## لاريجاني: إسرائيل حاولت قلب النظام في إيران بقصف اجتماع رفيع وفشلت
29 June 2025 05:57 PM UTC+00
أكّد علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، أنّ إسرائيل والولايات المتحدة كانتا قد خططتا لانهيار النظام في إيران عبر استهداف اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي خلال الحرب الأخيرة، بهدف اغتيال رؤساء السلطات الثلاث، ومن ثم المرشد الأعلى علي خامنئي. وأوضح أن محاولة قصف اجتماع كان ينعقد بحضور رؤساء السلطات الثلاث قد فشلت، كما أشار إلى أن إسرائيل كانت تريد اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بعد تنفيذ عملية القصف الفاشلة.
وكشف لاريجاني أن الموساد الإسرائيلي بعث برسائل تهديد إلى كبار القادة الإيرانيين في بداية الحرب، مضيفاً: "خلال الحرب اتصلوا بي أيضاً وهدّدوني بالقتل خلال 12 ساعة إذا لم أغادر البلاد، ورددتُ بطريقة مناسبة على نتنياهو"، وأكد أن إسرائيل والولايات المتحدة كانتا تعتقدان أن الشعب الإيراني سينفصل عن النظام مع بدء الحرب، كما أن دول المنطقة، بما فيها الدول العربية، وقفت إلى جانب النظام الإيراني، "فيما كانت إسرائيل تريد إبعادها عن إيران".
وصرح لاريجاني بأن الهدف النهائي للهجوم كان تقسيم إيران، معتبراً أن المفاوضات التي سبقت اندلاع الحرب كانت مجرد "خدعة"، مهاجماً الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووصفه بـ"الرجل الأحمق". ودعا إلى إعادة النظر في موضوعَي التفاوض وتعامل طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي، حسب قوله، "لم تفِ بتعهداتها مقابل التزامات إيران"، كما انتقد الموقف الأوروبي، قائلاً إن فرنسا وألمانيا وبريطانيا دعمت إسرائيل خلال الحرب ولم تقدّم شيئاً لإيران.
من جانب آخر، أوضح مدير عام إدارة الأزمات والطوارئ في محافظة أذربيجان الشرقية، مجيد فرشي، أن دوي الانفجارين اللذين سُمعا في مدينة تبريز، اليوم الأحد، "ناجمان عن عمليات تفكيك وتدمير ذخائر غير منفجرة تعود للعدو الصهيوني في بعض المناطق"، مؤكداً أن العملية نُفذت بالكامل تحت إشراف القوى الأمنية والعسكرية، ولا توجد أي مخاوف تهدّد أمن المواطنين. يُذكر أن مدينة تبريز كانت من المناطق الأكثر استهدافاً خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، الذي استمر 12 يوماً.
## إسرائيل دمّرت 74% من أصول قطاع الاتصالات في غزة
29 June 2025 06:03 PM UTC+00
قالت مسؤولة فلسطينية، اليوم الأحد، إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ألحق دماراً واسعاً بقطاع الاتصالات وأدى إلى تدمير نحو 74% من أصوله. وجاء ذلك في كلمة وكيلة وزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي الفلسطينية، هدى الوحيدي، خلال اجتماع مجلس إدارة الاتحاد الدولي للاتصالات في جنيف، بحسب بيان للوزارة.
وأوضحت الوحيدي أن الخسائر المباشرة التي لحقت بقطاع الاتصالات في غزة تقدر بـ164 مليون دولار، نتيجة تدمير 580 برجاً خلوياً وشبكات ألياف رئيسية، كما قدرت الخسائر الاقتصادية المتوقعة خلال السنوات الخمس المقبلة بـ736 مليون دولار. وحذّرت الوحيدي من استمرار التدهور في البنية التحتية الرقمية في غزة، مؤكدةً أن القطاع يمر بـ"أزمة غير مسبوقة"، تسبّبت في انقطاع واسع في خدمات الاتصالات، في ظل غياب أيّ خطوات عملية لتنفيذ القرار الأممي رقم 1424 الصادر عام 2024، والمتعلق بإعادة بناء قطاع الاتصالات الفلسطيني. وطالبت الوحيدي مجلس الاتحاد بوضع خطة تنفيذية عاجلة لتطبيق القرار، داعيةً إلى حماية البنية الرقمية من الاستهداف الإسرائيلي، الذي دمّر على نحوٍ شبه كامل البنية التحتية في القطاع.
وفي الضفة الغربية، أشارت المسؤولة الفلسطينية إلى أنّ الاجتياحات العسكرية والإغلاقات الإسرائيلية تسببت بخسائر تقدر بـ215.4 مليون دولار، فضلاً عن التوسع غير القانوني للشبكات الإسرائيلية الذي عطل مشاريع التطوير والتوسعة الفلسطينية. وفي 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية شمالي الضفة بدأها بمدينة جنين ومخيّمها، ثم توسّعت لاحقاً إلى مخيّمَي طولكرم ونور شمس، دمر خلالها البنية التحتية لقطاعات الكهرباء والمياه والاتصالات، وفق معطيات رسمية.
قرارات اتحاد الاتصالات
من جهته، صادق مجلس إدارة الاتحاد للاتصالات على مجموعة مقترحات فلسطينية، تضمّنت إعداد خطة تنفيذية خلال شهر من انتهاء الاجتماع، وإصدار تقرير دوري كل 6 أشهر حول التقدم، إضافة إلى عقد مؤتمر دولي للمانحين قبل مؤتمر التنمية العالمي للاتصالات، كما أقرّ المجلس إنشاء صندوق دعم مالي خاص لفلسطين بإشراف الاتحاد، وتصنيف قطاع الاتصالات بوصفها "خدمة إنسانية أساسية"، وتمكين فلسطين من الوصول إلى الطيف التردّدي، وتوفير تقنيات الجيل الرابع والخامس في جميع الأراضي الفلسطينية، ودعا المجلس أيضاً إلى توفير الوقود والمعدات اللازمة لتشغيل محطات الاتصالات والكهرباء، وضمان حماية الطواقم الفنية، خاصّة بعد استشهاد أكثر من 150 فنياً خلال العدوان.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تعلن شركات الاتصالات الفلسطينية على نحوٍ متكرّر عن انقطاع واسع في خدماتها داخل قطاع غزة، بفعل القصف ونفاد الوقود. وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 986 فلسطينياً على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين. وترتكب إسرائيل بدعم أميركي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة خلّفت نحو 190 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين.
(الأناضول، العربي الجديد)
## هل يدفع بنهاشم ثمن المشاركة المخيّبة للوداد في مونديال الأندية؟
29 June 2025 06:13 PM UTC+00
لم ينجُ المدير الفني لنادي الوداد الرياضي، أمين بنهاشم (50 عاماً)، من عاصفة النقد بعد الخروج الصاغر للفريق المغربي من دور المجموعات لكأس العالم للأندية، المقامة حالياً في الولايات المتحدة الأميركية وتستمر حتى الـ13 يوليو/تموز القادم، بصرف النظر عن حادث السير الذي تعرض له برفقة ثلاثة من مساعديه في واشنطن. 
ووضعت الهزائم الثلاث التي مُني بها نادي الوداد الرياضي أمام مانشستر سيتي الإنكليزي (1-2)، ويوفنتوس الإيطالي (1-4)، والعين الإماراتي (1-2)، المدرب أمين بنهاشم أمام المساءلة، نظراً للمستوى الباهت الذي أظهره اللاعبون في مونديال الأندية، خاصة ضدّ العين الإماراتي، رغم أنه تولى مهمة تدريب الفريق الأحمر في فترة صعبة، وبالضبط قبل أسابيع قليلة من بداية كأس العالم للأندية، إذ وجد نفسه في مرمى الانتقادات، وهناك من حمّله مسؤولية جلب لاعبين يفتقدون الحماس والرغبة في تحقيق الانتصارات، لذا غابت هوية الفريق، الذي افتقد أيضاً الروح الجماعية بسبب غياب الانسجام والتناغم في جميع الخطوط، خصوصاً في الدفاع. 
ويبقى مستقبل المدرب أمين بنهاشم معلقاً بالاجتماع المرتقب الذي ستعقده إدارة النادي خلال الأيام القليلة المقبلة لمناقشة تفاصيل الخروج الصاغر من بطولة كأس العالم للأندية، إذ من المرجح حسم مصير المدرب وباقي جهازه الفني، في ظل الحديث عن إمكانية الاستغناء عنه من أجل التعاقد مع مدرب أجنبي قادر على إعادة الوداد إلى سابق تألقه ولمعانه.
وفي حديث لـ"العربي الجديد"، كشف مصدر مقرّب من نادي الوداد الرياضي، فضّل عدم الكشف عن هويته، أن أمين بنهاشم يعيش مرحلة ترقب وانتظار، بعد المشاركة المخيّبة للآمال في مونديال الأندية، وتابع قائلاً: "أظن أن مستقبل المدرب ومساعديه سيحسم في الأيام القليلة المقبلة بناء على تقييم أداء النادي في بطولة كأس العالم للأندية، رغم أن مسؤولية الإخفاق لا يتحملها لوحده بل هي مشتركة مع اللاعبين ورئيس النادي هشام أيت منة، الذي لم يفِ بما وعده به الجماهير بعد انتخابه رئيساً للفريق الأحمر في بداية الموسم الكروي الحالي خلفاً لعبد المجيد البرناكي".
## مصرع 45 شخصاً خلال أربعة أيام بسبب فيضانات في باكستان
29 June 2025 06:14 PM UTC+00
لقي 45 شخصاً حتفهم في باكستان، نصفهم أطفال، جراء أمطار غزيرة أدت إلى فيضانات مفاجئة أو انهيار منازل منذ الأربعاء مع بداية موسم الأمطار الموسمية، بحسب ما ذكرت وكالة إدارة الكوارث، اليوم الأحد. وسجّلت ولاية خيبر بختونخوا، الواقعة في شمال غرب البلاد على الحدود مع أفغانستان، أعلى حصيلة قتلى، إذ قضى 21 شخصاً، بينهم عشرة أطفال. وحذّرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من أنّ خطر هطول أمطار غزيرة واحتمال حدوث فيضانات مفاجئة سيظل مرتفعاً حتى 5 تموز/يوليو على الأقل. 
وأفادت الوكالة بأن 14 من هؤلاء القتلى، بينهم ستة أطفال، لقوا حتفهم في وادي سوات، إذ جرفت فيضانات مفاجئة عائلات على ضفة نهر بحسب وسائل إعلام محلية. وسجّلت ولاية البنجاب التي تضم أكبر عدد من السكان في البلاد، إذ يقطنها حوالى 130 مليون شخص، وتقع في الشرق على الحدود مع الهند، مقتل 13 شخصاً منذ الأربعاء، ثمانية من هؤلاء الضحايا أطفال، لقوا حتفهم جميعاً عندما انهار سقف منزلهم أو أحد جدرانه، ولقي بالغون حتفهم جراء فيضانات مفاجئة في أنهار البنجاب، وأصيب 39 شخصاً في الولاية. 
