نقطة لتصبح 4.25%، وهو أمر من المؤكد لن يسعد ترامب. لكن باول تعلّم من تجربته السابقة عندما بدأ مسيرة خفض الفائدة في سبتمبر/ أيلول الماضي في خطوة اعتبرت سابقة لأوانها، فعاقبته الأسواق بمزيد من التضخم.
ورغم ذلك تتحدث التقارير عن أن اثنين من مجلس حكام الاحتياط الفيدرالي يؤيّدان علناً اتخاذ قرار بالخفض، هما كريستوفر وولر وميشيل باومان، اللذان عيّنهما ترامب في رئاسته الأولى. وبحسب "رويترز"، فقد ألقى وولر خطاباً في وقت سابق من الشهر الجاري، حثّ فيه على خفض الفائدة لأسباب أخرى غير تلك التي يتبناها ترامب، وترتبط بصلب مهمة المجلس، محذراً من أن "الاقتصاد الأميركي لا يزال ينمو، لكن قوة دفعه تتباطأ بشكل ملحوظ، ما يزيد من مخاطر ارتفاع البطالة".
ورغم أن الأغلبية لا تزال تميل إلى إرجاء الخفض، فإنّ ظهور الانقسام بحدّ ذاته يشير إلى تفاوت التوقعات، على خلاف الموقف الموحد الذي أظهره أعضاء لجنة مراقبة أسعار الفائدة (اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح) في بداية العام تحسّباً لتداعيات الرسوم الجمركية. فالصورة الآن تضم من يخافون من تباطؤ النمو، ومن ثم يفضلون خفض الفائدة، وهم أقلية، ومن يفضلون الانتظار لشهرين آخرين واتخاذ القرار في سبتمبر/ أيلول اعتماداً على ما سيتوفر من بيانات عن سوق العمل والتضخم.
لكن ما يتفق عليه الجميع هو مدى تأثير القرار المنتظر في الاقتصاد الأميركي وكيف ستستقبله الأسواق بشكل عام، سواء في سبتمبر أو بعد ذلك بسبب حالة عدم اليقين تجاه ما ستخلفه رسوم ترامب الجمركية على جيوب المستهلكين عندما يكتمل تطبيقها.
## تركيا تطالب العراق بآلية تضمن الاستخدام الكامل لخط أنابيب النفط
29 July 2025 12:21 PM UTC+00
قال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار إنه يجب أن تتضمن اتفاقية الطاقة الجديدة المقترحة بين تركيا والعراق آلية تضمن الاستخدام الكامل لخط أنابيب النفط بين البلدين. وأضاف بيرقدار وهو يعرض مطالب تركيا الأساسية أن بلاده تطلب أن تتضمن مسودة الاتفاقية "آلية لضمان الاستخدام الكامل لهذا الخط".
وقال الوزير التركي لصحافيين، بعد اجتماع مجلس الوزراء، أمس الاثنين، إن "المذكرة التي أرسلناها تتماشى مع هذا التوجه". وأضاف وفقاً لوكالة رويترز، أن "سعة خط الأنابيب هذا تبلغ حوالي 1.5 مليون برميل يومياً. لا يوجد تدفق حالياً. وحتى عندما كان هناك تدفق، لم يكن الخط يعمل بطاقته الكاملة". وأوضح بيرقدار أن مقترح تركيا تضمن خيارات، مثل تمديد خط الأنابيب إلى جنوب العراق. وأضاف "ليس من الضروري ملء خط الأنابيب بالكامل بالنفط العراقي. وللوصول إلى هذه الكميات، يجب أن يصل الخط إلى الجنوب". وذكر أن الموعد النهائي للوصول إلى اتفاقية جديدة هو يوليو/تموز 2026.
وأشارت الحكومة التركية إلى أن مبادرة طريق التنمية فرصة لتمديد خط الأنابيب جنوباً. وخصصت بغداد تمويلاً أولياً للمشروع في عام 2023. والمبادرة عبارة عن طريق سريع وخط سكة حديد يمتد من مدينة البصرة العراقية على ساحل الخليج إلى الحدود التركية ثم إلى أوروبا لاحقاً. وذكرت أنقرة الأسبوع الماضي أن الاتفاقية المستمرة منذ عقود وتغطي خط أنابيب كركوك-جيهان النفطي سينتهي أجلها في يوليو 2026. 
وأبرمت الحكومة التركية هذه الاتفاقية في 1973، ودخلت حيز التنفيذ في 1975. وقال مسؤول تركي تعقيباً على إنهاء الاتفاقية، إن عدم استغلال خط أنابيب النفط بين العراق وتركيا أمر مؤسف، مضيفاً أن أنقرة ترغب في "مرحلة جديدة وحيوية" في هذا الشأن بما يعود بالنفع على الطرفين والمنطقة. وأوقفت تركيا خط الأنابيب في مارس/آذار 2023 بعد أن أمرت غرفة التجارة الدولية أنقرة بدفع 1.5 مليار دولار لبغداد تعويضاً عن صادرات غير مصرح بها بين عامي 2014 و2018.
وقال مسؤول عراقي إن تركيا اقترحت توسيع نطاق الاتفاقية، لتشمل التعاون في مجالات النفط والغاز والبتروكيماويات والكهرباء. وتوقف خط أنابيب كركوك-جيهان عن العمل منذ عام 2023، بعد أن قضت محكمة تحكيم بأن تدفع أنقرة تعويضات للعراق قدرها 1.5 مليار دولار عما لحق به من أضرار، جراء صادرات غير مصرح بها من 2014 إلى 2018. وتستأنف تركيا على الحكم. 
وقال مسؤولان كرديان عراقيان في قطاع الطاقة لوكالة رويترز، أمس الاثنين، إن إنتاج النفط في إقليم كردستان العراق شبه المستقل بلغ نحو 120 ألف برميل يومياً، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 280 ألفاً في المتوسط بحلول منتصف أغسطس/آب. وأضاف المسؤولان أنه لم يتسن الاتفاق بعد مع وزارة النفط العراقية على جدول زمني لاستئناف صادرات الخام من شمال البلاد. 
واستهدفت سلسلة من الهجمات بطائرات مسيرة حقول نفط في كردستان العراق خلال الشهر الجاري. وأعلنت وزارة الثروات الطبيعية في كردستان أن عدة حقول للنفط توقفت عن العمل بسبب أضرار جسيمة في بنيتها التحتية، مضيفة أن الهجمات استهدفت أيضاً تهديد سلامة العاملين المدنيين في قطاع الطاقة. ولم ترد أي تقارير عن وقوع خسائر بشرية، لكن إنتاج الخام في الإقليم تراجع. وقال مسؤولون في قطاع الطاقة في كردستان إن إجمالي إنتاج الإقليم وصل إلى نحو 285 ألف برميل يومياً.
وأكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الأربعاء الماضي، أهمية استئناف تصدير النفط عبر خط الأنابيب العراقي التركي. وأشار في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إلى أن التزام حكومة إقليم كردستان بشمال العراق بتسليم النفط المنتج والإيرادات غير النفطية إلى الخزينة العامة، ساعد على حل العقبات المالية والقانونية بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم. 
(رويترز، العربي الجديد)
## خامنئي: أظهرنا قوتنا للعالم والاغتيالات ليست جديدة على إيران
29 July 2025 12:21 PM UTC+00
قال المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم الثلاثاء، خلال لقائه مع عائلات قتلى الهجمات الإسرائيلية على إيران والقادة العسكريين والعلماء النوويين الذين اغتيلوا الشهر الماضي، إنّ هذه الحوادث "ليست سابقة في تاريخ البلاد، فقد شهدنا مثلها مراراً منذ انتصار الثورة"، وأضاف خامنئي أن إيران، على مدى خمسة وأربعين عاماً من عمرها تمكّنت من التغلب على جميع مؤامرات الأعداء، واستطاعت إحباطها مع تحمل صعوبات ذلك". وشدّد المرشد الأعلى على أن "ما يثيره الأعداء من قضايا النووي والتخصيب وحقوق الإنسان وأشباهها، مجرد حجج واهية. جوهر الصراع هو مع الدين والعلم في إيران". 
وأكد خامنئي أن إيران، خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً، حققت إلى جانب "الانتصارات الكبرى التي يقرّ بها اليوم حتى الرأي العام العالمي، أظهرت للعالم قوتها، وعزمها، وصبرها، وامتلاكها لزمام المبادرة"، واختتم قائلاً: "الجمهورية الإسلامية الإيرانية أظهرت بأسلوب لا مثيل له متانة دعائم نظامها ودولتها أمام العالم".
وخلال الهجوم، وخصوصاً في يومه الأول في 13 يونيو/حزيران الماضي، أقدمت إسرائيل على اغتيال شخصيات عسكرية وعلمية بارزة شملت نحو 30 قائداً عسكرياً رفيعاً و15 عالماً نووياً، من بينهم رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة الجنرال محمد باقري، والقائد العام للحرس الثوري الجنرال حسين سلامي، وقائد مقرّ خاتم الأنبياء للعمليات الحربية غلام علي رشيد، وقائد سلاح الجو في الحرس اللواء أمير علي حاجي زاده، إضافة إلى رئيس جامعة آزاد الإسلامية العالم النووي محمد مهدي طهرانجي، ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية الأسبق فريدون عباسي الذي يشغل منصب نائب برلماني.
إيران تنفي تدخلها في مفاوضات حماس
في الأثناء، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الثلاثاء، صحة ادّعاءات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تدخل إيران في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، مؤكداً أن طهران، شأنها شأن أغلب دول العالم، تدين بشدة جريمة الإبادة الجماعية المرتكبة في غزة، وتدعم كل المسارات التي يمكن أن تُفضي إلى وقف الجرائم وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني المظلوم، وأكد بقائي أن وفد حركة حماس يدير المفاوضات بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني في غزة على أكمل وجه، دون الحاجة إلى تدخل أي طرف ثالث في هذا الشأن.
ووصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية مزاعم تورط إيران في هذه المفاوضات بأنها "عارية تماماً عن الصحة"، معتبراً أن إطلاق مثل هذه الاتهامات ليس إلّا محاولة للتغطية على مسؤولية الولايات المتحدة في الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك قتل ستين ألف مدني بريء من النساء والأطفال، وتشديد الحصار على قطاع غزة خلال الأشهر الأخيرة، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، ووقوع ضحايا جوعاً وعطشاً في مراكز توزيع المساعدات التي أُنشئت عبر شركات أميركية. ودعا بقائي الإدارة الأميركية إلى الكف عن تزويد الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة الفتاكة، والعمل على إجباره على وقف الإبادة الجماعية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها بكرامة عبر آليات دولية معترف بها.
## إيقاف عرض الأخوين ملص في طرطوس
29 July 2025 12:46 PM UTC+00
لا تزال حدود الرقابة وطبيعتها، غير واضحة في سورية الجديدة، وآخر فصول هذا المشهد الذي عانت منه الثقافة السورية لعقود، إيقاف عرض مسرحية الأخوين ملص "كل عار وأنتم بخير"، الذي كان مقرراً تقديمه مساء اليوم في صالة سعد الله ونوس، بالمسرح القومي في طرطوس.
وجاء قرار الإيقاف، بحسب إعلان الأخوين، لأسباب غير معروفة. وبتواصل "العربي الجديد" مع محمد ملص، أكد "ألّا معلومات دقيقة لديه عن قرار الإيقاف". ولم يمنع إيقاف العرض في المسرح القومي، استمراره في المقاهي الثقافية في المدينة، مع ما يحمله ذلك من مسؤولية في ظل قرار إيقاف العرض الرسمي. 
وكان العرض الأول للمسرحية في حلب قد أُرجئ، بسبب تزامنه مع أحداث السويداء، قبل أن يُقدَّم في 22 يوليو/تموز، وشهد عرض حلب ارتجالات استلهمت المشهد السوري، وتضمنت إشارات إلى تفجير الكنائس، وعمليات القتل على الهوية، إلى جانب مشاهد انتشرت في السويداء، تُظهر إلقاء مدنيين من الشُرفات.
قدّم الأخوان العرض، في سياق نقاشات لا تتوقف في سورية، حول خيانة الوطن، والإلحاد والإيمان، ومختلف التأويلات السياسية والدينية التي أصبحت جزءاً من الحياة اليومية. ومع ذلك، فإنّ بقاء أسباب إيقاف العرض غير معروفة، يعزّز المخاوف بشأن حدود التعبير، والخطوط الحمراء المفروضة على الثقافة -أو المفترضة- مع غياب التصريحات الرسمية، لمبررات منع الأعمال المسرحية، والروايات، وغير ذلك من أشكال التعبير.
ولا يزال مصير العروض التي كانت مقررة في السلمية والسويداء مجهولاً حتى الآن، ولا سيما أن قرار إيقاف عرض طرطوس جاء بعد عودة فعاليات ثقافية أخرى، يأخذ بعضها طابعاً احتفالياً، بعيداً عن جوهر الفعل النقدي للثقافة.
تتناول المسرحية سجالات التغيير ووسائله، من خلال شخصيتين، أحدهما شاعر، يؤدّيها محمد ملص، والآخر مجند، يؤدّيها أحمد ملص، في حوار ثنائي ينطوي على تبدد الأحلام بالتغيير السياسي والاجتماعي، في ظل سطوة المنظومة الأمنية، مع ما تحمله من عنف، وقتل لممكنات وآمال التغيير.
ويُذكر أن عروضاً برعاية وزارة الثقافة السورية، أقيمت في مسرح القباني بدمشق مطلع الشهر الجاري، بعد عروض قُدّمت في "مسرح الغرفة"، وهو مشغل خاص للمسرحيين السوريين.
## العراق يواجه استيلاء جماعات مسلّحة على أراضٍ زراعية
29 July 2025 12:48 PM UTC+00
يعيش العراق على وقع تداعيات المواجهات المسلّحة، التي اندلعت صباح الأحد الماضي في حي السيدية بالعاصمة بغداد، بين قوات الأمن وجماعة "كتائب حزب الله"، وذلك على خلفية قرار بتغيير مدير دائرة الزراعة في جانب الكرخ من المدينة، وما تبعه من تحرّك لوقف استيلاء قادة في الجماعة على أراضٍ زراعية بمواقع مهمّة وتحويلها إلى أراضٍ سكنية، ما شكّل شرارة اندلاع الأزمة. ووفقاً لوزارة الصحة العراقية، أسفرت المواجهات عن مقتل عنصر أمن ومدني، وإصابة نحو عشرة آخرين من أفراد الأمن والمدنيين.
تواجه هذه الممارسات، المدعومة بنفوذ الفصائل المسلّحة، تحذيرات متزايدة من أنها تنطوي على تغيير ديمغرافي يهدّد هوية المناطق، ويثير مخاوف من تداعيات طويلة الأمد على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في بغداد. وأصدر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الثلاثاء، بياناً أعلن فيه، عن "تشكيل لجنة تحقيقية للتدقيق والنظر في الشكاوى والمظالم التي تعرض لها الفلاحون والمزارعون في منطقة الدورة وأطراف العاصمة بغداد، ممن انتُزعت أراضيهم مؤخراً".
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، في بيان، أنه جرى إلقاء القبض على مدير الزراعة السابق لثبوت تورّطه في مخالفات وقضايا فساد، واستقواء بالجماعات المسلّحة. وفي ضوء ما ورد من شكاوى عديدة، أمر السوداني "بتشكيل لجنة تحقيقية برئاسة نائب رئيس ديوان الرقابة المالية، وعضوية ممثلين عن هيئة النزاهة الاتحادية، ومكتب رئيس مجلس الوزراء".
وأضاف البيان، أن "الغرض من تشكيل اللجنة هو التدقيق والنظر في الشكاوى والمظالم التي تعرض لها الفلاحون والمزارعون في منطقة الدورة وأطراف محافظة بغداد، كما أن النتائج ستُرفع إلى مكتب رئيس مجلس الوزراء، لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق أي حالة تجاوز أو استيلاء على الأراضي الزراعية للمزارعين والفلاحين بغير وجه حق".
وحذّر عضو البرلمان العراقي، كاظم الشمري، من عمليات نزع الأراضي بالقوة من الفلاحين، وقال في تصريحات للصحافيين في بغداد، الثلاثاء، إنّ "هناك عمليات استيلاء خطيرة على الأراضي الزراعية. 80 فلاحاً في بغداد خيَّروهم، أخيراً، بين سحب أراضيهم أو مواجهة مجموعات مسلّحة، كما أن هناك جماعات مدججة بالسلاح تهدّد الفلاحين وتفرض عليهم رفع يدهم عن أراضيهم". وكشف الشمري أنّ "ثمّة مقدمات تُنذر بتهجير سكان منطقة المدائن جنوبي بغداد، في وقت يسجّل فيه تورّط أطراف رسمية عدّة بالتواطؤ مع عصابات تستولي على أراضي منطقة النهروان، حيث توجد دائرة رسمية في المدائن ترعى تلك العصابات"، مضيفاً أن هذه الجماعات ترتبط ببعض الفصائل المسلّحة.
من جهته، أصدر تحالف "السيادة"، أكبر القوى العربية السنية في البلاد، بياناً أشاد فيه بخطوة الحكومة الجديدة، وقال إنه يؤكّد "دعمه الكامل لكل إجراء حكومي يستعيد هيبة الدولة، ويعيد الحق لأهله، ويضع حداً لفساد استغلال السلطة وقوة السلاح، ويُنهي ظاهرة التغوّل على المواطنين وممتلكاتهم بقوة السلاح أو النفوذ"، مطالباً في الوقت ذاته، بـ"تعميم هذا النهج على جميع المناطق التي تعاني من محاولات مشابهة للاستحواذ على الأراضي والممتلكات، من بعض الأطراف التي لا تقيم وزناً للقانون، وتمارس سلوك اللادولة على حساب الأمن والاستقرار المجتمعي"، وفقاً للبيان.
السياسي العراقي عن التحالف ذاته، صلاح الكبيسي، قال لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأطراف المتنفذة المتورّطة بالاستيلاء على الأراضي الزراعية في العاصمة بغداد، عبر تحويلها إلى مشاريع استثمارية أو سكنية بطرق غير قانونية ومخالفة للتخطيط العمراني والأسس البيئية، تتولى مشروع تغيير ديمغرافي في الوقت نفسه في تلك المناطق".
وبيّن الكبيسي أن "هذا العمل لا يشكل انتهاكاً صارخاً للقوانين التي تحظر تحويل الأراضي الزراعية إلى استخدامات أخرى دون موافقات أصولية فحسب، بل تهدّد أيضاً النسيج الاجتماعي والسكاني في بغداد، وتفتح الباب أمام تغيير ديمغرافي خطير. ولهذا؛ يجب على الجهات الرقابية والقضائية التدخل العاجل لإيقاف هذه الممارسات ومحاسبة المسؤولين عنها، وما حصل في حادثة السيدية خير دليل على استمرار تلك المساعي".
وأضاف أنه "يجب الحذر من استمرار بعض الجهات المتنفذة، سواءً كانت سياسية أو مسلّحة في العمل على تغيير ديمغرافي خطير يستهدف هوية العاصمة بغداد وتركيبتها السكانية، عبر الاستيلاء على الأراضي الزراعية وتحويلها إلى مشاريع تخدم أجندات طائفية ومصالح ضيّقة، فهذا يعد طمساً للطابع الاجتماعي والتاريخي لبعض المناطق".
من جهته، قال مجاشع التميمي الناشط السياسي المقرّب من التيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر، لـ"العربي الجديد"، إنه "من منظور قانوني ووطني، يمثل التغيير الديمغرافي القسري للأراضي الزراعية في بغداد تهديداً خطيراً لوحدة النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي، والسيطرة غير القانونية التي تمارسها بعض الأطراف المسلّحة والمتنفذة تشكل انتهاكاً صريحاً للدستور العراقي".
وبيّن التميمي أن "مثل هذه الممارسات تُفقد الدولة هيبتها ومكانتها القانونية، وهذا التغيير غالباً ما يحمل أبعاداً سياسية واقتصادية، وأحياناً طائفية مقلقة، ما يعزّز التوترات ويقوّض الاستقرار". وأضاف أن "الحكومة العراقية ترى في حماية الهوية السكانية وملكية الأرض أولوية سيادية، وتؤكد التزامها بملاحقة المتجاوزين قانونياً، ومنع تحويل الأراضي الزراعية إلى مناطق سكنية خارج التخطيط العمراني وخارج إطار العدالة الاجتماعية، وهذا يتطلب من الحكومة اتخاذ إجراءات صارمة في مواجهة تلك الجماعات المتنفذة، سواء كانت مسلّحة أو تتوفر على حماية سياسية من بعض الأحزاب المتنفذة".
## مصر تستأنف إسقاط المساعدات على غزة عبر الجو لأول مرة منذ 6 أشهر
29 July 2025 12:59 PM UTC+00
استأنفت مصر، اليوم الثلاثاء، إسقاط المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة جواً عبر طائرات عسكرية، لأول مرة منذ أكثر من ستة أشهر، وذلك في حين تحدثت مصادر لـ"العربي الجديد" عن منع إسرائيل دخول المساعدات المصرية إلى القطاع، وتعرّض معظمها للسرقة والنهب خلال اليومين الماضيَين.
وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إنّ الطائرات التي أقلعت من أحد المطارات في القاهرة، حلّقت فوق قطاع غزة وألقت حمولاتها من المساعدات في مناطق الوسط، وتحديداً مدينة دير البلح، في محاولة للتغلّب على العقبات الأمنية التي تعرقل وصول الشاحنات البرية إلى داخل غزة، وسط تصاعد الأزمة الإنسانية وتفاقم المجاعة في عدد من المناطق.
وجاءت هذه الخطوة بعد أقل من 24 ساعة على خطاب للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، طالب فيه بضرورة وقف الحرب على غزة، وإنهاء المعاناة الإنسانية، وتسريع إدخال المساعدات، مشدّداً على أنّ استمرار عمليات التهجير والحصار من شأنه أن يقوّض أي أفق لحل سلمي في المنطقة.
وسلّطت وسائل إعلام إسرائيلية الضوء على استئناف مصر مشاركتها الجوية في إيصال المساعدات، مشيرة إلى أنها تأتي ضمن جهود دولية أوسع، تشارك فيها أيضاً طائرات إماراتية وأردنية كانت قد ألقت مساعدات خلال اليومَين الماضيَين. ويأتي هذا التحرك الجوي المصري في ظل التقارير التي تؤكد اقتراب مناطق بأكملها في القطاع من المجاعة، مع استمرار القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول الإمدادات عبر المعابر البرية.
وترى منظمات دولية أنّ هذه الآلية ليست حلاً عملياً لأزمة إنسانية بهذا الحجم؛ فبحسب تقديرات برنامج الغذاء العالمي، فإنّ الطائرات المشاركة في عمليات الإنزال لا تستطيع إيصال أكثر من 20 إلى 30 طناً من المساعدات في الرحلة الواحدة، في حين أن القطاع يحتاج يومياً إلى ما لا يقل عن 500 إلى 600 شاحنة إمدادات لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان، تشمل الغذاء والمياه والوقود والأدوية. وفي الأيام العادية قبل الحرب، كانت تدخل إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم نحو 700 شاحنة يومياً، في حين لا تتجاوز الشاحنات التي سمح الاحتلال بدخولها مؤخراً بضع عشرات، وسط تقييد شديد.
وفي هذا السياق، قال مصدر مطّلع على تنسيق عمليات الإغاثة لـ"العربي الجديد"، إنّ حمولة الطائرة الواحدة من المساعدات لا تتجاوز في أغلب الأحيان حمولة شاحنة واحدة، موضحاً أنّ "كل هذه الطلعات الجوية مجتمعة لا يمكن أن تعوّض أهمية وفعالية دخول الشاحنات عبر المعابر البرية"، وأضاف المصدر أنّ هذا ما أكدته مراراً المؤسّسات الدولية والمنظمات الإنسانية العاملة في غزة، التي شددت على أن الإنزال الجوي لا يُعدّ خياراً استراتيجياً لمواجهة التجويع، بل هو إجراء اضطراري محدود الأثر لا يلبّي حاجات مليونَي فلسطيني محاصرين.
من جهته، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان، أمس الاثنين، بأنّ معظم عمليات الإنزال الجوي تجري في مناطق مصنّفة عسكرياً "مناطق حمراء"، وتشهد مواجهات وعمليات قتالية مباشرة، ولا يُسمح للمدنيين الفلسطينيين بالوصول إليها بسبب المخاطر الأمنية. وأشار البيان إلى أن جيش الاحتلال يواصل فرض طوق عسكري مشدّد على مناطق واسعة من القطاع، ويمنع وصول المواطنين إلى نقاط الإسقاط، ما يؤدي إلى فقدان معظم تلك المساعدات أو تعرّضها للتلف أو النهب، وأكد أنّ الحل الوحيد يكمن في فتح المعابر البرية والسماح بدخول الإمدادات على نحوٍ مباشر وآمن إلى مخازن الهلال الأحمر والمؤسّسات المعنية بالتوزيع داخل غزة.
ويضع إغلاق معبر رفح السلطات المصرية في موقف بالغ الحرج، خاصّة مع تصاعد الغضب الشعبي داخلياً من مشاهد التجويع المتداولة في القطاع، في ظل اتهامات متزايدة لمصر بعدم بذل ما يكفي من الضغط لفتحٍ مستدامٍ للمعابر البرية. وبينما تحاول القاهرة الظهور بوصفها فاعلاً إنسانياً عبر المشاركة في الإسقاط الجوي، يرى كثيرون أن فعالية هذا المسار محدودة، وأن المطلب الجوهري يتمثل في تأمين ممر بري واسع وآمن ومستمر لدخول المساعدات، وهو ما لا يزال يصطدم بعراقيل إسرائيلية وتعقيدات أمنية على الأرض.
## استمرار المفاوضات التجارية بين الوفدين الصيني والأميركي في استوكهولم
29 July 2025 01:11 PM UTC+00
التقى مسؤولون صينيون وأميركيون، الثلاثاء، في استوكهولم، باليوم الثاني من المفاوضات حول الرسوم الجمركية المتبادلة، بهدف تمديد الهدنة التي اتّفق عليها في هذا المجال في محادثات جنيف مايو/أيار الماضي. وشاهد صحافيو وكالة فرانس برس الوفدين الأميركي والصيني برئاسة وزير الخزانة سكوت بيسنت ونائب رئيس الوزراء هي ليفينغ، أثناء دخولهما إلى مبنى روزنباد حيث تُعقد المفاوضات.
ولم ترشح أي معلومات حول مضمون المناقشات التي بوشرت الاثنين، في العاصمة السويدية. وأعربت بكين، الاثنين، عن أملها في إمكان عقد الجانبين محادثات تقوم على "الاحترام المتبادل والمعاملة بالمثل". وقال الناطق باسم الخارجية الصينية غوه جياكون: "نأمل من الولايات المتحدة، بالتعاون مع الصين، أن تعزز التوافق من خلال الحوار والتواصل، وتحد من سوء التفاهم، وترسخ التعاون، وتشجع تطوير العلاقات الصينية الأميركية بصورة مستقرة وسليمة ومستدامة".
وتهدف المحادثات في استوكهولم إلى تمديد الهدنة الممتدة على 90 يوماً، التي جرى التوصل إليها في جنيف مايو الماضي، ما وضع حداً لإجراءات الرد المتبادلة في مجال الرسوم الجمركية. وأفسحت هذه الهدنة المجال في خفض الرسوم الجمركية على المنتجات الأميركية والصينية من 125% و145% على التوالي إلى مستويات أقل بكثير بلغت 10% و30%. وتُضاف هذه الرسوم الجديدة إلى تلك التي كانت مفروضة على عدد من المنتجات قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في أواخر يناير/ كانون الثاني.
ركزت المحادثات التجارية السابقة بين الولايات المتحدة والصين في جنيف ولندن في مايو/أيار ويونيو/ حزيران على خفض الرسوم الجمركية المضادة الأميركية والصينية من المستويات المرتفعة، واستعادة تدفق المعادن الأرضية النادرة الذي أوقفته بكين، وتدفق رقائق إتش 20 للذكاء الاصطناعي التي تصنعها إنفيديا وغيرها من السلع التي أوقفتها واشنطن. وتواجه الصين مهلة تنقضي في 12 أغسطس/ آب للتوصل إلى اتفاق دائم بشأن الرسوم الجمركية مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعدما توصل البلدان إلى اتفاقات أولية في مايو ويونيو لإنهاء تبادلهما فرض رسوم جمركية، ووقف تصدير المعادن الأرضية النادرة في تصعيد استمر لأسابيع.
ورجح محللون أن تطلب الصين تخفيض الرسوم الجمركية الأميركية متعددة المستويات التي يبلغ مجموعها 55% على معظم السلع، وتخفيفاً جديداً لضوابط التصدير الأميركية على التكنولوجيا المتقدمة. وتقول بكين إن هذه المشتريات من شأنها أن تساعد على تقليل العجز التجاري الأميركي مع الصين، والذي بلغ 295.5 مليار دولار في عام 2024.
وتأتي المحادثات في السويد في مطلع أسبوع حاسم لسياسة الرئيس دونالد ترامب التجارية، إذ من المقرر أن تشهد الرسوم الجمركية على معظم الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة ارتفاعاً كبيراً في الأول من أغسطس/آب. مع اقتراب هذا الموعد النهائي، سارعت دول عدة لإبرام اتفاقات مع واشنطن. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، الأحد، التوصل إلى اتفاقية جمركية في اسكتلندا تخضع المنتجات الأوروبية المُصدّرة إلى الولايات المتحدة، بموجبها لرسوم جمركية نسبتها 15%.
ويقول محللون إن الجولة الثالثة من المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين التي تجري في استوكهولم هذا الأسبوع قد تمهد الطريق قبل قمة متوقعة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في الخريف. ومن المرجح أن يؤثر أي تصعيد جديد للرسوم الجمركية وقيود التصدير في خطط عقد اجتماع مع شي. وستكون هذه الرحلة أول لقاء مباشر بين الاثنين منذ بدء الولاية الرئاسية الثانية لترامب، في وقت لا يزال فيه التوتر التجاري والأمني بين القوتين العظميين المتنافستين يتصاعد.
(فرانس برس، العربي الجديد)
## إنياكي عن قضية شقيقه نيكو ويليامز: الكثير من الأشياء كانت أكاذيب
29 July 2025 01:18 PM UTC+00
فتح اللاعب الغاني، إنياكي ويليامز (31 عاماً)، قضية شقيقه نيكو (23 عاماً)، التي كانت محور حديث الجماهير والصحافة الرياضية في الفترة الماضية، بعد الشائعات التي راجت حوله، بسبب رفضه الانتقال إلى نادي برشلونة الإسباني، ومن ثم تجديد عقده مع نادي أثلتيك بلباو حتى عام 2035، واصفاً العديد من تلك الروايات بـ"الأكاذيب".
وقال قائد أثلتيك بلباو الجديد في مؤتمر صحافي: "كان صيفاً معقداً بعض الشيء بالنسبة للعائلة. كثر الحديث، وكثير مما قيل عن نيكو أكاذيب. كلّ ما فعله أخي هو التزام الصمت والتفكير، في الكثير من الأوقات خلال الصيف، لم يكن هناك إنصافٌ من الناس، كان نيكو يحاول اتخاذ قرار حياة ليس سهلاً، الضجيج الخارجي والعديد من الأحداث التي وقعت يمكن أن تجعل لديك شكوكاً".
وتابع إنياكي الذي يمثّل منتخب غانا، بعكس شقيقه الذي يلعب لصالح إسبانيا: "أعتقد أنّه اتخذ القرار الأمثل، لم يحسمه بقلبه فحسب، بل بناءً على طموحه أيضاً، كان من الأسهل عليه الذهاب إلى الفرق الكبرى والفوز بالدوري الإنكليزي أو الإسباني أو الألماني، لكنه قرر البقاء معنا، ترك إرثه هنا، ليصبح يوماً ما مثل جولين غيريرو الذي رفض العروض وبقي. خلال الفترة الماضية، عائلتنا ظلت هادئة إلى حد ما على الرغم من الضجة الكبيرة التي أثيرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي والحملة الإعلامية الهائلة".
وأردف إنياكي في هذا الصدد: "لا يُمكن السيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وكلنا نعلم أنها فوضى عارمة، لكن بعد ذلك تخرج لتتجول في بلباو، ويُظهر لك الجميع هذه المودة. هكذا يكون مشجعو أثلتيك، وليسوا من يُخرّبون جدارية، كان أخي قد حسم أمره مُسبقاً، لكن المشكلة هي أنّه كان لا بد من وضع عقد طويل الأمد، ولم يكن من الممكن الإعلان عنه بين عشية وضحاها، وحدثت أمور شوّهت ما أراد أثلتيك تحقيقه".
وفي ختام حديثه اعتبر إنياكي أن الشائعات المستمرّة التي كانت تأتي من برشلونة جزءٌ من حملة إعلامية ربما ظنوا أنّها ستجدي نفعاً، وقال: "جميعنا نعلم كيف تسير الأمور في كرة القدم والضغط الذي أرادوا ممارسته على نادي أثلتيك وعلى شقيقي، لقد ألحق هذا الضجيج الخارجي ضرراً بالغاً وزاد الأمور تعقيداً، لأن الكثير مما قيل، أو تسرب إلى وسائل الإعلام، أو ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي، كان أكاذيب. في النهاية، اتخذ نيكو القرار بمفرده. بنضج مذهل، وبعد دراسة جميع الإمكانيات المتاحة له، قرر دعم نادي أثلتيك بلباو وهذا المشروع وبناء إرثه. لا يمكننا أن ننسى أن لدينا لاعباً مصنفاً في المركز الخامس عشر عالمياً، وقد قرر دعم نادي أثلتيك بلباو".
## باييت يواجه محاكمة في البرازيل بسبب اتهامات بالعنف النفسي من امرأة
29 July 2025 01:18 PM UTC+00
يواجه اللاعب الفرنسي، ديميتري باييت (38 عاماً)، لحظات عصيبة في الوقت الحالي، حيث سيخضع للمحاكمة في البرازيل بسبب اتهامات بالعنف النفسي من امرأة تزعم أنّها كانت على علاقة به عندما كان يلعب في فريق فاسكو دي غاما، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس عن مصدرٍ مطلع على القضية. وقبِل قاضٍ في ريو دي جانيرو الشكوى التي رفعتها المحامية لاريسا فيراري، في 25 يوليو/ تموز، بتهمة التسبب بأضرار عاطفية ونفسية للضحية، فيما رفضت المكاتب الإعلامية التابعة للادعاء العام والمحاكم تأكيد الأمر احتراماً للسرّية القضائية، وفقاً للمصدر عينه.
وكان مكتب المدعي العام البرازيلي قد وجّه رسمياً، بتاريخ 20 يونيو/حزيران، لائحة اتهام إلى لاعب مرسيليا الفرنسي السابق، بعد أيامٍ قليلة من فسخ عقده مع فاسكو دي غاما، الذي دافع عن ألوانه منذ عام 2023 وسجل له ثمانية أهداف مع 16 تمريرة حاسمة، لكنه اليوم مجبرٌ على الخضوع للمحاكمة بعدما تقدّمت فيراري بالشكوى ضده في شهر إبريل/ نيسان الماضي.
وقال المتحدث باسم الشرطة المدنية في ريو لـ"فرانس برس": "سُجّلت الشكوى في مركز شرطة متخصص في دعم النساء، والتحقيق جارٍ تحت طابع السرية، ووفقاً لمحضر الشرطة المؤرخ بتاريخ 29 مارس/ آذار، ذكرت المرأة أنّها تعرّضت للاعتداء من قبل باييت، ما ترك آثاراً على جسدها، مشيرة إلى معاناتها من عنفٍ جسدي وأخلاقي ونفسي وجنسي".
وقالت المرأة في تصريحات للمصدر عينه، وهي من مشجعات نادي فاسكو دي غاما: "تعرّفت إلى باييت عبر إنستغرام، في أغسطس/ آب الماضي، ونشأت بيننا علاقة عاطفية. في ديسمبر/ كانون الأول نشب أول خلاف بيننا، وبدأ يهددني قائلاً إنّه سيُعاقبني، كان يطلب مني إثبات حبي له الذي كان يتضمن الإهانة". وأكدّت المرأة تسجيلها مقاطع فيديو لنفسها بطريقة مؤذية للنفس، لتضيف: "كان أحياناً يدفعني ويدوسني".
ووفقاً لتقرير آخر بحسب "فرانس برس"، فإن المشتكية تعاني من اضطراب الشخصية الحدّية، وهو اضطراب يتميّز بفرط الحساسية وعدم الاستقرار العاطفي في العلاقات، وقد طلبت من الشرطة توفير الحماية لها من النجم السابق لمنتخب "الديوك"، في الوقت الذي يسعى فيه الادعاء العام لإدانة اللاعب من خلال دفع الرعاية الطبية والتعويضات، مع العلم أنّ نجم ويستهام يونايتد الإنكليزي السابق نفى ممارسة العنف.
## أعداد غير مسبوقة بوفيات التجويع الإسرائيلي في غزّة
29 July 2025 01:24 PM UTC+00
وصف مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، الدكتور محمد أبوسلمية، الوضع في قطاع غزة بـ"الحرج والخطير جداً"، منبّهاً إلى أن ما يواجهه سكان القطاع في الوقت الحالي هو الوضع الأكثر والأشدّ إيلاماً منذ 22 شهراً. وأكد اليوم الثلاثاء أنّ الوفيات بسبب التجويع الإسرائيلي الممنهج وسوء التغذية في القطاع أصبحت بأعداد غير مسبوقة.
وأفاد أبوسلمية، في حديث خاص مع مراسل وكالة الأنباء القطرية (قنا)، بأن ️مستشفيات القطاع في أسوأ حالاتها، وأن السعة السريرية في مجمع الشفاء فاقت 250%، موضحاً أن ️مواد التخدير ستنفد من المستشفى خلال أيام قليلة.
وبيّن أن نحو 147 شهيداً، بينهم 88 طفلاً، قضوا بسبب الجوع وسوء التغذية الناتجة عن الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء، وأن أعداد الوفيات تزداد كل ساعة في القطاع مع اشتداد المجاعة وقلة الغذاء، لافتاً إلى أن الفئة الأكثر تضرّراً هي الأطفال، إذ إنّ أكثر من 17 ألف طفل دخلوا مرحلة سوء التغذية التام، وليس لدى وزارة الصحة ما يبقي الأطفال الخدج أحياء، لعدم توفر الحليب أو المواد الغذائية، خصوصاً أن مستشفيات الأطفال تعجّ بآلاف المرضى جراء مستوى الجوع الذي لم يسجل من قبل.
وقال إن "الأطفال لا يمكنهم الصمود طويلاً في وجه المجاعة، ولا يحتملون الصيام لفترات طويلة ما يعرّضهم لخطر شديد، وهم الفئة الأكثر هشاشة ومعرضون للإصابة بالأمراض، كما أن الأطفال خارج المستشفيات يواجهون خطراً كبيراً، إذ إنّ بعض سكان غزة يلجؤون للأعشاب للتغلب على نقص الغذاء لهم ولأطفالهم، وإن لم تفتح المعابر وتدخل المساعدات فوراً، ستكون هناك مقتلة"، مضيفاً أن ما نسبته 12% من الحالات التي تصلهم تعاني من سوء التغذية الحاد بسبب سياسة التجويع والحصار الإسرائيلي على القطاع، وأن نحو 90% من الحالات لا تتلقى الغذاء بانتظام يوميّاً.
وذكر مدير مجمع الشفاء الطبي أنهم يستقبلون يوميّاً في المجمع ما لا يقلّ عن 10 حالات تعاني من الإغماء والإنهاك وعدم التركيز بسبب سوء التغذية، تتراوح أعمارها بين 13 عاماً وما فوق"، مشيراً إلى أن المعاناة الحقيقية تبدأ لدى الجرحى والمصابين والمرضى بعد إنقاذ حياتهم، إذ لا يتوفر لهم الغذاء أو العلاج اللازم لتعافي جروحهم وتطبيبهم، فالوضع مأساوي للغاية.
ونوّه إلى أن المرضى لا يجدون شيئاً من الغذاء عالي البروتين والطاقة والفيتامينات والمعادن، إذ يمنع الاحتلال إدخالها لغزة بسبب الحرب المدمرة وسياسة التجويع الكارثية، مشدداً على أن نسبة حالات سوء التغذية الحاد بمجمع الشفاء وصلت إلى 12%، ونحو 25% من الحالات لديهم سوء تغذية ما بين متوسط وحاد.
وتحدث أبوسلمية عن توفير وزارة الصحة مكملات غذائية خاصة للأطفال أقل من 8 سنوات لكن ذلك لا يلبي الحاجة، فالمرضى والمصابون بحاجة إلى تغذية ضرورية، خاصة للذين يعانون من سوء التغذية، من محاليل وريدية وفيتامينات ومعادن وتغذية أمينية ومكملات غذائية عالية الطاقة، وسط حاجة ماسة وعاجلة للإجلاء الطبي للحالات الحرجة بإصابات في الدماغ والعمود الفقري، وللجرحى الذين هم بحاجة لعمليات معقدة تتطلب تقنيات غير متوفرة في غزة، وللمرضى الذين يتهدّدهم الموت إذا لم يُنقلوا فوراً للعلاج.
وشدّد على ضرورة إدخال عاجل للمستلزمات الطبية والغذائية مثل الحليب العلاجي للأطفال والرضّع، والمكملات الغذائية عالية البروتين والسعرات، ومحاليل جلوكوز مركّزة، وأغذية علاجية جاهزة، ومضادات حيوية وريدية، وأطعمة فيها مصادر البروتين، مؤكداً تعمّد الاحتلال انتهاج سياسة التجويع سلاحَ حرب، وإغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات، مرجحاً ارتفاع أعداد الوفيات سريعاً خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأشار إلى مواجهة سكان القطاع كارثة إنسانية وصحية حقيقية مع استمرار الحصار الخانق وإغلاق المعابر ومنع تدفق المساعدات وحليب الأطفال منذ ما يزيد عن 150 يوماً على نحوٍ متواصل، إذ تشير التقديرات الرسمية إلى حاجة غزة يومياً إلى 600 شاحنة إغاثية تشمل حليب الأطفال والمساعدات الإنسانية والطبية والوقود لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان، وإلى نحو 250 ألف علبة حليب شهرياً لإنقاذ الأطفال الرُّضّع من سياسة الجوع وسوء التغذية التي غزت أجسادهم الضعيفة طيلة المرحلة القاسية الماضية، معتبراً أن الحل الجذري والعاجل هو كسر الحصار فوراً، وفتح المعابر، وضمان تدفق حليب الأطفال والأدوية والمستلزمات الطبية والمساعدات.
وحثّ أبوسلمية المؤسّسات الإنسانية والدولية والأممية للاستجابة للمرضى والجرحى وتوفير المكملات الغذائية والأدوية اللازمة للسكان والأطفال تحديداً، مطالباً بتوفير الحاجات الأساسية للمواطنين، مثل الدقيق والأرز والخضار وحليب الأطفال للحدّ من سوء التغذية وآثاره السلبية على صحة المواطنين.
يُذكر أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" كانت قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين شهرَي مارس/آذار ويونيو/حزيران الماضيَين؛ نتيجة الحصار الإسرائيلي المطبق على قطاع غزة الذي يعيش حالة من المجاعة القاسية، في ما يوصف بأنه أسوأ كارثة إنسانية يعيشها الفلسطينيون، إذ تنعدم المواد التموينية والغذائية ومستلزمات الحياة كافّة.
وتتزامن المجاعة مع تصعيد عسكري كبير ودموي تقوم به قوات الاحتلال عبر قصف المنازل والمنشآت والأماكن العامة ومخيّمات النازحين في القطاع، ما أوقع مئات الآلاف من الشهداء والجرحى وفق ما تعلنه وزارة الصحة يومياً.
(قنا)
## إحالة 28 متهماً على الجنايات في قضية تصنيع المخدرات بمصر
29 July 2025 01:31 PM UTC+00
أحالت النيابة العامة في مصر، الإعلامية سارة خليفة حمادة و27 متهماً آخرين على محكمة الجنايات، في قضية تتعلق بتكوين منظمة إجرامية متخصصة في جلب المواد المخدرة المُخلقة وتصنيعها وترويجها، إلى جانب اتهامات بحيازة أسلحة نارية وذخائر دون ترخيص. وتُعد هذه القضية من أبرز ملفات الاتجار وتصنيع المخدرات التي شهدتها مصر في السنوات الأخيرة.
وجاء في أمر الإحالة الصادر عن النيابة العامة، اليوم الثلاثاء، أنّ المتهمين ألّفوا تنظيماً إجرامياً مُحكماً، يضطلع فيه كل متهم بدور دقيق ضمن سلسلة عمليات متكاملة، تبدأ من استيراد المواد الكيميائية الخام، التي تُستخدم في تصنيع المواد المخدرة المُخلقة (المصنعة كيميائياً)، وصولاً إلى تصنيعها داخل وحدات سرية، ثم تخزينها وترويجها في الأسواق.
وأوضحت التحقيقات أنّ بعض المتهمين تولوا مسؤولية جلب المواد الخام من خارج مصر، بينما اضطلع آخرون بتجهيز المعامل وتصنيع المخدرات بطرق علمية محكمة، فيما تولت مجموعة ثالثة مهام الترويج والتوزيع، فيما اتُّخذ أحد العقارات السكنية داخل البلاد مقراً رئيسياً لتخزين المواد الخام والمُصنعة.
ونجحت الأجهزة الأمنية في ضبط أكثر من 750 كيلوغراماً من المواد المخدرة المُخلقة، إلى جانب كميات ضخمة من المواد الكيميائية الخام التي تدخل في تصنيع المخدرات. ودفع هذا الحجم الكبير من المضبوطات النيابة العامة إلى إصدار سلسلة من القرارات السريعة، شملت التحفظ على أموال المتهمين، والكشف عن سرية حساباتهم المصرفية، وإدراج اثنين من المتهمين الهاربين على قوائم المنع من السفر وترقب الوصول، إلى جانب استمرار حبس باقي المتهمين احتياطياً على ذمة القضية.
واستند قرار الإحالة على أقوال عشرين شاهداً، من بينهم عناصر أمنية وشهود من أطراف التعامل، وارتكز أيضاً على أدلة رقمية وفنية، تضمنت مقاطع فيديو ومحادثات وصوراً توثق مراحل مختلفة من النشاط الإجرامي، سواء في أثناء عمليات التصنيع أو النقل أو التسويق.
وتعد هذه القضية واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في الأوساط الإعلامية والقضائية، بالنظر إلى اشتمالها على عناصر عامة معروفة، وفي مقدمتهم الإعلامية سارة خليفة، فضلاً عن حجم المواد المخدرة المضبوطة، والنمط الاحترافي الذي اتسم به التنظيم الإجرامي المتهم. ويأتي هذا الملف في سياق تنامي ظاهرة تصنيع المواد المخدرة المُخلقة في مصر، وهي مواد تُعد أكثر خطورة وتأثيراً من المخدرات التقليدية، وتُصنع غالباً من مركبات كيميائية عالية السُّمية تُجلَب من الخارج. وتُحذر جهات طبية وأمنية من تنامي انتشار تلك المواد في الأوساط الشبابية، ولا سيما مع صعوبة اكتشافها بالوسائل التقليدية، وغياب المعرفة المجتمعية بمدى خطورتها.
ويُنتظر مع إحالة المتهمين على محكمة الجنايات، أن تبدأ أولى جلسات المحاكمة خلال الأسابيع المقبلة. ويُتوقع أن تحظى الجلسات بمتابعة إعلامية وقانونية مكثفة، خصوصاً في ظل الأسماء المتهمة وحجم القضية، وتداعياتها المحتملة على الرأي العام، وعلى توجه الدولة في مكافحة شبكات تصنيع المخدرات غير التقليدية وترويجها.
## الكويت تدعم جهود أوبك+ لاستقرار سوق النفط العالمية
29 July 2025 01:40 PM UTC+00
قال وزير النفط الكويتي طارق الرومي، اليوم الثلاثاء، إنه متفائل بشأن أساسيات سوق النفط وإن جهود أوبك+ تهدف إلى تحقيق التوازن في السوق. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن الوزير قوله إن "الكويت تدعم الجهود الرامية إلى الحفاظ على استقرار سوق النفط العالمية"، مضيفاً أن قرارات أوبك+ تستند إلى تطورات السوق"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
تأتي تصريحاته عقب الاجتماع الوزاري للجنة مراقبة الإنتاج ضمن تحالف أوبك+ عبر الإنترنت أمس الاثنين، لإجراء محادثات موجزة للتأكيد على ضرورة الالتزام الكامل باتفاقيات إنتاج النفط. وخفضت مجموعة أوبك+، التي تضخ حوالي نصف النفط العالمي، إنتاجها لعدة سنوات لدعم السوق. إلا أنها عكست مسارها هذا العام لاستعادة حصتها في السوق، ومع مطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لأوبك بضخ المزيد للمساعدة في الحفاظ على استقرار أسعار البنزين.
وبدأت ثماني دول أعضاء في أوبك+ رفع الإنتاج في إبريل/ نيسان، وسرعت زيادة الإنتاج منذ ذلك الحين. ويدعو أحدث قراراتها إلى زيادة إنتاج النفط بمقدار 548 ألف برميل يومياً في أغسطس/ آب. وتوقعت منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" في تقريرها الصادر في وقت سابق من الشهر الجاري ان يبلغ الطلب العالمي على النفط في المتوسط 105 ملايين برميل يومياً هذا العام، بينما تتوقع أن ينمو الطلب إلى متوسط 106.3 ملايين برميل يومياً في عام 2026.
وتمتلك الكويت بعضاً من أكبر احتياطيات النفط في العالم، وعلى عكس جيرانها في الخليج، لا تزال تعتمد بشكل كبير على النفط في الوقت الذي تحرز فيه تقدماً بطيئاً في تنويع مصادر إيراداتها. وسجلت الكويت عجزاً في ميزانيتها للسنة المالية 2023-2024 بلغ 5.23 مليارات دولار، على خلفية انخفاض عوائد النفط على أساس سعر للخام بلغ 86.36 دولاراً للبرميل.
ووفقاً لمسودة ميزانية الكويت للسنة المالية 2025-2026، التي بدأت في الأول من إبريل/ نيسان، فمن المتوقع أن يتسع العجز إلى 20.43 مليار دولار مع توقع انخفاض إيرادات النفط بنسبة 5.7 بالمائة عن السنة المالية 2024-2025 على أساس سعر للخام يبلغ 68 دولاراً للبرميل، حسبما ذكرت وزارة المالية الكويتية في فبراير/ شباط. ويبلغ سعر التعادل النفطي في الكويت نحو 90 دولاراً للبرميل بما يعني أن أي انخفاض عن الرقم يعني عجزاً في الموازنة، كما أن أي انخفاض عن رقم 68 دولاراً للبرميل يعني زيادة عجز الموازنة عن الرقم المتوقع. ويدور سعر النفط الكويتي حول 70 دولاراً لبرميل النفط الخام.
(الدولار = 0.3055 دينار كويتي)
(رويترز، العربي الجديد)
## "أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن" في قطاع غزة
29 July 2025 01:43 PM UTC+00
أعلن المرصد الرئيسي للأمن الغذائي في العالم، الثلاثاء، أنّ "أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن" في قطاع غزة المحاصر والمدمّر بفعل الحرب المستمرة منذ 21 شهراً. وحذّر "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" IPC الذي وضعته الأمم المتحدة والصادر اليوم، من أن الأزمة الإنسانية "بلغت نقطة تحول مثيرة للقلق الشديد وفتاكة".
وأكد هذا المرصد، الذي تساهم فيه وكالات أممية متخصصة ومنظمات غير حكومية وهيئات محلية، أنّ عمليات إلقاء المساعدات فوق القطاع "لن تكون كافية لوقف الكارثة الإنسانية"، مشدداً على أنّ عمليات إدخال المساعدات برّاً "أكثر فاعلية وأماناً وسرعة". وطالب بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية بصورة "فورية وبدون عقبات"، مشدداً على أنها الوسيلة الوحيدة لوقف "الجوع والموت" اللذين يتصاعدان بسرعة.
NEW: IPC ALERT: Worst-case scenario of Famine unfolding in the Gaza Strip.
The worst-case scenario of Famine is currently playing out in the Gaza Strip. Conflict and displacement have intensified, and access to food and other essential items and services has plummeted to… pic.twitter.com/rrs05ht7jg
— Dawn Clancy (@dawnmclancy) July 29, 2025
وصدر هذا التحذير بعدما نبهت عدة منظمات إنسانية في الأيام الأخيرة من وفيات على ارتباط بالجوع في القطاع. وذكر التصنيف استناداً إلى بياناته الأخيرة أنه جرى بلوغ "عتبة المجاعة" في "معظم أنحاء قطاع غزة"، مشيراً إلى تزايد الوفيات بين الأطفال. وجاء في التقرير أنه "جرى نقل ما يزيد عن 20 ألف طفل لتلقي العلاج جراء إصابتهم بسوء تغذية حاد بين إبريل/ نيسان ومنتصف يوليو/ تموز، وأكثر من ثلاثة آلاف منهم يعانون من سوء تغذية وخيم". وأفاد عن تزايد الوفيات بسبب الجوع بين الأطفال الصغار. وذكر التقرير أنّ "أدلة متزايدة تظهر أن تفشي المجاعة وسوء التغذية والأمراض تتسبب بزيادة في الوفيات المرتبطة بالجوع".
دعوة إلى إيصال المساعدات إلى غزة
وحذّر التقرير من أنّ "وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة من دون عوائق" هو السبيل الوحيد لوقف تزايد الوفيات. وأضاف أنّ "الفشل في التحرك الآن سيؤدي إلى انتشار واسع للموت في معظم أنحاء القطاع".
وفي ظلّ ضغوط دولية مكثفة، أعلنت إسرائيل الأحد "تعليقاً تكتيكياً" يومياً لم تحدّد إلى متى سيستمر، من العاشرة صباحاً حتى الثامنة مساء، في مناطق محددة من غزة لأغراض إنسانية، مشيرة إلى دخول أكثر من 120 شاحنة محملة بالمواد الغذائية، فيما قامت بعض الدول مثل الأردن والإمارات ومصر بإلقاء مساعدات غذائية جوّاً فوق القطاع.
لكن المرصد لفت إلى أنّ عمليات الإلقاء من الجو لن تكون كافية "لوقف الكارثة الإنسانية"، فضلاً عن أنها باهظة الكلفة وتنطوي على مخاطر. وأكد أن تسليم المساعدات براً "أكثر فاعلية وأماناً وسرعة". وشدد على أن السكان الأكثر ضعفاً الذين يعانون من سوء تغذية حاد وبينهم أطفال "بحاجة للحصول على علاج منقذ للحياة بصورة متواصلة" من أجل التعافي.
ولفت إلى أنه "بدون تحرك فوري، سيستمر الجوع والموت في الانتشار بسرعة وبدون توقف". وقال المرصد إن تحذيره لا يعتبر بمثابة تصنيف جديد للمجاعة، بل يهدف إلى لفت الانتباه إلى الأزمة بناء على "آخر الأدلة المتوافرة" حتى 25 يوليو/ تموز. وأكد أنه يعمل على "توصية" أكثر دقة يصدرها في أسرع وقت ممكن ويضمنها تصنيفاته. وكان التصنيف المرحلي المتكامل أفاد في تقرير في مايو/ أيار، بأن قطاع غزة يواجه مستوى "حرجاً" من خطر المجاعة فيما 22% من سكانه مهددون بأن يعانوا من وضع "كارثي".
الكارثة في غزة تذكر بالمجاعة في إثيوبيا وبيافرا
وفي سياق متصل، قال برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، إن الكارثة الإنسانية في غزة تُذكر بالمجاعة التي شهدتها إثيوبيا وبيافرا في نيجيريا في القرن الماضي. وأوضح مدير الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي روس سميث: "هذا لا يشبه أي شيء شهدناه في هذا القرن". وأضاف "إنه يُذكرنا بالكوارث التي شهدتها إثيوبيا أو بيافرا في القرن الماضي"، مؤكداً ضرورة "التحرك العاجل". وأكد متحدثاً في اتصال بالفيديو من روما "ضرورة التحرك العاجل الآن".
According to the latest Integrated Food Security Phase Classification (IPC) Alert, 2 out of the 3 famine thresholds have now been breached in parts of #Gaza.
Food consumption has plummeted.
Acute malnutrition has risen, with malnutrition levels among children under five… pic.twitter.com/0DwV0UuwiD
— World Food Programme (@WFP) July 29, 2025
وأتت تصريحاته عقب تحذير "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" IPC الذي وضعته الأمم المتحدة. وقال سميث إنّ "كارثة تتكشف أمام أعيننا أمام شاشات التلفزيون". وأضاف "هذا ليس تحذيراً إنما دعوة للتحرك".
(فرانس برس)
## "غوغل" فشلت في التحذير من زلزال تركيا
29 July 2025 01:53 PM UTC+00
اعترفت شركة التكنولوجيا الأميركية غوغل بأن نظامها للإنذار المبكر بالزلازل فشل في تنبيه الناس بدقة خلال زلزال تركيا المدمر عام 2023. وكان من الممكن إرسال أعلى مستوى من الإنذار من "غوغل" إلى 10 ملايين شخص في نطاق 98 ميلاً من مركز الزلزال، ما كان سيمنحهم 35 ثانية للتحرك إلى أماكن آمنة. بدلاً من ذلك، أُرسِل 469 تحذيراً فقط من نوع "اتخذ إجراءً" عند وقوع الزلزال الأول الذي بلغت قوته 7.8 درجات.
وزادت خسائر الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا في فبراير/شباط 2023 على 51 ألف قتيل و120 ألف مصاب، مع هدم وتصدّع أكثر من 380 ألف مبنى، وخسائر ناهزت 34 مليار دولار بحسب تقديرات البنك الدولي، بينما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه تسبب بتكلفة باهظة بلغت 104 مليارات دولار.
ونظام الإنذارات متاح في أقل من مائة دولة، وتصفه "غوغل" بأنه "شبكة أمان عالمية" تعمل غالباً في البلدان التي لا يوجد فيها نظام إنذار آخر. ويعمل النظام على أجهزة "أندرويد"، التي تشكل أكثر من 70 في المائة من الهواتف في تركيا. وكان نظام الإنذار المبكر من "غوغل" جاهزاً ويعمل في يوم وقوع زلزال تركيا، لكنه قلل من شدته. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن "غوغل" أن نصف مليون شخص تلقوا تحذيراً من مستوى أقل، وهو مصمم لـ"الهزات الخفيفة"، ولا ينبه المستخدمين بالطريقة البارزة نفسها.
زلزال تركيا اختبر الخوارزميات
كتب باحثو "غوغل" في مجلة ساينس تفاصيل ما حدث، مبرّرين فشل الخدمة بـ"قيود في خوارزميات الكشف". بالنسبة إلى الزلزال الأول، قدّر النظام قوة الهزة بين 4.5 و4.9 على مقياس مغنطيسية الزلزال، فيما كانت قوته الحقيقية 7.8. كذلك قلّل النظام من شأن زلزال كبير ثانٍ وقع في وقت لاحق من اليوم نفسه، بحيث أرسل هذه المرة تنبيهات "اتخذ إجراء" إلى 8158 هاتفاً وتنبيهات "كن حذراً" إلى أقل من أربعة ملايين مستخدم.
بعد الزلزال، غيّر باحثو "غوغل" الخوارزمية لمحاكاة الزلزال الأول مرة أخرى. هذه المرة، أرسل النظام 10 ملايين تنبيه "اتخذ إجراء" إلى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر، و67 مليون تنبيه "كن حذراً" إلى الأشخاص الذين يعيشون بعيداً عن مركز الزلزال. وقالت "غوغل" لـ"بي بي سي": "يواجه كل نظام إنذار مبكر للزلازل التحدي نفسه، وهو ضبط الخوارزميات للأحداث الكبيرة".
## البقالي بعد وصوله إلى المغرب: تعامل الاحتلال مع ناشطي حنظلة سيئ جداً
29 July 2025 01:55 PM UTC+00
قال الصحافي المغربي، محمد البقالي، إن تعامل جيش الاحتلال الإسرائيلي مع ناشطي سفينة حنظلة كان "سيئاً جداً لناحية مستوى الإساءات أو الإهانات اللفظية، فضلاً عن الضغط النفسي، من خلال التهديد بتحميل أعضاء السفينة تهماً إرهابية واختراق منطقة عسكرية"، وذلك بعد وصوله إلى الدار البيضاء، الثلاثاء.
وكان جيش الاحتلال قد اعتقل، السبت الماضي، محمد البقالي، برفقة ناشطين من دول وجنسيات مختلفة وهم على متن سفينة حنظلة التي كانت تتجه إلى غزة، حاملةً بعض المساعدات الغذائية والدوائية لأهل القطاع الذين يعيشون منذ شهور تحت القصف الإسرائيلي المتواصل والإبادة الجماعية والتجويع الممنهج.
واعتبر الصحافي المغربي، في تصريح صحافي بعد وصوله، الثلاثاء، إلى مطار محمد الخامس في مدينة الدار البيضاء، قادماً من العاصمة الفرنسية التي وصلها أمس الاثنين، بعد الإفراج عنه من قبل جيش الاحتلال، أن "التعامل الإسرائيلي مع سفينة حنظلة يثبت مجدداً أننا أمام دولة مارقة لا تحترم القانون، حيث احتجز أعضاء السفينة في المياه الدولية بطريقة تشبه القرصنة".
ولفت محمد البقالي إلى أن تخوف ركاب السفينة لم يكن من قصفهم الذي كان مستبعداً، ولكن من الاعتقال والنسيان في سجون الاحتلال. من جهة أخرى، كشف البقالي أن جيش الاحتلال أجرى تحقيقاً مع ناشطي سفينة حنظلة بتهمة محاولة اختراق الحدود، نافياً أن يكونوا قد وقعوا على التزام بعدم العودة إلى غزة.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أفرجت عن البقالي، الاثنين، مع أربعة ناشطين آخرين من ناشطي سفينة حنظلة التي كانت تحاول كسر الحصار عن غزة، قبل أن ترحلهم إلى العاصمة الفرنسية، ومن هناك إلى الدار البيضاء. فيما كانت تنظيمات مهنية وسياسية وحقوقية وهيئات مؤيدة للفلسطينيين ومناهضة للتطبيع قد طالبت الدولة المغربية بتحمل المسؤولية الكاملة عن حمايته والإفراج عنه.
إلى ذلك، أكد الصحافي المغربي الذي يعمل مراسلاً لقناة الجزيرة، أن "القضية الفلسطينية قضية إنسانية وأخلاقية تتجاوز الحسابات السياسية"، قائلاً إنه "يكفي أن تكون إنساناً لتساند القضية الفلسطينية". كما عبّر عن امتنانه للمغاربة على تضامنهم مع ناشطي السفينة، مشدداً على أن "القضية الفلسطينية في قلب كل مغربي".
 وكان في استقبال محمد البقالي لدى وصوله إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، مجموعة من السياسيين والصحافيين، فضلاً عن ناشطين مؤيدين للفلسطينيين ومناهضين للتطبيع.
## برلين وباريس تبدآن عمليات إنزال مساعدات على غزة جواً الأربعاء
29 July 2025 01:55 PM UTC+00
أعلنت ألمانيا وفرنسا، اليوم الثلاثاء، أنهما ستبدآن عمليات إنزال مساعدات على قطاع غزة جواً، وفيما قالت برلين إنها ستقوم بذلك بدءاً من يوم غدٍ الأربعاء، أكد مصدر دبلوماسي أنّ باريس ستفعل الأمر نفسه في الأيام المقبلة. وقال المستشار الألماني فريدريش ميرز إنّ طائرتين ألمانيتين ستنقلان مساعدات من الأردن لإسقاطها جوّاً في غزة بدءاً من يوم غد الأربعاء، واصفاً ذلك بأنه إشارة بسيطة، ولكنها مهمة. وأضاف ميرز خلال مؤتمر صحافي مشترك مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في برلين: "قد لا يسهم هذا العمل إلا بشكل طفيف في المساعدات الإنسانية، لكنه يرسل إشارة مهمة: نحن موجودون هنا، نحن في المنطقة".
وأردف قائلاً إنّ طائرتين من طراز "إيه 400 إم" في طريقهما الآن إلى الأردن حيث ستتزودان بالوقود ثم تكملان مهمتهما الإغاثية في نهاية الأسبوع على أبعد تقدير، بالتنسيق مع فرنسا وألمانيا، مرحّباً بالخطوات الأولية التي اتخذتها إسرائيل للسماح بدخول المساعدات، لكنه أكد ضرورة اتخاذ المزيد من الخطوات.
وتابع أنّ ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة ستوفد "على الأرجح" الأسبوع المقبل وزراء خارجياتها إلى إسرائيل للمطالبة بإدخال مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة، وأوضح ميرز أن الدول الثلاث ستطلب من الوزراء التوجه إلى إسرائيل "على الأرجح يوم الخميس من الأسبوع المقبل"، وأضاف "ننطلق من مبدأ أن الحكومة الإسرائيلية مستعدة بالكامل للاعتراف بضرورة التحرك الآن".
من جهته، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ضرورة أن تنتهي الحرب الإسرائيلية على غزة، قائلاً إنّ "الكارثة الإنسانية في القطاع وصلت إلى مراحل لا يمكن وصفها". ونقلت قناة المملكة الأردنية عن الملك عبد الله قوله، خلال المؤتمر الذي جمعه مع المستشار الألماني، أنّ مشاهد الأطفال الجائعين في غزة أغضبت الناس حول العالم، والسماح باستمرار هذا الوضع وصمة عار على الإنسانية جميعاً.
وأكد ضرورة أن يدفع الانتشار المقلق للمجاعة والمعاناة بين المدنيين في غزة المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية وموحدة. وقال إنّ من الضرورة ألا يتم تسييس الجهود الإغاثية، مشدداً على أن استهداف المدنيين الجوعى خلال محاولاتهم للحصول على المساعدات "أمر غير مقبول". وأكد العاهل الأردني المطالبة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار، والاحترام التام للقانون الإنساني الدولي، ووصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق في غزة دون اعتراض. وأوضح أن الأردن قاد جهوداً إقليمية عبر إرسال قوافل المساعدات لغزة، والتنسيق لها، وتوفير الدعم الطبي الحثيث، وتسهيل الإجلاء الطبي الآمن للمصابين، معرباً عن امتنانه الكبير للدعم الذي قدمته ألمانيا للاستجابة الإنسانية في غزة.
وعن الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، قال العاهل الأردني: "يجب أن يتوقف التصعيد المستمر والخطير في الضفة الغربية والاعتداءات على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس"، مؤكداً أن الوضع حرج، ويهدد بإشعال أزمة إقليمية أوسع. ودعا الجميع إلى العمل معاً للدفع باتجاه وقف الحرب وإنهاء التصعيد، من أجل توفير أفق سياسي يمهد الطريق للسلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، معرباً عن تقديره لدعم ألمانيا لحل الدولتين.
في الشأن ذاته، نقلت وكالة فرانس برس، اليوم الثلاثاء، عن مصدر دبلوماسي، قوله إنّ فرنسا ستقوم "في الأيام المقبلة" بعمليات إلقاء مساعدات من الجو فوق غزة "لتلبية الاحتياجات الأساسية والملحة للسكان المدنيين". وأكد المصدر أنه "ستُتخذ أقصى الاحتياطات لضمان سلامة السكان خلال هذه العمليات".
وأوضح المصدر "أن هذه العمليات لا تهدف إلى أن تكون بديلاً لزيادة ملحوظة في حجم المساعدات التي تتطلب من إسرائيل فتح المعابر البرية من دون تأخير. وفرنسا تعمل أيضاً على عمليات إيصال (مساعدات) برّاً، وهو السبيل الأكثر نجاعة على الإطلاق لإتاحة إيصال المساعدات الإنسانية بكميات وفيرة ومن دون عوائق، والتي يحتاجها السكان بشدة".
ويرزح قطاع غزة البالغ عدد سكانه نحو 2.4 مليون نسمة، تحت وطأة حصار محكم تفرضه إسرائيل منذ بدء حربها على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأعلن "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" IPC، المرصد الرئيسي للأمن الغذائي في العالم الذي وضعته الأمم المتحدة، الثلاثاء أن "أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن" في قطاع غزة، وذلك بعدما حذّرت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية في الأيام الأخيرة من خطر انتشار المجاعة.
والأحد الفائت، استؤنف إلقاء المساعدات من الجو في غزة، فيما أعلنت إسرائيل "تعليقاً تكتيكياً" يومياً محدوداً لعملياتها العسكرية لأغراض إنسانية في بعض مناطق القطاع. والاثنين، أعلن المستشار الألماني أنّ بلاده ستقيم مع الأردن "جسراً جوياً للمساعدات الإنسانية" مع قطاع غزة، مشيراً إلى أن فرنسا والمملكة المتحدة مستعدتان للانضمام إلى هذه المبادرة. والاثنين قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي لم يتطرّق إلى الآن بإسهاب إلى الكارثة الإنسانية في غزة، إن هناك مؤشرات على "مجاعة حقيقية" في قطاع غزة، معلناً أن واشنطن "ستُنشئ مراكز لتوزيع الطعام".
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)
## السويداء عطشى: أزمة مياه خانقة بعد تعطل الآبار
29 July 2025 02:13 PM UTC+00
تتفاقم معاناة آلاف الأهالي من مدينة السويداء والنازحين إليها، ومن القرى المجاورة جنوبي سورية، وسط صعوبة الحصول على مياه الشرب والنظافة الشخصية منذ أيام، نتيجة انقطاع الكهرباء وغياب المحروقات وتعطّل معظم الآبار.
ونشرت صفحات إخبارية محلية في السويداء مقاطع مصوّرة تظهر تفاقم أزمة المياه، وصعوبة الحصول على مياه صالحة للشرب، في حين وزّعت جمعية الهلال الأحمر السوري خزانات مياه في شوارع المدينة لمساعدة السكان.
وقال كمال السعدي وهو من أبناء السويداء لـ"العربي الجديد" إن الناس بحاجة ماسة لكلّ مقوّمات الحياة، فلا كهرباء ولا مياه متوفرة، وهناك صعوبة كبيرة في الحصول على الخبز والمواد الغذائية، وسط شحّ في كلّ الاحتياجات، وأضاف أن معظم آبار المياه التي يعتمد عليها السكان لتأمين احتياجاتهم معطلة بسبب انعدام الكهرباء والمحروقات، وبات الأفراد يتنقلون بين الأحياء، بحثاً عن أي مصدر متوفر للمياه.
أما ميساء العبد الله، وهي من سكان ريف السويداء وتستضيف عائلات نازحة، فأشارت إلى أن أزمة المياه في المحافظة ليست جديدة، لكنها تفاقمت منذ بداية المعارك والأحداث، وأضافت لـ"العربي الجديد" أن السويداء تعتمد منذ نحو عشر سنوات على الآبار الجوفية للحصول على المياه، وهناك ما يقارب 150 بئراً في المحافظة، لكن معظمها تعطّلت خلال سنوات الحرب، نتيجة مشاكل الكهرباء والفساد في المؤسّسات الخدمية للدولة.
وتابعت ميساء: "في قريتي نحو 16 بئراً كلها معطّلة، ورغم محاولة الحكومة الجديدة تأمين غطاسات لهذه الآبار، غير أنه لم يجرِ تشغيلها بعد، كما أن بعض الآبار جرى تشغيلها عبر السكان من مبادرات محلية. وبعد الهجوم الأخير على السويداء وانقطاع الكهرباء والمحروقات، توقفت الآبار القليلة التي تعمل بسبب صعوبة ضخ المياه، لا سيّما إلى الأبنية المؤلفة من طوابق مرتفعة".
ولفتت إلى أن بعض السكان يحصلون حالياً على المياه من آبار خاصّة تبيع المياه بالصهاريج، وتصل تكلفة 25 برميلاً إلى نحو 125 ألف ليرة سورية (نحو 12 دولاراً أميركياً)، وحاليّاً تضاعفت الأسعار أكثر بسبب الأزمة، وختمت بالقول: "إذا استمر الوضع هكذا، فنحن متّجهون نحو كارثة إنسانية صعبة جداً على الجميع".
وفي سياق متّصل، دخلت اليوم الثلاثاء قافلة مساعدات وصلت من دمشق إلى السويداء، عن طريق معبر بصرى الشام الإنساني بريف درعا، وتتألف القافلة، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا)، من 22 شاحنة تحمل 27 ألف لتر من المحروقات، و2000 سلة غذائية، و2000 سلة صحية و10 آلاف عبوة مياه شرب و40 طناً من الطحين، إضافة إلى مواد طبية.
والقافلة هي الرابعة خلال يومين، إذ سبق أن وصلت أمس الاثنين قافلة مساعدات محمّلة بالمواد الغذائية والإغاثية والطبية إلى معبر بصرى الشام الإنساني.
## لبنان: الحكم غيابياً بإعدام المتهم بقتل جندي في "يونيفيل"
29 July 2025 02:13 PM UTC+00
أصدرت المحكمة العسكرية في لبنان حكماً غيابياً بالإعدام بحق محمد عيّاد، المتهم بقتل الجندي الأيرلندي في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) شون روني، في ديسمبر/ كانون الأول 2022. وقالت "يونيفيل"، في بيان، اليوم الثلاثاء، إنّ "المحكمة العسكرية الدائمة في لبنان، دانت في وقت متأخر من الليلة الماضية، ستة من الأفراد المتهمين بقتل جندي حفظ السلام الأيرلندي شون روني في العاقبية في ديسمبر 2022، وجرت تبرئة شخص واحد".
ورحّبت "باختتام إجراءات المحاكمة وبالتزام الحكومة اللبنانية بتقديم الجناة إلى العدالة"، مشيرة إلى أنه "منذ وقوع الهجوم، قدّمت يونيفيل دعمها الكامل للسلطات اللبنانية والأيرلندية في إجراءاتهما القضائية". وفي يونيو/ حزيران 2023، اتهم القضاء العسكري خمسة من عناصر تابعين لحزب الله، بجرم القتل عمداً في الاعتداء على دورية للكتيبة الأيرلندية العاملة في "يونيفيل"، الذي أسفر عن مقتل روني (23 عاماً) وإصابة 3 من زملائه بجروح. وساهم حزب الله بتسليم عيّاد إلى القضاء، رغم أنه نفى صلته بالأشخاص المتهمين بالقضية، مؤكداً أنّ هؤلاء ليسوا أعضاء في الحزب، ولائحة الاتهام لم تذكر أنهم ينتمون إلى حزب الله، علماً أنّ المنطقة التي وقعت فيها الحادثة يُعرف الحزب بنفوذه فيها.
ووقتها، وصف مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا الحادث بـ"غير المقصود"، داعياً إلى عدم إقحام الحزب فيه وترك المجال للأجهزة الأمنية للتحقيق. وقال، نقلاً عن أهالي البلدة، إنّ "سيارة تابعة للقوة الأيرلندية دخلت في طريق غير معهود العبور فيه، فيما سلكت السيارة الثانية الأوتوستراد الدولي المعهود المرور عبره، ولم يحصل معها أي إشكال".
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، أخلت المحكمة العسكرية سبيل عيّاد لقاء كفالة مالية، وذلك بعد تقديم وكيله القانوني تقارير طبية تظهر معاناته من وضع صحي صعب يستوجب عناية ومتابعة طبية مستمرّة، علماً أنه لم يبرز منذ فترة طويلة أي تقرير طبي للمحكمة يثبت حالة موكله أو تطور وضعه الصحي، ما دفعها إلى تكرار طلبها الحصول على التقرير.
واتهم القرار الاتهامي الذي أصدره قاضي التحقيق العسكري الأول فادي صوان عناصر محمد عيّاد وأربعة أشخاص بـ"تأليف جماعة من الأشرار، وتنفيذ مشروع جرمي واحد". وأكد أنّ أفعال كل من عيّاد وأربعة آخرين فارين من وجه العدالة، تنطبق على الفقرة الخامسة من المادة 549 من قانون العقوبات اللبناني، التي تنصّ على أنه "إذا ارتكب جرم على موظّف رسمي أثناء ممارسته الوظيفة أو في معرض ممارستها أو بسببها يعاقب بالإعدام"، وشددت الحكومة الأيرلندية مراراً على "ضرورة محاسبة المسؤولين عن أي هجمات تستهدف قوات حفظ السلام".
## جواو فيليكس "نصراوي" إلى جانب رونالدو.. أولى كلمات نجم البرتغال
29 July 2025 02:19 PM UTC+00
أعلن نادي النصر السعودي، اليوم الثلاثاء، توقيعه مع النجم البرتغالي جواو فيليكس (25 عاماً)، قادماً من نادي تشلسي الإنكليزي بعقدٍ يمتد حتى عام 2027، بعد مسيرة شهدت صعوبات في أوروبا، تحديداً منذ رحيله عن بنفيكا البرتغالي عام 2019، إذ خاض تجارب متوسطة إلى سيئة مع أندية أتلتيكو مدريد، وبرشلونة الإسبانيين، وتشلسي، وميلان الإيطالي خلال الموسم الماضي، حيث لم ينجح في إثبات نفسه، بعدما كانت الآمال كبيرة عليه ليكون واحداً من أبرز نجوم العالم.
ورحّب نادي النصر، ثالث الدوري السعودي الموسم الماضي بلاعبه الجديد بعبارة: "لنُحقّق الفـوز معاً، جواو فيليكس .. نصراوي"، في حين أن أولى كلمات ابن مدينة بازو البرتغالية كانت: "أنا هنا لنشر السعادة.. فلنحقق الفوز معاً"، مع نشر العديد من الصور للحظة توقيع اللاعب على العقد وحمله القميص الأصفر، إذ سيتمكن هناك من اللعب إلى جانب مواطنه الأسطورة كريستيانو رونالدو، وتحت قيادة المدرب البرتغالي أيضاً جورخي جيسوس.
وقال اللاعب الجديد في مقطع فيديو نشره حساب النصر على منصة إكس: "أنا سعيدٌ جداً لوجودي هنا، سعيدٌ جداً بانضمامي إلى هذا النادي وإلى مجموعة لاعبين مميزين، وأنا متحمّس للبداية، لقد تحدّثت مع جيسوس عدّة مرات، أنا أعلم أنّه يحبني جداً، هو دائماً يقول ذلك لي، وإلى بعض اللاعبين الآخرين الذين زاملتهم في المنتخب، ولذلك أخيراً سأعمل معه، أنا متشوق للعمل معه، ومساعدته بأي طريقة استطيعها".
وكان جواو فيليكس قد برز بسنٍ صغيرة للغاية بعمر الـ18 عاماً تقريباً، بفضل مهاراته وقدراته الفنية، فهو بإمكانه اللعب في العديد من المراكز الهجومية، ما يعطي المدربين فرصة لاستخدامه في أكثر من مكان، على الجناح أو كمهاجم أول أو ثانٍ وكذلك كلاعب وسط.
"لنُحقّق الفـوز معًا"
جواو فيليكس .. نصراوي pic.twitter.com/yhGZZ9584o
— نادي النصر السعودي (@AlNassrFC) July 29, 2025
## مسؤول سوري يبيّن فرص وفوائد الاستثمار الإماراتي في ميناء طرطوس
29 July 2025 02:19 PM UTC+00
كشف مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية في سورية، مازن علوش، عن فرص عمل ستتاح للسوريين من خلال الاستثمار في ميناء طرطوس من شركة "موانئ دبي العالمية"، التي وقعت الهيئة مذكّرة تفاهم معها في مايو/أيار الماضي. وأوضح علوش، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن العقد يلزم الشركة المستثمرة باستخدام عمالة سورية مؤهلة بنسبة لا تقل عن 90% من إجمالي القوى العاملة، مع تنفيذ برامج تدريب داخلية وخارجية متقدمة دورياً، كما ستنشئ الشركة منظومات تشغيل حديثة تستدعي تأهيلاً مهنياً متطوراً، ما سيتيح فرص عمل جديدة ونوعية في مجالات الموانئ واللوجستيات.
وعن الفوائد الملموسة لهذا التعاقد، لفت علوش إلى أنه يهدف إلى تطوير البنية التحتية، وتعميق الغاطس، وتوسيع الأرصفة، وتجهيزها بمعدات مناولة متطورة، الأمر الذي من شأنه تقليص زمن عمليات الشحن والتفريغ وزيادة الطاقة الاستيعابية. وهذا سيسهم في تسريع دخول السلع، وتقليل تكاليف التخليص والنقل، ما يسهل حركة التجارة ويحسّن توافر المواد الأساسية في السوق المحلية. ويشكل استثمار شركة "موانئ دبي العالمية" في تطوير وتشغيل ميناء طرطوس، بقيمة 800 مليون دولار، ركيزة استراتيجية ضمن خطة الدولة السورية لإعادة الإعمار وتحفيز النمو الاقتصادي. وسيدعم المشروع سلاسل التوريد الوطنية، ويقلل من تكاليف النقل، ويحفز الاستثمار الصناعي والتجاري في المنطقة الساحلية والمناطق الحرة المجاورة، ما سينعكس مباشرةً على تحريك عجلة الاقتصاد السوري وتعزيز الناتج المحلي.
وعن انعكاسات الاستثمار في الميناء، قال علوش: "نتوقع أن يسهم تحسين كفاءة المرفأ في تخفيض التكاليف التشغيلية للتجار والموردين، وبالتالي انخفاض أسعار السلع، لا سيّما الأساسية منها، على المستهلك النهائي، كما أن رفع تنافسية ميناء طرطوس سيدفع باتجاه تحفيز المنافسة مع مرافئ أخرى، ما يعود بالنفع على السوق المحلية"، وأضاف علوش: "أولاً، ينص العقد على إشراف الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية على كل تفاصيل التنفيذ والتوظيف والتشغيل، بما يضمن أن تبقى الأولوية للمصلحة الوطنية. ثانياً، إنّ إدماج ميناء طرطوس ضمن شبكة موانئ دبي العالمية سيعزّز من موقع سورية ممراً تجارياً إقليمياً، ويجلب استثمارات إضافية تفتح آفاقاً واسعة للمواطنين في مجالات العمل والخدمات والدعم اللوجستي".
وتشمل مذكرة التفاهم استثماراً شاملاً في تطوير وإدارة وتشغيل محطة متعدّدة الأغراض في ميناء طرطوس، بما يؤدي إلى رفع كفاءة الميناء وزيادة طاقته التشغيلية، ويعزّز من دور الميناء مركزاً محورياً لحركة التجارة الإقليمية والدولية، كما اتفق الطرفان على التعاون في تأسيس مناطق صناعية ومناطق حرة، إلى جانب موانئ جافة ومحطات عبور للبضائع في عدد من المناطق الاستراتيجية داخل سورية، ما يعكس التزام الطرفين بدعم التنمية الاقتصادية وتسهيل حركة التجارة والنقل، بحسب البيان الصادر عن الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية في سورية في مايو/أيار.
## مرتكب جريمة مانهاتن كان يستهدف رابطة دوري كرة القدم الأميركية
29 July 2025 02:23 PM UTC+00
شهد حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية صدمة كبيرة صباح اليوم الثلاثاء، بجريمة راح ضحيتها أربعة أشخاص بينهم شرطي، بحسب ما ذكر عمدة المدينة إريك آدامز، قبل أن يلقى الجاني حتفه عقب إطلاقه النار على نفسه، لتتكشف في وقتٍ لاحق العديد من الأمور المثيرة، بينها أنّ ما حصل كان له علاقة بكرة القدم الأميركية.
ووفقاً لإريك آدامز، فإن المسلح الذي أقدم على الجريمة بمبنى مكاتب في مانهاتن كان يحاول استهداف مقرّ الرابطة الوطنية لكرة القدم الأميركية، وبالتالي يعتقد المحققون أنه أطلق النار على عدّة أشخاص في ردهة المبنى، لكنه دخل إلى المصعد الخطأ، بحسب ما ذكرت "أسوشييتد برس".
وذكرت الشرطة إن الجاني، شين تامورا، لديه تاريخ من الاضطرابات النفسية، وأن رسالة غير مفهومة عُثر عليها إلى جانب جثته، تُشير إلى أنّه كان لديه شكوى ضد الرابطة الوطنية لكرة القدم الأميركية بسبب ادعاء بأنّه يعاني من اعتلال دماغي رضحي مزمن، بعدما كان قد لعب كرة القدم الأميركية في المدرسة الثانوية بكاليفورنيا قبل عقدين من الزمن.
وكان صاحب الـ27 عاماً، المولود في هاواي ويقيم في نيفادا، قد مارس كرة القدم الأميركية على مستوى الشباب، وقد أعرب في رسالة وداعه عن استيائه من دوري كرة القدم الأميركية وعواقبه الصحية، محمّلاً المسؤولية لهذه الرياضة بحسب ما ذكرت شبكة "سي أن أن"، إذ أكد أن مرضه مرتبطٌ بضربات الرأس التي تعرّض لها خلال فترة وجوده في الملاعب.
وفقًا للمصدر عينه، كتب مرتكب جريمة مانهاتن في رسالته: "كرة القدم سببت لي اعتلالاً دماغياً مزمناً، وجعلتني أشرب لترات من مانع التجمّد". وذكر شين تامورا في رسالته اسم تيري لونغ، وهو لاعب كرة القدم الأميركية في فريق بيتسبرغ ستيلرز، شُخّص باعتلال دماغي رضحي مزمن وانتحر عام 2005، وكتب: "لا يمكنك المنافسة في دوري كرة القدم الأميركية، سيسحقونك، أرجوكم ادرسوا عقلي، أنا آسف، أعتذر على كلّ شيء".
ويستمرّ الجدل حول الاعتلال الدماغي الرضحي المزمن في دوري كرة القدم الأميركية، وكيف تؤثر إصابات الرأس على لاعبيه؟ فعلى سبيل المثال، عانى فيليب آدامز، وهو لاعب سابق في دوري كرة القدم الأميركية من هذا المرض، وانتحر في عام 2021 بعدما قتل خمسة أشخاص، وحول ذلك قالت مديرة مركز الطب الرياضي بمعهد نيويورك للتكنولوجيا، الدكتورة هالي زويبل، لصحيفة نيويورك بوست: "لا يهم عدد الارتجاجات التي تُصاب بها في حياتك، بل عدد الضربات التي تتلقاها على الرأس. لا يوجد علاج. يؤثر الاعتلال الدماغي المزمن على القدرة على التواصل، فيشعر اللاعب بالإحباط، ويتصرف باندفاع، ويعاني من عدم الاستقرار العاطفي". وكان المتحدث باسم اتحاد كرة القدم الأميركي (NFL) قد أقرّ في عام 2009 بأنّ الارتجاجات الدماغية قد تُسبب تلفاً دماغياً طويل الأمد.
وأخيراً، ذكرت مفوضة شرطة نيويورك، جيسيكا إس.تيش، أن الجاني "لديه تاريخ موثق من المشاكل الصحية العقلية" وأوضحت أن العمل جارٍ حالياً للوقوف على دوافع ذلك الهجوم، بعدما عثرت الشرطة في سيارته على "حقيبة بندقية مع ذخيرة ومخزن مسدس مُلقّم وحقيبة ظهر وأدوية موصوفة باسم ديفون تامورا".
## أطفال الشوارع في تونس: معاناة تتفاقم مع الأزمة الاجتماعية
29 July 2025 02:35 PM UTC+00
تدقّ جمعيات مدنية تُعنى بحقوق الطفل في تونس ناقوس الخطر، بعد تسجيل ارتفاع مقلق في أعداد الأطفال المشردين في الشوارع، إذ يواجهون مخاطر الاستغلال من قبل عصابات الاتجار بالبشر التي توظفهم في أنشطة مرتبطة بالمخدرات والاستغلال الجنسي. وسجّلت تونس في السنوات الأخيرة تنامي ظاهرة الأطفال المُهملين والمُشردين في الشوارع، ممن يقعون فريسة لشبكات التسوّل والاتجار بالبشر، رغم جهود المجتمع المدني لتوسعة مؤسسات الإيواء والرعاية المخصّصة لهذه الفئة الهشّة. وكشفت بيانات رسمية صادرة عن وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة التونسية عن تلقيها 1750 إشعاراً بوجود أطفال في وضعية تشرد خلال عام 2022، ما يعكس حجم الظاهرة وتحديات احتوائها.
إزاء هذا الواقع، تنتقد منظمات مدنية مدافعة عن حقوق الطفل في تونس تراجع الاهتمام الرسمي من قبل مؤسسات الدولة بوضعية أطفال الشوارع، التي تزداد سوءاً تحت وطأة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية وتقلص موارد الحماية والرعاية. ورغم غياب إحصائيات رسمية محدثة ترصد العدد الفعلي لأطفال الشوارع في تونس، يُقدّر رئيس منظمة الدفاع عن حقوق الأطفال، معز الشريف، أن عددهم يُقدّر بالآلاف، من بينهم مئات الأطفال يعيشون بشكل كامل في الشارع، في قطيعة تامة مع أسرهم ومحيطهم المدرسي، ما يجعلهم في مواجهة مباشرة مع مختلف أشكال الاستغلال والعنف.
ويقول الشريف في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ المنظمات المدنية تحذر من وضعية أطفال الشوارع بعد الوصول إلى مرحلة العجز في توفير حلول تنتشلهم من مخاطر الجريمة والاغتصاب والاستغلال في ظل شبه استقالة لمؤسسات الدولة. وفي عام 2023، أعلنت وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة التونسية إطلاق خطة جديدة للتعهّد بالأطفال في وضعية الشارع، وذلك بالتعاون مع منظمات مدنية، وتهدف هذه الخطة إلى إعادة إدماج هؤلاء الأطفال داخل مراكز رعاية متخصصة أو ضمن أسر كافلة، في محاولة للحد من تفاقم الظاهرة وتوفير بيئة آمنة لهم.
وتهدف هذه الخطة إلى تخصيص فضاءات لتعهّد الأطفال نهاراً في وضعيّة الشارع، باعتمادات مالية تبلغ 1.5 مليون دينار تونسي (حوالى 490 ألف دولار أميركي)، وبطاقة استيعابية تقدَّر بنحو 150 طفلاً يومياً. لكن الشريف يؤكد أنّ هذا المشروع قد انهار فعلياً، بعد توقف خدمات التعهّد النهاري بأطفال الشوارع، وتراجع وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة عن الاتفاق المتعلق بوضع استراتيجية تشاركية لتحسين سبل التعهّد بهذه الفئة الهشّة.
وتابع: "الأطفال مواطنون صامتون لا صوت لهم يصل إلى السلطة، ما يجعلهم في وضع هشاشة دائمة"، لافتاً إلى أن هناك ثلاثة أصناف من أطفال الشوارع يتعرّضون لمخاطر بنسب متفاوتة: الفئة الأولى، يحافظون على الصلة بين مؤسسات التعليم وأسرهم، ويجري استغلالهم قتصادياً. والثانية، أطفال في قطيعة مع المؤسسات التربوية يعيشون داخل أسر في ظروف اجتماعية صعبة. أما الفئة الثالثة، فهي التي تعيش في الشوارع إلى جانب الأطفال المهاجرين.
وبحسب رئيس منظمة الدفاع عن حقوق الأطفال، كان يُفترض أن يخفف مشروع الحكومة، الحد الأدنى من الرعاية الظرفية للأطفال في وضعية الشارع، بالإضافة إلى المتابعة الصحية والرعاية النفسية لهم، غير أن توقف المشروع دون تبريرات رسمية تسبب في تفاقم هشاشة وضعيتهم، وفق قوله. واعتبر المتحدث أنّ الأزمة الاقتصادية والاجتماعية فاقمت على امتداد السنوات العشر الماضية، ظاهرة تشرد الأطفال في الشوارع، مشيراً إلى أن مؤسسات الدولة مسؤولة عن حماية الأطفال، بالإضافة إلى واجب الأسر تجاه هذه الفئة المهددة.
وشدّد الشريف على ضرورة الإدماج الاجتماعي لأطفال الشوارع، من خلال دعم مساراتهم التعليمية أو تمكينهم من تكوين مهني يوفّر لهم مهارات تؤهلهم للولوج إلى سوق الشغل، بما يُساهم في حمايتهم من مخاطر التشرد والانحراف، وذلك ضمن استراتيجية وطنية تشاركية تجمع بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني. ووفق قوله، فإن الأطفال المشردين في شوارع تونس هم، في الغالب، ضحايا التفكك الأسري والوضعيات الاجتماعية الهشة لأسرهم، مشدداً على أن هؤلاء الأطفال يجسّدون يومياً "قصص معاناة حقيقية تُعرض أمام أنظار المجتمع والدولة".
وبحسب البيانات الرسمية حول تقرير "حماية الطفولة المهدّدة والطفولة في خلاف مع القانون"، فقد بلغ عدد الإشعارات المتعلقة بتعرّض الأطفال للإهمال والتشرّد حوالى 1600 إشعار خلال سنة 2021، توزعت بين 57.8% من الذكور و42.3% من الإناث. وتُظهر المعطيات أن أكثر الفئات العمرية تضرراً من ظاهرة التشرد هم الرضّع المُرفَقون بأحد الأبوين، بالإضافة إلى الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 12 سنة.
## "رويترز" عن غوتيريس: تحذير مرصد للجوع يؤكد ما كنا نخشاه وهو أن غزة على شفا المجاعة
29 July 2025 02:37 PM UTC+00
## غوتيريس: سكان غزة يعانون كارثة إنسانية هائلة
29 July 2025 02:38 PM UTC+00
## مشروع حكومي لترميم مجموعة من الأفلام المصرية الكلاسيكية
29 July 2025 02:55 PM UTC+00
سترمّم بعض الأفلام المصرية القديمة من قبل وزارة الثقافة بهدف عرضها على المنصات الرقمية، مع إطلاق مهرجان سينمائي خاص بها، إضافة إلى إنشاء قناة لها على موقع يوتيوب. والأفلام التي تقرر ترميمها هي: "القاهرة 30" و"الزوجة الثانية"، و"الحرام"، و"السمان والخريف"، و"غروب وشروق"، و"الرجل الذي فقد ظله"، و"قنديل أم هاشم"، و"شيء من الخوف"، و"زوجتي والكلب"، و"الطريق"، و"مراتي مدير عام"، و"جريمة في الحي الهادي"، و"بين القصرين"، و"قصر الشوق"، و"الشحات"، و"المستحيل"، و"الناس والنيل"، و"السراب".
وأكدت الوزارة في قرارها الصادر يوم السبت الماضي، أنها ستنظم مهرجاناً خاصاً بالأفلام المرممة يتضمن عروضاً جماهيرية للأعمال النادرة بصيغتها الرقمية الحديثة داخل قاعات عرض مجهزة، إلى جانب ندوات ولقاءات مفتوحة مع نقاد وكتاب وفنانين شاركوا في هذه الأعمال، وذلك لتعميق فهم الجمهور لمكانة هذه الأفلام في تاريخ السينما المصرية.
ولاقى قرار وزارة الثقافة استحسان بعض الفنانين الذين ظهروا في هذه الأفلام حيث أثنوا على قرار الترميم، معتبرين أنه خطوة مهمة للحفاظ على الأفلام المصرية الكلاسيكية من التلف، وحتى تظل موجودة بصورة جيدة يشاهدها الجمهور حالياً. وقالت الممثلة سهير المرشدي، التي شاركت في بطولة فيلمي "جريمة فى الحي الهادي" و"الزوجة الثانية"، من إنتاج 1967، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إنها "سعيدة جداً" بالقرار الصادر من وزارة الثقافة، مشيرةً إلى أن "فكرة ترميم الأفلام القديمة التي عرضت في فترات الخمسينيات والستينيات، ضرورية للغاية، فهي بمثابة حفاظ على تراثنا من أفلام الأبيض والأسود من التلف، وترميمها يمنحها عمراً جديداً".
من ناحيتها، قالت الممثلة والمنتجة سميرة أحمد، إحدى بطلات فيلم "قنديل أم هاشم"، إن موضوع ترميم الأفلام "مهم للغاية"، موضحةً أنها "ليست المرة الأولى التي تتخذ فيه هذه الخطوة الهامة"، لافتة إلى أنّ ترميم فيلم "قنديل أم هاشم"، كان "ضرورياً لإعادة مشاهدته بشكل جيد من الجمهور". كذلك، أشادت سميرة أحمد بفكرة عمل مهرجان للأفلام القديمة المرممة ومناقشة صناعها حولها ومنحهم الخبرة للجيل الحالي بتبادل الآراء بينهم لتحقيق أقصى استفادة ممكنة للأطراف كافة.
بدورها، شددت الناقدة السينمائية خيرية البشلاوي على أهمية ترميم الأفلام المصرية القديمة، قائلة لـ"العربي الجديد"، إنها "تتمنى تنفيذ هذه الخطوة فعلياً، وأن نرى هذه الأفلام على أرض الواقع، رغم أنها تحتاج إلى ميزانية كبيرة للغاية، لأن عملية الترميم ليست سهلة أبداً". وأوضحت أن قائمة الأفلام التي اختيرت لترميمها من "أهم الأفلام الموجودة وأعظمها وأقواها في التراث السينمائي المصري"، مضيفةً: "إن شاهدناها مرممة فعلاً، فسيكون ذلك إنجازاً لوزارة الثقافة المصرية".
وكان الممثل حسين فهمي الذي يرأس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أحد المهتمين بخطط ترميم الأفلام المصرية القديمة، وسبق له أن عرض عدداً منها في إحدى دورات المهرجان. قال فهمي لـ"العربي الجديد" إن مصر "تمتلك أفلاماً قديمة كثيرة رائعة يجب الحفاظ عليها"، لافتاً إلى أن "هناك مركز الترميم في مدينة الإنتاج الإعلامي يمتلك أعلى الإمكانات للترميم، وهو مليء بالخبراء في هذا المجال". أشار أيضاً إلى أن الأفلام المرممة التي عرضت في إحدى دورات مهرجان القاهرة "لاقت إعجاب الجميع"، لأنها "قديمة جداً، ومرّ على إنتاجها أكثر من 60 عاماً، وظهرت بجودة كبيرة في المهرجان".
وعرض عدد من الأفلام المصرية الكلاسيكية بعد ترميمها في مهرجاني القاهرة والجونة السينمائيين خلال الأعوام الماضية، وأبرزها: "شيء من الخوف" و"الحرام" و"قشر بندق" و"عمر المختار".
## أوروبا تخصص 17 مليار يورو لتحديث الطرق للجيش... هل تستعد للحرب؟
29 July 2025 03:05 PM UTC+00
في خطوة تعبّر عن تحوّل كبير في أولويات البنية التحتية في أوروبا، حذّر مفوض النقل في الاتحاد الأوروبي، اليوناني أبوستولوس تزيتزيكوستاس، من أن الطرق والجسور والسكك الحديدية في أنحاء القارة غير مؤهلة لتحمّل متطلبات النقل العسكري الثقيل، مثل الدبابات والمركبات القتالية، في حال اندلاع حرب مع روسيا. وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوترات الأمنية في القارة، واستجابة مباشرة لما يعتبره الاتحاد الأوروبي ضرورة استراتيجية لتعزيز "قابلية التنقل العسكري" عبر الدول الأعضاء، بما يشمل الدعم اللوجستي الفوري في حال نشوب نزاع مسلّح في شرق أوروبا أو البلطيق.
وأعلن تزيتزيكوستاس في مقابلة مع صحيفة  فاينانشال تايمز البريطانية، نشرت اليوم الثلاثاء، عن إطلاق خطة تحديث واسعة للبنية التحتية بقيمة 17 مليار يورو لرفع جاهزية الطرق والجسور لمتطلبات حركة القوات والمعدات العسكرية الثقيلة، وأضاف: "لدينا جسور قديمة بحاجة إلى تحديث، وأخرى ضيقة يجب توسيعها، وأماكن لا توجد بها جسور إطلاقاً، ما يتطلب بناءها من الصفر". هذا الاستثمار العسكري لن يصبح حكراً على الدفاع فحسب، بل سيمد شبكة النقل المدني ببنية تحتية محسنة تحمّل أوزاناً أكبر، ومن المتوقع أن يستفيد قطاع البناء، وصيانة السكك، والتقنيات الذكية للنقل من عقود طويلة الأجل. في الواقع، اقترحت ميزانية الاتحاد المقبلة أن يزيد التمويل للنقل بمعدل عشرة أضعاف مقارنة بالأطر المالية السابقة، مع حصة بطول عقد تصل إلى 17.65 مليار يورو لخيار "الانتقال العسكري" ضمن صندوق Connecting Europe Facility.
تعاون وثيق مع الناتو 
حدّدت المفوضية الأوروبية نحو 500  مشروع بنية تحتية ذات أولوية عسكرية، موزعة على أربعة ممرات نقل رئيسية في القارة، بالتعاون مع حلف شمال الأطلسي (ناتو)، لضمان القدرة على الانتقال السريع للقوات عبر الحدود دون عراقيل. وأكد المفوض أن أحد التحديات الحاسمة ليس فيزيائياً فحسب، بل هو إداريّ أيضاً؛ "فعلينا ضمان ألّا تتعطل حركة الدبابات في المعابر الحدودية بسبب الروتين أو البيروقراطية". ينضوي هذا الجهد في سياق خطة العمل على التنقل العسكري ، ضمن مبادرة الهيكل الدائم للتعاون الدفاعي (PESCO)، التي أُقرّت عام 2024. وتنص قانونياً على ضرورة تضمين متطلبات التنقل العسكري ضمن شبكة " TEN‑T (شبكة النقل الأوروبية)، بحيث تخدم البنية الطرقية والسككية أغراضاً مدنية وعسكرية معاً.
يأتي هذا التحوّل في إطار استراتيجية أوروبية أوسع لإعادة التسلّح وتعزيز الردع، وسط ما يعتقدون أنه تهديدات متزايدة من روسيا وتوسيع عضوية الناتو، كما يتماشى مع الخطط الألمانية والهولندية والفرنسية لإعادة هيكلة جيوشها لتكون أكثر مرونة وانتشاراً. وبحسب تقارير اقتصادية، فإن الاستثمار في "البنية التحتية العسكرية مزدوجة الاستخدام" (المدني والعسكري) قد يخلق أيضاً فرصاً للشركات العاملة في قطاع البناء، وتكنولوجيا النقل، والذكاء الصناعي المرتبط باللوجستيات، ما يربط الأمن القومي بمكاسب اقتصادية محتملة. هذا الاتجاه نحو عسكرة البنية التحتية يطرح تساؤلات جوهرية حول التوازن بين الاستثمار في الحرب والتنمية الاقتصادية المستدامة. ففي حين ترى المفوضية أن الأمن شرط أساسي للاستثمار والنمو، يرى مراقبون أن أولويات مثل التحول الأخضر أو رقمنة الاقتصاد قد تتراجع لصالح المشاريع ذات الطابع العسكري.
تأثير مباشر على قطاع النقل الأوروبي
من المتوقع أن يُحدث هذا الاستثمار العسكري تحوّلاً نوعياً في قطاع النقل الأوروبي، إذ سيدفع نحو تحديث شامل للشبكات البرية والسككية والجسور، بما يتجاوز الاستخدام العسكري إلى تعزيز الكفاءة اللوجستية المدنية أيضاً. فالشركات العاملة في مجالات الهندسة المدنية، وصيانة السكك الحديدية، وتكنولوجيا البنية التحتية الذكية، ستستفيد من العقود العامة طويلة الأجل التي تنفّذ ضمن هذه الخطة. وقد يؤدي تحسين قدرة الطرق والجسور على تحمّل أوزان ثقيلة إلى تطوير أنظمة النقل الصناعي والتجاري، بما فيها حركة الشحن بين الدول الأوروبية.
كما يُتوقّع أن تنمو الاستثمارات في القطارات السريعة وأنظمة الملاحة المتقدمة، التي يمكن استخدامها لغايات عسكرية ومدنية على حد سواء. وهذا ما قد يُعزّز التكامل بين شبكات النقل الوطنية ويُسرّع في تنفيذ "السوق الأوروبية الموحدة للوجستيات". في المقابل، عبّر بعض الخبراء في مجال البنية التحتية عن قلقهم من أن الأولوية العسكرية قد تُزاحم مشاريع النقل العام المستدام، خاصة تلك الموجهة نحو تحقيق أهداف المناخ وخفض الانبعاثات بحلول 2030، ويؤكّد محللون أن نجاح الخطة يتوقف على تحقيق توازن ذكي بين الأغراض الدفاعية والتجارية، لضمان ألّا يؤدي "اقتصاد الحرب" إلى تهميش مصالح الركاب والمستهلكين العاديين.
## الرئيس اللبناني في الجزائر: أول زيارة رسمية منذ 2002
29 July 2025 03:05 PM UTC+00
وصل الرئيس اللبناني جوزاف عون، اليوم الثلاثاء، إلى الجزائر في زيارة رسمية تستمر يومين، استجابة لدعوة كان قد وجهها له الرئيس عبد المجيد تبون في التاسع من فبراير/ شباط الماضي، وهي الأولى من نوعها لرئيس لبناني منذ 23 عاماً. وسيلتقي الرئيسان لبحث قضايا تخص العلاقات بين البلدين، والمجالات التي يمكن فيها للجزائر مساعدة لبنان، وبخاصة في الشق السياسي المرتبط بدور جزائري في الأمم المتحدة، وفي قطاع الطاقة، إضافة إلى حزمة التطورات الصاخبة التي تشهدها المنطقة العربية.
وأعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية، عبر حسابها على منصة إكس، وصول عون إلى مطار هواري بومدين "في مستهل زيارة رسمية، وكان في استقباله رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون". وأعرب عون عن سعادته بزيارة الجزائر "التي كانت دائماً حاضرة إلى جانب لبنان في أصعب الظروف"، وفق ما نقلته الرئاسة، مشيراً إلى أنّ "الجزائر لم تتأخر يوماً عن دعم لبنان، سواء في المحافل الدولية أو من خلال المساعدات الميدانية المباشرة".
الرئيس عون من الجزائر:
• أعرب عن سعادتي بزيارة الجزائر الشقيقة، التي كانت دائمًا حاضرة إلى جانب لبنان في أصعب الظروف.
• الجزائر لم تتأخر يومًا عن دعم لبنان، سواء في المحافل الدولية أو من خلال المساعدات الميدانية المباشرة. pic.twitter.com/GyeeRtOJTX
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) July 29, 2025
ويرافق الرئيس اللبناني وزير الخارجية يوسف رجي، ووزير الإعلام بول مرقص، والمستشار المكلف إعادة الإعمار علي حمية، ويتوقع أن يجري خلالها توقيع عدد من اتفاقات التعاون في مجال الطاقة والتجارة والنقل والإنشاءات التحتية، تشمل مساعدة الجزائر في إعادة إعمار لبنان عبر تمويل إعادة بناء بعض المنشآت، وإرسال هبة من النفط الجزائري لصالح لبنان. وهذه أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس لبناني للجزائر، منذ زيارة الرئيس إيميل لحود في يوليو/ تموز 2002، فيما كان الرئيس ميشال سليمان قد توقف في الجزائر لساعات فقط في مارس/ آذار 2013.
وتأتي أهمية هذه الزيارة في توقيت حساس يرتبط بالتطورات القائمة في المنطقة العربية، ولا سيما في لبنان وسورية والأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تبدي الجزائر انشغالاً مستمراً بالدفاع عن مصالح لبنان ووحدته، ضد العدوان الإسرائيلي، وتؤكد وجود قناعة لدى الجانب اللبناني بحيوية الدور الجزائري على الصعيد العربي، والدور الجزائري المتقدم لصالح لبنان في مجلس الأمن. وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، عيّنت الجزائر سفيراً جديداً لها في بيروت، هو كمال بوشامة الذي نُقل من سورية إلى لبنان.
وتتيح زيارة الرئيس اللبناني للجزائر مناقشة ملف التعاون في مجال الطاقة بين البلدين، ولا سيما أنّ شركة سوناطراك الجزائرية كانت ترتبط بعقد مع الوزارة اللبنانية للطاقة والمياه منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2005، لتوفير الديزل وزيت الوقود لفائدة مؤسسة كهرباء لبنان، غير أنّ العقد تعطل تنفيذه في عام 2020، بسبب قضية ما يُعرف بـ"الفيول المغشوش"، الذي تورط فيه وسطاء من الجزائر وأجانب، قبل أن تُجرى مشاورات بشأن تجديد الاتفاق نهاية عام 2022. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أبدت وزارة الطاقة اللبنانية رغبتها في أن "تكون علاقة الشراكة مع مؤسسات الدولة الجزائرية ومنها سوناطراك ممتازة، ودعم جهود الحكومة اللبنانية لاستكمال مسار إعادة إحياء علاقة الشراكة ضمن الأطر القانونية التي ترعى مصالح البلدين".
وفي حسن نية من الجانب الجزائري، أرسلت الجزائر نهاية العام الماضي حمولة من الوقود تُقدَّر بحوالى 30 ألف طن من مادة الفيول إلى لبنان للمساعدة في تشغيل محطات الكهرباء، تطبيقاً لقرار أصدره الرئيس تبون لتدعيم لبنان بالطاقة ومساعدته على تجاوز أزمته، والوقوف بجانبه في ظل الظروف الصعبة التي عاشها بسبب العدوان الإسرائيلي، من خلال تزويده فوراً بكميات من الفيول، من أجل تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية، وإعادة التيار الكهربائي في البلاد.
وتبرز في سياق العلاقات بين البلدين، مسألة مهمة بالنسبة إلى الجزائر خصوصاً، تتعلق بالتعاون في مجال مكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة، إذ يُعد لبنان واحداً من الدول التي تسعى الجزائر للتعاون معها في هذا المجال، حيث كانت الجزائر وبيروت قد وقعتا في إبريل/ نيسان 2022 اتفاقين يخصان تسليم المطلوبين للعدالة في البلدين، والتعاون القضائي بين الجزائر ولبنان في المجال الجزائي والإنابات القضائية.
وقال الباحث الجزائري المتخصص في شؤون الشرق الأوسط محمد مغراوي لـ"العربي الجديد"، إن "زيارة الرئيس اللبناني ستتيح للجزائر فهماً أعمق للتطورات والسيناريوهات المطروحة في لبنان وسورية وعموم الشرق الأوسط، وتقرب الجزائر أكثر من المنطقة التي ابتعدت عنها في العقدين الماضيين بعدما كان للجزائر مساهمة وحضور مهم في المسألة اللبنانية في السابق، وصولاً إلى اتفاق الطائف، سنلاحظ أنها أول زيارة رسمية لرئيس لبناني إلى الجزائر منذ ربع قرن تقريباً، خصوصاً مع عودة قوية ومهمة للدبلوماسية الجزائرية للاهتمام والتركيز على منطقة الشرق الأوسط والسعي للعب دور سياسي في صياغة حلول عربية"، مضيفاً أن "الجزائر يمكن أن تلعب دوراً يتجاوز البعد السياسي بالنسبة إلى لبنان، على مستوى ملف الطاقة، حيث يمكنها المساعدة في تمكين لبنان من حسن إدارة ثرواته واستغلالها، خصوصاً في مجال الغاز وفي مجال الكهرباء، بحيث يمكن مد لبنان بالخبرة الجزائرية في هذا المجال، ولبنان مدخل مهم بالنسبة إلى الجزائر إلى سورية التي تتطلع الجزائر إلى العمل فيها أيضاً في مجال الطاقة والكهرباء، وتتطلع إلى المشاركة في التكوين وتدريب الجيش اللبناني".
## سموتريتش يعلن "سنة الجفاف": الصهيونية تدفع ثمن تخريب طبيعة فلسطين
29 July 2025 03:11 PM UTC+00
وقع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بالتعاون مع وزارتي الزراعة والأمن الغذائي، على مرسومٍ أعلن العام الجاري "سنة جفافٍ" على إسرائيل، ما سيتيح عملياً تعويضات لمزارعين إسرائيليين كُثر في مناطق مختلفة. وأتى المرسوم على أثر كميّة الأمطار الشحيحة التي هطلت في شتاء العام 2024، وموجات الحرّ الشديد منذ بداية الصيف الحالي.
المرسوم شمل إعلان مناطق عديدة في الشمال وغور الأردن والجنوب مناطق جفاف، بعدما تضررت المحاصيل الزراعية فيها بصورة غير مسبوقة، وفقاً لما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الثلاثاء.
مرسوم للحفاظ على القيم المهمة للصهيونية والاستيطان
يُفعّل المرسوم في كل عام يكون فيه نقص الأمطار سبباً للإضرار بمحاصيل الزراعة البعلية/الحقلية، حسبما يوضح مدير زراعة الحقول في النقب، يارون غريمبرغ. والذي لفت إلى أن المُغاير في المرسوم الجديد "هو توسيع نطاق مناطق الجفاف، بناءً على توصية لجنة الجفاف، لتطاول مناطق عديدة في إسرائيل".
وفي الواقع، فإن مرسوم "سنة الجفاف" هو آلية اقتصادية ينفذها صندوق التعويضات (ضريبة الأملاك)، وتوفّر تعويضاً لمزارعي الزراعة البعلية الذين تضرروا من قلة الأمطار. التعويضات تتيح للمزارعين ضمان أنهم، على الأقل، لن يخسروا تكاليف الإنتاج. وهكذا، بحسب غريمبرغ "يعرف المزارعون أنه حتى في سنة سيئة سيُعوضون عن التكاليف التي استثمروها، ما يوفر لهم الأمان الاقتصادي، ويشجعهم على الاستمرار في الحفاظ على أراضي الدولة وعلى القيم المهمة للصهيونية والاستيطان".
"كارثة مرتقبة": الأرض تدفع الثمن
المرسوم الذي وقعه سموتريتش أتى غداة تحذير أطلقه مدير سلطة المياه الإسرائيلية، يحزقيل ليفشيتس، أمس الاثنين، عبر صحيفة "يديعوت أحرونوت"، من كارثة مرتقبة على إسرائيل؛ محملاً الطبيعة المسؤولية عن "جفاف" بحيرة طبرية والأنهر المتدفقة في منطقة الشمال، ملقياً باللوم على درجات الحرارة التي ما فتئت تحطم أرقاماً قياسية عاماً بعد آخر، متجاهلاً في الوقت ذاته عقوداً طويلة من تطويع الحركة الصهيونية لطبيعة فلسطين بما يتسق مع المشاريع التوسعيّة الاستيطانية التي قامت عليها إسرائيل منذ زمن مبكر.
ليفشيتس، الذي عرّفت سلطته هذه السنة بأنها "سنة جفاف لم يُشهد لها مثيل منذ قرن"، شدد على أنه يستند في ذلك إلى "معطيات وبيانات دقيقة" تؤشر على شُح المياه في منطقة الشمال، خصوصاً بعدما شارف نهر البانياس، الذي ينبع من سورية ويعد أحد روافد نهر الأردن، على الجفاف. وأوضح أن استهلاك الزراعة الإسرائيلية لكميات المياه المختلفة على أنواعها العذبة، المكررة والمالحة، والمقدرة بنحو 1.2 مليار متر مكعب سنوياً، يتصاعد في الوقت الذي "يزداد فيه عدد السكان والطلب على المياه كذلك، لكن كمية الأمطار لا تزداد بالوتيرة ذاتها، بل حتى تقل".
أمّا الحل الذي يقترحه مدير سلطة المياه لمواجهة "الكارثة"، فهو "إقامة مزيدٍ من محطات التحلية لأن أكبر مستهلك للمياه هو قطاع الزراعة". حلٌ يُذكر في الواقع بالتحذيرات من الجفاف والتي أطلقتها أطراف إسرائيلية معنية في السنوات الماضية، ليتبيّن بعدها "أن التحذيرات لم تكن متسقة مع الوقائع، وهدفت للترويج والتسويق لمحطات التحلية ودفع المزارعين للجوء إليها وخصوصاً في المناطق المربوطة بمشروع شبكة المياه القُطْرِيّة"، وفقما تُشير الباحثة الفلسطينية في هندسة البيئة، الدكتورة سميّة فلاح، في حديث لـ"العربي الجديد"، مستدركة بالقول إن "مسألة المناخ عموماً ليست هامشية فكمية الأمطار كانت قليلة في العام الفائت إلى جانب انخفاض منسوب المياه في الأنهر". وشددت فلاح على أن "الحركة الصهيونية على مدى عقود عبثت بالطبيعة الفلسطينية وطوّعتها لخدمة المشروع الإستيطاني وربط المستوطنين بالأرض عبر زراعتها".
في الواقع غيّرت الحركة الصهيونية عبر "الكرين كييمت" (الصندوق القومي اليهودي)، ومن خلال الاستيطان الزراعي الطبيعة في فلسطين، وغرست على مدى عقود مساحات شاسعة من الأراضي والجبال المحتلة بمزروعات وأشجار تتواءم مع طبيعة ومناخات الدول التي هاجر منها الغرباء. وفي المقابل، سلبت الفلسطينيين أراضيهم، ومن تبقى منهم، جرّدته الفلاحة والزراعة قاطعة "حبله السريّ" الذي يربطه بالأرض، ما أثر في الواقع ليس على الفلسطينيين فحسب، بل حتّى على طبيعة الكائنات الحية من حيوانات ونباتات تنمو وتعيش في الطبيعة والبريّة.
في هذه الأيام، تواجه الزراعة التي تُشكل عماد المستوطنات في الجليل والجولان مخاطر الجفاف بسبب خليط من العلاقات الطردية بين التغيّرات المناخية وتخريب الطبيعة؛ حيث توقف المزارعون في هذه المناطق عن زراعة المحاصيل الحقلية والبعلية، وهو ما دفع وزارة الزراعة إلى البحث عن حلول لمواجهة المعضلة جُلّها يستند إلى إقامة محطات تحلية مياه جديدة؛ إذ كما يقر ليفشيتس: "إسرائيل ليست تركيا أو إسبانيا؛ ففي حين شهدت الأخيرة جفافاً قبل عامين، ترتب عنه ارتفاع سعر زيت الزيتون، فإنه لدينا، عندما تجف الأشجار لا يرتفع السعر، بل لا يوجد زيتون".
المياه في ماضي الصهيونية وحاضرها ومستقبلها
في الواقع أقامت إسرائيل محطات تحلية عديدة في الخضيرة، عسقلان، وأسدود، وشورك وبلماخيم، ولكن المشكلة أن كل واحدة من هذه المحطات تستهلك نصفاً بالمئة من مجمل استهلاك الكهرباء في إسرائيل "وهي نسبه كبيرة" بحسب ليفشيتس، مقراً بأنه "بسبب الجفاف الحاد، قررت سلطة المياه زيادة كمية المياه التي تشتريها من محطات التحلية لتعويض النقص. وقريباً سنتوجه لمحطات التحلية ونطلب منها زيادة الإنتاج، حتى إن كان ذلك بتعرفة كهرباء أعلى".
ويتابع أنه حتى عام 2032 ستكون في إسرائيل ثماني محطات تحلية استعداداً لفترات الجفاف القادمة باحتساب انخفاض متوقع بنسبة 12% في الهطولات المطرية حتى عام 2050، وانخفاضاً أكبر بكثير حتّى عام 2100. وفي الواقع تستعد إسرائيل بحسبه، لأن تكون قدرتها الإنتاجية للمياه المحلاة 1.7 مليار متر مكعب بعد 25 عاماً، وهي كمية كبيرة جداً قياساً بقدرتها الحالية (800 مليون متر مكعب). ويختم بالقول إن "شتاء هذا العام حطم كل الرسوم البيانية. بحيرة طبرية لم ترتفع على الإطلاق. وهو أمر غير مسبوق".
التفكير الاستراتيجي الطويل الأمد بمسألة المياه ليس ميّزة للجيل الثالث من الإسرائيليين؛ فقبل نحو مئة عام، وتحديداً في 1939 على إثر صدور الكتاب الأبيض الذي حدد أعداد المهاجرين اليهود إلى فلسطين، اندفعت الحركة الصهيونية نحو عملية تخطيط دؤوبة لتجيير الأرض والموارد الطبيعة لخدمة مشروعها وإقناع الانتداب البريطاني بأن فلسطين قادرة على استيعاب أعداد كبيرة من المهاجرين.
مشاريع الحركة الصهيونية التي تمحورت حول الأرض والمياه وطابع الاستيطان الزراعي استلهمت من مشاريع مثيلة كانت تطوّر في العالم آنذاك؛ حيث جنّدت الحركة التي ربطت عقيدتها بـ"أرض داوود وسليمان الكبرى" مهندسين من أنحاء أوروبا لإخراج أفكارها إلى حيّز التنفيذ، وذلك باستخدام مياه أنهر الليطاني واليرموك والأردن لتغيير طبيعة بادية النقب الصحراوية جنوباً عبر نقل المياه إليها، فالمياه حجر أساس في مقوّمات البقاء البشري واستمراريته ولا يمكن للمستوطنين الجدد العيش في النقب دون ماء.
في وقت لاحق استقر الاختيار على نهر الأردن؛ حيث خططت الحركة عبر شركة "طاهل" التي اشتغلت بمياه الشرب حينها لحرف مسار النهر من الشمال بهدف إنشاء بحيرة تجميع للمياه في سهل البطوف بالجليل الأسفل. ولأن الفلسطينيين لم يكونوا في اعتبار الحركة الصهيونية قياساً بالاعتبارات الأمنية والاستيطانية المهمة لها، شمل مخطط البحيرة إغراق قرية كفر مندا وطرد أهلها لقرى أخرى.
بعد أعوام قليلة من النكبة وتحديداً في العام 1954 أصدر الحكم العسكري أمراً فعلياً لإخلاء القرية الواقعة بالجليل الأسفل لتنفيذ المشروع لكن الأهالي اشتبكوا بأجسادهم مع جنود الحكم العسكري ما أسفر عن وقوع جرحى ومعتقلين ومصادرة جزء من أراضيهم، فيما أُرّخ ذلك اليوم فلسطينياً باسم يوم الصمود، وعبرياً باسم "يوم أوري"، نسبة لأوري تاهون عنصر الاستخبارات الذي عاش بين الفلسطينيين وأتقن لغتهم، وعمل مع "طاهل" على تنفيذ المشروع.
على أثر ذلك، توجهت الأنظار الى الخطة "ب": بحيرة طبرية حيث بدأت الصهيونية عبر الشركات المعنية ببناء مضخات ضخمة في إطار "مشروع المياه القُطْري" الذي مد أنفاقاً تحت الأرض، وقنوات وأنابيب مرّت بسهل البطوف وصولاً إلى النقب جنوباً لنقل المياه إلى الأخير. وهو مشروع لم يسلم بالمناسبة من ضربات القوات السورية التي استهدفته فيما عُرف باسم "حرب المياه 1965"، لتجاوزه المعايير والاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمحاصصة بالنسبة لكميات المياه.
إبان تنفيذ المشروع الذي أنجز في ستينيات القرن المنصرم، سنّت إسرائيل عام 1959 قانوناً سيطرت من خلاله على جميع مصادر المياه (جوفية، سطحية وأمطار) ما حرم سكان الأرض الأصليين من الاستفادة من مواردهم الطبيعة؛ ففيما وصلت المياه إلى مستوطنات النقب من خلال المشروع المذكور، حُرمت القرى الفلسطينية غير المعترف بها هناك حتّى اليوم من وصول مياه الشرب إليها.
بمرور السنوات استهلكت المشاريع الاستيطانية والزراعية كل المياه الجوفية، ما تسبب في نضوب منابع الأنهر وتسرّب مياه البحر إلى المياه الجوفية وهو ما لوّث الأرض بالملوحة. وبالعودة إلى بحيرة طبرية، التي أسهم تجفيف بحيرة الحولة شمالاً (من أجل استيطانها) بزيادة نسبة ملوحتها، فإن نقلها عبر مشروع المياه القُطري إلى البيئة الصحراوية جنوباً فاقم بحد ذاته ملوحة التربة. وفي حين يكثر الحديث هذه الأيام عن جفاف بحيرة طبرية، ويغدو ذلك "ترند" رائج في الشبكة الإلكترونية بسبب ارتباط البحيرة بمعتقدات ومرويات دينية عن "علامات ظهور يأجوج ومأجوج التي تتنبأ بنهاية العالم"، تستمر إسرائيل في الاعتداء على الطبيعة الفلسطينية بما يخدم مشاريعها الاستيطانية والزراعية، متسببةً بإخلال التوازن البيئي الذي ما فتئ يرتد عليها.
## باريس تعتبر عنف المستوطنين في الضفة الغربية "أعمالاً إرهابية"
29 July 2025 03:14 PM UTC+00
اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم الثلاثاء، أنّ عنفَ المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة هو "أعمال إرهابية" بعد عملية "قتل" ناشط مناهض للاحتلال نُسبت إلى مستوطنين. وقال ناطق باسم الوزارة "تشجب فرنسا جريمة القتل هذه بأشد العبارات فضلاً عن كل أعمال العنف المتعمّدة التي يرتكبها مستوطنون متطرفون بحق الفلسطينيين والتي تكثر في أرجاء الضفة الغربية"، مضيفاً "أعمال العنف هذه هي أعمال إرهابية".
وهذا التوصيف هو الأول من نوعه لسلوك المستوطنين الإسرائيليين من الدبلوماسية الفرنسية. وأوضح المتحدث "لقد قتل المستوطنون أكثر من 30 شخصاً منذ مطلع العام 2022. يتعين على السلطات الإسرائيلية تحمّل مسؤوليتها ومعاقبة مرتكبي أعمال العنف المتواصلة هذه، في ظل إفلات تام من العقاب، على الفور، وحماية المدنيين الفلسطينيين".
وأعلنت السلطة الفلسطينية، أمس الاثنين، أنّ ناشطاً مناهضاً للاحتلال الإسرائيلي استشهد في الضفة الغربية المحتلة برصاص مستوطنين، بينما أشارت الشرطة الإسرائيلية إلى تحقيق جارٍ من دون تأكيد وقوع الجريمة. وقالت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، في منشور على صفحتها في "فيسبوك"، إنّها "تنعى والأسرة التربوية الشهيد المربّي عودة محمد الهذالين"، وأضافت أنّ المعلّم البالغ 31 عاماً "ارتقى برصاص مستوطنين اليوم الاثنين أثناء اعتدائهم على قرية أم الخير" قرب الخليل جنوبي الضفة الغربية.
والشهيد الهذالين من سكّان مسافر يطا الواقعة جنوبي مدينة الخليل وقد ساهم، مع جيران له، في تسليط الضوء على معاناة هذه المنطقة التي أعلنتها إسرائيل منطقةً عسكرية. وساهم في فيلم وثائقي بعنوان "لا أرض أخرى"، والذي حاز جائزة أوسكار بعد أن سلّط الضوء على النضال الفلسطيني في هذه المنطقة، وفقاً ليوفال أبراهام الذي شارك في إخراج هذا الفيلم. ويعيش في الضفة الغربية المحتلة حوالى ثلاثة ملايين فلسطيني، في حين يقطن ما يقرب من نصف مليون إسرائيلي في مستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي.
ويتبع المستوطنون سياسة عنف ممنهجة في الضفة الغربية المحتلة، بغرض ترهيب الفلسطينيين ودفعهم نحو الرحيل وترك منازلهم، في إطار محاولة خلق واقع جديد في الضفة، بمساندة رسمية من حكومة الاحتلال الإسرائيلي وجيشه.
(فرانس برس، العربي الجديد)
## أوروبا واتفاقها التجاري مع ترامب في مهبّ الرياح
29 July 2025 03:15 PM UTC+00
باتت أوروبا في مهبّ رياح عاتية محمّلة بأتربة سوداء ونار مستعرة، مع الاتفاق التجاري الأخير الذي توصلت إليه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بداية الأسبوع. رياحٌ ربما تهزّ اقتصاد دول القارة وعملتها الموحّدة وصادراتها وأسواقها ومعيشة مواطنيها، وتساهم في إضعافها مالياً وتجارياً وربما سياسياً، وتعمق خلافاتها مع روسيا، خاصّة وأن الاتفاق يضع نهاية لتدفق الغاز والنفط الروسيَين نحو دول القارة، وهو ما تعتبره موسكو حرباً اقتصادية جديدة تضاف إلى الحروب المالية والعقوبات التي تشنّها القارة منذ اندلاع حرب أوكرانيا.
وفي نظرة لبنود الاتفاق التجاري الأميركي الأوروبي نجد أنه لا يقف عند حدّ تقديم أوروبا تنازلات مهينة ومذلة وغير مسبوقة لترامب وإداراته، في محاولة لطيّ أسوأ نزاع تجاري تواجهه، ولا عند الخسائر المالية الضخمة التي سيتكبّدها الاقتصاد الأوروبي جرّاء تنفيذ بنود الاتفاق، ومنها سداد ما يزيد عن تريليون دولار هي كلفة استيراد الغاز والسلاح والوقود النووي الأميركي، وضخ استثمارات في الولايات المتحدة بقيمة 600 مليار دولار، ولا عند حدّ زرع ترامب فتنةً كبرى بين دول الاتحاد الأوروبي لدرجة تدفع دولة في ثقل فرنسا الاقتصادي للخروج علناً واصفةً الاتفاق بأنه "يوم أسود" لأوروبا، وأن تشتعل الخلافات العميقة بين قادة ألمانيا بشأن تقييم الاتفاق، لكن الخطر الأكبر يكمن في بنود الاتفاق الغامضة، وآليات تنفيذه، والضمانات المقدّمة من الطرفَين، ومدى التزام ترامب بالبنود المتّفق عليها، وعدم الانقلاب عليها مستقبلاً، وممارسة تهديدات جديدة خاصّة مع انتهاء الفترة الزمنية.
من بين الأسئلة : هل ستعود أوروبا لشراء الغاز الروسي، أم ستواصل الاعتماد على الغاز الأميركي، ومَن يتحمل فاتورة استيراد الوقود الأكثر كلفة من الولايات المتحدة مقابل الغاز الروسي الرخيص؟
الاتفاق يطرح عشرات الأسئلة التي قد لا يجد كثيرون إجابةً شافية لها، وفي مقدمتها؛ ما هي الواردات الأوروبية الخاضعة للرسوم الجمركية الأميركية البالغة 15%، وهل تقتصر على السيارات وأشباه الموصلات والمستحضرات الصيدلانية والأدوية، وهل هذه هي النسبة الأعلى، ومَن هي الجهة المسؤولة عن ضخّ استثمارات بقيمة 600 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي؛ القطاع الخاص الأوروبي أم الحكومات، وما هو الموقف في حال امتناع المستثمرين الأوروبيين عن ضخّ كل تلك الاستثمارات في فترة حكم ترامب؟
من بين الأسئلة أيضاً: هل ستعود أوروبا لشراء الغاز الروسي بعد مرور ثلاث سنوات هي فترة الاتفاق مع ترامب، أم ستواصل الاعتماد على الغاز الأميركي، ومَن يتحمل فاتورة استيراد الوقود الأكثر كلفة من الولايات المتحدة مقابل الغاز الروسي الرخيص، وما هي مخاطر اعتماد أوروبا كلياً على الطاقة الأميركية؟
وهل هناك إطار قانوني ملزم للطرفيين ببنود الاتفاق، وما هي صادرات الاتحاد الأوروبي المعفاة من الرسوم التي جرى الاتفاق عليها، هل مثلاً الطائرات ومكوّناتها والسلع الضرورية مثل الأدوية غير المسجّلة والسلع الغذائية والرقائق ومستلزمات الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، وبالتالي تجري حماية المستهلك الأوروبي من خطر التضخم، أم تقتصر على السجائر والنبيذ والمشروبات الكحولية؟ ماذا عن واردات الصلب والألمنيوم الأوروبية التي لا تزال الولايات المتحدة تفرض رسوماً جمركية عالية عليها وبنسبة 50%؟
صحيح أنّ توقيع الاتفاقية بين واشنطن وبروكسل وضَعَ، وإن مؤقتاً، حداً لحرب تجارية شرسة كادت أن تندلع بين أكبر اقتصادَين في العالم، وأنّ أوروبا تفادت بتوقيع الاتفاق الدخول في نزاع تجاري شرس مع إدارة ترامب المتعطّشة لحصد الأموال من كل صوب وحدب، لكن المشكلة تكمن في التفاصيل التي لم يحسمها لقاء ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين في اسكتلندا يوم الأحد الماضي.
## يوفنتوس يضع داروين نونيز ضمن خياراته الهجومية
29 July 2025 03:15 PM UTC+00
يواصل نادي يوفنتوس الإيطالي مفاوضاته للحفاظ على الفرنسي راندال كولو مواني، من باريس سان جيرمان، لكنه طلب أيضاً من ليفربول معلومات عن وضع الأوروغوياني داروين نونيز (26 عاماً)، الذي بات من شبه المؤكد مغادرته للريدز بعدما فشل في تثبيت قدميه في الفريق، رغم أنّه كان محطّ أنظار الجميع حين وقّع معه في عام 2022 قادماً من بنفيكا البرتغالي.
ولعب كولو مواني مع البيانكونيري خلال الأشهر الستة الماضية معاراً، وتحاول الإدارة حالياً التفاوض مع نظيرتها الباريسية على عقد دائم لقلب الهجوم، وذلك عبر استعارته مجدداً مع إلزامية الشراء الصيف المقبل، بحسب ما أكد موقع "فوتبول إيطاليا"، الذي أشار أيضاً إلى أن رغبة اللاعب الفرنسي قد تلعب دوراً مهماً في الصفقة، خاصة أنّه يفضل البقاء في تورينو بعد إدراكه أن لا مكان أساسياً له في عاصمة النور تحت قيادة المدرب الإسباني لويس إنريكي.
وبحسب المصدر عينه، كان نونيز مرتبطاً بشكلٍ كبيرٍ بانتقال محتمل إلى نادي الجنوب الإيطالي، نابولي، الذي قرر في النهاية التعاقد مع لورينزو لوكا من أودينيزي، وذلك بعدما رفض دفع مبلغ 50 مليون يورو، لكن يوفنتوس يأمل في استغلال الموقف وضمّ المهاجم الأوروغوياني صاحب الـ26 عاماً.
وكان داروين نونيز قد سجل سبعة أهداف ومنح سبع تمريرات حاسمة في 47 مباراة خاضها مع ليفربول الموسم الماضي، لكن هذه الأرقام لم تكن مرضية للجماهير، بعدما دفعت الإدارة لجلبه من بنفيكا مبلغاً ناهز الـ80 مليون يورو، مع الإشارة إلى أن المهاجم الأوروغوياني يمتلك عرضاً ضخماً من نادي الهلال السعودي، لكنه يُفضّل البقاء ضمن الدوريات الأوروبية في الوقت الحالي من مسيرته.
## ضغوط التجارة... صندوق النقد يحذّر من تباطؤ النمو العالمي
29 July 2025 03:19 PM UTC+00
في ظل بيئة تجارية "هشّة" وغير مستقرة، حذّر صندوق النقد الدولي من أن النمو الاقتصادي العالمي يواجه تباطؤاً ملحوظاً في عام 2025، نتيجة الضغوط الناتجة عن السياسات الحمائية، خصوصاً الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رغم بوادر مرونة محدودة في بعض المؤشرات. وفي تحديث لتوقعاته الصادر يوم الثلاثاء، خفّض الصندوق تقديراته للنمو العالمي إلى 3% في 2025 مقارنة بـ3.3% في العام الماضي. ورغم أن هذه الأرقام تمثل تحسناً طفيفاً عن التوقعات السابقة في إبريل/ نيسان، فإنها تعكس أساساً تشوّهات مؤقتة مثل تسريع الاستيراد تحسباً للرسوم، لا تحسناً هيكلياً في البيئة الاقتصادية.
ونقلت بلومبيرغ عن كبير الاقتصاديين في الصندوق، بيار أوليفييه غورينشاس، قوله في مؤتمر صحافي الثلاثاء: "قد تكون صدمة التجارة أقل حدة مما كان يُخشى، لكنها لا تزال كبيرة، وهناك أدلة متزايدة على أنها تضر بالاقتصاد العالمي. البيئة التجارية الحالية لا تزال محفوفة بالمخاطر".
ووصف التقرير المشهد العالمي بأنه مثقل بعوامل عدم اليقين الجيوسياسي، وتهديدات بانهيار اتفاقات تجارية، وتضخم مرتفع في الولايات المتحدة، ومستويات مديونية عامة مرتفعة، جميعها تشكّل "سحُباً ملبدة" فوق آفاق النمو. ورغم أنّ الرسوم الجمركية المعلنة قد لا تتغير، فإنّ مجرد استمرار الغموض بشأن السياسات التجارية قد يُضعف الثقة ويُثقل كاهل الاستثمارات والنشاط الاقتصادي.
كما أشار التقرير إلى أن النمو تلقى دعماً ظرفياً في 2025 من تحسّن الظروف المالية (بفضل ضعف الدولار)، ومن انخفاض متوسط الرسوم الأميركية مقارنة بما أُعلن في الربيع. كما ساهم تسابق الشركات على الاستيراد قبل تطبيق الرسوم في رفع مؤقت لبعض المؤشرات في الربع الأول. لكن الصندوق حذّر من أن هذه العوامل ليست مستدامة، وأنّ الغموض مستمر حتى في الحالات التي تم فيها توقيع اتفاقيات، مثل الاتفاق التجاري الأخير بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الذي يفرض رسماً نسبته 15% على معظم الواردات الأوروبية، بما في ذلك السيارات.
وتبرز في التقرير الدعوة إلى إصلاحات وهيكلية واستقلال البنوك المركزية، حيث شدد صندوق النقد على ضرورة "تهدئة الأجواء السياسية والاقتصادية" من خلال سياسات توفر الثقة والاستقرار وتُعيد بناء الاحتياطيات المالية وتُعزز استقلالية البنوك المركزية. وأكد أهمية أن يكون الاستقلال القانوني للبنوك المركزية متبوعاً بممارسات عملية، في تلميح واضح إلى الضغوط السياسية التي يتعرض لها رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول من قبل ترامب، الذي يطالبه بخفض عاجل لأسعار الفائدة.
وتقدّر "بلومبيرغ إيكونوميكس" أن يُكلف هذا الاتفاق منطقة اليورو انكماشاً بنسبة 0.4% من الناتج المحلي خلال السنتين إلى الثلاث المقبلة. وبالنسبة للولايات المتحدة، رفع الصندوق توقعاته للنمو إلى 1.9% (+0.1 نقطة) في 2025، لكنه أشار إلى تباطؤ في الطلب الخاص وضعف تدفقات الهجرة. يتوقع أن يرتفع النمو قليلاً إلى 2% في 2026، بفضل حوافز ضريبية جديدة ضمن مشروع ترامب المعروف بـ"فاتورة جميلة وكبيرة".
كما أشار إلى ارتفاع التضخم الأميركي بفعل الرسوم وضعف الدولار، لا سيما في فئات استهلاكية حساسة للاستيراد، متوقعاً أن يبقى التضخم أعلى من هدف مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أو البنك المركزي الأميركي، (2%) حتى عام 2026.
أما منطقة اليورو، فقد رُفعت توقعات النمو فيها إلى 1% في 2025 (+0.2 نقطة)، بسبب ارتفاع صادرات الأدوية من أيرلندا، مع تثبيت توقعات 2026 عند 1.2%. وفي ما خص الصين، سجّلت التوقعات أكبر تعديل إيجابي، إذ رفع الصندوق تقديراته للنمو إلى 4.8% (+0.8 نقطة)، نتيجة تحسن شروط التبادل التجاري مع واشنطن وانخفاض الرسوم الجمركية، إلى جانب أداء أقوى من المتوقع في النصف الأول من العام.
## المستوطنون يقتلون ناشطاً فلسطينياً من فيلم "لا أرض أخرى"
29 July 2025 03:22 PM UTC+00
استُشهد، أمس الاثنين، ناشط فلسطيني ساعد في تصوير الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى"، الحائز على جائزة الأوسكار، والذي يسلّط الضوء على تصرّفات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، برصاص مستوطن إسرائيلي. وأكد المخرج الإسرائيلي المشارك في الفيلم، يوفال أبراهام، إصابة الناشط عودة الهذالين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما أكّد استشهاده.
وكتب أبراهام: "أطلق مستوطن إسرائيلي النار على الهذالين في رئتيه، وهو ناشط بارز ساعدنا في تصوير فيلم لا أرض أخرى في مسافر يطا". بعد حوالي ساعة، كتب أبراهام أن الهذالين توفي متأثراً بجراحه. وكتب المخرج الفلسطيني المشارك في فيلم "لا أرض أخرى"، باسل عدرا: "لا أستطيع تصديق ذلك. صديقي العزيز عودة قُتل هذا المساء. كان واقفاً أمام المركز المجتمعي في قريته عندما أطلق مستوطن رصاصة اخترقت صدره وأودت بحياته. هكذا تمحو إسرائيل وجودنا، حياة تلو الأخرى".
وقال أبراهام إن سكان المنطقة عرفوا القاتل، وقالوا إنه يينون ليفي، الذي يعيش في مستوطنة إسرائيلية غير قانونية في الضفة الغربية المحتلة. ونشر مقطع فيديو للمستوطن وهو يواجه مجموعة من الأشخاص بغضب، حاملاً مسدساً. يهز المسدس في الهواء ويطلق النار منه، ويبقي يده على الزناد بينما يتجوّل في المكان ويدفع بغضب أولئك الذين يحاولون مواجهته. وكان الشهيد قد سبق له أن كتب تقارير عن أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون، وكان شخصية مهمة في مجتمعه المحلي يدافع عن قرية أم الخير في مسافر يطا ضد الاحتلال الإسرائيلي. وأفادت وكالة وفا أن فلسطينيين اثنين أصيبا في أم الخير على يد مستوطنين إسرائيليين اقتحموا القرية بجرافة في هجوم شنوه مساء الاثنين.
ינון לוי, מתנחל שהוטלו עליו סנקציות בגין אלימות קשה כלפי פלסטינים, יורה לעבר תושבים במסאפר יטא. עודה הדאלין, חבר שסייע לנו לצלם את אין ארץ אחרת, נורה בפלג גופו העליון ומצבו קשה. תושבים אמרו שלוי הוא היורה pic.twitter.com/awwvSVkE7J
— Yuval Abraham יובל אברהם (@yuval_abraham) July 28, 2025
أميركا لعنة على ناشط "لا أرض أخرى"
قبل استشهاده واجه عودة الهذالين قيوداً أميركية، إذ في الشهر الماضي، سافر إلى الولايات المتحدة في جولة محاضرات مع ابن عمه، عيد الهذالين. لكن السلطات الأميركية اعتقلتهما ورحّلتهما عند وصولهما إلى مطار سان فرانسيسكو. وقد فرضت وزارة الخزانة الأميركية في إبريل/نيسان 2024 عقوبات على المستوطن ليفي، وقال مسؤولون إنه "قاد بانتظام مجموعات من المتطرفين العنيفين" في هجمات على مجتمعات فلسطينية وبدوية في الضفة الغربية. كما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليه في الوقت نفسه تقريباً. لكن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رفع العقوبات الأميركية عن ليفي وعن مستوطنين إسرائيليين آخرين وجماعات استيطانية في أول يوم له في منصبه.
## "المدارس الصيفية" سلاح جديد للحدّ من الهدر المدرسي في المغرب
29 July 2025 03:23 PM UTC+00
فتحت سلطات المغرب جبهة جديدة في معركتها ضدّ الهدر المدرسي، لتشمل هذه المرة إطلاق برنامج جديد يحمل اسم "المدارس الصيفية"، ويستهدف أزيد من 31 ألف تلميذة وتلميذ من مستويات التعليم الابتدائي والإعدادي في مختلف جهات المملكة. ويُواجه المغرب تحدياً كبيراً يتمثل بمغادرة حوالي 280 ألف تلميذ للمؤسسات التعليمية سنوياً، من بينهم 160 ألف تلميذ في المستوى الإعدادي، وهو ما يمثل مؤشراً مقلقاً على اتساع رقعة الهدر المدرسي.
ويعدّ الانقطاع عن التعليم في المغرب من أبرز أوجه الاختلال الذي تعاني منه المنظومة التعليمية، بحسب ما تفيد تقارير رسمية، فيما ترتفع نسبة التسرب المدرسي خصوصاً في الأرياف، نظراً لبعد المدارس وارتفاع نسب الفقر. ومن أجل تحسين فرص إعادة الإدماج الدراسي، وتقليص مؤشرات الانقطاع عن الدراسة، يراهن برنامج "المدارس الصيفية" الذي أطلقته، أخيراً، وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، على تقوية التعلمات الأساسية وتنمية الكفايات الذاتية والمهارات الحياتية، من خلال تنظيم أنشطة تربوية وترفيهية تستمر لأسبوعين.
وجرى تخصيص أكثر من 90 ثانوية إعدادية و80 مركزاً للتفتح الفني والأدبي لاحتضان هذه الأنشطة، تحت إشراف وتأطير أزيد من 1200 أستاذة وأستاذ ومؤطّرة ومؤطر، بدعم من شركاء جمعويين وفاعلين في مجال التربية والتكوين، وفق وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. موضحة أن هذا البرنامج يأتي في سياق تنفيذ مضامين القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، وتنزيلاً لأهداف خريطة الطريق 2022-2026، خاصة تلك المرتبطة بالحد من الهدر المدرسي وتعزيز الإنصاف وتكافؤ الفرص.
ويسعى البرنامج إلى الوقاية من الهدر المدرسي، وضمان حق المتعلمين في الاستمرارية الدراسية، من خلال اعتماد آلية اليقظة التربوية داخل المؤسسات التعليمية، وتوفير الدعم النفسي والبيداغوجي اللازم لضمان اندماج سلس وآمن في الحياة المدرسية خلال الموسم المقبل.
وبدا لافتاً في خضم المعركة التي تخوضها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ضد الهدر المدرسي، انضمام فعاليات مدنية في المغرب إلى الجهود الرامية إلى مواجهة هذه المعضلة. وفي السياق، أطلقت جمعية " أمل سلا" أمس الاثنين، فعاليات المخيم الصيفي بمؤسسة بئر أنزران بقرية أولاد موسى، بمقاطعة أحصين، بمدينة سلا، القريبة من العاصمة الرباط، وذلك ضمن برنامج "المدارس الصيفية"، الذي يستهدف التلميذات والتلاميذ من مختلف المستويات التعليمية.
وبحسب مؤسِس جمعية" أمل سلا"، يوسف الشفوعي، فإنه يُنتظر أن يساهم هذا المخيم في تحسين فرص إعادة الإدماج الدراسي، وتقليص مؤشرات الانقطاع عن الدراسة، من خلال اعتماد مقاربة شمولية تراعي الجوانب النفسية والتربوية، وتوفر الدعم اللازم لتحقيق اندماج سلس وفعّال خلال العام الدراسي المقبل. وأوضح الشفوعي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن إطلاق جمعيته، التي تتمتع بصفة المنفعة العامة، للمخيم الصيفي بمدينة سلا، يأتي في سياق كونها شريكاً في برنامج "المدارس الصيفية".
ولفت إلى أن المخيم سيستفيد منه أزيد من 140 تلميذة وتلميذاً من التعليمين الابتدائي والإعدادي على مستوى عمالة سلا، في أفق دعم مسارهم الدراسي والتربوي، خاصة التلاميذ المهددين بعدم إعادة التسجيل خلال العام الدراسي 2025-2026. وأكد المتحدث ذاته، أن هذا البرنامج يروم تقوية التعلمات الأساسية، وتنمية الكفايات الذاتية والمهارات الحياتية، من خلال تنظيم مجموعة من الأنشطة التربوية والتعليمية والترفيهية، في بيئة آمنة ومحفزة.
يشار إلى أن وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، كان قد أعلن في إبريل/ نيسان الماضي، عن خطة من أجل تقليص ظاهرة الهدر المدرسي إلى النصف بحلول عام 2026، في وقت ما زالت فيه مؤشرات الانقطاع الدراسي من أقسام الابتدائي والإعدادي والثانوي مرتفعة. وتستهدف الخطة، نحو 80 ألف تلميذ مهددين بالانقطاع عن التعليم الإعدادي، وتوجيههم إلى مسارات بديلة مثل "مدارس الفرصة الثانية"، حيث يتلقون تكويناً مهنياً يؤهلهم للاندماج في سوق الشغل، أو العودة لمتابعة دراستهم.
ولتفعيل الخطة، أطلقت الوزارة عدداً من البرامج، من أبرزها مشروع "إعداديات الريادة"، الذي يركز على توفير الدعم البيداغوجي داخل الأقسام، وتنظيم أنشطة موازية في مجالات الموسيقى، والرياضة، والمسرح، بهدف إعادة الثقة للتلاميذ وتعزيز ارتباطهم بالمؤسسة التعليمية. كذلك ترتكز خطة الوزارة على إحداث خلايا للتتبع النفسي والتربوي للأطفال المعرضين للهدر، اعتماداً على البيانات الرقمية المتوفرة في منظومة" مسار"، من أجل التدخل المبكر ومرافقة هؤلاء التلاميذ بشكل فردي.
ووفق الخطة، تعزز الجهود الحكومية في العالم القروي من خلال برامج الدعم الاجتماعي، عبر توفير النقل المدرسي والمطاعم ودور الإيواء، للحد من الانقطاع الناتج عن الفقر وبعد المسافة، وهي عوامل تساهم كثيراً في تفاقم الظاهرة. وتندرج هذه الإجراءات ضمن المبادرة السابعة من خطة الحكومة في مجال التشغيل، التي ترمي إلى خفض عدد المنقطعين عن الدراسة من 295 ألف تلميذ سنة 2024 إلى 200 ألف فقط في أفق 2026، في خطوة تهدف إلى تحويل التحدي التربوي إلى فرصة للتكوين والاندماج المهني والاجتماعي.
ومنذ سنوات يطمح المغرب إلى وقف الهدر المدرسي عبر مجموعة من البرامج التي توفر النقل المجاني والطعام والمبيت للتلاميذ الذين يقطنون بعيداً عن مقار تعليمهم، أو عبر تقديم الدعم المادي للأسر واستقبالها في سكن التلميذات والتلاميذ، مع مبادرة توزيع مليون حقيبة تضم لوازم مدرسية، بالإضافة إلى إنشاء مدرسة الفرصة الثانية التي تقدم دعماً مدرسياً للتلاميذ الذين تسربوا من التعليم.
 
## مصمم أزياء إسباني يرفض تصميم أزياء روزاليا بسبب عدم تضامنها مع غزة
29 July 2025 03:24 PM UTC+00
رفض مصمم الأزياء الإسباني ميغيل أدروفر تصميم أزياء خاصة لنجمة البوب الإسبانية روزاليا، وبرّر المصمم قراره بأنها لم تتضامن مع الفلسطينيين خلال حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة، وكتب على "إنستغرام": "الصمت هو تواطؤ، لا سيّما عندما يكون لديكِ مكبر صوت كبير يستمع إليه ملايين الأشخاص عندما تغنين. لهذا السبب تقع على عاتقكِ مسؤولية استخدام هذه القوة للتنديد بهذه الإبادة الجماعية".
وأضاف أدروفر: "يا روزاليا هذا ليس أمراً شخصياً. أنا معجب بكِ بكل موهبتكِ وبكل ما حققتِه. وأعتقد أنكِ أفضل بكثير من أولئك الفنانين الذين يكرسون أنفسهم فقط للعمل في مجال الترفيه. الآن علينا أن نفعل الشيء الصحيح". وضمّن منشوره لقطات سكرين شوت من رسائل إلكترونية بين فريقه وفريق روزاليا، وطلب الأخير "إطلالة مخصصة" للفنانة البالغة من العمر 32 عاماً، لكن ممثلي أدروفر ردّوا بالقول: "آسفون لكن ميغيل لا يعمل مع أي فنان لا يدعم فلسطين علناً".
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
A post shared by Miguel Adrover (@migueladroverofficial)
روزاليا مقابل النجوم الإسبان
رداً على المصمم نشر معجبو روزاليا منشور "ستوري" من حساب "إنستغرام" للمغنية يعود إلى 2023، بعد أسبوعَين من بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، شاركت فيه روزاليا نداءً من منظمة "يونيسف" يشير إلى نقص الغذاء في غزة والأزمة الإنسانية، وشجعت الناس على التبرع. بينما ردّ معلقون آخرون بأنها قد حذفت المنشور بعد ساعات، كما أن حساباتها خالية من موقف تضامن مع الفلسطينيين طوال شهور حرب الإبادة المستمرة.
وعكس التضامن المحتشم أو المنعدم من روزاليا، عبّر نجوم بارزون في إسبانيا عن تضامن واضح مع الفلسطينيين. وكان المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار والممثل الإسباني خافيير بارديم من بين أكثر من 350 شخصية وقعت رسالة مفتوحة تدين الإبادة الجماعية المتواصلة في غزة. وعبّر النجوم الإسبان خلال حفل توزيع جوائز غويا، أهم حدث سينمائي في إسبانيا، عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، وعبّرت نجمات "لاكاسا دي بابيل"، المسلسل الإسباني الأشهر في العالم، إتزيار إيتونيو ونجوى نمري وألبا فلوريس، عن دعمهنّ لفلسطين والفلسطينيين.
## بطل ملاكمة أولمبي يسقط في فخ المنشطات
29 July 2025 03:25 PM UTC+00
أعلنت الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات أنّ نتيجة تحاليل بطل الوزن الثقيل، في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، الملاكم الأوزبكي لازيزبيك مولوجونوف (أقل من 92 كيلوغراماً)، جاءت إيجابية لوجود مادة ميثاستيرون، ما سيعرّضه للعقوبات، خلال الفترة المقبلة، في حال إثبات نتائج التحاليل، وفق ما نقله موقع "آر إم سي" الفرنسي، اليوم الثلاثاء.
وأكدت الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، أنّ ميثاستيرون غير مسموح بها، لأنها مدرجة في قائمة المحظورات لدى الوكالة ضمن فئة "المنشطات الابتنائية الأندروجينية". وترتبط ميثاستيرون بنموّ العضلات السريع وزيادة القوة والطاقة، وهي محظورة في جميع الأوقات، داخل المنافسات الرسمية أو خارجها. وبعد إخطاره بهذه النتيجة الإيجابية، يحق للملاكم مولوجونوف طلب تحليل العينة الأخرى المأخوذة، وهي العينة "ب".
في حال طلب هذا التحليل وتأكيده لنتيجة العينة "أ"، ستُعتبر الحالة "انتهاكاً مؤكداً لقواعد مكافحة المنشطات"، وفقاً لهيئة مكافحة المنشطات الدولية. أما في حال عدم طلب تحليل العينة "ب"، فستُعامل الحالة أيضاً على أنها انتهاك مؤكد للقواعد، وسيُتاح للأوزبكي فرصة تقديم تفسير لهذه النتيجة.
كذلك أعلنت الوكالة، التي تتولى هذه القضية بالكامل، أنّ الملاكم البالغ من العمر 26 عاماً قد أُوقِف مؤقتاً، وفقاً لقانون مكافحة المنشطات العالمي والمادة 7.4.1 من لوائح مكافحة المنشطات العالمية للملاكمة. ويحق للأوزبكي الطعن في هذا القرار وطلب رفعه. وكان مولوجونوف قد فاز باللقب في باريس ضد الأذربيجاني لورين ألفونسو بإجماع الحكام. كذلك فاز بالميدالية البرونزية في فئة الوزن الثقيل في بطولة العالم 2023 في طشقند، وتُوّج بطلاً في بطولة آسيا للملاكمة للهواة 2022.
## ديميتروف يغيب عن "أميركا المفتوحة" لأول مرة منذ 2011
29 July 2025 03:34 PM UTC+00
تلقّى لاعب التنس البلغاري، غريغور ديميتروف (34 عاماً)، ضربة موجعة، بعد تأكيد غيابه رسمياً عن بطولة أميركا المفتوحة 2025، بسبب الإصابة التي تعرّض لها خلال مواجهة الإيطالي يانيك سينر (23 عاماً)، في الدور الرابع من بطولة ويمبلدون الأخيرة.
ونقلت صحيفة لاغازيتا ديلو سبورت الإيطالية، اليوم الثلاثاء، تصريحات مدير أعمال اللاعب لموقع "تنيس سكايف" البلغاري، الذي قال: "إن ديميتروف خضع لعملية جراحية في العضلة الصدرية اليمنى، ولن يتمكن من التعافي في الوقت المناسب لخوض آخر بطولات الغراند سلام لهذا العام، المقرّرة بين 24 أغسطس/ آب و7 سبتمبر/ أيلول المقبلين في نيويورك".
ويمثل هذا الغياب نهاية سلسلة مذهلة من المشاركات المتتالية في البطولات الكبرى، بعد أن كان ديميتروف حاضراً في الجدول الرئيس لجميع بطولات الغراند سلام، منذ "أستراليا المفتوحة" عام 2011، محققاً بذلك 58 مشاركة متتالية، وهو رقم قياسي بين اللاعبين النشطين، وخامس أفضل سلسلة في تاريخ اللعبة.
والمفارقة المؤلمة أن اللاعب البلغاري، الذي كان من المقرر أن يكون المصنّف الـ 21 في البطولة، كان قد اضطُر في آخر خمس مشاركات له بالبطولات الكبرى إلى الانسحاب، بسبب إصابات متكرّرة، إلا أن الإصابة التي تعرّض لها أمام سينر، حين كان متقدّماً بمجموعتين، كانت الأكثر قسوة، إذ لم تكتفِ بحرمانه استكمال مشواره في "ويمبلدون"، بل أجبرته أيضاً على الغياب عن "أميركا المفتوحة" للمرة الأولى منذ أكثر من 14 عاماً.
وبينما يواصل ديميتروف مرحلة التعافي من الإصابة للعودة إلى الملاعب في أقرب الآجال، يبقى غيابه خسارة كبيرة لعشّاق اللعبة، في وقت يستعد فيه نجوم آخرون لصراع محتدم على لقب "فلاشينغ ميدوز" في نسختها المرتقبة.
## ناشط من السفينة "حنظلة" يتعرض لعنف قوات الاحتلال أثناء احتجازه
29 July 2025 03:36 PM UTC+00
أعلن تحالف أسطول الحرية عن تعرض الناشط الأميركي كريستيان سمولز الذي كان على متن السفينة "حنظلة" لكسر حصار غزة، لعنف جسدي من قوات الاحتلال الإسرائيلي، أثناء احتجازه. وأفاد التحالف، في بيان، اليوم الثلاثاء، أنّ الناشط الأميركي سمولز تعرّض للعنف على يد 7 جنود إسرائيليين يرتدون الزي العسكري.
وأضاف أنّ سمولز تعرّض لمحاولة خنق وركل من الجنود الإسرائيليين وظهرت علامات العنف بوضوح على رقبته وظهره. وذكر أنّ 6 من عناصر الشرطة الإسرائيلية حاصروا سمولز خلال لقائه بمحاميه. وأدان تحالف أسطول الحرية العنف الذي مورس ضد الناشط، وطالب بمحاسبة المسؤولين عن الاعتداء والمعاملة التمييزية التي تعرّض لها.
ومساء الاثنين، قالت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، إنّ نشطاء السفينة "حنظلة" المحتجزين في إسرائيل رفضوا التوقيع على إجراءات الترحيل القسري، وأعلنوا استمرارهم في الإضراب المفتوح عن الطعام. وأكدت اللجنة، في منشور على منصة إكس، أنّ بعض النشطاء تعرّضوا لعنف جسدي خلال عملية الاعتقال، فيما تحدّثت ناشطات عن غياب التهوية وسوء ظروف الاحتجاز، خاصة ما يتعلق بمستلزمات النظافة الأساسية.
وأضافت اللجنة: "اختتمت قبل قليل جلسات استماع استمرت 6 ساعات بشأن استمرار احتجاز 14 متطوعاً من سفينة حنظلة"، وأكدت أنّ "المتطوعين الـ14 رفضوا الموافقة على إجراءات الترحيل السريع، وامتنعوا عن التوقيع على أيّ تعهدات، وأكدوا أن مهمتهم إنسانية تهدف لمواجهة الحصار والإبادة الجماعية في غزة"، وقالت اللجنة إن جميع النشطاء مستمرون في إضراب مفتوح عن الطعام "احتجاجاً على احتجازهم القسري".
وأشارت إلى أن بعض النشطاء ضُغط عليهم للتنازل عن حقهم في مقابلة محام. وأوضحت أن ثلاثة من النشطاء وافقوا على إجراءات الترحيل، وهم: أنطونيو ماتزيو من إيطاليا، وغابرييل كاثالا من فرنسا، ويعقوب بيرغر من الولايات المتحدة، كما خضع كل من هويدا عراف وبوب سوبيري، وهما يحملان الجنسية المزدوجة (الأميركية والإسرائيلية)، لتحقيقات من السلطات الإسرائيلية، قبل أن يُطلق سراحهما.
والسبت، اقتحمت قوات من البحرية الإسرائيلية، سفينة "حنظلة" التي تقلّ متضامنين دوليين في أثناء توجهها إلى قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع الفلسطيني، وسيطرت عليها بالكامل واقتادتها إلى ميناء أسدود. وكانت "سفينة حنظلة" وصلت إلى حدود 70 ميلاً من غزة، إذ تجاوزت المسافات التي قطعتها سفن سابقة مثل "مرمرة الزرقاء" التي كانت على بعد 72 ميلاً قبل اعتراضها من إسرائيل عام 2010، وسفينة "مادلين" التي وصلت مسافة 110 أميال، وسفينة "الضمير" التي كانت على بُعد 1050 ميلاً، وفق اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة.
وفي 13 يوليو/ تموز الجاري، أبحرت السفينة من ميناء سيراكوزا الإيطالي، قبل أن ترسو في ميناء غاليبولي في 15 من الشهر نفسه، لتجاوز بعض المشكلات التقنية، لتعاود الإبحار مجدداً في 20 يوليو باتجاه غزة. وليست هذه الحادثة الأولى من نوعها، إذ استولى جيش الاحتلال الإسرائيلي في 9 يونيو/ حزيران الماضي، على سفينة "مادلين" ضمن أسطول الحرية من المياه الدولية، بينما كانت في طريقها إلى قطاع غزة المحاصر لنقل مساعدات إنسانية، واعتقل 12 ناشطاً دولياً كانوا على متنها، ولاحقاً رحّلت إسرائيل الناشطين شرط التعهد بعدم العودة إليها.
ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنّها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ومع الإغلاق الكامل للمعابر ومنع دخول الغذاء والدواء منذ 2 مارس/ آذار الماضي، تفشت المجاعة في أنحاء القطاع، وظهرت أعراض سوء التغذية الحاد على الأطفال والمرضى.
ويأتي ذلك في وقت تشنّ فيه إسرائيل بدعم أميركي حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 205 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
(الأناضول، العربي الجديد)
## وفد "حماس" يغادر الدوحة إلى إسطنبول لبحث تطورات مفاوضات غزة المتعثرة
29 July 2025 03:38 PM UTC+00
غادر وفد حركة "حماس" المفاوض، يوم الثلاثاء، العاصمة القطرية الدوحة متوجهاً إلى تركيا، بهدف بحث "آخر التطورات" بعد تعثر المفاوضات مع إسرائيل بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب ما أفاد مسؤول في الحركة لوكالة "فرانس برس". وقال المسؤول إن "وفداً قيادياً من حركة حماس، برئاسة محمد درويش، رئيس المجلس القيادي للحركة، غادر الدوحة متجهاً إلى إسطنبول، حيث يجري الوفد، الذي يضم أيضاً جميع أعضاء وفد حماس المفاوض برئاسة خليل الحية، عدة لقاءات مع المسؤولين الأتراك حول آخر تطورات مفاوضات الهدنة التي توقفت الأسبوع الماضي".
وجرت مفاوضات غير مباشرة لأكثر من أسبوعين بين وفد إسرائيلي وآخر من حماس، برعاية وسطاء، من بينهم قطر، في محاولة للتوصل إلى هدنة في غزة والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، بعد نحو 22 شهراً على اندلاع الحرب. وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الجمعة، أن حركة حماس "لا تريد اتفاقاً"، فيما كان مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قد أكد، يوم الخميس، فشل المفاوضات، مشككاً في نوايا الحركة.
وقال عضو المكتب السياسي لحماس، باسم نعيم، يوم الجمعة، لـ"فرانس برس"، إن آخر جولات التفاوض تناولت تفاصيل انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة. وذكر مسؤولون آخرون في الحركة أنهم فوجئوا بالتصريحات الأميركية، مؤكدين أن المفاوضات كانت تحقق تقدماً. من جهته، رفض وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، يوم الثلاثاء، ما وصفه بـ"الحملة المضللة" من الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار في غزة والاعتراف بدولة فلسطينية، متجاهلاً مئات الضحايا الذين يسقطون يومياً في القطاع المحاصر.
في السياق ذاته، دعت "حماس" إلى تصعيد الحراك العالمي في الأيام الثلاثة الأولى من الشهر المقبل، ضد استمرار حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، بالتزامن مع سياسة التجويع. وقالت الحركة في بيان: "ندعو إلى تصعيد الحراك الجماهيري العالمي أيام الجمعة والسبت والأحد (1 و2 و3 أغسطس/ آب)، وكل الأيام القادمة، ضدّ استمرار العدوان والإبادة والتجويع الصهيوني في قطاع غزَّة".
كما حثّت الحركة على أن يكون الأحد القادم (الموافق 3 أغسطس)، "يومًا عالميًا لنصرة غزَّة والقدس والأقصى والأسرى في فلسطين"، وذلك وفاءً لزعيمها الأسبق إسماعيل هنية، الذي اغتالته إسرائيل في العاصمة الإيرانية طهران، في 31 يوليو/ تموز 2024. وكان هنية قد دعا في 29 يوليو/ تموز 2024، لأن يكون يوم 3 أغسطس/ آب في ذلك العام، يومًا عالميًا لنصرة غزة.
وطالبت الحركة باستمرار الحراك الجماهيري العالمي في كل "مدن وعواصم العالم، عبر المسيرات الحاشدة، والمظاهرات الغاضبة، ضدّ استمرار العدوان الصهيوني، والإبادة الجماعية، والتجويع المُمنهج بحقّ أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزة". كما أوصت بـ"تصعيد كل أشكال التظاهر والاعتصامات أمام السفارات الصهيونية والأميركية، وسفارات الدول الداعمة للاحتلال، في كل أنحاء العالم، وذلك حتى يتوقف العدوان والتجويع الصهيوني ضد الأطفال والنساء والمرضى والمدنيين الأبرياء".
ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة، حيث شدّدت من إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبّب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية". وحسب أحدث معطيات وزارة الصحة في غزة، فقد بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية حتى الاثنين نحو 147 فلسطينيًا، بينهم 88 طفلًا، منذ 7 أكتوبر 2023.
(فرانس برس، الأناضول)
## نتنياهو: سنفعل كل ما يلزم عبر المفاوضات أو بطرق أخرى لاستعادة المحتجزين
29 July 2025 03:44 PM UTC+00
## حكم بسجن صحافية 12 عاماً في روسيا بتهمة العمل مع نافالني
29 July 2025 03:48 PM UTC+00
حكمت روسيا، الثلاثاء، بالسجن 12 عاماً على صحافية ومتطوعة سابقة لدى المعارض الراحل أليكسي نافالني الذي حظرت موسكو أي تعاون مع منظمات تابعة له.
وتطوعت أولغا كومليفا (البالغة 46 عاماً) في حزب نافالني قبل حظره في عام 2021 باعتباره حزباً "متطرفاً"، وفقاً لمؤسسة ميديازونا الإعلامية المستقلة.
وأدينت الصحافية بانتقادها الجيش الروسي في أثناء تغطيتها الحرب الروسية على أوكرانيا والاحتجاجات المناهضة للحكومة لصالح مؤسسة روس نيوز الإعلامية المستقلة. وزاد الكرملين من قمعه المستمر منذ عقد للإعلام المستقل في خضم حربه في أوكرانيا من خلال فرض قوانين رقابة شاملة، تحظر أي انتقاد للجيش.
وجاء في بيان لمحكمة جنائية في مدينة أوفا وسط روسيا أن المتهمة "شاركت في أنشطة جماعة متطرفة" و"نشرت عمداً معلومات كاذبة عن تصرفات القوات المسلحة". أضافت أن "المحكمة أدانت المتهمة وحكمت عليها بالسجن 12 عاماً"، ولم تعترف الصحافية بالذنب.
ووفقاً لمقطع فيديو نشرته روس نيوز، شوهدت كومليفا وهي تبتسم وتلوّح من داخل "القفص الزجاجي" المخصص للمتهمين بعد سماعها الحكم، وقالت: "أحبكم جميعاً"، متوجهةً إلى من حضروا لدعمها.
وأفادت "ميديازونا" أن كومليفا تعاني من داء السكري وواجهت صعوبة في الحصول على الدواء في أثناء الاحتجاز الاحتياطي.
وقضى أليكسي نافالني الذي صنفته السلطات الروسية "متطرفاً" في عام 2021 داخل سجن في القطب الشمالي في 16 فبراير/ شباط 2024. وحظرت روسيا منظمات نافالني بالطريقة نفسها قبيل شنّ هجومها على أوكرانيا في عام 2022، مستهدفة كل شخص على صلة به.
(فرانس برس)
## ستارمر: لا نساوي بين إسرائيل وحماس ومطالبنا من حماس لا تزال قائمة
29 July 2025 03:53 PM UTC+00
## ستارمر: ندعم جهود الوسطاء في الولايات المتحدة ومصر وقطر لوقف إطلاق النار في غزة وإتاحة الفرصة للأمم المتحدة لإيصال المساعدات
29 July 2025 03:54 PM UTC+00
## ستارمر: بريطانيا ستعترف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر ما لم توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار وحل الدولتين
29 July 2025 03:55 PM UTC+00
## الأردن: حقوقيّون يطالبون ببدائل عن التوقيف قبل المحاكمة
29 July 2025 04:04 PM UTC+00
دعا متخصّصون قانونيّون وحقوقيّون في الأردن إلى تعزيز استخدام بدائل التوقيف قبل المحاكمة، وتعزيز دور النيابة العامة والقضاء في اعتماد هذه البدائل أدوات لتحقيق العدالة، وضمان حقوق المتّهمين.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية نظمتها جمعية "تمكين" للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان (مدنية) بالتعاون مع المعهد الدنماركي لمناهضة التعذيب - ديجنيتي، وبمشاركة عدد من القضاة والمحامين، وممثلي الأجهزة الأمنية والقضائية، وخبراء في القانون والعدالة الجزائية.
تناول المجتمعون الأبعاد المختلفة للتوقيف قبل المحاكمة، بما في ذلك آثاره الاقتصادية والاجتماعية، والأثر الإنساني للتوقيف المطوّل قبل المحاكمة، وما يسبّبه من خسارة للوظائف ووصمة مجتمعية، وتفكّك أسري، وانقطاع عن التعليم، مؤكدين أن الانعكاسات لا تقتصر على الأفراد فحسب، بل تطاول المجتمع بأسره.
وقال عميد كلية الحقوق في جامعة البترا، الدكتور علي الدباس، لـ"العربي الجديد"، إنّ التوقيف قبل المحاكمة يمثل قضية قانونية جوهرية تستدعي مراجعة دقيقة، مؤكداً ضرورة تقليل الاعتماد على الاحتجاز التقليدي، وتعزيز العدالة الجنائية بأدوات بديلة أكثر إنصافاً، وأضاف: "أي توجّه نحو العقوبات البديلة يُعدّ خطوة إيجابية لا بدّ من التوسع فيها، لأن الهدف من العقوبة في الأصل هو الإصلاح، وليس التنفيذ فحسب، وقد تخلق الإجراءات العقابية التقليدية ظروفاً سلبية تُفاقم معاناة الموقوف أو المحكوم بدلاً من تأهيله وإصلاحه".
وأوضح الدباس أن المُشرّع في الأردن وضع بدائل للحبس والتوقيف، "لكن الأهم هو التوسع بتطبيقها، وإذا تبيّن أن هذه البدائل غير كافية، يمكن النظر ببدائل أخرى، كما يجب أن نراعي تقبّل المجتمع لهذه البدائل، إذ لا فائدة من المطالبة ببدائل من دون تطبيقها فعليّاً". ورأى أن قانون منع الجرائم وُضع في الأصل لمنع الجريمة، وليس قانوناً عقابيّاً، و"نلحظ أن كلّ دول العالم لم تعد تنظر إلى العقوبة بوصفها وسيلة لإصلاح الجناة، فإذا كنّا نسعى إلى تخفيف الخطورة الجرمية، لا بدّ من التوجّه نحو الوسائل البديلة، وهي الأجدى والأنجح في الحد من خطورة الأشخاص الذين من المحتمل أن يرتكبوا جرائم في المستقبل".
بدورها، لفتت المديرة التنفيذية لمركز العدل للمساعدة القانونية، هديل عبد العزيز، إلى أن التوقيف يُمارس حاليّاً وكأنه هو الأصل، بينما من الناحية القانونية يجب أن يكون التوقيف هو الاستثناء، وأضافت لـ"العربي الجديد": "لدينا إشكالية حقيقية، ويجب أن نستمر في العمل كمنظومة عدالة متكاملة، إذ هناك تناقض في سياسات العدالة؛ فنحن نتّجه نحو تطبيق العقوبات غير السالبة للحرية، وفي الوقت ذاته نتوسع في التوقيف"، وتابعت: "يجب أن تتّسق السياسات، وأن نُقلِّل من حجز الحرية حفاظاً على حقوق الإنسان"، معتبرة أن الإشكالية في الأردن ليست في التشريعات والقوانين، بل في التطبيق من جهات إنفاذ القانون.
وخلال الجلسة، أكد ممثل نقابة المحامين، المحامي وليد العدوان، أهمية تطوير نظام العدالة الجزائية في الأردن بما يضمن حماية الحريات العامة، وتعزيز منظومة حقوق الإنسان، إلى جانب مكافحة مختلف أشكال الجريمة، وقال: "يجب أن يحصل الأفراد على الحماية القانونية الكاملة، فالمتّهم بريء حتى تثبت إدانته، مضيفاً أن العقوبات والبدائل غير السالبة للحرية تُسهم على نحوٍ فعّال في تعزيز الوصول إلى العدالة.
وأشارت المديرة التنفيذية لجمعية "تمكين"، لندا كلش، إلى أن "موضوع التوقيف قبل المحاكمة يُعدّ من أكثر القضايا حساسية وتأثيراً في منظومة العدالة الجزائية، نظراً لما يترتّب عليه من تبعات قانونية، وإنسانية، واقتصادية على الأفراد والمجتمع والدولة ككلّ، وشددت على أنّ "التوقيف قبل المحاكمة"، بحسب المبادئ الدستورية والمعايير الدولية، يجب أن يُستخدم إجراء استثنائياً لا يُلجأ إليه إلّا في أضيق الحدود، إلّا أن الممارسة العملية تشير لتحوّله في بعض الأحيان إلى عقوبة مبكرة، تُفرَض على المتّهم قبل صدور حكم قضائي نهائي بحقّه.
وشدّد الممثل المقيم للمعهد الدنماركي لمناهضة التعذيب، محمد شما، على أهمية فتح الحوارات بين المجتمع المدني وجهات إنفاذ القانون حول تداعيات اللجوء إلى قرارات التوقيف الإداري قبل المحاكمة وحدودها، والتأثيرات السلبية على المجتمع، إلى جانب أهمية الشراكة المؤسّسية وتعزيز آليات تطبيق بدائل التوقيف قبل المحاكمة ضمن بيئة قانونية عادلة ومتماسكة.
وأكد مدير مديرية الشفافية وحقوق الإنسان في مديرية الأمن العام، العقيد ظاهر سلامة، أن المديرية تعمل ضمن مراكز الإصلاح والتأهيل ومديريات الشرطة، وتحرص على ترسيخ مبادئ الشفافية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، من خلال التواصل المستمر مع المواطنين، وضمان خضوع الممارسات الأمنية للرقابة والمساءلة.
وأشار إلى أن هذه البدائل لا تقتصر على الجوانب الحقوقية فحسب، بل تسهم في تقليل العبء المالي والتشغيلي على الدولة، إذ تشمل تكاليف الاحتجاز توفير خدمات الرعاية الصحية، والغذاء، والإيواء، وغيرها من المتطلبات اليومية داخل السجون.
من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي الدكتور يوسف منصور أن التكلفة الاقتصادية للنزلاء في مراكز الإصلاح والتأهيل تشكل تحدياً كبيراً أمام الحكومات، لما تسبّبه من أعباء مالية متزايدة على الموازنة العامة، خصوصاً في ظلّ التحديات الاقتصادية التي يواجهها الأردن، مشيراً إلى أن التكلفة المباشرة للتوقيف الإداري تشمل نفقات إيواء المحتجزين في مراكز التوقيف والإصلاح، وتبلغ كلفة النزيل الواحد نحو 750 ديناراً شهرياً (نحو 1060 دولاراً أميركيّاً).
من جهتها، قالت ممثلة وزارة العدل، مديرية حقوق الإنسان، الدكتورة حنان الخلايلة، إن نظام المراقبة الإلكترونية يمثل توجهاً حديثاً نحو العدالة العقابية الإنسانية، ويهدف إلى الحد من اللجوء للسجون، مع الحفاظ على التوازن بين الردع والإصلاح، والحد من الآثار الاجتماعية السلبية على الأفراد والأسر.
وتحدثت عن بدائل للعقوبات السالبة للحرية، مثل البرامج التأهيلية، والإقامة الجبرية في المنزل أو في منطقة جغرافية محدّدة، والمراقبة الإلكترونية، إذ يمكن ربط العقوبات البديلة بتدابير إضافية، منها منع السفر، وإلزام المحكوم عليه بتقديم تعهد مالي لعدم التعرّض أو التواصل مع أشخاص أو جهات معينة.
## ستارمر: بريطانيا باشرت إلقاء أولى شحنات المساعدة من طريق الجو فوق غزة
29 July 2025 04:05 PM UTC+00
## مونديال السباحة: ليديكي تواصل كتابة التاريخ وبوبوفيتشي يخطف الذهب
29 July 2025 04:07 PM UTC+00
واصلت السبّاحة الأميركية كايتي ليديكي (28 عاماً) تألقها اللافت، في بطولة العالم للألعاب المائية المقامة في سنغافورة، بعدما أحرزت لقبها العالمي الثاني والعشرين بفوزها بذهبية سباق 1500 متر حرة، اليوم الثلاثاء. وسجّلت ليديكي، التي تُعد من أبرز أساطير السباحة العالمية، زمناً قدره 15:26.44 دقيقة، متفوقة على الإيطالية سيمونا كواداريلا (26 عاماً) بزمن 15:31.79 دقيقة، والأسترالية لاني باليستر (23 عاماً) بزمن 15:41.18 دقيقة.
وباتت ليديكي، التي تُوجت بذهبية هذا السباق في أولمبيادي طوكيو 2021 وباريس 2024، على بُعد أربع ذهبيات فقط من الرقم القياسي التاريخي، الذي يحمله مواطنها الأسطورة مايكل فيلبس (26 لقباً عالمياً). واللافت أن ليديكي تحمل أسرع 24 توقيتاً في تاريخ هذا السباق، آخرها في 2018 حين حطمت رقمها السابق بزمن 15:20.48 دقيقة.
وفي المقابل، خطف بطل أولمبياد باريس 2024، الروماني ديفيد بوبوفيتشي (20 عاماً)، الأنظار بإحرازه الذهبية العالمية الثانية له، وجاء ذلك في سباق 200 متر حرة، إذ سجّل زمناً قدره 1:43.53 دقيقة. وتفوّق بوبوفيتشي على صاحب برونزية باريس 2024، الأميركي لوك هوبسون (23 عاماً)، الذي جاء ثانياً بزمن 1:43.84 دقيقة، وعلى الياباني تاتسويا موراسا (25 عاماً) الذي نال البرونزية بزمن 1:44.54 دقيقة. 
وشهد نهائي سباق 100 متر ظهراً للرجال فوز الجنوب أفريقي، بيتر كوتزي (22 عاماً)، بالميدالية الذهبية بزمن 51.85 ثانية، متقدماً بفارق ضئيل على الإيطالي توماس تشيكون (24 عاماً)، الذي حلّ ثانياً بزمن 51.90 ثانية، بينما أحرز الفرنسي يوهان ندويي بروار (24 عاماً) أول ميدالية عالمية له باحتلاله المركز الثالث بزمن 51.90 ثانية.
ولدى السيدات، واصلت الأسترالية كايلي ماكيون (24 عاماً) سيطرتها على سباقات الظهر، بعدما نالت ذهبية 100 متر ظهراً للمرة الثانية في مسيرتها بزمن 57.16 ثانية، متقدمة على الأميركية ريغان سميث (23 عاماً) بزمن 57.35 ثانية، والأميركية الأخرى كاثرين بركوف (24 عاماً) بزمن 58.15 ثانية. وجاء هذا السباق امتداداً للمنافسة التاريخية بين ماكيون وسميث، إذ كسرت الأخيرة الرقم العالمي، الذي حققته ماكيون عام 2024 (57.13 ث)، قبل أن تخسر أمامها في أولمبياد باريس.
وفي مفاجأة من العيار الثقيل، تُوّجت الألمانية آنا إيليندت (24 عاماً) بذهبية سباق 100 متر صدراً، متفوقة على أبرز المرشحات للقب. وقطعت إيليندت السباق بزمن 1:05.19 دقيقة، متقدمة على الأميركية كايت دوغلاس (23 عاماً) التي جاءت ثانية بزمن 1:05.27 دقيقة، والصينية تشيانتينغ تانغ (22 عاماً)، بطلة العالم السابقة، التي اكتفت بالمركز الثالث بزمن 1:05.64 دقيقة. وهذه الميدالية الذهبية هي الثانية في مسيرة السباحة الألمانية على مستوى بطولات العالم، بعد فضية بودابست 2022 في الفئة نفسها، لتؤكد صعودها بثبات نحو النخبة العالمية في تخصصها.
## ميسي يواجه خليفته.. قمة "الفيناليسيما" تمهّد لصيف المونديال الساخن
29 July 2025 04:14 PM UTC+00
أعلن اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم "كونميبول"، اليوم الثلاثاء، عبر حسابه على موقع إكس، إقامة مباراة "الفيناليسيما" بين بطل كوبا أميركا 2024، منتخب الأرجنتين، ونظيره الإسباني، المتوَّج بلقب يورو 2024، وذلك خلال الأسبوع الثالث من شهر مارس/ آذار 2026، في مواجهة مرتقبة تجمع بطلي القارتين، قبل أشهر قليلة من انطلاق كأس العالم في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
وجاء الإعلان ضمن جدول المنافسات الرسمي، الذي كشف عنه "كونميبول" لعام 2026، إذ أُدرجت للمرة الأولى بشكل رسمي هذه القمة بين "التانغو" و"لا روخا"، بعد اتفاق تم التوصل إليه مؤخراً بين رئيس الاتحاد الأرجنتيني، كلاوديو "تشكي" تابيا (57 عاماً)، ونظيره الإسباني، رافائيل لوزان (58 عاماً). 
Calendario de Competiciones: Torneos CONMEBOL 2026 ➡️#CreeEnGrande
— CONMEBOL.com (@CONMEBOL) July 28, 2025
وبحسب موقع تي واي سي الأرجنتيني، فقد حدد الطرفان الفترة بين 17 و25 مارس 2026 موعداً مبدئياً لإقامة المباراة، مع بقاء مسألة تحديد الملعب محل نقاش، إذ تتنافس ثلاث دول على استضافة الحدث، وهي: الولايات المتحدة، باعتبارها محطة تمهيدية للمونديال، إلى جانب قطر والسعودية، اللتين قدّمتا عروضاً مغرية لتنظيم اللقاء في آسيا، ضمن توجه استثماري رياضي متزايد.
ولكن تبقى إقامة مباراة "الفيناليسيما" مشروطة بتأهل إسبانيا المباشر إلى نهائيات كأس العالم. ففي حال اضطرار "لا روخا" لخوض الملحق الأوروبي، الذي من المقرر أن يُقام في الفترة نفسها، فسيُعاد النظر في الموعد، وربما يُؤجَّل اللقاء إلى ما قبل انطلاق المونديال، وهو خيار غير مرغوب فيه من الطرفين، نظراً لضيق الوقت.
ويترقّب عشاق كرة القدم هذه المواجهة التاريخية، التي قد تشهد أول صدام رسمي بين النجم الأرجنتيني، ليونيل ميسي (38 عاماً)، وخليفته في نادي برشلونة الإسباني، لامين يامال (18 عاماً)، في مباراة يُتوقّع أن تكون بمثابة "نهائي قاري عالمي مصغّر"، تمهيداً لصيف مونديالي ساخن.
## وزير خارجية بريطانيا أمام الأمم المتحدة: الدمار في غزة مفجع والأطفال يتضورون جوعاً وتقليص إسرائيل للمساعدات روّع العالم
29 July 2025 04:15 PM UTC+00
## الدنماركيون لا يغيّرون وجهاتهم رغم تصاعد التهديدات المناخية
29 July 2025 04:22 PM UTC+00
في زمن تتصاعد فيه الظواهر المناخية المتطرفة، من حرائق الغابات والفيضانات إلى موجات الحرّ القاتلة، يفترض أن يعيد السياح حول العالم النظر في خياراتهم الصيفية. لكن الواقع في الدنمارك يُظهر عكس ذلك، إذ لا تزال الوجهات الحارّة في الجنوب تحافظ على جاذبيتها، رغم تحذيرات العلماء وصور الكوارث التي تتصدّر وسائل الإعلام.
دراسة حديثة أجرتها شركة Epinion لصالح هيئة الإذاعة الدنماركية DR، ونُشرت اليوم الثلاثاء، كشفت أن 78% من الدنماركيين لم يغيّروا وجهاتهم السياحية بسبب تغير المناخ، رغم تصاعد المخاطر المرتبطة بالسفر إلى مناطق تعاني من موجات حرّ شديدة. وبحسب نتائج الدراسة، قال فقط 6% من المشاركين إنهم "يوافقون تماماً" على تغيير وجهاتهم السياحية بسبب التغير المناخي، بينما قال 16% إنهم يوافقون في الغالب. في المقابل، رفض 25% هذه الفكرة تماماً، ورفضها 18% في الغالب، فيما بقي 28% دون موقف واضح.
وترى عالمة النفس المناخي، سولفيغ رويبستورف، أن هذه النتائج ليست مفاجئة قائلة: "الناس يملكون نيّات بيئية طيبة، لكنّهم لا يغيّرون سلوكهم إذا تطلب ذلك تنازلات شخصية، خاصة عندما يتعلق الأمر بشيء عاطفي ومهم مثل العطلة"، وتضيف للقناة التلفزيونية دي آر: "الكوارث المناخية تبدو بعيدة عن وعينا ما لم نعشها بأنفسنا. الصور في الأخبار لا تكفي لإحداث تغيير فعلي".
السفر في زمن التغيّر المناخي... كوكب ساخن
لا يتوقف التأثير عند اختيار الوجهة فحسب، بل يتعلق أيضاً بوسيلة النقل. فالسفر بالطائرة يظل من أكثر الأنشطة الفردية تلويثاً للمناخ. وقد قارنت قناة DR بصمة الكربون الناتجة عن 15 وجهة سياحية شهيرة، ليظهر أن الخيار الجوي يفوق القطار أو السيارة بأشواط في الانبعاثات.
بيانات مبيعات شركة السفر TUI تظهر بوضوح أن الحرائق وموجات الحر لم تثنِ السياح الدنماركيين عن التوجه في رحلات تشارتر الجماعية جنوباً، بل إنّ بعض الوجهات شهدت ارتفاعاً كبيراً مقارنة بالعام الماضي: فرنسا: +46%، زاكينثوس (اليونان) +30%، كريت (اليونان) +14%، البرتغال +14%، قبرص +7%، غران كناريا (إسبانيا) +14%.
ويأتي ذلك رغم أن بعض هذه المناطق سجلت هذا الصيف درجات حرارة تجاوزت 46 درجة مئوية، إلى جانب اندلاع حرائق واسعة في مواقع أوروبية عدّة، فضلاً عن ظواهر مناخية متطرفة تمثلت في أمطار غزيرة تسببت في فيضانات وسيول. وقد سبق أن حذّر خبراء المناخ من هذه التداعيات خلال موجة الاحترار التي اجتاحت أوروبا في الشهر الماضي.
العادة أقوى من التحذير
يعلّق عالم الاجتماع البيئي لارس بيترسن من جامعة آرهوس بالقول:"الروتين أقوى من القلق. حتّى لو فهمنا المخاطر نظرياً، فإنّنا نتمسك بما اعتدنا عليه. والتغيير في السلوك يحتاج إلى تغيير في الأعراف الاجتماعية"، ويضيف للقناة التلفزيونية دي آر: "طالما أنّ الناس من حولك يسافرون كالمعتاد، فإن الدافع الشخصي للتغيير سيكون أضعف".
يرى بيترسن أن تشجيع السفر منخفض الانبعاثات، مثل القطارات أو قضاء الإجازات في المناطق المحلية، يتطلب دعماً سياسياً وإعلامياً عبر إبراز قصص إيجابية وتجارب ممتعة لا تعتمد على الطيران البعيد، كما يشير إلى أن التجربة المباشرة للكوارث، كالوجود قرب حريق غابة، يمكن أن يخلق وعياً حقيقياً ومعدياً في محيط الفرد، مشدداً على أنه "حين تشعر بالخطر بنفسك، أو ترى آثاره بعينيك، تتغير رؤيتك وتُصبح جزءاً من التغيير المجتمعي".
بين النيّات والممارسة
في المحصّلة، يبدو أن الوعي البيئي يزداد، لكنه لم يتحول بعد إلى فعل يخفف من الانبعاثات الغازية الضارة. فحرائق كريت اليونانية وحرارة البرتغال وإسبانيا وفرنسا وغيرها لا تكفي وحدها لتعديل بوصلة السياحة الدنماركية، بل يحتاج الأمر على ما يقول خبراء إلى تغيير ثقافي جماعي يدعمه الإعلام والسياسات العامة، وإلى أن يحدث ذلك، قد تبقى العطلات الصيفية كما هي، فيما يتغيّر المناخ... إلى الأسوأ.
 
## ستارمر: سنعترف بدولة فلسطين في سبتمبر ما لم تنه إسرائيل الوضع في غزة
29 July 2025 04:27 PM UTC+00
صرّح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم الثلاثاء، بأنّ المملكة المتحدة ستعترف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر/ أيلول المقبل، ما لم توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة وحل الدولتين. وأصدر داونينغ ستريت بياناً في ختام اجتماع طارئ لمجلس الوزراء بشأن غزة، وبالتطرق إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، قال رئيس الوزراء إنّ "موقف الحكومة الثابت هو أنّ الاعتراف بالدولة الفلسطينية حق غير قابل للتصرف للشعب الفلسطيني، وأننا سنعترف بدولة فلسطينية جزءاً من عملية السلام وحل الدولتين".
وقال إنه "نظراً للوضع المتدهور على نحوٍ متزايد في غزة، وتضاؤل احتمالات عملية السلام نحو حل الدولتين، فقد حان الوقت الآن للمضي قدماً في هذا الموقف"، وتابع أنّ "المملكة المتحدة ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر/ أيلول، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع في غزة، والتوصل إلى وقف إطلاق النار، وتوضيح أنه لن يكون هناك ضمّ في الضفة الغربية، والالتزام بعملية سلام طويلة الأمد تؤدي إلى حل الدولتين"، وأكد أنه "لا يوجد أي تكافؤ بين إسرائيل وحماس وأن مطالبنا من حماس لا تزال قائمة، وهي ضرورة إطلاق سراح جميع الرهائن (المحتجزين) والموافقة على وقف إطلاق النار وقبول عدم لعب أي دور في حكومة غزة ونزع سلاحها".
وأعلن ستارمر، إلقاء مساعدات بريطانية جواً إلى غزة اليوم، مضيفاً أنه يجب دخول 500 شاحنة إلى غزة يومياً. وأكد أنّ السبيل الوحيد لإنهاء هذه الأزمة الإنسانية في نهاية المطاف هو "تسوية طويلة الأمد"، مؤكداً أنه يدعم جهود الوسطاء في الولايات المتحدة ومصر وقطر لوقف إطلاق النار في غزة وإتاحة الفرصة للأمم المتحدة لإيصال المساعدات. وفي حديثه للصحافيين بعد اختتام الاجتماع، بدأ ستارمر حديثه بالقول إنه في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، "ارتكبت حماس أسوأ مذبحة في تاريخ إسرائيل"، مضيفاً أن هذا الرعب مستمر "يومياً منذ ذلك الحين"، وبالانتقال إلى الوضع الحالي، أشار إلى أنّ رُضّعاً جوعى وأطفالاً ضعفاء في غزة لا يستطيعون الوقوف، وهي صور ستبقى في أذهاننا "طوال العمر".
My statement on the humanitarian crisis in Gaza and our plan for peace including the recognition of a Palestinian State. pic.twitter.com/aMUCNwJb9z
— Keir Starmer (@Keir_Starmer) July 29, 2025
من جهته، جدّد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في كلمة أمام الأمم المتحدة في نيويورك، تأكيد التزام بلاده التاريخي بحل الدولتين، محذراً من أن هذا الحل "بات في خطر". واعتبر لامي أن "لا مستقبل لحركة حماس في إدارة قطاع غزة"، مشيراً إلى أن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحل الدولتين "خطأ استراتيجي وأخلاقي". وأضاف أن حكومة حزب العمال ستعترف بالدولة الفلسطينية "إذا لم يتغيّر الوضع على الأرض".
وأكد لامي فخر بريطانيا بوعد بلفور لإقامة وطن قومي لليهود، لكنّه أشار إلى أن حكومة بلاده الحالية اتخذت إجراءات عدّة، من بينها إعادة تمويل وكالة "أونروا"، ووقف ومراجعة عدد من رخص تصدير الأسلحة لإسرائيل، فضلاً عن تمويل مساعدات إنسانية للفلسطينيين بملايين الجنيهات، وتمويل السلطة الفلسطينية، وفرض عقوبات على وزراء إسرائيليين ومستوطِنين في الضفة الغربية المحتلة، إلى جانب وقف محادثات التجارة مع إسرائيل، وإدخال مساعدات إنسانية جواً إلى غزة.
وكان مقرّ الحكومة البريطانية في العاصمة لندن، قد شهد، ظهر اليوم الثلاثاء، تظاهرة دعت لها حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني بالتزامن مع اجتماع الحكومة البريطانية الطارئ الذي دعا له ستارمر غداة لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وحضر المئات أمام داونينغ ستريت مع أواني الطعام التي قرعوها دون توقف في إشارة إلى التجويع الواقع للفلسطينيين في قطاع غزة، في الوقت الذي أصبح فيه المشهد أمام داونينغ ستريت مألوفاً في الأسبوع الأخير، إذ تشهد المنطقة بوتيرة دائمة تظاهرات رافضة لتجويع سكان غزة وتدهور الوضع الإنساني في القطاع.
وانتظر الكثيرون نتائج الاجتماع الطارئ الذي دعا إليه ستارمر وزراءه من العطلة الصيفية في خطوة نادرة، مع تزايد الضغط الشعبي والسياسي على رئيس الحكومة لأخذ إجراءات فعلية، من ضمنها الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وانضم معظم وزراء الحكومة إلى الاجتماع عن بُعد.
وقال سكرتير حملة التضامن مع فلسطين في المملكة المتحدة بن جمال لـ"العربي الجديد" إنّ "إسرائيل لن توقف الإبادة الجماعية، إلّا إذا جرى إجبارها على ذلك. ونحن هنا ندعو الحكومة لما نعتقده الحل الأنسب لوقف الفظائع في غزة وهو الإعلان اليوم عن وقف شامل لتصدير السلاح لإسرائيل، وإنهاء كل التعاون العسكري مع إسرائيل، ووقف كل التجارة مع إسرائيل حتى توقف انتهاك حقوق الإنسان بحق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمة ذلك وقف الإبادة الجماعية"، وأضاف بن جمال: "أمر إضافي بإمكانهم فعله هو تجميد كل الأصول الإسرائيلية في البنوك البريطانية كما فعلت الحكومة عندما غزت روسيا أوكرانيا بصورة غير قانونية. الشعب البريطاني لم يعد يتحمل المشاهد المروعة في غزة".
وفي حديثها لـ"العربي الجديد"، قالت إحدى المشاركات، التي حملت أواني الطعام الخاصة بها وقرعتها أمام داونينغ ستريت "كير ستارمر وديفيد لامي يستمرون بإرسال السلاح لإسرائيل في الوقت الذي تقوم إسرائيل بتجويع الأطفال وجميع السكان في غزة. إسرائيل لا تستريح من قصف غزة. هناك حاجة لفرض عقوبات وعلينا التوقف شراء أمور من إسرائيل أيضاً. ما يحصل غير مقبول ولا يمكن قبوله في عام 2025".
دعوات لتحركات مباشرة بشأن غزة
وقالت الرابطة البريطانية الفلسطينية في رسالة وُجهت اليوم لرئيس الوزراء بأن الاعتراف بفلسطين دولةً أصبح الآن "رمزياً" لأنه "لن ينهي الإبادة الجماعية، ويجب ألّا يُستخدم للتهرب من المساءلة". وطالبت الرابطة المملكة المتحدة بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، وفرض حظر شامل على الأسلحة، إضافة لعقوبات شاملة، وتقلص التبادل التجاري.
وخرج يوم أمس الاثنين المئات من اليهود البريطانيين في تظاهرة أمام مقرّ وزارة الخارجية البريطانية في لندن، للمطالبة بفرض عقوبات مباشرة على إسرائيل. ونظّم الوقفة كل من حركة "ناعمود" و"ماينيجيد" والتي شهدت أيضاً مشاركة من إسرائيليين ضد الإبادة الجماعية في غزة بحسب منشور الحركتَين. وشهد نهاية الأسبوع أيضاً خلال يومَي الأحد والسبت حضوراً كبيراً للمتضامنين مع الفلسطينيين في غزة أمام داونينغ ستريت، وقرعوا أواني الطعام في الوقت الذي خرجت فيه عشرات الوقفات الشبيهة في المملكة المتحدة.
الوزير الأول الاسكتلندي يحثّ ترامب للتحرك
وفي أعقاب لقائه مع ترامب هذا الصباح، تحدث الوزير الأول لاسكتلندا جون سويني إلى هيئات البث عما ناقشاه. وفي ما يتعلق بغزة، قال إنّ الرئيس الأميركي "كان متفهماً لما قلته له بشأن المخاوف العميقة، والأسى الذي تشعر به اسكتلندا، والأزمة الإنسانية في غزة"، وأضاف: "أوجه نداءنا إليه لاستخدام نفوذه، ربما لأنه الشخص الوحيد في العالم القادر على حمل الحكومة الإسرائيلية على القيام بما كان ينبغي عليها فعله منذ زمن طويل، وهو تطبيق وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة".
وعندما سُئل عمّا إذا كان لديه أي شعور بتغيير موقف الرئيس الأميركي، قال سويني إنه شعر أن ترامب "لم يُعارض بأي شكل من الأشكال ما كنت أقوله بشأن الأزمة الإنسانية التي تتكشف في غزة، والتي استمرت على مدى فترة طويلة. لذا؛ فهمتُ من المحادثة أن هذه قضية يشارك فيها بنشاط كبير، لأنه، مثلنا جميعاً، يرى الصور المروعة القادمة من غزة، وأردت بالتأكيد التأكّد من أنه يعلم أن اسكتلندا تريد منه أن يفعل شيئاً حيال ذلك".
## لامي: سنعترف بدولة فلسطين إن لم تتحرك إسرائيل لإنهاء الموقف المروع في غزة وتلتزم بالسلام القائم على حل الدولتين
29 July 2025 04:28 PM UTC+00
## قائد نهضة بركان يتشبث بالرحيل و"العربي الجديد" يكشف خفايا القرار
29 July 2025 04:30 PM UTC+00
فاجأ قائد نهضة بركان لكرة القدم، البوركينابي، يوسوفو دايو (33 عاماً)، المدرب التونسي، معين الشعباني (43 عاماً)، بطلب إنهاء تجربته الاحترافية مع النادي، من أجل الانضمام إلى أحد الفرق القطرية في مرحلة الانتقالات الصيفية الحالية، بعد تسع سنوات قضاها محترفاً في الدوري المغربي، قدم فيها أداءً باهراً.
ويبدو أن أيام قائد منتخب بوركينافاسو، يوسوفو دايو، أصبحت معدودة في نادي نهضة بركان، بعدما أبلغ رئيس الفريق حكيم بنعبد الله برغبته النهائية في الرحيل وعدم استعداده للبقاء إلى حين نهاية عقده الذي جدده في وقت سابق، وذلك في ظل توصله بعروض مغرية، وبخاصة من قطر والبحرين.
وأفادت معلومات حصل عليها "العربي الجديد"، الثلاثاء، من مصدر من إدارة النادي البركاني، بأن النجم يوسوفو دايو تشبث بقرار المغادرة رغم كل المحاولات المبذولة لثنيه عن ذلك، خصوصاً بعد الحديث عن توصله بعرض قطري وصف بالمغري، ولهذا السبب غاب عن تدريبات الفريق البرتقالي منذ ثلاثة أيام، وأضاف المصدر قائلاً: "يبدو أن رئيس نهضة بركان حكيم بنعبد الله تفهم رغبة اللاعب يوسوفو دايو في الرحيل، ولن يعترض على ذلك، تقديراً لما قدمه من تضحيات طوال السنوات التي أمضاها في النادي".
لكن مصدراً خاصاً كشف لـ "العربي الجديد" أن وراء إصرار يوسوفو دايو على الرحيل دوافع خفية، من بينها عدم انسجامه مع حارس منتخب المغرب منير المحمدي (35 عاماً)، إذ يرى كل منهما نفسه القائد الحقيقي الذي عليه أن يؤثر في المجموعة، ففي الوقت الذي يستند فيه المحمدي إلى مكانته الدولية حارساً لمنتخب أسود الأطلس، وأيضاً تجربته الاحترافية في أندية أوروبية وعربية عملاقة، يتشبث المدافع يوسوفو دايو بضرورة احترام مكانته قائداً لمنتخب بوركينافاسو، بالإضافة إلى عامل آخر قد يكون الدافع الأساسي للتمسك بقرار المغادرة، ويتمثل بتعاقد نهضة بركان مع المدافع التونسي أسامة الحدادي (33 عاماً)، بإلحاح من المدرب معين الشعباني، إذ يخشى النجم البوركينابي ألا تمنح له دقائق لعب كافية للاستعداد الجيد لبطولة كأس أمم أفريقيا المقررة إقامتها في المغرب ما بين 21 ديسمبر/كانون الأول و18 يناير/كانون الثاني القادمين.
## اشتباك مسلح في العريش للمرة الأولى منذ سنوات يثير القلق
29 July 2025 04:31 PM UTC+00
في تطور ميداني هو الأول من نوعه منذ سنوات، شهدت مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء شرقي مصر، اشتباكاً مسلحاً بين مجموعتين مجهولتين، ما أعاد إلى الأذهان مشاهد العنف التي عانت منها المنطقة في ذروة نشاط تنظيم "داعش" الإرهابي، قبل أن تتمكن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية من القضاء عليه إلى حدّ بعيد. وبحسب ما أفادت به مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، اندلع الاشتباك في وضح النهار يوم الثلاثاء، في شارع الخزان، أحد الشوارع الحيوية وسط مدينة العريش، واستخدم فيه المسلحون الأسلحة النارية بشكل كثيف، ما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين، واختطاف شخص لم تُعرف هويته بعد.
وأكدت المصادر ذاتها أن "الاشتباك جرى بين مجموعتين مسلحتين يُعتقد أنهما تنتميان إلى جهات قبلية مختلفة"، لافتة إلى أن المسلحين كانوا يستقلون سيارات دفع رباعي تُشبه تلك التي تمتلكها بعض قبائل سيناء، ما زاد من الغموض حول هوية الأطراف المتورطة ودوافع الاشتباك. ورغم خطورة الحادثة وموقعها داخل المدينة، فإن قوات الأمن لم تكن حاضرة في لحظة الاشتباك، وفقاً لروايات شهود عيان تحدثوا لـ"العربي الجديد"، وهو ما أثار تساؤلات واسعة بين الأهالي حول أسباب غياب الحضور الأمني في منطقة يُفترض أنها تخضع لرقابة مشددة.
وعقب الاشتباك، شهدت محافظة شمال سيناء استنفاراً أمنياً لافتاً، إذ شددت القوات الأمنية من إجراءاتها على مداخل ومخارج المحافظة، ونُصبت العديد من الكمائن في الطرق الرئيسية والميادين العامة في العريش ومدن المحافظة الأخرى. وبدت حالة من التوتر والاستنفار واضحة في الشوارع، في ظل استمرار التحقيقات الأمنية ومحاولات تعقب المسلحين.
ويأتي هذا التطور بعد سنوات من الهدوء النسبي الذي شهدته مدينة العريش، عقب الحملات العسكرية والأمنية الموسعة التي نفذتها الدولة للقضاء على نشاط تنظيم "داعش" في المنطقة، والتي أفضت إلى تقليص عملياته المسلحة إلى حدّ كبير، وتحسن الوضع الأمني في المحافظة.
ويخشى مراقبون من أن تؤدي مثل هذه الحوادث إلى تقويض الاستقرار الهش الذي بدأت تنعم به بعض مدن شمال سيناء، خصوصاً في ظل ما يعتبره البعض غياباً للتنمية الحقيقية وتراجع مستوى الخدمات، ما يفتح المجال لنشاط جماعات مسلحة أو مواجهات ذات طابع ثأري أو جنائي. ولا تزال الجهات الرسمية حتى اللحظة تلتزم الصمت حيال الحادثة، فيما ينتظر الأهالي توضيحاً من وزارة الداخلية أو القوات المسلحة بشأن هوية المتورطين والإجراءات التي ستُتخذ لضمان عدم تكرار هذه المشاهد في العريش أو غيرها من مدن المحافظة.
## فاتورة باهظة.. مصر تخطط لعقد صفقات غاز جديدة لتعويض العجز
29 July 2025 04:32 PM UTC+00
كشفت وكالة بلومبيرغ، نقلا عن مصادر مطلعة، أن الحكومة المصرية تعتزم شراء كميات إضافية من الغاز الطبيعي المسال تتجاوز الاتفاقات الحالية الممتدة حتى عام 2028، في خطوة تهدف إلى سد فجوة متزايدة في الإمدادات المحلية الناتجة عن تراجع الإنتاج وتزايد الطلب. ووفقا للمصادر، فإن فاتورة واردات مصر من الغاز المسال والمنتجات البترولية ستصل هذا العام إلى نحو 20 مليار دولار، مقارنة بـ 12.5 مليار دولار في 2024، ما يزيد الضغوط على الحساب الجاري والاحتياطيات الأجنبية، ويطرح تحديات تمويلية إضافية بعد حصول البلاد على حزمة دعم بقيمة 57 مليار دولار العام الماضي.
وتشير بيانات معهد الطاقة الإحصائي العالمي إلى أن إنتاج مصر من الغاز الطبيعي سجل انخفاضا حادا في السنوات الأخيرة. وبحسب البيانات بلغ إنتاج الغاز الطبيعي ذروته بعد عام 2015 عند نحو 70 مليار متر مكعب سنويا، لكنه انخفض بشكل متسارع ليصل في النصف الأول من 2025 إلى قرابة 45 مليار متر مكعب، وهو أدنى مستوى له منذ عام 2016. ويعزى هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى نقص الاستثمارات في عمليات الاستكشاف والتطوير، وتراجع أداء حقل "ظهر" الذي يشكل العمود الفقري للإنتاج المحلي، بحسب ما نقلته الوكالة عن مصادر في قطاع الطاقة. كما أظهرت بيانات بلومبيرغ أن الميزان الفصلي لصادرات الغاز الطبيعي المسال بدأ يتحول من الفائض إلى العجز اعتبارا من أواخر 2024، ليتفاقم في 2025 إلى مستويات تصل إلى سالب 3 ملايين طن متري في بعض الفصول. وتوضح البيانات أن هذا التحول يعكس نقصا فعليا في المعروض، أجبر الحكومة على تقليص إمدادات الغاز المخصصة لبعض الصناعات، واللجوء إلى السوق العالمية لتأمين الواردات عبر عقود فورية وطويلة الأجل.
مصر تتفاوض مع قطر
وعقدت مصر، بحسب "بلومبيرغ"، اتفاقات مع شركات كبرى مثل أرامكو السعودية، ترافيغورا، وفيتول لتوريد نحو 290 شحنة من الغاز المسال بدءًا من يوليو 2025 وحتى نهاية 2028، في وقت تتواصل فيه المفاوضات مع قطر لتوقيع عقود توريد طويلة الأجل. وتشير مصادر مطلعة إلى أن أسعار هذه العقود أعلى من الأسعار التفضيلية للغاز الإسرائيلي الذي يسعر بأقل من 6 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، ما يزيد العبء المالي على الموازنة العامة في ظل ارتفاع تكلفة خدمة الدين وانخفاض العائدات من قناة السويس بسبب اضطرابات البحر الأحمر. وقال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المؤقت في مجموعة الأزمات الدولية، ريكاردو فابياني، إن "عجز الغاز الطبيعي سيكون من أكبر الأعباء على الحساب الجاري والسيولة الدولارية في مصر خلال السنوات المقبلة". وتؤكد الوكالة أن هذا التحول يعقد جهود الحكومة في تحقيق استقرار اقتصادي مستدام، خاصة في ظل التزاماتها الجديدة تجاه المستثمرين وسعيها لسداد المتأخرات المستحقة لشركات الطاقة الأجنبية.
وتواجه الحكومة المصرية أزمة معقدة الأبعاد؛ إذ إن الطلب على الكهرباء يرتفع بوتيرة متسارعة بفعل النمو السكاني المتواصل، وموجات الحر الشديدة التي أدت إلى توسع استهلاك أجهزة التكييف. وبينما نجحت الحكومة مؤقتا في تقليص انقطاعات الكهرباء من خلال زيادة واردات الغاز، فإن هذا الحل قصير الأجل يطرح تحديات كبيرة على صعيد التمويل والاستدامة. وتشير بيانات بلومبيرغ إلى أن مصر اضطرت في أكثر من مرة إلى تقليص إمدادات الغاز للصناعات، بما فيها مصانع الأسمدة، ما أثار انتقادات من رجال أعمال بارزين مثل نجيب ساويرس الذي قال في مقابلة تلفزيونية: "الاعتماد على الغاز الإسرائيلي خطر، وقطع الإمدادات عن مصانع الأسمدة يؤثر على الزراعة والصادرات".
التعافي لن يتحقق قبل 2030
وقال محللو وود ماكنزي إن استعادة الاكتفاء الذاتي في إنتاج الغاز تتطلب استكشافات ضخمة وجولات حفر جديدة قد تستغرق من 4 إلى 6 سنوات على الأقل قبل أن تدخل حيز الإنتاج. وأشار المحلل مارتين ميرفي إلى أن مصر "ستحتاج إلى إبرام عقود طويلة الأجل في الوقت الحالي لتأمين الإمدادات، حتى وإن كانت بأسعار مرتفعة"، مؤكدا أن "خفض الكلفة يتطلب تثبيت الوضع كمستورد على المدى الطويل". وتشير التقديرات الأولية إلى أن تأمين الطلب الداخلي من الإنتاج المحلي قد لا يتحقق قبل عام 2030، حتى مع تحقيق اكتشافات جديدة. وفي ظل الواقع الحالي، تبقى الواردات خيارا مفروضا، رغم كلفتها المرتفعة، وهو ما يعيد صياغة سياسة الطاقة المصرية على أساس "الاعتماد المرحلي على الاستيراد".
وكانت مصر قد عادت إلى تصدير الغاز المسال في عام 2019 بفضل اكتشاف حقل "ظهر" العملاق التابع لشركة "إيني" الإيطالية، بعد سنوات من التوقف بسبب نقص الإمدادات. وقد بلغت صادرات الغاز ذروتها عام 2022 مع ارتفاع الأسعار الأوروبية إثر الحرب الروسية الأوكرانية، محققة إيرادات بلغت 8.4 مليارات دولار مقارنة بـ3.5 مليارات دولار في عام 2021. لكن هذه المكاسب لم تدم، إذ بدأ الإنتاج المحلي بالتراجع السريع عام 2023، وتحديدا من حقل "ظهر". وأكدت "إيني" أن الإنتاج حاليا خارج الذروة ويتماشى مع توقعات الحقول المماثلة عالميا، رغم أنها امتنعت عن التعليق على الأرقام الحالية.
## وزير خارجية بريطانيا: ما نحاول فعله هو التأثير على الموقف على الأرض وحان الوقت لوقف إطلاق النار في غزة
29 July 2025 04:39 PM UTC+00
## صيف مزدحم في أتلتيكو مدريد: تعاقدات جديدة وخروج متوقّع لنجوم كبار
29 July 2025 04:43 PM UTC+00
يعمل نادي أتلتيكو مدريد الإسباني على مواصلة تعزيز صفوفه خلال سوق الانتقالات الصيفي الحالي، في ظل رغبة واضحة من الإدارة لإعادة تشكيل الفريق قبل انطلاق الموسم الكروي الجديد. وقد أبرم "الروخيبلانكوس" سبعة تعاقدات جديدة حتى الآن، مع تسجيل مغادرة بعض الأسماء البارزة عن التشكيلة، أبرزها لاعب الوسط الأرجنتيني رودريغو دي بول الذي انتقل إلى إنتر ميامي الأميركي، وزميله الإسباني ساؤول نيغيز الذي انضم إلى فلامنغو البرازيلي. وتأتي هذه التغييرات ضمن خطة شاملة في صيف مزدحم، تهدف إلى التجديد وتحقيق التوازنين المالي والفني في آن واحد.
ووفقاً لما كشفته صحيفة آس الإسبانية، أمس الاثنين، فقد نجح أتلتيكو مدريد أخيراً في حسم صفقة قلب الدفاع التي طال انتظارها، حيث تعاقد مع مدافع فاينورد الهولندي، السلوفاكي دافيد هانكو، في خطوة أنهت رحلة بحث طويلة عن تعزيز الخط الخلفي. ولم تكن هذه الصفقة سوى جزء من موجة تدعيمات قوية قام بها النادي الإسباني خلال شهر واحد، شملت التعاقد مع الإسبانيين، أليكس باينا ومارك بوبيل، إلى جانب الأميركي جوني كاردوسو، والأرجنتيني تياغو ألمادا، والإيطالي ماتيو روجيري، وقبلهم حارس المرمى الأرجنتيني خوان موسو، في صفقات تجاوزت قيمتها الإجمالية حاجز 150 مليون يورو.
وأضافت الصحيفة أن مسؤولي نادي أتلتيكو مدريد بقيادة المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني، قد قرروا إيقاف تحركاتهم مؤقتاً في سوق الانتقالات، مع ترك الباب مفتوحاً لاحتمال استئناف المفاوضات خلال الأيام المتبقية، إن لتدعيم الدفاع أو التعاقد مع جناح جديد، ولكن التركيز الحالي منصبّ على تقليص عدد اللاعبين في القائمة النهائية التي ستخوض غمار منافسات الموسم المقبل، خصوصاً بعد خروج دي بول وساؤول، وسط توقعات بأن تضم قائمة المغادرين أسماءً جديدة في وقت قريب.
وبعد إتمام الصفقة السادسة خلال الميركاتو الصيفي الجاري، تحوّل تركيز إدارة أتلتيكو مدريد نحو تقليص كتلة الأجور المرتفعة داخل الفريق، فقد غادر بالفعل عدد من الأسماء، من بينهم سيزار أزبيليكويتا، ورودريغو ريكيلمي، وأكسيل فيتسل، ورينيلدو ماندافا، بالإضافة إلى دي بول وساؤول، ويُتوقع أن يتواصل مسلسل الخروج ليشمل لاعبين آخرين. ويُعد النجم الفرنسي توماس ليمار من أبرز المرشحين للرحيل، ولا سيما بعد خروجه من حسابات المدرب دييغو سيميوني، وتفكّر الإدارة بجدية في خيار إعارته لأحد أندية الدوري الإسباني، خصوصاً في ظل تراجع قيمته السوقية نتيجة الإصابات المتكررة وانخفاض مستواه في المواسم الأخيرة.
ومن بين الأسماء الأخرى التي تقترب من مغادرة الفريق، الجناح البرازيلي سامويل لينو، الذي لم يمضِ وقت طويل منذ انضمامه إلى أتلتيكو مدريد، حيث تشير التقارير إلى اقتراب انتقاله إلى فلامنغو مقابل نحو 25 مليون يورو. وتواصل الإدارة تقييم مستقبل اللاعب الشاب كارلوس مارتين بعد نهاية فترة إعارته مع ديبورتيفو ألافيس، إذ يُدرس خيار إعارته من جديد أو بيعه نهائياً، ويبدو أن خيتافي هو الأقرب للحصول على خدماته، في ظل اهتمام واضح من عدة أندية في الدوري الإسباني بضمه خلال الأيام المقبلة.
## مراسل "العربي الجديد": وصول قافلة الإجلاء من السويداء إلى معبر بصرى الشام في ريف درعا جنوبي سورية
29 July 2025 04:55 PM UTC+00
## مراسل "العربي الجديد": قافلة الإجلاء من السويداء تضم 355 شخصاً بينهم مصاب واحد وأشخاص أجانب كانوا عالقين داخل المحافظة
29 July 2025 04:56 PM UTC+00
## "الأناضول": وزير الخارجية السعودي يعلن اعتماد الوثيقة الختامية لمؤتمر حل الدولتين التي تتضمن "إطاراً متكاملاً قابلاً للتطبيق"
29 July 2025 04:56 PM UTC+00
## المركزي اليمني يستعد لتنفيذ أنظمة المدفوعات وتتبع حركة الأموال
29 July 2025 04:59 PM UTC+00
يستعد البنك المركزي اليمني في عدن لإطلاق مشروع أنظمة المدفوعات وتنفيذه، وهو الذي أقره مجلس إدارة البنك الدولي أخيراً دعماً لليمن وللبنك المركزي في الحكومة المعترف بها دولياً على وجه التحديد، والهادف إلى تقوية وتحديث القطاع المالي والمصرفي اليمني. وهي خطوة أخرى في سياق الإصلاحات التي أعدها البنك المركزي في عدن والمتوافق على تنفيذها مع الحكومة، وذلك بعد لجنة تمويل وتنظيم الاستيراد، وقرار تثبيت سعر صرف الريال السعودي عند 757 ريالاً للشراء و760 ريالاً للبيع، وما يعادل ذلك على بقية العملات الأجنبية.
وأكد المستشار الاقتصادي في مكتب رئاسة الجمهورية بعدن، فارس النجار، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن مشروع نظام المدفوعات عبارة عن بنية تحتية مالية ومصرفية تهدف إلى عدة أمور، أهمها العمل على تنظيم حركة الأموال، سواء كان بين البنوك أو بين الصرافين أو الجهات الحكومية أو الأفراد، والمعنى من تنفيذه هنا، توحيد المعاملات المالية من تحويلات ورواتب ومدفوعات حكومية، رسوم وضرائب من خلال نظام رقابي إلكتروني يشرف عليه البنك المركزي. وأضاف أن الهدف من كل ذلك تقليص الاعتماد على الكاش وتشجيع التعامل الإلكتروني، لذا فإن هناك أهمية كبيرة لهذا النظام لتمكين البنك المركزي من تتبع حركة الأموال وتدفقها لحظة بلحظة، وتتبع التحويلات المرتبطة بشبكة غسل الأموال والداعمة للإرهاب، فضلاً عن أنه كلما زاد الاعتماد على التعامل النقدي الإلكتروني استطعت مكافحة الفساد وفرص التلاعب وتخفيفهما، وتقليص مستويات التهرب الضريبي والجمركي.
وناقش وفد من البنك الدولي زار عدن أخيراً، التحضيرات للبدء بتنفيذ مشروع أنظمة المدفوعات الذي أقره مجلس إدارة البنك الدولي دعماً للبنك المركزي اليمني، إضافة إلى بحث العديد من الخطط والبرامج التي ينوي البنك الدولي تنفيذها في القطاعات المختلفة التنموية والخدمية والمالية في الجمهورية اليمنية. وقال النجار إن خطوة مهمة مثل هذه تأخرت كثيراً، حيث كان من المفترض تنفيذها بعد نقل البنك المركزي اليمني إلى عدن نهاية عام 2016، وهي خطوة بالاتجاه الصحيح لتأسيس بنية تحتية مالية ونقدية ومصرفية متينة. واستعرض اللقاء الذي عُقد مع وفد البنك الدولي، التطورات الاقتصادية بمحاورها الرئيسية، وأهمها التطورات المالية والنقدية، بعد توقف صادرات النفط وانحسار المساعدات الرسمية والإنسانية وانعكاساتها على استقرار الأسعار وتدني مستوى الخدمات والتدخلات المطلوبة من قبل السلطات لاستعادة التوازن وتحقيق الاستقرار، ولو في حدوده الدنيا، والدور المحوري الذي يلعبه البنك الدولي في التخفيف من آثار التبعات المترتبة عن الصعوبات الاقتصادية عبر تدخلاته المختلفة التنموية والإنسانية بصورة مباشرة وغير مباشرة.
وكان البنك المركزي اليمني في عدن قد قدّم منذ فترة، بحسب تأكيد مصدر مصرفي مسؤول، خطة شاملة تحتوي على برامج الإصلاح الاقتصادي والمالي والنقدي ومشاريعه، وهي حالياً بتصرف المكونات الرئاسية للنظر فيها وإقرارها، وذلك في ظل تدهور كبير ومتواصل في سعر صرف العملة المحلية، حيث تبذل السلطات النقدية الحكومية في عدن جهوداً كبيرة لاحتواء هذا الانهيار والاضطراب في سعر صرف الريال مقابل العملات الأجنبية، وإعادة الدورة النقدية التي تتيح ارتباط الموارد العامة بالبنك المركزي الذي يشكو من عدم القدرة على القيام بوظائفه المالية والنقدية بسبب فقدان الإيرادات العامة، حيث لا يصل إلى البنك لا يغطي 25% من الالتزامات بحسب تصريحات صحافية لمحافظ البنك المركزي اليمني في عدن.
ويرى المستشار الاقتصادي في رئاسة الجمهورية، أن مشروع أنظمة المدفوعات بإمكانه المساهمة بشكل غير مباشر في ضبط سعر صرف العملة المحلية، لأن ضبط حركة الأموال والإيرادات ووضع حدّ للمضاربة، يأتي نظام المدفوعات للمساعدة في تحقيق ذلك. لكن هناك خطوات أخرى مهمة لتنمية الإيرادات تساهم في ضبط سوق الصرف وفق حديث النجار لـ"العربي الجديد"، من خلال توسيع الأنشطة الاقتصادية وعودة صادرات النفط، وتكرير النفط محلياً؛ فهذه أسباب أخرى جوهرية باعتبارها مصادر النقد الأجنبي، إلى جانب تحويلات المغتربين والدعم الخارجي وتفعيل أدوات الرقابة على أسواق الصرف.
في السياق، ناقشت اللجنة العليا للموارد السيادية والمحلية في اجتماع طارئ ونادر لها، الاثنين 28 يوليو/ تموز، الأوضاع الاقتصادية والمالية الراهنة، وبرنامج الإصلاحات الاقتصادية والمالية، وآلية تنفيذها من قبل الحكومة والبنك المركزي، والتدابير الكفيلة بتعزيز الموارد وتفعيل المؤسسات الإيرادية للدولة، وفقاً للتقرير المُقدَّم من وزارة المالية، الذي استعرضت فيه الوضع المالي العام للدولة، ومستوى العجز القائم في الموازنة العامة، والخطوات الممكنة لسدّ هذا العجز. كذلك ناقش الاجتماع مشروع خطة تنفيذية لعمل اللجنة خلال النصف الثاني من عام 2025، التي تضمنت أولويات عاجلة لمعالجة الاختلالات في المؤسسات الإيرادية السيادية، وفي مقدمتها مصلحتا الجمارك والضرائب، وتفعيل الأجهزة الرقابية، وإعادة ترتيب آليات التحصيل، وتوسيع قاعدة الموارد المحلية والسيادية.
## غفارديول يفاجئ الجميع: تجربة عسكرية تمهيداً لعودة قوية مع السيتي
29 July 2025 05:00 PM UTC+00
ظهر مدافع منتخب كرواتيا ونادي مانشستر سيتي الإنكليزي، يوشكو غفارديول (23 عاماً)، بشكل مختلف كلياً خلال عطلته الصيفية، بعدما استبدل ملاعب كرة القدم بساحات المعارك، حيث خاض ما وصفه أنه تحضير ذهني وبدني مثالي استعداداً للموسم الجديد، من خلال تجربة فريدة تحاكي المهام العسكرية الخاصة، وذلك بعدما قرّر أن يُخرج ألعاب الفيديو من الشاشة إلى أرض الواقع، ليخوض مغامرة غير مألوفة أثارت إعجاب المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وشارك غفارديول متابعيه عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، أمس الاثنين، صوراً من مشاركته في فعالية نظمتها الفرقة التاسعة للكوماندوز، وهي شركة سياحية متخصصة تدّعي أنها الأولى من نوعها في تحويل ألعاب الحرب الشهيرة إلى تجارب حقيقية، وقد كتب المدافع الكرواتي في تعليقه على الصور قائلاً: "لطالما أردت أن أعرف كيف يشعر المرء عندما يكون جزءاً من وحدة قوات خاصة، وينفذ مهمة كوماندوز حقيقية".
وظهر غفارديول في الصور مرتدياً زياً عسكرياً مموهاً بالكامل، بينما يحمل سلاحاً هجومياً، ما جعله يبدو أشبه بجندي محترف يصعب التعرف عليه من النظرة الأولى. ولم تكن هذه المغامرة مجرد نشاط ترفيهي، بل بدت وكأنها وسيلة غير تقليدية لاستعادة الحماس والتركيز، بعد موسم معقّد لمانشستر سيتي، الذي أنهى منافسات البريمييرليغ في المركز الثالث خلف ليفربول بفارق 13 نقطة، وودّع دوري أبطال أوروبا من الملحق على يد ريال مدريد الإسباني، كما خرج من مونديال الأندية بخسارة مفاجئة أمام الهلال السعودي في الدور ربع النهائي.
ووفقاً لصحيفة ذا صن البريطانية، فإن هذه المغامرة التي خاضها نجم لايبزيغ الألماني السابق تمنح المشاركين فرصة لخوض تجربة حربية واقعية بكل تفاصيلها، وتشمل الفعالية تزويدهم بمعدات عسكرية كاملة مماثلة لتلك التي ظهر بها اللاعب الكرواتي، من الزي الميداني إلى الأسلحة التي تحاكي الواقع. وتُنظم هذه الأنشطة ضمن باقات سياحية فاخرة تُقام في كرواتيا وتمتد لعدة أيام، وتُعد تجربة استثنائية لعشّاق المغامرات الحربية، بأسعار تبدأ من نحو سبعة آلاف جنيه إسترليني.
وفي الوقت الذي بدأت فيه معظم أندية الدوري الإنكليزي الممتاز استعداداتها للموسم الجديد، لم يلتحق لاعبو مانشستر سيتي بعد بمعسكرهم التدريبي، عقب مشاركتهم في كأس العالم للأندية التي أُقيمت في الولايات المتحدة الأميركية أخيراً، ومن المقرر أن يستأنف الفريق السماوي نشاطه خلال الأيام القليلة المقبلة، تحضيراً لانطلاق البريمييرليغ، حيث يستهل رفاق النجم النرويجي إيرلينغ هالاند مشوارهم في المسابقة بمواجهة وولفرهامبتون في السادس عشر من أغسطس/ آب المقبل.
## ريجينا سبيكتور تطرد المتضامنين مع الفلسطينيين من حفلها
29 July 2025 05:07 PM UTC+00
طردت المغنية الأميركية الروسية ريجينا سبيكتور من حفلها المتضامنين مع الفلسطينيين ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة. وذكرت مجلة نيو ميوزيكال إكسبريس الفنية البريطانية، اليوم الثلاثاء، أن الفنانة كانت تغني في حفل في بورتلاند في 26 يوليو/تموز، قبل أن يتوقف الحفل إثر تزايد هتافات "الحرية لفلسطين" بين الجمهور. وفي مقطع فيديو صوّره أحد المعجبين، ظهرت ريجينا سبيكتور وهي تقول لأحد الهاتفين "أنت تصرخ على يهودية. لا أعلم ماذا يعتقد أنه يفعل. أنا أقدّر حقاً وجود الأمن. لقد مررنا بوقت عصيب للغاية الليلة الماضية، عندما قلت شالوم عليكم".
ريجينا سبيكتور المعروفة بانحيازها لإسرائيل وانتقادها للتضامن مع الفلسطينيين عبّرت عن ارتياحها عندما سمعت بأن المتظاهرين يغادرون المكان، وقالت معلّقةً: "ظننتُ أن هذا مختلف عن الإنترنت. هذه هي الحياة الحقيقية". قبل أن يقول أحد المحتجين: "أنا أشاهد أطفالاً يموتون. هذا مؤلم". رداً عليه طردت سبيكتور المتضامين: "أعتقد أن عليك الذهاب لأن هذا ليس المكان المناسب لمثل هذه المحادثة. أنا شخص حقيقي جئت إلى هنا لأعزف الموسيقى. إذا أراد أي شخص المغادرة، فهذه فرصتكم. هل هناك أي شخص آخر يريد أن يغادر؟ يمكنكم ذلك". وقد ظهر حاضرون من الجمهور يغادرون فعلاً.
ريجينا سبيكتور في دور الضحية
انتقلت الفنانة فوراً إلى التحدث بلغة الضحية، إذ قفزت إلى موضع هجرتها إلى الولايات المتحدة من الاتحاد السوفييتي عندما كانت طفلة، قائلة: "السبب الوحيد الذي يجعلني أتحدث الإنكليزية هو أنني جئت إلى هنا هرباً من هذا الوضع المزري. أنا أتحدث الإنكليزية فقط لأنني جئت من بلد كان الناس فيه يعاملون اليهود كأشخاص من نوع آخر"، وبالرغم من أنه من المعروف أن الفنانين اليهود لا يواجهون أي مشاكل تذكر في عالم الترفيه الأميركي ادّعت قائلة للجمهور: "والآن أنا أتعرض للتهميش هنا".
لكن تحت مقطع طرد المتضامنين مع الفلسطينيين انتقد المعلّقون تصرّف سبيكتور. قال أحد المعلّقين في "يوتيوب": "يا فتاة، إلى أي مدى أنت بعيدة عن الواقع؟ هناك إبادة جماعية تحدث وأنت تعتقدين أنها مجرد تعليقات على يوتيوب؟"، وقال تعليق ثانٍ: "إنها سيئة للغاية. لا أصدق أنني كنت من معجبيها"، ولفت معلّق: "استمعوا إلى أغنيتها Edit وأخبروني أنها ليست استعراضاً مثيراً للاشمئزاز من منظور صهيوني"، وتساءل تعليق آخر: "لا أفهم كيف يمكن لفنانين أن يعارضوا حرية الناس في الاحتجاج. بدلاً من حل الموقف، أصبحت ريجينا عدوة أخرى للفلسطينيين الذين لهم كل الحق في الغضب والمطالبة بإدانة إسرائيل".
## برشلونة يتكبد خسائر مالية بسبب فشل بث مباراة فيسيل كوبي
29 July 2025 05:07 PM UTC+00
تكبّد نادي برشلونة الإسباني خسائر مالية غير متوقعة، بسبب فشل بث المباراة الودية الأولى للفريق أمام فيسيل كوبي الياباني، ضمن استعداداته للموسم الكروي الجديد، وقد رافق هذه المواجهة الكثير من الجدل، بداية من إخفاق الجهة المنظمة في تنفيذ بنود العقد، قبل أن يُصحح الوضع جزئياً، ومن ثم وصل الأمر إلى المشاكل التقنية التي واجهت الآلاف من المشجعين خلال محاولاتهم لمشاهدة البث المباشر.
وذكرت صحيفة ماركا الإسبانية، أمس الاثنين، أن نادي برشلونة قرّر إعادة الأموال لجميع المتضررين من العطل الذي سببه هجوم إلكتروني واسع على منصات البث التابعة للنادي، ما أدى إلى تعطيل المشاهدة ومنع الجماهير من متابعة المواجهة ضد فيسيل كوبي. وأمام الأزمة، لجأت الإدارة إلى تفعيل أنظمة الحماية، لكنها أوقفت البث مؤقتاً، قبل أن تتخذ قراراً ببث اللقاء مجاناً على منصة يوتيوب، ولكن هذا القرار جاء متأخراً، وهو ما فجّر موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، وأجبر إدارة خوان لابورتا على تقديم الاعتذار وردّ قيمة الاشتراكات.
وقال نادي برشلونة في بيان رسمي: "تعرّضت منصات البث التابعة للنادي لهجوم إلكتروني واسع من مواقع حاولت قرصنة الإشارة المباشرة لمباراة الفريق ضد فيسيل كوبي، وأمام هذا الكم الهائل من الطلبات، فُعِّلَت أنظمة الحماية، ما أثّر في البث عبر الموقع الرسمي وتطبيق النادي، وعلى الفور، تقرر بث المباراة مجاناً عبر موقع يوتيوب لضمان استمرارية التغطية. يعتذر النادي عن الإزعاج الحاصل، وسيتواصل مباشرة مع جميع المتضررين لحلّ المشكلة وتعويضهم بالشكل المناسب".
ولا يزال في جدول برشلونة ثلاث مباريات ودية خلال المعسكر الاستعدادي للموسم الجديد، حيث يواجه سيول الكوري الجنوبي يوم 31 يوليو/تموز الحالي، ثم يلتقي دايغو يوم الرابع من أغسطس/آب المقبل، على أن تختتم تشكيلة المدرب الألماني هانسي فليك تحضيراتها بمباراة كأس خوان غامبر أمام فريق كومو الإيطالي، وذلك في ملعب يوهان كرويف في العاشر من الشهر ذاته، وستتطلب مشاهدة هذه المباريات اشتراكاً جديداً من الجماهير، في وقت يأمل فيه النادي الكتالوني ألا تتكرر مشاكل البث الرقمي التي أضرت بسمعته.
## الخارجية الإسرائيلية: نرفض تصريحات وزير الخارجية البريطاني دافيد لامي
29 July 2025 05:09 PM UTC+00
## الخارجية الإسرائيلية: التصريحات البريطانية تضر بجهود التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار واستعادة الرهائن
29 July 2025 05:12 PM UTC+00
## الأندية البرازيلية تدفع ثمن تألقها في الموندياليتو بخسارة نجومها
29 July 2025 05:13 PM UTC+00
تدفع الأندية البرازيلية ثمن تألقها في كأس العالم للأندية، التي استضافتها الولايات المتحدة الأميركية، بعدما لفت نجومها الأنظار بأداء مميز، ما جعلهم هدفاً لعدد من الفرق الأوروبية، التي نجحت في التعاقد مع بعضهم، مُكبِّدة كرة القدم البرازيلية خسارة أسماء بارزة. ولا تزال فرق أخرى تراقب وضع بعض اللاعبين، تمهيداً للدخول في مفاوضات رسمية.
وتحوّلت بطولة كأس العالم للأندية إلى نافذة رئيسة لانتقال اللاعبين البرازيليين نحو القارة الأوروبية، بعدما قادوا أنديتهم للتألق وبلوغ الأدوار المتقدمة، وفقاً لما أوردته صحيفة آس الإسبانية، الاثنين الماضي. وخسر نادي بوتافوغو اثنين من أبرز عناصره، هما المهاجم الشاب إيغور جيسوس (24 عاماً)، المنتقل إلى نوتنغهام فورست الإنكليزي، والمدافع جاير كونيا (20 عاماً)، الذي انضم إلى الفريق ذاته مقابل 12 مليون يورو. وينضم هذا الثنائي إلى قائمة من الأسماء البارزة، التي غادرت في وقت سابق، على غرار الأرجنتيني تياغو ألمادا (24 عاماً)، الذي انتقل إلى أولمبيك ليون الفرنسي، قبل أن يحط الرحال في أتلتيكو مدريد الإسباني، والبرازيلي لويز هنريكي (24 عاماً)، الذي التحق بزينيت سان بطرسبرغ الروسي.
كما فقد نادي بالميراس البرازيلي أحد أبرز مواهبه الصاعدة، وهو الكولومبي ريشارد ريوس (25 عاماً)، الذي خطف أنظار كشافي أوروبا، خلال مشاركته في كأس العالم للأندية، لينتقل عقب البطولة إلى صفوف بنفيكا البرتغالي. هذا التحوّل يعكس كيف أصبحت البطولة منصة مثالية للأندية الأوروبية لاستقطاب النجوم الصاعدين من أميركا الجنوبية، في ظل الفوارق المالية الكبيرة، التي تحسم غالباً مستقبل هؤلاء اللاعبين.
وفقد نادي فلامنغو اثنين من لاعبيه البارزين بعد نهاية البطولة، إذ انتقل جيرسون (28 عاماً) إلى زينيت الروسي، بينما شدّ ويسلي ليما (21 عاماً) الرحال إلى روما الإيطالي. وجاءت هذه التحركات لتؤكد أن الأندية البرازيلية باتت عاجزة عن مقاومة إغراء العروض الأوروبية، التي تستغل البطولات الدولية فرصةً مثالية لاكتشاف المواهب وضمّها بسرعة، في ظل تفوّقها المالي، وقدرتها على حسم الصفقات.
وتلقّى نادي فلومينينسي ضربة موجعة، بعد رحيل نجمه الكولومبي، جون أرياس (27 عاماً)، إلى وولفرهامبتون الإنكليزي، في صفقة أثارت اهتمام المتابعين، عقب تألّق اللاعب في بطولة كأس العالم للأندية. ويُعد أرياس من الركائز الأساسية في تشكيلة الفريق البرازيلي، ما يجعل خسارته مؤثرة على الصعيدين الفني والتنافسي، كما تعكس هذه الصفقة استمرار نزيف المواهب في الأندية البرازيلية لصالح أوروبا، التي لا تتوانى في اقتناص أبرز الأسماء بعد كل ظهور دولي لافت.
ومع توالي هذه الانتقالات، يتّضح أن تألّق الأندية البرازيلية في "الموندياليتو" تحوّل إلى سلاحٍ ذي حدّين، فبينما كسبت احتراماً دولياً بفضل مستوياتها الفنية، دفعت الثمن بخسارة أبرز نجومها لصالح "القارّة العجوز". وهو واقع يُعيد فتح النقاش حول قدرة الأندية البرازيلية على الحفاظ على مواهبها، في ظل الإغراءات الأوروبية، ويطرح تساؤلات جدّية حول مستقبل التوازن التنافسي في كرة القدم العالمية، إذا ما استمرّت القارّات الأخرى في لعب دور المصدّر فقط.
## مصرع 18 مهاجراً ومفقودون جراء غرق قارب قبالة شرق ليبيا
29 July 2025 05:34 PM UTC+00
لقي 18 مهاجراً مصرعهم، ولا يزال 50 آخرون في عداد المفقودين، إثر انقلاب قارب قبالة مدينة طبرق في شرق ليبيا خلال مطلع الأسبوع، بحسب ما أفادت به المنظمة الدولية للهجرة، اليوم الثلاثاء، نقلاً عن تقارير ميدانية.
وذكرت المنظمة أنه جرى العثور على عشرة ناجين حتى الآن. وتقع طبرق على الساحل الليبي بالقرب من الحدود مع مصر، وهي من المناطق المعروفة بعبور قوارب الهجرة غير النظامية نحو أوروبا.
ونقل مصدر دبلوماسي من القنصلية المصرية في بنغازي لوكالة رويترز، عبر الهاتف، أن جميع المهاجرين الذين كانوا على متن القارب مصريون.
وأضاف المصدر أنه جرى تحديد هوية 10 جثث ونقلها إلى مصر، بينما يُحتجز الناجون في منشأة تابعة لجهاز مكافحة الهجرة غير النظامية في ليبيا.
وفي السياق ذاته، قال مسؤول في خفر السواحل الليبي إن جثث الضحايا عُثر عليها على شاطئ العقيلة، الواقع على بُعد نحو 25 كيلومتراً شرق طبرق.
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011، إثر انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي، تحولت ليبيا إلى نقطة عبور رئيسية للمهاجرين الفارين من النزاعات والفقر باتجاه أوروبا، عبر طرق محفوفة بالمخاطر في الصحراء والبحر المتوسط.
وفي تعليقها على الحادث، قالت المنظمة الدولية للهجرة: "هذه المأساة تذكير صارخ بالمخاطر المميتة التي يُجبر الناس على خوضها بحثاً عن الأمان والفرص. ولا تزال ليبيا نقطة عبور رئيسية للمهاجرين واللاجئين، إذ يواجه الكثير منهم الاستغلال والإيذاء ورحلات تُهدد حياتهم".
(رويترز)
## ترامب: الولايات المتحدة لا توافق على قرار بريطانيا الاعتراف بدولة فلسطين
29 July 2025 05:34 PM UTC+00
## ترامب: تحدثت مع نتنياهو قبل يومين
29 July 2025 05:35 PM UTC+00
## جيش الاحتلال الإسرائيلي: رصد صاروخ أطلق من اليمن
29 July 2025 05:36 PM UTC+00
## جوائز الدولة في مصر 2025.. تعدد التكريمات وكثرة الحجب
29 July 2025 05:37 PM UTC+00
أعلن المجلس الأعلى للثقافة في مصر اليوم الثلاثاء عن جوائز الدولة لدورة عام 2025 في المجالات المختلفة، في مشهد ثقافي يعكس تنوعاً واضحاً، لكنّه في الوقت ذاته يثير تساؤلات جديّة حول معايير الجودة والإبداع. فمع كثرة الأسماء وتعدّد الجوائز، يبرز سؤال ملح حول مدى جدية المعايير التي تُعتمد في التقييم، لا سيما مع قرار حجب عدد كبير من فئات جوائز الدولة التشجيعية، بسبب عدم ارتقاء الأعمال إلى مستوى التتويج، مما يشير إلى حالة من التذبذب بين التشجيع الصريح والمساءلة الحازمة.
ففي اجتماعه الثاني والسبعين برئاسة وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو، أُعلن عن أسماء الفائزين في جوائز الدولة (التقديرية والتفوّق والنيل).
في مجال الفنون، نال جائزة الدولة التقديرية كل من المخرج المسرحي شاكر عبد اللطيف، والفنان التشكيلي عبد الوهاب عبد المحسن، والمصور السينمائي سمير فرج. أما في مجال الآداب، فكانت الجائزة من نصيب الشاعر أحمد الشهاوي، والكاتب خيري دومة، والكاتبة فاطمة المعدول. وفي العلوم الاجتماعية، فاز بها كل من الباحثين أنس جعفر، ومحمد سامح عمرو، ومنى حجاج، ونيفين مسعد.
أما جوائز الدولة للتفوق، فقد ذهبت في فرع الآداب إلى مسعود شومان وخالد أبو الليل، وفي الفنون نالتها الفنانة نازلي مدكور والدكتورة الراحلة مشيرة عيسى. وفي فرع العلوم الاجتماعية، كانت الجوائز من نصيب سامح فوزي، وعطية الطنطاوي، ونهلة إمام.
فيما ذهبت جوائز النيل في الفنون إلى المعماري صالح لمعي، وفي الآداب إلى أحمد درويش، وفي العلوم الاجتماعية إلى أحمد زايد، كما فاز بجائزة النيل للمبدعين العرب الفنان الفلسطيني سليمان أنيس منصور.
بلغ عدد جوائز الدولة التشجيعية الممنوحة 32 جائزة، بعد حجب 13
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن المجلس أيضاً عن جوائز الدولة التشجيعية في مجالات الفنون، والآداب، والعلوم الاجتماعية، والعلوم القانونية والاقتصادية، حيث بلغ عدد الجوائز الممنوحة 32 جائزة، بعد حجب 13 جائزة لعدم بلوغ الأعمال المقدمة المستوى المطلوب، حسب اللجان العلمية المختصة.
في مجال الأدب، فازت الكاتبة دعاء جمال البادي بجائزة الدولة التشجيعية عن فرع الرواية التاريخية، فيما نال الكاتب أحمد ياسر جائزة فئة المجموعة القصصية. وفاز الشاعر محمد رفاعي بجائزة ديوان شعر الفصحى، بينما حصل إبراهيم أبو سمرة على جائزة ديوان شعر العامية.
وفي النقد السردي، ذهبت الجائزة إلى علي قطب، فيما نالت سوسنة سيد محمد جائزة الترجمة من التركية إلى العربية عن رواية "امرأة غريبة" للكاتبة ليلى أربيل، أما جائزة الترجمة من العربية إلى اللغات الآسيوية والأفريقية فتمّ منحها مناصفة بين دينا محمد بيومي ومحمد عبد الرحمن فراج.
في مجال الفنون، خُصصت ثماني جوائز تنوّعت بين الموسيقى، والفنون البصرية، والوسائط الرقمية، حيث حصد ستة فنانين الجوائز، فيما تم حجب جائزتين لعدم توافر الأعمال التي ترقى إلى المستوى الفني المطلوب.
وفي العلوم الاجتماعية، توزعت الجوائز على باحثين قدموا إسهامات متنوعة في مجالات التاريخ، والبيئة، والفلسفة، والإعلام، والقانون، وهم: أحمد معروف، وشريف إمام، وشيماء وهبة، وإيريني سمير حكيم، ومحمد عبد الخالق، وآلاء الصادق، وأحمد مجدي، وإسلام عبد الباري.
أما في مجال العلوم القانونية والاقتصادية، فقد مُنحت ست جوائز، فيما تم حجب جائزتي "حماية البيانات الشخصية في إطار القانون السيبراني" و"كسب الجنسية بطريق الاستثمار".
## جيش الاحتلال بعد دوي صفارات الإنذار في عدة مناطق: اعترضنا صاروخاً أُطلق من اليمن
29 July 2025 05:45 PM UTC+00
## عضو كونغرس يواصل التجرد من الإنسانية ويدعو لاستمرار تجويع غزة
29 July 2025 05:47 PM UTC+00
في تجرد عنصري تام من الإنسانية والمبادئ والقوانين الدولية، دعا عضو مجلس النواب الأميركي راندي فاين إلى "استمرار تجويع الفلسطينيين لحين الإفراج عن جميع الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين في غزة)"، كما انتقد في تغريدة له على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" الصحف التي تنشر عن وفاة الأطفال من الجوع رغم تأكيدها من دول العالم الغربي بمن فيهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه، مهاجماً وسائل الإعلام الأميركية التي تنقل عن موت الأطفال من الجوع والعطش.
ويبلغ عدد الفلسطينيين الذين يجري تجويعهم من الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة نحو مليوني شخص، بينما يبلغ عدد المحتجزين الإسرائيليين في القطاع عشرات الأشخاص فقط، ولا يمانع عضو الكونغرس في تجويع مليونَي شخص من أجل المحتجزين، فمن وجهة نظره حسب ما يشير في تغريداته "لا مانع من قتلهم حتى لو كانوا مدنيين وأبرياء وأطفال ونساء ورجال".
وقتل الاحتلال الإسرائيلي على مدار الأسابيع الماضية أكثر من 1000 شخص مدني في طريقهم لمراكز المساعدات الإنسانية المدعومة أميركياً وإسرائيلياً، كما قتل الاحتلال على مدار العامين الماضيين عشرات الآلاف من الأطفال والنساء ودمر المستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس، وكان فاين داعماً بصورة مستمر للإبادة الجماعية التي تجري على مرأى من العالم باعتراف المؤسّسات الدولية ومسؤولين أميركيين سابقين.
واتهم فاين في تغريدته الصحف التي تكتب عن حقيقة "تجويع الفلسطينيين في غزة" بأنها تنشر "الدعاية الإرهابية الإسلامية"، وقال وهو يشارك مقالاً لشبكة "إيه بي سي نيوز" نقلت فيه عن وزارة الصحة بغزة أنّ 15 شخصاً لقوا حتفهم من بينهم 4 أطفال بسبب المجاعة وسوء التغذية في آخر 24 ساعة الماضية: "هذه أكاذيب على أيّ حال".
ولا تعد هذه المرة الأولى التي يشير فيها فاين بعنصرية فاضحة إلى الاستهانة بمجموعة من البشر لمجرد أنهم عرب مسلمون أو مسيحيون، فقد دعا في مايو/ آيار الماضي، إلى "ضرب قطاع غزة بالسلاح النووي"، واصفاً "القضية الفلسطينية" بأنها "شر مطلق"، وأن "الطريق الوحيد لإنهاء الصراع هو الاستسلام التام من أولئك الذين يدعمون الإرهاب الإسلامي"، ودعا فاين إلى أن يحدث في غزة مثل ما فعلت الولايات المتحدة الأميركية في اليابان في الحرب العالمية الثانية دون تفاوض، وتابع: "في الحرب العالمية الثانية، لم نتفاوض مع النازيين ولا مع اليابانيين، بل استخدمنا القنابل النووية مرتين من أجل الحصول على استسلام غير مشروط، وهذا ما ينبغي أن يحدث هنا أيضاً".
ولا يتورع فاين عن وصف أي مسلم أو رافض لآرائه المتطرفة بأنه إرهابي أو يدعم الإرهاب، وهو ما حدث أكثر من مرة مع مجموعات من أميركيين يهود ولادينيين وعرب طالبوا في جولات بالكونغرس بوقف دعم قتل المدنيين في غزة، كما وصف منافسه الأميركي الأبيض الذين نافسه على مقعده بالكونغرس في الانتخابات التي جرت في فلوريدا بـ"الجهادي" وأنه "يدعم الجهاد الإسلامي"، وشن هجوماً عليه على أساس ديانته التي اختارها (أسلم منذ بضع سنوات)، كما هاجم المواطنة الأميركية من أصول تركية عائشة نور التي قتلتها إسرائيل في فلسطين.
لكن نفاق "فاين" الذي تجاوز الحدود وعنصريته الواضحة ودعوته لاستمرار حملة التجويع الحالية، دفعت منظمات صهيوينة داعمة له بالفعل لمحاولة التملص من دعمه علناً، فقد حذفت لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية "إيباك" اسمه من على موقعها ضمن قائمة أعضاء الكونغرس الذين يحصلون على دعمها، وذلك بعدما أثارت تغريداته الداعية لتجويع بشر مدنيين، انتقادات حادة من مختلف أطياف المجتمع ووصفه بالفاشية، كما أن اللجنة الأميركية اليهودية "AJC" التي تعد أكبر منظمة يهودية أميركية تدعم إسرائيل، علقت على تغريدته قائلة إن "التجويع سياسة خاطئة".
## ترامب: روسيا ستواجه عقوبات أميركية جديدة إذا لم تنه حرب أوكرانيا في عشرة أيام
29 July 2025 05:50 PM UTC+00
## ترامب: ينبغي إيصال الطعام لأطفال غزة
29 July 2025 05:59 PM UTC+00
## العفو الدولية تحذر ألمانيا من أن تصبح شريكة بـ"جرائم الحرب" في غزة
29 July 2025 06:04 PM UTC+00
انتقدت منظمات دولية إسقاط المساعدات عبر الجو لقطاع غزة الفلسطيني المحاصر، الذي يعاني أزمة تجويع منذ شهور. وقالت يوليا دوخرو، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية في ألمانيا، خلال مؤتمر صحافي في برلين، اليوم الثلاثاء، إنّ "القرار الأخير لمجلس الوزراء الأمني المصغّر في إسرائيل بإنشاء جسر جوي إلى غزة ليس أكثر من لفتة رمزية"، لافتة إلى أن استخدام "مصطلح كبير مثل الجسر الجوي الكبير هدفه إخفاء حقيقة أن الحكومة (الإسرائيلية) لا تزال لا تفعل ما هو ضروري".
وكان الجيش الألماني قد أرسل طائرتَي نقل من طراز "إيه 400 إم" إلى الأردن، ومن هناك يُخطط لإسقاط المساعدات من الجو فوق قطاع غزة في القريب العاجل. وتستخدم إسرائيل والأردن والإمارات العربية المتحدة هذا الأسلوب منذ يوم الأحد الماضي. وفي السياق ذاته، قال رياض عثمان، المختصّ بشؤون الشرق الأوسط في منظمة "ميديكو إنترناشيونال": "أرى أن هذا بالدرجة الأولى حملة دعائية لصورة الحكومة. بالنسبة لي، لا يعدو كونه محاولة لحفظ ماء الوجه من جانب الحكومة الإسرائيلية".
وأضاف عثمان: "ولا ينبغي لجمهورية ألمانيا الاتحادية أن تدعم ذلك، بل عليها أن تسعى لتقديم مساعدات إنسانية عقلانية وملائمة للاحتياجات، ومسترشدة بالمعايير الدولية"، وأردف: "وهذا لا يجري عبر جسر جوي، بل من خلال إيصال المساعدات عبر الطرق البرية"، مشدداً على أنه إذا كان قطاع غزة يحتاج إلى 600 شاحنة مساعدات يومياً، فلن يكون الجسر الجوي قادراً على تلبية هذا الاحتياج، "حتى لو توفر أسطول كامل من الطائرات لهذا الغرض".
وأشار عثمان إلى أن المساعدات الجوية غير دقيقة، ومكلفة، وبطيئة، وأضاف محذراً: "لكن الأهم من ذلك، أنها قد تشكل خطراً على حياة السكان في منطقة مكتظة بالسكان مثل غزة"، وأكد أن ذلك قد شوهد مراراً في السابق، "إذ قُتل أشخاص بسبب سقوط الحاويات عليهم، أو غرقوا أثناء محاولتهم التقاط المساعدات من البحر المتوسط".
ووصف خبير الشرق الأوسط قرار عدم فتح المعابر البرية بالقدر الكافي بأنه "أمر غير مفهوم على الإطلاق"، وتساءل: "كيف لا يمكن الضغط على حكومة دولة صديقة بهذا القرب، التي استمرّت في الحرب والإبادة الجماعية بدعم كبير من الولايات المتحدة وألمانيا، لفتح المعابر البرية نحو غزة بشكل كافٍ؟".
من جهتها، قالت دوخرو: "يجب على ألمانيا أن تفي أخيراً بالتزاماتها بموجب القانون الدولي"، مشيرة إلى أنه يتعيّن عليها أن تسعى إلى وقف شامل وفوري لإطلاق النار، وأن توقف تسليم الأسلحة والمعدات العسكرية إلى إسرائيل، وأن تُسمّي جرائم الحرب باسمها، وأن تنهي انحيازها أحادي الجانب، واختتمت تصريحاتها بالقول: "إذا واصلت ألمانيا تزويد دولة ترتكب إبادة جماعية بالأسلحة، فإنها تُعد شريكة في الجريمة".
(أسوشييتد برس)
## الحرب تُقصي 12 ألف جندي إسرائيلي من سوق العمل
29 July 2025 06:10 PM UTC+00
أكد تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، في 27 يوليو/تموز الجاري، أن الإصابات في صفوف جيش الاحتلال، سواء كانت إعاقات جسدية أو أمراضاً نفسية وعقلية، والتي يتوقع أن تصل إلى نحو 50 ألف جندي وضابط بحلول عام 2028، لا تؤثر على القدرات القتالية للجيش فحسب، بل تلحق أضراراً مباشرة بسوق العمل والاقتصاد الإسرائيلي. ووفقاً لما أوردته الصحيفة، نقلاً عن تقرير صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية، فإنّ "أكثر من 12 ألف جندي مصاب لم يغادروا وحداتهم القتالية فحسب، بل خرجوا أيضاً من سوق العمل، ما يمثل عبئاً إضافياً على الاقتصاد".
وأضافت الوزارة أن عدد قدامى المحاربين المعاقين في إسرائيل قد يصل إلى نحو 100 ألف بحلول عام 2028، نصفهم على الأقل يعانون من إعاقات عقلية أو اضطرابات نفسية. وأشارت إلى أن هذا الواقع ستكون له انعكاسات مزدوجة: نقص في القوى البشرية المؤهلة للحرب، وخروج آلاف المصابين من القوة العاملة، كما كشفت الوزارة أن أكثر من 30 ألف جندي من الخدمة النظامية والاحتياط شاركوا في الحرب على غزة، وتعرض العديد منهم لإصابات جسدية وإعاقات نفسية، بعضها لا تظهر أعراضه إلّا بعد انتهاء العمليات القتالية وعودة الجنود إلى الحياة المدنية، إذ يفقدون القدرة على مواصلة الخدمة أو الانخراط في سوق العمل.
وبحسب بيانات رسمية نقلتها الصحيفة، فقد تلقى أكثر من 10 آلاف جندي علاجاً نفسياً منذ بداية الحرب، واعترف بـ 3,769 منهم كمصابين باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، من بينهم 1,600 جندي خلال عام 2024 وحده، كما يعاني نحو 9 آلاف جندي آخر، معظمهم من المقاتلين، من القلق والاكتئاب وأعراض نفسية أخرى، في حين يتلقى 18,500 جندي جريح العلاج الطبي والنفسي جراء إصاباتهم، وهو ما يعادل فعلياً غياب فرقتَين كاملتين عن تعداد الجيش، بحسب التقرير. وأوضحت الصحيفة أن أكثر من 3,600 جندي يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة بشكل مباشر.
مزارع للمعاقين
أفادت "يديعوت أحرونوت" أن وزارة الدفاع الإسرائيلية أطلقت مجموعة من برامج الدعم للجنود المصابين نفسياً وجسدياً، من بينها إنشاء عشر مزارع تأهيلية، ومراكز علاج نفسي مفتوحة قرب الوحدات الطبية، بالإضافة إلى مركز دائم لجنود الاحتياط المصابين نفسياً، ونظام استجابة طارئة عبر وحدات متنقلة لعلاج الحالات الحادة، بما في ذلك محاولات الانتحار. وكانت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني قد حذرت، في تقرير صادر في مارس/آذار الماضي، من "مخاطر عالية جداً" تهدد الاقتصاد الإسرائيلي نتيجة استمرار الحرب، مشيرة إلى تراجع القوة الاقتصادية والمالية للدولة، وارتفاع حالة عدم اليقين بشأن الآفاق الأمنية والنمو الاقتصادي على المدى الطويل.
وأوضحت الوكالة أن هناك تهديدات مباشرة لقطاع التكنولوجيا المتقدمة، الذي يُعد محركاً أساسياً للنمو ومصدراً رئيسياً للإيرادات الضريبية، خاصة مع استدعاء عدد كبير من العاملين فيه للخدمة في الاحتياط، وإصابة أو مقتل بعضهم خلال العمليات العسكرية. وخلال الحرب، خفضت ثلاث وكالات دولية التصنيف الائتماني لإسرائيل إلى أدنى مستوياته، إذ خفضت وكالة "ستاندرد آند بورز" التصنيف إلى "A" مع نظرة مستقبلية سلبية، وخفضت وكالة "موديز" التصنيف إلى "Baa1" مع نظرة مستقبلية سلبية، كما خفضت وكالة "فيتش": التصنيف "A" مع نظرة مستقبلية سلبية.
## بن ناصر في مأزق: انسحاب مرسيليا وتردد في قبول عرض الاتحاد
29 July 2025 06:16 PM UTC+00
يواجه نادي ميلان الإيطالي صعوبات حقيقية في التعامل مع وضعية نجم خط الوسط الجزائري، إسماعيل بن ناصر (27 عاماً)، الذي وجد نفسه في مأزق حقيقي، خلال سوق الانتقالات الصيفية الجارية، بعدما خرج من حسابات المدير الفني الجديد لـ"الروسونيري"، ماسيميليانو أليغري (57 عاماً)، كما أن نادي أولمبيك مرسيليا الفرنسي انسحب من سباق التعاقد معه، في حين لم يُغْرِ عرض الاتحاد السعودي اللاعب في الوقت الراهن.
وكشف موقع كالتشيو ميركاتو الإيطالي، اليوم الثلاثاء، أن بن ناصر بات على وشك إنهاء مسيرته مع "الروسونيري" بأسوأ طريقة ممكنة، بعدما اُستبعد من قائمة الفريق، التي خاضت المعسكر الصيفي في آسيا وأوقيانوسيا، استعداداً للموسم الجديد، ويواصل اللاعب الجزائري التدرب فردياً، في انتظار عرض يعيد إطلاق مسيرته بعد موسمَين صعبَين، بسبب الإصابات المتكررة، وذلك عقب فشل تجربته مع أولمبيك مرسيليا، الذي انضم إليه في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، على سبيل الإعارة لمدة ستة أشهر، مع خيار شراء مقابل 12 مليون يورو.
وأضاف الموقع أن إدارة النادي الفرنسي تراجعت عن دفع قيمة خيار الشراء، إلى جانب الامتناع عن تغطية راتب بن ناصر السنوي المرتفع، والمقدَّر بنحو 4.2 ملايين يورو، وعلى الرغم من خوض اللاعب 12 مباراة، وتقديمه تمريرتَين حاسمتَين خلال فترة الإعارة، فإن أداءه لم يُقنع مرسيليا بالمضي قدماً في الصفقة، وقد حاول المدير الرياضي للفريق، المغربي المهدي بنعطية (38 عاماً) إعادة فتح المفاوضات مع ميلان لصيغة جديدة تتضمن إعارة إضافية، إلّا أن النادي الإيطالي رفض هذا الخيار على نحوٍ حاسم، متمسكاً ببيعه نهائياً فقط، وهو ما دفع مرسيليا إلى الانسحاب والبحث عن بدائل أخرى.
ويجد ميلان صعوبة متزايدة في تسويق عقد الدولي الجزائري، إسماعيل بن ناصر، في ظل محدودية العروض المقدمة، إذ لم يتلقَ سوى عرض رسمي واحد من نادي الاتحاد السعودي، وتتمثل الإشكالية في أن قيمة العرض لا تتجاوز عشرة ملايين يورو، وهو أقل من السعر المطلوب والمحدّد بـ 15 مليون يورو، ورغم ذلك، يبقى ميلان منفتحاً على التفاوض، على أمل أن يُحسّن النادي السعودي من عرضه المالي، لكنّ العقبة الأبرز حالياً لا تتعلق بالنواحي المالية، بل بموقف اللاعب ذاته، الذي لم يبدِ أي رد حتى الآن، ولا يبدو متحمساً لفكرة اللعب في الدوري السعودي، خلال هذه المرحلة من مسيرته، ومن المنتظر أن إدارة ميلان تخطط لعقد اجتماع مع وكيل أعمال اللاعب خلال الأيام المقبلة، في محاولة لإيجاد حل لهذا الملف المعقد، الذي أصبح يمثل تحدياً حقيقياً لإدارة "الروسونيري". 
ويُذكر أن اللاعب البالغ من العمر 27 عاماً، تُوّج مع منتخب الجزائر بلقب كأس أمم أفريقيا عام 2019، وكان من الركائز الأساسية في تتويج ميلان بلقب الدوري الإيطالي للمرة الـ 19 في تاريخه عام 2022، إلّا أنه تعرض لإصابة خطيرة بالركبة، في مايو/ أيار 2023، أثّرت بوضوح على مستواه في الفترة الماضية، ما جعله خارج حسابات العديد من الأندية في الوقت الحالي، رغم موهبته وتجربته الرفيعة.
## إيرباص 380 العملاقة تواجه تحدي البقاء بعد 5 سنوات من توقف إنتاجها
29 July 2025 06:18 PM UTC+00
تتسبب الطائرة الكبرى في العالم إيرباص 380 بعد عشرين عاماً من دخولها الخدمة لأول مرة، في صداع للشركات المالكة لها بسبب تزايد متطلبات الصيانة لإبقائها بحالة جيدة بعد توقف الشركة عن إنتاجها. وبحسب مصادر مفتوحة على الإنترنت فإنّ شركات الطيران في منطقة الخليج هي الأكثر استخداماً لهذه الطائرة التي تضم طابقين وتتسع لـ800 راكب في حال تخصيصها للدرجة الاقتصادية، وما بين 500 إلى 600 راكب في حال تقسيمها إلى درجات الطيران الثلاث (اقتصادي، رجال أعمال ودرجة أولى).
وتقول وكالة بلومبيرغ، في تقرير لها، إنّ الطائرة العملاقة كانت شعاراً لعودة قطاع السفر الجوي بقوة بعد الكبوة التي تعرض لها بسبب جائحة كورونا، لكن الحفاظ على مستويات السلامة العالية لطائرة عملاقة أصبح أمراً مكلفاً ومقلقاً لشركات الطيران، بحسب الوكالة. رغم ذلك تؤكد بعض شركات الطيران أنها ستستمر في استخدام إيرباص 380 على خطوطها لعدم وجود طائرات بديلة تنافسها وتتسع لنفس العدد من المسافرين خاصة في الرحلات الطويلة. وقد أعلنت الخطوط البريطانية "بريتش إيروايز" أنها ستجدد مقصورات طائراتها من هذا الطراز، بينما أكدت طيران الإمارات أنها تخطط للاستمرار في تشغيل الطائرة حتى نهاية العقد المقبل.
وتعد منطقة الخليج هي السوق الأكبر للطائرة إيرباص A 380 حيث توفر مساحة الطائرة بطابقيها مستوى من الرفاهية المطلوبة في المنطقة في مقصورات رجال الأعمال والدرجة الأولى. وتشير إحصاءات لموقع simplifying إلى أن طيران الإمارات تمتلك 116 طائرة من هذا النوع بينما تمتلك طيران الاتحاد ثماني طائرات والخطوط القطرية 8 طائرات، فيما يبلغ إجمالي الطائرات التي صنعتها إيرباص منها 250 طائرة.
مزيد من التدقيق في إيرباص 380
ويشير تقرير "بلومبيرغ" إلى أنّ الطائرة ذات المحركات الأربعة، باتت تتطلب المزيد من الإصلاحات والفحوصات أو استبدال بعض القطع مع مرور الوقت. ومنذ يناير/ كانون الثاني 2020، أصدرت وكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي 95 توجيهاً يتعلق بسلامة الطائرة، منها ما يُعتبر روتينياً مثل المطالبة بإجراء فحوصات دورية للمعدات، ومنها ما يُعد مدعاة للقلق. من النوع الأخير لفت التقرير إلى مشكلات في تسرب في منزلقات الطوارئ، تشققات في الحشوات، ومشكلات في محور جهاز الهبوط. ووفق "بلومبيرغ"، فإن هذا العدد يمثل تقريباً ضعف عدد التوجيهات الصادرة بحق الطائرات الكبيرة لشركة بوينغ خلال نفس الفترة.
وتعليقاً على التقرير، قالت وكالة سلامة الطيران الأوروبية، في بيان، إنّ إيرباص 380 "طائرة متطورة، وحجمها الكبير يجعل صيانتها أكثر تطلباً مقارنةً بالطائرات الأخرى، ومن المهم جداً لأسباب تتعلق بالسلامة ألا يكون هناك أي وصمة مرتبطة بنشر تقارير صلاحية الطيران، فالسلامة يجب أن تأتي أولاً". وأوضحت الوكالة أن مثل هذه التوجيهات التي تُلزم باتخاذ إجراءات لضمان سلامة الطائرة يمكن أن تختلف بشكل كبير من حيث الأهمية والأولوية، وأن عددها بحق طائرات مختلفة لا يمكن أن يكون أساساً جيداً للمقارنة.
لكن المعضلة التي تواجه الشركات التي لا تزال تستخدم هذه الطائرة، إذا سعت لاستبدالها، تتمثل في ندرة الطرازات المماثلة من حيث السعة. فشركة بوينغ الأميركية لا تزال متأخرة لسنوات في جدولها الزمني لإطلاق طائرتها  من طراز 777X والأمر ذاته بالنسبة لإيرباص التي لا تنتج الطائرة A 350 بالسرعة الكافية لتلبية احتياجات الأسواق. لذلك تلجأ الشركات لتشغيل إيرباص 380 العملاقة التي تحتاج لمزيد من الصيانة وارتفاع تكاليف التشغيل بمرور الوقت. وتظهر مواقع منتديات الطيران على الإنترنت كيف اكتسبت الرحلات المرتبطة بهذا الطراز سمعة التأخير والإلغاء أو الأعطال.
لكن شركة إيرباص قالت في بيان لها إن الطائرة A 380 لا تزال رغم عمرها تعمل على رحلات مجدولة بمستوى عال من الاعتمادية، بلغت كفاءتها 99% لأسطول الطائرة عالمياً خلال الأشهر الاثني عشر الماضية. وتعهدت إيرباص باستمرار تقديم الدعم الفني الكامل لشركات الطيران التي تشغل هذا الطراز طالما بقيت الطائرة في الخدمة.
وقد أحاطت الشكوك بمستقبل A 380 مع تفشي جائحة كورونا وتوقف حركة السفر العالمية في أوائل عام 2020. ففي العام الذي سبق تفشي الجائحة كانت إيرباص قد أوقفت إنتاج هذا الطراز بالفعل بسبب مستوى المبيعات المنخفض. لكن إعادة فتح أسواق السفر العالمية بعد نهاية الجائحة وتزايد الطلب على طائرات الركاب، دفع شركات طيران مثل خطوط طيران سنغافورة، ولوفتهانزا الألمانية، وشركة كانتاس الأسترالية إلى الاعتماد على القدرة الفريدة لهذه الطائرة في نقل عدد هائل من الركاب.
وتؤكد شركات طيران كبرى تمسكها بتشغيل الطائرة رغم ما قيل عن متطلبات أعطالها وصيانتها. فقد قالت الخطوط الجوية البريطانية في بيان إن طائرة A 380 "جزءٌ أساسي من أسطولنا للرحلات طويلة المدى. ومن خلال التعاون الوثيق مع شركة إيرباص، شهدنا تحسناً مستمراً في اعتمادية الطائرة عاماً بعد عام". أما شركة كانتاس الأسترالية فقالت إن الطائرة "تمثل عنصراً رئيسياً في شبكتنا الدولية، وسنواصل تشغيلها لسنوات مقبلة. لقد خضعت جميع طائرات A380 التابعة لكانتاس في السنوات الأخيرة لعمليات صيانة شاملة مجدولة، بالإضافة إلى تحديثات كبيرة في تصميم المقصورات الداخلية".
ويظل السؤال قائما حول مدى إمكانية الاعتماد على الطائرة العملاقة، التي لطالما أثارت الانقسام في الآراء. فالركاب لا يزالون يعشقون المساحات الواسعة لمقصورات A 380 وحجمها المذهل والجريء،
بينما تكافح شركات الطيران مع متطلباتها اللوجستية، بدءاً من الحاجة إلى مدارج أطول إلى الحظائر فائقة الحجم، وحتى الأعطال الميكانيكية التي تتكرر من حين لآخر. 
## فتال موهبة مغربية تتألق سريعاً مع كاستيا... فهل يمنحه ألونسو الفرصة؟
29 July 2025 06:20 PM UTC+00
فرض المهاجم المغربي الواعد، رشاد فتال (20 عاماً)، نفسه هدافاً مرعباً في ظهوره الأول برفقة نادي ريال مدريد الرديف "كاستيا"، بعدما أحرز ثنائية رائعة في شباك فريق ماربيا، استعداداً لمنافسات الموسم الكروي المقبل، ما جعله يحظى بعين الرضا من مكونات النادي الملكي، لما يمتلكه من قوة بدنية خارقة وحس تهديفي لافت، بالإضافة إلى حُسن تموضعه في منطقة الجزاء.
وكشفت صحيفة آس الإسبانية، اليوم الثلاثاء، أن النجم المغربي رشاد فتال نال إعجاب مدرب رديف نادي ريال مدريد، ألفارو أربيلوا (42 عاماً)، بلمساته الفنية الرائعة، وقدرته على تسجيل الأهداف، لذا يعتبره خياراً مثالياً لتعويض المهاجم غونزالو غارسيا (21 عاماً)، المنضمّ مؤخراً إلى الفريق الملكي الأول. ويبدو أن رشاد فتال، الذي لم يكلف إدارة "الميرينغي" سوى 900 ألف يورو فقط لضمه من نادي ألميريا، عازم على المضي قدماً نحو إثبات قدراته الفنية والبدنية، حتى يحظى بثقة المدير الفني لريال مدريد، تشابي ألونسو (44 عاماً)، لكن ذلك يتطلب جهداً مضاعفاً، لكي يصبح النجم الأول في "كاستيا"، أملاً في منحه فرصة خوض مغامرة أكبر داخل أسوار الريال، خصوصاً أن الصحافة الإسبانية اعتبرته من أفضل صفقات رديف النادي الملكي هذا الصيف. وتلقى رشاد فتال تكوينه في الفئات السنية لنادي ألميريا في سن 15 عاماً، قبل أن يصبح أحد المواهب الصاعدة في مركزه، بتسجيله 29 هدفاً في موسم واحد، و15 مثلها مع الفريق الرديف، قبل أن يحقق هدفه بالانضمام إلى نادي ريال مدريد، في انتظار الحلم الأكبر باللعب في صفوف كتيبة المدرب تشابي ألونسو.
ويعد رشاد فتال من الركائز الأساسية في تشكيلة منتخب المغرب تحت 20 عاماً، بعدما خاض معه سبع مباريات، وأحرز خلالها هدفين، ومن المرجح أن يكون حاضراً ضمن القائمة النهائية، التي ستشارك في بطولة كأس العالم تحت 20 عاماً في تشيلي، خلال الفترة الممتدة ما بين 27 سبتمبر/ أيلول و19 أكتوبر/ تشرين الأول المقبلَين.
## الخارجية الأميركية: المساعدات الإنسانية لغزة ليست كافية
29 July 2025 06:22 PM UTC+00
## أزنو يهرب من تجاهل كومباني... فهل ينجو تحت قيادة مويس الصارمة؟
29 July 2025 06:29 PM UTC+00
دخل المدافع المغربي، آدم أزنو (19 عاماً)، مرحلة جديدة في مسيرته الاحترافية، بانتقاله إلى نادي إيفرتون الإنكليزي، قادماً من بايرن ميونخ الألماني، ذاهباً إلى دوري قويّ للغاية يشهد تنافساً شرساً، غير أنه سيعزّز الحضور العربي فيه. وليس من السهل على أيّ لاعب شاب أن يفرض حضوراً قوياً في البريميرلييغ، بحكم كثرة النجوم، الذين ينافسون فيه خلال المواسم الأخيرة.
وأعلن إيفرتون الإنكليزي تعاقده مع أزنو لمدة أربعة مواسم. ورغم أن النادي لم يُعلن عن التفاصيل المالية للصفقة، فإنّ مصادر إعلامية أكدت أنها جرت مقابل 11 مليون يورو إلى البافاري، الذي لم يمنح الفرصة للنجم المغربي إلّا نادراً، إذ شارك مع الفريق الأول في أربع مباريات فقط، حسب موقع ترانسفير ماركت، كما أن النادي الألماني أعار مدافعه المغربي في الموسم الماضي إلى بلد الوليد الإسباني، وقد كان حاضراً في قائمة الفريق الألماني، التي شاركت في كأس العالم للأندية مؤخراً، ولكن دون تمتعه بفرصة كاملة.
وبفضل هذه الصفقة، فإنّ أزنو ودّع مدربه البلجيكي فينسنت كومباني (39 عاماً)، الذي لم يؤمن بقدراته، رغم مشاكل بايرن الدفاعية، خاصة على اليسار، ووجد التجاهل والإهمال، ما حفّزه على الرحيل معاراً في الموسم الماضي، بحثاً عن فرص أفضل، ولكنّه في الآن نفسه سيجد مدرباً في إيفرتون يُعرف بشخصيته القوية، وهو الاسكتلندي ديفيد مويس (62 عاماً)، الذي واجه الكثير من اللاعبين العرب صعوبات تحت قيادته، خاصة الجزائري سعيد بن رحمة (29 عاماً) مع فريق ويستهام، وكذلك التونسي وهبي الخزري (34 عاماً) مع فريق سندرلاند، في وقت كان فيه وضع المدافع المغربي، نايف أكرد (29 عاماً)، مع ويستهام أفضل نسبياً.
ولهذا؛ فإنّ أزنو سيواجه الكثير من التحديات، فمن مدرب شاب درّبه في بايرن ميونخ دون أن يؤمن بقدراته، إلى مدرب يملك خبرة واسعة، ولكنّه صارم في تعامله مع اللاعبين. في المقابل، قد تساعده التجربة في تطوير مستواه أكثر، ليكون قادراً على تقديم الإضافة لمنتخب بلاده في التحديات المرتقبة، التي تنتظر "أسود الأطلس"، خلال المواعيد المقبلة في مختلف المسابقات.
## الركراكي أمام ورقة جديدة لحل أزمة الدفاع بعد انضمام عبقار إلى خيتافي
29 July 2025 06:33 PM UTC+00
أعلن نادي خيتافي الإسباني لكرة القدم، اليوم الثلاثاء، تعاقده رسمياً مع نجم منتخب المغرب، عبد الكبير عبقار (26 عاماً)، خلال مرحلة الانتقالات الصيفية الجارية، في صفقة انتقال حر، قادماً إليه من نادي ألافيس الإسباني، في انتظار تقديم اللاعب مستويات رائعة، حتى يكون في قمة جهوزيته لخوض بطولة كأس أمم أفريقيا، المقرر إقامتها في المملكة، خلال الفترة ما بين 21 ديسمبر/ كانون الأول المقبل و18 يناير/ كانون الثاني 2026.
وأوضح نادي خيتافي، في بيان رسمي، أن المدافع المغربي، عبد الكبير عبقار، وقّع عقداً حتى 30 يونيو/ حزيران 2028، بعدما لعب لنادي ديبورتيفو ألافيس الموسم الماضي، وخاض معه 29 مباراة في منافسات الدوري الإسباني "الليغا". وأعرب عبد الكبير عبقار، في تصريح مقتضب لقناة ناديه الإسباني الجديد، فور توقيع العقد، عن سعادته لخوض تجربة جديدة وممتعة مع خيتافي، من أجل الاستمتاع بكرة القدم.
ومن شأن استمرار عبقار باللعب على مستوى عالٍ، وتحديداً في "الليغا"، أن يفيد منتخب المغرب، بقيادة مدربه وليد الركراكي (49 عاماً)، خصوصاً في ظل الأزمة، التى يعانيها في الخط الخلفي، جراء كثرة الغيابات المتكررة للأسماء البارزة بسبب توالي الإصابات، على غرار نجم نادي ويستهام الإنكليزي، نايف أكرد (28 عاماً)، وموهبة كريستال بالاس الإنكليزي، شادي رياض (21 عاماً)، ومدافع السد القطري رومان سايس (35 عاما)، بالإضافة إلى جواد الياميق (33 عاماً)، الذي لم ينضم بعد إلى أي نادٍ حالياً بعد نهاية عقده مع الوحدة السعودي.
وفي هذا الإطار، كشف مصدر بالجهاز الفني لمنتخب المغرب، في حديث مقتضب مع "العربي الجديد"، وقد رفض ذكر اسمه، أن المدافع عبد الكبير عبقار يعد من بين الخيارات المتاحة أمام المدرب وليد الركراكي، من أجل حل أزمة الخط الخلفي لأسود الأطلس، إذ يبقى مرشحاً لانتزاع مكان أساسي في تشكيلة القائد أشرف حكيمي (26 عاماً)، إذا استمرت مشاكل نايف أكرد مع الإصابات، وعدم استعادة رومان سايس وشادي رياض جميع مؤهلاتهما الفنية والبدنية.
ومن المرجح أن يستدعي المدرب وليد الركراكي المدافع عبد الكبير عبقار لخوض المعسكر التدريبي القادم، استعداداً لمباراتي النيجر وزامبيا المقررتين يومي الخامس والتاسع من شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، لحساب التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2026.
## رفض أميركي إسرائيلي لإعلان ستارمر نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطين
29 July 2025 06:33 PM UTC+00
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، إنه ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لم يناقشا خطة بريطانيا للاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر/ أيلول المقبل إذا لم تتخذ إسرائيل إجراءات لتحسين وضع الفلسطينيين. وأضاف ترامب لصحافيين على متن الطائرة الرئاسية "لم نناقش الأمر قط"، مؤكداً أن بلاده لا توافق على ذلك.
من جهتها، أعربت إسرائيل، اليوم الثلاثاء، عن "رفضها" لإعلان ستارمر نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطين ما لم تتحرّك الدولة العبرية في اتجاه وقف حرب غزة. وقالت الخارجية الإسرائيلية على منصة "إكس" إنّ "إسرائيل ترفض البيان الصادر عن رئيس وزراء المملكة المتحدة"، معتبرة أن الخطوة "تمثّل مكافأة لحماس وتضر بالجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة"، وكان مصدر مطّلع قد قال إنّ ستارمر أجرى مكالمة هاتفية مع نتنياهو اليوم قبل إعلان عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطينية.
وفي وقت سابق اليوم، صرح ستارمر بأنّ المملكة المتحدة ستعترف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر/ أيلول المقبل، ما لم توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة وحل الدولتين. وأصدر داونينغ ستريت بياناً في ختام اجتماع طارئ لمجلس الوزراء بشأن غزة. وبالتطرق إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، قال رئيس الوزراء إنّ "موقف الحكومة الثابت هو أنّ الاعتراف بالدولة الفلسطينية حق غير قابل للتصرف للشعب الفلسطيني، وإنّنا سنعترف بدولة فلسطينية جزءاً من عملية السلام وحل الدولتين".
إلى ذلك، أكد ترامب أنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل يومين، قائلاً إن الأخير يريد ضمان إنفاق الأموال في مصادرها الصحيحة وتوزيع الغذاء على نحوٍ الصحيح، وإنه "لا يريد أن تستولى حماس على الأموال أو الأغذية". وقال الرئيس الأميركي إنه سيتعامل مع إسرائيل في ما يتعلق بمراكز الغذاء في غزة، مشدداً على أنه "ينبغي إيصال الطعام لأطفال غزة".
وبخصوص الحرب الروسية على أوكرانيا، أعلن الرئيس الأميركي أن المهلة التي منحها لروسيا لإنهاء القتال في أوكرانيا أو مواجهة عقوبات جديدة ستكون لعشرة أيام ابتداء من الثلاثاء. وصرح ترامب لصحافيين رداً على سؤال عن هذه المهلة "عشرة أيام اعتباراً من اليوم". ويأتي ذلك بعد أن حدد الرئيس الأميركي، أمس الاثنين، مهلة جديدة مدتها 10 أو 12 يوماً لروسيا لإحراز تقدم نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا أو مواجهة عواقب، ما يؤكد الإحباط الأميركي من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إزاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات ونصف السنة.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)
## لاجئون سودانيون يغادرون القاهرة للعودة إلى ديارهم
29 July 2025 07:01 PM UTC+00
تكدست أسر سودانية في المحطة الرئيسية للسكك الحديدية في القاهرة، محمّلة بحقائب كبيرة وآمال العودة إلى بلادها، بعد فرارها سابقاً من الحرب الأهلية في السودان، سعياً وراء حياة أكثر استقراراً.
وتنتمي هذه الأسر إلى آلاف اللاجئين السودانيين الذين بدأوا العودة من مصر إلى المناطق التي استعادت قوات الجيش السوداني السيطرة عليها من قوات الدعم السريع شبه العسكرية، خاصة في العاصمة الخرطوم وضواحيها منذ بداية العام الجاري.
وتقول ملاذ عاطف، وهي من العائدين، لوكالة رويترز: "مشتاقة لكل ركن في السودان، حجيجة يعني. سعيدة شديد وأنا راجعة".
وكان السودانيون بانتظار القطار المجاني الذي يقلهم إلى مدينة أسوان في جنوب مصر، ومن هناك يتابعون رحلتهم بالحافلات إلى العاصمة الخرطوم. ولفتت الأنظار فتاتان صغيرتان ترتديان قبعتين كتب عليهما "شكراً مصر".
ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، فرّ أكثر من أربعة ملايين سوداني إلى الدول المجاورة منذ اندلاع الحرب في إبريل/نيسان 2023، بينهم أكثر من 1.5 مليون إلى مصر.
وأشار تقرير صادر عن المنظمة في وقت سابق من الشهر الحالي إلى أن أكثر من 190 ألف شخص عبروا من مصر إلى السودان منذ بداية هذا العام، أي أكثر من خمسة أضعاف عدد العائدين خلال عام 2023 بأكمله.
وقال سفير السودان لدى مصر، عماد الدين عدوي، خلال زيارته للمحطة أمس الاثنين، إن عودة المواطنين "تمثل مرحلة مهمة لإعادة الإعمار والاستقرار في البلاد".
ورغم الهدوء النسبي في العاصمة الخرطوم، لا تزال الاشتباكات مستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في إقليم كردفان وسط البلاد، وفي مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان.
وتعود جذور الحرب إلى خلافات بين الجيش وقوات الدعم السريع حول قواعد المرحلة الانتقالية التي تهدف إلى تسليم السلطة للمدنيين. وقد تسببت المعارك، بحسب الأمم المتحدة، في نزوح أكثر من 12 مليون شخص، وأدت إلى وصول نصف السكان إلى حافة الجوع الحاد.
ويشكو بعض السودانيين المقيمين في مصر من صعوبة إيجاد فرص عمل ومن تعرضهم للتمييز، في حين رحّلت السلطات المصرية آلاف اللاجئين الذين دخلوا البلاد بطريقة غير قانونية، كما فرّ الآلاف إلى ليبيا.
وذكر السفير عدوي أن القطارات التي تُسيّر أسبوعياً من القاهرة لمساعدة السودانيين الراغبين في العودة الطوعية، يتم تمويلها من قبل رجال أعمال سودانيين.
وتفيد بيانات المنظمة الدولية للهجرة أن معظم العائدين توجهوا إلى العاصمة الخرطوم، بالإضافة إلى ولايتي سنار والجزيرة جنوب العاصمة، حيث يسود وضع أمني أقل توتراً نسبياً.
(رويترز)
## ضعف نتائج الشركات يدفع بورصتي السعودية وأبوظبي للتراجع
29 July 2025 07:06 PM UTC+00
تراجعت بورصتا السعودية وأبوظبي، اليوم الثلاثاء، على خلفية نتائج ضعيفة في الربع الثاني، في حين خالفت بورصة دبي اتجاه نظيراتها في منطقة الخليج، وارتفعت بدعم من الأداء القوي للشركات والتفاؤل بإعلانات إيجابية عن الأرباح المستقبلية. وهبط المؤشر السعودي الرئيسي 0.6% متأثراً بسلسلة من الأرباح المخيبة للآمال في قطاعات رئيسية. وهوى سهم شركة الحفر العربية 10% بعد أن أعلنت عن انخفاض حاد في أرباح الربع الثاني من العام لتقل كثيراً عن توقعات المحلّلين، كما أعلنت الشركة تعليق توزيعات الأرباح النقدية لعام 2025. وتراجع سهم العربية للأنابيب بأكثر من 3.5% بعد أن جاءت أرباحها دون التقديرات الفصلية، كما انخفض سهم جمجوم فارما 5% تقريباً مع تداول أسهمها من دون توزيعات أرباح.
وصعد المؤشر الرئيسي في دبي 0.2% مسجلاً أعلى مستوى في 17 عاماً ونصف العام، وواصل سلسلة المكاسب للجلسة الخامسة على التوالي بدعم من آمال كبيرة مع ترقب نتائج رئيسية خاصة من القطاع العقاري. وجاءت المكاسب مدفوعة بقفزة 1% في سهم شركة سالك للتعرفة المرورية. وقفز سهم شركة تاكسي دبي 7.5% تقريباً بعد أن فاقت نتائج الربع الثاني توقعات السوق، وأعلنت الشركة عن توزيعات أرباح نصف سنوية أعلى من العام الماضي. وانخفض المؤشر في أبوظبي 0.2%، إذ بددت نتائج الشركات المتباينة أثر التفاؤل الذي ساد الأسبوع الماضي بعد الأداء القوي الذي كان من المتوقع أن يحافظ على القوة الدافعة.
وتراجع سهم الدار العقارية، أكبر مطور عقاري في أبوظبي، بأكثر من ثلاثة% بعد الإعلان عن انخفاض هامشي في إيرادات الربع الثاني عن الربع السابق، على الرغم من الإعلان عن مستوى قياسي للطلبيات المتراكمة بقيمة 62.3 مليار درهم حتى نهاية يونيو/حزيران. ومن بين الأسهم الخاسرة الأخرى، انخفض سهم مجموعة ملتيبلاي للاستثمار المملوكة للشركة العالمية القابضة 3.3% بعد تراجع أرباحها الفصلية إلى النصف على أساس سنوي.
وانخفض المؤشر الرئيسي في قطر 0.6%، متأثراً بخسائر واسعة النطاق في القطاعات، وسط جني المستثمرين أرباحاً، إذ تراجع سهم مصرف قطر الإسلامي 2% تقريباً. وواصل المستثمرون التركيز على المخاطر التجارية العالمية في أعقاب الاتفاق الذي أبرمته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في مطلع الأسبوع، الذي قلّل من خطر فرض رسوم جمركية 30% على معظم صادرات التكتل واكتفى بنسبة 15%. وعلى الرغم من أن الاتفاق هدأ المخاوف الحالية، فإن الحذر استمر وسط مقارنة الأسواق بين الرسوم المرتفعة وبين مستويات بين واحد واثنين بالمئة قبل عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ولا تزال سياسات الرسوم الجمركية المستمرة التي ينتهجها ترامب تغذي المخاوف بشأن النمو العالمي، وسط تهديد التباطؤ المحتمل في التجارة والاستهلاك الطلب على الطاقة والاستقرار المالي للاقتصادات المعتمدة على النفط في منطقة الخليج. واختتم المؤشر الرئيسي في البحرين التعاملات اليوم مرتفعاً 0.2%، كما صعد المؤشر الرئيسي في سلطنة عمان 0.1% والمؤشر الرئيسي في الكويت 0.5%. وخارج منطقة الخليج، استقر مؤشر الأسهم القيادية في مصر بعد أن سجل ذروة قياسية في الآونة الأخيرة.
(رويترز)
## الحوثيون يعلنون استهداف مطار "بن غوريون" بصاروخ باليستي
29 July 2025 07:08 PM UTC+00
أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيون)، الثلاثاء، تنفيذ عملية عسكرية استهدفت مطار اللد (بن غوريون) في منطقة يافا المحتلة، باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي من نوع "فلسطين 2". وقال المتحدث العسكري للجماعة، في بيان، إن العملية "حققت هدفها بنجاح"، وتسببت في "هروب ملايين الصهاينة إلى الملاجئ وتوقف حركة المطار"، وأكد البيان أن اليمن "ماضٍ في عملياته انتصاراً للمظلومين والمجوَّعين من أبناء الشعب الفلسطيني، وإسناداً لمقاومته ودعماً لصموده"، مشدداً على استمرار العمليات العسكرية "حتّى رفع الحصار ووقف العدوان على غزة".
من جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي رصد إطلاق صاروخ من اليمن، مشيراً إلى تفعيل صفارات الإنذار في القدس وتل أبيب ومناطق أخرى عقب العملية. وفي السياق ذاته، أفادت وسائل إعلام عبرية بتوقف عمليات الهبوط والإقلاع في مطار "بن غوريون" نتيجة إطلاق الصاروخ، مشيرة إلى أنّ المجال الجوي للمطار أُغلق، واضطرت الطائرات إلى الدوران في الجو.
ويوم الأحد، أعلنت جماعة أنصار الله عن ما وصفته بـ"خيارات تصعيدية مهمة" ردًا على ما يجري في قطاع غزة من حرب إبادة وتجويع، وذلك عبر تصعيد العمليات العسكرية الإسنادية، والبدء في تنفيذ المرحلة الرابعة من الحصار البحري على العدو الإسرائيلي. وجاء في بيان للمتحدث العسكري باسم الجماعة أن المرحلة الرابعة تشمل "استهداف كافة السفن التابعة لأي شركة تتعامل مع موانئ الاحتلال الإسرائيلي، بغضّ النظر عن جنسيتها أو وجهتها، وفي أي مكان يمكن أن تصل إليه قدراتنا".
وتشنّ جماعة الحوثيين، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، هجمات منتظمة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة والزوارق البحرية ضد سفن إسرائيلية وأخرى مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، كما تستهدف مواقع إسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، في إطار ما تصفه بـ"الرد على حرب الإبادة المستمرة ضد غزة".
وتتعرّض مواقع في اليمن بين الحين والآخر لغارات إسرائيلية، كان آخرها الأسبوع الماضي، حين شنّ جيش الاحتلال غارات على ميناء الحُديدة، بزعم استهداف مواقع تابعة لجماعة الحوثيين، وذكرت قناة "المسيرة" في خبر مقتضب حينها عبر "تليغرام"، أن سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت ميناء الحُديدة.
## بطل العالم 2018 يغادر نادي سبهان بسبب عدوان إسرائيل على إيران
29 July 2025 07:10 PM UTC+00
لا يزال عدوان إسرائيل على إيران، قبل أسابيع، يُلقي بظلاله على عالم كرة القدم، فبعدما عجز مهاجم نادي إنتر ميلان، مهدي طارمي (33 عاماً)، عن السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية، لخوض بطولة كأس العالم للأندية 2025، بسبب حظر الطيران، جاء الدور على بطل العالم 2018 مع المنتخب الفرنسي، ستيفن نزونزي (36 عاماً)، الذي قرّر مغادرة نادي سبهان أصفهان لأسباب أمنية.
وكشف موقع فوت ميركاتو الفرنسي، اليوم الثلاثاء، أن بطل العالم مع فرنسا قرر مغادرة إيران بعد تفكير طويل، متأثراً بالوضع الأمني المتدهور عقب العدوان الإسرائيلي، الذي استهدف مواقع مدنية وعسكرية، وأحدث حالة من الذعر. ولم يُخفِ اللاعب اضطرابه من المشهد، إذ أربكته التطورات الميدانية وخلطت حساباته، خاصّة في ظل الصعوبات، التي واجهها في محاولاته مغادرة البلاد والعودة إلى فرنسا.
ووجّه ستيفن نزونزي رسالة وداع إلى نادي سبهان أصفهان وجماهيره، قال فيها: "شكراً للنادي، وللجهاز الفني، ولزملائي في الفريق. لقد قرّرت مع عائلتي أن من الأفضل لنا عدم العودة، وذلك أساساً لأسباب أمنية. حاولت أن أجد القوة، لكنني لم أستطع". ولم يُعلَن بعد عن الصيغة القانونية لفسخ العقد، سواء من اللاعب أو من إدارة النادي، على أن تتضح التفاصيل في الفترة المقبلة، بعدما بات قرار المغادرة أمراً محسوماً.
وأثار توقيع ستيفن نزونزي مع نادي سبهان، في صيف العام الماضي، ضجة كبيرة، إذ شكّل قدومه إلى الدوري الإيراني خطوة لافتة، تبعها انضمام عدد من النجوم المعروفين أو اللاعبين السابقين، مثل وسام بن يدر (34 عاماً)، وبرايان دابو (33 عاماً)، وغايل كاكوتا (34 عاماً)، الذين اختاروا خوض تجربة جديدة في إيران. غير أن الحرب مع إسرائيل الشهر الماضي وضعت حداً لمغامرة بطل العالم 2018، الذي أعلن رحيله رسمياً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويُعدّ رحيل ستيفن نزونزي ضربة موجعة لطموحات نادي سبهان، الذي كان يعوّل على خبرته لقيادة مشروعه الرياضي، غير أن الأوضاع الأمنية المتقلبة في المنطقة فرضت واقعاً جديداً، قد يعطل طموح الأندية الإيرانية في استقطاب أسماء كبيرة مستقبلاً، في ظل تصاعد المخاوف من تكرار سيناريو الانسحاب والرحيل المبكر.
## يحيى سريع: استهدفنا مطار اللد في حيفا المحتلة بصاروخ باليستي من نوع فلسطين 2
29 July 2025 07:18 PM UTC+00
## توافق أميركي صيني بشأن التهدئة التجارية... القرار النهائي بيد ترامب
29 July 2025 07:27 PM UTC+00
اختتمت الولايات المتحدة والصين، اليوم الثلاثاء، جولة جديدة من المحادثات التجارية في العاصمة السويدية استوكهولم، وسط أجواء وصفتها واشنطن بأنها "بناءة"، لكنها لم تفض إلى اتفاق نهائي بشأن تمديد هدنة الرسوم الجمركية، التي تنتهي في 12 أغسطس/آب. وفي تصريحات صحافية عقب الاجتماعات، أكد وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، أن القرار النهائي بشأن التمديد سيتخذ فقط بعد مشاورة الرئيس دونالد ترامب، مشددا على أن المفاوضات كشفت عن تقدم ملموس في بعض القضايا، في حين لا تزال نقاط خلافية قيد النقاش. وتأتي هذه المحادثات في إطار محاولة أكبر اقتصادين في العالم تجنب تصعيد جديد في الحرب التجارية التي بدأت منذ عام 2018، وأثرت على سلاسل الإمداد العالمية، وأسواق التكنولوجيا والطاقة، والنمو الاقتصادي الدولي.
محادثات بناءة وتحذير أميركي
وصف بيسنت المحادثات مع الوفد الصيني، الذي ترأسه نائب رئيس الوزراء الصيني "هي ليفينغ"، بأنها كانت بناءة جدا، وتطرقت إلى ملفات استراتيجية، أبرزها الرسوم الجمركية، وسلاسل التوريد، والمواد النادرة، والتقنيات المتقدمة. وقال بيسنت إن الجانبين توصلا إلى تفاهمات أولية حول بعض التفاصيل، لكن لا شيء سيعتمد رسميا قبل العودة إلى الرئيس ترامب. في السياق نفسه، صرح ممثل التجارة الأميركي، جيمسون غرير، أن ترامب سيكون له الكلمة الأخيرة بشأن التمديد المحتمل للهدنة التجارية، والتي أقرت في وقت سابق لمدة 90 يوما بين البلدين، وعلقت مؤقتا رسوما مرتفعة كان يفترض تطبيقها على واردات متبادلة بمليارات الدولارات. وأشار غرير إلى أن المحادثات الأخيرة شهدت "تحولًا في المزاج الصيني"، مع استعداد واضح للدخول في نقاشات موسعة بدلًا من التركيز على البنود الخلافية فقط، خاصة بعد اتفاق واشنطن المبدئي مع الاتحاد الأوروبي، وخفض الرسوم الجمركية من 30% إلى 15% على واردات أوروبية.
وفي تطور لافت خلال المحادثات، قال وزير الخزانة الأميركي إن الولايات المتحدة حذرت الصين من مواجهة رسوم جمركية أميركية إضافية في حال استمرارها بشراء النفط الروسي الخاضع للعقوبات، في إطار ما يسمى بـ"التشريع الثانوي للرسوم الجمركية". وأوضح بيسنت أنه أبلغ المسؤولين الصينيين بأن مواصلة الاستيراد من روسيا قد تعرض الشركات الصينية المعنية لعقوبات تجارية، تشمل فرض تعريفات جمركية مرتفعة أو قيودا إضافية على التكنولوجيا والمواد الحيوية. ويأتي هذا التحذير ضمن جهود واشنطن لتقييد مصادر تمويل موسكو، في أعقاب العقوبات الغربية المفروضة منذ غزو أوكرانيا، والتي تستهدف تقليص صادرات الطاقة الروسية. وتستغل الصين في الوقت الحالي تخفيضات الأسعار التي تقدمها روسيا مقابل ولاء مستمر في سوق النفط، وهو ما تراه الولايات المتحدة تهديدًا مزدوجًا اقتصاديا وجيوسياسيا.
ملفات شائكة
تطرقت المحادثات أيضا إلى قضايا حساسة تتعلق بالمواد الاستراتيجية، مثل العناصر الأرضية النادرة والمغناطيسات المستخدمة في الصناعات الدقيقة، إلى جانب القيود الأميركية المفروضة على تصدير رقائق أشباه الموصلات ومعدات الذكاء الاصطناعي إلى الصين. وقال غرير إن "استئناف الصين لتصدير المواد الأرضية النادرة كان من أبرز التنازلات في هذه الجولة"، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تطالب بضمانات بشأن التدفقات المستمرة للمواد الحيوية. وفي المقابل، سعت بكين إلى الحصول على توضيحات بشأن تحقيقات القسم 232 التي تجريها وزارة التجارة الأميركية، بشأن إمكانية فرض رسوم جمركية على واردات النحاس والرقائق والأدوية. وأكد الجانب الأميركي أن هذه التحقيقات تتعلق برسوم عالمية ولا تشمل إعفاءات لدول بعينها، ما يعني أن الصين لن تستفيد من أي استثناء محتمل.
في خلفية المشهد، تسود حالة من الحذر داخل واشنطن، لا سيما بين ما يعرف بـ"صقور الصين"، الذين يخشون من أن تقدم إدارة ترامب على تنازلات كبرى مقابل اتفاق تجاري مرحلي. وبرز هذا التوتر في تصريحات الرئيس الأميركي الذي كتب على منصته الاجتماعية: "أنا لا أطلب شيئا! قد أذهب إلى الصين فقط إذا دعاني الرئيس شي، وقد فعل. غير ذلك، لا اهتمام لدي." وتظهر هذه التصريحات تناقضا بين أجواء التهدئة على مستوى المحادثات الفنية، والتوتر السياسي الكامن في العلاقات الثنائية، وسط استمرار التصعيد حول ملفات أخرى، مثل تايوان والذكاء الاصطناعي والطاقة.
ومع اقتراب انتهاء مهلة الهدنة في 12 أغسطس، يترقب المستثمرون والمحللون قرار الرئيس ترامب بشأن تمديد التهدئة أو العودة إلى التصعيد. ورغم أن الجولة الحالية من المحادثات حققت انفراجا نسبيا، إلا أن عدم وجود اتفاق ملزم حتى الآن يبقي حالة الترقب في الأسواق العالمية قائمة، خاصة في ظل حساسية الرسوم الجمركية بالنسبة للتجارة الدولية وسلاسل التوريد في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا. وحتى مساء الثلاثاء، لم تعلن واشنطن أو بكين عن موعد الجولة المقبلة من المحادثات، لكن تصريحات الطرفين تشير إلى استعداد لمواصلة الحوار، شرط أن يقرر ترامب التمديد خلال أيام قليلة.
## دول مشاركة بمؤتمر "حل الدولتين" تدعم وقف حرب غزة وقيام دولة فلسطينية
29 July 2025 07:39 PM UTC+00
أصدرت أكثر من عشرين دولة مشاركة في المؤتمر الدولي لحل الدولتين في نيويورك بياناً حول تصوّراتها للمؤتمر والخطوات التالية لتحقيق "حل الدولتين". وجاء البيان باسم الرئيسين المشاركَين للمؤتمر: فرنسا والسعودية، والرؤساء المشاركين لمجموعات العمل: البرازيل، كندا، مصر، إندونيسيا، أيرلندا، إيطاليا، اليابان، الأردن، المكسيك، النرويج، قطر، السنغال، إسبانيا، تركيا، المملكة المتحدة، الاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية. ومن المتوقع أن تنضم دول أخرى للبيان في وقت لاحق. وجاء ذلك في اليوم الثاني لأعمال المؤتمر الدولي الذي تشهده نيويورك لتسوية القضية الفلسطينية سلمياً وتنفيذ حل الدولتين.
وجاء البيان في سبع صفحات واثنتين وأربعين فقرة، ومن أبرز ما ورد فيه تأكيده في البداية أن الدول الموقعة تتفق "على اتخاذ إجراءات جماعية لإنهاء الحرب في غزة، وتحقيق تسوية عادلة وسلمية ودائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس التنفيذ الفعّال لحل الدولتين، وبناء مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين وجميع شعوب المنطقة".
كما جاء فيه تجديد الدول إدانتها "لجميع الهجمات التي تشنّها أي جهة على المدنيين، بما في ذلك جميع أعمال الإرهاب والهجمات العشوائية، وجميع الهجمات على الأعيان المدنية، وأعمال الاستفزاز والتحريض والتدمير. ونذكّر بأن أخذ الرهائن محظور بموجب القانون الدولي. ونؤكد مجدداً رفضنا لأي إجراءات تؤدي إلى تغييرات إقليمية أو ديموغرافية، بما في ذلك التهجير القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين، الذي يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي".
ومن اللافت أنّ البيان أدان هجمات حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" كما الهجمات الإسرائيلية على المدنيين، وهذه هي المرة الأولى التي تتبنى فيها عدد من الدول الموقعة موقفاً رسمياً وإدانة لهذا أو ذاك الطرف وتسميته مباشرةً، وجاء فيه: "ندين الهجمات التي شنّتها حماس على المدنيين في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، كما ندين الهجمات التي شنتها إسرائيل على المدنيين في غزة والبنية التحتية المدنية، والحصار والتجويع، التي أسفرت عن كارثة إنسانية مدمّرة وأزمة حماية. لا يوجد مبرر للخروقات التي تشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي، وشددنا على ضرورة المساءلة".
وتابعت الدول في بيانها أنه "لا يمكن للحرب والاحتلال والإرهاب والتهجير القسري أن تحقق السلام أو الأمن. الحل السياسي وحده هو القادر على ذلك. إن إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتطبيق حل الدولتين... بناء على ذلك، فقد التزمنا باتخاذ خطوات ملموسة ومحدّدة زمنياً ولا رجعة فيها من أجل تسوية سلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين".
ويتابع البيان أنه، وبناءً على ذلك، فإنّ تلك الدول اتفقت "على دعم هذا الهدف، وفي إطار عملية محددة زمنياً، لإبرام وتنفيذ اتفاقية سلام عادلة وشاملة بين إسرائيل وفلسطين، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومرجعيات مدريد، بما في ذلك مبدأ الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية، وإنهاء الاحتلال، وحل جميع القضايا العالقة وقضايا الوضع النهائي، وإنهاء جميع المطالبات، وتحقيق السلام العادل والدائم، وضمان الأمن للجميع، وتمكين التكامل الإقليمي الكامل والاعتراف المتبادل في الشرق الأوسط، مع الاحترام الكامل لسيادة جميع الدول".
غزة
ويشدّد البيان على ضرورة إنهاء الحرب في غزة على الفور، ويعرب عن دعمه لجهود الوساطة من أجل "إعادة الأطراف فوراً إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بجميع مراحله، بما يؤدي إلى وقف دائم للأعمال العدائية، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وتبادل الأسرى الفلسطينيين، وإعادة جميع الرفات، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، وأكدنا مجدداً عزمنا العملَ لتحقيق هذه الأهداف. وفي هذا السياق، يجب على حماس إطلاق سراح جميع الرهائن".
ويطالب البيان كذلك بـ"إيصال المساعدات الإنسانية فوراً وعلى نحوٍ آمن وغير مشروط ودون عوائق، وعلى نطاق واسع، عبر جميع المعابر وفي جميع أنحاء قطاع غزة، بالتنسيق مع الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبما يتماشى مع المبادئ الإنسانية. ويجب أن يشمل ذلك الرفع الفوري للقيود وفتح المعابر الحدودية من إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، واستئناف إمدادات الكهرباء، ودخول الوقود والإمدادات الطبية والغذاء والماء وغيرها من المواد الأساسية. وأكدنا مجدداً ضرورة حماية الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني وتمكينهم من العمل بفعالية. وشدّدنا على رفضنا لأي استخدام للتجويع أسلوباً من أساليب الحرب، وهو أمر محظور بموجب القانون الدولي، وعلى أهمية اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة حالات المجاعة المتزايدة بسرعة ومنع انتشارها في غزة".
وشدد البيان كذلك على أن غزة "جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، ويجب توحيدها مع الضفة الغربية. ويجب ألّا يكون هناك احتلال أو حصار أو تقليص للأراضي أو تهجير قسري"، كما أكد ضرورة أن تكون الحوكمة وإنفاذ القانون والأمن في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية من اختصاص السلطة الفلسطينية وحدها، مع دعم دولي مناسب، وأكد البيان أنه "في سياق إنهاء الحرب في غزة، يجب على حماس إنهاء حكمها في غزة، وتسليم سلاحها إلى السلطة الفلسطينية، بمشاركة ودعم دوليَين، بما يتماشى مع هدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة".
وأيّد البيان "التنفيذ العاجل لخطة إعادة الإعمار العربية-التعاونية، بما يسمح بالإنعاش المبكّر وإعادة الإعمار في قطاع غزة، مع ضمان بقاء الفلسطينيين في أرضهم". وشجّع الدول والشركاء الإقليميين والدوليين على المشاركة الفعالة في مؤتمر إنعاش وإعادة إعمار غزة، المقرّر عقده قريباً في القاهرة، وشدّد على أنه "بعد وقف إطلاق النار، يجب تشكيل لجنة إدارية انتقالية فوراً للعمل في غزة تحت مظلة السلطة الفلسطينية".
بعثة دولية
وأيدت الدول الموقعة على البيان كذلك "نشر بعثة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار، بناءً على دعوة من السلطة الفلسطينية، وتحت رعاية الأمم المتحدة، وبما يتماشى مع مبادئها، وبالاستفادة من القدرات الحالية للأمم المتحدة، وبتكليف من مجلس الأمن الدولي، مع توفير الدعم الإقليمي والدولي المناسب"، ورحب البيان باستعداد بعض الدول الأعضاء للمساهمة بقوات.
وأشار إلى أنّ هذه البعثة "يمكن أن تتطور تبعاً للاحتياجات، وستوفر الحماية للسكان المدنيين الفلسطينيين، وتدعم نقل مسؤوليات الأمن الداخلي إلى السلطة الفلسطينية، وتقدّم الدعم لبناء قدرات الدولة الفلسطينية وقواتها الأمنية، وتقدّم ضمانات أمنية لفلسطين وإسرائيل، بما في ذلك مراقبة وقف إطلاق النار واتفاقية السلام المستقبلية، مع الاحترام الكامل لسيادتهما".
مكافحة التطرّف
وأشار البيان إلى التزام الدول الموقعة بـ"دعم التدابير والبرامج الرامية إلى مكافحة التطرف والتحريض ونزع الإنسانية والتطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب والتمييز وخطاب الكراهية عبر جميع المنصات والجهات الفاعلة، وتعزيز ثقافة السلام في المدارس، في إسرائيل وفلسطين، ودعم مشاركة المجتمع المدني والحوار"، كما رحب البيان بالجهود الجارية لتحديث المناهج الفلسطينية، ودعا إسرائيل إلى بذل جهود مماثلة، وأيّد إنشاء آلية مراقبة دولية للتحقق من التزام الجانبين بهذه الأهداف.
سيادة الدولة الفلسطينية وقابليتها للاستمرار اقتصادياً
ورحب البيان بـ"الالتزامات التي أعلنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس نيابةً عن فلسطين، والمُعبَّر عنها في رسالته المؤرخة في 9 يونيو/ حزيران 2025، بما في ذلك التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، والرفض المستمر للعنف والإرهاب"، كما رحب بتصريح الرئيس عباس بأن الدولة الفلسطينية "يجب أن تكون الضامن الوحيد للأمن على أراضيها، لكنها لا تنوي أن تكون دولة مسلحة (أي دولة منزوعة السلاح)"، مع استعدادها للعمل على ترتيبات أمنية تخدم جميع الأطراف، وتحظى بالحماية الدولية الكافية.
كما رحب البيان "بالتزام الرئيس عباس بإجراء انتخابات عامة ورئاسية ديمقراطية وشفافة في جميع أنحاء الأراض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، خلال عام، برعاية دولية، ما يتيح التنافس الديمقراطي بين الأطراف الفلسطينية الملتزمة باحترام البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، والتزاماتها الدولية، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
ودعا البيان القيادة الإسرائيلية إلى "إصدار التزام علني واضح بحل الدولتين، بما في ذلك دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة، وإنهاء العنف والتحريض ضد الفلسطينيين على الفور، ووقف جميع أنشطة الاستيطان والاستيلاء على الأراضي والضمّ في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، والتخلي علناً عن أي مشروع ضم أو سياسة استيطانية، ووضع حد لعنف المستوطنين، بما في ذلك من خلال تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 904، وسن تشريعات لمعاقبة وردع المستوطنين العنيفين وأعمالهم غير القانونية".
حل الدولتين ومواجهة الإجراءات الأحادية غير القانونية
وأكد البيان "المعارضة الشديدة لجميع الإجراءات غير القانونية التي تقوّض حل الدولتين من كلا الجانبين، بما في ذلك الأنشطة الاستيطانية"، كما أعرب عن التزام الدول "باتخاذ تدابير ملموسة، وفقاً للقانون الدولي، وبما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الصادر في 19 يوليو/ تموز 2024، للمساعدة في إعمال حقّ الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، ومواجهة سياسة الاستيطان غير القانونية، بما فيها القدس الشرقية، وسياسات التهجير القسري والضم".
ودعا البيان إلى "الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في الأماكن المقدّسة الإسلامية والمسيحية في القدس، وأكد الدورَ المحوري للوصاية الهاشمية في هذا الصدد، ودعم دور دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة للأردن"، كما شدد البيان على التزام الدول بـ"اتخاذ تدابير تقييدية ضدّ المستوطنين المتطرفين العنيفين، والجهات والأفراد الداعمين للمستوطنات غير الشرعية، وفقاً للقانون الدولي"، وكذلك "اتخاذ إجراءات ضد من ينتهكون مبدأ التسوية السلمية من خلال العنف أو الإرهاب أو خرق القانون الدولي".
الدمج الإقليمي
وأشار البيان إلى اتفاق الدول على "دعم تجديد الجهود على المسارين السوري الإسرائيلي واللبناني الإسرائيلي بالتوازي مع اتفاق سلام بين فلسطين وإسرائيل، بهدف تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط، وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
وتلتزم الدول "بتمهيد الطريق لـ"يوم سلام" مستقبلي، بناءً على مبادرة السلام العربية، و"حزمة دعم السلام الأوروبية"، وغيرها من المساهمات الدولية، بما يعود بفوائد واضحة على الفلسطينيين والإسرائيليين والمنطقة، في مجالات التجارة، والبنية التحتية، والطاقة، والتكامل الإقليمي، ما يعزز بنية أمنية إقليمية تحترم حقوق وسيادة جميع الشعوب والدول".
وفي هذا السياق، قرّرت الدول "استكشاف هيكل أمني إقليمي يوفر ضمانات للجميع، يكون مستنداً إلى تجارب مثل رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE)، ما يمهّد لشرق أوسط أكثر استقراراً، إضافة إلى إطار لحل قضية اللاجئين، مع تأكيد حقّ العودة".
ويختم البيان بالتأكيد أنّ هذا الإعلان وملحقه يعكسان نتائج مجموعات العمل الثماني التي شاركت في المؤتمر، التي "تحدّد إطاراً شاملاً وقابلاً للتنفيذ للتسوية السلمية وتنفيذ حل الدولتين، عبر خطة عمل واضحة ومحددة زمنياً، تشمل الأبعاد السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية والقانونية"، كما أشار إلى إمكانية انضمام دول أخرى للبيان لاحقاً. وكانت فرنسا قد وزّعت مسودة أولية تضمّنت نقاطاً مهمة لم تحظَ بالإجماع.
## العجز التجاري للمغرب يتسع 18.4% رغم نمو الصادرات والفوسفات
29 July 2025 08:11 PM UTC+00
أظهرت بيانات رسمية صادرة عن مكتب الصرف المغربي، اليوم الثلاثاء، أن العجز التجاري للمملكة توسع بنسبة 18.4% خلال النصف الأول من العام الجاري، ليصل إلى 162 مليار درهم (نحو 17.8 مليار دولار)، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024. ويعكس هذا الاتساع اختلالا واضحا بين وتيرة نمو الواردات والصادرات، في وقت يشهد فيه الاقتصاد المغربي ضغوطا خارجية وتغيرات في سلوك الطلب العالمي على المواد الأساسية. وأوضح المكتب في تقريره الشهري، بحسب رويترز، أن قيمة الواردات ارتفعت بنسبة 8.9% على أساس سنوي، لتبلغ 398 مليار درهم، مدفوعة بزيادة في استيراد المواد الصناعية والاستهلاكية، في حين لم تتجاوز زيادة الصادرات نسبة 3% فقط، لتبلغ 236 مليار درهم خلال الفترة نفسها.
ورغم ارتفاع إجمالي الواردات، سجلت بعض بنود الفاتورة الخارجية تراجعا ملحوظا، أبرزها واردات الطاقة التي انخفضت بنسبة 7.4% إلى 53 مليار درهم، نتيجة تراجع أسعار النفط نسبيا خلال النصف الأول من العام. كما تراجعت واردات القمح بنسبة 9% لتسجل 9 مليارات درهم، بفعل تحسّن نسبي في المخزون الوطني وزيادة إنتاج الحبوب المحلي مقارنة بالعام الماضي. ويظهر هذا التراجع في المواد الأساسية أن ارتفاع الواردات يعزى أساسا إلى الطلب على السلع الصناعية أو المواد الوسيطة الداخلة في الإنتاج، ما يعيد الجدل حول نموذج التصنيع المحلي وقدرته على تقليص التبعية الخارجية. واحتفظ قطاع صناعة السيارات بموقعه كأكبر مساهم في الصادرات المغربية بقيمة 77 مليار درهم، رغم انخفاضه بنسبة 3.6% مقارنة بالنصف الأول من 2024. ويضم هذا القطاع مصانع كبرى مثل "ستيلانتيس" و"رينو" التي تصدر مركبات وأجزاء نحو أوروبا وأفريقيا.
كما حقق قطاع الفوسفات ومشتقاته، بما في ذلك الأسمدة، أداء قويا بارتفاع بلغت نسبته 19%، لتصل قيمة الصادرات إلى 46.5 مليار درهم، مدعومة بتحسن الأسعار العالمية وتزايد الطلب على الأسمدة في الأسواق الآسيوية والأفريقية. ويعد المغرب أكبر مالك لاحتياطيات الفوسفات في العالم، ما يجعله لاعبًا محوريا في سوق الأسمدة العالمي. وفي المقابل، انخفضت تحويلات المغاربة المقيمين في الخارج، التي تعد مصدرا رئيسيا للعملة الصعبة، بنسبة 2.6% لتصل إلى 55.8 مليار درهم، وهو ما يثير قلقا حيال تأثير التضخم العالمي وضعف اليورو على قدرة الجالية على تحويل الأموال نحو الداخل. كما سجل قطاع السياحة انتعاشا لافتا، حيث ارتفعت عائداته بنسبة 9.6% إلى 54 مليار درهم، مستفيدا من تحسن حركة السفر في النصف الأول من 2025، وتوسع العروض الفندقية، وتحسن الخدمات المرتبطة بالسياحة الثقافية والبيئية، خاصة في مدن مراكش وأكادير وفاس.
ورغم ضغوط العجز التجاري، أظهر التقرير أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة ارتفعت بنسبة 59% لتصل إلى 16.8 مليار درهم، ما يعكس تحسن جاذبية المناخ الاستثماري في البلاد بعد إقرار عدد من التسهيلات القانونية والضريبية للمستثمرين، خاصة في قطاعات الصناعة الخفيفة والطاقة المتجددة. ومع ذلك، تبقى فجوة العجز التجاري قائمة وتضغط على الاحتياطي من العملات الأجنبية، مما قد يدفع السلطات النقدية إلى مراجعة سياساتها في ما يتعلق بسعر صرف الدرهم، أو تشديد أدوات مراقبة الواردات.
(رويترز، العربي الجديد)
## لبيد يهاجم حكومة نتنياهو: قادت إسرائيل إلى كارثة سياسية
29 July 2025 08:13 PM UTC+00
هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية يئير لبيد، حكومة بنيامين نتنياهو، وقال إنها قادت إسرائيل إلى "كارثة سياسية"، في إشارة إلى رغبة رئيس الوزراء بإطالة أمد حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ نحو عامين. وتعليقا على استمرار الحرب في غزة وعدم التوصل إلى اتفاق لإنهائها، قال لبيد في تدوينة على إكس مساء الثلاثاء: "هذه الحكومة قادتنا إلى كارثة سياسية. فشل يتبع فشلا".
ومضى لبيد بقوله: "رئيس وزراء غائب عن الساحة السياسية، وزير خارجية (جدعون ساعر) عديم الفائدة، ووزراء يعرّضون جنود الجيش الإسرائيلي للخطر في كل مرة يفتحون فيها أفواههم".
وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بالانصياع للتيار الأكثر تطرفا في حكومته ممثلا في وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، وعدم الرغبة في إنهاء الحرب في غزة حفاظا على ائتلافه الحكومي، وهو ما تسبب في انتقادات دولية واسعة لإسرائيل، تضمنت بعض القرارات الاحتجاجية.
وفي مايو/أيار الفائت، حذر لبيد من إعادة احتلال قطاع غزة معتبرا أن غرق الجيش في ما سماه "وحل غزة" لسنوات "خطأ استراتيجي". وقال لبيد في مؤتمر صحافي: "ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات في غزة منذ يومين، خاصة في منطقة خانيونس.. لكن الحكومة الإسرائيلية لا تجيب عن سؤال واحد: ما هي الاستراتيجية؟".
وأضاف: "نحن جميعا ندعم القضاء على حماس، لكنها لن تختفي إذا لم يُقدَّم بديل لحكمها. ما خطة الحكومة الإسرائيلية؟ من يحل محل حماس ويحكم غزة؟". وتابع: "إذا كان جنودنا سيقتلون ويصابون في القطاع كل يوم لمدة ثلاث أو أربع أو خمس سنوات، فيجب على الحكومة أن تتوقف عن الاختباء وتقول ذلك بصوت عالٍ". وأردف لبيد في إشارة إلى مخططات احتلال القطاع: "إذا كانت أموال الضرائب التي ندفعها ستذهب الآن إلى تمويل تعليم أطفال غزة والنظام الصحي في غزة لمدة ثلاث أو أربع أو خمس سنوات، فيتعين على الحكومة أن تتوقف عن الاختباء وأن تقول ذلك بصوت عالٍ".
ومرارا، أعلنت حماس تعاطيها بـ"إيجابية" مع المفاوضات الدائرة منذ أكثر من 20 شهرا لإنهاء الحرب، لكن نتنياهو يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.
من جانبه، قال زعيم حزب "الديمقراطيين" يئير غولان في كلمة بثها على إكس مساء الثلاثاء: "لم تعد هذه حكومة نتنياهو، بل حكومة سموتريتش وبن غفير". وأضاف غولان: "نتنياهو ضعيف وجبان، ومن يحكمان فعليا هما مستوطنان (سموتريتش وبن غفير) من شبيبة التلال، كاهانيان (نسبة إلى الحاخام مائير كاهانا مؤسس حركة كاخ اليهودية المصنفة إرهابية في إسرائيل) حولا نتنياهو إلى أداة طيعة في أيديهما". وشبيبة التلال جماعات يهودية هي الأكثر تطرفا من بين المستوطنين تسكن في البؤر الاستيطانية بالضفة الغربية المحتلة وتنفذ جرائم بحق فلسطينيين بما في ذلك اعتداءات وحرق ممتلكات.
ومضى غولان: "سموتريتش وبن غفير هما الهامش الأكثر تطرفا في المجتمع الإسرائيلي، وهما من يحددان اليوم سياسات الحكومة الإسرائيلية، اللذان يرسلان أولادنا للموت في المعركة، وينسفان صفقات إطلاق سراح المختطفين ويطيلان أمد هذه الحرب إلى الأبد". وتابع: "علينا أن نوقف هذه الحرب، وإعادة جميع المختطفين إلى الوطن. مواطنو إسرائيل يريدون الأمن والديمقراطية، لا التضحية بأبنائنا".
ومساء أمس الاثنين، منعت الحكومة الهولندية، سموتريتش وبن غفير من دخول أراضيها، واعتبرتهما شخصيين غير مرغوب فيهما، وذلك على خلفية دعوتهما لتطهير عرقي في غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، نحو 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
(الأناضول، العربي الجديد)
## سموتريتش يُهين زامير ويقول إنه يفتقد رئيس الأركان السابق هليفي
29 July 2025 08:13 PM UTC+00
جدّد رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير، مطالبه للمجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، باتخاذ قرار بشأن المرحلة المقبلة في قطاع غزة، في وقتٍ هاجمه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ملمّحاً إلى اشتياقه لفترة رئيس الأركان السابق، هرتسي هليفي، الذي قاد أول عام ونصف العام من حرب الإبادة. وذكرت هيئة البثّ الإسرائيلي "كان"، مساء الثلاثاء، أن زامير قال لوزراء الكابينيت: "وصلنا إلى مرحلة تتعارض فيها أهداف الحرب، وعليكم اتخاذ قرار".
ووقعت مشادة بين سموتريتش وزامير خلال مناقشة استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة، حين قال الوزير لرئيس الأركان: "قدّمت خطة للحسم أمام حماس خلال ثلاثة أشهر، ولم تنجح في ذلك. أنا أعتذر لرئيس الأركان السابق هرتسي هليفي وأفتقده". وسبق أن هاجم سموتريتش هليفي مراراً خلال فترة ولايته، وطالب بإقالته عقب عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وفي إحدى المواجهات بينهما، قال له: "أنت لا تريدني أن أذكر من كان نائماً في السادس من أكتوبر"، ليردّ عليه هليفي بغضب، مطالباً إياه بالتراجع عن أقواله.
وأصدر مكتب سموتريتش لاحقاً بياناً قال فيه إن "الوزير يصرّ على انتقاده لرئيس الأركان، وللتعيينات المزعجة التي يقوم بها، متجاهلاً انتقادات العديد من الوزراء. لكنه اعتذر عن الأسلوب الذي ربما أساء لرئيس الأركان على المستوى الشخصي، الأمر الذي لم يقصده". وكان زامير قد وصف، الأسبوع الماضي، العملية العسكرية في غزة بأنها "من أعقد الحملات العسكرية التي شهدها الجيش الإسرائيلي"، وذلك خلال تقييم للأوضاع بمشاركة القيادة العليا للجيش.
وعن الوضع في غزة، قال زامير في حينه: "حققنا إنجازات كبيرة جداً. قيادة المنطقة الجنوبية تواصل عملها بمشاركة الألوية النظامية وألوية الاحتياط التي تعمل يومياً في الهجوم والدفاع. نحن ندفع أثماناً باهظة في القتال... وسنواصل العمل لتحقيق أهدافنا، وهي استعادة المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في غزة) وتدمير حماس".
## أطباء ومحاربون قدامى وأعضاء بالكونغرس: تجويع غزة جريمة حرب
29 July 2025 08:14 PM UTC+00
دعا أعضاء بالكونغرس الأميركي وأطباء ضد الإبادة الجماعية وقدامى المحاربين من أجل السلام، اليوم الثلاثاء، في مؤتمر صحافي أمام الكونغرس إلى التوقف عن تجويع قطاع غزة المحاصر، وذلك بعد وصول المستويات إلى أوضاع غير مسبوقة عالميا في ظل استمرار إسرائيل في سياستها بالتحكم بالطعام والدواء.
وقالت عضو مجلس النواب رشيدة طليب في كلمة لها إن "إسرائيل تستخدم المجاعة سلاحا وهو ما يمثل جريمة حرب. لا يمكن إنكار ذلك. الحكومة الإسرائيلية تمنع عمدا دخول الغذاء والدواء والوقود إلى غزة، ويعاني جميع السكان الذين يزيد عددهم عن 2.1 مليون شخص من المجاعة والأمراض ويواجه نصف مليون فلسطيني مستويات كارثية من المجاعة.. تم إجبار الفلسطينيين على تناول العشب وأعلاف الحيوانات".
وأشارت طليب إلى استمرار حظر دخول الإمدادات من قبل الحكومة الإسرائيلية، وووجهت انتقادات حادة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، قائلة: "مؤسسة غزة الإنسانية تعد بمثابة مزحة غير إنسانية، وخدعة قاتلة من إسرائيل وإدارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب، حتى أن الأمم المتحدة وصفتها بفخ الموت.. هذه منظمة غير شرعية وغير وأخلاقية". كما انتقدت تمويل الولايات المتحدة للمنظمة، وقالت إن "إدارة ترامب تعطي ملايين الدولارات لهذه المنظمة المشبوهة وتقول هذا يكفي. لكن هذا مخز. وكل يوم تواصل فيه حكومتنا حجب التمويل عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فإنها تشارك بقوة في هذه الجرائم. وفي كل مرة تستمر حكومتنا في تمويل هذه الإبادة الجماعية فإنها تتسبب في مزيد من الدمار والموت. أيا كانت هذه الأسلحة هجومية أم دفاعية دعونا نتوقف عن تمكين الإبادة الجماعية. حان الوقت للتوقف عن اختلاق الأعذار والاستماع إلى غالبية الأميركيين".
وعلى جانب آخر، اعتصم عدد من الحاخامات اليهود الأميركيين داخل الكونغرس اعتراضا على استمرار تجويع غزة، وذلك أمام مكتب زعيم الأغلبية لمجلس الشيوخ الأميركي جون ثون، وألقت قوات الأمن بالكونغرس القبض على عدد منهم. وطالب الحاخامات أعضاء مجلس الشيوخ بالضغط لوقف القتل في غزة والسماح بدخول المساعدات.
وأمام السفارة المصرية في واشنطن، تظاهر عدد من الأميركيين والأميركيين من أصول عربية، لمطالبة الحكومة المصرية والحكومات العربية بمزيد من الضغط للسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل كاف وغير مشروط إلى غزة، والضغط من أجل منع استمرار القتل اليومي للفلسطينيين في القطاع.
## الاتحاد التونسي يتمسك بخطف النفاتي من السويد بهذه الخطوة
29 July 2025 08:21 PM UTC+00
يسعى الاتحاد التونسي لكرة القدم إلى حسم انضمام بعض اللاعبين، الذين يحملون الجنسية المزدوجة، إلى منتخب "نسور قرطاج"، خلال الفترة المقبلة، التي ستشهد المشاركة في بطولة كأس أمم أفريقيا، المقرر إقامتها بالمغرب نهاية هذا العام، والجولات الأربع الحاسمة من تصفيات كأس العالم 2026.
وبحسب المعطيات، التي حصل عليها "العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، فإن الظهير الأيمن لنادي نوركوبينغ السويدي، معتز النفاتي (20 عاماً)، لا يزال يمثّل أولوية للاتحاد التونسي، رغم أنه اعتذر عن عدم قبول الدعوة، التي تلقاها من طرف المدير الفني لـ"نسور قرطاج"، سامي الطرابلسي (57 عاماً)، خلال شهر يونيو/ حزيران الماضي، وفضّل حينها الانضمام إلى منتخب السويد للشباب، وهي خطوة قام بها اللاعب، حتى لا يقع في مشكلات مع ناديه السويدي.
وكشف مصدر مقرب من الاتحاد التونسي لكرة القدم أنّ موقف النفاتي لا يعني أنه أغلق الباب أمام المنتخب، والدليل أنه شرع أخيراً في الإجراءات الإدارية، التي تخوّل له الحصول على جواز السفر التونسي، الذي يمكّنه من تمثيل "نسور قرطاج"، مستقبلاً، مضيفاً أن النفاتي على تواصل دائم مع المدير الرياضي، زياد الجزيري (45 عاماً)، وهما بصدد اختيار الوقت المناسب لانضمامه إلى منتخب تونس، على أن يكون ذلك قبل بطولة كأس أمم أفريقيا، نهاية هذا العام، على أقصى تقدير.
وكان النفاتي قد شرح اختياره، عبر تصريحات إعلامية سابقة أدلى بها في السويد، قائلاً: "لن أغلق المفاوضات مع منتخب تونس، أنا إنسان أعيش الحاضر كثيراً، وكان لي حديث مع المدير الرياضي، زياد الجزيري، لكن في الوقت الحالي يبدو منتخب السويد للشباب بمثابة خطوة جيدة في مسيرتي، وفي الوقت نفسه، أعلم أن تونس شيء لا يزال قريباً من قلبي، هذا قرار صعب، سأضطر إلى حسمه مستقبلاً".
## محمد السادس: الشعب الجزائري شعب شقيق تجمعه بالشعب المغربي علاقات إنسانية وتاريخية عريقة ونحن على استعداد لحوار صادق
29 July 2025 08:25 PM UTC+00
## باكستان: حزب خان والزعامة القبلية تطلب من الجيش مغادرة منطقة القبائل
29 July 2025 08:30 PM UTC+00
في تطور لافت للغاية وفي خضمّ الأزمة الأمنية المتصاعدة في شمال غرب باكستان، طلب حزب حركة الإنصاف الذي يتزعمه عمران خان والزعامة القبلية من الجيش الباكستاني أن يخرج من منطقة القبائل في غضون 15 يوماً، وذلك لأنه الخيار الوحيد لإحلال الأمن في تلك البقعة المهمة من باكستان.
وجاء في قرار وقّع عليه أعضاء الشورى المركزي للحزب على مستوى الإقليم أن الأمن في تلك المناطق يتدهور على نحوٍ متواصل، وأن عودة النظام القبلي لتلك المنطقة هي الحل الأمثل والوحيد من أجل القضاء على الأزمة الأمنية، كما طلب القرار من الحكومة المحلية في إقليم خيبربختونخوا أن تقدم إلى البرلمان قراراً لسحب قرار انضمام المنطقة القبلية إلى إقليم خيبربختونخوا، مشدداً على أن تلك الخطوة باتت ضرورية من أجل استعادة الأمن في الحزام القبلي على وجه الخصوص، وفي مناطق الشمال الغربي على وجه العموم.
وكان مئات من أبناء قبائل شينواري وأفريد في مقاطعة خيبر القبلية قد نظموا مسيرة كبيرة يوم أمس الاثنين، وذهب بعض الوجوه القبلية إلى المناطق الجبلية في وادي تيراه، والتقوا بقادة طالبان الباكستانية، وطلبوا منهم الخروج من المنطقة، مؤكدين أنهم طلبوا من الجيش أيضاً أن يخرج من المنطقة، وبدون ذلك لا يمكن استتباب الأمن في منطقة القبائل.
ولم تعلق الحكومة الباكستانية ولا الجيش حتّى الآن على قرار حزب عمران خان ولا على ما أعلنته الزعامة القبلية، لكن ثمة إشارات من المسؤولين في الحكومة أنها تعمل على خيار القضاء على حكومة حزب عمران خان في إقليم خيبربختونخوا، وهناك تواصل مع بعض الأحزاب الدينية من الحكومة، لكن رئيس الوزراء في الحكومة المحلية في خيربختونخوا علي أمين كنده بور، حذر الحكومة في تصريح صحافي، اليوم الثلاثاء، من القيام بأي خطوة غير دستورية من أجل القضاء على حكومته.
وأعلن الجيش الباكستاني حظر التجوال في بعض مناطق جنوب وزيرستان، وطلب من سكان بعض المناطق النزوح، تمهيداً لشنّ عملية عسكرية ضدّ المسلحين هناك. أيضاً شنّت قوات الجيش عملية عسكرية في مناطق مختلفة من مقاطعة باجور القبلية، وهناك قصف مستمر من الطائرات في المنطقة الجبلية المحاذية لأفغانستان، وفق مصادر قبلية، بينما لم يعلق الجيش الباكستاني حتّى الآن على كل تلك التطورات.
## رشيد جابر مدرباً للقوة الجوية في رحلة عنوانها الطموح والانتصار
29 July 2025 08:35 PM UTC+00
أعلن نادي القوة الجوية العراقي، في بيان رسمي، اليوم الثلاثاء، تعيين المُدرب العُماني، رشيد جابر (61 عاماً)، مديراً فنياً للفريق، خلفاً للمُقال علي عبد الجبار (40 عاماً)، الذي تلقى انتقادات حادة من قِبل الجماهير، بسبب تراجع النتائج، بعدما حلّ الفريق في المركز الخامس بجدول ترتيب الدوري الممتاز، الذي حسمه نادي الشرطة.
وجاء في بيان نادي القوة الجوية على حسابه بموقع فيسوك: "من عُمان المحبة إلى عراق السلام، رشيد جابر يتولى دفة الفريق. مدرب خبرة الجبال وبُعد نظر الصحراء، يقود عريق كرة العراق نحو آفاق جديدة. رحلة تدريبية عنوانها الطموح والانتصار"، لتطوي بذلك الإدارة صفقة المدير الفني السابق، علي عبد الجبار، الذي تعرض لضغط جماهيري كبير، بعد نهاية الموسم الماضي، الذي فشل خلاله الفريق في المنافسة الحقيقية، على حصد لقب المسابقة المحلية.
وعمل رشيد جابر مديراً فنياً لمنتخب سلطنة عُمان في التصفيات الآسيوية الحاسمة المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2026، التي ستُقام في الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك، بالإضافة إلى تدريبه عدداً من الأندية المحلية، مثل السيب والسويق وعُمان، وأصبح ثاني مدرب من بلاده يعمل في العراق، بعدما التحق بمواطنه طلال خلفان (44 عاماً)، الذي يعمل منذ الموسم الماضي، ضمن الطاقم التدريبي لفريق ديالى.
وانضم رشيد جابر إلى المدربين الستة الأجانب الآخرين، الذين تعاقدت معهم أندية الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم: وهم المصريان: مؤمن سليمان (الشرطة) ومحمد عبد العظيم (النجف)، والسوري أيمن الحكيم (الكرخ)، والقطري طلال البلوشي (الطلبة)، والأردني عبد الله أبو زمع (نفط ميسان)، والتونسي يامن الزلفاني (ديالى).
من عُمان المحبة إلى عراق السلام، رشيد جابر يتولى دفة القوة الجوية مدرّب بخبرة الجبال وبُعد نظر الصحراء، يقود عريق الكرة العراقية نحو آفاق جديدة رحلة تدريبية عنوانها: الطموح، والانتصار
تم النشر بواسطة نادي القوة الجوية الرياضي في الثلاثاء، ٢٩ يوليو ٢٠٢٥
## الخارجية الأميركية: إسرائيل لا تمنع دخول الصحافيين إلى غزة
29 July 2025 08:45 PM UTC+00
خلافاً لما تنقله وسائل الإعلام والصحف الأميركية من أن إسرائيل هي التي تمنع دخول الصحافيين إلى قطاع غزة، زعمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، أن إسرائيل لا تمنع دخولهم كما لا تمنع دخول المساعدات الإنسانية.
وقالت بروس، خلال مؤتمر صحافي عُقد اليوم الثلاثاء في مقر وزارة الخارجية: "إذا كان هناك من يمنع الناس من دخول غزة، فهو حماس التي تمنع المراسلين وتمنع إيصال الطعام والمساعدات، وحتى أولئك الذين يحتاجون إلى تقييم الوضع على الأرض. فالناس يخشون هذه الجماعة الإرهابية".
كما كررت المتحدثة مزاعم سبق أن روّجت لها إسرائيل، رغم عدم وجود أدلة معترف بها رسمياً تؤكدها، مثل اتهام حماس بقتل النساء أثناء اغتصابهن وذبح الأطفال وكبار السن. لكنها أضافت مزاعم جديدة غير مسبوقة، حيث قالت: "تم تقطيعهم، ووُضع طفل في الميكروويف"، في إشارة إلى ما وصفته بفظائع ارتكبتها الحركة.
وأضافت بروس: "هذه الجماعة هي التي تدير غزة، ولذلك من المفهوم أن يشعر الناس بالقلق والخوف من الدخول إليها".
وفي ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، أقرت بروس بأن ما يُقدَّم حالياً لا يكفي، مشيرة إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرك الحاجة إلى المزيد، وتعمل على خطط لتوسيع نطاق الدعم الإنساني.
وحول مركز المساعدات الذي أعلنه الرئيس ترامب، قالت: "سنسمع من الرئيس بخصوصه. إنه يقدم حلولاً مبتكرة. ومن الواضح أن لديه أفكاراً"، مضيفة أن البيت الأبيض سيُفصح عن التفاصيل في الوقت المناسب.
وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل استهدفت العاملين في الحقل الإعلامي، حيث أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الأربعاء، ارتفاع عدد الصحافيين الذين قُتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 231 صحافياً.
وتشن إسرائيل منذ ذلك التاريخ حرب إبادة جماعية على غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة أوامر محكمة العدل الدولية ونداءات المجتمع الدولي لوقفها.
وأسفرت هذه الإبادة، المدعومة أميركياً، عن أكثر من 206 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مجاعة حادة وموجات نزوح كارثية.
28 July 2025 07:38 PM UTC+00
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، الاثنين، استشهاد شخص وإصابة أربعة آخرين بغارة إسرائيلية استهدفت دراجة نارية في مدينة بنت جبيل جنوب لبنان. وقال مركز عمليات الطوارئ التابع للوزارة، في بيان، إن "غارة العدو الإسرائيلي بطائرة مسيرة على دراجة نارية في مدينة بنت جبيل، أدت إلى سقوط شهيد وإصابة أربعة مواطنين بجروح".
وأول من أمس السبت، استشهد ثلاثة لبنانيين في غارات إسرائيلية في قضاء صور. وأفادت وزارة الصحة العامة، في بيان، بأن "غارة العدو الإسرائيلي بالمسيرة التي استهدفت سيارة على طريق الطويري – صريفا في قضاء صور أدت إلى سقوط شهيد". وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الصحة أن غارة للاحتلال الإسرائيلي على بلدة دبعال في قضاء صور أدت إلى سقوط شهيدين.
يأتي ذلك، وسط تصاعد التوتر على الجبهة الجنوبية، وتكرار الغارات الإسرائيلية التي تستهدف مناطق مدنية رغم اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ أواخر 2024. وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدواناً على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من أربعة آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح.
وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بدأ سريان اتفاق لوقف لإطلاق النار بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، لكن تل أبيب خرقته أكثر من ثلاثة آلاف مرة، ما أسفر عن 262 شهيداً و563 جريحاً، وفق بيانات رسمية. وفي تحدّ لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحاباً جزئياً من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال خمس تلال لبنانية سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.
وكان المبعوث الأميركي توماس برّاك قد صعد لهجته ضد حزب الله. ومساء الخميس الفائت، أطلق برّاك مواقف بارزة وتصعيدية بوجه حزب الله عبر حسابه على منصّة "إكس"، معلناً أن الولايات المتحدة مستعدة لدعم لبنان شرط أن تلتزم الحكومة باحتكار الدولة جميع الأسلحة، وأن يكون الجيش اللبناني وحده الذي يملك السلطة الدستورية للعمل داخل حدوده. وأشار برّاك إلى تصريحه خلال زيارته إلى بيروت بأن حزب الله قضية يجب أن يحلّها اللبنانيون أنفسهم، كما أن موقف الولايات المتحدة راسخ بأن حزب الله يمثل تحدياً لا يمكن لأحد معالجته إلا الحكومة اللبنانية.
(الأناضول، العربي الجديد)
## سورية تطلق الدورة الـ62 من معرض دمشق الدولي
28 July 2025 07:43 PM UTC+00
انطلقت، اليوم الاثنين، أعمال المؤتمر الصحافي الخاص بإطلاق فعاليات الدورة الثانية والستين من معرض دمشق الدولي، والتي ستُقام خلال الفترة الممتدة من 27 أغسطس/آب المقبل وحتى 5 سبتمبر/أيلول، وسط استعدادات رسمية واسعة ومشاركة دولية متزايدة.
وفي كلمته خلال المؤتمر، وصف محمد حمزة، المدير العام للمؤسسة السورية للمعارض والأسواق الدولية، المعرض بأنه حدث تاريخي عريق طالما شكّل علامة فارقة في المشهد الاقتصادي السوري والعربي والدولي، مؤكداً أن دورة هذا العام تحمل طابعاً وطنياً خاصاً كونها الأولى التي تُقام بعد تحرير دمشق من النظام البائد، وبرعاية الرئيس السوري أحمد الشرع، ما يمنحها رمزية سياسية واقتصادية كبرى.
وأوضح حمزة أن هذه الدورة تعكس إرادة الدولة السورية في العودة القوية إلى واجهة الاقتصاد الإقليمي والدولي، مضيفاً أن التحضيرات بدأت منذ عدة أشهر وبعد التحرير مباشرة، حيث جرى العمل على تأهيل البنية التحتية لمدينة المعارض، وصيانة الأجنحة المتضررة، وتنظيم المساحات المخصصة للدول والشركات المحلية والدولية.
وأشار حمزة إلى أن مدينة المعارض تمتد على مساحة تبلغ 1,200,000 متر مربع، وتضم نحو 70 ألف متر مربع من الأجنحة المبنية، و65 ألف متر مربع من المساحات المكشوفة المخصصة للعرض، والتي تشمل أجنحة دولية وخاصة ووطنية، إضافة إلى جناح مخصص للصناعات اليدوية. كما تحتوي المدينة على مركز خاص للوفود الرسمية وكبار رجال الأعمال والمستثمرين، وجناح مجهز للصحافيين، ومواقف سيارات تتسع لأكثر من 3000 سيارة، إلى جانب 350 ألف متر مربع من المساحات الخضراء، ومركز صحي، ومركز إطفاء، ومحطة كهرباء، ومحطة ضخ وتحلية مياه خاصة بالمدينة.
وأكد حمزة أن المؤسسة تلقت حتى الآن تأكيدات بمشاركات دولية كبيرة، إلى جانب مشاركة فاعلة من المحافظات السورية والقطاعات الصناعية والزراعية والحرفية، ما يجعل من هذه الدورة منصة وطنية شاملة تعبّر عن قدرات سورية وتنوعها. ولفت إلى أن الجناح السعودي سيكون ضيف شرف هذه الدورة، وسيفتتح رسمياً بحضور وفد رسمي رفيع، في خطوة تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، وتفتح الباب أمام مزيد من التعاون العربي المشترك.
واعتبر حمزة أن الدورة الـ62 ستكون استثنائية بكل المقاييس، وستعكس صورة سورية الجديدة، القوية، المنفتحة، الواثقة بقدراتها ومستقبلها، مشيراً إلى وجود فعاليات وطنية ودولية، وعروض ثقافية واجتماعية للمشاركين من سورية وخارجها. ودعا جميع الشركات والمستثمرين للمشاركة، وجميع المواطنين لزيارة المعرض والتعرف إلى التطورات الاقتصادية والصناعية والثقافية والاجتماعية التي تشهدها سورية.
من جانبه، قال وزير الثقافة محمد ياسين الصالح، خلال المؤتمر، إن إطلاق فعاليات معرض دمشق الدولي هو رسالة حضارية تقول إن شعبنا يعرف كيف يبني، ويعرّف الآخر على إرثه، ويشارك العالم في رؤيته، وبذلك يصبح المعرض منصة للتبادل التجاري والثقافي.
أما وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور محمد نضال الشعار، فقد أكد أن سورية اليوم لا تقوم بإعادة ما تهدّم، وإنما تستند إلى مقومات حضارية، موضحاً أن البلاد لا تقدم مجرد أجنحة ومنتجات، بل فرصة لدولة سورية بأن تنهض، وللاقتصاد بأن يتعافى، فهي تفتح أبواباً للمستقبل. وأضاف الشعار أن القطاع الصناعي في سورية الجديدة بدأ بقوة في المناطق الصناعية، مع تسهيلات حكومية كبيرة، والقطاع الزراعي بدأ ينهض بأبنائه، مشيراً إلى أن سورية تفتح ذراعيها من جديد للعالم، وتسن قوانين جديدة لجذب الاستثمارات، ومشدداً على أن سورية الحرة تُبنى بمشاركة أبنائها جميعاً.
وفي انتقاد واضح للمرحلة السابقة، قال الوزير إن النظام البائد تاجر بتاريخ سورية، وحوّل ثرواتها إلى ممتلكات خاصة، مؤكداً أن سورية الجديدة تحمي حلم جميع الشهداء من التزوير، والوفاء هو أن نكمل ما بدؤوه في بناء وطن حر وعادل. وبيّن أن سورية الجديدة هي المنتجة، التي تعيد تشكيل معاملها، وبناء إنتاجها، وتؤمن بشراكتها الحقيقية مع الآخرين، وتبني اقتصادها على الشراكة لا على الولاء.
## الصومال تُعاود تشغيل خطوطها الجوية لأول مرة بعد ثلاثة عقود
28 July 2025 07:44 PM UTC+00
في خطوة نوعية تهدف إلى إعادة الحياة لقطاع الطيران المدني في البلاد، أعلنت الحكومة الفيدرالية الصومالية، اليوم، عن توقيع اتفاقية رسمية لشراء طائرتين من طراز "إيرباص A320"، وذلك ضمن مشروع استراتيجي لإحياء الخطوط الجوية الصومالية (Somali Airlines)، الناقلة الوطنية السابقة التي توقفت عن العمل منذ تسعينيات القرن الماضي بسبب الصراع والانهيار المؤسسي.
وبحسب وكالة الأنباء الصومالية الرسمية "صونا"، جرى توقيع الاتفاق في مقر رئاسة الوزراء بالعاصمة مقديشو، بحضور عدد من المسؤولين الحكوميين، على رأسهم وزير النقل والطيران المدني، محمد فارح نوح، الذي أكد في تصريح للصحافة أن هذه الخطوة تمثل إنجازاً وطنياً مهماً يعكس التزام الحكومة بإعادة بناء مؤسسات الدولة الحيوية، وعلى رأسها قطاع الطيران.
وأوضح الوزير نوح أن الطائرتين ستدخلان الخدمة رسمياً خلال الشهرين القادمين، بعد الانتهاء من الإجراءات الفنية والتجريبية والتجهيزات اللوجستية اللازمة، مشيراً إلى أن الوزارة تخطط لشراء طائرات إضافية في المستقبل القريب، بهدف توسيع الأسطول وتشغيل خطوط جوية داخلية ودولية، تعزز من ربط البلاد بالعالم، وتوفر خدمات جوية ذات جودة عالية للمواطنين والمستثمرين على حد سواء.
وأضاف أن مشروع إعادة تشغيل الخطوط الجوية الصومالية ليس مجرد استثمار في النقل الجوي، بل هو مشروع سيادي واستراتيجي يعكس طموحات الشعب الصومالي في استعادة رموز الدولة الوطنية، وتعزيز مكانة الصومال في المجالين الاقتصادي والدبلوماسي.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه البلاد انتعاشاً تدريجياً في قطاعات البنية التحتية والاستثمار، وسط دعم دولي متزايد لجهود إعادة الإعمار. وقد رحب العديد من المتابعين والخبراء في قطاع الطيران بهذه الخطوة، معتبرين أنها تشكل بداية جديدة قد تفتح المجال أمام تطوير قطاع النقل.
## هل تمهد تصريحات ترامب الغامضة لاحتلال إسرائيل لغزة؟
28 July 2025 07:49 PM UTC+00
لا يبدو الانسحاب الأميركي من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، والسماح بدخول الفتات من المساعدات الإنسانية، وتصريحات الرئيس دونالد ترامب عن استنكاره "التخلي الإسرائيلي الخاطئ عن قطاع غزة من البداية"، وأنه قال لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "أن يفعل ما يراه مناسباً في القطاع"، وتصريحات السيناتور ليندسي غراهام أحد صقور الحروب في واشنطن، أمس بأن "إسرائيل ستفعل في القطاع مثلما فعلت الولايات المتحدة في طوكيو وبرلين في الحرب العالمية الثانية"، مجرد كلمات عابرة، إذ تمثل حالة مشابهة للإجراءات التي جرت قبل الأيام الأخيرة للهجمات الأميركية على إيران، فهل تمهّد هذه الإجراءات لبدء احتلال إسرائيل لقطاع غزة بعد ما يقارب عامين من القتل والتدمير الكامل للقطاع؟
وقبل الضربات الأميركية العسكرية على إيران، طلب ترامب استسلاماً غير مشروط من طهران، كانت هذه الجملة هي المفتاح، لرغبة إدارة ترامب في استعادة ما يُطلق عليه "السلام من خلال القوة". فقبل أيام من هذه الهجمات وجه السفير الأميركي لدي إسرائيل مايك هاكابي رسالة إلى ترامب دعاه إلى أن يستمع إلى صوت السماء، واستحضر تجربة الرئيس هاري ترومان في تلميح إلى القرار الأميركي التاريخي آنذاك باستخدام السلاح النووي ضدّ اليابان، وهو نفس التلميح الذي أشار إليه السيناتور الأميركي ليندسي غراهام المقرب من ترامب، والذي ادعى أنه كان له دور في إقناع ترامب بضرب المواقع النووية في إيران في يونيو/حزيران الفائت.
ولدى السياسيين الجمهوريين الأميركيين هوس بنتائج الحرب العالمية الثانية، عندما ألقت الولايات المتحدة قنبلتَين نوويتَين على مدينتَي هيروشيما وناغازاكي، ما أدى ليس لاستسلام اليابان فحسب وإنما "الخضوع التام" وإنهاء الحرب العالمية الثانية. كانت وفاة آلاف المدنيين في اليابان هي حجر الأساس في تثبيت الولايات المتحدة قدميها عالمياً إمبراطوريةً تتمدّد ببطء من أجل قيادة العالم. اليوم، وبينما تعاني الولايات المتحدة في ظل صعود هادئ للصين ومحاولات روسية للخروج من القمقم، يحرض عشرات الجمهوريين ترامب على فعل الأمر نفسه على أمل أن تتكرر النتيجة ذاتها بعد أن خاضت الولايات المتحدة حربين استمرتا عشرين عاماً ولم تكن نتائجهما على مستوى "إعادة الخضوع الكامل عالمياً"، لكن هذه المرة الهدف "غزة".
خرجت الولايات المتحدة من غزو العراق وأفغانستان، خالية الوفاض، فقد أنفقت ما يقارب 6 تريليونات دولار حسب التقديرات الأميركية، ولم تكن النتائج على المستوى الذي يؤدي لمزيد من الهيمنة العالمية، المتحققة بالفعل آنذاك، فغادرت أفغانستان في فترة الرئيس السابق جو بايدن بعد 20 عاماً من القتال، والبشر يتساقطون من الطائرات التي تحاول إنقاذ المتعاونين الأفغان، وتركت خلفها أسلحة ومعدات متقدمة استولت عليها حركة طالبان التي عادت للحكم (خاضت أميركا حربها هناك من أجل القضاء عليها)، أما حرب العراق فتسبب في شرق أوسط أكثر انقساماً وظهور تنظيم "داعش".
لا أحد يعرف ما يدور في عقل ترامب، لكن دلالات تصريحاته تشير إلى ما يُدبر بليل من أجل غزة، وتبدو هذه التصريحات حتّى هذه اللحظة مماثلة لما جرى خلال الأشهر القليلة الماضية قبل ضرب إيران، كانت الضربة قوية للغاية بحيث ترضي غرور ترامب، وفي الوقت ذاته لا تسمح باشتعال حرب كبرى تخرج من خلالها الأمور عن السيطرة، أما في حالة غزة فسكانها بلا قوة تقريباً كما أن تجربة تجويعهم وقصفهم من إسرائيل وحصارهم وإبادتهم تجري بهدوء على مدار عامين كاملين وبمهادنة عالمية، فلا أحد يقدر على مواجهة الولايات المتحدة التي تدعم إسرائيل بالمال والسلاح والدبلوماسية والتصريحات والحماية حتّى لو كان ذلك على حساب جسد "حقوق الإنسان والمبادئ الإنسانية والشرعية والقوانين الدولية والأمم المتحدة".
على مدار أشهر من المفاوضات لوقف إطلاق النار، بدا واضحاً أن الولايات المتحدة لا تريد "وقفاً كاملاً لإطلاق النار"، وأن الغاية الأولى لوقف "إطلاق النار المؤقت" هو إخراج المحتجزين الإسرائيليين في غزة دون أي اعتبار لعدد الفلسطينيين الذين يموتون يومياً. دعمت الولايات المتحدة إسرائيل في عدوانها على المدنيين، ودافعت عنها دائماً في مجلس الأمن. ودمرت إسرائيل المستشفيات والمدارس والجامعات وقتلت الصحافيين والأطباء والمدنيين والنساء والأطفال، وارتكبت جرائم لم تُرتكب منذ الهولوكوست باعتراف مسؤولين أميركيين سابقين ويهود وقيادات ومؤسسات دولية، غير أن موقف الولايات المتحدة ظل ثابتاً وهو السماح لاسرائيل بأن تفعل ما يحلو لها، وهو ما عبر عنه الرئيس الأميركي ترامب الذي يزعم أنه زعيم السلام عالمياً والمتعطش لجائزة نوبل للسلام.
سمحت الولايات المتحدة لإسرائيل بنقض اتفاق وقف إطلاق النار في مارس/ آزار الماضي، ثم منع دخول الطعام والدواء، وفي الوقت ذاته كانت تجري عسكرة المساعدات الإنسانية من خلال تأسيس المؤسّسة التي يطلق عليها "مؤسّسة غزة الإنسانية" ذراعاً لشركات مقاولين أمنيين بدعم أميركي إسرائيلي للتحكم في حياة الفلسطينيين والغذاء. كانت الحجة الأميركية الإسرائيلية المزعومة أن حركة حماس تسرق المساعدات الإنسانية، لكن ثبت من خلال تقارير حكومية أميركية وإسرائيلية عدم وجود أي أدلة على هذه المزاعم، في الوقت الذي تدافع فيه الولايات المتحدة عن المؤسّسة وتهاجم مؤسّسات ومنظمات أممية متخصّصة في تقديم المساعدات الإنسانية.
أحد أبرز هؤلاء الجمهوريين الذين يمكن مراقبة تصريحاتهم، والذي يحظي بثقة ترامب في ما يخص السياسات الخارجية رغم علاقتهما المضطربة على مدار السنوات، هو ليندسي غراهام، السيناتور الجمهوري المخضرم في الدعوة للحروب والتأييد المطلق للجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة، إذ كانت تغريداته على مدار الأشهر القليلة دليلاً على بوصلة ترامب في السياسات الخارجية. فبينما كانت الولايات المتحدة تتفاوض مع إيران بخصوص برنامجها النووي، سمحت لإسرائيل -طبقاً لاعترافات ترامب نفسه- بالهجوم عليها وسط التفاوض. كان غراهام واحداً من أهم الداعمين لهجوم أميركي في هذه الأثناء على إيران، والداعمين لخطوات ترامب قبل أن يشير لاحقاً إلى معرفته باتجاهات الإدارة، فقد كانت كتاباته في يونيو/ حزيران الماضي تحمل دلالات كبيرة على الخطط الأميركية لـ"إنهاء المهمة في إيران" كما كتب هو بنفسه على صفحته.
كشف غراهام، في مقابلة عقب الهجمات الأميركية على إيران، أنه كان سبباً من أسباب الضربة الأميركية على المواقع النووية الإيرانية، وأنه نجح في إقناع الرئيس ترامب، إذ قال "أحد الأمور التي كان يفكر فيها (ترامب) وتحدثت معه عنها، أنه إذا فعلت ذلك (الهجوم على إيران) فستصلح الضرر (على سمعة الولايات المتحدة عالمياً) الذي سببه انسحاب جو بايدن من أفغانستان... قامت إسرائيل بعمل رائع (الهجوم على إيران) لكن كنّا بحاجة إلى أن تكون لنا بصماتنا أيضاً، من مصلحة الأمن القومي أن نكون جزءاً من هذا".
دعا غراهام على مدار العامين الماضيين إلى تدمير غزة، ففي مايو/ آيار 2024 حرض في تصريحات له لشبكة إن بي سي الأميركية على قيام إسرائيل بضرب غزة من خلال قنبلة نووية، إذ زعم أنّ هناك مبرراً لها بتسوية القطاع بالأرض باستخدام سلاح نووي، مثلما فعلت الولايات المتحدة في هيروشيما وناغازاكي في الأربعينيات، ووصف القرار الأميركي خلال الحرب العالمية الثانية بأنه كان "القرار الصحيح" من الولايات المتحدة، وقال "أعطوا لإسرائيل القنابل التي تحتاجها لإنهاء الحرب، فهي لا تستطيع تحمل خسارتها، واعملوا معها على تقليل الخسائر البشرية"، وهاجم المعارضين لفكرته قائلاً "لماذا من المقبول أن تسقط أميركا قنبلتَين نوييتَين لإنهاء حرب التهديد الوجودي. لماذا كان من المقبول لنا أن نفعل ذلك... اعتقد أنه كان جيداً".
هذه الأيام، أعاد غراهام طرح رؤيته بطريقة أخرى، لكن هذه المرة متنبئاً بما ستفعله إسرائيل، لكن هذه التصريحات تأتي بالتزامن مع تصريحات متناقضة للرئيس ترامب تمتد من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال وتشير إلى معاناة الفلسطينيين من مجاعة في غزة، وتعهده بمزيد من المساعدات الإنسانية (تجري عبر مؤسّسة غزة الإنسانية التي تدور حولها الشبهات)، وفي الوقت ذاته إلى إعلانه السماح لنتنياهو بفعل ما يحلو له في غزة، إذ ذكر غراهام في مقابلة أمس مع "إن بي سي نيوز"، أنه يعتقد أن إسرائيل ستفعل في القطاع مثلما فعلت الولايات المتحدة في طوكيو وبرلين في الحرب العالمية الثانية، وقال غراهام "لا توجد وسيلة آمنة أمام إسرائيل للتفاوض على إنهاء الحرب مع حماس. إسرائيل ستتولى السيطرة على غزة. سيفعلون ما فعلناه في طوكيو وبرلين. الاستيلاء على المكان بالقوة والبدء من جديد وتقديم مستقبل أفضل للفلسطينين"، وأكمل قائلاً "أعتقد أن الرئيس ترامب توصل إلى هذا الاستنتاج، وبالتأكيد لا توجد طريقة يمكنك بها التفاوض على نهاية الحرب مع حماس".
بناء على تاريخ غراهام، لا يبدو أبداً أنه يذكر ذلك دون معلومة لديه سواء من إدارة ترامب أو إسرائيل أو استشارة أو رأي قدمه هو على سبيل النصيحة. يتوافق هذا التصريح مع الانسحاب الأميركي المفاجئ من المفاوضات لوقف إطلاق النار مع رفض إيقاف الحرب كلياً، وضرورة الإفراج عن المحتجزين في غزة، فضلاً عن تصريحات ترامب التي قال فيها "حماس تعرف ما سيحدث لها عقب الإفراج عن الرهائن لذا لا تريد وقف إطلاق النار"، وتصريحاته الأخرى بأنه "ترك القطاع من البداية كان خطأ"، ثم الحديث عن عن فتات "المساعدات"، ما يدفع إلى تساؤلات مفادها "هل يجري إلقاء القنابل والطعام في الوقت ذاته"، و"ما الذي يجري تدبيره لغزة".
اختبرت الولايات المتحدة على مدار الأشهر الماضية "فائض قوتها العسكرية" في إيران ونجحت التجربة نجاحاً ساحقاً، طبقاً للمعطيات الأميركية. اليوم يبدو أن واشنطن التي تقود مفاوضات منحازة فيها إلى إسرائيل حليفتها التي تتولى هي حمايتها ودعمها وتمثل ذراعها في المنطقة قد انتهت إلى اتخاذ قرار في غزة، يشابه ما حدث في الحرب العالمية الثانية لمزيد من فرض القوة والخضوع عالمياً، وهي الرؤية التي يسعى ترامب لفرضها عالمياً منذ وصوله وهي "الإخضاع التام إمّا بالقوة أو بالإذعان أو بالاقتصاد".
## رئاسة الوزراء الإسرائيلية: الجيش سيعلق عملياته في المناطق المأهولة بغزة من العاشرة صباحا حتى الثامنة مساء
28 July 2025 08:04 PM UTC+00
## ليلة تركيع أوروبا أمام السمسار ترامب
28 July 2025 08:15 PM UTC+00
بين وصف الحدث بليلة تركيع أوروبا، أو يوم الاستسلام العظيم، جرى الإعلان عن التوصل لاتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وصفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه "أكبر اتفاق يُبرم على الإطلاق".
وعلى خطى دول ذات اقتصادات قوية مثل بريطانيا واليابان والهند، دخلت أوروبا العجوز في بيت طاعة السمسار ترامب عبر الخضوع لابتزازه وتهديداته وشروطه المجحفة ورسومه الجمركية العالية، وقدمت بروكسل تنازلات كبيرة ومزايا مالية ضخمة لواشنطن لم تحصل عليها الولايات المتحدة من قبل حتى في ذروة الحروب الكبرى.
وبعدما هدد الاتحاد الأوروبي مرات عدة بالرد بشكل عاجل وسريع وحاسم على رسوم ترامب وحربه التجارية الشرسة، وتوعده بمعاقبة الولايات المتحدة اقتصادياً وتجارياً، والوقوف بقوة ضد كل ما يهدد قوته الاقتصادية وصادراته الخارجية، عاد ليقبل باتفاق تجاري مذل ومهين جرى التوصل إليه عقب اجتماع سريع جمع ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، أمس الأحد، في تورنبري في اسكتلندا.
الاتفاق الذي تم التوصل إليه في اللحظات الأخيرة قبل انتهاء مهلة ترامب لم يستغرق سوى لقاء عابر بين ترامب وأورسولا دام أقل من ساعة، وهو ما شكل مفاجأة للجميع
الاتفاق الذي تم التوصل إليه في اللحظات الأخيرة قبل انتهاء مهلة السمسار الأميركي في الأول من أغسطس/ آب المقبل، ووضع حداً لنزاع الرسوم الجمركية، لم يستغرق سوى لقاء عابر بين ترامب وأورسولا دام أقل من ساعة، وهو ما شكل مفاجأة للصحافيين والأسواق الذين توقعوا مفاوضات صعبة ومعقدة وطويلة بين الوفدين، في ظل تنامي الخلافات التجارية بين واشنطن والاتحاد الأوروبي في الأسابيع الماضية، وإعلان الاتحاد أكثر من مرة عن جاهزيته لمعاقبة أميركا اقتصاديا إذا مسّت مصالحها التجارية.
كما شكل الاتفاق صدمة عنيفة لشركاء أوروبا التجاريين الذين توقعوا صموداً أوروبياً طويل الأجل في وجه ابتزازات ترامب، والاستفادة من موقف أوروبا الصلب في مواجهة حرب الرسوم الأميركية، ومن بين هؤلاء، الهند وكندا ودول جنوب شرق آسيا وأميركا الجنوبية.
ما جرى في اسكتلندا هو أن ترامب نجح في فرض شروطه، حيث أخضع جميع صادرات الاتحاد الأوروبي، الذي يضم 27 دولة، إلى الولايات المتحدة، لرسوم جمركية أساسية بنسبة 15%، بما في ذلك السيارات والأدوية وأشباه الموصلات، وهي القطاعات الحيوية داخل أوروبا وتشكل رافعة للصادرات.
لم يكتف ترامب بذلك بل ألزم الاتحاد بالتعهّد بشراء الغاز الطبيعي المسال الأميركي لمدة ثلاث سنوات، بقيمة إجمالية 750 مليار دولار ليحل محل الغاز الروسي. كما سيشتري الاتحاد وقوداً نووياً من الولايات المتحدة. وتعهد الاتحاد، بموجب الاتفاق، بشراء عتاد عسكري أميركي، واستثمار الشركات الأوروبية 600 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال فترة ولاية ترامب الثانية.
الاتفاق التجاري الأوروبي الأميركي الذي تم التوصل إليه، مساء أمس الأحد، سيعمق الخلافات داخل دول الاتحاد الأوروبي، وهو ما بدا واضحاً في ردات فعل الحكومات الأوروبية على بنوده؛ فألمانيا، صاحبة أقوى اقتصاد داخل الاتحاد، رأت أن الاتفاق التجاري مع واشنطن يجنب الاتحاد تصعيداً غير ضروري مع ترامب، وسارت على هذا النهج رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، التي وصفت الاتفاق بالإيجابي.
أوروبا على موعد مع أيام صعبة، فالمواطن سيعاني من زيادة في أسعار سلع ضرورية بما فيها الأدوية والسيارات، والصناعة ستعاني زيادة في كلفة الإنتاج
أما فرنسا فوصفت الاتفاق بأنه يمثل "يوماً كئيباً" لأوروبا، وذلك على لسان رئيس حكومتها، فرانسوا بايرو. ودافعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين عن الاتفاق التجاري المبرم مع الولايات المتحدة، واصفة إياه بأنه "أفضل شيء كان يمكن الحصول عليه".
أوروبا على موعد مع أيام صعبة سواء على مستوى المواطن الذي سيلاحق بزيادة في أسعار سلع ضرورية بما فيها الأدوية والسيارات، أو الصناعة التي من المتوقع أن تعاني من زيادة في كلفة الإنتاج والرسوم الجمركية، أو الصادرات للولايات المتحدة التي قد تتراجع بما فيها السيارات، أو الأسواق التي قد تشهد حالة من الارتباك مع تطبيق الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة.
## رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري: رغم أن مؤتمر حل الدولتين يعد بارقة أمل فإننا نمر بلحظة حرجة بظل حرب إسرائيل على غزة
28 July 2025 08:19 PM UTC+00
## رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري: دولة قطر ترفض استخدام الغذاء أداة في الحرب
28 July 2025 08:19 PM UTC+00
## رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري: لا بديل عن تحقيق تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية
28 July 2025 08:20 PM UTC+00
## قتيلان وجرحى بإطلاق نار قرب كازينو في رينو بولاية نيفادا الأميركية
28 July 2025 08:21 PM UTC+00
قُتل شخصان وأُصيب ثلاثة آخرون على الأقل في إطلاق نار وقع صباح اليوم الاثنين في مدينة رينو بولاية نيفادا الأميركية، بالقرب من أحد الكازينوهات.
وأفاد مسؤولون لوكالة "أسوشييتد برس" بأن قسم الطوارئ في مركز "ريناون" الطبي استقبل عدداً من المصابين بأعيرة نارية. وأكدت المتحدثة باسم المركز، كارولين أكرمان، أن الوضع تحت المتابعة.
قال المتحدث باسم شرطة رينو، كريس جونسون، إن إطلاق النار وقع حوالي الساعة السابعة والنصف صباحاً في منطقة مواقف السيارات خارج الكازينو، مضيفاً أن حالة الضحايا لا تزال غير واضحة. وأشار إلى أن الشرطة تمكنت من اعتقال المسلح الذي يخضع للعلاج في المستشفى.
كما أفاد متحدث باسم شرطة مقاطعة واشو بمشاركة شرطي في تبادل إطلاق النار مع المشتبه به.
وطالبت شرطة رينو السكان بالابتعاد عن مكان الحادث، فيما هرعت سيارات الطوارئ، وتمركزت عدة سيارات إسعاف خارج الكازينو.
The Mass Shooting at GSR, allegedly this is the shooter.
Truth over here all local news stations won't say it so I'll call it this was a mass shooting in Reno Nevada at the GSR. Also the politicians needs to not voice or say anything or interfere. They also control the media. pic.twitter.com/MDqOjGakQf
— Casimiro (Casimiro Media Productions) (@CasimiroMedia) July 28, 2025
وعبر عضو مجلس المدينة، ديفون ريس، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي عن حزنه العميق للضحايا، مؤكداً: "رينو قوية، لكنها ليست بمنأى عن وباء العنف المسلح الذي يجتاح هذه الأمة".
(أسوشييتد برس)
## جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتزم عرض خطة لتشديد حصار غزة على الكابينت
28 July 2025 08:21 PM UTC+00
أفادت هيئة البث العبرية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيعرض على المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) خلال اجتماعه، مساء الاثنين، خطة جديدة لتشديد الحصار على غزة تشمل توسيع العملية البرية، في إطار حرب الإبادة على الفلسطينيين المتواصلة منذ 22 شهراً.
وقالت الهيئة، في تقرير: "سيعرض الجيش الإسرائيلي هذا المساء على الكابينت خطة حصار جديدة على قطاع غزة". وأضافت أنه في إطار الخطة "سيوسّع الجيش العملية البرية إلى مناطق إضافية (لم تذكرها)، ويشدّد الحصار على القطاع". وأوضحت الهيئة أن الجيش سيقدم الخطة بطلب من المستوى السياسي.
مع ذلك، نقلت الهيئة عن مصدر مطلع على تفاصيل الخطة (لم تسمّه) أن "الجيش حتى الآن لم يُطلب منه تقديم خطة لاحتلال قطاع غزة كاملاً، ومن المشكوك فيه أن يحدث ذلك". فيما قال مصدر إسرائيلي آخر لهيئة البث، تعليقاً على الخطة الجديدة: "نحن في أسوأ وضع في الوقت الحالي". وأضاف المصدر: "المفاوضات بشأن الصفقة في حالة جمود، والجيش الإسرائيلي في حالة من التخبّط داخل القطاع، والجنود يُقتلون، وحماس لا تشعر بأي ضغط. ناهيك عن تصريحات (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب اليوم التي تؤكد وجود مجاعة في غزة"، وفق وصفه. وختمت الهيئة بالقول: "في إسرائيل يقولون إن القتال في غزة وصل إلى مفترق طرق، وهناك حاجة لاتخاذ قرارات حاسمة"، على حد تعبيرها.
وفي وقت سابق اليوم، أقر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوجود مجاعة في قطاع غزة، مستشهداً بمشاهد الأطفال الذين يموتون جوعاً، مفنداً بذلك تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المنكرة تفشي المجاعة في القطاع. جاء ذلك في تصريحات صحافية أدلاها برفقة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، قبيل لقائهما في اسكتلندا.
والأحد، انتقدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" الإنزال الجوي الإسرائيلي للمساعدات في غزة، مؤكدة أنه "لن ينهي" المجاعة المتفاقمة، وفق ما صرحت به جولييت توما، مديرة الإعلام والتواصل في الوكالة لصحيفة نيويورك تايمز، ونشرتها صفحة "أونروا" على "إكس".
ومطلع مارس/آذار الماضي، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق نار وتبادل أسرى مع حماس، بدأ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، واستأنفت الإبادة، ومنذ ذلك الحين ترفض جميع المبادرات والمطالبات الدولية والأممية لوقف إطلاق النار. وتعيش غزة أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، بدعم أميركي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ورغم التحذيرات الدولية والأممية والفلسطينية من تداعيات المجاعة بغزة، تواصل إسرائيل إغلاق معابر القطاع بشكل كامل أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية منذ 2 مارس/ آذار الماضي، في تصعيد لسياسة التجويع التي ترتكبها منذ بدء الحرب. ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشنّ إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة، وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 205 آلاف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن تسعة آلاف مفقود، إضافة إلى مئات الآلاف من النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم عشرات الأطفال.
(الأناضول)
## تسلا تبرم صفقة ضخمة مع سامسونغ... وماسك يعد بثورة في القيادة
28 July 2025 08:36 PM UTC+00
 
أعلن الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" الأميركية إيلون ماسك، عن توقيع صفقة ضخمة بقيمة 16.5 مليار دولار مع شركة "سامسونغ إلكترونيكس" الكورية، لتوريد رقائق إلكترونية متقدمة، في خطوة تهدف إلى تعزيز تكنولوجيا القيادة الذاتية وتسريع وتيرة إنتاج الرقائق، في ظل تحديات متزايدة تواجه الشركتَين.
وقال ماسك إن مصنع سامسونغ الجديد في مدينة تيلور بولاية تكساس سيقوم بإنتاج الجيل السادس من رقائق "AI6" الخاصة بـ"تسلا"، موضحاً أن هذه الرقائق ستُستخدم في تطوير نظام القيادة الذاتية الكامل. وأضاف في منشور عبر منصة "إكس" أن سامسونغ وافقت على إشراك تسلا في تحسين كفاءة التصنيع، مشيراً إلى أنه سيتولى شخصياً الإشراف على المشروع لتسريع التقدم، ولفت إلى أن الرقم المعلن، 16.5 مليار دولار، "هو الحد الأدنى فقط"، متوقعاً أن يتجاوز الإنتاج الفعلي هذا الرقم بأشواط.
وفي حين أعلنت سامسونغ عن توقيع اتفاقية مدّتها ثماني سنوات مع "شركة عالمية كبرى" دون تسميتها، أكدت أن الشراكة دخلت حيّز التنفيذ في 24 يوليو/تموز 2025 وستستمر حتى نهاية عام 2033. ويُتوقّع أن يبدأ إنتاج رقائق "AI6" في أعقاب إطلاق الجيل الخامس "AI5" في نهاية عام 2026. وسجلت أسهم سامسونغ ارتفاعاً بنسبة 6.8%، وهي أعلى نسبة منذ سبتمبر/أيلول، في حين صعدت أسهم تسلا بنسبة 1.9% في تعاملات ما قبل افتتاح السوق الأميركية.
وتأتي الصفقة في وقت تسعى فيه سامسونغ لتعويض تراجع أرباحها التشغيلية بنسبة 56% خلال الربع الثاني من العام الجاري، نتيجة القيود الأميركية المفروضة على تصدير المكونات المتقدمة إلى الصين، والتحديات التكنولوجية التي تواجهها أمام منافستها "SK Hynix" في مجال رقائق الذاكرة ذات النطاق الترددي العالي (HBM)، المستخدمة على نطاق واسع في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
في المقابل، تواجه تسلا تحديات لا تقلّ تعقيداً، إذ أظهرت نتائج الربع الثاني من عام 2025 تراجعاً في صافي الدخل بنسبة 16% ليصل إلى 1.17 مليار دولار، كما انخفضت الإيرادات بنسبة 12% إلى نحو 22.5 مليار دولار، ما شكّل خيبة أمل للأسواق المالية. ورغم ذلك، واصل ماسك إطلاق وعوده المعتادة، متحدثاً عن "قفزة نوعية في تكنولوجيا القيادة الذاتية بحلول نهاية العام المقبل"، في وقت أطلقت فيه الشركة برنامجاً تجريبياً لسيارات الأجرة الذاتية في مدينة أوستن، بمشاركة عدد محدود من السيارات ومشرفين يجلسون في المقعد الأمامي.
 