وفي مايو/ أيار، قُتل 32 شخصاً وجُرح أكثر من 150 آخرين في عواصف عنيفة ضربت باكستان التي شهدت ظواهر جوية متطرّفة عديدة هذا الربيع، بينها عواصف برد غير مسبوقة. وتعدّ باكستان من أكثر دول العالم تأثراً بتغيّر المناخ، ويعيش سكانها البالغ عددهم 240 مليون نسمة ظواهر جوية متطرفة بوتيرة متزايدة.
(فرانس برس)
## ميسي وسان جيرمان... من التجربة الناجحة إلى المواجهة والهزيمة
29 June 2025 06:28 PM UTC+00
واجه نجم إنتر ميامي الأميركي، الأرجنتيني ليونيل ميسي (38 عاماً)، مهمةً صعبة ومختلفة عن التحديات السابقة في مسيرته، وذلك عندما التقى مع فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، في ثمن نهائي كأس العالم للأندية، لكنه تعرّض لهزيمة كبيرة برباعية بيضاء، في أول مواجهة أمام فريقه السابق، الذي رحل عنه في "الميركاتو" الصيفي لعام 2023، بعد تجربة تواصلت موسمَين، في صفقة تاريخية للكرة العالمية آنذاك.
وخاض ميسي 75 مباراة في رحلته مع نادي العاصمة الفرنسية، سجل خلالها 32 هدفاً وصنع 35 مثلها في كلّ المسابقات، وهي أرقام مثالية قياساً بعدد النجوم في الفريق، إذ كان الخط الأمامي يضمّ الفرنسي كيليان مبابي (26 عاماً) والبرازيلي نيمار (33 عاماً)، وهذا الثلاثي كان قادراً على هزم كل المنافسين، لكن لسوء حظ ميسي فإنه لم يهدِ النادي الفرنسي اللقب، الذي كان يحلم به وهو دوري أبطال أوروبا، إلّا أنّه حصد الكثير من التتويجات الفردية أو الجماعية.
ميسي وصفقة للتاريخ
كان انضمام ميسي إلى باريس سان جيرمان صفقة تاريخية للدوري الفرنسي، نظراً لرصيد النجم الأرجنتيني من النجاحات التاريخية مع نادي برشلونة الإسباني، ولهذا فقد كان الحدث مميزاً على جميع المستويات، خاصة الاقتصادية من خلال القفزة التي عرفتها حقوق البثّ التلفزيوني، أو الإقبال على حضور مباريات باريس سان جيرمان، لتحظى منافسات "الليغ 1" باهتمام تاريخي وغير مسبوق، ونافست الدوريات الكبرى في أوروبا، كما أن ميسي ساعد فريقه ولعب جيّداً، وكان مصمّماً على إنجاح المشروع، ومنذ اليوم الأول ترك أثراً مميزاً، خاصّة عندما رفض حمل القميص رقم 10، مفضلاً أن يواصل زميله نيمار حمل هذا القميص، ولهذا فإن التجربة كانت ناجحة رياضياً، رغم هزّات دوري أبطال أوروبا.
ميسي لم يكن سعيداً في المدينة
في الأثناء، فإنّ الحياة في باريس كانت صعبة على ليونيل ميسي، الذي صرّح في مناسبات عديدة بأن الوضع كان مختلفاً عن برشلونة، خاصّة عدم احترام خصوصيته من الجماهير أو الصحافة، بعدما تعوّد على حياة هادئة في برشلونة، التي نشأ فيها، لينتقل بعدها إلى صخب واحدة من كبرى العواصم في العالم، التي تعتبر وجهة سياحية مهمّة، ولهذا فإن ميسي رحب بعرض إنتر ميامي الأميركي، لأنه يضمن له الحياة بعيداً عن الضغط، خاصة أن شخصيته تميل إلى العزلة، وظهوره الإعلامي نادر ومرتبط كثيراً بعائلته.
وبقدر نجاحه رياضياً، فإنّ ميسي لم يكن منسجماً مع الحياة الجديدة، خاصّة مع تواتر الأخبار عن تعرض منازل عدد من النجوم في الفريق إلى السرقات أو المضايقات، إضافة إلى قسوة جماهير "بارك دي برانس"، التي كانت غاضبة بسبب حصاد الفريق في دوري الأبطال، إضافة إلى أن الأزمة التي تسبب فيها ميسي بعد سفره، دون موافقة المدرب، لتصوير إعلان في السعودية، كلفته عقوبة الإبعاد عن التدريبات، واضطرّ إلى الاعتذار، وهي من الحالات النادرة في مسيرته.
ميسي أمام الباريسي
سيطر نادي سان جيرمان على الكرة كثيراً خلال مواجهة إنتر ميامي، ولم يجد ميسي فرصة كبيرة لصناعة الفارق بسبب تفوّق لاعبي المدرب الإسباني لويس إنريكي في وسط الملعب، ما جعل الكرة بعيدة المنال عنه، ليقوم بما اعتاد عليه في العديد من المناسبات، إذ اكتفى الفريق الأميركي بنسبة استحواذ 33% فقط مقابل 67% للنادي الباريسي، في حين أن رفقاء ليو سدّدوا سبع مرات، أصابوا خلالها مرمى الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما في ثلاث مناسبات فقط، مع العلم أن النجم الأرجنتيني، المتوج بلقب مونديال قطر 2022، حاز على تنقيط 6,7 من موقع "فلاش سكور" المتخصّص بالأرقام، وكان بذلك أفضل لاعب في فريقه بحسب المصدر، إذ جاء خلفه الأرجنتيني فريديريكو سولاري بـ6,4 ومثله مواطنه الحارس أوسكار أورساتي الذي قام بخمسة تصديات.
## قرض بقيمة 3.4 مليارات دولار من الصين لدعم الاقتصاد الباكستاني
29 June 2025 06:31 PM UTC+00
قال مصدر في وزارة المالية الباكستانية، اليوم الأحد، إنّ الصين مدّدت قروضاً بقيمة 3.4 مليارات دولار إلى إسلام أباد، وهو ما سيرفع احتياطيات باكستان من العملة الصعبة إلى 14 مليار دولار. وذكر المصدر أن بكين مدّدت قرضاً بقيمة 2.1 مليار دولار كان في احتياطيات البنك المركزي الباكستاني على مدى السنوات 3 الماضية، وأعادت تمويل قرض تجاري آخر بقيمة 1.3 مليار دولار سدّدته إسلام أباد قبل شهرين.
وأضاف المصدر أن باكستان تلقت أيضاً مليار دولار أخرى من بنوك تجارية في الشرق الأوسط و500 مليون دولار من تمويل متعدد الأطراف، وفق وكالة "رويترز"، وتابع المصدر: "يجعل هذا احتياطياتنا تتماشى مع هدف صندوق النقد الدولي".
وهذه القروض، لا سيّما القروض الصينية، ضرورية لدعم الاحتياطيات الأجنبية المنخفضة في باكستان والتي طلب صندوق النقد الدولي أن تتجاوز 14 مليار دولار في نهاية السنة المالية الحالية في 30 يونيو/حزيران. وتقول السلطات الباكستانية إن اقتصاد البلاد استقر من خلال الإصلاحات الجارية في إطار خطة إنقاذ من صندوق النقد الدولي بقيمة 7 مليارات دولار.
رغم الأهمية الكبيرة للدعم المالي الصيني في الوقت الراهن، يُثير الاعتماد المتزايد على القروض الثنائية مع بكين مخاوف جدية تتعلق بالشفافية والسيادة المالية لباكستان. فالكثير من هذه القروض تأتي بشروط تجارية وفوائد مرتفعة مقارنة بالقروض الميسّرة التي تقدمها المؤسسات الدولية، إضافة إلى أن تفاصيل هذه القروض غالباً ما تظلّ غير معلنة أمام البرلمان والرأي العام. هذا الغموض يعزّز من مخاطر وقوع باكستان في ما يعرف بـ"فخ الديون"، بحيث تصبح الدولة مدينة على نحوٍ كبير لدائن واحد، ما قد يُجبرها في المستقبل على تقديم تنازلات سياسية أو اقتصادية مقابل التخفيف من أعباء الدين.
على غرار ما حصل في دول مثل سريلانكا، التي أُجبرت على تأجير ميناء استراتيجي للصين بعد عجزها عن سداد ديونها، تواجه باكستان احتماليات مشابهة إذا لم تنجح في تنويع مصادر تمويلها وتقليل اعتمادها على القروض الصينية، كما أن ضعف الرقابة الداخلية على تفاصيل القروض يُعد عاملاً إضافياً يحدُّ من قدرة الدولة على ضمان مصالحها الوطنية وحماية استقلال قراراتها المالية.
بالإضافة إلى ذلك، استمرار الاعتماد على التمويل الخارجي دون إصلاحات هيكلية جذرية في الاقتصاد المحلي سيجعل من الصعب تحقيق استدامة مالية على المدى الطويل؛ فتنويع مصادر التمويل، زيادة الشفافية، وتعزيز الإيرادات المحلية، تعتبر من الخطوات الحيوية التي ينبغي أن تتبناها الحكومة الباكستانية لتجنّب المزيد من الأزمات المستقبلية.
## ترامب: دول تريد التطبيع مع إسرائيل ولا أعلم موقف سورية
29 June 2025 06:38 PM UTC+00
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في تصريحات أدلى بها لقناة "فوكس نيوز" الأميركية، إنه لا يعلم موقف الحكومة السورية بشأن الانضمام إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، في وقت أشارت فيه تقارير أميركية وإسرائيلية مختلفة إلى أنّ الإدارة الأميركية تسعى إلى وقف حرب غزة مقابل "تطبيع دول في المنطقة" مع إسرائيل، خطوةً أولى في عملية قد تؤدي إلى "اتفاق سلام شامل".
ورداً على سؤال حول الدول التي "ترغب" في الانضمام إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل عقب التوصل إلى وقف إطلاق النار مع إيران، قال ترامب: "نعم، هناك بالفعل دول رائعة ترغب في الانضمام، وأعتقد أننا سنبدأ بضمّها، لأن المشكلة الأساسية كانت إيران"، ولفت إلى أنه كان يعتقد سابقاً أن إيران ستنضم هي الأخرى إلى هذه الاتفاقيات، كما أوضح في الوقت نفسه أنه لا يعلم موقف سورية حالياً من ذلك.
من جهته، تحدث رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقطع مصوّر بثّه مكتبه مساء الأحد، عن أن "ثمّة فرص إقليمية واسعة تُفتح"، وذلك بعد ثلاثة أيام من إدلائه بتصريحات في السياق نفسه. وفي عام 2020، أدّت "اتفاقات أبراهام"، التي رعاها دونالد ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى، إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وثلاث دول عربية هي الإمارات والبحرين والمغرب. وأعلن نتنياهو، أمام مسؤولين وموظفين في جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، ما وصفه بـ"النصر" على إيران، وزعم أنه يوفر "فرصاً" للإفراج عن المحتجزين في غزة، وقال: "أريد أن أعلن لكم، كما تعلمون على الأرجح، أن فرصاً عديدة توفرت الآن إثر انتصارنا، قبل كل شيء، لتحرير الرهائن"، وأضاف: "علينا أيضاً معالجة قضية غزة، والتغلّب على حماس، لكنّني أرى أننا سننجز هاتَين المهمتين".