ماسك ذهب أبعد من ذلك، معلناً أن نصف سكان الولايات المتحدة قد يستخدمون سيارات تسلا الذاتية القيادة بحلول نهاية عام 2025، معتبراً أن ذلك مرهون بالموافقات التنظيمية التي تُمنح على مستوى كل ولاية على حدة. وتعتمد تسلا في نهجها التكنولوجي على استخدام الكاميرات فحسب بدلاً من أجهزة "ليدار" المكلفة، التي تستخدمها شركات مثل "وايمو" التابعة لغوغل. ومع أن سيارات الأجرة الذاتية التابعة لتسلا قطعت حتى الآن نحو 11,265 كيلومتراً فقط، مقارنة بـ"وايمو" التي تنفذ أكثر من 250 ألف رحلة أسبوعياً وتجاوزت حاجز مئة مليون ميل، يصر ماسك على أن تسلا ستكون الرائدة قريباً في هذا المجال.
وفي إطار طموحاته المستقبلية، أعلن ماسك أن مالكي سيارات "تسلا" سيتمكنون اعتباراً من العام المقبل من إرسال سياراتهم للعمل كأجرة ذاتية القيادة لتحقيق دخل إضافي، ما يعزز من جاذبية سيارات الشركة في الأسواق، كما أشار إلى أن الشركة ستطلق طرازاً منخفض السعر شبيهاً بـ"موديل واي"، لكن بتجهيزات أقل، ما أثار مخاوف من تراجع مبيعات "موديل واي" الأعلى ربحية.
غير أن هذه الوعود لم تُقنع المحللين، في ظل تراجع عمليات تسليم "تسلا" بنسبة 13.5% في الربع الثاني لتصل إلى 384,122 سيارة، وانخفاض إيرادات قطاع السيارات بنسبة 16% إلى 16.66 مليار دولار. واعتبر خبير صناعة السيارات الألماني فرديناند دودنهوفر أن "تسلا" تعاني من فائض في الطاقة الإنتاجية، إذ تبلغ قدرتها السنوية 2.35 مليون سيارة، بينما يُتوقع أن تبيع 1.6 مليون فقط هذا العام. وبعد إعلان نتائج الربع الثاني، سجل سهم تسلا ارتفاعاً طفيفاً، إلّا أنه عاد وتراجع بنسبة 4.59% عند إغلاق جلسة التداول، بعد تصريحات ماسك في مؤتمر عبر الهاتف مع المحللين.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)
## عقود أولية بـ500 مليون دولار لتجهيز مشروع "بلدنا" جنوبي الجزائر
28 July 2025 08:46 PM UTC+00
وقّعت شركة "بلدنا" القطرية أول حزمة من العقود الممهدة لتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع المزرعة المتكاملة لإنتاج الحليب المجفف، المقرّر إقامته في منطقة أدرار، جنوبي الجزائر، باستثمار إجمالي يُقدّر بـ3.5 مليارات دولار أميركي. وتُمثّل هذه الشراكة القطرية الجزائرية خطوة جديدة في مسار التعاون الاستراتيجي بين البلدين، وتتيح للجزائر تحقيق أحد أبرز أهدافها في مجال تعزيز الأمن الغذائي الوطني على نحوٍ مستدام، من خلال إنشاء نظام حديث ومتكامل لإنتاج الحليب يعتمد على أحدث التقنيات وبالتعاون الوثيق بين الفاعلين المحليين والدوليين.
وتفوق قيمة المجموعة الأولى من العقود 500 مليون دولار أميركي، وتشمل مجالات التكنولوجيا الزراعية، وخطوط الإنتاج، وأنظمة الري، وحفر آبار المياه، وتوريد الحديد والهياكل المعدنية، إضافة إلى دراسات في إدارة المشاريع، والمسح الطبوغرافي، ودراسات التربة، ودراسات الأثر البيئي. وتضم قائمة المورّدين شركات كبرى في قطاعاتها، منها شركة "جي أو أي" الألمانية الرائدة في تصنيع وتوريد خطوط إنتاج الحليب وتجهيزات الحلب الآلي، وشركة "فالمونت" الأميركية المتخصّصة في تصميم وتنفيذ شبكات الري التي تستهدف ترشيد استهلاك المياه، وشركة "أورباكون" للمقاولات الرائدة عالمياً، وشركة "أي أي إي" للاستشارات الهندسية، إلى جانب مجموعة من كبرى الشركات الجزائرية في مجالات المقاولات وحفر الآبار.
وسيجري، في إطار المرحلة الأولى من المشروع، استصلاح الأراضي، وإنشاء مزرعتين ومصنع واحد، و700 وحدة ري محوري. ويُقام المشروع على مساحة 117 ألف هكتار، بالشراكة بين شركة "بلدنا" القطرية والصندوق الوطني للاستثمار، ويشمل مزارع لإنتاج الأعلاف، ومزارع لتربية الأبقار وإنتاج الحليب واللحوم، إضافة إلى مصنع لإنتاج الحليب المجفف.
وخلال حفل التوقيع، الذي حضره رئيس مجلس إدارة شركة "بلدنا قطر" محمد معتز الخياط، ورئيس مجلس إدارة "بلدنا الجزائر" علي العلي، وسفير دولة قطر في الجزائر عبد العزيز علي النعمة، قال وزير الزراعة الجزائري يوسف شرفة إنّ الإمضاء على عقود التجهيز وتركيب الهياكل الخاصة بأنظمة السقي، وتربية الأبقار، وإنتاج الحليب المجفف واللحوم الحمراء، يُشكّل مرحلة جوهرية في المشروع، وذلك بعدما جرى استكمال الإجراءات المتعلقة بمنح الوعاء العقاري، وتسليم رخص حفر الآبار، وفتح المسالك.
وأضاف شرفة أن "شروع شركة بلدنا الجزائر في إنتاج الحبوب خلال موسم الحرث والبذر القادم، يُعد دليلاً قاطعاً على مساهمة هذا المشروع الاستراتيجي في تعزيز الأمن الغذائي للبلاد"، ويعتمد المشروع على توريد سلالات من الأبقار تُعدّ من بين الأفضل عالمياً وفقاً للمعايير الدولية، ومن المتوقع أن يبدأ إنتاج الحليب في العام 2026.
وسيسهم المشروع في تغطية نصف احتياجات الجزائر من الحليب، إذ تسعى البلاد إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا القطاع. ويُتوقّع أن يبلغ إنتاج المشروع، في سنته التاسعة، أكثر من 194 ألف طن من الحليب المجفف، ما سيُقلّص واردات الجزائر الحالية من الحليب المجفف، التي تُقدّر بما يقارب ملياري دولار سنوياً.
ووُقِّعت، في شهر مارس/آذار الماضي، اتفاقية بين شركة "بلدنا" والديوان الوطني للحليب في الجزائر، لشراء كامل كميات الحليب المجفف المُنتَج ضمن المشروع. وسيسهم المشروع، إلى جانب نقل التكنولوجيا الحديثة وآخر التقنيات في مجالَي تربية الأبقار وإنتاج الحليب، في تموين السوق المحلية بـ84 ألف رأس من العجول سنوياً، كما من شأن هذا المشروع الحيوي أن يخلق 5 آلاف فرصة عمل.
## مصر: أحكام مشدّدة بحق متهمي "خلية الجوكر" بينهم قصّر
28 July 2025 08:53 PM UTC+00
أصدرت الدائرة الثانية إرهاب بمحكمة جنايات القاهرة، والمنعقدة في مجمع محاكم بدر، اليوم الاثنين، أحكاماً مشدّدة بالسجن بحق 30 معتقلاً مصرياً، بينهم قُصّر، في القضية المعروفة إعلامياً باسم "خلية الجوكر"، التي تضم في قائمتها المقاول المصري المقيم في الخارج محمد علي و102 متهم آخرين.
وبحسب منطوق الحكم، قضت المحكمة بالسجن المشدّد لمدة 10 سنوات على 10 معتقلين، وبالسجن المشدد 5 سنوات على 4 آخرين، بينما حصل 14 معتقلاً على أحكام بالسجن المشدّد لمدة 3 سنوات، وجرى الحكم على متهمَين بالحبس لمدة سنة واحدة فقط.
كما قرّرت المحكمة تبرئة 7 متهمين من بين المجموعة المعروضة في جلسة اليوم، مع إصدار أوامر بإدراج جميع المحكوم عليهم، باستثناء الأطفال، على قوائم الإرهاب والكيانات الإرهابية، ووضعهم تحت مراقبة الشرطة لفترات مساوية لمدة العقوبة.
تندرج هذه الأحكام ضمن القضية رقم 1530 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، التي شغلت الرأي العام المحلي والدولي لسنوات عدّة، وبدأت وقائعها بعد موجة دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعت للتظاهر ضدّ النظام، أبرزها مقاطع فيديو نشرها محمد علي، الذي سبق أن نفذ مشاريع لصالح جهات سيادية.
هيئة الدفاع عن المعتقلين أبدت اعتراضها المتكرّر أمام المحكمة، خاصّة في ما يتعلق بمحاكمة عدد من الأطفال القُصّر، ووصفت ذلك بـ"الانتهاك الصارخ للقانون"، مؤكدة أن القُصر يجب أن يحاكموا أمام محاكم خاصة بالأحداث وفقاً لقانون الطفل، لا ضمن دوائر الإرهاب المخصّصة للبالغين، الأمر الذي يثير تساؤلات قانونية وحقوقية حول سلامة الإجراءات المتبعة.
وفي جلسة سابقة بتاريخ 15 يناير/كانون الثاني 2023، كانت المحكمة قد أصدرت أحكاماً غيابية في القضية ذاتها بحق محمد علي و102 آخرين، قضت فيها بالسجن المؤبد على 38 متهماً، بينهم محمد علي نفسه، والسجن المشدّد لمدة 10 سنوات لـ5 متهمين، و5 سنوات لـ16 آخرين، وبراءة 21 متهماً، في حين أُدين 23 طفلاً بأحكام تراوحت بين 5 سنوات و15 سنة، وهو ما أثار حينها استياءً حقوقياً واسعاً.
نيابة أمن الدولة العليا، برئاسة المستشار خالد ضياء الدين، وجهت إلى المتهمين عدداً من الاتهامات بموجب قانون مكافحة الإرهاب، من بينها الانضمام إلى جماعة إرهابية أُنشئت على خلاف أحكام القانون والدستور، ونشر أخبار كاذبة من شأنها الإضرار بالأمن القومي، وتعطيل العمل بالدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة من أداء مهامها، والترويج لأهداف جماعة الإخوان المسلمين المصنفة جماعةً إرهابيةً في مصر.
وأوضحت النيابة أن التحريات أشارت إلى أن المتهمين، بحسب ادّعائها، تواصلوا مع جهات خارجية، وبثّوا محتوى مرئياً ومعلومات مضلّلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بهدف تشويه صورة الدولة والنيل من مؤسساتها الأمنية والقضائية، في إطار ما وصفته بـ"مخطط إعلامي وتحريضي منظّم لإسقاط الدولة من الداخل".
في المقابل، ترفض هيئة الدفاع هذه الرواية جملة وتفصيلاً، وتؤكد أن أغلب المتهمين اعتقلوا عشوائياً بعد دعوات التظاهر في عام 2019، دون أدلة مادية ملموسة، وأن الاتهامات تستند في معظمها إلى تحريات الأمن الوطني فقط، دون سند قانوني كافٍ لإدانتهم، على حدّ وصف المحامين.
## بوخلال ينضم إلى تورينو: رحلة طرق باب كأس أفريقيا
28 July 2025 09:11 PM UTC+00
وصل لاعب تولوز الفرنسي، المغربي زكريا بوخلال (25 عاماً)، يوم الاثنين، إلى إيطاليا، استعداداً للتعاقد مع نادي تورينو، في أول تجربة له في "الكالتشيو"، بعد أن خاض سابقاً تجارب في هولندا، آخرها مع فريق تفينتي أنشخيدة، وأخرى في الدوري الفرنسي، مع فريق تولوز، إذ أكدّت شبكة سكاي سبورتس الإيطالية أن قيمة الصفقة بلغت ثمانية ملايين يورو، سيحصّلها النادي الفرنسي من رحيل نجم وسط الملعب إلى تورينو.
.@TorinoFC_1906, ecco Zakaria Aboukhlal. Le prime parole del marocchino da giocatore granata: "Sono pronto" pic.twitter.com/vPvSxK7yDE
— Gianluca Di Marzio (@DiMarzio) July 28, 2025
وانتشرت صور النجم المغربي بين جماهير "الغراناتا"، التي تحلم بأن يُقدم إضافة إلى فريقها، ويُساهم في عودته إلى المراتب الأولى، بعد أن فقد مكانته في الدوري الإيطالي، خلال المواسم الماضية، كما أن بوخلال سيحاول استغلال التجربة، ليكون مُنافساً بقوة على المشاركة في الحدث التاريخي المرتقب، وهو كأس أمم أفريقيا 2025، أمام الجماهير المغربية، ذلك أنه لم يضمن حضوراً مؤكداً مع "أسود الأطلس"، في ظل منافسة مشتعلة بين العديد من اللاعبين البارزين في وسط الملعب، ولكن الانتقال إلى فريق في حجم تورينو من شأنه أن يعطيه دفعة قوية، خاصّة إذا تابع تألقه، وظهر بمستواه قبل الإصابة التي تعرض لها.
وعلى صعيد آخر، سيدعم بوخلال الحضور المغربي في الدوري الإيطالي، بوجود أمير ريتشاردسون (23 عاماً) مع نادي فيورنتينا، وكذلك رضا بلحياني (21 عاماً)، الذي يأمل في التألق هذا الموسم مع لاتسيو، بعد بدايته المتعثرة في النصف الثاني من الموسم الماضي، في وقت انضم فيه نائل العيناوي (24 عاماً) إلى نادي روما، منذ أيام قليلة، وكذلك عبدو هراوي (23 عاماً) مع فيرونا، ويوسف مالح (26 عاماً) مع فريق ليتشي، في وقت بات فيه أسامة العزوزي (24 عاماً) قريباً من الرحيل عن بولونيا معاراً إلى أوكسير الفرنسي. ويعتبر اللاعبون المغاربة أكثر الجنسيات العربية تمثيلاً في الدوري الإيطالي، وقد يزداد العدد مع إمكانية عودة سفيان أمرابط (28 عاماً) إلى "الكالتشيو".
Zakaria #Aboukhlal è appena arrivato all'Istituto medicina dello sport per effettuare le visite mediche con il #Torino.
Ecco il classe 2000 del #Toro in arrivo dal Tolosa. #calcionews24
@LorenzoBosca pic.twitter.com/CyRc0US1hC
— CalcioNews24.com (@CalcioNews24) July 28, 2025
♥️ Ecco la prima vera immagine di Zakaria #Aboukhlal con la sciarpa del @TorinoFC_1906. Visite mediche sostenute e prima serata in città prima della firma sul quadriennale, prevista domani. Arriva dal @ToulouseFC per €8.5M+1.5 di bonus. : @SkySport #Torino #calciomercato pic.twitter.com/BMnbRKHisV
— Toro Goal (@ToroGoal) July 28, 2025
## "هآرتس": نتنياهو يقترح ضمّ قطاع غزة للإبقاء على حكومته
28 July 2025 09:24 PM UTC+00
من المتوقع أن يقترح رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت) خطة لضمّ مناطق في قطاع غزة، في محاولة للإبقاء على وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ضمن حكومته.
ووفقاً للخطة التي أشارت إليها صحيفة هآرتس العبرية، مساء الاثنين، ستعلن إسرائيل أنها تمنح حركة حماس أياماً عدّة للموافقة على وقف إطلاق النار، وإن لم يحدث ذلك، ستباشر بضمّ أراضي القطاع. وسيجري عرض هذه الخطوة على أعضاء الكابنيت في أعقاب قرار نتنياهو السماح بزيادة المساعدات الإنسانية المقدّمة للقطاع، الذي اتُّخذ رغم معارضة حزب الصهيونية الدينية، برئاسة سموتريتش، في ظل الضغط الدولي على دولة الاحتلال التي تواصل حرب الإبادة والتجويع.
وبحسب الخطة التي يُتوقع أن يعرضها نتنياهو، ستُضم أولاً مناطق في المنطقة العازلة، وبعد ذلك تُضم مناطق في شمال القطاع المحاذية لمدينتَي سديروت وعسقلان. وسيتواصل هذا المسار تدريجياً حتى ضمّ القطاع بأكمله. ووفق التفاصيل التي قدّمها نتنياهو خلال محادثاته مع وزراء، فإن الخطة حصلت على الضوء الأخضر من إدارة ترامب.
وبحسب مصادر سياسية لم تسمّها الصحيفة، قال سموتريتش لنتنياهو في الأيام الأخيرة إنه "سيحكم على الأمور بحسب الأفعال"، وأضاف أنه إذا جرى تنفيذ خطة الضم، "فسيبقى في الحكومة في الوقت الراهن". وسبق أن أوضح سموتريتش، الذي لم يُعلّق بعد علناً على زيادة المساعدات المقدّمة لسكان غزة، سبب عدم اتخاذه خطوات تصعيدية قائلاً: "نحن نُعزّز خطوة استراتيجية جيّدة لا ينبغي التوسّع في الحديث عنها الآن. خلال وقت قصير سنعرف إن كانت ناجحة وإلى أين نتجه"، وأضاف: "في وقت الحرب ليس من الصواب الانشغال بالاعتبارات السياسية. سنُقيّم الأمور بناءً على النتيجة، الحسم ضدّ حماس".
ولفتت الصحيفة إلى أن التهديد بضم أراضٍ في قطاع غزة، بالتوازي مع تصريحات العديد من وزراء الحكومة بشأن الحاجة لإقامة مستوطنات في غزة، سيدفع إسرائيل نحو مسار تصادم مباشر مع المجتمع الدولي، باستثناء الولايات المتحدة. ومن المحتمل أن مثل هذا الإعلان سيؤدي أيضاً إلى انجراف دول أخرى خلف فرنسا في الاعتراف بدولة فلسطينية وفرض عقوبات على إسرائيل.
وتابعت بأن نتنياهو لم يكن متحمّساً في السابق لضمّ الأراضي، لكنه مستعد الآن لمحاولة دفع مثل هذه الخطة، في مسعى لإنقاذ حكومته. وفي محادثات مع وزرائه، قال نتنياهو إن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، قد عرض الخطة على وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، وقد حظيت بدعم البيت الأبيض، فيما لم يكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يزور هذه الأيام اسكتلندا، حاضراً في الاجتماع.
وصرّح سموتريتش الأسبوع الماضي، أن رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير قال له إنّه "من الضروري ضمّ الجزء الشمالي من القطاع لأسباب أمنية". وفي مؤتمر عُقد في الكنيست تحت عنوان "الريفيرا الخاصة بغزة"، قال الوزير: "يمكن البدء بالمنطقة الشمالية العازلة وإنشاء ثلاث مستوطنات هناك"، كما أشار إلى أن "الحديث جارٍ بالفعل حول هذا الأمر"، وأضاف: "هناك من يطلق عليه اسم الضم الأمني، إذا كان ذلك يساعد البعض على الشعور بالارتياح تجاهه".
## رقم 10 يستعيد البريق في ملاعب أوروبا... خلافة ميسي ومودريتش
28 July 2025 09:25 PM UTC+00
تمنح معظم الفرق القوية أهمية كبرى للاعب، الذي يحمل القميص رقم 10 في صفوفها، نظراً  لرمزية هذا الرقم، الذي حمله أفضل اللاعبين على مرّ التاريخ مع الأندية أو منتخبات بلدانهم، مثل الثنائي الأرجنتيني: دييغو أرماندو مارادونا وليونيل ميسي، وكذلك الفرنسي زين الدين زيدان والإيطالي روبيرتو باجيو، والكثير من النجوم، الذين تركواً إرثاً كبيراً في ملاعب كرة القدم، ويُصنفون من بين أساطير اللعبة، رغم أن الحظ لم يبتسم لهم. ويحاول عدد من لاعبي الجيل الجديد أن يسيروا على خُطى أبطال اللعبة الذين حملوا القميص رقم 10 سابقاً.
وخلال الفترة الأخيرة، بدأ القميص رقم 10 يستعيد مكانته في عالم كرة القدم، من خلال حرص الأندية على منح هذا الرقم إلى نجم الفريق الأول، كتتويج له على تألقه، وحتى يكون له دور كبير في مجال التسويق، وبيع الأقمصة إلى الجماهير، بما أن هذا النشاط أصبح مهماً في تمويل الأندية، وتوفير موارد مالية جديدة تساعدها في تغطية ارتفاع المصاريف، ولهذا فإنّ كبار الأندية منحت الرقم 10 إلى نجوم الصف الأول، بعد أن سرق الرقم 7 الأضواء في المواسم الماضية إثر تألق البرتغالي كريستيانو رونالدو.
ولجأ نادي برشلونة الإسباني إلى نجمه الأول لامين يامال، ليحمل القميص التاريخي، إذ سيرتدي في الموسم الجديد رقم 10 بعد رحيل أنسو فاتي عن النادي، وهو الذي ورث الرقم عن ليونيل ميسي. وقد ساهمت هذه الخطوة في زيادة مبيعات النادي من الأقمصة، إذ كان الإقبال عن القميص متزايداً، منذ انطلاق الفريق في ترويجه عبر  متاجره الرسمية، ذلك أنّ لامين يامال يُصنف الآن من بين أفضل اللاعبين في اللاعبين، وقادر على نحت مسيرة بطولية، وبات مرشحاً للتتويج بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، وسيشهد الإقبال على القميص تزايداً كبيراً في الفترة المقبلة مع عودة المنافسات الرسمية، وظهور لامين يامال بمستواه المبهر مثلما كان الأمر خلال الموسم الماضي.
ومن جانبه، قرّر ريال مدريد الإسباني منح هدّاف الفريق، الفرنسي كيليان مبابي، القميص التاريخي في النادي الملكي، إذ سيرفع مبابي رقم 10 عن الكرواتي لوكا مودريتش، الذي انتهى عقده مع النادي وانتقل إلى نادي ميلان الإيطالي. وكان مبابي أفضل لاعب في صفوف الفريق في الموسم الماضي، وحصل على الحذاء الذهبي لأفضل هدّاف في الدوريات الأوروبية الكبرى، ومن ثمّ فقد أصبح يملك وضعاً خاصاً في الفريق، وحمل القميص رقم 10 سيكون له دور كبير في تحفيزه، وهو الرقم الذي يحمله مع منتخب فرنسا، ورغم الانتقادات، التي وجهت لإدارة النادي الملكي بسبب الاختيار على مبابي لحمل هذا الرقم، إلّا أن الهداف الفرنسي بات الآن من بين أكثر لاعبي الفريق تأثيراً في النتائج، وقد أبدى سعادة كبيرة وهو يحصل على القميص رقم 10 رغم ثقل المهمة، بما أن أساطير النادي حملوا هذا الرقم سابقاً.
وفي إيطاليا، قرّر نادي يوفنتوس منح القميص التاريخي في النادي، إلى التركي كينان يلديز، الذي بات يحمل الرقم 10 منذ أن أثبت تميّزه وقدرته على صنع الفارق، وقد أظهر التركي أنه يستحق حمل هذا القميص وصنع انتصارات عديدة لفريقه، وهو بصدد استعادة مسيرة نجمه الأول أليساندرو ديل بييرو، كما اختار نادي ميلان في الموسم الماضي منح لاعبه البرتغالي، رافايال لياو، القميص رقم 10 لتحفيزه أكثر، وتأكيد أهميته في الفريق، وهو اللاعب الأعلى قيمة سوقية في النادي ونجمه الأول.
كما ورث الفرنسي عثمان ديمبيلي، القميص رقم 10 في باريس سان جيرمان بعد رحيل البرازيلي نيمار، وهو حالياً أفضل لاعب في الدوري الفرنسي، وكذلك يعتبر مرشحاً قوياً للحصول على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، ويحمل آمال النادي الفرنسي في رحلة الدفاع عن التتويجات التي حصدها الفريق في الموسم الماضي، التي ساهم فيها لاعب برشلونة سابقاً بشكل كبير للغاية وقدم الإضافة بأهدافه وتمريراته الحاسمة.
كما يحمل الإنكليزي، كول بالمر، رقم 10 مع فريق تشلسي، وهو اللاعب الأفضل في "البلوز" الذي يصنع الفارق باستمرار في آخر موسمين، بما أنه قدم الإضافة في أهم المباريات ويحمل آمال الفريق للتتويج على دوري أبطال أوروبا مجدّداً، أو التتويج بالدوري الإنكليزي، بعد سنوات من الغياب، وقد شهدت قيمته السوقية ارتفاعاً كبيراً في الأشهر الماضية، كما أكرم مانشستر يونايتد، الوافد الجديد على صفوفه، البرازيلي ماثيوس كوينها، بالرقم 10، بعد انضمامه إلى النادي في "الميركاتو" الصيفي، ولكن الرقم المميز لدى "الشياطين الحمر"، هو الرقم 7 الذي حمله أفضل اللاعبين في صفوفه.
وفي الأثناء، فإنّ الرقم 10 لا يتمتع بأهمية كبيرة في بعض الفرق، مثل مانشستر سيتي الإنكليزي، بما أن جاك غريليتش، الذي يرتدي هذا القميص وضعه المدرب الإسباني بيب غوارديولا، خارج حساباته وهو بصدّد البحث عن فريق جديد يواصل معه التجربة في الموسم المقبل، بعدما كانت صفقة انضمامه إلى "السيتي" من أغلى الصفقات في الدوري الإنكليزي.
## حرب الإبادة على غزة | شهداء وسط القطاع والمساعدات لا تصل مستحقيها
28 July 2025 09:38 PM UTC+00
يواجه قطاع غزة المحاصر ظروفاً مأساوية ومصيراً مجهولاً بشأن مستقبله، ففي ظل حرب الإبادة والتجويع المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وإصرار حكومة بنيامين نتنياهو على تعطيل المفاوضات، تتزايد الإشارات الإسرائيلية بنية نتنياهو وجيشه تشديد الحصار على القطاع واحتلاله.
ومساء أمس الاثنين، قالت صحيفة هآرتس العبرية، إنّه من المتوقع أن يقترح نتنياهو على المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) خطة لضم مناطق في قطاع غزة، في محاولة للإبقاء على وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ضمن حكومته. ووفقاً للخطة التي أشارت إليها "هآرتس"، ستعلن إسرائيل أنها تمنح حركة حماس أياماً عدّة للموافقة على وقف إطلاق النار، وإن لم يحدث ذلك، ستباشر بضم أراضي القطاع. وسيجري عرض هذه الخطوة على أعضاء الكابنيت في أعقاب قرار نتنياهو السماح بزيادة المساعدات الإنسانية المقدّمة للقطاع، الذي اتُّخذَ رغم معارضة حزب الصهيونية الدينية، برئاسة سموتريتش، في ظل الضغط الدولي على دولة الاحتلال التي تواصل حرب الإبادة والتجويع.
في موازاة ذلك، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، مساء الاثنين، إن إسرائيل سمحت بإدخال 87 شاحنة مساعدات إلى القطاع، وأكّد أن غالبيتها تعرض للسرقة تحت حمايتها. وأضاف المكتب في بيان أنّ "ما دخل اليوم إلى قطاع غزة لا يتعدى 87 شاحنة مساعدات، وقد تعرضت غالبيتها للنهب والسَّرقة بفعل الفوضى التي يُكرّسها الاحتلال الإسرائيلي عمداً"، وأشار إلى أن جيش الاحتلال ارتكب مجزرة مركّبة، بدأت برفض إدخال شاحنات المساعدات، قبل أن يستهدف عناصر تأمينها التابعين للعشائر والعائلات، ما أدى إلى استشهاد 11 شخصاً، وأضاف: "بعد التأكّد من قتلهم، فتح الاحتلال المجال لإدخال الشاحنات، لتقع في يد عصابات إجرامية ولصوص تحت حمايته المباشرة بالطائرات المسيّرة، والرصاص الحي والمباشر تجاه المواطنين".
"العربي الجديد" ينقل آخر تطوّرات حرب الإبادة على غزة أولاً بأول..
## ترامب يصف صادق خان بـ"الشخص البغيض" وبلدية لندن ترد
28 July 2025 09:46 PM UTC+00
هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب عمدة لندن صادق خان، واصفاً إياه خلال زيارته الاثنين إلى اسكتلندا بـ"الشخص البغيض" الذي "قام بعملٍ سيّئ"، قبل أن يُضيف أنه "سيزور لندن بالتأكيد". جاءت تصريحات ترامب خلال مؤتمر صحافي بمشاركة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في اسكتلندا، حيث يزورها ترامب لمدة أربعة أيام في زيارة غير رسمية، لكنها اتّسمت بالكثير من اللقاءات والتصريحات السياسية. وتأتي هذه التصريحات بعد خلاف سابق مع صادق خان عندما وصف العمدة بأنه "فاشل تماماً".
وتدخل رئيس الوزراء البريطاني، الجالس بجانب الرئيس الأميركي في منتجع الأخير للغولف في تيرنبيري، جنوب أيرشاير، عندما هاجم ترامب عمدة لندن المنتخب عن حزب العمّال، قائلاً: "إنه صديقي في الواقع".
بلدية لندن ترد
وردّ متحدث باسم عمدة لندن في أعقاب ذلك ببيان جاء فيه "صادق خان سعيد برغبة الرئيس ترامب في زيارة أعظم مدينة في العالم، سيرى كيف أن تنوعنا يجعلنا أقوى لا أضعف؛ أغنى لا أفقر"، وأضاف البيان: "لعل هذه هي الأسباب التي دفعت عدداً قياسياً من الأميركيين إلى التقدم بطلبات للحصول على الجنسية البريطانية في عهده".
ورداً على سؤال صحافي لترامب عمّا إذا كان يخطط لزيارة لندن خلال زيارته الرسمية للمملكة المتحدة في وقت لاحق من هذا العام، أجاب: "لستُ من مُعجبي عمدة لندن. أعتقد أنه لم يُؤدِّ عمله على أكمل وجه، عمدة لندن... شخصٌ بغيض". وتلقى الرئيس الأميركي دعوة رسمية من الملك تشارلز الثالث للانضمام إليه والملكة كاميلا في زيارة دولة ثانية، الأمر الذي قبله ترامب، ومن المتوقع أن تكون الزيارة في الفترة من 17 إلى 19 سبتمبر/أيلول وستُقام في قلعة وندسور.
هجوم متبادل سابق
وهذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها الرئيس الأميركي صادق خان، ففي عام 2019، وصف عمدة لندن، الذي أعيد انتخابه لولاية ثالثة في عام 2024، بأنه "فاشل تماماً، وعليه التركيز على مكافحة الجريمة في لندن". وكان لعمدة لندن تصريحات سابقة بشأن ترامب أيضاً منذ انتخاب الأخير لأول مرة رئيساً للولايات المتحدة. إذ عارض خان، في بعض الأحيان، الزيارات الرسمية لترامب إلى المملكة المتحدة. وفي عام 2017، دعا رئيسة الوزراء آنذاك تيريزا ماي إلى إلغاء زيارة ترامب المقترحة بعد ترويجه لمقاطع فيديو معادية للمسلمين، مشيراً إلى أن "أي زيارة رسمية على الإطلاق من الرئيس ترامب إلى بريطانيا لن تكون موضع ترحيب"، وجادل بأن سياسات ترامب "لا تتوافق مع القيم البريطانية".
واتهم خان ترامب مراراً باستخدام لغة مثيرة للانقسام والتحريض، ووصفه في تصريحات عديدة بأنه "النموذج الأعلى للعنصريين"، وبأنه "جاهل" بالإسلام، و"عنصري"، و"متحيز جنسياً"، و"كاره للمثليين". وبعد فوز ترامب بولايته الثانية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أعرب خان عن أن العديد من سكان لندن سيكونون "خائفين" بشأن ما سيعنيه ذلك "للديمقراطية" و"لحقوق المرأة"، وكذلك للقضايا العالمية مثل الوضع في الشرق الأوسط ومستقبل حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتغير المناخ.
ووصف البيت الأبيض الزيارة إلى اسكتلندا بأنها "رحلة خاصة"، ويبدو أن الهدف الرئيسي منها هو زيارة ملعبَي الغولف التابعين له، ترامب إنترناشونال في ميني في أبردينشاير، وترامب تيرنبيري في جنوب أيرشاير. وكان الملعب الأخير مسرحاً لعملية استهداف نفذها ناشطون من حركة "بالستاين أكشن" في شهر مارس/آذار الماضي، في رسالة للرئيس الأميركي بسبب تصريحاته المتعلقة بالاستيلاء على غزة، إذ نشرت الحركة بياناً في أعقاب الكتابة على أرضية الملعب بالطلاء الأبيض بشكل كبير "غزة ليست للبيع"، قالت فيه إنّ ذلك يأتي احتجاجاً على الخطط الأميركية الإسرائيلية "للتطهير العرقي في غزة".
## مساعدات غزة... نهب ممنهج للشاحنات بإشراف الاحتلال
28 July 2025 09:49 PM UTC+00
لا تزال العائلات الفلسطينية في قطاع غزة تنتظر الحصول على المساعدات الإنسانية، وتحلم بدخولها بانتظام كما كان الأمر قبل أن يطبق الاحتلال حصاره على القطاع ويغلق المعابر في 2 مارس/ آذار الماضي.
يُعلق الفلسطينيون المُجوعين في قطاع غزة آمالهم على دخول المساعدات الإنسانية كطوق نجاة يخرجهم من كارثة التجويع القائمة التي تنخر أجساد مئات الآلاف. ويتزايد الأمل مع موافقة الاحتلال على إدخالها من جديد عبر معبر "كرم أبو سالم" في جنوب قطاع غزة، ومنفذ "زيكيم" في شمال القطاع.
وبدأت شاحنات المساعدات، أمس الأول الأحد، الدخول إلى غزة عبر معبر "كرم أبو سالم"، لكنها تعرضت للسرقة والنهب عند وصولها إلى وسط القطاع، ولم تصل غالبيتها إلى المخازن الخاصة بالمؤسسات الدولية العاملة في غزة. وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس الاثنين، أن إجمالي ما دخل يبلغ 73 شاحنة مساعدات، وتعرضت غالبيتها للنهب أو التعطيل بفعل طائرات الاحتلال التي تمنع وصولها إلى مستودعات التوزيع، في "سياسة لهندسة الفوضى والتجويع". وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الاثنين، تسجيل 14 وفاة خلال الـ 24 ساعة الماضية نتيجة سوء التغذية، من بينهم طفلان، ليبلغ إجمالي وفيات التجويع 147 وفاة، من بينهم 88 طفلاً.
وكشف منسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، توم فليتشر، الاثنين، أن واحداً من كل ثلاثة أشخاص في غزة لم يأكل منذ أيام، وأكد أن "غزة تعيش أزمة إنسانية أمام أعين العالم، والذين يحاولون الحصول على المساعدات الغذائية يتعرضون لإطلاق النار، والأطفال يذوبون من الجوع".
من جانبه، يقول مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة لـ"العربي الجديد"، إن "عدد الشاحنات التي دخلت إلى القطاع، الأحد، لم يتجاوز 73 شاحنة، فيما يحتاج أهالي القطاع المحاصر إلى ما لا يقل عن 1000 شاحنة مساعدات يومياً، ولمدة شهر على الأقل، لتغطية الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية والطبية العاجلة، ثم بعد ذلك نحو 600 شاحنة يومياً بعد أن تخف وطأة الجوع. بعض تلك الشاحنات تعرضت للنهب، أو تم توجيهها إلى مناطق غير آمنة تحت مراقبة طائرات الاحتلال، وهناك محاولات واضحة لاستمرار سياسة التجويع بدلاً من تسهيل الإغاثة. ما نشهده ليس عجزاً لوجستياً أو تقصيراً عابراً، بل سياسة إسرائيلية متعمدة تستخدم الجوع كسلاح ضد أهالي غزة، ويجري ذلك بمباركة دولية، أو صمت قاتل من الدول الكبرى".
وحول عمليات الإنزال الجوي التي جرت أخيراً، يشير الثوابتة إلى أنها كانت بلا جدوى تُذكر، ويؤكد: "ما تم إنزاله لا يعادل حمولة شاحنتي مساعدات، وقد سقطت غالبية الحمولة في مناطق القتال المصنفة حمراء، ما يمنع المدنيين من الوصول إليها. الحل الجذري واضح، ويتمثل في الفتح الفوري غير المشروط للمعابر، وتسهيل دخول الغذاء والدواء وحليب الأطفال، وضمان وصول المساعدات إلى المدنيين بإشراف المؤسسات الأممية، بعيداً عن أي تدخلات سياسية أو عسكرية".
وفي وقت سابق، كشف المكتب الإعلامي الحكومي أن 250 ألف علبة حليب مطلوبة شهرياً لإنقاذ الأطفال الرضع من سوء التغذية. مضيفاً أن "أكثر من 40 ألف طفل دون عمر السنة الواحدة معرضون للموت البطيء بسبب الحصار الإسرائيلي الإجرامي".
وحذرت منظمة الصحة العالمية من مخاطر وصول معدلات سوء التغذية في غزة إلى مستويات غير مسبوقة، مؤكدة أن واحداً من بين كل خمسة أطفال يعاني من سوء التغذية الحاد، ما تسبب بارتفاع حاد في أعداد الوفيات، إذ لا تتمكن أجساد الأطفال الهزيلة من الصمود في وجه الجوع، ويفارق بعضهم الحياة قبل الوصول إلى المستشفيات، أو بعد وقت قصير من وصولهم.
بدورها، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، أن أطفال غزة يموتون جوعاً في ظل الحاجة الماسة إلى دخول واسع النطاق ومستمر للمساعدات الإنسانية.
ويعوّل كثيرون على مساعدات المؤسسات الإنسانية الدولية والأممية مثل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" وبرنامج الغذاء العالمي وغيرها، والتي توفر عدالة التوزيع، خصوصاً أن شاحنات المساعدات تتعرض للسرقة والنهب من اللصوص في مناطق يسيطر عليها جيش الاحتلال، ويتم بيعها في الأسواق بأسعار باهظة، ما يمنع وصولها إلى مُستحقيها.
وفي أعقاب دخول بعض المساعدات، تراجعت أسعار بعض المواد الغذائية في الأسواق، خصوصاً الطحين، إذ انخفض سعر الكيلو من 70 إلى 25 شيكلا، وتراجع الأرز من 75 إلى 40 شيكلا، وزيت الطهي من 90 إلى 60 شيكلا للتر الواحد، لكن هذه الأسعار لا تزال تفوق القدرة الشرائية للمواطنين الذين يعانون أوضاعاً معيشية قاسية منذ بداية الحرب.
يجلس النازح من مشروع بيت لاهيا شمالي القطاع إبراهيم المدهون (37 سنة) أمام خيمة غربي مدينة غزة، ليراقب سير الشاحنات القليلة القادمة من منفذ "زيكيم"، ويقول لـ"العربي الجديد": "كل ما نريده أن تدخل المساعدات. نريد فقط أن تنتهي المجاعة. أعيل أسرة تضم أربعة أطفال، ولا يتوفر عندي الطحين منذ أكثر من شهر، ولا أستطيع شراءه من السوق بسبب ارتفاع سعره، خصوصاً أنني بلا عمل منذ بداية الحرب، وفي غالبية الأيام ينام أطفالي جوعى. مع بدء دخول المساعدات، عاد الأمل بأن يصلنا بعضها، لكنها تعرضت للسرقة، ما أصابني بالإحباط. أملي أن يتم تأمين المساعدات، وأن تصل إلى مخازن التوزيع التابعة للمؤسسات الأممية، وخصوصاً أونروا، وأن تحصل كل عائلة على قدر منها".
بدوره، يقول الفلسطيني عبد الله رويشد (35 سنة) لـ "العربي الجديد": "لا نطلب المعجزات، وكل ما نطلبه هو أن وصول المساعدات بانتظام، وأن توزّع بعدالة. لا نملك حتى الخبز، لكننا نثق بمؤسسات الأمم المتحدة. ننام جوعى، ولا يتوفر شيء من الطحين أو الأرز، وطفلي يحتاج إلى الحليب، ولا أستطيع شراءه. كل ما نريده أن تبقى المعابر مفتوحة، وإدخال مزيد من المساعدات، وأن يتم تأمينها وحمايتها من اللصوص الذين يسلبون حقنا".
ذاق الفلسطيني محمد شقورة (40 سنة) مرارة النزوح المتكرر، وانتهى به المطاف مع عائلته المكونة من خمسة أفراد في خيمة بمنطقة شارع النفق شرقي مدينة غزة. يقول لـ "العربي الجديد": "نأكل مرّة واحدة في اليوم، والطعام المتوفر يأتي من التكيّات الخيرية، وقد نبقى بلا طعام في بعض الأيام، ومعظم ما نتناوله هو العدس. كل يوم نسمع عن قرب دخول المساعدات، لكننا لا نرى شيئاً. اللصوص يسرقون المساعدات، ويبيعونها في الأسواق، ولا نقدر على الشراء لأن الأسعار جنونية. الحل الوحيد أن تعود الوكالة للتوزيع على العائلات وفق النظام السابق".
تنظر الفلسطينية نداء موسى إلى أطفالها بعيون تملأها الحسرة على ما آلت إليه أوضاعهم، فالنحول ظاهر على أجسادهم، وهم نازحون من مخيم جباليا إلى خيمة في حي النصر بمدينة غزة. تقول: "لا يوجد لدينا طحين ولا معكرونة، ولا نستطيع الشراء بسبب ارتفاع الأسعار. زوجي مريض، وهو المعيل الوحيد لنا، ونعتمد بشكل كبير على طعام التكيّات الخيرية، وإذا لم توفر وجبات، نبقى من دون طعام".
تضاعفت معاناة أم علاء عايش (49 سنة) منذ استشهاد زوجها تاركاً خلفه عائلة مكونة من سبعة أفراد، من بينهم ثلاثة أطفال، وتقول: "لا أستطيع شراء أي شيء من الأسواق، وأنتظر توزيع المساعدات. لا أدري كيف يتم ترك المساعدات للسرقة؟ حسبنا الله ونعم الوكيل. لا بد من عودة المؤسسات الأممية للتوزيع حتى تصل المساعدات إلى كل بيت".
يعيش الفلسطيني خالد عبد القادر صالح (55 سنة) معاناة قاسية من جراء الجوع الذي ينخر أجساد عائلته المكونة من خمسة أفراد، وتفاقم الحالة الصحية لزوجته التي أجرت عملية جراحية في وقت سابق، وتحتاج إلى عناية خاصة وغذاء جيد. يقول صالح: "لم يدخل الطحين بيتنا منذ أكثر من شهر، ونعتمد على طعام التكيّات، وفي بعض الأحيان لا يتوفر. مع الحديث عن دخول المساعدات تأملنا أن نستلم بعضاً منها، لكن حينما عرفنا أنه تمت سرقتها أصابنا الإحباط".
ويضيف صالح لـ "العربي الجديد": "نعيش حصاراً خانقاً، والمعابر مغلقة منذ أشهر، وزاد المعاناة عدم وصول المساعدات التي كانت تشكل المصدر الأساسي لطعام عائلتي كوني مُعطلاً عن العمل. أدعو كل الجهات للعمل على تأمين المساعدات، وإعادة توزيعها على جميع المستحقين".
## الرطب المحلي... مهرجان سنوي يجتذب الزوار في قطر
28 July 2025 09:49 PM UTC+00
انطلقت النسخة العاشرة من مهرجان الرطب المحلي، الخميس الماضي، بساحة سوق واقف في وسط العاصمة القطرية الدوحة، ويستمر حتى 7 أغسطس/آب المقبل، وقد تحول إلى تقليد سنوي يترقبه كثيرون خلال شهر يوليو/ تموز، والذي يعد شهر الرطب المحلي في قطر، خاصة مع ما يرافق المهرجان من أجواء تراثية.
ويعد الرطب، أو التمر الطازج، إحدى الفواكه الشهيرة في العالم العربي، ويتميز بتنوع أنواعه واختلاف مذاقاته، وكل نوع يتميز بنكهة وقوام خاصين، وهو غني بالعديد من العناصر الغذائية المفيدة، إذ يحتوي على نسبة عالية من الألياف التي تساعد في تحسين عملية الهضم، كما أنه مصدر جيد للفيتامينات والمعادن مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم والحديد، ويحتوي على مضادات أكسدة تساهم في تعزيز صحة القلب وتقوية الجهاز المناعي، ما يجعله خياراً صحياً وغذائياً مهماً.
ويحظى المهرجان باهتمام وزارة البلدية وإدارة سوق واقف منذ انطلاقته الأولى في عام 2016، وحينها شاركت 19 مزرعة فقط، في حين وصل عدد المزارع المشاركة في النسخة الحالية إلى أكثر من 100 مزرعة، بعد تنامي الاهتمام بالمحاصيل المحلية، والإقبال المتزايد من المواطنين والمقيمين على شراء الرطب الذي يرتبط بالموروث المحلي والثقافة الغذائية السائدة في قطر.
ويتزامن تنظيم المهرجان مع موسم حصاد الرطب، ويسهم موقعه في سوق واقف، فضلاً عن أسعاره المنخفضة مقارنة بالمتاجر، في جذب مئات الزوار يومياً، والذين يتنقلون بين مختلف أصناف الرطب داخل خيمة ضخمة مكيفة ممتلئة عن آخرها بأطنان من الرطب الشهي.
ويبلغ متوسط سعر صندوق الرطب الطازج الذي يحتوي على كيلوغرام واحد نحو ثمانية ريالات قطرية (2.9 دولار)، ويوفر المهرجان مختلف أنواع الرطب، وأشهرها الخلاص، والشيشي، والبرحي، والخنيزي، إضافة إلى أنواع مثل اللولو، والسلطانة.
وتقام فعاليات المهرجان يومياً من الساعة الرابعة عصراً حتى التاسعة مساءً من الأحد إلى الخميس، وتمتد حتى العاشرة مساءً في يومي الجمعة والسبت، لإتاحة المجال لأكبر عدد من الزوار للمشاركة والتسوق.
وقالت وزارة البلدية القطرية، في بيان، إن "حجم الإنتاج المحلي من الرطب بلغ هذا العام 26.405 أطنان، وتم الحصول عليها من مساحة تبلغ 2.542 هكتاراً، موزعة على 892 مزرعة منتجة تحتوي على أكثر من 508 آلاف نخلة، مع تحقيق نسبة اكتفاء محلي تُقدّر بـ75%".
وسجلت النسخة الماضية من المهرجان مبيعات تجاوزت 240 طناً من الرطب، بحسب مدير سوق واقف، محمد عبد الله السالم، والذي توقع في تصريحات صحافية، تحقيق نتائج أفضل هذا العام، بفضل الجودة العالية للإنتاج المحلي، والمشاركة الواسعة من المزارع القطرية التي تقدم تشكيلة متنوعة من الرطب.
ويقول رئيس قسم الإرشاد والخدمات الزراعية في وزارة البلدية، أحمد اليافعي، إن الوزارة تقدم دعماً متكاملاً لأصحاب المزارع في مختلف مراحل عملية الزراعة، بما في ذلك توفير خدمات المكافحة الزراعية بالمجان، فضلاً عن دورات إرشاد للمزارعين حول العناية بالنخيل حتى حصاد الرطب، بهدف تعزيز المعرفة الزراعية، ورفع الإنتاج.
وتقدم وزارة البلدية وإدارة سوق واقف دعماً مباشراً للمزارعين من خلال توفير مواقع العرض وعبوات التعبئة بالمجان، ما يسهم في تخفيف الأعباء عليهم، وتحفيزهم إلى زيادة الإنتاج وتطوير جودة الرطب المحلي.
وفي إطار تشجيع المزارعين، تشهد النسخة الحالية من المهرجان مسابقات تهدف إلى التحفيز، من بينها جائزة لأكبر موزع للرطب، وأفضل عرض تقديمي على الطاولات، إضافة إلى جوائز يومية مخصصة لزوار المعرض.
وتشارك إدارة البحوث الزراعية في وزارة البلدية القطرية في مهرجان الرطب المحلي من خلال جناح يقدم لزوار المهرجان والمزارعين مجموعة من النصائح والإرشادات العلمية والتقنية المرتبطة بزراعة النخيل وإنتاج الرطب، ويقدم الجناح شروحاً وافية حول أفضل ممارسات زراعة الفسائل، باعتبارها من أهم مراحل تأسيس مزرعة نخيل ناجحة، وتغطي الإرشادات توقيت الزراعة الأمثل خلال فصلي الربيع والخريف، وطرق تجهيز الحفرة، وشروط التربة، وآلية تثبيت الفسيلة، إضافة إلى خطوات الري السليم التي تضمن نجاح عملية الزراعة. 
ويوفر جناح وزارة البلدية كذلك قسماً خاصاً لبيع فسائل النخيل، والتي تتوفر بأصناف محلية ذات جودة عالية، ما يمنح المزارعين فرصة اقتناء فسائل مناسبة للزراعة، وتوسعة مزارعهم، ومن ثم زيادة إنتاجهم السنوي من الرطب.
## تمييز في روسيا يلاحق العائدين من جبهة القتال الأوكرانية
28 July 2025 09:50 PM UTC+00
رغم بطء التقدم في مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، واقتصارها على تسوية الملفات الإنسانية في المرحلة الراهنة، إلا أن موسكو تتأهب لاستقبال مئات آلاف العائدين من مناطق القتال شرقي أوكرانيا وإعادة إدماجهم في حياة السلم، وبالدرجة الأولى استيعابهم في سوق العمل، في ظل الحذر الذي يبديه أرباب العمل حيال من مرّوا بتجربة حمل السلاح ورأوا بأم أعينهم مشاهد الدمار والقصف والموت.
ومن بين مؤشرات قلق السلطات الروسية من أوضاع المحاربين العائدين، إطلاق القناة الأولى الحكومية برنامجاً حوارياً حول تحدي اندماج المحاربين في حياة السلم، تحت عنوان "سنحيا"، وهو أول برنامج يتناول تكيّف العائدين من الجبهة مع حياة السلم والمشاكل التي يواجهونها، مثل النقاهة بعد الإصابات وصعوبات إيجاد عمل.
يشكو بطل إحدى حلقات البرنامج من التمييز الذي يتعرض له في سوق العمل، وعزوف أرباب العمل عن توظيفه بمجرد علمهم أنه شارك في القتال، نظراً لاعتمادهم صورة نمطية تقول إن "المحارب السابق يتسم بشخصية عصبية، غير متزنة وغير مستقرة"، ما اضطرّه إلى العمل بعيداً عن تخصصه في مجال توصيل الطلبات، وشطب مشاركته بالعمليات العسكرية من سيرته الذاتية.
للوهلة الأولى يخلق تناول قضية التمييز بحق المحاربين بالقناة الأولى، انطباعاً بإقرار السلطة الروسية بخطورة الظاهرة والمخاوف على اندماج مئات آلاف المحاربين العائدين في حياة السلم. إلا أن البرنامج لا يخلو من الجانب الدعائي من جهة الترويج لفكرة أن الدولة لا تتخلى عن المحاربين العائدين وتقدم دعماً لهم.
ويقرّ رئيس مجلس الإشراف في معهد الديمُغرافيا والهجرة والتنمية الإقليمية في موسكو، يوري كروبنوف، بأن السلطات لا تجري استعدادات كافية لاستيعاب مئات آلاف العائدين من الجبهة بسوق العمل، مشيراً إلى أن التصدي لمثل هذا التحدي يتطلب حلولاً ابتكارية تتجاوز أنماط التفكير السائدة في دولة تعتمد نموذج اقتصاد السوق والمجتمع الاستهلاكي.
ويقول كروبنوف لـ"العربي الجديد": "مشكلة استيعاب المحاربين السابقين بالغة الخطورة، خصوصاً أنه لا تجري أي استعدادات واسعة النطاق لعودتهم، ويحتاج التعامل مع هذه القضية مقاربات ابتكارية تتجاوز طريقة التفكير السائدة في اقتصاد السوق، من قبيل إنشاء وكالة منفصلة معنية بتوظيفهم".
ومع ذلك، يعتبر أن دوافع أرباب العمل لعدم توظيف المحاربين السابقين لا تقتصر على تجربتهم القتالية، مضيفاً: "لا يقل متوسط عمر المقاتلين عن 40 سنة، بينما يفضل أرباب العمل توظيف شباب أكثر طاعة وامتثالاً للتعليمات. أما في ما يتعلق بالمحاربين السابقين، فيصبحون أقل مرونة بعد غيابهم عن حياة السلم".   
ويقرّ كبير الباحثين في معهد علم الاجتماع التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أندريه أندرييف، بأن مشكلة توظيف المحاربين القدامى قائمة نظراً لمعاناتهم متلازمة ما بعد الحرب، نتيجة ما شاهدوه من أهوال، آملاً أن يكون قد أدرك هؤلاء قيمة الحياة وأن يساهموا في بناء الدولة. ويقول لـ"العربي الجديد": "هناك جهود تبذل من أجل استيعابهم، حيث يُرشَّح الأشخاص الأكثر نشاطاً لوظائف حكومية، مع رهانات على أن من شاهدوا الموت سيصبحون أعمدة للتحولات التي تعيشها روسيا، بما فيها حملة مكافحة الفساد بحق مسؤولين في الدولة وجنرالات الجيش، بصرف النظر عن المناصب ودرجة الولاء".
وحول رؤيته للمشاكل المتعلقة باندماج المحاربين العائدين، يضيف أندرييف: "ثمة أعداد كبيرة من المحاربين العائدين يعانون متلازمة ما بعد الحرب، حيث يكتشفون أن المهارات التي اكتسبوها غير مطلوبة. تضاف إلى ذلك المشاكل النفسية بعد أن رأوا الموت والدماء وأطرافاً مقطوعة، ولا شك أن هناك خطر انكسار بعضهم وضلوعهم في أعمال إجرامية".
لكن حتى انتهاء أعمال القتال في أوكرانيا بشكل كامل، لا تزال آفاق عودة الأغلبية الساحقة من المحاربين ضبابية، إذ ينصّ المرسوم الرئاسي الصادر في 21 سبتمبر/أيلول 2022، على سريان عقود العسكريين حتى انتهاء فترة التعبئة الجزئية التي لم تُلغَ رسمياً في روسيا حتى اليوم. لا يترك هذا الوضع مجالاً لتسريح العسكريين المتعاقدين أو من جرت تعبئتهم إلا في ثلاث حالات، هي بلوغ السن القانونية القصوى لأداء الخدمة العسكرية، والأسباب الصحية، ودخول أحكام بالسجن حيّز التنفيذ. ورغم أنه لا تجري تعبئة الأفراد حالياً، إلا أن سريان مفعول التعبئة الجزئية لن ينتهي رسمياً إلا بمرسوم رئاسي آخر، ما يعني أن العقود الموقعة كافة لا تزال سارية تلقائياً.
## حكومة غزة: 87 شاحنة مساعدات دخلت القطاع الاثنين تعرضت غالبيتها للنهب
28 July 2025 10:07 PM UTC+00
قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، مساء الاثنين، إنّ إسرائيل سمحت بإدخال 87 شاحنة مساعدات إلى القطاع، مؤكداً أن غالبيتها تعرضت للسرقة تحت حمايتها. وأضاف المكتب في بيان أن "ما دخل اليوم إلى قطاع غزة لا يتعدى 87 شاحنة مساعدات، وقد تعرضت غالبيتها للنهب والسَّرقة بفعل الفوضى التي يُكرّسها الاحتلال الإسرائيلي عمداً".
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي ارتكب مجزرة مركّبة، بدأت برفض إدخال شاحنات المساعدات، قبل أن يستهدف عناصر تأمينها التابعين للعشائر والعائلات، ما أدى إلى استشهاد 11 شخصاً.
وأضاف: "بعد التأكد من قتلهم، فتح الاحتلال المجال لإدخال الشاحنات، لتقع في يد عصابات إجرامية ولصوص تحت حمايته المباشرة بالطائرات المسيّرة، والرصاص الحي والمباشر تجاه المواطنين".
من جهة ثانية، قال المكتب الإعلامي إنّ "عملية الإنزال الجوي المحدودة التي نُفذت اليوم (أمس الاثنين) لم تتجاوز حمولتها نصف شاحنة مساعدات، وسقطت في مناطق قتال حمراء شرق حي التفاح وجباليا، حيث يوجد جيش الاحتلال، وهي مناطق لا يمكن للمواطنين الوصول إليها مطلقاً".
وأكد المصدر ذاته أن "ما يجري في قطاع غزة يُعد نموذجاً واضحاً وممنهجاً على أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى بوعي إلى نشر الفوضى وهندسة المجاعة، ويمنع عمداً وصول المساعدات إلى مستودعاتها أو مستحقيها، بما يشكّل جريمة متعمّدة ومستمرة بحق المدنيين المحاصرين".
وحمل إسرائيل والإدارة الأميركية "المسؤولية الكاملة عن هذه الإبادة والتجويع والفوضى المفتعلة والممنهجة"، وطالب بتدخل دولي فوري وآلية أممية نزيهة لتوزيع المساعدات بما يحقق مبادئ العمل الإنساني.
وتشهد الأوضاع في قطاع غزة تصعيداً واسع النطاق على مختلف المستويات، وسط استمرار الحرب الإسرائيلية وتفاقم الكارثة الإنسانية، بينما تتعثر جهود التهدئة مجدداً، وأكد رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة خليل الحية، مساء أمس الأحد، أن الاحتلال الإسرائيلي انقلب على نحوٍ مفاجئ على التفاهمات التي جرى التوصل إليها خلال جولات التفاوض الأخيرة، متهماً تل أبيب بالسعي للمماطلة وإطالة أمد الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة. وشدّد الحيّة على أن إدخال الطعام والمساعدات فوراً هو "التعبير الجدّي عن جدوى استمرار المفاوضات"، معلناً أنه "لا معنى لاستمرارها تحت التجويع والإبادة".
ميدانياً، تواصل آلة الحرب الإسرائيلية حصد أرواح المدنيين في غزة، إذ أعلنت وزارة الصحة في القطاع عن استشهاد 88 فلسطينياً وإصابة 374 آخرين خلال 24 ساعة فقط، لترتفع حصيلة العدوان المستمر منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 59.821 شهيداً و144.851 مصاباً. وأشارت الوزارة إلى أن الفترة من 18 مارس/ آذار 2025 حتى الأحد، شهدت وحدها استشهاد 8.657 فلسطينياً، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات الدولية من مجاعة واسعة النطاق وأزمة صحية كارثية تهدد السكان المحاصرين.
(الأناضول، العربي الجديد)
 
## الديمقراطية ذات الأنياب في العراق: حماية من الداخل
28 July 2025 10:08 PM UTC+00
لا تنهار الديمقراطيات عادةً بصوتٍ مدوٍّ، بل تتآكل من الداخل، بصمت، على يد أولئك الذين يرفعون شعاراتها ويهدمون مؤسّساتها. كثير من الأنظمة الديمقراطية، خاصة الناشئة منها، تسقط ليس بفعل انقلاب عسكري، بل بسبب عجزها عن الدفاع عن ذاتها، وخوفها من الصدام مع المليشيات، أو تغاضيها عن تغول الفساد، أو سكوتها الطويل عن "الدين المسلّح".
الديمقراطية ليست ناعمة دائماً
ثمة صورة نمطية خادعة تُقدَّم عن الديمقراطية على أنها نظام ضعيف، مسالم، مفتوح على كل الفوضى. لكن الحقيقة أن الديمقراطيات الراسخة لا تبقى لأن شعوبها طيبة، بل لأنها تملك أنياباً قانونية ومؤسّساتية دستورية حاسمة تحمي النظام من التخريب والتغلغل والاستلاب.
في فرنسا، لا يسمح القانون لحزب لا يعترف بالجمهورية أن يترشّح للانتخابات. وفي ألمانيا، تُحظر التنظيمات التي تهدد النظام الدستوري، ويُلاحق خطاب الكراهية قانونياً، حتى لو أتى من نواب منتخبين. وفي تركيا، رغم الجدل حول التوازنات، فقد استخدم النظام الديمقراطي أدواته التشريعية والمؤسّساتية لحظر تنظيمات عُدّت تهديداً للنظام العام أو ذات ارتباط خارجي. هذه الدول تدرك أن الديمقراطية لا تُحمى بالحياد السلبي، بل بقدرة الدولة على الدفاع عن روحها الدستورية.
الديمقراطيات الراسخة لا تبقى لأنّ شعوبها طيبة، بل لأنها تملك أنياباً قانونية ومؤسّساتية دستورية حاسمة تحمي النظام من التخريب
ديمقراطية بلا أنياب: النموذج العراقي
أما في العراق، فقد بُنيت ديمقراطية بلا مخالب، وبلا ذاكرة سياسية تستند إلى الدولة الحديثة. ديمقراطية قامت على المحاصصة لا على التمثيل الحقيقي، وعلى التغاضي لا على المحاسبة، وعلى الترضيات لا على المشروعية. ومنذ عام 2003، أخذت الدولة شكلاً هجيناً: سلطة سياسية مقيّدة بإرادات داخلية وخارجية، ومؤسّسات يُخترق بعضها بسهولة، ولا تملك غطاءً سيادياً موحّداً.
في هذا النموذج، صار من الطبيعي أن يُستهدف الناشط ولا يُعاقب الجاني، وأن يُهاجم القضاء حين يقترب من ملفات السّلاح، وأن يُمنح "الزّعماء" مساحة فوق القانون، بحجة الموازنة بين القوى. ومع تزايد هذا التآكل، أصبحت الديمقراطية واجهة لدولة رخوة، بلا أدوات ردع، بلا سيادة تنفيذية، وبلا قدرة على حماية ذاتها من التصدع.
الدولة على حافة الانهيار
اليوم، تقف الدولة العراقية على حافة الانهيار، لا بسبب مؤامرة خارجية فحسب، بل نتيجة هشاشة داخلية متراكمة. فشل مؤسّسات ما بعد 2003 في إنتاج حكم فاعل، وضياع الهوية الوطنية بين الطائفية والولائية، واستمرار تغوّل السلاح والمليشيات، كلّها عوامل دفعت النظام إلى نقطة اللايقين. لم يعد السؤال: كيف نطوّر ديمقراطيتنا؟ بل: كيف نمنع انهيار ما تبقى من الدولة؟
الديمقراطية ذات الأنياب: الضمان الوحيد للبقاء
في مثل هذه اللحظة، لا يكفي أن ندعو إلى "إصلاح سياسي" أو "انتخابات شفافة"، تلك شعارات تفقد معناها ما لم ترتبط بإرادة حماية الدولة، وبنية مؤسّساتية قادرة على الردع، ومجتمع سياسي يقف مع القانون لا مع الزعيم.
إنّنا بحاجة إلى ديمقراطية ذات أنياب، لا تهاجم الناس، بل تحمي النظام. لا تقمع، بل تمنع القمع. لا تخضع لمن يرفع السلاح، بل تعيد السلاح إلى مكانه الوحيد: تحت سلطة الدولة، التي تحتكر العنف المشروع.
وهنا، يصبح جوهر الديمقراطية العراقية الجديدة هو القدرة على:
محاسبة كل من يتجاوز على القانون، بغضّ النظر عن صفته أو مكانته أو مرجعيته.
ضبط العلاقة بين الدين والسياسة، ورفض تغليف السلاح بخطاب مقدّس.
تحرير الأمن الوطني من الولاءات الثنائية أو المناطقية.
ترسيخ قضاء مستقل لا يتأثر بالضغوط السياسية أو تحالفات اللحظة.
تجارب مقارنة: بين التماسك والانهيار
ليست هذه أفكاراً مثالية. خذ مثلاً تجربة تونس بعد الثورة، حين كادت الدولة تنزلق إلى الفوضى بسبب هشاشة مؤسّساتها أمام الاغتيالات السياسية، لكن بعض الأدوات الصلبة في النظام، مثل المحكمة الدستورية وهيئة الانتخابات، استطاعت أن تُبطئ الانهيار، ولو مرحلياً.
في المقابل، فشلت ليبيا ولبنان في حماية الديمقراطية الهشة فيهما، لأنّ مؤسّسات الدولة فيهما تُركت بلا حماية، وتحوّل النظام إلى رهينة لسلاح خارج القانون.
العراق اليوم أقرب إلى السيناريو اللبناني، لا من حيث الشكل الطائفي فحسب، بل من حيث تآكل الردع، وشلل الدولة أمام القوى الموازية، والعجز المستمر عن فرض القانون بالتساوي.
ما الذي نحتاجه في العراق؟
لعلّ أهم ما يمكن أن تستعيده الدولة العراقية اليوم هو قدرتها على القول والفعل: أن تقول "لا" لمن يبتز النظام بالسلاح، وأن تفعل وفق القانون، لا وفق موازين التهديد أو الولاء.
ولتحقيق ذلك، نحن بحاجة إلى:
تطبيق قانون الأحزاب الحالي، المعطّل، أو تشريع قانون أحزاب جديد يمنع تشكيل أو تمويل أو تسليح أي كيان سياسي خارج الأطر الدستورية، ويجرّم التبعية للخارج.
إعادة هيكلة المنظومة الأمنية لتكون خاضعة تماماً للقيادة المدنية المنتخبة.
تأسيس مركز سياسات وطني يحمي الدستور من التأويلات الخبيثة، يتفرع عنه نظام عدالة انتقالية يضمن محاسبة من تلطخت أيديهم بدماء أو أموال العراقيين.
إعلام حر ومستقل يستطيع كسر احتكار الرواية، والرد على التضليل، وبناء وعي وطني جامع.
من أجل بقاء الدولة لا النظام فحسب
الديمقراطية ليست صناديق اقتراع ومجالس نواب فحسب، إنها القدرة على حماية النظام من العبث، فالحريات لا تُحمى بالنيّات الطيبة، بل بالمؤسّسات الصلبة. والدول الحرة لا تبقى حرّة إلّا إذا امتلكت الأدوات التي تردع بها من يسعى إلى تقويضها.
إن ديمقراطية لها أنياب لا تضمن حماية الحقوق فحسب، بل تحفظ وجود النظام نفسه من الانهيار. نحتاجها الآن، أكثر من أي وقت مضى، لمنع لحظة الانفجار القادمة. ولإعادة تعريف العراق بصفته دولةً لا ساحة، ووطناً لا فراغاً دستورياً قابلاً للنهب.
## الإعلام الغربي وكسر الصمت تجاه مجاعة غزة
28 July 2025 10:08 PM UTC+00
في مشهد يجسد أفظع صور استهداف المدنيين في الحروب، تتوالى الأخبار المفجعة يومياً عن وفاة الأطفال جوعاً في قطاع غزة المحاصر. جوع يُستخدم سلاحاً ممنهجاً لإزهاق أرواح السكان، ليشهد القطاع كارثة إنسانية متعمّدة، إذ يواصل الاحتلال الإسرائيلي استغلال التجويع أداةً للضغط السياسي، وسط تواطؤ دولي، وخذلان عربي، وصمت إعلامي وأخلاقي مشين.
وإذا لم تتحرك دول العالم قاطبة، فإنّ المجاعة في غزة لن تكون مجرد كارثة، بل جريمة إبادة جماعية معلنة ضد الإنسانية. فمنذ أشهر، تعاملت معظم وسائل الإعلام الغربية مع المجاعة في غزة بصمت مطبق، متجاهلة جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، في تناقض صارخ مع شعاراتها عن حماية الحقوق والحريات والدفاع عن المظلومين.
غير أنّ شيئاً ما بدأ يتغير أخيراً؛ إذ بدأت مؤسّسات صحافية كبرى، حتى تلك المحسوبة على التيار المحافظ، في مراجعة خطابها حيال ما يجري في غزة، تحت وطأة مشاهد الجوع والانهيار الإنساني التي لم يعد بالإمكان إنكارها أو تأطيرها ضمن السرديات الأمنية والسياسية الإسرائيلية.
وقد ساهمت الانتقادات العلنية من الأمم المتحدة وعشرات المنظمات الإنسانية، إلى جانب التصريحات الصريحة من حكومات غربية، في كسر جدار الصمت الإعلامي. ففي بيان مشترك صدر الاثنين الماضي، دعا الاتحاد الأوروبي و28 دولة غربية، بينها بريطانيا وفرنسا، إسرائيل إلى الوقف الفوري للحرب، مستنكرين التدفق غير المنتظم للمساعدات، ومعتبرين أن مقتل أكثر من 800 مدني أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء أمر مروّع وغير مبرّر.
هذا التحول، وإن جاء متأخراً، يعكس محدودية القدرة على إخفاء الحقيقة، لا سيّما حين تبلغ المأساة ذروتها أمام عدسات الكاميرا
هذا التحوّل، وإن جاء متأخراً، يعكس محدودية القدرة على إخفاء الحقيقة، لا سيّما حين تبلغ المأساة ذروتها أمام عدسات الكاميرا وشهادات المنظمات الأممية.
نشرت صحيفة التلغراف البريطانية اليمينية تقريراً بعنوان: "جسدهم يضعف يوماً بعد يوم: أطفال في غزة يتضورون جوعاً حتى الموت"، عرضت فيه صوراً من داخل أحد المستشفيات القليلة المتبقية، توثّق معاناة أطفال يعانون من سوء تغذية حاد. التقرير سلّط الضوء بصرياً وعاطفياً على الأجساد الصغيرة التي ينهكها الجوع، وتضمّن شهادات لأطباء فلسطينيين يواجهون نقصاً كارثياً في الموارد، وأشارت الصحيفة إلى وفاة 33 شخصاً، بينهم 12 طفلاً، بسبب الجوع خلال 48 ساعة فقط.
ومع ذلك، تجاهل التقرير ذكر إسرائيل بوصفها مسبباً في هذه المجاعة، وكأن الكارثة حدثت بمعزل عن سياقها السياسي والعسكري، متغافلاً عن حقيقة أن الاحتلال يفرض حصاراً خانقاً على غزة منذ أكثر من 21 شهراً، ويقصف القطاع يومياً، ويدمّر بنيته التحتية والمنشآت الطبية في واحدة من حروب الإبادة الجماعية على القطاع.
أما صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، فقد تناولت المجاعة من زاوية سياسية ضيقة، في مقال رأي بعنوان "أزمة المساعدات في غزة تخدم حركة حماس فقط". المقال قدم المجاعة أداةً في يد حماس لتعزيز موقفها السياسي، متجاهلاً السياق الإنساني الأكبر والمسبب الفعلي لها.
في فرنسا، خصّصت صحيفة لوفيغارو ذات التوجه اليميني، مساحة بارزة للأزمة، ونشرت تقريراً مصوّراً بعنوان: "خطر المجاعة في غزة هو نتيجة الحصار الإسرائيلي، كما تؤكد فرنسا". التقرير نقل تصريحات مباشرة من الخارجية الفرنسية، تقرّ فيها بأن المجاعة ليست عَرَضاً عابراً، بل نتيجة مباشرة للحصار المستمر.
بدورها، أولت صحيفة ليبراسيون اليسارية اهتماماً بالغاً بالكارثة، وافتتحت عددها في 24 يوليو/تموز بصورة صادمة لطفل من مخيّم الشاطئ أنهكه الجوع، تحت عنوان: "المجاعة في غزة"، نقل التقرير تحذيرات أكثر من مئة منظمة غير حكومية من وقوع مجاعة جماعية، في ظل انعدام المساعدات التي تمنع إسرائيل دخولها.
أما صحيفة لوموند الفرنسية ذات التوجه الوسطي، فقد كرست صفحتها الأولى لتغطية المجاعة، واختارت صورة مؤثرة لامرأة فلسطينية تحتضن طفلها الجائع، بعنوان: "قطاع غزة: ويلات المجاعة". التقرير نقل شهادات مؤلمة عن معاناة الغزيين اليومية، مشيراً إلى أن إسرائيل تعتمد استراتيجية تهدف إلى تفريغ غزة من سكانها.
وفي بريطانيا، تواصل صحيفة الغارديان ذات التوجه التقدمي، تغطيتها المستمرة للإبادة في غزة، عبر مدونة حية تنقل آخر المستجدات من القطاع. أما صحيفة إل باييس الإسبانية، فقد نشرت تقريراً مصوراً يظهر فلسطينيين يصطفون في طوابير للحصول على الطعام، تحت عنوان: "المجاعة في غزة تطلق موجة غضب عالمي"، عاكسةً تصاعد الاستياء الدولي من الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
في المقابل، غابت المجاعة عن الصفحات الأولى في صحف أميركية كبرى مثل واشنطن بوست ونيويورك تايمز، التي فضلت التركيز على قضايا داخلية، متجاهلة واحدة من أبشع الكوارث الإنسانية المعاصرة، التي ترتكبها إسرائيل بدعم سياسي وعسكري من إدارات أميركية متعاقبة.
إن التواطؤ الغربي، والصمت العربي، والدعم الأميركي الراسخ للاحتلال الإسرائيلي، لم تعد مجرد مواقف سياسية، بل باتت شراكة فعلية في جريمة إبادة تُرتكب يومياً ضد شعب أعزل، يحاصر ويجوَّع ويُقتل على مرأى ومسمع من عالم يدّعي الدفاع عن القيم الإنسانية.
## حرية بلا ضوابط: خطر الفردانية على النسيج القيمي
28 July 2025 10:08 PM UTC+00
تتشارك المجتمعات، لا سيّما تلك المتجذّرة في منظومة قيم وتقاليد متأصّلة، في جدلية معقدة بين ضرورة الانتماء الجماعي، وصعود تيار فردي منحرف يمجّد "التحرّر الشخصي" بلا حدود، فبينما يُمثل الانضمام إلى المجتمع تجسيداً للمساهمة في صياغة الهوية الثقافية والاجتماعية، تظهر اليوم أفعال فردية تحاول التخلص من كل قيد، بما في ذلك القيود الأخلاقية والقيمية والاجتماعية والقانونية، وغالباً ما يصار إلى اعتبار هذه الأفعال الخارجة عن المألوف عادية، في محاولة لتبريرها، رغم كونها مُهدِرة لكرامة الآخرين.
لا يختلف عاقلان على أن الاستقلالية الفردية حق أساسي لا جدال فيه، غير أن الخطر يكمن في تحويل هذا الحق أداةً تُشهر في وجه المجتمع كلما اشتد الخناق بالضوابط الأخلاقية، أو تعارضت الأعراف مع الميول الفردية العابرة. يتجاوز الأمر مجرد الرفض الخاص، ليصل إلى حد السخرية والاستخفاف بمَن يتمسكون بالقيم، كأنّ الالتزام بها عار، بينما يصور الخروج على المألوف إنجازاً فردياً يستحق الإشادة والثناء، في محاولة لشرعنة سلوكيات شاذة تُقلّل من شأن الآخرين وتتجاوز الحدود المجتمعية والقانونية.
وتتجلى التناقضات السافرة في أن أولئك الذين ينادون بتسامح المجتمع مع تصرفاتهم، لا يبدون أي استعداد لفهم حساسية النسيج الاجتماعي أو احترام مشاعر الآخرين. يطالبون بالاعتراف بحقهم في التعبير عن الذات والسلوك والاعتقاد، لكنّهم يجيزون لأنفسهم ما لا يقبلونه من غيرهم، حتى لو كان مؤذياً أو جارحاً. في قاموسهم، تصبح الحرية حقاً مطلقاً عندما تخصهم، بينما تتحول إلى قيد ضيق حين تتعلق بالآخرين. وهذا يكشف عن مقياس مزدوج يستخدم لتبرير الانحرافات السلوكية وإهانة الآخرين، متجاهلين القيود الشرعية والقانونية.
وتحول الانسلاخ عن القيم، في بعض الأحيان، من مجرد سلوك فردي إلى خطاب ممنهج، بل وأحياناً إلى استعراض وقح يسعى لإحداث الاستفزاز. لا يقتصر الأمر على ممارسة الحقوق الذاتية، بل يتعداه إلى محاولة فرضها بالقوة على الجميع، حتى لو أفضى ذلك إلى الانتقاص من كرامة الآخرين أو استفزاز شرائح مجتمعية بأكملها ترى في قيمها وتقاليدها عماداً رئيسياً لوجودها وهويتها. هذا التحوّل من الحقوق إلى الفرض، خصوصاً عندما يتعلق بالأفعال الشاذة التي تهدر الكرامة وتتجاوز الضوابط الشرعية والقانونية، يشكل تحدّياً جسيماً للتناغم الاجتماعي.
ليس المقصود من هذا الطرح الدفاع عن الأعراف بوصفها نصوصاً مقدسة لا تقبل المساءلة، فالمبادئ في أي مجتمع يجب أن تخضع للمراجعة والتطوير المستمرَين، وبعض العادات قد تحتاج إلى تنقية وتنقيح. ومع ذلك، هناك فارق جوهري بين التدقيق الواعي والمسؤول لمنظومة القيم، وبين الهدم العشوائي الذي لا يستند إلى أي معيار سوى الرغبة الشخصية، والذي غالباً ما يكون غطاءً لأفعال شاذة تُهين الآخرين وتُخالف الأطر المجتمعية والقانونية. يختلف النقد البنّاء الساعي إلى الإصلاح، عن التمرّد الذي لا هدف له سوى إثبات الذات أو خرق المألوف لخدمة مصلحة شخصية، يسعى لفرضها على الآخرين، بينما يرفض تلبيتها لهم إن طُلبت منه.
عن التمرّد الذي لا هدف له سوى إثبات الذات أو خرق المألوف لخدمة مصلحة شخصية، يسعى لفرضها على الآخرين
لا يمكن استيعاب الحريات أو ممارستها بمعزل عن الإحساس بالمسؤولية. فالحرية التي تتعدى على كرامة الآخرين، أو تمارس بأسلوب يستفز المشاعر الجمعية، لا تصنّف حرية، بل فوضى مقنّعة. وبالمثل، فإن الدفاع عن "الحق في التباين" لا يبرّر تحويل الفرد إلى سلطة فوق النقد، أو التعامل معه كياناً خارجاً عن السياق العام لا يخضع لمعايير المجتمع وقوانينه الأخلاقية الناظمة للتعايش، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بسلوكيات خارجة عن المألوف تتعدى على كرامة الآخرين والضوابط الشرعية والقانونية.
والمؤلم في هذا السياق أن هذا النمط من السلوك لم يعد مجرد حالات فردية متفرقة، بل أصبح جزءاً من ظاهرة أوسع تتغذى على خطاب منصات وسائل التواصل الاجتماعي، التي تُسهِم في تفريغ القيم من مضامينها، وتتّسم بالسطحية في تناول المفاهيم الجوهرية، وتُقدّم الحرية وكأنها انتقام من المجتمع، لا بوصفها سلوكاً واعياً ضمن إطاره. بل إن هناك من يربط بين التحرر والتخلّي عن أي انتماء قيمي، وكأنّ اكتمال الكرامة الفردية لا يتحقق إلا عندما تُهان كرامة الآخرين، في محاولة لتبرير الأفعال الشاذة والمهينة التي تتجاوز القيود الاجتماعية والشرعية.
وفي المقابل، يجب الإقرار بأن بعض مظاهر التمسك بالقيم في مجتمعاتنا قد تتسم بالتشدّد أو حتى النفاق أحياناً، ما يوفر للمتمردين مبرّرات جاهزة. فعندما تُمارَس القيم أداةَ قمع لا إقناع، ووسيلةَ سيطرة لا بناء، فإنّ الأفراد سيبحثون عن متنفس، وأحياناً عن صدمة تُحدث شرخاً في هذا الجدار السميك. لذلك؛ تقع مسؤولية جسيمة على عاتق المجتمعات نفسها لتحديث خطابها القيمي، وللتمييز الواعي بين العرف البالي والقيمة الحيّة التي تصون التوازن والكرامة، وتضع حدوداً واضحة للأفعال التي تُعد شاذة ومهينة للآخرين، وتخالف الضوابط الشرعية والقانونية.
لقد تفاقم الصراع الأبدي بين الفرد والمجتمع في عصر الإعلام الرقمي المتاح للجميع، وإذا لم نُحسن إدارته، فقد نجد أنفسنا أمام أجيال مشتّتة، غير قادرة على الانتماء الواعي أو التمرد البنّاء. فالاستقلالية حق لا جدال فيه، لكنها لا تكتمل دون احترام الآخر. والانفصال عن القيم لا يُعد شجاعة إذا قام على إنكار كرامة الآخرين أو التقليل من مبادئهم، أو إذا كان يمثل سلوكاً شاذاً يُروَّج له على أنه حرية، بينما هو في الحقيقة إهدار لكرامة الآخرين وتجاوز لكل الضوابط الاجتماعية والشرعية.
نسعى إلى بناء وعي جماعي يدرك أن الحياة المجتمعية تتطلب توازناً دقيقاً بين حقوق الأفراد وواجباتهم. لا يكمن الحل في فرض الالتزام أو محاربة الحريات، بل في تعزيز قدرة الأفراد على التعبير عن ذواتهم مع الحفاظ على احترام الجماعة. إنّ التغيير المجتمعي يجب أن يكون واعياً ومدروساً، متجذّراً في الأصالة، لا مجرد فوضى. فالمجتمعات لا تزدهر بالقمع ولا تنهض بالفوضى؛ بل تتقدّم عندما يتحول الاختلاف إلى حوار بنّاء، ويُصبح مصدراً للتنوع. عندها فقط، تُصبح الحرية التزاماً نابعاً من الاحترام المتبادل، لا مجرد ادّعاء زائف يُبرّر سلوكيات شاذة تُهدر كرامة الآخرين وتتجاوز الضوابط المشروعة.
فهل نستطيع خلق هذه المعادلة الصعبة التي تحقق التوازن وتحدّ من انتشار تلك الأفعال الشاذة باسم الحرية؟
## واشنطن ترفض مؤتمر حل الدولتين: "غير مجدٍ وتوقيته غير مناسب"
28 July 2025 10:15 PM UTC+00
أعلنت الإدارة الأميركية رفضها للمؤتمر الدولي رفيع المستوى بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، متذرعة بأنه قد يؤدي إلى "إطالة أمد الحرب".
وزعمت متحدثة وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، في بيان الاثنين، أن المؤتمر "غير مجدٍ وتوقيته غير مناسب"، وقالت: "تستضيف الأمم المتحدة هذا الأسبوع مؤتمراً غير مجدٍ وتوقيته غير مناسب حول حل الدولتين، والمؤتمر البعيد عن تعزيز السلام وسيطيل أمد الحرب، ويشجع حركة حماس، ويقوّض الجهود الواقعية الرامية إلى تحقيق السلام".
وأكّدت بروس أن الولايات المتحدة لم تشارك في المؤتمر، وأضافت: "تركيزنا ينصبّ على الدبلوماسية الجادة، وليس على مؤتمرات تُعقد لإظهار أنه مهمة"، كما انتقدت المتحدثة قرار فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين، مشيرة إلى أنه "أرضى حماس"، وأكدت رفض واشنطن للقرار.
وفي وقت سابق الاثنين، انطلقت أعمال المؤتمر الوزاري في مقرّ الأمم المتحدة، برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا، وبمشاركة رفيعة المستوى، لبحث سبل تنفيذ حل الدولتين، ودعم مسار الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية. وكان من المقرر عقد "مؤتمر فلسطين الدولي" في مقرّ الأمم المتحدة بنيويورك بين 17 و20 يونيو/حزيران الماضي، لكن عقب الهجمات الإسرائيلية على إيران، التي بدأت في 13 يونيو بدعم أميركي، واستمرت 12 يوماً، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تأجيل المؤتمر، وأعربت كل من إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة عن رفضهما إقامة مؤتمر دعم حل الدولتين.
وخلال المؤتمر، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو إنه "وبعد مرور ثمانين عاماً على تأسيس الأمم المتحدة لا يمكننا قبول استهداف المدنيين والنساء والأطفال عندما يتوجهون إلى مواقع توزيع المساعدات"، واصفاً ذلك بالأمر غير المقبول. وشدّد على ضرورة أن يكون المؤتمر بمثابة نقطة تحول لتطبيق حل الدولتين. وشدد على ضرورة إنهاء الحرب، والانطلاق للعمل على إنهاء ما أسماه "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني" في الوقت الذي تُعرّض فيه هذه الحرب "أمن المنطقة واستقرارها للخطر"، وتحدث عن تنفيذ حل الدولتين، وشدّد على عدد من النقاط الأساسية بالنسبة لبلاده بما فيها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والتطبيع الإقليمي مع إسرائيل، وإصلاح إدارة الحكم الفلسطيني، ونزع سلاح حماس، وأن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح.
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إنّ "حل الدولتين يظل الإطارَ الوحيدَ المتجذّرَ في القانون الدولي، الذي أقرّته هذه الجمعية، ويدعمه المجتمع الدولي"، مشدّداً على أنه "السبيلُ الوحيدُ الموثوقُ لتحقيق سلامٍ عادلٍ ودائمٍ بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهو الشرطُ الأساسيُّ للسلام في جميع أنحاء الشرق الأوسط". 
وتشنّ إسرائيل بدعم أميركي حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافّة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 205 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
(الأناضول، العربي الجديد)
## أوروبا على شفا أزمة في الطاقة
28 July 2025 10:17 PM UTC+00
تشهد أوروبا تصعيداً خطيراً في أزمة الطاقة، إذ تهدّد قطر، ثالث أكبر مورد للغاز المُسال للقارة بخفض إمداداتها احتجاجاً على شروط "التوجيه الأوروبي للاستدامة"، في وقت تواجه فيه القارة عواقب التخلي القسري عن الغاز الروسي الرخيص بسبب العقوبات. هذا المشهد المعقد يضع أوروبا في مأزق قد يهدّد أمنها الطاقي طويل المدى، حسب ما قالت الباحثة الاقتصادية الروسية، فيكتوريا كالينوفا، لـ"العربي الجديد".
وأضافت كالينوفا أن العقوبات على الطاقة الروسية حولت أوروبا من سوق طاقة مستقرة إلى سوق مضطربة ذات تكاليف تشغيلية باهظة، ما يهدّد قدرتها التنافسية الصناعية على نحوٍ غير مسبوق. وتعويض احتياجات الغاز التي كانت توفرها روسيا بحلول 2027 أمر شبه مستحيل، خاصة مع رفض موردين رئيسيين كقطر للشروط الأوروبية الجديدة، وتوقعت كالينوفا تحولاً جذرياً في سوق الطاقة العالمية، إذ تعيد روسيا وقطر والولايات المتحدة توجيه صادراتها نحو الأسواق الآسيوية الجاذبة، محذرةً من أن أوروبا قد تضطر لإحياء محطات الفحم الملوثة أو إطالة عمر المفاعلات النووية، ما يقوض أهدافها البيئية ذاتها.
من جهتها، أوضحت أولغا بولياكوفا، الباحثة في الشأن الروسي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الضغوط الحالية قد تدفع أوروبا لتسريع استثماراتها في الطاقات المتجدّدة، رغم التحديات قصيرة المدى"، وأشارت إلى أن تهديدات قطر رغم خطورتها تعكس حدود نفوذها الفعلي في تعويض الغاز الروسي، كما أن تحويل صادرات قطر لآسيا ليس بالسهولة المتوقعة.
وتابعت "المنافسة مع أستراليا والولايات المتحدة شرسة، والأسواق الآسيوية لديها بدائل متزايدة وقد تفرض شروطاً خاصة بها"، محذرة من أن الحلول الأحادية مثل "التوجيه الأوروبي للاستدامة" قد تزيد التوترات وتقوض الأمن الجماعي. جاءت تعليقات الخبراء في سياق التهديد القطري الصريح بخفض إمدادات الغاز المُسال لأوروبا، الذي أوردته وكالة "رويترز" وصحيفة "دي فيلت"، يوم السبت الماضي.
واعترضت الدوحة تحديداً على المادة 22 من التوجيه الأوروبي التي تراها انتهاكاً لسيادة الدول وتجاوزاً لاتفاقية باريس للمناخ، مهدّدة بالتحول إلى "أسواق بديلة" في آسيا مستفيدةً من حصتها التي تتراوح بين 12-14% من السوق الأوروبية منذ 2022. ويعد هذا التصعيد في توقيت حرج لأوروبا التي تسعى للاستغناء الكامل عن الهيدروكربونات الروسية بحلول 2027، إذ كانت تعول على الغاز القطري لسد الفجوة الرئيسية الناتجة عن العقوبات. وفشل التفاوض مع الدوحة أو تنفيذ تهديدها سيدفع القارة نحو أزمة طاقة حادة مع تفعيل الحظر الكامل على الغاز الروسي.
وفي وقت لاحق علق الكرملين على أزمة الطاقة في أوروبا، إذ وصف المتحدث الرسمي ديمتري بيسكوف قرارات أوروبا بالتخلي عن الطاقة الروسية بأنها "قطعت أرجلها بنفسها"، مشيراً إلى أن الغاز الروسي الرخيص كان أساس الرفاهية والصناعة الأوروبية لعقود.
وتواجه أوروبا معضلة صعبة؛ فرغبتها في التخلي عن الغاز الروسي بسبب الحرب تتعارض مع تهديدات موردين أساسيين مثل قطر، الذين يرفضون شروطها البيئية الجديدة. هذا التصعيد يضع القارة في مأزقٍ حقيقي، خاصة مع اقتراب عام 2027 المحدد لوقف الاعتماد الكامل على الطاقة الروسية. يحذر الخبراء من عواقب وخيمة إن استمر هذا المسار، أهمها ارتفاع حاد في أسعار الطاقة، وصعوبة في تأمين الكهرباء والتدفئة للمواطنين، وتراجع في الصناعات المحلية بسبب تكاليف التشغيل الباهظة.
## واقعة طعن قرب جسر البرج وسط لندن تسفر عن مقتل شخصين
28 July 2025 10:31 PM UTC+00
قالت الشرطة البريطانية إنّ رجلين قتلا في واقعة طعن في شركة بوسط لندن، الاثنين، بالقرب من جسر البرج، وهو وجهة سياحية رئيسية ومنطقة تندر فيها جرائم العنف. وذكرت الشرطة في بيان أنها تلقت بلاغات عن وقوع اعتداءات متعدّدة في المبنى الواقع في طريق ضيق بالقرب من الجسر في حي ساوثوارك في لندن.
وقالت الشرطة إنّ رجلاً يبلغ من العمر 58 عاماً توفي في مكان الواقعة، بينما توفي آخر عمره 27 عاماً في المستشفى وجرى فتح تحقيق في جريمة قتل. ويظل ضحية ثالثة، وهو رجل في الثلاثينيات من عمره، في المستشفى بإصابات غير مهدّدة للحياة، وأضافت الشرطة أنه جرى اعتقال رجل آخر، وهو أيضاً في الثلاثينيات من العمر، على خلفية الواقعة، وهو في حالة خطرة في المستشفى.
وقالت رئيسة المحققين إيما بوند "لا يزال تحقيقنا في مراحله الأولى ونعمل جاهدين لفهم الملابسات الكاملة لهذه الواقعة المروعة"، وأضافت "في هذه المرحلة، لا نعتقد أن للواقعة علاقة بالإرهاب ولا يوجد أي خطر آخر على العامة".
(رويترز)
## ضابط أميركي سابق: غزة هي البداية وبعدها الضفة وسورية ولبنان
28 July 2025 10:35 PM UTC+00
حذر الضابط الأميركي السابق هاريسون مان، الذي استقال العام الماضي بسبب دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، من أن المجاعة في غزة ليست سوى البداية وأنّ التالي حسب رؤية القادة الإسرائيليين المعلنة "الضفة الغربية ثم لبنان سورية"، متسائلاً "وبعد ذلك من يدري؟ مصر والأردن؟ ووجّه مان، في بيان له الاثنين، رسالة إلى أصدقائه في العاصمة واشنطن "إذا كنتم حقاً تشعرون بالرعب من المجاعة في غزة، فعليكم أن تفهموا أنه من المرجح ألّا تنتهي قريباً. هذه هي البداية".
ونشر الضابط الأميركي السابق استقالته في مايو/ أيار الماضي 2024، وقال فيها إنه استقال بسبب "الأذى المعنوي الذي لحق به جراء الدعم الأميركي لإسرائيل في عدوانها على غزة". وشغل مان منصب ضابط في المخابرات العسكرية الأميركية، وهو ينتمي إلى عائلة يهودية.
وشدد على أنه سيجري "قتل وتهجير كل رجل وطفل وامرأة في غزة إذا لم يتم إيقاف إسرائيل"، عن المجازر التي ترتكبها، وتابع في هذا السياق "هذا لن يمثل نهاية الإبادة الجماعية وإنما مجرد انتهاء مرحلة غزة. وبالفعل القادة الإسرائيليون يعبرون علناً عن رغبتهم في طرد ملايين الفلسطينيين من الضفة الغربية، وهم بالفعل يرعون وتيرة التطهير العرقي هناك، استناداً إلى رؤية إسرائيل الكبرى التي لا حدود لها".
وأضاف أنه بعد الانتهاء من غزة ستبدأ صور مجازر واسعة في الضفة الغربية في الظهور، و"بعد ذلك لبنان وسورية، وبعد ذلك من يدري؟ مصر والأردن؟"، وأشار إلى تصريح أحد وزراء حكومة نتنياهو الذي وصف تركيا بأنها "إيران التالية"، ودعا من يعرفهم من السياسيين والمتابعين للتحرك لإيقاف هذا التغوّل، وقال إن "هناك الكثير من الضرر الذي لا يزال بإمكاننا منعه، وهذه معركة طويلة الأمد"، لافتاً إلى أنها بهذه الوتيرة قد تمتد لنحو 15 عاماً.
كما أشار إلى الأزمة الأخلاقية التي خلفتها هذه الحرب لتجاهل إسرائيل جميع القوانين الدولية، وقال "يجب أن تقلقوا لعدم وجود عواقب قانونية أو مهنية أو حتى اجتماعية في واشنطن لدعم الإبادة الجماعة في غزة. ورعاتُها الأصليون من إدارة جو بايدن يعملون على العودة للمناصب مرة أخرى لاستكمال دعم جرائم إسرائيل ضد الإنسانية".
وضرب الضابط السابق مثالاً بأنتوني بلينكن وزير الخارجية السابق في إدارة بايدن الذي أصبح عضواً بمركز التقدم الأميركي وجيك سوليفان الذي يشارك في تأليف مشروع 2029، وهما مؤسستان مواليتان للحزب الديموقراطي، وقال "منذ تركهم مناصبهم يدافعون بفخر عن سجلهم في دعم إسرائيل دون قيد أو شرط". وطلب ممن يعرفهم ومن ينتمون إلى منظمات غير ربحية ومراكز الأبحاث والجامعات ومن يعملون لدي بعض المشرّعين الأميركيين ولدى شركات الدفاع المتعاقدة مع الجيش الإسرائيلي باتخاذ مواقف واضحة ضدّ الإبادة الجماعية.
 
## من يتآمر على "الخرشوفة"؟
28 July 2025 11:51 PM UTC+00
هكذا وصفها الإعلامي "الوطني" مصطفى بكري، "مصر قلب الخرشوفة، ولذلك يتآمرون عليها". حملت الاستعارة، التي تشبه صاحبها، صورة النظام الحالي، قلب هشّ، تحيط به طبقات من الوعود الكاذبة والشعارات الجوفاء والمشروعات الوهمية. وبكري، كما تعلم، لا يتحدّث من عنده، فهو مجرّد ناقل، وقد نقل لنا من قبل دموع السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي تأثراً بجهاز اللواء عبد العاطي كفتة لعلاج الإيدز وفيروس سي. واليوم يخبرنا، نقلاً عن المصدر نفسه، أن ثمّة مؤامراتٍ تُحاك، ومن ثمّ علينا الاصطفاف خلف القيادة.
حسناً، لا أستبعد المؤامرات في السياسة، فهي من أدوات الفعل وأحياناً من ضروراته، ومصر، بوصفها أكبر دولة في المنطقة، معرّضة (نظرياً) للتآمر، ما دامت تملك مشروعاً، أو حتى نيّاتٍ سيادية تدفعها إلى طريق التنمية والاستقلال والحرّيات والديمقراطية وبناء مؤسّسات الدولة. ولا أظنّك تختلف معي، أيّاً كان موقعك من الخرشوفة، أننا لسنا في هذا الطريق، فالدولة منخورةٌ بفشلٍ داخلي، وتأييد شعبي متآكل، وشرعية تحوّلت تبريراً للرعب، فمن يتآمر على ماذا؟ ولماذا؟
لقد جاء السيسي ومعه مصر كلّها، تقريباً، الأغلبية، ومؤسّسات الدولة، والجيش والشرطة والمخابرات الحربية والعامة، والإعلام، دعايات مرفوعة على ظهور الدبابات ومعلّقة على نوافذ المصالح الحكومية، تفويض غير مشروط بالقتل، "افرم يا سيسي"، معتقلات مفتوحة، ومشانق منصوبة، ونخب سياسية مجرورة، وظهير نفطي يدفع بالمليارات. خذ ما شئت، وخلّصنا من ثورات الربيع العربي (2011) التي لا ينساها السيسي، ولا ينساها حلفاؤه في تل أبيب وفي عواصم عربية عدة، ناهيك عن التواطؤ الدولي مقابل رِشى "رافال" و"سيمنس" وغيرها، ولا عزاء للإخوان ومن لفّ لفيفهم، فماذا حدث؟
حصلت الدولة المصرية على كلّ شيء، وفشلت في كلّ شيء. ولم يكن الفشل مفاجئاً، بل متوقّعاً، ومُحذَّراً منه بوضوح. تحذيرات بدأت في جرائد الدولة نفسها، وفي شاشاتها، وداخل مؤسّساتها، من خبراء وأكاديميين ومتخصّصين لا تشوبهم شُبهة "الإخوان" أو "المركوبية"، ومع ذلك وُصِموا بالخيانة والعمالة، وانتهى بعضهم إلى السجون، أو إلى المنافي، والبقية إلى الصمت، تلاحقهم اتهاماتٌ بالعجز عن تصوّر معنى الدولة، وطرح مقترحاتٍ يمكن لأيّ طالب في كلّيات الاقتصاد والعلوم السياسية أن يقدّمها، وبالتورّط في تقديم المصلحة الشخصية على حساب مصلحة الوطن، وهي اتهاماتٌ صدرت على لسان رئيس الجمهورية نفسه، في خطاباتٍ رسمية، وعلى الهواء مباشرة.
الآن، لا أحد يصدّق الدولة المصرية، لا أحد يصدّقها في الصدق، ولا أحد يصدّقها في الكذب، ولا أحد يصدّقها في المطلق، ولن تنجح دعايات الشاشات واللجان في صناعة حالة "رضى كاذب"، كما حدث من قبل، فأمارات الفشل تحاصرنا، ومعابر النجاة مغلقة من الناحيتَين، حتى مؤيّدو النظام باتوا يبرّرون أنفسهم بأنهم يعلمون أنه فاشل، لكنّهم يخشون من "الإخوان".
خذ مثلاً صارخاً: حرب غزّة. قل ما شئت عن موقف الدولة المصرية، من الإبادة، من التجويع، من التهجير. دافع أو هاجم أو العب في الوسط. برّر أو شوّه، قدّم نفسك إلى الدولة باعتمادك روايتها، أو إلى خصومها، راوح بين الروايتَين وفق معاييرك، أو وفق مصالحك، أو وفق مزاجك، افعل أيّ شيء، وكلّ شيء، فلن "يصل" إلى ضحايا فشل الدولة المصرية من المصريين سوى ما يعزّز حنقهم، ذلك لأن هذه الدولة اختارت، بمحض صلافتها، أن تكون مخيفةً أكثر منها داعمةً أو ملهمةً، وقد يردع الخوف من يملك شيئاً، لكنّه لا يردع من فقد كلّ شيء.
الآن، تدفع الدولة المصرية ثمن 12 سنة من القمع، والغرور، والعناد، والعشوائية، تدفعه من رصيدها الأخلاقي، من سمعتها، من مكانتها، ومن صلاحيتها للبقاء، وسواء كانت صادقةً في حديث المؤامرة (وهذا مُستبعَد)، أو كاذبةً كما عوّدتنا، فالنتيجة واحدة: لا أحد يأخذها على محمل الجدّ، ولا شيء يحرّك داعميها سوى الخوف منها أو من بدائلها، وإذا كان هناك من يتآمر، يقيناً، فهو النظام على نفسه. وغالباً سينجح، على غير العادة.
## المال والسلطة... مشاهد الاستفزاز النيوليبرالي
28 July 2025 11:51 PM UTC+00
أصبح الفضاء العمومي المغربي ساحةً مفتوحةً لسجالٍ عام وتضاربٍ مقنّن حول أخبار الوزراء والمسؤولين الحكوميين من مستوياتٍ مختلفة، في علاقةٍ بأحاديث المال وما يرتبط بها. وتعدّدت أوجه هذا الحضور، من خلال المنشورات والتسريبات التي طفت في السطح، منها تسريباتٌ عنت مؤسّسات الدولة، كشفت تفاوتاتٍ صارخةً في المدخول الفردي، ما حرّك الوعي الاجتماعي التراجيدي، وربّما تغذية النقمة الشعبية التي تزيدها الأوضاع في البلاد اشتعالاً، أو تلك التسريبات الخاصّة بالأفراد، وعمت وزراء وممتلكاتهم وحجم الثروة العائلية المحصّلة، وعلاقة ذلك كلّه بالسلوك السياسي لهذا الوزير أو تلك الوزيرة.
لم يسبق أن كانت متلازمة المال والسلطة بهذا الحضور القوي في الساحة السياسية المغربية. وقد وجد وزير العدل نفسه في دوامة محاسبةٍ متعدّدة الأطراف، وواجهها بعملية دفاع عن نفسه، من الدرجة نفسها، وإن لم تكن من الطبيعة نفسها. وكان السبب انتشار خبر تقديمه "هبةً" إلى زوجته، "فيلا" قيمتها قرابة 11 ميلون درهم، اكتفي بالتصريح بواحدٍ منها فقط. بالنسبة للمهاجمين، هو لم يحترم الأصول الضريبية الواجبة قانوناً، سيّما أنه وزير عدل، في حين يدافع عن نفسه بالمبرّرات الضريبية نفسها، باعتبار أن من حقّه التصريح بالثمن الذي يحلو له، من دون أن يكون ذلك خرقاً للقانون، مقدّماً نفسه، في السياق، زوجاً حداثياً يجازي زوجته عن سنوات "الكدّ والسعاية"، كما سطّرها وأصَّل لها الفقه المالكي، وبات يعرف في مدونة الأسرة بتثمين عمل الزوجة المنزلي.
زاد تراجع الأغلبية الحكومية المغربية حالياً عن مشروع قانون لتجريم "الإثراء غير المشروع" من تخوّفات المدافعين عن نبل السياسة والسياسيين
تعرّض الوزير نفسه لحملةٍ بخصوص مساندته التعديلات الجديدة على المدوّنة ضدّ التيارات المحافظة، ويجد في هذا مساندةً من الأطراف الحداثية، لكنّه الوزير نفسه الذي يُعاب عليه تمجيده المال في صناعة التمايز الاجتماعي، كما حدث في قضية ابنه الذي كان قد فاز في مباراة المحاماة. ودافع عن مستواه الدراسي بالقول: "أبوه يملك المال وقد أرسله إلى كندا للدراسة".
المال نفسه هو صكّ الاتهام في قصّة زكية الدريوش، كاتبة الدولة المكلّفة بالصيد البحري، التي كشفت خلال لقاء حزبي بمدينة الداخلة في الصحراء دعماً مالياً ضخماً بقيمة 11 مليون درهم، تجهيزات ومعدّات مخصّصة لمشاريع تربية الأحياء المائية لفائدة برلماني من حزبها. وشغلت قضية الدعم المقدّم لمستوردي اللحوم عموماً، والأغنام، حيّزاً مهماً من النقاشات السياسية والإعلامية، تزامنت مع الخصاص المسجّل في أضحيات عيد الأضحى، ما استدعى تدخّل الملك محمد السادي لدعوة الناس إلى الإحجام عنها هاته السنة.
النقاشات نفسها شاركت فيها أحزاب من داخل التحالف الحكومي، بنَفَسٍ احتجاجي واستنكاري، ومن ذلك ما كشفه وزير في الحكومة، زعيم حزب الاستقلال، الحزب التاريخي، من استفادة حفنة من المستوردين ما يفوق 13 مليار درهم، ما تسبّب في حالة غضب شعبي واسعة. ولعلّ ما أثار النقاش بشكل أعمق، ومن دون الوقوف كثيراً عند علاقة المقاولين بالسياسة أو طبيعة الثراء في المغرب، هو ما ارتبط برئيس الحكومة، الذي يُعَدّ أحد أكبر أثرياء البلاد، هو سليل عائلةٍ وطنية، بدأت في المقاومة وفي المعارضة، وتحمل المسؤولية في رأس حزب ولد من رحم الدولة، وصار رئيس الحكومة بعد انتخابات 2021، التي هزم فيها الإسلام الحزبي في شخص "العدالة والتنمية".
ولعلّ المراقب لا بدّ من أن يشعر بأنّ شيئاً ما، غير عادي وغير محسوس، يجعل لرئيس الحكومة الثري والغني، علاقةً بهذا التجاذب الإشكالي بين المال و"الفساد" المفترض في السياسيين، فعلى عكس التكتّم الذي طبع رجال الأعمال في المغرب أو الأثرياء والمقاولين، في علاقتهم بالسياسة، ونقاشاتها، بل ممارستها، نجد أن ما يطبع الوضع الحالي مع أثرياء الحكومة هو الميل إلى نوع من الفرجوية "المكتفية بذاتها"، تجعل المعنيين يستعرضون ثراءهم في البرلمان كما فعل رئيس الحكومة بالدفاع علانيةً عن صفقة تحلية مياه البحر، في جهة الدار البيضاء، رست صفقتها على إحدى شركاته، أو عندما عارض بشدة أيّ انتقاد لشروط المنافسة في مجال المحروقات. وكذلك فعل أيضاً في الدفاع عن ثلثي رجال الأعمال الذين يعرفهم، واستفادتهم من الصفقات في مجالات الصحّة وغيرها من الاستثمارات المستحدثة.
لم يسبق أن كانت متلازمة المال والسلطة بهذا الحضور القوي في الساحة السياسية المغربية
ومن المحقّق أن القانون في صيغته الحالية لم يوجد بعد آلياتٍ ونصوصاً للتجريم الواضح في قضايا الجمع بين السلطة والمال وتضارب المصالح على هذا المستوى، لكنّ عديدين يعتبرون أن الأخلاق السياسية قد تنزع عن المستفيد ما يبيحه له القانون، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بمجتمعٍ يصارع ضدّ الهشاشة، ويضطر إلى دفع الدعم الاجتماعي المباشر لملايين الأسر. ولهذا يشعر عديدون بأن في هاته الاستعراضية استفزازاً نيوليبرالياً، كما أن فيه مساءلةً لعلاقة السياسة بالمال، وحاجةً إلى تدقيقات دستورية في هذا الباب.
وقد أصبح من نافل النقاشات أن تطرح القضية على بساط التفكير الدستوري، وهو ما تبيّن من مداخلة إحدى الشخصيات المساهمة في كتابة الدستور، الأستاذ والوزير السابق والمناضل اليساري الموثوق، عبد الله ساعف، الذي لم يتردّد في اعتبار النقطة الحالية (العلاقة بين المال والسلطة)، أحد العناصر الأساسية التي يجب أن تخضع للتدقيق الدستوري في إطار ما سمّاه "الموجة الجديدة" من الإصلاحات الدستورية، ضمن إصلاح موازٍ للتوافق حول درجة تفعيل بالملكية البرلمانية.
وممّا زاد من تخوّفات المدافعين عن نبل السياسة والسياسيين تراجع الأغلبية الحكومية حالياً عن مشروع قانون لتجريم "الإثراء غير المشروع"، ورفض مساهمة المجتمع المدني في الترافع ضدّ من يعتبرهم مفسدين، علاوة على النزوع العام نحو تحويل المنافسات الانتخابية منافساتٍ بين ذوي المال والنفوذ الاقتصادي، وتقليص معناها السياسي والفكري.
## غزّة... ولم يتوقّف العالمُ عن الدوران
28 July 2025 11:52 PM UTC+00
مأساة غزّة كان يجب أن توقف العالم عن الدوران. بهذه البداهة، بهذه البساطة. فوفق كلّ منطق إنساني أو أخلاقي أو حضاري، لا شيء يبرّر استمرار الإيقاع العادي لأيامنا، بينما يُباد شعبٌ بالكامل أمام أعين الجميع. هذه المرّة، لا يمكننا التلطّي خلف "لم نكن نعلم". اليوم، نحن نعلم، لا بل نحن "نتفرّج" على كلّ ما يجري في أدنى تفاصيله. تُقصف البيوت والمستشفيات والمدارس، يُدفن الأطفال أحياءَ تحت الأنقاض، تُقتلع عائلاتٌ من جذورها، وتُحوّل بلادٌ بأكملها مقبرة مفتوحة. ليس هذا حدثاً عابراً، بل لحظة عار مطلقة تعرّي كلّ ما تبقّى من أوهام الحضارة والضمير والمبادئ. العالم يعلم ما يحدُث، بل إنه يراه بالمجهر، إذ تُبثّ المجازر لحظة بلحظة، بالصوت والصورة، من دون حاجةٍ إلى تأويلٍ أو تحليل. كلّ شيء ظاهر ومرئي: الركام، الصراخ، الوجوه المحترقة، الأجساد المشطورة، الأطفال الذين يتحوّلون أرقاماً في تقارير مقيتة مكرّرة.
كيف تستمرّ الحياة خارج غزّة، وكأنها في كوكبٍ آخر؟ كيف تُقام المؤتمرات، تُمنح الجوائز، تُقدَّم العروض، وتُناقش التفاصيل التافهة في نشرات الأخبار وكأنّ شيئاً لا يحدث؟ ليس من إجابة شافية، ليس من ردّ مقنع، ليس من جواب، وهو، إن وُجد، سيكون مُرعباً: لقد سقطت المعايير الأخلاقية التي ادّعى هذا العالمُ أنها أساس القانون الدولي وحقوق الإنسان. أصبحت هذه القيم انتقائية، يُفعّلها الأقوياء حين تتناسب مع مصالحهم، ويُعطّلونها حين يكون الضحايا "خطأ في الجغرافيا" أو "خطأ في الهُويَّة". يُقتل الأوكراني فتُستنهض الحضارة، ويُذبح الفلسطيني فيُسأل عن "سياق العنف"! هكذا تُفرّغ العدالة من معناها، وكيف تستوي الحياة من دون حدّ أدنى منها؟
نحن أمام أزمة ضمير جماعي ضربت العالم. هل هو تعب كونيّ، أو تشوّه جذري في القدرة على التعاطف؟ صورة الطفل إيلان المرمي على الشاطئ بجسمه الضئيل، هزّت ضمير البشرية، فما الذي جعل صورة الطفل الفلسطيني تحت الأنقاض، الطفل المُدمَّى المرتجف، أو الجائع المقهور، مجرّد لقطة إضافية تمرّ بسرعة في شاشةٍ مشبعةٍ بالدم والدموع؟ هل هو التكرار الذي يخدّر الشعور ما جعل المجازر تكفّ عن أن تُحدث صدمة، فتحوّلت كسواها من الأخبار محتوى ما، جزءاً من ضوضاء بصرية تحجب المعنى بدل أن تظهّره؟
والحال أننا كنّا ننسب خطأ هذا التحوّل الجذري إلى آلةٍ إعلاميةٍ ضخمةٍ تُعيد صوغ الواقع على هوى القاتل، تُجمّل صورته وتُقدّم روايته بوصفها "الرواية"، وتُشوّه الضحية ما استطاعت. لم يكن الإعلام الغربي يكتفي بالتواطؤ، بل مارس عنفاً رمزياً يومياً من خلال تكرار ثنائيات مضلّلة: "صراع"، "مواجهات"، "دفاع عن النفس". كأنّنا أمام معركةٍ متكافئة، لا أمام مجزرةٍ يُنفّذها جيشٌ نووي ضد سكّان محاصَرين. ومع ذلك كلّه، ثمّة ما فرض نفسه بالقوة، واقعٌ قاسٍ مريرٌ لم يعد يخفى على أحد، بل ما عادت أكبرُ الآلات الإعلامية قادرة على تحريفه، فقد كُشف القناع وظهر القاتل الحقيقي بكلّ عتاد إجرامه.
مع ذلك، تستمرّ الجريمة البشعة، لا بل إنها تبلغ مستوىً غير مسبوق من الخسّة والقسوة: تجويع الناجين في غزّة، حصارهم واستدراجهم لقنصهم وهم يسعون إلى فتات المساعدات الممنوعة عنهم. أن يُمنع عن الناس الغذاء والماء والدواء والكهرباء والوقود، أن يُحاصر الأطفال والرضّع والمرضى، أن تُجبر عائلاتٌ كاملةٌ على أكل أوراق الشجر أو شرب المياه الملوثة، أن تتحوّل الحياة اليومية صراعاً من أجل البقاء البيولوجي، فتلك ليست مجرّد خطّة قتالية، إنه تعذيب جماعي ممنهج، إبادة بطيئة، وسيلة عقاب جماعي مدروسة، هدفها إذلال الإنسان، وكسر معنوياته، وترويضه بالصمت والجوع.
وهنا، نحن نعاين هذا كلّه ونصمت، نشاهد الشاشات ونحن نتعشّى ونتلمّظ ونمرّر المساوِك بين أنيابنا. ولكي نريح ضمائرنا، نرفع الدعوات إلى ربّ العالمين، واعدين الظالم بعقابٍ إلهيٍّ آتٍ لا محالة. لكنّنا لا نتحرّك، لا ننبس بحرف، لا ننزل في تظاهراتٍ ولا نضغط على حكوماتنا كي تفعل. يحدُث هذا كله وسط صمتٍ عربي يكاد يكون أسوأ من الصمت العالميّ. فلا يُفتح معبر، ولا تُفعّل آلية حماية، ولا يُمارس أي ضغط فعلي (وهو ممكن) من حكوماتٍ وشعوبٍ تُجيد الخطابة والصلوات، أكثر ممّا تُجيد الفعل.
في ظلّ هذا كلّه، يعاد تعريف الشرّ نفسه، وقد احترقت كلّ "الخطوط الحمر"، ولم يتوقّف هذا العالم عن الدوران. ألأنه لا يحتمل أن يرى صورته في المرآة صغيراً، حقيراً، متواطئاً وعاجزاً؟ ومع ذلك، يبقى السؤال الذي يصرخ في النفوس "لماذا لا يتوقّف كلّ شيء؟ هو ما تبقّى من إنسانيتنا، أمام البلادة والوحشية المُنظّمة، والاعتياد الذي يقتل باسمه العالمُ ضميرَه كلّ يوم.
## في ذكرى ثورة يوليو... مصر وغزّة
28 July 2025 11:53 PM UTC+00
قال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر: "كنّا نحارب في فلسطين، ولكن أحلامنا كلّها كانت في مصر"... بينما كان عبد الناصر ضابط أركان حرب الكتيبة السادسة مشاة في مدينتَي رفح وغزّة، كانت مشاعره تستحضر دائماً حالة المجتمع المصري، بل إنه اعتبر أن مصر (كتاب فلسفة الثورة) "فالوجا أخرى على نطاق كبير"، فقد منحت حرب فلسطين روحاً ووعياً جديداً لفكرة تغيير النظام والثورة عليه؛ وهو ما كان واضحاً في بيان الضبّاط الأحرار صبيحة يوم 23 يوليو/ تموز 1952: "وتسبّب المرتشون المغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين". وتكشف أولى عبارات البيان علاقةً وثيقةً بين هزيمة الجيش المصري في حرب فلسطين 1948 وتنظيم الضبّاط أنفسهم، وإصرارهم على إطاحة النظام الملكي الحاكم، إذ عكست استجاباتهم لحرب فلسطين ونكبتها (بل ولخّصت) نشأتهم وطموحاتهم الوطنية، التي صقلت إرادتهم في التغيير، فلم تكن مقاومة المُحتلّ الإنكليزي وحدها (خاضه الضبّاط طوال الأربعينيات وأثّر في وعيهم) كافياً لاختمار الفعل الثوري، بل إن تجربة الهزيمة المُرّة في فلسطين، وما أفرزته من سخط في صفوف الضبّاط، دفعت نحو صناعة حدث جذري غير مسبوق في الوعي الوطني المصري، وكان الحلّ: ثورة من أعلى؛ من داخل أقوى مؤسّسات النظام، وحامية حِماه، لا من الشعب في الشارع، ولا الأحزاب في البرلمان.
توافقت  لحظة الإدارة المصرية لقطاع غزّة مع اللحظة القومية وحضور عبد الناصر في انتظار وعده بالتحرير والنصر
اتّضحت نيات نظام يوليو تجاه غزّة، فهو لن يتخلّى عن القطاع لإسرائيل، أو يسلّمه إلى سلطة فلسطينية أو دولية، بل سيسيطر عليه بصورة استثنائية من دون ضمّه أو دمجه مع الكيان المصري؛ ففي ديسمبر/ كانون الأول 1953، أصدرت الحكومة القانون رقم 621 لسنة 1953، القانون الأساس للمنطقة الواقعة تحت رقابة القوات المصرية بفلسطين، الذي حرص على تمييز القطاع وسكّانه من الدولة المصرية ومجتمعها، ولم يخضع القطاع لخطط التأميم، أو قوانين يوليو الاشتراكية التي طُبّقت في مصر وسورية (الجمهورية العربية المتحدة)، كما لم يكن مرتبطاً بقوانين الإصلاح الزراعي التي بدأت في مصر منذ 1952، فكان للقطاع قضاء مستقل، ومجلس تشريعي يَسنّ القوانين، وجريدة رسمية تُنشر فيها تلك القوانين، ومجلس تنفيذي لحكم القطاع، وإن كانت تلك المؤسّسات يتربّع في قمّتها الحاكم الإداري العسكري المصري.
أدرك ضبّاط يوليو أن القضاء على الاستعمار (أبرز أهداف الثورة) يبدأ من الاستمرار في نهج معاداة إسرائيل رمزياً، واستمرّت القيود على الناقلات الإسرائيلية عبر قناة السويس وخليج العقبة قائمةً، وفي الوقت نفسه العمل على تدريب ودعم الفدائيين الفلسطينيين، وشكّلَ العام 1953 نقطةَ تحوّل رئيسة في علاقة مصر بإسرائيل، انطلاقاً من قطاع غزّة، فبعد هدوء نسبي استمرّ خمس سنوات، اشتعلت جبهة غزّة؛ فهاجمت قوات إسرائيلية مخيّم البريج (منتهكةً سيادة مصر وإدارتها للقطاع) في أغسطس/ آب من العام نفسه، وقتلت خمسين مدنياً فلسطينياً، علاوة على تدمير المخيّم ومرافقه، الأمر الذي تصاعد في سلسلة من عمليات المقاومة المدعومة مصرياً، وصولاً إلى الاعتداء الأخطر على قوات الجيش المصري في غزّة في فبراير/ شباط 1955، إذ قرّرت إسرائيل إطلاق عملية السهم الأسود لمهاجمة الحامية المصرية في غزّة، في أول اعتداء لها منذ عام 1948، الأمر الذي نتج منه مقتل 39 جندياً مصرياً، وتدمير منشآت الحامية وبعض مرافقها، وتزايدت حالة العداء بين الطرفَين، ولم تتوقّف العمليات العسكرية المتبادلة؛ وإن كانت عمليات الجانب الإسرائيلي أشدّ قسوةً، ففي أغسطس/ آب من عام 1955 هاجمت إسرائيل القوات المصرية في خانيونس وقتلت عشرات من الجنود المصريين، وفي مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني 1955 أطلقت إسرائيل عملية البركان ردّاً على مقتل جندي إسرائيلي واحد، وهاجمت المواقع المصرية في منطقة العوجة، وقتلت ما يزيد على 80 فرداً من الجنود المصريين.
لا بدّ من طرح رؤية تتضمّن قدرة وإدارة وطنية فلسطينية مستقلة لقطاع غزة من دون وصاية أو احتلال
ولم يُثن ذلك عبد الناصر، الذي صرّح: "ليس أمامنا إلا أن نعتمد على أنفسنا ضدّ العدوان"، واستمرّت حالة العداء حتى حرب السويس (1956)، واستيلاء إسرائيل على قطاع غزّة مؤقّتاً، وكان لافتاً رفضها إدارة مصر القطاع بعد انسحاب قواتها من غزّة، إلا أن إصرار سكّان غزّة وتظاهرهم أسبوعاً أجبرا القوات الدولية على إعلان عدم قدرتها على إدارة القطاع، ما أجبر على العودة المصرية لإدارة غزّة، وامتازت فترة 1957 وحتى مطلع يونيو/ حزيران 1967 بالهدوء، وعدم تسجيل أيّ مواجهةٍ أو اعتداءٍ إسرائيلي على القوات المصرية. كانت لحظة الإدارة المصرية للقطاع متوافقة مع اللحظة القومية، وحضور عبد الناصر في نفوس الجماهير في انتظار الوعد الناصري بالتحرير والنصر؛ وهو الأمر الذي أدرك خطره قادة إسرائيل، خصوصاً بن غوريون، الذي كان يُسمّي عبد الناصر "الديكتاتور"، ومن ثمّ دُمّر الوعد الناصري في 1967.
من الضروري الآن إعادة تصوّر مصير ومستقبل قطاع غزّة؛ إذ بات ذلك مستحيلاً في ظلّ المعطيات القديمة، بل لا بدّ من طرح رؤية تتضمّن قدرة وإدارة وطنية فلسطينية مستقلة من دون وصاية أو احتلال، وهو ما يدركه الاحتلال الذي يعزّز انشقاق الصفّ الفلسطيني، ويحرص على تضييق أيّ حلول للقطاع بغير حلَّين: التهجير أو إدارة مصرية وعربية تضمن أمن إسرائيل ونفوذها، وهذا يعني عملياً تصفية القضية الفلسطينية، ومن ثمّ فلا حلَّ إلا داخل الجماعة الوطنية الفلسطينية، وليس هناك طريق أو مجال أو تحالفات أخرى.
## هل فقدت إسرائيل حقّها في الوجود؟
28 July 2025 11:53 PM UTC+00
تتحمّل إسرائيل مسؤولية سلسلة لا تنتهي من جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان، تعود إلى بدايات تأسيسها عام 1948. بل كان القادة الصهاينة مسؤولين عن جرائم فظيعة، حتى قبل إعلان قيام "دولة إسرائيل". وبذلك، يمكن القول إن إسرائيل تأسّست على أساس جرائم حرب، وتطهير عرقي، وأشكال أخرى من انتهاك حقوق الإنسان. ومع ذلك، جرى قبولها عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة عام 1949، بشرط أن تحترم الوضع الدولي للقدس، وأن تقبل عودة اللاجئين الفلسطينيين أو تعويضهم (كما ورد في قراري الأمم المتحدة 181 لعام 1947 و194 لعام 1948)، غير أنها لم تلتزم مطلقاً بأيٍّ من هذين القرارين الأمميين، تماماً كما تجاهلت قراراتٍ عديدة للأمم المتحدة الأخرى. وفي انسجام مع هذا النمط من السلوك، مزّق المندوب الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة ميثاق الأمم المتحدة في جلسة عامة عام 2024، لمجرّد أن إسرائيل لم توافق على قرار صادر عن الأمم المتحدة، في تعبير أقصى عن الغطرسة والاستفزاز الصهيوني. ودولة تتصرّف على هذا النحو لا مكان لها في الأمم المتحدة إطلاقاً.
إلى جانب الحرب على غزّة، ارتكبت إسرائيل سنوات طويلة جرائم حربٍ لا تُحصى في الضفة والقدس الشرقية. وقصفت بلدانا عربية، ونفذت اغتيالات فاقت ما نفذته دول أخرى منذ الحرب العالمية الثانية
وإذا كانت إسرائيل قد امتلكت يوماً ما يمكن تسميته "حقّ الوجود"، فإن السؤال المطروح حالياً ما إذا كانت قد فقدته منذ زمن بعيد. وقد أصبحت هذه المسألة أكثر إلحاحاً خلال الحرب على غزة (2023 - ...). فإلى جانب هذه الحرب، ارتكبت إسرائيل سنوات طويلة جرائم حربٍ لا تُحصى في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية. ولتسهيل الأمر، لن أتطرّق هنا إلى القصف الإسرائيلي (حسب الترتيب الأبجدي) لكل من: الأردن، إيران، السودان، العراق، اليمن، تونس، سورية، لبنان، ومصر، ولا إلى حقيقة أن إسرائيل، من خلال آلاف عمليات الاغتيال التي نفذتها، قد قتلت أشخاصاً عديدين خارج حدودها بما يفوق أي دولة أخرى منذ الحرب العالمية الثانية.
قامت معظم الدول الغربية، التي طالما رفعت شعار "لن يتكرّر ذلك أبدًا" بعد الحرب العالمية الثانية، ليس فقط بتجاهل هذه السياسات الإسرائيلية الإجرامية، بل وبدعمها بشكل مباشر. وبهذا تكون شريكةً في جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكبها إسرائيل. وهكذا أصبح "لن يتكرّر أبداً" في الواقع "يتكرّر مراراً وتكراراً"، لأن كثيرين، على ما يبدو، لم يتعلموا شيئاً من دروس الماضي. ولا يوجد أي مؤشّر على أن إسرائيل ستغيّر سياساتها الإجرامية إلى الأفضل، بل تزداد الأفعال الإسرائيلية عنفاً وإجراماً. ومن ثم، تزداد احتمالية زوال إسرائيل بصفتها دولة صهيونية يوماً بعد يوم. وقد كتبتُ من قبل عن هذا الموضوع التاريخي، ومفادُه بأن التاريخ يُظهر أن "الدول تأتي وتذهب".
من الناحية النظرية، كان في وسع الولايات المتحدة أن تجبر إسرائيل على تقديم تنازلاتٍ للوصول إلى تسوية سلمية، لكنها لا تفعل، ففي الظروف الحالية، لا يمكن لأي مرشّح رئاسي أميركي أن يُنتخب من دون أن يقدّم دعماً شبه غير مشروط لإسرائيل. ويُعزى ذلك إلى قوة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وخارجها.
قد يستغرق زوال إسرائيل الدولة الصهيونية أجيالًا عدة من الناحية العملية، لكن قادتها المتطرّفين الحاليين قد ضمنوا، في كل الأحوال، أن هذا الاحتمال بات أكثر ترجيحاً من أي وقت مضى، ما لم تُجبر إسرائيل بطريقةٍ ما على القبول بحل سلمي مقبول، غير أن ميزان القوى القائم حاليّاً لا يشير إلى أن ذلك سيحدُث. ووفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، قام رئيس جهاز "الموساد"، جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، بحملة ضغط في الولايات المتحدة في يوليو/ تموز الجاري للحصول على دعم لخطة "الترانسفير" (التطهير العرقي) للفلسطينيين من قطاع غزّة، وحثّ الولايات المتحدة على إقناع دول أخرى باستيعاب مئات آلاف من الفلسطينيين. ولكن لا ينبغي مكافأة إسرائيل على جرائمها، ولذلك ينبغي قلب منطق هذا المقترح رأساً على عقب، فالدول التي دعمت إسرائيل دعماً غير مشروط عقوداً هي التي ينبغي تشجيعها على استقبال ملايين اليهود الصهاينة من إسرائيل، حتى يتمكّن الفلسطينيون أخيراً من العودة إلى وطنهم.
يمكن لليهود الصهاينة في إسرائيل أن يستقروا بسهولة في نحو 75 دولة يبدو أنهم مرحّب بهم فيها بشكل خاص: في الولايات المتحدة بولاياتها الخمسين، وفي حوالي 25 من دول الاتحاد الأوروبي. ومؤكّد أن هذه الدول ستكون متحمّسة لاستقبال "أصدقائها" من اليهود الصهاينة المجرمين، على الأقل، هذا ما يُفترض استنادًا إلى دعمها غير المشروط لإسرائيل.
ولكن الواقع، بالطبع، مختلف تماماً، فكما أن اللورد بلفور المعادي للسامية (صاحب وعد بلفور الشهير عام 1917) لم يكن يريد لليهود المضطهدين في أوروبا الشرقية وروسيا أن يأتوا إلى أوروبا الغربية، بل فضّل أن يُرسلوا إلى فلسطين، فإن معظم داعمي إسرائيل المتحمّسين اليوم لا يرغبون، في حقيقة الأمر، باستقبال اليهود الصهاينة من إسرائيل في بلدانهم أيضاً. إنهم يفضّلون تحميل العبء على دول وشعوب أخرى. والشعار السائد لا يزال: "يجب حل المشكلة داخل المنطقة".
المشكلات التي تسبّبت بها إسرائيل، وهي دولة وُلدت من رحم معاداة السامية الأوروبية، يُراد تحميلها للشعوب العربية في الشرق الأوسط
المشكلات التي تسبّبت بها إسرائيل، وهي دولة وُلدت من رحم معاداة السامية الأوروبية، يُراد تحميلها للشعوب العربية في الشرق الأوسط، التي لم تكن لها أي علاقة أصلًا بمعاداة السامية الأوروبية. ولا تزال لدى دول الاتحاد الأوروبي فرصة لتغيير المسار، إذا ما اتخذت الإجراءات اللازمة ضد إسرائيل، بما في ذلك فرض العقوبات: مثل وقف تصدير الأسلحة إليها، ووقف استيراد البضائع من الأراضي التي تحتلها إسرائيل أو من الحكومة المسؤولة عنها، وإلغاء اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وحظر المعاملات المالية مع البنوك المرتبطة بإسرائيل، ومنع دخول الإسرائيليين المتورّطين في جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان إلى دول الاتحاد الأوروبي، وملاحقتهم قضائيّاً. وسيكون اتخاذ مثل هذه الإجراءات في مصلحة بقاء إسرائيل نفسها. لذلك، من يريد الخير الحقيقي لإسرائيل عليه أن يفرض عليها السلام فرضاً.
أما إذا استمرّت دول الاتحاد الأوروبي في رفض محاسبة إسرائيل على كل هذه الجرائم الخطيرة، ورفضت أيضاً اتخاذ تدابير مناسبة ضدها، بما في ذلك فرض العقوبات، فإنها تساهم بذلك في فقدان إسرائيل، في لحظة ما، حقّها في الوجود، تماماً كما حصل مع ألمانيا النازية وكمبوديا في عهد بول بوت.
للشعوب، بما في ذلك الفلسطينيون واليهود، حقّ في الوجود؛ لكنه لا ينطبق تلقائيّاً على الدول التي تمثل هذه الشعوب، ولا سيما عندما تكون مسؤولة عن جرائم حرب جسيمة وانتهاكات فاضحة لحقوق الإنسان.
## الفائدة من "سعادته" و"فخامته" و"سيادته"
28 July 2025 11:58 PM UTC+00
نعت قيادة الشرطة الاتحادية العراقية، الأحد الماضي، منتسبها غزوان عبد الكريم، الذي قُتل في أثناء أدائه واجبه الأمني بنيران فصيل مسلّح هاجم دائرةً مدنيةً في منطقة الكرخ ببغداد. وقد قضى في الحادث أيضاً سائق سيارة أجرة كان في المكان، بالإضافة إلى عشرات الجرحى والمصابين، في حادثة أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، ودفعت رئاسة الوزراء إلى "تشكيل لجنة" لتقصّي ملابسات الحادث.
وجاء بيان خلية الإعلام الأمني متحفّظاً جدّاً، مشيراً إلى أنه قُبض على 14 متهماً من القوة المهاجمة، وسيُقدّمون إلى القضاء. كانت القوة من اللواءَين 45 و46 التابعَين لـ"الحشد الشعبي"، وقد اقتحمت دائرة حكومية تابعة لوزارة الزراعة، وفتحت النار على القوات الأمنية التي تحرس الدائرة، في محاولة لمنع مدير جديد من تسلُّم منصبه.
كلّ من كان قريباً من الحادث أشار إلى أنها كانت أشبه بساحة حرب، فتطاير الرصاص في كلّ اتجاه، ولم تعبأ القوة المهاجمة بالمدنيين والناس القريبين من المكان. سخر كثيرون من المعلّقين في مواقع التواصل من عبارة "تشكيل لجنة" للتحقيق في الحادث، إذ لا أحد يثق بنتائج لجنة من هذا النوع. وقد تكرّرت حوادث مشابهةٌ خلال السنوات الماضية، ولم تستطع أيُّ لجنة أن تدين الجهات المهاجمة. بل إنّه في الغالب، حين تشعر الحكومة بحرج كبير أمام الرأي العام، يُقدّم ما قام به المتهمون "اجتهاداً شخصياً"، أو أن المجرم الذي ارتكب فعلته قد "انفكّ" عن الجهة المسلّحة، التي كان ينتمي إليها، كما حصل مع أحد المتّهمين الرئيسيّين بمقتل الإعلامي والباحث هشام الهاشمي.
تتصرف فصائل مسلحة عديدة، حتى وإن انتسبت إلى "الحشد الشعبي"، بشكل مستقلّ عن إرادة القائد العام للقوات المسلّحة. فالانتساب إلى الدولة هنا هو لأجل التمويل والتجهيزات العسكرية، والإمكانات اللوجستية من معسكرات وغطاء شرعي. وغالباً ما يكون الهدوء النسبي في الحياة العراقية قائماً على أساس واحد: أن الدولة لا تعترض طريق المليشيات، ولا تزاحمها في ما تفعل. أمّا إذا رفعت الدولة إصبعها في وجه المليشيات، فإن الأخيرة تكون مستعدّةً لإراقة دماء رجال الأمن والمدنيين، وهي على يقين من انتصارها على الدولة ومنتسبيها، وعلى المواطنين جميعاً.
أفراد المليشيات الذين يطلقون الصواريخ على المعسكرات، ويدمّرون الرادارات العسكرية باستخدام المسيّرات المفخّخة، ويعتدون على المصالح المدنية من مطاعم وشركات، والمتورّطون في عشرات حوادث الإساءة والتهديد واستخدام السلاح للابتزاز أو تصفية الخصوم، لا يقومون بهذه الأفعال بناءً على "اجتهاد شخصي"، بل وفق أوامر مباشرة من قياداتهم. وكلّ إجراء رسمي لا يُحاسب تلك القيادات عبث وضحك على الذقون.
لقد علّمتنا تجارب التاريخ أن الطلب بلطف من الجماعات المسلحة ألا تتجاوز القانون أمرٌ لا جدوى منه، وأن سطوة الدولة (وثقة المواطنين بها) لا يمكن أن تتحقّق من دون التهديد بإجراءاتٍ عقابية صارمة، والجرأة على تنفيذ هذه الإجراءات متى ما تطلّب الأمر.
ما حدث في "غزوة مديرية الزراعة" لا يُقارن بغزوة المنطقة الخضراء، معقل الحكومة والبرلمان والسفارات والدوائر الأمنية الحسّاسة، في 25 يونيو/ حزيران 2020، حين خلعت الفصائل المسلّحة نفسها بوابتها الرئيسة بالجرافات، وكان التحدّي يومها أكثر إحراجاً. ومع ذلك، لم تتّخذ الحكومة حينها أيَّ إجراء يدين هذا الفعل الذي لا يمكن وصفه بأقلّ من أنه "إرهابي". وكانت محاججة بعض السياسيين حينذاك تقوم على أن الحكومة والأحزاب الكُبرى الحاكمة تصرّفت بـ"حكمة"، درءاً لاحتمال اندلاع صراع أهلي قد يتطوّر أو يتوسّع.
لكن هذه "الحكمة" المزعومة أصبحت تعني انسحابات متتالية لسلطة الحكومة أمام تفرعن (وتمدّد) سلطة المليشيات. كما أن شرعية الحكومة والنظام السياسي برمّته صارت تتآكل في الشارع العراقي. فما فائدة هذه المليارات من الدنانير العراقية التي تُصرف على القيادات والزعامات والتسليح والتجهيز والمقارّ ووسائل الراحة والرفاهية، إن لم تنتج منها حمايةٌ لأرواح المواطنين ومصالحهم العامّة؟ وما فائدة ألقاب التفخيم من "سعادته" و"سيادته" و"فخامته" و"دولته"، التي تُطلق على مسؤولين يرتعدون أمام أصغر مليشياوي يرفع سلاحه في الشارع؟
## سورية الجديدة: كرامة المواطن لا صمت الرعايا
28 July 2025 11:58 PM UTC+00
في اللحظة السورية الراهنة، لا يبدو أن الخروج من جحيم الأسد يكفي، بحد ذاته، لتأسيس أفقٍ جديد. بل تكاد المفارقة أن تكون جارحة: نظام دموي انهار، وسلطة انتقالية جديدة تُستقبل بكثير من الترقب والأمل، لكن من دون أن تحمل في طيّاتها، حتى اللحظة، ملامح واضحة لتحول ديمقراطي فعلي، فالسؤال الذي يفرض نفسه، بأكثر من طريقة، ليس إن كان الأسد قد سقط، بل إن كان النظام الذي مثّله قد انتهى حقاً، أم أنه يُعاد إنتاجه تحت أسماء جديدة وبخطاب أكثر مرونة، هذا هو السؤال بل الهاجس الحقيقي الذي يفرض نفسه في رسم خطوط التأييد أو الاشتباك مع الحالة السورية الجديدة.
الواقع أن الرئيس أحمد الشرع، الذي جاء في لحظة شبه فراغ سياسي، يبدو في الظاهر خياراً توافقياً بين قوى محلية وإقليمية، لكنه في الجوهر يقف على أرضٍ رخوة. الدولة منهارة، الاقتصاد مدمَّر، المجتمع ممزّق، الهوية الوطنية مختلّة، والخريطة الجغرافية خاضعة لسلطات أمر واقع، بعضها تحت رعاية مباشرة لقوى خارجية. في هذا السياق، من السهل أن يُقدَّم "الاستقرار" أولوية، وأن يُنظر إلى الديمقراطية طرحاً مؤجلاً، أو أداة قابلة للتعليق ريثما تهدأ العاصفة.
تواطؤ غير معلن على تثبيت النظام الانتقالي السوري بوصفه غاية في ذاته، لا مرحلة عابرة نحو نظام ديمقراطي تعدّدي
ما تحذّر منه نظريات التحول الديمقراطي، وفي مقدمها كتاب "التحوّل من الحكم السلطوي: استنتاجات أولية حول ديمقراطية غير مؤكدة"، لغويليرمو أودونيل وفيليب شميتر، هو بالضبط هذا المنعطف. إذ تفيد التجارب المقارنة في أميركا اللاتينية وجنوب أوروبا وأفريقيا بأن المراحل الانتقالية غالباً ما لا تؤدّي إلى ديمقراطية مكتملة، بل قد تستقر في نماذج هجينة، أو تنكص إلى أشكال من السلطوية المحدثة. ويتحدث أودونيل عن "الديمقراطيات غير الليبرالية" أو "الاستبداد الانتقالي"، أي تلك الأنظمة التي تتبنّى مظاهر من الديمقراطية (الانتخابات، الأحزاب، الدساتير) لكنها تفتقد جوهرها، أي التداول الفعلي للسلطة، والمساءلة، واستقلال القضاء، وحرية التنظيم.
أخطر ما في هذه المراحل أن السلطة الجديدة توظّف حالة الإرهاق الاجتماعي وتشرذم المعارضة لتبني شرعيتها على الخوف، لا على المشاركة. وهذا ما يظهر في الخطاب الرسمي الذي يتبنّاه النظام الانتقالي في سورية اليوم: الأمن قبل السياسة، الخدمات قبل الحرّيات، إعادة بناء الدولة قبل فتح المجال العام. وهو خطابٌ يبدو منسجماً مع مزاج شعبي مرهَق، لكن الخشية أنه بإطلاقه بدون تقييد سياسي وزمني فإنّه يعيد إنتاج منطق الأنظمة التي حكمت عبر بوابة الضرورة، وشرعنت الاستثناء باعتباره القاعدة.
ليس الداخل وحده ما يدفع في هذا الاتجاه، بل كذلك الإقليم والنظام الدولي. الأنظمة العربية تدعم أنظمة "مستقرّة"، ذات طابع سلطوي، ولا تريد أن ترى نظاماً ديمقراطياً حقيقياً قد ينقل العدوى إلى جيرانها. أما الولايات المتحدة، في نسختها الترامبية وما بعدها، فقد أصبحت تتعامل مع ملفات الديمقراطية بخطابٍ مزدوج؛ تروّجه في العلن، لكنها في العمق تفضّل الشريك المضمون، لا النموذج القابل للانفجار.
أوجدت هذه المعادلات نوعاً من التواطؤ غير المعلن على تثبيت النظام الانتقالي السوري بوصفه غاية في ذاته، لا مرحلة عابرة نحو نظام ديمقراطي تعدّدي. لكن هذا التثبيت يأتي على حساب التطلعات التي دفع السوريون من أجلها دماءهم وأرواحهم وبيوتهم، ويطرح السؤال الكبير: هل قامت الثورة فقط لتغيير الرئيس، أم لتغيير نظام الحكم والوصول إلى حلم الحرية والديمقراطية؟
تؤكّد تجارب الانتقال السياسي التي درستها أدبيات التحول أن اللحظة التي تلي سقوط النظام السلطوي مباشرة هي الأكثر حساسية وخطورة، لأنها اللحظة التي تُحدَّد فيها قواعد اللعبة الجديدة، إن وُجدت. وإذا لم تكن هناك إرادة سياسية واضحة لإشراك القوى السياسية والمدنية في رسم ملامح المرحلة المقبلة، فإن السلطة الجديدة ستتجه حتماً نحو تركيز القوة وتهميش المنافسين، لا بفعل النيات بالضرورة، بل بفعل غياب التوازنات والضغوط.
ما يهدّد سورية اليوم ليس فقط عودة الإرهاب أو التدخلات الخارجية، بل أيضاً خطر بناء دولة سلطوية باسم الضرورة
في سورية اليوم، النخبة السياسية مشتتة، والمعارضة مجزّأة، والمجتمع المدني منهك، والسلطة الجديدة تتصرّف بهامش واسع من السيطرة، من دون مراقبة حقيقية أو محاسبة علنية. يضعها هذا أمام امتحان تاريخي: إما أن تُثبت أنها فعلاً نظام انتقالي، ينقل سورية إلى عهد ديمقراطي، أو أن تتحوّل إلى نظام مؤبد، عنوانه "إعادة بناء الدولة" وجوهره إعادة إنتاج الاستبداد بوسائل أقل وحشية، لكن لا تقل قمعاً.
المطلوب من الرئيس الشرع اليوم ليس أن يحل كل معضلات سورية دفعة واحدة، بل أن يُظهر التزاماً جدياً ببناء نظام يفتح المجال أمام التعددية والمشاركة والمساءلة. هذا يتطلب جدولاً زمنيّاً واضحاً لكتابة دستور جديد، وإجراء انتخابات حرّة، وتحييد المؤسسة الأمنية عن السياسة، وضمان الحريات العامة، وإطلاق حوار وطني حقيقي، لا شكلي. كما أن المطلوب من النخب والمثقفين ومنظمات المجتمع المدني ألا تنتظر إشارات من الأعلى، بل أن تستعيد دورها في الرقابة والمساءلة والدفاع عن الفضاء العام.
التحوّل الديمقراطي، كما بيّنت دراسات أودونيل وشميتر، لا يحدث نتيجة حسن النيات فقط، بل بفعل موازين قوة جديدة، وضغط مجتمعي منظم، وتحالفات داخلية واضحة تحرس المكتسبات وتمنع الارتداد. ولا تزال هذه العوامل، في الحالة السورية، غائبة أو ضعيفة. لكن ذلك لا يُبرّر القبول بما هو قائم، بل يحفّز على بناء شروط التغيير من داخل الواقع، لا انتظار تغيّره من تلقاء نفسه.
ما يهدّد سورية اليوم ليس فقط عودة الإرهاب أو التدخلات الخارجية، بل أيضاً خطر بناء دولة سلطوية باسم الضرورة، وسلطة مطلقة باسم النظام. وقد أثبتت التجربة أن هذا النوع من "الاستقرار" هشّ، وعاجز عن الصمود، ومولِّد لانفجارات قادمة. وحدها الديمقراطية، بكل تعقيداتها وتكاليفها، قادرة على أن تؤسّس لنظام سياسي يليق بتضحيات السوريين، ويمنحهم ما حُرموا منه طويلاً: كرامة المواطنة، لا صمت الرعايا.
## رسالة إلى ويتكوف: بأي "شرطي" تبشّرون؟
29 July 2025 12:00 AM UTC+00
عزيزي السيد ستيف ويتكوف:
استمعنا، قبل أيام، نحن شعوب المنطقة العربية، إلى تصريحاتك اللافتة التي قلتَ فيها إن الرئيس دونالد ترامب هو "شرطي العالم". قلتَ أيضاً إن التوتر في سورية "في طريقه إلى التسوية"، وإن "المفاوضات مع حركة حماس تعود إلى مسارها"، و"اتفاقيات أبراهام ستتوسع"، وتطمحون إلى "سلام دائم في غزّة والشرق الأوسط"، قبل نهاية ولاية ترامب الثانية... جُملك، وأنت مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، تصوغ لهذا الشرق مشهداً وردياً، لكنّي (وغيري) نراه يُخفي خلفه حقائق دامغة عن الفشل والتواطؤ والانحياز الصارخ.
أيّ شرطي تقصدون؟ إن كنتم تقصدون "شرطياً" بمفهوم القيادة العالمية، فإن واقع الأمور يُظهر أن ترامب منذ بدء ولايته كان خصماً عتيّاً لهذا العالم، وظّف القوة الاقتصادية عصاً غليظةً في وجه العالم أجمع، وابتزّ دولاً باسم الحماية، وتصرّف زعيم شركة أمنية خاصّة، لا دولةً يفترض بها قيادة العالم الحرّ. قال إنه يريد إنهاء الحروب، فتورّط فيها. بمشاركته إسرائيل حربها على إيران، حوّل إيران من خصم مزمن إلى ذريعة جاهزة لتبرير التدخّلات. المفاوضات معها، التي "ستعود إلى مسارها" كما تقول، ليست سوى واجهة لواقع أكثر قتامةً، بعد تقويض ترامب أمن المنطقة، وتعطيله أيَّ مسعىً لتسوية شاملة.
تحدّثت، سيّد ويتكوف، عن "سلام دائم في غزّة"، في وقتٍ يموت فيه الأطفال جوعاً وقصفاً، بلا ماء أو دواء، وتحوّلت المساعدات الأميركية مصائد موت. ولا يرى ترامب في جوع الغزّيين سوى "سوء تغذية". هل هذا هو المسار الذي "عاد إلى مكانه" كما تقولون؟ أيّ مسار مفاوضات يُمكن أن يستقيم تكون فيه "حماس" حجّة لاستمرار إبادة الجميع، فتُمنع قوافل الإغاثة، وتُستخدم المجاعة سلاحاً سياسياً؟ قدّمت الإدارة الأميركية الدعم السياسي والعسكري للمقتلة، وعطّلت محاسبة مرتكبيها بالقانون الدولي. أيّ سلام يُبنى على أنقاض مدن محاصرة بالموت؟
عزيزي السيد ويتكوف:
في سورية تقول إن "التسوية في الطريق"، من دون أن تشرح لنا ماذا تعني "التسوية" في ظلّ الفوضى، وانعدام السيادة، وخطر حرب أهلية. لا يصمد قولك أمام الواقع. المقاربة الأميركية السطحية، التي ربطت استقرار سورية بالاستثمارات الاقتصادية، تجاهلت الحاجة إلى حوار وطني جامع وحلّ سياسي شامل، واستبدلت بهما ترتيبات محلّيةً هشّة. لم يكن الملفّ السوري أولويةً حقيقيةً، بل ورقةً في بازار التفاهمات الإقليمية. لا إعادة إعمار، لا تسوية سياسية، لا عودة للاجئين. فقط، خطوط تماس ونفوذ، ومجازر وانتهاكات متكرّرة. هل هذه هي "التسوية" التي تبشّر بها؟
قاربت السلام بين سورية وإسرائيل بناءً على منطق التسوية الجزئية، من دون إعادة الأرض أو الاعتراف بالحقوق التاريخية، أو سحب اعتراف ترامب (في ولايته الأولى) بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل. لا يريد ترامب (الثاني) ولا نتنياهو سلاماً، بل صفقةً بلا كرامة، تقُدّم إنقاذاً اقتصادياً، وتتجاهل الاحتلال وتُشرعنه. هو المنطق نفسه في ملفّ التطبيع العربي الإسرائيلي، إذ تفاخرت بأن اتفاقيات أبراهام "ستتوسع"، لكن ما تُخفيه تلك العبارة أنك استبدلت بالسلام الحقيقي والدائم التطبيعَ المجرّد؛ صفقات تُبرم مع حكومات، لا مع شعوب، تتجاهل الاحتلال والاستيطان وإعادة الحقوق لأصحابها، وتعتبر القضية الفلسطينية عقبةً لا قضيةً مركزيةً: قضية حقّ وعدل.
عزيزي السيد ويتكوف:
حين يصف محامٍ مثلك ترامب بـ"شرطي العالم"، نُدرك أن العالم يشهد تحوّلاً خطيراً في المفاهيم. هل يُمكن لشرطي أن يكون متورّطاً في الحروب، صامتاً عن المجازر، متغطرساً على الحلفاء، ومعادياً للقانون؟ هل من الممكن أن تُبنى قيادة عالمية على أساس الغطرسة والمصلحة، لا الشراكة والمسؤولية؟... لا نحتاج إلى شرطي يتقن إطلاق النار، بل إلى قاضٍ يحترم القانون، و"السلام طويل الأمد" في الشرق الأوسط، لا يبدأ من توسيع دائرة المطبّعين، ولا من الضغوط العسكرية والصفقات الاقتصادية، بل من وضع حدّ للتطهير العرقي الذي تمارسه إسرائيل، والاعتراف بأن السلام لا يتحقّق من دون عدالة تنهي الاحتلال وتعيد الحقوق لأصحابها، فلسطينيين وسوريين ولبنانيين. أمّا دون ذلك، يا عزيزي ويتكوف، فإن "شرطي العالم" سيبقى مجرّد شعار فوق جثّة القانون الدولي، ولن يكون "الاستقرار" إلا لحظة هدنة في حرب دائمة.
## الجريمة حقّاً سيادياً
29 July 2025 12:01 AM UTC+00
لم يولَد قرار محكمة التمييز في فرنسا إلغاء مذكّرة التوقيف بحقّ بشّار الأسد من فراغ. لم يكن تأويلاً قانونياً بارداً، وإنما لحظة انكشاف لآليات العدالة في صورتها الأخيرة. النظام القضائي الفرنسي، كما تجلّى في هذا القرار، لا ينشغل بإنتاج الحقيقة، بقدر ما يحدّد بدقّة المسافة المريحة بين السياسة والمساءلة. لم تنبثق مذكّرة التوقيف، الصادرة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، من انفعال أو ضغط رأي عام، بل بُنيت على شكاوى موثّقة، شهادات ناجين، تقارير أممية، وصور دامغة من الغوطة وخان العسل. مع ذلك، لم يُطرح النقاش حول جوهر الملفّ. اختُصر الجدل بسؤال تقني: هل كان الأسد رئيساً لحظة وقوع الجريمة؟ هذا السؤال وحده حسم الملفّ. لم يصدُر من المحكمة ما ينفي الجريمة، ولم يُطرح أيُّ دفاع عن الأسد. ما حدث هو انضباط صارم لمبدأ الحصانة، ليس من باب احترام القانون، بل نتيجة الانتماء إلى بنيةٍ سياسيةٍ تحمي رموزها من الانكسار. في هذا السياق، فائض الأدلة لا يفتح باب العدالة، بل يربك النظام ويهدّد استقراره.
لا يبتعد ما جرى في باريس عن ما يجري يومياً في محاكم العالم بخصوص فلسطين وغزّة تحديداً. في مجزرة تُبثّ على الهواء، لا تُطلب مذكّرات توقيف، ولا تُطرح دعاوى قضائية. الجريمة هنا لا تُخفى على الرغم من اعتراف منفّذيها بفعلتهم يومياً، إنما تُعاد صياغتها في الغرب الإنساني ضمن جمل محسوبة: "ردٌّ على تهديد"، "بيئة قتالية معقدة"، "نزاع غير متماثل". المدني لا يُقتل، يُقال إنه وُجد في المكان الخطأ. الطفل لا يُستهدف، يُدمج ضمن هامش خطأ تقني. الضحية تُفكّك من اسمها وعائلتها، وتُعاد كتابتها رقماً في نشرة. العدالة لم تعد إطاراً قضائياً، إنما بنية رمزية لإدارة الذاكرة وتأجيل الفعل. تتحوّل هندسةً لغوية، تُبقي على شكلها الخارجي من دون أن تُمكّن أحداً من استخدامها. لا حاجة إلى الإنكار أو التبرير، فوجود خطابٍ موازٍ يكفي لإفراغ الفعل من مضمونه. العدالة تُنقل إلى الأرشيف، تُترك في تقارير لا تُقرأ، تتحوّل ممارسةً شكليةً تُنجز كي لا يتحقّق منها شيء.
لم تتحرّك المحكمة الفرنسية بموجب القانون وحده، إنما امتثلت لمقتضيات البنية التي لا تحتمل فتح هذا الباب. لم تُعنَ بأن الأسد لا يشغل منصباً حالياً. لم تبحث في تبدّل السلطة. اكتفت بتثبيت موقعه السابق. هذا التثبيت وحده يكفي لغلق الملفّ. المساءلة توقّفت عند الحافة التي تليها العدوى. ليس فتح ملفّ الأسد نهاية القضية، بل بدايتها. قد يتبعها قادة آخرون، جنرالات، حكومات. لهذا لم يُطرح السؤال عن الفعل، بل عن صلاحية الاتهام. من يحقّ وصفه بالمجرم؟ من يمكن إخراجه من شبكة الحماية الرمزية؟ النصوص لا تحسم هذه الإجابة. الذي يحسمها هو ما إذا كان الاتهام سيهزّ استقرار النموذج.
الضحايا لا يُخفَون، بهدوء يُسحبون من اللغة. لا يُمحى أثرهم، بقدر ما يُعاد تشكيله ليغدو متحفيّاً غير مؤذٍ لسائح الحقيقة. المذكّرة لم تسقط لأنها واهية، بل لأنها فائضة. ولهذا تحديداً فإن وجودها يربك التوازن.
لا يفتقر العالم إلى أدوات المحاسبة، ولا يعاني من غياب التشريعات، ولا من قلّة الوثائق. المعضلة تكمن في غياب الرغبة. العدالة لا تُصنع من الوقائع فقط، بل من استعداد حقيقي لخرق البنية حين تصبح هي الحصن الأخير لمن ارتكبوا الجرائم. المجاعة في غزّة، والسلاح الكيميائي في سورية، لم يكونا من قبيل المصادفة. هذه جرائم لا ينفّذها أفراد، بل تُخطّط داخل مراكز سلطة. المحكمة الفرنسية حين امتنعت عن محاكمة من ارتكب جريمة وهو في موقع القرار، رسّخت المعادلة التي تحكم أكثر الجرائم فظاعة: لا محاكمة حين يكون الجاني في موقع الحكم. الفشل هنا ليس في تنفيذ العدالة، بل في عدم السعي إليها، والمصلحة فيها أصلاً.
## المرحلة الأخيرة من المشروع الإسرائيلي
29 July 2025 12:04 AM UTC+00
قال عضو الكونغرس الأميركي ليندسي غراهام (معروف بتطرّفه وهوسه بإسرائيل وبالدفاع عنها): "شاهدت بأم العين جنوداً إسرائيليين يطلقون النار في غزّة على فلسطينيين يرفعون الرايات البيضاء. وقتل المستوطنون مواطناً أميركياً من أصل فلسطيني زار الضفة الغربية لتفقّد أهله. أطالب بتحقيق ومحاسبة". أعلنت منظمة الهجرة الدولية أن الجيش الإسرائيلي "يتوغّل في دير البلح، ويستهدف محطّة تحلية مياه. يعاني الفلسطينيون مستوياتٍ مروّعة من المعاناة. أكثر من 90% من المنازل في غزّة قد دُمِّرت أو تضرّرت". قدّم مسعفون على الأرض شهادات أكدّت أن الدبّابات "أطلقت النار باتجاه خيام تؤوي عائلات نازحة". منظّمة الصحة العالمية تناشد: "مقرّ إقامة طاقم المنظّمة في دير البلح هوجم ثلاث مرّات، وكذلك مستودعها الرئيس. دخل الجيش واحتجز الأفراد والأهالي". أعلنت الأمم المتحدة أن "800 شخص قتلوا في أثناء انتظارهم المساعدات".
لا إرادة سياسية عربية، بل قصر نظر في القراءة. خوف، وتردّد، وبحث عن حماية مصالح آنية
تمنع إسرائيل الإعلاميين من الدخول إلى غزّة. ممنوع كشف الحقائق، ووكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس) تُعلِن أنها تخشى "أن يموت مراسلو وكالتنا التي أُسّست من عام 1944 جوعاً. نرفض أن نشاهدهم يموتون"، ويقول أحد المواطنين: "أرفض أن أخرج بكيس للبحث عن الطعام فأعود محمّلاً فيه"، وتقول إسرائيل للإعلاميين: "حرصاً عليكم نمنع دخولكم"، في استهتار بعقول الناس وكراماتهم. مَن يهدّد الصحافيين والإعلاميين والمصوّرين؟ مَن يستهدفهم؟ أهؤلاء المساكين البؤساء الفلسطينيون الأبرياء الذين يُقتَلون إعداماً برصاص الجيش الإسرائيلي، وأحياناً من عناصر أميركية، وهم يركضون وراء نقطة توزيع ما أو علبة أرزّ أو حليب؟... تريد إسرائيل الاستمرار بهواياتها وترفها وحقدها، وممارسة عنصريتها وكراهيتها تجاه الفلسطينيين، فتقتلهم تحت عنوان "إنساني"، والهدف هو اقتلاعهم من أرضهم.
منظّمة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تُعلِن: "نتلقّى رسائل يأس عن المجاعة من قطاع غزّة، بما في ذلك من زملائنا، ويجب رفع الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية بأمان، وعلى نطاق واسع إلى قطاع غزّة". الحكومة البريطانية تؤكّد: "نموذج تقديم المساعدات الذي تتبعه إسرائيل خطير، ويغذّي عدم الاستقرار، ويحرم سكّان غزّة من كرامتهم. نستنكر قتل الأطفال. ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى رفع القيود المفروضة على تدفّق المساعدات، ونعارض بشدّة أيَّ خطوات نحو تغيير ديمغرافي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. نستنكر التوزيع البطيء للمساعدات وقتل المدنيين بمن فيهم الأطفال الذين يسعون لتلبية أبسط حاجاتهم". هذا الكلام بيان وقّعته أكثر من 30 دولة، واعتبرته اسرائيل: "مرفوضاً. هو منفصل عن الواقع". هي الواقع، والحقيقة، وهي الأمر الواقع، والآمر الناهي. هي مرتكب المجازر والإبادة منذ نشوئها، وهي الخصم والحَكم. وتأكيداً على ذلك، أعلن جدعون ساعر وزير الخارجية: "أصدرت تعليمات بعدم تمديد تأشيرة إقامة مسؤول المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية توم فليتشر. من ينشر الأكاذيب عن إسرائيل لن نتعاون معه".
لاحقاً، صدر بيان ثلاثي بريطاني فرنسي ألماني يُعلِن: "حان الوقت لانتهاء الحرب في غزّة. الكارثة الإنسانية التي نشهدها يجب أن تتوقّف. ودعا إسرائيل إلى السماح فوراً للأمم المتحدة والمنظّمات غير الحكومية بالقيام بعملها. نحن ملتزمون بدعم الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الولايات المتحدة وقطر ومصر".
الجواب الإسرائيلي أعلنه نتنياهو أولاً: "في اللحظة التي تُلقي فيها حماس سلاحها وتستسلم، ربّما نسمح لهم بالمغادرة. وقتها ستنتهي الحرب". وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قال: "انتهت مراسم التفاوض المذلّ مع الإرهابيين، وحان وقت تحقيق النصر". وأعلن وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير: "الطريق الأمثل لاستعادة الرهائن وتحقيق النصر، هو وقف المساعدات واحتلال كلّ غزّة، وتشجيع الهجرة والاستيطان".
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "سنُعلِن دعمنا قيام الدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة". ثار جنون إسرائيل، فردّ نتنياهو: "الدولة الفلسطينية ستكون في مثل هذه الظروف بمثابة منصّة لإبادة اسرائيل لا للعيش معها بسلام". وسخر السفير الأميركي لدى الدولة اليهودية مُعلِّقاً: "يمكنني أن أعلن أن فرنسا ستقدّم الريفييرا الفرنسية لقيام الدولة الفلسطينية". يعني أن ريفييرا الشرق الأوسط ستكون في أرض فلسطين كما أعلن ترامب قبله، وإذا كنتم تريدون دولةً فلسطينيةً فخذوا الفلسطينيين إلى "ريفييرتكم"، هذا هو الهدف الاسرائيلي الذي خطا الكنيست خطوةً في أبعد في اتجاهه، عندما صوّت على مشروع قرار يدعو إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية وغور الأردن، وفي ذلك تهديد لكلٍّ من الأردن ومصر. وفي موضوع غور الأردن، كتب جون كيري، بعد خروجه من الوزارة (كان وزيراً للخارجية الأميركية)، أن نقاشاً دار بينه وبين نتنياهو وقيادة السلطة الفلسطينية، وطُرحت فكرة وجود قوات أميركية هناك، فرفضها نتنياهو. طُرحت فكرة قوات دولية فرفض. والجواب الثابت: "لا يحمي أمن إسرائيل إلا الجيش الإسرائيلي". هذا هو المشروع الأساس، لم (ولن) يتغيّر اليوم، في ظلّ التقدّم الإسرائيلي، الذي يتصرّف على أساس أن لا أحد يقف في وجهه، أو يمون على إسرائيل أو يفرض عليها أمراً. إنها فرصة تاريخية في نظر قادة إسرائيل فلماذا تفويتها؟
يقول بن غفير: "نحن أصحاب البيت. كلّ شيء لنا". والنائبة ليمور سون هار ميليخ أعلنت: "أريد أن أكون واضحةً، لا دولة فلسطينية، لا الآن ولا لاحقاً، ولا بأيّ شكل من الأشكال. لا حكم ذاتياً مطوّراً، ولا إمارات نابلس والخليل (فكرة طرحها فلسطينيون مستعدّون للاعتراف بإسرائيل دولةً يهوديةً)، ولا كونفدرالية، ولا كيان دون دولة". وشاركها نواب ووزراء بالقول: "إنه قرار تاريخي لا عودة عنه".
وهم هو الاعتقاد أن إسرائيل تحمي أحداً غير مصالحها وأن أميركا تشكّل حمايةً على المدى البعيد
في هذا التوقيت، أعطى الرئيس الأميركي ترامب الضوء الأخضر لنتنياهو لاستكمال الحرب: "على إسرائيل إنهاء المهمّة والقضاء على حماس". إنه قرار إطلاق يد جيش الاحتلال في غزّة، وفي الضفة أيضاً. إنه مشروع تهويد فلسطين. "القفص" جاهز في غزّة لإدخال الناجين من المواطنين وسجنهم فيه، في انتظار تأمين نقلهم إلى دول بعيدة، تُجري أميركا وإسرائيل اتصالات في هذا الشأن مع دول أفريقية وغير أفريقية، وسيكون لذلك تداعيات كبيرة على واقع المنطقة كلّها.
مجدّداً أقول: يخطئ من يتصرّف على أساس أنه سيكون بمنأى عن مخاطر هذه التداعيات، ومن الوهم الاعتقاد بأن إسرائيل تحمي أحداً غير مصالحها، وبأن أميركا تشكّل حمايةً على المدى البعيد. دول المنطقة ستكون مقبلةً على مشاكل داخلية اقتصادية ومالية وسياسية وأمنية. لن يبقى قويّ فيها، بل لن يبقى عنصر قوة فيها خارج الإرادة الإسرائيلية، رغم كلّ ما يقال اليوم وما يدّعيه بعضهم من أدوار وحضور "ونفوذ". نحن في المرحلة الأخيرة من هذا المشروع وستكون طويلة. الخطر يدهمنا. فهل يبادر أصحاب الشأن للاستفادة ممّا تبقّى للحدّ من الخسائر على الأقلّ؟ لست متفائلاً. السبب: لا إرادة سياسية، بل قصر نظر في القراءة. خوف، وتردّد، وبحث عن حماية مصالح آنية، وإذا وجدت الإرادة فليس ثمّة إدارة سليمة حكيمة. آمل أن أكون مخطئاً.
## عن تغيير لم يكتمل بعد في سورية
29 July 2025 12:04 AM UTC+00
في لحظة مفصلية وتاريخية من عمر بلدهم، ظنّ السوريون أن سقوط الأسد سيمثّل نقطة تحوّل لا رجعة فيها، وبانهيار النظام سيتحرّر المواطن، وتُبنى الدولة المنشودة على أسس الحرية والكرامة والعدالة، فالأمل الذي رافق لحظة هروب الأسد والفرحة التي عمّت الشوارع حين بدأت ملامح التغيير تلوح في الأفق كانا أشبه بإعلان ولادة وطن جديد تخلّص من قيد دام عقوداً. لكن هذا الأمل سرعان ما بدأت تتسلل إليه شكوك عميقة. لم تكن الأسئلة التي طرحتها المرحلة اللاحقة عمّن سيقودها فحسب، بل عن جوهر التغيير نفسه. هل سقط الأسد فعلياً؟ أم أن رمزه ما زال حيّاً فينا، في مؤسّساتنا، وفي وعينا، وفي طريقة تفكيرنا ومقارباتنا للحكم؟ هل تغيّر الشكل فقط؟ أم أن ثقافة الاستبداد لا تزال كامنةً، وتتخفّى تحت شعارات المرحلة الجديدة؟
القطيعة الشكلية لا تُسقط منظومة الاستبداد، فالأنظمة التي استمرت عقوداً، مثل نظام الأسد، لا تُختزَل بشخص، بل تترك خلفها أنماطاً سلوكية، ومنظومات فكرية، وشبكات من المصالح، وأدوات حكم لا تختفي بمجرّد رحيل الرمز. عندما تُستخدَم مقارنات دائمة مع "عهد الأسد" لتبرير التجاوزات، وعندما يُقال إننا "أفضل ممّا كنا عليه"، فإننا في الحقيقة نعيد استدعاء الماضي معياراً، ونحوّل الفشل إنجازاً، ونعيد تدوير الأزمة بأشكال أكثر ليونة.
لم يكن الاستبداد في سورية مجرّد قرار سياسي، بل منظومة اجتماعية وثقافية تغلغلت في كلّ تفصيلة
لا تُقاس الحرية الحقيقية بالابتعاد عن الأسوأ، بل بالاقتراب من الأفضل، فالمنتقدون للمرحلة الجديدة لا يحنّون إلى الماضي كما يحاول بعضهم تصويرهم، بل يحلمون بمستقبلٍ مختلف كلياً، تكون فيه الحقوق مصانةً، والمساءلة قائمةً، والكرامة غير قابلة للتفاوض. وهم لا يعارضون بناء الدولة، بل يسعون إلى صياغة أسسها على قواعد مدنية ديمقراطية لا تقبل التسلّط أو الوصاية.
حين نُمنع من نقد المرحلة، وحين تتحوّل الشخصيات الجديدة رموزاً لا تُنتقَد، يعود الاستبداد، ليس من بوابة السياسة، بل من بوابة التقديس والتبرير. الخطورة أن يتحوّل الرمز الجديد مرجعيةً لا تُمسّ، وأن تصبح الممارسات السلطوية مغلّفةً بلغة وطنية أو ثورية، تمنع التقييم وتخنق المساءلة. ليس من المفترض أن تُدار المرحلة الجديدة بمنطق "ضدّ الأسد"، بل بمنطق "مع الإنسان". لأن هذا التحوّل يجب ألا يُصاغ ردّة فعل على الماضي، بل استجابةً لتطلّعات الشعب السوري نحو العدالة والمساواة والحرية. فالدولة التي تُبنى على المقارنات لا تخلق واقعاً جديداً، بل تحاكي الماضي بطريقة أكثر نعومة. وإذا لم يكن المعيار هو العدالة، والمحاسبة، والشفافية، واحترام الكرامة، فإن النظام القديم لم يسقط فعلياً.
في سورية، لم يكن الاستبداد مجرّد قرار سياسي، بل منظومة اجتماعية وثقافية تغلغلت في كلّ تفصيلة. والخوف الذي ترعرع في البيوت، في المدارس، في الإدارات، وفي الحوار اليومي، لا يُزال بسهولة. لذلك، ليست الحرية لحظةً تُعلَن، بل رحلة طويلة تحتاج إلى تراكم تربوي، وشجاعة مجتمعية، وممارسة يومية في مساءلة الذات قبل مساءلة الآخرين. الأسد فكرةً، منهجاً، وسلوكاً، لا يسقط إلا بإسقاط أدواته: قمع الصوت الآخر، تقديس الزعامة، وتطبيع الظلم. ليس كافياً أن يُقال "سقط الأسد"، بل يجب أن نُسائل أنفسنا: هل سقطت ثقافته؟ هل تغيّر منطق السلطة؟ هل صار المواطن قادراً على قول "لا" من دون خوف؟ هل أصبح النقد مشروعاً لا خيانة؟ إن بقاء المحرّمات، واستمرار التقديس، وعدم سماع أصوات المعارضة، ولو بصيغة أخفّ، تعني أن الأسد سلوكاً ما زال حيّاً بيننا.
الدولة التي تُبنى على المقارنات مع الماضي لا تخلق واقعاً جديداً
يبدأ بناء الدولة الحقيقية حين يُساءل من يزعمون قيادتها، فالشجاعة لا تقتصر على مواجهة الخصوم الخارجيين، بل تمتدّ إلى الاعتراف بإخفاقات الداخل، ومساءلة من يحتكر تمثيل المشروع الوطني. لا مستقبل مع التبرير المستمرّ، ولا بناءَ جديداً بلا نقدٍ واعٍ يضع أسساً متينةً لما هو آتٍ، بدل إعادة صياغة الماضي بأسماء جديدة. لذلك، فإن مرحلة ما بعد الأسد يجب أن تُصاغ بوحي المستقبل لا ردّة فعل على الماضي. وإن اعتبار سقوط الأسد نهاية المعركة هو وهم قاتل، لأن التغيير الحقيقي لا يأتي برحيل الأشخاص فقط، بل ببناء مؤسّسات تحكم بالقانون، تُحاسَب بالشفافية، وتُختار بإرادة الشعب. نحن لا نحتاج شخصيات "ضدّ الأسد"، بل نحتاج رموزاً "مع سورية الجديدة"، متعدّدة، عادلة، ديمقراطية، تضع الإنسان في صلب المعادلة، وتؤمن بأن الدولة تُبنى على الكرامة، لا على الولاء.
من يُخفي إخفاقاته خلف شمّاعة الماضي لا يبني مستقبلاً، بل يُكرّر حاضره، والمرحلة الجديدة لا تتطلّب طقوساً للولاء، بل شجاعةً في النقد، وجرأةً في المساءلة، ورغبةً صادقةً في التغيير. لا يمكن الحديث عن تحوّل حقيقي من دون مواجهة صريحة مع ثقافة الأسد، التي لا تزال تسكن تفاصيل السلوك السياسي والإداري والاجتماعي، أحياناً بوعي، وأحياناً من دون إدراك. كلّ من يرفض النقد، ويبرّر القمع، ويُخوّن المطالبين بالعدالة، يُسهم في إبقاء هذه الثقافة حيّةً، ولو رحل الرمز.
التحرّر من نظام مستبدّ ليس النهاية، بل نقطة الانطلاق. والتأسيس لسورية الجديدة لا يكون بإزاحة الأفراد، بل بإعادة تشكيل العقل السياسي والاجتماعي الذي يُدير الدولة. حين نتوقّف عن استخدام الأسد ذريعةً، أو معياراً، أو فزّاعةً، ونبدأ في بناء حاضرٍ يُحاسَب بمعايير مستقلّة، فقط حينها يمكن القول إن الأسد قد سقط فعلاً، لا اسماً فحسب، بل منظومةً فكريةً وسلوكيةً لا مكان لها في وطنٍ يطمح للحرية. أمّا إذا واصلنا التبرير، وأسكتنا الأصوات المنتقدة تحت ذريعة "المرحلة تتطلّب ذلك"، وإذا واصلنا قياس كلّ خطوة بمقارنة مع الأسوأ، فإننا لا نعيش حرّيتنا، بل نستمرّ في ظلّ الأسد.
سورية الجديدة لن تُبنى بمنطق "ضدّ الأسد"، بل بمنطق "مع الإنسان".
## مراسل "العربي الجديد": احتجاج أمام فوكس نيوز وإن بي سي نيوز وترديد شعارات "أكاذيبكم تؤدي لمقتل الناس في غزة"
29 July 2025 12:33 AM UTC+00
## الصومال: عودة هجمات حركة الشباب تصعب الحملة العسكرية الحكومية
29 July 2025 01:00 AM UTC+00
تكثف حركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة هجماتها ضد مقار وقواعد عسكرية للجيش الصومالي والقوات الأفريقية في مناطق متفرقة في وسط البلاد وجنوبها، وسيطرت الحركة بعد 12 عاماً على مدينة محاس الاستراتيجية، على بعد 350 كيلومتراً شمال مقديشو، الواقعة في إقليم هيران وسط البلاد. وتكمن أهميتها الاستراتيجية في أنها همزة وصل بين المناطق الوسطى والجنوبية في الصومال، وكانت مركزاً عسكرياً للجيش الصومالي لإدارة الحملة العسكرية ضد حركة الشباب. ويأتي هذا التصعيد في وقت كانت فيه قوات الجيش الصومالي وعناصر من عشائر الحوادلة المسلحة يستعدون لإطلاق هجوم واسع النطاق ضد معاقل حركة الشباب في أجزاء من إقليم هيران، ضمن حملة عسكرية متواصلة منذ العام الماضي. وتسلط هذه التطورات الضوء على التحديات المتفاقمة التي تواجهها الحكومة الصومالية في استعادة الاستقرار، رغم الدعم المحلي والدولي المتزايد، وسط تساؤلات عن فعالية الاستراتيجية الأمنية الحالية وسبل تعزيز التنسيق بين الجيش والمليشيات القبلية في مواجهة حركة الشباب.
هجمات ضد القوات الحكومية
وكانت مدينة محاس ضمن القواعد العسكرية لقوات حفظ السلام الأفريقية منذ عام 2013، ومقراً للقوات الإثيوبية التي انسحبت من المدينة في أغسطس/آب عام 2024 ضمن خطة شاملة لانسحاب بعثة أتمس الأفريقية من البلاد بهدف تسليم نحو 20 قاعدة عسكرية للجيش الصومالي، إلا أن انسحاب القوات الإثيوبية من المدينة بعد أقل من عام أدّى إلى سقوطها بيد حركة الشباب التي تسعى للسيطرة على مدن جديدة في إقليمي هيران وجلجدود وسط البلاد. وشنّت حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، صباح الجمعة الماضي، هجوماً مسلحاً على بلدتي زبيد وعانولي الواقعتين في إقليم شبيلي السفلى على بعد 45 كيلومتراً جنوب مقديشو، في تصعيد جديد لعملياتها ضد القوات الحكومية والمواقع الاستراتيجية في المنطقة. وبدأ الهجوم في ساعات الفجر الأولى بسيارة مفخخة استهدفت ثكنة عسكرية للجيش الصومالي، ما أسفر عن اندلاع اشتباكات عنيفة مع القوات الصومالية التي كانت تتمركز في البلدتين. وأعلنت حركة الشباب، في بيان صحافي نشرته وسائل إعلام محسوبة عليها، أنها تمكنت من السيطرة على البلدتين، ونشرت صور مقاتليها يجولون داخل الأحياء وعرضت عربات عسكرية للجيش الصومالي.
عدنان علي: سقوط مدينة محاس تمثل قفزة عسكرية نوعية لحركة الشباب
في السياق، أعلنت الحكومة الفيدرالية أن الجيش الصومالي تمكن من صدّ مقاتلي حركة الشباب ولا يزال يسيطر على البلدة الاستراتيجية في إقليم شبيلي السفلى. بدوره، أشاد محافظ إقليم شبيلي السفلى إبراهيم علي نجح، في منشور على صفحته في "فيسبوك"، "بقواتنا المسلحة الوطنية التي تصدّت لهجوم إرهابي شنّته مليشيات الخوارج (حركة الشباب) على منطقتي سبييد وعانولي التابعتين لمديرية أفغوي". وأضاف: "أؤكد للمواطنين أن الأنباء التي تتحدث عن سيطرة الخوارج على سبييد وعانولي ما هي إلا أكاذيب وافتراءات تصب في مصلحة حركة الشباب، ولا أساس لها من الصحة". وأوضح إبراهيم علي نجح أن الوضع في المنطقة مستقر والأمن مستتب، والقوات الحكومية والإدارة المحلية تفرض سيطرتها الكاملة على الأرض. ويرجح مراقبون أن عودة حركة الشباب الموالية للقاعدة إلى الواجهة من جديد من خلال هجمات مميتة ومكثفة، واستهدافات في أكثر من منطقة، يعد مؤشراً لاستعادة زخمها وتنقلاتها العسكرية بين المدن والأقاليم، وهو ما يوحي بتراجع الحملة العسكرية الحكومية في مراقبة تحركات الحركة واستباق هجماتها قبل تنفيذها.
ويعتبر الصحافي الصومالي عدنان علي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن سقوط مدينة محاس يمثل قفزة عسكرية نوعية لحركة الشباب، ويُعد نكسة معنوية واستراتيجية للجيش الصومالي والقوات الشعبية المتحالفة معه، بعد ثلاث سنوات من الحملات العسكرية التي سعت لطرد التنظيم من مناطق نفوذه في وسط البلاد. ومن الناحية الرمزية، فإن محاس ليست مجرد بلدة جغرافية، بل تُعتبر مركزاً لوجستياً حيوياً وموقعاً تاريخياً ظلت الحكومة تسيطر عليه أكثر من 15 عاماً. وهو ما يعني أن استعادته من قبل حركة الشباب يكشف عن تآكل تدريجي للنفوذ الحكومي، حتى في المناطق التي ظلت مستقرة نسبياً خلال السنوات الماضية. أما استراتيجياً، فإن سقوط محاس يفتح ثغرة أمنية خطيرة نحو بلدات ومدن أخرى لم تشهد وجوداً فعلياً للتنظيم منذ أكثر من عقد. إنه مؤشر على قدرة الحركة على استغلال الفراغات الأمنية وإعادة الانتشار حتى في قلب الإقليم.
متطلبات معاودة القتال
ويبدي عدنان علي اعتقاده أن الجيش الصومالي من الناحية العملياتية يمكن أن يعاود القتال، لكن الأمر يتطلب تحولات جوهرية في الاستراتيجية العسكرية الحالية التي أثبتت فشلها في تثبيت المكاسب على الأرض، ولا بد من توفر متطلبات عدة، أهمها إعادة تقييم العقيدة القتالية للقوات الصومالية، والتركيز على الهجوم المنظم لا الدفاع الموضعي، وتوفير أسلحة نوعية مناسبة لمواجهة تكتيكات حرب العصابات التي تعتمد عليها حركة الشباب. كما يجب ضخ وحدات قتالية جديدة ومدربة جيداً بدلاً من الاعتماد على الوحدات المرهقة أو المليشيات القبلية بشكل أساسي، بالإضافة إلى إعادة هيكلة دور "القوات الشعبية" (المعروفة باسم معاويسلي)، وتحويلها من ركيزة رئيسية إلى عنصر مساعد ضمن خطة عسكرية متكاملة، تجنباً لاستنزاف طاقاتها في معارك لا تستطيع تحملها وحدها.
وحول مستقبل العملية العسكرية ضد حركة الشباب، يقول عدنان علي إن الحملة العسكرية التي شنتها الحكومة الصومالية عام 2022 تواجه مصيراً ضبابياً وغير مستقر في الوقت الراهن، بسبب تداخل المعطيات السياسية والأمنية والمالية. والحكومة الصومالية تواجه تحديات داخلية متزايدة، من بينها الاستعداد للانتخابات المقبلة، ما يصرف التركيز نحو الصراعات السياسية بدل العمليات العسكرية، فضلاً عن وجود ضغوط سياسية خارجية، فشلت الحكومة حتى الآن في تحويلها إلى دعم ملموس لعمليات حفظ السلام. كما أن تعثّر تمويل بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم وتحقيق الاستقرار في الصومال (أوصوم) الجديدة وعدم قدرة الشركاء الدوليين على تغطية احتياجاتها التشغيلية، أدى إلى تراجع العمليات العسكرية وفتح ثغرات وجيوب عدة في الجنوب الصومال.
ولم تعلق الحكومة الصومالية بعد على سقوط مدينة محاس بيد حركة الشباب، إلا أن النائب في البرلمان مالك عبد الله، أكد نيّة الجيش الصومالي معاودة القتال وشن حرب مضادة ضد عناصر الحركة، لاستعادة السيطرة عليها، من جديد، وذلك على الرغم من أن انسحابات الجيش الصومالي المتتالية من وسط البلاد منذ فبراير/شباط الماضي أدت إلى تراجع أداء القوات المسلحة تنسيقاً وترابطاً عسكرياً، فسقطت مدينة أدن يبال الاستراتيجية بإقليم شبيلي الوسطى بيد حركة الشباب في إبريل/نيسان الماضي، كما سقطت بلدة موقوكري بيدها أيضاً في شهر يوليو/ تموز الحالي، ما يعني وجود خلل عسكري وتخطيطي في العمليات العسكرية التي تقودها الحكومة الفيدرالية ضد حركة الشباب.
حسين عثمان: فشل العمليات العسكرية سببه عدم تغيير الاستراتيجيات القديمة المتبعة لمواجهة حركة الشباب
في السياق، يقول الباحث الأمني الصومالي حسين عثمان، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن فشل العمليات العسكرية المتتالية حالياً سببه عدم تغيير الاستراتيجيات القديمة المتبعة لمواجهة حركة الشباب، لكن إذا تبنت الحكومة الفيدرالية نهج "الحرب الشاملة" ومشاركة الشعب لدعم أفراد القوات المسلحة، يمكن أن يقود ذلك إلى هزيمة الحركة سريعاً، لكن الضعف الاستخباري للجيش الصومالي وعدم وجود تنسيق أمني بين الوحدات يفاقمان الوضع القتالي للجيش في وسط البلاد وجنوبها. ويرى عثمان أن اكتساح حركة الشباب نحو 15 بلدة ومدينة رئيسة في وسط البلاد وجنوبها منذ بداية العام الحالي يجعل الأمور تعود إلى المربع الأول في سياق بداية الحملة العسكرية ضدها عام 2022، لأن الحكومة الفيدرالية تدخل عامها الأخير قبل الانتخابات المقررة في عام 2026، ما يعني تراجع التركيز على الأمن لصالح حسابات انتخابية. هذا بالإضافة إلى التوترات بين الحكومة المركزية وبعض الولايات الفيدرالية (بونتلاند وجوبالاند) التي تعيد إنتاج المشهد المنقسم سياسياً الذي كان سائداً قبل عام 2022، كما أن غياب الاستراتيجية العسكرية الشاملة، وتركز القرارات بيد أجهزة أمنية محدودة، يعيد نموذج القرارات المنفصلة الذي أضعف الدولة في الفترات السابقة عسكرياً وأمنياً.
سيناريو هزيمة حركة الشباب
وبحسب حسين عثمان، فإن سيناريو هزيمة حركة الشباب مجدداً وارد، مذكراً بكيف نجحت القوات الحكومية والمليشيات القبلية (معاويسلي) بدعم جوي أميركي وإقليمي، في طرد الحركة من مدن استراتيجية مثل أدن يبال، وبعادوين، وجلعد، وحررطيري ومناطق استراتيجية من إقليمي هيران وجلجدود. وبرأيه، أثبت ما جرى أن التنظيم يمكن هزيمته عسكرياً متى توفرت خطة ميدانية محكمة وتنسيق مجتمعي، وذلك في ظل وجود تحولات داخلية تهدد بنية الحركة، وهناك تقارير تشير إلى صراعات داخل قيادة الحركة بين جناح "الصقور" والجناح الإداري المرتبط بجمع الضرائب والقضاء الشرعي، خصوصاً بعد تضرر شبكاتها التمويلية أخيراً. كما أن نجاح القوات الصومالية في استهداف قادة الصفين الثاني والثالث أضعف بعض خلاياها في الأقاليم. وكذلك وجود ضعف دعم شعبي حقيقي للحركة، لأن معظم المجتمعات المحلية ترفض سلطة الحركة، لكنها تُجبر على التعاون معها بسبب الفراغ الأمني وغياب بديل من الدولة. وهذا يعني أن أي خطة عسكرية تتبعها خطة استقرار وتنمية قد تؤدي إلى انهيار التأييد القسري للتنظيم.
## مجلس الدولة الليبي... الانقسامات تعطّله وتهدد شرعيته
29 July 2025 01:00 AM UTC+00
انتهى المجلس الأعلى للدولة في ليبيا من إجراء انتخابات مبكرة لرئاسته بمقره في طرابلس، أمس الأول الأحد، أسفرت عن فوز محمد تكالة برئاسة المجلس لولاية تمتد لعام، وانتخاب حسن حبيب نائباً أول، وموسى فرج نائباً ثانياً، في جلسة شارك فيها 95 عضواً من أصل 142. وعلى الرغم من تأكيد اللجنة المشرفة على جلسة الانتخاب، توفر النصاب القانوني لعقد الجلسة (الثلثان + 1)، لكن الجلسة لا يبدو أنها ستنهي فصول الأزمة داخل المجلس. وتعود جذور الأزمة في مجلس الدولة إلى انتخاباته الرئاسية في أغسطس/آب 2024، حين حصد خالد المشري 69 صوتاً مقابل 68 صوتاً لتكالة، لكن خلافاً اشتعل حول صحة صوت واحد مُنح لتكالة بعد كتابة اسمه في غير مكانه المخصص بورقة الاقتراع، ما اعتُبر تزويراً. وعقب ذلك تبادل الطرفان اللجوء للمحاكم، وسط أحكام قضائية متضاربة لم تحسم الخلاف، آخرها حكم المحكمة العليا، في مايو/أيار الماضي، الذي قضى بعدم اختصاصها بالقضية، فيما رأى المشري أن الحكم يدعم شرعيته بناءً على تمسكه بنتائج جلسة أغسطس الماضي، فيما رأى تكالة أنه يُلغي شرعية الجلسة بكاملها، ما أدى إلى ازدواجية في الرئاسة وانقسام عميق داخل المجلس.
أزمة مستمرة في مجلس الدولة
وبينما كان يُنتظر أن تنهي الانتخابات المبكرة التي جرت الأحد الماضي عاماً من الانقسام المؤسسي تحديداً بين تكالة والمشري، نشر الأخير تدوينة على حسابه في "فيسبوك" أثناء انعقاد الجلسة، أعلن فيها "فشل انعقاد جلسة انتخابات رئاسة المجلس الأعلى للدولة غير الشرعية"، وأرجع موقفه إلى "عدم التوصل إلى النصاب القانوني لعقد الجلسة في الوقت المحدد لانعقادها، بواقع 91 عضواً فقط". وأعقب المشري تدوينته ببيان أصدره ليل الأحد، أعلن فيه عن توجهه ومجموعة من أعضاء مجلس الدولة الرافضين لنتائج الجلسة، إلى تقديم طعن رسمي أمام الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا ضد الجلسة ونتائجها، واصفاً الجلسة بأنها "فاشلة ومخالفة للقانون" لعدم اكتمال النصاب في التوقيت المحدد، مؤكداً رفضه وأعضاء آخرين "أي مخرجات تترتب على هذه الجلسة". كما أعرب المشري في بيانه عن قلقه من "استمرار تدخّل بعض الأطراف التنفيذية والخارجية في شؤون المجلس ومحاولات التأثير على إرادة أعضائه بوسائل تتنافى مع قواعد العمل الديمقراطي"، في إشارة إلى اتهامه حكومة الوحدة الوطنية بتأييدها لتكالة والتأثير على سير الجلسة.
أعلن المشري عن توجهه ومجموعة من أعضاء المجلس إلى تقديم طعن رسمي أمام الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا ضد الجلسة ونتائجها
في المقابل، أكد موسى فرج، النائب الثاني لرئيس المجلس المنتخب، صحة نصاب الجلسة، موضحاً في حديث لـ"العربي الجديد" أن الجلسة جاءت نتيجة تشكّل لجنة توافق داخل مجلس الدولة قبل أكثر من شهر، والتي أجرت مشاورات واسعة بين أعضاء المجلس انتهت إلى الاتفاق على إجراء انتخابات مبكرة في جلسة معلنة. وفيما أكد فرج أن هذا الاتفاق حصل على موافقة أكثر من 100 عضو في المجلس، أوضح أن الجلسة أُعلن عنها مسبقاً، وحضر فيها أزيد من 90 عضواً قبل أن يتكامل العدد إلى 95 عضواً قبيل انعقادها، في تنفيذ كامل للائحة الداخلية للمجلس. ولفت فرج إلى أن بعض الأعضاء المشاركين في الجلسة لم يوقّعوا في سجل الحضور، وطُلب منهم التوقيع قبيل الجلسة، مشيراً إلى أن عدم توقيع بعض الأعضاء في سجل الحضور انتهزه المعارضون فرصة للقول بعدم اكتمال النصاب. وفيما أشار فرج إلى أن الأعضاء الـ95 تمت المناداة عليهم بالاسم في جلسة منقولة على الهواء أمام الرأي العام، أكد أنه "لم يعد هناك مجال للتشكيك في نصابها وتوافقها مع اللائحة".
من جهته، تحدث عضو مجلس النواب بلقاسم قزيط، في حديث لـ"العربي الجديد"، عن أسباب أخرى لرفض الجلسة، فبالإضافة للشكوك باكتمال نصابها، أشار إلى وجود تأثير من أطراف خارج المجلس على الجلسة. وذكر قزيط حكومة الوحدة الوطنية، التي قال إن "أجهزتها كانت تدعم الجلسة وترعاها". وعليه، رأى أن المجلس "سيبقى في حالة الانقسام التي يعانيها منذ قرابة العام".
خلافات رغم التوافق
ويعود مسار الاتفاق على عقد جلسة الأحد الماضي إلى تشكيل "لجنة توافق" داخل المجلس ضمت عشرة أعضاء (خمسة من كل فريق) نهاية يونيو/حزيران الماضي، فبعد اتصالات مكثفة بين الأعضاء تم التوافق على عقد جلسة الانتخابات يوم 22 من الشهر الحالي بناءً على وثيقة وقع عليها 102 عضو، وتم تأجيل الجلسة إلى الأحد الماضي لضمان توسيع دائرة الحضور والمشاركة. لكن المشري وقتها استبق الإعلان عن المبادرة، ببيانٍ منتصف يوليو/تموز الحالي، نفى فيه "صحة الأنباء حول اتفاق على جلسة انتخابية جديدة"، واصفاً إياها بـ"الزائفة".
وكان عضو لجنة التوافق، مرعي رحيل، قد أوضح في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"، أن الهدف من الانتخابات المبكرة هو استباق الموعد الدوري لانتخابات رئيس المجلس التي تجري في أغسطس من كل عام، مشيراً إلى أن الجلسة السنوية تتطلب رئيساً يترأسها، وهو ما يستحيل تحقيقه مع استمرار النزاع بين المشري وتكالة، ما يهدد بشلل المجلس.
وفي خطوات أخرى لاستباق الجلسة، ولتعزيز شرعيته رئيساً للمجلس، عقد المشري لقاءً مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، في 7 يوليو الحالي، اتفقا فيه على تشكيل حكومة جديدة. وهو اللقاء الذي عمم صالح، بناءً عليه، خطاباً على كل المؤسسات الليبية لمطالبتها بضرورة حصر التعامل مع المشري بصفته رئيساً شرعياً لمجلس الدولة، وهو ما استنكره تكالة، في بيان له، واعتبره "تدخلاً في الشأن الداخلي" لمجلس الدولة.
عبد الحكيم السعداوي: جلسة الانتخاب لم تسفر إلا عن تعميق الانقسام داخل المجلس
وفي قراءته لمجريات جلسة مجلس الدولة الأخيرة، رأى الباحث السياسي عبد الحكيم السعداوي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الجلسة لم تسفر إلا عن تعميق الانقسام داخل المجلس، بل "وانتهاء وجوده من المشهد السياسي في البلاد". وأوضح أن الأمر لا يقتصر على رفض المشري نتائج الجلسة، بل برفض 47 عضواً غابوا عن الجلسة. وأكد السعداوي أن الجلسة "صحيحة النصاب قانونياً، لكنها غطاء لتمرير مصلحة سياسية لتكالة الموالي لحكومة الوحدة الوطنية، مقابل تيار المشري المتحالف مع مجلس النواب المعارض لها، فلو فاز غير تكالة لانتهى الصراع، لكن فوز تكالة وممانعة المشري لا يعمقان الانقسام بل يُلغيان أفق أي نهاية لهذه الأزمة". ومن هذا المنظور، رأى السعداوي أن المجلس "فقد فاعليته بوصفه كياناً سياسياً بعد هذه الجلسة، فبعد أسابيع تنتهي ولاية أي رئيس بحسب النظام الدوري السنوي، فكيف الحال مع رفض المشري وإصرار تكالة؟".
وحول لجوء المشري للقضاء، أوضح السعداوي أن "المحكمة العليا قضت في مايو الماضي بعدم اختصاصها بالنزاع لأنه إداري داخلي يُحسم باللوائح الداخلية للمجلس، لا بالقضاء، وهدف المشري هو كسب الوقت عبر طول إجراءات التقاضي". وحذر السعداوي من أن الانقسام "يخدم خيارات البعثة الأممية" بقيادة هانا تيتيه "التي ستطرح في أغسطس خريطة طريق جديدة بناءً على أربعة خيارات، ثلاثة منها تتطلب توافق مجلسي النواب والدولة، أما الرابع فيُلغي كل الهيكل السياسي القائم (مجلسي النواب والدولة والحكومتين)، ويستبدله بمجلس تأسيسي لإعداد دستور وإجراء انتخابات جديدة". وأوضح أن "فشل انتخابات مجلس الدولة يُسهّل تبني الخيار الرابع"، مضيفاً: "المشري وتكالة وكل الفاعلين الآخرين في مجلس النواب والحكومات بمواقفهم المعرقلة سلموا زمام الأمور للمجتمع الدولي لرسم المشهد المقبل لما تقتضيه مصالحه، خصوصاً أن الخيار الرابع قد يقبله الشارع الليبي الرافض لاستمرار الفساد والعجز السياسي".
## هولندا لا تخشى "صديقتها" إسرائيل: موقف متصاعد ضد الإبادة
29 July 2025 01:00 AM UTC+00
أدرجت هولندا للمرة الأولى، إسرائيل، خلال شهر يوليو/تموز الحالي، على قائمة الدول التي تشكّل تهديداً لأمن البلاد، في تصنيف أُعلن عنه أول من أمس الأحد، وجاء مفاجئاً نظراً لأنه يصدر في وقت لا تزال فيه الحكومة الهولندية، التي تعدّ من الأكثر يمينية في تاريخ البلاد، تعمل برئاسة ديك شوف بوصفها حكومة تصريف أعمال، بعد انسحاب وزراء حزب السياسي اليميني المتطرف خيرت فيلدرز، حزب الحرية، من الائتلاف الحكومي، في يونيو/حزيران الماضي، بسبب الخلاف حول حملة قمع الهجرة.
وأظهرت هولندا، خلال الآونة الأخيرة، تدرجاً في الموقف المنتقد لإسرائيل، على خلفية استمرار العدوان على غزة، وحرب التجويع التي يمارسها الاحتلال ضدّ الغزّيين، ودفع حكومته المتطرفة إلى ترحيلهم قسرياً. حرب الإبادة في غزة، لم تسّمها أمستردام بعد بهذا الاسم، ولم تنضم إلى الدول الأوروبية التي أعلنت أو ستعلن اعترافها بدولة فلسطين، وآخرها فرنسا، لكن تياراً قوياً داخل الدولة، وشعبياً، بدا ضاغطاً خلال الفترة الأخيرة، ما حدا بالحكومة، التي تتخذ للمفارقة موقفاً متطرفاً ضد الهجرة وتعدّ بعض أجنحتها معادية للمسلمين، إلى بدء اتخاذ خطوات تراها ضرورية لزيادة الضغط على تل أبيب، رغم التحالف الوثيق بين الطرفين. هذا الضغط، ليس نابعاً فقط من دواع إنسانية، أو التهديدات التي تواجهها المحكمة الجنائية الدولية ومقرها مدينة لاهاي في هولندا، بعد إصدارها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مذكرة اعتقال بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ولكن خصوصاً بسبب ما ترى فيه أمستردام تمادياً في جهود دولة الاحتلال لترهيب مواطنين هولنديين، والضغط واستخدام أسلوب التخويف تجاه بعض سياسيي البلاد، وهو موقف يُنظر إليه بشكل واسع أيضاً على أنه "سيادي"، و"صحوة" متأخرة لمراجعة العلاقة ربما بين هولندا ودولة الاحتلال التي لطالما استخدمت تاريخياً هذا البلد، منصة، للضغط وتحشيد السياسيين في أوروبا عموماً.
أحداث فريق مكابي تل أبيب شكّلت نقطة فارقة وأثّرت على قرار التصنيف
هولندا وتصنيف الاحتلال
وقرّرت الوكالة الوطنية للأمن في هولندا (أن سي تي في)، إدراج إسرائيل للمرة الأولى ضمن قائمة الدول التي تشكل تهديداً لأمن البلاد، حيث جاء التصنيف في تقرير شهري أصدرته الوكالة، الأحد، بعنوان "تقييم التهديدات من الجهات الحكومية". وتناول التقرير محاولات إسرائيل التأثير على الرأي العام والسياسات الهولندية من خلال نشر "معلومات مضلّلة"، مشيرا إلى أمثلة عدة، منها وثيقة وزّعتها وزارة الشتات الإسرائيلية في عام 2024، على سياسيين وصحافيين هولنديين عبر قنوات غير حكومية، تضمنت معلومات شخصية غير مألوفة ومتفحصة عن مواطنين هولنديين. وجاء ذلك حينها، في سياق التوترات وأعمال الشغب، التي أثارها فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي العام الماضي، في أمستردام، على هامش الدوري الأوروبي لكرة القدم. كما أعربت الوكالة عن قلقها المتزايد إزاء التهديدات التي تمارسها كل من إسرائيل والولايات المتحدة ضد "الجنائية الدولية"، محذرة من أن هذه الضغوط قد تُضعف من فعالية عمل المحكمة. وأكد التقرير أن هولندا، بوصفها الدولة المضيفة للهيئات القانونية الدولية الرئيسية، تتحمل مسؤولية خاصة في حماية استقلال هذه المؤسسات من أي تدخل خارجي. وبحسب وسائل إعلام وتقارير إعلامية غربية، فإن الوكالة كانت أثارت سابقاً قضية التجسس الإسرائيلي، لكن التقرير الأخير الصادر الأحد، لم يشر إلى أي عمليات تجسس.
وكان لما حصل خلال الدوري الأوروبي لكرة القدم، العام الماضي، تأثيره على الوكالة الوطنية للأمن في هولندا، علماً أن الشرطة المحلية كانت استعملت القمع مع متظاهرين تعرّضوا لأعضاء الفريق الإسرائيلي. لكن تسريب دولة الاحتلال عبر وزارة الشتات ومحاربة معاداة السامية، تقريراً يتضمن أسماء مواطنين هولنديين أثار حفيظة معدّي التقرير، حيث إنه بحسب التقرير "فإن الورقة الإسرائيلية لم يتم تمريرها عبر القنوات الرسمية مع الحكومة الهولندية لكن تمّ إرسالها إلى سياسيين محدّدين وصحافيين"، لافتاً إلى أن "الطريقة التي أرسلت بها وصفتها وزارتا العدل والخارجية الهولندية بأنها غير معتادة، وغير مرغوبة نظراً إلى تأثيرها السلبي المحتمل على المواطنين". إذ "بهذه الطريقة"، وفق التقرير، فإن "المواطنين المدرجة أسماؤهم قد يتمّ ترهيبهم أو تهديدهم أو شنّ هجمات عليهم في أسوأ الحالات"، ما قد يشير إلى اتهام مبطن لدولة الاحتلال بالتحريض على العنف.
وفي شقّ آخر من تقرير الوكالة، تُذكر إسرائيل لناحية المؤسسات المستهدفة من قبل "جهات دولية"، حيث يشير إلى المحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية، التي مقرّها لاهاي أيضاً، وتنظر في دعوى جنوب أفريقيا ضد دولة الاحتلال بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ويلفت التقرير إلى أن واشنطن وتل أبيب وجهتا تهديدات "علنية" تجاه الجنائية الدولية، وقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الأخيرة "ما يضع عمليات المحكمة في خطر". وساهم في تشكّل رأي الوكالة، ما كشفته صحيفة ذا غارديان البريطانية، في مايو 2024، حول "الحرب الخفية" التي شنّتها إسرائيل ضد المحكمة الجنائية الدولية، والتي استمرت 9 سنوات وفق تحقيقات الصحيفة، وتضمنت التجسس والتهديد والمراقبة، وهو ما وصفته "ذا غارديان" بأن نتنياهو "مهووس" به (التجسس والتنصت).
تقوم الهيئات والمنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية بالضغط على الحكومة الهولندية
الحكومة تتعرّض للضغوط
هذه الأسباب، قد تقف وراء التقرير، لكن الموقف الحكومة المتصاعد ضد الاحتلال (هولندا من الدول الأوائل التي كانت اعترفت بإسرائيل) يعود لأسباب عدة أخرى، أهمها، التحول في المشهد الإعلامي التقليدي ضد الاحتلال بعد حرب غزة، وتأثير الفضاء الإلكتروني، والتظاهرات الحاشدة في البلاد ضد استمرار الإبادة في غزة، والنشاط اللافت الذي تقوم به هيئات ومنظمات إنسانية وحقوقية دولية في لاهاي. هذا الأمر دفع هولندا، لتكون الدولة التي بادرت إلى مراسلة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، في مايو الماضي، للطلب من الاتحاد الأوروبي مراجعة اتفاقية التجارة بينه وبين إسرائيل.
إلى ذلك، يبرز الضغط الذي يمارسه سياسيون في أمستردام، من اليسار والخضر، عاملا مساهما أيضاً في التأثير على توجهات الحكومة، التي تحاول تفادي تنامي الحراك البرلماني لدعم الفلسطينيين. ويرخي هذا الضغط بثقله داخل البرلمان، وبحسب موقع "يوروبيان إنترست" (في 12 يونيو/حزيران 2025)، فإن الانتقاد لإسرائيل داخل البرلمان الهولندي، بدأ يتعالى، ليس فقط من قبل أحزاب اليسار، كالحزب الاشتراكي، أو "حزب من أجل الحيوان" (بي في دي دي)، أو حزب "جي أل بي في دي آي" (حزب اليسار الأخضر)، ولكن أيضاً من الوسطيين وبعض المحافظين. وبحسب الموقع، فإن سياسيين هولنديين، يرون أنه إذا كان من المفروض معاقبة روسيا على أفعالها في أوكرانيا، فإن الأمر ذاته ينطبق على إسرائيل. ويوم الجمعة الماضي، طالبت أحزاب المعارضة في البرلمان، الحكومة الهولندية، بالسير على خطى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وإعلان العزم للاعتراف بدولة فلسطينية. وكتب فرانس تيمرمان، زعيم "اليسار الأخضر"، على "إكس": "ماكرون على حقّ، الاعتراف بدولة فلسطينية خطوة ضرورية نحو السلام". كما دعا روب جيتين، زعيم حزب "الديمقراطيين 66"، في اليوم ذاته، إلى الأمر ذاته، معتبراً في تصريح صحافي أنه "يجب الوقوف بقوة إلى جانب الإنسانية"، وأكد زعيم حزب "دينك" (حزب يعنى بالمهاجرين)، ستيفن فان بارلي، أيضاً، أنه "سيطلب طرح أسئلة على الحكومة خلال جلسة برلمانية". ومنذ بداية الحرب، طالبت هذه الأحزاب وغيرها بوقف إمدادات الأسلحة لدولة الاحتلال (خصوصاً قطع غيار مقاتلات أف 35، وقد رفعت منظمات داعمة للفلسطينيين دعوى ضد الحكومة الهولندية بسبب ذلك). علماً أن البرلمان الهولندي كان قدّ صوّت في نوفمبر 2023، لحظر شعار "من النهر إلى البحر"، واعتبره محرضاً على العنف، وذلك بعد تقديم اليمين مقترحاً بهذا الشأن (حزب جي آي 21). وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، امتنعت هولندا عن التصويت على طلب وقف النار في غزة، خلال جلسة عامة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. لكن في سابقة في البلاد، صادق مجلس بلدية أوترخت في هولندا، في مايو الماضي، على قرار يدعو البلدية ومجلس العمدة والنواب لاستخدام مصطلح "الإبادة الجماعية" بشكل صريح عند الإشارة إلى الوضع في غزة، وتمّ تبني القرار بأغلبية مطلقة خلال اجتماع المجلس في 8 مايو.
ويوم السبت الماضي، قال رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف، إنه يجب على نتنياهو "أن يسلك طريقاً مختلفاً، ويتيح إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة"، مضيفاً أنه "يتفهم القلق والانزعاج والغضب الناجم في هولندا عن الوضع الكارثي" في القطاع. وشدّد شوف على أن "إسرائيل ملزمة، بموجب القانون الدولي، بإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع"، لافتاً "إلى ضرورة أن يتمكن الفلسطينيون في غزة من الحصول الفوري والآمن على المساعدات الإنسانية دون شروط". وأوضح شوف أن حكومته تقوم باستمرار بتقييم الطريقة الأكثر فعالية التي يمكن لهولندا أن تتحرك وفقها، وكيفية زيادة الضغط على إسرائيل بالتعاون مع الشركاء الأوروبيين لتحسين هذا "الوضع المروع". وتعتبر الحكومة الهولندية، أن الضغط الدبلوماسي على إسرائيل، من الممكن أن يأتي أكله، حيث كان شوف اعتبر في وقت سابق أنه "يجب رسم خط على الرمال" في القطاع، للقول لإسرائيل أنه لا يمكن التمادي في التجويع.
(العربي الجديد)
## انتهاء اجتماعات اليوم الأول من مؤتمر حل الدولتين: أبرز المواقف
29 July 2025 01:03 AM UTC+00
انتهت اجتماعات اليوم الأول من المؤتمر الدولي لحل الدولتين الذي يعقد في نيويورك. وافتتح المؤتمر في صباح الاثنين، كل من وزراء خارجية فرنسا والسعودية، حيث يترأس البلدان المؤتمر، الذي جاء عقده بموجب قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة في الثالث من ديسمبر/ كانون الأول 2024 تحت عنوان "تسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية". وجاء القرار في تسع صفحات ويؤكد على كل القرارات الدولية المتعلقة بفلسطين؛ كما نص على أن المؤتمر الدولي (الذي بدأ عقده الاثنين وسيعقد الجزء الثاني منه في شهر أيلول/ سبتمبر على مستوى القادة) يهدف إلى "النهوض بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بقضية فلسطين، وحل الدولتين، بغية تحقيق سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط". كما نص القرار على أن المؤتمر "يعتمد وثيقة ختامية عملية المنحى بعنوان (تسوية القضية الفلسطينية بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين)، للتعجيل برسم مسار لا رجعة فيه باتجاه التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين".
وتحدث في الجلسة الصباحية كل من وزراء خارجية فرنسا والسعودية والأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الوزراء الفلسطيني. كما عقدت طاولات مستديرة حول إعادة الأعمار وتقديم المساعدات الإنسانية. وعقد على هامش المؤتمر كل من وزراء خارجية السعودية وفرنسا مؤتمرا صحفيا للحديث عن الخطوات التالية. وافتتحت بعد الظهر الجلسة العامة للأمم المتحدة، والتي من المتوقع أن تستمر حتى يوم الأربعاء حيث سيقدم أكثر من مئة مندوب ووزير خارجية مداخلات أمام الجمعية العامة حول موقف بلادهم من المؤتمر وتطبيق حل الدولتين.  ومن المتوقع أن يتبنى المؤتمر وثيقة ختامية وزعت نصها فرنسا وما زالت الدول تتفاوض حولها.
مواقف الدول في اليوم الأول
وركز وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بار، في مداخلاته المختلفة على عدد من النقاط التي كررها في أكثر من مداخلة، والتي ركز فيها على عدد من الأمور أولها التأكيد على أن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية أثناء اجتماعات الجمعية العامة رفيعة المستوى في سبتمبر المقبل.  وتحدث نويل بار عن الشروط أو الأطر التي ترى فرنسا أنه من الضروري تحقيقها لتطبيق "حل الدولتين"، بما فيها نزع سلاح حركة حماس واستبعادها عن الحكم، ودولة فلسطينية منزوعة السلاح، وتطبيع عربي وإسلامي مع إسرائيل وإدماجها في المنطقة بما فيها اقتصاديا وإدانة دول عربية وإسلامية لحماس وعمليات السابع من أكتوبر.
وفي مداخلته أمام الجمعية العامة خاطب الدول التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية قائلا "اعترافكم بفلسطين ستخلقون من خلاله ظروف إزالة حماس". وقال للدول العربية والإسلامية "اجتثوا نبذ إسرائيل الذي يغذي الكراهية وعودوا لطويق التطبيع مع إسرائيل". وشدد وزير الخارجية الفرنسي على أن دولاً عربية ومسلمة ستدين حماس وتطالب بنزع سلاحها وتدين عمليات السابع من أكتوبر.
أما وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، فأشاد بإعلان الرئيس الفرنسي عن نيته الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة رفيعة المستوى في شهر سبتمبر/ أيلول، واصفا ذلك بالخطوة التاريخية وشدد على ضرورة إنهاء الحرب في غزة والوضع الكارثي الإنساني، بسبب الحرب والانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة. كما شدد على ضرورة أن تتوقف الحرب فورا لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ومحاسبة المسؤولين عنها، وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب، بما ينسجم مع قواعد القانون الدولي الإنساني. وأشار إلى مبادرة السلام العربية التي تبنتها قمة بيروت عام 2002 ووصفها بأنها "أساسا جامعا لأي حل عادل وشامل ... لإنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية بما يحقق الاستقرار والأمن لكافة دول المنطقة، وتعزيز التكامل الاقتصادي بين دولها، بما يسهم في تعزيز الأمن والسلم الدوليين". ودعا جميع الدول الحاضرة للانضمام للوثيقة الختامية للمؤتمر ووصفها بأنها "تشكل خارطة طريق مشتركة نحو تنفيذ حل الدولتين".
بدوره، تحدث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، كذلك في الجلسة الصباحية وفي الجلسة الافتتاحية بعد الظهر وقدم رسائل مشابهة مفادها أن قيام دولة فلسطينية "حق، وليس مكافأة". وشدد على أن إنكار هذا الحق على الفلسطينيين سيكون بمثابة هدية للمتطرفين في كل مكان. ورأى غوتيرس أن حل الدولتين هو الحل "الواقعي، والعادل، والمستدام، والوحيد".
أما رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، فركز في مداخلاته المختلفة على ضرورة إنهاء الحرب في غزة والمعاناة والإبادة ووقف الاستيطان وهجمات المستوطنين ومصادرة الأراضي الفلسطينية. ودعا جميع الدول التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية للقيام بذلك. وأضاف "ونؤكد أيضا على أن دولة فلسطين هي الوحيدة، صاحبة الحق بكل قطاع غزة، وهي صاحبة الحق الحصري في الحفاظ على الأمن، فيجب على إسرائيل الانسحاب الكامل من قطاع غزة، ويجب على حماس التخلي عن سيطرتها على القطاع وتسليم أسلحتها للسلطة الفلسطينية".
إلى ذلك، تحدث وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن استمرار المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة. وقال "إن الحرب على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لم تؤدي إلى معاناة غير مسبوقة للمدنيين الأبرياء فحسب، بل أدت أيضا إلى الإضرار بمصداقية القانون الدولي والقيم الكونية التي تقوم عليها مؤسسات المجتمع الدولي منذ الحرب العالمية الثانية".
 وأضاف "ومن ناحية أخرى، ثبت أن سياسات القوة لم تفلح ولن تفلح في تصفية القضية الفلسطينية، وكل ما أحرزته هو مفاقمتها بالمزيد من المآسي والمرارات ومشاعر الظلم، ومشاهد القتل والتدمير، التي ستبقى محفورة في ذاكرة شعوب العالم بأسره… هذه الكارثة التي تسببت بها الحرب، وفشلها السياسي، أظهرت أنه لا بديل عن تحقيق تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، والمفتاح هو الاعتراف بالظلم اللاحق بالشعب الفلسطيني وتطبيق العدالة، التي تأخر تطبيقها حوالي 80 عاما". وشدد على أن بلاده تدعم المؤتمر ومخرجاته مشددا على موقف بلاده "الثابت من دعم التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وفقا لمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وعلى أساس حل الدولتين، باعتباره الخيار الوحيد القابل التطبيق لإنهاء الصراع وتحقيق السلام العادل والشامل".
وفي السياق، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، على موقف بلاده بأن "ثمة سبيلا واحدا لتحقيق السلام العادل الذي يضمن الأمن والاستقرار لكل منطقتنا، حل الدولتين الذي ينهي الاحتلال والقهر والقمع، ويجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربي".
ومن جهته، تحدث نائب رئيس وزراء لبنان طارق متري، عن الجذور التاريخية للظلم الذي حل بالشعب الفلسطيني منذ النكبة وما تلاها من اقتلاع وتهجير وحصار. ثم توقف عند الجرائم المرتكبة في غزة وأضاف "المحتل يتمادى في الحصار والقتل والتجويع، وفي محاولات التطهير العرقي. ويضرب عرض الحائط بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، لذلك فإننا مطالبون بالعمل معا وبسرعة لوقف المجزرة والحفاظ على صدقية القانون الدولي".
ويشار إلى أن أغلب المتحدثين من الدول الغربية في اليوم الأول، مثل كندا وسلوفينيا وسويسرا والاتحاد الأوروبي وغيرها قدموا مواقف مشابهة للمواقف الفرنسية.
## "فرانس برس": 5 قتلى على الأقل أحدهم شرطي بإطلاق نار في مانهاتن بنيويورك
29 July 2025 01:19 AM UTC+00
## تاريخ المطبخ السوري.. نوستالجيا الماضي وتأثيرات الاقتصاد واللجوء
29 July 2025 02:01 AM UTC+00
الاختلاف في مكوّنات الأطباق وأساليب التحضير بين منطقة سورية وأخرى، والتباين في درجة تعقيدها، يجعل من الصعب اعتبار "المطبخ السوري" كياناً متجانساً، إذ تختلف الأطباق مثلما تختلف اللهجات والمناخ بين المناطق السورية. كما يطرح هذا التنوع سؤالاً عما إذا كان المطبخ السوري هو كيان طهويّ مستقل فعلاً؟ أم أنه جزء من نسيج واسع تتشارك فيه شعوب المنطقة الموروث الغذائي نفسه مع اختلافات طفيفة، خصوصاً أن كثيراً من الأطباق التي تُقدّم باعتبارها "سورية" لها نظائر متشابهة في مطابخ الدول المجاورة، مثل التركي والأرميني واليوناني.
عند العودة إلى المصادر التاريخية، يلاحظ أن العديد من الأكلات والطبخات الحالية والحلويات المعروفة حالياً كانت سائدة في العصر العباسي القديم، مثل أكلة الششبرك وفتة المكدوس وكل واشكر (البقلاوة) والخبز السوري تحت اسم خبز فرني مرقد، وقذ تم ذكرها في كتاب "الوصلة إلى الحبيب في وصف الطيبات" لابن العديم الحلبي، الذي يوثق جزءاً من المطبخ الشامي، ويضم مجموعة وصفات تعود إلى القرن الثالث عشر، وهو من أهم الكتب التراثية الذي يصف الأطعمة والأغذية وطرق صناعتها وحفظها وفوائدها الصحية. 
أصبح إعداد الطعام أشبه بفن النجاة وليس مجرد طقس اجتماعي
وتناولت مؤلفات أخرى أطباقاً سورية مثل الحراق باصبعو (العدس، والعجين، والبصل باعتبارها مكوناتٍ أساسيّة) في العصر المملوكي الذي ذكر في كتاب "الطباخة" لابن المبرد الدمشقي، وطبق الفلافل في كتاب "الطبيخ" لابن سيار باسم عجة من غير بيض.
في السنوات الأخيرة، ومع تصاعد وتيرة التنافس بين المطابخ الشرق أوسطية، وسعي كل بلد إلى تثبيت "ملكيته" لأطباق معينة، ذهب الكثير من الطهاة والناشطين السوريين إلى توثيق وصفاتهم، وكتابة أصولها، وتأكيد نسبها الجغرافي، في محاولة للحفاظ على هويتها الأصيلة، أو نشر تلك الوصفات عالمياً من خلال افتتاح المطاعم والمطابخ السورية، وهذا ما فعله الشيف عماد الأرنب، الذي أصبح وجهاً مألوفاً على برامج الطهي التلفزيونية البريطانية، وأدار أيضاً مطعمه الخاص في لندن، كما قام بتأليف كتاب بعنوان "مطبخ عماد السوري: رسالة حب من دمشق" (2024)، وفيه 90 وصفة لمجموعة متنوعة من الأطباق السورية، وقصص شخصية عن حياته وأصول أطباقه.
وفي هذا السياق، يحتفي حبيب سلوم وأولاده ليلى ومنى وإلياس سلوم بإرث المطبخ السوري في كتاب "رائحة الرمان وماء الورد" (2018)، ويعيدون إحياء تجارب الطهي التقليدي عن طريق تقديم 144 من الوصفات التراثية، وكذلك استعراض تقاليد الطعام والحياة اليومية التي توثّق التنوع الغذائي السوري، بالإضافة إلى إنشائهم موقعاً إلكترونياً رسمياً، بالتعاون مع طهاة سوريين لتحضير أكلات تنسب إلى سورية، يجمع الأكلات التراثية للعمل على إضافتها إلى التراث الثقافي لليونسكو، بالإضافة إلى إنشاء حسابات على منصات التواصل الاجتماعي لغايات الأرشفة، مثل صفحة توثيق التراث السوري، ومطبخ الجدّات السوريات.
ساهمت الحرب في تغيير ثقافة الطعام والعادات الغذائية
لم يكن المطبخ بمنأى عن التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي شهدها المجتمع السوري خلال الأزمنة الماضية، فكان التعديل أو التجديد استجابة لتلك المتغيرات التي مرت بها البلاد. فخلال بعض فترات الحكم العثماني تراجع مستوى المعيشة لدى السوريين، ودفع الفقر الشديد الناس إلى تبني وجبات أقل كلفة وأكثر توفراً، أو إلى تغيير طرقهم في إعداد الطعام بإضافة مكونات جديدة لم تكن موجودة سابقاً، كالطماطم والأرز، اللذين يُعدان اليوم من المكونات الأساسية في المطبخ السوري وتعتمد عليهما العديد من الوصفات، أو بإزالة مكونات من الوصفة بسبب غلاء سعرها واستبدالها بمكونات أرخص، كاستبدال اللحوم بالخضروات، ما أدى إلى ظهور أطباق جديدة مثل كبة العدس والكبة بالخضروات، أو إلى اختفاء بعض الأطباق تدريجياً من الوجبات السورية، كطبق "لحمة بالتمر" أو "المعشوقة"، التي تم ذكرها في كتاب ابن العديم لأنه يتطلب مكونات باهظة الثمن.
تجمع المؤلفات الحديثة بين فنون الطهي وبعدٍ تاريخي معرفي
تأثر المطبخ السوري بالتغيرات الاقتصادية والاجتماعية إلى اليوم، وأنتج مزيداً من الأطباق البديلة وتغيّراً في العادات الغذائية بفعل طغيان نمط الحياة السريع فقلّل من الوقت المتاح للطهي التقليدي، واختفى أو قل استخدام بعض الأعشاب البرية مثل الزعتر الأخضر البري والدريدار، وأُدخلت البهارات المستورة مثل الكاري، البابريكا المدخنة.
وبعد الحرب مرَّ المطبخ السوري بتحولات عميقة في الداخل والخارج. ففي الداخل دفع ارتفاع أسعار المكونات التقليدية أو شحها من السوق، مثل السمن والزبدة، اللحم، الأرز، للاستغناء عنها أو استخدام مكونات رخيصة بديلة. وكانت الظروف الصعبة حافزاً لابتكار وصفات بأقل الإمكانيات، مثل "محشي بدون لحم" أو "كبة اقتصادية"، إذ أصبح إعداد الطعام أشبه بفن النجاة وليس مجرد طقس اجتماعي.
وتأقلم المطبخ السوري مع الواقع الاقتصادي الصعب باستخدام مكونات بديلة وابتكار وصفات تقشفية، وفي دول اللجوء أعاد السوريون تشكيل أطباقهم لتناسب بيئاتهم الجديدة. وعدّل الطهاة السوريون في هذه الدول وصفاتهم بحسب البلد المضيف، حيث قاموا تكييف الأطباق بحسب المواد المتوفرة والذوق المحلي في البلد المضيف، مثل إضافة الأرز إلى طبق الكباب المشوي في مصر لتلائم الذوق المصري، وفتوش بالتونة في أوروبا، أو "يبرق بالكاري" في آسيا.
* باحثة سورية مقيمة في روما
## مشاريع لأرشفة الفن السوداني.. شحّ البيانات وضآلة التمويل
29 July 2025 03:00 AM UTC+00
مع اختفاء أعمال لعدد من روّاد الفن السوداني وتسرّبها إلى السوق السوداء منذ بدء الحرب قبل أكثر من عامين، يتكرّس عجز المؤسسات الثقافية الرسمية عن جمع هذا التراث أو حتى إدراك قيمته، ويصبح الحديث عن الأرشيف ملحّاً كحالة وجودية أكثر منه تقنية، أو مجرد حديث عن وثائق وأعمال فنية مخزنة.
عند تتبع مسار التوثيق الفني من الاستقلال وحتى اليوم، يمكن رصد فترات من الاهتمام المؤسسي تعقبها عقود من الإهمال. وتكمن المفارقة بأن الأرشيفات الاستعمارية في أوروبا تحتفظ بسجلات فنية عن السودان أكثر مما تحتفظ به مؤسساته الوطنية، ما يطرح أسئلة حول علاقة الأرشيف بالفن: لماذا يستمر السودانيون في التنازل عن ذاكرتهم الجمالية؟ وكيف يغدو الآخرون حراساً لتراثهم؟ 
في السنوات الأخيرة، ظهرت محاولات فردية وجماعية لتعويض هذا الغياب المؤسسي. فنانون، باحثون، هواة، حاولوا بجهودهم الشخصية إنقاذ ما يمكن إنقاذه. بعضهم قام برقمنة أعمال قديمة، وآخرون جمعوا شهادات فنانين كبار قبل رحيلهم، بينما حاول غيرهم توثيق الحركات الفنية غير الرسمية التي ازدهرت في زوايا الخرطوم وأحيائها الشعبية. تبقى هذه المحاولات غير كافية وغير منهجية، فالتحدي الأكبر الذي يواجه الأرشيف الفني السوداني اليوم هو تحدي "السياق". كيف يؤرشف فن ناشئ من رحم الأزمات في أرشيف يعاني أزمة بنيوية؟ وكيف تُحفظ أعمال تتحدث عن الهشاشة بواسطة أدوات هشة؟ 
كما أضافت الحرب الأخيرة طبقات جديدة من التعقيد، مع تدمير المؤسسات الثقافية وتشتت الفنانين، ما جعل الأرشيف نفسه مشتتاً جغرافياً أكثر من أي وقت مضى، فبعضه في المنفى، أو في الخرطوم المدمرة، وقسم كبير منه فُقد إلى الأبد تحت الأنقاض.
تتنوع الأرشيفات السودانية بين المؤسسات الأكاديمية الرصينة، مثل أرشيف السودان في جامعة درم البريطانية الذي يحفظ وثائق الفترة الاستعمارية، وجمعية البحوث الأثرية السودانية المتخصصة في توثيق الآثار والحفريات، كما ظهرت في السنوات الأخيرة مبادرات رقمية طموحة، مثل "ذاكرة السودان" و"الأرشيف المفتوح للسودان"، اللذين يسعيان إلى حفظ التراث في صيغة رقمية وتسهيل الوصول إليه عالمياً. ولا ننسى الأرشيفات المتخصصة، كأرشيف شرائط السودان الذي ينقذ التراث الموسيقي من الاندثار، وأرشيف التصوير الفوتوغرافي الذي يوثق التفاصيل الحميمية للحياة اليومية عبر العقود.
أصبح الأرشيف مشتتاً جغرافياً كما فُقد قسم كبير منه
لكن هذه الجهود تواجه عقبات جسيمة تهدد استمراريتها، فأزمة التمويل وضعف البنية التحتية تحد من قدرة المؤسسات الأرشيفية على أداء دورها، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. كما أن التحديات التقنية المتعلقة بالحفظ الرقمي وترميم المواد القديمة تتطلب خبرات ومعدات قد لا تكون متاحة محلياً. والأخطر من ذلك كله ما تتعرض له بعض الأرشيفات من تهديدات مباشرة بسبب النزاعات المسلحة والتقلبات السياسية، حيث يمكن أن تختفي وثائق بأكملها في لحظات عنف أو إهمال.
ونجحت بعض المشاريع الأرشيفية في تقديم نماذج ملهمة، فمشروع "ذاكرة السودان" مثلاً استطاع رقمنة آلاف الوثائق والمخطوطات النادرة وجعلها في متناول الجمهور العالمي، بينما أعاد "أرشيف شرائط السودان" إحياء تراث موسيقي كاد يندثر، وهو ما يثبت أن الحلول ممكنة عندما تجتمع الإرادة المحلية مع الدعم الدولي.
في زحمة العالم الرقمي المتسارع، حيث تغرق الملايين من الصور واللحظات في بحور النسيان كل يوم، ينهض موقع "أرشيف السودان للفن التشكيلي" حارساً للذاكرة البصرية، وهو مبادرة رقمية تسعى إلى الحفاظ على التراث الفني ما بين عاميْ 1975 و2025، وتركّز مرحلته الأولى على توثيق الفنون البصرية من الرسم والتصوير الفوتوغرافي والنحت والطباعة وإتاحتها للباحثين وعموم الجمهور، عبر أرشفة سير الفنانين وأعمالهم والإصدارات حول الفن السوداني، وكذلك مساحات العرض والغاليريهات في البلاد، بدءاً من لوحات الرواد الذين أسسوا لمدارس فنية، إلى تجارب الشباب التي لا تزال تبحث عن مكانة لها،.
ويجمع تصميم الموقع بين البساطة في العرض والعمق في طرح المحتوى المكتوب باللغتين العربية والإنكليزية. لكن المشروع يواجه تحديات جسيمة تبدأ من شح التمويل، إذ يعتمد بالأساس على جهود متطوعين وتبرعات قد لا تكفي للحفاظ على هذا الكنز الثقافي، كما أن العديد من الأعمال الفنية المهمة ما زالت خارج نطاق التوثيق، إما لأنها بحوزة أفراد أو لأنها غادرت البلاد خلال فترات الاضطراب، بالإضافة إلى التحدي التقني الدائم المتمثل في ضرورة تحديث أنظمة الحفظ الرقمية.
 
 
## نتنياهو يمهل وسطاء الصفقة مع حماس ويتوعد بضم قطاع غزة
29 July 2025 03:07 AM UTC+00
عرض رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي في اجتماع المجلس الوزاري المصغّر، الليلة الماضية (الاثنين – الثلاثاء)، توجهاً جديداً للعمل في قطاع غزة، مع التركيز على "تغيير النهج" السياسي والاستراتيجي، محذراً الوسطاء في مفاوضات الصفقة بضم قطاع غزة في حال فشل التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس. ويقصد نتنياهو بذلك، صفقة على مقاسات إسرائيل ووفق إملاءاتها، وهو الذي لم يتعهد حتى اليوم بإنهاء حرب الإبادة، علماً أنه هو الذي أفشل استمرار الصفقة السابقة.  
وذكر موقع والاه العبري، اليوم الثلاثاء، أنه وفقاً للخطة التي قُدمت لأعضاء الكابينت المصغّر، ستمنح إسرائيل فرصة إضافية للوسطاء لمحاولة دفع حماس للتراجع والموافقة على مقترح الصفقة الذي طُرح قبل نحو أسبوعين ووافقت عليه إسرائيل. مع ذلك، أوضح نتنياهو أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لا تنوي الانتظار إلى أجل غير مسمى، وسيتم تحديد مدة زمنية واضحة للحصول على رد إيجابي من حماس يتيح التقدّم في المحادثات نحو اتفاق.
وفي حال "رفض أو مراوغة حماس"، وفق الموقع العبري، ستبدأ إسرائيل في ضم مناطق داخل قطاع غزة، وهو ما سبق أن أشارت إليه صحيفة هآرتس أيضاً مساء أمس الاثنين، قبل انعقاد الجلسة.
ولفت "والاه" إلى أنه من أجل هذا الغرض، اقتُرح في الاجتماع إنشاء إدارة خاصة لتولّي السيطرة المدنية والأمنية في تلك المناطق. وأضاف الموقع العبري أنه في حال تنفيذ هذه الخطوة، فإنها ستمثّل تحولاً حاداً في سياسة إسرائيل تجاه غزة، وتشير إلى انتقال من سياسة الضغط للوصول إلى اتفاق، نحو فرض حقائق على الأرض. ومع ذلك، يعتقد المستوى السياسي الاسرائيلي أن هناك احتمالاً واقعياً للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وليس واضحاً مدى جدية هذه التهديدات الإسرائيلية وواقعيتها، في ظل ازدياد الضغوطات الدولية على إسرائيل لوقف الإبادة والتجويع، ومطالبات داخلية بإنهاء الحرب واستعادة المحتجزين، فضلاً عن إرهاق جنود جيش الاحتلال جسدياً ونفسياً، ما دفع عدداً منهم إلى الانتحار في الآونة الأخيرة، وسط تحذيرات من البقاء في وحل غزة، واستمرار وقوع جنود قتلى وجرحى، فاق عددهم الأربعين منذ استئناف القتال، فضلاً عن تشكيك قيادات سياسية وعسكرية بجدوى استمرار الحرب.  
وكانت صحيفة هآرتس قد ذكرت قبل جلسة الكابينت أنه من المتوقع أن يقترح نتنياهو على المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) خطة لضمّ مناطق في قطاع غزة، في محاولة للإبقاء على وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ضمن حكومته.
ووفقاً للخطة التي أشارت إليها صحيفة هآرتس العبرية مساء أمس الاثنين، ستعلن إسرائيل أنها تمنح حركة حماس أياماً عدّة للموافقة على وقف إطلاق النار، وإن لم يحدث ذلك، ستباشر بضمّ أراضي القطاع. وسيجري عرض هذه الخطوة على أعضاء الكابينت في أعقاب قرار نتنياهو السماح بزيادة المساعدات الإنسانية المقدّمة للقطاع، الذي اتُّخذ رغم معارضة حزب الصهيونية الدينية برئاسة سموتريتش، في ظل الضغط الدولي على دولة الاحتلال التي تواصل حرب الإبادة والتجويع.
وبحسب الخطة، ستُضم أولاً مناطق في المنطقة العازلة، وبعد ذلك تُضم مناطق في شمال القطاع المحاذية لمدينتَي سديروت وعسقلان. وسيتواصل هذا المسار تدريجياً حتى ضمّ القطاع بأكمله. ووفق التفاصيل التي قدّمها نتنياهو خلال محادثاته مع وزراء، فإن الخطة حصلت على الضوء الأخضر من إدارة ترامب.
وبحسب مصادر سياسية لم تسمّها الصحيفة، قال سموتريتش لنتنياهو في الأيام الأخيرة إنه "سيحكم على الأمور بحسب الأفعال"، وأضاف أنه إذا جرى تنفيذ خطة الضم، "فسيبقى في الحكومة في الوقت الراهن". وسبق أن أوضح سموتريتش، الذي لم يُعلّق بعد علناً على زيادة المساعدات المقدّمة لسكان غزة، سبب عدم اتخاذه خطوات تصعيدية قائلاً: "نحن نُعزّز خطوة استراتيجية جيّدة لا ينبغي التوسّع في الحديث عنها الآن. خلال وقت قصير سنعرف إن كانت ناجحة وإلى أين نتجه"، وأضاف: "في وقت الحرب ليس من الصواب الانشغال بالاعتبارات السياسية. سنُقيّم الأمور بناءً على النتيجة، الحسم ضدّ حماس".
ولفتت الصحيفة إلى أن التهديد بضم أراضٍ في قطاع غزة، بالتوازي مع تصريحات العديد من وزراء الحكومة بشأن الحاجة لإقامة مستوطنات في غزة، سيدفع إسرائيل نحو مسار تصادم مباشر مع المجتمع الدولي، باستثناء الولايات المتحدة. ومن المحتمل أن مثل هذا الإعلان سيؤدي أيضاً إلى انجراف دول أخرى خلف فرنسا في الاعتراف بدولة فلسطينية وفرض عقوبات على إسرائيل.
نتنياهو لم يكن متحمّساً في السابق لضمّ الأراضي لكنه مستعد الآن لمحاولة دفع مثل هذه الخطة
وتابعت بأن نتنياهو لم يكن متحمّساً في السابق لضمّ الأراضي، لكنه مستعد الآن لمحاولة دفع مثل هذه الخطة في مسعى لإنقاذ حكومته. وفي محادثات مع وزرائه، قال نتنياهو إن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر عرض الخطة على وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، وقد حظيت بدعم البيت الأبيض، فيما لم يكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يزور في هذه الأيام اسكتلندا، حاضراً في الاجتماع.
وصرّح سموتريتش، الأسبوع الماضي، بأن رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير قال له إنّه "من الضروري ضمّ الجزء الشمالي من القطاع لأسباب أمنية". وفي مؤتمر عُقد في الكنيست تحت عنوان "الريفيرا الخاصة بغزة"، قال الوزير: "يمكن البدء بالمنطقة الشمالية العازلة وإنشاء ثلاث مستوطنات هناك"، كما أشار إلى أن "الحديث جارٍ بالفعل حول هذا الأمر"، وأضاف: "هناك من يطلق عليه اسم الضم الأمني، إذا كان ذلك يساعد البعض على الشعور بالارتياح تجاهه".
## مسلح يقتل 4 أشخاص بينهم ضابط شرطة بناطحة سحاب في مانهاتن وينتحر
29 July 2025 03:25 AM UTC+00
قال مسؤولون في مدينة نيويورك إن مسلحا فتح النار، أمس الاثنين، داخل ناطحة سحاب في وسط مانهاتن، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، قبل أن يطلق النار على نفسه. وكان أحد القتلى الأربعة ضابطا في إدارة شرطة نيويورك يبلغ من العمر 36 عاما، وكان الثلاثة الآخرون من المدنيين.
وذكرت مفوضة شرطة نيويورك جيسيكا تيش أن المسلح الذي كان يقيم في لاس فيغاس وقاد سيارته إلى نيويورك في الأيام القليلة الماضية أطلق النار على نفسه في الصدر في نهاية إطلاقه النار.
وأضافت أنه يعتقد أن المسلح تصرف بمفرده، ولم يحدد المحققون بعد الدافع المحتمل لإطلاق النار. وتضم ناطحة السحاب في 345 بارك أفينيو مكاتب عدد من المؤسسات المالية، منها بلاكستون وكيه.بي.إم.جي ومقر إدارة دوري كرة القدم الأميركي.
(رويترز)
## "رويترز": تأجيل الاجتماع بين جيشي تايلاند وكمبوديا
29 July 2025 03:38 AM UTC+00
## الصناعات الغذائية بأوروبا "الخاسر المجهول" وترامب أكبر الرابحين
29 July 2025 04:01 AM UTC+00
كشفت بنود اتفاق الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، عن مشهد غير متوازن في توزيع الأرباح والخسائر، سواء على مستوى القطاعات الاقتصادية أو بين ضفتَي الأطلسي. ففي الوقت الذي يخرج فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب باعتباره المستفيد السياسي الأول، تعاني بعض الصناعات الأوروبية من تداعيات لم تناقش بوضوح، وفي مقدمتها قطاع الصناعات الغذائية، الذي يوصف الآن بأنه "الخاسر المجهول" في هذه المعادلة، وفق "بي بي سي". وبينما احتفلت الأسواق المالية بتوقيع الاتفاق خلال تداولات، أمس الاثنين، تبدو بعض القطاعات الحيوية داخل أوروبا أقل حظاً في هذا "الهدوء"، وعلى رأسها الصناعات الغذائية والدوائية. فهاتان الصناعتان، اللتان تمثلان عماداً اقتصادياً وتصديرياً مهماً للاتحاد الأوروبي، وُضعتا إمّا تحت طائلة الرسوم مباشرة، أو في منطقة رمادية لا توفر أي ضمانات.
ولم يشمل الاتفاق أيّ إعفاء واضح لصادرات الأغذية الفاخرة من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، مثل النبيذ، والجبن، وزيت الزيتون، والشوكولاتة، وهي منتجات تبلغ صادراتها السنوية إلى السوق الأميركية نحو 30 مليار يورو. ورغم أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، تحدثت عن طموح مستقبلي للتوصل إلى إعفاءات ثنائية لبعض السلع الزراعية، فإن ذلك لم يدرج في نص الاتفاق الحالي، ولا توجد أي ضمانات زمنية لتنفيذه. هذه المنتجات، التي تشكّل جزءاً من الهوية الثقافية والغذائية الأوروبية، تعد من أكثر السلع حساسية تجاه الرسوم، نظراً لاعتمادها على تسويق الجودة وليس السعر. ومع فرض رسم جمركي بنسبة 15%، تصبح هذه المنتجات أقل قدرة على المنافسة في السوق الأميركية، خصوصاً أمام بدائل أرخص قادمة من أميركا اللاتينية وأستراليا، ما يهدّد بحصص سوقية، ويفتح باباً لركود تصديري في قطاعات تشغل آلاف المزارعين والصناعيين الصغار في أوروبا.
أما القطاع الدوائي، فالقضية أكثر حساسية وتعقيداً. فرغم أنه لم يذكر صراحة ضمن المنتجات الخاضعة للرسوم الجمركية في البيان المشترك، فإنّ التصريحات المتناقضة من الجانبين تسببت في حالة من الغموض والارتباك. رئيسة المفوضية قالت في مؤتمر صحافي: "ملف الأدوية ما زال على طاولة التفاوض، وهو على ورقة منفصلة"، ما اعتبره مراقبون مؤشراً على أن هذا القطاع الحيوي لم يجرِ تحصينه بعد ضمن الاتفاق النهائي، كما أثار قلقاً واسعاً بين شركات تصنيع الدواء الكبرى، خاصة تلك التي تعتمد بدرجة كبيرة على السوق الأميركية، ويعد الاتحاد الأوروبي من كبار مصدّري المنتجات الدوائية إلى الولايات المتحدة، إذ بلغت قيمة هذه الصادرات في عام 2024 وحده نحو 140 مليار يورو، وفق بيانات الهيئة الأوروبية للصناعات الصيدلانية. وتشمل هذه المنتجات اللقاحات، وأدوية الأمراض المزمنة، والعلاجات البيولوجية، التي تعتمد في تسويقها على استقرار السياسات الجمركية بين الطرفَين.
وعلى الجهة الأخرى، يُعدّ ترامب أبرز الرابحين من الاتفاق، سياسياً واقتصادياً، إذ نجح في فرض صيغة اتفاق تميل لصالح واشنطن من حيث التوازنات التجارية، مع إبقاء الباب مفتوحاً أمام تعديل الرسوم مستقبلاً، في حال عدم وفاء بروكسل بالتزاماتها الاستثمارية. كذلك، وفّر الاتفاق لترامب ورقة انتصار قوية في الداخل الأميركي، إذ سيضخ عشرات المليارات إلى الخزانة العامة من عوائد الرسوم الجديدة، دون تقديم تنازلات مماثلة في القطاعات الأميركية الحساسة، كما جاءت شركات الطاقة الأميركية في صدارة الرابحين. فقد أكدت فون ديرلاين أن الاتحاد الأوروبي سيتجه إلى شراء ما قيمته 750 مليار دولار من منتجات الطاقة الأميركية، في إطار خطة إحلال بديلة عن الغاز الروسي، تشمل الغاز الطبيعي المُسال والنفط والوقود النووي، كما التزمت الدول الأوروبية بضخ 600 مليار دولار إضافية استثمارات داخل الولايات المتحدة. أما قطاع الطيران، فقد نجا من الرسوم الجمركية بالكامل، إذ نص الاتفاق على استثناء الطائرات وقطع الغيار من أي ضرائب إضافية. 
وتشمل الإعفاءات أيضاً بعض المواد الكيميائية ومجموعة محدودة من المنتجات الزراعية التقنية، لكن الملف الزراعي الأوسع، بما فيه النبيذ والجبن والزيت الأوروبي، ما زال خاضعاً لنقاشات "زيرو مقابل زيرو"، حسب ما أكدته فون ديرلاين، دون جدول زمني واضح، وهو ما يجعل العديد من مصدري الأغذية الفاخرة في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا في حالة ترقب وقلق. وبحسب "بي بي سي"، فإن محصلة هذا الاتفاق تعكس تفاوتاً في مكاسب الأطراف، وتكريساً لهيمنة اقتصادية أميركية على حساب تكافؤ المصالح. وبينما حسمت بعض الملفات برسوم واضحة، تظل قطاعات استراتيجية كالأدوية والأغذية في مهبّ الغموض، ما يهدد بتداعيات طويلة الأمد على النمو والتوظيف والاستثمار داخل أوروبا.
## قوائم صيفية للجوائز الفرنسية.. روايات عن العنف والذاكرة
29 July 2025 04:03 AM UTC+00
من بين عشرة أعمال روائية ناطقة بالفرنسية أُعلن مؤخراً عن ترشحها لجائزة "لوموند" الأدبية لعام 2025، تستحوذ الكاتبات موقع الصدارة، إذ تشكل أعمالهنّ سبعة من بين هذه الأعمال العشرة. الجائزة، التي أطلقتها صحيفة Le Monde عام 2013، تُمنح سنوياً لأبرز الإصدارات الروائية قبيل موسم "الدخول الأدبي" في الخريف، ومن المقرر أن يتم الإعلان عن الفائز في الثالث من سبتمبر/ أيلول المقبل، تحت إشراف المدير العام للصحيفة جيروم فينوغليو ولجنة حكم مكوّنة من 13 صحافياً من مختلف الأقسام.
تتنوّع الروايات المرشّحة هذا العام بين قضايا العنف الأُسَري، والذاكرة، والهوية، إضافة إلى التأمّلات النفسية والاجتماعية المعاصرة. ففي رواية "ليلة في القلب" لناتاشا أبّانا، تُروى قصص ثلاث نساء كنّ ضحايا عنف أزواجهنّ. أما في "غرباء يَصلُحون للتحدّث معهم" لكاميل بورداس، فتُستخدم الكوميديا أداةَ نقد، من خلال قصة طلاب في ورشة "ستاند أب" يواجهون تحديات التعبير والكتابة الذاتية. وتتناول رواية "بارانويا" لليز شارل عالَم التحليل النفسي ضمن أجواء مشوّشة ومضطربة، تتقاطع فيها هواجس طالبة مُراهِقة مع واقعها.
توالي الإعلان عن قوائم جوائز روائية خلال الأسبوع الماضي 
وتقدّم كاترين جيرار في "في العنف تكمن الحقيقة" تحقيقاً أدبياً في جذور العنف العائلي المتوارث. بينما تسبر جوستين ليفي في "حزن غريب" العلاقة المعقدة بين الأم والابنة، وتأثير الطفولة المعطوبة على تشكيل هوية المرأة، وتضم القائمة أيضاً روايات: "البلد الذي مشيتَ على أرضه" لدانيال بوريون، و"الجميل الغامض" لكارولين لامارش، و"المنزل الفارغ" للوران موفينييه، و"سيمون إيمونيه" لكاترين ميليه، و"القوى" للورا فاسكيز.
تم الإعلان عن جائزة "لوموند"، مع اقتراب موسم "الدخول الأدبي" في الخريف، بوصفه تقليداً سنوياً ينعش سوق الرواية الفرنسية في فترة أواخر الصيف. لكن هذا الحضور الأدبي لا يقتصر على هذه الجائزة فقط، فقد أُعلن مؤخراً أيضاً عن القائمة القصيرة لجائزة "ميزون روج"، والتي ستُمنح في 27 سبتمبر/ أيلول المقبل بإشراف الكاتب وعالم اللسانيات هيرفي لو تيلييه. 
وتتميز هذه الجائزة، التي تأسست عام 2019، برفضها للتصنيفات الأدبية وجداول النشر التقليدية بما في ذلك موسم "الدخول الأدبي". في نسخة العام الجاري، تضم القائمة المختصرة 11 رواية مختلفة المواضيع والأساليب، من بينها: "6 شارع جورج الخامس" لتوماس ب. ريفيردي، و"رغبة" لأنطوان هاردي، بالإضافة إلى روايات أخرى مثل "تاجرة المنسيين" لبيير غوردي و"الارتجاف" لماريا بورشيه.
في موازاة هذا الحراك الصيفي، ثمة جوائز معنية بالأدب العربي داخل المشهد الثقافي الفرنكوفوني، حيث أُعلنت مند أيام القائمة القصيرة لجائزة لاغاردير للأدب العربي، التي تنظمها مؤسسة جان‑لوك لاغاردير بالشراكة مع معهد العالم العربي في باريس. تضيء الجائزة روايات عربية معاصرة مترجمة أو مكتوبة بالفرنسية.
تضمّ القائمة ثماني روايات لكتّاب من مختلف أنحاء العالم العربي، خمس منها مترجمة، هي: "حكاية جدار" للفلسطيني ناصر أبو سرور، و"عراك في جهنم" لليبي محمد النعّاس، و"تاريخ موجز للخليقة وشرق القاهرة" للمصري شادي لويس، و"نهاية الصحراء" للجزائري سعيد خطيبي، و"عين الطاووس" للبنانية حنان الشيخ. أما الأعمال المكتوبة بالفرنسية، فتشمل: "بلد مرير" للبنانية جورجيا مخلوف، و"سأنظر في عيني" للمغربية ريم بطّال، و"التجنيس" للتونسي زيد بكير. وسيُعلن عن الفائز في 18 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في معهد العالم العربي بباريس، ضمن احتفال رسمي.
## مسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يستعد لاستئناف الحرب في غزة بعد الصفقة
29 July 2025 04:42 AM UTC+00
 
في الوقت الذي تواصل فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على غزة، وسط تهديد ووعيد من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو باحتلال القطاع بعد انقلابه على مفاوضات الصفقة واتهامه حماس بإفشالها، أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الثلاثاء، بتفاؤل مسؤولين إسرائيليين كبار، مطّلعين على المفاوضات، ومسؤول رفيع من إحدى الدول الوسيطة بين إسرائيل وحماس، لم تسمّهم، إزاء احتمال التوصّل إلى صفقة جزئية وفقاً لمقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، خلال وقت قريب نسبياً.
 ويعزو المسؤولون ذلك إلى الضغط الذي يمارسه الوسطاء على حماس وإسرائيل. ولا تزال الدول الوسيطة وبعض كبار المسؤولين الإسرائيليين يؤمنون بوجود فرصة معقولة لإتمام صفقة محدودة تشمل إطلاق سراح عشرة محتجزين إسرائيليين أحياء و15 من الموتى.
وتُجرى بعض الاتصالات المتعلّقة بالصفقة في جزيرة سردينيا، حيث عُقدت سلسلة من الاجتماعات خلال الأسابيع الماضية بين مسؤولين من قطر وإسرائيل والولايات المتحدة، وفقاً للصحيفة، ولا تزال مستمرة بين أطراف رفيعة المستوى من جميع الجهات.
وادّعى مسؤول إسرائيلي مطّلع على سير المفاوضات، لم تسمه الصحيفة، أن "ردّ حماس لم يكن جيداً، لكن الفجوات ليست كبيرة، والمسألة هي فقط مسألة قرارات". كما زعم محاولاً تبرير إعادة الوفد الإسرائيلي من العاصمة القطرية الدوحة قبل أيام، أن "بيبي (بنيامين نتنياهو) يريد صفقة، ولا توجد خطة بديلة، لكنه لا يستطيع إبقاء وفد رفيع هناك لمدة أسبوعين بلا أي تقدّم بينما حماس لا تُظهر مرونة حقيقية. لذا أظهروا بعض الحزم وأعادوا الوفد".
 وأضاف أن "المفاوضات لا تنهار حقاً، لأن الطرفين في النهاية يريدان الاتفاق. الأمر يتوقف على قرار يمكن اتخاذه وتنفيذه، لكن في هذه الأثناء، تمر الأيام في ما يعاني المختطفون (المحتجزون الإسرائيليون في غزة) ويواجهون خطراً مستمراً".
ومع ذلك، يعتقد المسؤول ذاته، وكذلك مسؤول آخر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية مطّلع على التفاصيل، أن نتنياهو لا يعتزم إنهاء الحرب. ويوضح أحدهما أن تصرفات نتنياهو تُفضي إلى استنتاج واحد ممكن فقط: "لا يوجد أي احتمال بأنه ينوي إنهاء الحرب. ويجب أيضاً أن نسأل الأميركيين لماذا يوافقون مجدداً على صفقة جزئية بعدما رأوا نتائج ذلك سابقاً. فوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً من المفترض أن يتحوّل إلى دائم، فلماذا لا نبدأ به باعتباره حلاً دائماً مباشرة؟".
وأضاف المسؤول: "القصة كلها أنه (أي نتنياهو) يصرّ على صفقة جزئية لأنه لا يريد إنهاء الحرب. لذلك يحاول انتزاع ما يمكنه الآن من هذه الصفقة. لو كان يريد إنهاء الأمور بالكامل، لكان الأمر أسهل. لم يكن علينا أن نخلق مشكلة حول 800 أو 900 متر وأمور من هذا النوع".
وقال مسؤول رفيع آخر في المؤسسة الأمنية إن "نتنياهو يقوم بكل الخطوات التي تعني العودة للقتال فوراً بعد ذلك (أي بعد الصفقة)، ربما ليس قتالاً مكثّفاً، ولكن مشابهاً لما نراه اليوم"، وأوضح أن نتنياهو، بحسب تقديره وتقدير مصادر أخرى في المؤسسة الأمنية، "سيبحث عن ذريعة لاتهام حماس بخرق وقف إطلاق النار في مكان ما كي يقوم هو بخرقه أيضاً، دون التوصل إلى اتفاق نهائي".
إنهاء "عربات جدعون"
في سياق متصل، أفادت الصحيفة ذاتها بأنه من المتوقع إنهاء عملية "عربات جدعون" في هذه الأيام، ما لم يتم تمديدها لأسباب غير عملياتية، كالرغبة في انتظار رد حركة حماس على مقترح الصفقة. وقُتل منذ بداية العملية 41 جندياً وضابطاً. مع هذا يعتقد ضابط رفيع في الجيش الإسرائيلي، لم تسمّه الصحيفة، أن "لا أحد (من الجنود) سقط عبثاً في هذه العملية"، زاعماً تسجيل "إنجازات لم تتحقق منذ اندلاع الحرب، فقد تم القضاء على ثلاثة ألوية رئيسية تابعة لحماس في رفح، وخانيونس، وشمال قطاع غزة"، وأنه رغم بقاء عناصر من المقاومة، "ينشطون باستخدام أساليب قتالية شبيهة بحرب العصابات، فإن البُنى العسكرية النظامية التابعة لحماس تم تفكيكها بالكامل".
وتلقّى جيش الاحتلال مهمة إضافية، وفقاً للصحيفة، "تتمثل في قطع الصلة بين حركة حماس والمساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة، وهي مهمة بالغة التعقيد".
## باسكال باتاي ضد وباء الضجيج.. فضيلة الكلام وحكمة الصمت
29 July 2025 05:02 AM UTC+00
أليس من التناقض أن نتحدث عن الصمت؟ كيف نُمسك بما هو، في حقيقته، غياب للكلام؟ وهل الصمت مجرد خواء، أم أنه شكلٌ آخر من أشكال الحضور؟ بسلسلة من هذه التساؤلات الطريفة في ظاهرها، العميقة في جوهرها، يفتتح الباحث والإعلامي الفرنسي باسكال باتاي كتابه "رسالة صغيرة في الصمت لخدمة شديدي الصياح والجلبة" (منشورات غي تريدانيال، باريس، 2025).
في زمنٍ يعلو فيه الضجيج، وتختلط فيه الأصوات بالصياح والكلام المتفلت من عقاله، يستحضر باتاي في مستهل كتابه القول الشائع "إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب"، ليُطلق تأمّلاً في تلك الثنائية المربكة: متى يصبح الكلام فضيلة؟ ومتى يغدو الصمت حكمة؟ لكنه لا يُسارع إلى الإجابة، بل يتأنّى عند عتبة المفهوم، مبيّناً أن الصمت ليس مجرد امتناع عن النطق، بل فعلٌ إيجابي، فسحةٌ زمنيةٌ ونفسية تتيح التأمل والإنصات والإدراك العميق.
تأمّل أنواع الصمت
ولأن الصمت ليس واحداً، يفرد باتاي لكل نوعٍ من أنواعه تأملاً خاصاً. فيتحدث على تتابع الأربعة والعشرين فصلاً التي يؤلف مجموعها متن الكتاب عن صمت العاشق المكلوم، وصمت الحكيم المتأمل، وصمت الجاهل الحائر، وصمت الكاذب المراوغ، وصمت الفقد والغياب والموت والموسيقى، لكنه يتحدث أيضاً عن صمت الله، ملك الأرض كلها دون منازع، إزاء الشرور وكل ما يجري في العالم. فالصمت ليس تجربة داخلية ثرية، متعدّدة الأبعاد، عصيّة على التعريفات السطحية فقط، بل سؤال فلسفي ولاهوتي.
طاقة خفية وضرورة حياتية تطهّر النفس وتتخذ أشكالاً شتّى
يبدأ المؤلف بالتأكيد على أن المجتمعات الحديثة باتت تنفر من الصمت وتكاد تخشاه، فمع تصاعد ثقافة "التواصل الفوري"، والإعلام المستمرّ، ورنين الإشعارات على الهاتف المحمول، أصبح الصمت مرادفاً للفراغ والقلق. يقول باتاي: "نحن نعيش في زمنٍ فُرضت فيه الضوضاء علينا كقَدرٍ لا مفرّ منه". يدخل الإنسان بيته فيُشغّل التلفاز أو الراديو أو يُعلي مكبر الصوت الذكي لاشعوريّاً وكأن الصمت خطرٌ يجب طرده. هذا الضجيج المتواصل لا يرهق آذاننا فحسب، بل يُثقل أعماقنا ويعيق قدرتنا على الإصغاء والتفكير والإنصات للذات والآخر. إنه يغرقنا بمعلومات لا تمنحنا فرصة للفهم. غير أن الكارثة لا تكمن في الأصوات نفسها، بل في فرط استعمالها وعشوائيتها. لذلك يدعونا المؤلف إلى تربية حسّ الصمت، أي أن نعرف كيف نكسره، ومتى نكسره، وبأي لغة".
ينطلق باتاي من التأكيد أن الصمت ليس نقصاً، بل طاقة خفية وضرورة حياتية تطهّر النفس وتتخذ أشكالاً شتّى، غالباً ما تكون أبلغ من الكلام نفسه. وهو ليس أيضاً هروباً، بل قيمة وجودية وجمالية وروحية وضرورة حياتية نادرة لها أبعاد عميقة في التجربة الإنسانية.
البطء الوجودي
هذه المقاربة لماهية الصمت وأنواعه لا تصدر عن تأمل نظري فحسب، بل عن تجربة شخصية مؤلمة يرويها المؤلف في فاتحة كتابه، إذ يعاني باسكال باتاي منذ أكثر من ثلاثين عاماً من طنين الأذنين، الأمر الذي جعله محروماً من ترف الصمت. هذا الألم المستمرّ حمله على أن يُدرك، بشكل مضاعف، كم أن الصمت حاجةٌ إنسانية ماسة ووسيلة لتهدئة العقل والجسم، وفي خضم هذه المعاناة، شكّلت الكتابة بحد ذاتها نوعاً من الشفاء، فبعد إصابته بسرطان الرئة وخضوعه لعملية جراحية ناجحة، عاد باتاي إلى الكتابة بروحٍ جديدة، باحثاً عن الهدوء و"البطء الوجودي" أو الإيقاع الذي يتيح له الإصغاء والتأنّي والتفكير، وبهذا المعنى، أصبح الصمت عنده مرادفاً للشفاء والمصالحة مع الذات. من هنا تأتي دعوته إلى أن "نتعلّم معاً أن نسمع الصمت، وأن نصغي إلى صوته" الذي يكون غالباً أقوى من الكلام. ألم يقل دوستويفسكي "الذي اختار الصمت، سبق أن قال كل شيء؟".
ضرورة التربية على الصمت والعمل على إيجاد مكان له في الحياة
لا يسعى باسكال باتاي في كتابه هذا إلى تمجيد الصمت والدفاع عنه على حساب الكلام، بل إلى وعيٍ دقيق بتوقيته ومعناه: متى نتكلّم؟ ومتى نصمت؟ وهل يستحق ما نقوله أن يُقال؟
في هذا السياق، يعود باتاي إلى حكمة قديمة تقول: "إن لم يكن كلامك أجمل من الصمت، فاصمت"، ومن هذه الزاوية، يرى الكاتب أن الصمت لا ينبغي أن يُخشى، بل يجب أن يُستعاد، ويُربّى في النفوس كما يُربّى الحياء والحكمة. فهو في جوهره ليس عجزاً عن التعبير، بل لعله أحياناً أكثر قدرةً على التعبير من الكلام نفسه، بوصفه أداةً للتواصل والإفصاح عن المشاعر بطرق غير لفظية.
ولئن كان الصمت ليس انكفاءً أو انسحاباً من العالم، فإنه لا يُغني عن الكلمة ولا يُناقضها، بل هو مكمّل ومهذّب لها، وشرطٌ من شروط صدقها، وفي إطار حديثه عن الصمت الموسيقي يتوقف باسكال باتاي عند عبارة موزارت الشهيرة: "الموسيقى ليست في النغمات، بل في الصمت الواقع في ما بينها". هذا الصمت الذي يفصل بين لحظتين موسيقيتين هو بحسب الموسيقي النمساوي ما يخلق الإحساس ويصوغ المعنى. كذلك الحياة، فهي ليست محصورة في الأحداث وحدها، بل في السكون في ما بينها؛ وهي ليست محصورة أيضاً في الكلمات، بل تنبض في صمت ما لم يُنطق به، ويكتب باتاي قائلاً: "كم من صمتٍ كان أبلغ من ألف كلمة؟ وكم من سكوتٍ كان إعلان حب أو فراق؟".
مسعى تربوي وفلسفي وثقافي
يُشبّه باسكال باتاي الصمت بالمجال الذي يولد فيه الإدراك والإبداع، ففي الصمت نقرأ ونفكر ونتأمل ونتعلّم ونواجه ذاتنا في أنقى صورها، ومن هذه الزاوية يدعو المؤلف قرّاءه إلى إعادة اكتشاف الصمت باعتباره مسعى تربوياً وفلسفياً وثقافياً في آن واحد، مدافعاً عن ضرورة التربية عليه والعمل على إيجاد مكان له في حياتنا الشخصية والعائلية والاجتماعية. فالصمت برأيه، إن استُعيد بوعي، يصبح لحظة لقاء مع الذات والآخر والطبيعة وما فوق الطبيعة، فهو لغةُ الداخل وفضاءُ التأمل ومجالُ الإصغاء، وشكلٌ من أشكال الوجود الأكثر عمقاً وكثافة.
يختم باتاي تأمله كما بدأه بنبرة شاعرية وفلسفية قائلاً إننا لسنا بحاجة إلى إسكات العالم، بل إلى إيجاد فسحة في داخلنا نستقبل فيها الصمت، كما نستقبل ضيفاً عزيزاً قلّ مجيئه، داعياً إيانا إلى الإصغاء ليس إلى كل ما يُقال فقط، بل إلى ما لا يُقال، وإلى منح أنفسنا لحظات من السكون، لا هرباً من العالم، بل عودةً إلى جوهره ومحاسن كلامه في موازنة حلوة بين الكلام والسكوت، لا تُقصي الكلمة، بل تهذّبها، وتمنحها الصدق والمعنى. 
"رسالة" باسكال باتاي الصغيرة "في الصمت لخدمة شديدي الصِّياح والجلبة" هي رسالة جميلة، تذكّرنا بكتاب الرحالة النرويجي إيرلنغ كيج "الصمت في عصر الصخب"، الذي دافع فيه أيضاً عن الصمت كحاجة بقاء فعليّة، مؤكداً أن أسرار العالم تكمن في الهدوء والسكون، وهو الذي سافر إلى القطب الشمالي لمدة خمسين يوماً مشياً على الأقدام، دون أن يرافقه أي جهاز تواصل مع العالم.
يشار إلى أن باسكال باتاي (مواليد 1960)، درس الأدب والفلسفة وعلوم تقنيات الإعلام والاتصال، ومارس لفترة الصحافة السياسية وعمل في مجال النشر، قبل أن يتفرّغ إلى إنتاج وتقديم البرامج الإذاعية والتلفزيونية. أصدر كتباً بالاشتراك مع آخرين، منها: "دليل المختلف" (1988)، و"دليل البقاء على قيد الحياة في كاب فيريت، إريكبونييه" (2017).
* كاتبة وأكاديمية من لبنان
## واقع المؤسسات الثقافية الفلسطينية: رقمنة محاصَرة
29 July 2025 05:20 AM UTC+00
في محاولة لقياس مدى استعداد المؤسسات الثقافية الفلسطينية لمواكبة التحوّلات الرقمية، أصدر مركز "صدى سوشال" دراسة جديدة بعنوان "الجاهزية الرقمية للمؤسسات الثقافية في الضفة الغربية والقدس تحت الأزمات والحروب"، أعدّتها الباحثة بثينة حمدان، وسلّطت من خلالها الضوء على التحديات التي تعيق التحول الرقمي في المؤسسات الثقافية العاملة تحت ظروف استثنائية من الحصار السياسي والاقتصادي، وتحت وطأة الحروب والانقطاع التكنولوجي.
اعتمدت الدراسة على عينة مكونة من 51 مؤسسة ثقافية وفنية تنشط في الضفة الغربية والقدس، وكشفت عن صورة دقيقة لحالة الرقمنة في المشهد الثقافي الفلسطيني. وتبين من خلال نتائجها وجود تباين واضح بين وعي المؤسسات بأهمية التحول الرقمي من جهة، وبين ضعف الإمكانيات التقنية والمادية والبشرية من جهة أخرى، ما يحول دون تنفيذ خطط رقمية مستدامة أو تطوير بنية رقمية تواكب الحاجات المتزايدة للقطاع الثقافي.
رغم أن بعض المؤسسات أطلقت مشاريع رقمية أو قدّمت تدريبات مرتبطة بالتقنيات الحديثة، لا تزال هذه المبادرات مبعثرة وغير مدارة ضمن رؤية رقمية شاملة. وهو ما يقلل من فرص استثمار الرقمنة في تعزيز الهوية الثقافية، وتسويق الإنتاج الأدبي والفني، والأهم من ذلك، في خلق مردود اقتصادي مباشر للفنانين والكتّاب.
بحسب ما بيّنته الدراسة، فإن 57% من المؤسسات تأسست بعد عام 2000، في حين أن 43% منها تعود إلى فترات زمنية أقدم، وبعضها يمتد إلى عشرينيات القرن الماضي. ويعكس هذا التوزيع عمق التجربة الثقافية الفلسطينية من جهة، والحاجة الماسة إلى حمايتها من التهديدات الرقمية من جهة أخرى.
تنوّعت اختصاصات المؤسسات بين الفولكلور والتراث، الأدب، الكتب والنشر، الفنون البصرية، المسرح، الموسيقى، ما يدل على حيوية المشهد الثقافي وتعدديته، ولكنه يُبرز في الوقت ذاته الحاجة إلى أدوات رقمية قادرة على تمكين هذا التنوع من البقاء والانتشار.
أظهرت الدراسة أن 66% من المؤسسات قدّمت تدريبات رقمية للفنانين والكتّاب والحرفيين، فيما ثلث المؤسسات لم توفّر أي تدريب داخلي لموظفيها. ويكشف هذا الواقع عن غياب التوازن في تطوير الكوادر الإدارية والفنية، ما يضعف تكامل العمل الرقمي داخل المؤسسة، ويجعلها عرضة للارتجال والقرارات الموسمية. كما كشفت النتائج أن 8% من المؤسسات لا تمتلك حواسيب أو اتصالاً بالإنترنت حتى الآن، ما يطرح تساؤلاً عميقاً حول كيفية إنجاز أي عمل ثقافي في غياب الحد الأدنى من أدوات التواصل الرقمي.
وفقط 55% من المؤسسات تتلقى دعماً فنياً منتظماً لصيانة أجهزتها، بينما نصف العينة تقريباً تستخدم أدوات رقمية تقليدية، مع تراجع واضح في استخدام البرمجيات (21.6%) والتطبيقات (15.7%)، وهو ما يضعف فرص الاستفادة من الأدوات الرقمية في التوثيق والتفاعل والابتكار.
تُظهر الأرقام أن 65% من المؤسسات لا تملك أي أنظمة لحماية البيانات، وأن 70% منها لا تمتلك خوادم رقمية لتخزين بياناتها. أما الحوسبة السحابية، فلا تستخدمها سوى 31% من المؤسسات، في حين أن 11.8% فقط لديها منظومة رقمية متكاملة.
في المقابل، تمتلك 67% من المؤسسات أنظمة تعافٍ من الكوارث، لكن يبقى ثلثها بلا أي وسيلة حماية رقمية، ما يعرّض بياناتها ومحتواها الثقافي لخطر الفقدان في حال نشوب حروب أو وقوع هجمات سيبرانية، في تناقض واضح مع ما تنص عليه المادة 9 من سياسة أمن المعلومات بشأن ضرورة استخدام التخزين السحابي لضمان سلامة البيانات.
ورغم أن 73% من المؤسسات تمتلك موقعًا إلكترونيًّا، لكن 41% من هذه المواقع غير فعالة، كما أن 25.5% فقط أطلقت مشاريع رقمية، و37.3% فقط تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعكس ضعفًا كبيرًا في توظيف التكنولوجيا الحديثة في خدمة التوثيق الثقافي، وتحليل المحتوى وتصنيفه وإنتاجه .
في ما يخص العمل تحت الأزمات، أشارت الدراسة إلى أن نصف المؤسسات تعتبر نفسها قادرة على العمل عن بُعد، في حين أن النصف الآخر إما غير قادر وإما قادر جزئيًّا. فقط 11% من المؤسسات ترى أنها تستطيع الاستمرار عن بعد لمدة عام، ما يكشف عن اعتمادها على أدوات محدودة لا تلبّي الحاجة في الظروف الاستثنائية.
أما من حيث التخطيط للأزمات، فإن 52.9% من المؤسسات لا تمتلك أي خطة رقمية بديلة، ما يعكس غياب التفكير الاستباقي، واستمرار الاعتماد على ردات الفعل اللحظية بدلًا من السياسات المؤسسية المستقرة.
تشير الدراسة إلى أن أبرز التحديات التي تواجه المؤسسات في مسارها الرقمي تتمثل في: نقص التمويل (بنسبة 90.2%)، ثم ضعف البنية التحتية (52.9%)، ونقص الكوادر المؤهلة (43.1%)، وضعف التفاعل الجماهيري والتسويق (33.3%)،
وضعف الوعي بأهمية الرقمنة (25.5%)، وتحديات قانونية وتشريعية (15.7%).
رغم هذا، أبدت 90% من المؤسسات تأييدها لفكرة إنشاء بوابة رقمية وطنية موحدة تجمع الفاعلين الثقافيين من أفراد ومؤسسات، لتكون منصة لحماية الإنتاج الثقافي الفلسطيني وتوثيقه وترويجه.
في خلاصة الدراسة، عبّر 94.1% من المشاركين عن قناعتهم بأن الرقمنة تُسهم بشكل مباشر في نشر الثقافة الفلسطينية وتعزيز تأثيرها محليًّا ودوليًّا. ما يعني أن هناك وعياً عامًّا بأهمية الرقمنة، لكنه في حاجة إلى أن يتحوّل إلى استراتيجية وطنية رقمية شاملة، مبنية على رؤية تحمي الثقافة وتعزّز دورها بوصفها مسارًا للصمود والوعي والبناء.
تقول الباحثة بثينة حمدان في تصريح خاص لـ"العربي الجديد" إن الدراسة تُطلق "إنذاراً لهذه المؤسسات المعنية بحفظ التراث والهوية الفلسطينية، كي تضع نصب أعينها تطوير البنية التحتية الرقمية وخبرات العاملين في تكنولوجيا المعلومات، لما سيكون له من أهمية خاصة في مواجهة الأزمات والحروب". وتضيف حمدان أن "حرب الإبادة على قطاع غزة، وما نجم عنها من تدمير للموروث الثقافي، إلى جانب تجربة جائحة كورونا، تمثلان إنذاراً إضافيًّا". مشيرةً إلى أن بعض الفرق الفولكلورية في غزة فقدت أرشيفًا يمتد عمره إلى أكثر من أربعين عامًا، في ظل الإبادة، ما يجعل من حماية البيانات وإعداد نسخ رقمية احتياطية قضية بقاء ثقافي قبل أن تكون تقنية.
## آخ يا زياد
29 July 2025 05:24 AM UTC+00
المشهد الأول: صيف 1989. فتى في الثامنة، يعيش لحظة هدنة ما، بعد معارك عنيفة وصلت صواريخها إلى الشارع الذي يسكن فيه، وكادت تقتل أخاه. في تلك الهدنة، ينتظر عبر أثير إذاعة صوت الشعب برنامجه المفضل المخصص للأطفال: تنذره موسيقاه وكلمات مؤدّيه "نعمٌ نعمٌ نعمٌ نعمٌ أنا عدّول في خدمتكم". وفي الانتظار فقرة إخبارية ومن بعدها أغنية لزياد الرحباني مناسبة لكلّ ما يعيشه الفتى وأهله والشارع والمدينة والوطن كلّه: "أنا مش كافر بس البلد كافر". يحفظها الفتى ويرددها لأقرانه في الملعب، فيشعر للحظة أنّه أهمّ منهم، قبل أن يعاود لعب الكرة بعبوة الصودا الفارغة الصدئة معهم، فتدور المطاحشة وتختلط السيقان وتمتلئ بالكدمات والخدوش بالتساوي.
المشهد الثاني: أواخر شتاء 1997. كبر الفتى، وها هو يتهيأ لامتحانات الشهادة المتوسطة. ما زال يحفظ الأغنية، لكنّ مراهقاً آخر في الفصل يعرف عنها وعن صاحبها أكثر منه. يعرف أغاني عدة، ويحفظ بعض العبارات المسرحية، التي لطالما سمع بعضهم يقولها من دون أن يبالي كثيراً بها في حمّى غرقه بأخبار الرياضة وحدها مونديالاً وأولمبياداً وبطولات محلية وعالمية. لكنّ حدثاً عجائبياً وقع له، إذ صادف بسطة لبيع ما يبدو أنّها مسروقات بالية، وبين معروضاتها ثلاثة أشرطة كاسيت زرقاء شفافة، يحمل كلّ منها ورقة لاصقة خُطّ عليها: "نزل السرور 1"، "نزل السرور 2"، "نزل السرور 3". كان يعرف تلك المسرحية، أو على الأقل اسمها واقتباسات زميله منها. أنفق كلّ ما يملك في جيبه وظفر بتلك الغنيمة التي أنسته مشواره، إذ عاد إلى المنزل، وأمضى معظم ليلته مصادراً المسجلة، مستمعاً بنهم إلى كلّ كلمة ولحن. لم يعد الفتى كما كان قبلها. هو شعر بذلك، كما شعر كلّ رفاقه. لكنّ شعوره بأنّه أهمّ منهم هذه المرة صاحبته رغبة في أن يعلّمهم ما تعلّم، ربما نكاية بزميله ذاك، فمضى يعير كلّ واحد منهم الأشرطة الثلاثة يومياً، حتى استمع إلى "نزل السرور" عشرون فتى، وثلاث فتيات. هل شعروا بما شعر به؟ محتمل... لكنّه أضاف إلى شعوره الأول قدرته على التأثير فيهم مبشّراً بزياد.
المشهد الثالث: أواخر ربيع 2006. كان رائعاً أن يتمكن الصحافي من الحصول على آخر ثلاث بطاقات في حفل لمسرحية "شي فاشل" في مسرح قصر أونيسكو. هي إعادة إنتاج ناجحة للمسرحية التي يحفظها حرفاً حرفاً، وليست لصاحبها الأصلي علاقة مباشرة بها هذه المرة. ذهب مع شقيقيه ولعبت الصدفة الغريبة والسعيدة لعبتها في أن تكون مقاعدهم آخر ثلاثة في قاعة المسرح الكبير، عند الزاوية العليا يسار الخشبة. جلسوا في العتم، وكانت لحظة دهشة نادرة مع انتهاء العرض أنّ زياد شخصياً يجلس في أقصى الزاوية إلى جانبهم، وأنّهم أول من حيّاهم في تلك الليلة.
المشهد الرابع: صيف 2018. كانت الحياة أحلى، في الخاص والعام رغم كلّ المآسي التي تحيط بالوطن الصغير، وكثير من المنغصات. نعم كانت الحياة أحلى، وأحلى ما فيها حفل افتتاح موسيقي لمهرجانات بيت الدين، جهد مع أصدقائه للحصول على بطاقاته وتمكنوا منها. رحلة تختلط فيها مشاعرهم وأحلامهم وأذواقهم الموسيقية والفنية والاجتماعية حتى. كلّها يجمعها مدرج كبير يجلسون في مرتفعاته البعيدة ويصرخون الأغنيات صراخاً يضمهم إلى جوقة عظمى من مرددي ألحان زياد وهو جالس إلى البيانو، ومن حوله فرقته، ويبدو المسرح بهم جميعاً مثل شهاب يخترق أمواج الظلمة ويلوّن السماء. كانت سحراً لا يُنسى تلك الليلة بكلّ من فيها وما فيها.
المشهد الخامس: صيف 2021. الأزمة الاقتصادية في أقسى مستوياتها. الوقوف اليومي في طوابير لا تنتهي بات واقعاً لا مفرّ منه، كما انقطاع الكهرباء وتسلق السلالم. حرّ يترافق مع كوفيد-19 وتبعات انفجار المرفأ... بيروت لم تعد كما كانت. على الشاطئ الصخري ينتقل صديقه البحري من سرد معاناة ثقيلة إلى واحدة أثقل، فيبدي استغرابه لكلّ هذه القصص ويصرخ مستنكراً: "شو هيدا ولو". يبتسم الصديق ويخبره أنّ ما صرخ به هو مطلع أغنية لم تسجل بعد لزياد، وهو الذي يدّعي دائماً أنّه عارف بكثير من أخبار جاره. ورغم عدم تيقّنه من ذلك تماماً، يُسرّ باحتمال أن تتناغم صرخته العفوية مع أغنية سيستمع إليها بشغف يوماً ما.
المشهد السادس: 26 يوليو/تموز 2025: انتهى كلّ شيء. يتألم وهو يعدّ الخبر لغلاف الصفحة الأولى. مات زياد الرحباني. مات الصديق والأخ... آخ يا زياد.
## بيروت تغني من جديد
29 July 2025 05:26 AM UTC+00
ينتظر جمهور المهرجانات الفنية في لبنان حفلة الفنانة السورية أصالة نصري، المقررة في منتصف شهر أغسطس/آب المقبل في "فوروم دو بيروت"، إحدى أكبر صالات العروض في البلاد. تمثّل هذه الحفلة عودة مرتقبة لأصالة بعد أكثر من 15 عاماً على غيابها عن الساحة الفنية اللبنانية، باستثناء بعض إطلالاتها التلفزيونية.
صاحب فكرة الحفلة ومنتجها الفني حسن كسيرة أكد أن الإقبال على التذاكر كبير، ليس فقط من داخل لبنان بل أيضاً من خارجه، لا سيما من سورية. وأعرب كسيرة عن أمله في أن تبقى الأوضاع الأمنية مستقرة، خاصة أن حفلة أصالة العام الماضي أُلغيت بسبب حرب الاحتلال الإسرائيلي على لبنان.
بدوره، يستعد النجم المصري عمرو دياب لزيارة بيروت مجدداً، بعد أن حقق نجاحاً لافتاً خلال العامين الماضيين في العاصمة اللبنانية، بمبادرة المحامي ربيع مقبل، أحد أبرز منظّمي حفلات دياب في بيروت التي تشهد عادة حضوراً جماهيرياً كبيراً.
شهد لبنان هذا الموسم مجموعة من الفعاليات الفنية المتنوعة التي أعادت الحياة إلى المشهد الثقافي، وأنعشت السوق الفنية، رغم الحضور العربي الخجول الذي يُسجّل على فترات متقطعة.
ورغم التحديات الاقتصادية، فإن معظم الحفلات في بيروت اعتمدت على الرعاية التجارية، ما ساهم في خفض أجور الفنانين لأسباب متعددة. ومع ذلك، غصّت القاعات بالجمهور، بل امتلأت بالكامل في بعض المناسبات. فعلى سبيل المثال، بلغ عدد الحضور في مهرجان "أعياد بيروت" نحو 2500 شخص، إذ شهدت الليلة الأولى التي أحيتها ماجدة الرومي إقبالاً جماهيرياً كبيراً، بعد سنوات من غيابها عن الغناء في العاصمة.
الفنان السوري الشامي بدوره حقق حضوراً جماهيرياً لافتاً، خاصة بين فئة المراهقين والأطفال. وقدّم جوزف عطية حفلة شبابية مميزة، بينما استطاع آدم أن يجذب جمهوراً متنوعاً من مختلف الأعمار، غنّى معه ساعتين متواصلتين، مردداً أغانيه التي يحفظها عن ظهر قلب. يتميز آدم بصوته المطواع وإلمامه العميق بأصول الغناء الشرقي، ويقدّم عروضاً حيّة تتجاوز حدود الأداء التقليدي، مدعوماً بفرقة موسيقية محترفة تشكّل معه ثنائياً متناغماً يُثبت جدارته بعيداً عن أضواء النجومية المصطنعة أو المقابلات الترويجية التي لا يفضّلها كثيراً.
إليسا، كعادتها، تشارك هذا الموسم في حفلة ضمن فعاليات "أعياد بيروت"، وسط توقّعات بنجاح جماهيري كبير، لا سيما بعد مشاركتها الأخيرة في مهرجانات جدة بالمملكة العربية السعودية.
أما الحفلات الموازية للمهرجانات، وتُقام غالباً في كازينو لبنان، فتجمع نخبة من الفنانين، وتستقطب جمهوراً نخبوياً مقارنةً بالحضور الشعبي الذي تشهده المهرجانات الكبرى. من بين الفنانين الذين أحيوا حفلاتهم هناك: ملحم زين، ومروان خوري، وإليسا، وآدم، وفارس كرم، مع حفلة مرتقبة لملحم زين في الثاني من أغسطس.
وتُحيي نوال الزغبي حفلة خاصة في 22 أغسطس في "بيروت هول"، التي شهدت أخيراً حفلة ناجحة للفنانة كارول سماحة، نالت خلالها إشادة كبيرة من الجمهور، سواء من حيث جودة الأداء الغنائي أو التفاعل الحي الذي عكس حضورها الفني القوي، من دون الحاجة إلى مؤثرات أو تقنيات إضافية. وتستمر سماحة في تحقيق النجاحات بعد عرض مسرحيتها الغنائية "كله مسموح" في مهرجانات بيت الدين، وسبقتها عروض ناجحة في كازينو لبنان خلال شهر يونيو/حزيران الماضي.
## استعادة "اللجاة" راهناً: نقد البيئة وتقاليدها بنصّ سينمائي
29 July 2025 05:29 AM UTC+00
اللجاة أراضٍ تقع في الجنوب السوري، بين محافظات دمشق ودرعا والسويداء. أراضٍ زرعها بركان بالحجارة والعطش، لتشكّل متاهة صحراوية مخيفة، فيها قرى ونجوع، كانت ملاذاً للهاربين الخائفين، تعيش على إيقاع الشظف المتحكّم في كلّ شيء، من شربة الماء إلى دمعة الشوق المستحقّة. عالم قاسٍ، تحكمه قوانين العزلة والصمت.
من مواد هذا المكان، صنع المخرج السوري رياض شيّا (1954 ـ 2016) "اللجاة" (1995، وهناك من يقول 1993)، عن رواية "معراج الموت" (1989) للسوري ممدوح عزام (1950)، ابن تلك البيئة، الذي أرّخ علاقاتها الاجتماعية نقداً وتفكيكاً، والذي اتّكأ عليه شيّا في إعادة صوغ الرواية بطريقة بصرية، بوصفها نصّاً موازياً للرواية المكتوبة، مُتتبّعاً أسلوبية مركّبة في إعداد اللقطة السينمائية، وفي احتشاد بصري للسينوغرافيا ودلالاتها، كقماشة بصرية متماسكة، وقادرة على النطق.
بفضل تجربة شخصية، عرفت أنّ رياض شيّا يكره الحوارات التي تشرح الصورة، ربما لتأثّره بالسينمائيين السوفييت، وأبرزهم أندريه تاركوفسكي. وربما لتخرّجه من قسم الأفلام العلمية في "المعهد العالي للسينما في عموم الاتحاد السوفييتي (VGIK)"، حيث الصورة قلم يمكنه رصد الحالة، ثم إطلاقها رسالة جمالية أولاً. على هذا، خرج "اللجاة"، مُكرّساً المُشاهدة بوصفها فعل قراءة يتصل بالتأثير طويل الأمد على المتلقي، فالصورة السينمائية كالحلم، تصنع لنفسها مكاناً في النفس البشرية.
دخل رياض شيّا حلبة أفلام البيئات السورية، إذْ تسابق مخرجون سوريون، بتمويل "المؤسّسة العامة للسينما" بدمشق، إلى صنع أفلام عن بيئاتهم التي أتوا منها (وبعضهم عن سيرته الذاتية). فالحَمَويّ أفْلَم البيئة الحَمَوية، كما فعل الدمشقي والحلبي والساحلي. و"اللجاة" تعبيرٌ عن بيئة السويداء، المنفردة بصفات تراثية خاصة كغيرها من البيئات المختلفة في سورية. لكنّه، على عكس الأفلام الأخرى التي كانت تُدين الدولة وتصرّفاتها بحقّ الشعب، دخل شيّا مهاجماً بيئته ومحاسباً إياها، برصده الحراك العاطفي للمرأة وردات أفعال الذكور الظالمة عليه، غير عابئ بأسباب هذا الظلم ومرجعياته التراثية والفولكلورية. والظلم أحد عمليات الاستبداد المدمّر للاجتماع البشري، فكيف باتحاد الطبيعة والذكورية على جسد المرأة المحاصر، فتبدو الذكورية صنواً للجبن؟ مزّق شيّا، كما ممدوح عزام، صُوراً كثيرة للرجولة، المهترئة بالنسبة إلى العصر والأوان، والزائفة أمام الطبيعة الصخرية الشحيحة، بتحويل الرواية إلى صُوَر عن الرجولة الوهمية، والخوف من جسد المرأة، فظهر الاستبداد مُضنياً.
الخوف رائحة السجن، والعنف تعبيره البشري. وافقت سلمى على سعيد، بلا لقاء أو حب، لتهرب من سجن أسري ظنّت أنّ حدوده لا مثيل لها، فاكتشفت هول اتّساع السجن مع عائلتها الجديدة، المتحالفة بالأعراف مع عائلتها التي غادرتها إلى سجن الزواج، بقضبانه التراثية والعرفية وبتقاليده، لتسقط في العنفين الزوجي والعائلي. وعندما حاولت كسر تلك القضبان، بعد هجرة زوجها، استلطفت شاباً وأحبّته، وأرادت الطلاق من سعيد والزواج منه، تصدّت لها العائلة والقبيلة، وقرّرت إعدامها بالزجاج المطحون مع الطعام، كطريقة عُرفية للاغتيال من دون دلائل وإثباتات، باستثناء ما تفاهمت عليه العشيرة من حفظ الشرف الذكوري، الخائف الأكبر من أجساد النساء.
هنا، يفترق رياض شيّا عن موجة أفلام البيئة لزملائه المخرجين السوريين. فالشرف الذكوري قاسم مشترك لكلّ البيئات السورية، واللجاة و"قوانينها" نسخة عن سورية بتفاصيلها التسلطية كلّها، سياسةً وثقافةً واجتماعاً، بغضّ النظر عن "تكريم" المرأة، بجعلها بؤرة الشرف الرجاليّ، الذي يُقابله بشكل لصيق العار الرجاليّ أيضاً. ما من إشارة تُهدّد "الرجولة"، ولو من بعيد أو على سبيل الظن، ليكون الإزهاق بديلاً لهذا الشرف، فالجريمة مُساوية للشرف. هذا ما يُمكن فهمه من "لجاة" شيّا، حيث الرهافة والحب والكرامة تُقابل تماماً القسوة والجنون والذعر، في انجدال تفاعلي بين الحب والإقدام، وأيضاً بين المعاقبة والجبن.
هكذا حكى رياض شيّا بصرياً عن بيئته السويداء وريفها الأجرد، وعن تراثها الخاص، قاصداً الدعوة إلى منع الطبيعة من استمرار التصحّر والتصخّر ومحاصرة الناس بالقسوة والخوف، واستبدال هذا كلّه بالحب والحرية، وبمعنى أكثر جمالية للحياة البشرية، داعياً المتلقّين إلى التخلّص من فوبيا جسد الأنثى، بوصفه طريقاً للتخلّص من فوبيات كثيرة، لعلّها تستطيع زرع هذه اللجاة الرجيمة وإكسائها بقيم الجمال والإنسانية.
هذه اللجاة تشبه حياتنا بلا سينما ولا فن. واليوم، يتواطأ كثيرون على اغتيالها بلا دليل جنائي، كما اغتيلت سلمى بهمجية مُفرطة. بهذا الاغتيال، سنذهب جميعاً إلى لجاة لن نعبرها.
 
## "اللي باقي منك"... لحظة فقدان البيت والبستان في يافا
29 July 2025 05:31 AM UTC+00
تنطلق الدورة الرابعة عشرة من مهرجان بلاك ستار (BlackStar Film Festival) بين 31 يوليو/تموز الحالي والثالث من أغسطس/آب المقبل، محتفية بما يزيد عن 90 فيلماً من 40 بلداً حول العالم. يُعرف هذا المهرجان، الذي تأسس في فيلادلفيا الأميركية، ليكون منصة للأصوات المستقلة، بأنه أكثر من مجرد تظاهرة سينمائية؛ هو فضاء للنقاش والتعلم والتواصل، تتقاطع فيه العدالة الاجتماعية مع التعبير الفني، وتُمنح فيه المساحات للأصوات المهمّشة كي تُسمع وتُرى وجوه أصحابها.
ضمن هذا الزخم المتعدد الثقافات والمرجعيات، يبرز فيلم "اللي باقي منك" للمخرجة الفلسطينية الأميركية شيرين دعيبس، واحداً من أبرز العروض الخاصة لهذه الدورة، ومساهمةً فنية تستحق التوقف أمامها نقدياً وتحليلياً، ليس لكونها فقط تحكي عن فلسطين، بل لأنها تفعل ذلك بلغة سينمائية ناضجة، تتجاوز الشعارات، وتغوص عميقاً في نسيج التجربة الإنسانية. يتناول حكاية 75 عاماً، ليروي قصة عائلة فلسطينية من نكبة 1948 حتى انتفاضة أواخر الثمانينيات، مستخدماً تقنية السرد المتداخل؛ إذ تتحدث الأم، التي تلعب دورها دعيبس نفسها، في مشهد محوري إلى الكاميرا مباشرة، لتروي حكاية ابنها المصاب، لكنها سرعان ما تنسحب إلى الماضي، إلى جذور الألم، إلى لحظة فقدان البيت والبستان في يافا، وإلى المعتقلات، ثم التهجير والمعيشة القسرية في الضفة الغربية.
ربما لا يكون من السهل تناول موضوع مثل النكبة سينمائياً من دون السقوط في فخ الخطابة أو التوثيق الجاف، لكن دعيبس تتمكن من تحويل المأساة إلى ملحمة شخصية، عبر شخصيات من لحم ودم، تتقاطع حياتها مع التاريخ، من دون أن تذوب فيه. يأتي هذا الفيلم ضمن مسار ما تمكن تسميته سينما الشتات الفلسطيني، وهي موجة من الأعمال التي ظهرت خلال العقدين الأخيرين على يد مخرجين ومخرجات من أصول فلسطينية، يعيشون في المهجر، ويستخدمون أدوات السينما المستقلة لسرد حكايات تتجاوز الإطار الوثائقي أو السياسي المباشر. هذه الموجة، التي يُمكن أن نضم إليها أعمال إيليا سليمان، وآن ماري جاسر، ومهدي فليفل، ومي المصري، تسعى إلى إعادة رسم ملامح الهوية الفلسطينية بصيغ فنية مركبة، تمزج بين اليومي والتاريخي، وبين الخصوصي والعام.
في هذا السياق، لا يبدو فيلم دعيبس استثناءً، بل يمثل تطوراً لافتاً في هذه الموجة، فهي مخرجة تميل رؤيتها إلى ما بعد الواقعية، إذ يتداخل التوثيق مع الحكي، والحميم مع السياسي. وقد سبق لها أن قدمت هذا المنهج في فيلمها الروائي الأول "أمريكا" عام 2009، الذي حصد إعجاب النقاد في مهرجان صندانس. لكن "اللي باقي منك" يبدو أكثر طموحاً، من ناحية البنية الدرامية والزمن السردي والتشظي العاطفي.
في أحد تصريحاتها، قالت دعيبس إنها تشعر بأنها تعيش في مكان ما بين الثقافات، وأن ما تحاول التقاطه في أفلامها، هو تلك المسافة الرمادية بين الفقد والانتماء. هذه المسافة التي تحدثت عنها دعيبس تحديداً هي ما تمنح فيلمها نبرة خاصة. فهو لا يسعى إلى تقديم فلسطين رمزاً أو أُسطورة، بل حياة مجروحة، وممتدة، ومتناقضة، وتعيش يوماً بيوم تحت الاحتلال، لكنها لا تتوقف عن الرقص، أو الحلم، أو تعليم الأطفال.
تُقدم دعيبس شخصياتها ضمن شبكة من المشاعر المركّبة، فهنا الجد الذي لا يتنازل عن روايته، والابن الذي يبحث عن مخرج، والحفيد الذي يُجبر على اتخاذ قرار وجودي. ومع أن الفيلم لا يتجنب المشاهد القاسية، إلا أنه لا يغرق في العنف، بل يحوّله إلى خلفية وجودية، تسائلنا نحن المشاهدين: ماذا يعني أن تكون فلسطينياً بعد 75 عاماً من الطرد والمنفى؟ وماذا يبقى منا بعد كل هذا؟
ليس من المبالغة القول إن عرض هذا الفيلم في "بلاك ستار" يضيف طبقة دلالية مهمة. فالمهرجان، الذي يحتفي بالأفلام المستقلة، ويمنح الأولوية للأصوات السوداء والهويات المهمّشة، يُمثل مكاناً طبيعياً لعرض عمل كهذا؛ إذ تتقاطع تجربة الشعب الفلسطيني مع نضالات الشعوب الأصلية، والأقليات، والجاليات المهمشة حول العالم، وكلها تبحث عن مساحة للقول والرؤية.
وفي هذا التقاطع تحديداً، تظهر أهمية سينما الشتات بوصفها فعل مقاومة ثقافية، يعيد عبره صُنّاع الأفلام تشكيل السردية من منظورهم الخاص، بعيداً عن هيمنة السوق أو الخطاب الاستشراقي. ما يمنح فيلم "اللي باقي منك" قوته، ليس فقط ما يقوله، بل كيف يقوله، ومن يقوله، ولمن. ففي زمن يتسارع فيه محو الذاكرة الفلسطينية، تُشكل أعمال مثل فيلم شيرين دعيبس ضرورة فنية وأخلاقية. إنها تُعيد ترتيب الحكاية، لا لتقنعنا بعدالة القضية فقط، بل لتجعلنا نشعر بها، ونراها، ونتنفسها.
## مستشفى العودة: 30 شهيداً وصلوا صباح اليوم جراء عدة استهدافات شنها الاحتلال في منطقة المخيم الجديد شمال النصيرات وسط قطاع غزة
29 July 2025 05:33 AM UTC+00
## الجيش التايلاندي يتّهم كمبوديا بانتهاك وقف إطلاق النار والأخيرة تنفي
29 July 2025 05:37 AM UTC+00
اتّهم الجيش التايلاندي كمبوديا بانتهاك وقف إطلاق النار الذي توصّل إليه البلدان بوساطة ماليزيا وبدأ سريانه في منتصف ليل الاثنين (17:00 بتوقيت غرينيتش) لوقف الاشتباكات الحدودية الدائرة بينهما منذ خمسة أيام، مشيراً إلى أنّ القتال تواصل اليوم الثلاثاء في مواقع حدودية عدة، فيما تأجل اجتماع بين قادة جيشي تايلاند وكمبوديا كان من المقرر عقده في الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي (03:00 بتوقيت غرينتش) اليوم.
وقال نائب المتحدث باسم الجيش التايلاندي ريتشا سوكسوانون في بيان إنّه "بعد إعلان وقف إطلاق النار، أُبلغ عن اضطرابات في منطقة فو ماكوا تسبّب فيها الجانب الكمبودي، ما أدّى إلى تبادل لإطلاق النار بين الجانبين استمرّ حتى صباح اليوم" الثلاثاء، "كما وقعت اشتباكات في منطقة سام تايت استمرت حتى الساعة 5:30". وكان البلدان قد اتفقا أمس الاثنين، في ختام محادثات سلام جرت في ماليزيا، على "هدنة فورية وغير مشروطة"، يبدأ سريانها في منتصف ليل الاثنين-الثلاثاء لإنهاء اشتباكات دارت بينهما طوال خمسة أيام حول عدد من المعابد الأثرية في مناطق متنازع عليها على امتداد حدودهما البالغ طولها 800 كيلومتر.
بدوره، قال المتحدث باسم الجيش التايلاندي وينتاي سواري في بيان إنّه "عند دخول الاتّفاق حيّز التنفيذ، رصد الجانب التايلاندي أنّ القوات الكمبودية شنّت هجمات مسلحة على مناطق عدّة داخل الأراضي التايلاندية". وأضاف أنّ "هذا الأمر يشكّل انتهاكاً متعمّداً للاتفاق، ومحاولة واضحة لتقويض الثقة المتبادلة. تايلاند مضطرة للردّ بطريقة مناسبة في إطار ممارستها حقّها المشروع في الدفاع عن النفس".
في المقابل، نفت المتحدّثة باسم وزارة الدفاع في كمبوديا مالي سوتشيتا وقوع "أيّ اشتباكات مسلّحة بين الطرفين في أيّ مناطق". بدوره، أكّد رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت في منشور على "فيسبوك"، صباح اليوم الثلاثاء، أنّ "الجبهة هدأت منذ دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في منتصف الليل". واندلعت الاشتباكات بين الطرفين الخميس، وقد أسفرت عن مقتل 38 شخصا على الأقل ونزوح حوالي 300 ألف آخرين.
ويأتي هذا في وقت قال فيه متحدث باسم الجيش التايلاندي لـ"رويترز" إنه تم تأجيل اجتماع بين قادة جيشي تايلاند وكمبوديا كان من المقرر عقده في الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي اليوم الثلاثاء، مضيفا أنه لم يتم تحديد موعد جديد للمحادثات حتى الآن. من جانبه، أشار المتحدث باسم الحكومة التايلاندية جيرايو هوانجساب في حديث للصحافيين إلى أنه لا يزال الجيشان التايلاندي والكمبودي بحاجة إلى الاتفاق على مكان الاجتماع لإجراء محادثات بعد تأجيل المفاوضات بين بعض القادة، وذلك عقب اتفاق وقف إطلاق النار بين البلدين.
وأكد أن تايلاند ستخطر الولايات المتحدة والصين، اللتين شاركتا في مفاوضات وقف إطلاق النار أمس الاثنين، بالانتهاكات التي ارتكبتها كمبوديا منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في منتصف الليل.
(فرانس برس، رويترز)
## الرحلات الغامضة... أغرب تذاكر السفر في العالم
29 July 2025 05:54 AM UTC+00
عادةً ما تسعى شركات الطيران إلى جذب العملاء من خلال تقديم عروض متنوعة، سواء على صعيد الأسعار أو الوجهات، التي قد تكون غريبة أو تُعرف باسم الرحلات الغامضة (Mystery Flights). ويشهد السفر إلى أماكن غير مألوفة، عبر تذاكر رخيصة، إقبالًا متزايدًا. فبحسب استبيان أجرته مؤسسة Booking.com عام 2024، أفاد 52% من المسافرين حول العالم بأنهم يرغبون في خوض تجربة السفر إلى وجهات غريبة من خلال برامج المكافآت التي تقدمها شركات الطيران. كما أبدى نحو 47% من المشاركين رغبتهم في تجربة السفر إلى وجهات "مخفية" عبر تذاكر خاصة.
ويعكس هذا الاتجاه شريحة كبيرة من المسافرين الباحثين عن التشويق والتميّز وتوفير الوقت، خصوصًا أولئك الذين لا يملكون وقتًا كافيًا للتخطيط للسفر. فما هي أغرب تذاكر السفر حول العالم؟ وكيف يمكن الحصول عليها؟
الرحلات إلى وجهات مخفية
تُعرف الرحلات إلى وجهات غامضة أو "مخفية" بأنها رحلات لا يتم فيها الكشف عن الوجهة النهائية للمسافرين إلا قبل دقائق من الوصول. وتُعد هذه الرحلات باقات سفر قصيرة إلى وجهات مجهولة، تنطلق من مطارات عدة حول العالم، من بينها مطارات بريسبان، ملبورن، وسيدني، بالإضافة إلى مطارات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وتتيح هذه الرحلات قضاء عطلة تراوح بين يومين وسبعة أيام، وتشمل عادةً تكاليف الإقامة والنقل. تُعلن الشركات هذه التذاكر قبل نحو 6 أشهر، وتُبلغ المسافرين بوجهتهم قبل أسبوع من موعد الإقلاع، ليتمكنوا من تجهيز حقائبهم.
وتبدأ أسعار هذه الرحلات من نحو 2900 دولار وتصل إلى 5000 دولار لرحلة تمتد ليومين أو ثلاثة، وترتفع بحسب مدة الإقامة. ويكمن الإقبال على هذا النوع من التذاكر في رغبة كثيرين بكسر الروتين اليومي، وخوض تجربة مختلفة بعيدًا عن المألوف.
تذكرة الـ550 دولارًا
تعلن بعض شركات الطيران، في فترات محددة، طرح "تذاكر متعددة" بسعر رمزي لتشجيع السياحة، خصوصًا خارج موسم الذروة. فعلى سبيل المثال، أطلقت شركة الطيران Wizz Air خدمة اشتراك سنوي تتيح للمسافرين في بعض الدول الأوروبية القيام بعدد من الرحلات مقابل 499 يورو (نحو 550 دولارًا).
يستطيع المشتركون حجز رحلات "غير محدودة" إلى أي من وجهات الشركة، مثل أثينا ومدريد وباريس وريكيافيك، وذلك حتى 3 أيام قبل موعد المغادرة. كما سبقتها شركات أخرى بخدمات مماثلة، مثل شركة Frontier Airlines الأميركية، التي طرحت تذكرة Go Wild! غير المحدودة بسعر 599 دولارًا، وتشمل رحلات داخل أميركا الشمالية، ما يمكّن السياح من التنقل بين عدة مدن ودول بتكلفة منخفضة.
التذكرة السنوية
توفر بعض شركات الطيران ما يُعرف بـ"التذكرة السنوية"، وهي تذكرة تُمنح في بداية العام وتُستخدم طوال 12 شهرًا، وتُعد مثالية ليس فقط للسياح، بل أيضًا لرجال الأعمال والأشخاص الذين يسافرون بشكل دائم. وتُعد شركة Surf Air الأميركية من أبرز الشركات التي تقدم هذا النوع من الاشتراكات، حيث تبدأ الأسعار من 1950 دولارًا شهريًّا، وتصل إلى 3950 دولارًا، أي ما يعادل نحو 23 ألف دولار سنويًّا.
كما توفر شركات مثل لوفتهانزا الألمانية وطيران الإمارات خدمات خاصة لكبار الشخصيات ضمن عضويات النخبة مدى الحياة (عادةً تكون للمَدعوّين فقط أو تُطرح في مزاد خاص)، وتمنح هذه العضويات امتيازات فريدة، باعتبارها ترقيات غير محدودة إلى الدرجة الأولى ومسارات سفر مخصصة.
التذكرة "السعيدة" لمواليد الطائرات
بعض شركات الطيران تمنح ما يُعرف بـ"التذكرة السعيدة"، وهي تذكرة مدى الحياة تُمنح لمواليد الطائرات، أي للأطفال الذين وُلدوا على متن الطائرة أثناء الرحلة. ورغم عدم وجود قانون دولي يُلزم شركات الطيران بمنح هذا النوع من التذاكر، فإن بعض الشركات قدّمتها بوصفها لفتة دعائية نادرة. ومن بين هذه الحالات، حصلت سيدة فيليبينية عام 2015 على تذكرة سفر مدى الحياة لطفلها المولود على متن رحلة لشركة AirAsia. كما منحت شركة Polar Airlines الروسية طفلًا وُلد خلال رحلة إلى سيبيريا تذاكر سفر مجانية حتى سن الثامنة عشرة.
لكن، يبقى منح تذكرة مجانية مدى الحياة أمرًا استثنائيًّا غير ملزم قانونيًّا، ويعتمد على جملة عوامل، هي: قرار الشركة، وسياستها الإعلامية والتسويقية، وظروف الولادة (هل حدثت في الأجواء الدولية أم الإقليمية؟). وعليه، قد يكون بعض المواليد المحظوظين مؤهلين إلى الحصول على هذه الهدية النادرة!
## لبنان وزخم الإصلاحات المالية المفقود
29 July 2025 06:00 AM UTC+00
بمجرد نيل الحكومة اللبنانية الثقة البرلمانية في شهر فبراير/ شباط الماضي، ساد تفاؤلٌ واسع النطاق بقدرتها على تحقيق قفزات نوعية على مستوى الإصلاحات المالية. وبعبارة أدق، شاعت التوقعات بامتلاك الحكومة إمكانات الشروع بعملية الإنقاذ الاقتصادي، التي يحتاجها الخروج من أزمات النقد والمصارف والمديونية العامة. وجاءت هذه التطلعات الإيجابية لتنسجم مع أجواء الارتياح التي صاحبت انطلاقة العهد الرئاسي، بعد الفراغ الرئاسي الذي شل المؤسسات الدستورية. كان ثمة ما يبرر كل هذا التفاؤل.
فمعيار التخصص طغى على عملية انتقاء الوزراء في التشكيلة الحكومية. وكان هناك مؤشرات على قرب خروج البلاد من العزلة السياسية الدولية، بوجود الدعم العربي والغربي لعمليتي تشكيل الحكومة وانتخاب الرئيس. وحاجة القادة اللبنانيين للمساعدات الخارجية، في مرحلة ما بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان، كانت كفيلة بدفعهم لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، للحصول على دعم المؤسسات الدولية.
في شهري مارس/ آذار وإبريل/ نيسان الماضيين، بدا أن كل هذه التوقعات المتفائلة كانت في مكانها، إذ أقر مجلس الوزراء مشروع قانون رفع السرية المصرفية، قبل أن يصادق البرلمان على مشروع القانون بسرعة قياسية وغير متوقعة. كما أقرت الحكومة مشروع قانون إصلاح أوضاع المصارف، وأحالته للبرلمان. وسرعان ما أعلنت الحكومة عن آلية شفافة سيجري اعتمادها للتعيينات الوظيفية، في مراكز الفئة الأولى في الإدارة العامة، بدل الاعتماد على المحاصصة الحزبية المألوفة.
نال لبنان، بفعل هذه الخطوات، إطراءات متتالية من المؤسسات الدولية المعنية بالشأن اللبناني، وخصوصاً صندوق النقد الدولي. وبفعل هذه الاندفاعة، توقع وزير الاقتصاد، عامر البساط، أن يتمكن لبنان من توقيع اتفاق مبدئي مع صندوق النقد، قبل نهاية صيف العام الحالي. وكان من المفترض -بحسب البساط أيضاً- أن يتسلح لبنان بهذا الاتفاق، ليكون إشارة إيجابية لمباشرة المفاوضات مع حملة سندات الدين العام، من أجل إعادة هيكلة هذه الديون.
لكن هذا التفاؤل الذي استمر حتى أواخر إبريل الماضي لم يدم طويلاً. وخلال الأشهر الأربعة الماضية، بدأت البلاد تفقد هذه الاندفاعة الإصلاحية شيئاً فشيئاً، حتى بات يمكن القول إن لبنان عاد إلى مرحلة المراوحة على مستوى مسار الإنقاذ المالي والاقتصادي. وبطبيعة الحال، كان لتلك المراوحة أسبابها السياسية. على مستوى البرلمان، ما زال مشروع قانون إصلاح أوضاع المصارف ينتظر إقراره والتصويت النهائي عليه، منذ إحالة المشروع من قبل الحكومة في شهر إبريل الماضي.
وكانت الخلافات بين الحكومة والمصرف المركزي، حول بعض بنود مشروع القانون، سبباً رئيسياً لتأخير إقراره. مع الإشارة إلى أن هذا القانون هو ما سيحدد صلاحيات الهيئات التنظيمية والرقابية في المصرف المركزي، عند إتمام عملية إعادة هيكلة القطاع المصرفي. وعلى مستوى الحكومة، لم يجر البدء بعد بمناقشة مسودة مشروع الانتظام المالي، الذي يفترض أن يحدد أسس ومعايير التعامل مع خسائر المصارف، وتوزيعها، قبل التدرج في تسديد الودائع.
ومن دون إقرار هذا المشروع في الحكومة، ثم في المجلس النيابي، لن يكون من الممكن الشروع بإعادة التوازن إلى القطاع المصرفي. وهنا أيضاً، لا يبدو أن الحكومة قد تمكّنت من صياغة مقاربة موحدة حول هذا المشروع، بالاتفاق مع المصرف المركزي. ورغم الوعود المتكررة، لم يستكمل المصرف المركزي عملية التدقيق الجنائي في ميزانياته، التي اقتصرت حتى هذه اللحظة على تدقيق أولي يتيم جرى إنجازه منذ عامين. كما لم يجر بدء التدقيق المحاسبي في ميزانيات المصارف التجارية، وفقاً للشروط التي وضعها صندوق النقد الدولي منذ عام 2022. 
ومن المهم التذكير هنا بأن عدم استكمال أعمال التدقيق هذه، بات يحول دون تكوين فهم أعمق لأسباب تراكم الخسائر المصرفية، وهو ما سيؤثر بعدالة توزيع هذه الخسائر لاحقاً. ومنذ إعطاء مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف حق رفع السرية المصرفية، بموجب القانون الذي جرى إقراره هذا العام، لم يعد هناك عذر يفسر عدم فتح الدفاتر. وبحسب هذا القانون، صار بإمكان المصرف أو لجنة الرقابة تكليف شركات دولية متخصصة، لإنجاز هذا التدقيق. آخر المطاف كان التعيينات في المراكز المالية الحساسة، لرئيس وأعضاء لجنة الرقابة على المصارف ونواب حاكم مصرف لبنان الأربعة.
فرغم وصول وجوه جديدة تتمتع بالكفاءة والخبرة إلى العديد من هذه المناصب، طغى على بعض هذه التعيينات معيار التحاصص بين الزعامات التقليدية، وهو ما أظهر عدم جدية آلية التعيينات التي جرى الحديث عنها سابقاً. بطبيعة الحال، ثمة العديد من العوامل التي تفسر تباطؤ العمل على الإصلاحات الاقتصادية. وأحد العوامل البارزة، كما بات جلياً، يتصل بالتباينات التي بدأت تظهر ما بين الحكومة والمصرف المركزي، بخصوص العديد من الملفات المطروحة. وهذا ما يذكر بالخلافات ما بين حاكم المصرف السابق رياض سلامة وحكومة حسان دياب عام 2020، التي أدت إلى عرقلة تنفيذ الخطة المالية التي وضعتها الحكومة.
في الوقت نفسه، اتسعت تدريجياً رقعة الاهتمام المحلي بالمفاوضات الجارية مع إسرائيل والولايات المتحدة بخصوص مستقبل سلاح حزب الله، وهو ما قلل من اهتمام الأوساط السياسية اللبنانية بسائر الملفات المحلية، بل أصبح مألوفاً الربط في التحليلات السياسية ما بين بدء عملية إعادة الإعمار، والوصول إلى ترتيبات أمنية تنهي الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان. وبذلك، لم تعد الإصلاحات الاقتصادية الشرط الأهم والحاسم للحصول على المساعدات الخارجية، وبدء عملية الإعمار.
وبالإضافة إلى كل ذلك، شنت بعض وسائل الإعلام طوال الأشهر الماضية حملات منظمة وقاسية في وجه الإصلاحات المطروحة، ومنها عملية إعادة هيكلة المصارف ورفع السرية المصرفية. وجرت شيطنة هذه الإصلاحات، بوصفها خطراً على الثقة الاستثمارية بالنظام المالي اللبناني. ولهذا السبب، خفتت تدريجياً الكثير من الأصوات التي كانت تشجع على المضي بهذه الإصلاحات. المشكلة الأهم حالياً، تكمن في اقتراب موعد الانتخابات النيابية المقبلة، في مايو/ أيار 2026. وهذا ما سيعني زيادة التعقيدات التي تحيط بالعمل على الإصلاحات الاقتصادية، ابتداءً من مطلع العام المقبل، مع انشغال الأوساط السياسية بالتحضير للمنازلات الانتخابية.
كما سيكون متوقعاً بحلول ذلك الوقت، زيادة منسوب الخطابات الشعبوية المتبادلة بين الأحزاب السياسية، وهو ما لا ينسجم مع النقاش الرصين المطلوب لصياغة المعالجات المالية. لكل هذه الأسباب، لا يملك لبنان ترف هدر المزيد من الوقت، لإنجاز أكبر قدر ممكن من الإصلاحات المنتظرة قبل انتهاء العام الحالي. فإرجاء هذه الإصلاحات إلى ما بعد الانتخابات النيابية، سيزيد من الكلفة التي سيتحملها جميع المقيمين، جراء تردي مستوى الخدمات العامة، وحالة الشلل التي يعيشها القطاع المصرفي، فضلاً عن التنامي المطرد في نسب الفقر والتفاوتات الاجتماعية. إن هذه المخاطر يفترض أن تكون كافية لدفع جميع القوى السياسية المحلية إلى تحمل مسؤوليتها.
## الرواية الأكثر مبيعاً
29 July 2025 06:00 AM UTC+00
إنها الرواية التي تحقق أكبر عدد من المبيعات، وتمنح الكاتب شهرة طوال أسابيع، وربما أكثر، وتدر المال الكثير على دار النشر والكاتب. تصبح طعماً للنسيان، بعد انتهاء الفترة التي لمعت فيها الرواية، لكن بعدما ضربت ضربتها، بما يعتبر في عرف الصحافة: ضربة حظ، لإنجازها ما يدعى بالنجاح السهل.
بالمناسبة، لا يمكن الاطمئنان إلى الحظ فقط، لئلا يعتمد الناس عليه، فيصيبهم بالخيبة، فالنجاح صناعة، طالما الدعاية هي التي تصنع الضجيج، ما يحقق أرقاماً قياسية في المبيعات، من دون النظر إلى أنها رواية عظيمة أو رائعة أو عادية، ومن دون أن تشكل معياراً للأدب الجيد، لكنها ظاهرة لافتة، تمثل دونما مبالغة جزءاً من واقع ثقافي وتجاري بالغ التعقيد في الغرب، نحن نعمل على تقليده اليوم، وإن بشكل محدود جداً، إننا نتدرب، لكنه سينمو، مع تكاثر دور النشر والإقبال على القراءة، وأكثر من سيقدم له هذه الخدمة قراء ملولون، يريدون التسلية، أو من يريد إقناع نفسه بأنه يقرأ الكتب الأكثر شهرة وتأثيراً، باعتبار أنها قيمة، وتجاري العصر، كل هذا يمنحه له كتاب يشتريه بنقود قليلة، فيحوز على قراءة ممتعة، وثقافة راقية.
خطر الأكثر مبيعاً بات في الغرب أكثر مردوداً مع دخول وسائل التواصل الاجتماعي عنصراً أساسياً في ترويج الشوكولا، والأدوات المنزلية، والمياه الغازية، وما بات يوصف بالملابس النسائية.. فلماذا لا تشمل الكتب؟ إن ظهور مؤثر أو كاتب على منصة مثل "إنستغرام" أو "تيك توك" يتحدث بحماسة، كأنه في لقاء جماهيري عن رواية ما، ربما كانت روايته، كفيل بإقناع آلاف المتابعين بشراء العمل. أما عن التقييم النقدي الجاد، فكلامه موثوق، استناداً إلى شهرته، وآلاف المتابعين، أو الملايين.
 