عقوبات إيران
وبشأن وقف العقوبات على إيران، أكّد ترامب في التصريحات ذاتها أن "العقوبات لا تزال سارية". قائلاً: "لكن إذا قاموا (إيران) بما عليهم القيام به، وإذا كانوا مسالمين وتعاونوا معنا ولم يُلحقوا مزيداً من الأذى، فسوف أرفع العقوبات عنهم"، وأشار ترامب إلى أن الجانبَين، إيران وإسرائيل، أصبحا "مرهقَين للغاية" جراء التصعيد العسكري الأخير، مؤكداً أن الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد إيران "حققت نجاحاً".
ونفى الرئيس الأميركي صحة الأنباء التي تحدثت عن قيام إيران بنقل اليورانيوم المخصّب إلى مكان آخر قبل الهجمات الأميركية، قائلاً: "لم ينقلوا أي شيء باستثناء أنفسهم من أجل البقاء على قيد الحياة. لم يكونوا يتوقعون أن يكون بمقدورنا فعل ما فعلناه". وأوضح أن العقوبات على إيران ما تزال سارية، في رد منه على تقارير ذكرت أنه جرى السماح للصين باستيراد النفط الإيراني بعد اتفاق وقف إطلاق النار.
ترامب يجدّد انتقاد مرشح بلدية نيويورك
وفي الشأن الداخلي الأميركي، هاجم ترامب، مرة أخرى، السياسي الديمقراطي زهران مامداني، الفائز بالانتخابات التمهيدية لرئاسة بلدية نيويورك. ورداً على سؤال حول رأيه في فوز مامداني، قال ترامب: "إنه شيوعي. وأعتقد أنه سيكون أمراً سيئاً جداً بالنسبة لنيويورك"، وأضاف ترامب أنه "تفاجأ للغاية" من نتائج التصويت، مؤكداً: "بغضّ النظر عمّن سيتولى رئاسة بلدية نيويورك، يجب أن يتحلى بضبط النفس. وإلّا، فإن الحكومة الفيدرالية ستتعامل معهم بقسوة مالية شديدة".
وكان مامداني، العضو في مجلس نواب نيويورك، قد فاز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في 24 يونيو/ حزيران الجاري، وفق نتائج غير رسمية، ليصبح مرشح الحزب في انتخابات 4 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. واشتهر مامداني، البالغ من العمر 33 عاماً، ذو الأصول الهندية والمولود في أوغندا، بمواقفه اليسارية التقدمية، وبتبنيه التوجه الديمقراطي الاشتراكي، متفوقاً على أبرز منافسيه، الحاكم السابق لولاية نيويورك أندرو كومو. وكان ترامب قد وصف، في منشور سابق على منصته "تروث سوشال"، فوز مامداني بأنه "تجاوز للخطوط الحمراء"، مضيفاً: "مامداني مجنون شيوعي بنسبة 100%".
(الأناضول، فرانس برس)
## الفنان أوتونيل يغمر أفينيون بكم هائل من الخرز الزجاجي
29 June 2025 06:43 PM UTC+00
حوّل النحات الفرنسي جان ميشيل أوتونيل مدينة أفينيون الواقعة جنوبي فرنسا إلى معرض فني مبهر، باستخدام الآلاف من الخرز الزجاجي المنفوخ يدوياً. ولا يعرف حتّى الفنان نفسه على وجه الدقة عدد الخرزات التي استخدمها، ويقول إنه أنجز في أفينيون أكثر مشاريعه شمولاً وطموحاً حتى الآن.
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
A post shared by Jean-Michel Othoniel (@othoniel_studio)
وتحت عنوان "الكون أو أشباح الحب"، يعرض الفنان البالغ من العمر 61 عاماً أعماله في عشرة مواقع داخل المدينة التاريخية، بما في ذلك الكنائس والمتاحف والأماكن العامة، بحسب منظمي المعرض. وقد انطلق المعرض أمس السبت، ومن المقرّر أن يستمر حتى 4 يناير/كانون الثاني 2026. ويعرض أوتونيل ما مجموعه 240 عملاً فنياً، منها 160 تُعرَض في فرنسا لأول مرة.
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
A post shared by Jean-Michel Othoniel (@othoniel_studio)
أوتونيل في 15 موقعاً
القصر البابوي الشهير، الذي يعود إلى العصور الوسطى في المدينة، هو محور الاهتمام. ويعرض أوتونيل أعماله في 15 قاعة وكنيسة داخل هذا الموقع المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو، بما في ذلك غرفة نوم البابا السابقة. ومن أبرز الأعمال الضخمة على وجه الخصوص، الإسطرلاب الذي يبلغ ارتفاعه عشرة أمتار، وهو آلة تاريخية لتحديد مواقع النجوم، والذي يرتفع فوق ساحة الشرف في القصر. وبنفس القدر من الإبهار، هناك التمثال العملاق المقام على جسر سان بنيزيه الشهير عالمياً.
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
A post shared by Jean-Michel Othoniel (@othoniel_studio)
ولمع اسم أوتونيل، المعروف عالمياً بمنحوتاته الزجاجية التي تجمع بين الطابع المَرِح والشاعري، في معرض دوكومنتا التاسع عام 1992، وحينها قدم أشكالاً عضوية مصنوعة من الكبريت، قبل أن يبدأ تعاونه مع نفاخي الزجاج في جزيرة مورانو بإيطاليا.
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
A post shared by Jean-Michel Othoniel (@othoniel_studio)
## ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة في المغرب
29 June 2025 06:44 PM UTC+00
أعلنت المديرية العامة للأرصاد الجوية المغربية، اليوم الأحد، أن الحرارة المسجلة خلال الأيام الأخيرة في مدن عدّة، تجاوزت في بعض الأحيان المعدلات الموسمية بواقع 20 درجة مئوية، خصوصاً على المحيط الأطلسي، وسط موجة حر شديد.
وقالت مديرية الأرصاد الجوية في نشرة أرسلتها إلى "فرانس برس" إنّ المملكة شهدت يومَي الجمعة والسبت موجة حر من نوع "الشرقي"، تميزت بشدتها وانتشارها الجغرافي، مشيرة إلى أن العديد من المناطق شهدت درجات حرارة مرتفعة تفوق المعدلات الموسمية. وتعد الرياح الشرقية هي رياح حارة وجافة وقوية جداً تهب من الشرق أو الجنوب الشرقي عبر المغرب، وخصوصاً من الصحراء الكبرى.
وحسب المؤسّسة المغربية، فقد جرى رصد الارتفاع الأكبر في السهول الأطلسية والهضاب الداخلية. في مدينة الدار البيضاء الساحلية الكبرى (غرب)، ارتفعت الحرارة إلى 39.5 درجة مئوية، متجاوزة الرقم القياسي السابق البالغ 38.6 درجة والمسجل في يونيو/حزيران 2011. وفي مدينة العرائش المطلة أيضاً على ساحل المحيط الأطلسي والواقعة على بعد 250 كيلومتراً شمال الدار البيضاء، بلغت الحرارة 43.8 درجة السبت، متجاوزة الرقم القياسي الشهري السابق البالغ 42.9 درجة والمسجل في يونيو 2017. وفي مدينة ابن جرير (وسط) جرى تسجيل ارتفاع جديد في الحرارة لتبلغ 46.4 درجة السبت، مقارنة بـ45.3 درجة عام 2023.
إجمالاً، تجاوزت الحرارة سقف أربعين درجة في أكثر من 17 منطقة، تقع خصوصاً على طول ساحل المحيط الأطلسي، حسب ما أوضحت مديرية الأرصاد الجوية، وأشارت المؤسّسة إلى أن مدناً ساحلية مثل الصويرة سجلت درجات حرارة أعلى من متوسطاتها المعتادة بواقع +10 إلى +20 درجة لشهر يونيو، كما شهدت مدن داخلية مثل مراكش وفاس ومكناس وبني ملال ارتفاعات في المعدلات الموسمية تراوح بين +8 و+15 درجة، وحتّى طنجة في أقصى الشمال سجلت 8 درجات فوق المتوسط الموسمي.
وتشير توقعات الأحوال الجوية للأيام القليلة المقبلة إلى استمرار ارتفاع درجات الحرارة في المناطق الداخلية من البلاد بسبب المنخفض الجوي الصحراوي، إذ تسجل درجات الحرارة المرتفعة وسط موجة حر أوسع نطاقاً تطاول أيضاً جنوب أوروبا، وخصوصاً فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال.
(فرانس برس)
## أستراليا بين تراجع صادرات الموارد وفرص نمو الشركات الناشئة
29 June 2025 06:57 PM UTC+00
تواجه أستراليا مرحلة دقيقة من التحوّل الاقتصادي، إذ تتراجع عائدات صادراتها من الموارد الطبيعية التقليدية مثل خام الحديد والغاز، في وقت تسعى فيه البلاد إلى تعزيز قطاعات ناشئة مثل التكنولوجيا والطاقة المتجدّدة. وبينما تعاني الشركات الناشئة من نقص في التمويل، تبرز فرص جديدة قد تعيد رسم ملامح الاقتصاد الأسترالي في السنوات المقبلة.
في السياق، خفضت أستراليا توقّعاتها لعائدات صادراتها من السلع الأساسية، إذ لم يتمكّن الارتفاع الكبير في أسعار الذهب من تعويض التراجع في صادرات خام الحديد والغاز الطبيعي، وذكرت وزارة الصناعة والعلوم والموارد، في تقريرها الفصلي الصادر، اليوم الأحد، أن إجمالي عائدات صادرات الموارد والطاقة تراجع بنحو 7% ليصل إلى نحو 385 مليار دولار أسترالي (252 مليار دولار أميركي) خلال 12 شهراً حتى يونيو/حزيران، وأضافت الوزارة أن العائدات ستتراجع أكثر خلال العامَين المقبلَين، نتيجة ارتفاع الحواجز التجارية، وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وانخفاض الأسعار، وفقاً لما نقلته " بلومبيرغ".
انخفاض متوقّع في عائدات السلع الأسترالية
وبحسب "بلومبيرغ"، يظلّ خام الحديد المصدر الأكبر للدخل في أستراليا، إذ يمثّل نحو 30% من إجمالي العائدات. ورغم أن الصادرات منه ستزداد، فإن انخفاض جودة الخام وتراجع الأسعار سيؤديان إلى انخفاض عائداته إلى أقل من 100 مليار دولار أسترالي بحلول عام 2026-2027، وهو ما لم يحدث منذ بداية هذا العقد.
كما من المتوقّع أن تنخفض صادرات الغاز الطبيعي المُسال، ثاني أكبر سلعة تصديرية لأستراليا، نتيجة دخول إمدادات جديدة من الولايات المتحدة وقطر، ما سيؤدي إلى انخفاض سعره من نحو 15 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في بداية هذا العام إلى نحو 10 دولارات في عام 2027. كذلك، ستنخفض عائدات الفحم الحراري، في حين ستبقى عائدات الفحم المستخدم في صناعة الصلب مستقرة.
توقّعات إيجابية للذهب والنحاس والليثيوم واليورانيوم
أما بالنسبة للذهب، ثالث أكبر سلعة تصديرية في أستراليا، فتبدو التوقّعات أكثر إشراقاً، إذ من المتوقّع أن ترتفع عائداته بنسبة 22% لتصل إلى 56 مليار دولار خلال السنة المالية التي تنتهي الاثنين، كما أبدت الوزارة تفاؤلاً إزاء مستقبل صادرات النحاس والليثيوم واليورانيوم.
من جهتها، قالت وزيرة الموارد مادلين كينغ لـ"بلومبيرغ" إنّ الارتفاع في أسعار الذهب، والتوقّعات بزيادة صادرات النحاس والليثيوم، يُسهم جزئياً في تعويض الأثر السلبي لانخفاض أسعار خام الحديد والفحم والغاز الطبيعي المُسال، وأضافت أنه رغم تراجع الأسعار العالمية للسلع، إلّا أن التقرير يشير إلى أن شركات الموارد الأسترالية ستظل قادرة على المنافسة في السوق العالمية، وأشار التقرير إلى أن أسعار الليثيوم "ستظل منخفضة"، إلّا أنّ أستراليا ستبقى المورّد الأول في العالم لهذا المعدن المستخدم في صناعة البطاريات حتى عام 2027.
الشركات الناشئة الأسترالية تواجه تحديات التمويل 
وتعاني الشركات الناشئة في أستراليا من نقص حاد في التمويل مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة والصين، على الرغم من أن البلاد تتمتع بسجل مميز في إنتاج شركات "اليونيكورن" (ذات القيمة السوقية التي تتجاوز المليار دولار). فمنذ عام 2000، أنتجت أستراليا 1.22 شركة يونيكورن لكل مليار دولار مستثمر، وهو أعلى معدل عالمياً، ويقارب ضعف معدل الولايات المتحدة، حسب دراسة حديثة، وفقاً لـ"بلومبيرغ".
إلّا أن تمويل الشركات الناشئة تراجع في السنوات الأخيرة، إذ جمعت هذه الشركات 3.4 مليارات دولار في 2024، مقارنة بذروة 6.5 مليارات دولار في 2021 بحسب بيانات "بيتش بوك"، ويُعزى هذا التراجع جزئياً إلى صغر السوق المحلية الأسترالية وبعدها عن مراكز رأس المال العالمية، إلى جانب اعتمادها الكبير على المستثمرين الدوليين، الذين شكلوا 39% من رأس المال في المرحلة المبكرة عام 2024 مقارنة بـ21% في الولايات المتحدة و27% في أوروبا.
وتعد الشركات الناشئة في مراحلها الأولى أكثر الفئات التي تعاني نقصَ التمويل، إذ حصلت على مليار دولار فقط في أستراليا العام الماضي، وهو جزء صغير مقارنة بـ24 مليار دولار و10 مليارات دولار حصلت عليها شركات في الولايات المتحدة والصين على التوالي، وفقاً للدراسة.
وتراجع حجم التمويل الممنوح للشركات الناشئة الأسترالية عن ذروته قبل بضع سنوات، وتسعى البلاد حالياً إلى إعادة تنشيط الاستثمارات، إذ يمثل صغر السوق المحلية وبُعد أستراليا عن مراكز رأس المال الاستثماري في وادي السيليكون وبيجين تحديات كبيرة، لكن مجتمع الشركات الناشئة المحلي يشير إلى قصص نجاح عالمية مثل شركتي Canva وAtlassian كمؤشرات على الإمكانات الكبيرة.
ويهيمن قطاع البرمجيات على الشركات الناشئة الأسترالية، مع قصص نجاح مثل Canva وAtlassian، إلى جانب نمو في مجالات الطاقة المتجدّدة والصحة والصناعات الإبداعية. رغم التحديات، يرى خبراء أن انخفاض تقييمات الشركات الناشئة وحجم الصناديق في أستراليا مقارنة بأميركا وأوروبا يمثل فرصة لجذب المزيد من الاستثمارات وتحقيق أداء قوي مستقبلاً.
اقتصاد أستراليا بين أزمة الموارد وفرص الابتكار
تعكس التطورات الأخيرة في قطاعَي الموارد الطبيعية والابتكار التكنولوجي في أستراليا صورة مركّبة لاقتصاد يواجه ضغوطاً تقليدية ومتغيّرات عالمية، لكنّه في الوقت ذاته يسعى لإعادة التموضع عبر مجالات واعدة. ففي الوقت الذي تتراجع فيه عائدات السلع الأساسية مثل خام الحديد والغاز الطبيعي نتيجة تراجع الأسعار العالمية، وتباطؤ الطلب من أسواق رئيسية مثل الصين، تواجه أستراليا تحدياً في الحفاظ على مكانتها بوصفها قوةً تصديريةً تقليدية.
المقابل، تدفع هذه التحولات الحكومة وقطاع الأعمال إلى التركيز على نحوٍ متزايد على القطاعات غير التقليدية، وعلى رأسها اقتصاد المعرفة والشركات الناشئة التي أثبتت أنها تملك طاقات تنافسية رغم نقص التمويل. قصص النجاح مثل Canva وAtlassian  تؤكد قدرة أستراليا على إنتاج شركات عالمية، فيما يشكّل ضعف البيئة التمويلية المحلية أحد أبرز العقبات أمام ازدهار هذا القطاع.
وتتقاطع هذه التحديات مع تحولات بيئية واقتصادية عالمية تفرض على أستراليا إعادة النظر في بنيتها الاقتصادية، خصوصاً مع تراجع الاعتماد العالمي على الفحم والوقود الأحفوري. في هذا السياق، تبرز المعادن الحيوية والطاقة المتجدّدة بوصفها رهانات استراتيجية جديدة، تتيح للبلاد لعب دور محوري في مستقبل الاقتصاد الأخضر العالمي.
بذلك، تقف أستراليا أمام مفترق طرق اقتصادي: بين إرث تقليدي من الاعتماد على الموارد، ومستقبل مدفوع بالابتكار، والتكنولوجيا، والتحول نحو اقتصاد منخفض الانبعاثات. النجاح في تحقيق هذا التوازن سيتطلب إعادة توزيع الاستثمارات، وتطوير البنية التحتية التمويلية، وتحفيز البيئة الريادية على المستويَين المحلي والدولي.
## ماكرون في منشور على إكس: محادثة هاتفية جديدة مع الرئيس الإيراني بزشكيان اليوم
29 June 2025 07:00 PM UTC+00
## ماكرون عن الاتصال مع بزشكيان: العودة إلى طاولة المفاوضات لمعالجة القضايا المتعلقة بالصواريخ الباليستية والقضية النووية
29 June 2025 07:01 PM UTC+00
## قطر تطرق أبواب مونديال الأندية 2029 بعد نجاح مونديال المنتخبات
29 June 2025 07:01 PM UTC+00
انضمّت قطر إلى قائمة الدول الراغبة في استضافة كأس العالم للأندية 2029، وطرقت أبواب الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، من خلال تحركات رسمية قام بها مسؤولون قطريون، سعياً لإقناع الهيئة الكروية بمنحهم شرف التنظيم، بعدما استند الملف القطري إلى النجاح اللافت الذي حققته البلاد خلال استضافة مونديال المنتخبات 2022، في نسخة وُصفت بالأفضل تاريخياً، بعدما أبهرت العالم بحُسن التنظيم وروعة الأجواء، وتركَت بصمة خالدة في أذهان اللاعبين والمشجعين، على حدٍ سواء.
وأفادت صحيفة ذا غارديان البريطانية، اليوم الأحد، بأن قطر تسعى لاستضافة نسخة 2029 من كأس العالم للأندية، في ظل دخولها سباق المنافسة مع دول عدّة طامحة لنيل شرف التنظيم، أبرزها البرازيل، التي قدمت ملفها بقيادة رئيس الاتحاد الجديد سمير شاود (41 عاماً)، إلى جانب ملف مشترك بين إسبانيا والمغرب، ما يعكس حجم الاهتمام الدولي باحتضان بطولة تجمع نخبة الأندية العالمية.
وأضافت الصحيفة أن قوة الملف القطري ليست موضع شكّ من حيث القدرة على تنظيم الحدث، إلّا أن توقيت البطولة قد يفرض تحدياً على "فيفا"، إذ سيضطر لنقلها إلى فصل الشتاء، بسبب ارتفاع درجات الحرارة في الصيف. ومع ذلك، تُعوّل قطر على تقنياتها المتطوّرة، خصوصاً أنظمة التبريد في الملاعب، لتوفير ظروف مثالية للاعبين والجماهير، غير أن الإشكال، الذي أشارت إليه الصحيفة، لا يقتصر على قطر فحسب، بل تعاني منه أيضاً الولايات المتحدة الأميركية، إذ تشهد بعض المدن المستضيفة درجات حرارة مرتفعة جداً، أثّرت بوضوح على أداء اللاعبين والفرق، ودَفعت بعضهم للبقاء في غرف تبديل الملابس لفترات أطول، تفادياً للإجهاد الحراري، وقد اعتمدت استراحة شرب المياه في معظم المباريات، حرصاً على سلامة اللاعبين، وتفادي أي مضاعفات صحية.
ومن المنتظر أن يدرس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" جميع الاقتراحات والظروف المحيطة بكل ملف، لاختيار الدولة الأنسب لاستضافة "الموندياليتو"، مع الحرص على تفادي الأخطاء، التي رافقت نسخة 2025، التي جلبت له موجة من الانتقادات، خصوصاً ما يتعلق بتوقيت المباريات، وسوء حالة بعض الملاعب، إضافة إلى التوقفات المتكرّرة، بسبب الظروف المناخية الصعبة.
## نقابة اللاعبين الفرنسيين تهاجم "فيفا" بسبب المونديال: أوقفوا المجزرة
29 June 2025 07:02 PM UTC+00
شنّت نقابة اللاعبين المحترفين في فرنسا هجوماً شديد اللهجة على الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، بقيادة السويسري جياني إنفانتينو (55 عاماً)، وذلك بسبب نظام بطولة كأس العالم للأندية، المُقامة حالياً في الولايات المتحدة الأميركية، إذ أبدت امتعاضها من توقيت النسخة الموسّعة، التي تشهد مشاركة 32 فريقاً، للمرة الأولى، مشيرة إلى أن هذا النظام الجديد يُفاقم من معاناة اللاعبين، ويزيد الضغط البدني والنفسي عليهم، في وقت يعانون فيه أصلاً من ازدحام روزنامة المباريات.