هذه الظاهرة لا يمكن التغلب عليها، لكن يمكن الحد منها، ولو أنها أصبحت تجارة بحتة، دخلت في عالم البيع والشراء. فالكتاب أصبح مجرد منتج يمكن استهلاكه، ما دامت المطابع لا تكف عن الطباعة، ودور النشر تكدس الأرباح من الأدب، سواء كان رفيعاً أو سميناً أو هزيلاً، ما المشكلة؟ ما دام هناك من يشتري. وإن كانت باعتبارها ظاهرة تثير تساؤلات جدية حول القيمة الأدبية الحقيقية للرواية، مع غياب المعايير الفنية والاجتماعية، أي فقيرة لغوياً، سطحية من حيث الموضوع، وتفتقر إلى البعد الإنساني أو السياسي العميق... كل هذا لصالح الربح السريع والشهرة الآنية.
تثير هذه الظاهرة تساؤلات حول القيمة الأدبية الحقيقية للرواية
العقبة أمام هذه الظاهرة، هو النظر إلى الرواية على أنها مرآة تعكس الواقع وتنتقده، وساحة لطرح القضايا الفكرية والاجتماعية والسياسية التي تؤرق المجتمعات، فأن تكون مثيرة للدهشة لا يكفي، خاصة أن كثيراً من هذه الروايات التي تتصدر قوائم المبيعات، تبدو بعد قراءتها أشبه بمنتجات ترفيهية سطحية، لا تقدم جديداً في عالم الأدب، ولا تحاول ملامسة الواقع أو تفكيكه. هي روايات تبتعد عن الأسئلة الصغرى والكبرى، وتكتفي غالباً بسرد قصص رومانسية نمطية، أو حبكات مكررة، بلغة سهلة حد التفاهة أحياناً، خالية من أي إبداع فني أو عمق في الرؤية. والنتيجة: مشهد أدبي مشوّه تهيمن عليه الكتابات التجارية، فيما يُهمّش الأدب الحقيقي.
وبما أننا مقبلون على التعاطي مع هذه الظاهرة، لا بأس بالحديث عن الخسائر التي يحدثها الأكثر مبيعاً، والعمل على تلافيها برفع سوية الذائقة الأدبية للقارئ، عبر تنشيط النقد الجاد، من خلال نقاد متخصصين، وليس نقد الشلل المتواطئة مع أفرادها، ولا النقاد أصحاب المجاملات والعلاقات الشخصية، البارعون في تزكية الأدب الرديء، والعلاقات الأدبية المشبوهة، كما نرى في استبدال النقد الحقيقي بالمديح المجاني، والتقييمات السطحية. 
* روائي من سورية
## السيارات الأوروبية وألمانيا الأكثر تضرراً من اتفاق الرسوم
29 July 2025 06:01 AM UTC+00
رغم ما أعلنه قادة بالاتحاد الأوروبي من ارتياح مشروط عقب توقيع الاتفاق الجمركي مع الولايات المتحدة، فإن قطاع السيارات الأوروبية تحديدا يواجه أزمة هيكلية جديدة. فالاتفاق الذي فرض رسوما بنسبة 15% على معظم الصادرات الأوروبية إلى السوق الأميركية، مقارنة برسوم سابقة لم تتجاوز 2.5%، يعد ضربة مباشرة لأحد أعمدة الاقتصاد الصناعي في كل من ألمانيا وفرنسا، إذ تأتي الرسوم في توقيت حساس يتزامن مع تحولات كبرى في صناعة السيارات الأوروبية، أبرزها التحول نحو السيارات الكهربائية، وتراجع الطلب العالمي بفعل التضخم.
وتعد ألمانيا من أكثر الدول تضررا من هذه الرسوم، نظرا لاعتمادها الكبير على صادرات السيارات إلى السوق الأميركي. وأكدت رابطة صناعة السيارات الألمانية أن الرسوم الأميركية الجديدة "ستكلف الشركات الألمانية مليارات اليورو سنويا"، سواء من خلال انخفاض المبيعات نتيجة ارتفاع الأسعار النهائية، أو من خلال تقلص هوامش الأرباح. وقالت رئيسة الرابطة، هيلديغارد مولر، في بيان صحافي، أمس الاثنين: "من الإيجابي أننا تفادينا تصعيدا أكبر (15% بدلا من 30%)، لكن الرسوم المفروضة ستشكل عبئا ثقيلا على الشركات في مرحلة التحول التكنولوجي التي تمر بها الصناعة".
وبالتزامن مع توقيع الاتفاق، شهدت أسهم شركات السيارات الكبرى ارتفاعات لحظية في البورصات الأوروبية، إلا أن النتائج المالية المرتقبة تشير إلى تأثير سلبي مؤكد على الإيرادات. فقد أعلنت شركة أودي، التابعة لمجموعة فولكسفاغن، عن خفض توقعات إيراداتها السنوية بقيمة 2.5 مليار يورو، وتراجع هامش الربح التشغيلي المتوقع إلى ما بين 5% و7% بدلا من 7% إلى 9%، وفق رويترز. أما مجموعة فولكسفاغن فقد أعلنت عن خسائر بلغت 1.3 مليار يورو في النصف الأول من العام، مرتبطة بشكل مباشر بتكاليف الرسوم الجمركية الجديدة.
من جهتها، سجلت أسهم مرسيدس-بنز ارتفاعا بنسبة 1.8%، لكنها أبقت على أسعار موديلات عام 2025 في السوق الأميركي مجمدة حتى إشعار آخر، مع الإشارة إلى أن الشركة تتوقع زيادات ملحوظة في الأسعار خلال الفترة المقبلة، وفق ما أكدته تصريحات لمتحدث باسم الشركة نقلتها وكالة أسوشييتد برس. كما ارتفع سهم بورشه بنسبة 1.7%، بينما سجلت شركة ستيلانتيس، التي تجمع علامات من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، مكاسب بنسبة 1.2%.  ووفق بيانات رسمية، تمثل صادرات السيارات الألمانية إلى الولايات المتحدة ما يتجاوز 22 مليار يورو سنويًا، بينما تُشكّل الصناعة بأكملها نحو 5% من الناتج المحلي الإجمالي الألماني، وتوظف قرابة 800 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، مما يجعل أي تغيير في شروط التصدير إلى السوق الأميركي مصدر ضغط كبير على النمو والعمالة والاستثمار في هذا القطاع.
الاتفاق التجاري الأخير لا يتضمن أي جدول زمني واضح لتقليص الرسوم لاحقا، كما لا ينص على إعفاءات تدريجية أو مراجعات دورية. وفي تصريحات نقلتها رويترز، أكدت الإدارة الأميركية أن البيت الأبيض يحتفظ لنفسه بحق رفع الرسوم مستقبلاً إذا اعتبر أن أوروبا لم تلتزم بتعهداتها الاستثمارية ضمن الاتفاق، ما يزيد من حالة عدم اليقين لدى الشركات المصنعة، ويجعل من التخطيط طويل الأمد أمرا أكثر صعوبة.
ويخشى مراقبون اقتصاديون أن يؤدي هذا الوضع إلى فقدان صانعي السيارات الأوروبيين قدرتهم التنافسية في السوق الأميركي، في وقت تتجه فيه الشركات الآسيوية والأميركية إلى تسريع الإنتاج المحلي وخفض التكاليف. كما حذر خبراء من أن الضغط على هوامش الأرباح قد يؤخر خطط البحث والتطوير، خصوصا في مجال السيارات الكهربائية والذكية، وهو ما يضعف قدرة الشركات الأوروبية على مواكبة التحول التكنولوجي العالمي.
## بروكسل تستسلم لترامب... اتفاق تجاري يُخضع أوروبا
29 July 2025 06:02 AM UTC+00
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، مساء الأحد، التوصل إلى اتفاق تجاري يقضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 15% على معظم الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة، من بينها السيارات والرقائق الإلكترونية والأدوية، وهي نسبة أقل من النسبة التي هدد بها ترامب سابقا (30%)، لكنها لا تزال أعلى بكثير من المعدلات التي كانت سارية قبل التصعيد، والتي تراوحت بين 1% و2% فقط، وفقا لمعهد بروغيل الاقتصادي في بروكسل.
الاتفاق، الذي جاء بعد مفاوضات متوترة استمرت أسابيع، أنقذ الجانبين من الدخول في حرب رسوم متبادلة كان من المتوقع أن تبدأ في الأول من أغسطس/آب. لكن في مقابل تفادي الصدام، تكبلت أوروبا بالتزامات ثقيلة على مستويي الاستيراد والاستثمار، دون أن تنال إعفاءات واضحة من القيود الأميركية، ما دفع أطرافا مركزية في القارة إلى وصف الاتفاق بأنه "تنازل استراتيجي أكثر منه شراكة متكافئة"، واستسلام أوروبي بحسب تعابير مسؤولين فرنسيين رفيعي المستوى.
ويلزم الاتفاق الاتحاد الأوروبي بتنفيذ حزمة من التعهدات الاقتصادية والاستراتيجية، أبرزها شراء منتجات طاقة أميركية، تشمل الغاز الطبيعي، والنفط، والوقود النووي، بقيمة تقدر بـ 750 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة، في جزء من توجه أوروبي لتقليل الاعتماد على روسيا بعد غزو أوكرانيا. كما يلتزم الاتحاد بضخ 600 مليار دولار إضافية استثمارات مباشرة داخل الاقتصاد الأميركي خلال فترة ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثانية.
ووفق بنود الاتفاق "لن تفرض الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أي رسوم جمركية على جميع الطائرات ومكوناتها وبعض المواد الكيماوية وبعض الأدوية المقلدة، التي لا تحمل اسماً تجارياً، ومعدات أشباه الموصلات وبعض المنتجات الزراعية والموارد الطبيعية والمواد الخام الأساسية. وستُضاف منتجات أخرى لاحقاً. أما بالنسبة للمشروبات الروحية، فلم يُحدد وضعها بعد". كما ستبقى الرسوم الجمركية على صادرات أوروبا من الصلب والألمنيوم عند 50% لكن فون ديرلاين قالت إن هذه الرسوم ستخفض لاحقاً وسوف تستبدل بنظام الحصص.
وبموازاة هذه الالتزامات، وافقت بروكسل على زيادة مشترياتها من المعدات الدفاعية والعسكرية الأميركية، دون سقف محدد، ما يرسخ الاعتماد الاستراتيجي على واشنطن في مجالات الأمن والدفاع. ورغم هذه التنازلات، لم تحصل أوروبا على إعفاءات شاملة من الرسوم الجمركية، إذ أبقت الولايات المتحدة على الرسوم بنسبة 15% على معظم السلع الأوروبية، واحتفظت برسوم بنسبة 50% على الصلب والألمنيوم، مع إمكانية مراجعتها لاحقا دون جدول زمني ملزم.
وستطبق الرسوم على السلع التي تمثل قرابة 60% من مجمل الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة، مع استثناءات محدودة شملت الطائرات وبعض المواد الخام والمنتجات الزراعية التقنية. كما منح الاتفاق البيت الأبيض صلاحية رفع الرسوم مستقبلا إذا رأى أن الجانب الأوروبي لم يلتزم بكامل تعهداته، ما يجعل الاتفاق عرضة لإعادة التفاوض في أي لحظة، ويحوله فعليا إلى صفقة ذات طابع أحادي تفرض بشروط أميركية أكثر منها شراكة متكافئة.
مواقف أوروبية متباينة
تفاوتت ردود الفعل الأوروبية على الاتفاق بين لهجة الترحيب المشروط، والانتقاد المباشر لشروط الصفقة. ففي ألمانيا، اعتبر المستشار فريدريش ميرز أن الاتفاق "جنب العلاقات الاقتصادية عبر الأطلسي تصعيدا غير ضروري"، مشيرا إلى أن بلاده "تمكنت من الحفاظ على مصالحها الأساسية"، لكنه أضاف أنه "كان يأمل في إعفاءات أوسع لتخفيف العبء عن الصادرات". في المقابل، جاءت لهجة فرنسا أكثر حدة، إذ وصف رئيس الوزراء فرانسوا بايرو الاتفاق بأنه "خضوع" للولايات المتحدة واستسلام لها، وكتب على منصة "إكس": "إنه يوم قاتم حين تقبل تحالفات شعوب حرة، توحدت للدفاع عن قيمها ومصالحها، بأن تنتهي إلى الخضوع".
كما هاجم وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية بنجامين حداد الاتفاق بشكل مباشر، وقال، وفقا لرويترز، إن "ما جرى ليس اتفاقا حقيقيا، بل مناورة تفاوضية لصالح واشنطن"، وأضاف: "ترامب أكل فون ديرلاين على الفطور". أما بلجيكا، فقد اتخذت موقفا وسطيا بين التحفظ والدعوة لإعادة التموضع. وكتب رئيس الوزراء بارت دي ويفر على منصة "إكس": "هذه لحظة ارتياح، لكنها ليست لحظة احتفال. آمل بصدق أن تتراجع الولايات المتحدة لاحقا عن وهم السياسات الحمائية، وأن تعود إلى التمسك بقيم التجارة الحرة، التي هي حجر الأساس لازدهارنا المشترك". وأضاف دي ويفر أن أوروبا يجب أن "تعزز سوقها الداخلية، وتخفف من التنظيمات المفرطة، وتفتح شراكات جديدة لتقليل اعتمادها التجاري على المحاور التقليدية".
نهاية حالة الغموض
استقبلت الأسواق المالية الاتفاق بين واشنطن وبروكسل بارتياح واضح، انعكس سريعا على مؤشرات الأسهم الأوروبية والآسيوية في أول جلسة تداول بعد الإعلان. فقد سجل مؤشر DAX الألماني ارتفاعا بنسبة 0.8%، بينما صعد مؤشر CAC 40 الفرنسي بنسبة 1%، وحقق مؤشر FTSE 100 البريطاني مكاسب بنحو 0.5%، بحسب رويترز. كما سجلت الأسواق الآسيوية صعودا محدودا، باستثناء اليابان التي تراجعت بفعل شكوك محلية حول اتفاق مشابه مع الولايات المتحدة. لكن في المقابل، حذر اقتصاديون من أن هذه الارتفاعات اللحظية لا تعكس بالضرورة متانة الاتفاق، ولا تلغي آثاره طويلة المدى على النمو.
وقال هولغر شميدينغ، كبير الاقتصاديين في بنك "بيرينبرغ" الاستثماري، بحسب صحيفة ذا غارديان البريطانية، إن الاتفاق "أنهى حالة من الغموض المربك للشركات"، لكنه أضاف أن الصفقة أسوأ بكثير من الوضع الذي سبق التصعيد الأميركي في بدايات هذا العام. وأشار شميدينغ إلى أن التوترات الجمركية المتواصلة مع واشنطن ستخصم ما يقرب من 0.3 نقطة مئوية من نمو منطقة اليورو، و0.5 نقطة من نمو الاقتصاد الألماني خلال عامي 2025 و2026 مجتمعين.
وفي السياق ذاته، ذكر محللون في بنك ING الهولندي أن الاتفاق، رغم كونه أفضل من سيناريو الحرب التجارية، لا يقدم حلا طويل الأمد، خصوصا في ظل غياب وثيقة مكتوبة أو التزامات محكمة، مما يبقي حالة القلق قائمة لدى المستثمرين، ويدفع الشركات إلى تأجيل قرارات استراتيجية حتى اتضاح الصورة الجمركية بالكامل. وقال كبير الاقتصاديين في البنك الهولندي، كارستن بريزسكي، إن "التحذير الأساسي في هذا الاتفاق أنه لا يوجد شيء على الورق حتى اللحظة". وأضاف: "في ظاهره، الاتفاق ينهي حالة عدم اليقين التي هيمنت على المشهد خلال الأشهر الأخيرة. لكن من حيث المضمون، فإن النتيجة لا تزال أسوأ بكثير من الوضع التجاري الذي كان قائما قبل بداية جولة ترامب الجديدة من الحروب التجارية".
وهو ما يعني أن الانتعاش اللحظي للأسواق المالية لا يخفي حقيقة أن الاتفاق أقرب إلى كمين اقتصادي من كونه شراكة متكافئة، بما يفرضه من التزامات ثقيلة على أوروبا دون ضمانات مكتوبة أو إعفاءات موازية. أما مارك وول، كبير الاقتصاديين في "دويتشه بنك"، أكبر مصرف أوروبي، فقال إن الاتفاق التجاري الأخير بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد يقلل الحاجة إلى مزيد من خفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي.
وأشار وول في مذكرة نقلتها صحيفة "وول ستريت جورنال"، إلى أن انحسار حالة الضبابية بشأن مستقبل السياسة التجارية قد يدفع المركزي الأوروبي لتثبيت أسعار الفائدة لفترة أطول. وتسعر الأسواق في منطقة اليورو احتمالية بنسبة تقلّ عن 60% لخفض الفائدة خلال ديسمبر، فيما تُظهر بيانات "إل إس إي جي" أن فرص خفض الفائدة في سبتمبر أو أكتوبر لا تزال ضعيفة.
## السعودية تنعش اقتصاد سورية... استثمارات في قطاعات حيوية
29 July 2025 06:05 AM UTC+00
بعد الإعلان عن توقيع السعودية اتفاقيات استثمارية بقيمة تبلغ 6.4 مليارات دولار في سورية ضمن "منتدى الاستثمار السعودي السوري 2025" في دمشق، رجحت تحليلات غربية أن تكون خطوة كهذه مؤشراً إستراتيجياً يعكس رغبة المملكة في إعادة ترسيخ نفوذها الاقتصادي والسياسي في الشرق الأوسط، واعتبرت السيل الاستثماري السعودية بمثابة "بداية مرحلة جديدة" من شأنها إعادة بناء الاقتصاد السوري ودعم استقراره.
فالخطوة السعودية تمثل "محاولة ذكية" لجذب سورية نحو محور استثماري إقليمي أكثر استقراراً، بدلاً من ترك البلد تحت وطأة التأثيرات الإقليمية الأخرى، لا سيما في ظل تراجع دور بعض القوى التقليدية في الأزمة السورية، حسب تحليل نشرته وكالة رويترز. هذا التحول ينعكس في توجيه الاستثمارات نحو قطاعات حيوية مثل البنية التحتية للطاقة، الصناعات التحويلية، والخدمات الرقمية، مما يفتح أمام الاقتصاد السوري مسارات جديدة للنمو، وفقاً لما أورده تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز. ومع ذلك، يلفت خبراء غربيون إلى أن التحديات لا تزال كبيرة أمام السعودية، حيث تعد المخاطر الأمنية والسياسية في سورية عاملاً معقداً يؤثر في مدى نجاح استثماراتها. 
نمط جديد
يؤكد الخبير الاقتصادي عامر الشوبكي، لـ "العربي الجديد"، أن حجم الاستثمارات السعودية المعلن في سورية خلال منتدى دمشق 2025، مؤشر بارز على تحول استراتيجي يتجاوز الانفتاح الاقتصادي التكتيكي ليتخذ أبعاداً إقليمية ودولية عميقة، ويواكب تغيرات الواقع السياسي والاقتصادي في السياق السوري، ويعكس تحرك المملكة نحو نمط جديد من النفوذ القائم على الاستثمار والهيكلة التنموية بدل الاعتماد على الأدوات التقليدية للتأثير السياسي.
فمن خلال دعم إعادة الإعمار وتفعيل المشروعات في قطاعات حيوية كالطاقة والنقل والإسكان، لا تسعى المملكة إلى سد الفراغ فقط الذي خلفته العقوبات الغربية وتقلص النفوذ الإيراني والروسي في سورية، بل تعمل أيضاً على بناء شبكة من الاعتمادية الاقتصادية المتبادلة، ترسخ حضورها شريكاً فاعلاً في إعادة بناء النظام السياسي في دمشق، وتعيد من خلاله ترتيب موقعها الجيوسياسي في بلاد الشام، وفق رؤية بعيدة الأمد تستند إلى النفوذ الهيكلي بدل النفوذ المؤقت، حسبما يرى الشوبكي.
وإذ ترسل المملكة عبر هذه الخطوة رسائل واضحة حول قدرتها على اتخاذ قرارات استثمارية مستقلة، فإنها في الوقت ذاته تُثبت تمكنها من تحويل الأزمات الإقليمية إلى فرص اقتصادية استراتيجية، بحسب الشوبكي. ومع ذلك، يرى الشوبكي أنه لا يمكن تجاهل التحديات البنيوية التي قد تواجه هذه الاستثمارات، وأبرزها حالة التدهور في النظام المصرفي السوري، وشِبه غياب الضمانات القانونية الكافية لحماية رؤوس الأموال، إضافة إلى احتمالات حدوث اضطرابات داخلية تُربك بيئة العمل، كتلك التي شهدها الجنوب السوري في الآونة الأخيرة. 
انتقال اقتصادي 
في السياق، يشير الخبير الاقتصادي، نهاد إسماعيل، لـ "العربي الجديد"، إلى أن سورية تمر بمرحلة انتقال اقتصادي بعد 14 عاماً من الحرب والانكماش، وفي هذا الإطار تلعب السعودية دور اللاعب الرئيسي في دفع عجلة إحياء الاقتصاد المتهالك، من خلال "تدخل ناعم" يتجاوز الدعم المالي إلى استثمارات ملموسة ومبادرات تنموية استراتيجية.
ويرى إسماعيل هذا الدور السعودي امتداداً لنجاح دبلوماسي تمثل في إقناع إدارة الرئيس دونالد ترامب برفع العقوبات الأميركية المفروضة على النظام السوري، ما يعد خطوة حاسمة في فك العزلة الاقتصادية عن البلاد، قدمت رسالة واضحة إلى العالم وإلى بعض الدول الإقليمية غير العربية، مفادها أن السعودية تقف إلى جانب الدولة السورية، وتعتزم لعب دور محوري في إعادة بنائها.
ويتجلى هذا الدعم في التزام المملكة بضخ استثمارات مباشرة في قطاعات حيوية، تمثل أولويات ملحة لاستقرار الاقتصاد السوري وتحفيز نموه، حسب إسماعيل، لافتاً إلى أن هذا التدخل لن ينعكس على تحسين الخدمات الأساسية فقط، بل سيساهم أيضاً في دعم استقرار الليرة السورية، التي تأثرت بشدة بالتقلبات الاقتصادية، إلى جانب خلق أكثر من 50 ألف وظيفة مباشرة، وعشرات الآلاف من الفرص غير المباشرة التي تنشأ مع تعافي النشاط الاقتصادي.
ويرجح إسماعيل أن تفتح الخطوة السعودية آفاقاً استراتيجية طويلة الأمد، خاصة في قطاع الطاقة، التقليدية والمتجددة، حيث تمتلك المملكة خبرة واسعة في إدارة مشاريع ضخمة وناجحة في هذا المجال، لافتاً إلى أن هذه الخبرة يمكن أن تُستثمر في إعادة تأهيل الشبكات الكهربائية وتطوير مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، التي تتمتع سورية بإمكانات كبيرة فيها، ما يُسهم في تحقيق استقلال طاقي جزئي وتحفيز الصناعة المحلية. ويشير إسماعيل إلى أن مشاركة 500 من قادة الأعمال السعوديين في المنتدى الاقتصادي السوري مؤشر عملي على "الجدية في النيات".
يذكر أن السعودية وسورية وقعتا، أول من أمس، مذكرة تفاهم في مجالات الطاقة، تشمل تعزيز التعاون الثنائي في قطاعات عدة منها الكهرباء والربط الكهربائي الإقليمي والنفط والغاز. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أنه تم توقيع "مذكرة تفاهم سورية - سعودية في مجالات الطاقة، تشمل تعزيز التعاون الثنائي في قطاعات الكهرباء والطاقة المتجددة، والربط الكهربائي الإقليمي، والنفط والغاز، والبتروكيماويات، وتحولات الطاقة والتقنيات الحديثة، إضافة إلى تطوير الكوادر البشرية وتشجيع الابتكار ونقل التكنولوجيا".
## ليبيا تغرق في الظلام رغم الموازنات الاستثنائية
29 July 2025 06:08 AM UTC+00
تشهد مناطق عدة في ليبيا انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي، تجاوزت في بعض المناطق النائية أكثر من 15 ساعة متواصلة يومياً، ما أثار تذمراً واسعاً في صفوف المواطنين الذين يشتكون من تراجع الخدمات الأساسية وغياب التوضيحات الرسمية. في قرية وزان الحدودية غرب البلاد، التي تبعد 361 كيلومتراً عن طرابلس، يقول المواطن محمد صالح (45 عاماً) لـ"العربي الجديد": "تنقطع الكهرباء يومياً ما بين 10 إلى 15 ساعة. أحياناً تعود لساعة واحدة فقط ثم تختفي مجدداً. لا نعرف السبب، ولا توجد أي توضيحات من شركة الكهرباء أو من الجهات الرسمية".
وفي بلدة مزدة، الواقعة على بعد 187 كيلومتراً جنوب العاصمة، قال المواطن مسعود القنطراري، إن التيار لا يصلهم إلا لفترات محدودة. وأضاف: "الانقطاع يبدأ من السادسة صباحاً حتى السابعة مساء، ثم تعود الكهرباء لساعتين ونصف الساعة، قبل أن تنقطع مجدداً". أما في العاصمة طرابلس، حيث الكثافة السكانية أعلى، فلا يبدو الوضع أفضل. يقول سالم الغرياني، أحد سكان حي الطبي، لـ"العربي الجديد": "الكهرباء تنقطع يومياً لما يقارب عشر ساعات. أقطن في الطابق السابع، والمياه تنقطع أيضاً لأن المضخات تعمل بالكهرباء، فنواجه معاناة مزدوجة من الحر وانقطاع المياه".
وفي منطقة عين زارة جنوبي العاصمة، يقول سعد الدين الماي، إنه يعتمد على المولدات أكثر من الشبكة العامة. ويضيف: "عدنا لاستخدام المولدات رغم الضجيج والتكاليف، وكأننا نعيش في سنوات مضت. أين وعود الحكومة بحل الأزمة؟". من جانبه، انتقد الخبير الاقتصادي، محمد الشيباني، أداء الشركة العامة للكهرباء، قائلاً إن الأخيرة "تحصلت على ميزانيات استثنائية لأغراض الصيانة والتطوير، ورغم ذلك عدنا إلى سياسة طرح الأحمال لساعات طويلة". وأضاف: "المواطن يدفع فواتيره بانتظام عبر العدادات الذكية، لكن الخدمة لا توازي حجم التكاليف".
في المقابل، عزت الشركة العامة للكهرباء، في بيان رسمي، الانقطاعات الأخيرة في طرابلس إلى "تعديات على خطوط نقل الطاقة بمنطقة جنزور، نتيجة أعمال حفريات غير منسقة". وأوضحت أن هذه التعديات "أدت إلى خروج عدد من وحدات الإنتاج عن الخدمة، وفصل التغذية عن محطات الجلاء وبن حامد وفشلوم"، مؤكدة أنها "أعادت تشغيل الوحدات واستعادت استقرار الشبكة".
وأضافت الشركة أن أعمال المتابعة الميدانية مستمرة لاستكمال مشروع محطة تحويل الجامعة وسط مدينة الزاوية، ضمن الخطة الاستعجالية لتحسين أداء الشبكة، مشيرة إلى أن المشروع "سيساهم في دعم الاستقرار وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء نتيجة التوسع العمراني والسكاني". بدوره، كشف مصرف ليبيا المركزي أن الشركة العامة للكهرباء صرفت حتى نهاية يونيو/حزيران نحو 2.1 مليار دينار ليبي، فيما يبلغ سعر الصرف الرسمي حوالي 5.5 دنانير للدولار.
كما حصلت الشركة على اعتمادات مستندية بقيمة 371 مليون دولار، مخصصة لتوريد قطع الغيار وتنفيذ مشاريع الصيانة والتوسعة. وتنفق الدولة الليبية سنوياً نحو 615 مليون دولار لدعم قطاع الكهرباء، وسط دعوات لترشيد الدعم وتحسين كفاءة الإنفاق العام. وسط الانقطاعات اليومية، يعيش طلاب الجامعات ظروفاً صعبة، خاصة مع دخول فصل الصيف. ويقول نزار العريبي، طالب في كلية الطب بجامعة طرابلس، لـ"العربي الجديد": "الانقطاع المتكرر للكهرباء أصبح جزءاً من حياتي اليومية. لم أعد أحتمل هذا الوضع. بل أصبح أسوأ من ذي قبل". ويضيف: "الكهرباء والإنترنت هما وسيلتان أساسيتان للبقاء على اتصال بالعالم الخارجي. لا نستطيع السفر أو التحرك بحرية. كيف يمكنني الدراسة وتطوير نفسي في هذه الظروف؟".
ورغم امتلاك ليبيا أكبر احتياطي نفطي في أفريقيا، وفئة سكانية صغيرة نسبياً لا تتجاوز 7.5 ملايين نسمة، ما زال قطاع الكهرباء عاجزاً عن تلبية الحد الأدنى من احتياجات المواطنين، في ظل اعتماد متزايد على المولدات الخاصة، واستمرار انقطاعات التيار التي تصل إلى أكثر من 12 ساعة يومياً في بعض المناطق.
## الجزائر تحظر العملات الرقمية لمكافحة غسل الأموال
29 July 2025 06:09 AM UTC+00
منعت السلطات الجزائرية رسميا إصدار العملات الرقمية، إضافة إلى جملة من الأنشطة المرتبطة بها، وذلك في إطار تعديل جديد أقرته السلطات على قانون الوقاية من تبييض الأموال وتمويل الإرهاب ومكافحتهما، بعد أسابيع قليلة من إدراج البلد العربي في قائمة الدول عالية المخاطر في هذا المجال، التي صادق عليه البرلمان الأوروبي. وجاء الكشف عن هذه الإجراءات من خلال آخر عدد للجريدة الرسمية، رقم 48 الذي نشر، أمس الاثنين، ما يعني أن النص القانوني الجديد قد دخل حيز التنفيذ فعليا ورسميا.
ويقضي النص المعدل بمنع إصدار العملات الرقمية أو بيعها أو شرائها أو استخدامها أو حيازتها، كما يحظر الترويج لها أو جعلها أداة للتداول التجاري أو الاستثماري، إلى جانب منع إنشاء منصات مخصصة لتبادلها أو تشغيلها. وتشمل هذه القيود أيضا ما يعرف بـ"تعدين العملات المشفرة"، الذي أصبح مصنفا ضمن الأنشطة المحظورة قانونا، ما يشير إلى تشديد الرقابة على كل ما يتعلق بالتقنيات الرقمية المالية غير المنظمة.
ويأتي هذا المنع في سياق اتساع ظاهرة التعامل بالعملات الرقمية في الجزائر، سواء عبر منصات إلكترونية أجنبية أو من خلال أنشطة غير رسمية، وسط غياب إطار قانوني سابق يحدد بوضوح الوضعية القانونية لهذه الأصول. ويقصد بالعمولات أو الأصول الافتراضية، وفق ما ورد في القانون الجزائري الجديد، تلك القيم الرقمية التي يمكن تداولها عبر الفضاء الرقمي أو تحويلها، ويمكن أن تستخدم لأغراض الدفع أو الاستثمار.
ولا تتضمن الأصول الافتراضية، وفق ما ورد في الجريدة الرسمية الجزائرية، عمليات القيم الرقمية للعملات الورقية والأوراق المالية وغيرها من الأصول المالية. في هذا السياق، يرى الخبير المالي وأستاذ الاقتصاد بجامعة ورقلة الحكومية (جنوب) سليمان ناصر، أن حظر هذا النوع من العملات كان قد أدرج سابقا في قانون الموازنة العامة لسنة 2018، من خلال المادة 117. وأوضح ناصر في حديث لـ "العربي الجديد"، أن قانون الوقاية من تبييض الأموال وتمويل الإرهاب ومكافحتهما في نصه الجديد جاء ليعدل النص السابق الذي يعود تاريخ اعتماده لسنة 2005.
ولفت المتحدث إلى أنه خلال فترة 20 سنة تغيرت الكثير من الأمور واستحدثت تكنولوجيات جديدة ومعاملات مالية أيضا لم تكن معروفة سابقا. واعتبر ناصر أن هذا الحظر الذي جاء في 2018 وتعزز في هذا القانون المعدل، أملته عدة أسباب من بينها أن العملات الرقمية تعتبر من أسهل الطرق لتبييض الأموال، وأيضا تنتقل من بلد على بلد بسهولة كبيرة جدا، ويصعب مراقبتها ويمكن أن تستعمل في تمويل الإرهاب كذلك. وخلص إلى أن الجزائر ستضرب عصفورين بحجر واحد، فمن جهة الحكومة ترسل إشارات إلى أنها جادة في ملف مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، ومن جهة أخرى الحفاظ على أمنها الداخلي والاستقرار خاصة في المجال المالي.
وحسب المادة السابعة من القانون المعدل، فإن البنوك والمؤسسات المالية مطالبة باتخاذ تدابير صارمة للعناية الواجبة تجاه زبائنها الحاليين أو المحتملين، بهدف التحقق من الهوية، ورصد العلاقة مع الأشخاص ذوي المخاطر العالية، مثل الشخصيات السياسية الأجنبية أو المحلية. ويشمل ذلك التدقيق في مصدر الأموال وطبيعة العمليات المبرمجة، وتحديث المعطيات بشكل منتظم، خاصة في حالة ظهور مؤشرات تدعو للريبة.
ويمنع القانون على البنوك استقبال تحويلات مالية من مؤسسات أو كيانات أجنبية مجهولة المصدر أو غير خاضعة لرقابة نظامية شفافة، كما يُلزمها بإخطار الهيئات المختصة في حال الاشتباه بأي معاملة ترتبط بعمليات غسل أموال أو تمويل جماعات إرهابية. في السياق نفسه، يخضع القانون المؤسسات المالية لعقوبات صارمة في حال الإخلال بالإجراءات، منها غرامات مالية قد تصل إلى 5 ملايين دينار جزائري (ما يزيد عن 38 ألف دولار)، مع إمكانية تحميل المسؤولية الشخصية لمسيري هذه المؤسسات في حال ثبوت التواطؤ أو الإهمال الجسيم.
## تهريب نفط العراق بوابة فساد تستنزف موارد الدولة
29 July 2025 06:11 AM UTC+00
يواصل ملف تصدير النفط في العراق إثارة الجدل، وسط حديث عن استمرار ظاهرة تهريب النفط بل وتناميها، وتأكيدات متجددة من الحكومة على أهمية حماية الثروة الوطنية من عمليات التهريب والممارسات غير القانونية التي تؤثر سلباً على الاقتصاد وإيرادات الدولة الدولارية. 
وشدد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الأربعاء الماضي، بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، على ضرورة استئناف تصدير النفط عبر الأنبوب العراقي التركي، كونه خطوة استراتيجية لاستقرار الإيرادات وتعزيز موقع العراق في الأسواق العالمية، في وقتٍ تواجه فيه المنشآت النفطية في إقليم كردستان تحديات أمنية خطيرة تمس استقرار الاقتصاد الوطني.
وخلال الاتصال، تطرق السوداني إلى رؤية العراق الاقتصادية، مؤكداً أهمية استئناف تصدير النفط عبر خط الأنابيب العراقي التركي، وإيقاف كل أشكال التهريب والممارسات غير القانونية التي تتعرض لها الثروة النفطية. تأتي هذه التصريحات في ظل استمرار التحديات الكبيرة التي تواجه قطاع النفط العراقي، ومنها عمليات التهريب والممارسات غير القانونية التي تستنزف موارد البلاد، وتضعف السيطرة الحكومية على الثروة الوطنية.
ورغم المحاولات الرسمية لإعادة تنظيم خطوط التصدير الرسمية وتفعيلها، وضم صادرات نفط إقليم كردستان للمركز، لا يزال العراق يواجه صعوبات في ضبط هذه العمليات، وسط تصاعد التحديات التي تهدد استقرار الأسواق والإيرادات الحكومية.
جوهر المشكلة
في السياق، قال النائب في البرلمان العراقي، ناظم الشبلي، إن الحكومة العراقية حددت جوهر المشكلة التي أشار إليها رئيس الوزراء، حول وجود تهريب وممارسات غير قانونية في تصدير النفط، تتمثل في صادرات نفطية غير معلنة أو خارج الإشراف الاتحادي، مما أدى إلى خسارة إيرادات الدولة وبيع النفط بأسعار غير شفافة.
وتحدث الشبلي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، عن أن أي تصدير أو تسويق للنفط خارج الإطار الرسمي المتمثل بوزارة النفط وشركة سومو (شركة تسويق النفط الوطنية) ومن خلال القنوات غير الرسمية، يُعد انتهاكاً للسيادة الاقتصادية وتهريباً للثروة الوطنية. وأوضح أن خط أنابيب جيهان النفطي كان سابقاً طريقاً رئيسياً لتصدير نحو 150 ألف برميل يومياً من نفط كركوك وحقول شمال العراق إلى الأسواق الدولية عبر ميناء جيهان في تركيا، حيث تصل الشحنات إلى عدة بلدان في أوروبا وآسيا، ما يسهم في تنويع مسارات التصدير ويقلل الاعتماد على المنافذ الجنوبية.
وأكد الشبلي أن إعادة تشغيل هذا الخط يُمكن أن تعزز الاقتصاد العراقي بشكل ملحوظ عبر زيادة الإيرادات وتحسين السيولة المالية، إضافة إلى دعم الأمن الطاقي من خلال توفير مسارات بديلة للتصدير، مشيراً إلى أهمية سعي الحكومة إلى العمل عبر القنوات الرسمية لضمان عودة التشغيل بما يتوافق مع السيادة العراقية والمصالح الوطنية العليا.
مصالح اقتصادية سيادية
من جانبه، اتفق الخبير الاقتصادي ضرغام محمد علي، مع ما ذهب إليه الشبلي، في أن أي عملية تصدير للنفط خارج الأطر الرسمية، دون المرور بوزارة النفط وشركة سومو، تُعد تهريباً صريحاً للثروة السيادية، سواء صدرت عن طريق إقليم أو محافظة. وأضاف علي، لـ"العربي الجديد"، أن النفط العراقي مورد سيادي اتحادي بموجب الدستور، وأي تصرف به خارج منظومة الدولة يُعد تجاوزاً على الصلاحيات، ويضر بمصالح العراق الاقتصادية والسيادية.
ولفت إلى أن العراق سبق أن ربح دعوى قضائية أمام محكمة التجارة الدولية ضد تركيا بسبب سماحها بتصدير نفط إقليم كردستان بشكل مستقل دون الرجوع الى الحكومة العراقية، ما ألزم أنقرة بدفع أكثر من مليار دولار تعويضات للحكومة الاتحادية، وهو ما يعزز الحجة القانونية للعراق تجاه أي تصدير مشابه مستقبلاً.
وأضاف أن التقديرات تشير إلى أن العراق خسر خلال السنوات الماضية أكثر من 18 مليار دولار، بسبب تهريب نفط الإقليم، وهي خسائر لا تقتصر على الجانب المالي فقط، بل تنعكس أيضاً على مكانة العراق القانونية والسيادية في السوق العالمية. وأوضح أن هذه الخسائر المالية الفادحة تضر بشكل مباشر بميزانية الدولة وقدرتها على تمويل الخدمات والمشاريع التنموية، فضلاً عن أن الآثار السلبية تتجاوز الجانب المالي لتطاول المكانة القانونية والسيادية للعراق في الأسواق العالمية.
تهريب النفط
من جانبه، قال الناشط في مجال مكافحة الفساد، سعيد ياسين، إن ملف تهريب النفط في العراق يشكل قضية خطرة جداً، حيث يتضمن استغلالاً واضحاً للنفوذ السياسي على مستويات متعددة، ويعكس عمق الفساد المستشري في مؤسسات الدولة التي يفترض أن تحمي الثروة الوطنية. وأوضح ياسين، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن عمليات التهريب لا تقتصر على مناطق محددة أو مجموعات محلية، بل تمتد لتشمل أطرافاً فاعلة في مفاصل القرار، ما يجعل من مهمة الحكومة في مكافحتها أمراً معقداً ومحفوفاً بالتحديات.
وأشار إلى أن هذه الشبكات تنشط بشكل رئيسي في مناطق الوسط والجنوب، مستفيدة من ضعف الرقابة وغياب التنسيق الأمني بين الجهات المعنية، كاشفاً عن وجود مصاف نفطية غير قانونية تُستخدم لتكرير النفط المهرب.
ولفت ياسين إلى أن تقديرات غير رسمية تشير إلى تهريب ما بين 40 ألفاً إلى 80 ألف برميل يومياً في أوقات الذروة، خاصة من الحقول الجنوبية مثل البصرة وميسان وذي قار، مبيناً أن هذه الكميات الهائلة تُحدث استنزافاً مباشراً لثروة العراق النفطية.
وحسب ياسين، "يعادل تهريب 50 ألف برميل يومياً بسعر متوسط يبلغ 75 دولاراً للبرميل نحو 3.75 ملايين دولار يومياً، أي ما يقارب 1.36 مليار دولار سنوياً، وهي خسائر جسيمة تُضعف قدرة الدولة على تمويل الخدمات والمشاريع الحيوية".
وأوضح ياسين أن التصدي لهذه الظاهرة يتطلب إجراءات حاسمة تبدأ بتعزيز استقلالية الأجهزة الرقابية والعدلية، وحصر كافة التعاملات النفطية ضمن الإطار الرسمي والشفاف، مع ضرورة إنشاء آليات مراقبة فعالة مشتركة بين الجهات الأمنية والمالية والفنية، بالإضافة إلى تنسيق دولي لملاحقة عمليات التهريب ومصادر تمويلها، حفاظاً على موارد العراق الوطنية.
## إغلاق مطار صنعاء يدفع اليمن إلى أزمة دواء قاتلة
29 July 2025 06:11 AM UTC+00
تعاني صنعاء ومدن يمنية عدة من نقص حاد في الأدوية، قد يلقي بتبعات كارثية بسبب العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مطار صنعاء الدولي طوال الشهرين الماضين بعشرات الغارات، وأدت إلى تدمير جميع الطائرات التابعة للخطوط الجوية اليمنية. وبالتالي توقفت الرحلات عبر مطار صنعاء الدولي، الذي كان يخدم كتلة سكانية كبيرة في اليمن تستخدم المطار للسفر بغرض العلاج بدرجة رئيسية عبر وجهة واحدة بين صنعاء ومطار الملكة علياء في عمّان.
وتتركز الأزمة الكبرى التي بدأت بالظهور في سوق الأدوية، حيث يلاحظ انخفاض حاد واختفاء لعديد الأصناف الدوائية المنقذة للحياة، والتي كان يتم توريدها عبر مطار صنعاء، إضافة إلى قفزة كبيرة في أسعار معظم الأصناف في الأسواق المحلية. مدير مطار صنعاء الدولي، خالد شايف، يؤكد في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن إغلاق مطار صنعاء تسبب بكارثة إنسانية كبيرة، خاصة في القطاع الصحي والأدوية بالذات المتعلقة بالأمراض المستعصية التي لا يمكن نقلها عبر المنافذ الأخرى لأنها تحتاج إلى تغليف وتبريد ونقل سريع، مشيراً إلى أن إغلاق مطار صنعاء الدولي تسبب في عدم وصول هذه الأدوية.
ويقدر عدد هذه الأصناف الدوائية، التي بدأت الأسواق تعاني انخفاض المعروض منها ونفاده، بأكثر من 500 صنف، معظمها تحتاج لظروف خاصة جداً للنقل كالتبريد وسرعة التوصيل التي لا تتوفر إلا عبر مطار صنعاء، ومنها أدوية مشتقات الدم والأدوية الهرمونية والمناعية والأمصال ومخثرات الدم وأدوية الإنعاش والتخدير وبعض المحاليل المخبرية والتشخيصية.
ويوضح شايف أن تأثير إغلاق مطار صنعاء يشمل الحالات المرضية التي لا يمكن علاجها في الداخل لعدم توفر الأدوية والمحاليل والمعدات الطبية، مع تدهور القطاع الصحي بسبب الحصار، وهناك وفيات بحسب حديث شايف نتيجة لنقص الأدوية والعلاجات التي كان يتم جلبها عبر مطار صنعاء الدولي، إضافة إلى ضحايا ووفيات لمرضى بسبب عدم القدرة على سفرهم للعلاج في ظل إغلاق مطار صنعاء وعدم قدرتهم على التنقل للسفر من منافذ أخرى.
ويكشف شايف أن عدد المرضى الذين كانوا يسافرون للعلاج خارج اليمن عبر مطار صنعاء يصل إلى ثلاثة آلاف مريض شهرياً، إضافة إلى مستفيدين آخرين مثل الطلاب والتجار وغيرهم. وكان العدو الإسرائيلي قد قصف مطار صنعاء الدولي مطلع مايو/ أيار الماضي، حيث أدى ذلك إلى تدمير مبنى المسافرين في مطار صنعاء الدولي بالكامل، بما في ذلك صالات المغادرة والوصول، إضافة إلى ثلاث طائرات تابعة للخطوط اليمنية كانت رابضة في مدرج المطار، قبل أن يعود ويقصف الطائرة الرابعة بعد وصولها من رحلة مباشرة من مطار الملكة علياء الدولي في العاصمة الأردنية عمّان.
ويعتبر كثيرون أن استهداف مطار صنعاء وتعطيله وتعليق الرحلات جريمة بحق أكثر المرافق التي تستفيد منها شريحة واسعة من اليمنيين، إذ يخدم موقع مطار صنعاء الجغرافي أكثر من 11 محافظة يمنية، ويستفيد منه حوالي 80% من سكان اليمن. في السياق، يتحدث رئيس بنك الدواء إبراهيم الشعبي، لـ"العربي الجديد"، أن التأخير في جلب الأدوية يؤثر على الأسواق والمرضى والمحتاجين للأدوية بشكل مستمر، إذ أثر كثيراً إغلاق مطار صنعاء على أسواق الدواء وعلى مؤسسات وجمعيات خدمية مثل بنك الدواء، فالمريض الذي كان يستفيد من عشرة أصناف دوائية أصبح بالكاد يحصل على صنفين فقط، حيث يرجع ذلك لعدم توفر الأدوية والنقص الحاد في كثير من الأصناف.
وكانت الخطوط الجوية اليمنية تقوم منذ نحو ثلاثة أعوام بتشغيل رحلات أسبوعية عبر مطار صنعاء تقتصر على العاصمة الأردنية عمّان، فيما تزداد التعقيدات المتعلقة بتوسيع وجهات الخطوط الجوية اليمنية عبر مطار صنعاء. بالمقابل، ساهمت الحرب والصراع في تضخم فاتورة استيراد الأدوية في اليمن والتي تصل إلى نحو 100 مليار ريال سنوياً، تمثل الصناعة المحلية منها 20%، وهو مبلغ كبير كبد خزينة الدولة لصالح تجار ومهربين ومزورين تعج بهم أسواق الدواء في اليمن.
ويكشف تقرير سابق صادر في العام 2021، عن الهيئة العليا للأدوية في صنعاء عن اختفاء نحو 240 صنفاً معظمها علامات تجارية معروفة، ونفاد 362 اسماً تجارياً من مخازن وزارة الصحة العامة والسكان والسوق التجارية، حيث ساهمت إعادة تشغيل مطار صنعاء الدولي عقب اتفاق الهدنة في إبريل/ نيسان 2022، بتوفير جزء كبير من بعض هذه الأصناف التي بدأت بالتناقص والنفاد والاختفاء مع إغلاق المطار مرة أخرى. ويعاني اليمن من قيود مفروضة على المطارات والموانئ منذ بداية الصراع في البلاد العام 2015، حيث أثر ذلك على مختلف القطاعات التجارية والاقتصادية بشكل عام، إضافة إلى تأثير ذلك في تكوين مخزون كاف من الدواء، وكذا عرقلت كثير من المكونات الصناعية ومدخلات الإنتاج التي تحتاجها شركات الأدوية الوطنية في اليمن، والتي تكافح للبقاء وتغطية احتياجات السوق المحلي من بعض الأصناف الدوائية التي تنتجها.
وحسب بيانات رسمية، ينتج القطاع الخاص 200 صنف من الأدوية، إلى جانب إنتاج أدوية منقذة للحياة ذات الصلة بالأمراض المزمنة.
## هل يصفّي السودان شركات الجيش؟
29 July 2025 06:12 AM UTC+00
استبعد اقتصاديون التزام المؤسسة العسكرية السودانية بالخروج من النشاط الاقتصادي المدني، ما لم يتبعه قرار رسمي بتصفية شركات الجيش وطرح أسهمها في البورصة ليتم تحويلها إلى شركات مساهمة عامة. وقالوا لـ"العربي الجديد" إن قرار تعليق أنشطة بعض شركات المؤسسة العسكرية يختلف عن قرار التصفية المأمول، والذي سبق أن طالب بتطبيقه مختصون عبر وضع وزارة المالية يدها عليها بصورة كاملة ونهائية، مؤكدين أن تلك الشركات هي المتسبب الأول في الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.
وعلق الجيش السوداني، الأسبوع الماضي، نشاط عدد من شركاته، من بينها مطبعة حديثة في الخرطوم، وشركتان تعملان في مجال التعدين بولاية نهر النيل، وتضمن الإيقاف أيضاً تعليق أعمال شركات تابعة للجيش وجهاز المخابرات والشرطة تعمل في الإنشاءات والاستيراد، بما في ذلك الأدوية والوقود حسب مصدر عسكري، كما شمل الإيقاف المطبعة الخاصة بالجيش في الخرطوم بحري.
وتضم استثمارات الجيش تحت مظلة منظومة الصناعات الدفاعية، نحو 300 شركة تدر حوالي ملياري دولار سنوياً، وخضعت المنظومة الدفاعية أخيراً لعقوبات فرضتها الولايات المتحدة الأميركية، كما تشمل استثمارات الجيش شركة سودان ماستر تكنولوجي، وتضم عدة أذرع أهمها شركة جياد الصناعية التي تُعتبر أكبر المدن الصناعية في البلاد.
ولم يفلح اتفاق بين المكونين المدني والعسكري عام 2021، في تخطي عقبة الشركات الأمنية والعسكرية، وكان الاتفاق آنذاك يقضي أن تؤول الشركات للدولة وإشراف وزارة المالية، مع احتفاظ الجيش بالشركات ذات الصبغة التصنيعية العسكرية فقط. وفي هذا السياق، يقول الخبير الاقتصادي، عادل عبد العزيز، إن "التوجه الذي ينبغي أن نعمل عليه، هو الدفع نحو إدراج كل المؤسسات الاقتصادية الكبرى في السودان، بما فيها المملوكة للجيش وللقوات النظامية الأخرى، لأن تكون مسجلة في سوق الخرطوم للأوراق المالية بحيث تصبح مفتوحة لمساهمات المواطنين والمستثمرين، وتعرض حساباتها في شفافية حسب قانون السوق". 
إلا أن الخبير الاقتصادي، الفاتح عثمان، يقول: "من المبكر الاستنتاج أن الشركات التي تعمل في أنشطة بعيدة تماماً عن المجال العسكري، والتي صدر قرار بإيقافها عن العمل هو التزام من المؤسسات العسكرية بالابتعاد عن ممارسة أنشطة اقتصادية مدنية تنافس القطاع الخاص، وهو أمر سبق أن تمت مطالبة الجيش به، والسبب هو أن قرار الإيقاف لبعض الأنشطة يختلف تماماً عن قرار التصفية، وبالتالي قد يتم إلغاء قرار الإيقاف في أي لحظة لأنه قرار يجمد العمل، لكن يبقي الموظفين والعاملين في تلك الشركات في مناصبهم، ولا يوقف دفع الشركات للمرتبات وأموال التسيير".
وأضاف أن "تحويل شركات الجيش إلى شركات مساهمة عامة يوفر أموالاً للحكومة السودانية، وسيزيد أموال الجمارك والضرائب بسبب الشفافية التي ستعمل بها تلك الشركات، وهو أمر مطلوب للاقتصاد السوداني لأنه سيزيد من التنافسية، وسيفتح الباب واسعاً للجميع وفق الكفاءة".
ومن جانبه، يقول الاقتصادي، أحمد خليل، لـ"العربي الجديد"، إن السبب الحقيقي وراء تحويل هذه الشركات وخصخصتها جعل بعضها مدخلاً للفساد الإداري والمالي، كما أن معظمها يتحصل على إعفاءات، ما يجعلها في منافسة كبيرة وغير متكافئة مع شركات القطاع الخاص. ويضيف أن "تعليق النشاط ليس قراراً حاسماً، بل فضفاض يمكّن من عودتها مرة أخرى وهذا في اعتقادي من النشاطات الهدامة للاقتصاد السوداني".
وفي المقابل، استبعد الاقتصادي، أحمد محمد الشيخ، فرضية انتهازية تلك الشركات. وقال إن أموال وشركات المؤسسة العسكرية تتمتع بنظام مالي متقدم كثيراً على أنظمة الدولة، لما تمتلكه من شفافية ومراجعة لوجود ضباط ماليين في كل وحدة، كما أنها تخضع لرقابة شديدة أكثر من الشركات المدنية. وأوضح أن هناك أمثلة عالمية لامتلاك مؤسسات عسكرية في دول أجنبية استثمارات كبيرة وتشترك جميعها في الشعار الموحد "تعمير في السلم وتدمير في الحرب". كما تلعب أدواراً اقتصادية كبيرة لأنها تُعتبر جزءاً من الدولة، حسب الشيخ.
## ريال مدريد يفتح باب الرحيل أمام فينيسيوس... وهذا خليفته
29 July 2025 06:16 AM UTC+00
لا يزال مستقبل النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور (25 عاماً)، يكتنفه الغموض داخل أروقة ريال مدريد، بعد تعثّر مفاوضات تجديد عقده بسبب مطالبه المالية المرتفعة، بعدما اشترط وكيل أعماله مساواة راتبه الشهري بما يتقاضاه الفرنسي كيليان مبابي (26 عاماً)، وهو ما رفضته إدارة النادي الملكي، التي تلتزم بسياستها الصارمة في التفاوض، والتي لم تُجامل في السابق حتى أساطير بحجم البرتغالي كريستيانو رونالدو (40 عاماً).
وأشارت صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية، أمس الاثنين، إلى أن العلاقة توتّرت بين نادي ريال مدريد ونجمه البرازيلي فينيسيوس جونيور بشكل غير مسبوق، في ظلّ تعثّر مفاوضات تجديد عقده الذي يمتدّ حتى يونيو/ حزيران 2027، واشتداد الخلافات حول مطالبه المالية. وبينما كان يُنظر إلى اللاعب باعتباره أحد أعمدة المشروع المستقبلي بجوار الفرنسي كيليان مبابي والإنكليزي جود بيلنغهام (21 عاماً)، فإن الخلاف القائم حالياً بشأن الراتب قد يُسرّع رحيله في الأسابيع القليلة المقبلة، خاصة مع وجود اهتمام كبير من الدوري السعودي.
ورفضت إدارة النادي الملكي، بقيادة الإسباني فلورنتينو بيريز (78 عاماً)، مطالب فينيسيوس التي تصل إلى 23 مليون يورو سنوياً، في سعيه لمعادلة الراتب الذي يتقاضاه مبابي. ويحصل النجم البرازيلي حالياً على 15 مليون يورو صافية سنوياً، إلا أنّه يرى نفسه مستحقاً لمكانة مالية مساوية لزميله الجديد. وقد اصطدمت هذه الرغبة برفض قاطع من إدارة ريال مدريد، التي ترفض الإخلال بهرم الرواتب حفاظاً على الانسجام داخل غرفة الملابس.
وبحسب العديد من المصادر الإسبانية، فقد أظهرت إدارة ريال مدريد استعداداً غير مسبوق للنظر في عروض بيع محتملة للاعب، في تحوّل جذري عن موقفها السابق الذي كان يتمسك ببقاء فينيسيوس بأي ثمن. ورغم أن شرطه الجزائي يبلغ مليار يورو، إلا أن النادي منفتح على التفاوض في حال وصول عرض كبير من نادٍ مهتم، مثل الهلال السعودي، الذي أبدى في الفترة الأخيرة اهتماماً جدياً بخدمات اللاعب. وقد تكون القيمة السوقية التي تقدّرها منصة "ترانسفير ماركت" بـ170 مليون يورو نقطة جذب تسمح للنادي بإعادة هيكلة جزء من مشروعه الرياضي.
وأمام هذه التطوّرات، شرعت إدارة ريال مدريد في وضع خطة بديلة تحسّباً لرحيل فينيسيوس جونيور، إذ كشفت إذاعة كادينا سير الإسبانية، أمس الاثنين، أن رئيس النادي فلورنتينو بيريز يُمنّي النفس بتحقيق حلمه القديم والمتمثّل في التعاقد مع هدّاف مانشستر سيتيا النرويجي إيرلينغ هالاند (25 عاماً)، لتعويض الرحيل المحتمل لفينيسيوس، وتكوين خط هجومي ناري يجمع بين هالاند ومبابي، وهو المشروع الذي لطالما راوده منذ سنوات.
## رونالدو يُحدث أزمة خلال معسكر النصر في النمسا
29 July 2025 06:20 AM UTC+00
تسببت مشاركة البرتغالي كريستيانو رونالدو (40 عاماً)، بمعسكر فريقه النصر السعودي في النمسا بأزمة حقيقية ورطت المنظمين، وذلك بسبب إصرار عدد كبير من الجماهير على حضور التدريبات وزيارة النزل الذي يقيم فيه "العالمي"، بهدف التقاط صور تذكارية مع صاحب الكرة الذهبية خمس مرات، وهو أمر يتكرر في كل مناسبة عندما يزور رونالدو بلداً في السنوات الأخيرة نظراً لأنه يملك قاعدة جماهيرية كبيرة عبر العالم بوصفه واحداً من أعظم الرياضيين.
وكشف تقرير لصحيفة كراون النمساوية، أمس الاثنين، عن حجم الصعوبات التي أثارها وجود "الدون" في النمسا، حيث يتوافد مئات المشجعين إلى فندق براندلهوف يومياً على أمل إلقاء نظرة خاطفة على النجم البرتغالي. ووفقاً للتقارير، فقد حجز العديد من النزلاء غرفهم لمجرد الوجود بالقرب من النجم البرتغالي، ما حوّل المجمع الهادئ إلى بؤرة فوضى. وتصاعد الموقف عندما تمكنت مجموعة من الأطفال المقيمين في الفندق من الوصول إلى الطابق الخاص الذي يضم جناح رونالدو وطرقوا بابه. وقد فتح رونالدو الباب وهو غاضب بشدة، وهدد بصوت عالٍ باستدعاء الشرطة.
ويستعد النصر للموسم الجديد، حيث سيحاول محو خيبات الموسم الماضي، الذي خرج الفريق في نهايته دون ألقاب في أهم المسابقات التي شارك فيها، ولكنه يأمل في التعويض خلال موسم 2025ـ2026، رغم أن المهمة لن تكون سهلة على "العالمي" بوجود أندية قوية ستكون قادرة على منافسته، خاصة الهلال والاتحاد بطل الموسم الماضي.
## تراجع النفط وسط مخاوف اقتصادية وترقب قرار الفائدة الأميركية
29 July 2025 07:06 AM UTC+00
انخفضت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، في ظل ضبابية التوقعات الاقتصادية العالمية بعد اتفاق التجارة الذي توصلت إليه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي ينتظر فيه المستثمرون قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بشأن أسعار الفائدة. وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت ستة سنتات، بما يعادل 0.1%، إلى 69.98 دولارا للبرميل بحلول الساعة 04.25 بتوقيت غرينتش، ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 11 سنتاً، أي 0.2%، إلى 66.60 دولارا للبرميل.
أغلق كلا العقدين على ارتفاع بأكثر من اثنين بالمائة في الجلسة السابقة، ولامس برنت أمس الاثنين أعلى مستوى له منذ 18 يوليو/تموز. فرض الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رسوم استيراد 15% على معظم سلع الاتحاد الأوروبي، إلا أنه حال دون اندلاع حرب تجارية شاملة بين الحليفين الرئيسيين، والتي كانت ستؤثر على ما يقرب من ثلث التجارة العالمية وتقلل من توقعات الطلب على الوقود.
ونص الاتفاق أيضاً على أن يشتري الاتحاد الأوروبي منتجات طاقة أميركية بقيمة 750 مليار دولار في السنوات القادمة، وهو ما يقول محللون إنه من شبه المستحيل أن يفي به الاتحاد الأوروبي. وجاء في الاتفاق أن تستثمر الشركات الأوروبية 600 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال فترة الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال محللو بنك إيه.إن.زد في مذكرة إنه رغم الارتياح الذي ساد الأسواق العالمية بعد إتمام الاتفاق التجاري في ظل حالة ضبابية متزايدة، فإنه لم يتضح بعد الجدول الزمني وقطاعات ضخ الاستثمارات.
وأضاف المحللون: "نعتقد أن نسبة 15% ستضع صعوبات أمام توقعات النمو في منطقة اليورو، لكن من المرجح ألا تدفع الاقتصاد إلى الركود". والتقى مسؤولون اقتصاديون كبار من الولايات المتحدة والصين في ستوكهولم وأجروا محادثات استمرت لأكثر من خمس ساعات أمس الاثنين. ومن المتوقع أن تُستأنف المناقشات اليوم الثلاثاء. وقالت بريانكا ساشديفا كبيرة محللي السوق في شركة فيليب نوفا للسمسرة إن المشاركين في سوق النفط ينتظرون أيضا اجتماع اللجنة الاتحادية الأميركية للسوق المفتوحة يومي 29 و30 يوليو /تموز.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يبقي مجلس الاحتياطي على أسعار الفائدة دون تغيير، لكنه قد يشير إلى الميل نحو سياسة التيسير النقدي وسط مؤشرات على تباطؤ التضخم. وأردفت تقول "يسير الزخم في اتجاه الصعود على المدى القريب، لكن السوق معرضة للتقلبات الناجمة عن مفاجآت البنوك المركزية أو انهيار المفاوضات التجارية". وأضافت "لا تزال الاحتمالات بحدوث تباطؤ اقتصادي وخفض الاحتياطي الاتحادي لأسعار الفائدة غير مؤكدة، مما يحد من ارتفاع أسعار النفط". 
وفي الوقت نفسه، حدد ترامب أمس الاثنين مهلة جديدة "10 أيام أو 12 يوماً" لروسيا لإحراز تقدم نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا أو مواجهة عقوبات. وهدد ترامب بفرض عقوبات على كل من روسيا ومشتري صادراتها ما لم يتم إحراز تقدم. وفيما يتعلق بالمعروض، تتوقع (آي.إن. جي)، أن يستكمل تحالف أوبك+ الإلغاء الكامل لتخفيضات الإمدادات الطوعية الإضافية البالغة 2.2 مليون برميل يومياً بنهاية سبتمبر/أيلول.
وقالت أوبك في بيان أمس الاثنين، إن لجنة المراقبة الوزارية المشتركة التابعة لتحالف أوبك+ شددت على ضرورة الالتزام الكامل باتفاقيات إنتاج النفط خلال اجتماعها أمس، وذلك قبل الاجتماع المنفصل الذي سيعقد يوم الأحد، بين ثمانية أعضاء في التحالف لاتخاذ قرار بشأن زيادة إنتاج الخام في سبتمبر /أيلول. واجتمع وزراء من لجنة المراقبة الوزارية المشتركة، التي تضم وزراء الطاقة بكبرى الدول الأعضاء بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بقيادة روسيا، عبر الإنترنت لإجراء محادثات قصيرة. وتجتمع اللجنة كل شهرين، ولديها سلطة الدعوة إلى عقد اجتماع كامل لأوبك+ لمعالجة تطورات السوق إذا ما رأت ضرورة لذلك.
وقلص تحالف أوبك+، الذي يضخ حوالي نصف النفط العالمي، الإنتاج لعدة سنوات لدعم السوق. إلا أنه عكس مساره هذا العام لاستعادة حصته في السوق، ومع مطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لأوبك بضخ المزيد للمساعدة في الحفاظ على أسعار البنزين. وبدأ الأعضاء الثمانية في رفع الإنتاج في إبريل/نيسان ومنذ ذلك الحين سرعوا من وتيرة الزيادات. ويدعو أحدث قرار لهم إلى زيادة إنتاج النفط بمقدار 548 ألف برميل يوميا في أغسطس/آب.
وتعقد الدول الثماني اجتماعا منفصلا في الثالث من أغسطس، ونقلت رويترز عن ثلاثة مصادر في أوبك+ قولهم الأسبوع الماضي إن من المرجح أن تتفق الدول الثماني على زيادة أخرى قدرها 548 ألف برميل يوميا في سبتمبر. وسيعني ذلك أنه بحلول سبتمبر، ستكون مجموعة أوبك+ ألغت بالكامل أحدث شريحة لتخفيضات الإنتاج التي تبلغ 2.2 مليون برميل يوميا، وستكون الإمارات نفذت زيادة في حصتها بمقدار300 ألف برميل يوميا قبل الموعد المحدد. 
(رويترز، العربي الجديد)
## زنّّوبيا الضائعة
29 July 2025 07:06 AM UTC+00
كان الطريق من دمشق إلى تدمر وبالعكس مقفراً كئيباً، ففي الأصل هو قليل العمران، معدوم الأشجار، وهو بوابة الصحراء السورية، فكيف إذا تناولته الشائعات من حيث وجود قطّاع الطرق وبقايا تنظيم "داعش". كانت النصائح تتوالى: "لا تذهب إلى تدمر وما عساك ستجد؟ الآثار مدمّرة، التماثيل مقطوعة الرؤوس، معبد كبير آلهة تدمر (بل) تم تفجيره، المتحف مغلق. أين ستنام وفريقًك؟ لا فنادق والكهرباء والماء مقطوعة. أيضا لا تنسى لا توجد مطاعم مفتوحة".
أعرف ذلك، ولكن هنا الهدف: أن تتفقّد آثار تدمر وملكتها زنوبيا بعد أن أصابها عدوان "داعش" وجرائم نظام الأسد وحليفيه الروسي والإيراني. مع سقوط نظام الأسد، بدأت وسائل الإعلام من مختلف أنحاء العالم تتسابق إلى دمشق لنقل الخبر السوري الصاعق بنتائجه، وتأثيراته. كان العالم يتابع، عبر جميع الشاشات، أخباز سجن صيدنايا وتحرير المساجين منه ومن أماكن الاعتقال المتعدّدة في سورية، وكان الانشغال ينصبّ على فهم آليات ومجريات السقوط السريع للأسد ومصيره ومصائر أركان حكمه.
كما ركّز الإعلام على أركان الحكم الجديد وكشف أسمائهم وفصائلهم وتفكيرهم واختلافاتهم، ولا سيما أن الكثير من الأسرار والغموض قد اكتنف سيرتهم ومسيرتهم. كان الجميع مشغولاً بانتقال سورية من حكم الأسد إلى هيئة تحرير الشام، وبانتقال زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني إلى الرئيس أحمد الشرع. غاص الجميع بفرحة الخلاص من حكم بشّار الذي يكاد يجمع السوريون أن لا بواكي عليه.
شاركتُ بهذا الاحتفال وعدت إلى سورية بعد غياب حوالي 11 عاماً، وكنتُ أحسب نفسي أنني لن أرى سورية ثانية، حيث كانت أكثر من مذكّرة اعتقال تنتظرني. أجريت عدّة مقابلات لاقت رواجاً وحصدت إعجاباً وذمّاً، ولكنها ساهمت في النقاش السوري، والذي يصل أحيانا إلى حد الصراخ في حمّام مقطوعة مياهه حسب التعبير الدارج.
طلبت إنجاز حلقاتٍ عن متاحف سورية بإلحاح، فهناك من يريد الاطمئنان على متاحف البلد وآثاره وتراث البلد وهذا القطاع جدير بالتفقد كما غيره من القطاعات.
كانت الإجابة تتوالى بالاعتذار لكون المتاحف مغلقة وتحتاج لجرد محتوياتها، وكنت أخشى أن يتعدّى الأمر ليتصل بالأيديولوجيا الإسلامية التي تحملها القوى المحرّرة، وصولاً إلى منع عرض التماثيل واللوحات وإغلاق المتاحف.
لم تكن مخاوفي في محلها حتى هذه اللحظة على الأقل، وقد حصلتُ في الزيارة الثانية على الموافقة بتصوير برنامجي "سرّ في المتحف" الذي يُعرض على قناة العربي 2 من وزارتي الإعلام والثقافة لمتاحف دمشق، وحلب، ومعرة النعمان، وتدمر.
طمأنني القائمون على مديرية الآثار والمتاحف أن لا سرقات حصلت من المتاحف يوم سقوط النظام سوى في متحف جزيرة أرواد بطرطوس وفي متحف قلعة دمشق، وكانت معظم السرقات لنسخ مقلدة وقطع الأثاث ومحتويات المتحفين المكتبية.
وصلنا إلى تدمر وهي خاوية على عروشها، بضع عائلات من السكان عادوا، كل الدوائر والمحلات مغلقة، حتى سجن تدمر العتيد لا أحد فيه ولو للحراسة، والمتحف الذي افتُتح عام 1961 في أثناء الوحدة السورية المصرية يحرُسه موظف واحد، متسخ ومهمل، وقد تعرّض لصاروخ من النظام وقبل ذلك كان مسلّحو "داعش" قد حوّلوه إلى مقر لهم، وحطموا رؤوس التماثيل فيه. وأصدر التنظيم المذكور منه أحكام الإعدام، ومنها حكم الإعدام بالعالم الآثاري المهيب خالد الأسعد.
إنقاذ آثار وإعدام الأسعد
صحبنا من دمشق مدير متحف تدمر السابق خليل النعيمي، وروى لي ما حدث يوم هجوم "داعش" على المتحف، حيث استطاع أن يحمل ثلاث شاحنات بالقطع الأثرية ويهرّبها إلى دمشق، رغم إصابته بطلق ناري من عناصر "داعش".
وحدثني من أثق بهم أن هجوم "داعش" على المتحف جرى بالتنسيق مع رئيس فرع الأمن العسكري في البادية، مالك حبيب، والذي رفض مقترحا لتفريغ المتحف قبل أيام مصرّاً على أن لا شيء سيحدُث. وكان في رفقتنا طارق الأسعد الذي روى لنا بعضاً من مأساة والده خالد الأسعد الذي 40 عاما مديراً لمتحف تدمر (1963 - 2003). وربما من النادر أن تعثر على مكتشف أثرى يتعلق بتدمر إلا كان مساهماً فيه، وألف أكثر من 40 كتابا بلغات مختلفة، كان يتقنها عن آثار تدمر وملكتها زنوبيا.
لم تحكم زنوبيا سوى فترة قصيرة، حوالي خمس سنوات، إلا أنها خلدت اسمها في سجل التاريخ كملكة طموحة
حكم "داعش" على الأسعد بقطع رأسه، وعلّل هذا بعبادته الأصنام وتمثيله الحكومة السورية، وبينما كان السبب الحقيقي طلب "داعش" من الأسعد أن يدلّهم على أماكن الذهب في تدمر. كانت أمنية الأسعد الأخيرة من "داعش" أن يزور متحف تدمر، وكان له ذلك. وعندما طُلب منه الانحناء لتنفيذ الحكم، رفض قائلاً إن "نخلات تدمر لا تنحني"، ونفذ الحكم فيه في 18 أغسطس/ آب 2015.
فقدت تدمر معبد "بل" بتفجير "داعش" له. وجرى أيضاً تخريب معبد "بعل شمين"، فضلاً عن قطع رؤوس التماثيل في المتحف وفي الفضاء الخارجي لتدمر. وتُضاف تلك الخسارات إلى ما سرقه لصوص الآثار من حفريات غير مشروعة. وقبلها تسرّب كثير من آثار تدمر إلى الخارج، وأهمّها اللوحة المهمة لقانون الجمارك التدمري، وهو أطول وأدقّ نص قانوني جمركي بزمانه والمعروضة حالياً في متحف "الأرميتاج" في  بطرسبورغ، إذا نقله الأمير الروسي ابملك لازاريف عام 1901 من مدخل السوق الجارية التدمرية المسماة بالأغورا إلى روسيا بموافقة السلطان العثماني عبد الحميد الثاني.
أين زنوبيا؟
لن تجد عند البحث في آثار تدمر أي تمثال أو أثر يعود إلى ملكتها العظيمة زنوبيا سوى قطعة نقد من أربعة دراهم عليها صورة زنوبيا ومكتوب عليها "الملكة المعظّمة"، وهذه النقود سكّتها زنوبيا في الإسكندرية خلال سيطرتها على سورية والجزيرة العربية ومصر. السبب في غياب تماثيل زنوبيا  هزيمتها أمام الإمبراطور الروماني أورليان عام 273 ميلادية، وهذا قدر المغلوب دوما.
لم تحكم زنوبيا سوى فترة قصيرة، حوالي خمس سنوات، إلا أنها خلّدت اسمها في سجل التاريخ ملكة طموحة، صاحبة مشروع للنهوض بمملكتها، ترفض التراجع عنه و/أو الاستسلام عندما تنتهي المعركة.
لقد أوضح خالد الأسعد في كتابه "زنوبيا ملكة تدمر والشرق"، والذي أصدره مع فيين هانسن عن جامعة أورهوس بالدانمارك، أن زنوبيا وتدمر والمنطقة قد علقت بتلك الفترة في الصراع بين الروم والفرس وكانت تميل إلى الرومان. وهنا يذكر جهد أذينة زوج زنوبيا مع كاهن حمص شمسي غرام بالانتصار على حملة الفرس بقيادة الملك الفارسي سابور الأول الذي استحقر هدايا أذينة وسعيه إلى التحالف معه، فانضم للروم ضده وهزمه.
قتل أذنية في صراع داخلي على السلطة، وحلّ محلّه ابنه القاصر وهب اللات، ولكن تحت وصاية والدته زنوبيا. كانت زنّوبيا طموحةً، فلعبت على الخلاف الفارسي – الروماني، واستغلّت صراعات البلاط الروماني، فأضافت مصر لمملكتها السورية. وهنا كان لا بد من المواجهة مع الرومان. حاول الإمبراطور أورليان أن يقنعها بالاستسلام فرفضت، وأرسلت إليه جوابها: "لا تنتظر استسلامي، وإذا كان الأرجوان هو لباس الأباطرة فإنه عندنا خير الأكفان". 
هزمت قوة روما طموح تدمر، وبقي مصير زنوبيا غامضاً، فمن قائل إنها ماتت أسيرة على الطريق إلى روما، بسبب الغضب والأسى من هزيمتها، أو أنها تجرّعت السم خلال سيرها مكبّلة بالأصفاد، في حين ترد رواياتٌ أخرى أنها عاشت بقية حياتها معزّزة مكرّمة في روما، واقترنت بنبيلٍ روماني وأنجبت ذرّية منه.
اختفت مملكة تدمر واختفى مصير زنوبيا، وأملنا كأحفاد لهذا الإرث العظيم ألا نجدّد المأساة مرّة أخرى بالضياع والزوال.
## الصحافيون السوريون... شهودٌ غائبون عن النظر
29 July 2025 07:10 AM UTC+00
ربما لم يكن سقف الحرية الإعلامية في سورية مرتفعاً الى ما هو عليه منذ الاستقلال في عام 1946، كما هو عليه اليوم. يمارس الصحافيون السوريون اليوم عملهم من دون رقيب. 
يكتبون من دون خوف من "زوّار الفجر" الذين كمّموا الأفواه أكثر من ستين عجافا مرّت على سورية في غفلة من أهلها. وفي المقابل، يرى كثيرون أن سقف الحرية المرتفع في سورية دليل فوضى أكثر مما هو دليل رسوخ إيمان السلطة الراهنة ويقينها بحرية العمل الصحافي في بلادٍ لم تعرف الصحافة الحقّة منذ عام 1963، فالعمل الإعلامي ما زال من دون تنظيم حقيقي، من دون رؤية واضحة وخطاب جلي في سورية الجديدة، من دون ضبط مؤسّساتي، وهو ما يصدّر صورة مزيّفة للرأي العام عن جو الحريات في البلاد. ما زالت أغلب المؤسّسات والهيئات الرافعة للصحافة في سورية مشلولة إلى حد بعيد، ولم تنفض بعد عنها رماد قمع طال. ربما لأن التركة ثقيلة، ومن أُسندت إليهم مهام تفكيك خيوطها السوداء المتداخلة والمتقاطعة والمتشابكة لا دراية كافية لديهم ولا خبرة تؤهلهم للتعامل مع هذا الملفّ الأكثر حساسية.
كان اتحاد الصحفيين السوريين يضم قبل سقوط نظام الأسد، 1704 صحافيين عاملين إضافة إلى 639 صحافيّاً متمرّناً و666 متقاعداً
ومن هذه المؤسّسات (إذا جاز إطلاق هذا الوصف عليها)، "اتحاد الصحفيين" السوريين الذي كان مجرّد ديكور بسيط في مسرح العبث السياسي الذي ساد البلاد ستة عقود، ووسم فترة طويلة من تاريخ البلاد بطابعه المنفّر. لم تكن لذاك الاتحاد أي قيمة أو تأثير في المشهد السياسي، وحتى النقابي والمهني. لم يدخل يوماً في اهتمام الصحافيين السوريين، ما عدا بعضٍ في المؤسّسات الرسمية كان يتطلع للحصول على راتب تقاعدي ربما يخفّف من تبعات الشيخوخة، فالاتحاد كان يمنح منتسبيه العاملين مبلغاً زهيداً لا يسد رمقاً، بعد عمر طويل في المهنة. مرّت 51 سنة على تأسيس "اتحاد الصحافيين"، وهو كما يعرّف عن نفسه "تنظيم نقابي، يضم الصحافيين المسجلين في جداوله، ومركزه مدينة دمشق، ويتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي".
بحسب إحصائيات رسمية، كان الاتحاد يضم قبل سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول من العام الفائت، 1704 صحافيين عاملين إضافة إلى 639 صحافيّاً متمرّناً و666 متقاعداً. ولكن هذه المؤسّسة النقابية، مثل بقية النقابات المهنية في البلاد، تحوّلت الى أدوات تأطير وسيطرة منذ 1980 بعدما حاولت تحدّي سلطة حافظ الأسد المطلقة. نفذت النقابات في ذلك العام إضراباً دخل الذاكرة السياسية السورية، كونه الوثبة الأشجع في زمن عمّ فيه الخوف وتسيّد كل تفاصيل المشهد. طالبت النقابات في ذلك العام بإطلاق الحريات في البلاد، وإلغاء قانون الطوارئ الذي جثم على صدور السوريين عقوداً. كانت محاولة أخيرة لإحياء المجتمع المدني، انتهت بقانون من "الطاغية"، بتحويل النقابات الى منظّمات تابعة لحزب البعث الذي كان "قائداً للدولة والمجتمع"، يتم تعيين رؤسائها ومكاتبها التنفيذية من الأجهزة الأمنية، وبذلك لم يعد هناك عمل نقابي حقيقي في سورية حتى إسقاط نظام الأسد. 
بعد تحرير سورية من سلطة الخوف والقمع، اقتربت الإدارة الجديدة من العمل النقابي، فكلفت على عجلٍ من يتولّى عملية تسيير الأعمال إلى حين نضوج الظروف السياسية لانتخاب قيادات نقابية. في شباط/ فبراير الفائت، أصدرت حكومة تسيير الأعمال في حينه قراراً بحل الجمعية العامة لاتحاد الصحافيين السوريين، وتعيين مكتب مؤقت من خارج ممثلي الاتحاد. أثار القرار موجة اعتراض وغضب داخل البلاد وخارجها، وصلت إلى حد مطالبة الاتحاد الدولي للصحافيين الرئيس أحمد الشرع بالتراجع عن القرار، معتبراً حل الاتحاد "حادثاً خطيراً من التدخل السياسي في شؤون المنظمات النقابية، ويشكل انتهاكاً للاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي صادقت عليها سورية، بما في ذلك اتفاقيات منظّمة العمل الدولية". والملفت أن الإدارة الجديدة استندت إلى قانون أصدره النظام المخلوع في 1991 لتبرير قرارها بحل الاتحاد. منذ ذلك الحين وأعضاء المكتب المؤقت بصدد إعادة تنظيم الاتحاد وإعادة النظر في شروط العضوية، حيث لم يعد مقبولاً وجود أو انتساب من شجّع على قتل السوريين وساهم في بثّ خطاب الكراهية. ويبدو أن المكتب المؤقت يمهد الطريق أمام إجراء انتخابات لاختيار مكتب دائم. لا يُبدي صحافيون سوريون كثيرون محترفون كان لهم دور بارز خلال سنوات الثورة كثير اهتمام بـ"الاتحاد" الجديد، ربما احتجاجاً على استبعادهم من مهمّة إعادة تأهيله وتجديده، فهم اليوم خارج الإطار بشكل كامل، لذا لم تكتمل لوحة الإعلام في سورية بعد. يكتفي من عاد منهم، بعد سنوات غربة طويلة، بالمرور بالجادّة التي يقع فيها مبنى الاتحاد في حي أبو رمّانة بإلقاء نظرة تحمل كثيراً من العتاب. أصحاب البيت هم الأقدر على تجديده، فهم يعرفون أدقّ تفاصيله، ويعرفون مواطن القوة والضعف فيه، ولكنهم اليوم خارجه يتسقّطون الأخبار عنه من بعيد.
سالت دماء مئات الصحافيين والعاملين في الشأن الإعلامي خلال سنوات الثورة، فقد مدّوا جسومهم جسراً للعبور إلى ضفّة الحرية والكرامة
نعم، يحتاج هذا الاتحاد الذي كان عوناً لنظام القمع والاستبداد إلى إصلاح وتأهيل كبيريْن، ولكن استبعاد الصحافيين المحترفين، وخصوصاً الذين كانوا "أعضاء عاملين" فيه من هذه العملية ربما يُوحي بأن الإدارة الجديدة تتعاطى بـ"خفّة" مع ملف النقابات المهنية التي يجب أن تتمتع بكثير من الاستقلالية، وأن يكفل الدستور القادم دورها في المشاركة في القرار الوطني. يحتاج الصحافيون السوريون اليوم مؤسّسة نقابية تدافع عنهم، وتقف معهم، وتضمن لهم حرية العمل بعيداً عن إملاءات السلطة (أي سلطة) وتصوّرها السياسي. ويفرض المشهد السوري الجديد إيلاء الإعلام اهتماماً يستحقّه، وأن تشرّع قوانين جديدة تهيئ الأرضية لظهور أجسام نقابية متعدّدة، ما يتيح للصحافي الانتساب إلى الجسم الذي يراه الأقرب إليه. سالت دماء مئات الصحافيين والعاملين في الشأن الإعلامي خلال سنوات الثورة، فقد مدّوا جسومهم جسراً للعبور إلى ضفّة الحرية والكرامة، وهو ما تحقّق في صبيحة الثامن من ديسمبر. كان لهم الدور البارز في تآكل النظام ومؤسّساته القمعية، فقد عرّوها تماماً أمام الرأي العام العالمي، ودفعوا من أجل ذلك أثماناً باهظة، فكثيرون قتلوا تحت التعذيب في أقبية النظام البائد، وهناك من قُتلوا بقصف الطيران شجعاناً قابضين على جمر الحقيقة براحات أياديهم. 
من حقّ الصحافيين السوريين اليوم أن يكونوا شركاء في التأسيس لوطن نظيف لا خوف فيه ولا استبعاد، "فليس أشدّ على النفس من أن تكون مسبوقاً وأنت السابق، مجهولاً وأنت العارف، غائباً عن النظر وأنت الشاهد".
## دولرة الليرة السورية... اقتصاد حائر بسعر صرف لا يعترف به أحد
29 July 2025 07:13 AM UTC+00
لم يعد الحديث في سورية عن سعر صرف الدولار مجرّد مسألة تقنية محصورة بالمصارف أو التجار، بل أصبح جزءاً من الهمّ اليومي للمواطن السوري، ومعياراً يعكس مستوى معيشته ومدى استقرار حياته، ولو جزئياً، في بلدٍ يحاول طيّ صفحة الحرب وما خلّفته من إرثٍ ثقيل، إلّا أن وهم الاستقرار لا يكفي لنقول إنّنا بخير، في بلد يُقال فيه الكثير عن الأمن، ويُقال أكثر عن الاقتصاد، لكنّ ما لا يُقال هو أنّهما لا يملكان القدرة على الحياة إن تُركا منفصلين.
وفي ثنائية الأمن والاقتصاد، لا يمكن تجاهل خطوات الحكومة السورية في الملف الأمني، من عودة مظاهر الطمأنينة، وإرساء الحلول السلمية بدلاً من الانتقام، والحلول الدبلوماسية بدلاً من العنف واستخدام القوة، في نتائج فاقت التوقعات. لكن، هل يكفي هذا؟ أم أنه يبقى في دائرة الهشاشة إن لم تُبنَ تحته قاعدة اقتصادية صلبة؟ فلا أمن يدوم إذا لم تُشترَ السلع، ولا استقرار يتحقق إن بقيت الأسعار تُنطح السقف، و"الرواتب" الخجولة تجرجر نفسها، في بلدٍ يُذهلك بتناقضاته، من غلاءٍ يفوق التوقّعات في أسعار وإيجارات عقاراته، وارتفاع أسعار سلعه، أمام دخلٍ هو أقرب إلى الصفر المتحرّك، ما يجعل الأمن على حافةٍ قد تنهار سريعاً، لا قدّر الله.
الدولار بين تسعيرتَين
المفارقة أن مصرف سورية المركزي حدّد سعر الدولار بـ11 ألف ليرة سورية، في حين يتداول الناس الدولار في السوق السوداء بسعر يتأرجح بين 9,500 و10,200 ليرة، في تفاوتٍ غريب بين السعر الرسمي وسعر السوق غير النظامية. فأيهما يملك القيمة الحقيقية؟ أمام امتناع المركزي عن بيع الدولار أو شرائه، وترك موازين العرض والطلب مفتوحة أمام السوق، فإن ذلك يدل صراحةً على أن المركزي لا يملك القدرة على مجاراة السوق، وأنه فقير بالقطع الأجنبي والعملة المحلية.
السعر المتداول لا يمكن أن يكون حقيقياً، وإلّا فأين إعلان الدولة عن تخفيض سعر الدولار؟ ولماذا لم يشعر به أحد؟ بل على العكس، فرغم التحسّن المزعوم، ما تزال الأسعار مرتفعة، ما يعني أن الدولار لا يُسعّر على أساس اقتصادي، فالميزان التجاري مختل تماماً على خلفية الواردات والصادرات، أمام انفتاح السوق السورية المتعطّشة للسلع وشرائها بالدولار، مقابل وارداتٍ متواضعة جداً حتّى اللحظة.
إذاً، السعر الرسمي الذي لا تعترف به السوق هو سعرٌ نظري، لا يُصرف به الدولار في الواقع، وبالتالي يصبح بلا قيمة عملية، ما قد يُضعف شرعية المؤسّسة النقدية، ويؤدي إلى فقدان ثقة المواطن والمستثمر، خصوصاً أن المركزي لا يوفّر الدولار، لا للمواطن ولا للمستورد، ما يدفع الجميع إلى التوجّه نحو السوق السوداء لتأمين العملة الصعبة، وبالتالي تعكس هذه السوق السعرَ الحقيقي الناتج عن العرض والطلب.
المشكلة الكبرى تكمن في انعكاس هذا التفاوت على آلية التسعير: هل يجري التسعير على أساس السعر الرسمي أم سعر السوق؟
الباحث الاقتصادي ملهم جزماتي اعتبر أن الفجوة بين سعر الصرف في المصرف المركزي والسوق السوداء هي إحدى أشكال التشوّهات الاقتصادية، ودلالة على شح السيولة النقدية لدى المركزي، لذلك لا يستطيع شراء العملة الأجنبية بالسعر الأعلى الذي يحدّده بنفسه.
كما رأى أن تأثير هذه الفجوة يتمثل في اتساع رقعة الاقتصاد غير الرسمي، وتذبذبٍ مستمر لسعر صرف الليرة مقابل العملات الأجنبية، وبالتالي فقدان الثقة بالعملة المحلية، وتفضيل أكبر للاحتفاظ بالعملة الأجنبية، وفقدان المركزي السوري لدوره الأساسي ضابطاً للسوق النقدية في البلاد.
وأضاف أن هذه الحالة من شأنها إضعاف الثقة بالاقتصاد السوري على المدى البعيد من المستثمرين، الذين يرغبون بوجود هيكل إداري قادر على إدارة السياسة النقدية، واستمرار هذه الحالة سيثير الشكوك حول أهلية المركزي في أداء أدواره الاقتصادية التقليدية.
هل يعكس سعر الصرف عجز الدولة؟
لا تحتاج قراءة الواقع المعيشي للمواطن السوري، إلى أرقامٍ مبهرة أو تقارير أممية لتوصيفه. الراتب الشهري، في كثير من الحالات، لا يتجاوز مئة دولار، بينما إيجار غرفة واحدة قد يتخطّى هذا الرقم. الأسعار قد تقفز، ربما ليس بفعل ارتفاع الدولار، بل أحياناً بفعل الإشاعة، أو المزاج، أو انقطاع مادة معينة. الناس يأكلون أقل، يسافرون أقل، يضحكون أقل.
نعم، الحكومة تتحدث عن خطط ورؤى ومشاريع استثمارية وعلاقات اقتصادية خارجية، لكن المواطن لا يراها سوى وعود، قد تتحول إلى هواجس بشأن قدرة الدولة على أداء دورها بوصفها ضامناً اقتصادياً، وبأن الحكومة عاجزة عن ضبط السوق، وتوفير السلع والخدمات والطاقة، وحماية الرواتب من التآكل.
ولا بدّ من التذكير بأن سعر الصرف هو مؤشّر، لا على وضع العملة فحسب، بل على حال الاقتصاد كلّه، فعندما ترتفع الليرة في السوق السوداء، ليس بالضرورة أن يكون ذلك مدعاة للفرح أو التفاؤل، لأنها ظاهرة قد تكون نتيجة جمود اقتصادي، أو تباطؤ في الطلب على الدولار، أو تراجع في الاستيراد. إذاً، كلها مؤشرات على الركود لا على التعافي.
ما يعني، في قراءة أعمق، أن أدوات السياسة النقدية باتت تلهث خلف السوق بدل أن تقودها. فلا يخفى على المراقب الحصيف أن هذه الظاهرة لا تُقرأ بالأرقام وحدها، بل هي في عمقها تعبيرٌ عن خللٍ مزدوج في وظيفة الدولة ومنطق الاقتصاد. فالسعر الرسمي، الذي لطالما اعتُبر أداة سيادية لضبط السوق، أصبح حبراً على ورق، بينما السوق الموازية، التي يُفترض أن تكون جريمة مالية، تحوّلت إلى ملاذٍ آمن للناس والمؤسّسات، وحتى لبعض دوائر الدولة نفسها.
ولا نعني بذلك رفع يد الدولة أو السيطرة بالقوة، بل الدعوة إلى إدارة السوق بأدوات رقابية حقيقية لضبط الأسعار ومنع التلاعب، إضافة إلى تعزيز ثقة المواطن بأن البنوك قادرة على تلبية احتياجات السوق من العملات الأجنبية والمحلية، بوصفها مؤسساتٍ فاعلة، وبشفافيةٍ تشجّع المغتربين على التحويل من خلال المصارف المعتمدة.
سورية تعلن اعتمادها على مواردها
في تأكيدٍ لتصريحٍ سابق، أكد حاكم مصرف سورية المركزي عبد القادر حصرية أنّ بلاده لن تستدين من صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي، وأن سورية، بأمرٍ من الرئيس أحمد الشرع، لن تلجأ إلى الديون الخارجية، مبرّراً الخطوة بسعي الحكومة لبناء اقتصادٍ صحي قائم على الإنتاج والصادرات، من دون الاعتماد على فوائد مرتفعة أو مغريات استثمارية محفوفة بالمخاطر.
تصريحٌ تُرفع له القبعة، كما يُقال، لكن أين هذه الموارد؟ إذا كان النفط خارج السيطرة، والزراعة، بصفتها مقوّماً من مقوّمات الاقتصاد السوري الرئيسية، تصارع الجفاف وتقنياتٍ منتهية الصلاحية، والصناعة في الرمق الأخير، والسياحة معطّلة، فما هي المقوّمات إذاً؟ وأين البيئة الاستثمارية المؤهلة لتوفير عوائد مستقرة للمستثمرين؟ وما هي ملامح استعادة النشاط الكامل لقطاعات الاستثمار التي صرّح بها المسؤول؟، فبعيداً عن الانتقاد المنفلت، هي مجرد أسئلة بسيطة، تضع المواطن أمام تناقض الخطاب الرسمي والواقع الاستثماري والمعيشي، ليتولّد ما هو أخطر من الفقر؛ وهو الشّك.
عند سؤال الأكاديمي والمحلل الاقتصادي فراس شعبو، قال إنّ القرار، من وجهة نظر اقتصادية، صحيح، والمشكلة ليست في الدَّين، فهناك دولٌ متقدمة وناشئة تتعامل بالدين، لكنها تستطيع إدارة هذا الدين واستثماره بوجود مؤسساتٍ قوية. وأضاف أن المشكلة لدى الدول النامية تكمن في تحويل هذا الدين إلى مشاريع استهلاكية، لا إنتاجية، مثل مصر ولبنان وتونس، ما أغرقها بسبب الفوائد الكبيرة وعدم قدرتها على السداد.
وبالعودة إلى الواقع والسياق السوري، اعتبر شعبو أن الوضع قد لا يتوافق مع أي فكر اقتصادي، خصوصاً أن معظم الموارد تحتاج وقتاً أطول لإعادة تأهيلها واستثمارها، وبالتالي، سيسهم ضعف التمويلات والدعم الخارجي في إبطاء عملية التنمية وسرعة التعافي. واعتبر أن القرارات الحكومة في الخصخصة، وفي دعم القطاع الخاص وتخفيف تدخل الحكومة، وإزالة الدعم عن المحروقات والخبر، وتحرير سعر الصرف، تتوافق مع شروط صندوق النقد الدولي، فإمكانية الاقتراض على شكل منح أو ديون ممكنة، ومطلوبة إن توجهت توجهاً صحيحاً في الاستثمار ودعم الإنتاج. ويبقى سؤال المواطن السوري الأبرز؛ متى ستقرّر الحكومة السورية تبديل العملة التي ما تزال تذكّرهم بالنظام السابق، وإلى متى سيحملون أكياساً مكدّسة بالأوراق النقدية لشراء سلعة بسيطة؟
## سلطة النساء
29 July 2025 07:15 AM UTC+00
حقّقت المرأة العربيّة، المتعلّمة والمثقّفة عامّة، لنفسها جزءًا كبيراً أو صغيراً من حقوقها، ومكّنت حضورها في شتّى المجالات العامّة. ولا نغفل فضل نضال النساء العربيّات الرائدات، وسعيهنّ الجادّ والمكين للتحرير، ودفعن الأثمان باهظة. ففي أواخر القرن التاسع عشر، برزت نظيرة زين الدين أولى الداعيات إلى تحرّر المرأة، تبعتها في القرن العشرين، نساء مناضلات عديدات، أمثال مي زيادة، نازك العابد، ماري عجمي، نوال السعداوي، وفاطمة المرنيسي مؤسّسة النسويّة العربيّة، وكثيرات سواهنّ.  
بالتأكيد، كان للثورات التحرّريّة في العالم، وللتطوّر الحضاري العلميّ والإعلاميّ والتكنولوجيّ، تأثير كبير في التمرّد على القوانين الذكوريّة، ورفض العبوديّة بشتّى تجلّياتها وأشكالها. وكان لثورة الطلّاب 1986، بوجه خاصّ، دور إيجابيّ في الدفاع عن الحريّات الشخصيّة. لنشهد في النصف الثاني من القرن العشرين قيامة المرأة في شتى أصقاع العالم، للمطالبة بحقّها في تقرير مصيرها بنفسها. وبات لها حضورها الواثق، والخلّاق في شتّى مجالات الحياة العامّة.
ما تزال المرأة العربيّة، مقصيّة ومستلبة، تتحكّم بها السلطات المختلفة: ذكور العائلة، الدين، العادات والتقاليد. ولا تكاد المؤسّسات الرسميّة تنظر في قضيّتها بجديّة، فهل تدرك المرأة المتعلّمة أنّها في كثير من الأحيان تتمثّل الثقافة الذكوريّة السائدة؟ ثقافة سمّكتها التراكميّة المزمنة وصلّبت هيمنتها الاستبداديّة القاتلة، صانعة الحروب. ثقافة قامعة للمرأة والرجل معاً، تدعمها المؤسّسات الدينيّة، والتعليميّة، والإعلاميّة. وأولى هواجسها التحكّم بالمرأة. 
وهل تحقّقت حرّية المرأة العربيّة المثقّفة عامّة إلى الحدّ الذي يمكّنها من صياغة خطابها الخاصّ ولغتها؟ وهل تخلّصت من تلك الثقافة المستبدّة الإقصائيّة السائدة؟ أم أنّها فضّلت، بوعي أو من دونه، البقاء كالنساء التقليديّات العازفات عن التحرّر؟
دفعني إلى طرح السؤال أمران: أوّلهما ما لاحظته، وما زلت، في بعض النصوص الأدبيّة النسائيّة العربيّة، من التباس في موقف الكاتبة وضبابيّته من الرجل، تراه حيناً ذئباً مفترساً، وحيناً آخر حامياً ومخلّصاً، وقليلا ما تراه نِدّاً. وثانيهما، ما نلحظه لدى نساء كثيرات وصلن إلى مراتب عليا أو أقلّ شأناً في السلطة. في سوريّة، مثلاً، لم يسبق أن طرحت أيّ من النساء؛ وزيرات وسواهنّ، بجدّيّة ومثابرة قضيّتها، قضيّة المرأة الشائكة والمعقّدة. 
من الطبيعي، يصبح المجتمع المحتلّ، أو المتخبّط في أزماته، أو تغيب الدولة فيه، مرتعاً خصباً للهيمنة الذكوريّة وتمدّدها. وبالتالي، المرأة، وزيرة كانت، أو صاحبة شأن عامّ، تهرع للانضواء تحت عباءة السلطة الديكتاتوريّة، الفاسدة بالضرورة، خوفاً منها، أو طمعاً بالحصول على امتيازات، ومكاسب ماديّة ومعنويّة. ولا شكّ في أنّ هذه المرأة ليست حرّة في تمثّلها الثقافة البطريركيّة. وبالتالي، لن تبالي بالمطالبة بحقوقها وحقوق بنات جنسها المشروعة المسلوبة. وقد تنكشف لديها نزعة سلطويّة دفينة، وجشع، فتتماهى مع السلطة وتلغو بخطابها ولغتها. وهنا، نتساءل حول سلامة شعورها الوطني ايضاً. إذ إنّها قد تصمت في حقبة ظالمة، خوفاً أو لامبالاة ربّما، وفي عهد ظالم آخر تتحوّل إلى مدافعة عن السلطة، تبرّئها من طغيانها، بل قد تشكّك أحياناً، بمعاناة الضحايا.  
وإذاً، تعود الدولة المستبدّة بالمجتمع إلى طور تخلّفه، ومعها تعيد النساء مدّعيات التحرّر، تكريس عبودية المرأة. ما يعرقل مسيرة النضال التحرّري في المجتمع بأكمله، فالمجتمع من دون حضور النساء إلى جانب الرجال في عمليّة البناء والتطوير والتحرير يبقى أعور وأعرج.
## جدّي إسبر مرهج
29 July 2025 07:17 AM UTC+00
أريد أن أحكي عن جدي إسبر داغر إسبر، هو جدٌّ يشبه كل الأجداد في عائلاتنا كثيرة الأنساب والأعمام، رجالٌ نحتهم الزمن كما تنحت العواصف وجه جبل أمرد. مرّ عليهم المستعمرون والطغاة، العسكر والأنذال، وخرجوا بأجسادٍ أصيبت، وأرواحٍ لم تستسلم. لجدّي، كما يجب أن يكون لكل جدّ، ابنٌ بكر وسيم، شاء أن يمنحه، ككل سوري، لفلسطين كي يموت فيها شهيداً. لجدي أيضاً مالٌ كثير، لم يحصل عليه من زراعة الأرض بل من تجارة العرق، روح كروم العنب في جبال وادي النصارى وأحراجه.
لجدّي، كما لكل الأجداد، لحظات عزّ وفخر لا يبهت. لحظات انتصاره كانت عندما نُقلت حجارة بيتنا الصماء على الجمال من حماة، وحين موّل وهرّب السلاح لأولئك الذين آمن بأنهم ينطقون باسمه، لم يكن لهم، في نظره، اسمٌ أحلى من "سورية" ليشبكوه باسمهم، فكانوا حزبها القومي.
لكن جدّي، ككل الأجداد، مات أيضاً، لا برصاصة، ولا لكِبَر في العمر، بل مات قهراً، لأن أحد أنذال السلطة في الخمسينيات هدّده، إن استمر بتمويل الحزب وشراء السلاح له، قائلاً: "بدك انتفلك هالشوارب؟".
قالها في دار جدّي المفتوحة للضيوف والأقارب، حيث لا يغلق باب، ولا يخرج أحدٌ جائعاً. وحيث يدخل زوّار ويخرجون معززين مكرمين على مدار الوقت. يحكي أبي، "الأستاذ إبراهيم" كما أحب أن أناديه، أنه بعد ذلك اليوم الذي تعرّض فيه جدي إسبر لنذالة ذاك النذل، لم يرَ بعدها بشراً. انكفأ إلى وحدته، كأن سؤال الخسّة ذاك اقتطع ما تبقّى فيه من روح. إذ لم تمضِ سوى أشهر، حتى أكل السرطان أمعاءه، ومات، كما يموت الرجال في بلادنا، لا حين تنتهي أيامهم، بل حين تنكسر قامتهم. هكذا هي حكايتنا. منذ أن قصّت دليلة شعر شمشون، لا يقترب من الشعور ولحى الرجال إلا العاهرات وأبناؤهن.
وها نحن، كأنّ سنوات العار تلك لم تمرّ بنا، في يوليو/تموز 2024، ظهر الشيخ مرهج شاهين، رجل في الثمانين، مجبراً على الخضوع لأنذال عصرنا البربري. لم يكن أمامه، كجدّي، إلا أن يموت، أو يختفي كما لو أنه خُلع من جسده.
وها أنا، شاهدة على حكايا الخزي، أرى القرابات بين جدّي والشيخ مرهج تترتب بالتفاصيل نفسها، متبوعة بنسغ الحكاية. يربطهما الزمن المكرّر، ولعنة الجغرافيا، والمصير لأولئك الذين ما زالوا يعرّفون أنفسهم بكرامتهم، لا بما يزرعونه على وجوههم، بل بالطيب النازّ من أجسادهم. هكذا هم الأجداد، ليسوا رجالاً فقط، بل أوتاد الأرض، عصب اتكائها على ذاتها. هم الذين يحملون المعنى في الانحناءة حين يصبّون قهوتهم للضيوف. لكنهم حين يُهانون، تختلّ الأرض، ويحلّ غضب الرب.
ملعونون نحن، ملعونون بهذه الحكايات التي لا تنفكّ عن التوالد كدود الأرض. تخرج من الشقوق، من صدوع النفس، من رطوبة الخوف، وتتكاثر كلما ظننا أننا دفناها بعارها. أعرفها كما تُعرف الغصّة، أحفظها كما يُحفظ وجعٌ قديم في جسدٍ بالٍ. عددت كلماتها كما تُعدّ أرغفة الخبز بين أيدي جائع.
ما بالنا يا ربّ الكون؟ نرضى بموتٍ بعد كل موت؟ ما بالنا لا ننبش شعورنا كما ينبغي لحرائر فقدن أبناءهن؟ لماذا لا نشقّ صدورنا لنشفى؟ ولا نمزّق وجه النهار المختال بقتلاه؟ كيف استقرّ فينا هذا العطب، حتى لم يعد يخجلنا العيب، ولا تنهشنا البشاعة؟ منذ متى بردت قلوبنا، وجفّت أعيننا؟ ألم ننتشِ بما فيه الكفاية برائحة الدم، وطنين أسراب الذباب بعد المذبحة؟ ما بالنا؟ لمَ أصبحنا بلا آباء، وتركنا أجدادنا للأنذال؟
## الفلسطينيون يتملّكون البيوت كالأجانب ويستأجرونها كالسوريين
29 July 2025 07:22 AM UTC+00
منذ قدوم الفلسطينيون إلى سورية، تمتّعوا بوضع قانوني مميّز نسبياً مقارنة بدول أخرى، فقد صدر القانون التشريعي رقم 260 للعام 1926، الذي اعتبر الفلسطينيين المقيمين في سورية مواطنين سوريين في كلّ ما يتعلّق بالحقوق والواجبات باستثناء الحقوق السياسية والجنسية، ما أتاح للفلسطينيين العمل في كل المجالات كالتعليم والصحة، إذ لعب الوجود الفلسطيني في سورية دوراً مهماً في مرحلةٍ تعد من أبرز المحطات التي مرّ بها الشعب الفلسطيني بعد نكبة 1948، وقد لعبت سورية دوراً بارزاً في احتضان اللاجئين الفلسطينيين، ووفرت لهم حقوقاً كثيرة، من دون منحهم الجنسية في بعض الحالات حفاظاً على هويتهم وحقّ العودة.
يشترط أن يكون للمالك الأجنبي أسرة، ويُسمح له بتملّك عقار واحد، بغرض السكن لا تقل مساحته عن 140 متراً مربعاً
ولما كان لاندماج الفلسطينيين في التملّك والإيجار والعمل في المجتمع السوري قد أثبت نجاحه ومشاركته في الشأن العام السوري، وكل الفعاليات المجتمعية، لا بدّ من إحاطة هذه المسألة بالرعاية والاهتمام، لأنّ المظاهر البراقة وغير الحقيقية ما هي إلّا كبرق سحابة لم تمطر، فيبقى الأساس المتين عوناً للجسد الذي بُني عليه، أمّا الزبد فيذهب جفاءً، وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، ولذلك لا بدّ من إحاطة هذه المسألة باهتمام كبير ليبزغ فجر قوانين جديدة تنصف الفلسطينيين الذين يعيشون على أرضٍ سورية داعماً لهذا الجسد السوري ومشاركاً في بنائه، فقد سمح القانون السوري في ظل النظام البائد بتملّك العقارات في سورية للفلسطينيين، لكن بشروط محدودة، إذ يجب أن يكون العقار مخصّصاً للسكن الشخصي، وأن يكون بناءً مرخصاً وفقاً لأنظمة البناء، وأن لا تقلّ مساحته عن 140 متراً مربعاً، كما يُشترط أن يكون لطالب التملّك وأسرته إقامة مشروعة في سورية، وبالتالي، يعامل القرار الفلسطيني في سورية معاملة الأجنبي تماماً في ما يتعلق بملكية العقار، ويقيده بالشروط التي يقيد فيها الأجنبي عند رغبته بالتملّك مثل اشتراط الحصول على موافقة وزارة الداخلية، وأن يكون العقار مسجلاً كسند تمليك دائم (طابو أخضر)، كما يشترط أن يكون للمالك الأجنبي أسرة، ويُسمح له بتملّك عقار واحد، بغرض السكن لا تقل مساحته عن 140 متراً مربعاً. وفي 1956، صدر قانون رقم 1260 ينصّ على أن "غير السوري" هو الشخص الذي لا يحمل الجنسية العربية السورية، شخصاً عادياً أو اعتبارياً، ويستثنى من ذلك الفلسطيني الذي يعامل معاملة السوري أو عرب 48. 
وبناءً على هذا، كان الفلسطيني يستطيع تملّك عقارات ملكيتها كاتب عدل وحكم محكمة بعددٍ غير محدود وعقار واحد فقط طابو أخضر. وفي 2011 جرى تعديل "القانون رقم واحد" لكن القانون بقي يعترف بحق الفلسطيني بأن يعامل معاملة السوري، وللأسف جرى عام 2022 تعديل الفقرة التي تعترف بأن "الفلسطيني يعامل معاملة السوري بالقرار ( 1015)" ليصبح التعديل: "يقصد بعبارة غير السوري" أي شخص طبيعي أو اعتباري لا يحمل جنسية الجمهورية العربية السورية"، وجرى إلغاء الفقرة التي تنصّ على أن الفلسطيني غير مشمول بأحكام المادة 1260 للعام 1956، وبناء على التعديل الجديد أصبحت العقارات التي ملكيتها حكم محكمة وكاتب عدل غير مسموح للفلسطينيين بتملّكها أبداً، وأثار هذا التعديل ردود فعل غاضبة من الفلسطينيين في سورية وخارجها، الذين اعتبروه تمييزاً ضدّ حقوقهم ومحاولة لإجبارهم على الهجرة أو بقائهم في مخيّمات اللاجئين. وجاء هذا القرار بأثر سلبي يكمن من الناحية القانونية في تغيير المركز القانوني للفلسطينيين المقيمين في سورية، وتقويض الحقوق المدنية التي كانوا يتمتّعون بها وتعطيهم حقوقاً قريبة للمواطنة في التملّك وتولّي الوظائف العامة. ما عدا حق الانتخاب والترشح للبرلمان والإدارات المحلية، ما يهدّد الاستقرار الاجتماعي، إذ يفرض هذا القرار واقعاً بتملّك عقار سكني واحد فقط، ضمن المخطّطات التنظيمية، وبالتالي لا يستطيع تملّك العقارات خارج المخطّط، التي كان من الممكن تملّكها سابقاً بموجب كاتب عدل أو حكم قضائي، ولا يمكن أيضاً تملّك عقار تجاري، فقد أوقفت دوائر السجل العقاري جميع معاملات سجل العقارات من الفلسطيني وتثبيتها في السجل العقاري، وألغت أيضاً موضوع وكالات كاتب العدل والحكم القضائي لوجود شرط موافقة وزير الداخلية على عملية البيع، وعملت المحاكم على إصدار إقرار بالبيع من دون متابعة خطوات تنفيذ هذا الإقرار، ما يجعل الوضع القانوني لشراء العقارات السابقة لصدور هذا القرار غير المفرغة لدى السجل العقاري عرضة للفقدان، وخصوصاً في حال كان الفلسطيني مشترٍ لأكثر من عقار سكني أو عقار تجاري، فلا يمكن، في ظل هذا القرار، إتمام عملية الفراغ في السجل العقاري، ولهذا أثر بالغ على الوضع الاقتصادي.
وفي 18 ديسمبر/ كانون الأول 2022، أعدّ حقوقيون فلسطينون مذكرة تطالب النظام البائد بعدم معاملة الفلسطينيين المقيمين على أرضها معاملة الأجانب، لما لهذا القرار من تداعيات سلبية على أوضاع الفلسطينيين الاقتصادية والقانونية والإنسانية. فبعد 15 يوماً من هذا التعديل جرى إيقاف عمليات شراء العقارات للفلسطينيين، إذ قال أحد النشطاء الفلسطينيين في سورية: "يهدف إلى تهجيرنا من أرضنا وممتلكاتنا التي اشتريناها بدمائنا وعرقنا. نحن لا نريد أن نكون أجانب في بلدنا الثاني، نحن نريد العيش بكرامة وأمان"، وأضاف آخر: "نرفض هذا القرار الظالم والمجحف ونطالب بإلغائه فوراً، نحن لا نحمل أي جنسية، ولم نعش طوال حياتنا سوى في سورية. ولا نطلب من الحكومة السورية أي شيء سوى احترام حقوقنا كفلسطينيين ومعاملتنا بمبدأ المساواة".
حتى منتصف يوليو/ تموز 2025، لم يصدر أي قرار نهائي خاص لتمديد الإيجار الحكمي المرتبط بالفلسطينيين في سورية
وقد خضعت العلاقة الإيجارية في سورية، منذ العام 1952 لأحكام المرسوم التشريعي 111، وجعل هذا المرسوم العلاقة الإيجارية خاضعة لأحكام التمديد الحكمي، وتحديد بدل الإيجار، إذ تدخّل هذا المرسوم التشريعي في حرية التعاقد، وجعل عقد الإيجار يمدّد حكماً، بغضّ النظر عن رغبة المؤجر المالك وإرادته، ما أوجد إشكالاتٍ عديدة بين طرفَي العقد، وحرم المؤجر من حقه في التصرّف في ملكه، كما أن المرسوم التشريعي ولد دعاوى تخمين عديدة يضطر المؤجّر إلى اللجوء لها لرفع بدل الإيجار بما يتناسب مع ارتفاع أسعار العقارات، فضلاً عن أنه أعطى هذا الحق للمستأجر الذي يستطيع الادّعاء "بدعوى تخمين" لتخفيض بدل الإيجار، الأمر الذي أدّى إلى إغراق المحاكم بهذا النوع من الدعاوى، وقد اعتبر بعضهم أن المرسوم انتهاكٌ للمادة 148 التي تنصّ على أن العقد شريعة المتعاقدين، فلا يجوز نقضه أو تعديله إلّا باتفاق الطرفَين، أو للأسباب التي يقرّها القانون. 
وفي مادة لاحقة لها، تنصّ "إن كانت الشروط التعاقدية مخالفة للنظام العام أو الآداب العامة كانت باطلة ولو اتفق عليها الطرفين، وبالتالي، تشمل حماية النظام العام، في جوهرها، حماية الحد الأدنى من الحقوق الأساسية، ومنها الحق في الاستقرار المهني والسكني، وعدم ترك الفرد فريسة لقانون السوق وحده، والعقارات الخاضعة للتمديد الحكمي التي أُجّرت في ظل قوانين قديمة استمرت العلاقة الإيجارية فيها بقوة القانون، وليس بإرادته. وبالتالي، العقد شريعة المتعاقدين، هو نص تشريعي أعاد الثقة بالاستثمار التعاقدي الإيجاري، لكن لا يجوز إسقاطه باثر رجعي على عقود لها خصوصيّتها التاريخية والاجتماعية والقانونية، وقد أصدرت وزارة العدل القرار 856 لعام 2025، القاضي بتشكيل لجنة مختصّة لدراسة الصعوبات القانونية والتنظيمية المرتبطة بعقود الإيجار ذات التمديد الحكمي، مملوكة للأفراد أو الدولة. كذلك عقود الإيجار المحدودة حكماً، إذ ستتولى اللجنة دراسة الإشكالات المرتبطة بعقود الإيجار وتقديم مقترحات لحل الخلافات الناشئة عنها بما يحقق العدالة بين الأطراف المتنازعة. وحتى منتصف يوليو/ تموز 2025، لم يصدر أي قرار نهائي خاص لتمديد الإيجار الحكمي المرتبط بالفلسطينيين في سورية، إذ تشمل الإجراءات والتعديلات المرتقبة كل عقود الإيجار ذات التمديد الحكمي من دون تمييز معلن حسب الجنسية، لكن نصوصاً محدّدة تخصّ الفلسطينيين. ويرى أحد الخبراء في هذا المجال أن الفقرات الحكمية التي ما زالت في القانون تعيق تنشيط السوق العقارية، وتؤدّي إلى الركود في قطاع العقارات بسبب انخفاض الإيجارات القديمة وعدم مرونتها مع الظروف الاقتصادية المتغيرة، وفيها غبنٌ لمالك العقار القديم. وفي المقابل، يغبن ملاك العقارات حالياً المستأجر بأسعار فاحشة وغير حقيقية، وهذه تحتاج لقانون ناظم يضبطها ليحمي المستأجر. ولذلك بات قانون تعديل الإيجارات من الضروريات لمواكبة إعادة الإعمار وفتح السوق المحلية للمستثمرين والمغتربين ليتلاءم مع العجلة الاقتصادية الجديدة. وتبقى مسألة تملّك العقارات وتأجيرها للفلسطينيين في سورية قانونية واقتصادية واجتماعية لها جذور مجتمعية مرتبطة بالهوية وحقّ العودة وحقّ الفلسطينيين في استئجار العقارات ضمن الدولة المضيفة، ومنحهم الجنسية السورية. وبالتالي تبقى السياسة السورية قائمة على التوازن الدقيق بين الاندماج المؤقت والتمسّك بالموطن الأصلي. فهل سنشهد في المرحلة المقبلة من تاريخ سورية حلاً يضمن قالباً جديداً يراعي وضع الفلسطينيين وحقوقهم وتكون البوصلة بناء سورية بمشاركة الجميع ممّن عاشوا على أرضها وشربوا من مائها في المستقيل القريب.
## إبادة غزة تلاحق الإسرائيليين... منبوذون وملاحقون حول العالم
29 July 2025 07:22 AM UTC+00
يجد الإسرائيليون أنفسهم في وضع صعب على الساحة الدولية وغير مرحب بهم في أماكن كثيرة إلى حد مهاجمة السياح الإسرائيليين وطردهم، بسبب حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة. وتتصاعد هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة، على نحو ملموس، خاصة في ظل مشاهد التجويع والتقارير المتواترة في وسائل إعلام حول العالم، عن موت أطفال ومدنيين جوعاً. وفيما تحاول دولة الاحتلال الإسرائيلي، تسويق الحاصل، على أنه معاداة للسامية، بدأت مثل هذه المزاعم تفقد "بريقها". واعتبرت تقارير عبرية عدة، في الأيام القليلة الماضية، أن الإسرائيليين باتوا منبوذين ويواجهون عزلة دولية.
ورغم أن كل ذلك لا يعيد روح طفل قضى في حرب الإبادة والتجويع التي تشنّها إسرائيل على القطاع، فإنه يهزّ المجتمع الإسرائيلي، وحتى وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي بدأت بعضها أخيراً تتحدث عن الإبادة في غزة، بعد تجاهل على مدار عامين تقريباً، وتماهيها التام مع المؤسسة الرسمية، بل وتحريضها أحياناً على الفتك أكثر بالغزيين.
واستعرضت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الثلاثاء، مواقف من الأيام القليلة الماضية، منها لتوقف أب وابنه، وهما يهوديان من فرنسا، لتناول مشروب في محطة وقود على الطريق السريع في إيطاليا. وكان الولد يضع قلنسوة، وفجأة تهجم عليهما تقريباً جميع من في المحطة وهم يصرخون: "حرروا فلسطين"، و"قتلة". ورد الأب بالمقابل: "شعب إسرائيل حي"، ما قد يعني أنه إسرائيلي أيضاً.
قبل ذلك، جلس ثلاثة عازفين إسرائيليين في مطعم بمدينة فيينا، حين سألهم النادل عن اللغة التي يتحدثون بها، وعندما أجابوا "العبرية"، جرى طردهم من المكان، دون أن يدافع عنهم أي شخص من الزبائن. قبل ذلك بيوم، عض مهاجر سوري سائحاً إسرائيلياً على شاطئ البحر قرب أثينا، مما تسبب بفقدانه جزءاً من أذنه.
وقبل يومين من ذلك، تعرض شابان إسرائيليان في رودوس، لـ"ضرب وحشي"، كما اضطرت سفينة "مانو سفنوت" السياحية إلى مغادرة جزيرة سيروس بسبب متظاهرين مؤيدين لفلسطين كانوا بانتظارها عند الميناء. وفي مهرجان "تومورولاند" في بلجيكا، قام تنظيم "معاد للسامية" وفق الصحيفة، بـ"اصطياد" جنديين إسرائيليين واتهمهما بارتكاب جرائم حرب. وأمس الاثنين، حاول متظاهرون مؤيدون لفلسطين منع سفينة تحمل سائحين إسرائيليين من الرسو في جزيرة رودوس اليونانية.
وتتخطى حالة العزلة النطاق الشعبي إلى الرسمي، حيث عقدت المفوضية الأوروبية جلسة، الاثنين، نوقش فيها توصية لتعليق جزئي لوصول إسرائيل إلى برنامج تمويل الأبحاث العلمية "هورايزون 2020". وتأتي هذه الخطوة بعد أن أعربت دول عدة في الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي عن أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لا تفي بالتزاماتها الإنسانية تجاه غزة، وطالبت المفوضية بتقديم خيارات ملموسة على الطاولة. وحتى ألمانيا، التي تُعتبر صديقة لإسرائيل، دعمت هذه الخطوة.
ويتزايد القلق الإسرائيلي، وفق الصحيفة ذاتها، من مبادرات منظمات دولية أخرى لإبعاد إسرائيل عن الفيفا وعن مسابقات رياضية مختلفة، مما قد يضعها في الوضع نفسه الذي وصلت إليه روسيا، التي استبعدت من جميع المسابقات المرموقة. إلى جانب ذلك، هناك أيضاً محاولات لإقصاء إسرائيل من مسابقة اليوروفيغن الغنائية الأوروبية. وبات وضع إسرائيل صعباً في ساحة المقاطعة، كما أن المقاطعات الأكاديمية والثقافية في ازدياد.
وتشير وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن العزلة السياسية تتزايد أيضاً، سواء في المؤسسات الدولية أو في الساحة الثنائية، لافتة إلى انتقادات في الولايات المتحدة بسبب إطلاق العنان لإرهاب المستوطنين في الضفة. كما تحدثت تلك الوسائل عن الانتقادات لسياسة التجويع داخل المجتمع اليهودي الأميركي.
وبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالدفع نحو الاعتراف بدولة فلسطينية، ويمارس ضغوطاً على بريطانيا وكندا للانضمام إليه، فيما تأمل إسرائيل إحباط هذه المبادرة بمساعدة الولايات المتحدة، لكن من غير المؤكد أنها ستنجح. وورد تقرير الليلة الماضية، يفيد بأن رئيس الوزراء البريطاني يعتزم تقديم خطة لإنهاء الحرب في قطاع غزة، والتي ستشمل أيضاً الاعتراف بدولة فلسطينية. ومن المحتمل أن تنضم دول أخرى إلى خطوة فرنسا، مثل أستراليا، ونيوزيلندا، والبرتغال، ومالطا.
وكان رئيس وزراء هولندا، ديك شوف، قد وعد الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ بأنه لن يدعم فرض عقوبات تجارية على إسرائيل، لكنه غرّد أمس مؤيداً العقوبات في حسابه على منصة إكس، مما دفع الرئيس إلى مهاجمته في مواجهة غير مسبوقة بين هرتسوغ ورئيس حكومة تُعتبر صديقة لإسرائيل. ويضاف إلى ذلك إعلان هولندا، اليوم الثلاثاء، أن الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير غير مرحب بهما.
بالمقابل، اعتبرت الكاتبة والصحافية الإسرائيلية أورلي أزولاي، في مقال انتقدت فيه الولايات المتحدة وإسرائيل وتحويلهما غزة إلى مكان لتجربة الأسلحة الجديدة وتجويع الأطفال والأبرياء، بأن العزلة والعداء للإسرائيليين حول العالم، في هذه الفترة، "ليس معاداة للسامية"، مضيفة أنه "في مواجهة العار (الإسرائيلي) في غزة، تطور غضب دولي ضد الصهيونية وضد الهوية الإسرائيلية. اليهود، أينما كانوا، يعانون بسبب أفعال إسرائيل وعدم اكتراث ترامب. البلادة التي تميّز ترامب ونتنياهو هي التي أنجبت هذا الشر".
## القامشلي... نصف بيوتها فارغة ونصفها مزدحم
29 July 2025 07:24 AM UTC+00
تشهد القامشلي، كبرى مدن محافظة الحسكة السورية، أزمة إسكان كبيرة ومركبة، فنصف بيوتها، تقريباً، فارغة والنصف الآخر يضيق بسكانها، وقراها مهجورة، على الرغم من استقبالها عشرات آلاف النازحين من بلدات المحافظة ومدنها أو من خارجها.
القامشلي عاصمة اقتصادية وتجارية للإدارة الذاتية خلال السنوات العشر المنصرمة، وإحدى المدن السورية القليلة التي استمر بها البناء على قدم وساق. وشهدت، وهي المدينة الحدودية، ما يشبه "ثورة" في بناء الوحدات السكنية والاستثمار في العقارات، وخاصة بين 2015 و2020، وفي المقابل، لا يمكن لمعظم سكانها شراء منازل جديدة. وباستثناء التجار والمتنفذين وظهور طبقة جديدة من رجال الأعمال المقربين من السلطة، يعيش معظم سكان منطقة شمال شرقي سورية، ومن ضمنها القامشلي، تحت خط الفقر، لكن ارتفاع أسعار العقارات والإقبال على بناء الوحدات السكنية يشهدان ارتفاعاً يوصف بالجنوني.
وسجلت أسعار الوحدات السكنية في القامشلي منذ أواخر 2019 انخفاضاً نسبياً إثر الهجوم العسكري التركي ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ومع ذلك ما زالت أسعار الأراضي والوحدات السكنية والتجارية وحتى الإيجارات مبالغ فيها بشكل كبير، مقارنة مع مدن سورية مختلفة؛ منها العاصمة، أو مدن سياحية مثل اللاذقية وطرطوس، أو حتى صناعية مثل حلب.
الاستقرار السياسي الذي تشهده المنطقة منذ سنوات يحتل المرتبة الأولى لأسباب ارتفاع أسعار العقارات، وأيضاً المفاوضات الأخيرة بين (قسد) ودمشق
ويبلغ متوسط سعر الوحدة السكنية في حي شعبي حالياً نحو 40 ألف دولار، وقد تسجل شقة أرضية في شارع القوتلي مليون دولار، وأكثر من ثمانية ملايين دولار لعقار متهالك غير مسكون مساحته نحو ألف متر مربع في الشارع الراقي ذاته، وأكثر من مليون دولار لأرض مساحتها نحو 500 متر مربع في حي الوسطى (منطقة العيادات).
ورصدنا إصرار صاحب مبنى تجاري جديد في شارع "الوحدة العربية" على مبلغ خمسة ملايين دولار لقاء مشروعه على الرغم من أن كلفته أقل من مليون دولار، فبقي مغلقاً وغير مستثمر منذ تنفيذه قبل نحو أربع سنوات. في حين تسجل إيجارات الوحدات السكنية والمحال التجارية المميزة أرقاماً قد تصل إلى ألف وربما ثلاثة آلاف دولار، وخصوصاً عندما يكون المستأجر جهة أجنبية أو منظمة دولية.
أسباب ارتفاع أسعار العقارات وإيجاراتها
عزا عمار دلف خلف، صاحب أنشط شركة عقارية في القامشلي، ارتفاع أسعار العقارات وإيجاراتها إلى أسباب كثيرة ومتنوعة؛ منها "ارتفاع أسعار كل شيء، فالإكساء ارتفعت كلفته، والأيدي العاملة، والارتفاعات المستمرة في أسعار الوقود، والضرائب والجمركة المتصاعدة". 
وقال خلف إن "الاستقرار السياسي الذي تشهده المنطقة منذ سنوات يحتل المرتبة الأولى لأسباب ارتفاع أسعار العقارات، وأيضاً المفاوضات الأخيرة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ودمشق، وبوادر حل القضية الكردية في تركيا، ومنها توقف القتال في سد تشرين، فضلاً عن إقبال كثير من مغتربي المنطقة المقيمين في أوروبا على شراء منازل في القامشلي".
وبالفعل، فإن أحد الأسباب غير التقليدية في الإقبال على شراء الوحدات السكنية في القامشلي هو وجود لاجئين ومغتربين كثر من سكان المدينة وريفها يقيمون في الدول الأوروبية وخاصة ألمانيا، وقسم كبير منهم يعمل هناك بطرق غير شرعية، وتراكمت لديهم أموال لا يمكن التصريح عنها ولا يمكن إيداعها في البنوك أو حتى اكتنازها في منازلهم، فيرسلونها إلى أقاربهم ليشتروا لهم منازل أو أراضي للحفاظ على تلك الأموال.
وأكد خلف ارتفاع أسعار العقارات في القامشلي، وخاصة في منطقة السوق، إلى أرقام مبالغ بها تصل إلى 200 ألف دولار ثمن مكتب أو محل تجاري أو عيادة مساحتها نحو 50 متراً مربعاً، ويصل سعر الأراضي المعدة للبناء في السوق إلى ثلاثة آلاف دولار للمتر المربع الواحد، وأبرز تلك العقارات هي المحلات الموجودة في سوق الصاغة والصرافة التي تصل أسعارها إلى 500 ألف دولار لمحل مساحته 15 متراً مربعاً. وقال خلف "الهجرة الداخلية التي شهدتها القامشلي من باقي بلدات محافظة الحسكة ومدنها بسبب عدم وجود مقومات الحياة في الريف من ماء وكهرباء وحتى الخبز دفعت عشرات آلاف القرويين إلى الهجرة باتجاه مدينة القامشلي النشطة، وبالتالي، زاد الطلب على الإيجارات، سواء وحدات سكنية أو محلات تجارية"، وأكد أن "هناك آلاف المغتربين في أوروبا يملكون محلات وشققاً سكنية يرفضون بيعها أو تأجيرها، وهو أحد أسباب ارتفاع أسعار إيجارات العقارات السكنية أو حتى التجارية".
وأوضح خلف أن "شارع السياحي، مثلاً، يشهد أغلى الأسعار والإيجارات بسبب تمركز المنظمات الدولية والصحافيين والمؤسسات الإعلامية الكثيرة والشركات وغيرها من المنظمات والجهات الأجنبية فيه، ما دفع إلى ارتفاع غير مسبوق بالأسعار، فوصل إلى حد ثلاثة آلاف دولار شهرياً إيجار وحدة سكنية أو مؤسّسة إعلامية أو منظّمة دولية، وفي حال كانت بناية مؤلفة من ست شقق يصبح إيجارها الشهري 18 ألف دولار". وقال إن "إيجارات محلات الصرافة والصاغة تصل إلى ألف دولار شهرياً للمحل الواحد بمساحة 15 متراً مربعاً". وأضاف: "رغم إصدار الإدارة الذاتية قراراً يقضي بتسعير الإيجارات والسيطرة على انفلات أسعارها لتصبح قيمة إيجار كل غرفة في المنزل بقيمة عشرة دولارات، أي منزل بثلاث غرف يكون إيجاره الشهري 30 دولاراً، إلا أنه لم يتم التقيد بهذا القرار نهائياً".
وقال مدير الشؤون القانونية والعقود في مجلس مدينة القامشلي معن الحميدي، لـ"سورية الجديدة"، إنه "قياساً مع الوضع المعيشي في المنطقة هناك ارتفاع في أسعار العقارات وبالتالي في الإيجارات أيضاً". وأضاف أن "رواتب موظفي الإدارة الذاتية ومؤسّساتها المتنوعة تراوح بين 1.2 و1.5 مليون ليرة (أقل من 150 دولاراً). أما رواتب موظفي الدولة السورية فتقدّر بنحو 500 ألف ليرة (أقل من 50 دولاراً)، في حين تراوح إيجارات المنازل بين 50 دولاراً (أقل من 600 ألف ليرة سورية)، في حي شعبي، في حين تبلغ 100 دولار و150 دولاراً وحتى 200 دولار في منطقة السياحي.. وفي جميع الأحوال، تعدّ قيمة العقارات والإيجارات غير متوافقة مع مداخيل المواطنين وبعيدة عن المتناول". وأفاد الحميدي بأن "أسباباً كثيرة أدّت إلى ارتفاع أسعار العقارات وحتى الإيجارات. وبالنسبة للعقارات، فإن ارتفاع أسعار صرف الدولار ووصوله إلى أرقام قياسية في السنوات الأخيرة، وارتفاع أسعار مواد البناء مع أنها تقدر بالدولار، والرسوم الجمركية المرتفعة التي تفرضها المعابر، وزيادة الإقبال على شراء العقارات في فترات معينة، سواء من أهالي القامشلي أو مغتربيها الكثيرين أو حتى من النازحين إلى المدينة من ريف وبلدات محافظة الحسكة، كرأس العين، أو النازحين من محافظات أخرى".
يقدر إيجار أي شقة أو دار سكنية في القامشلي بين 50 و150 دولاراً وسطياً
وقال الحميدي "هناك سبب آخر لارتفاع أسعار العقارات، الكلفة الزائدة التي يتحملها متعهد البناء في أثناء إنشائه البناء ابتداءً من استخراج رخصة البناء المكلفة جداً، وهناك متعهدون يتقدمون ويستخرجون رخصتي بناء، الأولى من بلدية الإدارة الذاتية والثانية من بلدية الدولة السورية، وهو ما يزيد كلفة البناء، وبالتالي يرفع أسعار العقارات، وقلة المشاريع الجديدة أخيراً".
وأضاف: "بالنسبة للإيجارات، يقدر إيجار أي شقة أو دار سكنية بين 50 و150 دولاراً وسطياً، وأنا لا ألوم مالك العقار حين يرفع إيجاره بين حين وآخر لأنه يتكلف هو أيضاً في إجراء أعمال صيانة دورية كلما خرج مستأجر ودخل جديد؛ مثل شراء مواد صحية وكهربائية ودهان وغيرها من الصيانات". وأكد الحميدي أن "أغلب المشترين يرغبون بالشقق الأرضية أو الطابق الأول أو الثاني، بينما المعروض حالياً وبكثرة هي شقق الطوابق العليا: الثالث والرابع وحتى الخامس نظراً إلى قلة المشاريع الجديدة".
شقق غير مسكونة
قال الحميدي "تتوفّر كثير من الشقق الجاهزة وهي شاغرة، ولكن أصحابها يمتنعون عن تأجيرها خشية تعرّضها للتخريب على أيدي المستأجرين أو عدم حاجة الملاك إلى قيمة الإيجار، وخصوصاً إذا كانوا من المغتربين، وأنا أقدّر نسبة المنازل الفارغة من السكان بنحو 30%، وربما أكثر من شقق القامشلي". وأضاف "أغلب المستأجرين هم من مناطق غير القامشلي؛ مثل نازحي رأس العين في الحسكة وتقدّر أعدادهم بعشرات الآلاف، ومن عفرين في حلب وتقدّر أعدادهم بنحو 50 ألف شخص، ومن محافظة دير الزور".
وفي محاولة للاطلاع على آراء أهالي المدينة، التقت "سورية الجديدة" بالموظف الحكومي نبيل خليل، ورصد سكنه المتهالك في ملحق بالطابق الخامس، في منطقة فقيرة. وعبر خليل عن رغبته وزوجته وأبنائه الثلاثة باستبدال منزلهم بآخر أقلّ ارتفاعاً؛ مثل الطابق الأول أو الثاني بعدما تجاوز الـ53 عاماً، وأصبحت عملية الصعود والنزول إلى منزله المرتفع يومياً لمرات عدة منهكة له ولزوجته، ولكن يستحيل ذلك في ظل الارتفاع المفرط لأسعار العقارات.
وقال خليل: "حين استفسرت عن سعر شقّة في بنايتي نفسها في الطابق الأول قيل لي إن ثمنها 40 ألف دولار في حين أن شقتي المرتفعة المعروضة للبيع لا يصل ثمنها إلى 20 ألف دولار". وأضاف: "أنا موظف حكومي وراتبي أقل من 500 ألف ليرة (أقل من 50 دولاراً)، وأعمل في بعض الأحيان في مجال الكهرباء المنزلية ولن أتمكن من جمع 20 ألف دولار أخرى. لذلك يبدو أني سأشيخ، وتعطب ركبي وركب زوجتي، وربما أواجه الموت قبل أن نتمكّن من شراء شقة جديدة مناسبة لأعمارنا".
## بانيايا يستسلم أمام قوة ماركيز: لم أعد مُطالَباً بالفوز
29 July 2025 07:24 AM UTC+00
خاض السائق الإيطالي فرانشيسكو "بيكو" بانيايا (28 عاماً)، النصف الأول من موسم 2025 في بطولة العالم للدراجات النارية "موتو جي بي"، بأسوأ سيناريو ممكن، بعدما وجد نفسه خارج دائرة المنافسة على اللقب، بفارق 168 نقطة كاملة عن المتصدّر، الإسباني مارك ماركيز (32 عاماً). وبعدما اعتاد خلال المواسم الأربعة الماضية الحضور في قلب المعركة على التتويج، بات بانيايا يُواجه واقعاً جديداً يفرض عليه التواضع في الطموحات، وإعادة النظر في أسلوبه داخل الحلبات.
واعترف بانيايا، بطل العالم مرتين، في مقابلة مع القناة الرسمية لـ "موتو جي بي"، نقلتها صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية، أمس الاثنين، بأن الوضع لم يكن كما توقّعه: "لم أبدأ الموسم بالطريقة التي أردتها، لكن بعد 12 سباقاً أدركت أن هدفي تغيّر. لم أعد مُطالباً بالفوز في كل سباق، فذلك ليس ممكناً هذا العام". وأكد أنه اضطُر لتغيير أسلوب تفكيره والتركيز على التحسّن التدريجي، مشيراً إلى أنّ الأولوية الآن هي محاولة تجاوز زميله في الفريق، الإسباني أليكس ماركيز (29 عاماً)، ثم التفكير فيما يمكن تحقيقه بعد ذلك.
وسجّل بانيايا فوزاً وحيداً هذا الموسم، جاء في جائزة الأميركتين الكبرى، مستفيداً من سقوط مارك ماركيز، عندما كان الأخير متصدراً. وبدت تلك النتيجة كأنها استثناء في مسيرة موسمه المتعثّر، خاصة مع تألق ماركيز في موسمه الأول مع فريق دوكاتي بتحقيق 11 فوزاً في سباقات السرعة القصيرة، وثمانية انتصارات كاملة في السباقات الكبرى، وهي أرقام تُظهر تفوّقاً واضحاً يُصعّب على بانيايا استعادة موقعه في القمة.
وأرجع باينيا جزءاً كبيراً من مشكلاته إلى فقدان الثقة في أداء الجزء الأمامي من دراجته دوكاتي، وهو ما أثّر سلباً على أسلوبه القائم بالأساس على الدخول القوي في المنعطفات خلال السباقات. وقال: "أعرف تماماً مكان المشكلة، لكنني لا أعرف كيف أحلّها". وبدا واضحاً أن العمل على تجاوز هذا القصور سيكون المحور الأساسي في عطلة الصيف، إذ يأمل بانيايا في العودة بمستوى أفضل خلال النصف الثاني من الموسم، ولو من باب استعادة الذات، أكثر من المطاردة على اللقب الضائع.
## هاميلتون يساند خليفته في "مرسيدس" بموقف بطولي
29 July 2025 07:24 AM UTC+00
سارع بطل العالم سبع مرات في "فورمولا 1"، سائق فريق فيراري البريطاني لويس هاميلتون (40 عاماً)، إلى مساندة خليفته في فريق مرسيدس، الإيطالي أندريا كيمي أنتونيلي (18 عاماً)، وذلك بعد خيبة أمله في سباق بلجيكا، يوم الأحد الماضي، الذي كان امتداداً لسلسلة من الخيبات تعرّض لها، نظراً لأنه حصد نقاطاً خلال مرحلة واحدة من آخر سبع جولات من بطولة العالم، وذلك بحلوله ثالثاً في سباق كندا.
وأكدت صحيفة آس الإسبانية، أمس الاثنين، أن لويس هاميلتون زار ركن الضيافة في "مرسيدس" بعد سباق جائزة سبا-فرانكورشان الكبرى، لتحية الفريق الذي حقق له أعظم نجاحاته في "فورمولا 1"، وانتهز الفرصة للتحدث مع أنتونيلي. وصرح الإيطالي قائلاً: "جاء لتحية الفريق وتبادلنا بعض الكلمات. نصحني بأن أبقى متفائلًا، وأنه من الطبيعي أن أواجه صعوبات في بعض السباقات، وعليّ أن أتمسك بالأمل. كان الأمر رائعاً للغاية". وقد أثار تصرف هاميلتون اهتماماً واسعاً، باعتبار أنه يمرّ بفترة صعبة مع فريقه الإيطالي، ولكنه حاول دعم أنتونيلي في المرحلة الصعبة التي يعيشها، خاصة منذ انطلاق السباقات في أوروبا.
وقد أعرب بطل العالم سبع مرات لقناة سكاي سبورتس "فورمولا 1" عن دهشته من أداء أنتونيلي في موسمه الأول، وقال: "لا أستطيع تخيل شعور أن يكون عمرك 18 عاماً، أو حتى تخيل شعورك وأنت تفعل ما تفعله في سن الـ18، إنه رائع. أعتقد أن هذا إنجاز كبير لأي شخص. إنه يؤدي عملاً رائعاً وهو محاط بمجموعة مميزة من الأشخاص. يجب أن تأخذ الأمور بعقلانية، وأعتقد أنه يفعل ذلك". وكان هاميلتون قد غادر فريق مرسيدس في نهاية العام الماضي، ليرفع التحدي مع "فيراري" ولكنه يواجه الأزمات مع الفريق حتى الآن.
## الكيلومتر الـ31
29 July 2025 07:24 AM UTC+00
هذه أيام عصيبة، وأشقّ ما فيها أن رائحة الموت ليست أشقّ ما فيها، بل تدافُع المؤقت والطارئ بكتفيه بين الثوابت، والوقوف في الصف الأمامي، وتصدّر المشهد، وإعطاء انطباعٍ بأنه الحقيقة. 
نوبة الجنون الجماعي التي تضربنا الآن، شديدة وصاخبة إلى درجة أنها تكاد تبدو كأنها حقيقتنا النهائية والدائمة. وهي في ذلك مثل كل نوبات الجنون في كل مكانٍ وكل زمان. 
تُغيَّب الحقائق الأقدم والأعمق، تمحو زمناً طويلاً من التعقّل والحكمة، تصبغ صاحبها بلطخةٍ لا تزول أبداً، وهي تفعل ذلك كله، تفعله إلى الحد الأقصى. 
نبدو قبيحين الآن، قساةً، عنيفين، لا حدود لقدرتنا على إظهار الكراهية في خطابنا وأفعالنا، لا مانع لدينا في فعل أو تقبل فعل أي شيء. وفي التخلّي عن أدنى درجةٍ من حسّ العدالة. نستطيع بسهولة شديدة أن نذمّ فعلاً ما درجة الشيطنة، ثم ندافع عن الفعل نفسه ببسالة، فقط إذا صدر عن شخصين مختلفين. 
سأحاول أن أكون رحيماً على نفسي وعلى أهلي، وأبرّر كل هذا الخراب بأنه آلية نفسية للدفاع عن شعورنا بالخوف، للهروب من مواجهة أنفسنا بما لا نستطيع احتماله، لتأجيل الاعتراف بفشلنا في صنع البلد العظيم الذي توهمنا طويلاً أننا ننتمي إليه. 
لا أجد معنىً لهذه الكراهية التي نظهرها لبعضنا، سوى أننا نكره أنفسنا، وككل الأفراد والجماعات، لا يكره المرء نفسه إلا بقدر التناقض بين واقعه وتصوّره عن نفسه. 
ونحن حملة وهم كبير عن أنفسنا وعن بلدنا، وفي الوقت نفسه، نحن أصحاب سجلٍّ مخجل في ما فعلناه لتحقيق هذا الوهم. 
حاولتُ أن أكون رحيماً، لكني بدوتُ قاسياً، وجالداً للذات أيضاً، فهذه الصورة التي نبدو عليها الآن ستبقى سيئة، حتى بعد تمريرها في غربال الرحمة والتقبل. 
الأمر الجيد الوحيد في كل هذه الأيام أنها مؤقتة، وأنها ستعبر، وأنها الطرف الضعيف في ثنائية الثابت والمتحوّل. 
إنّ من يرانا من بعيد اليوم، يرى مجموعة من الطوائف المتحاربة، طوائف ترى بعضها للمرّة الأولى، وتكتشف وحشية بعضها، وتردّ على هذه الوحشية بوحشية أعلى. 
بينما في الحقيقة، نحن عشنا مع بعضنا دائماً، ليس في بلدٍ واحدٍ وعلى مسافات متباعدة، كما كثير من الدول، بل في قرية واحدة، أو قرى متلاصقة ومتداخلة. 
ولو مرّرت يدك على خريطة تفصيلية لسورية، ستجد أن أطول مسافة تسكنها طائفة واحدة بمذهب واحد هي مجموعة القرى الملاصقة للأوتوستراد الدولي والموزّعة بين ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، وقبل أن تعثر على قرية درزية أو مسيحية أو شيعية أو علوية، ستكون قد اجتزت على أقصى حد ثلاثين كيلومتراً. بينما في بقية سورية، من حوران وحتى رأس العين، ستجد ثلاثين طائفة وقومية ومذهباً تتشارك البئر والجدار ومقعد المدرسة. 
وسيخطر للغريب الذي يرانا الآن سؤال بديهي: كيف عاش هؤلاء معاً كل هذه القرون إذاً؟ هل حياتهم السابقة كانت كذبة؟ أم خطابهم الملعون الآن هو الكذبة؟ 
أظننا، وبسبب عبورنا هذه المرحلة الانتقالية الكبرى، نعبر أيضاً انتقالات نفسية وفكرية وثقافية واجتماعية، ونتحرّك ضمن الـ 30 كيلومتراً التي نعرفها، والطبيعي أن نجتازها قريباً، ونصل إلى الكيلومتر الـ31. ... وهناك سنتذكّر من نحن، وما كنّا، قبل أن يشوّهنا أولئك الأوغاد المخلوعون، ويعبثوا بثوابت مجتمعنا. وفي ذلك الكيلومتر سيصبح كل شيءٍ على ما يُرام، وسنهدئ هذا الجنون، وسنلفظ مثيريه.
## خليل صويلح: بربرية العنف أعادتني إلى قراءة تاريخ دمشق
29 July 2025 07:27 AM UTC+00
صدرت، في العام 2014، روايته "جنّة البرابرة" عن دار العين في القاهرة، لتضيف فصلاً مختلفاً إلى مشروع الروائي السوري خليل صويلح. كُتبت في ذروة تحوّل الثورة السورية إلى حربٍ طاحنة، فجاءت وثيقةً أدبيةً عن المعنى حين يتآكله الخراب. الرواية سرديات الشهود لجهة اختلاط الخرائط واشتباك الرواة.
ما زالت الرواية محجوبة عن القرّاء داخل سورية، في مفارقة تُلخّص كثيراً من مآزق الكتابة في هذه البلاد. إذ أعلن صاحب "ورّاق الحب" موقفاً واضحاً قبل أيام، معتذراً عن نشر الرواية في سورية بعد أن أعلن على صفحته في "فيسبوك" عن قرب صدورها، وعودتها إلى مشتلها الأصلي، وذلك بعد أن طلبت رقابة ما بعد التحرير تعديلاتٍ واسعة على النص الأصلي، تضمّنت حذف عشرات العبارات، وتغيير عنوان الرواية التي مضى على صدورها أكثر من عقد، بذريعة أنه "ملغوم وغير بريء" وفقاً لتقرير الرقيب. من هذه النقطة، يبدأ الحوار التالي مع خليل صويلح، من "جنة البرابرة" نصّاً يتقصّى الهشاشة والنجاة، إلى موقفه من السلطة، وأسئلته المستمرّة حول جدوى الكتابة في زمن تُمحى فيه حتى المفردات التي تنبض بالحقيقة.
خلال السنوات العشر الماضية، كنتُ أحاول إخفاء هذه الرواية (...) الملعونة، كما لو أنني لم أكتبها
- هل كنت تتوقّع مثل هذه الطعنة التي باغتت "جنّة البرابرة" بعد كل هذه السنوات؟
بتفاؤل أخرق، ظننتُ أن اللحظة قد حانت لاستعادة نصّ روايتي "جنّة البرابرة" إلى مشتله الأصلي، بعد رحلة نفي قسرية استمرّت عشر سنوات، إذ خشيت وقتها أن يقع مخطوط الرواية بيد الرقيب أو يتسلّل إلى تقارير الوشاة، لفرط اندفاعي في تدوين يوميات الحرب بلا مراوغةٍ أو هتاف، فقد كنتُ منشغلاً بارتدادات الكابوس في "إيثاكا الأنقاض"، لا أوهام الآخرين، بقصد تفكيك وقائع القتل وجنون اللحظة وتشريحهما، فيما كانت رايات الثورة تنأى بعيداً، إذ تلطّخ الربيع السوري بالدم باكراً. كانت "دار العين" في القاهرة ملجأي ومنفاي في نشر الرواية (2014) لاستحالة نشرها في دمشق، نظراً إلى هتكها محرّمات كثيرة لا ترضي ذائقة الرقيب المحلّي.
بعد سقوط النظام الآفل، وبهجة الحرية لحظة بزوغها، وإلغاء الرقابة في اتحاد الكتاب العرب، وحصْرها في وزارة الإعلام شكلياً، تشجّعتُ على نشر الرواية بطبعة سورية، مطمئناً إلى منعطفٍ مختلفٍ في حرية التعبير، إلا أنني فوجئت بتقرير ركيك وماضوي، يتهم الرواية بأنها "ضد الثورة"، بالإضافة إلى خطوط ساخطة تحت عبارات بالجملة، تنسف نحو 40 صفحة من الرواية، وإشارة إلى ضرورة تغيير العنوان. بالطبع، لم أوافق على مقترحات الرقيب، وطويت الصفحة مجدّداً، متجاهلاً أمراض الذين اتهموني بأنني أفتّش عن "تريند" ما (لتبييض صفحتي؟)، وكأن الإقامة في البلاد المحاصَرة، وفضح طبقات العنف والهلاك والذعر اليومي من جنون القذائف الذي عشتُه من كثب، تهمة ينبغي التبرّؤ منها، مرفقة بشهادة حسن سلوك من مخاتير الفضاء الأزرق. ربما كان عليّ أن أغادر إلى "جهنم المنفى" وأحارب الطغيان على بعد آلاف الأميال، أو أن أصطاد منحةً من هنا أوهناك تحت بند محاربة الديكتاتورية بالبيجاما. المعضلة أن بعض مثقفي المنافي الرغيدة وجد في منع الرواية فرصة للثأر الشخصي ورفع منسوب الضغينة، وتغييب النزاهة بالمطلق، وتسويق مواقف لا تخصّني ولا تشبهني، من دون أن يطلّع على محتوى هذه الرواية وما تلاها من أعمال، متجاهلاً أنني عندما نشرتُ اعتذاراً عن عدم صدور الرواية قريباً، كنتُ أقرع جرس إنذار عما سيصيب الآخرين من "أهوال رقابية" قادمة، في حال الصمت أمام ممارساتٍ من هذا الطراز، خصوصاً أن التقرير الرقابي ينم عن جهل فاضح في تعيين الفرق بين التخييل الروائي والمنشور السياسي، فعناية الراوي هنا تذهب نحو جماليات العمارة الروائية وهندستها بلاغياً، لا حفر خنادق من ورقٍ وبطولاتٍ كرتونيةٍ تليق بالهواة وحدهم. 
خلال السنوات العشر الماضية، كنتُ أحاول إخفاء هذه الرواية الملعونة، كما لو أنني لم أكتبها، خشية وقوعها بين يدي مخبر محلّي أو ناقد تشبيحي أو ثوري أهوج، إذ كنتُ معنياً في المقام الأول بأسباب النجاة، وفضح أحوال الأذى، وإدانة أفعال القتل المتبادل بين أولئك البرابرة الذين هندسوا بالنار مشهد الخراب العظيم.
- تقول "في الحروب تتشابه الأيّام. يصبح وجودك مصادفة أخطأتها رصاصة"، إذاً، كيف تعاملت أنت الذي لم تترك دمشق طوال الأعوام السابقة مع الموت وأصوات الرصاص والتفجيرات؟
كانت الكتابة بالنسبة لي علاجاً، أو ما يشبه الوصية، إذ لم أكن متأكّداً من أنني سأكمل هذا النصّ، فالموتُ قريبٌ كما لو أنه ظلّ، أو ديناصور يحتلّ غرفة الكتابة، كما أن بربرية العنف أعادتني إلى قراءة تاريخ دمشق، ووجدتُ أن ما يحدث اليوم حدث في الأمس، بتكرار أحوال الظلم، وكأن هذه المدينة منذورةٌ للحرائق على الدوام. أما اشتباك الشخصي بالعام، فكانت تحدّده نسبة الأدرينالين، في المقام الأول، وتراكم المشهديات وتنافرها في آنٍ، بالتوازي مع رسم صورةٍ للكائن السوري في احتضاره وبربريته من جهة، وتطلّعه إلى هواء آخر من جهةٍ ثانية. 
كان عليّ أيضاً أن أعقد مصالحة بين ابن عساكر وابن خلدون لقراءة اللحظة السورية الراهنة من موقع المؤرّخ وعالم الاجتماع في مدوّنة واحدة، فما حدث ويحدُث في دمشق يحتاج إعادة تركيب للهوية، وكشف طبقات العنف المضمرة، وأن "جنّة المشرق" كما كان يُطلق على دمشق تاريخياً هي "جنّة البرابرة" اليوم، لفرط الوحشية والخراب والموت. وتالياً، فرضت الوقائع التاريخية نفسها بقوة على مسالك النص، ووجدتُ في يوميات البديري الحلّاق المكتوبة قبل مائتي عام باباً للدخول إلى دمشق حينذاك، ومقارنتها بأحوالها اليوم. وبمعنى آخر، تظهير نسخة جديدة من هذه اليوميات بأدوات المؤرّخ المعاصر، مستفيداً مما تتيحه "الميديا الجديدة" من وثائق وصور وشهادات، وفحصها من الداخل، قبل إدراجها في الموزاييك العمومي للنص الذي كان يتشكّل وفقاً لقوة تأثير الوقائع الميدانية، أكثر من انخراطه في التخييل الروائي وحده، وهو ما أفرز مثل هذه الهجنة في السرد، خصوصاً أنني أرّختُ هذه اليوميات على أن تؤطر ألف يوم ويوم من التراجيديا السورية باعتبارها حلّاً تقنياً بالنسبة إلي. وتالياً، إغلاق القوس على ألف ليلة وليلة جحيمية، وليست سحريةً كما هي الحال في كتاب "الليالي العربية"؛ كما أن اللجوء إلى هذا السرد المتشظّي كان محاولة للإلمام بأحوال الجدارية السورية، لجهة الزلزال الذي أطاح كل الاحتمالات السردية المتعارف عليها، فنحن إزاء متاهة حكائية يصعب الركون فيها إلى راوٍ مطمئنٍ لسرديّته، نظراً إلى تعدّد سرديات الشهود.
- تكتب كي تحول ثاني أوكسيد الكربون إلى أوكسجين، الكتابة عندك مثل التنفس، فهل هي وسيلة مقاومة أم طوق نجاة؟
كلاهما. ففي زمن كتابة الرواية، كان القنّاص حاضراً، وكان حرّاس الحواجز يصطادون الضحايا لأوهى الأسباب، بما فيها قيد النفوس ورقم الخانة أو حتى التأخّر في إبراز بطاقتك الشخصية، فأنت متّهم لمجرد أنك على قيد العيش في مدينة منكوبة، لنقل، إنها لعنة الجغرافيا والتاريخ في آنٍ، وبمزاج آخر" أينما اتجهت، في شوارع دمشق وساحاتها وجسورها، يرافقني طيف خوسيه ساراماغو، في مشاهد من روايته "العمى" بعدسة فرناندو ميراليس. أردد عبارة منه "ما أصعب أن يكون المرء مبصراً في مجتمع أعمى". يجيبني بهدوء العارف "لا أعتقد أننا أصبنا بالعمى، بل نحن عميان من البداية. حتى لو كنّا نرى.. لم نكن حقاً نرى"، ثمّ أستعيد قولاً مأثوراً من الإنجيل" أعمى يقود أعمى، كلاهما يقع في حفرة". 
- عشر روايات وعقود من الصحافة الثقافية، إلا أنك قلت إنك لست غزيراً إلى هذا الحد، وأنك ترمّم نصاً واحداً كلما اكتشفت نقصانه، وذلك بالاشتغال على المحو والإضافة، فما هو النقص الذي تكتشفه كل مرّة؟ ومتى ستكون راضياً؟ وصفت علاقتك بالنص بأنها علاقة محو لا كتابة فقط. هل هذا بحث عن الكمال، أم قلق من الزلل؟
في الأصل، بدأت بكتابة الشعر، وبعد ثلاث مجموعاتٍ شعرية، أحسستُ بأن هذه الأرض ضيّقة عليّ، لا تصلح لحراثة كنوز السرد التي تُثقل ذاكرتي البدوية، وبيئتي الأولى. هكذا وجدتُ في الرواية ملاذاً للشغف، من دون أن أتخلّى عن جماليات قصيدة النثر التي كانت تتسلّل إلى متون السرد تلقائياً لجهة الكثافة والتقطير ونوع التحديقة، وهو ما انعكس على مزاجي الروائي، وذلك بالاشتغال على المحو، لا الشروحات الفائضة. أما بخصوص ترميم النصوص اللاحقة، فهو أمرٌ نسبي، يفرضه الارتجال في المقام الأول، والارتحال بين جغرافيتين، هما الجزيرة السورية ودمشق. ونظراً إلى طول المسافة بينهما، تحضر في كل مرّة مشهدياتٌ كانت غائبةً عما سبق في تطريز تلك البيئة القصية بمنمنمات العجائبي والمخبوء والمهمل من جهة، وإشراقات دمشق وخيباتها، من جهةٍ أخرى. على المقلب الآخر، أجد في الصحافة الثقافية رافداً لنصوصي الروائية لا عبئاً عليها، وذلك باستثمار الفنون البصرية والمراجعات النقدية في حقول التشكيل والسينما والبورتريه، وتالياً تتّخذ الرواية هيئة سفينة نوح التي تحتمل كلّ أجناس الكتابة. وبمعنى آخر، تحتمل استضافة الغراب والحمامة وغصن الزيتون فوق خشبة نجاة واحدة.
كلّ هذه العناوين كتبتها من موقع القارئ لا الناقد، فهي حصيلة ذائقة شخصية في بناء رفوف مكتبة
- ما الأثر الذي تركه اعتذارك عن الطبعة السورية لـ"جنة البرابرة" في نفسك؟ وهل سيؤثر على ما ستكتبه لاحقاً؟
الخوف من فعل طائش يضعني في مرمى برابرة جدّد! عموماً، لم أكتب قبلاً بناءً على وصفة تُرضي "المكتوبجي" أو الرقيب، لطالما أرخيتُ حبل دلوي إلى بئر عميقة، من دون أن ألتفت إلى ما سيؤول إليه النصّ، سواء في "ورّاق الحب"، أو في "اختبار الندم"، أو في "عزلة الحلزون"، أو في "احتضار الفرس"، وبقية القائمة. على الدوام، هناك حفرة في الطريق، لكنني أسعى إلى تجاوزها في المسوّدات المتتالية غير عابئ بالمحاكمات اللاحقة. الآن، لا فكرة روائية جديدة لديّ، لذلك لا أعلم طبيعة التضاريس الوعرة التي ستواجهني مستقبلاً. أظنّ أن هذه اللحظة مربكة وغائمة، سواء لجهة كشف الحساب مع الديكتاتورية الآفلة وتفكيك شيفراتها الغامضة، أو اللحظة الراهنة بكل تعقيداتها ونياتها المضمرة. عموماً، ليس للروائي السوري رفاهية الكتابة خارج دائرة العنف ومائدة الحرب، فالمسلخ البشري الذي عشناه طويلاً ينطوي على مقارباتٍ لا تُحصى في كيفية معالجة تاريخ الذبيحة. قلتُ مرّة في حوار سابق "تضجّ الجنازات في رأسي أكثر من أغاني الغرام". 
- لو أن القارئ السوري الذي حُرم من قراءة "جنة البرابرة" مرّتين سيسمع منك ما يختزل مناخها اليوم، ماذا تقول له؟
على الأرجح، سأستعيد مفتتح الرواية: "أن تتلمّسَ كأعمى تضاريس الكيبورد، على ضوء شمعة، وموسيقى صاخبة لتعطيل أصوات القذائف، والألم 'بجرعات كبيرة'. عتمة وموسيقى وصوت مؤذن، وبقايا ثلج الأمس عند حافة النافذة، وذاكرة تستدرج على مهل روايات الآخرين عن مصائد الموت المخادعة".  
- تحفر، في روايتك "ماء العروس" التي صدرت مطلع العام الجاري (2025) في التاريخ السوري، وتأثير حزب البعث على مصائر شخوص الرواية مثل مطرقة تهوي بعنف فوق الرأس!
كتبت هذه الرواية بقوة الحدس، الحدس بأفول حزب البعث قبل سقوطه الفعلي، محاولاً إغلاق القوس على أحوال بلادٍ تحتضر في غرفة الإنعاش، بكيس من السيروم معلّقٍ بأنبوبٍ ضيّق ينتهي بوريد مفتوح على الغيبوبة والهلاك. وقد وردت هذه الإشارة أولاً في أحد فصول "جنّة البرابرة"، لكن الثيمة الأساسية التي انطلقت منها تتمحور حول طبقات الإذلال التي رمت بثقلها على كل شخصيات الرواية بأشكالٍ وصفعات مختلفة، ومحاولات الراوي تفكيك هذه المتاهة، خصوصاً في ما يتعلّق بفترة الثمانينيات من القرن المنصرم بكل صخبها الثقافي والأيديولوجي، وصولاً إلى اليوم الذي يحتشد بالموتى والمفقودين وألوان الخراب، والشعارات الجوفاء. وفي المقابل، محاولة الراوي استعادة زمن البراءة الأولى بالغوْص عميقاً في ماء النهر الذي يسمّى "ماء العروس" للارتواء منه، والخروج منه بخفّة الطائر ورشاقته، وأن يعود إلى ذلك المكان القصي، مدفوعاً بنفحةٍ صوفية افتقدها طويلاً، ورغب في أعماقه لو أنه لم يغادر تلك الجنّة. الجنّة التي بمذاق التّمر واللبن، ورائحة القرنفل والمَحلب، وآثار حوافر الخيل فوق الكثبان الرملية والصخور، وحكايات الجدّة عند موقد الحليب، وبياض أجراس القطن لحظة تفتّحها. 
- "قانون حراسة الشهوة"، و"ضد المكتبة"، و"نزهة الغراب"، و"حفرة الأعمى"، و"ناحية الماء والكلأ"، عناوين مجاورة لأعمالك الروائية، كيف تجنّسها نقديّاً؟
كلّ هذه العناوين كتبتها من موقع القارئ لا الناقد، فهي حصيلة ذائقة شخصية في بناء رفوف مكتبة، وهدم رفوف مكتبة أخرى، وتجوّال حرّ في تجارب كتّابٍ عربٍ وعالميين. وبمعنى آخر "مرافعات عن عمل الحكّائين"، أولئك الذين يروون تاريخاً مضادّاً قابلاً لأن يحدث بمجرد تدوينه أو النطق به، وتمارين على الشغف بنصوص عابرة للأزمنة، وتالياً "كل كتاب اعتذار من الذي سبقه، وحجة لكتابة الذي يليه"، كما يقول باتريك موديانو. ولن أنسى وصية تشينوا تشيبي في هذا المسلك "الكُتّاب لا يعطون وصفات طبية. إنهم يسببون الصداع". كانت هذه النزهات في غابة الكتب، بالنسبة لي، مرجعاً جمالياً في الكتابة، ومشغلاً سردياً لتطوير عمل المخيّلة، واشتباكاً مع حيوات خرجت من رحم الكتب إلى فضاء العيش.
بطاقة: 
ـ خليل صويلح روائي وصحافي سوري ولد في الحسكة عام 1959
ـ من رواياته "ورّاق الحب" و"اختبار الندم" التي ترجمت إلى الألمانية والأوكرانية، "بريد عاجل" و"دع عنك لومي" و"زهور وسارة وناريمان" و"سيأتيك الغزال" و"عزلة الحلزون". 
وله في النقد والدراسات: "قانون حراسة الشهوة" و"ضد المكتبة"، "نزهة الغراب"، "اغتصاب كان وأخواتها".  
ـ حاز "جائزة نجيب محفوظ" عام 2009 عن رواية "ورّاق الحب" 
ـ حاز "جائزة دبي للصحافة والإعلام" عام 2010 عن فئة الصحافة الثقافية. 
ـ حاز جائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2018.
## إشارة أميركية لرغبة بضبط العلاقات مع الصين قبل لقاء محتمل لترامب وشي
29 July 2025 07:27 AM UTC+00
قال مكتب الزعيم التايواني وليام لاي تشينغ تي، أمس الاثنين، إنه لا يخطط للسفر إلى الخارج في الوقت الحالي، وذلك بعد تقارير تفيد بأن توقفه المقترح في الولايات المتحدة قوبل بالرفض من قبل إدارة دونالد ترامب. وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز، اليوم الثلاثاء، نقلاً عن أشخاص مطلعين على القرار، أن واشنطن أبلغت لاي أنه لا يستطيع التوقف في نيويورك في طريقه إلى أميركا الجنوبية، حيث ورد في وقت سابق أنه يخطط لزيارة باراغواي وغواتيمالا وبليز.
وبحسب وسائل إعلام صينية، من المتوقع أن يزيل القرار عقبات كبيرة أمام عقد اجتماع محتمل بين الزعيمين الصيني شي جين بينغ والأميركي دونالد ترامب في وقت لاحق هذا العام. من جهتها، عزت المتحدثة باسم المكتب الرئاسي التايواني كارين كو، قرار عدم السفر إلى جهود إعادة التأهيل الجارية في جنوب تايوان، في أعقاب الإعصار الأخير، والتطورات الإقليمية، والرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة.
وكان لاي يخطط لـ"توقف" في الولايات المتحدة في أغسطس/آب المقبل، قد يأخذه إلى نيويورك وتكساس، في طريقه إلى أميركا الجنوبية، وهي الخطوة التي من المؤكد أنها ستثير غضب بكين. ويمثل إلغاء خطة لاي لعبور الولايات المتحدة انتكاسة كبيرة أخرى لحزبه التقدمي الديمقراطي، بعد فشله في نهاية الأسبوع في إزاحة 24 نائباً من حزب الكومينتانغ المعارض الرئيسي، في تصويت سحب الثقة.
هذا وكانت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست"، قد ذكرت في وقت سابق من الشهر الحالي، نقلاً عن مصادر، أنّ ترامب قد يزور الصين قبل ذهابه إلى قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) بين 30 أكتوبر/تشرين الأول وأول نوفمبر/ تشرين الثاني، أو قد يلتقي نظيره الصيني شي جين بينغ على هامش القمة المقررة في كوريا الجنوبية. ويسعى البلدان إلى التفاوض لإنهاء حرب الرسوم الجمركية المتصاعدة، التي أدت إلى اضطراب التجارة العالمية وسلاسل التوريد.
وفي السياق، قال ترامب، اليوم الثلاثاء، إنه لا يسعى إلى عقد قمة مع الرئيس الصيني، لكنه أضاف أنه قد يزور الصين بناء على دعوة من شي، والتي قال ترامب إنها وُجهت إليه. وذكر عبر تروث سوشيال "قد أذهب إلى الصين، لكن لن يكون ذلك إلا بناء على دعوة من الرئيس شي، والتي تم توجيهها رسمياً... وإلا فلن أهتم". وحسبما قالت مصادر لـ"رويترز" في وقت سابق، ناقش مساعدون لترامب وشي احتمال عقد اجتماع بين الزعيمين خلال رحلة للرئيس الأميركي إلى آسيا في وقت لاحق من هذا العام.
وستكون هذه الرحلة أول لقاء مباشر بين الاثنين منذ بدء الولاية الرئاسية الثانية لترامب، في وقت لا يزال فيه التوتر التجاري والأمني بين القوتين العظميين المتنافستين يتصاعد. وفي حين لم يتم وضع اللمسات النهائية على خطط للاجتماع، تشمل مناقشات على جانبي المحيط الهادي احتمال توقف ترامب في وقت قريب من موعد قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي في كوريا الجنوبية، أو إجراء محادثات على هامش الحدث وفقاً لمصادر "رويترز".
وسعى ترامب إلى فرض رسوم جمركية على جميع السلع تقريباً التي يستوردها الأميركيون، إذ يقول إن ذلك سيحفز الصناعة المحلية، بينما يرى منتقدون أن ذلك سيؤدي إلى رفع أسعار عدد كبير من السلع على المستهلكين في الولايات المتحدة. ودعا ترامب أيضاً لفرض رسوم جمركية أساسية قدرها 10% على السلع المستوردة من جميع الدول، مع فرض معدلات أعلى على البضائع القادمة من الدول الأكثر "إشكالية"، بما في ذلك الصين التي تخضع الآن لأعلى رسوم وهي 55%.
يشار أن كبار المسؤولين الاقتصاديين من الولايات المتحدة والصين استأنفوا أمس الاثنين الجولة الثالثة من المحادثات التجارية بينهما في العاصمة السويدية استوكهولم، في محاولة للتغلب على الخلافات الاقتصادية القائمة منذ وقت طويل، والتي تدور حولها الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، إذ سيسعون لتمديد هدنة تجارية لمدة ثلاثة أشهر، والتي أوقفت تطبيق الرسوم الجمركية مرتفعة.
وتواجه الصين موعداً نهائياً في 12 أغسطس للتوصل إلى اتفاق دائم بشأن الرسوم الجمركية مع إدارة ترامب، بعدما توصل البلدان إلى اتفاقات أولية في مايو ويونيو/حزيران لإنهاء تبادلهما فرض رسوم جمركية، ووقف تصدير المعادن الأرضية النادرة في تصعيد استمر لأسابيع. وعُقد آخر اجتماع رفيع المستوى بين البلدين في 11 يوليو/تموز، حينما التقى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في ماليزيا مع نظيره الصيني وانغ يي، في اجتماع وصفاه بأنه مثمر وإيجابي، لبحث سبل سير المفاوضات التجارية.
وأشار روبيو حينها إلى أن ترامب تلقى دعوة لزيارة الصين من أجل عقد اجتماع مع شي، وقال إن الزعيمين "يرغبان في حدوث ذلك"، بينما أكد وزير التجارة الصيني وانغ ون تاو، أن الصين ترغب في إعادة علاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة إلى مسارها الصحيح، وأن أحدث جولة من المحادثات في أوروبا أظهرت عدم وجود حاجة لحرب جمركية.
## السويداء... نظرة من زوايا متعدّدة
29 July 2025 07:37 AM UTC+00
"عاداتنا نملي الحلة/ يوم المتاريس منصوبة"... هذا بيت من قصيدة طويلة تغنّى في كل مناسبة على شكل جوفية، ولعل هاتين الصفتين الكرم (نملّي الحلة) والشجاعة (المتاريس منصوبة) أهم صفتين تريد السويداء (في جنوب سورية) أن تتصف بهما، بل ربما نذهب إلى أبعد من ذلك، فنقول إن أهل السويداء يربطون معظم قيمهم الاجتماعية بهاتين القيمتين، ويشتقون معظم قيمهم الأخلاقية منهما، فلا مكان بينهم لمن لا يكرم ضيفه، ولا مكان بينهم لمن لا يستنفر دفاعاً عن أرضه وعرضه وكرامته، وهل هناك أبلغ من أن يصفوا أنفسهم بأنهم يكرّمون ضيوفهم بحلة ممتلئة وهم يحاربون (يوم المتاريس منصوبة)، فلا تثنيهم الحرب عن إكرام الضيف، ولا تشغلهم المعارك عن واجب الضيافة.
الكرم والشجاعة من الفضائل التي تمسك بها العرب وتغنوا بها كثيراً، لكن كل المجتمعات التي انتقلت من حالة البداوة إلى حالات من الاستقرار المدني بدأت تتخلّى أو تمدّن أو تحوّر أو تطوّر هذه القيم بما يناسب واقعها الجديد، ما يلفت النظر في السويداء أن أهالي السويداء بمقدار تمسّكهم وسعيهم الحثيث باتجاه التمدّن والمدنية، بمقدار تمسّكهم الشديد بقيمهم وفضائلهم القديمة، حتى إن المراقب يشعر معهم بأنه إزاء حالة تحتاج منهجية خاصة لفهمها وأدوات معرفية خاصة بها، لتبيان واقعها.
ولأننا بدأنا ببيتٍ من قصيدة تغنّى على لون الجوفية، فمن المناسب أن نستطرد في الحديث عن هذا اللون وأثره في تثبيت القيم الأخلاقية وزرعها في الأجيال الجديدة، علمًا أن الجوفية فنٌّ لا يخصّ السويداء وحدها، وأغلب الظن أنه قادم من منطقة الجوف في الجزيرة العربية، ولذلك نسب إليها، فهو فنٌّ متداولٌ في كل حوران والبادية الأردنية وبعض مناطق شمال السعودية، لكنه في السويداء الفن الأول الذي يُغنّى في كل الأعراس، والعرس الذي لا تنعقد فيه الجوفية يكون بارداً، بل ربما تعرّض أهله لنقدٍ أو ملامة، لعدم انعقاد الجوفية فيه، حتى لو حصل فيه مختلف أشكال الغناء الأخرى، فالجوفيّة سيدة الفن الشعبي، ويجب ألا يخلو عرسٌ منها، وقد تغنّى في الأتراح والمآتم، خصوصاً في تشييع الشهداء.
تُغنّى الجوفية بعدّة ألحان، وتنظّم على عدّة أوزان من الشعر، ولهجتها بدوية، وكلما أغرقت في اللهجة البدوية كانت محبّبة أكثر، منها السريعة الخفيفة، وهذه تكون حماسية، شطر البيت فيها يكون قصيراً كالبيت الموجود أعلاه. ويكون هذا النوع من أوزان مركّبة عادة، ومنها ما يكون على وزن واضح من أوزان الخليل، كالهجيني الطويل (بحر الرمل) كهجينية زيد الأطرش التي مطلعها:
من هضاب شاد أهلنا فوق منه/ موطناً للعز موفور الكرامة
من جبل حوران بيعرب تكنى/ يا المشكك دونك وشاح الوساما
فهذا ضرب من الهجيني الطويل يغنّى على شكل جوفية. أو أوزان أخرى كالرجز والكامل والهزج:
رعدٍ هدر قامت بروقه تشلعي/ تحدر سحابا من أربع قطاب السما
 أما مواضيع الجوفيات فهي ذكر معارك السويداء وبطولاتها. ولهذا أوضحت السطور أعلاه أن لهذا الفن دورًا محوريًّا في تثبيت قيمة الشجاعة والنخوة والفزعة عند أبناء السويداء، فكل جوفية تتحدّث عن مناسبة فيها حدث بطولي قام به أبناء السويداء. وتكرار هذه الجوفيات في كل مناسبة يعني تكرار التذكير بهذه البطولات، وتكريس قيمة الشجاعة والنخوة والفزعة، فما زالت الجوفيات التي نظمت على معارك مع العثمانيين والفرنسيين وحملة إبراهيم باشا على بلاد الشام تتكرّر، ويكاد لا يوجد من لا يعرف مناسبة كل جوفية ومن نظمها، وماذا حدث في هذه المناسبة.
ثبتت الجوفية في وجه تقنيات الغناء الحديثة (أجهزة التسجيل ومكبّرات الصوت ومكاسره) بل هناك ما يشبه الإصرار على التمسك بها
وهناك لونان آخران من ألوان الغناء التقليدي، هما الهولية، وقد بدأت بالانحسار، حتى إنها أوشكت على الانقراض بسبب قدرة التقنيات الحديثة على أخذ دورها، والهولية فنٌّ غنائيٌّ جماعي يعتمد على حركات إيقاعية منتظمة ومواضيع غنائها غزل فقط. وربما لهذا السبب لم يتمسّك بها أهل السويداء. والنوع الثاني دبكة المجوز والشبابة، وهي قريبة جدّاً من الدبكة في بلاد الشام، ولم يطرأ تغييرٌ فيها، إنما قد يستغنى عن وجود المجوز وعازفه إذا وُجدت أجهزة الصوت المناسبة.
ثبتت الجوفية في وجه تقنيات الغناء الحديثة (أجهزة التسجيل ومكبّرات الصوت ومكاسره) بل هناك ما يشبه الإصرار على التمسّك بها، وتراجعت الهولية، وهذا يفسر قولنا أعلاه إن الجوفية تغذي قيمة مهمة عند أهل السويداء هي بطولاتهم وشجاعتهم، وهذه القيمة لا يمكن تعويضها بالغناء المسجّل أو التقنيات الحديثة، في حين تراجعت الهولية لصالح هذه التقنيات، لأن ما تقدّمه الأغنيات الحديثة من معاني الغزل يستطيع أن يعوّض ما تقدّمه الهولية.
معلومٌ أن الغالبية العظمى من أبناء السويداء ينتمون إلى مذهب التوحيد (دروز)، ولهم دور عبادة خاصّة تسمّى مجلس وخلوة. ولهذا، الجوامع قليلة في هذه المحافظة، وقد أدّى هذا إلى ظهور ساحات في كل قرية أو بلدة أو مدينة تسمّى "الموقف"، وهو ساحة كبيرة فيها مدرج ومكان لصلاة الجنازة، وصلاة الجنازة تقام على الطريقة الإسلامية تمامًا، لكن لا يقوم بها إلا بضعة مشايخ، بينما يكون الآخرون في حالة صمت ووجوم وخشوع، وهذا لا ينافي التعاليم الإسلامية، إذ إن صلاة الجنازة فرض كفاية، وليست فرض عين. الملفت للنظر في تقاليد العزاء أن أهل المتوفّى يسمّون "آل الحريبة"، وجاءت هذه التسمية من كثرة الموت بسبب الحرب، وبشكل خاص موت الرجال، واستمرّت هذه التسمية، يقف آل الحريبة في ركن من أركان الموقف، وتتوافد وفود المعزّين لتعزيتهم، ويبدأ المعزّون في ذكر مناقب الفقيد، حتى كأنك تشعر بأن مناسبة الوفاة تجعل من المتوفى وكأنه في محكمة اجتماعية، لكنها محكمة متحيزة للفضائل (اذكروا محاسن موتاكم)، وهذه عادةٌ نبيلةٌ من عادات السويداء ساهمت مساهمة كبيرة في تعزيز الفضائل والقيم النبيلة، لأن لما يذكرُه المعزّون دورًا كبيرًا جدًّا في نفس آل الحريبة.
تتميّز السويداء باحتفاء أهلها بالشعر بشكل عام وبالشعر الشعبي بشكل خاص، فيكاد لا يوجد شخص في السويداء لا يحفظ قصيدة لشاعر ما، والشعر النبطي هو أشهر أنواع الشعر الشعبي فيها، وأشهر أوزانه على الإطلاق هو ما يسمى في السويداء الشروقي، وهو وزن المسحوب في الخليج العربي، والشعر النبطي في السويداء يتميز بأنه تطرق إلى كل مواضيع الحياة على خلاف المناطق الأخرى التي ينتشر فيها، فنحن نجد في شعر الجزيرة العربية أن الشعر النبطي تطرّق إلى الغزل والرثاء وقيم القبيلة والقيم البدوية إلخ... لكنه لم يتطرّق إلى القضايا العربية الكبيرة، مثل قضية العروبة وقضية فلسطين، فيما تطرّق الشعر النبطي في السويداء بكثافة وكثرة إلى قضية فلسطين والعروبة وحرب لبنان (الاجتياح الإسرائيلي للبنان)، ولهذا دلالات متعدّدة، ربما أهمها أن القضايا الكبرى شعبية بامتياز، إلى درجة أن الشعر الشعبي يتناولها، رغم أنها في مناطق أخرى هي من نصيب الشعر الفصيح، ولا نصيب للشعر الشعبي بها، وخصوصاً النبطي، فلم نسمع في الأردن أو الجزيرة العربية بقصيدة نبطية تتناول الصراع العربي الإسرائيلي، لكننا نجد وبكثرة قصائد لكل الشعراء النبطيين في السويداء تناولت هذه المواضيع. ولافتٌ أنها تناولت هذه القضايا بنفس عروبي يؤمن بالقومية العربية سبيلاً لحل القضية الفلسطينية.
أبناء السويداء لم يخوضوا سوى معركتين كبيرتين خارج محافظتهم، فيما كل المعارك الأخرى خاضوها على أرضهم، أي أنهم لم يكونوا في حالة هجوم إلا في معركتين كبيرتين انتصروا بواحدة
أما عن عادات الزواج في السويداء، فالمذهب الدرزي لا يجيز تعدّد الزوجات لأبنائه، ولا يجيز إعادة المطلّقة. ولهذا نرى أن المجتمع في السويداء لا يستسيغ الطلاق. من دون مبرّرات كافية وموجبات قوية، يُنظر إليه نظرة فيها كثير من الإدانة وقلة الاحترام للرجل بشكل خاص. ولا يتزوج أبناء المذهب الدرزي من غير مذهبهم، ومن يتزوّج من غير المذهب ينبذ في المجتمع، ولا يستطيع أن يكون شيخًا في الدين. والسيئ أن المرأة التي تتزوج من خارج المذهب تُقتل، مع أن هذه العادة أخذت بالانحسار في السنوات الأخيرة، لكن تهديد القتل ما زال موجوداً في العرف الاجتماعي، والقتل ليس أمراً دينيّاً، فالتعاليم الدينية تقضي بفسخ الزواج وإرجاع المرأة إلى أهلها والحجر عليها، أما القتل فهو عرف اجتماعي وليس أمراً دينيّاً، لكن لا يوجد أمر ديني بمنعه، بل قد يتواطأ مشايخ الدين عليه ويبرّرونه، وقد يتواطأ القضاء معهم أيضاً بحكم مخفف قد لا يتجاوز السجن ستة أشهر.
يتم عقد الزواج، حسب الشريعة الإسلامية، بمهر معلن معجّل ومؤجّل، وقد جرت الأعراف في السنوات الأخيرة بالتخفّف من المعجل إلى درجة إلغائه في أحيانٍ كثيرة، وتثبيت المؤجل إلى حين الطلاق، إن حصل، تسهيلاً لعملية الزواج وتخفيفاً على الأزواج من أجل مساعدتهم في البدء ببناء حياتهم وتشكيل أسرهم من دون أعباء إضافية.
تحدثت السطور أعلاه عن أهمية قيمة الشجاعة، ولا بد لنا من القول إن أبناء السويداء لم يخوضوا سوى معركتين كبيرتين خارج محافظتهم، فيما كل المعارك الأخرى خاضوها على أرضهم، أي أنهم لم يكونوا في حالة هجوم إلا في معركتين كبيرتين انتصروا بواحدة، هي معركة ضمير جنوب دمشق، وهزموا في الأخرى، وهي معركة المسيفرة ضد الاحتلال الفرنسي. وقد خاضوا مناوشات كثيرة متفرقة على حدود محافظتهم، لكنها لا ترقى إلى أن تسمّى معركة كبيرة أو حرباً، أما حروبهم في داخل المحافظة، فقد انتصروا فيها كلها، فقد انتصروا في كل معاركهم ضد العثمانيين، ولم يستطع العثمانيون فرض سيطرتهم على السويداء إلا بشروط أهلها في عدم التجنيد وعدم تسليم السلاح، وانتصروا في حربهم ضد حملة إبراهيم باشا (الحملة المصرية على بلاد الشام)، واستطاعوا تكبيد الجيش المصري خسائر فادحة أرغمته على الانسحاب من بلاد الشام والعودة إلى مصر. ومن المناسب القول إن سبب ثورتهم عليه محاولة شريف باشا، والي إبراهيم باشا على دمشق، أن يجنّد أبناء السويداء في الجيش، وأن يرغمهم على تسليم سلاحهم، فثاروا عليه وانتصروا، ومعاركهم ضد الاحتلال الفرنسي في العين والمزرعة والكفر ومختلف المناطق، والتي تصادف هذه الأيام الذكرى المئوية لها.
معاركهم مع هذه الدول والاحتلالات كان فيها قاسمٌ مشترك، هو موضوع تسليم السلاح والتجنيد، وهو موضوع الخلاف الدائم مع كل من يرى أبناء السويداء فيهم العداء أو يتحسّسون فيهم الغدر، فقد رفضوا الجندية الإجبارية في جيش بشّار الأسد بعد عام 2011 ، ورفضوا تسليم سلاحهم لحكومة الرئيس أحمد الشرع.
## أحداث الجنوب السوري ومشاريع التقسيم الإسرائيلية
29 July 2025 07:38 AM UTC+00
كتبتُ في عام 2020 منشوراً على صفحتي في "فيسبوك" ذكرتُ فيه أن رئيس المجلس العسكري للمنطقة الجنوبية الذي كان في الأردن أطلعني في العام 2012 على خريطة لسورية، تتضمّن بوضوح دولة درزية، تمتد من السويداء وحتى جبل الشوف في لبنان، بما فيها أجزاء كبيرة من أراضي حوران المتصلة مع الجولان المحتل. وعندما سألتُ رئيس المجلس العسكري عن مصدر الخريطة، قال لي إن أطرافا أميركية أعطته إياها، في إشارة إلى أجهزة المخابرات. 
بعد ذلك المنشور، اتصل بي صديق من السويداء مقيمٌ في أوروبا، وهو يمثل أحد الأحزاب التي نشأت بعد الثورة السورية، ولا تمانع من التعامل مع إسرائيل. وقال لي إنه سوف يرسل إلي خريطة، وعليّ أن أخبره فيما إذا كانت نفسها التي رأيتها أم تختلف عنها. فكانت تقريباً الخريطة نفسها.
لاحقاً، حصلت عدة اتصالات بيني وبين هذا الصديق، طلب مني في أحدها أن أقترح عليه أسماء وازنة في منطقة درعا في الجنوب السوري التي أنتمي إليها، للتواصل معهم وطرح المشروع عليهم، كون فكرة الدولة الدرزية لا تهدف إلى تهجير أبناء المنطقة من أهل حوران ممن تشملهم خريطة التقسيم، وإنما استيعابهم داخلها. يومها تعاملتُ مع الموضوع بنوع من السخرية، وقلت له إنها فكرة غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع إطلاقاً، لأن المنطقة المقصودة بالتقسيم في حوران يعيش فيها أكثر من نصف مليون نسمة من السنّة مع أقلية مسيحية، أي سوف يكون عددهم أكثر من الدروز أو مساوياً له، وهو ما يفقد فكرة الدولة الدرزية الخالصة من جوهرها.
وليد جنبلاط أوقف مشروع التقسيم جنوب سورية كما فعل والده في 1969
بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، سارعت إحدى الفئات في السويداء إلى رفض الحكم الجديد جملة وتفصيلا، وحتى قبل أن يتّضح خيرُه من شره، ثم أخذت بإصدار البيانات وإطلاق التصريحات، التي وصلت في بعضها إلى حد التهديد باستخدام السلاح لإسقاط الدولة الجديدة، بذريعة أنها حكومة متطرّفة وغير ديمقراطية وغير علمانية، وتبيّن لاحقاً أن هذه الفئة تدعمها فصائل عسكرية محلية، تمتلك أسلحة كثيرة ومتطوّرة، ومشروعها أكبر بكثير مما تدّعيه. ويعزّز هذا الكلام أن الرئيس السابق للحزب التقدّمي الاشتراكي في لبنان، وليد جنبلاط، الذي ينتمي للطائفة الدرزية، كان أول شخصية عربية ودولية تزور الرئيس أحمد الشرع، وظن كثيرون يومها أن الزيارة تأتي في إطار المكايدة السياسية مع نظام بشّار الأسد الذي كان يعارضه جنبلاط، ثم اتضح، وبحسب ما صرّح جنبلاط نفسه، أن زيارته لم تكن تحتمل التأجيل، وأشار بلغة مبطنة إلى أن ما يجري التبييت له في السويداء يهدف إلى إحداث صدامٍ بين الدروز والإسلام خدمة للكيان الصهيوني، الذي يعتزم إحاطة نفسه بحائط صد من أبناء الطائفة الدرزية، تفصل بينه وبين الدول العربية المحيطة به، فينتهي بذلك الخطر الذي يهدده من وجهة نظره. 
عودة إلى الوراء قليلاً
يحيلنا موقف وليد جنبلاط إلى موقف والده كمال جنبلاط، الذي أفشل مشروعاً مشابهاً في نهاية الستينيات من القرن الماضي، عندما بدأت إسرائيل بالتواصل مع شخصيات درزية بارزة من الجولان، منها كمال كنج أبو صالح، ومن لبنان كمال أبو لطيف، في أعقاب هزيمة حزيران (1967)، حيث شعرت إسرائيل يومها بأن الدول العربية في حالة ضعف شديد، ما يسمح لها بتمرير مشروع دولة درزية محيطة بها.
في تلك الفترة، أخبر كل من كمال أبو صالح وكمال أبو لطيف كمال جنبلاط بأنهم يجتمعون مع المخابرات الإسرائيلية التي تطرح عليهم فكرة الدولة الدرزية، فطلب منهم الاستمرار في تلك الاجتماعات حتى تتضح الصورة كاملة، وعندما تبيّن أن إسرائيل تنوي بالفعل تقسيم سورية ولبنان، أخبر كمال جنبلاط في 1969 كلاً من العراق وسورية ومصر، أيام جمال عبد الناصر، وجرى إفشال المشروع. بعدها اعتقلت إسرائيل كمال كنج أبو صالح وحكمت عليه بالسجن 24 عاما، بينما اغتيل كمال أبو لطيف في لبنان في ظروف غامضة.
رغم فشل مشروع التقسيم آنذاك، لم تتوقّف إسرائيل عن المضي فيه في السنوات التالية، حيث دعمت في 1976 مليشيات من أبناء جنوب لبنان، ذوي الأغلبية المسيحية المارونية (مع أقلية مسلمة) بقيادة الرائد سعد حداد، وشكّلت ما يسمى جيش لبنان الجنوبي. ثم في 1978 اجتاحت جنوب لبنان، فيما عرف بعملية الليطاني، بغرض توسعة سيطرة عميلها سعد حداد على المنطقة، واستخدمته آنذاك حائطَ صد ضد منظّمة التحرير الفلسطينية والمقاومة اللبنانية في الجنوب. وفي 1982 اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان واحتلته كاملا، وهو الاحتلال الذي استمر حتى مايو/ أيار 2000، عندما انسحبت من جنوب لبنان بعد أن ثبت فشل مشروعها التقسيمي، بإحداث كيان مسيحي ماروني على "حدودها" الشمالية مع لبنان، ومن ثم إيجاد كيان درزي على "حدودها" مع ما تبقى من لبنان وسورية في أقصى الشمال الشرقي. وقد توفي سعد حداد في 1984، وتولّى أنطوان لحد قيادة ما يسمّى جيش لبنان الجنوبي، الذي انتهى به الأمر لاجئاً في إسرائيل بعد انسحابها من الجنوب، وخائناً ومنبوذاً من اللبنانيين والعرب جميعا. 
بدأ السلاح يصل إلى السويداء قبل سقوط النظام، وعلى الأغلب بعلم من بشّار الأسد
دروز السويداء ومشروع التقسيم
لا يوجد تحديد زمني دقيق للفترة التي بدأت فيها إسرائيل بالتواصل مع شخصيات في السويداء عبر دروز فلسطين من أجل العمل على مشروع التقسيم. حتى وليد جنبلاط عندما سئل في لقائه مع التلفزيون العربي قبل نحو ثلاثة أشهر عن الأمر، قال إن هذا التواصل منذ فترة طويلة. ويبدو أنه كان يشير إلى ما بعد انطلاق الثورة السورية في العام 2011. وقد حاولت أن أعرف من الصديق من السويداء، إلا أنه لم يحدد بدقة ولمح إلى 2019. غير أن مراقبين ومتابعين كثيرين يرون أن الأمر يعود إلى ما قبل ذلك بعدة سنوات، ويشيرون تحديداً إلى تاريخ مقتل الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في السويداء، الشيخ أحمد الهجري في 2012 بحادث سيارة، يعتقدون أنه كان مدبرا للتخلص من الرجل، كونه كان أقرب إلى الثورة السورية، ومن ثم الإتيان بشقيقه حكمت الهجري لتولي المنصب مكانه، باعتباره أكثر مرونة. وهو ما اتضح لاحقا من خلال مواقفه التي أصبحت مؤيدة لبشّار الأسد بشكل كامل، ولم يغيّر هذا الموقف إلا مع انطلاق الاحتجاجات الشعبية في ساحة الكرامة في السويداء منتصف العام 2023، عندما وقف إلى جانبها، وبدأ يطالب بشّار الأسد بالرحيل.
ويحتج أصحاب الرأي السابق بأن حكمت الهجري كان منذ البداية مشروع عميل لإسرائيل، من خلال سعيه إلى السيطرة على السويداء واحتكار القرار السيادي فيها، إذ نجح بإصدار قانون عن وزارة الأوقاف السورية، يعتبره الرئيس الروحي الأول للطائفة الدرزية، بمعنى أن عدم موافقته على أي قرار يلغي موافقة الشيخين الآخرين الممثلين للطائفة، يوسف الجربوع وحمود الحناوي. وهو ما حدث بعد ذلك وتكرر أكثر من مرّة، وخصوصاً بعد سقوط نظام بشّار الأسد وتسلم الرئيس أحمد الشرع السلطة الانتقالية في سورية.  
ومهما يقال عن البدايات، وهي مهمّة، تبقى الأسئلة الأهم: كيف دخل السلاح بهذه الكمية الكبيرة إلى السويداء؟ ومتى؟ وما هو مصدره؟ وهل كان نظام الأسد قبل سقوطه يعلم بهذا السلاح ثم غضّ الطرف عنه كونه كان يخطّط للهروب من البلد من أجل خلط الأوراق بعده؟ ... في بحثٍ عن الإجابة على هذه التساؤلات، ثمة من يفيد بأن بداية التسلح كانت في 2022. وعندما انطلقت السويداء في احتجاجاتها الشعبية بعد ذلك بعام، كان المشجّعون للحراك هم أنفسهم من كانوا حتى الأمس القريب من الموالين لبشّار الأسد، وكانوا هم أنفسهم المتسلحين. ويبدو أن أجهزة الأسد كانت على علم بدخول السلاح إلى السويداء، فلم يحاول النظام أن يقترب من احتجاجات ساحة الكرامة، لكن إعلامه في البداية شنّ هجوماً شرساً على أبناء السويداء، واتهمهم صراحة بالعمالة لإسرائيل. وحسب معلومات غير مؤكدة فإن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لعبت دوراً كبيراً في إيصال السلاح إلى السويداء، وتحدّث آخرون عن إسرائيل، وهناك من يشير إلى قاعدة التنف، كون الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، كان مقتنعاً بمشاريع إسرائيل التقسيمية في المنطقة. وفي العموم، يمكن القول إن جميع هذه الأطراف لعبت دوراً في تسليح بعض الفصائل في السويداء، مع اختلاف المصالح والأهداف فيما بينها.
ماذا تريد إسرائيل؟
معروفٌ أن إسرائيل تحاول استثمار أقل حالة ضعفٍ في الوضع العربي من أجل تنفيذ مشروعاتها، فما بالنا بحالة ضعف أكثر من تدمير سورية وانهيار كامل لما يسمّى محور المقاومة والممانعة. لذلك كانت إسرائيل تستعد لاحتمال انهيار النظام. وعندما هرب بشّار الأسد وأركان حكمه نهاية العام الماضي، قامت بتدمير كامل مقدّرات الجيش السوري من أسلحة وذخائر، ثم أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حمايته الدروز في سورية، وهدّد باستخدام القوة في حال التعرّض لهم، وهو ما نفذه خلال أحداث جرمانا وصحنايا قبل نحو ثلاثة أشهر، ومن ثم أحداث السويداء أخيراً، وأعلن بعدها المنطقة الجنوبية بالكامل منزوعة السلاح، يمنع على الجيش السوري الدخول إليها بالكامل. ومن يراقب حدود هذه المنطقة، يدرك أنها تشابه حدود التقسيم المسمّى دولة درزية، المطلوب منها أن تحجب إسرائيل عن لبنان وسورية. وتقتضي خطة نتنياهو، بعد أن يحقق هذه الحزام الأمني الدرزي، أن يعلن مشايخ الدروز التبرؤ من القومية العربية ومن الدين الإسلامي، وإعلان الدرزية  ديانة مستقلة، وأن الدروز قومية منفصلة وقائمة بحد ذاتها، وأنها أقرب إلى اليهود دينا وعرقا من العرب. هذا ما أفصحت عنه شخصيات وطنية درزية، منهم سعيد نفاع من فلسطين وصالح زهر الدين من لبنان، بالإضافة إلى أن وليد جنبلاط، الذي ذكر أكثر من مرّة إن إسرائيل تريد أن تضع الدروز في مواجهة مع الإسلام والعرب، بمعنى أنها، من خلال مشروع الدولة الدرزية، لا تسعى إلى تطويق نفسها بحائط صد فقط، وإنما ايضاً إعدام جميع الخيارات أمام هذا الحائط، وجعله هو من يدافع عن وجود إسرائيل بمنتهى الشراسة، لأن نهايتها تعني نهايته، بعد أن أصبح شاذّاً في محيطيه العربي والإسلامي.
واضحٌ، إذن، أن المخطط الذي ترسم له إسرائيل خطير جدا، ويضع الدروز بالفعل في مواجهة مع دولهم التي ينتمون إليها، عبر تحويلهم من مواطنين إلى أعداء. ولهذا نجد أن من يروّجون هذا الموضوع هم بعض دروز فلسطين، أو بصورة أدق قيادتهم الروحية ممثلة بالشيخ موفق طريف، الذي يحتكر قرار دروز فلسطين، بالإضافة إلى فصائل من دروز السويداء ممثلة بالشيخ حكمت الهجري، الذي حاول احتكار كامل قرار دروز سورية، وليس السويداء فحسب، وعلى غرار طريف. والواضح أن من يسيرون وراء هذا المشروع لا يزالون أقلية، وإن بدا أن نسبيتهم بعد أحداث السويداء أخيراً زادت. وعلى أرض الواقع، لا يمكن أن تقرّر هذا الأمر فئات في فلسطين أو سورية، حتى لو كانت إسرائيل بجبروتها العسكري خلفهم،  بل هو قرار الشعب السوري بالكامل، الذي لن يسمح بتمرير هذا المشروع مهما كلف الأمر.
يرى مراقبون كثيرون أن فكرة السلام الإبراهيمي التي اخترعها ترامب تهدف إلى الرد على مخاوف إسرائيل من جيرانها العرب والمسلمين
هل السلام الإبراهيمي بديل عن مشروع التقسيم؟
ظهرت فكرة السلام الإبراهيمي، في أثناء الولاية الأولى للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وبالذات في نهاية ولايته عندما شهدت حديقة البيت الأبيض الجنوبية في 15 سبتمبر/ أيلول 2020 مراسم توقيع ما أطلق عليه "اتفاقات أبراهام"، بين الإمارات والبحرين من جهة وإسرائيل من جهة ثانية. وتطمح هذه الاتفاقات إلى إيجاد صيغة توافقية بين الأديان الثلاثة التي تنتسب إلى إبراهيم عليه السلام، الإسلام والمسيحية واليهودية، وتمثل هذه الصيغة الحد الأدنى المشترك بينها في الإيمان، لكن ما علاقتها بمشروع التقسيم؟ 
يرى مراقبون كثيرون أن فكرة السلام الإبراهيمي التي اخترعها ترامب تهدف إلى الرد على مخاوف إسرائيل من جيرانها العرب والمسلمين، والتي تدفعها إلى التفكير بإقامة جدران عازلة بينها وبينهم، من خلال مشروع بديل يقوم على اختراع دين جديد يوحّد مواقف أصحاب الديانات الثلاث تجاه بعضهم بعضاً، كما ويقلّل من العداوة التاريخية بينهم، وصولا إلى فكرة السلام المجتمعي الذي يعني التطبيع والحياة الطبيعية الكاملة بين اليهود والمسيحيين والمسلمين الذين يعيشون في المنطقة العربية. وهناك من يرى أيضا أن قدوم الرئيس أحمد الشرع إلى حكم سورية، بما يمثله من خلفية إسلامية، بالإضافة إلى رفع الرئيس ترامب جميع العقوبات الأميركية عنه وعن سورية، إنما جاء بعد اشتراطات من الجانب الأميركي بقبول سورية الانخراط في مباحثات سلام مع إسرائيل. أما إسرائيل، فترى أن المشروع غير مجد ما لم تنخرط فيه دول إسلامية وازنة مثل المملكة العربية السعودية، التي تشترط لأي علاقة تطبيع أن يكون قائما في البداية على حل الدولتين، إسرائيلية وفلسطينية، وهو ما ترفضه إسرائيل بالكامل. ومن جهة ثانية، تدرك السعودية أن مشروع التقسيم غير قابل للتطبيق على أرض الواقع، وفق ما تسعى إليه إسرائيل، وإنما تستخدمه أداةً من أدوات الضغط لإجبارها مع سورية على توقيع اتفاقية سلام معها بدون أية شروط. لهذا سارعت المملكة بالإعلان عن استثمارات ضخمة في سورية بأكثر من ستة مليارات دولار، في إشارة إلى أنها تقف إلى جانب سورية في مواجهة كل مشاريع التقسيم.
في الختام، ومهما قللنا من خطورة ما تخطط له إسرائيل في المنطقة، فهي نجحت في إثارة الفوضى في سورية، وهي بكل تأكيد قادرة على إثارة مزيد من الفوضى، نظراً إلى أن من يستطيع ردعها لا يريد أن يردعها، فما يفعله الأجير يطيب للمعلم، كما يقول المثل الشعبي.
## بعد تقرير لجنة الساحل
29 July 2025 07:42 AM UTC+00
لا نحمل السلّم بالعرض في شؤون سورية وأحوالها، في الذي نراه فيها ونشتهيه لها، ولا تأخُذُنا غواية التأشير إلى كل خطأ أو خطيئةٍ إلى التعامي عن الإيجابيِّ والطيّب والحسن. وأداء اللجنة الوطنية للتحقيق وتقصّي الحقائق في أحداث الساحل (مارس/ آذار 2025)، برئاسة القاضي جمعة الدبيس العنزي، جديرٌ بكل تقدير، كما عوين في تقريرها الذي أشهرته الأسبوع الماضي، سيّما أنها لم تدّع الكمال والاكتمال. وقد طرحت توصياتٍ، يعتقد صاحب هذه السطور أنها شديدة الإلحاح، وأنّ من شأن أخذ صانع القرار في دمشق بها أن يُسهم كثيراً في تفادي الشنائع والممارسات الشاذّة التي صارت تقترن بقوى وفصائل عسكرية وأمنية في الدولة. والقول من قبل ومن بعد إن الثقة المطلقة بين الشعب والجيش (وأجهزة الأمن) في أي بلدٍ واحدةٌ من بديهيّات الاستقرار العام فيها. ولئن يرى أهلُ اختصاص، أو معنيّون بشخوصهم، أفراداً وعائلات، بوقائع الساحل المريعة، هناتٍ في هذا الموضع أو ذاك في التقرير، فهذا لا يعدَم التنويه المستحقّ به، ولا البدء فوراً في تنزيل توصياته التي تلتقي مع مطالب سوريين بلا عدد، يتطلّعون إلى إقامة دولةٍ راشدةٍ وحكيمةٍ ورحيمة، تحتضنهم وتحميهم وتؤمّن لهم كل سبل الكرامة والعدالة. 
انتهى عمل اللجنة (سبعة أعضاء)، وأنجزت ما جرى تكليفُها به بقرارٍ رئاسيٍّ، ومنه "الكشف عن الأسباب والظروف والملابسات التي أدّت إلى وقوع تلك الأحداث، والتحقيق في الانتهاكات التي تعرّض لها المدنيون والمؤسّسات ورجال الأمن والجيش، وتحديد المسؤولين عنها". ونظنّها فرصةً كبرى للحكم في سورية الجديدة، وقد يسّر للجنة كل استقلالية، أن يرى المواطنون بعيونهم متّهمين بارتكاب جرائم قتل واستباحة آمنين مدنيين في ساحات المحاكم، ويعاقب من تثبت إدانتُه بالحكم الذي يستحقّه. وفي سورية من أبنائها ونخبها كفاءاتٌ وخبراتٌ في مؤسّسات التحقيق والفحص والادّعاء والجزاء والمحاسبة في مختلف درجات التقاضي، ما يجعل أهل البلد، وفي مقدّمتهم أهل الساحل المكلومون بفقدان أبناء لهم في مقتلةٍ مخزية، وذوو الضحايا من رجال الأمن العام، يطمئنون إلى وجود دولةٍ حقيقيةٍ ينتسبون إليها، وتنتسب إليهم.
سنبقى في الإنشائيات والكلام المرسل، المريح، إذا لم يُستعجَل بالذي دفع به أعضاء اللجنة المحترمون. ولعلها من سوء المصادفات أن يُعلن التقرير، الجيّد والموثّق (قد يتوفّر على أسباب مؤاخذته في غير أمر) فيما وقائع على بعض الشبه بشناعات الساحل ارتُكبت في محافظة السويداء في الجنوب، والتي لا تحتاج فقط إلى تبيّن الحقائق الموثوقة فيها، وكل الملابسات، وإنما أيضاً إلى وجوب أن يعرف صانع القرار أنها تؤكّد المؤكّد، عن وجوب التأهيل التام لعناصر الأمن والجيش، وضرورة تثقيفهم وتعريفهم بألف باء مهمّاتهم، لتصير مقولة بسط الدولة سيادتها في موضعها، وهذه لجنة الساحل الموقّرة تلحّ على "إيلاء الأولوية لمشاريع حوكمة مؤسّسات الأمن والشرطة والجيش، واستقدام المعدات الحديثة، وتعزيز السبل والمعايير لاحترام حقوق الإنسان... إلخ". ولمّا كانت سورية قد خرجت من زمنٍ أسود، أورث أمراض الطائفية والاستقطاب والتشظي ونوازع الانتقام، وساهمت في تغذيتها، وكذلك في شقاقٍ لا تحسُن التعمية عليه، ممارساتٌ من حواشي السلطة وسوء أداء وارتجال قرارات، فضلاً عن التباسات ومظاهر مقيتة طرأت أو استيقظت مع الانعطافة الكبرى التي نقلت سورية بعد 8 ديسمبر (2024) إلى تحدّياتٍ ومآزق وصعوباتٍ لا تنفك تزيد وتزيد.
أما من محاسن المصادفات فإن التقرير جرى إعلانه في أسبوع شهد اندفاعة سعودية تجاه سورية، بتوقيع اتفاقيات مشاريع إنتاجية وإنمائية وصفقات استثمار كبرى، بحضور وفدٍ من 130 رجل أعمال ومستثمر سعودي، برئاسة وزير الاستثمار خالد الفالح. ولنا أن نقرأ في المبلغ الذي يزيد عن ستة مليارات دولار لهذه الاتفاقيات، مع تنوّع المشاريع وطموحاتها، أن العرب، وفي مقدّمتهم أصحاب الإمكانات المالية وأهل الجوار، يتطلّعون إلى سورية الآمنة، المدنية الحديثة، التي تمضي إلى تعافيها بثقة. لم تقصّر قطر والسعودية والأردن والكويت وغيرها مع سورية منذ اليوم الأول لتحرّرها من جحيم الأسد، وبديهيُّ البديهيّات أننا كلنا، نحن العرب، ننتظر سورية أخرى، يُقتَصُّ فيها من كل مذنبٍ ومدان، أشارت إليه لجنة مقدّرة أو معلوم الجريمة في السويداء وغيرها.
## إصدارات.. نظرة أولى
29 July 2025 08:00 AM UTC+00
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتضمن كتباً في السياسة، والأدب، والترجمات، وغيرها.
■■■
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب "الجينوسايد أو جريمة الجرائم: مجريات محاكمة إسرائيل في لاهاي". ويتضمن الكتاب ترجمة لخمس وثائق أساسية في الدعوى التي رفعتها جمهورية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، بما يشمل لائحة الاتهام التي رفعتها جنوب أفريقيا ومرافعاتها، إضافة إلى مرافعة إسرائيل، والتقرير المرفوع إلى مجلس الأمن. وقدّم للكتاب المفكر العربي عزمي بشارة، في تمهيد يتناول المفهوم القانوني للإبادة الجماعية، ويفكك محاولات إنكارها، ويرصد موقف الغرب، ويتأمل في المسارات القانونية والأخلاقية للمحاكمة.
 
صدر عن دار الفارابي كتاب "جدران الدين: استثمار الهوية الدينية، سياسياً وطائفياً، في الشرق الأوسط" للباحث أغابيوس أبو سعدى. يقع الكتاب في 224 صفحة، ويبحث في تعقيدات الدين في السياقات السياسية والاجتماعية والثقافية في المنطقة العربية، في فصول: الطائفية والانقسامات الدينيّة، والحواجز الاجتماعية والسياسية، والهوية والانتماء، والدين كأداة تعبئة جماهيرية. كما يبحث الكتاب في السياسات التعليمية، وتوظيف الدين في الخطابات الرسمية لبناء شرعية سياسية أو تبرير قرارات معينة، كقوانين الأحوال الشخصية، أو منع حرية الاعتقاد.
 
عن دار العربية للعلوم ناشرون، صدر كتاب "كيلان ووزنان: حياته؛ ما كتب عنه وأعماله" للكاتب اللبناني الراحل إسكندر حريق بتقديم جميلة مرزوق الحلبي. يضيء الكتاب سيرة مؤلّفه الذي رحل بداية الستينيات وما عاشه من أحداث في لبنان وعدد من الدول العربية والغربية وصلاته مع شخصيات التقى بها في أسفاره، إلى جانب ما كتبه من مقالات في الأدب والتاريخ والتربية والتعليم، والتي نشر غالبها خلال فترة عمل فيها مدرساً في مدينة النجف بالعراق وتحمل رؤية نقدية تجاه المجتمع وأحواله، وكذلك مجموعته القصصية التي تضمّنت عشرين نصاً.
 
"الناتو.. من الحرب الباردة إلى أوكرانيا، تاريخ أقوى تحالف في العالم" عنوان كتاب الباحث ستين راينينغ الذي صدر عن منشورات جامعة ييل. يتتبع الكتاب تاريخ حلف شمال الأطلسي (الناتو) منذ تأسيسه عام 1949 ولغابة اليوم، حيث تبنّى أعضاؤه هدفاً معلناً يتمثل بتحقيق السلام العالمي، إلا أن ممارسة سياسات القوى العظمى داخل الناتو أظهرت خلاف ذلك، كما يضيء المؤلف توسّع الناتو ليضمّ 32 دولة تربطها مصالح عسكرية وسياسية في آن، كما يركّز على كيفية تعامل الحلف مع خصميه التقلديين وهما روسيا والصين، والتطوّرات التي طرأت على العلاقة مع كلا البلدين.
 
يتناول كتاب "الحروفية العربية: فن وهوية" لشربل داغر، الصادر عن دار خطوط وظلال "الحروفية" في نطاق الفن الحديث. وتشير الحروفية إلى استعمال الفنان للحروف العربية والهندسية والتشكيلية كمادة للتشكيل، في لوحته أو منحوتته أو أعماله وفنونه من المواصل البصرية. ويحلل الكتاب كيف تعامل الفنان العربي الحديث مع الحرف العربي، وحقق خصوصاً في الخط العربي ما يشبه المعجزة، مندمجاً مع مدارس الحداثة الفنية، من غير أن يفقد أصالته ومصادره التراثية. ويبحث الكتاب في كيفيات نشأة "الحروفية"، و"الحروفية الجمالية"، و"الحروفية الروحية". 
 
عن دار سامح، صدر حديثاً كتاب "الرواية والمكان: دراسة في سرد الأمكنة وجماليات الفضاء" للمؤلف محمد حسن مرين. يقدم الكتاب رؤية جديدة للمكان في النص السردي، إذ يتقاطع مع الاتجاهات الحديثة في النقد السردي، معتبراً المكان كياناً دلالياً يحمل ذاكرة وهوية الشخصيات والثقافة المحيطة بها. يؤكد المؤلف أن المكان ليس مجرد إطار للأحداث، بل جزء أساسي من البنية الجمالية والسردية للرواية. يناقش الكتاب كيف تتحول الأمكنة إلى علامات رمزية تعيد صياغة الحدث وتمنح النص معاني جديدة. ويبرز أهمية الوظيفة الجمالية والرمزية للمكان في بناء المعاني داخل الرواية.
 
بتحقيق الباحثَين اللبنانيين لينا الجمال وبلال الأرفه لي، صدر عن منشورات الجامعة الأميركيّة في بيروت، كتاب بعنوان "تحفة الملوك في التعبير" لأبي أحمد خلف بن أحمد السجستاني (ت/1009م). يعدّ الكتاب من أوائل المصنّفات العربيّة التي وُضعت في تعبير الرؤيا، ولا تقتصر أهمّيّته المعرفيّة على تفسير المنامات، بل يكشف عن جوانب لغويّة واجتماعيّة وتاريخيّة لمجتمع الكاتب وزمانه. يعبّر السجستانيّ عن كلّ رمزٍ يُرى في المنام بمجموعة من التأويلات، لكنّه عن طريق ذلك ينقل لنا نظرة مجتمعه إلى المفاهيم والأفراد والجمادات.
 
للباحث العراقي مناضل جبر، صدر عن دار الشؤون الثقافية العامة كتابٌ بعنوان "الفكر السياسي للحركة الإنسانية في عصر النهضة (دراسة نقدية تحليلية)". يسلط الكتاب الضوء على الدور المحوري للحركة الإنسانية في تشكيل عصر النهضة الأوروبية، الذي مثّل نقطة تحول كبيرة في تاريخ الفكر البشري. ويناقش كيف أثرت هذه الحركة في تطور الفكر السياسي العالمي، مع التركيز على مفاهيم مثل الحرية والصراع الطبقي. ويتناول الكتاب التحولات التي مهدت لعصر النهضة، بالإضافة إلى تحليل ونقد الفكر السياسي عند مفكرين بارزين مثل مكيافيلي وتوماس هوبز ومارتن لوثر.
## هولندا تحظر دخول بن غفير وسموتريتش أراضيها وتستدعي سفير إسرائيل
29 July 2025 08:11 AM UTC+00
أعلنت هولندا مساء الاثنين حظر دخول الوزيرين المتطرفين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش إلى البلاد، على ما أفاد وزير الخارجية كاسبار فيلدكمب في رسالة أشار فيها إلى الوضع الإنساني في قطاع غزة. وجاء في الرسالة: "قرّرت الحكومة إعلان الوزيرين الإسرائيليين سموتريتش وبن غفير شخصين غير مرغوب فيهما وتعهدت بتسجيلهما على أنهما أجنبيان غير مرغوب فيهما في نظام شنغن".
وأشارت الرسالة إلى أن الوزيرين المنتميين إلى اليمين المتطرف "حرضا مراراً على عنف المستوطنين ضد السكان الفلسطينيين، ويدعوان باستمرار إلى توسيع المستوطنات غير القانونية ويحضان على تطهير إثني في قطاع غزة". وجاء في الرسالة أيضاً أن الحكومة الهولندية ستستدعي السفير الإسرائيلي في البلاد للتنديد بالوضع "الذي لا يحتمل ولا يمكن الدفاع عنه" في غزة.
ويأتي القرار الهولندي في أعقاب خطوات مماثلة اتخذتها بريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا والنرويج الشهر الماضي. وقالت الحكومة الهولندية إنها تؤيد توصية الاتحاد الأوروبي بالحد من وصول إسرائيل إلى برنامجها الرئيسي لتمويل الأبحاث، وأضافت أنها ستضغط من أجل فرض عقوبات تجارية أوروبية إذا تبين أن إسرائيل تنتهك اتفاقها مع الاتحاد الأوروبي بشأن زيادة إمدادات المساعدات.
وقال رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف في منشور على "إكس"، أمس الاثنين، إنه عقد اجتماعاً مع نواب رئيس الوزراء، ووزيري الخارجية والدفاع، "لمناقشة الوضع الكارثي في غزة". وأضاف: "هدف الحكومة واضحٌ وضوح الشمس: يجب منح سكان غزة وصولاً فورياً وآمناً وغير مقيد للمساعدات الإنسانية. إذا قرر الاتحاد الأوروبي غداً أن إسرائيل لا تلتزم الاتفاقيات ذات الصلة بهذا الشأن، فإن هولندا تدعم خطة تعليق مشاركة إسرائيل في برنامج الأبحاث الأوروبي "هورايزون". وإذا ثبت ذلك، فستضغط هولندا غداً في بروكسل أيضاً من أجل اتخاذ مزيد من الإجراءات الأوروبية، على سبيل المثال في مجال التجارة".
وكان رئيس وزراء هولندا قد وعد الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ بأنه لن يدعم فرض عقوبات تجارية على إسرائيل، لكن تغريدته، دفعت الأخير إلى مهاجمته، في مواجهة غير مسبوقة بين رئيس إسرائيلي ورئيس حكومة تُعتبر صديقة لدولة الاحتلال. 
وأدرجت هولندا للمرة الأولى، إسرائيل، خلال شهر يوليو/تموز الحالي، على قائمة الدول التي تشكّل تهديداً لأمن البلاد، في تصنيف أُعلن أول من أمس الأحد، وجاء مفاجئاً نظراً لأنه يصدر في وقت لا تزال فيه الحكومة الهولندية، التي تعدّ من الأكثر يمينية في تاريخ البلاد، تعمل بوصفها حكومة تصريف أعمال.
Today I had an additional meeting with the deputy prime ministers, the Minister of Foreign Affairs and the Minister of Defence about the catastrophic situation in Gaza.
The government's goal is crystal clear: the people of Gaza must be given immediate, unfettered, safe access to…
— Dick Schoof (@MinPres) July 28, 2025
وأظهرت هولندا، خلال الآونة الأخيرة، تدرجاً في الموقف المنتقد لإسرائيل، على خلفية استمرار حرب الإبادة الجماعية على غزة، وسياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال ضدّ الغزّيين. وفيما لم تنضم هولندا إلى الدول الأوروبية التي أعلنت أو ستعلن اعترافها بدولة فلسطين، وآخرها فرنسا، إلا أن تياراً قوياً داخل الدولة، وشعبياً، بدا ضاغطاً خلال الفترة الأخيرة، ما حدا الحكومة، التي تتخذ للمفارقة موقفاً متطرفاً ضد الهجرة، وتعدّ بعض أجنحتها معادية للمسلمين، إلى بدء اتخاذ خطوات تراها ضرورية لزيادة الضغط على تل أبيب، رغم التحالف الوثيق بين الطرفين.
وبالإضافة إلى البعد الإنساني وتبعات حرب الإبادة في غزة، فإن الموقف الهولندي المتحول يعود إلى ما ترى فيه أمستردام تمادياً من دولة الاحتلال لترهيب مواطنين هولنديين، والضغط واستخدام أسلوب التخويف تجاه بعض سياسيي البلاد، وهو موقف يُنظر إليه بشكل واسع أيضاً على أنه "سيادي"، و"صحوة" متأخرة لمراجعة العلاقة ربما بين هولندا ودولة الاحتلال التي طالما استخدمت تاريخياً هذا البلد منصة للضغط وتحشيد السياسيين في أوروبا عموماً.
(رويترز، العربي الجديد)
## الضفة الغربية | عمليات هدم في القدس وقلقيلية وإضراب بالخليل
29 July 2025 08:11 AM UTC+00
نفّذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عمليات هدم لمنشآت فلسطينية في مدينتي القدس المحتلة وقلقيلية في الضفة الغربية المحتلة، وسط حملة اعتقالات وتنكيل طاولت 30 فلسطينياً. وهدمت جرافات الاحتلال شقتين سكنيتين في حي واد قدوم ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، بمساحة 120 متراً مربعاً، ما أدى إلى تشريد 9 أفراد.
كما هدمت قوات الاحتلال، منشأة سكنية، ومغسلة، وسوراً، في حيي عين اللوزة والبستان ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك. وفي قلقيلية، هدمت قوات الاحتلال أرضية مبنى قيد الإنشاء وسلّمت عدداً من إخطارات وقف العمل في منشآت زراعية.
إلى ذلك، قال بيان لمؤسسات فلسطينية معنية بشؤون الأسرى، إن قوات الاحتلال اعتقلت 30 فلسطينياً، من بينهم ثلاثة أسرى من قلقيلية، أفرج عنهم في صفقة التبادل الأخيرة التي أبرمت في شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط من العام الجاري، وهم: سامح الشوبكي، وسائد الفايد، وسعيد ذياب. واعتبر البيان إعادة اعتقال الأسرى الثلاثة، خرقاً واضحاً وجديداً للصفقة، ورسالة لجميع المحررين، بأنهم سيبقون في دائرة الاستهداف والملاحقة.
وتركزت عمليات الاعتقال والتحقيق الميداني ليل الاثنين- الثلاثاء في مخيم الفوار بمحافظة الخليل، فيما توزعت بقيتها على محافظات رام الله، بيت لحم، نابلس، طوباس، سلفيت، طولكرم، قلقيلية. ويواصل الاحتلال تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، واعتداءات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب إطلاق النار بشكل مباشر بهدف القتل، واستخدام المعتقلين رهائن، إلى جانب عمليات التحقيق الميداني، وعمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل الفلسطينيين. وأشار البيان إلى أنّ عدد حالات الاعتقال في الضفة بما فيها القدس منذ بدء حرب الإبادة، بلغ أكثر من (18,000) حالة، وهذا المعطى لا يشمل حالات الاعتقال في غزة، التي تُقدّر بالآلاف، علماً أنّ هذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقاله، ومن أُفرج عنه لاحقاً.
في سياق آخر، اقتحمت مجموعات من المستوطنين، صباح اليوم، المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، ونفذت جولات استفزازية وأدت طقوساً تلمودية.
إضراب في الخليل
وتشهد محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية إضراباً وحداداً، بعد استشهاد شابين، أحدهما المعلّم عودة محمد خليل الهذالين، الذي استشهد خلال اعتداء عنيف شنّه مستوطنون في تجمع خربة أم الخير بمسافر يطا جنوباً، تخلله إطلاق النار بشكل مباشر، وتنفيذ اعتداءات على السكّان عن طريق "باجر حفّار"، فيما استُشهد الشاب محمد الجمل برصاص قوات الاحتلال في منطقة رأس الجورة شمال مدينة الخليل، بزعم الاحتلال أنه ألقى حجراً على جنوده عند حاجز عسكري إسرائيلي مقام على مدخل مدينة الخليل.
وأوضح منسق لجان المقاومة الشعبية في جنوب الخليل، راتب الجبور في حديث مع "العربي الجديد"، أن القوى الوطنية في يطا أعلنت الإضراب اليوم الثلاثاء، وأن الاتصالات مستمرة مع الارتباط الفلسطيني لاستعادة جثمان الشهيد الهذالين. وكانت القوى والفصائل الوطنية في يطا جنوب الخليل، قد أعلنت الحداد على ارتقاء الهذالين، فيما أصدرت مديرية التربية والتعليم في يطا، بياناً نعت فيه المعلّم الذي ارتقى إثر هجوم المستوطنين على أرضه.
وكان الشهيد الهذالين (32 عاماً) أُصيب برصاصة في صدره أطلقها عليه المستوطن ينون ليفي خلال اقتحام محيط منازل المواطنين، وقد تم سحبه من قبل جنود الاحتلال إلى مستوطنة كرمئيل القريبة، ثم نُقل إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع، حيث أُعلن عن استشهاده قبل وصوله للمستشفى. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية صباح اليوم الثلاثاء، أن الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية ابلغتها باستشهاد الهذالين متأثراً بإصابته برصاص مستوطن في خربة أم الخير شرق يطا مساء أمس الاثنين.
لحظة إطلاق مستوطن النار تجاه فلسطيني بقرية ام الخير بمسافر يطا جنوب الخليل pic.twitter.com/DQJfcoXFgp
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) July 28, 2025
ويعمل الشهيد الهذالين ضمن الهيئة التدريسية في مدرسة الصرايعة بتجمّع أم الخير، بحسب منسق لجان المقاومة الشعبية في جنوب الخليل، راتب الجبور. وبيّن الجبور في حديث مع "العربي الجديد" أن الاعتداء جاء بعد ليلة من بدء المستوطنين بتنفيذ حفريات في أراضي المواطنين داخل أم الخير، مستخدمين آليات ثقيلة لتجريف الأراضي الزراعية واقتلاع الأشجار المثمرة، رغم أن هذه الأراضي مملوكة ملكية خاصة، وتفصلها أمتار فقط عن منازل السكان. وأكد الجبور أن المنطقة المستهدفة سكنية، وليست أراضي فارغة أو عسكرية كما يدّعي الاحتلال.
وأشار الجبور إلى أن قرابة 30 مستوطناً شاركوا في الهجوم على أم الخير، ترافقهم قوات كبيرة من الجيش والشرطة الإسرائيلية، بينهم مستوطن معروف بتطرفه يدعى تساخر مان، ويقود مجموعة من "شبيبة التلال". ولفت الجبور إلى أنّ الهذالين ارتقى خلال دفاعه عن أرضه وتصدّيه للمستوطنين المقتحمين، لكنّ أحدهم رغم أنه ملاحق بقضايا جنائية، وقد فُرضت عليه في وقت سابق عقوبات أميركية ودولية بسبب اعتداءاته في مختلف مناطق الضفة الغربية، أطلق النار بشكل مباشر على صدر الهذالين، حتى خرجت الرصاصة من ظهره.
وأكد الجبور أن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة من أشقاء الشهيد، إلى جانب عدد من أهالي أم الخير، وما زالت تحتجز جثمان الشهيد، لافتاً إلى أن المستوطنين استخدموا جرافة "باجر" خلال الاقتحام، واعتدوا من خلال "حفّار الباجر" على الشاب أحمد شعيب الهذالين، ما تسبب بإصابته في الرأس والكتف، ونُقل لاحقًا إلى مستشفى يطا الحكومي، حيث وُصفت حالته بالمتوسطة ثم استقرت.
تطهير عرقي ممنهج
ووفق الجبور، فإن اعتداءات المستوطنين تستمر حتى ساعات متأخرة من الليل، وتشمل إطلاق النار في الهواء وإصدار أصوات مرعبة لترهيب السكان، في وقت تُغلق فيه قوات الاحتلال مداخل الخربة بواسطة بوابات حديدية، ما يمنع أي دعم أو إسناد من الوصول إلى الأهالي، وسط استمرار انتشار المستوطنين بين منازل المواطنين. وأكد الجبور أن المنطقة تُعدّ من التجمعات المهددة بالتهجير القسري ضمن مخطط إسرائيلي يهدف للسيطرة على مسافر يطا، نظراً لأهميتها الاستراتيجية، واحتوائها على خزان ضخم من المياه الجوفية، مشدداً على أن ما يجري ليس مجرد اعتداءات متفرقة، بل سياسة تطهير عرقي ممنهجة تستهدف اقتلاع السكان الفلسطينيين من أرضهم، خاصّة في المناطق التي تصنّف "ج"، والتي صادقت المحكمة العليا الإسرائيلية عام 2022 على تصنيفها مناطق "إطلاق نار 918"، ما يهدد بتهجير آلاف الفلسطينيين من 13 تجمّعاً بدوياً.
وفي سياق منفصل، أكّد الجبور أنّ قوات الاحتلال تعمّدت إعدام الشاب محمد سامر سليمان الجمل (27 عامًا) الذي ارتقى متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال عند المدخل الشمالي لمدينة الخليل، بعد أن تركه الجنود ينزف ومنعوا طواقم الإسعاف من الوصول إليه، ليعلن عن استشهاده لاحقاً واحتجاز جثمانه.
إلى ذلك، أكد رئيس تجمع خربة أم الخير خليل الهذالين لـ"العربي الجديد"، أن المسن إبراهيم عيد الفقير توفي بعد سقوطه المفاجئ في المكان وإصابته بجلطة، بعد مشاهد الهجوم الاستيطاني على أراضي التجمع والاعتداء على السكان، مشيراً إلى السعي لتسليم جثمانه، حيث يجري الحديث عن امكانية تسليم الجثمان خلال اليوم. ونوّه الجبور إلى أن الوضع في أم الخير بات مأساوياً، إذ يعيش السكان في خيام وكهوف بعد هدم الاحتلال 12 منزلاً منذ بداية العام الحالي، من أصل نحو 30 منزلاً كانت قائمة، فيما صادرت سلطات الاحتلال نحو 90% من أراضي الخربة، البالغة مساحتها 400 دونم، وحصرت السكان، وعددهم نحو 150 نسمة في منطقة لا تتجاوز مساحتها 40 دونماً بمحاذاة مستوطنة كرمئيل المقامة على أراضي المواطنين هناك.
من جهته، طالب النائب في الكنيست الإسرائيلي عوفر كسيف، المستشارة القضائية للحكومة بفتح تحقيق جنائي فوري في جريمة قتل المعلم الفلسطيني عودة الهذالين برصاص مستوطن في مسافر يطا. وأشار كسيف إلى أن المستوطن ينون ليفي، المتهم بإطلاق النار، معروف للسلطات الدولية، وخاضع لعقوبات من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. واعتبر أن استمرار جرائم ليفي يؤكد تواطؤ أجهزة إنفاذ القانون الإسرائيلية وتوفيرها غطاءً للحصانة والاستباحة.
## 22 قتيلاً على الأقل في هجمات روسية على أوكرانيا
29 July 2025 08:11 AM UTC+00
أعلن رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي أن هجمات روسية على بلاده أسفرت عن مقتل 22 شخصاً وإصابة 85 آخرين على مدى الساعات الأربعة والعشرين الماضية، بعد أن حدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهلة جديدة لروسيا لإحراز تقدم نحو إنهاء الحرب.
وكتب زيلينسكي على إكس "بالنسبة للوضع الآن، من المعروف أنه في يوم واحد فقط في اليوم الماضي، عندما شعر الجميع مرة أخرى بالأمل في أن القتل قد يتوقف، قتل الجيش الروسي 22 شخصاً في أوكرانيا".
Yesterday, very important words were spoken by President Trump about how the Russian leadership is wasting the world's time by talking about peace while simultaneously killing people. We all want genuine peace – dignified and lasting: Ukraine, all of Europe, the United States,… pic.twitter.com/w1HjWbXFmw
— Volodymyr Zelenskyy / Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) July 29, 2025
وكانت السلطات في أوكرانيا، قد أعلنت في وقت سابق اليوم، سقوط 20 قتيلاً على الأقل و40 جريحاً جراء ضربات روسية على البلاد. وقال الجيش الأوكراني في منطقة زابوريجيا في جنوب شرقي أوكرانيا، وحاكم المنطقة، اليوم الثلاثاء، إن الضربات التي شنتها روسيا خلال الليل الفائت على منشأة إصلاحية في المنطقة، أسفرت عن مقتل 16 شخصاً وإصابة 35 آخرين على الأقل.
وكتب الحاكم إيفان فيدوروف على "تليغرام" أن مباني المنشأة دُمّرت، كما تضررت المنازل القريبة. وقُتل وأصيب آخرون في هجمات على منطقة دنيبروبيتروفسك، وفقاً لمسؤولين في الحكومة الإقليمية. وصرح رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية سيرغي ليساك عبر "تليغرام" أن هجوماً صاروخياً على مدينة كاميانسكي أسفر عن مقتل شخصين وإصابة خمسة آخرين وإلحاق أضرار بمستشفى. وأضاف أن شخصاً آخر قُتل وجُرح آخرون في هجوم على منطقة سينيلنيكيفسكي بالمنطقة.
وفي هجوم منفصل على فيليكا ميخايليفكا، مساء أمس الاثنين، قُتلت امرأة تبلغ من العمر 75 عاماً، وأصيب رجل يبلغ من العمر 68 عاماً، وتضرر منزل، وفق ليساك. على المقلب الروسي، أعلن حاكم منطقة روستوف، جنوبي البلاد، يوري سليوسار، مقتل شخص، ليل الاثنين الثلاثاء، إثر هجوم أوكراني بمسيّرات. وكتب سليوسار على "تليغرام"، أن الهجوم استهدف مناطق سالسك، وكامنسك شاختينسكي، وفولغودونسك، وبوكوفسكي، وتاراسوفسكي. وفي سالسك، "تضررت سيارة في شارع أوترافسكي وقُتل السائق الذي كان فيها للأسف"، بحسب الحاكم.
كما أفادت السكك الحديد الروسية بأن حطام مسيّرات سقط على محطة سالسك، ملحقاً أضراراً بقطار ركاب وقطار بضائع، دون التسبب بإصابات. ويأتي استمرار الهجمات المتبادلة في وقت هدّد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الاثنين، روسيا بمواجهة عواقب، مانحاً إياها مهلة مدتها عشرة أيام أو اثني عشر يوماً لإحراز تقدّم نحو أنهاء الحرب في أوكرانيا.
وخلال حديثه في اسكتلندا، حيث يعقد اجتماعات مع قادة أوروبيين، قال ترامب إنه يشعر بخيبة أمل من بوتين، مشيراً إلى أنه سيقلص مهلة 50 يوماً التي حدّدها بشأن هذه القضية في وقت سابق من هذا الشهر، وقال ترامب للصحافيين خلال اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر "سأحدد مهلة جديدة مدتها حوالى... عشرة أيام أو اثني عشر يوماً من اليوم... لا داعي للانتظار... نحن ببساطة لا نرى أي تقدم يُحرز".
وفي أول ردّ روسي رسمي على ترامب، أكد الكرملين، اليوم الثلاثاء، أنه لا يزال "ملتزماً" في تسوية النزاع في أوكرانيا، غداة مهلة ترامب. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، رداً على صحافيين، "أخذنا علماً بتصريح الرئيس ترامب بالأمس"، مضيفاً "العملية الخاصة تتواصل. ونواصل أيضاً التزامنا بعملية سلام لحل النزاع بشأن أوكرانيا والمحافظة على مصالحنا".
من جانبه، وجه الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف انتقاداً شديداً له، وكتب على موقع إكس: "كل إنذار نهائي جديد هو تهديد وخطوة نحو الحرب. ليس بين روسيا وأوكرانيا، بل مع بلاده". وأضاف: "روسيا ليست إسرائيل أو حتى إيران"، في إشارة إلى الحرب القصيرة التي اندلعت بين البلدين في الشهر الماضي، والتي شنت خلالها الولايات المتحدة ضربات على إيران لدعم إسرائيل. يذكر أن ميدفيديف، الذي كان رئيسا لروسيا بين عامي 2008 و2012، لا يزال لديه تأثير كبير في موسكو حيث يشغل منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي.
(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## تفكيك بنية تحتية رقمية لشبكة ابتزاز إلكتروني عالمية في ألمانيا
29 July 2025 08:11 AM UTC+00
فكّك محقّقون دوليّون البنية التحتية الرقمية لشبكة ابتزاز إلكتروني عالمية، يُعتقد أنها تقف وراء مئات الهجمات باستخدام برامج الفدية في مختلف أنحاء العالم. وأعلن المكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية سكسونيا السفلى الألمانية أنّ السلطات حدّدت وصادرت خوادم كانت تستخدمها عصابة للجرائم الإلكترونية تُعرف باسم "بلاك سوت/رويال" (Black Suit/Royal). وأوضح المكتب أن تعطيل هذه الخوادم أدّى إلى شلّ عمليات العصابة، بما في ذلك نشر البرمجيات الخبيثة، والاتصالات الداخلية، إضافة إلى موقعها الإلكتروني.
ووفقاً للبيانات، تسبّبت هذه العصابة في أضرار لحقت بـ184 ضحية حول العالم، بينهم عدد كبير في ألمانيا. وتجاوزت القيمة التقديرية للخسائر، حتى أغسطس/آب 2024، 500 مليون دولار، بحسب تقديرات الشرطة. وبيّنت المعلومات أن العملية المنسقة، التي امتدّت لفترة طويلة، أفضت إلى رصد كميات هائلة من البيانات حتى نهاية يوليو/تموز الجاري. وتأمل السلطات أن تساهم هذه البيانات في كشف هوية المتورّطين بهذه الجرائم.
وقال رئيس المكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في سكسونيا السفلى، تورستن ماسينغر، في بيان رسمي: "هذا يُشكّل إشارة واضحة في مجال مكافحة الجرائم الإلكترونية"، مضيفاً أنّ السلطات ستستخدم جميع الأدوات المتاحة لمواجهة الهجمات التي تستهدف الشركات والمؤسسات العامة وحتى الأفراد. كما دعا الضحايا إلى التبليغ عن الحوادث للمساهمة في منع مزيد من الهجمات.
وأشار المحققون إلى أنّ العصابة اعتمدت أسلوب "الابتزاز المزدوج"، إذ لم يكتفِ المهاجمون بتشفير بيانات الضحايا، بل عمدوا أولاً إلى سرقتها، ما يعني أن العصابة تحتفظ بنسخة من البيانات حتى بعد استعادتها من قبل الضحية، وهو ما أتاح لها ابتزاز الضحايا عبر تهديدهم بنشر البيانات أو بيعها، مما ضاعف الضغوط عليهم لدفع الفدية.
(أسوشييتد برس)
## "رويترز" عن وزير الخارجية الإسرائيلي: لن تجبر أي قوة خارجية إسرائيل على التضحية بأمنها لكننا منفتحون دائماً على الحوار
29 July 2025 08:11 AM UTC+00
## "رويترز" عن وزير الخارجية الإسرائيلي: بقاء حماس في السلطة سيكون مأساة للإسرائيليين والفلسطينيين
29 July 2025 08:12 AM UTC+00
## احتجاج أمام مقر وسائل إعلام أميركية: أكاذيبكم تقتل الأطفال في غزة
29 July 2025 08:12 AM UTC+00
نظّم ناشطون أميركيون مساء الاثنين وقفة احتجاجية ضد وسائل الإعلام الأميركية وتغطيتها للعدوان الإسرائيلي على غزة، حيث تجمّعوا أمام مقار مؤسسات "فوكس نيوز" (Fox News)، و"إن بي سي نيوز" (NBC News)، و"إم إس إن بي سي نيوز" (MSNBC News)، و"سي-سبان" (C-SPAN)، بالقرب من مبنى الكونغرس، مشيرين إلى أنّ الأكاذيب والانحياز في تغطية الصحافة الأميركية يؤدّيان إلى مقتل الأطفال والنساء والمدنيين في غزة. داعين وسائل الإعلام إلى القيام بدورها في كشف الحقيقة للرأي العام الأميركي بدلًا من تحريفها.
رفع المحتجّون صوراً متداولة عالمياً لأطفال فلسطينيين وقد برزت عظامهم نتيجة الجوع، بفعل سياسة التجويع ومنع دخول المساعدات التي تفرضها إسرائيل، وكتبوا عليها: "إسرائيل صنعت هذا بالأطفال"، كما رفعوا لافتات كُتب عليها: "أوقفوا مشاركة الإعلام في الإبادة الجماعية"، و"وسائل الإعلام الأميركية تبرّر جرائم إسرائيل"، إلى جانب الأعلام الفلسطينية. وردّد المتظاهرون شعارات من قبيل: "فوكس نيوز عار عليكم.. عار عليكم أكاذيبكم"، "الإعلام يكذب، غزة تموت"، "سي بي إس عار عليكم"، "إيه بي سي عار عليكم"، "سي إن إن عار عليكم"، "واشنطن بوست عار عليكم"، و"إن بي آر عار عليكم".
وقرّر الناشطون التخييم أمام المبنى الذي يضم هذه المؤسسات الإعلامية وتنظيم احتجاجات يومية. وقالت الناشطة حزامي برمدا، منظمة الفعالية، في كلمة لها، إنّ وسائل الإعلام الأميركية لعبت دوراً كبيراً في ترسيخ ممارسات إسرائيل غير الإنسانية، بما في ذلك التجويع القسري ومنع دخول المساعدات الإنسانية، مضيفة: "بدلًا من محاسبة إسرائيل على الجرائم، قامت هذه الوسائل بإسكات الأصوات الفلسطينية، وقلّلت من شأن جرائم الحرب، وحرّفت الروايات، وأهانت الفلسطينيين، من خلال تجنّب استخدام لغة تكشف الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي".
وأشارت برمدا إلى أنّ الدور الذي أدّته وسائل الإعلام الأميركية لم يقتصر على تضليل الرأي العام، بل ساهم أيضاً في إفلات إسرائيل من العقاب واستمرار الدعم الممنوح لها. وأضافت: "لو قامت وسائل الإعلام بدورها، لكان الضغط العالمي أنقذ أرواح الأطفال. لكن بسبب ما تقوم به هذه المؤسسات، يُقتَل الفلسطينيون، وتُبرَّر الإبادة الجماعية تحت ستار الموضوعية". ودعت وسائل الإعلام إلى الالتزام بواجبها المهني ونقل الواقع كما هو في غزة.
من جانبه، تحدث جون رور، عضو في منظمّتَي "عالم ما بعد الحروب" (World Beyond War) و"أطباء ضد الإبادة" (Doctors Against Genocide)، وأحد المشاركين في الاحتجاج، لـ "العربي الجديد" قائلاً: "نحن هنا لدعوة وسائل الإعلام إلى أداء واجبهم المهني بصفتهم صحافيين، وهو ما تخلّوا عنه. لقد تحوّلوا من خلال ما ينشرونه إلى أبواق للدعاية الإسرائيلية والأميركية، بدلًا من نشر الحقيقة". كما انتقد عدم السماح بدخول الصحافيين إلى غزة، مشيراً إلى أنّه "منذ القرن العشرين، لم يُقتَل هذا العدد من الصحافيين في مناطق النزاع كما حصل في غزة"، وأضاف: "هذا أمر مروّع وجديد، كنّا نظن أن وسائل الإعلام الأميركية ستكون الأكثر انزعاجاً. ولهذا السبب، نحن هنا ندعوهم إلى القيام بعملهم، من أجل أن نحظى بعالمٍ أفضل".
## وزير الخارجية الإسرائيلي: الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف إطلاق النار دفعت حماس إلى الإصرار على موقفها وتخريب فرص التهدئة
29 July 2025 08:13 AM UTC+00
## وزير الخارجية الإسرائيلي: الوضع في غزة صعب لكن هناك أكاذيب حول وجود تجويع
29 July 2025 08:15 AM UTC+00
## حسن كيف... كنز الكهوف على ضفاف دجلة
29 July 2025 08:19 AM UTC+00
للجغرافيا كما للتاريخ أسرار، وحين يجتمعان تتكوّن مدن تشبه الأساطير، كما في بلدة حسن كيف أو "حصن كيفا"، الواقعة جنوب شرقي تركيا على ضفاف نهر دجلة. بلدة ضاربة في التاريخ منذ أكثر من عشرة آلاف عام، كانت شاهدة على تعاقب حضارات السومريين، الآشوريين، الحثيين، الكلدان، الفرس، قبل الفتوحات العربية، وتحوّلت تبعيتها لاحقاً إلى ولاية باتمان التركية. ما بقي محفوراً على جدران بيوتها الصخرية وكهوفها العتيقة لا تمحوه مياه سد إليسو، ولا تغيّره تحوّلات الجغرافيا.
وبحسب ما يورد المؤرّخ عبد الباري الخلف في دورية "يكيتي ميديا"، عُرفت البلدة بأسماء عديدة، مثل: هسكيف، حسن دوكيف، وحصن كيف، وتعاقبت عليها حضارات كثيرة، بينها: الحورية، الميتانية، الآشورية، الفارسية، الرومانية، البيزنطية، الأيوبية، والعثمانية. ويشير الخلف إلى أن البيزنطيين استخدموها قاعدةً عسكريةً متقدّمةً في عهد الإمبراطور قسطنطين الثاني، وشيّدوا فيها القلعة الداخلية في القرن الرابع الميلادي، قبل أن يدخلها العرب المسلمون في القرن السابع، وتبلغ أوج ازدهارها في العصر الأيوبي.
عاصمة الكهوف
تُلقّب البلدة بـ"عاصمة الكهوف"، وتضم آلاف الكهوف المنحوتة في الكتلة الصخرية، بعضها بطابقين أو ثلاثة. ووفق الباحث التركي سردار دونميز، فإن اسمها "كيفا" مستمد من تلك البيوت المحفورة، ويعود إلى الفترة السريانية.
يؤكّد دونميز في حديث إلى "العربي الجديد" أن البلدة تُعد من أقدم المناطق الأثرية، وقد أُعلنت موقعاً محمياً منذ عام 1981، وصُنّفت من التراث الإنساني. ويضيف أن أبرز ما بقي منها اليوم لا يفي تاريخها حقه، مثل جسرها الحجري، أحد أكبر الجسور في العصور الوسطى، وحمّام الأرتوقلي، ومتحف حسن كيف، وجامع سليمان الأيوبي.
وتُظهر الكهوف وطرق الحفر في الجبال أن السكان الأوائل اختاروا هذه الجغرافيا الوعرة لأسباب دفاعية، ومخاوف من الطبيعة والحيوانات والغزوات. ولعب نهر دجلة دوراً في تشكيل الأودية والمغارات، مثل مغارة "بولكيتشن"، التي لا تزال حتى اليوم ممراً طبيعياً للعابرين، وتقع تحت القلعة الرئيسية.
حسن كيف وسد إليسو
عاد اسم حسن كيف إلى الواجهة أخيراً مع مشروع سد إليسو، الذي وُضع حجر أساسه عام 2006 في عهد رجب طيب أردوغان عندما كان رئيساً للوزراء. حينها أُثيرت مخاوف من غرق المدينة التاريخية، وواجه المشروع اعتراضات شعبية واسعة منذ عام 2000، قبل أن تُنقل بعض الآثار إلى "الحديقة الثقافية"، ويُؤمَّن سكن بديل لبعض السكان.
وتحوّلت البلدة، أو ما تبقّى منها، إلى وجهة سياحية نشطة. وقد شهدت حسن كيف إقبالًا غير مسبوق خلال عطلة عيد الأضحى هذا العام، إذ زارها أكثر من 125 ألف شخص خلال أربعة أيام، معظمهم من ولايات مجاورة كديار بكر، ماردين، سيرت، بيتليس، وأورفا.
ويؤكّد قائم مقام البلدة، محمد علي إمراك، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، أن حسن كيف باتت مركز جذب سياحي رئيسياً، متوقعاً أن يتجاوز عدد الزوّار هذا العام 250 ألفاً، بينما وصل عددهم خلال النصف الأول من عام 2025 إلى نحو 400 ألف.
أبرز المعالم الأثرية
تنقسم حسن كيف إلى مدينتين: سفلية حديثة، وعليا قديمة محمية طبيعياً بأودية شديدة الانحدار من ثلاث جهات.
وتضم حسن كيف مجموعة من المعالم الأثرية البارزة، من بينها القصر الكبير، وخلوة مار آحو، والقلعة الصغرى، وجسر حسن كيف العريق. ومن أجمل ما تحتضنه المدينة "قبة زين الدين" (1462 – 1482)، التي تضم ضريح زين الدين بك، ابن أوزان حسان الأقيوني، وتقع شرق نهر دجلة، وتُعدّ من أجمل آثار البلدة. كما يبرز "وادي المعابد"، الذي يضم المعبد الأورارتي والسرياني المعروف بـ"ديريك" أو "الوادي المقدس". ومن المعالم الدينية البارزة جامع الرزق الذي شيده السلطان الأيوبي الملك سليمان عام 1409، وجامع الملك سليمان الذي بُني في 1407 ويُعد من آثار الأيوبيين الأكراد، إضافة إلى المسجد الكبير الذي أُقيم عام 1325 على أنقاض دير قديم. ويقع مسجد الآليا ذو الاثني عشر محراباً داخل مغارة بوادي زها، على طريق قرية رشا، ويبعد نحو ثلاثة كيلومترات عن حسن كيف.
هكذا تبقى بلدة حسن كيف، أو "هسكف" كما يسمّيها أهلها، نموذجاً فريداً لالتقاء الزمان بالمكان، ولحكاية لم تنتهِ بعد، رغم المياه التي غمرتها، والتاريخ الذي ما زال ينبض في كهوفها.
## فيراوي لـ"العربي الجديد": ركلة الجزاء العُمانية تركت أثر القنبلة
29 July 2025 08:21 AM UTC+00
كشف مدافع منتخب فلسطين موسى فيراوي (27 عاماً)، في حديث خصّ به "العربي الجديد" أثناء زيارته عائلته في مدينة القدس، عن مفاوضات متقدّمة أجرتها معه عدّة أندية مصرية من أجل الانضمام إليها قادماً من البنك الأهلي. وشارك فيراوي بديلاً لقائد منتخب فلسطين مصعب البطاط في الدقيقة 63 من مواجهة منتخب عُمان، في الجولة الأخيرة من تصفيات المرحلة الحاسمة المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2026، وقد كشف عن كواليس الدقائق الأخيرة التي أطاحت بحلم منتخب فلسطين في الوصول إلى دور الملحق، واصفاً ركلة الجزاء العُمانية بأنها "أشبه بقنبلة دمّرت كل شيء". 
- ما تفاصيل تعاقدك مع البنك الأهلي؟ وهل تلقيّت عروضاً جديدة؟ 
وقّعت مع البنك الأهلي على عقد لمدّة موسمين ونصف موسم في مطلع عام 2024، قضيت منه نصف موسم بقميص البنك الأهلي، وموسم آخر معاراً إلى غزل المحلّة، وتبقّى لي موسم آخر في عقدي مع الفريق. نسبة بقائي وخروجي من البنك الأهلي 50%-50%، إذ وصل لوكيلي عدد من العروض من أندية مصرية، وسأحسم قراري لدى عودتي إلى مصر. 
- ما هي أهم الفروقات بين تجربتك مع البنك الأهلي ومع غزل المحلّة؟ 
هناك فروقات كبيرة بين تجربتي مع البنك الأهلي وتجربتي مع غزل المحلّة، خاصة من ناحية العوامل الإدارية والاحترافية، إذ إن البنك الأهلي يمتلك إمكانات أعلى، رغم جماهيرية غزل المحلّة الأكبر، وعموماً أعتبر تجربتي مع غزل المحلّة ناجحة لأنني لعبت لفترة، بعيداً عن غيابي عن التشكيلة لفترة أخرى. 
- كيف كان إحساسكم عندما وصلتم للمرحلة الحاسمة المؤهلة لكأس العالم 2026 لأول مرة في تاريخ فلسطين؟ 
الوصول إلى المرحلة الحاسمة من تصفيات كأس العالم يدعو للفخر والاعتزاز، خاصة أننا كنّا نمثّل فسطين ونمثّل الشعب الفلسطيني كله. ورغم الضغوطات الكبيرة، تعاملنا مع كل مباراة وفق ظروفها، وقدّمنا ما هو مطلوب منّا، مستفيدين من الدعم الجماهيري الكبير. 
- ما الذي حدث في المواجهة الأخيرة أمام عُمان؟ لماذا لم تحافظوا على تقدّمكم؟ 
أتينا من المواجهة أمام الكويت (2-0) بحافز ومعنويات كبيرة، خاصة بعد فوز الأردن على عُمان، وبحثنا عن ثلاث نقاط في تسعين دقيقة من أجل أن نكمل الحلم الذي سعينا لتحقيقه، لكن السيناريو الذي حدث كان صعباً جداً، خاصة أن المنتخب العُماني لعب بعشرة لاعبين، وكنّا الطرف الأفضل، لكننا لم نتمكّن من تسيير المباراة بالصورة اللازمة في الدقائق الأخيرة.
- الجماهير تساءلت عن ردّة فعلكم بعد احتساب ركلة الجزاء.. جزء كبير منهم وصفها بالمستسلمة، ما رأيك؟
ردة فعلنا على ركلة الجزاء لم تكن مناسبة بالفعل، وكنا نشعر بأن كل الأمور أصبحت ضدّنا وأنه "ممنوع علينا أن نصل". بالنسبة لي، كان علينا أن نحسم المباراة قبلها، إذ أتيحت لنا الكثير من الفرص ولكن سوء التقدير لم يمكننا من تعزيز النتيجة. 
- ما رأيك بالبيان الذي نشره الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم معترضاً على ركلة الجزاء؟ 
اللاعبون انهاروا عموماً بعد احتساب الركلة لأنهم "موّتوا أنفسهم" في الدقائق الأخيرة، وركلة الجزاء جاءت كأنها قنبلة دمرت كل شيء، وبخصوص ردة فعل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، أعتقد أنها كانت متأخرة، إذ كان يجب علينا أن نعترض في ليلة المباراة ذاتها، ولكننا أخذنا عدّة أيام لتدوين الاعتراض، فكانت الأمور بحكم المنتهية. 
- كيف رأى فيراوي القدس وكرة القدم في فلسطين بعد غياب؟ 
القدس من بداية الحرب ميّتة، ومغلقة، وفقط مفتوحة لأبنائها. لاعبو القدس ولاعبو فلسطين غير قادرين على إيجاد أماكن يلعبون فيها. الاحتراف كان صعباً على لاعبي المنتخب، ما بالك باللاعبين المحليين؟ اللاعبون تضرروا كثيراً، وينظرون بخوف للأيام القادمة، خاصة أن كرة القدم كانت مصدر رزق لهم، وبدونها هم غير قادرين على إعالة أسرهم والقيام بالتزاماتهم التي اعتادوا عليها. 
- ما رسالتك للجمهور الفلسطيني الذي اشتاق للمنافسات المحليّة؟ 
نتمنى أن يعود الدوري وتعود الجماهير إلى مدرجاتها، خاصة جماهير شباب الخليل، وشباب الظاهرية، وهلال القدس، وجماهير الأندية الكبيرة. نتمنى أن تمتلئ الملاعب من جديد بهم، ولكن الأهم أن تنتهي الحرب ويعود الأهل في غزّة إلى حياتهم، حينها ستكون الأمور جيّدة.
## الأسواق اليوم | تراجع الذهب وصعود الدولار وسط انحسار مخاوف الرسوم
29 July 2025 08:25 AM UTC+00
انخفضت أسعار الذهب في التعاملات المبكرة، اليوم الثلاثاء، متأثرة بانحسار المخاوف بشأن حرب الرسوم الجمركية العالمية وارتفاع الدولار، بينما يركز المستثمرون على اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي للسياسة النقدية بحثاً عن مؤشرات إلى أسعار الفائدة. واجتمع كبار المسؤولين الاقتصاديين الأميركيين والصينيين في ستوكهولم، أمس الاثنين، لإجراء محادثات استمرت لأكثر من خمس ساعات بهدف حل النزاعات الاقتصادية طويلة الأمد التي تشكل محور حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، سعيا لتمديد الهدنة ثلاثة أشهر.
وأبرمت الولايات المتحدة اتفاقية تجارية إطارية مع الاتحاد الأوروبي يوم الأحد، وفرضت رسوما جمركية 15% على معظم سلع الاتحاد الأوروبي، وهو ما من شأنه تجنب حرب تجارية أوسع نطاقا بين الحليفين المسؤولين عما يقرب من ثلث التجارة العالمية. وصفت فرنسا، يوم الاثنين، اتفاقية التجارة الإطارية بأنها "يوم أسود" لأوروبا، قائلة إن الاتحاد الأوروبي رضخ للرئيس الأميركي دونالد ترامب باتفاقية غير متوازنة فرضت رسوما جمركية أساسية 15% على سلع الاتحاد.
وقال المستشار الألماني فريدريش ميرز إن اقتصاد بلاده سيعاني أضرارا "كبيرة" بسبب الرسوم الجمركية المتفق عليها. كما يبدأ اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي الذي يستمر يومين في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء، مع توقعات واسعة النطاق تشير إلى عدم تغيير أسعار الفائدة. 
تراجع أسعار الذهب 
وفي أسواق المعادن النفيسة، انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 3308.39 دولارات للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 00.24 بتوقيت غرينتش، وكان قد سجل أدنى مستوى له منذ التاسع من يوليو/تموز في الجلسة السابقة. وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1% إلى 3306.20 دولارات.
واستقر مؤشر الدولار الأميركي قرب أعلى مستوى له في أكثر من أسبوع، وهو ما زاد كلفة الذهب على المشترين من حائزي العملات الأخرى. وانخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.1% إلى 38.12 دولارا للأوقية، وارتفع البلاتين 0.4% إلى 1395.75 دولارا، وتراجع البلاديوم 0.7% إلى 1237.88 دولارا. 
تراجع اليورو
وفي أسواق العملات، تراجع اليورو اليوم الثلاثاء بعدما خلص المستثمرون إلى أن شروط اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تصب في مصلحة الولايات المتحدة ولم تحسن التوقعات الاقتصادية للاتحاد الأوروبي. وانخفض اليورو 1.3% في الجلسة السابقة، وهو أكبر انخفاض يومي له من حيث النسبة المئوية منذ أكثر من شهرين، على خلفية المخاوف بشأن النمو وانخفاض عوائد السندات الحكومية في منطقة اليورو. 
وسجل اليورو 1.1594 دولار في أحدث تعاملات. وقال راي أتريل، مدير أبحاث العملات الأجنبية لدى بنك أستراليا الوطني: "لم يمض وقت طويل حتى خلصت الأسواق إلى أن هذه الأخبار التي توصف بشكل عام بأنها جيدة نسبيا لا تزال من الأخبار السيئة في ما يتعلق بتداعياتها على نمو منطقة اليورو على المدى القريب".
وساهم نزول اليورو في صعود الدولار الذي قفز واحدا بالمائة مقابل سلة من العملات خلال الليل. فقد حافظ الدولار على مكاسبه اليوم الثلاثاء، ودفع الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى له في شهرين عند 1.3349 دولار. وارتفع الين بشكل طفيف إلى 148.49 يناً للدولار. وسجل مؤشر الدولار 98.67. وانخفض الدولار الأسترالي 0.05% إلى 0.6518 دولار، بينما استقر الدولار النيوزيلندي عند 0.5972 دولار. ولم يشهد اليوان الصيني في الأسواق الخارجية أي تغير يذكر وسجل 7.1813 للدولار. 
(رويترز، العربي الجديد)
## جيش الاحتلال يفصل ضابطاً رفض تنفيذ مهمة بمركبة غير مصفحة في غزة
29 July 2025 08:35 AM UTC+00
فصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، في الآونة الأخيرة، ضابط احتياط برتبة نقيب، شغل منصب نائب قائد سرية في كتيبة تابعة للواء "بيسلاح"، بعدما رفض تنفيذ مهمة عسكرية في "محور موراغ" (أو ما يُطلق عليه رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، اسم فيلادلفي 2) جنوبي قطاع غزة.
رَفْضُ الضابط أوامر قادته كان سببه أنهم طلبوا منه تنفيذ المهمة في مركبات رباعية الدفع من نوع هامر غير مصفحة، وذات نوافذ مكشوفة، وفقاً لما كشفته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الثلاثاء؛ مشيرةً إلى أن المهمة التي أوكل بها الضابط كانت "روتينية" وعبارة عن "فتح طريق" لإزالة التهديدات كالألغام والعبوات الناسفة.
الجيش من جهته أكد فصل الضابط، موضحاً بحسب الصحيفة أن المحور "آمن نسبياً"، مقارنة مع محاور وطرق أخرى في قطاع غزة، وأنه يومياً تمر من خلاله مركبات خفيفة بضمنها من نوع هامر. ومع ذلك، لفتت الصحيفة إلى أنّ مهمة فتح المحور أو طريق تُعد أكثر تعقيداً وخطورة. والسبب أن غالبيتها تُنفذ في ساعات الفجر والصباح الباكر، وتقوم على سفر بطيء على هامش المحور لتمشيطه بالاستعانة بقصاصي الأثر، ومركبات هندسية، ترافقها طائرات مسيّرة وغيرها، بهدف التحقق مما إذا كان مقاومون قد اقتربوا خلال الليل من الطريق لنصب كمين في المنطقة أو لوضع عبوات ناسفة على جانبيه.
عصيان الضابط للأمر لم يأتِ منفصلاً عما يحدث في الأشهر والأسابيع الأخيرة؛ حيث أُصيب وقُتل جنود في مناطق مشابهة داخل قطاع غزة كانت تُعتبر آمنة نسبياً أيضاً: على طرق الوصول الإدارية والخلفية إلى المواقع العسكرية في المنطقة العازلة الجديدة قرب الحدود في شمال القطاع، وعلى طريق فيلادلفي المحاذي لسيناء، وكذلك في منطقة القاطع الجديد في خانيونس، والتي تعرف بمحور "مغين عوز"، وتتقاطع مع "محور موراغ".
طبقاً للصحيفة، فإنه في العديد من الحالات، كانت مركبات "هامر"، وأخرى خفيفة من نوع "سافانا" قد تدمّرت وأصيبت من عبوات ناسفة جانبية. وحسبما تنقل عن ضابط احتياط خدم في منطقة خانيونس خلال الأشهر الأخيرة فإنه "ثمة فرق بين تنقّل لوجستي في منتصف النهار على طريق القاطع (الذي يفصل منطقة عن أخرى بالمنتصف)، والذي سيطر عليه الجيش الإسرائيلي بالكامل بعد تمشيطه ونشر قوات حماية إضافية قربه، وبين مهمة فتح طريق، التي قد تُنفذ حتى في الخامسة صباحاً، أي مباشرة بعد ليلة مظلمة، يمكن خلالها لمسلّح أن يزحف بهدوء نحو الطريق وهو مموه، أو لقنّاص أن يتمركز في منطقة تُتيح له إطلاق النار على الطريق". وأضاف: "ليس علينا الانتظار حتى يتعرض هامر لضربة أيضاً خلال فتح طريق في محور موراغ".
على الجانب الآخر، أوضحت مصادر عسكرية في جيش الاحتلال أنه حتى ناقلات الجند المدرعة من نوع "نمر"، التي تُعد من الأكثر تحصيناً، تتعرض أحياناً لإصابات بقذائف مضادة للدروع أو عبوات ناسفة، وقد يُصاب أو يُقتل من بداخلها، كما حدث في نهاية الأسبوع الماضي إثر تفجير عبوة ناسفة ألصقها مقاوم على ناقلة "نمر" تابعة للواء "غولاني" في منطقة خانيونس، وأسفرت عن مقتل جنديين وإصابة آخرين.
مع ذلك، فإن الحادثة المذكورة وقعت في منطقة قتال نشطة داخل المدينة، حيث تُعتبر درجة الخطر مرتفعة أساساً. وفي الأيام الأخيرة، أُصيب أيضاً جندي من لواء 188 بالقرب من "محور موراغ" نتيجة قذيفة هاون أطلقها مقاتلو حماس باتجاه القوة، إذ إن الأهداف الثابتة، مثل المواقع المؤقتة التي أنشأها جيش الاحتلال ونشرها على امتداد طرق القطع، تُعتبر أهدافاً أسهل لهجمات المقاومين، باعتبارها ثابتة، ويمكن رؤيتها حتى من مسافة بعيدة.
وفي السياق، قال الجيش الإسرائيلي إن "محور موراغ، مثله مثل محوري فيلادلفي ونتساريم، طُهر من المباني على جانبيه في نطاق مئات الأمتار، بهدف إبعاد التهديدات واكتشاف أي اقتراب مشبوه مسبقاً"، في إشارة إلى التدمير الممنهج لمباني الفلسطينيين وبيوتهم. ولفت بحسب الصحيفة إلى أن "هناك إدارة مخاطر تأخذ بعين الاعتبار العديد من العوامل، منها اعتبارات عملياتية واستخباراتية، إلى جانب القيود المتعلقة بعدد المركبات المصفحة أو المدرعة، مقابل حاجة القوات إلى وسائل تنقل تكون أكثر سرعة وحركة".
إلى ذلك، نفى المتحدث باسم جيش الاحتلال أن تكون ادعاءات الضابط المفصول صحيحة، مشيراً إلى أن فصله "كان بسبب رفضه تنفيذ أمر عسكري، خصوصاً أنّ الضابط نفسه نفّذ مهام أكثر تعقيداً باستخدام الوسيلة ذاتها داخل عمق المنطقة دون اعتراض"، زاعماً أنه يُرسل قواته "لتنفيذ المهام بحسب الاحتياجات العملياتية، وسط توفير غطاء مناسب بهدف تقليل المخاطر والأضرار التي قد تلحق بالقوات".
## وحدة جديدة لإدارة الطروحات الحكومية في مصر تملك قرارات ملزمة
29 July 2025 09:17 AM UTC+00
تتجه الحكومة المصرية لتسريع خطة الطروحات الحكومية استجابة لتوصيات صندوق النقد الدولي في مراجعته الأخيرة التي صدرت في وقت سابق من الشهر الجاري، وفي هذا الإطار عقد رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي اجتماعا مع عدد من وزراء الحقيبة الاقتصادية عبر الفيديو كونفرانس، لاستعراض الخطوات المتخذة لإنشاء وحدة المتابعة الجديدة للشركات المملوكة للدولة. وستعمل الوحدة، وفقا لبيان المجلس الصادر مساء أمس الاثنين، بوصفها هيئة تنسيقية للقرارات المتعلقة بمصير الشركات المملوكة للدولة، وستكون مسؤولة عن الحفاظ على قاعدة بيانات شاملة للأصول المملوكة للحكومة، لا سيما الأصول المدرجة ضمن برنامج الطروحات.
وأكد مدبولي دور هذه الوحدة المهم باعتبارها تأتي ضمن ثلاث جهات مسئولة عن هذا الملف، وهي: صندوق مصر السيادي، ووحدة الطرحات، وهذه الوحدة. ولفت وفقا للبيان، إلى أن الوحدة المركزية لحصر ومتابعة وتنظيم الشركات المملوكة للدولة سيكون لديها مختلف البيانات المتعلقة بأصول الدولة، وخاصة التي تستهدف الحكومة طرحها خلال الفترة القادمة. وأشار إلى أن الوحدة ستكون الجهة المختصة بجميع القرارات والإجراءات المتعلقة بتنظيم الشركات المملوكة للدولة، وستعمل على متابعة تنفيذ تلك القرارات بالتنسيق مع الوزارات المعنية، كل في نطاق اختصاصه.
وقال مدبولي في البيان إن قرارات الوحدة ستكون ملزمة لجميع الجهات الحكومية بمجرد إنشائها رسميا، كما ستنسق مع الوزارات لضمان التطبيق الموحد لسياسات أصول الدولة، وستبني على عمل صندوق مصر السيادي ووحدة الطروحات الحكومية. وأضاف أن هذه الخطوة تمثل تطورا مؤسسيا مهما في إدارة أصول الدولة، وتعكس توجه الحكومة نحو تحقيق أعلى مستويات الشفافية والانضباط المالي، بما يساهم في تحسين كفاءة الإنفاق العام وجذب المزيد من الاستثمارات، دون المساس بملكية الدولة للأصول الاستراتيجية.
حضر الاجتماع وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية رانيا المشاط، ووزير الاستثمار حسن الخطيب، ووزير المالية أحمد كجوك. وكان مجلس الوزراء المصري قد وافق على مشروع قانون لإنشاء الوحدة في مايو/أيار 2024. ومن المتوقع أن تدعم تنفيذ وثيقة سياسة ملكية الدولة من خلال تحديد الشركات التي سيجري التخارج منها، وتصميم استراتيجيات التخارج، والمساعدة في تشكيل الأطر القانونية لتحسين أداء الشركات المملوكة للدولة. وأقر مجلس النواب القانون في يونيو/حزيران الماضي.
يأتي ذلك بعد أن انتقد تقرير صندوق النقد الدولي الخاص بالمراجعة الرابعة لبرنامج قرض مصر البالغة قيمته 8 مليارات دولار، والصادر في 15 يوليو/تموز الجاري ما وصفه بالتباطؤ في تنفيذ برنامج التخارج (الخصخصة) من الكيانات الاقتصادية المملوكة للدولة، مشيراً إلى أن هذا أثر على نقص في النقد الأجنبي الذي كان يمكن تحصيله من بيع هذه الشركات. وأكد أنه "نتيجة لذلك انخفضت التقديرات الخاصة بحصيلة النقد الأجنبي من الخصخصة من ثلاثة مليارات دولار عند نهاية المراجعة الثالثة إلى 0.6 مليار دولار بنهاية المراجعة الرابعة في السنة المالية الأخيرة 2024-2025".
وذكر الصندوق أنه اتفق مع الحكومة المصرية على إعادة جدولة هذا الانخفاض ليغطي الفترة المتبقية من البرنامج، الممتدة لسنتين ماليتين، بحيث تستهدف الحكومة المصرية تحقيق حصيلة نقد أجنبي قدره ثلاثة مليارات دولار خلال العام المالي الحالي 2025-2026، تخصص بالكامل لخفض الدين العام، وأن تستهدف2.1 مليار دولار في العام المالي المقبل من برنامج الخصخصة وبيع الشركات.
وبحسب الصندوق تنوي الحكومة المصرية التخارج من 11 شركة مملوكة للدولة، من بينها بنكان وأربعة كيانات مملوكة للمؤسسة العسكرية، من خلال طرحها في البورصة المصرية خلال عام 2025، وهو ما أعلنته الحكومة في يونيو الماضي مع إدخال بعض التعديلات على التفاصيل، إذ تضمنت القائمة المعلنة للشركات المملوكة للمؤسسة العسكرية خمس شركات لا أربعاً، هي: وطنية لتشغيل محطات الوقود، وصافي للمياه المعبأة، وسيلو فودز للصناعات الغذائية، وتشيل أوت لتوزيع الوقود، والشركة الوطنية للطرق.
وتتوقع الحكومة الحصول على تدفقات مالية بقيمة ثلاثة مليارات دولار من بيع الأصول خلال العام المالي الحالي، صعوداً من 600 مليون دولار في العام المالي الماضي، وأن يصل الرقم إلى 2.1 مليار دولار في العام المالي 2026-2027، وهو أعلى من الرقم الوارد في المراجعة الثالثة، وفق تقرير صندوق النقد الدولي. وأشارت إحصاءات الصندوق الواردة في التقرير إلى أن إجمالي العائدات الناتجة عن التخارج الجزئي أو الكامل من الشركات المملوكة للدولة (ونسبياً الجيش) في جميع القطاعات بلغ حوالي 5.7 مليارات دولار منذ مارس/آذار 2022.
كان مجلس الوزراء، قد أعلن في مايو/أيار الماضي، أن الحكومة أبرمت 21 صفقة ضمن برنامج التخارج من ملكية الدولة، وقدر حصيلتها بنحو ستة مليارات دولار، من دون أن يوضح الإطار الزمني لتلك الصفقات. إلا أن بيانات تقرير صندوق النقد الدولي أظهرت أن خطة الخصخصة لم تسفر عام 2024 سوى عن بيع تسع شركات من 35 شركة أعلنتها الحكومة.
وبحسب البيان التحليلي لمشروع الموازنة المصرية الجديدة الذي أصدرته وزارة المالية في إبريل/نيسان الماضي، فقد رفعت الحكومة احتياجاتها التمويلية إلى نحو 3.6 تريليونات جنيه بهدف تغطية عجز الموازنة، وأقساط وإهلاك القروض المطلوب سدادها. وتستهدف مصر رفع حصيلة الضرائب على السلع والخدمات بنسبة 34.4% على أساس سنوي إلى 1.103 تريليون جنيه، وزيادة إيرادات ضريبة القيمة المضافة على السلع والخدمات بنسبة 50.2% إلى 640.4 مليار جنيه، بزيادة 214 مليار جنيه مقارنة بتقديرات موازنة العام المالي 2024-2025.
## فيلم جديد عن "قاتل الشياطين" يحطم الأرقام القياسية في اليابان
29 July 2025 09:24 AM UTC+00
أعلنت منظمة متخصصة في القطاع السينمائي أنّ أحدث عمل مقتبس من سلسلة المانغا الشهيرة "قاتل الشياطين" (Demon Slayer) يحطم الأرقام القياسية في شباك التذاكر في اليابان، إذ بلغت عائداته حتى اليوم نحو 65 مليون دولار.
وحقّق الفيلم الذي يحمل عنوان "قاتل الشياطين: قلعة الأبدية" (Demon Slayer: Infinity Castle) وطُرح في الصالات في 18 يوليو/ تموز الحالي، هذه الإيرادات في ثمانية أيام فقط.
أعلنت منظمة كوغيو تسوشينشا التي تتابع مبيعات الأفلام في اليابان، أنّ الرقم القياسي السابق يعود إلى الجزء الأخير من السلسلة الذي حقق هذا الرقم في 10 أيام خلال عرضه عام 2020. وجاء في الحساب الرسمي للفيلم عبر منصة إكس، الاثنين: "نشكر كل معجب حضر إلى دور السينما، وكذلك فرق العمل في دور العرض الذين ساهموا في نجاح هذا العمل". 
ومن المقرر أن تبدأ العروض التجارية للفيلم الذي أنتجته شركة يوفوتايبل خارج اليابان في أغسطس/ آب المقبل، فيما سيتأخر وصوله إلى صالات الولايات المتحدة إلى سبتمبر/ أيلول المقبل.
"قاتل الشياطين" هو في الأصل سلسلة شرائط مصورة يابانية (مانغا) بيعت منها أكثر من 200 مليون نسخة في العالم بحسب دار نشر شويشا.
يتناول العمل الذي ابتكره الفنان كويوهارو غوتوجي مغامرات تانجيرو كامادو، وهو بطل شاب يحارب المخلوقات الشريرة خلال بحثه عن علاج لأخته التي تحولت هي الأخرى إلى شيطانة.
(فرانس برس)
## مدير عام شبكة المنظمات الأهلية في غزة أمجد الشوا لـ"العربي الجديد": المجاعة تتفشى في القطاع والاحتلال يستخدم الجوع سلاحاً
29 July 2025 09:24 AM UTC+00
## السوداني: أحبطنا 29 محاولة لمهاجمة إسرائيل والقوات الأميركية بالعراق
29 July 2025 09:29 AM UTC+00
كشف رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، عن إحباط حكومته 29 محاولة هجوم بالصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل والقوات الأميركية في العراق، لافتاً إلى أن حكومته أجرت اتصالات مع طهران لضبط النفس وتجنب التصعيد مع إسرائيل. وأكد، في مقابلة مع وكالة أسوشييتد برس، أنه عمل على إبقاء بلاده على الحياد خلال تصاعد المواجهات العسكرية بين إسرائيل وإيران، مشيرًا إلى أنه استخدم مزيجًا من الضغط السياسي والعسكري لمنع الفصائل المسلحة الموالية لإيران من التدخل في الصراع. وأضاف "نعلم أن إسرائيل كانت ولا تزال لديها سياسة توسيع نطاق الحرب في المنطقة. لذلك، حرصنا على عدم إعطاء أي مبرر لأي طرف لاستهداف العراق".
كما تناول السوداني مستقبل العلاقة الأمنية مع الولايات المتحدة، مبديًا رغبته في تحويل الوجود الأميركي إلى شراكة اقتصادية واستثمارية تشمل مجالات النفط والغاز والذكاء الاصطناعي، رغم استمرار تعقيدات ملف الحشد الشعبي والتشريعات التي تعيد تنظيمه تحت مظلة الدولة، والتي تقابل باعتراض أميركي. ويناقش البرلمان العراقي تشريعًا من شأنه ترسيخ العلاقة بين الجيش العراقي والحشد الشعبي، ما أثار اعتراضات من واشنطن.
وصرحت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، الأسبوع الماضي، بأن هذا التشريع "سيُرسّخ النفوذ الإيراني والجماعات الإرهابية المسلحة التي تقوّض سيادة العراق"، لكن السوداني دافع، خلال المقابلة، عن التشريع الجديد المطروح في البرلمان، قائلاً إنه "جزء من جهد لضمان سيطرة الدولة على الأسلحة". وأوضح السوداني أن وجود قوات التحالف قد وفّر "مبرراً" للجماعات العراقية لتسليح نفسها، ولكن بمجرد اكتمال انسحاب التحالف، "لن تكون هناك حاجة أو مبرر لأي جماعة لحمل السلاح خارج نطاق الدولة".
وفي ما يتصل بالتحديات الأمنية، تحدث السوداني عن هجمات الطائرات المسيّرة التي استهدفت مواقع في كردستان، مشددًا على أنها أعمال إرهابية. وأكد أن الحكومة العراقية تعمل مع التحالف الدولي وسلطات الإقليم لتحديد الجهات المسؤولة عنها ومحاسبتها. كما تطرق إلى جهود حكومته في قضية الباحثة الإسرائيلية الروسية إليزابيث تسوركوف، التي اختفت في العراق عام 2023، نافيًا التقاعس في متابعتها. 
في الشأن السوري، تحدث السوداني عن تنسيق أمني مع دمشق، قائلًا إن العراق وسورية "يواجهان عدوًا مشتركًا، وهو داعش، الذي يوجد بوضوح وعلانية داخل سورية". وأضاف أنه حذّر القيادة السورية الجديدة من تكرار أخطاء العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، حيث أدى الفراغ الأمني حينها إلى سنوات من العنف الطائفي وصعود الجماعات المتطرفة. وختم قائلًا: "لا نريد تقسيم سورية. هذا أمر غير مقبول، وبالتأكيد لا نريد أي وجود أجنبي على الأراضي السورية".
## مدير عام شبكة المنظمات الأهلية في غزة للعربي الجديد: أكثر من 94% من سكان القطاع أصبحوا نازحين يعيشون في مساحة لا تتجاوز 12%
29 July 2025 09:30 AM UTC+00
## ريال مدريد من دون كرة ذهبية للمرة الأولى منذ ربع قرن
29 July 2025 09:54 AM UTC+00
للمرة الأولى منذ 25 عاماً، سيفتقد فريق ريال مدريد الإسباني لاعباً تُوج بالكرة الذهبية، ذلك أن رحيل النجم الكرواتي، لوكا مودريتش (39 عاماً)، عن صفوف النادي الملكي، بنهاية الموسم الماضي، جعل الفريق دون أي لاعب سبق له التتويج بالجائزة الأفضل في العالم، وكان مودريتش قد حصل على التتويج في عام 2018، وذلك للمرة الأولى في مسيرته، منهياً سيطرة الأرجنتيني ليونيل ميسي (38 عاماً) والبرتغالي كريستيانو رونالدو (40 عاماً) على الجائرة خلال قرابة العقد.
وأشار تقرير نشرته صحيفة سبورت الفرنسية، أمس الاثنين، إلى أن ريال مدريد ضمّ في صفوفه لاعباً على الأقل تُوج بالكرة الذهبية، خلال آخر ربع قرن من مسيرته، بل إن الفريق ضمّ في صفوفه أربعة لاعبين دفعة واحدة تُوجوا بالكرة الذهبية، خلال موسم 2004ـ2005، بوجود البرتغالي لويس فيغو، والفرنسي زين الدين زيدان، والبرازيلي رونالدو، والمهاجم الإنكليزي مايكل أوين.
وخلال المواسم الأخيرة، فإن صفوف ريال مدريد شهدت وجود 10 لاعبين تُوجوا بالكرة الذهبية وذلك منذ عام 2000، بفضل وجود لويس فيغو، إضافة إلى البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي تُوج بالجائزة في خمس مناسبات، وكذلك الإيطالي فابيو كنافارو، الذي توج بالجائرة في مناسبة وحيدة، وكذلك الفرنسي كريم بنزيمة، والبرازيلي ريكاردو كاكا. وكان فينيسيوس جونيور مرشحاً ليكون صاحب الجائزة في العام الماضي، ولكنه تلقى صدمة بعد أن مُنحت الجائزة إلى نجم مانشستر سيتي الإنكليزي، الإسباني رودري.
## رمضان صبحي... من مشروع محمد صلاح جديد إلى قضية انتحال شخصية
29 July 2025 09:54 AM UTC+00
دخلت جماهير كرة القدم المصرية في جدل مثير، حول الحالة التي وصل إليها نجم كبير، إذ ألقي القبض على لاعب نادي بيراميدز، رمضان صبحي (28 عاماً)، في مطار القاهرة الدولي، لدى عودته مع بعثة النادي قادماً من تركيا، بعد انتهاء معسكر الإعداد للموسم الجديد، على ذمة قضية انتحال شخصية من أجل تأدية الامتحانات الدراسية في أحد المعاهد التعليمية، وهي القضية التي انفجرت قبل أشهر، عندما ألقي القبض على أحد الأشخاص يؤدي امتحاناً بدلاً من اللاعب، الذي بدوره نفى الواقعة عبر محاميه، وأكد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وتكتب هذه الواقعة سطوراً درامية جديدة في حياة نجم كروي كان قبل 10 سنوات (2015) الموهبة الصاعدة الواعدة التي لم تتخط الـ18 عاماً، ووجد نفسه لاعباً أساسياً في النادي الأهلي، يحقق معه الألقاب، بخلاف اللعب بجوار محمد صلاح في منتخب مصر الأول، الذي تأهل لكأس الأمم الأفريقية، بل كان البعض يعتبره مشروع محمد صلاح جديداً، قبل أن يتوارى مع تصاعد درجات الفشل تدريجياً، عبر ثلاثة قرارات، لعبت دوراً مهماً في اختفائه. 
رمضان صبحي والعودة من الاحتراف
وأهم منعطف سلبي في حياة رمضان صبحي، عندما أنهى مسيرته الاحترافية في أوروبا عام 2019، وقرر الرحيل عن ناديه هيدرسفيلد تاون الإنكليزي، بعد تجربة أولى له في نادي ستوك سيتي، وعاد إلى صفوف الأهلي معاراً وقتها، بداعي المشاركة في مباريات موسم 2018-2019، واللحاق بقائمة منتخب مصر في أمم أفريقيا 2019، ولكنه لم ينجح في الحصول على ثقة مدرب مصر، المكسيكي خافيير أغيري، واستبعد من المشاركة في البطولة القارية.
الرحيل عن الأهلي
وجدّد صبحي عقد إعارته مع الأهلي لموسم آخر 2019-2020، وبدأه بشكل مميز وتألق، ثم تعرّض لإصابة قوية، قبل أن يدخل في صدام مع النادي ويتخذ القرار الثاني المثير في حياته، وهو عدم تجديد عقد إعارته مع الفريق الأحمر، عندما طالبه الأخير بتوقيع عقد دائم في صفقة انتقال نهائي، وقرر الانتقال إلى صفوف بيراميدز في صيف عام 2020. وتسبب قرار رمضان صبحي بالرحيل عن الأهلي صاحب الشعبية الكبيرة إلى بيراميدز الغريم التقليدي للأهلي، وصاحب الميزانية المالية الضخمة، في تحوّله من النجم "ابن النادي" في عيون جماهير الأهلي إلى شبح نجم فقد الكثير من بريقه في السنوات الخمس الأخيرة.
رفض العروض الخارجية
ويبرز ثالث قرار في حياة رمضان صبحي، عندما رفض كل العروض الاحترافية التي تلقاها في آخر 5 سنوات للرحيل عن بيراميدز والعودة مجدداً للعب في أوروبا، وهو قرار كان في حاجة إليه لتغيير الضغوط الجماهيرية الهائلة التي تعرّض لها وحوّلته إلى "ترند" لدى جماهير الأهلي، تهاجمه من وقت إلى آخر، وساهم في ذلك خسارته مع بيراميدز العديد من مبارياته أمام الأهلي، إلى جانب تراجع مستواه، فلم يعد النجم الأول في بيراميدز، وتوارى كثيراً خلف نجم آخر ذاع صيته آخر 3 سنوات، وهو إبراهيم عادل المنتقل حديثاً من بيراميدز إلى نادي الجزيرة الإماراتي.
ويملك رمضان صبحي تاريخاً لافتاً في مسيرته الدولية، حيث فاز مع منتخب مصر الأولمبي ببطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2019 (تحت 23 عاماً)، واختير أفضل لاعبي البطولة، كذلك شارك في أولمبياد طوكيو 2020، وصعد مع منتخب مصر إلى نهائي أمم أفريقيا للكبار عام 2017 في الغابون، وشارك في بطولة كأس العالم 2018 في روسيا، وحقق مع الأهلي لقب بطل الدوري المصري ثلاث مرات، وفاز مع الفريق ببطولة كأس السوبر 4 مرات، ونال لقب الكونفيدرالية الأفريقية مرة واحدة، ونال مع بيراميدز لقب بطل دوري أبطال أفريقيا مرة واحدة، ولقب كأس مصر مرة واحدة أيضاً، بخلاف خوض تجربتي احتراف في ستوك سيتي وهيدرسفيلد تاون في إنكلترا.
## وزارة الصحة في غزة: 113 شهيداً و637 مصاباً خلال الـ24 ساعة الماضية
29 July 2025 10:04 AM UTC+00
## وزارة الصحة في غزة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 60034 شهيداً و145870 مصاباً منذ السابع من أكتوبر 2023
29 July 2025 10:04 AM UTC+00
## وزارة الصحة في غزة: 22 شهيداً وأكثر من 199 مصاباً جراء استهداف الاحتلال طالبي المساعدات خلال الـ24 ساعة الماضية
29 July 2025 10:06 AM UTC+00
## نتنياهو قاتل الأطفال
29 July 2025 10:17 AM UTC+00
## "إنفورماسيون": فضح صهيونية فريدركسن ورفاقها من حنة أرندت إلى غزة
29 July 2025 10:17 AM UTC+00
نشرت صحيفة "إنفورماسيون" الدنماركية، اليوم الثلاثاء، تقريراً موسعاً وغير مسبوق في جرأة صحافة كوبنهاغن، كشفت فيه عن عمق العلاقة بين عدد من الساسة الدنماركيين، بينهم ساسة بارزون، ودولة الاحتلال الإسرائيلي، متهمة بعضهم بـ"التصهين"، وتغليب الولاء الأيديولوجي على المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان التي يُفترض أن يدافعوا عنها.
استهلت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى تسلّم رئيس البرلمان الدنماركي سورين غاد، المنتمي لحزب الاجتماعي الديمقراطي الحاكم (حزب رئيسة الحكومة ميتا فريدركسن)، في يونيو/حزيران 2025، ما يُعرف بـ"جائزة القدس" من المنظمة الصهيونية العالمية، تقديراً لـ"دعمه الثابت لإسرائيل والجالية اليهودية في الدنمارك"، بحسب الجهة المانحة. جرى حفل التكريم في مقر الجمعية الصهيونية الدنماركية في كوبنهاغن، وهي هيئة تضم شخصيات من محافظين ويمين وسط واليمين المتطرف، وكان يترأسها سابقاً السياسي المعروف سورن إسبيرسن، عضو لجنة الأمن والسياسة الخارجية في البرلمان، والقيادي البارز في حزب الشعب الدنماركي القومي المتشدد والمعروف بمواقفه العدائية تجاه المهاجرين.
فريدركسن... والتماهي مع الصهيونية
وسلّطت "إنفورماسيون" الضوء على العلاقة الوثيقة بين رئيسة الحكومة فريدركسن والجمعية الصهيونية في كوبنهاغن، متهمة إياها بتقديم الولاء السياسي على القيم الديمقراطية. فزيارات فريدريكسن المتكررة لمقر الجمعية، ومنها مشاركتها في وداع رئيسها هنري غولدشتاين، تتم تحت شعار "دعم الجالية اليهودية"، في حين تكشف الصحيفة أن ما يُسمى بـ"الجالية اليهودية" ليست سوى واجهة للحركة الصهيونية الدنماركية، إذ تتقاسم الجمعية العنوان والموقع الإلكتروني مع المنظمة الصهيونية نفسها.
وتُبرز الصحيفة احتجاج يهود دنماركيين على هذا التواطؤ، عبر مقال رأي أكدوا فيه أن الجمعية لا تمثلهم، وأن دعمها المطلق لإسرائيل يتعارض مع القانون الدولي وحقوق الإنسان. كما أشارت الصحيفة إلى رسالة مفتوحة من منظمتي "I Change" و"يهود من أجل سلام عادل" (Jøder for Retfærdig Fred) للبرلمان، وصفتا ما يجري في غزة بأنه "إبادة تُرتكب على مرأى من العالم". وبينما لا يتجاوز عدد يهود الدنمارك خمسة آلاف، يشارك كثيرون منهم في احتجاجات رافعين شعار "ليس باسمنا"، رغم حملة تخوين يتعرضون لها من متطرفين صهاينة وحلفاء فريدركسن. وفي المقابل، تنشط الجالية الفلسطينية، التي يفوق عدد أفرادها 30 ألفاً، بفعالية متزايدة ساهمت في كسر الخطاب الصهيوني السائد، ودحض الصور النمطية التي ربطتها لعقود بالتطرف والراديكالية.
أرندت وتفاهة الشر... هل يعاد إنتاجها ديمقراطياً؟
وتمضي "إنفورماسيون" في تقريرها لتشير إلى أن الدعم الدنماركي الأعمى لحكومة الاحتلال يأتي بينما تواصل الأخيرة ارتكاب مجازر موثّقة في غزة والضفة الغربية. واستشهدت الصحيفة بتصريحات وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش التي دعا فيها علناً إلى "تدمير غزة بالكامل"، ورفض وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
ووصفت الصحيفة هذه السياسات بأنها تدخل ضمن تعريفات القانون الدولي لـ"التطهير العرقي" و"الإبادة الجماعية"، مذكّرة بأن منظمات كـ"هيومن رايتس ووتش" سبق أن وصفت إسرائيل بأنها دولة فصل عنصري ترتكب "جرائم ضد الإنسانية".
وفي مفارقة لافتة، استحضرت الصحيفة خطاباً سابقاً لفريدريكسن في الجلسة الختامية للبرلمان، في 21 مايو/أيار، حين قالت: "أوروبا ليست مكاناً، بل فكرة... إنها موزارت، وبيكاسو، وداروين، و... حنة أرندت". لكن "إنفورماسيون" رأت في هذا الاستشهاد تناقضاً سافراً، مذكّرة بما كتبته الفيلسوفة حنة أرندت خلال تغطيتها لمحاكمة أدولف أيخمان في القدس عام 1961، حيث وصفت ممارساته بـ"الشر البيروقراطي" الذي ينفّذ دون إدراك للعواقب، تحت عنوان "تفاهة الشر".
ورغم أن أبحاثاً لاحقة أظهرت أن أيخمان كان مدفوعاً بأيديولوجيا نازية، إلا أن الصحيفة رأت أن المفارقة تكمن في أن ساسة اليوم، من كوبنهاغن إلى تل أبيب، يعيدون إنتاج تلك التفاهة، لا كوحشية نازية، بل كازدواجية مغلفة بلغة الديمقراطية.
دعم بلا شروط... رغم توثيق المجازر
وتوقفت الصحيفة عند صمت الحكومة الدنماركية إزاء المجازر الإسرائيلية المتصاعدة، رغم تقارير لمنظمات حقوقية أفادت بأن غزة تشهد "ظروفاً شبيهة بمعسكرات الاعتقال النازية". وربما للرد على التهم الجاهزة بـ"معاداة السامية"، استشهدت الصحيفة بما نشرته "هآرتس" العبرية في إبريل/نيسان، حيث نقلت عن جنود إسرائيليين قولهم إنهم تلقوا أوامر بـ"إطلاق النار على مدنيين" خلال توزيع مساعدات في شمال غزة، وهو ما وصفته الصحيفة الإسرائيلية بـ"ميدان قتل".
وذكّرت "إنفورماسيون" بأن "عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية في غزة تجاوز 58 ألف شهيد، بينهم أكثر من 17 ألف طفل، في حين تسجّل المنطقة أعلى نسبة بتر أطراف بين الأطفال عالمياً، وفق بيانات أطباء بلا حدود ووكالة أونروا".
قمع التضامن... وازدواجية القيم
وانتقدت الصحيفة ما وصفته بـ"قمع التعبير عن التضامن مع فلسطين" داخل الدنمارك، رغم ادعاء الأخيرة حماية حرية التعبير، وأشارت إلى منع وزارة التعليم مناقشة القضية الفلسطينية في انتخابات مجالس الطلبة لعام 2025، بحجة "منع التسييس"، رغم أن المبادرة جاءت من تلاميذ يذهبون لانتخاب مجالسهم. كما فضحت الصحيفة ازدواجية فريدريكسن التي تتحدث عن "أمن اليهود فقط"، متجاهلة تصاعد الإسلاموفوبيا والاعتداءات على المسلمين، التي وثّقتها الشرطة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
أرندت من جديد: تفاهة الشر تتكرّر
وفي ختام تقريرها، رأت "إنفورماسيون" أن ما يجري في الدنمارك يعيد إلى الأذهان أطروحة حنة أرندت حول "تفاهة الشر"، حيث يتحوّل دعم الإبادة إلى ممارسة بيروقراطية مغلّفة بخطاب ديمقراطي، ونقلت عن أرندت قولها: "تفاهة الشر مرعبة لأنها تتجاوز الكلمات والأفكار". وأنهت الصحيفة تقريرها بالتشديد على أن "النخبة السياسية في الدنمارك، بكل أسف، تُجسد هذا المعنى اليوم".
## مصر: حالة وفاة ثانية في أقسام الشرطة خلال 24 ساعة
29 July 2025 10:17 AM UTC+00
أعلنت منظمات حقوقية في مصر وقوع حالة وفاة جديدة داخل أحد أقسام الشرطة المصرية، هي الثانية خلال 24 ساعة، ما أعاد فتح ملف الانتهاكات داخل أماكن الاحتجاز، وسوء أوضاع السجون وأقسام الشرطة، في ظل تصاعد التحذيرات من الإهمال الطبي والتكدس وغياب الرقابة القضائية.
وأكد مركز الشهاب لحقوق الإنسان، في بيانه اليوم الثلاثاء، وفاة الشاب كريم محمد عبده بدر، البالغ من العمر نحو 25 عاماً، داخل حجز قسم شرطة الصف بمحافظة الجيزة، يوم الأحد 27 يوليو/تموز 2025، وذلك في "ظروف احتجاز غير آدمية (غير آمنة)"، وسط "تكدس شديد وغياب كامل للرعاية الصحية".
ووفقًا للشبكة المصرية ومؤسسة عدالة لحقوق الإنسان، فإن كريم تم توقيفه مع شقيقه على خلفية محاولة سرقة مركبة "توك توك"، من دون توضيح كافٍ لملابسات القبض أو حالته الصحية أثناء الاحتجاز. كما نبّهت الشبكة إلى أن "أوضاع الحجز داخل قسم الصف غير إنسانية، وتتّسم بانعدام النظافة وارتفاع درجات الحرارة وانتشار التدخين والمخدرات، وغياب أي رقابة تحمي حقوق المحتجزين".
وحمّلت مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان السلطات الأمنية مسؤولية الإشراف على مقار الاحتجاز، معتبرة أن الوفاة الأخيرة تكشف "استمرار الإهمال الطبي والانتهاكات الجسيمة"، وطالبت بفتح تحقيق شفاف لمحاسبة المتسببين، والتحرك العاجل لإنقاذ المحتجزين من مصير مشابه.
وفي السياق ذاته، قالت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان إن الظروف القاسية التي تشهدها أقسام الشرطة "قد تكون سبباً مباشراً أو غير مباشر في الوفاة"، وشددت على ضرورة فتح تحقيق عاجل من قبل النيابة العامة لتقصّي ما إذا كانت معايير الاحتجاز القانونية والإنسانية متوفرة في القسم، ومحاسبة المتورطين في الإهمال.
وتأتي الوفاة الجديدة بعد يوم واحد على إعلان وفاة الشاب أيمن صبري عبدالوهاب، الطالب الجامعي البالغ من العمر 21 عاماً، داخل قسم شرطة بلقاس بمحافظة الدقهلية، وذلك بعد أسبوع من توقيفه في 19 يوليو/تموز 2025، من دون عرضه على النيابة العامة في الموعد القانوني. ووفق الشهادات الحقوقية، تعرّض أيمن للتعذيب داخل وحدة المباحث حتى تدهورت حالته الصحية، ما أدى إلى وفاته. وشهدت مدينة بلقاس احتجاجات غاضبة من الأهالي، الذين اتهموا الشرطة بـ"قتل ابنهم تحت التعذيب"، ما استدعى تدخلاً أمنيّاً لتفريق التجمعات أمام المحكمة وقسم الشرطة.
وتشير تقارير منظمات حقوقية إلى أن عدد الوفيات داخل أماكن الاحتجاز في مصر بلغ نحو 1,222 حالة منذ منتصف عام 2013 حتى مطلع عام 2025، وفق إحصاء لجنة العدالة (كوميتي فور جستس)، التي وثّقت 958 حالة وفاة حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2019، وارتفع العدد إلى 1,168 في بداية عام 2023، ثم إلى 1,222 مع توثيق 50 حالة في العام 2024 فقط.
وسبق أن وثقت "هيومن رايتس ووتش" ومنظمات أخرى حالات وفاة نتيجة الإهمال الطبي والحبس الانفرادي وغياب الرعاية الصحية، أبرزها وفاة الرئيس الأسبق محمد مرسي داخل محبسه بعد معاناة صحية مزمنة لم يتم علاجها بالشكل اللازم.
وفي ظل تصاعد حالات الوفاة، جددت المنظمات الحقوقية دعوتها إلى تشكيل لجنة مستقلة من جهات قضائية وحقوقية لمراجعة أوضاع الاحتجاز في مصر والتأكد من مدى التزامها بالمعايير الدولية والحقوق الأساسية للمحتجزين، وسط قلق من استمرار "مأساة بطيئة" لا تجد اهتماماً حقيقيّاً من المؤسسات الرسمية.
وطالبت المنظمات بسرعة فتح تحقيق قضائي مستقل في حالتَي وفاة كريم وأيمن، ونشر نتائج التحقيق، معتبرة أن السكوت على مثل هذه الوقائع "يكرّس مناخ الإفلات من العقاب، ويهدّد الحق في الحياة والكرامة الإنسانية".
## بكين: أكثر من 30 قتيلاً وإجلاء عشرات الآلاف جراء فيضانات
29 July 2025 10:17 AM UTC+00
أسفر هطول الأمطار الغزيرة في بكين عن وقوع فيضانات وانهيارات أرضية جرفت السيارات وأجبرت السكان على إخلاء منازلهم، كما أدت لانقطاع الكهرباء حول العاصمة الصينية، وأودت بحياة ما لا يقل عن 38 شخصاً بحلول اليوم الثلاثاء. وقد تمّ إجلاء أكثر من 80 ألف شخص، بحسب ما أعلن الإعلام الرسمي.
وأصدرت وكالة الأرصاد الجوية الصينية، اليوم الثلاثاء، إنذاراً بالمستوى الثالث على سلم من أربع درجات، محذرة من تساقط أمطار غزيرة في بكين ومنطقتي خبي وتيانجين المحاذيتين للعاصمة وعشر مقاطعات أخرى في شمال الصين وشرقها وجنوبها، وفق ما أوردت وكالة الصين الجديدة للأنباء (شينخوا) الرسمية.
وتوقعت الوكالة أن يستمر هطول الأمطار حتى الأربعاء. وفي بكين، أفادت وكالة الصين الجديدة نقلاً عن المركز البلدي لمكافحة الفيضانات أن "أحدث موجة من العواصف الرعدية الشديدة أسفرت حتى منتصف ليل الاثنين عن مقتل 30 شخصاً". من جانبها، أوردت صحيفة "بيجينغ ديلي" الرسمية على موقع ويتشات أنّه "حتى الآن تمّ إجلاء ما مجموعه 80.332 شخصاً" في العاصمة. وسجل أكبر قدر من الأضرار في منطقة مييون بشمال شرق بلدية بكين.
وروت جيانغ، وهي من سكان المنطقة، لوكالة "فرانس برس" أن "الأمطار كانت غزيرة إلى حد استثنائي هذه المرة، إذ لا يحصل هذا عادة"، وأوضحت أن "الطريق غارق بالمياه، وبالتالي لا يمكن للناس الذهاب إلى أعمالهم"، مشيرة إلى طريق أمام منزلها يجري فيه سيل من المياه.
وشاهد صحافيون في "فرانس برس" جرافة تنقل سكاناً وكلباً وعناصر إنقاذ يسيرون والمياه تغمرهم حتى الركبتين. وعلى مقربة في مدينة موجيايو، رأى صحافيون في الوكالة ذاتها خزاناً يفرغ سيلاً من المياه وسيارات إسعاف وآليات عسكرية تجوب الشوارع المغمورة بالمياه، وخطوط كهرباء جرفتها سيول وحليّة.
وأسعف عناصر الإطفاء 48 شخصاً كانوا محاصرين في مركز للمسنين، وفق شبكة "سي سي تي في" التلفزيونية العامة. كما طاولت الأمطار منطقتَي هوايرو في الشمال وفانغشان في جنوب غربي البلاد. وذكرت "بيجينغ ديلي" أن عشرات الطرقات باتت مقطوعة فيما قطع التيار الكهربائي عن أكثر من 130 قرية في المنطقة. وكتبت الصحيفة "يرجى الانتباه إلى توقعات الطقس والتحذيرات، وتجنّب التوجه إلى المناطق العالية الخطورة إلا للضرورة القصوى".
وحضّ الرئيس شي جين بينغ مساء أمس الاثنين السلطات على تسريع جهود إيواء سكان المناطق المعرضة لخطر فيضانات. وخصصت الحكومة 350 مليون يوان (42 مليون يورو) لعمليات الإغاثة في تسع مناطق شهدت أمطاراً غزيرة، بحسب ما أفاد تلفزيون "سي سي تي في"، مشيراً إلى تخصيص 200 مليون يوان (24 مليون يورو) للعاصمة.
وفي مقاطعة خبي المحيطة بالعاصمة، أسفر انزلاق تربة في قرية، أمس الاثنين، عن أربعة قتلى وثمانية مفقودين، بحسب التلفزيون. وأصدرت السلطات المحلية إنذاراً من فيضانات مفاجئة حتى مساء اليوم الثلاثاء، فيما صدر إنذار من أقصى درجة في عاصمة المحافظة شينغدي ومحيطها. وما زال خطر وقوع فيضانات في مناطق في بكين ومدينة تيانجين كبيراً حتى مساء اليوم.
وقال رئيس وزراء الصين لي تشيانغ إن الأمطار الغزيرة والفيضانات في منطقة ميون في بكين الأكثر تضرراً أسفرت عن وقوع "خسائر بشرية"، حسبما ذكرت وكالة "شينخوا".
وغالباً ما تشهد الصين كوارث طبيعية، ولا سيما في الصيف، حين تهطل أمطار غزيرة على بعض المناطق، فيما تسجل موجات حر في مناطق أخرى. وتسجل الصين أعلى مستوى في العالم من انبعاثات غازات الدفيئة التي يؤكد العلماء أنها تسرّع التغير المناخي وتجعل ظواهر الطقس القاسية أكثر تواتراً وشدة. كما أن الصين رائدة في قطاع الطاقات المتجددة وتطمح لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
وشهدت مقاطعة شاندونغ (شمال شرق)، في وقت سابق من هذا الشهر، فيضانات مفاجئة أسفرت عن قتيلين وعشرة مفقودين. كما أدى انزلاق للتربة على طريق عام في مقاطعة سيتشوان (جنوب غرب)، إلى مقتل خمسة أشخاص.
(العربي الجديد، فرانس برس، أسوشييتد برس)
## سوريون يشكون ضعف الأمن وانتشار السرقات
29 July 2025 10:17 AM UTC+00
تشهد العديد من المناطق السورية في الآونة الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات السرقات والتعدي على الأملاك العامة والخاصة، في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية متردّية، وضعف في المنظومة الأمنية.
وتصاعدت الشكاوى في كثير من المحافظات السورية خلال الفترة الأخيرة من زيادة معدلات السرقة والنشل وعدم ضبط الوضع الأمني، وسط نقص واضح في عدد مراكز الشرطة بعد سقوط النظام السابق وافتقادها للخبرة الكافية للتعامل مع السرقات والحد منها.
وتصدرت سرقات السيارات ونهب محتوياتها، والمستودعات في المناطق الصناعية ومولدات المياه في المباني، وسرقة الدراجات النارية ونشل الهواتف، إلى جانب سرقة كابلات الكهرباء والحدائق العامة، قائمة الجرائم المتكررة.
وقال رضوان خضرة، وهو من سكان حي الميدان بدمشق ويملك متجراً لبيع الهواتف، إن متجره أُفرغ بالكامل ليلاً من قبل لصوص كسروا أقفال المتجر وسرقوه، مضيفاً أن متاجر عدة في المنطقة تعرّضت لسرقات مشابهة. وأكد خضرة لـ"العربي الجديد" أن الأمان غائب عن الكثير من المناطق، حيث إن انتشار السلاح وعصابات السرقة وضعف القبضة الأمنية وجهاز الشرطة، كلها عوامل أوصلت الناس إلى الخوف على حياتها وأملاكها وسط مطالبة بتحركٍ جادّ لإعادة الأمن.
في مدينة اللاذقية، غربي سورية، يبدو الوضع مشابهاً، حيث يروي مجد غاوي، وهو من سكان حي الصليبة، كيف تعرّضت سيارته للسرقة مرتين خلال شهر واحد، وقال لـ"العربي الجديد": "في المرة الأولى سرقوا الإطار الخلفي، وفي الثانية خلعوا النوافذ وسرقوا جهاز الصوت. لم أجد أي استجابة من الشرطة سوى تسجيل الشكوى".
وأكد غاوي أن أربع حالات سرقة سيارات وقعت خلال الأسبوع الماضي في الحي ذاته الذي يسكنه، مرجحاً أن تكون عصابة تستخدم مادة شبيهة ببودرة السيراميك لرشها على زجاج السيارات وتكسيره من دون إصدار صوت. وطالب غاوي الجهات المعنية بإنارة المنطقة وتكثيف وجود الدوريات أو نشر عناصر أمنية من قسم الشرطة لضبط الحي وردع المتورطين.
تعرّض زياد العبد الله، وهو مغترب سوري جاء من ألمانيا لزيارة عائلته في مدينة حماة، وسط سورية، للنشل وسرقت حقيبته التي تحتوي على أوراق ثبوتية وجواز سفر ومبلغ مالي. وقال زياد لـ"العربي الجديد"، إنه جاء كي يزور مدينته بعد سنواتٍ من الغياب، ولم يكن يتوقع أن تبدأ زيارته بحادثة سرقة، وأوضح أنه راجَع قسم الشرطة لتسجيل ضبط بما حدث، لكن المتعب في الأمر هو إعادة الحصول على أوراق ثبوتية.
وخلال الأشهر الأخيرة أصبحت الحدائق العامة وأعمدة الإنارة وكابلات الهاتف والكهرباء أهدافاً يومية لعصابات السرقة. وقال المشرف على الاتصالات في الساحل عبد القادر يوسف إن تكرار سرقة الكابلات الهاتفية يُعدّ من أبرز التحديات ويؤثر سلباً على جودة الخدمات المقدمة للمشتركين. وكشف يوسف في تصريحات إعلامية عن تسجيل نحو 80 ضبطاً لسرقة كابلات هاتفية منذ بداية العام الحالي، تُقدّر قيمتها بمليارات الليرات السورية.
كما أعلن مدير عام شركة كهرباء درعا هاني مسالمة، في أيار/مايو 2025، أن قيمة المسروقات من كابلات الكهرباء بلغت نحو ثلاثة مليارات ليرة سورية (نحو 293 ألف دولار) خلال أربعة أشهر فقط.
وفي مدينة حلب، أطلقت البلدية نداء للمواطنين للمساعدة في رصد المعتدين بعد تسجيل أكثر من 200 حالة سرقة لكابلات الكهرباء خلال شهرين، تسببت بعزل عشرات الأحياء عن الشبكة.
وحول أسباب تفاقم الوضع الأمني وزيادة السرقات في سورية، قال أيمن غنيري، وهو ضابط سابق متقاعد في جهاز الشرطة، لـ"العربي الجديد"، إن تفاقم الظاهرة يرتبط بإفراغ السجون وإطلاق سراح اللصوص والمجرمين في فترة إسقاط النظام، كما يرتبط بالوضع الاقتصادي السيئ وانتشار البطالة وضعف الرقابة وخبرة العاملين في جهاز الشرطة والذي أُعيد تشكيله بعناصر ومسؤولين يفتقرون للخبرة والدراسة الكافية. كما أشار غنيري إلى وجود بيئة خصبة للجريمة، ولا سيما في المناطق العشوائية والمحرومة من الخدمات.
وخلال الأيام الأخيرة كان ملاحظاً تصاعد الدعوات التي أطلقها نشطاء محليون ومدنيون إلى تحرك عاجل من قبل وزارة الداخلية لوضع خطة شاملة للحد من الجريمة، تتضمن إعادة نشر الدوريات الليلية، وتشغيل كاميرات المراقبة في المناطق الحيوية، وتفعيل الخطوط الساخنة لتلقي البلاغات العاجلة، وفرض عقوبات رادعة على المجرمين والمعتدين على الأملاك العامة.
## النجم HOPS-315... كما لو أننا ننظر إلى طفولة نظامنا الشمسي
29 July 2025 10:22 AM UTC+00
في كشف علمي غير مسبوق، تمكن فريق بحثي دولي من التقاط أول صورة في تاريخ العلم للحظة التي تبدأ فيها الكواكب بالتشكّل حول نجم خارج نظامنا الشمسي. وباستخدام تلسكوبي "جيمس ويب" و"ألما"، التقط العلماء إشارات تكشف عن بدء تكون أول حبيبات المواد الصلبة الكوكبية، وهي معادن ساخنة بدأت في التصلب داخل قرص غازي يحيط بنجم حديث الولادة يدعى HOPS-315 ويقع على بعد 1300 سنة ضوئية من الأرض.
تقول الباحثة الرئيسية في الدراسة، ميليسا مكلو (Melissa McClure)، أستاذة الفلك وعلوم الأرض في جامعة لايدن الهولندية: "للمرة الأولى، تمكّنا من تحديد اللحظة المبكرة التي يبدأ فيها تشكّل الكواكب حول نجم غير شمسنا، إنها نافذة فريدة نطل منها على ماضينا الكوني".
يمثل هذا الاكتشاف، المنشور يوم 16 يوليو/تموز في مجلة Nature، محطة تاريخية في فهم بدايات النظم الشمسية، إذ لم يسبق أن تمكن العلماء من تتبع تشكل المواد الصلبة -اللبنة الأولى للكواكب- في مرحلة مبكرة كهذه.
يصف الفريق النجم HOPS-315 بأنه "شمس في مهدها"، إذ تحيط به سحابة كثيفة من الغاز والغبار تعرف باسم القرص الكوكبي الأولي، وهي الساحة التي تنشأ فيها الكواكب. توضح الباحثة في تصريحات لـ"العربي الجديد" أنه عادة ما يرى علماء الفلك في مثل هذه الأقراص كواكب ضخمة بالفعل، شبيهة بالمشتري، لكنها في مراحل تطور لاحقة. وتضيف: "لكن في هذا الاكتشاف، رُصدت اللحظة التي تبدأ فيها حبيبات المعادن بالتشكل، وهي المرحلة التي تسبق تكون الكواكب بزمن طويل"، موضحة: "نحن لا نرى فقط كوكباً يتكون، بل نشهد أول شرارة في عملية بناء الكوكب. إنه مثل النظر إلى صورة لطفولة نظامنا الشمسي".
يعتمد العلماء عادة على دراسة النيازك القديمة الموجودة في نظامنا الشمسي، لفهم بداية تشكّل الأرض والكواكب الأخرى. فهذه الصخور، المحفوظة منذ بلايين السنين، تحتوي على معادن بلورية تكونت في درجات حرارة عالية، من أبرزها أكسيد السيليكون، وهو أحد المؤشرات الرئيسية على بدء التصلب المعدني في الفضاء.
وبحسب الدراسة، فقد رُصد أكسيد السيليكون حول النجم HOPS-315 ليس فقط في حالته الغازية بل أيضاً ضمن معادن بلورية بدأت تتصلب. تقول الباحثة: "هذه هي المرة الأولى التي نشاهد فيها هذا النوع من التكوين المعدني في قرص كوكبي أولي، بل وفي أي مكان خارج نظامنا الشمسي".
التُقطت إشارات هذه المعادن باستخدام تلسكوب جيمس ويب، ثم حدد العلماء موقعها الدقيق بمساعدة مرصد ألما في صحراء أتاكاما بتشيلي، التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي. وبحسب التحليل، فإن هذه المعادن تتشكّل في منطقة من القرص تقابل موقع حزام الكويكبات في نظامنا الشمسي، وهي منطقة شهدت في الماضي ولادة مواد بناء الكواكب الصخرية.
تقول مكلور: "المثير في الأمر أننا نرى هذه المعادن في الموقع نفسه الذي نرصدها فيه داخل كويكبات النظام الشمسي. هذا يجعل من HOPS-315 نموذجاً رائعاً لدراسة ماضينا". وبحسب الباحثة، يمثل هذا النجم مرآة لما كانت عليه شمسنا قبل أكثر من 4.5 مليارات سنة، وهو يمنح العلماء فرصة نادرة لدراسة بدايات نشأة الكواكب مباشرة، بدلاً من الاعتماد فقط على الأحافير الكونية في نيازك الأرض.
تؤكد الباحثة أن هذه المنظومة هي من أفضل ما نعرفه لدراسة العمليات التي حدثت خلال تكون نظامنا الشمسي، وتمنحنا نافذة فريدة لفهم تشكّل الأرض والكواكب الأخرى. ويتوقع المؤلفون أن هذا الاكتشاف سيلفت انتباه الفرق العلمية الأخرى، سواء في المرصد الأوروبي الجنوبي أو في مراكز الأبحاث المعنية الأخرى.
"تكشف دراستنا مرحلة مبكرة جداً من تشكّل الكواكب وتظهر كيف يمكن لتلسكوبي جيمس ويب وألما أن يتكاملا للكشف عن أسرار تكوّن الأنظمة الكوكبية" تقول مكلور، وتضيف: "بينما لا يزال كثير من أسرار الكون غامضة، يؤكد هذا الاكتشاف أننا نقترب أكثر من أي وقت مضى من الإجابة عن أحد أعظم الأسئلة: كيف ولدت كواكب مثل الأرض؟ وربما، كيف بدأت رحلة الحياة في الكون؟".
## أمراض القلب... الذكاء الاصطناعي يكشف ما لا يراه الأطباء
29 July 2025 10:23 AM UTC+00
طوّر باحثون أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي قادرة على اكتشاف أمراض قلبية خفية، عبر تحليل بيانات اختبار بسيط ومنخفض التكلفة يُجرى في معظم عيادات الأطباء، هو تخطيط القلب الكهربائي، وفق دراسة نُشرت يوم 16 يوليو/تموز الحالي في مجلة نيتشر. الأداة "إيكو نكست" (EchoNext) تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل تخطيط القلب الكهربائي، بهدف تحديد الحالات التي تستدعي إجراء تصوير للقلب باستخدام الموجات فوق الصوتية (الإيكو) لتشخيص الأمراض البنيوية.
يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من أمراض القلب البنيوية، مثل أمراض صمامات القلب والتشوهات الخلقية ومشاكل أخرى تؤثر على وظيفة القلب؛ لكن هذه الأمراض غالباً ما تمر من دون تشخيص مبكر، خصوصاً في ظل غياب اختبارات روتينية منخفضة التكلفة للكشف عنها، ما يؤدي إلى فقدان جزء كبير من وظيفة القلب قبل التدخل الطبي.
"لدينا فحوصات دورية للكشف عن السرطان، مثل تنظير القولون وتصوير الثدي، لكن لا يوجد لدينا ما يعادلها للكشف عن معظم أمراض القلب"، يقول قائد الفريق البحثي بيير إلياس، أستاذ الطب والمعلوماتية الطبية الحيوية المساعد في كلية الأطباء والجراحين في جامعة كولومبيا والمدير الطبي للذكاء الاصطناعي في مستشفى نيويورك-بريسبتيريان.
يمثّل تخطيط القلب الكهربائي أحد أكثر الفحوصات استخداماً في العالم، ويُستخدم عادة للكشف عن اضطرابات نظم القلب أو علامات النوبات القلبية السابقة، ويتميّز هذا الفحص ببساطته وانخفاض تكلفته، كما يُجرى روتينياً لمرضى لا يشتكون بالضرورة من مشاكل قلبية، وفقاً لتصريحات إلياس لـ"العربي الجديد". لكن هذا الفحص، رغم أهميته، لا يكشف بدقة عن أمراض القلب البنيوية؛ إذ يقول إلياس: "دُرّبنا في كليات الطب على أن تخطيط القلب لا يمكنه كشف أمراض صمامات القلب أو تضخّم العضلة القلبية. هذا الفحص غير مصمّم لذلك".
لكن الأداة الجديدة تغيّر هذه المعادلة. فقد درّب الباحثون نموذجاً قائماً على التعلم العميق باستخدام أكثر من 1.2 مليون زوج من بيانات تخطيط القلب وتصوير الإيكو، جُمعت من 230 ألف مريض.
يقول الباحث إن الأداة أثبتت كفاءتها، فعند مقارنتها مع 13 طبيب قلب في تحليل 3200 تخطيط قلب، نجحت الأداة في تشخيص 77% من حالات أمراض القلب البنيوية بدقة، بينما كانت نسبة النجاح لدى الأطباء 64% فقط. "ما نفعله يشبه استخدام اختبار رخيص لتحديد من يحتاج إلى اختبار أغلى وأكثر دقة"، يوضح إلياس. ويضيف: "هذه الأداة تستطيع اكتشاف أمراض لا يمكن لأطباء القلب رؤيتها من خلال تخطيط القلب التقليدي. نعتقد أن هذا سيفتح آفاقاً جديدة لفحص القلب منهجياً".
اختبر الفريق الأداة في الواقع العملي من خلال تحليل بيانات ما يقرب من 85 ألف مريض خضعوا لتخطيط القلب، من دون أن يكون لديهم تاريخ سابق في إجراء تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية. لم يكن الأطباء على دراية بنتائج "إيكو نكست"، لتفادي أي تأثير على قراراتهم الطبية.
أظهرت الأداة أن نحو 9% من هؤلاء المرضى – أي أكثر من 7500 شخص – معرّضون بدرجة عالية للإصابة بأمراض قلبية بنيوية لم تُشخّص بعد. وخلال عام، خضع 55% منهم لفحص الإيكو، وتبيّن أن نحو ثلاثة أرباعهم كانوا يعانون بالفعل من مشكلات قلبية خطيرة. وبالمقارنة، فإن نسبة الإصابة بين من خضعوا للإيكو من دون مساعدة الذكاء الاصطناعي كانت أقل بكثير، ما يُظهر بوضوح قدرة الأداة على رفع معدّلات الكشف المبكر وإنقاذ الأرواح. "لو أن جميع المرضى الذين صنّفتهم الأداة بأنهم في خطر خضعوا لفحص الإيكو، لكشفنا عن ألفي حالة إضافية لأمراض قلبية كان من الممكن أن تظل خفية"، يقول إلياس.
وتُجرى سنوياً نحو 400 مليون عملية تخطيط قلب حول العالم، ومع استخدام أداة "إيكو نكست"، يمكن تحويل كل واحدة من هذه الفحوصات إلى فرصة للكشف المبكر عن أمراض قلبية قد تهدّد الحياة. يضيف الباحث: "لا يمكنك علاج مريض لا تعرف بوجود مرضه. ومع تقنيتنا، يمكننا تحويل كل عملية تخطيط قلب إلى نقطة انطلاق لفحص أوسع وأكثر دقة، وإعطاء المرضى فرصة للعلاج في الوقت المناسب".
ورغم أن الذكاء الاصطناعي ما زال يثير نقاشات حول دوره في الطب، إلا أن هذه التجربة تقدّم مثالاً قوياً على كيف يمكن للتكنولوجيا أن تعزّز مهارات الأطباء، لا أن تحلّ محلّهم. يشير إلياس إلى أن هذه التقنية ليست بديلاً عن الأطباء، بل أداة مساعدة تحسّن فرص التشخيص وتقلّل من الهدر في الموارد الطبية، ويشدّد الباحث: "نحن لا نستبدل الطبيب، بل نعطيه عيناً ثالثة".
## ستارمر يناقش خطة بشأن غزة في اجتماع طارئ لمجلس الوزراء البريطاني
29 July 2025 10:39 AM UTC+00
يناقش رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر في اجتماع طارئ لمجلس الوزراء، اليوم الثلاثاء، الوضع في غزة وخطة سلام مقترحة، في وقت يتعرض فيه لضغوط متزايدة من حزبه للاعتراف بدولة فلسطينية. واتخذ ستارمر خطوة نادرة باستدعاء مجلس الوزراء للانعقاد خلال العطلة الصيفية لمناقشة كيفية إيصال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وتعمل بريطانيا على الخطة مع فرنسا وألمانيا بعد اتصال بين قادة الدول الثلاث، الأسبوع الماضي. ولم يدل ستارمر بتفاصيل عن الخطة، لكنه شبّه المقترحات في مطلع الأسبوع "بتحالف الراغبين"، وهو الجهد الدولي لدعم أوكرانيا في حال وقف إطلاق النار في حربها مع روسيا. وقال المتحدث باسم ستارمر إنه سيناقش الخطة مع حلفاء دوليين آخرين ودول في الشرق الأوسط.
ومع التحذيرات من أن سكان غزة يواجهون التجويع، يطالب عدد متزايد من نواب حزب العمال الذي ينتمي إليه ستارمر بأن يعترف بدولة فلسطينية للضغط على إسرائيل. وفي وقت سابق، دعا زعيم الليبراليين الديمقراطيين إيد ديفي المملكة المتحدة إلى أن تحذو حذو فرنسا، قائلاً إن المملكة المتحدة "يجب أن تكون رائدة في هذا الأمر، لا أن تتخلف". وأضاف: "اعترفوا بالدولة الفلسطينية المستقلة الآن وقودوا الجهود لتأمين حل الدولتين وسلام دائم".
ونقلت صحيفة ذا غارديان البريطانية عن مصادر حكومية، أمس الاثنين، أنّ الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية مسألة "متى، وليس ما إذا". وأشارت المصادر إلى أن الحكومة ستحدد خطواتها التالية للمساعدة في حل الوضع في الشرق الأوسط في الأيام المقبلة، لكنهم قدموا تفاصيل شحيحة، وهو ما قد يؤدي إلى تأجيج المزيد من الانتقادات لستارمر بشأن رده. وأصرّوا على أنّ رئيس الوزراء كان "واضحاً" في قلقه إزاء المشاهد في غزة، وأنه "مذعور" من صور الجوع واليأس ومعاناة الأطفال والرضع، حيث دعا حكومته إلى وستمنستر.
وسيحضر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي مؤتمر الأمم المتحدة في نيويورك، اليوم الثلاثاء، للحث على دعم حل الدولتين لإنهاء الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين. وقالت الحكومات البريطانية المتعاقبة إنها ستعترف رسمياً بدولة فلسطينية عندما يحين الوقت المناسب، دون تحديد جدول زمني أو الشروط اللازمة. وأثيرت القضية مرة أخرى بعد أن قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الخميس الماضي إنّ فرنسا ستعترف بفلسطين دولة.
ويرفض ستارمر حتى الآن خطط الاعتراف الفوري بدولة فلسطينية، قائلاً إنه يركّز على "الحلول العملية". ووقع أكثر من 200 عضو بالبرلمان البريطاني من تسعة أحزاب على رسالة يوم الجمعة الماضي تدعو إلى الاعتراف فوراً بدولة فلسطينية. وفي اجتماع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اسكتلندا، أمس الاثنين، ناقش ستارمر ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وما وصفه بالأزمة الإنسانية "المثيرة للغضب".
(رويترز، العربي الجديد)
## وكالة إرنا الإيرانية عن خامنئي: البرنامج النووي والتخصيب مجرد ذريعة لمواجهة الجمهورية الإسلامية
29 July 2025 10:55 AM UTC+00
## لاجئون سوريون يغادرون لبنان ضمن برنامج العودة الطوعية
29 July 2025 10:55 AM UTC+00
في إطار خطة الحكومة اللبنانية لتنفيذ عودة آمنة ومنظّمة، انطلقت اليوم الثلاثاء قافلة لاجئين سوريين من لبنان إلى بلادهم، بالتنسيق بين المديرية العامة للأمن العام اللبناني والدولة السورية، وذلك عبر مركز المصنع الحدودي. وتأتي هذه الخطوة بمشاركة كلّ من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة والصليب الأحمر اللبناني ومنظمات إنسانية.
وتجمّعت عائلات سورية منذ ساعات الصباح الباكر تحمل أمتعتها وحاجياتها عند نقطة التجمّع في منطقة بر الياس – ملعب نادي النهضة (البقاع الأوسط)، استعداداً لانطلاق القوافل المجانية نحو الأراضي السورية، بحيث دُقِّق في أسمائهم من قبل الأمن العام اللبناني والمنظمات الأممية، كذلك قُدمت لهم وجبات غذائية، فيما جُهِّزَت متوسطة بر الياس الرسمية المختلطة للعائلات من أجل الاستراحة فيها.
وقال مصدر في مفوضية اللاجئين لـ"العربي الجديد": "انطلق اليوم الجزء الثاني من برنامج دعم عودة اللاجئين السوريين من لبنان إلى سورية، وتخلّله إطلاق أول رحلة بالباصات، حيث عاد 72 شخصاً". وبالتنسيق مع الحكومة اللبنانية والمنظمات الشريكة، بدأت المفوضية في لبنان بتسيير العودة الطوعية والآمنة والكريمة للاجئين الراغبين في العودة إلى سورية، وذلك عبر برنامج العودة الطوعية المنظمة ذاتياً الذي بدأ في 1 يوليو/تموز الجاري، ويتضمّن منحة نقدية لمرة واحدة بقيمة 100 دولار أميركي لكلّ فرد من أفراد العائلة العائدين، لمساعدتهم في تنظيم ترتيبات العودة عبر المعابر الحدودية الرسمية.
وكانت ليزا أبو خالد، الناطقة الرسمية باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، قد كشفت لـ"العربي الجديد"، أن "أكثر من 15,300 سوري موجودين في لبنان عبّروا عن اهتمامهم ببرنامج العودة الطوعية الذي تدعمه المفوضية، وهذه علامة إيجابية على الاهتمام من قبلهم بالعودة". وأشارت أبو خالد إلى أنه "تم شطب أكثر من 126,000 لاجئ سوري من سجلات المفوضية بحلول عام 2025، معظمهم لأنهم عادوا بالفعل إلى سورية حتى قبل تلقي دعم المفوضية".
ولفتت إلى أن "برنامج العودة يتضمّن توفير الدعم النقدي وغيره من أشكال الدعم من المفوضية وشركائها، في كلّ من لبنان وسورية، لمساعدة العائلات على العودة والاستقرار في ديارها، بالإضافة إلى توفير الدعم في مجال النقل لمن يحتاجون إليه".
وعززت المفوضية المعلومات المقدّمة للاجئين حول العودة الطوعية، بحيث تقدم استشارات حول العودة، بما في ذلك تقديم المشورة بشأن الوثائق الشخصية وغيرها من الوثائق، مثل مُستخرجات المدارس وشهادات الميلاد، التي يرغب العائدون في الحصول عليها عند عودتهم. ولمن يختارون العودة، يتوفر دعم إعاشي بقيمة 100 دولار أميركي للشخص الواحد في لبنان، بالإضافة إلى خيارات النقل.
كذلك، قد يكون العائدون من لبنان مؤهلين للحصول على مزيد من المساعدات النقدية في سورية لدعم إعادة اندماجهم، حيث تتلقى الأسر المحتاجة مبلغ 400 دولار أميركي لكل أسرة في سورية. كذلك يُسهّل الأمن العام اللبناني إجراءات الخروج، لضمان عودة اللاجئين الراغبين في ذلك بسلاسة، وهو ما أكدته أبو خالد لـ"العربي الجديد".
وتتوقع المفوضية عودة ما بين 200 ألف و400 ألف سوري بحلول نهاية عام 2025، بمن فيهم أولئك الذين تشملهم مساعدات خاصة. وبحسب معلومات "العربي الجديد"، فإن المناطق التي سيتوجه إليها اللاجئون هي ريف دمشق، ودمشق وحمص.
## الاتحاد الأوروبي يوقف المساعدات المالية لكييف مؤقتاً
29 July 2025 10:56 AM UTC+00
ذكرت صحيفة "إيكونوميكنا برافدا" الأوكرانية، نقلاً عن أربعة مصادر مستقلة في الحكومة والدوائر الدبلوماسية والبرلمان، أن الاتحاد الأوروبي أوقف جميع المساعدات المالية لأوكرانيا مؤقتاً، وذلك حتى يتم حل الوضع المتعلق باستقلالية البنية التحتية لمكافحة الفساد في البلاد.
وأضافت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي أبلغ رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا سفيريدنكو بوقف المساعدات في 24 يوليو/ تموز الحالي، حسبما ذكرت وكالة بلومبيرغ للأنباء. ومن المقرر أن يصوّت البرلمان الأوكراني على مشروع قانون جديد لمكافحة الفساد هذا الأسبوع، بعد الاحتجاجات التي أثارتها النسخة السابقة من القانون، التي تمت صياغتها بشكل يحدّ من استقلالية هيئات مكافحة الفساد.
وتعرّض حكم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، هذ الشهر، إلى أول اختبار سياسي جدّي منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، بمواجهته احتجاجات شعبية ضد توقيعه قانوناً يضعف استقلالية الهيئات المختصة بمحاربة الفساد، ما دفعه إلى التراجع وتقديمه قانوناً يلبّي مطالب المحتجين. واندلعت تظاهرات نادرة منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، في 22 يوليو/ تموز الحالي، في العاصمة كييف وأوديسا ولفيف بعد ساعات من مصادقة زيلينسكي على قانون أقره الرادا الأعلى (البرلمان) الأوكراني على عجل، يمنح النائب العام صلاحيات التحكم بالمكتب الوطني لمكافحة الفساد (NABU) ومكتب المدعي الخاص لمكافحة الفساد (SAPO).
وامتدت رقعة التظاهرات غير المسبوقة وحجمها لتشمل 14 مدينة أوكرانية، على كامل جغرافيا أوكرانيا، ومن ضمنها مدينتا زابوريجيا ودنيبرو القريبتان من خطوط المواجهة الحالية مع القوات الروسية. وتأسس المكتب الوطني لمكافحة الفساد في أوكرانيا، ومكتب المدعي الخاص لمكافحة الفساد، بعد ثورة الميدان التي شهدتها البلاد عام 2014، وحددت مسار توجه كييف الغربي. وتتولى هاتان الهيئتان مهمة مكافحة الفساد على أعلى المستويات بشكل مستقل، وهو شرط محوري لتلقّي أوكرانيا مليارات الدولارات من المساعدات الغربية، وأحد المتطلبات الأساسية لانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. وكثّفت الهيئتان عملهما أثناء الحرب الروسية على أوكرانيا، ووجّهتا اتهامات إلى نواب في البرلمان، ومسؤولين حكوميين كبار، ونائب سابق لرئيس إدارة زيلينسكي.
وبعيد الاحتجاجات، قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية غيوم ميرسييه إن مؤسسات مكافحة الفساد "ضرورية لأجندة الإصلاح في أوكرانيا، ويجب أن تعمل باستقلالية لمكافحة الفساد والحفاظ على ثقة الجمهور"، وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يقدم مساعدات مالية كبيرة لأوكرانيا "بشرط إحراز تقدم في الشفافية والإصلاح القضائي والحوكمة الديمقراطية". وأضاف ميرسييه: "يتطلب انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي قدرة قوية على مكافحة الفساد وضمان مرونة المؤسسات. سيواصل الاتحاد الأوروبي مراقبة الوضع ودعم أوكرانيا في ترسيخ سيادة القانون".
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## الحوثيون يعلنون احتجاز 10 بحارة من طاقم سفينة "إتيرنتي سي"
29 July 2025 11:01 AM UTC+00
قال الحوثيون في اليمن، أمس الاثنين، إنهم أنقذوا 10 بحارة من سفينة الشحن "إتيرنتي سي" التي هاجموها وأغرقوها في البحر الأحمر هذا الشهر. و"إتيرنتي سي"، التي ترفع علم ليبيريا وتديرها شركة يونانية، ثاني سفينة تغرق قبالة اليمن هذا الشهر، بعد هجمات متكررة شنّها مسلّحون حوثيون بطائرات مسيّرة وقذائف صاروخية.
وكانت سفينة أخرى تشغّلها شركة يونانية، وهي "ماجيك سي"، قد غرقت قبل أيام. وأكدت الحكومة الفيليبينية، اليوم الثلاثاء، أنّ تسعة من البحارة الذين أُنقِذوا فيليبينيون. وقال وزير شؤون العاملين المهاجرين هانز كاكداك إن البحارة في "حالة بدنية جيدة" بناءً على روايات عائلاتهم، وإن الحكومة تعمل على ضمان إطلاق سراحهم وعودتهم سالمين.
ومثّلت الضربات التي استهدفت السفينتين عودة لهجمات الحوثيين على الملاحة، بعد استهدافهم أكثر من 100 سفينة بين نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 وديسمبر/ كانون الأول 2024 في ما يقولون إنه تضامن مع الفلسطينيين في الحرب في غزة. وأُجبر طاقم "إتيرنتي سي" وثلاثة حراس مسلحون على التخلي عن السفينة في أعقاب الهجمات. وأنقذت بعثة يقودها القطاع الخاص عشرة أشخاص، فيما يُخشى أن يكون خمسة آخرون قد لقوا حتفهم بسبب الهجمات. وأفادت مصادر أمنية بحرية لـ"رويترز" بأن من المعتقد أن 10 أشخاص آخرين محتجزون لدى الحوثيين.
ونشرت جماعة "أنصار الله" (الحوثيون)، أمس الاثنين، مقطعاً مصوراً مدته ست دقائق تظهر فيه صور للبحارة العشرة مع تواصل بعضهم مع عائلاتهم. كذلك عرضوا شهادات تفيد بأن أفراد الطاقم لم يكونوا على علم بالحظر البحري الذي فرضه الحوثيون على السفن المبحرة إلى الموانئ الإسرائيلية. وقالوا إن السفينة كانت متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي لتحميل أسمدة.
وكان الحوثيون قد أعلنوا، الأحد الماضي، ما وصفوه بـ"خيارات تصعيدية مهمة" ردّاً على ما يجري في قطاع غزة من حرب إبادة وتجويع، وذلك عبر تصعيد العمليات العسكرية الإسنادية، وبدء تنفيذ المرحلة الرابعة من الحصار البحري على إسرائيل. وجاء في بيان للمتحدث العسكري باسم الجماعة أن المرحلة الرابعة تشمل "استهداف السفن التابعة لأي شركة تتعامل مع موانئ الاحتلال الإسرائيلي، بغضّ النظر عن جنسيتها أو وجهتها، وفي أي مكان يمكن أن تصل إليه قدراتنا".
(رويترز، العربي الجديد)
## حماس: مواصلة الاحتلال قصفه الهمجي والممنهج لمنازل المواطنين وخيام النازحين في غزة يكشف حجم الإجرام المنظّم الذي يمارسه
29 July 2025 11:02 AM UTC+00
## حماس: هذا التصعيد الوحشي يأتي متزامناً مع ما يسمّيه الاحتلال "هدنة إنسانية" في محاولة فاضحة لتضليل الرأي العام
29 July 2025 11:03 AM UTC+00
## حماس: ندعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة شعوب العالم إلى تكثيف التحرّك والضغط الفاعل لوقف الإبادة
29 July 2025 11:04 AM UTC+00
## خاص| ردّ براك على مقترح بري ورسائل الأميركيين إلى لبنان
29 July 2025 11:07 AM UTC+00
وصلت رسائل واضحة وحازمة إلى لبنان في الأيام الماضية من واشنطن، بضرورة حلّ مسألة سلاح حزب الله بأسرع وقتٍ ممكنٍ، وبأنّ الوضع لم يعد يسمح لمزيدٍ من المماطلة، وذلك بعد ردٍّ غير مُعلن رسمياً برفض مقترح رئيس البرلمان نبيه بري الذي قدّمه إلى الموفد الأميركي توماس برّاك في زيارته الثالثة إلى بيروت.
وقالت مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد" إنّ "اتصالات حصلت مع برّاك والأميركيين، نقلوا خلالها أن مقترح بري غير مقبول، خصوصاً لناحية الضمانات ووقف الخروقات والضربات الإسرائيلية، بحيث يريدون من لبنان أن يخطو الخطوة الأولى، وهم مشدّدون على البدء سريعاً بذلك، وعقد جلسة لمجلس الوزراء، على جدول أعمالها حصر السلاح بيد الدولة ووضع الآلية التنفيذية للتطبيق".
وأشارت المصادر إلى أن "لا اتفاق بعد حول موعد عقد جلسة حكومية، ولكن الاتصالات والمشاورات قائمة بهذا الإطار، خصوصاً على مستوى الرؤساء الثلاثة، وهناك التقاء حول التزام الدولة اللبنانية بحصرية السلاح، وعدم الرجوع عن ذلك، لكن في الوقت نفسه أن يكون ذلك بالتوافق والتشاور الداخلي، وليس بالصدام الذي قد يأخذ البلد إلى مكان سيئ جداً"، لافتة إلى أن "الاتصالات مستمرة خصوصاً مع رعاة اتفاق وقف إطلاق النار، الأميركيين والفرنسيين، من أجل الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها لفترة من الوقت ليتحرّك لبنان، لكن هناك إصراراً، ولا سيما أميركياً، بضرورة تحرك لبنان أولاً".
من جهته، رأى مصدر نيابي في حزب الله، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ "الأميركيين لا يعملون من أجل مصلحة لبنان، إنما إسرائيل، وهم يريدون فرض إملاءات وأجندات بالقوة، يريدون من لبنان أن ينفذ كل الالتزامات من دون أن يطلبوا من الإسرائيليين أي شيء، وهذا الأمر واضح"، لافتاً إلى أن "أقل ما يطلبه لبنان هو وقف الاعتداءات الإسرائيلية، وهذا أصلاً ما كان يجب أن يحصل في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بينما لم تتوقف الخروقات وتجاوزت الأربعة آلاف خرق".
وأضاف المصدر نفسه: "أهداف واشنطن، ومن خلفها إسرائيل، معروفة، هم يريدون القضاء على حزب الله، ويريدون تقليب اللبنانيين عليه من خلال التهديدات والتلويحات بأن لبنان سيخسر الفرص، وبالإشارة إلى التداعيات والانعكاسات في حال عدم تسليم السلاح، وبالتالي يمارسون ضغوطاً يومية من أجل إخضاع لبنان، إلى جانب الضغوط بالنار التي تمارسها إسرائيل، أما موقف حزب الله فواضح، بأن لا ثقة بأي اتفاق، هناك اتفاق لم يُطبَّق، ولا ضمانات بوقف الاعتداءات، لا بل هي إلى تزايد".
وأطلق الموفد الأميركي توماس برّاك في الأيام القليلة الماضية سلسلة مواقف لوّح من خلالها إلى رفض واشنطن المقترح اللبناني، وكانت أكثر رسائله وضوحاً، عند إعادة نشره منشوراً كتبه النائب ميشال معوض، المعروف بمعارضته لحزب الله وقربه من الأميركيين، على حسابه عبر منصّة إكس، وممّا فيه أن "المطلوب هو خيار واضح: إما المبادرة، وإما الموت. نحن اليوم أمام مفترق مصيري: إما أن نبادر لإنقاذ لبنان، وإما أن نبقى في جهنم. الوصول إلى القاع لم يعد خطراً محتملاً، بل واقعاً نعيشه في كل يوم".
ومما أيّده أيضاً برّاك في كلام معوض مطالبة الحكومة بخطة عملية واضحة لاستعادة السلطة الحصرية على السلاح وحل المليشيات، مع رفض بشكل قاطع لتصنيف السلاح غير الشرعي بين خفيف وثقيل، أو بين ما هو جنوب الليطاني وشماله، وتأكيد أن تفكيك هذه التنظيمات وتسليم سلاحها يجب أن يتما وفقاً للدستور، وقرارات الشرعية الدولية، واتفاق وقف إطلاق النار، وخطاب القسم، والبيان الوزاري حصراً. وخلال زيارته الثالثة إلى بيروت الأسبوع الماضي، حصل برّاك على مشروع مذكرة شاملة سلّمه إياها الرئيس جوزاف عون باسم الدولة اللبنانية، لتطبيق ما تعهّد به لبنان منذ إعلان وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر الماضي، حتى البيان الوزاري للحكومة اللبنانية، مروراً بخطاب القسم.
وتشمل هذه المذكرة "الضرورة الملحة لإنقاذ لبنان، عبر بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة اللبنانية وحدها، والتأكيد على مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية اللبنانية، كلّ ذلك، بالتزامن والتوازي مع صون السيادة اللبنانية على حدودها الدولية كافة، وإعادة الإعمار وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي، بضمانة ورعاية من قبل أشقاء لبنان وأصدقائه في العالم، بما يحفظ سلامة وأمن وكرامة كل لبنان وجميع اللبنانيين".
ولم يخرج برّاك مرتاحاً يومها من اللقاء مع عون، وكذلك مع رئيس الحكومة نواف سلام، ما فتح الباب أمام إشاعة أجواء سلبية، ربطاً بمواقف تصعيدية أطلقها حيال سلاح حزب الله، إلا أن لقاءه مع بري في اليوم الثاني، أزال بعض هذه الأجواء، خصوصاً بعد وصفه الاجتماع بالممتاز، والذي قدّم فيه رئيس البرلمان اللبناني جملة مقترحات، منها وقف إسرائيل اعتداءاتها لفترة 15 يوماً، من أجل أن يتحرك لبنان على خطّ حزب الله، والتمسك بضرورة الحصول على ضمانات لوقف الخروقات، على أن تكون الخطوات متبادلة على صعيد انسحاب الاحتلال من النقاط الخمس جنوباً، وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل، إلا أن الرفض الأميركي ظهر لاحقاً بضرورة إنجاز ملف السلاح سريعاً.
على صعيد ثانٍ، بحث عون، اليوم الثلاثاء، مع سلام الأوضاع العامة في البلاد، والقوانين المطروحة على جدول أعمال جلسة مجلس النواب، بالإضافة إلى ما سيطرحه في اللقاءات التي سيعقدها عون اليوم وغداً في زيارته الرسمية إلى الجزائر.
## رئيس الصومال: الأمن الغذائي يتطلب تكاتفاً دولياً بمواجهة التحديات
29 July 2025 11:07 AM UTC+00
قال رئيس الصومال حسن شيخ محمود إنّ النظام الغذائي في بلاده يمرّ بأزمة عميقة ويواجه اختبارات حقيقية في ظل تصاعد التحديات المرتبطة بـالتغير المناخي والجفاف والنزاعات، إلى جانب اختلالات في النمو الاقتصادي، وأكد خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لقمة الأمم المتحدة الرابعة لنظم الغذاء العالمية (UNFSS+4)، التي انطلقت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أمس الاثنين، أنّ الوقت قد حان كي يتحد العالم لضمان الأمن الغذائي العالمي.
وتأتي هذه القمة التي تختتم أعمالها اليوم الثلاثاء، بعد مرور أربع سنوات على انعقاد قمة نظم الغذاء الأولى (2021)، في وقت تشهد فيه منظومات الغذاء العالمية ضغوطاً غير مسبوقة بسبب تغير المناخ، الأزمات الجيوسياسية، وارتفاع مستويات الدين الخارجي، ما يهدد بتفاقم انعدام الأمن الغذائي، خاصة في الدول النامية والأقل نمواً.
وشدد الرئيس الصومالي على أنّ العمل الجماعي بات ضرورة ملحّة لبناء نظام غذائي شامل، عادل، ومستدام، لا يُقصي أحداً وقادر على الصمود في وجه الأزمات المتعددة، وقال إنّ هذه التحديات المتراكمة أضعفت قدرة البلاد على إنتاج الغذاء وتوفيره بالقدر الكافي لتلبية الاحتياجات الأساسية، وأكد أنّ الزراعة في الصومال ليست مجرد قطاع اقتصادي، بل تمثل "شريان الحياة" وركيزة من ركائز الهوية والثقافة الوطنية، فضلاً عن كونها المصدر الأهم للعملات الأجنبية، إلا أن الأزمات المناخية والاجتماعية والاقتصادية تسببت في إضعاف قدرة البلاد على إطعام شعبها. 
وأضاف شيخ محمود قائلاً "إن الثروة الحيوانية في الصومال لا تقل أهمية، بل تشكّل عماداً رئيسياً للأمن الغذائي، وتؤدي دوراً يفوق التصورات في دعم سبل العيش لملايين المواطنين"، وأشار إلى أنّ "تحسين إنتاجية المحاصيل وتنمية الثروة الحيوانية يُعدّ من أهم السبل لتحسين حياة المجتمعات الريفية ورفع مستوى الأمن الغذائي على المستوى الوطني". 
Africa's agriculture sector is on track to hit US$1 trillion by 2030.
This session brings youth agri-entrepreneurs face to face with leaders—calling for the tools, land & finance they need to scale solutions that feed and employ millions.
Watch live: https://t.co/eSxfuv41XN… pic.twitter.com/CTuKDJiY2b
— UN Food Systems Coordination Hub (@FoodSystems) July 29, 2025
ولفت إلى أنّ الحكومة الصومالية أطلقت خطة وطنية للتحول الزراعي، تهدف إلى جعل الزراعة أداة مركزية لتحقيق النمو الاقتصادي، في إطار رؤية أوسع لتحقيق التنمية الشاملة، كما أكد استمرار جهود الصومال في بناء نظام زراعي مرن، وتعزيز قدرة البلاد على التكيف مع التغيرات المناخية والحد من آثارها، ودعا في الوقت نفسه الشركاء الدوليين والإقليميين إلى مضاعفة الجهود والتعاون الدولي من أجل تجاوز التحديات الراهنة وبناء مستقبل غذائي مستدام لصالح الأجيال القادمة. 
أزمة الأمن الغذائي في أفريقيا
وتُعد أفريقيا من أكثر المناطق عرضة لانعدام الأمن الغذائي، إذ تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 280 مليون شخص في القارة يعانون من سوء التغذية. كما يعاني صغار المزارعين من ضعف الإنتاجية وغياب الدعم الفني، ما يضعف قدرتهم على الصمود أمام الأزمات المتكررة. وتأتي دعوة إثيوبيا لتعزيز الاستثمارات في النظم الغذائية في وقت يتطلب فيه الوضع تحرّكاً عالمياً عاجلاً لدعم جهود القارة نحو تحقيق الاكتفاء الغذائي المستدام.
وبحسب خبراء اقتصاديين، فإنّ الجوع وأزمة الغذاء في أفريقيا يمثلان التحدي الأكثر إلحاحاً واستمرارية في المشهد الإنساني والاقتصادي العالمي، فالقارة تضم اليوم بعضاً من أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي في العالم، وسط ظروف معقدة تتشابك فيها الأزمات المناخية مع النزاعات المسلحة والاختلالات الاقتصادية وسوء الإدارة. كما أن وقف أو تقليص المساعدات الغذائية الأميركية من خلال الوكالة الأميركية للتنمية أحدث صدمة كبيرة في القدرة على إيصال الغذاء والدعم الغذائي الحرِج إلى ملايين الناس في إثيوبيا وكينيا والصومال.
أما على مستوى القارة، فيُقدّر أن إجمالي المعونات الأميركية لأفريقيا سيُخفض بنسبة 20%، ما يعني أنّ حوالي 5.7 ملايين شخص إضافيين سيدخلون دائرة الفقر المدقع بحلول 2030 إذا لم تستمر التمويلات كما كانت، وسيخسر الاقتصاد الإقليمي نحو 4.5 مليارات دولار خلال خمس سنوات، وتأثر قطاع الابتكار والشركات الناشئة في كينيا بنقص تمويل يقارب 100 مليون دولار، مع توقعات بانكماش الاقتصاد الناشئ بنسبة 15% خلال ثلاث سنوات.  
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من عمق الاختلالات التي تعاني منها النظم الغذائية العالمية، مؤكداً أنها غير عادلة، وغير مستدامة، وتعجز عن تلبية احتياجات الفئات الأشد ضعفاً حول العالم. وأضاف غوتيريس خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة، عبر الفيديو كونفرنس، أمس الاثنين، أن أكثر من 735 مليون شخص حول العالم يعانون من الجوع المزمن، في الوقت الذي يُهدر فيه جزء كبير من الغذاء، وتتفاقم التفاوتات الاقتصادية والبيئية، ما يعكس خللاً هيكلياً في النظام الغذائي العالمي الحالي. 
وفي خطوة رمزية تحمل دلالات بيئية، غرس القادة المشاركون شتلات خضراء ضمن مبادرة حملت وسم البصمة الخضراء، تأكيداً على أهمية الحفاظ على البيئة في صميم بناء نظم غذائية مستدامة. ويعكس هذا التحرك الرمزي التزام القادة بدمج قضايا إعادة التشجير والاستدامة البيئية ضمن الحلول طويلة الأمد للأمن الغذائي العالمي، كما تواجه القارة الأفريقية تحديات معقدة في مجال الأمن الغذائي، تشمل التغيرات المناخية، وتدهور الأراضي الزراعية، وضعف سلاسل التوريد، إلى جانب النزاعات المسلحة ونقص التمويل.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد "سررت بالانضمام إلى رؤساء الدول والحكومات في غرس شتلات ضمن مبادرة إرثنا الأخضر، هذه الخطوة الرمزية تؤكد الدور المحوري لإعادة التشجير وحماية البيئة في بناء نظم غذائية قوية ومستدامة". بدورها، أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني التزام بلادها بدعم التحول نحو نظم غذائية أكثر شمولاً واستدامة، معتبرة أن تحقيق الأمن الغذائي بات يشكّل أولوية استراتيجية تتطلب تعاوناً دولياً واسعاً لمواجهة التحديات البيئية والاقتصادية المتفاقمة.
## "فرانس برس" عن مصدر دبلوماسي: فرنسا ستلقي في الأيام المقبلة مساعدات فوق غزة
29 July 2025 11:08 AM UTC+00
## مراسل "العربي الجديد": طائرات مصرية تشارك في إنزال مساعدات إنسانية على غزة لأول مرة منذ أكثر من 6 أشهر
29 July 2025 11:20 AM UTC+00
## مراسل "العربي الجديد": انطلاق طائرات عسكرية مصرية من القاهرة لإسقاط مساعدات جواً فوق وسط قطاع غزة
29 July 2025 11:21 AM UTC+00
## مصر: الاستيلاء على أموال شركة متحفظ عليها بتهمة "الإرهاب"
29 July 2025 11:24 AM UTC+00
في واقعة لافتة تُلقي بظلال من الشك على فعالية الرقابة داخل منظومة التحفظ القضائي على أموال الشركات والأشخاص المدرجين على قوائم الإرهاب في مصر، أحالت نيابة الأموال العامة العليا، أمس الاثنين، أحد أعضاء مجلس إدارة شركة "ماي واي إيجيبت لمستحضرات التجميل" إلى المحاكمة الجنائية، بتهمة الاستيلاء على أكثر من 8 ملايين جنيه (نحو 160 ألف دولار) من أموال الشركة، رغم خضوعها الكامل لإشراف ما يسمى لجنة إدارة أموال الجماعات الإرهابية والإرهابيين.
وتُعد الشركة واحدة من الكيانات التي طاولتها قرارات التحفظ الصادرة بموجب القانون رقم 22 لسنة 2018، الذي يمنح الدولة حق الحصر والتصرف في أموال الأشخاص والكيانات المتهمة بالإرهاب، وهي القرارات التي تطعن فيها منظمات حقوقية باعتبارها "ذات طابع سياسي" وتستهدف في جوهرها "معارضي النظام".
وبحسب أوراق القضية التي حصل "العربي الجديد" على نسخة منها، فإنّ المتهم مصطفى منصور عبد الرحمن أبو عوف (47 عاماً)، استغل منصبه السابق عضو مجلس إدارة في الشركة المتحفظ عليها، للحصول على تلك الأموال بشكل غير قانوني، عبر أمين خزينة أحد فروع الشركة في القاهرة، مدعياً، زوراً، أحقيته في الأموال مقابل مساهمته في رأس المال وعضويته الإدارية.
وتحمل القضية رقم 6531 لسنة 2025 جنايات حدائق القبة، والمقيدة أيضاً برقم 40 لسنة 2025 جنايات أموال عامة عليا، وقد تولى التحقيق فيها المستشار معتز الحميلي، المحامي العام الأول لنيابة الأموال العامة العليا، التي وجهت للمتهم تهمة "الاستيلاء بغير وجه حق على أموال جهة عمله"، مع سبق العلم بصدور قرار بالتحفظ على الشركة وتجريده من أي صلاحية مالية أو قانونية.
وكانت لجنة التحفظ قد أسندت منذ سنوات إدارة الشركة إلى "شركة المستقبل للرعاية الصحية" ضمن آلية جديدة تقوم على تسليم الشركات المتحفظ عليها إلى جهات أو شركات أخرى تديرها مؤقتاً تحت إشراف الدولة. وهو ما يجعل واقعة الاستيلاء على هذا النحو تمثل خرقاً فادحاً للضوابط المفترضة، وتثير علامات استفهام حول مدى فعالية الرقابة المفروضة من قِبل الإدارة البديلة.
ويرى حقوقيون وخبراء قانونيون تحدثوا إلى "العربي الجديد" أن هذه الواقعة تكشف خللاً جوهرياً في منظومة الإشراف على الشركات التي أُدرجت على قوائم الإرهاب أو طُبّقت عليها قرارات التحفظ، إذ لم يكن من المفترض أن يتمكن أي من مسؤوليها السابقين من الوصول إلى مواردها المالية، خاصة في ظل حظر قانوني واضح. 
ويضيف مراقبون أن الواقعة تفتح الباب لمراجعة أداء لجنة التحفظ، التي طالما وُجهت إليها انتقادات بشأن الشفافية وآليات إدارة الأموال المتحفظ عليها، فضلاً عن افتقار الإجراءات القانونية المتبعة للضمانات الكافية، في ظل ما يصفه حقوقيون بـ"الطابع السياسي" الذي يصبغ قرارات التحفظ، خصوصاً بعد موجة الملاحقات التي أعقبت الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو/ تموز 2013.
وتُطرح أسئلة كذلك حول آليات التعويض للمساهمين المتضررين في مثل هذه الحالات، لا سيما في حال صدور أحكام قضائية مستقبلية تقضي ببراءة الكيانات أو الأفراد المتحفظ على أموالهم، وهو ما حدث فعلاً في عدد من القضايا السابقة، لكن دون أن تُعاد إليهم حقوقهم المالية أو الاعتبارية. ومن المقرر أن تنظر المحكمة الاقتصادية المختصة أولى جلسات المحاكمة خلال الأسابيع المقبلة، وسط توقعات بتوسع التحقيقات للكشف عما إذا كانت هناك شبكات أو مسؤولون آخرون تورطوا في تسهيل الواقعة، أو إذا ما تكررت حوادث مماثلة في شركات أخرى تقع تحت سلطة لجنة التحفظ.
(الدولار= 48.8 جنيهاً تقريباً)
## مراسل "العربي الجديد" عن شهود عيان: طائرات مصرية أسقطت مساعدات إنسانية في دير البلح وسط قطاع غزة
29 July 2025 11:25 AM UTC+00
## قافلة مساعدات رابعة للهلال الأحمر السوري إلى السويداء
29 July 2025 11:37 AM UTC+00
أعلنت منظمة الهلال الأحمر السوري، اليوم الثلاثاء، عن تسيير قافلة مساعدات إنسانية رابعة إلى محافظة السويداء جنوب سورية، تحمل كميات من الوقود تضمن استمرار تشغيل الأفران والمستشفيات ومحطات ضخ المياه والآبار. وقالت المنظمة عبر صفحتها على "فيسبوك"، إن القافلة تتضمن 40 طناً من الطحين، وأدوية، ومعدات طبية، بالإضافة إلى 27 ألف لتر من المحروقات، كما تحمل ألفي سلة غذائية، وألفي سلة صحية.
كما تتضمن القافلة، وفق المنظمة، 10 آلاف عبوة مياه شرب لتأمين احتياجات العائلات الضرورية، وذلك بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، والصليب الأحمر الألماني، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، ووزارة الصحة السورية.
 