وأعربت نقابة اللاعبين المحترفين، في بيان نُشر اليوم الأحد، ونقلته صحيفة ليكيب الفرنسية، عن رفضها الصريح لتنظيم البطولة بهذا الشكل، معتبرة أن "فيفا" يتجاهل تداعيات تراكم المباريات، وجاء في البيان: "عبث هذا الوضع لا يخفى على أحد، باستثناء جياني إنفانتينو ومَن يجاملونه بطبيعة الحال، بطولته الخاصة لكأس العالم للأندية تثبت على نحوٍ عبثي أنّه من الضروري إيقاف هذه المجزرة"، وأضافت النقابة: "فيفا يضرب بعرض الحائط صحة اللاعبين الجسدية والنفسية، مقابل بعض الدولارات الإضافية، ويتجاهل، بل يسخر من الاتفاقيات الجماعية، مثل الميثاق الرياضي في فرنسا، والتي تضمن للاعبين فترة راحة لا تقل عن ثلاثة أسابيع بين موسمَين متتاليَين"، مؤكدة أن اللاعبين فُرض عليهم هذا الواقع، دون أي نقاش أو احترام لحقوقهم.
وكانت نقابة اللاعبين قد عبّرت في وقت سابق عن رفضها الصريح لتوقيت هذه البطولة، التي تُقام بين 15 يونيو/ حزيران الحالي و13 يوليو/ تموز المقبل، أي خلال فترة يُفترض أن تكون مخصّصة للعطلة الصيفية للاعبين، بعد موسم طويل ومرهق، ولم تكن النقابة وحدها في موقفها هذا، إذ انضم إليها عدد من الشخصيات البارزة في عالم كرة القدم، مثل نجم برشلونة، البرازيلي رافينيا (28 عاماً)، والمدرب السابق لنادي ليفربول، الألماني يورغن كلوب (57 عاماً)، اللذين انتقدا بدورهما القرار التنظيمي، واعتبراه تهديداً صريحاً لصحة اللاعبين، واستعداداتهم للموسم المقبل.
ولتسليط الضوء على حجم الإرهاق، الذي قد يتعرض له اللاعبون، استشهدت النقابة بحالة نادي باريس سان جيرمان، الذي قد يبلغ مباراته الـ 65 هذا الموسم، في حال وصوله إلى نهائي البطولة، ويأتي ذلك في وقت بدأت فيه أربعة أندية فرنسية بالفعل تحضيراتها للموسم المقبل، واختُتم البيان بتحذير شديد اللهجة جاء فيه: "لا نرى سبباً أو مبرّراً لحرمان لاعبي باريس من فترة الراحة الإجبارية لثلاثة أسابيع، وهم بحاجة ماسة إليها هذا العام أكثر من أي وقت مضى"، وأضافت النقابة أن هذه الأوضاع قد تؤثر مباشرةً على جاهزية منتخب فرنسا، الذي تنتظره مواجهتان حاسمتان في تصفيات كأس العالم 2026، يومي الخامس والتاسع من سبتمبر/ أيلول المقبل.
## مصرف ليبيا المركزي يسحب فئة 50 ديناراً ويكشف تجاوزات نقدية ضخمة
29 June 2025 07:03 PM UTC+00
أعلن مصرف ليبيا المركزي، في بيان صدر اليوم الأحد، عن سحب الأوراق النقدية من فئة 50 ديناراً بجميع إصداراتها من التداول، وذلك اعتباراً من نهاية دوام يوم 30 إبريل/ نيسان الماضي لدى المصارف، ومن نهاية دوام يوم 8 مايو/ أيار الفائت، في أقسام الإصدار التابعة له. ويأتي هذا الإجراء في إطار اختصاص المصرف بإصدار وسحب وإبطال مفعول النقد، والمحافظة على الاستقرار المالي والنقدي، وتعزيز قيمة الدينار الليبي.
وأوضح المصرف أنه جرى سحب الإصدار الأول من هذه الفئة، المطبوع في بريطانيا، إضافة إلى الإصدار الثاني المطبوع في روسيا، مشيراً إلى أن المصارف التجارية تحرّت قبول الأوراق المستوفية للمواصفات الفنية المعتمدة، وأكد أن هذا السحب يُعد نهائياً ولا مجال لتمديده، مشدداً على التزامه بمبدأ الإفصاح والشفافية، كما أوضح أن العملية الأولية لعد وفرز العملة المسحوبة من التداول كشفت عن وجود فرق يتجاوز 3.5 مليارات دينار في الإصدار الثاني، إذ بلغ ما جرى إصداره رسمياً 6.650 مليار دينار، في حين بلغت المبالغ الموردة 10.211 مليار دينار، وهو ما يُعد تجاوزاً للمبالغ الرسمية المسجّلة في قيود إدارة الإصدار ببنغازي، ويشكّل استيلاءً غير مشروع ألحق ضرراً جسيماً بالاقتصاد الوطني.
أما في ما يخصّ الإصدار الأول، فقد بلغ إجمالي ما جرى إصداره 7.000 مليار دينار، بينما جرى توريد ما يقارب 6.828 مليار دينار. وأشار المصرف إلى أن طباعة هذه الفئة بكميات كبيرة خارج الإطار الرسمي ساهمت في الإضرار بقيمة الدينار الليبي، وزادت من الطلب على العملات الأجنبية في السوق الموازية، كما ضاعفت من مخاطر غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وفي ضوء هذه التطورات، قرر مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي سحب فئة 20 ديناراً من الإصدار الأول المطبوع في بريطانيا، والثاني المطبوع في روسيا، واستبدالها بعملة أكثر أماناً، محدداً يوم 30 سبتمبر/أيلول 2025 آخرَ موعد لتداولها، وذلك حفاظاً على هيكلة العملة الوطنية وقوتها. وأفاد البيان بأن المصرف اتخذ الإجراءات القانونية كافّة حيال هذه الواقعة، بما في ذلك تقديم بلاغ رسمي إلى النائب العام، وإحاطة مجلس النواب بالتفاصيل، متعهداً بالإعلان عن النتائج النهائية فور انتهاء الإدارات المختصّة من عملية العد والفرز.
وفي وقت سابق، نشر مصرف ليبيا المركزي بياناً مصوراً يوضح فيه الفارق بين النسخ المزورة والصحيحة لعملة الخمسين ديناراً، مؤكداً وجود أربع نسخ منها. وأوضح المصرف، في بيانه، أنه يمكن ملاحظة الأرقام التسلسلية العمودية والأفقية التي تتخذ شكلاً تصاعدياً في الحجم في النسخة الأصلية، كما يمكن التمييز بينها من خلال ملمسها، إذ إنّ العملة المعتمدة أكثر مرونة من العملة المزورة. وتشير البيانات الرسمية إلى أن السيولة المتداولة خارج القطاع المصرفي بلغت 43.15 مليار دينار حتى نهاية الربع الرابع من عام 2023، دون احتساب العملة المطبوعة في روسيا التي تُقدّر بـ23 مليار دينار.
(سعر الصرف: 5.5 دنانير مقابل الدولار)
## حكيمي يتفوّق على المهاجمين ويقود سان جيرمان نحو متابعة الحلم
29 June 2025 07:15 PM UTC+00
واصل النجم المغربي أشرف حكيمي (26 عاماً) تألقه اللافت هذا الموسم، وقاد نادي باريس سان جيرمان الفرنسي للتحليق نحو الدور ربع النهائي من كأس العالم للأندية 2025، بعدما ساهم في الفوز الكبير على إنتر ميامي الأميركي بنتيجة أربعة أهداف دون مقابل. وتمكّن حكيمي من تسجيل هدف جديد في المواجهة، مؤكداً تفوقه على العديد من المهاجمين، سواء بعدد الأهداف أو التمريرات الحاسمة، ما يعكس المكانة الكبيرة التي بات يتمتع بها داخل الفريق الباريسي وخارجه، ويعزّز من أرقامه الفردية في واحد من أبرز مواسمه الكروية.
́́ ⚽️
Hakimi est juste trop trop trop trop trop trop trop trop fort. pic.twitter.com/YiDplWzmFP
— BeFootball (@_BeFootball) June 29, 2025
واحتفت المنصات المختصّة بالإحصائيات بإنجازات النجم المغربي أشرف حكيمي هذا الموسم، إذ نشرت منصة بي فوتبول الفرنسية، اليوم الأحد، أن اللاعب سجّل هدفه السادس في آخر تسع مباريات، فيما أكّد الحساب الرسمي لرابطة الدوري الفرنسي بنسخته الإنكليزية أن حكيمي بلغ حاجز 53 هدفاً و63 تمريرة حاسمة خلال مسيرته، كما تُوّج بـ16 لقباً حتى الآن، وقد يكون مونديال الأندية 2025 اللقب السابع عشر، في ظل الأداء القوي والترشيحات الكبيرة، التي تحيط بفريق باريس سان جيرمان.
Achraf Hakimi has 26 goal contributions at club level this season from right-back
That's more than some of Europe's top attackers:
Son Heung-min
Phil Foden
Romelu Lukaku
Luis Diaz
Dušan Vlahović
Rafael Leão pic.twitter.com/LOeBiuSM0Q
— Football on TNT Sports (@footballontnt) June 29, 2025
ورفع النجم المغربي أشرف حكيمي رصيده التهديفي هذا الموسم إلى 11 هدفاً في مختلف البطولات، متفوقاً على العديد من الأسماء البارزة أو متعادلاً معها، على غرار نجم توتنهام الإنكليزي، الكوري الجنوبي هيونغ مين سون (32 عاماً)، الذي سجل العدد ذاته من الأهداف، كما تفوّق حكيمي من حيث المساهمات الهجومية على عدد من النجوم، أبرزهم الدولي الإنكليزي فيل فودن (25 عاماً)، صاحب 19 مساهمة مع مانشستر سيتي، والبلجيكي روميلو لوكاكو (32 عاماً)، الذي سجّل ومرّر 25 مرة بقميص نابولي، إلى جانب الكولومبي لويس دياز (28 عاماً)، الذي يملك الرصيد ذاته من المساهمات مع ليفربول.
وشهد مشوار أشرف حكيمي مع باريس سان جيرمان تطوراً كبيراً، منذ انضمامه قادماً من إنتر ميلان الإيطالي، إذ سجّل 25 هدفاً وقدم 33 تمريرة حاسمة، خلال 172 مباراة بقميص النادي الباريسي. ويملك النجم المغربي فرصة مثالية لتعزيز أرقامه في البطولة العالمية هذا الصيف، إذ قد يخوض ثلاث مباريات إضافية، حال نجح الفريق في بلوغ النهائي المنتظر، ما يمنحه هامشاً واسعاً لرفع عدد مساهماته الهجومية.
Achraf Hakimi avec le PSG :
️ 172 matchs
⚽ 25 buts
️ 33 passes décisives
58 G/A.#FIFACWC pic.twitter.com/Q6uBg7BgqL
— Actu Foot Stats (@Actufoot_stats) June 29, 2025
## فيتينيا يُبدع بحضور ميسي ويهزمه بسلاحه
29 June 2025 07:45 PM UTC+00
تابع البرتغالي فيتينيا (25 عاماً) تألقه مع باريس سان جيرمان الفرنسي، وساهم في تأهله إلى ربع نهائي كأس العالم للأندية، بالانتصار على إنتر ميامي الأميركي بنتيجة (4-0)، يوم الأحد، وذلك بحضور الأسطورة ليونيل ميسي (38 عاماً)، الذي حاول إعادة تألق فريقه أمام بورتو البرتغالي في دور المجموعات، ولكن النادي الفرنسي لم يترك له الفرصة للصمود، وفرض إيقاعاً قوياً منذ بداية المباراة، ليُحقق انتصاراً كاسحاً.
وللمباراة الرابعة توالياً، يترك فيتينيا بصمته من خلال صناعة الأهداف، أو التسجيل، إذ كان وراء هدف فريقه الأول في اللقاء، الذي سجله مواطنه جواو نيفيز (20 عاماً)، وليُثبت البرتغالي أنّه من أفضل لاعبي الوسط في العالم حالياً، وقدّم عرضاً مميزاً بحضور زميله السابق في النادي الباريسي، ليونيل ميسي، فقد اعتمد على أسلوبه من خلال تبادل الكرات القصيرة أو بين الخطوط، وتحرّك باستمرار معيداً إلى الأذهان إبداعات النجم الإسباني السابق، أندرياس إنييستا (41 عاماً)، الذي جاور ميسي مواسم طويلة في برشلونة.
ويُعتبر المدرب الإسباني، لويس إنريكي (55 عاماً)، محظوظاً بوجود فيتينيا في فريقه، إذ إنّه يُحسن التعامل مع كل المواقف الصعبة، فلم يستطع ميسي المرور أمام حسن تمركز البرتغالي، الذي هزم إنتر ميامي بفضل سلاح اشتهر به برشلونة خلال الفترة الذهبية، بقيادة "البرغوث" وبقية النجوم، وهو الكرات القصيرة، التي تصنع الفارق باستمرار، إضافة إلى الاستحواذ المتواصل على الكرة وتبادل المراكز، وهو أمر يُحسن اللاعب البرتغالي القيام به، ويُجيده على نحوٍ كبير للغاية، ما جعله لاعباً مهماً في تشكيلة بطل دوري أبطال أوروبا 2025.
وبدا فيتينيا متحفزاً لتقديم أفضل ما لديه من إمكانات، وكأنه يريد أن يُظهر نفسه مجدداً، خاصة أن خلافاً سابقاً نشب بينه وبين ميسي، خلال وجودهما في باريس سان جيرمان، بعدما تردد في تلك الفترة أن ليو هاجم زميله، الذي كذّب ما ذكرته الصحافة البرتغالية في عام 2023، التي أشارت إلى أن ميسي قال لفيتينيا خلال أحد التدريبات: "أنت لست ضعيفاً فحسب، بل أنت تؤذيني أيضاً"، ولكن البرتغالي نفى أن يكون ميسي وجه له هذه العبارات، ولكنه لم ينفِ أو يؤكّد حصول مناوشة بينهما، وفي كل الحالات فإن فيتينيا أبدع بحضور ميسي من خلال صناعة الأهداف، وهو أمر أتقنه "البولغا" طوال مسيرته الاحترافية.
## اتفاق مجموعة السبع وواشنطن يعفي الشركات الأميركية من الضريبة
29 June 2025 07:47 PM UTC+00
أيدت دول مجموعة السبع تسوية مع الولايات المتحدة لحل الخلاف بشأن الاتفاق على حد أدنى للضريبة العالمية على الشركات الكبرى، وبحسب بيان صادر عن الرئاسة الكندية لمجموعة السبع، عقب قمّة عُقدت في كندا في وقت سابق من هذا الشهر، فإنّ الاتفاق يقضي بإعفاء الشركات الأميركية من الحد الأدنى للضريبة العالمية، على أن تخضع بدلاً من ذلك للضرائب بموجب نظام أمريكي موازٍ.
وقد جرى الاتفاق على أن الترتيب الذي اقترحته واشنطن يضمن إحراز تقدم في مكافحة تحويل الأرباح الدولية، وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد عودته إلى منصبه في يناير/كانون الثاني، قد أعلن عدم سريان الحد الأدنى للضريبة العالمية على الشركات الكبرى في الولايات المتحدة. ويرى البيت الأبيض أن الاتفاق بشأن الضريبة العالمية يمثل مساساً غير مقبول بالسيادة الوطنية، لا سيّما في ما يتعلق بالشؤون المالية والضريبية. وتأتي فكرة الضريبة الدنيا ضمن إصلاح عالمي لنظام ضرائب الشركات جرى الاتفاق عليه من جانب نحو 140 دولة من خلال منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وبموجب الاتفاق، يتعين على جميع الشركات متعدّدة الجنسيات التي تتجاوز إيراداتها السنوية 750 مليون يورو (880 مليون دولار) أن تدفع ضرائب بنسبة لا تقل عن 15%، بغض النظر عن مكان تحقيق الأرباح. ورحب وزير المالية الألماني لارس كلينجبايل بالتسوية التي جرى التوصل إليها عقب محادثات مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، بحسب ما نقلته "أسوشييتد برس".
ورحب وزير المالية الألماني لارس كلينجبايل بالتسوية المتوصل إليها عقب محادثات مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، وقال في بيان صدر اليوم الأحد: "إن اتفاق مجموعة السبع يتيح لنا المضي قدماً في مكافحة الملاذات الضريبية، والتهرّب الضريبي، وسياسات الإغراق الضريبي"، وأضاف أن الولايات المتحدة لم تعد تعارض مبدأ الحد الأدنى للضريبة العالمية بحد ذاته، كما جرى التخلي عن الإجراءات العقابية التي كانت مخططة ضدّ الشركات الأوروبية.
وجاءت فكرة فرض حد أدنى للضريبة العالمية على الشركات متعدّدة الجنسيات في إطار جهود دولية للحد من التهرب الضريبي وتحويل الأرباح من الشركات العملاقة إلى دول منخفضة الضرائب أو ما يُعرف بـ"الملاذات الضريبية". هذا المقترح، الذي قادته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية  (OECD)، حظي بدعم من مجموعة العشرين وأكثر من 140 دولة، ضمن ما يُعرف بإصلاح نظام الضرائب الدولية.
ويرتكز هذا النظام على ركزتَين؛ الأولى تهدف إلى إعادة توزيع الحقوق الضريبية، بحيث تحصل الدول على حصة عادلة من الضرائب المفروضة على أرباح الشركات، حتى لو لم تكن هذه الشركات تملك حضوراً مادياً فيها. أما الثانية فتتضمن فرض حد أدنى عالمي للضريبة بنسبة 15% على الشركات متعدّدة الجنسيات ذات الإيرادات الكبيرة، لمنع "سباق القاع" بين الدول على خفض الضرائب لجذب الاستثمار.
وقد برزت الحاجة لهذا النظام بعد تزايد الانتقادات الموجهة إلى شركات التكنولوجيا الكبرى مثل "أمازون" و"غوغل" و"فيسبوك"، التي كانت تسجل أرباحاً ضخمة في دول ذات ضرائب منخفضة رغم أن أنشطتها الفعلية تقع في دول أخرى. 
ورغم التوافق الدولي الواسع، فإنّ الولايات المتحدة، لا سيّما خلال إدارة ترامب، أبدت تحفظات على التطبيق، بدعوى حماية السيادة الاقتصادية والخصوصية التنظيمية. ومع ذلك، فإنّ التسوية الأخيرة مع مجموعة السبع تشير إلى رغبة في المضي قدماً بهذا الإصلاح، ولكن ضمن شروط تلائم النظام الضريبي الأميركي وتجنّب فرض أعباء إضافية على الشركات الوطنية.
## الاحتلال يدمّر 19 منزلاً فوق رؤوس ساكنيها شمالي قطاع غزة
29 June 2025 08:11 PM UTC+00
كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمّر، منذ فجر الأحد، أكثر من 19 منزلاً فوق رؤوس ساكنيها في حي التفاح ومنطقتَي جباليا البلد والنزلة شمالي قطاع غزة، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب في القطاع. وقال مدير المكتب، إسماعيل الثوابتة، لوكالة الأناضول، إنّ "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب جريمة مكتملة الأركان عبر شنّ غارات همجية استهدفت مباشرةً منازل المدنيين في تلك المناطق، ما أدى إلى تدمير 19 منزلاً فوق رؤوس ساكنيها، في استمرار لحرب الإبادة الجماعية التي يشنّها ضد شعبنا منذ أكثر من 21 شهراً".
وأضاف أن "هذا التصعيد الإجرامي يؤكد تعمّد الاحتلال استهداف الأحياء السكنية المكتظّة بهدف القتل الجماعي، والترويع، والإبادة، والتهجير القسري، في تجاهل تام لأحكام القانون الدولي الإنساني والمواثيق كافّة التي تضمن حماية المدنيين في أوقات الحرب". وكانت وزارة الصحة في غزة قد أفادت بوصول 88 شهيداً و365 مصاباً إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية، ما يرفع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 56,500 شهيد و133,419 مصاباً منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، أوامر إخلاء جديدة لسكان أحياء ومربعات سكنية في مدينة غزة وشمالي القطاع، دعا فيها السكان للنزوح جنوباً نحو المواصي غرب خانيونس، ترامناً مع استمرار حرب الإبادة للشهر التاسع عشر على التوالي. وأنذر متحدث باسم جيش الاحتلال سكان مدينة غزة وجباليا وأحياء التركمان والدرج والتفاح الزيتون الشرقي، وأحياء النهضة والزهور ومعسكر جباليا وجباليا النزلة والنور والسلام وتل الزعتر، بإخلاء مناطقهم والنزوح نحو مناطق المواصي جنوبي القطاع.
(الأناضول، العربي الجديد)
## مشروع قانون الضرائب الأميركي سيضيف 3.3 تريليونات دولار إلى العجز
29 June 2025 08:16 PM UTC+00
أفاد مكتب الميزانية في الكونغرس، اليوم الأحد، أن نسخة مجلس الشيوخ من مشروع قانون الضرائب والإنفاق الذي اقترحه الرئيس دونالد ترامب ستضيف ما يقارب 3.3 تريليونات دولار إلى العجز الأميركي خلال العقد القادم. وتعكس التقديرات أن مشروع القانون، المسمّى "مشروع القانون الكبير والجميل"، سيؤدي إلى انخفاض في الإيرادات بقيمة 4.5 تريليونات دولار، مقابل انخفاض في الإنفاق بقيمة 1.2 تريليون دولار حتى عام 2034، وذلك مقارنة بالخط الأساسي الحالي للقوانين، وفقاً لـ"بلومبيرغ".
وبناءً على طلب من الجمهوريين، جرى أيضاً احتساب كلفة مشروع القانون مقارنةً بخط أساس آخر يسمى خط السياسة الحالية، إذ قُدرت الكلفة بـ507.6 مليارات دولار فقط خلال نفس الفترة. ويهدف الجمهوريون من هذا الأسلوب المحاسبي إلى تمديد تخفيضات ضريبة الدخل التي أقرها ترامب في 2017 على نحوٍ دائم، واحتسابها على أنها لا تكلّف شيئاً. وتشمل الحزمة تخفيضات ضريبية بقيمة 4.5 تريليونات دولار، بحسب تقديرات صدرت، يوم السبت، من اللجنة المشتركة للضرائب.