وأوضح مدير وحدة الإعلام والتواصل في الهلال الأحمر العربي السوري، عمر المالكي، لـ"العربي الجديد"، أن القوافل التي تتجه إلى السويداء أو درعا تندرج ضمن استجابة إنسانية أطلقها الهلال الأحمر السوري لصالح المنطقة الجنوبية في سورية. وتشمل هذه الاستجابة محافظات درعا والسويداء و ريف دمشق، بالإضافة إلى تقديم الدعم للوافدين من هذه المناطق إلى مناطق أخرى مثل حمص وإدلب، لكن الاستجابة الأساسية تتركز في المحافظات الثلاث.
أكّد المالكي أن المنظمة تعتمد في تقديم خدماتها على تقييم لأوضاع العائلات، وعلى الشراكة الفعلية مع المجتمع المحلي، بالإضافة إلى القوائم الرسمية للعائلات الموجودة في مراكز الإيواء، وتلك التي تُوثّق وجود عائلات وافدة. وشدّد على أنه لا يمكن القول إن المساعدات تُوجّه لطرف دون آخر، إذ تُقدَّم بشكل محايد لكل مواطن سوري متضرر، أينما كان، وبصرف النظر عن موقعه الجغرافي.
ولفت المتحدث إلى أن المنظمة سيرت حتى تاريخه، ست قوافل مساعدات إنسانية باتجاه الجنوب السوري؛ منها أربع قوافل إلى مدينة السويداء، وقافلتان إلى محافظة درعا، نافياً وجود أي شكل من أشكال التمييز في توزيع المساعدات أو إيصالها.
وكانت السويداء قد استقبلت يوم أمس الاثنين، قافلة مساعدات إنسانية ضمّت 27 شاحنة محملة بنحو 200 طن من الطحين، و2000 سلة غذائية لتوزيعها على المقيمين في مراكز الإيواء، إلى جانب كميات متنوعة من المواد والمستلزمات الطبية، وذلك تمهيداً لنقلها إلى محافظة السويداء. وسبق هذه القافلة دخول أخرى في 23 يوليو/تموز الجاري، ضمّت 25 شاحنة محملة بسلال غذائية ومعلبات تكفي لنحو 17 ألف شخص، إضافة إلى أدوية، ومستلزمات طبية وجراحية، وجرعات من الإنسولين لمرضى السكري، وأكياس لحفظ الجثامين، و66 طناً من الطحين، ومعدات مياه وصرف صحي، وخزانات. كما تضمنت القافلة 14 ألف لتر من مادة المازوت مقدمة إلى الشركة السورية للاتصالات لضمان استمرارية عمل شبكة الاتصالات.
أما القافلة الأولى التي دخلت المحافظة في 20 من الشهر نفسه، فتضمنت مواد طبية تكفي لتنفيذ 100 عملية جراحية وإسعافية، إلى جانب عشرة آلاف لتر من المحروقات لضمان تشغيل المستشفيات ومحطات ضخ المياه. كما وزع الهلال الأحمر نحو 2000 كيس طحين لضمان استمرار عمل الأفران واستدامة إنتاج الخبز.
## تركيا تعتقل 20 مشتبهاً بهم في مداهمات جديدة تستهدف بلدية إسطنبول
29 July 2025 11:37 AM UTC+00
اعتقلت الشرطة التركية 20 مشتبهاً بهم في جولة مداهمات جديدة اليوم الثلاثاء، كجزء من تحقيقات مستمرة حول شبهات فساد في بلدية إسطنبول (التي تسيطر عليها المعارضة) والجهات التابعة لها. 
وأفادت هيئة الإذاعة التركية الرسمية "تي آر تي"، بأنه جرى إصدار مذكرات اعتقال بحق 25 شخصاً، بينهم رئيس شركة النقل العام بالمدينة. وطاولت المداهمات ست محافظات من بينها إسطنبول وأنطاليا. واتهمت النيابة المشتبه بهم بتزوير مناقصات عامة طرحتها شركة شق الطرق البلدية من بين أمور أخرى، في حين قالت المعارضة إن التحقيقات تستهدف قياداتها السياسية. 
وتأتي هذه المداهمات ضمن سلسلة تحقيقات تستهدف بلدية العاصمة الاقتصادية، التي يحكمها حزب الشعب الجمهوري المعارض. ويرى منتقدون أن هذه الإجراءات ما هي إلا جزء من حملة مداهمات أوسع، بعد اعتقال عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو في مايو/ أيار الماضي، حيث يُعد من أبرز منافسي الرئيس رجب طيب أردوغان. وقد ندد حزبه باعتقاله باعتباره "تم بدوافع سياسية". 
وفي 16 يوليو/ تموز الجاري، قضت محكمة تركية، حكماً بالسجن لمدة عام و8 أشهر بحق رئيس أوغلو، فضلاً عن منعه السياسي، في قضية تتعلق بإساءته بحق المدعي العام في إسطنبول آكن غورلك. واعتقل إمام أوغلو في 18 آذار/ مارس الماضي، بعد حملة أمنية استهدفت بلدية إسطنبول قادت إلى اعتقال العشرات من مسؤولي حزب الشعب الجمهوري ومقربين من إمام أوغلو ورؤساء بلديات، واستمرت الحملة لتشمل بلديات أخرى، بلغت 18 رئيس بلدية من حزب الشعب الجمهوري.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## فيتامين ك.. أثره على تخثر الدم وفوائده الأخرى
29 July 2025 11:56 AM UTC+00
فيتامين ك أحد الفيتامينات الذوابة في الدهون، ويلعب دوراً بالغ الأهمية في الجسم، وخصوصاً في تخثر الدم. ونقص هذا الفيتامين أمر نادر، ولكن في الحالات الشديدة يمكن أن يزيد من وقت تخثر الدم ما يؤدي إلى النزف. ويوجد هذا الفيتامين في شكلين: فيتامين K1 الموجود في بعض الخضراوات الورقية الخضراء، وفيتامين K2 الذي يوجد في الأطعمة الحيوانية والمنتجات المتخمرة. ويلعب دوراً مهماً في ما يلي:
فيتامين ك مهم لتخثر الدم
فيتامين ك أحد العناصر المهمة لتخثر الدم وإيقاف النزف، ومن دونه قد يحصل نزف مفرط وينتهي بالوفاة حتى من إصابة بسيطة. ويعزى ذلك إلى أنه يساعد على إنتاج البروثرومبين وتفعيل عمله، وهو عامل ضروري لتخثر الدم، وبالتالي يساعد في عملية تجلط الدم وإيقاف النزف. وقد تتفاعل مكملات فيتامين ك مع مميعات الدم مثل الوارفارين، حيث يمكن لهذه الأدوية أن تمنع تأثيرات الفيتامين على تخثر الدم، ما قد يزيد من خطر النزف. لذلك يجب على الأشخاص الذين يتناولون مميعات الدم الحفاظ على تناول فيتامين كيه بانتظام.
يدعم صحة العظام
تحتاج البروتينات المشارِكة في الحفاظ على صحة العظام إلى فيتامين ك للارتباط بالكالسيوم. ووجود مستويات كافية منه ضروري لوظيفة الخلايا العظمية التي تبني عظاماً جديدة، وللحفاظ على صحة العظام، فتشير نتائج بعض الدراسات إلى أن مكملاته قد تعمل على تحسين كثافة المعادن في العظام في منطقة العمود الفقري القطني.
وقد يؤدي انخفاض تناول هذا الفيتامين إلى زيادة خطر الإصابة بمشاكل العظام مثل انخفاض كثافة المعادن في العظام وخطر التعرض للكسور. أظهرت مراجعة لـ20 دراسة نشرت في مجلة Biomedicines أنّ المشاركين من النساء اللواتي صار لديهن انقطاع في الطمث، والمعرضين لهشاشة العظام الذين تناولوا مكملات فيتامين ك، كان لديهم خطر أقل للإصابة بالكسور مقارنة بالأشخاص الذين لم يتناولوا مكملاته.
حماية صحة القلب
يساهم فيتامين ك في تحسين صحة القلب، إذ يحتاج الجسم إليه لتنشيط بروتينات عدة تمنع تراكم الكالسيوم في الأوعية الدموية والشرايين الذي يؤدي إلى تكلس وتصلب الشرايين، السبب الرئيسي لأمراض القلب. يساعد هذا الفيتامين في تحسين مرونة الشرايين، ما يدعم ويحمي صحة القلب ويحمي من تصلب الشرايين الناجم عن تراكم اللويحات. وتشير مراجعة شملت 14 دراسة ونشرت في Frontiers in nutrition إلى أن الأنظمة الغذائية الغنية بفيتامين كيه قللت كثيراً من نسبة تكلس الشرايين التاجية، ومن خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية. ويعمل فيتامين ك مع بعض العناصر الغذائية الأخرى مثل فيتامين د. وتشير نتائج الدراسات إلى أنّ المكملات المشتركة بفيتامين ك ود، أكثر فائدة لصحة العظام والقلب من تناول د أو ك منفصلين.
استقرار مستويات سكر الدم
يحفز فيتامين ك إفراز الأنسولين من البنكرياس، ويعزز حساسية الأنسولين في خلايا العضلات. والأنسولين هرمون يساعد في نقل سكر الدم إلى الخلايا، فيمكن استخدامه للحصول على الطاقة. وتظهر الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون وجبات غنية بفيتامين ك لديهم سيطرة أفضل على سكر الدم، وهم أكثر حساسية للأنسولين مقارنة بالأشخاص الذين يتناولون كميات أقل من فيتامين ك. وتشير أبحاث أخرى إلى أن تناول مكملاته قد يعزز حساسية الأنسولين والتحكم في سكر الدم.
يحسّن صحة بعض الحالات الطبية
قد تفيد مكملات فيتامين ك الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية معينة، فقد يحتاج الأشخاص المصابون بأمراض تؤثر في امتصاص العناصر الغذائية التي تذوب في الدهون إلى مكملات للحفاظ على مستويات صحية من هذا الفيتامين في الدم. وتشمل الأمراض التي تؤثر بامتصاصه مرض الاضطرابات الهضمية، والتهاب القولون التقرحي، والتليف الكيسي، ومتلازمة الأمعاء القصيرة.
## الرياضة الفلسطينية تنزف.. 40 شهيدا في يوليو آخرهم عودة محمد الهذالين
29 July 2025 11:59 AM UTC+00
أكدت اللجنة الأولمبية الفلسطينية ارتقاء 40 شهيداً من الحركة الرياضية في البلاد على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر يوليو/ تموز 2025 فقط، وكان آخرهم، أمس الاثنين، اللاعب عودة محمد الهذالين (31 عاماً)، الذي لعب في ناديي مسافر يطا وسوسيا. وفي بيان نشرته اللجنة الأولمبية على حسابها في "فيسبوك" بعنوان: "تموز الدامي: أربعون قمراً... الرياضة الفلسطينية تنزف شهداء"، أكدت أن اللاعب عودة محمد الهذالين "سقط برصاص حقد المستوطنين الإسرائيليين على قرية أم الخير في الضفة الغربية"، لينضمّ إلى قافلة من الشهداء الذين يسقطون يومياً من الضفة الغربية إلى قطاع غزة الذي يعيش حرب إبادة منذ السابع منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقالت اللجنة الأولمبية: "في كلٍ يوم يمضي، وقبل أن يُسدل شهر يوليو/ تموز ستاره، تتكشف فصول جديدة من مأساة الرياضة الفلسطينية، حيث لا يزال شبح الاستهداف يلاحق الأحلام والطموحات، ويحصد أرواحاً شابة كان لها أن تبني مستقبلاً مشرقاً. فبينما يتطلع العالم إلى الإنجازات الرياضية، يواجه الرياضيون الفلسطينيون واقعاً مريراً من الخسارة والدمار والفقد، وبينما ينشغل رياضيو العالم في التحضير للبطولات والمنافسات، يُقتل رياضيونا وهم يركضون لتأمين خبز أبنائهم وعائلاتهم، في ظل حرب تجويع حاقدة لم يشهد مثلها التاريخ حتى في أحلك عصوره، وكلّ هذا في ظل صمت دولي يثير التساؤلات حول قيم العدالة والإنسانية. في هذا الشهر الدامي، ارتقت كوكبة جديدة من الرياضيين، لتضاف أسماء أربعين شهيداً من الرياضيين والكشافة والشباب إلى سجل الشرف الطويل".
وختم البيان: "هؤلاء ليسوا مجرد أرقام، بل هم قصص حياة انتهت فجأة، وأحلام تحطمت، وعائلات فقدت أبناءها وبناتها الذين كانوا يمثلون نبض المستقبل. كل شهيد منهم كان يحمل في قلبه شغفاً برياضته، وطموحاً لرفع اسم فلسطين عالياً، لكن يد الإبادة طاولتهم وحرمتهم من تحقيق آمالهم".
وقدّمت الحركة الرياضية الفلسطينية خلال هذا الشهر العديد من الشهداء، بينهم مهند فضل الليلي، نجم نادي خدمات المغازي والمنتخب الوطني الفلسطيني، في الثالث من يوليو، ومصطفى أبو عميرة، الذي لعب لأندية الصداقة وخدمات الشاطئ والزيتون، والملاكِمة الواعدة ملك مصلح، أصغر ملاكمة فلسطينية، حيث استشهدا في قصف إسرائيلي استهدف مقهى على شاطئ مدينة غزة، كما استشهد كلّ من نجم نادي التفاح الرياضي إسماعيل أبو دان (37 عاماً)، وتلاه لاعب نادي التفاح سامي الحلو، ولاعب أكاديمية الخضر للمحترفين أحمد علي صلاح، ولاعب كرة اليد عماد الحواجري، ونجم الشجاعية السابق عماد العبد الفيومي، وكذلك ابنة مجموعة كشافة ومرشدات السلام إيمان محمد حرز، والملاكم أحب بخيت، ولاعب كرة اليد محمد عمر عبد الله أبو عبده، ونائب رئيس الاتحاد الفلسطيني للكاراتيه أسعد أبو شوقة.
## الاحتلال يحظر نشاط نقابة المحامين الفلسطينيين ويستدعي نقيبها
29 July 2025 12:02 PM UTC+00
في خطوة جديدة يستهدف فيها الاحتلال المؤسسات الفلسطينية بمدينة القدس، أبلغت المخابرات الإسرائيلية نقيب المحامين الفلسطينيين، فادي عباس، بقرار يمنع أي نشاط لنقابة المحامين داخل المدينة المحتلة، وذلك خلال استدعائه أمس الاثنين، إلى مركز المسكوبية للتحقيق. 
وقال أمين سر نقابة المحامين الفلسطينيين، أمجد الشلة لـ"العربي الجديد": "إن نقيب المحامين فادي عباس تلقى إبلاغاً شفهياً من قبل ضابط في جهاز المخابرات الإسرائيلي خلال استدعائه إلى مركز المسكوبية بمدينة القدس، يفيد بمنع نقابة المحامين من مزاولة أي نشاط داخل المدينة، تحت ذريعة أن (أي عمل أو نشاط لأي مؤسسة فلسطينية في القدس ممنوع)". 
وأكد الشلة أن الضابط الإسرائيلي الذي أجرى المقابلة مع النقيب لم يُبرز أي قرار رسمي صادر عن محكمة أو جهة أمنية إسرائيلية، بل اكتفى بإبلاغ عباس شفهياً بمنع نشاط النقابة. وأشار إلى أن هذا التطور ليس منفصلاً عن أحداث وقعت بداية الشهر الجاري، وتحديداً في الخامس من يوليو/تموز، وهو اليوم الذي كانت النقابة تجري انتخاباتها الدورية، حيث اقتحمت شرطة الاحتلال مقر مجمّع النقابات المهنية في حي بيت حنينا شمال مدينة القدس، وهو مجمّع يتبع للجهات الأردنية وتستخدمه النقابة ليوم واحد فقط من أجل العملية الانتخابية.
وقال الشلة: "رغم أننا لا نمتلك أي مقر دائم داخل مدينة القدس، ورغم أن استخدامنا للمجمّع هو مؤقت ومحصور بيوم الانتخابات فقط، فإن شرطة الاحتلال منعت إقامة الانتخابات واعتبرتها نشاطاً غير قانوني". وأوضح أن سلطات الاحتلال استدعت حينها نحو 15 محامياً فلسطينياً وأبلغتهم بقرار المنع خلال التحقيق معهم، في خطوة تؤكد نية الاحتلال فرض سيطرته الكاملة على المدينة ومنع أي مظهر من مظاهر السيادة الفلسطينية.
وأضاف: "الاحتلال الإسرائيلي واضح تماماً في نواياه، لقد أسقط كل ما له علاقة بالاتفاقيات السياسية، وألغى عملياً اتفاق أوسلو، وتجاهل قرارات الأمم المتحدة كافة، التي تنص على أن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية". وشدد الشلة على أن "ما يجري على الأرض هو تهويد شامل للمدينة واستهداف ممنهج لكل ما هو فلسطيني". 
وقال: "في ظل هذه الحكومة الإسرائيلية، لا يمكن الحديث عن أي نية للتفاوض بشأن القدس، الاحتلال يمعن في إجراءاته العنصرية، ويعتبر المدينة خاضعة لسيطرته التامة، ولا يسمح لأي طرف فلسطيني أو غيره بالعمل فيها، مهما كانت طبيعة النشاط".
ولفت الشلة إلى أن المحامين الفلسطينيين في القدس لم يُمنعوا كأفراد من ممارسة عملهم أمام المحاكم الإسرائيلية أو في مقرات الاحتلال ومعسكراته، لكن الاحتلال استهدف الصفة التمثيلية التي يحملونها عبر النقابة، وهو ما يشير إلى أن أي نشاط يحمل هوية أو صفة فلسطينية أصبح ممنوعاً داخل المدينة المقدسة.
## منع توظيف خريجي الجامعات الفلسطينية لأسرلة التعليم في القدس
29 July 2025 12:04 PM UTC+00
تتوجه سلطات الاحتلال الإسرائيلي نحو منع توظيف خريجي الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية بسلك التعليم في القدس المحتلة ومختلف المناطق المحتلة عام 1948، وفق قانون أقره الكنيست الإسرائيلي في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ما يشي بمخطط أسرلة جديد للعملية التعليمية، خاصة بعد قرار إغلاق 6 مدارس تابعة لوكالة "أونروا" في 8 مايو/أيار الماضي، وفي ظل حملة أوسع لمحاربة المنهاج الفلسطيني، وفرض المنهاج الإسرائيلي تمهيدًا لطمس الهوية الوطنية للطلبة.
وتقول عضو هيئة العمل الوطني والأهلي في القدس، رتيبة النتشة، لـ"العربي الجديد": "القانون ليس إلا حلقة جديدة ضمن مشروع متكامل لفرض السيطرة الكاملة على العملية التعليمية في القدس، والمشروع مرّ بمراحل عديدة، كان أبرزها التوسّع الكبير في بناء المدارس التابعة لبلدية الاحتلال ووزارة المعارف الإسرائيلية، لا سيما في العقد الأخير، حتى باتت تسيطر على أكثر من 70% من مدارس القدس، سواء بشكل مباشر أو عبر فرض شروط على المدارس الخاصة، أهمها تدريس المنهاج الإسرائيلي شرطا للحصول على الترخيص أو تجديده".
وتوضح النتشة: "هذا التمدد ليس عشوائياً، بل مدعوم بأدوات تشريعية وقمعية، من بينها ما يسمى قانون الإرهاب، والذي يخوّل وزير المعارف الإسرائيلي فصل أي معلم يخالف الرواية الرسمية لدولة الاحتلال، خاصة في القضايا الجوهرية مثل النكبة، أو طوفان الأقصى، من دون الحاجة إلى عرض المعلم على أي لجنة تحقيق. وفقاً لهذا القانون، تُصنّف كتب اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا والتربية الإسلامية والمدنيات باعتبارها مواد تحريضية، ويُمنع تدريسها، وبموجب هذه السياسة، يتعرّض المعلمون الذين يصرّون على تدريس المنهاج الفلسطيني إلى خطر الفصل أو المساءلة". 
وتشير إلى أن "العشرات من المعلمين واجهوا تضييقات بسبب التزامهم بالمناهج الفلسطينية، وذلك بالتوازي مع استغلال الاحتلال لثغرة نقص الكوادر التعليمية في المدارس التي يدرس بها طلبة القدس؛ وتعيين مدراء محسوبين على المؤسسة الإسرائيلية، بعضهم خدم في جيش الاحتلال. بينما مدارس وزارة التعليم الفلسطينية لا تمثل سوى 11% من مجمل مدارس القدس، ما يجعلها في وضع بالغ الهشاشة، ويزيد من احتمالية فرض المناهج الإسرائيلية تدريجياً بذريعة التطوير الإداري أو التربوي".
وتكشف تقديرات وزارة المعارف الإسرائيلية أن عدد المعلمين في القدس يبلغ 6,700 معلم، نحو 60% منهم يحملون شهادات من جامعات فلسطينية، ما يجعل القانون الجديد تهديداً مباشراً للطواقم التعليمية في المدينة، فالقانون يمنع توظيف أي معلم يحمل شهادة من جامعة فلسطينية إلا إذا حصل على "شهادة معادلة" من مؤسسة إسرائيلية، وأتمّ برامج تدريبية إضافية، فضلاً عن موافقة مدير عام وزارة المعارف، والذي يملك صلاحية رفض طلبات التوظيف، أو منح رخص التدريس.
وتقول رتيبة النتشة إن "لجان أهالي الطلبة في مدارس القدس بدأت التحرك لرفض تعيين معلمين لا ينتمون إلى البيئة الثقافية والاجتماعية للمجتمع المقدسي. هذه الخطوة، وإن بدت اجتماعية في ظاهرها، تعكس مقاومة فعلية لمحاولات الإحلال التدريجي في الكادر التعليمي، خاصة مع إدراك الأهالي أن الاحتلال ينتهج سياسة التدرّج في تنفيذ مخططاته لتجنّب ردود الفعل الواسعة".
وتؤكد: "هناك جهود لتشكيل لجان أولياء أمور في جميع مدارس المعارف، وهي جهات لها صلاحية القبول والرفض في تعيين مدراء المدارس؛ بهدف الاعتراض على التعيينات الإسرائيلية، كما تم الاتفاق مع جهات أردنية رسمية على إنشاء منصة تعليمية إلكترونية تشرح الدروس الممنوعة بدعوى التحريض، وأن يُتاح للطلبة والمعلمين الدخول إليها بأسماء وهمية، كما لجأت بعض المدارس قبل عامين، إلى التعليم الإلكتروني لاستكمال المنهاج الوطني الفلسطيني".
بدورها، تقول المديرة السابقة لوحدة شؤون القدس في وزارة التعليم الفلسطينية، ديمة السّمان، لـ"العربي الجديد": "الجامعات الفلسطينية هدف غير مُعلن للقانون الإسرائيلي الجديد، كونها تشكل بيئة للقيم الوطنية. نحو 60% من بين 12 ألف طالب يدرسون في جامعة القدس في بلدة أبو ديس جنوب شرقي القدس هم من سكان مدينة القدس والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، إضافة إلى عشرات آلاف الطلبة الآخرين في مختلف جامعات الضفة الغربية". 
وتضيف السمان: "مع تنفيذ القانون، سيتجه الكثير من هؤلاء الطلاب نحو الجامعات الإسرائيلية، ما يعني انخفاض معدلات التسجيل بالجامعات الفلسطينية، مقابل ارتفاع أعداد الطلاب بالجامعات الإسرائيلية التي تفتقر إلى أي بيئة وطنية، وتمارس التمييز ضد الفلسطينيين، وخصوصاً المقدسيين. يواصل الاحتلال تنفيذ سياسة العصا والجزرة، والتي بدأها بتحسين البنية التحتية وتقديم الحوافز للمعلمين في مدارس المعارف، وصولاً إلى إصدار قوانين المنع والإغلاق".
وتوضح: "باتت المدارس المقدسية بين خيارين، إما القبول بالمنهاج الإسرائيلي، أو الانقطاع عن التعليم، وسبق ذلك تقليص حاد في مخصصات التعليم، إذ انخفضت الميزانية من 170 مليون شيكل سنوياً بين عامي 2018 و2023، إلى 60 مليوناً فقط في الخطة الخماسية الحالية، بعد رفض وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إدراج التعليم العالي ضمن بنود الخطة بحجة تمويل الحرب على غزة".
وتكشف السّمان كيف قفز الاحتلال في مخطط أسرلة التعليم من سياسة ناعمة تمثّلت بتحسين مرافق المدارس الإسرائيلية وتوسيعها على حساب المدارس الفلسطينية، وفتح مدارس جديدة تعتمد المنهاج الإسرائيلي، ومنع ترخيص أي مدارس فلسطينية جديدة، إلى سياسة قسرية تُنفذ بأقل تكلفة مادية ممكنة، تشمل منع توظيف خريجي الجامعات الفلسطينية، وإغلاق مدارس وكالة "أونروا"، وسحب تراخيص المؤسسات التي ترفض المناهج الإسرائيلية، وملاحقة الكتب التعليمية الفلسطينية.
وتؤكد أن "الحفاظ على هوية التعليم في القدس لم يعد مسؤولية فردية، بل بات يتطلب تحركاً جماعياً، وبناء جبهة عربية ودولية داعمة، ورفع مستوى الوعي المقدسي الذي يدرك ضرورة صمود المدارس الوطنية أمام مساعي الإحلال. من حق الطالب المقدسي أن يختار المنهاج الذي يتماشى مع هويته، لكن للأسف لا أحد يُعير هذا الحق أدنى اهتمام، وكأنه ليس أولوية، وكل ما يُقال عن دعم القدس مجرد شعارات".
## "رويترز" عن المستشار الألماني: الاعتراف بدولة فلسطينية هو أحد الخطوات النهائية لحل الدولتين
29 July 2025 12:04 PM UTC+00
## المستشار الألماني: على إسرائيل تحسين الوضع في غزة بسرعة ونرحب بالخطوات الأولى لكن لا بد من اتخاذ المزيد
29 July 2025 12:04 PM UTC+00
## المستشار الألماني: لا يمكن أن يكون هناك مزيد من النزوح أو خطوات نحو ضم الضفة الغربية
29 July 2025 12:05 PM UTC+00
## المستشار الألماني: إرسال المساعدات عن طريق الإسقاط الجوي إلى غزة يرسل إشارة مهمة بأننا موجودون هناك وأننا نساعد
29 July 2025 12:07 PM UTC+00
## الفيدرالي الأميركي يتجه لتثبيت سعر الفائدة متجاهلاً ضغوط ترامب
29 July 2025 12:19 PM UTC+00
تتوجه أنظار الأميركيين والأسواق المالية العالمية يوم الأربعاء إلى مقرّ مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) في العاصمة واشنطن ترقباً لقراره بشأن أسعار الفائدة، وهو القرار الذي يكتسب زخماً سياسياً ويرافقه جدل متصاعد بعدما نصّب الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه متحدثاً باسم المعسكر المنادي بخفض الأسعار وتخفيف التشدد النقدي. لكن المهمة التي تواجهها لجنة الإشراف على السياسة المالية في الفيدرالي هذه المرة، أكثر تعقيداً. فاجتماعها يأتي على خلفية انقسامات داخلها بعدما دعا أحد أعضاء مجلس الحكام علناً إلى استئناف خفض أسعار الفائدة فيما تتمسك الأغلبية بأن الوقت لم يحن بعد، كذلك زادت الضغوط التي يمارسها ترامب على البنك.
وكان ترامب قد هاجم لعدة مرات سياسات رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي جيروم باول، داعياً إلى استقالته بسبب "تقاعسه" عن خفض أسعار الفائدة التي تكلف الأميركيين مليارات الدولارات حسب تقييمه، لكن الرئيس الأميركي بدا أكثر انضباطاً في تصريحاته عن أسعار الفائدة على هامش زيارته لاسكتلندا مساء الاثنين، حيث امتنع عن مهاجمة باول، مكتفياً بالقول: "أداؤنا جيد حتى دون خفض الفائدة، لكن أي شخص ذكي سيخفض أسعار الفائدة".
والحال هكذا، وحسب مراقبين تحدثوا لوكالة رويترز، فإن ما يفصل بين ترامب ورؤية غالبية أعضاء لجنة الاحتياط الفيدرالي التي تراقب أسعار الفائدة تحت رئاسة باول، هو الفارق بين رؤية رجل الأعمال الذي يعامل الاقتصاد كشركة: كلما تحسن أداؤها أصبحت أكثر استحقاقاً للحصول على قروض ممتازة بفائدة منخفضة، ورؤية غالبية الاقتصاديين التي ترى أن أسعار فائدة مرتفعة هي الأكثر مناسبة للاقتصاد الذي يؤدي جيداً خوفاً من انفلات الإنفاق وزيادة التضخم.
ويجادل ترامب بأن الاقتصاد الأميركي ليس عرضة للتضخم في الوقت الراهن، ومن ثم يتعين على مجلس الاحتياط الفيدرالي خفض أسعار الفائدة قصيرة الأجل (سعر الإقراض الرئيسي) التي تقف حالياً عند مستوى 4.3% للمساعدة في خفض الأسعار نظراً لتأثيرها المحتمل في أسعار الفائدة طويلة الأجل التي تُطبق على سندات الخزانة، وقروض الرهون العقارية وبطاقات الائتمان وقروض السيارات.
لكن وجهة نظر الفيدرالي تتمثل بأنّ التضخم الذي ارتفع من 2.4% في مايو/ أيار الماضي إلى 2.7% في يونيو/ حزيران، لا يزال فوق المستوى الذي يستهدفه والمتمثل بـ2%، ومن ثم يريد التأكد من أنه لن يواصل ارتفاعه متأثراً بتداعيات الرسوم الجمركية، قبل أن يقدم على استئناف خفض أسعار الفائدة.
وبحسب افتتاحية لصحيفة وول ستريت جورنال، فإنّ ما يهم من قرار أسعار الفائدة لا يتمثل بالسعر الرئيسي للاحتياط الفيدرالي بقدر ما يتعلق باستجابة الأسواق للقرار وتأثيره في الأسعار طويلة الأجل وهو أمر ليس حتمياً بالضرورة. وتقول الصحيفة إنه في حال خفض أسعار الفائدة الرئيسية وارتفاع طويلة الأجل خوفاً من ارتفاع التضخم، فإنّ المنفعة الاقتصادية التي يتوقعها ترامب لن تتحقق. فالرئيس يريد من الاحتياطي الفيدرالي أن يساعد في خفض أسعار الفائدة على سندات الخزانة والرهون العقارية لدعم صورة إدارته، بينما يركز مجلس الاحتياط على المهام المنوط بها من الكونغرس متمثلة باستقرار الأسعار وضمان خلق أكبر عدد من الوظائف. 
توقعات متفاوتة بشأن الفائدة
وجهة النظر السائدة في الساعات الأخيرة ترجح أن لجنة السياسة النقدية في البنك الفيدرالي برئاسة باول لن تقدم على خفض أسعار الفائدة بربع نقطة لتصبح 4.25%، وهو أمر من المؤكد لن يسعد ترامب. لكن باول تعلّم من تجربته السابقة عندما بدأ مسيرة خفض الفائدة في سبتمبر/ أيلول الماضي في خطوة اعتبرت سابقة لأوانها، فعاقبته الأسواق بمزيد من التضخم.
ورغم ذلك تتحدث التقارير عن أن اثنين من مجلس حكام الاحتياط الفيدرالي يؤيّدان علناً اتخاذ قرار بالخفض، هما كريستوفر وولر وميشيل باومان، اللذان عيّنهما ترامب في رئاسته الأولى. وبحسب "رويترز"، فقد ألقى وولر خطاباً في وقت سابق من الشهر الجاري، حثّ فيه على خفض الفائدة لأسباب أخرى غير تلك التي يتبناها ترامب، وترتبط بصلب مهمة المجلس، محذراً من أن "الاقتصاد الأميركي لا يزال ينمو، لكن قوة دفعه تتباطأ بشكل ملحوظ، ما يزيد من مخاطر ارتفاع البطالة".
ورغم أن الأغلبية لا تزال تميل إلى إرجاء الخفض، فإنّ ظهور الانقسام بحدّ ذاته يشير إلى تفاوت التوقعات، على خلاف الموقف الموحد الذي أظهره أعضاء لجنة مراقبة أسعار الفائدة (اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح) في بداية العام تحسّباً لتداعيات الرسوم الجمركية. فالصورة الآن تضم من يخافون من تباطؤ النمو، ومن ثم يفضلون خفض الفائدة، وهم أقلية، ومن يفضلون الانتظار لشهرين آخرين واتخاذ القرار في سبتمبر/ أيلول اعتماداً على ما سيتوفر من بيانات عن سوق العمل والتضخم.
لكن ما يتفق عليه الجميع هو مدى تأثير القرار المنتظر في الاقتصاد الأميركي وكيف ستستقبله الأسواق بشكل عام، سواء في سبتمبر أو بعد ذلك بسبب حالة عدم اليقين تجاه ما ستخلفه رسوم ترامب الجمركية على جيوب المستهلكين عندما يكتمل تطبيقها.
## تركيا تطالب العراق بآلية تضمن الاستخدام الكامل لخط أنابيب النفط
29 July 2025 12:21 PM UTC+00
قال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار إنه يجب أن تتضمن اتفاقية الطاقة الجديدة المقترحة بين تركيا والعراق آلية تضمن الاستخدام الكامل لخط أنابيب النفط بين البلدين. وأضاف بيرقدار وهو يعرض مطالب تركيا الأساسية أن بلاده تطلب أن تتضمن مسودة الاتفاقية "آلية لضمان الاستخدام الكامل لهذا الخط".
وقال الوزير التركي لصحافيين، بعد اجتماع مجلس الوزراء، أمس الاثنين، إن "المذكرة التي أرسلناها تتماشى مع هذا التوجه". وأضاف وفقاً لوكالة رويترز، أن "سعة خط الأنابيب هذا تبلغ حوالي 1.5 مليون برميل يومياً. لا يوجد تدفق حالياً. وحتى عندما كان هناك تدفق، لم يكن الخط يعمل بطاقته الكاملة". وأوضح بيرقدار أن مقترح تركيا تضمن خيارات، مثل تمديد خط الأنابيب إلى جنوب العراق. وأضاف "ليس من الضروري ملء خط الأنابيب بالكامل بالنفط العراقي. وللوصول إلى هذه الكميات، يجب أن يصل الخط إلى الجنوب". وذكر أن الموعد النهائي للوصول إلى اتفاقية جديدة هو يوليو/تموز 2026.
وأشارت الحكومة التركية إلى أن مبادرة طريق التنمية فرصة لتمديد خط الأنابيب جنوباً. وخصصت بغداد تمويلاً أولياً للمشروع في عام 2023. والمبادرة عبارة عن طريق سريع وخط سكة حديد يمتد من مدينة البصرة العراقية على ساحل الخليج إلى الحدود التركية ثم إلى أوروبا لاحقاً. وذكرت أنقرة الأسبوع الماضي أن الاتفاقية المستمرة منذ عقود وتغطي خط أنابيب كركوك-جيهان النفطي سينتهي أجلها في يوليو 2026. 
وأبرمت الحكومة التركية هذه الاتفاقية في 1973، ودخلت حيز التنفيذ في 1975. وقال مسؤول تركي تعقيباً على إنهاء الاتفاقية، إن عدم استغلال خط أنابيب النفط بين العراق وتركيا أمر مؤسف، مضيفاً أن أنقرة ترغب في "مرحلة جديدة وحيوية" في هذا الشأن بما يعود بالنفع على الطرفين والمنطقة. وأوقفت تركيا خط الأنابيب في مارس/آذار 2023 بعد أن أمرت غرفة التجارة الدولية أنقرة بدفع 1.5 مليار دولار لبغداد تعويضاً عن صادرات غير مصرح بها بين عامي 2014 و2018.
وقال مسؤول عراقي إن تركيا اقترحت توسيع نطاق الاتفاقية، لتشمل التعاون في مجالات النفط والغاز والبتروكيماويات والكهرباء. وتوقف خط أنابيب كركوك-جيهان عن العمل منذ عام 2023، بعد أن قضت محكمة تحكيم بأن تدفع أنقرة تعويضات للعراق قدرها 1.5 مليار دولار عما لحق به من أضرار، جراء صادرات غير مصرح بها من 2014 إلى 2018. وتستأنف تركيا على الحكم. 
وقال مسؤولان كرديان عراقيان في قطاع الطاقة لوكالة رويترز، أمس الاثنين، إن إنتاج النفط في إقليم كردستان العراق شبه المستقل بلغ نحو 120 ألف برميل يومياً، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 280 ألفاً في المتوسط بحلول منتصف أغسطس/آب. وأضاف المسؤولان أنه لم يتسن الاتفاق بعد مع وزارة النفط العراقية على جدول زمني لاستئناف صادرات الخام من شمال البلاد. 
واستهدفت سلسلة من الهجمات بطائرات مسيرة حقول نفط في كردستان العراق خلال الشهر الجاري. وأعلنت وزارة الثروات الطبيعية في كردستان أن عدة حقول للنفط توقفت عن العمل بسبب أضرار جسيمة في بنيتها التحتية، مضيفة أن الهجمات استهدفت أيضاً تهديد سلامة العاملين المدنيين في قطاع الطاقة. ولم ترد أي تقارير عن وقوع خسائر بشرية، لكن إنتاج الخام في الإقليم تراجع. وقال مسؤولون في قطاع الطاقة في كردستان إن إجمالي إنتاج الإقليم وصل إلى نحو 285 ألف برميل يومياً.
وأكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الأربعاء الماضي، أهمية استئناف تصدير النفط عبر خط الأنابيب العراقي التركي. وأشار في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إلى أن التزام حكومة إقليم كردستان بشمال العراق بتسليم النفط المنتج والإيرادات غير النفطية إلى الخزينة العامة، ساعد على حل العقبات المالية والقانونية بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم. 
(رويترز، العربي الجديد)
## خامنئي: أظهرنا قوتنا للعالم والاغتيالات ليست جديدة على إيران
29 July 2025 12:21 PM UTC+00
قال المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم الثلاثاء، خلال لقائه مع عائلات قتلى الهجمات الإسرائيلية على إيران والقادة العسكريين والعلماء النوويين الذين اغتيلوا الشهر الماضي، إنّ هذه الحوادث "ليست سابقة في تاريخ البلاد، فقد شهدنا مثلها مراراً منذ انتصار الثورة"، وأضاف خامنئي أن إيران، على مدى خمسة وأربعين عاماً من عمرها تمكّنت من التغلب على جميع مؤامرات الأعداء، واستطاعت إحباطها مع تحمل صعوبات ذلك". وشدّد المرشد الأعلى على أن "ما يثيره الأعداء من قضايا النووي والتخصيب وحقوق الإنسان وأشباهها، مجرد حجج واهية. جوهر الصراع هو مع الدين والعلم في إيران". 
وأكد خامنئي أن إيران، خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً، حققت إلى جانب "الانتصارات الكبرى التي يقرّ بها اليوم حتى الرأي العام العالمي، أظهرت للعالم قوتها، وعزمها، وصبرها، وامتلاكها لزمام المبادرة"، واختتم قائلاً: "الجمهورية الإسلامية الإيرانية أظهرت بأسلوب لا مثيل له متانة دعائم نظامها ودولتها أمام العالم".
وخلال الهجوم، وخصوصاً في يومه الأول في 13 يونيو/حزيران الماضي، أقدمت إسرائيل على اغتيال شخصيات عسكرية وعلمية بارزة شملت نحو 30 قائداً عسكرياً رفيعاً و15 عالماً نووياً، من بينهم رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة الجنرال محمد باقري، والقائد العام للحرس الثوري الجنرال حسين سلامي، وقائد مقرّ خاتم الأنبياء للعمليات الحربية غلام علي رشيد، وقائد سلاح الجو في الحرس اللواء أمير علي حاجي زاده، إضافة إلى رئيس جامعة آزاد الإسلامية العالم النووي محمد مهدي طهرانجي، ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية الأسبق فريدون عباسي الذي يشغل منصب نائب برلماني.
إيران تنفي تدخلها في مفاوضات حماس
في الأثناء، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الثلاثاء، صحة ادّعاءات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تدخل إيران في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، مؤكداً أن طهران، شأنها شأن أغلب دول العالم، تدين بشدة جريمة الإبادة الجماعية المرتكبة في غزة، وتدعم كل المسارات التي يمكن أن تُفضي إلى وقف الجرائم وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني المظلوم، وأكد بقائي أن وفد حركة حماس يدير المفاوضات بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني في غزة على أكمل وجه، دون الحاجة إلى تدخل أي طرف ثالث في هذا الشأن.
ووصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية مزاعم تورط إيران في هذه المفاوضات بأنها "عارية تماماً عن الصحة"، معتبراً أن إطلاق مثل هذه الاتهامات ليس إلّا محاولة للتغطية على مسؤولية الولايات المتحدة في الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك قتل ستين ألف مدني بريء من النساء والأطفال، وتشديد الحصار على قطاع غزة خلال الأشهر الأخيرة، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، ووقوع ضحايا جوعاً وعطشاً في مراكز توزيع المساعدات التي أُنشئت عبر شركات أميركية. ودعا بقائي الإدارة الأميركية إلى الكف عن تزويد الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة الفتاكة، والعمل على إجباره على وقف الإبادة الجماعية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها بكرامة عبر آليات دولية معترف بها.
## إيقاف عرض الأخوين ملص في طرطوس
29 July 2025 12:46 PM UTC+00
لا تزال حدود الرقابة وطبيعتها، غير واضحة في سورية الجديدة، وآخر فصول هذا المشهد الذي عانت منه الثقافة السورية لعقود، إيقاف عرض مسرحية الأخوين ملص "كل عار وأنتم بخير"، الذي كان مقرراً تقديمه مساء اليوم في صالة سعد الله ونوس، بالمسرح القومي في طرطوس.
وجاء قرار الإيقاف، بحسب إعلان الأخوين، لأسباب غير معروفة. وبتواصل "العربي الجديد" مع محمد ملص، أكد "ألّا معلومات دقيقة لديه عن قرار الإيقاف". ولم يمنع إيقاف العرض في المسرح القومي، استمراره في المقاهي الثقافية في المدينة، مع ما يحمله ذلك من مسؤولية في ظل قرار إيقاف العرض الرسمي. 
وكان العرض الأول للمسرحية في حلب قد أُرجئ، بسبب تزامنه مع أحداث السويداء، قبل أن يُقدَّم في 22 يوليو/تموز، وشهد عرض حلب ارتجالات استلهمت المشهد السوري، وتضمنت إشارات إلى تفجير الكنائس، وعمليات القتل على الهوية، إلى جانب مشاهد انتشرت في السويداء، تُظهر إلقاء مدنيين من الشُرفات.
قدّم الأخوان العرض، في سياق نقاشات لا تتوقف في سورية، حول خيانة الوطن، والإلحاد والإيمان، ومختلف التأويلات السياسية والدينية التي أصبحت جزءاً من الحياة اليومية. ومع ذلك، فإنّ بقاء أسباب إيقاف العرض غير معروفة، يعزّز المخاوف بشأن حدود التعبير، والخطوط الحمراء المفروضة على الثقافة -أو المفترضة- مع غياب التصريحات الرسمية، لمبررات منع الأعمال المسرحية، والروايات، وغير ذلك من أشكال التعبير.
ولا يزال مصير العروض التي كانت مقررة في السلمية والسويداء مجهولاً حتى الآن، ولا سيما أن قرار إيقاف عرض طرطوس جاء بعد عودة فعاليات ثقافية أخرى، يأخذ بعضها طابعاً احتفالياً، بعيداً عن جوهر الفعل النقدي للثقافة.
تتناول المسرحية سجالات التغيير ووسائله، من خلال شخصيتين، أحدهما شاعر، يؤدّيها محمد ملص، والآخر مجند، يؤدّيها أحمد ملص، في حوار ثنائي ينطوي على تبدد الأحلام بالتغيير السياسي والاجتماعي، في ظل سطوة المنظومة الأمنية، مع ما تحمله من عنف، وقتل لممكنات وآمال التغيير.
ويُذكر أن عروضاً برعاية وزارة الثقافة السورية، أقيمت في مسرح القباني بدمشق مطلع الشهر الجاري، بعد عروض قُدّمت في "مسرح الغرفة"، وهو مشغل خاص للمسرحيين السوريين.
## العراق يواجه استيلاء جماعات مسلّحة على أراضٍ زراعية
29 July 2025 12:48 PM UTC+00
يعيش العراق على وقع تداعيات المواجهات المسلّحة، التي اندلعت صباح الأحد الماضي في حي السيدية بالعاصمة بغداد، بين قوات الأمن وجماعة "كتائب حزب الله"، وذلك على خلفية قرار بتغيير مدير دائرة الزراعة في جانب الكرخ من المدينة، وما تبعه من تحرّك لوقف استيلاء قادة في الجماعة على أراضٍ زراعية بمواقع مهمّة وتحويلها إلى أراضٍ سكنية، ما شكّل شرارة اندلاع الأزمة. ووفقاً لوزارة الصحة العراقية، أسفرت المواجهات عن مقتل عنصر أمن ومدني، وإصابة نحو عشرة آخرين من أفراد الأمن والمدنيين.
تواجه هذه الممارسات، المدعومة بنفوذ الفصائل المسلّحة، تحذيرات متزايدة من أنها تنطوي على تغيير ديمغرافي يهدّد هوية المناطق، ويثير مخاوف من تداعيات طويلة الأمد على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في بغداد. وأصدر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الثلاثاء، بياناً أعلن فيه، عن "تشكيل لجنة تحقيقية للتدقيق والنظر في الشكاوى والمظالم التي تعرض لها الفلاحون والمزارعون في منطقة الدورة وأطراف العاصمة بغداد، ممن انتُزعت أراضيهم مؤخراً".
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، في بيان، أنه جرى إلقاء القبض على مدير الزراعة السابق لثبوت تورّطه في مخالفات وقضايا فساد، واستقواء بالجماعات المسلّحة. وفي ضوء ما ورد من شكاوى عديدة، أمر السوداني "بتشكيل لجنة تحقيقية برئاسة نائب رئيس ديوان الرقابة المالية، وعضوية ممثلين عن هيئة النزاهة الاتحادية، ومكتب رئيس مجلس الوزراء".
وأضاف البيان، أن "الغرض من تشكيل اللجنة هو التدقيق والنظر في الشكاوى والمظالم التي تعرض لها الفلاحون والمزارعون في منطقة الدورة وأطراف محافظة بغداد، كما أن النتائج ستُرفع إلى مكتب رئيس مجلس الوزراء، لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق أي حالة تجاوز أو استيلاء على الأراضي الزراعية للمزارعين والفلاحين بغير وجه حق".
وحذّر عضو البرلمان العراقي، كاظم الشمري، من عمليات نزع الأراضي بالقوة من الفلاحين، وقال في تصريحات للصحافيين في بغداد، الثلاثاء، إنّ "هناك عمليات استيلاء خطيرة على الأراضي الزراعية. 80 فلاحاً في بغداد خيَّروهم، أخيراً، بين سحب أراضيهم أو مواجهة مجموعات مسلّحة، كما أن هناك جماعات مدججة بالسلاح تهدّد الفلاحين وتفرض عليهم رفع يدهم عن أراضيهم". وكشف الشمري أنّ "ثمّة مقدمات تُنذر بتهجير سكان منطقة المدائن جنوبي بغداد، في وقت يسجّل فيه تورّط أطراف رسمية عدّة بالتواطؤ مع عصابات تستولي على أراضي منطقة النهروان، حيث توجد دائرة رسمية في المدائن ترعى تلك العصابات"، مضيفاً أن هذه الجماعات ترتبط ببعض الفصائل المسلّحة.
من جهته، أصدر تحالف "السيادة"، أكبر القوى العربية السنية في البلاد، بياناً أشاد فيه بخطوة الحكومة الجديدة، وقال إنه يؤكّد "دعمه الكامل لكل إجراء حكومي يستعيد هيبة الدولة، ويعيد الحق لأهله، ويضع حداً لفساد استغلال السلطة وقوة السلاح، ويُنهي ظاهرة التغوّل على المواطنين وممتلكاتهم بقوة السلاح أو النفوذ"، مطالباً في الوقت ذاته، بـ"تعميم هذا النهج على جميع المناطق التي تعاني من محاولات مشابهة للاستحواذ على الأراضي والممتلكات، من بعض الأطراف التي لا تقيم وزناً للقانون، وتمارس سلوك اللادولة على حساب الأمن والاستقرار المجتمعي"، وفقاً للبيان.
السياسي العراقي عن التحالف ذاته، صلاح الكبيسي، قال لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأطراف المتنفذة المتورّطة بالاستيلاء على الأراضي الزراعية في العاصمة بغداد، عبر تحويلها إلى مشاريع استثمارية أو سكنية بطرق غير قانونية ومخالفة للتخطيط العمراني والأسس البيئية، تتولى مشروع تغيير ديمغرافي في الوقت نفسه في تلك المناطق".
وبيّن الكبيسي أن "هذا العمل لا يشكل انتهاكاً صارخاً للقوانين التي تحظر تحويل الأراضي الزراعية إلى استخدامات أخرى دون موافقات أصولية فحسب، بل تهدّد أيضاً النسيج الاجتماعي والسكاني في بغداد، وتفتح الباب أمام تغيير ديمغرافي خطير. ولهذا؛ يجب على الجهات الرقابية والقضائية التدخل العاجل لإيقاف هذه الممارسات ومحاسبة المسؤولين عنها، وما حصل في حادثة السيدية خير دليل على استمرار تلك المساعي".
وأضاف أنه "يجب الحذر من استمرار بعض الجهات المتنفذة، سواءً كانت سياسية أو مسلّحة في العمل على تغيير ديمغرافي خطير يستهدف هوية العاصمة بغداد وتركيبتها السكانية، عبر الاستيلاء على الأراضي الزراعية وتحويلها إلى مشاريع تخدم أجندات طائفية ومصالح ضيّقة، فهذا يعد طمساً للطابع الاجتماعي والتاريخي لبعض المناطق".
من جهته، قال مجاشع التميمي الناشط السياسي المقرّب من التيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر، لـ"العربي الجديد"، إنه "من منظور قانوني ووطني، يمثل التغيير الديمغرافي القسري للأراضي الزراعية في بغداد تهديداً خطيراً لوحدة النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي، والسيطرة غير القانونية التي تمارسها بعض الأطراف المسلّحة والمتنفذة تشكل انتهاكاً صريحاً للدستور العراقي".
وبيّن التميمي أن "مثل هذه الممارسات تُفقد الدولة هيبتها ومكانتها القانونية، وهذا التغيير غالباً ما يحمل أبعاداً سياسية واقتصادية، وأحياناً طائفية مقلقة، ما يعزّز التوترات ويقوّض الاستقرار". وأضاف أن "الحكومة العراقية ترى في حماية الهوية السكانية وملكية الأرض أولوية سيادية، وتؤكد التزامها بملاحقة المتجاوزين قانونياً، ومنع تحويل الأراضي الزراعية إلى مناطق سكنية خارج التخطيط العمراني وخارج إطار العدالة الاجتماعية، وهذا يتطلب من الحكومة اتخاذ إجراءات صارمة في مواجهة تلك الجماعات المتنفذة، سواء كانت مسلّحة أو تتوفر على حماية سياسية من بعض الأحزاب المتنفذة".
## مصر تستأنف إسقاط المساعدات على غزة عبر الجو لأول مرة منذ 6 أشهر
29 July 2025 12:59 PM UTC+00
استأنفت مصر، اليوم الثلاثاء، إسقاط المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة جواً عبر طائرات عسكرية، لأول مرة منذ أكثر من ستة أشهر، وذلك في حين تحدثت مصادر لـ"العربي الجديد" عن منع إسرائيل دخول المساعدات المصرية إلى القطاع، وتعرّض معظمها للسرقة والنهب خلال اليومين الماضيَين.
وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إنّ الطائرات التي أقلعت من أحد المطارات في القاهرة، حلّقت فوق قطاع غزة وألقت حمولاتها من المساعدات في مناطق الوسط، وتحديداً مدينة دير البلح، في محاولة للتغلّب على العقبات الأمنية التي تعرقل وصول الشاحنات البرية إلى داخل غزة، وسط تصاعد الأزمة الإنسانية وتفاقم المجاعة في عدد من المناطق.
وجاءت هذه الخطوة بعد أقل من 24 ساعة على خطاب للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، طالب فيه بضرورة وقف الحرب على غزة، وإنهاء المعاناة الإنسانية، وتسريع إدخال المساعدات، مشدّداً على أنّ استمرار عمليات التهجير والحصار من شأنه أن يقوّض أي أفق لحل سلمي في المنطقة.
وسلّطت وسائل إعلام إسرائيلية الضوء على استئناف مصر مشاركتها الجوية في إيصال المساعدات، مشيرة إلى أنها تأتي ضمن جهود دولية أوسع، تشارك فيها أيضاً طائرات إماراتية وأردنية كانت قد ألقت مساعدات خلال اليومَين الماضيَين. ويأتي هذا التحرك الجوي المصري في ظل التقارير التي تؤكد اقتراب مناطق بأكملها في القطاع من المجاعة، مع استمرار القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول الإمدادات عبر المعابر البرية.
وترى منظمات دولية أنّ هذه الآلية ليست حلاً عملياً لأزمة إنسانية بهذا الحجم؛ فبحسب تقديرات برنامج الغذاء العالمي، فإنّ الطائرات المشاركة في عمليات الإنزال لا تستطيع إيصال أكثر من 20 إلى 30 طناً من المساعدات في الرحلة الواحدة، في حين أن القطاع يحتاج يومياً إلى ما لا يقل عن 500 إلى 600 شاحنة إمدادات لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان، تشمل الغذاء والمياه والوقود والأدوية. وفي الأيام العادية قبل الحرب، كانت تدخل إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم نحو 700 شاحنة يومياً، في حين لا تتجاوز الشاحنات التي سمح الاحتلال بدخولها مؤخراً بضع عشرات، وسط تقييد شديد.
وفي هذا السياق، قال مصدر مطّلع على تنسيق عمليات الإغاثة لـ"العربي الجديد"، إنّ حمولة الطائرة الواحدة من المساعدات لا تتجاوز في أغلب الأحيان حمولة شاحنة واحدة، موضحاً أنّ "كل هذه الطلعات الجوية مجتمعة لا يمكن أن تعوّض أهمية وفعالية دخول الشاحنات عبر المعابر البرية"، وأضاف المصدر أنّ هذا ما أكدته مراراً المؤسّسات الدولية والمنظمات الإنسانية العاملة في غزة، التي شددت على أن الإنزال الجوي لا يُعدّ خياراً استراتيجياً لمواجهة التجويع، بل هو إجراء اضطراري محدود الأثر لا يلبّي حاجات مليونَي فلسطيني محاصرين.
من جهته، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان، أمس الاثنين، بأنّ معظم عمليات الإنزال الجوي تجري في مناطق مصنّفة عسكرياً "مناطق حمراء"، وتشهد مواجهات وعمليات قتالية مباشرة، ولا يُسمح للمدنيين الفلسطينيين بالوصول إليها بسبب المخاطر الأمنية. وأشار البيان إلى أن جيش الاحتلال يواصل فرض طوق عسكري مشدّد على مناطق واسعة من القطاع، ويمنع وصول المواطنين إلى نقاط الإسقاط، ما يؤدي إلى فقدان معظم تلك المساعدات أو تعرّضها للتلف أو النهب، وأكد أنّ الحل الوحيد يكمن في فتح المعابر البرية والسماح بدخول الإمدادات على نحوٍ مباشر وآمن إلى مخازن الهلال الأحمر والمؤسّسات المعنية بالتوزيع داخل غزة.
ويضع إغلاق معبر رفح السلطات المصرية في موقف بالغ الحرج، خاصّة مع تصاعد الغضب الشعبي داخلياً من مشاهد التجويع المتداولة في القطاع، في ظل اتهامات متزايدة لمصر بعدم بذل ما يكفي من الضغط لفتحٍ مستدامٍ للمعابر البرية. وبينما تحاول القاهرة الظهور بوصفها فاعلاً إنسانياً عبر المشاركة في الإسقاط الجوي، يرى كثيرون أن فعالية هذا المسار محدودة، وأن المطلب الجوهري يتمثل في تأمين ممر بري واسع وآمن ومستمر لدخول المساعدات، وهو ما لا يزال يصطدم بعراقيل إسرائيلية وتعقيدات أمنية على الأرض.
## استمرار المفاوضات التجارية بين الوفدين الصيني والأميركي في استوكهولم
29 July 2025 01:11 PM UTC+00
التقى مسؤولون صينيون وأميركيون، الثلاثاء، في استوكهولم، باليوم الثاني من المفاوضات حول الرسوم الجمركية المتبادلة، بهدف تمديد الهدنة التي اتّفق عليها في هذا المجال في محادثات جنيف مايو/أيار الماضي. وشاهد صحافيو وكالة فرانس برس الوفدين الأميركي والصيني برئاسة وزير الخزانة سكوت بيسنت ونائب رئيس الوزراء هي ليفينغ، أثناء دخولهما إلى مبنى روزنباد حيث تُعقد المفاوضات.
ولم ترشح أي معلومات حول مضمون المناقشات التي بوشرت الاثنين، في العاصمة السويدية. وأعربت بكين، الاثنين، عن أملها في إمكان عقد الجانبين محادثات تقوم على "الاحترام المتبادل والمعاملة بالمثل". وقال الناطق باسم الخارجية الصينية غوه جياكون: "نأمل من الولايات المتحدة، بالتعاون مع الصين، أن تعزز التوافق من خلال الحوار والتواصل، وتحد من سوء التفاهم، وترسخ التعاون، وتشجع تطوير العلاقات الصينية الأميركية بصورة مستقرة وسليمة ومستدامة".
وتهدف المحادثات في استوكهولم إلى تمديد الهدنة الممتدة على 90 يوماً، التي جرى التوصل إليها في جنيف مايو الماضي، ما وضع حداً لإجراءات الرد المتبادلة في مجال الرسوم الجمركية. وأفسحت هذه الهدنة المجال في خفض الرسوم الجمركية على المنتجات الأميركية والصينية من 125% و145% على التوالي إلى مستويات أقل بكثير بلغت 10% و30%. وتُضاف هذه الرسوم الجديدة إلى تلك التي كانت مفروضة على عدد من المنتجات قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في أواخر يناير/ كانون الثاني.
ركزت المحادثات التجارية السابقة بين الولايات المتحدة والصين في جنيف ولندن في مايو/أيار ويونيو/ حزيران على خفض الرسوم الجمركية المضادة الأميركية والصينية من المستويات المرتفعة، واستعادة تدفق المعادن الأرضية النادرة الذي أوقفته بكين، وتدفق رقائق إتش 20 للذكاء الاصطناعي التي تصنعها إنفيديا وغيرها من السلع التي أوقفتها واشنطن. وتواجه الصين مهلة تنقضي في 12 أغسطس/ آب للتوصل إلى اتفاق دائم بشأن الرسوم الجمركية مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعدما توصل البلدان إلى اتفاقات أولية في مايو ويونيو لإنهاء تبادلهما فرض رسوم جمركية، ووقف تصدير المعادن الأرضية النادرة في تصعيد استمر لأسابيع.
ورجح محللون أن تطلب الصين تخفيض الرسوم الجمركية الأميركية متعددة المستويات التي يبلغ مجموعها 55% على معظم السلع، وتخفيفاً جديداً لضوابط التصدير الأميركية على التكنولوجيا المتقدمة. وتقول بكين إن هذه المشتريات من شأنها أن تساعد على تقليل العجز التجاري الأميركي مع الصين، والذي بلغ 295.5 مليار دولار في عام 2024.
وتأتي المحادثات في السويد في مطلع أسبوع حاسم لسياسة الرئيس دونالد ترامب التجارية، إذ من المقرر أن تشهد الرسوم الجمركية على معظم الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة ارتفاعاً كبيراً في الأول من أغسطس/آب. مع اقتراب هذا الموعد النهائي، سارعت دول عدة لإبرام اتفاقات مع واشنطن. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، الأحد، التوصل إلى اتفاقية جمركية في اسكتلندا تخضع المنتجات الأوروبية المُصدّرة إلى الولايات المتحدة، بموجبها لرسوم جمركية نسبتها 15%.
ويقول محللون إن الجولة الثالثة من المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين التي تجري في استوكهولم هذا الأسبوع قد تمهد الطريق قبل قمة متوقعة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في الخريف. ومن المرجح أن يؤثر أي تصعيد جديد للرسوم الجمركية وقيود التصدير في خطط عقد اجتماع مع شي. وستكون هذه الرحلة أول لقاء مباشر بين الاثنين منذ بدء الولاية الرئاسية الثانية لترامب، في وقت لا يزال فيه التوتر التجاري والأمني بين القوتين العظميين المتنافستين يتصاعد.
(فرانس برس، العربي الجديد)
## إنياكي عن قضية شقيقه نيكو ويليامز: الكثير من الأشياء كانت أكاذيب
29 July 2025 01:18 PM UTC+00
فتح اللاعب الغاني، إنياكي ويليامز (31 عاماً)، قضية شقيقه نيكو (23 عاماً)، التي كانت محور حديث الجماهير والصحافة الرياضية في الفترة الماضية، بعد الشائعات التي راجت حوله، بسبب رفضه الانتقال إلى نادي برشلونة الإسباني، ومن ثم تجديد عقده مع نادي أثلتيك بلباو حتى عام 2035، واصفاً العديد من تلك الروايات بـ"الأكاذيب".
وقال قائد أثلتيك بلباو الجديد في مؤتمر صحافي: "كان صيفاً معقداً بعض الشيء بالنسبة للعائلة. كثر الحديث، وكثير مما قيل عن نيكو أكاذيب. كلّ ما فعله أخي هو التزام الصمت والتفكير، في الكثير من الأوقات خلال الصيف، لم يكن هناك إنصافٌ من الناس، كان نيكو يحاول اتخاذ قرار حياة ليس سهلاً، الضجيج الخارجي والعديد من الأحداث التي وقعت يمكن أن تجعل لديك شكوكاً".
وتابع إنياكي الذي يمثّل منتخب غانا، بعكس شقيقه الذي يلعب لصالح إسبانيا: "أعتقد أنّه اتخذ القرار الأمثل، لم يحسمه بقلبه فحسب، بل بناءً على طموحه أيضاً، كان من الأسهل عليه الذهاب إلى الفرق الكبرى والفوز بالدوري الإنكليزي أو الإسباني أو الألماني، لكنه قرر البقاء معنا، ترك إرثه هنا، ليصبح يوماً ما مثل جولين غيريرو الذي رفض العروض وبقي. خلال الفترة الماضية، عائلتنا ظلت هادئة إلى حد ما على الرغم من الضجة الكبيرة التي أثيرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي والحملة الإعلامية الهائلة".
وأردف إنياكي في هذا الصدد: "لا يُمكن السيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وكلنا نعلم أنها فوضى عارمة، لكن بعد ذلك تخرج لتتجول في بلباو، ويُظهر لك الجميع هذه المودة. هكذا يكون مشجعو أثلتيك، وليسوا من يُخرّبون جدارية، كان أخي قد حسم أمره مُسبقاً، لكن المشكلة هي أنّه كان لا بد من وضع عقد طويل الأمد، ولم يكن من الممكن الإعلان عنه بين عشية وضحاها، وحدثت أمور شوّهت ما أراد أثلتيك تحقيقه".
وفي ختام حديثه اعتبر إنياكي أن الشائعات المستمرّة التي كانت تأتي من برشلونة جزءٌ من حملة إعلامية ربما ظنوا أنّها ستجدي نفعاً، وقال: "جميعنا نعلم كيف تسير الأمور في كرة القدم والضغط الذي أرادوا ممارسته على نادي أثلتيك وعلى شقيقي، لقد ألحق هذا الضجيج الخارجي ضرراً بالغاً وزاد الأمور تعقيداً، لأن الكثير مما قيل، أو تسرب إلى وسائل الإعلام، أو ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي، كان أكاذيب. في النهاية، اتخذ نيكو القرار بمفرده. بنضج مذهل، وبعد دراسة جميع الإمكانيات المتاحة له، قرر دعم نادي أثلتيك بلباو وهذا المشروع وبناء إرثه. لا يمكننا أن ننسى أن لدينا لاعباً مصنفاً في المركز الخامس عشر عالمياً، وقد قرر دعم نادي أثلتيك بلباو".
## باييت يواجه محاكمة في البرازيل بسبب اتهامات بالعنف النفسي من امرأة
29 July 2025 01:18 PM UTC+00
يواجه اللاعب الفرنسي، ديميتري باييت (38 عاماً)، لحظات عصيبة في الوقت الحالي، حيث سيخضع للمحاكمة في البرازيل بسبب اتهامات بالعنف النفسي من امرأة تزعم أنّها كانت على علاقة به عندما كان يلعب في فريق فاسكو دي غاما، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس عن مصدرٍ مطلع على القضية. وقبِل قاضٍ في ريو دي جانيرو الشكوى التي رفعتها المحامية لاريسا فيراري، في 25 يوليو/ تموز، بتهمة التسبب بأضرار عاطفية ونفسية للضحية، فيما رفضت المكاتب الإعلامية التابعة للادعاء العام والمحاكم تأكيد الأمر احتراماً للسرّية القضائية، وفقاً للمصدر عينه.
وكان مكتب المدعي العام البرازيلي قد وجّه رسمياً، بتاريخ 20 يونيو/حزيران، لائحة اتهام إلى لاعب مرسيليا الفرنسي السابق، بعد أيامٍ قليلة من فسخ عقده مع فاسكو دي غاما، الذي دافع عن ألوانه منذ عام 2023 وسجل له ثمانية أهداف مع 16 تمريرة حاسمة، لكنه اليوم مجبرٌ على الخضوع للمحاكمة بعدما تقدّمت فيراري بالشكوى ضده في شهر إبريل/ نيسان الماضي.
وقال المتحدث باسم الشرطة المدنية في ريو لـ"فرانس برس": "سُجّلت الشكوى في مركز شرطة متخصص في دعم النساء، والتحقيق جارٍ تحت طابع السرية، ووفقاً لمحضر الشرطة المؤرخ بتاريخ 29 مارس/ آذار، ذكرت المرأة أنّها تعرّضت للاعتداء من قبل باييت، ما ترك آثاراً على جسدها، مشيرة إلى معاناتها من عنفٍ جسدي وأخلاقي ونفسي وجنسي".
وقالت المرأة في تصريحات للمصدر عينه، وهي من مشجعات نادي فاسكو دي غاما: "تعرّفت إلى باييت عبر إنستغرام، في أغسطس/ آب الماضي، ونشأت بيننا علاقة عاطفية. في ديسمبر/ كانون الأول نشب أول خلاف بيننا، وبدأ يهددني قائلاً إنّه سيُعاقبني، كان يطلب مني إثبات حبي له الذي كان يتضمن الإهانة". وأكدّت المرأة تسجيلها مقاطع فيديو لنفسها بطريقة مؤذية للنفس، لتضيف: "كان أحياناً يدفعني ويدوسني".
ووفقاً لتقرير آخر بحسب "فرانس برس"، فإن المشتكية تعاني من اضطراب الشخصية الحدّية، وهو اضطراب يتميّز بفرط الحساسية وعدم الاستقرار العاطفي في العلاقات، وقد طلبت من الشرطة توفير الحماية لها من النجم السابق لمنتخب "الديوك"، في الوقت الذي يسعى فيه الادعاء العام لإدانة اللاعب من خلال دفع الرعاية الطبية والتعويضات، مع العلم أنّ نجم ويستهام يونايتد الإنكليزي السابق نفى ممارسة العنف.
## أعداد غير مسبوقة بوفيات التجويع الإسرائيلي في غزّة
29 July 2025 01:24 PM UTC+00
وصف مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، الدكتور محمد أبوسلمية، الوضع في قطاع غزة بـ"الحرج والخطير جداً"، منبّهاً إلى أن ما يواجهه سكان القطاع في الوقت الحالي هو الوضع الأكثر والأشدّ إيلاماً منذ 22 شهراً. وأكد اليوم الثلاثاء أنّ الوفيات بسبب التجويع الإسرائيلي الممنهج وسوء التغذية في القطاع أصبحت بأعداد غير مسبوقة.
وأفاد أبوسلمية، في حديث خاص مع مراسل وكالة الأنباء القطرية (قنا)، بأن ️مستشفيات القطاع في أسوأ حالاتها، وأن السعة السريرية في مجمع الشفاء فاقت 250%، موضحاً أن ️مواد التخدير ستنفد من المستشفى خلال أيام قليلة.
وبيّن أن نحو 147 شهيداً، بينهم 88 طفلاً، قضوا بسبب الجوع وسوء التغذية الناتجة عن الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء، وأن أعداد الوفيات تزداد كل ساعة في القطاع مع اشتداد المجاعة وقلة الغذاء، لافتاً إلى أن الفئة الأكثر تضرّراً هي الأطفال، إذ إنّ أكثر من 17 ألف طفل دخلوا مرحلة سوء التغذية التام، وليس لدى وزارة الصحة ما يبقي الأطفال الخدج أحياء، لعدم توفر الحليب أو المواد الغذائية، خصوصاً أن مستشفيات الأطفال تعجّ بآلاف المرضى جراء مستوى الجوع الذي لم يسجل من قبل.
وقال إن "الأطفال لا يمكنهم الصمود طويلاً في وجه المجاعة، ولا يحتملون الصيام لفترات طويلة ما يعرّضهم لخطر شديد، وهم الفئة الأكثر هشاشة ومعرضون للإصابة بالأمراض، كما أن الأطفال خارج المستشفيات يواجهون خطراً كبيراً، إذ إنّ بعض سكان غزة يلجؤون للأعشاب للتغلب على نقص الغذاء لهم ولأطفالهم، وإن لم تفتح المعابر وتدخل المساعدات فوراً، ستكون هناك مقتلة"، مضيفاً أن ما نسبته 12% من الحالات التي تصلهم تعاني من سوء التغذية الحاد بسبب سياسة التجويع والحصار الإسرائيلي على القطاع، وأن نحو 90% من الحالات لا تتلقى الغذاء بانتظام يوميّاً.
وذكر مدير مجمع الشفاء الطبي أنهم يستقبلون يوميّاً في المجمع ما لا يقلّ عن 10 حالات تعاني من الإغماء والإنهاك وعدم التركيز بسبب سوء التغذية، تتراوح أعمارها بين 13 عاماً وما فوق"، مشيراً إلى أن المعاناة الحقيقية تبدأ لدى الجرحى والمصابين والمرضى بعد إنقاذ حياتهم، إذ لا يتوفر لهم الغذاء أو العلاج اللازم لتعافي جروحهم وتطبيبهم، فالوضع مأساوي للغاية.
ونوّه إلى أن المرضى لا يجدون شيئاً من الغذاء عالي البروتين والطاقة والفيتامينات والمعادن، إذ يمنع الاحتلال إدخالها لغزة بسبب الحرب المدمرة وسياسة التجويع الكارثية، مشدداً على أن نسبة حالات سوء التغذية الحاد بمجمع الشفاء وصلت إلى 12%، ونحو 25% من الحالات لديهم سوء تغذية ما بين متوسط وحاد.
وتحدث أبوسلمية عن توفير وزارة الصحة مكملات غذائية خاصة للأطفال أقل من 8 سنوات لكن ذلك لا يلبي الحاجة، فالمرضى والمصابون بحاجة إلى تغذية ضرورية، خاصة للذين يعانون من سوء التغذية، من محاليل وريدية وفيتامينات ومعادن وتغذية أمينية ومكملات غذائية عالية الطاقة، وسط حاجة ماسة وعاجلة للإجلاء الطبي للحالات الحرجة بإصابات في الدماغ والعمود الفقري، وللجرحى الذين هم بحاجة لعمليات معقدة تتطلب تقنيات غير متوفرة في غزة، وللمرضى الذين يتهدّدهم الموت إذا لم يُنقلوا فوراً للعلاج.
وشدّد على ضرورة إدخال عاجل للمستلزمات الطبية والغذائية مثل الحليب العلاجي للأطفال والرضّع، والمكملات الغذائية عالية البروتين والسعرات، ومحاليل جلوكوز مركّزة، وأغذية علاجية جاهزة، ومضادات حيوية وريدية، وأطعمة فيها مصادر البروتين، مؤكداً تعمّد الاحتلال انتهاج سياسة التجويع سلاحَ حرب، وإغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات، مرجحاً ارتفاع أعداد الوفيات سريعاً خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأشار إلى مواجهة سكان القطاع كارثة إنسانية وصحية حقيقية مع استمرار الحصار الخانق وإغلاق المعابر ومنع تدفق المساعدات وحليب الأطفال منذ ما يزيد عن 150 يوماً على نحوٍ متواصل، إذ تشير التقديرات الرسمية إلى حاجة غزة يومياً إلى 600 شاحنة إغاثية تشمل حليب الأطفال والمساعدات الإنسانية والطبية والوقود لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان، وإلى نحو 250 ألف علبة حليب شهرياً لإنقاذ الأطفال الرُّضّع من سياسة الجوع وسوء التغذية التي غزت أجسادهم الضعيفة طيلة المرحلة القاسية الماضية، معتبراً أن الحل الجذري والعاجل هو كسر الحصار فوراً، وفتح المعابر، وضمان تدفق حليب الأطفال والأدوية والمستلزمات الطبية والمساعدات.
وحثّ أبوسلمية المؤسّسات الإنسانية والدولية والأممية للاستجابة للمرضى والجرحى وتوفير المكملات الغذائية والأدوية اللازمة للسكان والأطفال تحديداً، مطالباً بتوفير الحاجات الأساسية للمواطنين، مثل الدقيق والأرز والخضار وحليب الأطفال للحدّ من سوء التغذية وآثاره السلبية على صحة المواطنين.
يُذكر أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" كانت قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين شهرَي مارس/آذار ويونيو/حزيران الماضيَين؛ نتيجة الحصار الإسرائيلي المطبق على قطاع غزة الذي يعيش حالة من المجاعة القاسية، في ما يوصف بأنه أسوأ كارثة إنسانية يعيشها الفلسطينيون، إذ تنعدم المواد التموينية والغذائية ومستلزمات الحياة كافّة.
وتتزامن المجاعة مع تصعيد عسكري كبير ودموي تقوم به قوات الاحتلال عبر قصف المنازل والمنشآت والأماكن العامة ومخيّمات النازحين في القطاع، ما أوقع مئات الآلاف من الشهداء والجرحى وفق ما تعلنه وزارة الصحة يومياً.
(قنا)
## إحالة 28 متهماً على الجنايات في قضية تصنيع المخدرات بمصر
29 July 2025 01:31 PM UTC+00
أحالت النيابة العامة في مصر، الإعلامية سارة خليفة حمادة و27 متهماً آخرين على محكمة الجنايات، في قضية تتعلق بتكوين منظمة إجرامية متخصصة في جلب المواد المخدرة المُخلقة وتصنيعها وترويجها، إلى جانب اتهامات بحيازة أسلحة نارية وذخائر دون ترخيص. وتُعد هذه القضية من أبرز ملفات الاتجار وتصنيع المخدرات التي شهدتها مصر في السنوات الأخيرة.
وجاء في أمر الإحالة الصادر عن النيابة العامة، اليوم الثلاثاء، أنّ المتهمين ألّفوا تنظيماً إجرامياً مُحكماً، يضطلع فيه كل متهم بدور دقيق ضمن سلسلة عمليات متكاملة، تبدأ من استيراد المواد الكيميائية الخام، التي تُستخدم في تصنيع المواد المخدرة المُخلقة (المصنعة كيميائياً)، وصولاً إلى تصنيعها داخل وحدات سرية، ثم تخزينها وترويجها في الأسواق.
وأوضحت التحقيقات أنّ بعض المتهمين تولوا مسؤولية جلب المواد الخام من خارج مصر، بينما اضطلع آخرون بتجهيز المعامل وتصنيع المخدرات بطرق علمية محكمة، فيما تولت مجموعة ثالثة مهام الترويج والتوزيع، فيما اتُّخذ أحد العقارات السكنية داخل البلاد مقراً رئيسياً لتخزين المواد الخام والمُصنعة.
ونجحت الأجهزة الأمنية في ضبط أكثر من 750 كيلوغراماً من المواد المخدرة المُخلقة، إلى جانب كميات ضخمة من المواد الكيميائية الخام التي تدخل في تصنيع المخدرات. ودفع هذا الحجم الكبير من المضبوطات النيابة العامة إلى إصدار سلسلة من القرارات السريعة، شملت التحفظ على أموال المتهمين، والكشف عن سرية حساباتهم المصرفية، وإدراج اثنين من المتهمين الهاربين على قوائم المنع من السفر وترقب الوصول، إلى جانب استمرار حبس باقي المتهمين احتياطياً على ذمة القضية.
واستند قرار الإحالة على أقوال عشرين شاهداً، من بينهم عناصر أمنية وشهود من أطراف التعامل، وارتكز أيضاً على أدلة رقمية وفنية، تضمنت مقاطع فيديو ومحادثات وصوراً توثق مراحل مختلفة من النشاط الإجرامي، سواء في أثناء عمليات التصنيع أو النقل أو التسويق.
وتعد هذه القضية واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في الأوساط الإعلامية والقضائية، بالنظر إلى اشتمالها على عناصر عامة معروفة، وفي مقدمتهم الإعلامية سارة خليفة، فضلاً عن حجم المواد المخدرة المضبوطة، والنمط الاحترافي الذي اتسم به التنظيم الإجرامي المتهم. ويأتي هذا الملف في سياق تنامي ظاهرة تصنيع المواد المخدرة المُخلقة في مصر، وهي مواد تُعد أكثر خطورة وتأثيراً من المخدرات التقليدية، وتُصنع غالباً من مركبات كيميائية عالية السُّمية تُجلَب من الخارج. وتُحذر جهات طبية وأمنية من تنامي انتشار تلك المواد في الأوساط الشبابية، ولا سيما مع صعوبة اكتشافها بالوسائل التقليدية، وغياب المعرفة المجتمعية بمدى خطورتها.
ويُنتظر مع إحالة المتهمين على محكمة الجنايات، أن تبدأ أولى جلسات المحاكمة خلال الأسابيع المقبلة. ويُتوقع أن تحظى الجلسات بمتابعة إعلامية وقانونية مكثفة، خصوصاً في ظل الأسماء المتهمة وحجم القضية، وتداعياتها المحتملة على الرأي العام، وعلى توجه الدولة في مكافحة شبكات تصنيع المخدرات غير التقليدية وترويجها.
## الكويت تدعم جهود أوبك+ لاستقرار سوق النفط العالمية
29 July 2025 01:40 PM UTC+00
قال وزير النفط الكويتي طارق الرومي، اليوم الثلاثاء، إنه متفائل بشأن أساسيات سوق النفط وإن جهود أوبك+ تهدف إلى تحقيق التوازن في السوق. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن الوزير قوله إن "الكويت تدعم الجهود الرامية إلى الحفاظ على استقرار سوق النفط العالمية"، مضيفاً أن قرارات أوبك+ تستند إلى تطورات السوق"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
تأتي تصريحاته عقب الاجتماع الوزاري للجنة مراقبة الإنتاج ضمن تحالف أوبك+ عبر الإنترنت أمس الاثنين، لإجراء محادثات موجزة للتأكيد على ضرورة الالتزام الكامل باتفاقيات إنتاج النفط. وخفضت مجموعة أوبك+، التي تضخ حوالي نصف النفط العالمي، إنتاجها لعدة سنوات لدعم السوق. إلا أنها عكست مسارها هذا العام لاستعادة حصتها في السوق، ومع مطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لأوبك بضخ المزيد للمساعدة في الحفاظ على استقرار أسعار البنزين.
وبدأت ثماني دول أعضاء في أوبك+ رفع الإنتاج في إبريل/ نيسان، وسرعت زيادة الإنتاج منذ ذلك الحين. ويدعو أحدث قراراتها إلى زيادة إنتاج النفط بمقدار 548 ألف برميل يومياً في أغسطس/ آب. وتوقعت منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" في تقريرها الصادر في وقت سابق من الشهر الجاري ان يبلغ الطلب العالمي على النفط في المتوسط 105 ملايين برميل يومياً هذا العام، بينما تتوقع أن ينمو الطلب إلى متوسط 106.3 ملايين برميل يومياً في عام 2026.
وتمتلك الكويت بعضاً من أكبر احتياطيات النفط في العالم، وعلى عكس جيرانها في الخليج، لا تزال تعتمد بشكل كبير على النفط في الوقت الذي تحرز فيه تقدماً بطيئاً في تنويع مصادر إيراداتها. وسجلت الكويت عجزاً في ميزانيتها للسنة المالية 2023-2024 بلغ 5.23 مليارات دولار، على خلفية انخفاض عوائد النفط على أساس سعر للخام بلغ 86.36 دولاراً للبرميل.
ووفقاً لمسودة ميزانية الكويت للسنة المالية 2025-2026، التي بدأت في الأول من إبريل/ نيسان، فمن المتوقع أن يتسع العجز إلى 20.43 مليار دولار مع توقع انخفاض إيرادات النفط بنسبة 5.7 بالمائة عن السنة المالية 2024-2025 على أساس سعر للخام يبلغ 68 دولاراً للبرميل، حسبما ذكرت وزارة المالية الكويتية في فبراير/ شباط. ويبلغ سعر التعادل النفطي في الكويت نحو 90 دولاراً للبرميل بما يعني أن أي انخفاض عن الرقم يعني عجزاً في الموازنة، كما أن أي انخفاض عن رقم 68 دولاراً للبرميل يعني زيادة عجز الموازنة عن الرقم المتوقع. ويدور سعر النفط الكويتي حول 70 دولاراً لبرميل النفط الخام.
(الدولار = 0.3055 دينار كويتي)
(رويترز، العربي الجديد)
## "أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن" في قطاع غزة
29 July 2025 01:43 PM UTC+00
أعلن المرصد الرئيسي للأمن الغذائي في العالم، الثلاثاء، أنّ "أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن" في قطاع غزة المحاصر والمدمّر بفعل الحرب المستمرة منذ 21 شهراً. وحذّر "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" IPC الذي وضعته الأمم المتحدة والصادر اليوم، من أن الأزمة الإنسانية "بلغت نقطة تحول مثيرة للقلق الشديد وفتاكة".
وأكد هذا المرصد، الذي تساهم فيه وكالات أممية متخصصة ومنظمات غير حكومية وهيئات محلية، أنّ عمليات إلقاء المساعدات فوق القطاع "لن تكون كافية لوقف الكارثة الإنسانية"، مشدداً على أنّ عمليات إدخال المساعدات برّاً "أكثر فاعلية وأماناً وسرعة". وطالب بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية بصورة "فورية وبدون عقبات"، مشدداً على أنها الوسيلة الوحيدة لوقف "الجوع والموت" اللذين يتصاعدان بسرعة.
NEW: IPC ALERT: Worst-case scenario of Famine unfolding in the Gaza Strip.
The worst-case scenario of Famine is currently playing out in the Gaza Strip. Conflict and displacement have intensified, and access to food and other essential items and services has plummeted to… pic.twitter.com/rrs05ht7jg
— Dawn Clancy (@dawnmclancy) July 29, 2025
وصدر هذا التحذير بعدما نبهت عدة منظمات إنسانية في الأيام الأخيرة من وفيات على ارتباط بالجوع في القطاع. وذكر التصنيف استناداً إلى بياناته الأخيرة أنه جرى بلوغ "عتبة المجاعة" في "معظم أنحاء قطاع غزة"، مشيراً إلى تزايد الوفيات بين الأطفال. وجاء في التقرير أنه "جرى نقل ما يزيد عن 20 ألف طفل لتلقي العلاج جراء إصابتهم بسوء تغذية حاد بين إبريل/ نيسان ومنتصف يوليو/ تموز، وأكثر من ثلاثة آلاف منهم يعانون من سوء تغذية وخيم". وأفاد عن تزايد الوفيات بسبب الجوع بين الأطفال الصغار. وذكر التقرير أنّ "أدلة متزايدة تظهر أن تفشي المجاعة وسوء التغذية والأمراض تتسبب بزيادة في الوفيات المرتبطة بالجوع".
دعوة إلى إيصال المساعدات إلى غزة
وحذّر التقرير من أنّ "وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة من دون عوائق" هو السبيل الوحيد لوقف تزايد الوفيات. وأضاف أنّ "الفشل في التحرك الآن سيؤدي إلى انتشار واسع للموت في معظم أنحاء القطاع".
وفي ظلّ ضغوط دولية مكثفة، أعلنت إسرائيل الأحد "تعليقاً تكتيكياً" يومياً لم تحدّد إلى متى سيستمر، من العاشرة صباحاً حتى الثامنة مساء، في مناطق محددة من غزة لأغراض إنسانية، مشيرة إلى دخول أكثر من 120 شاحنة محملة بالمواد الغذائية، فيما قامت بعض الدول مثل الأردن والإمارات ومصر بإلقاء مساعدات غذائية جوّاً فوق القطاع.
لكن المرصد لفت إلى أنّ عمليات الإلقاء من الجو لن تكون كافية "لوقف الكارثة الإنسانية"، فضلاً عن أنها باهظة الكلفة وتنطوي على مخاطر. وأكد أن تسليم المساعدات براً "أكثر فاعلية وأماناً وسرعة". وشدد على أن السكان الأكثر ضعفاً الذين يعانون من سوء تغذية حاد وبينهم أطفال "بحاجة للحصول على علاج منقذ للحياة بصورة متواصلة" من أجل التعافي.
ولفت إلى أنه "بدون تحرك فوري، سيستمر الجوع والموت في الانتشار بسرعة وبدون توقف". وقال المرصد إن تحذيره لا يعتبر بمثابة تصنيف جديد للمجاعة، بل يهدف إلى لفت الانتباه إلى الأزمة بناء على "آخر الأدلة المتوافرة" حتى 25 يوليو/ تموز. وأكد أنه يعمل على "توصية" أكثر دقة يصدرها في أسرع وقت ممكن ويضمنها تصنيفاته. وكان التصنيف المرحلي المتكامل أفاد في تقرير في مايو/ أيار، بأن قطاع غزة يواجه مستوى "حرجاً" من خطر المجاعة فيما 22% من سكانه مهددون بأن يعانوا من وضع "كارثي".
الكارثة في غزة تذكر بالمجاعة في إثيوبيا وبيافرا
وفي سياق متصل، قال برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، إن الكارثة الإنسانية في غزة تُذكر بالمجاعة التي شهدتها إثيوبيا وبيافرا في نيجيريا في القرن الماضي. وأوضح مدير الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي روس سميث: "هذا لا يشبه أي شيء شهدناه في هذا القرن". وأضاف "إنه يُذكرنا بالكوارث التي شهدتها إثيوبيا أو بيافرا في القرن الماضي"، مؤكداً ضرورة "التحرك العاجل". وأكد متحدثاً في اتصال بالفيديو من روما "ضرورة التحرك العاجل الآن".
According to the latest Integrated Food Security Phase Classification (IPC) Alert, 2 out of the 3 famine thresholds have now been breached in parts of #Gaza.
Food consumption has plummeted.
Acute malnutrition has risen, with malnutrition levels among children under five… pic.twitter.com/0DwV0UuwiD
— World Food Programme (@WFP) July 29, 2025
وأتت تصريحاته عقب تحذير "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" IPC الذي وضعته الأمم المتحدة. وقال سميث إنّ "كارثة تتكشف أمام أعيننا أمام شاشات التلفزيون". وأضاف "هذا ليس تحذيراً إنما دعوة للتحرك".
(فرانس برس)
## "غوغل" فشلت في التحذير من زلزال تركيا
29 July 2025 01:53 PM UTC+00
اعترفت شركة التكنولوجيا الأميركية غوغل بأن نظامها للإنذار المبكر بالزلازل فشل في تنبيه الناس بدقة خلال زلزال تركيا المدمر عام 2023. وكان من الممكن إرسال أعلى مستوى من الإنذار من "غوغل" إلى 10 ملايين شخص في نطاق 98 ميلاً من مركز الزلزال، ما كان سيمنحهم 35 ثانية للتحرك إلى أماكن آمنة. بدلاً من ذلك، أُرسِل 469 تحذيراً فقط من نوع "اتخذ إجراءً" عند وقوع الزلزال الأول الذي بلغت قوته 7.8 درجات.
وزادت خسائر الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا في فبراير/شباط 2023 على 51 ألف قتيل و120 ألف مصاب، مع هدم وتصدّع أكثر من 380 ألف مبنى، وخسائر ناهزت 34 مليار دولار بحسب تقديرات البنك الدولي، بينما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه تسبب بتكلفة باهظة بلغت 104 مليارات دولار.
ونظام الإنذارات متاح في أقل من مائة دولة، وتصفه "غوغل" بأنه "شبكة أمان عالمية" تعمل غالباً في البلدان التي لا يوجد فيها نظام إنذار آخر. ويعمل النظام على أجهزة "أندرويد"، التي تشكل أكثر من 70 في المائة من الهواتف في تركيا. وكان نظام الإنذار المبكر من "غوغل" جاهزاً ويعمل في يوم وقوع زلزال تركيا، لكنه قلل من شدته. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن "غوغل" أن نصف مليون شخص تلقوا تحذيراً من مستوى أقل، وهو مصمم لـ"الهزات الخفيفة"، ولا ينبه المستخدمين بالطريقة البارزة نفسها.
زلزال تركيا اختبر الخوارزميات
كتب باحثو "غوغل" في مجلة ساينس تفاصيل ما حدث، مبرّرين فشل الخدمة بـ"قيود في خوارزميات الكشف". بالنسبة إلى الزلزال الأول، قدّر النظام قوة الهزة بين 4.5 و4.9 على مقياس مغنطيسية الزلزال، فيما كانت قوته الحقيقية 7.8. كذلك قلّل النظام من شأن زلزال كبير ثانٍ وقع في وقت لاحق من اليوم نفسه، بحيث أرسل هذه المرة تنبيهات "اتخذ إجراء" إلى 8158 هاتفاً وتنبيهات "كن حذراً" إلى أقل من أربعة ملايين مستخدم.
بعد الزلزال، غيّر باحثو "غوغل" الخوارزمية لمحاكاة الزلزال الأول مرة أخرى. هذه المرة، أرسل النظام 10 ملايين تنبيه "اتخذ إجراء" إلى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر، و67 مليون تنبيه "كن حذراً" إلى الأشخاص الذين يعيشون بعيداً عن مركز الزلزال. وقالت "غوغل" لـ"بي بي سي": "يواجه كل نظام إنذار مبكر للزلازل التحدي نفسه، وهو ضبط الخوارزميات للأحداث الكبيرة".
## البقالي بعد وصوله إلى المغرب: تعامل الاحتلال مع ناشطي حنظلة سيئ جداً
29 July 2025 01:55 PM UTC+00
قال الصحافي المغربي، محمد البقالي، إن تعامل جيش الاحتلال الإسرائيلي مع ناشطي سفينة حنظلة كان "سيئاً جداً لناحية مستوى الإساءات أو الإهانات اللفظية، فضلاً عن الضغط النفسي، من خلال التهديد بتحميل أعضاء السفينة تهماً إرهابية واختراق منطقة عسكرية"، وذلك بعد وصوله إلى الدار البيضاء، الثلاثاء.
وكان جيش الاحتلال قد اعتقل، السبت الماضي، محمد البقالي، برفقة ناشطين من دول وجنسيات مختلفة وهم على متن سفينة حنظلة التي كانت تتجه إلى غزة، حاملةً بعض المساعدات الغذائية والدوائية لأهل القطاع الذين يعيشون منذ شهور تحت القصف الإسرائيلي المتواصل والإبادة الجماعية والتجويع الممنهج.
واعتبر الصحافي المغربي، في تصريح صحافي بعد وصوله، الثلاثاء، إلى مطار محمد الخامس في مدينة الدار البيضاء، قادماً من العاصمة الفرنسية التي وصلها أمس الاثنين، بعد الإفراج عنه من قبل جيش الاحتلال، أن "التعامل الإسرائيلي مع سفينة حنظلة يثبت مجدداً أننا أمام دولة مارقة لا تحترم القانون، حيث احتجز أعضاء السفينة في المياه الدولية بطريقة تشبه القرصنة".
ولفت محمد البقالي إلى أن تخوف ركاب السفينة لم يكن من قصفهم الذي كان مستبعداً، ولكن من الاعتقال والنسيان في سجون الاحتلال. من جهة أخرى، كشف البقالي أن جيش الاحتلال أجرى تحقيقاً مع ناشطي سفينة حنظلة بتهمة محاولة اختراق الحدود، نافياً أن يكونوا قد وقعوا على التزام بعدم العودة إلى غزة.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أفرجت عن البقالي، الاثنين، مع أربعة ناشطين آخرين من ناشطي سفينة حنظلة التي كانت تحاول كسر الحصار عن غزة، قبل أن ترحلهم إلى العاصمة الفرنسية، ومن هناك إلى الدار البيضاء. فيما كانت تنظيمات مهنية وسياسية وحقوقية وهيئات مؤيدة للفلسطينيين ومناهضة للتطبيع قد طالبت الدولة المغربية بتحمل المسؤولية الكاملة عن حمايته والإفراج عنه.
إلى ذلك، أكد الصحافي المغربي الذي يعمل مراسلاً لقناة الجزيرة، أن "القضية الفلسطينية قضية إنسانية وأخلاقية تتجاوز الحسابات السياسية"، قائلاً إنه "يكفي أن تكون إنساناً لتساند القضية الفلسطينية". كما عبّر عن امتنانه للمغاربة على تضامنهم مع ناشطي السفينة، مشدداً على أن "القضية الفلسطينية في قلب كل مغربي".
 وكان في استقبال محمد البقالي لدى وصوله إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، مجموعة من السياسيين والصحافيين، فضلاً عن ناشطين مؤيدين للفلسطينيين ومناهضين للتطبيع.
## برلين وباريس تبدآن عمليات إنزال مساعدات على غزة جواً الأربعاء
29 July 2025 01:55 PM UTC+00
أعلنت ألمانيا وفرنسا، اليوم الثلاثاء، أنهما ستبدآن عمليات إنزال مساعدات على قطاع غزة جواً، وفيما قالت برلين إنها ستقوم بذلك بدءاً من يوم غدٍ الأربعاء، أكد مصدر دبلوماسي أنّ باريس ستفعل الأمر نفسه في الأيام المقبلة. وقال المستشار الألماني فريدريش ميرز إنّ طائرتين ألمانيتين ستنقلان مساعدات من الأردن لإسقاطها جوّاً في غزة بدءاً من يوم غد الأربعاء، واصفاً ذلك بأنه إشارة بسيطة، ولكنها مهمة. وأضاف ميرز خلال مؤتمر صحافي مشترك مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في برلين: "قد لا يسهم هذا العمل إلا بشكل طفيف في المساعدات الإنسانية، لكنه يرسل إشارة مهمة: نحن موجودون هنا، نحن في المنطقة".
وأردف قائلاً إنّ طائرتين من طراز "إيه 400 إم" في طريقهما الآن إلى الأردن حيث ستتزودان بالوقود ثم تكملان مهمتهما الإغاثية في نهاية الأسبوع على أبعد تقدير، بالتنسيق مع فرنسا وألمانيا، مرحّباً بالخطوات الأولية التي اتخذتها إسرائيل للسماح بدخول المساعدات، لكنه أكد ضرورة اتخاذ المزيد من الخطوات.
وتابع أنّ ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة ستوفد "على الأرجح" الأسبوع المقبل وزراء خارجياتها إلى إسرائيل للمطالبة بإدخال مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة، وأوضح ميرز أن الدول الثلاث ستطلب من الوزراء التوجه إلى إسرائيل "على الأرجح يوم الخميس من الأسبوع المقبل"، وأضاف "ننطلق من مبدأ أن الحكومة الإسرائيلية مستعدة بالكامل للاعتراف بضرورة التحرك الآن".
من جهته، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ضرورة أن تنتهي الحرب الإسرائيلية على غزة، قائلاً إنّ "الكارثة الإنسانية في القطاع وصلت إلى مراحل لا يمكن وصفها". ونقلت قناة المملكة الأردنية عن الملك عبد الله قوله، خلال المؤتمر الذي جمعه مع المستشار الألماني، أنّ مشاهد الأطفال الجائعين في غزة أغضبت الناس حول العالم، والسماح باستمرار هذا الوضع وصمة عار على الإنسانية جميعاً.
وأكد ضرورة أن يدفع الانتشار المقلق للمجاعة والمعاناة بين المدنيين في غزة المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية وموحدة. وقال إنّ من الضرورة ألا يتم تسييس الجهود الإغاثية، مشدداً على أن استهداف المدنيين الجوعى خلال محاولاتهم للحصول على المساعدات "أمر غير مقبول". وأكد العاهل الأردني المطالبة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار، والاحترام التام للقانون الإنساني الدولي، ووصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق في غزة دون اعتراض. وأوضح أن الأردن قاد جهوداً إقليمية عبر إرسال قوافل المساعدات لغزة، والتنسيق لها، وتوفير الدعم الطبي الحثيث، وتسهيل الإجلاء الطبي الآمن للمصابين، معرباً عن امتنانه الكبير للدعم الذي قدمته ألمانيا للاستجابة الإنسانية في غزة.
وعن الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، قال العاهل الأردني: "يجب أن يتوقف التصعيد المستمر والخطير في الضفة الغربية والاعتداءات على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس"، مؤكداً أن الوضع حرج، ويهدد بإشعال أزمة إقليمية أوسع. ودعا الجميع إلى العمل معاً للدفع باتجاه وقف الحرب وإنهاء التصعيد، من أجل توفير أفق سياسي يمهد الطريق للسلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، معرباً عن تقديره لدعم ألمانيا لحل الدولتين.
في الشأن ذاته، نقلت وكالة فرانس برس، اليوم الثلاثاء، عن مصدر دبلوماسي، قوله إنّ فرنسا ستقوم "في الأيام المقبلة" بعمليات إلقاء مساعدات من الجو فوق غزة "لتلبية الاحتياجات الأساسية والملحة للسكان المدنيين". وأكد المصدر أنه "ستُتخذ أقصى الاحتياطات لضمان سلامة السكان خلال هذه العمليات".
وأوضح المصدر "أن هذه العمليات لا تهدف إلى أن تكون بديلاً لزيادة ملحوظة في حجم المساعدات التي تتطلب من إسرائيل فتح المعابر البرية من دون تأخير. وفرنسا تعمل أيضاً على عمليات إيصال (مساعدات) برّاً، وهو السبيل الأكثر نجاعة على الإطلاق لإتاحة إيصال المساعدات الإنسانية بكميات وفيرة ومن دون عوائق، والتي يحتاجها السكان بشدة".
ويرزح قطاع غزة البالغ عدد سكانه نحو 2.4 مليون نسمة، تحت وطأة حصار محكم تفرضه إسرائيل منذ بدء حربها على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأعلن "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" IPC، المرصد الرئيسي للأمن الغذائي في العالم الذي وضعته الأمم المتحدة، الثلاثاء أن "أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن" في قطاع غزة، وذلك بعدما حذّرت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية في الأيام الأخيرة من خطر انتشار المجاعة.
والأحد الفائت، استؤنف إلقاء المساعدات من الجو في غزة، فيما أعلنت إسرائيل "تعليقاً تكتيكياً" يومياً محدوداً لعملياتها العسكرية لأغراض إنسانية في بعض مناطق القطاع. والاثنين، أعلن المستشار الألماني أنّ بلاده ستقيم مع الأردن "جسراً جوياً للمساعدات الإنسانية" مع قطاع غزة، مشيراً إلى أن فرنسا والمملكة المتحدة مستعدتان للانضمام إلى هذه المبادرة. والاثنين قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي لم يتطرّق إلى الآن بإسهاب إلى الكارثة الإنسانية في غزة، إن هناك مؤشرات على "مجاعة حقيقية" في قطاع غزة، معلناً أن واشنطن "ستُنشئ مراكز لتوزيع الطعام".
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)
## السويداء عطشى: أزمة مياه خانقة بعد تعطل الآبار
29 July 2025 02:13 PM UTC+00
تتفاقم معاناة آلاف الأهالي من مدينة السويداء والنازحين إليها، ومن القرى المجاورة جنوبي سورية، وسط صعوبة الحصول على مياه الشرب والنظافة الشخصية منذ أيام، نتيجة انقطاع الكهرباء وغياب المحروقات وتعطّل معظم الآبار.
ونشرت صفحات إخبارية محلية في السويداء مقاطع مصوّرة تظهر تفاقم أزمة المياه، وصعوبة الحصول على مياه صالحة للشرب، في حين وزّعت جمعية الهلال الأحمر السوري خزانات مياه في شوارع المدينة لمساعدة السكان.
وقال كمال السعدي وهو من أبناء السويداء لـ"العربي الجديد" إن الناس بحاجة ماسة لكلّ مقوّمات الحياة، فلا كهرباء ولا مياه متوفرة، وهناك صعوبة كبيرة في الحصول على الخبز والمواد الغذائية، وسط شحّ في كلّ الاحتياجات، وأضاف أن معظم آبار المياه التي يعتمد عليها السكان لتأمين احتياجاتهم معطلة بسبب انعدام الكهرباء والمحروقات، وبات الأفراد يتنقلون بين الأحياء، بحثاً عن أي مصدر متوفر للمياه.
أما ميساء العبد الله، وهي من سكان ريف السويداء وتستضيف عائلات نازحة، فأشارت إلى أن أزمة المياه في المحافظة ليست جديدة، لكنها تفاقمت منذ بداية المعارك والأحداث، وأضافت لـ"العربي الجديد" أن السويداء تعتمد منذ نحو عشر سنوات على الآبار الجوفية للحصول على المياه، وهناك ما يقارب 150 بئراً في المحافظة، لكن معظمها تعطّلت خلال سنوات الحرب، نتيجة مشاكل الكهرباء والفساد في المؤسّسات الخدمية للدولة.
وتابعت ميساء: "في قريتي نحو 16 بئراً كلها معطّلة، ورغم محاولة الحكومة الجديدة تأمين غطاسات لهذه الآبار، غير أنه لم يجرِ تشغيلها بعد، كما أن بعض الآبار جرى تشغيلها عبر السكان من مبادرات محلية. وبعد الهجوم الأخير على السويداء وانقطاع الكهرباء والمحروقات، توقفت الآبار القليلة التي تعمل بسبب صعوبة ضخ المياه، لا سيّما إلى الأبنية المؤلفة من طوابق مرتفعة".
ولفتت إلى أن بعض السكان يحصلون حالياً على المياه من آبار خاصّة تبيع المياه بالصهاريج، وتصل تكلفة 25 برميلاً إلى نحو 125 ألف ليرة سورية (نحو 12 دولاراً أميركياً)، وحاليّاً تضاعفت الأسعار أكثر بسبب الأزمة، وختمت بالقول: "إذا استمر الوضع هكذا، فنحن متّجهون نحو كارثة إنسانية صعبة جداً على الجميع".
وفي سياق متّصل، دخلت اليوم الثلاثاء قافلة مساعدات وصلت من دمشق إلى السويداء، عن طريق معبر بصرى الشام الإنساني بريف درعا، وتتألف القافلة، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا)، من 22 شاحنة تحمل 27 ألف لتر من المحروقات، و2000 سلة غذائية، و2000 سلة صحية و10 آلاف عبوة مياه شرب و40 طناً من الطحين، إضافة إلى مواد طبية.
والقافلة هي الرابعة خلال يومين، إذ سبق أن وصلت أمس الاثنين قافلة مساعدات محمّلة بالمواد الغذائية والإغاثية والطبية إلى معبر بصرى الشام الإنساني.
## لبنان: الحكم غيابياً بإعدام المتهم بقتل جندي في "يونيفيل"
29 July 2025 02:13 PM UTC+00
أصدرت المحكمة العسكرية في لبنان حكماً غيابياً بالإعدام بحق محمد عيّاد، المتهم بقتل الجندي الأيرلندي في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) شون روني، في ديسمبر/ كانون الأول 2022. وقالت "يونيفيل"، في بيان، اليوم الثلاثاء، إنّ "المحكمة العسكرية الدائمة في لبنان، دانت في وقت متأخر من الليلة الماضية، ستة من الأفراد المتهمين بقتل جندي حفظ السلام الأيرلندي شون روني في العاقبية في ديسمبر 2022، وجرت تبرئة شخص واحد".
ورحّبت "باختتام إجراءات المحاكمة وبالتزام الحكومة اللبنانية بتقديم الجناة إلى العدالة"، مشيرة إلى أنه "منذ وقوع الهجوم، قدّمت يونيفيل دعمها الكامل للسلطات اللبنانية والأيرلندية في إجراءاتهما القضائية". وفي يونيو/ حزيران 2023، اتهم القضاء العسكري خمسة من عناصر تابعين لحزب الله، بجرم القتل عمداً في الاعتداء على دورية للكتيبة الأيرلندية العاملة في "يونيفيل"، الذي أسفر عن مقتل روني (23 عاماً) وإصابة 3 من زملائه بجروح. وساهم حزب الله بتسليم عيّاد إلى القضاء، رغم أنه نفى صلته بالأشخاص المتهمين بالقضية، مؤكداً أنّ هؤلاء ليسوا أعضاء في الحزب، ولائحة الاتهام لم تذكر أنهم ينتمون إلى حزب الله، علماً أنّ المنطقة التي وقعت فيها الحادثة يُعرف الحزب بنفوذه فيها.
ووقتها، وصف مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا الحادث بـ"غير المقصود"، داعياً إلى عدم إقحام الحزب فيه وترك المجال للأجهزة الأمنية للتحقيق. وقال، نقلاً عن أهالي البلدة، إنّ "سيارة تابعة للقوة الأيرلندية دخلت في طريق غير معهود العبور فيه، فيما سلكت السيارة الثانية الأوتوستراد الدولي المعهود المرور عبره، ولم يحصل معها أي إشكال".
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، أخلت المحكمة العسكرية سبيل عيّاد لقاء كفالة مالية، وذلك بعد تقديم وكيله القانوني تقارير طبية تظهر معاناته من وضع صحي صعب يستوجب عناية ومتابعة طبية مستمرّة، علماً أنه لم يبرز منذ فترة طويلة أي تقرير طبي للمحكمة يثبت حالة موكله أو تطور وضعه الصحي، ما دفعها إلى تكرار طلبها الحصول على التقرير.
واتهم القرار الاتهامي الذي أصدره قاضي التحقيق العسكري الأول فادي صوان عناصر محمد عيّاد وأربعة أشخاص بـ"تأليف جماعة من الأشرار، وتنفيذ مشروع جرمي واحد". وأكد أنّ أفعال كل من عيّاد وأربعة آخرين فارين من وجه العدالة، تنطبق على الفقرة الخامسة من المادة 549 من قانون العقوبات اللبناني، التي تنصّ على أنه "إذا ارتكب جرم على موظّف رسمي أثناء ممارسته الوظيفة أو في معرض ممارستها أو بسببها يعاقب بالإعدام"، وشددت الحكومة الأيرلندية مراراً على "ضرورة محاسبة المسؤولين عن أي هجمات تستهدف قوات حفظ السلام".
## جواو فيليكس "نصراوي" إلى جانب رونالدو.. أولى كلمات نجم البرتغال
29 July 2025 02:19 PM UTC+00
أعلن نادي النصر السعودي، اليوم الثلاثاء، توقيعه مع النجم البرتغالي جواو فيليكس (25 عاماً)، قادماً من نادي تشلسي الإنكليزي بعقدٍ يمتد حتى عام 2027، بعد مسيرة شهدت صعوبات في أوروبا، تحديداً منذ رحيله عن بنفيكا البرتغالي عام 2019، إذ خاض تجارب متوسطة إلى سيئة مع أندية أتلتيكو مدريد، وبرشلونة الإسبانيين، وتشلسي، وميلان الإيطالي خلال الموسم الماضي، حيث لم ينجح في إثبات نفسه، بعدما كانت الآمال كبيرة عليه ليكون واحداً من أبرز نجوم العالم.
ورحّب نادي النصر، ثالث الدوري السعودي الموسم الماضي بلاعبه الجديد بعبارة: "لنُحقّق الفـوز معاً، جواو فيليكس .. نصراوي"، في حين أن أولى كلمات ابن مدينة بازو البرتغالية كانت: "أنا هنا لنشر السعادة.. فلنحقق الفوز معاً"، مع نشر العديد من الصور للحظة توقيع اللاعب على العقد وحمله القميص الأصفر، إذ سيتمكن هناك من اللعب إلى جانب مواطنه الأسطورة كريستيانو رونالدو، وتحت قيادة المدرب البرتغالي أيضاً جورخي جيسوس.
وقال اللاعب الجديد في مقطع فيديو نشره حساب النصر على منصة إكس: "أنا سعيدٌ جداً لوجودي هنا، سعيدٌ جداً بانضمامي إلى هذا النادي وإلى مجموعة لاعبين مميزين، وأنا متحمّس للبداية، لقد تحدّثت مع جيسوس عدّة مرات، أنا أعلم أنّه يحبني جداً، هو دائماً يقول ذلك لي، وإلى بعض اللاعبين الآخرين الذين زاملتهم في المنتخب، ولذلك أخيراً سأعمل معه، أنا متشوق للعمل معه، ومساعدته بأي طريقة استطيعها".
وكان جواو فيليكس قد برز بسنٍ صغيرة للغاية بعمر الـ18 عاماً تقريباً، بفضل مهاراته وقدراته الفنية، فهو بإمكانه اللعب في العديد من المراكز الهجومية، ما يعطي المدربين فرصة لاستخدامه في أكثر من مكان، على الجناح أو كمهاجم أول أو ثانٍ وكذلك كلاعب وسط.
"لنُحقّق الفـوز معًا"
جواو فيليكس .. نصراوي pic.twitter.com/yhGZZ9584o
— نادي النصر السعودي (@AlNassrFC) July 29, 2025
## مسؤول سوري يبيّن فرص وفوائد الاستثمار الإماراتي في ميناء طرطوس
29 July 2025 02:19 PM UTC+00
كشف مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية في سورية، مازن علوش، عن فرص عمل ستتاح للسوريين من خلال الاستثمار في ميناء طرطوس من شركة "موانئ دبي العالمية"، التي وقعت الهيئة مذكّرة تفاهم معها في مايو/أيار الماضي. وأوضح علوش، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن العقد يلزم الشركة المستثمرة باستخدام عمالة سورية مؤهلة بنسبة لا تقل عن 90% من إجمالي القوى العاملة، مع تنفيذ برامج تدريب داخلية وخارجية متقدمة دورياً، كما ستنشئ الشركة منظومات تشغيل حديثة تستدعي تأهيلاً مهنياً متطوراً، ما سيتيح فرص عمل جديدة ونوعية في مجالات الموانئ واللوجستيات.
وعن الفوائد الملموسة لهذا التعاقد، لفت علوش إلى أنه يهدف إلى تطوير البنية التحتية، وتعميق الغاطس، وتوسيع الأرصفة، وتجهيزها بمعدات مناولة متطورة، الأمر الذي من شأنه تقليص زمن عمليات الشحن والتفريغ وزيادة الطاقة الاستيعابية. وهذا سيسهم في تسريع دخول السلع، وتقليل تكاليف التخليص والنقل، ما يسهل حركة التجارة ويحسّن توافر المواد الأساسية في السوق المحلية. ويشكل استثمار شركة "موانئ دبي العالمية" في تطوير وتشغيل ميناء طرطوس، بقيمة 800 مليون دولار، ركيزة استراتيجية ضمن خطة الدولة السورية لإعادة الإعمار وتحفيز النمو الاقتصادي. وسيدعم المشروع سلاسل التوريد الوطنية، ويقلل من تكاليف النقل، ويحفز الاستثمار الصناعي والتجاري في المنطقة الساحلية والمناطق الحرة المجاورة، ما سينعكس مباشرةً على تحريك عجلة الاقتصاد السوري وتعزيز الناتج المحلي.
وعن انعكاسات الاستثمار في الميناء، قال علوش: "نتوقع أن يسهم تحسين كفاءة المرفأ في تخفيض التكاليف التشغيلية للتجار والموردين، وبالتالي انخفاض أسعار السلع، لا سيّما الأساسية منها، على المستهلك النهائي، كما أن رفع تنافسية ميناء طرطوس سيدفع باتجاه تحفيز المنافسة مع مرافئ أخرى، ما يعود بالنفع على السوق المحلية"، وأضاف علوش: "أولاً، ينص العقد على إشراف الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية على كل تفاصيل التنفيذ والتوظيف والتشغيل، بما يضمن أن تبقى الأولوية للمصلحة الوطنية. ثانياً، إنّ إدماج ميناء طرطوس ضمن شبكة موانئ دبي العالمية سيعزّز من موقع سورية ممراً تجارياً إقليمياً، ويجلب استثمارات إضافية تفتح آفاقاً واسعة للمواطنين في مجالات العمل والخدمات والدعم اللوجستي".
وتشمل مذكرة التفاهم استثماراً شاملاً في تطوير وإدارة وتشغيل محطة متعدّدة الأغراض في ميناء طرطوس، بما يؤدي إلى رفع كفاءة الميناء وزيادة طاقته التشغيلية، ويعزّز من دور الميناء مركزاً محورياً لحركة التجارة الإقليمية والدولية، كما اتفق الطرفان على التعاون في تأسيس مناطق صناعية ومناطق حرة، إلى جانب موانئ جافة ومحطات عبور للبضائع في عدد من المناطق الاستراتيجية داخل سورية، ما يعكس التزام الطرفين بدعم التنمية الاقتصادية وتسهيل حركة التجارة والنقل، بحسب البيان الصادر عن الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية في سورية في مايو/أيار.
## مرتكب جريمة مانهاتن كان يستهدف رابطة دوري كرة القدم الأميركية
29 July 2025 02:23 PM UTC+00
شهد حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية صدمة كبيرة صباح اليوم الثلاثاء، بجريمة راح ضحيتها أربعة أشخاص بينهم شرطي، بحسب ما ذكر عمدة المدينة إريك آدامز، قبل أن يلقى الجاني حتفه عقب إطلاقه النار على نفسه، لتتكشف في وقتٍ لاحق العديد من الأمور المثيرة، بينها أنّ ما حصل كان له علاقة بكرة القدم الأميركية.
ووفقاً لإريك آدامز، فإن المسلح الذي أقدم على الجريمة بمبنى مكاتب في مانهاتن كان يحاول استهداف مقرّ الرابطة الوطنية لكرة القدم الأميركية، وبالتالي يعتقد المحققون أنه أطلق النار على عدّة أشخاص في ردهة المبنى، لكنه دخل إلى المصعد الخطأ، بحسب ما ذكرت "أسوشييتد برس".
وذكرت الشرطة إن الجاني، شين تامورا، لديه تاريخ من الاضطرابات النفسية، وأن رسالة غير مفهومة عُثر عليها إلى جانب جثته، تُشير إلى أنّه كان لديه شكوى ضد الرابطة الوطنية لكرة القدم الأميركية بسبب ادعاء بأنّه يعاني من اعتلال دماغي رضحي مزمن، بعدما كان قد لعب كرة القدم الأميركية في المدرسة الثانوية بكاليفورنيا قبل عقدين من الزمن.
وكان صاحب الـ27 عاماً، المولود في هاواي ويقيم في نيفادا، قد مارس كرة القدم الأميركية على مستوى الشباب، وقد أعرب في رسالة وداعه عن استيائه من دوري كرة القدم الأميركية وعواقبه الصحية، محمّلاً المسؤولية لهذه الرياضة بحسب ما ذكرت شبكة "سي أن أن"، إذ أكد أن مرضه مرتبطٌ بضربات الرأس التي تعرّض لها خلال فترة وجوده في الملاعب.
وفقًا للمصدر عينه، كتب مرتكب جريمة مانهاتن في رسالته: "كرة القدم سببت لي اعتلالاً دماغياً مزمناً، وجعلتني أشرب لترات من مانع التجمّد". وذكر شين تامورا في رسالته اسم تيري لونغ، وهو لاعب كرة القدم الأميركية في فريق بيتسبرغ ستيلرز، شُخّص باعتلال دماغي رضحي مزمن وانتحر عام 2005، وكتب: "لا يمكنك المنافسة في دوري كرة القدم الأميركية، سيسحقونك، أرجوكم ادرسوا عقلي، أنا آسف، أعتذر على كلّ شيء".
ويستمرّ الجدل حول الاعتلال الدماغي الرضحي المزمن في دوري كرة القدم الأميركية، وكيف تؤثر إصابات الرأس على لاعبيه؟ فعلى سبيل المثال، عانى فيليب آدامز، وهو لاعب سابق في دوري كرة القدم الأميركية من هذا المرض، وانتحر في عام 2021 بعدما قتل خمسة أشخاص، وحول ذلك قالت مديرة مركز الطب الرياضي بمعهد نيويورك للتكنولوجيا، الدكتورة هالي زويبل، لصحيفة نيويورك بوست: "لا يهم عدد الارتجاجات التي تُصاب بها في حياتك، بل عدد الضربات التي تتلقاها على الرأس. لا يوجد علاج. يؤثر الاعتلال الدماغي المزمن على القدرة على التواصل، فيشعر اللاعب بالإحباط، ويتصرف باندفاع، ويعاني من عدم الاستقرار العاطفي". وكان المتحدث باسم اتحاد كرة القدم الأميركي (NFL) قد أقرّ في عام 2009 بأنّ الارتجاجات الدماغية قد تُسبب تلفاً دماغياً طويل الأمد.
وأخيراً، ذكرت مفوضة شرطة نيويورك، جيسيكا إس.تيش، أن الجاني "لديه تاريخ موثق من المشاكل الصحية العقلية" وأوضحت أن العمل جارٍ حالياً للوقوف على دوافع ذلك الهجوم، بعدما عثرت الشرطة في سيارته على "حقيبة بندقية مع ذخيرة ومخزن مسدس مُلقّم وحقيبة ظهر وأدوية موصوفة باسم ديفون تامورا".
## أطفال الشوارع في تونس: معاناة تتفاقم مع الأزمة الاجتماعية
29 July 2025 02:35 PM UTC+00
تدقّ جمعيات مدنية تُعنى بحقوق الطفل في تونس ناقوس الخطر، بعد تسجيل ارتفاع مقلق في أعداد الأطفال المشردين في الشوارع، إذ يواجهون مخاطر الاستغلال من قبل عصابات الاتجار بالبشر التي توظفهم في أنشطة مرتبطة بالمخدرات والاستغلال الجنسي. وسجّلت تونس في السنوات الأخيرة تنامي ظاهرة الأطفال المُهملين والمُشردين في الشوارع، ممن يقعون فريسة لشبكات التسوّل والاتجار بالبشر، رغم جهود المجتمع المدني لتوسعة مؤسسات الإيواء والرعاية المخصّصة لهذه الفئة الهشّة. وكشفت بيانات رسمية صادرة عن وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة التونسية عن تلقيها 1750 إشعاراً بوجود أطفال في وضعية تشرد خلال عام 2022، ما يعكس حجم الظاهرة وتحديات احتوائها.
إزاء هذا الواقع، تنتقد منظمات مدنية مدافعة عن حقوق الطفل في تونس تراجع الاهتمام الرسمي من قبل مؤسسات الدولة بوضعية أطفال الشوارع، التي تزداد سوءاً تحت وطأة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية وتقلص موارد الحماية والرعاية. ورغم غياب إحصائيات رسمية محدثة ترصد العدد الفعلي لأطفال الشوارع في تونس، يُقدّر رئيس منظمة الدفاع عن حقوق الأطفال، معز الشريف، أن عددهم يُقدّر بالآلاف، من بينهم مئات الأطفال يعيشون بشكل كامل في الشارع، في قطيعة تامة مع أسرهم ومحيطهم المدرسي، ما يجعلهم في مواجهة مباشرة مع مختلف أشكال الاستغلال والعنف.
ويقول الشريف في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ المنظمات المدنية تحذر من وضعية أطفال الشوارع بعد الوصول إلى مرحلة العجز في توفير حلول تنتشلهم من مخاطر الجريمة والاغتصاب والاستغلال في ظل شبه استقالة لمؤسسات الدولة. وفي عام 2023، أعلنت وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة التونسية إطلاق خطة جديدة للتعهّد بالأطفال في وضعية الشارع، وذلك بالتعاون مع منظمات مدنية، وتهدف هذه الخطة إلى إعادة إدماج هؤلاء الأطفال داخل مراكز رعاية متخصصة أو ضمن أسر كافلة، في محاولة للحد من تفاقم الظاهرة وتوفير بيئة آمنة لهم.
وتهدف هذه الخطة إلى تخصيص فضاءات لتعهّد الأطفال نهاراً في وضعيّة الشارع، باعتمادات مالية تبلغ 1.5 مليون دينار تونسي (حوالى 490 ألف دولار أميركي)، وبطاقة استيعابية تقدَّر بنحو 150 طفلاً يومياً. لكن الشريف يؤكد أنّ هذا المشروع قد انهار فعلياً، بعد توقف خدمات التعهّد النهاري بأطفال الشوارع، وتراجع وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة عن الاتفاق المتعلق بوضع استراتيجية تشاركية لتحسين سبل التعهّد بهذه الفئة الهشّة.
وتابع: "الأطفال مواطنون صامتون لا صوت لهم يصل إلى السلطة، ما يجعلهم في وضع هشاشة دائمة"، لافتاً إلى أن هناك ثلاثة أصناف من أطفال الشوارع يتعرّضون لمخاطر بنسب متفاوتة: الفئة الأولى، يحافظون على الصلة بين مؤسسات التعليم وأسرهم، ويجري استغلالهم قتصادياً. والثانية، أطفال في قطيعة مع المؤسسات التربوية يعيشون داخل أسر في ظروف اجتماعية صعبة. أما الفئة الثالثة، فهي التي تعيش في الشوارع إلى جانب الأطفال المهاجرين.
وبحسب رئيس منظمة الدفاع عن حقوق الأطفال، كان يُفترض أن يخفف مشروع الحكومة، الحد الأدنى من الرعاية الظرفية للأطفال في وضعية الشارع، بالإضافة إلى المتابعة الصحية والرعاية النفسية لهم، غير أن توقف المشروع دون تبريرات رسمية تسبب في تفاقم هشاشة وضعيتهم، وفق قوله. واعتبر المتحدث أنّ الأزمة الاقتصادية والاجتماعية فاقمت على امتداد السنوات العشر الماضية، ظاهرة تشرد الأطفال في الشوارع، مشيراً إلى أن مؤسسات الدولة مسؤولة عن حماية الأطفال، بالإضافة إلى واجب الأسر تجاه هذه الفئة المهددة.
وشدّد الشريف على ضرورة الإدماج الاجتماعي لأطفال الشوارع، من خلال دعم مساراتهم التعليمية أو تمكينهم من تكوين مهني يوفّر لهم مهارات تؤهلهم للولوج إلى سوق الشغل، بما يُساهم في حمايتهم من مخاطر التشرد والانحراف، وذلك ضمن استراتيجية وطنية تشاركية تجمع بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني. ووفق قوله، فإن الأطفال المشردين في شوارع تونس هم، في الغالب، ضحايا التفكك الأسري والوضعيات الاجتماعية الهشة لأسرهم، مشدداً على أن هؤلاء الأطفال يجسّدون يومياً "قصص معاناة حقيقية تُعرض أمام أنظار المجتمع والدولة".
وبحسب البيانات الرسمية حول تقرير "حماية الطفولة المهدّدة والطفولة في خلاف مع القانون"، فقد بلغ عدد الإشعارات المتعلقة بتعرّض الأطفال للإهمال والتشرّد حوالى 1600 إشعار خلال سنة 2021، توزعت بين 57.8% من الذكور و42.3% من الإناث. وتُظهر المعطيات أن أكثر الفئات العمرية تضرراً من ظاهرة التشرد هم الرضّع المُرفَقون بأحد الأبوين، بالإضافة إلى الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 12 سنة.
## "رويترز" عن غوتيريس: تحذير مرصد للجوع يؤكد ما كنا نخشاه وهو أن غزة على شفا المجاعة
29 July 2025 02:37 PM UTC+00
## غوتيريس: سكان غزة يعانون كارثة إنسانية هائلة
29 July 2025 02:38 PM UTC+00
## مشروع حكومي لترميم مجموعة من الأفلام المصرية الكلاسيكية
29 July 2025 02:55 PM UTC+00
سترمّم بعض الأفلام المصرية القديمة من قبل وزارة الثقافة بهدف عرضها على المنصات الرقمية، مع إطلاق مهرجان سينمائي خاص بها، إضافة إلى إنشاء قناة لها على موقع يوتيوب. والأفلام التي تقرر ترميمها هي: "القاهرة 30" و"الزوجة الثانية"، و"الحرام"، و"السمان والخريف"، و"غروب وشروق"، و"الرجل الذي فقد ظله"، و"قنديل أم هاشم"، و"شيء من الخوف"، و"زوجتي والكلب"، و"الطريق"، و"مراتي مدير عام"، و"جريمة في الحي الهادي"، و"بين القصرين"، و"قصر الشوق"، و"الشحات"، و"المستحيل"، و"الناس والنيل"، و"السراب".
وأكدت الوزارة في قرارها الصادر يوم السبت الماضي، أنها ستنظم مهرجاناً خاصاً بالأفلام المرممة يتضمن عروضاً جماهيرية للأعمال النادرة بصيغتها الرقمية الحديثة داخل قاعات عرض مجهزة، إلى جانب ندوات ولقاءات مفتوحة مع نقاد وكتاب وفنانين شاركوا في هذه الأعمال، وذلك لتعميق فهم الجمهور لمكانة هذه الأفلام في تاريخ السينما المصرية.
ولاقى قرار وزارة الثقافة استحسان بعض الفنانين الذين ظهروا في هذه الأفلام حيث أثنوا على قرار الترميم، معتبرين أنه خطوة مهمة للحفاظ على الأفلام المصرية الكلاسيكية من التلف، وحتى تظل موجودة بصورة جيدة يشاهدها الجمهور حالياً. وقالت الممثلة سهير المرشدي، التي شاركت في بطولة فيلمي "جريمة فى الحي الهادي" و"الزوجة الثانية"، من إنتاج 1967، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إنها "سعيدة جداً" بالقرار الصادر من وزارة الثقافة، مشيرةً إلى أن "فكرة ترميم الأفلام القديمة التي عرضت في فترات الخمسينيات والستينيات، ضرورية للغاية، فهي بمثابة حفاظ على تراثنا من أفلام الأبيض والأسود من التلف، وترميمها يمنحها عمراً جديداً".
من ناحيتها، قالت الممثلة والمنتجة سميرة أحمد، إحدى بطلات فيلم "قنديل أم هاشم"، إن موضوع ترميم الأفلام "مهم للغاية"، موضحةً أنها "ليست المرة الأولى التي تتخذ فيه هذه الخطوة الهامة"، لافتة إلى أنّ ترميم فيلم "قنديل أم هاشم"، كان "ضرورياً لإعادة مشاهدته بشكل جيد من الجمهور". كذلك، أشادت سميرة أحمد بفكرة عمل مهرجان للأفلام القديمة المرممة ومناقشة صناعها حولها ومنحهم الخبرة للجيل الحالي بتبادل الآراء بينهم لتحقيق أقصى استفادة ممكنة للأطراف كافة.
بدورها، شددت الناقدة السينمائية خيرية البشلاوي على أهمية ترميم الأفلام المصرية القديمة، قائلة لـ"العربي الجديد"، إنها "تتمنى تنفيذ هذه الخطوة فعلياً، وأن نرى هذه الأفلام على أرض الواقع، رغم أنها تحتاج إلى ميزانية كبيرة للغاية، لأن عملية الترميم ليست سهلة أبداً". وأوضحت أن قائمة الأفلام التي اختيرت لترميمها من "أهم الأفلام الموجودة وأعظمها وأقواها في التراث السينمائي المصري"، مضيفةً: "إن شاهدناها مرممة فعلاً، فسيكون ذلك إنجازاً لوزارة الثقافة المصرية".
وكان الممثل حسين فهمي الذي يرأس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أحد المهتمين بخطط ترميم الأفلام المصرية القديمة، وسبق له أن عرض عدداً منها في إحدى دورات المهرجان. قال فهمي لـ"العربي الجديد" إن مصر "تمتلك أفلاماً قديمة كثيرة رائعة يجب الحفاظ عليها"، لافتاً إلى أن "هناك مركز الترميم في مدينة الإنتاج الإعلامي يمتلك أعلى الإمكانات للترميم، وهو مليء بالخبراء في هذا المجال". أشار أيضاً إلى أن الأفلام المرممة التي عرضت في إحدى دورات مهرجان القاهرة "لاقت إعجاب الجميع"، لأنها "قديمة جداً، ومرّ على إنتاجها أكثر من 60 عاماً، وظهرت بجودة كبيرة في المهرجان".
وعرض عدد من الأفلام المصرية الكلاسيكية بعد ترميمها في مهرجاني القاهرة والجونة السينمائيين خلال الأعوام الماضية، وأبرزها: "شيء من الخوف" و"الحرام" و"قشر بندق" و"عمر المختار".
## أوروبا تخصص 17 مليار يورو لتحديث الطرق للجيش... هل تستعد للحرب؟
29 July 2025 03:05 PM UTC+00
في خطوة تعبّر عن تحوّل كبير في أولويات البنية التحتية في أوروبا، حذّر مفوض النقل في الاتحاد الأوروبي، اليوناني أبوستولوس تزيتزيكوستاس، من أن الطرق والجسور والسكك الحديدية في أنحاء القارة غير مؤهلة لتحمّل متطلبات النقل العسكري الثقيل، مثل الدبابات والمركبات القتالية، في حال اندلاع حرب مع روسيا. وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوترات الأمنية في القارة، واستجابة مباشرة لما يعتبره الاتحاد الأوروبي ضرورة استراتيجية لتعزيز "قابلية التنقل العسكري" عبر الدول الأعضاء، بما يشمل الدعم اللوجستي الفوري في حال نشوب نزاع مسلّح في شرق أوروبا أو البلطيق.
وأعلن تزيتزيكوستاس في مقابلة مع صحيفة  فاينانشال تايمز البريطانية، نشرت اليوم الثلاثاء، عن إطلاق خطة تحديث واسعة للبنية التحتية بقيمة 17 مليار يورو لرفع جاهزية الطرق والجسور لمتطلبات حركة القوات والمعدات العسكرية الثقيلة، وأضاف: "لدينا جسور قديمة بحاجة إلى تحديث، وأخرى ضيقة يجب توسيعها، وأماكن لا توجد بها جسور إطلاقاً، ما يتطلب بناءها من الصفر". هذا الاستثمار العسكري لن يصبح حكراً على الدفاع فحسب، بل سيمد شبكة النقل المدني ببنية تحتية محسنة تحمّل أوزاناً أكبر، ومن المتوقع أن يستفيد قطاع البناء، وصيانة السكك، والتقنيات الذكية للنقل من عقود طويلة الأجل. في الواقع، اقترحت ميزانية الاتحاد المقبلة أن يزيد التمويل للنقل بمعدل عشرة أضعاف مقارنة بالأطر المالية السابقة، مع حصة بطول عقد تصل إلى 17.65 مليار يورو لخيار "الانتقال العسكري" ضمن صندوق Connecting Europe Facility.
تعاون وثيق مع الناتو 
حدّدت المفوضية الأوروبية نحو 500  مشروع بنية تحتية ذات أولوية عسكرية، موزعة على أربعة ممرات نقل رئيسية في القارة، بالتعاون مع حلف شمال الأطلسي (ناتو)، لضمان القدرة على الانتقال السريع للقوات عبر الحدود دون عراقيل. وأكد المفوض أن أحد التحديات الحاسمة ليس فيزيائياً فحسب، بل هو إداريّ أيضاً؛ "فعلينا ضمان ألّا تتعطل حركة الدبابات في المعابر الحدودية بسبب الروتين أو البيروقراطية". ينضوي هذا الجهد في سياق خطة العمل على التنقل العسكري ، ضمن مبادرة الهيكل الدائم للتعاون الدفاعي (PESCO)، التي أُقرّت عام 2024. وتنص قانونياً على ضرورة تضمين متطلبات التنقل العسكري ضمن شبكة " TEN‑T (شبكة النقل الأوروبية)، بحيث تخدم البنية الطرقية والسككية أغراضاً مدنية وعسكرية معاً.
يأتي هذا التحوّل في إطار استراتيجية أوروبية أوسع لإعادة التسلّح وتعزيز الردع، وسط ما يعتقدون أنه تهديدات متزايدة من روسيا وتوسيع عضوية الناتو، كما يتماشى مع الخطط الألمانية والهولندية والفرنسية لإعادة هيكلة جيوشها لتكون أكثر مرونة وانتشاراً. وبحسب تقارير اقتصادية، فإن الاستثمار في "البنية التحتية العسكرية مزدوجة الاستخدام" (المدني والعسكري) قد يخلق أيضاً فرصاً للشركات العاملة في قطاع البناء، وتكنولوجيا النقل، والذكاء الصناعي المرتبط باللوجستيات، ما يربط الأمن القومي بمكاسب اقتصادية محتملة. هذا الاتجاه نحو عسكرة البنية التحتية يطرح تساؤلات جوهرية حول التوازن بين الاستثمار في الحرب والتنمية الاقتصادية المستدامة. ففي حين ترى المفوضية أن الأمن شرط أساسي للاستثمار والنمو، يرى مراقبون أن أولويات مثل التحول الأخضر أو رقمنة الاقتصاد قد تتراجع لصالح المشاريع ذات الطابع العسكري.
تأثير مباشر على قطاع النقل الأوروبي
من المتوقع أن يُحدث هذا الاستثمار العسكري تحوّلاً نوعياً في قطاع النقل الأوروبي، إذ سيدفع نحو تحديث شامل للشبكات البرية والسككية والجسور، بما يتجاوز الاستخدام العسكري إلى تعزيز الكفاءة اللوجستية المدنية أيضاً. فالشركات العاملة في مجالات الهندسة المدنية، وصيانة السكك الحديدية، وتكنولوجيا البنية التحتية الذكية، ستستفيد من العقود العامة طويلة الأجل التي تنفّذ ضمن هذه الخطة. وقد يؤدي تحسين قدرة الطرق والجسور على تحمّل أوزان ثقيلة إلى تطوير أنظمة النقل الصناعي والتجاري، بما فيها حركة الشحن بين الدول الأوروبية.
كما يُتوقّع أن تنمو الاستثمارات في القطارات السريعة وأنظمة الملاحة المتقدمة، التي يمكن استخدامها لغايات عسكرية ومدنية على حد سواء. وهذا ما قد يُعزّز التكامل بين شبكات النقل الوطنية ويُسرّع في تنفيذ "السوق الأوروبية الموحدة للوجستيات". في المقابل، عبّر بعض الخبراء في مجال البنية التحتية عن قلقهم من أن الأولوية العسكرية قد تُزاحم مشاريع النقل العام المستدام، خاصة تلك الموجهة نحو تحقيق أهداف المناخ وخفض الانبعاثات بحلول 2030، ويؤكّد محللون أن نجاح الخطة يتوقف على تحقيق توازن ذكي بين الأغراض الدفاعية والتجارية، لضمان ألّا يؤدي "اقتصاد الحرب" إلى تهميش مصالح الركاب والمستهلكين العاديين.
## الرئيس اللبناني في الجزائر: أول زيارة رسمية منذ 2002
29 July 2025 03:05 PM UTC+00
وصل الرئيس اللبناني جوزاف عون، اليوم الثلاثاء، إلى الجزائر في زيارة رسمية تستمر يومين، استجابة لدعوة كان قد وجهها له الرئيس عبد المجيد تبون في التاسع من فبراير/ شباط الماضي، وهي الأولى من نوعها لرئيس لبناني منذ 23 عاماً. وسيلتقي الرئيسان لبحث قضايا تخص العلاقات بين البلدين، والمجالات التي يمكن فيها للجزائر مساعدة لبنان، وبخاصة في الشق السياسي المرتبط بدور جزائري في الأمم المتحدة، وفي قطاع الطاقة، إضافة إلى حزمة التطورات الصاخبة التي تشهدها المنطقة العربية.
وأعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية، عبر حسابها على منصة إكس، وصول عون إلى مطار هواري بومدين "في مستهل زيارة رسمية، وكان في استقباله رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون". وأعرب عون عن سعادته بزيارة الجزائر "التي كانت دائماً حاضرة إلى جانب لبنان في أصعب الظروف"، وفق ما نقلته الرئاسة، مشيراً إلى أنّ "الجزائر لم تتأخر يوماً عن دعم لبنان، سواء في المحافل الدولية أو من خلال المساعدات الميدانية المباشرة".
الرئيس عون من الجزائر:
• أعرب عن سعادتي بزيارة الجزائر الشقيقة، التي كانت دائمًا حاضرة إلى جانب لبنان في أصعب الظروف.
• الجزائر لم تتأخر يومًا عن دعم لبنان، سواء في المحافل الدولية أو من خلال المساعدات الميدانية المباشرة. pic.twitter.com/GyeeRtOJTX
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) July 29, 2025
ويرافق الرئيس اللبناني وزير الخارجية يوسف رجي، ووزير الإعلام بول مرقص، والمستشار المكلف إعادة الإعمار علي حمية، ويتوقع أن يجري خلالها توقيع عدد من اتفاقات التعاون في مجال الطاقة والتجارة والنقل والإنشاءات التحتية، تشمل مساعدة الجزائر في إعادة إعمار لبنان عبر تمويل إعادة بناء بعض المنشآت، وإرسال هبة من النفط الجزائري لصالح لبنان. وهذه أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس لبناني للجزائر، منذ زيارة الرئيس إيميل لحود في يوليو/ تموز 2002، فيما كان الرئيس ميشال سليمان قد توقف في الجزائر لساعات فقط في مارس/ آذار 2013.
وتأتي أهمية هذه الزيارة في توقيت حساس يرتبط بالتطورات القائمة في المنطقة العربية، ولا سيما في لبنان وسورية والأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تبدي الجزائر انشغالاً مستمراً بالدفاع عن مصالح لبنان ووحدته، ضد العدوان الإسرائيلي، وتؤكد وجود قناعة لدى الجانب اللبناني بحيوية الدور الجزائري على الصعيد العربي، والدور الجزائري المتقدم لصالح لبنان في مجلس الأمن. وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، عيّنت الجزائر سفيراً جديداً لها في بيروت، هو كمال بوشامة الذي نُقل من سورية إلى لبنان.
وتتيح زيارة الرئيس اللبناني للجزائر مناقشة ملف التعاون في مجال الطاقة بين البلدين، ولا سيما أنّ شركة سوناطراك الجزائرية كانت ترتبط بعقد مع الوزارة اللبنانية للطاقة والمياه منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2005، لتوفير الديزل وزيت الوقود لفائدة مؤسسة كهرباء لبنان، غير أنّ العقد تعطل تنفيذه في عام 2020، بسبب قضية ما يُعرف بـ"الفيول المغشوش"، الذي تورط فيه وسطاء من الجزائر وأجانب، قبل أن تُجرى مشاورات بشأن تجديد الاتفاق نهاية عام 2022. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أبدت وزارة الطاقة اللبنانية رغبتها في أن "تكون علاقة الشراكة مع مؤسسات الدولة الجزائرية ومنها سوناطراك ممتازة، ودعم جهود الحكومة اللبنانية لاستكمال مسار إعادة إحياء علاقة الشراكة ضمن الأطر القانونية التي ترعى مصالح البلدين".
وفي حسن نية من الجانب الجزائري، أرسلت الجزائر نهاية العام الماضي حمولة من الوقود تُقدَّر بحوالى 30 ألف طن من مادة الفيول إلى لبنان للمساعدة في تشغيل محطات الكهرباء، تطبيقاً لقرار أصدره الرئيس تبون لتدعيم لبنان بالطاقة ومساعدته على تجاوز أزمته، والوقوف بجانبه في ظل الظروف الصعبة التي عاشها بسبب العدوان الإسرائيلي، من خلال تزويده فوراً بكميات من الفيول، من أجل تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية، وإعادة التيار الكهربائي في البلاد.
وتبرز في سياق العلاقات بين البلدين، مسألة مهمة بالنسبة إلى الجزائر خصوصاً، تتعلق بالتعاون في مجال مكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة، إذ يُعد لبنان واحداً من الدول التي تسعى الجزائر للتعاون معها في هذا المجال، حيث كانت الجزائر وبيروت قد وقعتا في إبريل/ نيسان 2022 اتفاقين يخصان تسليم المطلوبين للعدالة في البلدين، والتعاون القضائي بين الجزائر ولبنان في المجال الجزائي والإنابات القضائية.
وقال الباحث الجزائري المتخصص في شؤون الشرق الأوسط محمد مغراوي لـ"العربي الجديد"، إن "زيارة الرئيس اللبناني ستتيح للجزائر فهماً أعمق للتطورات والسيناريوهات المطروحة في لبنان وسورية وعموم الشرق الأوسط، وتقرب الجزائر أكثر من المنطقة التي ابتعدت عنها في العقدين الماضيين بعدما كان للجزائر مساهمة وحضور مهم في المسألة اللبنانية في السابق، وصولاً إلى اتفاق الطائف، سنلاحظ أنها أول زيارة رسمية لرئيس لبناني إلى الجزائر منذ ربع قرن تقريباً، خصوصاً مع عودة قوية ومهمة للدبلوماسية الجزائرية للاهتمام والتركيز على منطقة الشرق الأوسط والسعي للعب دور سياسي في صياغة حلول عربية"، مضيفاً أن "الجزائر يمكن أن تلعب دوراً يتجاوز البعد السياسي بالنسبة إلى لبنان، على مستوى ملف الطاقة، حيث يمكنها المساعدة في تمكين لبنان من حسن إدارة ثرواته واستغلالها، خصوصاً في مجال الغاز وفي مجال الكهرباء، بحيث يمكن مد لبنان بالخبرة الجزائرية في هذا المجال، ولبنان مدخل مهم بالنسبة إلى الجزائر إلى سورية التي تتطلع الجزائر إلى العمل فيها أيضاً في مجال الطاقة والكهرباء، وتتطلع إلى المشاركة في التكوين وتدريب الجيش اللبناني".
## سموتريتش يعلن "سنة الجفاف": الصهيونية تدفع ثمن تخريب طبيعة فلسطين
29 July 2025 03:11 PM UTC+00
وقع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بالتعاون مع وزارتي الزراعة والأمن الغذائي، على مرسومٍ أعلن العام الجاري "سنة جفافٍ" على إسرائيل، ما سيتيح عملياً تعويضات لمزارعين إسرائيليين كُثر في مناطق مختلفة. وأتى المرسوم على أثر كميّة الأمطار الشحيحة التي هطلت في شتاء العام 2024، وموجات الحرّ الشديد منذ بداية الصيف الحالي.
المرسوم شمل إعلان مناطق عديدة في الشمال وغور الأردن والجنوب مناطق جفاف، بعدما تضررت المحاصيل الزراعية فيها بصورة غير مسبوقة، وفقاً لما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الثلاثاء.
مرسوم للحفاظ على القيم المهمة للصهيونية والاستيطان
يُفعّل المرسوم في كل عام يكون فيه نقص الأمطار سبباً للإضرار بمحاصيل الزراعة البعلية/الحقلية، حسبما يوضح مدير زراعة الحقول في النقب، يارون غريمبرغ. والذي لفت إلى أن المُغاير في المرسوم الجديد "هو توسيع نطاق مناطق الجفاف، بناءً على توصية لجنة الجفاف، لتطاول مناطق عديدة في إسرائيل".
وفي الواقع، فإن مرسوم "سنة الجفاف" هو آلية اقتصادية ينفذها صندوق التعويضات (ضريبة الأملاك)، وتوفّر تعويضاً لمزارعي الزراعة البعلية الذين تضرروا من قلة الأمطار. التعويضات تتيح للمزارعين ضمان أنهم، على الأقل، لن يخسروا تكاليف الإنتاج. وهكذا، بحسب غريمبرغ "يعرف المزارعون أنه حتى في سنة سيئة سيُعوضون عن التكاليف التي استثمروها، ما يوفر لهم الأمان الاقتصادي، ويشجعهم على الاستمرار في الحفاظ على أراضي الدولة وعلى القيم المهمة للصهيونية والاستيطان".
"كارثة مرتقبة": الأرض تدفع الثمن
المرسوم الذي وقعه سموتريتش أتى غداة تحذير أطلقه مدير سلطة المياه الإسرائيلية، يحزقيل ليفشيتس، أمس الاثنين، عبر صحيفة "يديعوت أحرونوت"، من كارثة مرتقبة على إسرائيل؛ محملاً الطبيعة المسؤولية عن "جفاف" بحيرة طبرية والأنهر المتدفقة في منطقة الشمال، ملقياً باللوم على درجات الحرارة التي ما فتئت تحطم أرقاماً قياسية عاماً بعد آخر، متجاهلاً في الوقت ذاته عقوداً طويلة من تطويع الحركة الصهيونية لطبيعة فلسطين بما يتسق مع المشاريع التوسعيّة الاستيطانية التي قامت عليها إسرائيل منذ زمن مبكر.
ليفشيتس، الذي عرّفت سلطته هذه السنة بأنها "سنة جفاف لم يُشهد لها مثيل منذ قرن"، شدد على أنه يستند في ذلك إلى "معطيات وبيانات دقيقة" تؤشر على شُح المياه في منطقة الشمال، خصوصاً بعدما شارف نهر البانياس، الذي ينبع من سورية ويعد أحد روافد نهر الأردن، على الجفاف. وأوضح أن استهلاك الزراعة الإسرائيلية لكميات المياه المختلفة على أنواعها العذبة، المكررة والمالحة، والمقدرة بنحو 1.2 مليار متر مكعب سنوياً، يتصاعد في الوقت الذي "يزداد فيه عدد السكان والطلب على المياه كذلك، لكن كمية الأمطار لا تزداد بالوتيرة ذاتها، بل حتى تقل".
أمّا الحل الذي يقترحه مدير سلطة المياه لمواجهة "الكارثة"، فهو "إقامة مزيدٍ من محطات التحلية لأن أكبر مستهلك للمياه هو قطاع الزراعة". حلٌ يُذكر في الواقع بالتحذيرات من الجفاف والتي أطلقتها أطراف إسرائيلية معنية في السنوات الماضية، ليتبيّن بعدها "أن التحذيرات لم تكن متسقة مع الوقائع، وهدفت للترويج والتسويق لمحطات التحلية ودفع المزارعين للجوء إليها وخصوصاً في المناطق المربوطة بمشروع شبكة المياه القُطْرِيّة"، وفقما تُشير الباحثة الفلسطينية في هندسة البيئة، الدكتورة سميّة فلاح، في حديث لـ"العربي الجديد"، مستدركة بالقول إن "مسألة المناخ عموماً ليست هامشية فكمية الأمطار كانت قليلة في العام الفائت إلى جانب انخفاض منسوب المياه في الأنهر". وشددت فلاح على أن "الحركة الصهيونية على مدى عقود عبثت بالطبيعة الفلسطينية وطوّعتها لخدمة المشروع الإستيطاني وربط المستوطنين بالأرض عبر زراعتها".
في الواقع غيّرت الحركة الصهيونية عبر "الكرين كييمت" (الصندوق القومي اليهودي)، ومن خلال الاستيطان الزراعي الطبيعة في فلسطين، وغرست على مدى عقود مساحات شاسعة من الأراضي والجبال المحتلة بمزروعات وأشجار تتواءم مع طبيعة ومناخات الدول التي هاجر منها الغرباء. وفي المقابل، سلبت الفلسطينيين أراضيهم، ومن تبقى منهم، جرّدته الفلاحة والزراعة قاطعة "حبله السريّ" الذي يربطه بالأرض، ما أثر في الواقع ليس على الفلسطينيين فحسب، بل حتّى على طبيعة الكائنات الحية من حيوانات ونباتات تنمو وتعيش في الطبيعة والبريّة.
في هذه الأيام، تواجه الزراعة التي تُشكل عماد المستوطنات في الجليل والجولان مخاطر الجفاف بسبب خليط من العلاقات الطردية بين التغيّرات المناخية وتخريب الطبيعة؛ حيث توقف المزارعون في هذه المناطق عن زراعة المحاصيل الحقلية والبعلية، وهو ما دفع وزارة الزراعة إلى البحث عن حلول لمواجهة المعضلة جُلّها يستند إلى إقامة محطات تحلية مياه جديدة؛ إذ كما يقر ليفشيتس: "إسرائيل ليست تركيا أو إسبانيا؛ ففي حين شهدت الأخيرة جفافاً قبل عامين، ترتب عنه ارتفاع سعر زيت الزيتون، فإنه لدينا، عندما تجف الأشجار لا يرتفع السعر، بل لا يوجد زيتون".
المياه في ماضي الصهيونية وحاضرها ومستقبلها
في الواقع أقامت إسرائيل محطات تحلية عديدة في الخضيرة، عسقلان، وأسدود، وشورك وبلماخيم، ولكن المشكلة أن كل واحدة من هذه المحطات تستهلك نصفاً بالمئة من مجمل استهلاك الكهرباء في إسرائيل "وهي نسبه كبيرة" بحسب ليفشيتس، مقراً بأنه "بسبب الجفاف الحاد، قررت سلطة المياه زيادة كمية المياه التي تشتريها من محطات التحلية لتعويض النقص. وقريباً سنتوجه لمحطات التحلية ونطلب منها زيادة الإنتاج، حتى إن كان ذلك بتعرفة كهرباء أعلى".
ويتابع أنه حتى عام 2032 ستكون في إسرائيل ثماني محطات تحلية استعداداً لفترات الجفاف القادمة باحتساب انخفاض متوقع بنسبة 12% في الهطولات المطرية حتى عام 2050، وانخفاضاً أكبر بكثير حتّى عام 2100. وفي الواقع تستعد إسرائيل بحسبه، لأن تكون قدرتها الإنتاجية للمياه المحلاة 1.7 مليار متر مكعب بعد 25 عاماً، وهي كمية كبيرة جداً قياساً بقدرتها الحالية (800 مليون متر مكعب). ويختم بالقول إن "شتاء هذا العام حطم كل الرسوم البيانية. بحيرة طبرية لم ترتفع على الإطلاق. وهو أمر غير مسبوق".
التفكير الاستراتيجي الطويل الأمد بمسألة المياه ليس ميّزة للجيل الثالث من الإسرائيليين؛ فقبل نحو مئة عام، وتحديداً في 1939 على إثر صدور الكتاب الأبيض الذي حدد أعداد المهاجرين اليهود إلى فلسطين، اندفعت الحركة الصهيونية نحو عملية تخطيط دؤوبة لتجيير الأرض والموارد الطبيعة لخدمة مشروعها وإقناع الانتداب البريطاني بأن فلسطين قادرة على استيعاب أعداد كبيرة من المهاجرين.
مشاريع الحركة الصهيونية التي تمحورت حول الأرض والمياه وطابع الاستيطان الزراعي استلهمت من مشاريع مثيلة كانت تطوّر في العالم آنذاك؛ حيث جنّدت الحركة التي ربطت عقيدتها بـ"أرض داوود وسليمان الكبرى" مهندسين من أنحاء أوروبا لإخراج أفكارها إلى حيّز التنفيذ، وذلك باستخدام مياه أنهر الليطاني واليرموك والأردن لتغيير طبيعة بادية النقب الصحراوية جنوباً عبر نقل المياه إليها، فالمياه حجر أساس في مقوّمات البقاء البشري واستمراريته ولا يمكن للمستوطنين الجدد العيش في النقب دون ماء.
في وقت لاحق استقر الاختيار على نهر الأردن؛ حيث خططت الحركة عبر شركة "طاهل" التي اشتغلت بمياه الشرب حينها لحرف مسار النهر من الشمال بهدف إنشاء بحيرة تجميع للمياه في سهل البطوف بالجليل الأسفل. ولأن الفلسطينيين لم يكونوا في اعتبار الحركة الصهيونية قياساً بالاعتبارات الأمنية والاستيطانية المهمة لها، شمل مخطط البحيرة إغراق قرية كفر مندا وطرد أهلها لقرى أخرى.
بعد أعوام قليلة من النكبة وتحديداً في العام 1954 أصدر الحكم العسكري أمراً فعلياً لإخلاء القرية الواقعة بالجليل الأسفل لتنفيذ المشروع لكن الأهالي اشتبكوا بأجسادهم مع جنود الحكم العسكري ما أسفر عن وقوع جرحى ومعتقلين ومصادرة جزء من أراضيهم، فيما أُرّخ ذلك اليوم فلسطينياً باسم يوم الصمود، وعبرياً باسم "يوم أوري"، نسبة لأوري تاهون عنصر الاستخبارات الذي عاش بين الفلسطينيين وأتقن لغتهم، وعمل مع "طاهل" على تنفيذ المشروع.
على أثر ذلك، توجهت الأنظار الى الخطة "ب": بحيرة طبرية حيث بدأت الصهيونية عبر الشركات المعنية ببناء مضخات ضخمة في إطار "مشروع المياه القُطْري" الذي مد أنفاقاً تحت الأرض، وقنوات وأنابيب مرّت بسهل البطوف وصولاً إلى النقب جنوباً لنقل المياه إلى الأخير. وهو مشروع لم يسلم بالمناسبة من ضربات القوات السورية التي استهدفته فيما عُرف باسم "حرب المياه 1965"، لتجاوزه المعايير والاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمحاصصة بالنسبة لكميات المياه.
إبان تنفيذ المشروع الذي أنجز في ستينيات القرن المنصرم، سنّت إسرائيل عام 1959 قانوناً سيطرت من خلاله على جميع مصادر المياه (جوفية، سطحية وأمطار) ما حرم سكان الأرض الأصليين من الاستفادة من مواردهم الطبيعة؛ ففيما وصلت المياه إلى مستوطنات النقب من خلال المشروع المذكور، حُرمت القرى الفلسطينية غير المعترف بها هناك حتّى اليوم من وصول مياه الشرب إليها.
بمرور السنوات استهلكت المشاريع الاستيطانية والزراعية كل المياه الجوفية، ما تسبب في نضوب منابع الأنهر وتسرّب مياه البحر إلى المياه الجوفية وهو ما لوّث الأرض بالملوحة. وبالعودة إلى بحيرة طبرية، التي أسهم تجفيف بحيرة الحولة شمالاً (من أجل استيطانها) بزيادة نسبة ملوحتها، فإن نقلها عبر مشروع المياه القُطري إلى البيئة الصحراوية جنوباً فاقم بحد ذاته ملوحة التربة. وفي حين يكثر الحديث هذه الأيام عن جفاف بحيرة طبرية، ويغدو ذلك "ترند" رائج في الشبكة الإلكترونية بسبب ارتباط البحيرة بمعتقدات ومرويات دينية عن "علامات ظهور يأجوج ومأجوج التي تتنبأ بنهاية العالم"، تستمر إسرائيل في الاعتداء على الطبيعة الفلسطينية بما يخدم مشاريعها الاستيطانية والزراعية، متسببةً بإخلال التوازن البيئي الذي ما فتئ يرتد عليها.
## باريس تعتبر عنف المستوطنين في الضفة الغربية "أعمالاً إرهابية"
29 July 2025 03:14 PM UTC+00
اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم الثلاثاء، أنّ عنفَ المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة هو "أعمال إرهابية" بعد عملية "قتل" ناشط مناهض للاحتلال نُسبت إلى مستوطنين. وقال ناطق باسم الوزارة "تشجب فرنسا جريمة القتل هذه بأشد العبارات فضلاً عن كل أعمال العنف المتعمّدة التي يرتكبها مستوطنون متطرفون بحق الفلسطينيين والتي تكثر في أرجاء الضفة الغربية"، مضيفاً "أعمال العنف هذه هي أعمال إرهابية".
وهذا التوصيف هو الأول من نوعه لسلوك المستوطنين الإسرائيليين من الدبلوماسية الفرنسية. وأوضح المتحدث "لقد قتل المستوطنون أكثر من 30 شخصاً منذ مطلع العام 2022. يتعين على السلطات الإسرائيلية تحمّل مسؤوليتها ومعاقبة مرتكبي أعمال العنف المتواصلة هذه، في ظل إفلات تام من العقاب، على الفور، وحماية المدنيين الفلسطينيين".
وأعلنت السلطة الفلسطينية، أمس الاثنين، أنّ ناشطاً مناهضاً للاحتلال الإسرائيلي استشهد في الضفة الغربية المحتلة برصاص مستوطنين، بينما أشارت الشرطة الإسرائيلية إلى تحقيق جارٍ من دون تأكيد وقوع الجريمة. وقالت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، في منشور على صفحتها في "فيسبوك"، إنّها "تنعى والأسرة التربوية الشهيد المربّي عودة محمد الهذالين"، وأضافت أنّ المعلّم البالغ 31 عاماً "ارتقى برصاص مستوطنين اليوم الاثنين أثناء اعتدائهم على قرية أم الخير" قرب الخليل جنوبي الضفة الغربية.
والشهيد الهذالين من سكّان مسافر يطا الواقعة جنوبي مدينة الخليل وقد ساهم، مع جيران له، في تسليط الضوء على معاناة هذه المنطقة التي أعلنتها إسرائيل منطقةً عسكرية. وساهم في فيلم وثائقي بعنوان "لا أرض أخرى"، والذي حاز جائزة أوسكار بعد أن سلّط الضوء على النضال الفلسطيني في هذه المنطقة، وفقاً ليوفال أبراهام الذي شارك في إخراج هذا الفيلم. ويعيش في الضفة الغربية المحتلة حوالى ثلاثة ملايين فلسطيني، في حين يقطن ما يقرب من نصف مليون إسرائيلي في مستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي.
ويتبع المستوطنون سياسة عنف ممنهجة في الضفة الغربية المحتلة، بغرض ترهيب الفلسطينيين ودفعهم نحو الرحيل وترك منازلهم، في إطار محاولة خلق واقع جديد في الضفة، بمساندة رسمية من حكومة الاحتلال الإسرائيلي وجيشه.
(فرانس برس، العربي الجديد)
## أوروبا واتفاقها التجاري مع ترامب في مهبّ الرياح
29 July 2025 03:15 PM UTC+00
باتت أوروبا في مهبّ رياح عاتية محمّلة بأتربة سوداء ونار مستعرة، مع الاتفاق التجاري الأخير الذي توصلت إليه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بداية الأسبوع. رياحٌ ربما تهزّ اقتصاد دول القارة وعملتها الموحّدة وصادراتها وأسواقها ومعيشة مواطنيها، وتساهم في إضعافها مالياً وتجارياً وربما سياسياً، وتعمق خلافاتها مع روسيا، خاصّة وأن الاتفاق يضع نهاية لتدفق الغاز والنفط الروسيَين نحو دول القارة، وهو ما تعتبره موسكو حرباً اقتصادية جديدة تضاف إلى الحروب المالية والعقوبات التي تشنّها القارة منذ اندلاع حرب أوكرانيا.
وفي نظرة لبنود الاتفاق التجاري الأميركي الأوروبي نجد أنه لا يقف عند حدّ تقديم أوروبا تنازلات مهينة ومذلة وغير مسبوقة لترامب وإداراته، في محاولة لطيّ أسوأ نزاع تجاري تواجهه، ولا عند الخسائر المالية الضخمة التي سيتكبّدها الاقتصاد الأوروبي جرّاء تنفيذ بنود الاتفاق، ومنها سداد ما يزيد عن تريليون دولار هي كلفة استيراد الغاز والسلاح والوقود النووي الأميركي، وضخ استثمارات في الولايات المتحدة بقيمة 600 مليار دولار، ولا عند حدّ زرع ترامب فتنةً كبرى بين دول الاتحاد الأوروبي لدرجة تدفع دولة في ثقل فرنسا الاقتصادي للخروج علناً واصفةً الاتفاق بأنه "يوم أسود" لأوروبا، وأن تشتعل الخلافات العميقة بين قادة ألمانيا بشأن تقييم الاتفاق، لكن الخطر الأكبر يكمن في بنود الاتفاق الغامضة، وآليات تنفيذه، والضمانات المقدّمة من الطرفَين، ومدى التزام ترامب بالبنود المتّفق عليها، وعدم الانقلاب عليها مستقبلاً، وممارسة تهديدات جديدة خاصّة مع انتهاء الفترة الزمنية.
من بين الأسئلة : هل ستعود أوروبا لشراء الغاز الروسي، أم ستواصل الاعتماد على الغاز الأميركي، ومَن يتحمل فاتورة استيراد الوقود الأكثر كلفة من الولايات المتحدة مقابل الغاز الروسي الرخيص؟
الاتفاق يطرح عشرات الأسئلة التي قد لا يجد كثيرون إجابةً شافية لها، وفي مقدمتها؛ ما هي الواردات الأوروبية الخاضعة للرسوم الجمركية الأميركية البالغة 15%، وهل تقتصر على السيارات وأشباه الموصلات والمستحضرات الصيدلانية والأدوية، وهل هذه هي النسبة الأعلى، ومَن هي الجهة المسؤولة عن ضخّ استثمارات بقيمة 600 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي؛ القطاع الخاص الأوروبي أم الحكومات، وما هو الموقف في حال امتناع المستثمرين الأوروبيين عن ضخّ كل تلك الاستثمارات في فترة حكم ترامب؟
من بين الأسئلة أيضاً: هل ستعود أوروبا لشراء الغاز الروسي بعد مرور ثلاث سنوات هي فترة الاتفاق مع ترامب، أم ستواصل الاعتماد على الغاز الأميركي، ومَن يتحمل فاتورة استيراد الوقود الأكثر كلفة من الولايات المتحدة مقابل الغاز الروسي الرخيص، وما هي مخاطر اعتماد أوروبا كلياً على الطاقة الأميركية؟
وهل هناك إطار قانوني ملزم للطرفيين ببنود الاتفاق، وما هي صادرات الاتحاد الأوروبي المعفاة من الرسوم التي جرى الاتفاق عليها، هل مثلاً الطائرات ومكوّناتها والسلع الضرورية مثل الأدوية غير المسجّلة والسلع الغذائية والرقائق ومستلزمات الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، وبالتالي تجري حماية المستهلك الأوروبي من خطر التضخم، أم تقتصر على السجائر والنبيذ والمشروبات الكحولية؟ ماذا عن واردات الصلب والألمنيوم الأوروبية التي لا تزال الولايات المتحدة تفرض رسوماً جمركية عالية عليها وبنسبة 50%؟
صحيح أنّ توقيع الاتفاقية بين واشنطن وبروكسل وضَعَ، وإن مؤقتاً، حداً لحرب تجارية شرسة كادت أن تندلع بين أكبر اقتصادَين في العالم، وأنّ أوروبا تفادت بتوقيع الاتفاق الدخول في نزاع تجاري شرس مع إدارة ترامب المتعطّشة لحصد الأموال من كل صوب وحدب، لكن المشكلة تكمن في التفاصيل التي لم يحسمها لقاء ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين في اسكتلندا يوم الأحد الماضي.
## يوفنتوس يضع داروين نونيز ضمن خياراته الهجومية
29 July 2025 03:15 PM UTC+00
يواصل نادي يوفنتوس الإيطالي مفاوضاته للحفاظ على الفرنسي راندال كولو مواني، من باريس سان جيرمان، لكنه طلب أيضاً من ليفربول معلومات عن وضع الأوروغوياني داروين نونيز (26 عاماً)، الذي بات من شبه المؤكد مغادرته للريدز بعدما فشل في تثبيت قدميه في الفريق، رغم أنّه كان محطّ أنظار الجميع حين وقّع معه في عام 2022 قادماً من بنفيكا البرتغالي.
ولعب كولو مواني مع البيانكونيري خلال الأشهر الستة الماضية معاراً، وتحاول الإدارة حالياً التفاوض مع نظيرتها الباريسية على عقد دائم لقلب الهجوم، وذلك عبر استعارته مجدداً مع إلزامية الشراء الصيف المقبل، بحسب ما أكد موقع "فوتبول إيطاليا"، الذي أشار أيضاً إلى أن رغبة اللاعب الفرنسي قد تلعب دوراً مهماً في الصفقة، خاصة أنّه يفضل البقاء في تورينو بعد إدراكه أن لا مكان أساسياً له في عاصمة النور تحت قيادة المدرب الإسباني لويس إنريكي.
وبحسب المصدر عينه، كان نونيز مرتبطاً بشكلٍ كبيرٍ بانتقال محتمل إلى نادي الجنوب الإيطالي، نابولي، الذي قرر في النهاية التعاقد مع لورينزو لوكا من أودينيزي، وذلك بعدما رفض دفع مبلغ 50 مليون يورو، لكن يوفنتوس يأمل في استغلال الموقف وضمّ المهاجم الأوروغوياني صاحب الـ26 عاماً.
وكان داروين نونيز قد سجل سبعة أهداف ومنح سبع تمريرات حاسمة في 47 مباراة خاضها مع ليفربول الموسم الماضي، لكن هذه الأرقام لم تكن مرضية للجماهير، بعدما دفعت الإدارة لجلبه من بنفيكا مبلغاً ناهز الـ80 مليون يورو، مع الإشارة إلى أن المهاجم الأوروغوياني يمتلك عرضاً ضخماً من نادي الهلال السعودي، لكنه يُفضّل البقاء ضمن الدوريات الأوروبية في الوقت الحالي من مسيرته.
## ضغوط التجارة... صندوق النقد يحذّر من تباطؤ النمو العالمي
29 July 2025 03:19 PM UTC+00
في ظل بيئة تجارية "هشّة" وغير مستقرة، حذّر صندوق النقد الدولي من أن النمو الاقتصادي العالمي يواجه تباطؤاً ملحوظاً في عام 2025، نتيجة الضغوط الناتجة عن السياسات الحمائية، خصوصاً الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رغم بوادر مرونة محدودة في بعض المؤشرات. وفي تحديث لتوقعاته الصادر يوم الثلاثاء، خفّض الصندوق تقديراته للنمو العالمي إلى 3% في 2025 مقارنة بـ3.3% في العام الماضي. ورغم أن هذه الأرقام تمثل تحسناً طفيفاً عن التوقعات السابقة في إبريل/ نيسان، فإنها تعكس أساساً تشوّهات مؤقتة مثل تسريع الاستيراد تحسباً للرسوم، لا تحسناً هيكلياً في البيئة الاقتصادية.
ونقلت بلومبيرغ عن كبير الاقتصاديين في الصندوق، بيار أوليفييه غورينشاس، قوله في مؤتمر صحافي الثلاثاء: "قد تكون صدمة التجارة أقل حدة مما كان يُخشى، لكنها لا تزال كبيرة، وهناك أدلة متزايدة على أنها تضر بالاقتصاد العالمي. البيئة التجارية الحالية لا تزال محفوفة بالمخاطر".
ووصف التقرير المشهد العالمي بأنه مثقل بعوامل عدم اليقين الجيوسياسي، وتهديدات بانهيار اتفاقات تجارية، وتضخم مرتفع في الولايات المتحدة، ومستويات مديونية عامة مرتفعة، جميعها تشكّل "سحُباً ملبدة" فوق آفاق النمو. ورغم أنّ الرسوم الجمركية المعلنة قد لا تتغير، فإنّ مجرد استمرار الغموض بشأن السياسات التجارية قد يُضعف الثقة ويُثقل كاهل الاستثمارات والنشاط الاقتصادي.
كما أشار التقرير إلى أن النمو تلقى دعماً ظرفياً في 2025 من تحسّن الظروف المالية (بفضل ضعف الدولار)، ومن انخفاض متوسط الرسوم الأميركية مقارنة بما أُعلن في الربيع. كما ساهم تسابق الشركات على الاستيراد قبل تطبيق الرسوم في رفع مؤقت لبعض المؤشرات في الربع الأول. لكن الصندوق حذّر من أن هذه العوامل ليست مستدامة، وأنّ الغموض مستمر حتى في الحالات التي تم فيها توقيع اتفاقيات، مثل الاتفاق التجاري الأخير بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الذي يفرض رسماً نسبته 15% على معظم الواردات الأوروبية، بما في ذلك السيارات.
وتبرز في التقرير الدعوة إلى إصلاحات وهيكلية واستقلال البنوك المركزية، حيث شدد صندوق النقد على ضرورة "تهدئة الأجواء السياسية والاقتصادية" من خلال سياسات توفر الثقة والاستقرار وتُعيد بناء الاحتياطيات المالية وتُعزز استقلالية البنوك المركزية. وأكد أهمية أن يكون الاستقلال القانوني للبنوك المركزية متبوعاً بممارسات عملية، في تلميح واضح إلى الضغوط السياسية التي يتعرض لها رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول من قبل ترامب، الذي يطالبه بخفض عاجل لأسعار الفائدة.
وتقدّر "بلومبيرغ إيكونوميكس" أن يُكلف هذا الاتفاق منطقة اليورو انكماشاً بنسبة 0.4% من الناتج المحلي خلال السنتين إلى الثلاث المقبلة. وبالنسبة للولايات المتحدة، رفع الصندوق توقعاته للنمو إلى 1.9% (+0.1 نقطة) في 2025، لكنه أشار إلى تباطؤ في الطلب الخاص وضعف تدفقات الهجرة. يتوقع أن يرتفع النمو قليلاً إلى 2% في 2026، بفضل حوافز ضريبية جديدة ضمن مشروع ترامب المعروف بـ"فاتورة جميلة وكبيرة".
كما أشار إلى ارتفاع التضخم الأميركي بفعل الرسوم وضعف الدولار، لا سيما في فئات استهلاكية حساسة للاستيراد، متوقعاً أن يبقى التضخم أعلى من هدف مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أو البنك المركزي الأميركي، (2%) حتى عام 2026.
أما منطقة اليورو، فقد رُفعت توقعات النمو فيها إلى 1% في 2025 (+0.2 نقطة)، بسبب ارتفاع صادرات الأدوية من أيرلندا، مع تثبيت توقعات 2026 عند 1.2%. وفي ما خص الصين، سجّلت التوقعات أكبر تعديل إيجابي، إذ رفع الصندوق تقديراته للنمو إلى 4.8% (+0.8 نقطة)، نتيجة تحسن شروط التبادل التجاري مع واشنطن وانخفاض الرسوم الجمركية، إلى جانب أداء أقوى من المتوقع في النصف الأول من العام.
## المستوطنون يقتلون ناشطاً فلسطينياً من فيلم "لا أرض أخرى"
29 July 2025 03:22 PM UTC+00
استُشهد، أمس الاثنين، ناشط فلسطيني ساعد في تصوير الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى"، الحائز على جائزة الأوسكار، والذي يسلّط الضوء على تصرّفات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، برصاص مستوطن إسرائيلي. وأكد المخرج الإسرائيلي المشارك في الفيلم، يوفال أبراهام، إصابة الناشط عودة الهذالين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما أكّد استشهاده.
وكتب أبراهام: "أطلق مستوطن إسرائيلي النار على الهذالين في رئتيه، وهو ناشط بارز ساعدنا في تصوير فيلم لا أرض أخرى في مسافر يطا". بعد حوالي ساعة، كتب أبراهام أن الهذالين توفي متأثراً بجراحه. وكتب المخرج الفلسطيني المشارك في فيلم "لا أرض أخرى"، باسل عدرا: "لا أستطيع تصديق ذلك. صديقي العزيز عودة قُتل هذا المساء. كان واقفاً أمام المركز المجتمعي في قريته عندما أطلق مستوطن رصاصة اخترقت صدره وأودت بحياته. هكذا تمحو إسرائيل وجودنا، حياة تلو الأخرى".
وقال أبراهام إن سكان المنطقة عرفوا القاتل، وقالوا إنه يينون ليفي، الذي يعيش في مستوطنة إسرائيلية غير قانونية في الضفة الغربية المحتلة. ونشر مقطع فيديو للمستوطن وهو يواجه مجموعة من الأشخاص بغضب، حاملاً مسدساً. يهز المسدس في الهواء ويطلق النار منه، ويبقي يده على الزناد بينما يتجوّل في المكان ويدفع بغضب أولئك الذين يحاولون مواجهته. وكان الشهيد قد سبق له أن كتب تقارير عن أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون، وكان شخصية مهمة في مجتمعه المحلي يدافع عن قرية أم الخير في مسافر يطا ضد الاحتلال الإسرائيلي. وأفادت وكالة وفا أن فلسطينيين اثنين أصيبا في أم الخير على يد مستوطنين إسرائيليين اقتحموا القرية بجرافة في هجوم شنوه مساء الاثنين.
ינון לוי, מתנחל שהוטלו עליו סנקציות בגין אלימות קשה כלפי פלסטינים, יורה לעבר תושבים במסאפר יטא. עודה הדאלין, חבר שסייע לנו לצלם את אין ארץ אחרת, נורה בפלג גופו העליון ומצבו קשה. תושבים אמרו שלוי הוא היורה pic.twitter.com/awwvSVkE7J
— Yuval Abraham יובל אברהם (@yuval_abraham) July 28, 2025
أميركا لعنة على ناشط "لا أرض أخرى"
قبل استشهاده واجه عودة الهذالين قيوداً أميركية، إذ في الشهر الماضي، سافر إلى الولايات المتحدة في جولة محاضرات مع ابن عمه، عيد الهذالين. لكن السلطات الأميركية اعتقلتهما ورحّلتهما عند وصولهما إلى مطار سان فرانسيسكو. وقد فرضت وزارة الخزانة الأميركية في إبريل/نيسان 2024 عقوبات على المستوطن ليفي، وقال مسؤولون إنه "قاد بانتظام مجموعات من المتطرفين العنيفين" في هجمات على مجتمعات فلسطينية وبدوية في الضفة الغربية. كما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليه في الوقت نفسه تقريباً. لكن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رفع العقوبات الأميركية عن ليفي وعن مستوطنين إسرائيليين آخرين وجماعات استيطانية في أول يوم له في منصبه.
## "المدارس الصيفية" سلاح جديد للحدّ من الهدر المدرسي في المغرب
29 July 2025 03:23 PM UTC+00
فتحت سلطات المغرب جبهة جديدة في معركتها ضدّ الهدر المدرسي، لتشمل هذه المرة إطلاق برنامج جديد يحمل اسم "المدارس الصيفية"، ويستهدف أزيد من 31 ألف تلميذة وتلميذ من مستويات التعليم الابتدائي والإعدادي في مختلف جهات المملكة. ويُواجه المغرب تحدياً كبيراً يتمثل بمغادرة حوالي 280 ألف تلميذ للمؤسسات التعليمية سنوياً، من بينهم 160 ألف تلميذ في المستوى الإعدادي، وهو ما يمثل مؤشراً مقلقاً على اتساع رقعة الهدر المدرسي.
ويعدّ الانقطاع عن التعليم في المغرب من أبرز أوجه الاختلال الذي تعاني منه المنظومة التعليمية، بحسب ما تفيد تقارير رسمية، فيما ترتفع نسبة التسرب المدرسي خصوصاً في الأرياف، نظراً لبعد المدارس وارتفاع نسب الفقر. ومن أجل تحسين فرص إعادة الإدماج الدراسي، وتقليص مؤشرات الانقطاع عن الدراسة، يراهن برنامج "المدارس الصيفية" الذي أطلقته، أخيراً، وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، على تقوية التعلمات الأساسية وتنمية الكفايات الذاتية والمهارات الحياتية، من خلال تنظيم أنشطة تربوية وترفيهية تستمر لأسبوعين.
وجرى تخصيص أكثر من 90 ثانوية إعدادية و80 مركزاً للتفتح الفني والأدبي لاحتضان هذه الأنشطة، تحت إشراف وتأطير أزيد من 1200 أستاذة وأستاذ ومؤطّرة ومؤطر، بدعم من شركاء جمعويين وفاعلين في مجال التربية والتكوين، وفق وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. موضحة أن هذا البرنامج يأتي في سياق تنفيذ مضامين القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، وتنزيلاً لأهداف خريطة الطريق 2022-2026، خاصة تلك المرتبطة بالحد من الهدر المدرسي وتعزيز الإنصاف وتكافؤ الفرص.
ويسعى البرنامج إلى الوقاية من الهدر المدرسي، وضمان حق المتعلمين في الاستمرارية الدراسية، من خلال اعتماد آلية اليقظة التربوية داخل المؤسسات التعليمية، وتوفير الدعم النفسي والبيداغوجي اللازم لضمان اندماج سلس وآمن في الحياة المدرسية خلال الموسم المقبل.
وبدا لافتاً في خضم المعركة التي تخوضها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ضد الهدر المدرسي، انضمام فعاليات مدنية في المغرب إلى الجهود الرامية إلى مواجهة هذه المعضلة. وفي السياق، أطلقت جمعية " أمل سلا" أمس الاثنين، فعاليات المخيم الصيفي بمؤسسة بئر أنزران بقرية أولاد موسى، بمقاطعة أحصين، بمدينة سلا، القريبة من العاصمة الرباط، وذلك ضمن برنامج "المدارس الصيفية"، الذي يستهدف التلميذات والتلاميذ من مختلف المستويات التعليمية.
وبحسب مؤسِس جمعية" أمل سلا"، يوسف الشفوعي، فإنه يُنتظر أن يساهم هذا المخيم في تحسين فرص إعادة الإدماج الدراسي، وتقليص مؤشرات الانقطاع عن الدراسة، من خلال اعتماد مقاربة شمولية تراعي الجوانب النفسية والتربوية، وتوفر الدعم اللازم لتحقيق اندماج سلس وفعّال خلال العام الدراسي المقبل. وأوضح الشفوعي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن إطلاق جمعيته، التي تتمتع بصفة المنفعة العامة، للمخيم الصيفي بمدينة سلا، يأتي في سياق كونها شريكاً في برنامج "المدارس الصيفية".
ولفت إلى أن المخيم سيستفيد منه أزيد من 140 تلميذة وتلميذاً من التعليمين الابتدائي والإعدادي على مستوى عمالة سلا، في أفق دعم مسارهم الدراسي والتربوي، خاصة التلاميذ المهددين بعدم إعادة التسجيل خلال العام الدراسي 2025-2026. وأكد المتحدث ذاته، أن هذا البرنامج يروم تقوية التعلمات الأساسية، وتنمية الكفايات الذاتية والمهارات الحياتية، من خلال تنظيم مجموعة من الأنشطة التربوية والتعليمية والترفيهية، في بيئة آمنة ومحفزة.
يشار إلى أن وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، كان قد أعلن في إبريل/ نيسان الماضي، عن خطة من أجل تقليص ظاهرة الهدر المدرسي إلى النصف بحلول عام 2026، في وقت ما زالت فيه مؤشرات الانقطاع الدراسي من أقسام الابتدائي والإعدادي والثانوي مرتفعة. وتستهدف الخطة، نحو 80 ألف تلميذ مهددين بالانقطاع عن التعليم الإعدادي، وتوجيههم إلى مسارات بديلة مثل "مدارس الفرصة الثانية"، حيث يتلقون تكويناً مهنياً يؤهلهم للاندماج في سوق الشغل، أو العودة لمتابعة دراستهم.
ولتفعيل الخطة، أطلقت الوزارة عدداً من البرامج، من أبرزها مشروع "إعداديات الريادة"، الذي يركز على توفير الدعم البيداغوجي داخل الأقسام، وتنظيم أنشطة موازية في مجالات الموسيقى، والرياضة، والمسرح، بهدف إعادة الثقة للتلاميذ وتعزيز ارتباطهم بالمؤسسة التعليمية. كذلك ترتكز خطة الوزارة على إحداث خلايا للتتبع النفسي والتربوي للأطفال المعرضين للهدر، اعتماداً على البيانات الرقمية المتوفرة في منظومة" مسار"، من أجل التدخل المبكر ومرافقة هؤلاء التلاميذ بشكل فردي.
ووفق الخطة، تعزز الجهود الحكومية في العالم القروي من خلال برامج الدعم الاجتماعي، عبر توفير النقل المدرسي والمطاعم ودور الإيواء، للحد من الانقطاع الناتج عن الفقر وبعد المسافة، وهي عوامل تساهم كثيراً في تفاقم الظاهرة. وتندرج هذه الإجراءات ضمن المبادرة السابعة من خطة الحكومة في مجال التشغيل، التي ترمي إلى خفض عدد المنقطعين عن الدراسة من 295 ألف تلميذ سنة 2024 إلى 200 ألف فقط في أفق 2026، في خطوة تهدف إلى تحويل التحدي التربوي إلى فرصة للتكوين والاندماج المهني والاجتماعي.
ومنذ سنوات يطمح المغرب إلى وقف الهدر المدرسي عبر مجموعة من البرامج التي توفر النقل المجاني والطعام والمبيت للتلاميذ الذين يقطنون بعيداً عن مقار تعليمهم، أو عبر تقديم الدعم المادي للأسر واستقبالها في سكن التلميذات والتلاميذ، مع مبادرة توزيع مليون حقيبة تضم لوازم مدرسية، بالإضافة إلى إنشاء مدرسة الفرصة الثانية التي تقدم دعماً مدرسياً للتلاميذ الذين تسربوا من التعليم.
 