وبحسب "بلومبيرغ"، قد شكلت كلفة مشروع القانون نقطة خلاف كبيرة مع المحافظين مالياً، كما واجهت عراقيل عدّة في مجلس الشيوخ، إذ طالب المشرّعون بتعديلات متضاربة. وجرى تعديل عدد من تخفيضات الإنفاق المدرجة في الحزمة بعد أن تبين أنها لا تتوافق مع قواعد المصالحة في المجلس.
ترامب يسرّع موعد مشروع القانون 
وقد جادل الديمقراطيون وبعض الاقتصاديين بأن استخدام "خط السياسة الحالية" يسمح للجمهوريين بالتحايل على القواعد التي تقيّد عادة الآثار المالية لمشاريع القوانين، الأمر الذي يهدّد المسار المالي للبلاد. وتفوق كلفة نسخة مجلس الشيوخ التقديرات السابقة لنسخة مجلس النواب، التي قدّرها CBO بـ2.8 تريليون دولار، آخذاً في الاعتبار الآثار الاقتصادية وارتفاع معدلات الفائدة الناتجة عن تضخم الديون.
ويجسّد التشريع الكثير من أجندة ترامب الاقتصادية، فإلى جانب تمديد تخفيضات الضرائب لعام 2017، يتضمن المشروع تخفيضات في الإنفاق على برامج شبكة الأمان الاجتماعي، بما فيها برنامج "ميديكيد" وبرنامج المساعدات الغذائية "سناب" أو "فود ستامبس". وتتضمن نسخة مجلس الشيوخ أيضاً جعل 3 إعفاءات ضريبية على الأعمال دائمة، وتقييد خصومات على الإكراميات والعمل الإضافي للموظفين، وإجراء تغييرات على بعض بنود ميديكيد.
كما توصل الجمهوريون في مجلسَي النواب والشيوخ إلى اتفاق لتعديل الحد الأقصى للخصومات الفيدرالية على الضرائب المحلية وحكومات الولايات. فسيبقى الحد الأقصى 40 ألف دولار كما جاء في نسخة مجلس النواب، لكنه سيكون محدوداً بفترة 5 سنوات بدلاً من 10.
ويعكس مشروع القانون نموذجاً اقتصادياً يعتمد على تحفيز النمو من خلال تخفيض الضرائب، خاصّة على الشركات والأثرياء، مع افتراض أن النمو الناتج سيعوض النقص في الإيرادات الضريبية. لكن التجارب التاريخية تشير إلى أن هذا النهج قد يؤدي إلى توسّع كبير في العجز المالي والدين العام، ما يزيد من تكاليف الاقتراض ويضعف قدرة الحكومة على مواجهة الأزمات المستقبلية. إلى جانب ذلك، يثير استخدام الجمهوريين لأسلوب "خط السياسة الحالية" جدلاً سياسياً حول الشفافية والمساءلة في إدارة الشؤون المالية، ويعمق الانقسامات الحزبية ويؤثر على ثقة الجمهور في المؤسّسات التشريعية.
من الناحية الاجتماعية، فإن التخفيضات في الإنفاق على برامج مثل ميديكيد والمساعدات الغذائية قد تزيد من معاناة الفئات الضعيفة، وتفاقم الفجوات الاقتصادية والاجتماعية، ما قد ينعكس على الاستقرار الاجتماعي ويزيد من الضغوط على السياسات المحلية لمواجهة هذه التحديات، كما أن توسع العجز والدين الوطني قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة على السندات الحكومية، ما يرفع كلفة خدمة الدين ويقلل من الموارد المتاحة للاستثمارات الحيوية في البنية التحتية والتعليم والبحث العلمي، الأمر الذي قد يؤثر سلباً على تنافسية الولايات المتحدة الاقتصادية على المدى الطويل.
في النهاية، يعكس المشروع توجهاً نحو تقليص دور الحكومة في الاقتصاد وتقليل الإنفاق على البرامج الاجتماعية، وهو توجه سياسي واقتصادي محافظ يركز على السوق الحرة. لكن هذا التوجه قد يواجه تحديات مع تصاعد الضغوط الاجتماعية وزيادة الطلب على الخدمات الحكومية، خاصة في أوقات الأزمات، مما قد يدفع لإعادة النظر في موازنة الأدوار بين القطاعَين العام والخاص في المستقبل.
## وسائل إعلام إسرائيلية: غارات كثيفة وواسعة في قطاع غزة
29 June 2025 08:27 PM UTC+00
## ضبط ملايين حبوب الكبتاغون.. ومقذوف لتهريب المخدرات بين سورية والأردن
29 June 2025 08:31 PM UTC+00
أعلنت السلطات السورية، اليوم الأحد، ضبط 1.7 مليون قرص من مخدر الكبتاغون في محافظة درعا (جنوباً)، كانت معدّة للتهريب إلى خارج سورية، في ثاني عملية من نوعها خلال أقل من 48 ساعة. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن فرع مكافحة المخدرات في درعا داهم مستودعات شرق المحافظة، كانت تحتوي على كميات كبيرة من الحبوب المخدّرة المُخزنة والمعدة للتهريب، مضيفة أن العملية أسفرت عن ضبط نحو مليون و700 ألف قرص كبتاغون.
ويأتي ذلك بعد أقل من يومين على إعلان وزارة الداخلية السورية إحباط محاولة تهريب نحو 3 ملايين قرص من الكبتاغون، و50 كيلوغراماً من مادة الحشيش، إثر ملاحقة شبكة لتجارة وتهريب المخدرات في ريف دمشق. وكان مدير إدارة مكافحة المخدرات في سورية، العميد خالد عيد، قد صرح الخميس الماضي بأن السلطات ضبطت منذ أواخر عام 2024، عقب "إطاحة نظام الرئيس بشار الأسد"، نحو 13 مستودعاً لتصنيع المواد المخدّرة، وأكثر من 320 مليون قرص كبتاغون.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الداخلية السورية، الأربعاء الماضي، تنفيذ عمليات نوعية جديدة ضمن إطار التعاون الأمني مع الدول العربية لمكافحة تهريب وترويج المخدرات.
وفي تطور مرتبط، أحبطت القوات المسلّحة الأردنية، اليوم الأحد، محاولة تهريب مواد مخدّرة عبر "مقذوف" محمّل بمادة الكريستال، أُطلق من الأراضي السورية باتجاه الأراضي الأردنية. وقال مصدر عسكري مسؤول، بحسب ما جاء على الموقع الرسمي للقوات المسلحة، إنّ "قوات حرس الحدود في المنطقة العسكرية الشمالية رصدت المقذوف، ونجحت بعد عمليات بحث وتفتيش في ضبطه، إذ تبيّن أنه يحتوي على نحو 500 غرام من مادة الكريستال، وجرى تحويله إلى الجهات المختصة".
ووفق بيانات رسمية أردنية، أحبطت مديرية أمن الحدود 63 محاولة تسلل وتهريب على مختلف خطوط التماس منذ بداية عام 2025، بالإضافة إلى منع دخول 205 طائرات مسيّرة حاولت اختراق الحدود، وضبط ما مجموعه 37.3 كيلوغراماً من المواد المخدرة، وأكثر من ثلاثة ملايين حبة مخدرة، و8834 كف حشيش.
وكان مدير إدارة مكافحة المخدرات في الأردن، العميد حسان القضاة، قد كشف في تصريحات سابقة عن تفكيك شبكات تهريب دولية، واعتقال عدد من المهرّبين المنتمين لعصابات دولية، إضافة إلى توقيف عدد كبير من التجار والمروجين خلال عام 2024. وذكر القضاة أن الإدارة تعاملت مع 25,260 قضية تورّط فيها نحو 38,782 شخصاً، شملت قضايا تعاطي وترويج واتجار بالمواد المخدرة. كما ضبط 27.5 مليون قرص كبتاغون، و3 آلاف كيلوغرام من الحشيش، و262 كيلوغراماً من الماريجوانا، و62 كيلوغراماً من الكريستال، و33 كيلوغراماً من الحشيش الصناعي، و11 كيلوغراماً من بودرة الجوكر، و13.5 كيلوغراماً من الهيروين، و2.9 كيلوغرام من الكوكايين.
## الاحتلال الإسرائيلي يختطف شابين في درعا ويتوغل في القنيطرة
29 June 2025 08:41 PM UTC+00
اختطفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد، شابين من أهالي قرية صيصون، وذلك أثناء مرورهما بالقرب من نقطة الهاون الواقعة إلى الغرب من بلدة معرية في ريف درعا الغربي، جنوبي سورية. وذكرت مصادر محلية أنّ قوات الاحتلال أطلقت النيران باتجاه الشابين أثناء مرورهما على دراجة نارية، إذ كانا يقصدان زيارة أقاربهما في المنطقة. وعلم "العربي الجديد" أن تحركات مكثفة تجري في تلك النقطة؛ فقوات الاحتلال تقوم بمنع الأهالي من الاقتراب، بينما تجرّف الأراضي بهدف تثبيت نقاط وسواتر متقدمة في أراضي أهالي المنطقة المحيطة.
وفي سياق متصل، شهدت قرية المشيرفة الواقعة في ريف القنيطرة الأوسط، الأحد، توغلاً لعدد من الآليات الحربية الإسرائيلية، ترافق مع انتشار لجنود راجلين، واستمر التوغل في محيط البلدة لبعض الوقت قبل أن تنسحب الآليات والجنود "دون أن يقوموا بأي عمل عدائي" ضد السكان. وشهدت محافظة درعا، الأحد، حوادث أمنية عدّة ناتجة عن الانتشار العشوائي للسلاح، إذ أُصيب ثلاثة أشخاص بأعيرة نارية في بلدة طفس، نتيجة إطلاق النار احتفالاً بعودة الحجاج.
كما نشب شجار بين عدد من الشبان في مدينة بصرى الشام بالريف الشرقي، استخدمت فيه الأسلحة الخفيفة، ما أثار الذعر بين الأهالي، دون وقوع ضحايا أو إصابات، بحسب مصدر من السكان. وفي سياق آخر، تمكّن جهاز الأمن الداخلي في درعا، الأحد، من ضبط مستودع يحتوي على مليون و700 ألف حبة كبتاغون مخدّرة في إحدى بلدات ريف درعا الشرقي، واعتقال أحد المتهمين بالاتجار، وعلم "العربي الجديد" من مصادر محلية أن كميات المخدرات كانت معدّة للتهريب إلى الأردن عبر الحدود الجنوبية.