## مصمم أزياء إسباني يرفض تصميم أزياء روزاليا بسبب عدم تضامنها مع غزة
29 July 2025 03:24 PM UTC+00
رفض مصمم الأزياء الإسباني ميغيل أدروفر تصميم أزياء خاصة لنجمة البوب الإسبانية روزاليا، وبرّر المصمم قراره بأنها لم تتضامن مع الفلسطينيين خلال حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة، وكتب على "إنستغرام": "الصمت هو تواطؤ، لا سيّما عندما يكون لديكِ مكبر صوت كبير يستمع إليه ملايين الأشخاص عندما تغنين. لهذا السبب تقع على عاتقكِ مسؤولية استخدام هذه القوة للتنديد بهذه الإبادة الجماعية".
وأضاف أدروفر: "يا روزاليا هذا ليس أمراً شخصياً. أنا معجب بكِ بكل موهبتكِ وبكل ما حققتِه. وأعتقد أنكِ أفضل بكثير من أولئك الفنانين الذين يكرسون أنفسهم فقط للعمل في مجال الترفيه. الآن علينا أن نفعل الشيء الصحيح". وضمّن منشوره لقطات سكرين شوت من رسائل إلكترونية بين فريقه وفريق روزاليا، وطلب الأخير "إطلالة مخصصة" للفنانة البالغة من العمر 32 عاماً، لكن ممثلي أدروفر ردّوا بالقول: "آسفون لكن ميغيل لا يعمل مع أي فنان لا يدعم فلسطين علناً".
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
A post shared by Miguel Adrover (@migueladroverofficial)
روزاليا مقابل النجوم الإسبان
رداً على المصمم نشر معجبو روزاليا منشور "ستوري" من حساب "إنستغرام" للمغنية يعود إلى 2023، بعد أسبوعَين من بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، شاركت فيه روزاليا نداءً من منظمة "يونيسف" يشير إلى نقص الغذاء في غزة والأزمة الإنسانية، وشجعت الناس على التبرع. بينما ردّ معلقون آخرون بأنها قد حذفت المنشور بعد ساعات، كما أن حساباتها خالية من موقف تضامن مع الفلسطينيين طوال شهور حرب الإبادة المستمرة.
وعكس التضامن المحتشم أو المنعدم من روزاليا، عبّر نجوم بارزون في إسبانيا عن تضامن واضح مع الفلسطينيين. وكان المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار والممثل الإسباني خافيير بارديم من بين أكثر من 350 شخصية وقعت رسالة مفتوحة تدين الإبادة الجماعية المتواصلة في غزة. وعبّر النجوم الإسبان خلال حفل توزيع جوائز غويا، أهم حدث سينمائي في إسبانيا، عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، وعبّرت نجمات "لاكاسا دي بابيل"، المسلسل الإسباني الأشهر في العالم، إتزيار إيتونيو ونجوى نمري وألبا فلوريس، عن دعمهنّ لفلسطين والفلسطينيين.
## بطل ملاكمة أولمبي يسقط في فخ المنشطات
29 July 2025 03:25 PM UTC+00
أعلنت الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات أنّ نتيجة تحاليل بطل الوزن الثقيل، في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، الملاكم الأوزبكي لازيزبيك مولوجونوف (أقل من 92 كيلوغراماً)، جاءت إيجابية لوجود مادة ميثاستيرون، ما سيعرّضه للعقوبات، خلال الفترة المقبلة، في حال إثبات نتائج التحاليل، وفق ما نقله موقع "آر إم سي" الفرنسي، اليوم الثلاثاء.
وأكدت الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، أنّ ميثاستيرون غير مسموح بها، لأنها مدرجة في قائمة المحظورات لدى الوكالة ضمن فئة "المنشطات الابتنائية الأندروجينية". وترتبط ميثاستيرون بنموّ العضلات السريع وزيادة القوة والطاقة، وهي محظورة في جميع الأوقات، داخل المنافسات الرسمية أو خارجها. وبعد إخطاره بهذه النتيجة الإيجابية، يحق للملاكم مولوجونوف طلب تحليل العينة الأخرى المأخوذة، وهي العينة "ب".
في حال طلب هذا التحليل وتأكيده لنتيجة العينة "أ"، ستُعتبر الحالة "انتهاكاً مؤكداً لقواعد مكافحة المنشطات"، وفقاً لهيئة مكافحة المنشطات الدولية. أما في حال عدم طلب تحليل العينة "ب"، فستُعامل الحالة أيضاً على أنها انتهاك مؤكد للقواعد، وسيُتاح للأوزبكي فرصة تقديم تفسير لهذه النتيجة.
كذلك أعلنت الوكالة، التي تتولى هذه القضية بالكامل، أنّ الملاكم البالغ من العمر 26 عاماً قد أُوقِف مؤقتاً، وفقاً لقانون مكافحة المنشطات العالمي والمادة 7.4.1 من لوائح مكافحة المنشطات العالمية للملاكمة. ويحق للأوزبكي الطعن في هذا القرار وطلب رفعه. وكان مولوجونوف قد فاز باللقب في باريس ضد الأذربيجاني لورين ألفونسو بإجماع الحكام. كذلك فاز بالميدالية البرونزية في فئة الوزن الثقيل في بطولة العالم 2023 في طشقند، وتُوّج بطلاً في بطولة آسيا للملاكمة للهواة 2022.
## ديميتروف يغيب عن "أميركا المفتوحة" لأول مرة منذ 2011
29 July 2025 03:34 PM UTC+00
تلقّى لاعب التنس البلغاري، غريغور ديميتروف (34 عاماً)، ضربة موجعة، بعد تأكيد غيابه رسمياً عن بطولة أميركا المفتوحة 2025، بسبب الإصابة التي تعرّض لها خلال مواجهة الإيطالي يانيك سينر (23 عاماً)، في الدور الرابع من بطولة ويمبلدون الأخيرة.
ونقلت صحيفة لاغازيتا ديلو سبورت الإيطالية، اليوم الثلاثاء، تصريحات مدير أعمال اللاعب لموقع "تنيس سكايف" البلغاري، الذي قال: "إن ديميتروف خضع لعملية جراحية في العضلة الصدرية اليمنى، ولن يتمكن من التعافي في الوقت المناسب لخوض آخر بطولات الغراند سلام لهذا العام، المقرّرة بين 24 أغسطس/ آب و7 سبتمبر/ أيلول المقبلين في نيويورك".
ويمثل هذا الغياب نهاية سلسلة مذهلة من المشاركات المتتالية في البطولات الكبرى، بعد أن كان ديميتروف حاضراً في الجدول الرئيس لجميع بطولات الغراند سلام، منذ "أستراليا المفتوحة" عام 2011، محققاً بذلك 58 مشاركة متتالية، وهو رقم قياسي بين اللاعبين النشطين، وخامس أفضل سلسلة في تاريخ اللعبة.
والمفارقة المؤلمة أن اللاعب البلغاري، الذي كان من المقرر أن يكون المصنّف الـ 21 في البطولة، كان قد اضطُر في آخر خمس مشاركات له بالبطولات الكبرى إلى الانسحاب، بسبب إصابات متكرّرة، إلا أن الإصابة التي تعرّض لها أمام سينر، حين كان متقدّماً بمجموعتين، كانت الأكثر قسوة، إذ لم تكتفِ بحرمانه استكمال مشواره في "ويمبلدون"، بل أجبرته أيضاً على الغياب عن "أميركا المفتوحة" للمرة الأولى منذ أكثر من 14 عاماً.
وبينما يواصل ديميتروف مرحلة التعافي من الإصابة للعودة إلى الملاعب في أقرب الآجال، يبقى غيابه خسارة كبيرة لعشّاق اللعبة، في وقت يستعد فيه نجوم آخرون لصراع محتدم على لقب "فلاشينغ ميدوز" في نسختها المرتقبة.
## ناشط من السفينة "حنظلة" يتعرض لعنف قوات الاحتلال أثناء احتجازه
29 July 2025 03:36 PM UTC+00
أعلن تحالف أسطول الحرية عن تعرض الناشط الأميركي كريستيان سمولز الذي كان على متن السفينة "حنظلة" لكسر حصار غزة، لعنف جسدي من قوات الاحتلال الإسرائيلي، أثناء احتجازه. وأفاد التحالف، في بيان، اليوم الثلاثاء، أنّ الناشط الأميركي سمولز تعرّض للعنف على يد 7 جنود إسرائيليين يرتدون الزي العسكري.
وأضاف أنّ سمولز تعرّض لمحاولة خنق وركل من الجنود الإسرائيليين وظهرت علامات العنف بوضوح على رقبته وظهره. وذكر أنّ 6 من عناصر الشرطة الإسرائيلية حاصروا سمولز خلال لقائه بمحاميه. وأدان تحالف أسطول الحرية العنف الذي مورس ضد الناشط، وطالب بمحاسبة المسؤولين عن الاعتداء والمعاملة التمييزية التي تعرّض لها.
ومساء الاثنين، قالت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، إنّ نشطاء السفينة "حنظلة" المحتجزين في إسرائيل رفضوا التوقيع على إجراءات الترحيل القسري، وأعلنوا استمرارهم في الإضراب المفتوح عن الطعام. وأكدت اللجنة، في منشور على منصة إكس، أنّ بعض النشطاء تعرّضوا لعنف جسدي خلال عملية الاعتقال، فيما تحدّثت ناشطات عن غياب التهوية وسوء ظروف الاحتجاز، خاصة ما يتعلق بمستلزمات النظافة الأساسية.
وأضافت اللجنة: "اختتمت قبل قليل جلسات استماع استمرت 6 ساعات بشأن استمرار احتجاز 14 متطوعاً من سفينة حنظلة"، وأكدت أنّ "المتطوعين الـ14 رفضوا الموافقة على إجراءات الترحيل السريع، وامتنعوا عن التوقيع على أيّ تعهدات، وأكدوا أن مهمتهم إنسانية تهدف لمواجهة الحصار والإبادة الجماعية في غزة"، وقالت اللجنة إن جميع النشطاء مستمرون في إضراب مفتوح عن الطعام "احتجاجاً على احتجازهم القسري".
وأشارت إلى أن بعض النشطاء ضُغط عليهم للتنازل عن حقهم في مقابلة محام. وأوضحت أن ثلاثة من النشطاء وافقوا على إجراءات الترحيل، وهم: أنطونيو ماتزيو من إيطاليا، وغابرييل كاثالا من فرنسا، ويعقوب بيرغر من الولايات المتحدة، كما خضع كل من هويدا عراف وبوب سوبيري، وهما يحملان الجنسية المزدوجة (الأميركية والإسرائيلية)، لتحقيقات من السلطات الإسرائيلية، قبل أن يُطلق سراحهما.
والسبت، اقتحمت قوات من البحرية الإسرائيلية، سفينة "حنظلة" التي تقلّ متضامنين دوليين في أثناء توجهها إلى قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع الفلسطيني، وسيطرت عليها بالكامل واقتادتها إلى ميناء أسدود. وكانت "سفينة حنظلة" وصلت إلى حدود 70 ميلاً من غزة، إذ تجاوزت المسافات التي قطعتها سفن سابقة مثل "مرمرة الزرقاء" التي كانت على بعد 72 ميلاً قبل اعتراضها من إسرائيل عام 2010، وسفينة "مادلين" التي وصلت مسافة 110 أميال، وسفينة "الضمير" التي كانت على بُعد 1050 ميلاً، وفق اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة.
وفي 13 يوليو/ تموز الجاري، أبحرت السفينة من ميناء سيراكوزا الإيطالي، قبل أن ترسو في ميناء غاليبولي في 15 من الشهر نفسه، لتجاوز بعض المشكلات التقنية، لتعاود الإبحار مجدداً في 20 يوليو باتجاه غزة. وليست هذه الحادثة الأولى من نوعها، إذ استولى جيش الاحتلال الإسرائيلي في 9 يونيو/ حزيران الماضي، على سفينة "مادلين" ضمن أسطول الحرية من المياه الدولية، بينما كانت في طريقها إلى قطاع غزة المحاصر لنقل مساعدات إنسانية، واعتقل 12 ناشطاً دولياً كانوا على متنها، ولاحقاً رحّلت إسرائيل الناشطين شرط التعهد بعدم العودة إليها.
ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنّها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ومع الإغلاق الكامل للمعابر ومنع دخول الغذاء والدواء منذ 2 مارس/ آذار الماضي، تفشت المجاعة في أنحاء القطاع، وظهرت أعراض سوء التغذية الحاد على الأطفال والمرضى.
ويأتي ذلك في وقت تشنّ فيه إسرائيل بدعم أميركي حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 205 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
(الأناضول، العربي الجديد)
## وفد "حماس" يغادر الدوحة إلى إسطنبول لبحث تطورات مفاوضات غزة المتعثرة
29 July 2025 03:38 PM UTC+00
غادر وفد حركة "حماس" المفاوض، يوم الثلاثاء، العاصمة القطرية الدوحة متوجهاً إلى تركيا، بهدف بحث "آخر التطورات" بعد تعثر المفاوضات مع إسرائيل بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب ما أفاد مسؤول في الحركة لوكالة "فرانس برس". وقال المسؤول إن "وفداً قيادياً من حركة حماس، برئاسة محمد درويش، رئيس المجلس القيادي للحركة، غادر الدوحة متجهاً إلى إسطنبول، حيث يجري الوفد، الذي يضم أيضاً جميع أعضاء وفد حماس المفاوض برئاسة خليل الحية، عدة لقاءات مع المسؤولين الأتراك حول آخر تطورات مفاوضات الهدنة التي توقفت الأسبوع الماضي".
وجرت مفاوضات غير مباشرة لأكثر من أسبوعين بين وفد إسرائيلي وآخر من حماس، برعاية وسطاء، من بينهم قطر، في محاولة للتوصل إلى هدنة في غزة والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، بعد نحو 22 شهراً على اندلاع الحرب. وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الجمعة، أن حركة حماس "لا تريد اتفاقاً"، فيما كان مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قد أكد، يوم الخميس، فشل المفاوضات، مشككاً في نوايا الحركة.
وقال عضو المكتب السياسي لحماس، باسم نعيم، يوم الجمعة، لـ"فرانس برس"، إن آخر جولات التفاوض تناولت تفاصيل انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة. وذكر مسؤولون آخرون في الحركة أنهم فوجئوا بالتصريحات الأميركية، مؤكدين أن المفاوضات كانت تحقق تقدماً. من جهته، رفض وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، يوم الثلاثاء، ما وصفه بـ"الحملة المضللة" من الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار في غزة والاعتراف بدولة فلسطينية، متجاهلاً مئات الضحايا الذين يسقطون يومياً في القطاع المحاصر.
في السياق ذاته، دعت "حماس" إلى تصعيد الحراك العالمي في الأيام الثلاثة الأولى من الشهر المقبل، ضد استمرار حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، بالتزامن مع سياسة التجويع. وقالت الحركة في بيان: "ندعو إلى تصعيد الحراك الجماهيري العالمي أيام الجمعة والسبت والأحد (1 و2 و3 أغسطس/ آب)، وكل الأيام القادمة، ضدّ استمرار العدوان والإبادة والتجويع الصهيوني في قطاع غزَّة".
كما حثّت الحركة على أن يكون الأحد القادم (الموافق 3 أغسطس)، "يومًا عالميًا لنصرة غزَّة والقدس والأقصى والأسرى في فلسطين"، وذلك وفاءً لزعيمها الأسبق إسماعيل هنية، الذي اغتالته إسرائيل في العاصمة الإيرانية طهران، في 31 يوليو/ تموز 2024. وكان هنية قد دعا في 29 يوليو/ تموز 2024، لأن يكون يوم 3 أغسطس/ آب في ذلك العام، يومًا عالميًا لنصرة غزة.
وطالبت الحركة باستمرار الحراك الجماهيري العالمي في كل "مدن وعواصم العالم، عبر المسيرات الحاشدة، والمظاهرات الغاضبة، ضدّ استمرار العدوان الصهيوني، والإبادة الجماعية، والتجويع المُمنهج بحقّ أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزة". كما أوصت بـ"تصعيد كل أشكال التظاهر والاعتصامات أمام السفارات الصهيونية والأميركية، وسفارات الدول الداعمة للاحتلال، في كل أنحاء العالم، وذلك حتى يتوقف العدوان والتجويع الصهيوني ضد الأطفال والنساء والمرضى والمدنيين الأبرياء".
ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة، حيث شدّدت من إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبّب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية". وحسب أحدث معطيات وزارة الصحة في غزة، فقد بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية حتى الاثنين نحو 147 فلسطينيًا، بينهم 88 طفلًا، منذ 7 أكتوبر 2023.
(فرانس برس، الأناضول)
## نتنياهو: سنفعل كل ما يلزم عبر المفاوضات أو بطرق أخرى لاستعادة المحتجزين
29 July 2025 03:44 PM UTC+00
## حكم بسجن صحافية 12 عاماً في روسيا بتهمة العمل مع نافالني
29 July 2025 03:48 PM UTC+00
حكمت روسيا، الثلاثاء، بالسجن 12 عاماً على صحافية ومتطوعة سابقة لدى المعارض الراحل أليكسي نافالني الذي حظرت موسكو أي تعاون مع منظمات تابعة له.
وتطوعت أولغا كومليفا (البالغة 46 عاماً) في حزب نافالني قبل حظره في عام 2021 باعتباره حزباً "متطرفاً"، وفقاً لمؤسسة ميديازونا الإعلامية المستقلة.
وأدينت الصحافية بانتقادها الجيش الروسي في أثناء تغطيتها الحرب الروسية على أوكرانيا والاحتجاجات المناهضة للحكومة لصالح مؤسسة روس نيوز الإعلامية المستقلة. وزاد الكرملين من قمعه المستمر منذ عقد للإعلام المستقل في خضم حربه في أوكرانيا من خلال فرض قوانين رقابة شاملة، تحظر أي انتقاد للجيش.
وجاء في بيان لمحكمة جنائية في مدينة أوفا وسط روسيا أن المتهمة "شاركت في أنشطة جماعة متطرفة" و"نشرت عمداً معلومات كاذبة عن تصرفات القوات المسلحة". أضافت أن "المحكمة أدانت المتهمة وحكمت عليها بالسجن 12 عاماً"، ولم تعترف الصحافية بالذنب.
ووفقاً لمقطع فيديو نشرته روس نيوز، شوهدت كومليفا وهي تبتسم وتلوّح من داخل "القفص الزجاجي" المخصص للمتهمين بعد سماعها الحكم، وقالت: "أحبكم جميعاً"، متوجهةً إلى من حضروا لدعمها.
وأفادت "ميديازونا" أن كومليفا تعاني من داء السكري وواجهت صعوبة في الحصول على الدواء في أثناء الاحتجاز الاحتياطي.
وقضى أليكسي نافالني الذي صنفته السلطات الروسية "متطرفاً" في عام 2021 داخل سجن في القطب الشمالي في 16 فبراير/ شباط 2024. وحظرت روسيا منظمات نافالني بالطريقة نفسها قبيل شنّ هجومها على أوكرانيا في عام 2022، مستهدفة كل شخص على صلة به.
(فرانس برس)
## ستارمر: لا نساوي بين إسرائيل وحماس ومطالبنا من حماس لا تزال قائمة
29 July 2025 03:53 PM UTC+00
## ستارمر: ندعم جهود الوسطاء في الولايات المتحدة ومصر وقطر لوقف إطلاق النار في غزة وإتاحة الفرصة للأمم المتحدة لإيصال المساعدات
29 July 2025 03:54 PM UTC+00
## ستارمر: بريطانيا ستعترف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر ما لم توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار وحل الدولتين
29 July 2025 03:55 PM UTC+00
## الأردن: حقوقيّون يطالبون ببدائل عن التوقيف قبل المحاكمة
29 July 2025 04:04 PM UTC+00
دعا متخصّصون قانونيّون وحقوقيّون في الأردن إلى تعزيز استخدام بدائل التوقيف قبل المحاكمة، وتعزيز دور النيابة العامة والقضاء في اعتماد هذه البدائل أدوات لتحقيق العدالة، وضمان حقوق المتّهمين.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية نظمتها جمعية "تمكين" للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان (مدنية) بالتعاون مع المعهد الدنماركي لمناهضة التعذيب - ديجنيتي، وبمشاركة عدد من القضاة والمحامين، وممثلي الأجهزة الأمنية والقضائية، وخبراء في القانون والعدالة الجزائية.
تناول المجتمعون الأبعاد المختلفة للتوقيف قبل المحاكمة، بما في ذلك آثاره الاقتصادية والاجتماعية، والأثر الإنساني للتوقيف المطوّل قبل المحاكمة، وما يسبّبه من خسارة للوظائف ووصمة مجتمعية، وتفكّك أسري، وانقطاع عن التعليم، مؤكدين أن الانعكاسات لا تقتصر على الأفراد فحسب، بل تطاول المجتمع بأسره.
وقال عميد كلية الحقوق في جامعة البترا، الدكتور علي الدباس، لـ"العربي الجديد"، إنّ التوقيف قبل المحاكمة يمثل قضية قانونية جوهرية تستدعي مراجعة دقيقة، مؤكداً ضرورة تقليل الاعتماد على الاحتجاز التقليدي، وتعزيز العدالة الجنائية بأدوات بديلة أكثر إنصافاً، وأضاف: "أي توجّه نحو العقوبات البديلة يُعدّ خطوة إيجابية لا بدّ من التوسع فيها، لأن الهدف من العقوبة في الأصل هو الإصلاح، وليس التنفيذ فحسب، وقد تخلق الإجراءات العقابية التقليدية ظروفاً سلبية تُفاقم معاناة الموقوف أو المحكوم بدلاً من تأهيله وإصلاحه".
وأوضح الدباس أن المُشرّع في الأردن وضع بدائل للحبس والتوقيف، "لكن الأهم هو التوسع بتطبيقها، وإذا تبيّن أن هذه البدائل غير كافية، يمكن النظر ببدائل أخرى، كما يجب أن نراعي تقبّل المجتمع لهذه البدائل، إذ لا فائدة من المطالبة ببدائل من دون تطبيقها فعليّاً". ورأى أن قانون منع الجرائم وُضع في الأصل لمنع الجريمة، وليس قانوناً عقابيّاً، و"نلحظ أن كلّ دول العالم لم تعد تنظر إلى العقوبة بوصفها وسيلة لإصلاح الجناة، فإذا كنّا نسعى إلى تخفيف الخطورة الجرمية، لا بدّ من التوجّه نحو الوسائل البديلة، وهي الأجدى والأنجح في الحد من خطورة الأشخاص الذين من المحتمل أن يرتكبوا جرائم في المستقبل".
بدورها، لفتت المديرة التنفيذية لمركز العدل للمساعدة القانونية، هديل عبد العزيز، إلى أن التوقيف يُمارس حاليّاً وكأنه هو الأصل، بينما من الناحية القانونية يجب أن يكون التوقيف هو الاستثناء، وأضافت لـ"العربي الجديد": "لدينا إشكالية حقيقية، ويجب أن نستمر في العمل كمنظومة عدالة متكاملة، إذ هناك تناقض في سياسات العدالة؛ فنحن نتّجه نحو تطبيق العقوبات غير السالبة للحرية، وفي الوقت ذاته نتوسع في التوقيف"، وتابعت: "يجب أن تتّسق السياسات، وأن نُقلِّل من حجز الحرية حفاظاً على حقوق الإنسان"، معتبرة أن الإشكالية في الأردن ليست في التشريعات والقوانين، بل في التطبيق من جهات إنفاذ القانون.
وخلال الجلسة، أكد ممثل نقابة المحامين، المحامي وليد العدوان، أهمية تطوير نظام العدالة الجزائية في الأردن بما يضمن حماية الحريات العامة، وتعزيز منظومة حقوق الإنسان، إلى جانب مكافحة مختلف أشكال الجريمة، وقال: "يجب أن يحصل الأفراد على الحماية القانونية الكاملة، فالمتّهم بريء حتى تثبت إدانته، مضيفاً أن العقوبات والبدائل غير السالبة للحرية تُسهم على نحوٍ فعّال في تعزيز الوصول إلى العدالة.
وأشارت المديرة التنفيذية لجمعية "تمكين"، لندا كلش، إلى أن "موضوع التوقيف قبل المحاكمة يُعدّ من أكثر القضايا حساسية وتأثيراً في منظومة العدالة الجزائية، نظراً لما يترتّب عليه من تبعات قانونية، وإنسانية، واقتصادية على الأفراد والمجتمع والدولة ككلّ، وشددت على أنّ "التوقيف قبل المحاكمة"، بحسب المبادئ الدستورية والمعايير الدولية، يجب أن يُستخدم إجراء استثنائياً لا يُلجأ إليه إلّا في أضيق الحدود، إلّا أن الممارسة العملية تشير لتحوّله في بعض الأحيان إلى عقوبة مبكرة، تُفرَض على المتّهم قبل صدور حكم قضائي نهائي بحقّه.
وشدّد الممثل المقيم للمعهد الدنماركي لمناهضة التعذيب، محمد شما، على أهمية فتح الحوارات بين المجتمع المدني وجهات إنفاذ القانون حول تداعيات اللجوء إلى قرارات التوقيف الإداري قبل المحاكمة وحدودها، والتأثيرات السلبية على المجتمع، إلى جانب أهمية الشراكة المؤسّسية وتعزيز آليات تطبيق بدائل التوقيف قبل المحاكمة ضمن بيئة قانونية عادلة ومتماسكة.
وأكد مدير مديرية الشفافية وحقوق الإنسان في مديرية الأمن العام، العقيد ظاهر سلامة، أن المديرية تعمل ضمن مراكز الإصلاح والتأهيل ومديريات الشرطة، وتحرص على ترسيخ مبادئ الشفافية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، من خلال التواصل المستمر مع المواطنين، وضمان خضوع الممارسات الأمنية للرقابة والمساءلة.
وأشار إلى أن هذه البدائل لا تقتصر على الجوانب الحقوقية فحسب، بل تسهم في تقليل العبء المالي والتشغيلي على الدولة، إذ تشمل تكاليف الاحتجاز توفير خدمات الرعاية الصحية، والغذاء، والإيواء، وغيرها من المتطلبات اليومية داخل السجون.
من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي الدكتور يوسف منصور أن التكلفة الاقتصادية للنزلاء في مراكز الإصلاح والتأهيل تشكل تحدياً كبيراً أمام الحكومات، لما تسبّبه من أعباء مالية متزايدة على الموازنة العامة، خصوصاً في ظلّ التحديات الاقتصادية التي يواجهها الأردن، مشيراً إلى أن التكلفة المباشرة للتوقيف الإداري تشمل نفقات إيواء المحتجزين في مراكز التوقيف والإصلاح، وتبلغ كلفة النزيل الواحد نحو 750 ديناراً شهرياً (نحو 1060 دولاراً أميركيّاً).
من جهتها، قالت ممثلة وزارة العدل، مديرية حقوق الإنسان، الدكتورة حنان الخلايلة، إن نظام المراقبة الإلكترونية يمثل توجهاً حديثاً نحو العدالة العقابية الإنسانية، ويهدف إلى الحد من اللجوء للسجون، مع الحفاظ على التوازن بين الردع والإصلاح، والحد من الآثار الاجتماعية السلبية على الأفراد والأسر.
وتحدثت عن بدائل للعقوبات السالبة للحرية، مثل البرامج التأهيلية، والإقامة الجبرية في المنزل أو في منطقة جغرافية محدّدة، والمراقبة الإلكترونية، إذ يمكن ربط العقوبات البديلة بتدابير إضافية، منها منع السفر، وإلزام المحكوم عليه بتقديم تعهد مالي لعدم التعرّض أو التواصل مع أشخاص أو جهات معينة.
## ستارمر: بريطانيا باشرت إلقاء أولى شحنات المساعدة من طريق الجو فوق غزة
29 July 2025 04:05 PM UTC+00
## مونديال السباحة: ليديكي تواصل كتابة التاريخ وبوبوفيتشي يخطف الذهب
29 July 2025 04:07 PM UTC+00
واصلت السبّاحة الأميركية كايتي ليديكي (28 عاماً) تألقها اللافت، في بطولة العالم للألعاب المائية المقامة في سنغافورة، بعدما أحرزت لقبها العالمي الثاني والعشرين بفوزها بذهبية سباق 1500 متر حرة، اليوم الثلاثاء. وسجّلت ليديكي، التي تُعد من أبرز أساطير السباحة العالمية، زمناً قدره 15:26.44 دقيقة، متفوقة على الإيطالية سيمونا كواداريلا (26 عاماً) بزمن 15:31.79 دقيقة، والأسترالية لاني باليستر (23 عاماً) بزمن 15:41.18 دقيقة.
وباتت ليديكي، التي تُوجت بذهبية هذا السباق في أولمبيادي طوكيو 2021 وباريس 2024، على بُعد أربع ذهبيات فقط من الرقم القياسي التاريخي، الذي يحمله مواطنها الأسطورة مايكل فيلبس (26 لقباً عالمياً). واللافت أن ليديكي تحمل أسرع 24 توقيتاً في تاريخ هذا السباق، آخرها في 2018 حين حطمت رقمها السابق بزمن 15:20.48 دقيقة.
وفي المقابل، خطف بطل أولمبياد باريس 2024، الروماني ديفيد بوبوفيتشي (20 عاماً)، الأنظار بإحرازه الذهبية العالمية الثانية له، وجاء ذلك في سباق 200 متر حرة، إذ سجّل زمناً قدره 1:43.53 دقيقة. وتفوّق بوبوفيتشي على صاحب برونزية باريس 2024، الأميركي لوك هوبسون (23 عاماً)، الذي جاء ثانياً بزمن 1:43.84 دقيقة، وعلى الياباني تاتسويا موراسا (25 عاماً) الذي نال البرونزية بزمن 1:44.54 دقيقة. 
وشهد نهائي سباق 100 متر ظهراً للرجال فوز الجنوب أفريقي، بيتر كوتزي (22 عاماً)، بالميدالية الذهبية بزمن 51.85 ثانية، متقدماً بفارق ضئيل على الإيطالي توماس تشيكون (24 عاماً)، الذي حلّ ثانياً بزمن 51.90 ثانية، بينما أحرز الفرنسي يوهان ندويي بروار (24 عاماً) أول ميدالية عالمية له باحتلاله المركز الثالث بزمن 51.90 ثانية.
ولدى السيدات، واصلت الأسترالية كايلي ماكيون (24 عاماً) سيطرتها على سباقات الظهر، بعدما نالت ذهبية 100 متر ظهراً للمرة الثانية في مسيرتها بزمن 57.16 ثانية، متقدمة على الأميركية ريغان سميث (23 عاماً) بزمن 57.35 ثانية، والأميركية الأخرى كاثرين بركوف (24 عاماً) بزمن 58.15 ثانية. وجاء هذا السباق امتداداً للمنافسة التاريخية بين ماكيون وسميث، إذ كسرت الأخيرة الرقم العالمي، الذي حققته ماكيون عام 2024 (57.13 ث)، قبل أن تخسر أمامها في أولمبياد باريس.
وفي مفاجأة من العيار الثقيل، تُوّجت الألمانية آنا إيليندت (24 عاماً) بذهبية سباق 100 متر صدراً، متفوقة على أبرز المرشحات للقب. وقطعت إيليندت السباق بزمن 1:05.19 دقيقة، متقدمة على الأميركية كايت دوغلاس (23 عاماً) التي جاءت ثانية بزمن 1:05.27 دقيقة، والصينية تشيانتينغ تانغ (22 عاماً)، بطلة العالم السابقة، التي اكتفت بالمركز الثالث بزمن 1:05.64 دقيقة. وهذه الميدالية الذهبية هي الثانية في مسيرة السباحة الألمانية على مستوى بطولات العالم، بعد فضية بودابست 2022 في الفئة نفسها، لتؤكد صعودها بثبات نحو النخبة العالمية في تخصصها.
## ميسي يواجه خليفته.. قمة "الفيناليسيما" تمهّد لصيف المونديال الساخن
29 July 2025 04:14 PM UTC+00
أعلن اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم "كونميبول"، اليوم الثلاثاء، عبر حسابه على موقع إكس، إقامة مباراة "الفيناليسيما" بين بطل كوبا أميركا 2024، منتخب الأرجنتين، ونظيره الإسباني، المتوَّج بلقب يورو 2024، وذلك خلال الأسبوع الثالث من شهر مارس/ آذار 2026، في مواجهة مرتقبة تجمع بطلي القارتين، قبل أشهر قليلة من انطلاق كأس العالم في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
وجاء الإعلان ضمن جدول المنافسات الرسمي، الذي كشف عنه "كونميبول" لعام 2026، إذ أُدرجت للمرة الأولى بشكل رسمي هذه القمة بين "التانغو" و"لا روخا"، بعد اتفاق تم التوصل إليه مؤخراً بين رئيس الاتحاد الأرجنتيني، كلاوديو "تشكي" تابيا (57 عاماً)، ونظيره الإسباني، رافائيل لوزان (58 عاماً). 
Calendario de Competiciones: Torneos CONMEBOL 2026 ➡️#CreeEnGrande
— CONMEBOL.com (@CONMEBOL) July 28, 2025
وبحسب موقع تي واي سي الأرجنتيني، فقد حدد الطرفان الفترة بين 17 و25 مارس 2026 موعداً مبدئياً لإقامة المباراة، مع بقاء مسألة تحديد الملعب محل نقاش، إذ تتنافس ثلاث دول على استضافة الحدث، وهي: الولايات المتحدة، باعتبارها محطة تمهيدية للمونديال، إلى جانب قطر والسعودية، اللتين قدّمتا عروضاً مغرية لتنظيم اللقاء في آسيا، ضمن توجه استثماري رياضي متزايد.
ولكن تبقى إقامة مباراة "الفيناليسيما" مشروطة بتأهل إسبانيا المباشر إلى نهائيات كأس العالم. ففي حال اضطرار "لا روخا" لخوض الملحق الأوروبي، الذي من المقرر أن يُقام في الفترة نفسها، فسيُعاد النظر في الموعد، وربما يُؤجَّل اللقاء إلى ما قبل انطلاق المونديال، وهو خيار غير مرغوب فيه من الطرفين، نظراً لضيق الوقت.
ويترقّب عشاق كرة القدم هذه المواجهة التاريخية، التي قد تشهد أول صدام رسمي بين النجم الأرجنتيني، ليونيل ميسي (38 عاماً)، وخليفته في نادي برشلونة الإسباني، لامين يامال (18 عاماً)، في مباراة يُتوقّع أن تكون بمثابة "نهائي قاري عالمي مصغّر"، تمهيداً لصيف مونديالي ساخن.
## وزير خارجية بريطانيا أمام الأمم المتحدة: الدمار في غزة مفجع والأطفال يتضورون جوعاً وتقليص إسرائيل للمساعدات روّع العالم
29 July 2025 04:15 PM UTC+00
## الدنماركيون لا يغيّرون وجهاتهم رغم تصاعد التهديدات المناخية
29 July 2025 04:22 PM UTC+00
في زمن تتصاعد فيه الظواهر المناخية المتطرفة، من حرائق الغابات والفيضانات إلى موجات الحرّ القاتلة، يفترض أن يعيد السياح حول العالم النظر في خياراتهم الصيفية. لكن الواقع في الدنمارك يُظهر عكس ذلك، إذ لا تزال الوجهات الحارّة في الجنوب تحافظ على جاذبيتها، رغم تحذيرات العلماء وصور الكوارث التي تتصدّر وسائل الإعلام.
دراسة حديثة أجرتها شركة Epinion لصالح هيئة الإذاعة الدنماركية DR، ونُشرت اليوم الثلاثاء، كشفت أن 78% من الدنماركيين لم يغيّروا وجهاتهم السياحية بسبب تغير المناخ، رغم تصاعد المخاطر المرتبطة بالسفر إلى مناطق تعاني من موجات حرّ شديدة. وبحسب نتائج الدراسة، قال فقط 6% من المشاركين إنهم "يوافقون تماماً" على تغيير وجهاتهم السياحية بسبب التغير المناخي، بينما قال 16% إنهم يوافقون في الغالب. في المقابل، رفض 25% هذه الفكرة تماماً، ورفضها 18% في الغالب، فيما بقي 28% دون موقف واضح.
وترى عالمة النفس المناخي، سولفيغ رويبستورف، أن هذه النتائج ليست مفاجئة قائلة: "الناس يملكون نيّات بيئية طيبة، لكنّهم لا يغيّرون سلوكهم إذا تطلب ذلك تنازلات شخصية، خاصة عندما يتعلق الأمر بشيء عاطفي ومهم مثل العطلة"، وتضيف للقناة التلفزيونية دي آر: "الكوارث المناخية تبدو بعيدة عن وعينا ما لم نعشها بأنفسنا. الصور في الأخبار لا تكفي لإحداث تغيير فعلي".
السفر في زمن التغيّر المناخي... كوكب ساخن
لا يتوقف التأثير عند اختيار الوجهة فحسب، بل يتعلق أيضاً بوسيلة النقل. فالسفر بالطائرة يظل من أكثر الأنشطة الفردية تلويثاً للمناخ. وقد قارنت قناة DR بصمة الكربون الناتجة عن 15 وجهة سياحية شهيرة، ليظهر أن الخيار الجوي يفوق القطار أو السيارة بأشواط في الانبعاثات.
بيانات مبيعات شركة السفر TUI تظهر بوضوح أن الحرائق وموجات الحر لم تثنِ السياح الدنماركيين عن التوجه في رحلات تشارتر الجماعية جنوباً، بل إنّ بعض الوجهات شهدت ارتفاعاً كبيراً مقارنة بالعام الماضي: فرنسا: +46%، زاكينثوس (اليونان) +30%، كريت (اليونان) +14%، البرتغال +14%، قبرص +7%، غران كناريا (إسبانيا) +14%.
ويأتي ذلك رغم أن بعض هذه المناطق سجلت هذا الصيف درجات حرارة تجاوزت 46 درجة مئوية، إلى جانب اندلاع حرائق واسعة في مواقع أوروبية عدّة، فضلاً عن ظواهر مناخية متطرفة تمثلت في أمطار غزيرة تسببت في فيضانات وسيول. وقد سبق أن حذّر خبراء المناخ من هذه التداعيات خلال موجة الاحترار التي اجتاحت أوروبا في الشهر الماضي.
العادة أقوى من التحذير
يعلّق عالم الاجتماع البيئي لارس بيترسن من جامعة آرهوس بالقول:"الروتين أقوى من القلق. حتّى لو فهمنا المخاطر نظرياً، فإنّنا نتمسك بما اعتدنا عليه. والتغيير في السلوك يحتاج إلى تغيير في الأعراف الاجتماعية"، ويضيف للقناة التلفزيونية دي آر: "طالما أنّ الناس من حولك يسافرون كالمعتاد، فإن الدافع الشخصي للتغيير سيكون أضعف".
يرى بيترسن أن تشجيع السفر منخفض الانبعاثات، مثل القطارات أو قضاء الإجازات في المناطق المحلية، يتطلب دعماً سياسياً وإعلامياً عبر إبراز قصص إيجابية وتجارب ممتعة لا تعتمد على الطيران البعيد، كما يشير إلى أن التجربة المباشرة للكوارث، كالوجود قرب حريق غابة، يمكن أن يخلق وعياً حقيقياً ومعدياً في محيط الفرد، مشدداً على أنه "حين تشعر بالخطر بنفسك، أو ترى آثاره بعينيك، تتغير رؤيتك وتُصبح جزءاً من التغيير المجتمعي".
بين النيّات والممارسة
في المحصّلة، يبدو أن الوعي البيئي يزداد، لكنه لم يتحول بعد إلى فعل يخفف من الانبعاثات الغازية الضارة. فحرائق كريت اليونانية وحرارة البرتغال وإسبانيا وفرنسا وغيرها لا تكفي وحدها لتعديل بوصلة السياحة الدنماركية، بل يحتاج الأمر على ما يقول خبراء إلى تغيير ثقافي جماعي يدعمه الإعلام والسياسات العامة، وإلى أن يحدث ذلك، قد تبقى العطلات الصيفية كما هي، فيما يتغيّر المناخ... إلى الأسوأ.
 
## ستارمر: سنعترف بدولة فلسطين في سبتمبر ما لم تنه إسرائيل الوضع في غزة
29 July 2025 04:27 PM UTC+00
صرّح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم الثلاثاء، بأنّ المملكة المتحدة ستعترف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر/ أيلول المقبل، ما لم توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة وحل الدولتين. وأصدر داونينغ ستريت بياناً في ختام اجتماع طارئ لمجلس الوزراء بشأن غزة، وبالتطرق إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، قال رئيس الوزراء إنّ "موقف الحكومة الثابت هو أنّ الاعتراف بالدولة الفلسطينية حق غير قابل للتصرف للشعب الفلسطيني، وأننا سنعترف بدولة فلسطينية جزءاً من عملية السلام وحل الدولتين".
وقال إنه "نظراً للوضع المتدهور على نحوٍ متزايد في غزة، وتضاؤل احتمالات عملية السلام نحو حل الدولتين، فقد حان الوقت الآن للمضي قدماً في هذا الموقف"، وتابع أنّ "المملكة المتحدة ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر/ أيلول، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع في غزة، والتوصل إلى وقف إطلاق النار، وتوضيح أنه لن يكون هناك ضمّ في الضفة الغربية، والالتزام بعملية سلام طويلة الأمد تؤدي إلى حل الدولتين"، وأكد أنه "لا يوجد أي تكافؤ بين إسرائيل وحماس وأن مطالبنا من حماس لا تزال قائمة، وهي ضرورة إطلاق سراح جميع الرهائن (المحتجزين) والموافقة على وقف إطلاق النار وقبول عدم لعب أي دور في حكومة غزة ونزع سلاحها".
وأعلن ستارمر، إلقاء مساعدات بريطانية جواً إلى غزة اليوم، مضيفاً أنه يجب دخول 500 شاحنة إلى غزة يومياً. وأكد أنّ السبيل الوحيد لإنهاء هذه الأزمة الإنسانية في نهاية المطاف هو "تسوية طويلة الأمد"، مؤكداً أنه يدعم جهود الوسطاء في الولايات المتحدة ومصر وقطر لوقف إطلاق النار في غزة وإتاحة الفرصة للأمم المتحدة لإيصال المساعدات. وفي حديثه للصحافيين بعد اختتام الاجتماع، بدأ ستارمر حديثه بالقول إنه في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، "ارتكبت حماس أسوأ مذبحة في تاريخ إسرائيل"، مضيفاً أن هذا الرعب مستمر "يومياً منذ ذلك الحين"، وبالانتقال إلى الوضع الحالي، أشار إلى أنّ رُضّعاً جوعى وأطفالاً ضعفاء في غزة لا يستطيعون الوقوف، وهي صور ستبقى في أذهاننا "طوال العمر".
My statement on the humanitarian crisis in Gaza and our plan for peace including the recognition of a Palestinian State. pic.twitter.com/aMUCNwJb9z
— Keir Starmer (@Keir_Starmer) July 29, 2025
من جهته، جدّد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في كلمة أمام الأمم المتحدة في نيويورك، تأكيد التزام بلاده التاريخي بحل الدولتين، محذراً من أن هذا الحل "بات في خطر". واعتبر لامي أن "لا مستقبل لحركة حماس في إدارة قطاع غزة"، مشيراً إلى أن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحل الدولتين "خطأ استراتيجي وأخلاقي". وأضاف أن حكومة حزب العمال ستعترف بالدولة الفلسطينية "إذا لم يتغيّر الوضع على الأرض".
وأكد لامي فخر بريطانيا بوعد بلفور لإقامة وطن قومي لليهود، لكنّه أشار إلى أن حكومة بلاده الحالية اتخذت إجراءات عدّة، من بينها إعادة تمويل وكالة "أونروا"، ووقف ومراجعة عدد من رخص تصدير الأسلحة لإسرائيل، فضلاً عن تمويل مساعدات إنسانية للفلسطينيين بملايين الجنيهات، وتمويل السلطة الفلسطينية، وفرض عقوبات على وزراء إسرائيليين ومستوطِنين في الضفة الغربية المحتلة، إلى جانب وقف محادثات التجارة مع إسرائيل، وإدخال مساعدات إنسانية جواً إلى غزة.
وكان مقرّ الحكومة البريطانية في العاصمة لندن، قد شهد، ظهر اليوم الثلاثاء، تظاهرة دعت لها حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني بالتزامن مع اجتماع الحكومة البريطانية الطارئ الذي دعا له ستارمر غداة لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وحضر المئات أمام داونينغ ستريت مع أواني الطعام التي قرعوها دون توقف في إشارة إلى التجويع الواقع للفلسطينيين في قطاع غزة، في الوقت الذي أصبح فيه المشهد أمام داونينغ ستريت مألوفاً في الأسبوع الأخير، إذ تشهد المنطقة بوتيرة دائمة تظاهرات رافضة لتجويع سكان غزة وتدهور الوضع الإنساني في القطاع.
وانتظر الكثيرون نتائج الاجتماع الطارئ الذي دعا إليه ستارمر وزراءه من العطلة الصيفية في خطوة نادرة، مع تزايد الضغط الشعبي والسياسي على رئيس الحكومة لأخذ إجراءات فعلية، من ضمنها الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وانضم معظم وزراء الحكومة إلى الاجتماع عن بُعد.
وقال سكرتير حملة التضامن مع فلسطين في المملكة المتحدة بن جمال لـ"العربي الجديد" إنّ "إسرائيل لن توقف الإبادة الجماعية، إلّا إذا جرى إجبارها على ذلك. ونحن هنا ندعو الحكومة لما نعتقده الحل الأنسب لوقف الفظائع في غزة وهو الإعلان اليوم عن وقف شامل لتصدير السلاح لإسرائيل، وإنهاء كل التعاون العسكري مع إسرائيل، ووقف كل التجارة مع إسرائيل حتى توقف انتهاك حقوق الإنسان بحق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمة ذلك وقف الإبادة الجماعية"، وأضاف بن جمال: "أمر إضافي بإمكانهم فعله هو تجميد كل الأصول الإسرائيلية في البنوك البريطانية كما فعلت الحكومة عندما غزت روسيا أوكرانيا بصورة غير قانونية. الشعب البريطاني لم يعد يتحمل المشاهد المروعة في غزة".
وفي حديثها لـ"العربي الجديد"، قالت إحدى المشاركات، التي حملت أواني الطعام الخاصة بها وقرعتها أمام داونينغ ستريت "كير ستارمر وديفيد لامي يستمرون بإرسال السلاح لإسرائيل في الوقت الذي تقوم إسرائيل بتجويع الأطفال وجميع السكان في غزة. إسرائيل لا تستريح من قصف غزة. هناك حاجة لفرض عقوبات وعلينا التوقف شراء أمور من إسرائيل أيضاً. ما يحصل غير مقبول ولا يمكن قبوله في عام 2025".
دعوات لتحركات مباشرة بشأن غزة
وقالت الرابطة البريطانية الفلسطينية في رسالة وُجهت اليوم لرئيس الوزراء بأن الاعتراف بفلسطين دولةً أصبح الآن "رمزياً" لأنه "لن ينهي الإبادة الجماعية، ويجب ألّا يُستخدم للتهرب من المساءلة". وطالبت الرابطة المملكة المتحدة بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، وفرض حظر شامل على الأسلحة، إضافة لعقوبات شاملة، وتقلص التبادل التجاري.
وخرج يوم أمس الاثنين المئات من اليهود البريطانيين في تظاهرة أمام مقرّ وزارة الخارجية البريطانية في لندن، للمطالبة بفرض عقوبات مباشرة على إسرائيل. ونظّم الوقفة كل من حركة "ناعمود" و"ماينيجيد" والتي شهدت أيضاً مشاركة من إسرائيليين ضد الإبادة الجماعية في غزة بحسب منشور الحركتَين. وشهد نهاية الأسبوع أيضاً خلال يومَي الأحد والسبت حضوراً كبيراً للمتضامنين مع الفلسطينيين في غزة أمام داونينغ ستريت، وقرعوا أواني الطعام في الوقت الذي خرجت فيه عشرات الوقفات الشبيهة في المملكة المتحدة.
الوزير الأول الاسكتلندي يحثّ ترامب للتحرك
وفي أعقاب لقائه مع ترامب هذا الصباح، تحدث الوزير الأول لاسكتلندا جون سويني إلى هيئات البث عما ناقشاه. وفي ما يتعلق بغزة، قال إنّ الرئيس الأميركي "كان متفهماً لما قلته له بشأن المخاوف العميقة، والأسى الذي تشعر به اسكتلندا، والأزمة الإنسانية في غزة"، وأضاف: "أوجه نداءنا إليه لاستخدام نفوذه، ربما لأنه الشخص الوحيد في العالم القادر على حمل الحكومة الإسرائيلية على القيام بما كان ينبغي عليها فعله منذ زمن طويل، وهو تطبيق وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة".
وعندما سُئل عمّا إذا كان لديه أي شعور بتغيير موقف الرئيس الأميركي، قال سويني إنه شعر أن ترامب "لم يُعارض بأي شكل من الأشكال ما كنت أقوله بشأن الأزمة الإنسانية التي تتكشف في غزة، والتي استمرت على مدى فترة طويلة. لذا؛ فهمتُ من المحادثة أن هذه قضية يشارك فيها بنشاط كبير، لأنه، مثلنا جميعاً، يرى الصور المروعة القادمة من غزة، وأردت بالتأكيد التأكّد من أنه يعلم أن اسكتلندا تريد منه أن يفعل شيئاً حيال ذلك".
## لامي: سنعترف بدولة فلسطين إن لم تتحرك إسرائيل لإنهاء الموقف المروع في غزة وتلتزم بالسلام القائم على حل الدولتين
29 July 2025 04:28 PM UTC+00
## قائد نهضة بركان يتشبث بالرحيل و"العربي الجديد" يكشف خفايا القرار
29 July 2025 04:30 PM UTC+00
فاجأ قائد نهضة بركان لكرة القدم، البوركينابي، يوسوفو دايو (33 عاماً)، المدرب التونسي، معين الشعباني (43 عاماً)، بطلب إنهاء تجربته الاحترافية مع النادي، من أجل الانضمام إلى أحد الفرق القطرية في مرحلة الانتقالات الصيفية الحالية، بعد تسع سنوات قضاها محترفاً في الدوري المغربي، قدم فيها أداءً باهراً.
ويبدو أن أيام قائد منتخب بوركينافاسو، يوسوفو دايو، أصبحت معدودة في نادي نهضة بركان، بعدما أبلغ رئيس الفريق حكيم بنعبد الله برغبته النهائية في الرحيل وعدم استعداده للبقاء إلى حين نهاية عقده الذي جدده في وقت سابق، وذلك في ظل توصله بعروض مغرية، وبخاصة من قطر والبحرين.
وأفادت معلومات حصل عليها "العربي الجديد"، الثلاثاء، من مصدر من إدارة النادي البركاني، بأن النجم يوسوفو دايو تشبث بقرار المغادرة رغم كل المحاولات المبذولة لثنيه عن ذلك، خصوصاً بعد الحديث عن توصله بعرض قطري وصف بالمغري، ولهذا السبب غاب عن تدريبات الفريق البرتقالي منذ ثلاثة أيام، وأضاف المصدر قائلاً: "يبدو أن رئيس نهضة بركان حكيم بنعبد الله تفهم رغبة اللاعب يوسوفو دايو في الرحيل، ولن يعترض على ذلك، تقديراً لما قدمه من تضحيات طوال السنوات التي أمضاها في النادي".
لكن مصدراً خاصاً كشف لـ "العربي الجديد" أن وراء إصرار يوسوفو دايو على الرحيل دوافع خفية، من بينها عدم انسجامه مع حارس منتخب المغرب منير المحمدي (35 عاماً)، إذ يرى كل منهما نفسه القائد الحقيقي الذي عليه أن يؤثر في المجموعة، ففي الوقت الذي يستند فيه المحمدي إلى مكانته الدولية حارساً لمنتخب أسود الأطلس، وأيضاً تجربته الاحترافية في أندية أوروبية وعربية عملاقة، يتشبث المدافع يوسوفو دايو بضرورة احترام مكانته قائداً لمنتخب بوركينافاسو، بالإضافة إلى عامل آخر قد يكون الدافع الأساسي للتمسك بقرار المغادرة، ويتمثل بتعاقد نهضة بركان مع المدافع التونسي أسامة الحدادي (33 عاماً)، بإلحاح من المدرب معين الشعباني، إذ يخشى النجم البوركينابي ألا تمنح له دقائق لعب كافية للاستعداد الجيد لبطولة كأس أمم أفريقيا المقررة إقامتها في المغرب ما بين 21 ديسمبر/كانون الأول و18 يناير/كانون الثاني القادمين.
## اشتباك مسلح في العريش للمرة الأولى منذ سنوات يثير القلق
29 July 2025 04:31 PM UTC+00
في تطور ميداني هو الأول من نوعه منذ سنوات، شهدت مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء شرقي مصر، اشتباكاً مسلحاً بين مجموعتين مجهولتين، ما أعاد إلى الأذهان مشاهد العنف التي عانت منها المنطقة في ذروة نشاط تنظيم "داعش" الإرهابي، قبل أن تتمكن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية من القضاء عليه إلى حدّ بعيد. وبحسب ما أفادت به مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، اندلع الاشتباك في وضح النهار يوم الثلاثاء، في شارع الخزان، أحد الشوارع الحيوية وسط مدينة العريش، واستخدم فيه المسلحون الأسلحة النارية بشكل كثيف، ما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين، واختطاف شخص لم تُعرف هويته بعد.
وأكدت المصادر ذاتها أن "الاشتباك جرى بين مجموعتين مسلحتين يُعتقد أنهما تنتميان إلى جهات قبلية مختلفة"، لافتة إلى أن المسلحين كانوا يستقلون سيارات دفع رباعي تُشبه تلك التي تمتلكها بعض قبائل سيناء، ما زاد من الغموض حول هوية الأطراف المتورطة ودوافع الاشتباك. ورغم خطورة الحادثة وموقعها داخل المدينة، فإن قوات الأمن لم تكن حاضرة في لحظة الاشتباك، وفقاً لروايات شهود عيان تحدثوا لـ"العربي الجديد"، وهو ما أثار تساؤلات واسعة بين الأهالي حول أسباب غياب الحضور الأمني في منطقة يُفترض أنها تخضع لرقابة مشددة.
وعقب الاشتباك، شهدت محافظة شمال سيناء استنفاراً أمنياً لافتاً، إذ شددت القوات الأمنية من إجراءاتها على مداخل ومخارج المحافظة، ونُصبت العديد من الكمائن في الطرق الرئيسية والميادين العامة في العريش ومدن المحافظة الأخرى. وبدت حالة من التوتر والاستنفار واضحة في الشوارع، في ظل استمرار التحقيقات الأمنية ومحاولات تعقب المسلحين.
ويأتي هذا التطور بعد سنوات من الهدوء النسبي الذي شهدته مدينة العريش، عقب الحملات العسكرية والأمنية الموسعة التي نفذتها الدولة للقضاء على نشاط تنظيم "داعش" في المنطقة، والتي أفضت إلى تقليص عملياته المسلحة إلى حدّ كبير، وتحسن الوضع الأمني في المحافظة.
ويخشى مراقبون من أن تؤدي مثل هذه الحوادث إلى تقويض الاستقرار الهش الذي بدأت تنعم به بعض مدن شمال سيناء، خصوصاً في ظل ما يعتبره البعض غياباً للتنمية الحقيقية وتراجع مستوى الخدمات، ما يفتح المجال لنشاط جماعات مسلحة أو مواجهات ذات طابع ثأري أو جنائي. ولا تزال الجهات الرسمية حتى اللحظة تلتزم الصمت حيال الحادثة، فيما ينتظر الأهالي توضيحاً من وزارة الداخلية أو القوات المسلحة بشأن هوية المتورطين والإجراءات التي ستُتخذ لضمان عدم تكرار هذه المشاهد في العريش أو غيرها من مدن المحافظة.
## فاتورة باهظة.. مصر تخطط لعقد صفقات غاز جديدة لتعويض العجز
29 July 2025 04:32 PM UTC+00
كشفت وكالة بلومبيرغ، نقلا عن مصادر مطلعة، أن الحكومة المصرية تعتزم شراء كميات إضافية من الغاز الطبيعي المسال تتجاوز الاتفاقات الحالية الممتدة حتى عام 2028، في خطوة تهدف إلى سد فجوة متزايدة في الإمدادات المحلية الناتجة عن تراجع الإنتاج وتزايد الطلب. ووفقا للمصادر، فإن فاتورة واردات مصر من الغاز المسال والمنتجات البترولية ستصل هذا العام إلى نحو 20 مليار دولار، مقارنة بـ 12.5 مليار دولار في 2024، ما يزيد الضغوط على الحساب الجاري والاحتياطيات الأجنبية، ويطرح تحديات تمويلية إضافية بعد حصول البلاد على حزمة دعم بقيمة 57 مليار دولار العام الماضي.
وتشير بيانات معهد الطاقة الإحصائي العالمي إلى أن إنتاج مصر من الغاز الطبيعي سجل انخفاضا حادا في السنوات الأخيرة. وبحسب البيانات بلغ إنتاج الغاز الطبيعي ذروته بعد عام 2015 عند نحو 70 مليار متر مكعب سنويا، لكنه انخفض بشكل متسارع ليصل في النصف الأول من 2025 إلى قرابة 45 مليار متر مكعب، وهو أدنى مستوى له منذ عام 2016. ويعزى هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى نقص الاستثمارات في عمليات الاستكشاف والتطوير، وتراجع أداء حقل "ظهر" الذي يشكل العمود الفقري للإنتاج المحلي، بحسب ما نقلته الوكالة عن مصادر في قطاع الطاقة. كما أظهرت بيانات بلومبيرغ أن الميزان الفصلي لصادرات الغاز الطبيعي المسال بدأ يتحول من الفائض إلى العجز اعتبارا من أواخر 2024، ليتفاقم في 2025 إلى مستويات تصل إلى سالب 3 ملايين طن متري في بعض الفصول. وتوضح البيانات أن هذا التحول يعكس نقصا فعليا في المعروض، أجبر الحكومة على تقليص إمدادات الغاز المخصصة لبعض الصناعات، واللجوء إلى السوق العالمية لتأمين الواردات عبر عقود فورية وطويلة الأجل.
مصر تتفاوض مع قطر
وعقدت مصر، بحسب "بلومبيرغ"، اتفاقات مع شركات كبرى مثل أرامكو السعودية، ترافيغورا، وفيتول لتوريد نحو 290 شحنة من الغاز المسال بدءًا من يوليو 2025 وحتى نهاية 2028، في وقت تتواصل فيه المفاوضات مع قطر لتوقيع عقود توريد طويلة الأجل. وتشير مصادر مطلعة إلى أن أسعار هذه العقود أعلى من الأسعار التفضيلية للغاز الإسرائيلي الذي يسعر بأقل من 6 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، ما يزيد العبء المالي على الموازنة العامة في ظل ارتفاع تكلفة خدمة الدين وانخفاض العائدات من قناة السويس بسبب اضطرابات البحر الأحمر. وقال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المؤقت في مجموعة الأزمات الدولية، ريكاردو فابياني، إن "عجز الغاز الطبيعي سيكون من أكبر الأعباء على الحساب الجاري والسيولة الدولارية في مصر خلال السنوات المقبلة". وتؤكد الوكالة أن هذا التحول يعقد جهود الحكومة في تحقيق استقرار اقتصادي مستدام، خاصة في ظل التزاماتها الجديدة تجاه المستثمرين وسعيها لسداد المتأخرات المستحقة لشركات الطاقة الأجنبية.
وتواجه الحكومة المصرية أزمة معقدة الأبعاد؛ إذ إن الطلب على الكهرباء يرتفع بوتيرة متسارعة بفعل النمو السكاني المتواصل، وموجات الحر الشديدة التي أدت إلى توسع استهلاك أجهزة التكييف. وبينما نجحت الحكومة مؤقتا في تقليص انقطاعات الكهرباء من خلال زيادة واردات الغاز، فإن هذا الحل قصير الأجل يطرح تحديات كبيرة على صعيد التمويل والاستدامة. وتشير بيانات بلومبيرغ إلى أن مصر اضطرت في أكثر من مرة إلى تقليص إمدادات الغاز للصناعات، بما فيها مصانع الأسمدة، ما أثار انتقادات من رجال أعمال بارزين مثل نجيب ساويرس الذي قال في مقابلة تلفزيونية: "الاعتماد على الغاز الإسرائيلي خطر، وقطع الإمدادات عن مصانع الأسمدة يؤثر على الزراعة والصادرات".
التعافي لن يتحقق قبل 2030
وقال محللو وود ماكنزي إن استعادة الاكتفاء الذاتي في إنتاج الغاز تتطلب استكشافات ضخمة وجولات حفر جديدة قد تستغرق من 4 إلى 6 سنوات على الأقل قبل أن تدخل حيز الإنتاج. وأشار المحلل مارتين ميرفي إلى أن مصر "ستحتاج إلى إبرام عقود طويلة الأجل في الوقت الحالي لتأمين الإمدادات، حتى وإن كانت بأسعار مرتفعة"، مؤكدا أن "خفض الكلفة يتطلب تثبيت الوضع كمستورد على المدى الطويل". وتشير التقديرات الأولية إلى أن تأمين الطلب الداخلي من الإنتاج المحلي قد لا يتحقق قبل عام 2030، حتى مع تحقيق اكتشافات جديدة. وفي ظل الواقع الحالي، تبقى الواردات خيارا مفروضا، رغم كلفتها المرتفعة، وهو ما يعيد صياغة سياسة الطاقة المصرية على أساس "الاعتماد المرحلي على الاستيراد".
وكانت مصر قد عادت إلى تصدير الغاز المسال في عام 2019 بفضل اكتشاف حقل "ظهر" العملاق التابع لشركة "إيني" الإيطالية، بعد سنوات من التوقف بسبب نقص الإمدادات. وقد بلغت صادرات الغاز ذروتها عام 2022 مع ارتفاع الأسعار الأوروبية إثر الحرب الروسية الأوكرانية، محققة إيرادات بلغت 8.4 مليارات دولار مقارنة بـ3.5 مليارات دولار في عام 2021. لكن هذه المكاسب لم تدم، إذ بدأ الإنتاج المحلي بالتراجع السريع عام 2023، وتحديدا من حقل "ظهر". وأكدت "إيني" أن الإنتاج حاليا خارج الذروة ويتماشى مع توقعات الحقول المماثلة عالميا، رغم أنها امتنعت عن التعليق على الأرقام الحالية.
## وزير خارجية بريطانيا: ما نحاول فعله هو التأثير على الموقف على الأرض وحان الوقت لوقف إطلاق النار في غزة
29 July 2025 04:39 PM UTC+00
## صيف مزدحم في أتلتيكو مدريد: تعاقدات جديدة وخروج متوقّع لنجوم كبار
29 July 2025 04:43 PM UTC+00
يعمل نادي أتلتيكو مدريد الإسباني على مواصلة تعزيز صفوفه خلال سوق الانتقالات الصيفي الحالي، في ظل رغبة واضحة من الإدارة لإعادة تشكيل الفريق قبل انطلاق الموسم الكروي الجديد. وقد أبرم "الروخيبلانكوس" سبعة تعاقدات جديدة حتى الآن، مع تسجيل مغادرة بعض الأسماء البارزة عن التشكيلة، أبرزها لاعب الوسط الأرجنتيني رودريغو دي بول الذي انتقل إلى إنتر ميامي الأميركي، وزميله الإسباني ساؤول نيغيز الذي انضم إلى فلامنغو البرازيلي. وتأتي هذه التغييرات ضمن خطة شاملة في صيف مزدحم، تهدف إلى التجديد وتحقيق التوازنين المالي والفني في آن واحد.
ووفقاً لما كشفته صحيفة آس الإسبانية، أمس الاثنين، فقد نجح أتلتيكو مدريد أخيراً في حسم صفقة قلب الدفاع التي طال انتظارها، حيث تعاقد مع مدافع فاينورد الهولندي، السلوفاكي دافيد هانكو، في خطوة أنهت رحلة بحث طويلة عن تعزيز الخط الخلفي. ولم تكن هذه الصفقة سوى جزء من موجة تدعيمات قوية قام بها النادي الإسباني خلال شهر واحد، شملت التعاقد مع الإسبانيين، أليكس باينا ومارك بوبيل، إلى جانب الأميركي جوني كاردوسو، والأرجنتيني تياغو ألمادا، والإيطالي ماتيو روجيري، وقبلهم حارس المرمى الأرجنتيني خوان موسو، في صفقات تجاوزت قيمتها الإجمالية حاجز 150 مليون يورو.
وأضافت الصحيفة أن مسؤولي نادي أتلتيكو مدريد بقيادة المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني، قد قرروا إيقاف تحركاتهم مؤقتاً في سوق الانتقالات، مع ترك الباب مفتوحاً لاحتمال استئناف المفاوضات خلال الأيام المتبقية، إن لتدعيم الدفاع أو التعاقد مع جناح جديد، ولكن التركيز الحالي منصبّ على تقليص عدد اللاعبين في القائمة النهائية التي ستخوض غمار منافسات الموسم المقبل، خصوصاً بعد خروج دي بول وساؤول، وسط توقعات بأن تضم قائمة المغادرين أسماءً جديدة في وقت قريب.
وبعد إتمام الصفقة السادسة خلال الميركاتو الصيفي الجاري، تحوّل تركيز إدارة أتلتيكو مدريد نحو تقليص كتلة الأجور المرتفعة داخل الفريق، فقد غادر بالفعل عدد من الأسماء، من بينهم سيزار أزبيليكويتا، ورودريغو ريكيلمي، وأكسيل فيتسل، ورينيلدو ماندافا، بالإضافة إلى دي بول وساؤول، ويُتوقع أن يتواصل مسلسل الخروج ليشمل لاعبين آخرين. ويُعد النجم الفرنسي توماس ليمار من أبرز المرشحين للرحيل، ولا سيما بعد خروجه من حسابات المدرب دييغو سيميوني، وتفكّر الإدارة بجدية في خيار إعارته لأحد أندية الدوري الإسباني، خصوصاً في ظل تراجع قيمته السوقية نتيجة الإصابات المتكررة وانخفاض مستواه في المواسم الأخيرة.
ومن بين الأسماء الأخرى التي تقترب من مغادرة الفريق، الجناح البرازيلي سامويل لينو، الذي لم يمضِ وقت طويل منذ انضمامه إلى أتلتيكو مدريد، حيث تشير التقارير إلى اقتراب انتقاله إلى فلامنغو مقابل نحو 25 مليون يورو. وتواصل الإدارة تقييم مستقبل اللاعب الشاب كارلوس مارتين بعد نهاية فترة إعارته مع ديبورتيفو ألافيس، إذ يُدرس خيار إعارته من جديد أو بيعه نهائياً، ويبدو أن خيتافي هو الأقرب للحصول على خدماته، في ظل اهتمام واضح من عدة أندية في الدوري الإسباني بضمه خلال الأيام المقبلة.
## مراسل "العربي الجديد": وصول قافلة الإجلاء من السويداء إلى معبر بصرى الشام في ريف درعا جنوبي سورية
29 July 2025 04:55 PM UTC+00
## مراسل "العربي الجديد": قافلة الإجلاء من السويداء تضم 355 شخصاً بينهم مصاب واحد وأشخاص أجانب كانوا عالقين داخل المحافظة
29 July 2025 04:56 PM UTC+00
## "الأناضول": وزير الخارجية السعودي يعلن اعتماد الوثيقة الختامية لمؤتمر حل الدولتين التي تتضمن "إطاراً متكاملاً قابلاً للتطبيق"
29 July 2025 04:56 PM UTC+00
## المركزي اليمني يستعد لتنفيذ أنظمة المدفوعات وتتبع حركة الأموال
29 July 2025 04:59 PM UTC+00
يستعد البنك المركزي اليمني في عدن لإطلاق مشروع أنظمة المدفوعات وتنفيذه، وهو الذي أقره مجلس إدارة البنك الدولي أخيراً دعماً لليمن وللبنك المركزي في الحكومة المعترف بها دولياً على وجه التحديد، والهادف إلى تقوية وتحديث القطاع المالي والمصرفي اليمني. وهي خطوة أخرى في سياق الإصلاحات التي أعدها البنك المركزي في عدن والمتوافق على تنفيذها مع الحكومة، وذلك بعد لجنة تمويل وتنظيم الاستيراد، وقرار تثبيت سعر صرف الريال السعودي عند 757 ريالاً للشراء و760 ريالاً للبيع، وما يعادل ذلك على بقية العملات الأجنبية.
وأكد المستشار الاقتصادي في مكتب رئاسة الجمهورية بعدن، فارس النجار، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن مشروع نظام المدفوعات عبارة عن بنية تحتية مالية ومصرفية تهدف إلى عدة أمور، أهمها العمل على تنظيم حركة الأموال، سواء كان بين البنوك أو بين الصرافين أو الجهات الحكومية أو الأفراد، والمعنى من تنفيذه هنا، توحيد المعاملات المالية من تحويلات ورواتب ومدفوعات حكومية، رسوم وضرائب من خلال نظام رقابي إلكتروني يشرف عليه البنك المركزي. وأضاف أن الهدف من كل ذلك تقليص الاعتماد على الكاش وتشجيع التعامل الإلكتروني، لذا فإن هناك أهمية كبيرة لهذا النظام لتمكين البنك المركزي من تتبع حركة الأموال وتدفقها لحظة بلحظة، وتتبع التحويلات المرتبطة بشبكة غسل الأموال والداعمة للإرهاب، فضلاً عن أنه كلما زاد الاعتماد على التعامل النقدي الإلكتروني استطعت مكافحة الفساد وفرص التلاعب وتخفيفهما، وتقليص مستويات التهرب الضريبي والجمركي.
وناقش وفد من البنك الدولي زار عدن أخيراً، التحضيرات للبدء بتنفيذ مشروع أنظمة المدفوعات الذي أقره مجلس إدارة البنك الدولي دعماً للبنك المركزي اليمني، إضافة إلى بحث العديد من الخطط والبرامج التي ينوي البنك الدولي تنفيذها في القطاعات المختلفة التنموية والخدمية والمالية في الجمهورية اليمنية. وقال النجار إن خطوة مهمة مثل هذه تأخرت كثيراً، حيث كان من المفترض تنفيذها بعد نقل البنك المركزي اليمني إلى عدن نهاية عام 2016، وهي خطوة بالاتجاه الصحيح لتأسيس بنية تحتية مالية ونقدية ومصرفية متينة. واستعرض اللقاء الذي عُقد مع وفد البنك الدولي، التطورات الاقتصادية بمحاورها الرئيسية، وأهمها التطورات المالية والنقدية، بعد توقف صادرات النفط وانحسار المساعدات الرسمية والإنسانية وانعكاساتها على استقرار الأسعار وتدني مستوى الخدمات والتدخلات المطلوبة من قبل السلطات لاستعادة التوازن وتحقيق الاستقرار، ولو في حدوده الدنيا، والدور المحوري الذي يلعبه البنك الدولي في التخفيف من آثار التبعات المترتبة عن الصعوبات الاقتصادية عبر تدخلاته المختلفة التنموية والإنسانية بصورة مباشرة وغير مباشرة.
وكان البنك المركزي اليمني في عدن قد قدّم منذ فترة، بحسب تأكيد مصدر مصرفي مسؤول، خطة شاملة تحتوي على برامج الإصلاح الاقتصادي والمالي والنقدي ومشاريعه، وهي حالياً بتصرف المكونات الرئاسية للنظر فيها وإقرارها، وذلك في ظل تدهور كبير ومتواصل في سعر صرف العملة المحلية، حيث تبذل السلطات النقدية الحكومية في عدن جهوداً كبيرة لاحتواء هذا الانهيار والاضطراب في سعر صرف الريال مقابل العملات الأجنبية، وإعادة الدورة النقدية التي تتيح ارتباط الموارد العامة بالبنك المركزي الذي يشكو من عدم القدرة على القيام بوظائفه المالية والنقدية بسبب فقدان الإيرادات العامة، حيث لا يصل إلى البنك لا يغطي 25% من الالتزامات بحسب تصريحات صحافية لمحافظ البنك المركزي اليمني في عدن.
ويرى المستشار الاقتصادي في رئاسة الجمهورية، أن مشروع أنظمة المدفوعات بإمكانه المساهمة بشكل غير مباشر في ضبط سعر صرف العملة المحلية، لأن ضبط حركة الأموال والإيرادات ووضع حدّ للمضاربة، يأتي نظام المدفوعات للمساعدة في تحقيق ذلك. لكن هناك خطوات أخرى مهمة لتنمية الإيرادات تساهم في ضبط سوق الصرف وفق حديث النجار لـ"العربي الجديد"، من خلال توسيع الأنشطة الاقتصادية وعودة صادرات النفط، وتكرير النفط محلياً؛ فهذه أسباب أخرى جوهرية باعتبارها مصادر النقد الأجنبي، إلى جانب تحويلات المغتربين والدعم الخارجي وتفعيل أدوات الرقابة على أسواق الصرف.
في السياق، ناقشت اللجنة العليا للموارد السيادية والمحلية في اجتماع طارئ ونادر لها، الاثنين 28 يوليو/ تموز، الأوضاع الاقتصادية والمالية الراهنة، وبرنامج الإصلاحات الاقتصادية والمالية، وآلية تنفيذها من قبل الحكومة والبنك المركزي، والتدابير الكفيلة بتعزيز الموارد وتفعيل المؤسسات الإيرادية للدولة، وفقاً للتقرير المُقدَّم من وزارة المالية، الذي استعرضت فيه الوضع المالي العام للدولة، ومستوى العجز القائم في الموازنة العامة، والخطوات الممكنة لسدّ هذا العجز. كذلك ناقش الاجتماع مشروع خطة تنفيذية لعمل اللجنة خلال النصف الثاني من عام 2025، التي تضمنت أولويات عاجلة لمعالجة الاختلالات في المؤسسات الإيرادية السيادية، وفي مقدمتها مصلحتا الجمارك والضرائب، وتفعيل الأجهزة الرقابية، وإعادة ترتيب آليات التحصيل، وتوسيع قاعدة الموارد المحلية والسيادية.
## غفارديول يفاجئ الجميع: تجربة عسكرية تمهيداً لعودة قوية مع السيتي
29 July 2025 05:00 PM UTC+00
ظهر مدافع منتخب كرواتيا ونادي مانشستر سيتي الإنكليزي، يوشكو غفارديول (23 عاماً)، بشكل مختلف كلياً خلال عطلته الصيفية، بعدما استبدل ملاعب كرة القدم بساحات المعارك، حيث خاض ما وصفه أنه تحضير ذهني وبدني مثالي استعداداً للموسم الجديد، من خلال تجربة فريدة تحاكي المهام العسكرية الخاصة، وذلك بعدما قرّر أن يُخرج ألعاب الفيديو من الشاشة إلى أرض الواقع، ليخوض مغامرة غير مألوفة أثارت إعجاب المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وشارك غفارديول متابعيه عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، أمس الاثنين، صوراً من مشاركته في فعالية نظمتها الفرقة التاسعة للكوماندوز، وهي شركة سياحية متخصصة تدّعي أنها الأولى من نوعها في تحويل ألعاب الحرب الشهيرة إلى تجارب حقيقية، وقد كتب المدافع الكرواتي في تعليقه على الصور قائلاً: "لطالما أردت أن أعرف كيف يشعر المرء عندما يكون جزءاً من وحدة قوات خاصة، وينفذ مهمة كوماندوز حقيقية".
وظهر غفارديول في الصور مرتدياً زياً عسكرياً مموهاً بالكامل، بينما يحمل سلاحاً هجومياً، ما جعله يبدو أشبه بجندي محترف يصعب التعرف عليه من النظرة الأولى. ولم تكن هذه المغامرة مجرد نشاط ترفيهي، بل بدت وكأنها وسيلة غير تقليدية لاستعادة الحماس والتركيز، بعد موسم معقّد لمانشستر سيتي، الذي أنهى منافسات البريمييرليغ في المركز الثالث خلف ليفربول بفارق 13 نقطة، وودّع دوري أبطال أوروبا من الملحق على يد ريال مدريد الإسباني، كما خرج من مونديال الأندية بخسارة مفاجئة أمام الهلال السعودي في الدور ربع النهائي.
ووفقاً لصحيفة ذا صن البريطانية، فإن هذه المغامرة التي خاضها نجم لايبزيغ الألماني السابق تمنح المشاركين فرصة لخوض تجربة حربية واقعية بكل تفاصيلها، وتشمل الفعالية تزويدهم بمعدات عسكرية كاملة مماثلة لتلك التي ظهر بها اللاعب الكرواتي، من الزي الميداني إلى الأسلحة التي تحاكي الواقع. وتُنظم هذه الأنشطة ضمن باقات سياحية فاخرة تُقام في كرواتيا وتمتد لعدة أيام، وتُعد تجربة استثنائية لعشّاق المغامرات الحربية، بأسعار تبدأ من نحو سبعة آلاف جنيه إسترليني.
وفي الوقت الذي بدأت فيه معظم أندية الدوري الإنكليزي الممتاز استعداداتها للموسم الجديد، لم يلتحق لاعبو مانشستر سيتي بعد بمعسكرهم التدريبي، عقب مشاركتهم في كأس العالم للأندية التي أُقيمت في الولايات المتحدة الأميركية أخيراً، ومن المقرر أن يستأنف الفريق السماوي نشاطه خلال الأيام القليلة المقبلة، تحضيراً لانطلاق البريمييرليغ، حيث يستهل رفاق النجم النرويجي إيرلينغ هالاند مشوارهم في المسابقة بمواجهة وولفرهامبتون في السادس عشر من أغسطس/ آب المقبل.
## ريجينا سبيكتور تطرد المتضامنين مع الفلسطينيين من حفلها
29 July 2025 05:07 PM UTC+00
طردت المغنية الأميركية الروسية ريجينا سبيكتور من حفلها المتضامنين مع الفلسطينيين ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة. وذكرت مجلة نيو ميوزيكال إكسبريس الفنية البريطانية، اليوم الثلاثاء، أن الفنانة كانت تغني في حفل في بورتلاند في 26 يوليو/تموز، قبل أن يتوقف الحفل إثر تزايد هتافات "الحرية لفلسطين" بين الجمهور. وفي مقطع فيديو صوّره أحد المعجبين، ظهرت ريجينا سبيكتور وهي تقول لأحد الهاتفين "أنت تصرخ على يهودية. لا أعلم ماذا يعتقد أنه يفعل. أنا أقدّر حقاً وجود الأمن. لقد مررنا بوقت عصيب للغاية الليلة الماضية، عندما قلت شالوم عليكم".
ريجينا سبيكتور المعروفة بانحيازها لإسرائيل وانتقادها للتضامن مع الفلسطينيين عبّرت عن ارتياحها عندما سمعت بأن المتظاهرين يغادرون المكان، وقالت معلّقةً: "ظننتُ أن هذا مختلف عن الإنترنت. هذه هي الحياة الحقيقية". قبل أن يقول أحد المحتجين: "أنا أشاهد أطفالاً يموتون. هذا مؤلم". رداً عليه طردت سبيكتور المتضامين: "أعتقد أن عليك الذهاب لأن هذا ليس المكان المناسب لمثل هذه المحادثة. أنا شخص حقيقي جئت إلى هنا لأعزف الموسيقى. إذا أراد أي شخص المغادرة، فهذه فرصتكم. هل هناك أي شخص آخر يريد أن يغادر؟ يمكنكم ذلك". وقد ظهر حاضرون من الجمهور يغادرون فعلاً.
ريجينا سبيكتور في دور الضحية
انتقلت الفنانة فوراً إلى التحدث بلغة الضحية، إذ قفزت إلى موضع هجرتها إلى الولايات المتحدة من الاتحاد السوفييتي عندما كانت طفلة، قائلة: "السبب الوحيد الذي يجعلني أتحدث الإنكليزية هو أنني جئت إلى هنا هرباً من هذا الوضع المزري. أنا أتحدث الإنكليزية فقط لأنني جئت من بلد كان الناس فيه يعاملون اليهود كأشخاص من نوع آخر"، وبالرغم من أنه من المعروف أن الفنانين اليهود لا يواجهون أي مشاكل تذكر في عالم الترفيه الأميركي ادّعت قائلة للجمهور: "والآن أنا أتعرض للتهميش هنا".
لكن تحت مقطع طرد المتضامنين مع الفلسطينيين انتقد المعلّقون تصرّف سبيكتور. قال أحد المعلّقين في "يوتيوب": "يا فتاة، إلى أي مدى أنت بعيدة عن الواقع؟ هناك إبادة جماعية تحدث وأنت تعتقدين أنها مجرد تعليقات على يوتيوب؟"، وقال تعليق ثانٍ: "إنها سيئة للغاية. لا أصدق أنني كنت من معجبيها"، ولفت معلّق: "استمعوا إلى أغنيتها Edit وأخبروني أنها ليست استعراضاً مثيراً للاشمئزاز من منظور صهيوني"، وتساءل تعليق آخر: "لا أفهم كيف يمكن لفنانين أن يعارضوا حرية الناس في الاحتجاج. بدلاً من حل الموقف، أصبحت ريجينا عدوة أخرى للفلسطينيين الذين لهم كل الحق في الغضب والمطالبة بإدانة إسرائيل".
## برشلونة يتكبد خسائر مالية بسبب فشل بث مباراة فيسيل كوبي
29 July 2025 05:07 PM UTC+00
تكبّد نادي برشلونة الإسباني خسائر مالية غير متوقعة، بسبب فشل بث المباراة الودية الأولى للفريق أمام فيسيل كوبي الياباني، ضمن استعداداته للموسم الكروي الجديد، وقد رافق هذه المواجهة الكثير من الجدل، بداية من إخفاق الجهة المنظمة في تنفيذ بنود العقد، قبل أن يُصحح الوضع جزئياً، ومن ثم وصل الأمر إلى المشاكل التقنية التي واجهت الآلاف من المشجعين خلال محاولاتهم لمشاهدة البث المباشر.
وذكرت صحيفة ماركا الإسبانية، أمس الاثنين، أن نادي برشلونة قرّر إعادة الأموال لجميع المتضررين من العطل الذي سببه هجوم إلكتروني واسع على منصات البث التابعة للنادي، ما أدى إلى تعطيل المشاهدة ومنع الجماهير من متابعة المواجهة ضد فيسيل كوبي. وأمام الأزمة، لجأت الإدارة إلى تفعيل أنظمة الحماية، لكنها أوقفت البث مؤقتاً، قبل أن تتخذ قراراً ببث اللقاء مجاناً على منصة يوتيوب، ولكن هذا القرار جاء متأخراً، وهو ما فجّر موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، وأجبر إدارة خوان لابورتا على تقديم الاعتذار وردّ قيمة الاشتراكات.
وقال نادي برشلونة في بيان رسمي: "تعرّضت منصات البث التابعة للنادي لهجوم إلكتروني واسع من مواقع حاولت قرصنة الإشارة المباشرة لمباراة الفريق ضد فيسيل كوبي، وأمام هذا الكم الهائل من الطلبات، فُعِّلَت أنظمة الحماية، ما أثّر في البث عبر الموقع الرسمي وتطبيق النادي، وعلى الفور، تقرر بث المباراة مجاناً عبر موقع يوتيوب لضمان استمرارية التغطية. يعتذر النادي عن الإزعاج الحاصل، وسيتواصل مباشرة مع جميع المتضررين لحلّ المشكلة وتعويضهم بالشكل المناسب".
ولا يزال في جدول برشلونة ثلاث مباريات ودية خلال المعسكر الاستعدادي للموسم الجديد، حيث يواجه سيول الكوري الجنوبي يوم 31 يوليو/تموز الحالي، ثم يلتقي دايغو يوم الرابع من أغسطس/آب المقبل، على أن تختتم تشكيلة المدرب الألماني هانسي فليك تحضيراتها بمباراة كأس خوان غامبر أمام فريق كومو الإيطالي، وذلك في ملعب يوهان كرويف في العاشر من الشهر ذاته، وستتطلب مشاهدة هذه المباريات اشتراكاً جديداً من الجماهير، في وقت يأمل فيه النادي الكتالوني ألا تتكرر مشاكل البث الرقمي التي أضرت بسمعته.
## الخارجية الإسرائيلية: نرفض تصريحات وزير الخارجية البريطاني دافيد لامي
29 July 2025 05:09 PM UTC+00
## الخارجية الإسرائيلية: التصريحات البريطانية تضر بجهود التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار واستعادة الرهائن
29 July 2025 05:12 PM UTC+00
## الأندية البرازيلية تدفع ثمن تألقها في الموندياليتو بخسارة نجومها
29 July 2025 05:13 PM UTC+00
تدفع الأندية البرازيلية ثمن تألقها في كأس العالم للأندية، التي استضافتها الولايات المتحدة الأميركية، بعدما لفت نجومها الأنظار بأداء مميز، ما جعلهم هدفاً لعدد من الفرق الأوروبية، التي نجحت في التعاقد مع بعضهم، مُكبِّدة كرة القدم البرازيلية خسارة أسماء بارزة. ولا تزال فرق أخرى تراقب وضع بعض اللاعبين، تمهيداً للدخول في مفاوضات رسمية.
وتحوّلت بطولة كأس العالم للأندية إلى نافذة رئيسة لانتقال اللاعبين البرازيليين نحو القارة الأوروبية، بعدما قادوا أنديتهم للتألق وبلوغ الأدوار المتقدمة، وفقاً لما أوردته صحيفة آس الإسبانية، الاثنين الماضي. وخسر نادي بوتافوغو اثنين من أبرز عناصره، هما المهاجم الشاب إيغور جيسوس (24 عاماً)، المنتقل إلى نوتنغهام فورست الإنكليزي، والمدافع جاير كونيا (20 عاماً)، الذي انضم إلى الفريق ذاته مقابل 12 مليون يورو. وينضم هذا الثنائي إلى قائمة من الأسماء البارزة، التي غادرت في وقت سابق، على غرار الأرجنتيني تياغو ألمادا (24 عاماً)، الذي انتقل إلى أولمبيك ليون الفرنسي، قبل أن يحط الرحال في أتلتيكو مدريد الإسباني، والبرازيلي لويز هنريكي (24 عاماً)، الذي التحق بزينيت سان بطرسبرغ الروسي.
كما فقد نادي بالميراس البرازيلي أحد أبرز مواهبه الصاعدة، وهو الكولومبي ريشارد ريوس (25 عاماً)، الذي خطف أنظار كشافي أوروبا، خلال مشاركته في كأس العالم للأندية، لينتقل عقب البطولة إلى صفوف بنفيكا البرتغالي. هذا التحوّل يعكس كيف أصبحت البطولة منصة مثالية للأندية الأوروبية لاستقطاب النجوم الصاعدين من أميركا الجنوبية، في ظل الفوارق المالية الكبيرة، التي تحسم غالباً مستقبل هؤلاء اللاعبين.
وفقد نادي فلامنغو اثنين من لاعبيه البارزين بعد نهاية البطولة، إذ انتقل جيرسون (28 عاماً) إلى زينيت الروسي، بينما شدّ ويسلي ليما (21 عاماً) الرحال إلى روما الإيطالي. وجاءت هذه التحركات لتؤكد أن الأندية البرازيلية باتت عاجزة عن مقاومة إغراء العروض الأوروبية، التي تستغل البطولات الدولية فرصةً مثالية لاكتشاف المواهب وضمّها بسرعة، في ظل تفوّقها المالي، وقدرتها على حسم الصفقات.
وتلقّى نادي فلومينينسي ضربة موجعة، بعد رحيل نجمه الكولومبي، جون أرياس (27 عاماً)، إلى وولفرهامبتون الإنكليزي، في صفقة أثارت اهتمام المتابعين، عقب تألّق اللاعب في بطولة كأس العالم للأندية. ويُعد أرياس من الركائز الأساسية في تشكيلة الفريق البرازيلي، ما يجعل خسارته مؤثرة على الصعيدين الفني والتنافسي، كما تعكس هذه الصفقة استمرار نزيف المواهب في الأندية البرازيلية لصالح أوروبا، التي لا تتوانى في اقتناص أبرز الأسماء بعد كل ظهور دولي لافت.
ومع توالي هذه الانتقالات، يتّضح أن تألّق الأندية البرازيلية في "الموندياليتو" تحوّل إلى سلاحٍ ذي حدّين، فبينما كسبت احتراماً دولياً بفضل مستوياتها الفنية، دفعت الثمن بخسارة أبرز نجومها لصالح "القارّة العجوز". وهو واقع يُعيد فتح النقاش حول قدرة الأندية البرازيلية على الحفاظ على مواهبها، في ظل الإغراءات الأوروبية، ويطرح تساؤلات جدّية حول مستقبل التوازن التنافسي في كرة القدم العالمية، إذا ما استمرّت القارّات الأخرى في لعب دور المصدّر فقط.
## مصرع 18 مهاجراً ومفقودون جراء غرق قارب قبالة شرق ليبيا
29 July 2025 05:34 PM UTC+00
لقي 18 مهاجراً مصرعهم، ولا يزال 50 آخرون في عداد المفقودين، إثر انقلاب قارب قبالة مدينة طبرق في شرق ليبيا خلال مطلع الأسبوع، بحسب ما أفادت به المنظمة الدولية للهجرة، اليوم الثلاثاء، نقلاً عن تقارير ميدانية.
وذكرت المنظمة أنه جرى العثور على عشرة ناجين حتى الآن. وتقع طبرق على الساحل الليبي بالقرب من الحدود مع مصر، وهي من المناطق المعروفة بعبور قوارب الهجرة غير النظامية نحو أوروبا.
ونقل مصدر دبلوماسي من القنصلية المصرية في بنغازي لوكالة رويترز، عبر الهاتف، أن جميع المهاجرين الذين كانوا على متن القارب مصريون.
وأضاف المصدر أنه جرى تحديد هوية 10 جثث ونقلها إلى مصر، بينما يُحتجز الناجون في منشأة تابعة لجهاز مكافحة الهجرة غير النظامية في ليبيا.
وفي السياق ذاته، قال مسؤول في خفر السواحل الليبي إن جثث الضحايا عُثر عليها على شاطئ العقيلة، الواقع على بُعد نحو 25 كيلومتراً شرق طبرق.
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011، إثر انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي، تحولت ليبيا إلى نقطة عبور رئيسية للمهاجرين الفارين من النزاعات والفقر باتجاه أوروبا، عبر طرق محفوفة بالمخاطر في الصحراء والبحر المتوسط.
وفي تعليقها على الحادث، قالت المنظمة الدولية للهجرة: "هذه المأساة تذكير صارخ بالمخاطر المميتة التي يُجبر الناس على خوضها بحثاً عن الأمان والفرص. ولا تزال ليبيا نقطة عبور رئيسية للمهاجرين واللاجئين، إذ يواجه الكثير منهم الاستغلال والإيذاء ورحلات تُهدد حياتهم".
(رويترز)
## ترامب: الولايات المتحدة لا توافق على قرار بريطانيا الاعتراف بدولة فلسطين
29 July 2025 05:34 PM UTC+00
## ترامب: تحدثت مع نتنياهو قبل يومين
29 July 2025 05:35 PM UTC+00
## جيش الاحتلال الإسرائيلي: رصد صاروخ أطلق من اليمن
29 July 2025 05:36 PM UTC+00
## جوائز الدولة في مصر 2025.. تعدد التكريمات وكثرة الحجب
29 July 2025 05:37 PM UTC+00
أعلن المجلس الأعلى للثقافة في مصر اليوم الثلاثاء عن جوائز الدولة لدورة عام 2025 في المجالات المختلفة، في مشهد ثقافي يعكس تنوعاً واضحاً، لكنّه في الوقت ذاته يثير تساؤلات جديّة حول معايير الجودة والإبداع. فمع كثرة الأسماء وتعدّد الجوائز، يبرز سؤال ملح حول مدى جدية المعايير التي تُعتمد في التقييم، لا سيما مع قرار حجب عدد كبير من فئات جوائز الدولة التشجيعية، بسبب عدم ارتقاء الأعمال إلى مستوى التتويج، مما يشير إلى حالة من التذبذب بين التشجيع الصريح والمساءلة الحازمة.
ففي اجتماعه الثاني والسبعين برئاسة وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو، أُعلن عن أسماء الفائزين في جوائز الدولة (التقديرية والتفوّق والنيل).
في مجال الفنون، نال جائزة الدولة التقديرية كل من المخرج المسرحي شاكر عبد اللطيف، والفنان التشكيلي عبد الوهاب عبد المحسن، والمصور السينمائي سمير فرج. أما في مجال الآداب، فكانت الجائزة من نصيب الشاعر أحمد الشهاوي، والكاتب خيري دومة، والكاتبة فاطمة المعدول. وفي العلوم الاجتماعية، فاز بها كل من الباحثين أنس جعفر، ومحمد سامح عمرو، ومنى حجاج، ونيفين مسعد.
أما جوائز الدولة للتفوق، فقد ذهبت في فرع الآداب إلى مسعود شومان وخالد أبو الليل، وفي الفنون نالتها الفنانة نازلي مدكور والدكتورة الراحلة مشيرة عيسى. وفي فرع العلوم الاجتماعية، كانت الجوائز من نصيب سامح فوزي، وعطية الطنطاوي، ونهلة إمام.
فيما ذهبت جوائز النيل في الفنون إلى المعماري صالح لمعي، وفي الآداب إلى أحمد درويش، وفي العلوم الاجتماعية إلى أحمد زايد، كما فاز بجائزة النيل للمبدعين العرب الفنان الفلسطيني سليمان أنيس منصور.
بلغ عدد جوائز الدولة التشجيعية الممنوحة 32 جائزة، بعد حجب 13
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن المجلس أيضاً عن جوائز الدولة التشجيعية في مجالات الفنون، والآداب، والعلوم الاجتماعية، والعلوم القانونية والاقتصادية، حيث بلغ عدد الجوائز الممنوحة 32 جائزة، بعد حجب 13 جائزة لعدم بلوغ الأعمال المقدمة المستوى المطلوب، حسب اللجان العلمية المختصة.
في مجال الأدب، فازت الكاتبة دعاء جمال البادي بجائزة الدولة التشجيعية عن فرع الرواية التاريخية، فيما نال الكاتب أحمد ياسر جائزة فئة المجموعة القصصية. وفاز الشاعر محمد رفاعي بجائزة ديوان شعر الفصحى، بينما حصل إبراهيم أبو سمرة على جائزة ديوان شعر العامية.
وفي النقد السردي، ذهبت الجائزة إلى علي قطب، فيما نالت سوسنة سيد محمد جائزة الترجمة من التركية إلى العربية عن رواية "امرأة غريبة" للكاتبة ليلى أربيل، أما جائزة الترجمة من العربية إلى اللغات الآسيوية والأفريقية فتمّ منحها مناصفة بين دينا محمد بيومي ومحمد عبد الرحمن فراج.
في مجال الفنون، خُصصت ثماني جوائز تنوّعت بين الموسيقى، والفنون البصرية، والوسائط الرقمية، حيث حصد ستة فنانين الجوائز، فيما تم حجب جائزتين لعدم توافر الأعمال التي ترقى إلى المستوى الفني المطلوب.
وفي العلوم الاجتماعية، توزعت الجوائز على باحثين قدموا إسهامات متنوعة في مجالات التاريخ، والبيئة، والفلسفة، والإعلام، والقانون، وهم: أحمد معروف، وشريف إمام، وشيماء وهبة، وإيريني سمير حكيم، ومحمد عبد الخالق، وآلاء الصادق، وأحمد مجدي، وإسلام عبد الباري.
أما في مجال العلوم القانونية والاقتصادية، فقد مُنحت ست جوائز، فيما تم حجب جائزتي "حماية البيانات الشخصية في إطار القانون السيبراني" و"كسب الجنسية بطريق الاستثمار".
## جيش الاحتلال بعد دوي صفارات الإنذار في عدة مناطق: اعترضنا صاروخاً أُطلق من اليمن
29 July 2025 05:45 PM UTC+00
## عضو كونغرس يواصل التجرد من الإنسانية ويدعو لاستمرار تجويع غزة
29 July 2025 05:47 PM UTC+00
في تجرد عنصري تام من الإنسانية والمبادئ والقوانين الدولية، دعا عضو مجلس النواب الأميركي راندي فاين إلى "استمرار تجويع الفلسطينيين لحين الإفراج عن جميع الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين في غزة)"، كما انتقد في تغريدة له على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" الصحف التي تنشر عن وفاة الأطفال من الجوع رغم تأكيدها من دول العالم الغربي بمن فيهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه، مهاجماً وسائل الإعلام الأميركية التي تنقل عن موت الأطفال من الجوع والعطش.
ويبلغ عدد الفلسطينيين الذين يجري تجويعهم من الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة نحو مليوني شخص، بينما يبلغ عدد المحتجزين الإسرائيليين في القطاع عشرات الأشخاص فقط، ولا يمانع عضو الكونغرس في تجويع مليونَي شخص من أجل المحتجزين، فمن وجهة نظره حسب ما يشير في تغريداته "لا مانع من قتلهم حتى لو كانوا مدنيين وأبرياء وأطفال ونساء ورجال".
وقتل الاحتلال الإسرائيلي على مدار الأسابيع الماضية أكثر من 1000 شخص مدني في طريقهم لمراكز المساعدات الإنسانية المدعومة أميركياً وإسرائيلياً، كما قتل الاحتلال على مدار العامين الماضيين عشرات الآلاف من الأطفال والنساء ودمر المستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس، وكان فاين داعماً بصورة مستمر للإبادة الجماعية التي تجري على مرأى من العالم باعتراف المؤسّسات الدولية ومسؤولين أميركيين سابقين.
واتهم فاين في تغريدته الصحف التي تكتب عن حقيقة "تجويع الفلسطينيين في غزة" بأنها تنشر "الدعاية الإرهابية الإسلامية"، وقال وهو يشارك مقالاً لشبكة "إيه بي سي نيوز" نقلت فيه عن وزارة الصحة بغزة أنّ 15 شخصاً لقوا حتفهم من بينهم 4 أطفال بسبب المجاعة وسوء التغذية في آخر 24 ساعة الماضية: "هذه أكاذيب على أيّ حال".
ولا تعد هذه المرة الأولى التي يشير فيها فاين بعنصرية فاضحة إلى الاستهانة بمجموعة من البشر لمجرد أنهم عرب مسلمون أو مسيحيون، فقد دعا في مايو/ آيار الماضي، إلى "ضرب قطاع غزة بالسلاح النووي"، واصفاً "القضية الفلسطينية" بأنها "شر مطلق"، وأن "الطريق الوحيد لإنهاء الصراع هو الاستسلام التام من أولئك الذين يدعمون الإرهاب الإسلامي"، ودعا فاين إلى أن يحدث في غزة مثل ما فعلت الولايات المتحدة الأميركية في اليابان في الحرب العالمية الثانية دون تفاوض، وتابع: "في الحرب العالمية الثانية، لم نتفاوض مع النازيين ولا مع اليابانيين، بل استخدمنا القنابل النووية مرتين من أجل الحصول على استسلام غير مشروط، وهذا ما ينبغي أن يحدث هنا أيضاً".
ولا يتورع فاين عن وصف أي مسلم أو رافض لآرائه المتطرفة بأنه إرهابي أو يدعم الإرهاب، وهو ما حدث أكثر من مرة مع مجموعات من أميركيين يهود ولادينيين وعرب طالبوا في جولات بالكونغرس بوقف دعم قتل المدنيين في غزة، كما وصف منافسه الأميركي الأبيض الذين نافسه على مقعده بالكونغرس في الانتخابات التي جرت في فلوريدا بـ"الجهادي" وأنه "يدعم الجهاد الإسلامي"، وشن هجوماً عليه على أساس ديانته التي اختارها (أسلم منذ بضع سنوات)، كما هاجم المواطنة الأميركية من أصول تركية عائشة نور التي قتلتها إسرائيل في فلسطين.
لكن نفاق "فاين" الذي تجاوز الحدود وعنصريته الواضحة ودعوته لاستمرار حملة التجويع الحالية، دفعت منظمات صهيوينة داعمة له بالفعل لمحاولة التملص من دعمه علناً، فقد حذفت لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية "إيباك" اسمه من على موقعها ضمن قائمة أعضاء الكونغرس الذين يحصلون على دعمها، وذلك بعدما أثارت تغريداته الداعية لتجويع بشر مدنيين، انتقادات حادة من مختلف أطياف المجتمع ووصفه بالفاشية، كما أن اللجنة الأميركية اليهودية "AJC" التي تعد أكبر منظمة يهودية أميركية تدعم إسرائيل، علقت على تغريدته قائلة إن "التجويع سياسة خاطئة".
## ترامب: روسيا ستواجه عقوبات أميركية جديدة إذا لم تنه حرب أوكرانيا في عشرة أيام
29 July 2025 05:50 PM UTC+00
## ترامب: ينبغي إيصال الطعام لأطفال غزة
29 July 2025 05:59 PM UTC+00
## العفو الدولية تحذر ألمانيا من أن تصبح شريكة بـ"جرائم الحرب" في غزة
29 July 2025 06:04 PM UTC+00
انتقدت منظمات دولية إسقاط المساعدات عبر الجو لقطاع غزة الفلسطيني المحاصر، الذي يعاني أزمة تجويع منذ شهور. وقالت يوليا دوخرو، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية في ألمانيا، خلال مؤتمر صحافي في برلين، اليوم الثلاثاء، إنّ "القرار الأخير لمجلس الوزراء الأمني المصغّر في إسرائيل بإنشاء جسر جوي إلى غزة ليس أكثر من لفتة رمزية"، لافتة إلى أن استخدام "مصطلح كبير مثل الجسر الجوي الكبير هدفه إخفاء حقيقة أن الحكومة (الإسرائيلية) لا تزال لا تفعل ما هو ضروري".
وكان الجيش الألماني قد أرسل طائرتَي نقل من طراز "إيه 400 إم" إلى الأردن، ومن هناك يُخطط لإسقاط المساعدات من الجو فوق قطاع غزة في القريب العاجل. وتستخدم إسرائيل والأردن والإمارات العربية المتحدة هذا الأسلوب منذ يوم الأحد الماضي. وفي السياق ذاته، قال رياض عثمان، المختصّ بشؤون الشرق الأوسط في منظمة "ميديكو إنترناشيونال": "أرى أن هذا بالدرجة الأولى حملة دعائية لصورة الحكومة. بالنسبة لي، لا يعدو كونه محاولة لحفظ ماء الوجه من جانب الحكومة الإسرائيلية".
وأضاف عثمان: "ولا ينبغي لجمهورية ألمانيا الاتحادية أن تدعم ذلك، بل عليها أن تسعى لتقديم مساعدات إنسانية عقلانية وملائمة للاحتياجات، ومسترشدة بالمعايير الدولية"، وأردف: "وهذا لا يجري عبر جسر جوي، بل من خلال إيصال المساعدات عبر الطرق البرية"، مشدداً على أنه إذا كان قطاع غزة يحتاج إلى 600 شاحنة مساعدات يومياً، فلن يكون الجسر الجوي قادراً على تلبية هذا الاحتياج، "حتى لو توفر أسطول كامل من الطائرات لهذا الغرض".
وأشار عثمان إلى أن المساعدات الجوية غير دقيقة، ومكلفة، وبطيئة، وأضاف محذراً: "لكن الأهم من ذلك، أنها قد تشكل خطراً على حياة السكان في منطقة مكتظة بالسكان مثل غزة"، وأكد أن ذلك قد شوهد مراراً في السابق، "إذ قُتل أشخاص بسبب سقوط الحاويات عليهم، أو غرقوا أثناء محاولتهم التقاط المساعدات من البحر المتوسط".
ووصف خبير الشرق الأوسط قرار عدم فتح المعابر البرية بالقدر الكافي بأنه "أمر غير مفهوم على الإطلاق"، وتساءل: "كيف لا يمكن الضغط على حكومة دولة صديقة بهذا القرب، التي استمرّت في الحرب والإبادة الجماعية بدعم كبير من الولايات المتحدة وألمانيا، لفتح المعابر البرية نحو غزة بشكل كافٍ؟".
من جهتها، قالت دوخرو: "يجب على ألمانيا أن تفي أخيراً بالتزاماتها بموجب القانون الدولي"، مشيرة إلى أنه يتعيّن عليها أن تسعى إلى وقف شامل وفوري لإطلاق النار، وأن توقف تسليم الأسلحة والمعدات العسكرية إلى إسرائيل، وأن تُسمّي جرائم الحرب باسمها، وأن تنهي انحيازها أحادي الجانب، واختتمت تصريحاتها بالقول: "إذا واصلت ألمانيا تزويد دولة ترتكب إبادة جماعية بالأسلحة، فإنها تُعد شريكة في الجريمة".
(أسوشييتد برس)
## الحرب تُقصي 12 ألف جندي إسرائيلي من سوق العمل
29 July 2025 06:10 PM UTC+00
أكد تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، في 27 يوليو/تموز الجاري، أن الإصابات في صفوف جيش الاحتلال، سواء كانت إعاقات جسدية أو أمراضاً نفسية وعقلية، والتي يتوقع أن تصل إلى نحو 50 ألف جندي وضابط بحلول عام 2028، لا تؤثر على القدرات القتالية للجيش فحسب، بل تلحق أضراراً مباشرة بسوق العمل والاقتصاد الإسرائيلي. ووفقاً لما أوردته الصحيفة، نقلاً عن تقرير صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية، فإنّ "أكثر من 12 ألف جندي مصاب لم يغادروا وحداتهم القتالية فحسب، بل خرجوا أيضاً من سوق العمل، ما يمثل عبئاً إضافياً على الاقتصاد".
وأضافت الوزارة أن عدد قدامى المحاربين المعاقين في إسرائيل قد يصل إلى نحو 100 ألف بحلول عام 2028، نصفهم على الأقل يعانون من إعاقات عقلية أو اضطرابات نفسية. وأشارت إلى أن هذا الواقع ستكون له انعكاسات مزدوجة: نقص في القوى البشرية المؤهلة للحرب، وخروج آلاف المصابين من القوة العاملة، كما كشفت الوزارة أن أكثر من 30 ألف جندي من الخدمة النظامية والاحتياط شاركوا في الحرب على غزة، وتعرض العديد منهم لإصابات جسدية وإعاقات نفسية، بعضها لا تظهر أعراضه إلّا بعد انتهاء العمليات القتالية وعودة الجنود إلى الحياة المدنية، إذ يفقدون القدرة على مواصلة الخدمة أو الانخراط في سوق العمل.
وبحسب بيانات رسمية نقلتها الصحيفة، فقد تلقى أكثر من 10 آلاف جندي علاجاً نفسياً منذ بداية الحرب، واعترف بـ 3,769 منهم كمصابين باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، من بينهم 1,600 جندي خلال عام 2024 وحده، كما يعاني نحو 9 آلاف جندي آخر، معظمهم من المقاتلين، من القلق والاكتئاب وأعراض نفسية أخرى، في حين يتلقى 18,500 جندي جريح العلاج الطبي والنفسي جراء إصاباتهم، وهو ما يعادل فعلياً غياب فرقتَين كاملتين عن تعداد الجيش، بحسب التقرير. وأوضحت الصحيفة أن أكثر من 3,600 جندي يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة بشكل مباشر.
مزارع للمعاقين
أفادت "يديعوت أحرونوت" أن وزارة الدفاع الإسرائيلية أطلقت مجموعة من برامج الدعم للجنود المصابين نفسياً وجسدياً، من بينها إنشاء عشر مزارع تأهيلية، ومراكز علاج نفسي مفتوحة قرب الوحدات الطبية، بالإضافة إلى مركز دائم لجنود الاحتياط المصابين نفسياً، ونظام استجابة طارئة عبر وحدات متنقلة لعلاج الحالات الحادة، بما في ذلك محاولات الانتحار. وكانت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني قد حذرت، في تقرير صادر في مارس/آذار الماضي، من "مخاطر عالية جداً" تهدد الاقتصاد الإسرائيلي نتيجة استمرار الحرب، مشيرة إلى تراجع القوة الاقتصادية والمالية للدولة، وارتفاع حالة عدم اليقين بشأن الآفاق الأمنية والنمو الاقتصادي على المدى الطويل.
وأوضحت الوكالة أن هناك تهديدات مباشرة لقطاع التكنولوجيا المتقدمة، الذي يُعد محركاً أساسياً للنمو ومصدراً رئيسياً للإيرادات الضريبية، خاصة مع استدعاء عدد كبير من العاملين فيه للخدمة في الاحتياط، وإصابة أو مقتل بعضهم خلال العمليات العسكرية. وخلال الحرب، خفضت ثلاث وكالات دولية التصنيف الائتماني لإسرائيل إلى أدنى مستوياته، إذ خفضت وكالة "ستاندرد آند بورز" التصنيف إلى "A" مع نظرة مستقبلية سلبية، وخفضت وكالة "موديز" التصنيف إلى "Baa1" مع نظرة مستقبلية سلبية، كما خفضت وكالة "فيتش": التصنيف "A" مع نظرة مستقبلية سلبية.
## بن ناصر في مأزق: انسحاب مرسيليا وتردد في قبول عرض الاتحاد
29 July 2025 06:16 PM UTC+00
يواجه نادي ميلان الإيطالي صعوبات حقيقية في التعامل مع وضعية نجم خط الوسط الجزائري، إسماعيل بن ناصر (27 عاماً)، الذي وجد نفسه في مأزق حقيقي، خلال سوق الانتقالات الصيفية الجارية، بعدما خرج من حسابات المدير الفني الجديد لـ"الروسونيري"، ماسيميليانو أليغري (57 عاماً)، كما أن نادي أولمبيك مرسيليا الفرنسي انسحب من سباق التعاقد معه، في حين لم يُغْرِ عرض الاتحاد السعودي اللاعب في الوقت الراهن.
وكشف موقع كالتشيو ميركاتو الإيطالي، اليوم الثلاثاء، أن بن ناصر بات على وشك إنهاء مسيرته مع "الروسونيري" بأسوأ طريقة ممكنة، بعدما اُستبعد من قائمة الفريق، التي خاضت المعسكر الصيفي في آسيا وأوقيانوسيا، استعداداً للموسم الجديد، ويواصل اللاعب الجزائري التدرب فردياً، في انتظار عرض يعيد إطلاق مسيرته بعد موسمَين صعبَين، بسبب الإصابات المتكررة، وذلك عقب فشل تجربته مع أولمبيك مرسيليا، الذي انضم إليه في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، على سبيل الإعارة لمدة ستة أشهر، مع خيار شراء مقابل 12 مليون يورو.
وأضاف الموقع أن إدارة النادي الفرنسي تراجعت عن دفع قيمة خيار الشراء، إلى جانب الامتناع عن تغطية راتب بن ناصر السنوي المرتفع، والمقدَّر بنحو 4.2 ملايين يورو، وعلى الرغم من خوض اللاعب 12 مباراة، وتقديمه تمريرتَين حاسمتَين خلال فترة الإعارة، فإن أداءه لم يُقنع مرسيليا بالمضي قدماً في الصفقة، وقد حاول المدير الرياضي للفريق، المغربي المهدي بنعطية (38 عاماً) إعادة فتح المفاوضات مع ميلان لصيغة جديدة تتضمن إعارة إضافية، إلّا أن النادي الإيطالي رفض هذا الخيار على نحوٍ حاسم، متمسكاً ببيعه نهائياً فقط، وهو ما دفع مرسيليا إلى الانسحاب والبحث عن بدائل أخرى.
ويجد ميلان صعوبة متزايدة في تسويق عقد الدولي الجزائري، إسماعيل بن ناصر، في ظل محدودية العروض المقدمة، إذ لم يتلقَ سوى عرض رسمي واحد من نادي الاتحاد السعودي، وتتمثل الإشكالية في أن قيمة العرض لا تتجاوز عشرة ملايين يورو، وهو أقل من السعر المطلوب والمحدّد بـ 15 مليون يورو، ورغم ذلك، يبقى ميلان منفتحاً على التفاوض، على أمل أن يُحسّن النادي السعودي من عرضه المالي، لكنّ العقبة الأبرز حالياً لا تتعلق بالنواحي المالية، بل بموقف اللاعب ذاته، الذي لم يبدِ أي رد حتى الآن، ولا يبدو متحمساً لفكرة اللعب في الدوري السعودي، خلال هذه المرحلة من مسيرته، ومن المنتظر أن إدارة ميلان تخطط لعقد اجتماع مع وكيل أعمال اللاعب خلال الأيام المقبلة، في محاولة لإيجاد حل لهذا الملف المعقد، الذي أصبح يمثل تحدياً حقيقياً لإدارة "الروسونيري". 
ويُذكر أن اللاعب البالغ من العمر 27 عاماً، تُوّج مع منتخب الجزائر بلقب كأس أمم أفريقيا عام 2019، وكان من الركائز الأساسية في تتويج ميلان بلقب الدوري الإيطالي للمرة الـ 19 في تاريخه عام 2022، إلّا أنه تعرض لإصابة خطيرة بالركبة، في مايو/ أيار 2023، أثّرت بوضوح على مستواه في الفترة الماضية، ما جعله خارج حسابات العديد من الأندية في الوقت الحالي، رغم موهبته وتجربته الرفيعة.
## إيرباص 380 العملاقة تواجه تحدي البقاء بعد 5 سنوات من توقف إنتاجها
29 July 2025 06:18 PM UTC+00
تتسبب الطائرة الكبرى في العالم إيرباص 380 بعد عشرين عاماً من دخولها الخدمة لأول مرة، في صداع للشركات المالكة لها بسبب تزايد متطلبات الصيانة لإبقائها بحالة جيدة بعد توقف الشركة عن إنتاجها. وبحسب مصادر مفتوحة على الإنترنت فإنّ شركات الطيران في منطقة الخليج هي الأكثر استخداماً لهذه الطائرة التي تضم طابقين وتتسع لـ800 راكب في حال تخصيصها للدرجة الاقتصادية، وما بين 500 إلى 600 راكب في حال تقسيمها إلى درجات الطيران الثلاث (اقتصادي، رجال أعمال ودرجة أولى).
وتقول وكالة بلومبيرغ، في تقرير لها، إنّ الطائرة العملاقة كانت شعاراً لعودة قطاع السفر الجوي بقوة بعد الكبوة التي تعرض لها بسبب جائحة كورونا، لكن الحفاظ على مستويات السلامة العالية لطائرة عملاقة أصبح أمراً مكلفاً ومقلقاً لشركات الطيران، بحسب الوكالة. رغم ذلك تؤكد بعض شركات الطيران أنها ستستمر في استخدام إيرباص 380 على خطوطها لعدم وجود طائرات بديلة تنافسها وتتسع لنفس العدد من المسافرين خاصة في الرحلات الطويلة. وقد أعلنت الخطوط البريطانية "بريتش إيروايز" أنها ستجدد مقصورات طائراتها من هذا الطراز، بينما أكدت طيران الإمارات أنها تخطط للاستمرار في تشغيل الطائرة حتى نهاية العقد المقبل.
وتعد منطقة الخليج هي السوق الأكبر للطائرة إيرباص A 380 حيث توفر مساحة الطائرة بطابقيها مستوى من الرفاهية المطلوبة في المنطقة في مقصورات رجال الأعمال والدرجة الأولى. وتشير إحصاءات لموقع simplifying إلى أن طيران الإمارات تمتلك 116 طائرة من هذا النوع بينما تمتلك طيران الاتحاد ثماني طائرات والخطوط القطرية 8 طائرات، فيما يبلغ إجمالي الطائرات التي صنعتها إيرباص منها 250 طائرة.
مزيد من التدقيق في إيرباص 380
ويشير تقرير "بلومبيرغ" إلى أنّ الطائرة ذات المحركات الأربعة، باتت تتطلب المزيد من الإصلاحات والفحوصات أو استبدال بعض القطع مع مرور الوقت. ومنذ يناير/ كانون الثاني 2020، أصدرت وكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي 95 توجيهاً يتعلق بسلامة الطائرة، منها ما يُعتبر روتينياً مثل المطالبة بإجراء فحوصات دورية للمعدات، ومنها ما يُعد مدعاة للقلق. من النوع الأخير لفت التقرير إلى مشكلات في تسرب في منزلقات الطوارئ، تشققات في الحشوات، ومشكلات في محور جهاز الهبوط. ووفق "بلومبيرغ"، فإن هذا العدد يمثل تقريباً ضعف عدد التوجيهات الصادرة بحق الطائرات الكبيرة لشركة بوينغ خلال نفس الفترة.
وتعليقاً على التقرير، قالت وكالة سلامة الطيران الأوروبية، في بيان، إنّ إيرباص 380 "طائرة متطورة، وحجمها الكبير يجعل صيانتها أكثر تطلباً مقارنةً بالطائرات الأخرى، ومن المهم جداً لأسباب تتعلق بالسلامة ألا يكون هناك أي وصمة مرتبطة بنشر تقارير صلاحية الطيران، فالسلامة يجب أن تأتي أولاً". وأوضحت الوكالة أن مثل هذه التوجيهات التي تُلزم باتخاذ إجراءات لضمان سلامة الطائرة يمكن أن تختلف بشكل كبير من حيث الأهمية والأولوية، وأن عددها بحق طائرات مختلفة لا يمكن أن يكون أساساً جيداً للمقارنة.
لكن المعضلة التي تواجه الشركات التي لا تزال تستخدم هذه الطائرة، إذا سعت لاستبدالها، تتمثل في ندرة الطرازات المماثلة من حيث السعة. فشركة بوينغ الأميركية لا تزال متأخرة لسنوات في جدولها الزمني لإطلاق طائرتها  من طراز 777X والأمر ذاته بالنسبة لإيرباص التي لا تنتج الطائرة A 350 بالسرعة الكافية لتلبية احتياجات الأسواق. لذلك تلجأ الشركات لتشغيل إيرباص 380 العملاقة التي تحتاج لمزيد من الصيانة وارتفاع تكاليف التشغيل بمرور الوقت. وتظهر مواقع منتديات الطيران على الإنترنت كيف اكتسبت الرحلات المرتبطة بهذا الطراز سمعة التأخير والإلغاء أو الأعطال.
لكن شركة إيرباص قالت في بيان لها إن الطائرة A 380 لا تزال رغم عمرها تعمل على رحلات مجدولة بمستوى عال من الاعتمادية، بلغت كفاءتها 99% لأسطول الطائرة عالمياً خلال الأشهر الاثني عشر الماضية. وتعهدت إيرباص باستمرار تقديم الدعم الفني الكامل لشركات الطيران التي تشغل هذا الطراز طالما بقيت الطائرة في الخدمة.
وقد أحاطت الشكوك بمستقبل A 380 مع تفشي جائحة كورونا وتوقف حركة السفر العالمية في أوائل عام 2020. ففي العام الذي سبق تفشي الجائحة كانت إيرباص قد أوقفت إنتاج هذا الطراز بالفعل بسبب مستوى المبيعات المنخفض. لكن إعادة فتح أسواق السفر العالمية بعد نهاية الجائحة وتزايد الطلب على طائرات الركاب، دفع شركات طيران مثل خطوط طيران سنغافورة، ولوفتهانزا الألمانية، وشركة كانتاس الأسترالية إلى الاعتماد على القدرة الفريدة لهذه الطائرة في نقل عدد هائل من الركاب.
وتؤكد شركات طيران كبرى تمسكها بتشغيل الطائرة رغم ما قيل عن متطلبات أعطالها وصيانتها. فقد قالت الخطوط الجوية البريطانية في بيان إن طائرة A 380 "جزءٌ أساسي من أسطولنا للرحلات طويلة المدى. ومن خلال التعاون الوثيق مع شركة إيرباص، شهدنا تحسناً مستمراً في اعتمادية الطائرة عاماً بعد عام". أما شركة كانتاس الأسترالية فقالت إن الطائرة "تمثل عنصراً رئيسياً في شبكتنا الدولية، وسنواصل تشغيلها لسنوات مقبلة. لقد خضعت جميع طائرات A380 التابعة لكانتاس في السنوات الأخيرة لعمليات صيانة شاملة مجدولة، بالإضافة إلى تحديثات كبيرة في تصميم المقصورات الداخلية".
ويظل السؤال قائما حول مدى إمكانية الاعتماد على الطائرة العملاقة، التي لطالما أثارت الانقسام في الآراء. فالركاب لا يزالون يعشقون المساحات الواسعة لمقصورات A 380 وحجمها المذهل والجريء،
بينما تكافح شركات الطيران مع متطلباتها اللوجستية، بدءاً من الحاجة إلى مدارج أطول إلى الحظائر فائقة الحجم، وحتى الأعطال الميكانيكية التي تتكرر من حين لآخر. 
## فتال موهبة مغربية تتألق سريعاً مع كاستيا... فهل يمنحه ألونسو الفرصة؟
29 July 2025 06:20 PM UTC+00
فرض المهاجم المغربي الواعد، رشاد فتال (20 عاماً)، نفسه هدافاً مرعباً في ظهوره الأول برفقة نادي ريال مدريد الرديف "كاستيا"، بعدما أحرز ثنائية رائعة في شباك فريق ماربيا، استعداداً لمنافسات الموسم الكروي المقبل، ما جعله يحظى بعين الرضا من مكونات النادي الملكي، لما يمتلكه من قوة بدنية خارقة وحس تهديفي لافت، بالإضافة إلى حُسن تموضعه في منطقة الجزاء.
وكشفت صحيفة آس الإسبانية، اليوم الثلاثاء، أن النجم المغربي رشاد فتال نال إعجاب مدرب رديف نادي ريال مدريد، ألفارو أربيلوا (42 عاماً)، بلمساته الفنية الرائعة، وقدرته على تسجيل الأهداف، لذا يعتبره خياراً مثالياً لتعويض المهاجم غونزالو غارسيا (21 عاماً)، المنضمّ مؤخراً إلى الفريق الملكي الأول. ويبدو أن رشاد فتال، الذي لم يكلف إدارة "الميرينغي" سوى 900 ألف يورو فقط لضمه من نادي ألميريا، عازم على المضي قدماً نحو إثبات قدراته الفنية والبدنية، حتى يحظى بثقة المدير الفني لريال مدريد، تشابي ألونسو (44 عاماً)، لكن ذلك يتطلب جهداً مضاعفاً، لكي يصبح النجم الأول في "كاستيا"، أملاً في منحه فرصة خوض مغامرة أكبر داخل أسوار الريال، خصوصاً أن الصحافة الإسبانية اعتبرته من أفضل صفقات رديف النادي الملكي هذا الصيف. وتلقى رشاد فتال تكوينه في الفئات السنية لنادي ألميريا في سن 15 عاماً، قبل أن يصبح أحد المواهب الصاعدة في مركزه، بتسجيله 29 هدفاً في موسم واحد، و15 مثلها مع الفريق الرديف، قبل أن يحقق هدفه بالانضمام إلى نادي ريال مدريد، في انتظار الحلم الأكبر باللعب في صفوف كتيبة المدرب تشابي ألونسو.
ويعد رشاد فتال من الركائز الأساسية في تشكيلة منتخب المغرب تحت 20 عاماً، بعدما خاض معه سبع مباريات، وأحرز خلالها هدفين، ومن المرجح أن يكون حاضراً ضمن القائمة النهائية، التي ستشارك في بطولة كأس العالم تحت 20 عاماً في تشيلي، خلال الفترة الممتدة ما بين 27 سبتمبر/ أيلول و19 أكتوبر/ تشرين الأول المقبلَين.
## الخارجية الأميركية: المساعدات الإنسانية لغزة ليست كافية
29 July 2025 06:22 PM UTC+00
## أزنو يهرب من تجاهل كومباني... فهل ينجو تحت قيادة مويس الصارمة؟
29 July 2025 06:29 PM UTC+00
دخل المدافع المغربي، آدم أزنو (19 عاماً)، مرحلة جديدة في مسيرته الاحترافية، بانتقاله إلى نادي إيفرتون الإنكليزي، قادماً من بايرن ميونخ الألماني، ذاهباً إلى دوري قويّ للغاية يشهد تنافساً شرساً، غير أنه سيعزّز الحضور العربي فيه. وليس من السهل على أيّ لاعب شاب أن يفرض حضوراً قوياً في البريميرلييغ، بحكم كثرة النجوم، الذين ينافسون فيه خلال المواسم الأخيرة.
وأعلن إيفرتون الإنكليزي تعاقده مع أزنو لمدة أربعة مواسم. ورغم أن النادي لم يُعلن عن التفاصيل المالية للصفقة، فإنّ مصادر إعلامية أكدت أنها جرت مقابل 11 مليون يورو إلى البافاري، الذي لم يمنح الفرصة للنجم المغربي إلّا نادراً، إذ شارك مع الفريق الأول في أربع مباريات فقط، حسب موقع ترانسفير ماركت، كما أن النادي الألماني أعار مدافعه المغربي في الموسم الماضي إلى بلد الوليد الإسباني، وقد كان حاضراً في قائمة الفريق الألماني، التي شاركت في كأس العالم للأندية مؤخراً، ولكن دون تمتعه بفرصة كاملة.
وبفضل هذه الصفقة، فإنّ أزنو ودّع مدربه البلجيكي فينسنت كومباني (39 عاماً)، الذي لم يؤمن بقدراته، رغم مشاكل بايرن الدفاعية، خاصة على اليسار، ووجد التجاهل والإهمال، ما حفّزه على الرحيل معاراً في الموسم الماضي، بحثاً عن فرص أفضل، ولكنّه في الآن نفسه سيجد مدرباً في إيفرتون يُعرف بشخصيته القوية، وهو الاسكتلندي ديفيد مويس (62 عاماً)، الذي واجه الكثير من اللاعبين العرب صعوبات تحت قيادته، خاصة الجزائري سعيد بن رحمة (29 عاماً) مع فريق ويستهام، وكذلك التونسي وهبي الخزري (34 عاماً) مع فريق سندرلاند، في وقت كان فيه وضع المدافع المغربي، نايف أكرد (29 عاماً)، مع ويستهام أفضل نسبياً.
ولهذا؛ فإنّ أزنو سيواجه الكثير من التحديات، فمن مدرب شاب درّبه في بايرن ميونخ دون أن يؤمن بقدراته، إلى مدرب يملك خبرة واسعة، ولكنّه صارم في تعامله مع اللاعبين. في المقابل، قد تساعده التجربة في تطوير مستواه أكثر، ليكون قادراً على تقديم الإضافة لمنتخب بلاده في التحديات المرتقبة، التي تنتظر "أسود الأطلس"، خلال المواعيد المقبلة في مختلف المسابقات.
## الركراكي أمام ورقة جديدة لحل أزمة الدفاع بعد انضمام عبقار إلى خيتافي
29 July 2025 06:33 PM UTC+00
أعلن نادي خيتافي الإسباني لكرة القدم، اليوم الثلاثاء، تعاقده رسمياً مع نجم منتخب المغرب، عبد الكبير عبقار (26 عاماً)، خلال مرحلة الانتقالات الصيفية الجارية، في صفقة انتقال حر، قادماً إليه من نادي ألافيس الإسباني، في انتظار تقديم اللاعب مستويات رائعة، حتى يكون في قمة جهوزيته لخوض بطولة كأس أمم أفريقيا، المقرر إقامتها في المملكة، خلال الفترة ما بين 21 ديسمبر/ كانون الأول المقبل و18 يناير/ كانون الثاني 2026.
وأوضح نادي خيتافي، في بيان رسمي، أن المدافع المغربي، عبد الكبير عبقار، وقّع عقداً حتى 30 يونيو/ حزيران 2028، بعدما لعب لنادي ديبورتيفو ألافيس الموسم الماضي، وخاض معه 29 مباراة في منافسات الدوري الإسباني "الليغا". وأعرب عبد الكبير عبقار، في تصريح مقتضب لقناة ناديه الإسباني الجديد، فور توقيع العقد، عن سعادته لخوض تجربة جديدة وممتعة مع خيتافي، من أجل الاستمتاع بكرة القدم.
ومن شأن استمرار عبقار باللعب على مستوى عالٍ، وتحديداً في "الليغا"، أن يفيد منتخب المغرب، بقيادة مدربه وليد الركراكي (49 عاماً)، خصوصاً في ظل الأزمة، التى يعانيها في الخط الخلفي، جراء كثرة الغيابات المتكررة للأسماء البارزة بسبب توالي الإصابات، على غرار نجم نادي ويستهام الإنكليزي، نايف أكرد (28 عاماً)، وموهبة كريستال بالاس الإنكليزي، شادي رياض (21 عاماً)، ومدافع السد القطري رومان سايس (35 عاما)، بالإضافة إلى جواد الياميق (33 عاماً)، الذي لم ينضم بعد إلى أي نادٍ حالياً بعد نهاية عقده مع الوحدة السعودي.
وفي هذا الإطار، كشف مصدر بالجهاز الفني لمنتخب المغرب، في حديث مقتضب مع "العربي الجديد"، وقد رفض ذكر اسمه، أن المدافع عبد الكبير عبقار يعد من بين الخيارات المتاحة أمام المدرب وليد الركراكي، من أجل حل أزمة الخط الخلفي لأسود الأطلس، إذ يبقى مرشحاً لانتزاع مكان أساسي في تشكيلة القائد أشرف حكيمي (26 عاماً)، إذا استمرت مشاكل نايف أكرد مع الإصابات، وعدم استعادة رومان سايس وشادي رياض جميع مؤهلاتهما الفنية والبدنية.
ومن المرجح أن يستدعي المدرب وليد الركراكي المدافع عبد الكبير عبقار لخوض المعسكر التدريبي القادم، استعداداً لمباراتي النيجر وزامبيا المقررتين يومي الخامس والتاسع من شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، لحساب التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2026.
## رفض أميركي إسرائيلي لإعلان ستارمر نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطين
29 July 2025 06:33 PM UTC+00
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، إنه ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لم يناقشا خطة بريطانيا للاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر/ أيلول المقبل إذا لم تتخذ إسرائيل إجراءات لتحسين وضع الفلسطينيين. وأضاف ترامب لصحافيين على متن الطائرة الرئاسية "لم نناقش الأمر قط"، مؤكداً أن بلاده لا توافق على ذلك.
من جهتها، أعربت إسرائيل، اليوم الثلاثاء، عن "رفضها" لإعلان ستارمر نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطين ما لم تتحرّك الدولة العبرية في اتجاه وقف حرب غزة. وقالت الخارجية الإسرائيلية على منصة "إكس" إنّ "إسرائيل ترفض البيان الصادر عن رئيس وزراء المملكة المتحدة"، معتبرة أن الخطوة "تمثّل مكافأة لحماس وتضر بالجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة"، وكان مصدر مطّلع قد قال إنّ ستارمر أجرى مكالمة هاتفية مع نتنياهو اليوم قبل إعلان عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطينية.
وفي وقت سابق اليوم، صرح ستارمر بأنّ المملكة المتحدة ستعترف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر/ أيلول المقبل، ما لم توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة وحل الدولتين. وأصدر داونينغ ستريت بياناً في ختام اجتماع طارئ لمجلس الوزراء بشأن غزة. وبالتطرق إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، قال رئيس الوزراء إنّ "موقف الحكومة الثابت هو أنّ الاعتراف بالدولة الفلسطينية حق غير قابل للتصرف للشعب الفلسطيني، وإنّنا سنعترف بدولة فلسطينية جزءاً من عملية السلام وحل الدولتين".
إلى ذلك، أكد ترامب أنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل يومين، قائلاً إن الأخير يريد ضمان إنفاق الأموال في مصادرها الصحيحة وتوزيع الغذاء على نحوٍ الصحيح، وإنه "لا يريد أن تستولى حماس على الأموال أو الأغذية". وقال الرئيس الأميركي إنه سيتعامل مع إسرائيل في ما يتعلق بمراكز الغذاء في غزة، مشدداً على أنه "ينبغي إيصال الطعام لأطفال غزة".
وبخصوص الحرب الروسية على أوكرانيا، أعلن الرئيس الأميركي أن المهلة التي منحها لروسيا لإنهاء القتال في أوكرانيا أو مواجهة عقوبات جديدة ستكون لعشرة أيام ابتداء من الثلاثاء. وصرح ترامب لصحافيين رداً على سؤال عن هذه المهلة "عشرة أيام اعتباراً من اليوم". ويأتي ذلك بعد أن حدد الرئيس الأميركي، أمس الاثنين، مهلة جديدة مدتها 10 أو 12 يوماً لروسيا لإحراز تقدم نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا أو مواجهة عواقب، ما يؤكد الإحباط الأميركي من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إزاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات ونصف السنة.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)
## لاجئون سودانيون يغادرون القاهرة للعودة إلى ديارهم
29 July 2025 07:01 PM UTC+00
تكدست أسر سودانية في المحطة الرئيسية للسكك الحديدية في القاهرة، محمّلة بحقائب كبيرة وآمال العودة إلى بلادها، بعد فرارها سابقاً من الحرب الأهلية في السودان، سعياً وراء حياة أكثر استقراراً.
وتنتمي هذه الأسر إلى آلاف اللاجئين السودانيين الذين بدأوا العودة من مصر إلى المناطق التي استعادت قوات الجيش السوداني السيطرة عليها من قوات الدعم السريع شبه العسكرية، خاصة في العاصمة الخرطوم وضواحيها منذ بداية العام الجاري.
وتقول ملاذ عاطف، وهي من العائدين، لوكالة رويترز: "مشتاقة لكل ركن في السودان، حجيجة يعني. سعيدة شديد وأنا راجعة".
وكان السودانيون بانتظار القطار المجاني الذي يقلهم إلى مدينة أسوان في جنوب مصر، ومن هناك يتابعون رحلتهم بالحافلات إلى العاصمة الخرطوم. ولفتت الأنظار فتاتان صغيرتان ترتديان قبعتين كتب عليهما "شكراً مصر".
ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، فرّ أكثر من أربعة ملايين سوداني إلى الدول المجاورة منذ اندلاع الحرب في إبريل/نيسان 2023، بينهم أكثر من 1.5 مليون إلى مصر.
وأشار تقرير صادر عن المنظمة في وقت سابق من الشهر الحالي إلى أن أكثر من 190 ألف شخص عبروا من مصر إلى السودان منذ بداية هذا العام، أي أكثر من خمسة أضعاف عدد العائدين خلال عام 2023 بأكمله.
وقال سفير السودان لدى مصر، عماد الدين عدوي، خلال زيارته للمحطة أمس الاثنين، إن عودة المواطنين "تمثل مرحلة مهمة لإعادة الإعمار والاستقرار في البلاد".
ورغم الهدوء النسبي في العاصمة الخرطوم، لا تزال الاشتباكات مستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في إقليم كردفان وسط البلاد، وفي مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان.
وتعود جذور الحرب إلى خلافات بين الجيش وقوات الدعم السريع حول قواعد المرحلة الانتقالية التي تهدف إلى تسليم السلطة للمدنيين. وقد تسببت المعارك، بحسب الأمم المتحدة، في نزوح أكثر من 12 مليون شخص، وأدت إلى وصول نصف السكان إلى حافة الجوع الحاد.
ويشكو بعض السودانيين المقيمين في مصر من صعوبة إيجاد فرص عمل ومن تعرضهم للتمييز، في حين رحّلت السلطات المصرية آلاف اللاجئين الذين دخلوا البلاد بطريقة غير قانونية، كما فرّ الآلاف إلى ليبيا.
وذكر السفير عدوي أن القطارات التي تُسيّر أسبوعياً من القاهرة لمساعدة السودانيين الراغبين في العودة الطوعية، يتم تمويلها من قبل رجال أعمال سودانيين.
وتفيد بيانات المنظمة الدولية للهجرة أن معظم العائدين توجهوا إلى العاصمة الخرطوم، بالإضافة إلى ولايتي سنار والجزيرة جنوب العاصمة، حيث يسود وضع أمني أقل توتراً نسبياً.
(رويترز)
## ضعف نتائج الشركات يدفع بورصتي السعودية وأبوظبي للتراجع
29 July 2025 07:06 PM UTC+00
تراجعت بورصتا السعودية وأبوظبي، اليوم الثلاثاء، على خلفية نتائج ضعيفة في الربع الثاني، في حين خالفت بورصة دبي اتجاه نظيراتها في منطقة الخليج، وارتفعت بدعم من الأداء القوي للشركات والتفاؤل بإعلانات إيجابية عن الأرباح المستقبلية. وهبط المؤشر السعودي الرئيسي 0.6% متأثراً بسلسلة من الأرباح المخيبة للآمال في قطاعات رئيسية. وهوى سهم شركة الحفر العربية 10% بعد أن أعلنت عن انخفاض حاد في أرباح الربع الثاني من العام لتقل كثيراً عن توقعات المحلّلين، كما أعلنت الشركة تعليق توزيعات الأرباح النقدية لعام 2025. وتراجع سهم العربية للأنابيب بأكثر من 3.5% بعد أن جاءت أرباحها دون التقديرات الفصلية، كما انخفض سهم جمجوم فارما 5% تقريباً مع تداول أسهمها من دون توزيعات أرباح.
وصعد المؤشر الرئيسي في دبي 0.2% مسجلاً أعلى مستوى في 17 عاماً ونصف العام، وواصل سلسلة المكاسب للجلسة الخامسة على التوالي بدعم من آمال كبيرة مع ترقب نتائج رئيسية خاصة من القطاع العقاري. وجاءت المكاسب مدفوعة بقفزة 1% في سهم شركة سالك للتعرفة المرورية. وقفز سهم شركة تاكسي دبي 7.5% تقريباً بعد أن فاقت نتائج الربع الثاني توقعات السوق، وأعلنت الشركة عن توزيعات أرباح نصف سنوية أعلى من العام الماضي. وانخفض المؤشر في أبوظبي 0.2%، إذ بددت نتائج الشركات المتباينة أثر التفاؤل الذي ساد الأسبوع الماضي بعد الأداء القوي الذي كان من المتوقع أن يحافظ على القوة الدافعة.
وتراجع سهم الدار العقارية، أكبر مطور عقاري في أبوظبي، بأكثر من ثلاثة% بعد الإعلان عن انخفاض هامشي في إيرادات الربع الثاني عن الربع السابق، على الرغم من الإعلان عن مستوى قياسي للطلبيات المتراكمة بقيمة 62.3 مليار درهم حتى نهاية يونيو/حزيران. ومن بين الأسهم الخاسرة الأخرى، انخفض سهم مجموعة ملتيبلاي للاستثمار المملوكة للشركة العالمية القابضة 3.3% بعد تراجع أرباحها الفصلية إلى النصف على أساس سنوي.
وانخفض المؤشر الرئيسي في قطر 0.6%، متأثراً بخسائر واسعة النطاق في القطاعات، وسط جني المستثمرين أرباحاً، إذ تراجع سهم مصرف قطر الإسلامي 2% تقريباً. وواصل المستثمرون التركيز على المخاطر التجارية العالمية في أعقاب الاتفاق الذي أبرمته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في مطلع الأسبوع، الذي قلّل من خطر فرض رسوم جمركية 30% على معظم صادرات التكتل واكتفى بنسبة 15%. وعلى الرغم من أن الاتفاق هدأ المخاوف الحالية، فإن الحذر استمر وسط مقارنة الأسواق بين الرسوم المرتفعة وبين مستويات بين واحد واثنين بالمئة قبل عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ولا تزال سياسات الرسوم الجمركية المستمرة التي ينتهجها ترامب تغذي المخاوف بشأن النمو العالمي، وسط تهديد التباطؤ المحتمل في التجارة والاستهلاك الطلب على الطاقة والاستقرار المالي للاقتصادات المعتمدة على النفط في منطقة الخليج. واختتم المؤشر الرئيسي في البحرين التعاملات اليوم مرتفعاً 0.2%، كما صعد المؤشر الرئيسي في سلطنة عمان 0.1% والمؤشر الرئيسي في الكويت 0.5%. وخارج منطقة الخليج، استقر مؤشر الأسهم القيادية في مصر بعد أن سجل ذروة قياسية في الآونة الأخيرة.
(رويترز)
## الحوثيون يعلنون استهداف مطار "بن غوريون" بصاروخ باليستي
29 July 2025 07:08 PM UTC+00
أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيون)، الثلاثاء، تنفيذ عملية عسكرية استهدفت مطار اللد (بن غوريون) في منطقة يافا المحتلة، باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي من نوع "فلسطين 2". وقال المتحدث العسكري للجماعة، في بيان، إن العملية "حققت هدفها بنجاح"، وتسببت في "هروب ملايين الصهاينة إلى الملاجئ وتوقف حركة المطار"، وأكد البيان أن اليمن "ماضٍ في عملياته انتصاراً للمظلومين والمجوَّعين من أبناء الشعب الفلسطيني، وإسناداً لمقاومته ودعماً لصموده"، مشدداً على استمرار العمليات العسكرية "حتّى رفع الحصار ووقف العدوان على غزة".
من جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي رصد إطلاق صاروخ من اليمن، مشيراً إلى تفعيل صفارات الإنذار في القدس وتل أبيب ومناطق أخرى عقب العملية. وفي السياق ذاته، أفادت وسائل إعلام عبرية بتوقف عمليات الهبوط والإقلاع في مطار "بن غوريون" نتيجة إطلاق الصاروخ، مشيرة إلى أنّ المجال الجوي للمطار أُغلق، واضطرت الطائرات إلى الدوران في الجو.
ويوم الأحد، أعلنت جماعة أنصار الله عن ما وصفته بـ"خيارات تصعيدية مهمة" ردًا على ما يجري في قطاع غزة من حرب إبادة وتجويع، وذلك عبر تصعيد العمليات العسكرية الإسنادية، والبدء في تنفيذ المرحلة الرابعة من الحصار البحري على العدو الإسرائيلي. وجاء في بيان للمتحدث العسكري باسم الجماعة أن المرحلة الرابعة تشمل "استهداف كافة السفن التابعة لأي شركة تتعامل مع موانئ الاحتلال الإسرائيلي، بغضّ النظر عن جنسيتها أو وجهتها، وفي أي مكان يمكن أن تصل إليه قدراتنا".
وتشنّ جماعة الحوثيين، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، هجمات منتظمة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة والزوارق البحرية ضد سفن إسرائيلية وأخرى مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، كما تستهدف مواقع إسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، في إطار ما تصفه بـ"الرد على حرب الإبادة المستمرة ضد غزة".
وتتعرّض مواقع في اليمن بين الحين والآخر لغارات إسرائيلية، كان آخرها الأسبوع الماضي، حين شنّ جيش الاحتلال غارات على ميناء الحُديدة، بزعم استهداف مواقع تابعة لجماعة الحوثيين، وذكرت قناة "المسيرة" في خبر مقتضب حينها عبر "تليغرام"، أن سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت ميناء الحُديدة.
## بطل العالم 2018 يغادر نادي سبهان بسبب عدوان إسرائيل على إيران
29 July 2025 07:10 PM UTC+00
لا يزال عدوان إسرائيل على إيران، قبل أسابيع، يُلقي بظلاله على عالم كرة القدم، فبعدما عجز مهاجم نادي إنتر ميلان، مهدي طارمي (33 عاماً)، عن السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية، لخوض بطولة كأس العالم للأندية 2025، بسبب حظر الطيران، جاء الدور على بطل العالم 2018 مع المنتخب الفرنسي، ستيفن نزونزي (36 عاماً)، الذي قرّر مغادرة نادي سبهان أصفهان لأسباب أمنية.
وكشف موقع فوت ميركاتو الفرنسي، اليوم الثلاثاء، أن بطل العالم مع فرنسا قرر مغادرة إيران بعد تفكير طويل، متأثراً بالوضع الأمني المتدهور عقب العدوان الإسرائيلي، الذي استهدف مواقع مدنية وعسكرية، وأحدث حالة من الذعر. ولم يُخفِ اللاعب اضطرابه من المشهد، إذ أربكته التطورات الميدانية وخلطت حساباته، خاصّة في ظل الصعوبات، التي واجهها في محاولاته مغادرة البلاد والعودة إلى فرنسا.
ووجّه ستيفن نزونزي رسالة وداع إلى نادي سبهان أصفهان وجماهيره، قال فيها: "شكراً للنادي، وللجهاز الفني، ولزملائي في الفريق. لقد قرّرت مع عائلتي أن من الأفضل لنا عدم العودة، وذلك أساساً لأسباب أمنية. حاولت أن أجد القوة، لكنني لم أستطع". ولم يُعلَن بعد عن الصيغة القانونية لفسخ العقد، سواء من اللاعب أو من إدارة النادي، على أن تتضح التفاصيل في الفترة المقبلة، بعدما بات قرار المغادرة أمراً محسوماً.
وأثار توقيع ستيفن نزونزي مع نادي سبهان، في صيف العام الماضي، ضجة كبيرة، إذ شكّل قدومه إلى الدوري الإيراني خطوة لافتة، تبعها انضمام عدد من النجوم المعروفين أو اللاعبين السابقين، مثل وسام بن يدر (34 عاماً)، وبرايان دابو (33 عاماً)، وغايل كاكوتا (34 عاماً)، الذين اختاروا خوض تجربة جديدة في إيران. غير أن الحرب مع إسرائيل الشهر الماضي وضعت حداً لمغامرة بطل العالم 2018، الذي أعلن رحيله رسمياً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويُعدّ رحيل ستيفن نزونزي ضربة موجعة لطموحات نادي سبهان، الذي كان يعوّل على خبرته لقيادة مشروعه الرياضي، غير أن الأوضاع الأمنية المتقلبة في المنطقة فرضت واقعاً جديداً، قد يعطل طموح الأندية الإيرانية في استقطاب أسماء كبيرة مستقبلاً، في ظل تصاعد المخاوف من تكرار سيناريو الانسحاب والرحيل المبكر.
## يحيى سريع: استهدفنا مطار اللد في حيفا المحتلة بصاروخ باليستي من نوع فلسطين 2
29 July 2025 07:18 PM UTC+00
## توافق أميركي صيني بشأن التهدئة التجارية... القرار النهائي بيد ترامب
29 July 2025 07:27 PM UTC+00
اختتمت الولايات المتحدة والصين، اليوم الثلاثاء، جولة جديدة من المحادثات التجارية في العاصمة السويدية استوكهولم، وسط أجواء وصفتها واشنطن بأنها "بناءة"، لكنها لم تفض إلى اتفاق نهائي بشأن تمديد هدنة الرسوم الجمركية، التي تنتهي في 12 أغسطس/آب. وفي تصريحات صحافية عقب الاجتماعات، أكد وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، أن القرار النهائي بشأن التمديد سيتخذ فقط بعد مشاورة الرئيس دونالد ترامب، مشددا على أن المفاوضات كشفت عن تقدم ملموس في بعض القضايا، في حين لا تزال نقاط خلافية قيد النقاش. وتأتي هذه المحادثات في إطار محاولة أكبر اقتصادين في العالم تجنب تصعيد جديد في الحرب التجارية التي بدأت منذ عام 2018، وأثرت على سلاسل الإمداد العالمية، وأسواق التكنولوجيا والطاقة، والنمو الاقتصادي الدولي.
محادثات بناءة وتحذير أميركي
وصف بيسنت المحادثات مع الوفد الصيني، الذي ترأسه نائب رئيس الوزراء الصيني "هي ليفينغ"، بأنها كانت بناءة جدا، وتطرقت إلى ملفات استراتيجية، أبرزها الرسوم الجمركية، وسلاسل التوريد، والمواد النادرة، والتقنيات المتقدمة. وقال بيسنت إن الجانبين توصلا إلى تفاهمات أولية حول بعض التفاصيل، لكن لا شيء سيعتمد رسميا قبل العودة إلى الرئيس ترامب. في السياق نفسه، صرح ممثل التجارة الأميركي، جيمسون غرير، أن ترامب سيكون له الكلمة الأخيرة بشأن التمديد المحتمل للهدنة التجارية، والتي أقرت في وقت سابق لمدة 90 يوما بين البلدين، وعلقت مؤقتا رسوما مرتفعة كان يفترض تطبيقها على واردات متبادلة بمليارات الدولارات. وأشار غرير إلى أن المحادثات الأخيرة شهدت "تحولًا في المزاج الصيني"، مع استعداد واضح للدخول في نقاشات موسعة بدلًا من التركيز على البنود الخلافية فقط، خاصة بعد اتفاق واشنطن المبدئي مع الاتحاد الأوروبي، وخفض الرسوم الجمركية من 30% إلى 15% على واردات أوروبية.
وفي تطور لافت خلال المحادثات، قال وزير الخزانة الأميركي إن الولايات المتحدة حذرت الصين من مواجهة رسوم جمركية أميركية إضافية في حال استمرارها بشراء النفط الروسي الخاضع للعقوبات، في إطار ما يسمى بـ"التشريع الثانوي للرسوم الجمركية". وأوضح بيسنت أنه أبلغ المسؤولين الصينيين بأن مواصلة الاستيراد من روسيا قد تعرض الشركات الصينية المعنية لعقوبات تجارية، تشمل فرض تعريفات جمركية مرتفعة أو قيودا إضافية على التكنولوجيا والمواد الحيوية. ويأتي هذا التحذير ضمن جهود واشنطن لتقييد مصادر تمويل موسكو، في أعقاب العقوبات الغربية المفروضة منذ غزو أوكرانيا، والتي تستهدف تقليص صادرات الطاقة الروسية. وتستغل الصين في الوقت الحالي تخفيضات الأسعار التي تقدمها روسيا مقابل ولاء مستمر في سوق النفط، وهو ما تراه الولايات المتحدة تهديدًا مزدوجًا اقتصاديا وجيوسياسيا.
ملفات شائكة
تطرقت المحادثات أيضا إلى قضايا حساسة تتعلق بالمواد الاستراتيجية، مثل العناصر الأرضية النادرة والمغناطيسات المستخدمة في الصناعات الدقيقة، إلى جانب القيود الأميركية المفروضة على تصدير رقائق أشباه الموصلات ومعدات الذكاء الاصطناعي إلى الصين. وقال غرير إن "استئناف الصين لتصدير المواد الأرضية النادرة كان من أبرز التنازلات في هذه الجولة"، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تطالب بضمانات بشأن التدفقات المستمرة للمواد الحيوية. وفي المقابل، سعت بكين إلى الحصول على توضيحات بشأن تحقيقات القسم 232 التي تجريها وزارة التجارة الأميركية، بشأن إمكانية فرض رسوم جمركية على واردات النحاس والرقائق والأدوية. وأكد الجانب الأميركي أن هذه التحقيقات تتعلق برسوم عالمية ولا تشمل إعفاءات لدول بعينها، ما يعني أن الصين لن تستفيد من أي استثناء محتمل.
في خلفية المشهد، تسود حالة من الحذر داخل واشنطن، لا سيما بين ما يعرف بـ"صقور الصين"، الذين يخشون من أن تقدم إدارة ترامب على تنازلات كبرى مقابل اتفاق تجاري مرحلي. وبرز هذا التوتر في تصريحات الرئيس الأميركي الذي كتب على منصته الاجتماعية: "أنا لا أطلب شيئا! قد أذهب إلى الصين فقط إذا دعاني الرئيس شي، وقد فعل. غير ذلك، لا اهتمام لدي." وتظهر هذه التصريحات تناقضا بين أجواء التهدئة على مستوى المحادثات الفنية، والتوتر السياسي الكامن في العلاقات الثنائية، وسط استمرار التصعيد حول ملفات أخرى، مثل تايوان والذكاء الاصطناعي والطاقة.
ومع اقتراب انتهاء مهلة الهدنة في 12 أغسطس، يترقب المستثمرون والمحللون قرار الرئيس ترامب بشأن تمديد التهدئة أو العودة إلى التصعيد. ورغم أن الجولة الحالية من المحادثات حققت انفراجا نسبيا، إلا أن عدم وجود اتفاق ملزم حتى الآن يبقي حالة الترقب في الأسواق العالمية قائمة، خاصة في ظل حساسية الرسوم الجمركية بالنسبة للتجارة الدولية وسلاسل التوريد في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا. وحتى مساء الثلاثاء، لم تعلن واشنطن أو بكين عن موعد الجولة المقبلة من المحادثات، لكن تصريحات الطرفين تشير إلى استعداد لمواصلة الحوار، شرط أن يقرر ترامب التمديد خلال أيام قليلة.
## دول مشاركة بمؤتمر "حل الدولتين" تدعم وقف حرب غزة وقيام دولة فلسطينية
29 July 2025 07:39 PM UTC+00
أصدرت أكثر من عشرين دولة مشاركة في المؤتمر الدولي لحل الدولتين في نيويورك بياناً حول تصوّراتها للمؤتمر والخطوات التالية لتحقيق "حل الدولتين". وجاء البيان باسم الرئيسين المشاركَين للمؤتمر: فرنسا والسعودية، والرؤساء المشاركين لمجموعات العمل: البرازيل، كندا، مصر، إندونيسيا، أيرلندا، إيطاليا، اليابان، الأردن، المكسيك، النرويج، قطر، السنغال، إسبانيا، تركيا، المملكة المتحدة، الاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية. ومن المتوقع أن تنضم دول أخرى للبيان في وقت لاحق. وجاء ذلك في اليوم الثاني لأعمال المؤتمر الدولي الذي تشهده نيويورك لتسوية القضية الفلسطينية سلمياً وتنفيذ حل الدولتين.
وجاء البيان في سبع صفحات واثنتين وأربعين فقرة، ومن أبرز ما ورد فيه تأكيده في البداية أن الدول الموقعة تتفق "على اتخاذ إجراءات جماعية لإنهاء الحرب في غزة، وتحقيق تسوية عادلة وسلمية ودائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس التنفيذ الفعّال لحل الدولتين، وبناء مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين وجميع شعوب المنطقة".
كما جاء فيه تجديد الدول إدانتها "لجميع الهجمات التي تشنّها أي جهة على المدنيين، بما في ذلك جميع أعمال الإرهاب والهجمات العشوائية، وجميع الهجمات على الأعيان المدنية، وأعمال الاستفزاز والتحريض والتدمير. ونذكّر بأن أخذ الرهائن محظور بموجب القانون الدولي. ونؤكد مجدداً رفضنا لأي إجراءات تؤدي إلى تغييرات إقليمية أو ديموغرافية، بما في ذلك التهجير القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين، الذي يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي".
ومن اللافت أنّ البيان أدان هجمات حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" كما الهجمات الإسرائيلية على المدنيين، وهذه هي المرة الأولى التي تتبنى فيها عدد من الدول الموقعة موقفاً رسمياً وإدانة لهذا أو ذاك الطرف وتسميته مباشرةً، وجاء فيه: "ندين الهجمات التي شنّتها حماس على المدنيين في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، كما ندين الهجمات التي شنتها إسرائيل على المدنيين في غزة والبنية التحتية المدنية، والحصار والتجويع، التي أسفرت عن كارثة إنسانية مدمّرة وأزمة حماية. لا يوجد مبرر للخروقات التي تشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي، وشددنا على ضرورة المساءلة".
وتابعت الدول في بيانها أنه "لا يمكن للحرب والاحتلال والإرهاب والتهجير القسري أن تحقق السلام أو الأمن. الحل السياسي وحده هو القادر على ذلك. إن إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتطبيق حل الدولتين... بناء على ذلك، فقد التزمنا باتخاذ خطوات ملموسة ومحدّدة زمنياً ولا رجعة فيها من أجل تسوية سلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين".
ويتابع البيان أنه، وبناءً على ذلك، فإنّ تلك الدول اتفقت "على دعم هذا الهدف، وفي إطار عملية محددة زمنياً، لإبرام وتنفيذ اتفاقية سلام عادلة وشاملة بين إسرائيل وفلسطين، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومرجعيات مدريد، بما في ذلك مبدأ الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية، وإنهاء الاحتلال، وحل جميع القضايا العالقة وقضايا الوضع النهائي، وإنهاء جميع المطالبات، وتحقيق السلام العادل والدائم، وضمان الأمن للجميع، وتمكين التكامل الإقليمي الكامل والاعتراف المتبادل في الشرق الأوسط، مع الاحترام الكامل لسيادة جميع الدول".
غزة
ويشدّد البيان على ضرورة إنهاء الحرب في غزة على الفور، ويعرب عن دعمه لجهود الوساطة من أجل "إعادة الأطراف فوراً إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بجميع مراحله، بما يؤدي إلى وقف دائم للأعمال العدائية، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وتبادل الأسرى الفلسطينيين، وإعادة جميع الرفات، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، وأكدنا مجدداً عزمنا العملَ لتحقيق هذه الأهداف. وفي هذا السياق، يجب على حماس إطلاق سراح جميع الرهائن".
ويطالب البيان كذلك بـ"إيصال المساعدات الإنسانية فوراً وعلى نحوٍ آمن وغير مشروط ودون عوائق، وعلى نطاق واسع، عبر جميع المعابر وفي جميع أنحاء قطاع غزة، بالتنسيق مع الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبما يتماشى مع المبادئ الإنسانية. ويجب أن يشمل ذلك الرفع الفوري للقيود وفتح المعابر الحدودية من إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، واستئناف إمدادات الكهرباء، ودخول الوقود والإمدادات الطبية والغذاء والماء وغيرها من المواد الأساسية. وأكدنا مجدداً ضرورة حماية الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني وتمكينهم من العمل بفعالية. وشدّدنا على رفضنا لأي استخدام للتجويع أسلوباً من أساليب الحرب، وهو أمر محظور بموجب القانون الدولي، وعلى أهمية اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة حالات المجاعة المتزايدة بسرعة ومنع انتشارها في غزة".
وشدد البيان كذلك على أن غزة "جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، ويجب توحيدها مع الضفة الغربية. ويجب ألّا يكون هناك احتلال أو حصار أو تقليص للأراضي أو تهجير قسري"، كما أكد ضرورة أن تكون الحوكمة وإنفاذ القانون والأمن في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية من اختصاص السلطة الفلسطينية وحدها، مع دعم دولي مناسب، وأكد البيان أنه "في سياق إنهاء الحرب في غزة، يجب على حماس إنهاء حكمها في غزة، وتسليم سلاحها إلى السلطة الفلسطينية، بمشاركة ودعم دوليَين، بما يتماشى مع هدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة".
وأيّد البيان "التنفيذ العاجل لخطة إعادة الإعمار العربية-التعاونية، بما يسمح بالإنعاش المبكّر وإعادة الإعمار في قطاع غزة، مع ضمان بقاء الفلسطينيين في أرضهم". وشجّع الدول والشركاء الإقليميين والدوليين على المشاركة الفعالة في مؤتمر إنعاش وإعادة إعمار غزة، المقرّر عقده قريباً في القاهرة، وشدّد على أنه "بعد وقف إطلاق النار، يجب تشكيل لجنة إدارية انتقالية فوراً للعمل في غزة تحت مظلة السلطة الفلسطينية".
بعثة دولية
وأيدت الدول الموقعة على البيان كذلك "نشر بعثة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار، بناءً على دعوة من السلطة الفلسطينية، وتحت رعاية الأمم المتحدة، وبما يتماشى مع مبادئها، وبالاستفادة من القدرات الحالية للأمم المتحدة، وبتكليف من مجلس الأمن الدولي، مع توفير الدعم الإقليمي والدولي المناسب"، ورحب البيان باستعداد بعض الدول الأعضاء للمساهمة بقوات.
وأشار إلى أنّ هذه البعثة "يمكن أن تتطور تبعاً للاحتياجات، وستوفر الحماية للسكان المدنيين الفلسطينيين، وتدعم نقل مسؤوليات الأمن الداخلي إلى السلطة الفلسطينية، وتقدّم الدعم لبناء قدرات الدولة الفلسطينية وقواتها الأمنية، وتقدّم ضمانات أمنية لفلسطين وإسرائيل، بما في ذلك مراقبة وقف إطلاق النار واتفاقية السلام المستقبلية، مع الاحترام الكامل لسيادتهما".
مكافحة التطرّف
وأشار البيان إلى التزام الدول الموقعة بـ"دعم التدابير والبرامج الرامية إلى مكافحة التطرف والتحريض ونزع الإنسانية والتطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب والتمييز وخطاب الكراهية عبر جميع المنصات والجهات الفاعلة، وتعزيز ثقافة السلام في المدارس، في إسرائيل وفلسطين، ودعم مشاركة المجتمع المدني والحوار"، كما رحب البيان بالجهود الجارية لتحديث المناهج الفلسطينية، ودعا إسرائيل إلى بذل جهود مماثلة، وأيّد إنشاء آلية مراقبة دولية للتحقق من التزام الجانبين بهذه الأهداف.
سيادة الدولة الفلسطينية وقابليتها للاستمرار اقتصادياً
ورحب البيان بـ"الالتزامات التي أعلنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس نيابةً عن فلسطين، والمُعبَّر عنها في رسالته المؤرخة في 9 يونيو/ حزيران 2025، بما في ذلك التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، والرفض المستمر للعنف والإرهاب"، كما رحب بتصريح الرئيس عباس بأن الدولة الفلسطينية "يجب أن تكون الضامن الوحيد للأمن على أراضيها، لكنها لا تنوي أن تكون دولة مسلحة (أي دولة منزوعة السلاح)"، مع استعدادها للعمل على ترتيبات أمنية تخدم جميع الأطراف، وتحظى بالحماية الدولية الكافية.
كما رحب البيان "بالتزام الرئيس عباس بإجراء انتخابات عامة ورئاسية ديمقراطية وشفافة في جميع أنحاء الأراض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، خلال عام، برعاية دولية، ما يتيح التنافس الديمقراطي بين الأطراف الفلسطينية الملتزمة باحترام البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، والتزاماتها الدولية، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
ودعا البيان القيادة الإسرائيلية إلى "إصدار التزام علني واضح بحل الدولتين، بما في ذلك دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة، وإنهاء العنف والتحريض ضد الفلسطينيين على الفور، ووقف جميع أنشطة الاستيطان والاستيلاء على الأراضي والضمّ في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، والتخلي علناً عن أي مشروع ضم أو سياسة استيطانية، ووضع حد لعنف المستوطنين، بما في ذلك من خلال تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 904، وسن تشريعات لمعاقبة وردع المستوطنين العنيفين وأعمالهم غير القانونية".
حل الدولتين ومواجهة الإجراءات الأحادية غير القانونية
وأكد البيان "المعارضة الشديدة لجميع الإجراءات غير القانونية التي تقوّض حل الدولتين من كلا الجانبين، بما في ذلك الأنشطة الاستيطانية"، كما أعرب عن التزام الدول "باتخاذ تدابير ملموسة، وفقاً للقانون الدولي، وبما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الصادر في 19 يوليو/ تموز 2024، للمساعدة في إعمال حقّ الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، ومواجهة سياسة الاستيطان غير القانونية، بما فيها القدس الشرقية، وسياسات التهجير القسري والضم".
ودعا البيان إلى "الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في الأماكن المقدّسة الإسلامية والمسيحية في القدس، وأكد الدورَ المحوري للوصاية الهاشمية في هذا الصدد، ودعم دور دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة للأردن"، كما شدد البيان على التزام الدول بـ"اتخاذ تدابير تقييدية ضدّ المستوطنين المتطرفين العنيفين، والجهات والأفراد الداعمين للمستوطنات غير الشرعية، وفقاً للقانون الدولي"، وكذلك "اتخاذ إجراءات ضد من ينتهكون مبدأ التسوية السلمية من خلال العنف أو الإرهاب أو خرق القانون الدولي".
الدمج الإقليمي
وأشار البيان إلى اتفاق الدول على "دعم تجديد الجهود على المسارين السوري الإسرائيلي واللبناني الإسرائيلي بالتوازي مع اتفاق سلام بين فلسطين وإسرائيل، بهدف تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط، وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
وتلتزم الدول "بتمهيد الطريق لـ"يوم سلام" مستقبلي، بناءً على مبادرة السلام العربية، و"حزمة دعم السلام الأوروبية"، وغيرها من المساهمات الدولية، بما يعود بفوائد واضحة على الفلسطينيين والإسرائيليين والمنطقة، في مجالات التجارة، والبنية التحتية، والطاقة، والتكامل الإقليمي، ما يعزز بنية أمنية إقليمية تحترم حقوق وسيادة جميع الشعوب والدول".
وفي هذا السياق، قرّرت الدول "استكشاف هيكل أمني إقليمي يوفر ضمانات للجميع، يكون مستنداً إلى تجارب مثل رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE)، ما يمهّد لشرق أوسط أكثر استقراراً، إضافة إلى إطار لحل قضية اللاجئين، مع تأكيد حقّ العودة".
ويختم البيان بالتأكيد أنّ هذا الإعلان وملحقه يعكسان نتائج مجموعات العمل الثماني التي شاركت في المؤتمر، التي "تحدّد إطاراً شاملاً وقابلاً للتنفيذ للتسوية السلمية وتنفيذ حل الدولتين، عبر خطة عمل واضحة ومحددة زمنياً، تشمل الأبعاد السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية والقانونية"، كما أشار إلى إمكانية انضمام دول أخرى للبيان لاحقاً. وكانت فرنسا قد وزّعت مسودة أولية تضمّنت نقاطاً مهمة لم تحظَ بالإجماع.
## العجز التجاري للمغرب يتسع 18.4% رغم نمو الصادرات والفوسفات
29 July 2025 08:11 PM UTC+00
أظهرت بيانات رسمية صادرة عن مكتب الصرف المغربي، اليوم الثلاثاء، أن العجز التجاري للمملكة توسع بنسبة 18.4% خلال النصف الأول من العام الجاري، ليصل إلى 162 مليار درهم (نحو 17.8 مليار دولار)، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024. ويعكس هذا الاتساع اختلالا واضحا بين وتيرة نمو الواردات والصادرات، في وقت يشهد فيه الاقتصاد المغربي ضغوطا خارجية وتغيرات في سلوك الطلب العالمي على المواد الأساسية. وأوضح المكتب في تقريره الشهري، بحسب رويترز، أن قيمة الواردات ارتفعت بنسبة 8.9% على أساس سنوي، لتبلغ 398 مليار درهم، مدفوعة بزيادة في استيراد المواد الصناعية والاستهلاكية، في حين لم تتجاوز زيادة الصادرات نسبة 3% فقط، لتبلغ 236 مليار درهم خلال الفترة نفسها.
ورغم ارتفاع إجمالي الواردات، سجلت بعض بنود الفاتورة الخارجية تراجعا ملحوظا، أبرزها واردات الطاقة التي انخفضت بنسبة 7.4% إلى 53 مليار درهم، نتيجة تراجع أسعار النفط نسبيا خلال النصف الأول من العام. كما تراجعت واردات القمح بنسبة 9% لتسجل 9 مليارات درهم، بفعل تحسّن نسبي في المخزون الوطني وزيادة إنتاج الحبوب المحلي مقارنة بالعام الماضي. ويظهر هذا التراجع في المواد الأساسية أن ارتفاع الواردات يعزى أساسا إلى الطلب على السلع الصناعية أو المواد الوسيطة الداخلة في الإنتاج، ما يعيد الجدل حول نموذج التصنيع المحلي وقدرته على تقليص التبعية الخارجية. واحتفظ قطاع صناعة السيارات بموقعه كأكبر مساهم في الصادرات المغربية بقيمة 77 مليار درهم، رغم انخفاضه بنسبة 3.6% مقارنة بالنصف الأول من 2024. ويضم هذا القطاع مصانع كبرى مثل "ستيلانتيس" و"رينو" التي تصدر مركبات وأجزاء نحو أوروبا وأفريقيا.
كما حقق قطاع الفوسفات ومشتقاته، بما في ذلك الأسمدة، أداء قويا بارتفاع بلغت نسبته 19%، لتصل قيمة الصادرات إلى 46.5 مليار درهم، مدعومة بتحسن الأسعار العالمية وتزايد الطلب على الأسمدة في الأسواق الآسيوية والأفريقية. ويعد المغرب أكبر مالك لاحتياطيات الفوسفات في العالم، ما يجعله لاعبًا محوريا في سوق الأسمدة العالمي. وفي المقابل، انخفضت تحويلات المغاربة المقيمين في الخارج، التي تعد مصدرا رئيسيا للعملة الصعبة، بنسبة 2.6% لتصل إلى 55.8 مليار درهم، وهو ما يثير قلقا حيال تأثير التضخم العالمي وضعف اليورو على قدرة الجالية على تحويل الأموال نحو الداخل. كما سجل قطاع السياحة انتعاشا لافتا، حيث ارتفعت عائداته بنسبة 9.6% إلى 54 مليار درهم، مستفيدا من تحسن حركة السفر في النصف الأول من 2025، وتوسع العروض الفندقية، وتحسن الخدمات المرتبطة بالسياحة الثقافية والبيئية، خاصة في مدن مراكش وأكادير وفاس.
ورغم ضغوط العجز التجاري، أظهر التقرير أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة ارتفعت بنسبة 59% لتصل إلى 16.8 مليار درهم، ما يعكس تحسن جاذبية المناخ الاستثماري في البلاد بعد إقرار عدد من التسهيلات القانونية والضريبية للمستثمرين، خاصة في قطاعات الصناعة الخفيفة والطاقة المتجددة. ومع ذلك، تبقى فجوة العجز التجاري قائمة وتضغط على الاحتياطي من العملات الأجنبية، مما قد يدفع السلطات النقدية إلى مراجعة سياساتها في ما يتعلق بسعر صرف الدرهم، أو تشديد أدوات مراقبة الواردات.
(رويترز، العربي الجديد)
## لبيد يهاجم حكومة نتنياهو: قادت إسرائيل إلى كارثة سياسية
29 July 2025 08:13 PM UTC+00
هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية يئير لبيد، حكومة بنيامين نتنياهو، وقال إنها قادت إسرائيل إلى "كارثة سياسية"، في إشارة إلى رغبة رئيس الوزراء بإطالة أمد حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ نحو عامين. وتعليقا على استمرار الحرب في غزة وعدم التوصل إلى اتفاق لإنهائها، قال لبيد في تدوينة على إكس مساء الثلاثاء: "هذه الحكومة قادتنا إلى كارثة سياسية. فشل يتبع فشلا".
ومضى لبيد بقوله: "رئيس وزراء غائب عن الساحة السياسية، وزير خارجية (جدعون ساعر) عديم الفائدة، ووزراء يعرّضون جنود الجيش الإسرائيلي للخطر في كل مرة يفتحون فيها أفواههم".
وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بالانصياع للتيار الأكثر تطرفا في حكومته ممثلا في وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، وعدم الرغبة في إنهاء الحرب في غزة حفاظا على ائتلافه الحكومي، وهو ما تسبب في انتقادات دولية واسعة لإسرائيل، تضمنت بعض القرارات الاحتجاجية.
وفي مايو/أيار الفائت، حذر لبيد من إعادة احتلال قطاع غزة معتبرا أن غرق الجيش في ما سماه "وحل غزة" لسنوات "خطأ استراتيجي". وقال لبيد في مؤتمر صحافي: "ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات في غزة منذ يومين، خاصة في منطقة خانيونس.. لكن الحكومة الإسرائيلية لا تجيب عن سؤال واحد: ما هي الاستراتيجية؟".
وأضاف: "نحن جميعا ندعم القضاء على حماس، لكنها لن تختفي إذا لم يُقدَّم بديل لحكمها. ما خطة الحكومة الإسرائيلية؟ من يحل محل حماس ويحكم غزة؟". وتابع: "إذا كان جنودنا سيقتلون ويصابون في القطاع كل يوم لمدة ثلاث أو أربع أو خمس سنوات، فيجب على الحكومة أن تتوقف عن الاختباء وتقول ذلك بصوت عالٍ". وأردف لبيد في إشارة إلى مخططات احتلال القطاع: "إذا كانت أموال الضرائب التي ندفعها ستذهب الآن إلى تمويل تعليم أطفال غزة والنظام الصحي في غزة لمدة ثلاث أو أربع أو خمس سنوات، فيتعين على الحكومة أن تتوقف عن الاختباء وأن تقول ذلك بصوت عالٍ".
ومرارا، أعلنت حماس تعاطيها بـ"إيجابية" مع المفاوضات الدائرة منذ أكثر من 20 شهرا لإنهاء الحرب، لكن نتنياهو يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.
من جانبه، قال زعيم حزب "الديمقراطيين" يئير غولان في كلمة بثها على إكس مساء الثلاثاء: "لم تعد هذه حكومة نتنياهو، بل حكومة سموتريتش وبن غفير". وأضاف غولان: "نتنياهو ضعيف وجبان، ومن يحكمان فعليا هما مستوطنان (سموتريتش وبن غفير) من شبيبة التلال، كاهانيان (نسبة إلى الحاخام مائير كاهانا مؤسس حركة كاخ اليهودية المصنفة إرهابية في إسرائيل) حولا نتنياهو إلى أداة طيعة في أيديهما". وشبيبة التلال جماعات يهودية هي الأكثر تطرفا من بين المستوطنين تسكن في البؤر الاستيطانية بالضفة الغربية المحتلة وتنفذ جرائم بحق فلسطينيين بما في ذلك اعتداءات وحرق ممتلكات.
ومضى غولان: "سموتريتش وبن غفير هما الهامش الأكثر تطرفا في المجتمع الإسرائيلي، وهما من يحددان اليوم سياسات الحكومة الإسرائيلية، اللذان يرسلان أولادنا للموت في المعركة، وينسفان صفقات إطلاق سراح المختطفين ويطيلان أمد هذه الحرب إلى الأبد". وتابع: "علينا أن نوقف هذه الحرب، وإعادة جميع المختطفين إلى الوطن. مواطنو إسرائيل يريدون الأمن والديمقراطية، لا التضحية بأبنائنا".
ومساء أمس الاثنين، منعت الحكومة الهولندية، سموتريتش وبن غفير من دخول أراضيها، واعتبرتهما شخصيين غير مرغوب فيهما، وذلك على خلفية دعوتهما لتطهير عرقي في غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، نحو 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
(الأناضول، العربي الجديد)
## سموتريتش يُهين زامير ويقول إنه يفتقد رئيس الأركان السابق هليفي
29 July 2025 08:13 PM UTC+00
جدّد رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير، مطالبه للمجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، باتخاذ قرار بشأن المرحلة المقبلة في قطاع غزة، في وقتٍ هاجمه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ملمّحاً إلى اشتياقه لفترة رئيس الأركان السابق، هرتسي هليفي، الذي قاد أول عام ونصف العام من حرب الإبادة. وذكرت هيئة البثّ الإسرائيلي "كان"، مساء الثلاثاء، أن زامير قال لوزراء الكابينيت: "وصلنا إلى مرحلة تتعارض فيها أهداف الحرب، وعليكم اتخاذ قرار".
ووقعت مشادة بين سموتريتش وزامير خلال مناقشة استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة، حين قال الوزير لرئيس الأركان: "قدّمت خطة للحسم أمام حماس خلال ثلاثة أشهر، ولم تنجح في ذلك. أنا أعتذر لرئيس الأركان السابق هرتسي هليفي وأفتقده". وسبق أن هاجم سموتريتش هليفي مراراً خلال فترة ولايته، وطالب بإقالته عقب عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وفي إحدى المواجهات بينهما، قال له: "أنت لا تريدني أن أذكر من كان نائماً في السادس من أكتوبر"، ليردّ عليه هليفي بغضب، مطالباً إياه بالتراجع عن أقواله.
وأصدر مكتب سموتريتش لاحقاً بياناً قال فيه إن "الوزير يصرّ على انتقاده لرئيس الأركان، وللتعيينات المزعجة التي يقوم بها، متجاهلاً انتقادات العديد من الوزراء. لكنه اعتذر عن الأسلوب الذي ربما أساء لرئيس الأركان على المستوى الشخصي، الأمر الذي لم يقصده". وكان زامير قد وصف، الأسبوع الماضي، العملية العسكرية في غزة بأنها "من أعقد الحملات العسكرية التي شهدها الجيش الإسرائيلي"، وذلك خلال تقييم للأوضاع بمشاركة القيادة العليا للجيش.
وعن الوضع في غزة، قال زامير في حينه: "حققنا إنجازات كبيرة جداً. قيادة المنطقة الجنوبية تواصل عملها بمشاركة الألوية النظامية وألوية الاحتياط التي تعمل يومياً في الهجوم والدفاع. نحن ندفع أثماناً باهظة في القتال... وسنواصل العمل لتحقيق أهدافنا، وهي استعادة المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في غزة) وتدمير حماس".
## أطباء ومحاربون قدامى وأعضاء بالكونغرس: تجويع غزة جريمة حرب
29 July 2025 08:14 PM UTC+00
دعا أعضاء بالكونغرس الأميركي وأطباء ضد الإبادة الجماعية وقدامى المحاربين من أجل السلام، اليوم الثلاثاء، في مؤتمر صحافي أمام الكونغرس إلى التوقف عن تجويع قطاع غزة المحاصر، وذلك بعد وصول المستويات إلى أوضاع غير مسبوقة عالميا في ظل استمرار إسرائيل في سياستها بالتحكم بالطعام والدواء.
وقالت عضو مجلس النواب رشيدة طليب في كلمة لها إن "إسرائيل تستخدم المجاعة سلاحا وهو ما يمثل جريمة حرب. لا يمكن إنكار ذلك. الحكومة الإسرائيلية تمنع عمدا دخول الغذاء والدواء والوقود إلى غزة، ويعاني جميع السكان الذين يزيد عددهم عن 2.1 مليون شخص من المجاعة والأمراض ويواجه نصف مليون فلسطيني مستويات كارثية من المجاعة.. تم إجبار الفلسطينيين على تناول العشب وأعلاف الحيوانات".
وأشارت طليب إلى استمرار حظر دخول الإمدادات من قبل الحكومة الإسرائيلية، وووجهت انتقادات حادة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، قائلة: "مؤسسة غزة الإنسانية تعد بمثابة مزحة غير إنسانية، وخدعة قاتلة من إسرائيل وإدارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب، حتى أن الأمم المتحدة وصفتها بفخ الموت.. هذه منظمة غير شرعية وغير وأخلاقية". كما انتقدت تمويل الولايات المتحدة للمنظمة، وقالت إن "إدارة ترامب تعطي ملايين الدولارات لهذه المنظمة المشبوهة وتقول هذا يكفي. لكن هذا مخز. وكل يوم تواصل فيه حكومتنا حجب التمويل عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فإنها تشارك بقوة في هذه الجرائم. وفي كل مرة تستمر حكومتنا في تمويل هذه الإبادة الجماعية فإنها تتسبب في مزيد من الدمار والموت. أيا كانت هذه الأسلحة هجومية أم دفاعية دعونا نتوقف عن تمكين الإبادة الجماعية. حان الوقت للتوقف عن اختلاق الأعذار والاستماع إلى غالبية الأميركيين".
وعلى جانب آخر، اعتصم عدد من الحاخامات اليهود الأميركيين داخل الكونغرس اعتراضا على استمرار تجويع غزة، وذلك أمام مكتب زعيم الأغلبية لمجلس الشيوخ الأميركي جون ثون، وألقت قوات الأمن بالكونغرس القبض على عدد منهم. وطالب الحاخامات أعضاء مجلس الشيوخ بالضغط لوقف القتل في غزة والسماح بدخول المساعدات.
وأمام السفارة المصرية في واشنطن، تظاهر عدد من الأميركيين والأميركيين من أصول عربية، لمطالبة الحكومة المصرية والحكومات العربية بمزيد من الضغط للسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل كاف وغير مشروط إلى غزة، والضغط من أجل منع استمرار القتل اليومي للفلسطينيين في القطاع.
## الاتحاد التونسي يتمسك بخطف النفاتي من السويد بهذه الخطوة
29 July 2025 08:21 PM UTC+00
يسعى الاتحاد التونسي لكرة القدم إلى حسم انضمام بعض اللاعبين، الذين يحملون الجنسية المزدوجة، إلى منتخب "نسور قرطاج"، خلال الفترة المقبلة، التي ستشهد المشاركة في بطولة كأس أمم أفريقيا، المقرر إقامتها بالمغرب نهاية هذا العام، والجولات الأربع الحاسمة من تصفيات كأس العالم 2026.
وبحسب المعطيات، التي حصل عليها "العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، فإن الظهير الأيمن لنادي نوركوبينغ السويدي، معتز النفاتي (20 عاماً)، لا يزال يمثّل أولوية للاتحاد التونسي، رغم أنه اعتذر عن عدم قبول الدعوة، التي تلقاها من طرف المدير الفني لـ"نسور قرطاج"، سامي الطرابلسي (57 عاماً)، خلال شهر يونيو/ حزيران الماضي، وفضّل حينها الانضمام إلى منتخب السويد للشباب، وهي خطوة قام بها اللاعب، حتى لا يقع في مشكلات مع ناديه السويدي.
وكشف مصدر مقرب من الاتحاد التونسي لكرة القدم أنّ موقف النفاتي لا يعني أنه أغلق الباب أمام المنتخب، والدليل أنه شرع أخيراً في الإجراءات الإدارية، التي تخوّل له الحصول على جواز السفر التونسي، الذي يمكّنه من تمثيل "نسور قرطاج"، مستقبلاً، مضيفاً أن النفاتي على تواصل دائم مع المدير الرياضي، زياد الجزيري (45 عاماً)، وهما بصدد اختيار الوقت المناسب لانضمامه إلى منتخب تونس، على أن يكون ذلك قبل بطولة كأس أمم أفريقيا، نهاية هذا العام، على أقصى تقدير.
وكان النفاتي قد شرح اختياره، عبر تصريحات إعلامية سابقة أدلى بها في السويد، قائلاً: "لن أغلق المفاوضات مع منتخب تونس، أنا إنسان أعيش الحاضر كثيراً، وكان لي حديث مع المدير الرياضي، زياد الجزيري، لكن في الوقت الحالي يبدو منتخب السويد للشباب بمثابة خطوة جيدة في مسيرتي، وفي الوقت نفسه، أعلم أن تونس شيء لا يزال قريباً من قلبي، هذا قرار صعب، سأضطر إلى حسمه مستقبلاً".
## محمد السادس: الشعب الجزائري شعب شقيق تجمعه بالشعب المغربي علاقات إنسانية وتاريخية عريقة ونحن على استعداد لحوار صادق
29 July 2025 08:25 PM UTC+00
## باكستان: حزب خان والزعامة القبلية تطلب من الجيش مغادرة منطقة القبائل
29 July 2025 08:30 PM UTC+00
في تطور لافت للغاية وفي خضمّ الأزمة الأمنية المتصاعدة في شمال غرب باكستان، طلب حزب حركة الإنصاف الذي يتزعمه عمران خان والزعامة القبلية من الجيش الباكستاني أن يخرج من منطقة القبائل في غضون 15 يوماً، وذلك لأنه الخيار الوحيد لإحلال الأمن في تلك البقعة المهمة من باكستان.
وجاء في قرار وقّع عليه أعضاء الشورى المركزي للحزب على مستوى الإقليم أن الأمن في تلك المناطق يتدهور على نحوٍ متواصل، وأن عودة النظام القبلي لتلك المنطقة هي الحل الأمثل والوحيد من أجل القضاء على الأزمة الأمنية، كما طلب القرار من الحكومة المحلية في إقليم خيبربختونخوا أن تقدم إلى البرلمان قراراً لسحب قرار انضمام المنطقة القبلية إلى إقليم خيبربختونخوا، مشدداً على أن تلك الخطوة باتت ضرورية من أجل استعادة الأمن في الحزام القبلي على وجه الخصوص، وفي مناطق الشمال الغربي على وجه العموم.
وكان مئات من أبناء قبائل شينواري وأفريد في مقاطعة خيبر القبلية قد نظموا مسيرة كبيرة يوم أمس الاثنين، وذهب بعض الوجوه القبلية إلى المناطق الجبلية في وادي تيراه، والتقوا بقادة طالبان الباكستانية، وطلبوا منهم الخروج من المنطقة، مؤكدين أنهم طلبوا من الجيش أيضاً أن يخرج من المنطقة، وبدون ذلك لا يمكن استتباب الأمن في منطقة القبائل.
ولم تعلق الحكومة الباكستانية ولا الجيش حتّى الآن على قرار حزب عمران خان ولا على ما أعلنته الزعامة القبلية، لكن ثمة إشارات من المسؤولين في الحكومة أنها تعمل على خيار القضاء على حكومة حزب عمران خان في إقليم خيبربختونخوا، وهناك تواصل مع بعض الأحزاب الدينية من الحكومة، لكن رئيس الوزراء في الحكومة المحلية في خيربختونخوا علي أمين كنده بور، حذر الحكومة في تصريح صحافي، اليوم الثلاثاء، من القيام بأي خطوة غير دستورية من أجل القضاء على حكومته.
وأعلن الجيش الباكستاني حظر التجوال في بعض مناطق جنوب وزيرستان، وطلب من سكان بعض المناطق النزوح، تمهيداً لشنّ عملية عسكرية ضدّ المسلحين هناك. أيضاً شنّت قوات الجيش عملية عسكرية في مناطق مختلفة من مقاطعة باجور القبلية، وهناك قصف مستمر من الطائرات في المنطقة الجبلية المحاذية لأفغانستان، وفق مصادر قبلية، بينما لم يعلق الجيش الباكستاني حتّى الآن على كل تلك التطورات.
## رشيد جابر مدرباً للقوة الجوية في رحلة عنوانها الطموح والانتصار
29 July 2025 08:35 PM UTC+00
أعلن نادي القوة الجوية العراقي، في بيان رسمي، اليوم الثلاثاء، تعيين المُدرب العُماني، رشيد جابر (61 عاماً)، مديراً فنياً للفريق، خلفاً للمُقال علي عبد الجبار (40 عاماً)، الذي تلقى انتقادات حادة من قِبل الجماهير، بسبب تراجع النتائج، بعدما حلّ الفريق في المركز الخامس بجدول ترتيب الدوري الممتاز، الذي حسمه نادي الشرطة.
وجاء في بيان نادي القوة الجوية على حسابه بموقع فيسوك: "من عُمان المحبة إلى عراق السلام، رشيد جابر يتولى دفة الفريق. مدرب خبرة الجبال وبُعد نظر الصحراء، يقود عريق كرة العراق نحو آفاق جديدة. رحلة تدريبية عنوانها الطموح والانتصار"، لتطوي بذلك الإدارة صفقة المدير الفني السابق، علي عبد الجبار، الذي تعرض لضغط جماهيري كبير، بعد نهاية الموسم الماضي، الذي فشل خلاله الفريق في المنافسة الحقيقية، على حصد لقب المسابقة المحلية.
وعمل رشيد جابر مديراً فنياً لمنتخب سلطنة عُمان في التصفيات الآسيوية الحاسمة المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2026، التي ستُقام في الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك، بالإضافة إلى تدريبه عدداً من الأندية المحلية، مثل السيب والسويق وعُمان، وأصبح ثاني مدرب من بلاده يعمل في العراق، بعدما التحق بمواطنه طلال خلفان (44 عاماً)، الذي يعمل منذ الموسم الماضي، ضمن الطاقم التدريبي لفريق ديالى.
وانضم رشيد جابر إلى المدربين الستة الأجانب الآخرين، الذين تعاقدت معهم أندية الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم: وهم المصريان: مؤمن سليمان (الشرطة) ومحمد عبد العظيم (النجف)، والسوري أيمن الحكيم (الكرخ)، والقطري طلال البلوشي (الطلبة)، والأردني عبد الله أبو زمع (نفط ميسان)، والتونسي يامن الزلفاني (ديالى).
من عُمان المحبة إلى عراق السلام، رشيد جابر يتولى دفة القوة الجوية مدرّب بخبرة الجبال وبُعد نظر الصحراء، يقود عريق الكرة العراقية نحو آفاق جديدة رحلة تدريبية عنوانها: الطموح، والانتصار
تم النشر بواسطة نادي القوة الجوية الرياضي في الثلاثاء، ٢٩ يوليو ٢٠٢٥
## الخارجية الأميركية: إسرائيل لا تمنع دخول الصحافيين إلى غزة
29 July 2025 08:45 PM UTC+00
خلافاً لما تنقله وسائل الإعلام والصحف الأميركية من أن إسرائيل هي التي تمنع دخول الصحافيين إلى قطاع غزة، زعمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، أن إسرائيل لا تمنع دخولهم كما لا تمنع دخول المساعدات الإنسانية.
وقالت بروس، خلال مؤتمر صحافي عُقد اليوم الثلاثاء في مقر وزارة الخارجية: "إذا كان هناك من يمنع الناس من دخول غزة، فهو حماس التي تمنع المراسلين وتمنع إيصال الطعام والمساعدات، وحتى أولئك الذين يحتاجون إلى تقييم الوضع على الأرض. فالناس يخشون هذه الجماعة الإرهابية".
كما كررت المتحدثة مزاعم سبق أن روّجت لها إسرائيل، رغم عدم وجود أدلة معترف بها رسمياً تؤكدها، مثل اتهام حماس بقتل النساء أثناء اغتصابهن وذبح الأطفال وكبار السن. لكنها أضافت مزاعم جديدة غير مسبوقة، حيث قالت: "تم تقطيعهم، ووُضع طفل في الميكروويف"، في إشارة إلى ما وصفته بفظائع ارتكبتها الحركة.
وأضافت بروس: "هذه الجماعة هي التي تدير غزة، ولذلك من المفهوم أن يشعر الناس بالقلق والخوف من الدخول إليها".
وفي ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، أقرت بروس بأن ما يُقدَّم حالياً لا يكفي، مشيرة إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرك الحاجة إلى المزيد، وتعمل على خطط لتوسيع نطاق الدعم الإنساني.
وحول مركز المساعدات الذي أعلنه الرئيس ترامب، قالت: "سنسمع من الرئيس بخصوصه. إنه يقدم حلولاً مبتكرة. ومن الواضح أن لديه أفكاراً"، مضيفة أن البيت الأبيض سيُفصح عن التفاصيل في الوقت المناسب.
وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل استهدفت العاملين في الحقل الإعلامي، حيث أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الأربعاء، ارتفاع عدد الصحافيين الذين قُتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 231 صحافياً.
وتشن إسرائيل منذ ذلك التاريخ حرب إبادة جماعية على غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة أوامر محكمة العدل الدولية ونداءات المجتمع الدولي لوقفها.
وأسفرت هذه الإبادة، المدعومة أميركياً، عن أكثر من 206 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مجاعة حادة وموجات نزوح كارثية.
تعليقات
إرسال تعليق