العثور على مقبرة جماعية في دير الزور
وعثرت فرق الدفاع المدني السوري، يوم الأحد، على مقبرة جماعية في محافظة دير الزور شرقي سورية، وقال الناشط الإعلامي في دير الزور، إبراهيم الحسن، لـ"العربي الجديد"، إن فرق الدفاع المدني عثرت على بقايا جثث بشرية مجهولة الهوية في منطقة الروّاد بمدينة دير الزور، مدفونة بالقرب من حاجز سيّئ السمعة تابع للنظام البائد، وأضاف أن فرق الدفاع المدني انتشلت حتى الآن أربع جثث، لكن من المتوقع انتشال المزيد خلال الساعات القادمة، موضحاً أن فرق الدفاع والأجهزة الأمنية فرضت طوقاً أمنياً في المنطقة لمنع اقتراب الناس من الموقع.
وسبق أن عثرت فرق الدفاع المدني، في شباط/ فبراير الفائت، على مقبرة جماعية جديدة على الطريق الزراعي الواصل بين بلدة عقربا ومنطقة السيدة زينب بريف دمشق، قرب منطقة كانت تسيطر عليها قوات النظام السوري السابق، وتحتوي على رفات أشخاص عدّة، بعضهم جثث مقيّدة الأيدي، يُعتقد أنها تعود إلى فترة حكم نظام بشار الأسد المخلوع.
ويُعدّ مصير عشرات آلاف المفقودين والمعتقلين في سورية، والمقابر الجماعية التي يُعتقد أن النظام السوري أقدم على دفن معتقلين فيها بعد وفاتهم تحت التعذيب، أحد أبرز وجوه المأساة السورية، بعد أكثر من 13 عاماً من نزاع مدمّر تسبب في مقتل أكثر من نصف مليون شخص.
## محطات تحضيرية خارجية للأندية القطرية استعداداً لانطلاق الموسم
29 June 2025 08:53 PM UTC+00
بدأت الأندية القطرية وضع اللمسات الأخيرة على معسكراتها الخارجية المقرّرة في أوروبا، في إطار استعداداتها لانطلاق الموسم الكروي 2025-2026. وتسعى هذه الأندية لتجهيز لاعبيها فنياً وبدنياً عبر تدريبات مكثفة ومباريات ودية مع فرق مختلفة، بهدف الظهور بأفضل صورة ممكنة في الموسم الجديد. 
وأعلن نادي العربي، اليوم الأحد، إقامة معسكره التحضيري، استعداداً لمنافسات الموسم الكروي 2025-2026، وذلك في مدينة فالنسيا الإسبانية خلال الفترة من 15 يوليو/ تموز وحتى 3 أغسطس/ آب المقبلَين. وسيخوض العربي تحت قيادة مدربه الإسباني بابلو أمو (47 عاماً) عدداً من التجارب الودية خلال المعسكر الخارجي، مع عدد من الفرق التي سيجري تحديدها في وقت لاحق. ويسعى العربي للظهور على نحوٍ مميّز خلال منافسات الموسم المقبل، بعدما أنهى الفريق منافسات دوري نجوم قطر لكرة القدم خلال الموسم المنقضي، بالمركز التاسع.
وتعاقد العربي، خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية مع المهاجم الإسباني بابلو سارابيا (33 عاماً) لمدة موسمين، فضلاً عن ضمه عدداً من اللاعبين المحليين، أبرزهم الحارس يوسف حسن قادماً من الغرافة. ومن جهته، أعلن نادي الشمال إقامة معسكره الخارجي، استعداداً للموسم الجديد في هولندا، خلال الفترة من 17 يوليو إلى 5 أغسطس المقبلين، والذي ستتخلّله ثلاث مواجهات ودية.
وكان نادي الغرافة قد كشف، في وقت سابق، أن معسكره التحضيري للموسم الجديد سيكون في سلوفاكيا ولمدة ثلاثة أسابيع. وذكر النادي، في بيان على حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، أن معسكر الفريق سيبدأ في السابع عشر من يوليو المقبل وحتى الرابع من أغسطس، وسيخوض خلاله أربع مباريات تجريبية، مع أندية عربية وأوروبية من أجل تجهيز لاعبي الفريق فنياً للموسم الجديد. وكان الغرافة قد أنهى الموسم الماضي بإحراز لقب كأس الأمير لكرة القدم، بجانب حلوله ثالثاً في ترتيب دوري نجوم قطر، خلف ناديَي السد الفائز باللقب، والدحيل صاحب المركز الثاني.
من مدينة فالنسيا .. #العربي يبدأ استعداداته لموسم 2025-2026
التحضيرات تبدأ والعودة أقوى ⚪️ pic.twitter.com/1a3T0b3ocF
— Al Arabi SC | النادي العربي (@alarabi_club) June 29, 2025
## بلومبيرغ: ما أخطأ فيه المتداولون في 2025
29 June 2025 08:54 PM UTC+00
بعد مرور 6 أشهر على إعلان وول ستريت توقعاتها لعام 2025، هزّت الصراعات العالمية والسياسات المضطربة للرئيس دونالد ترامب الافتراضات المتعلقة بقوة وأهمية الأصول الأميركية والاقتصاد، ما أدى إلى انهيار أصول كانت مفضلة لدى السوق وظهور فائزين غير متوقعين، كما هو متوقع، شهدت أسواق السندات السيادية تقلبات حادة، وارتفع الين الياباني، وبدأت أسواق الأسواق الناشئة في التعافي أخيراً.
في الوقت نفسه، قلّ من توقع أن يعاني الدولار، رمز التفرّد الأميركي، من خسائر بهذا العمق، أو تنبأ بانخفاض حاد لمؤشر S&P 500 ثم ارتفاعه السريع. وفي المقابل، تحولت أسواق الأسهم الأوروبية من مكان مهمش إلى عنصر أساسي يجب على المستثمرين اقتناؤه. وفي هذا السياق، قال رئيس استراتيجيات الدخل الثابت في إدارة الأصول لدى "جولدمان ساكس" سايمون دانجور لـ"بلومبيرغ": "لقد حدث تطور كبير جداً في الأسواق خلال الأشهر الستة الماضية. أي موضوعات كنت تراهن عليها في بداية العام كاتجاهات متوسطة المدى قد تعرضت للاختبار"، وفيما يلي نظرة على مجموعة من الأصول وأدائها حتى الآن هذا العام:
الدولار الأميركي
كان من المتوقع أن تؤدي سياسات ترامب القائمة على خفض الضرائب ورفع التعرِفات الجمركية إلى زيادة التضخم وتقليل فرص تخفيض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي، وهي عوامل اعتُبرت داعمة لتفوق الدولار طوال عام 2025. بدلاً من ذلك، سجل مؤشر "بلومبيرغ" للعملة أسوأ بداية عام منذ 2005 على الأقل، وأصبح تفوق الدولار محلّ نقاش متزايد.
ولتطبيق تعرفة "يوم التحرير" في بداية إبريل/ نيسان أثر واسع وعقابي، إذ أثار مخاوف من ركود في الولايات المتحدة وزاد من التكهنات بأن ترامب يسعى لدعم الصناعة المحلية من خلال إضعاف الدولار. وهنا تكمن الخطورة، إذ تعتمد الولايات المتحدة على المستثمرين الأجانب لشراء حجم ديونها الهائل، كما أن ضعف الدولار يقلل من عوائد هذه السندات. ولم تكن شركات مثل "سوسيتيه جنرال"، "مورغان ستانلي"، و"جي بي مورغان تشيس" تتوقع تغيراً في أداء الدولار خلال النصف الأول من العام، وكانت تتوقع فقط تراجعاً تدريجياً في وقت لاحق.
أما الآن، يقول فريق من "جي بي مورغان" بقيادة ميرا تشاندان إنّ ارتباط الدولار بأسعار الفائدة والأسهم آخذ في الضعف، ما قد يشير إلى وجود نقاط ضعف هيكلية. ويتوقعون انخفاض مؤشر قوة الدولار بنسبة 2% أخرى بحلول نهاية العام.
الأسهم الأميركية
دخل المستثمرون العام وهم يملكون حصة قياسية في الأسهم الأميركية، مدفوعين باقتصاد قوي ورهانات على الذكاء الاصطناعي، لكن هذا التفاؤل تلاشى خلال أشهر، بداية مع تحدي شركة ناشئة صينية تُدعى DeepSeek لهيمنة الولايات المتحدة في سباق الذكاء الاصطناعي، ثم بسبب مخاوف من أنّ تعرفة ترامب الجمركية قد تدفع الاقتصاد إلى الركود. وجرى مسح ما يقارب 7 تريليونات دولار من القيمة السوقية لمؤشر "ناسداك " 100 الثقيل على التكنولوجيا بين ذروته في فبراير/ شباط الماضي ومنخفض إبريل/ نيسان. وأظهر مسح لمديري صناديق في بنك أوف أميركا أكبر تراجع في التعرض للأسهم الأميركية في مارس/ آذار. وبحلول أوائل إبريل/ نيسان، كان عدد المتفائلين بالأسهم الأميركية قليلاً جداً.
لكنّ قرار ترامب لاحقاً في إبريل/ نيسان بتعليق بعض أعلى التعرِفات الجمركية خلال قرن أثبت أنه نقطة تحول، سجل مؤشر S&P 500 مستوى قياسياً جديداً مع استمرار تحسن بيانات الاقتصاد وعودة أسهم التكنولوجيا إلى الواجهة. وبعد شهور من الاضطرابات والتوقعات المعتدلة، بدأ محللو وول ستريت يتبنون نظرة متفائلة للأسهم الأميركية للنصف الثاني من العام.
العملات الآسيوية
مع استعداد بنك اليابان لرفع أسعار الفائدة في وقت كانت فيه البنوك المركزية الأخرى تخفضها، بدأ المتداولون عام 2025 واثقين من ارتفاع الين. وكانت شركات مثل "جي بي مورغان" لإدارة الأصول و"برانديوين جلوبال إنفستمنت مانجمنت" من بين الذين توقعوا هذا الارتفاع، إذ ارتفع الين بنحو 9% مقابل الدولار إلى حوالى 145 هذا العام.
وحصل الين على دفعة إضافية في إبريل/ نيسان الماضي، مع زيادة الطلب على الأصول الآمنة وسط الارتباك حول تعرفات ترامب الجمركية. ويتوقع مارك ناش من Jupiter Asset Management، الذي راهن على الارتفاع منذ يناير/ كانون الثاني، أن يرتفع الين إلى 120 مقابل الدولار بحلول نهاية العام، أي ارتفاع بنحو 17% من المستويات الحالية.
## مغاربة يخرجون في 30 مدينة دعماً لفلسطين
29 June 2025 09:07 PM UTC+00
خرج الآلاف من المغاربة، مساء اليوم الأحد، في مسيرات ووقفات احتجاجية بـ30 مدينة في مختلف أنحاء البلاد، للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين في قطاع غزة، والتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، التي خلّفت آلاف الشهداء. وبحضور عدد من الوجوه الحقوقية واليسارية والإسلامية، ردّد المشاركون في المسيرات والوقفات، التي دعت إليها "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" (غير حكومية)، في سياق اليوم الوطني الاحتجاجي رقم 25، هتافات تُحيِّي غزة والمقاومة وصمود الشعب الفلسطيني، وأخرى مناهضة للتطبيع مع إسرائيل، من بينها: "غزة غزة.. رمز العزة"، و"الشعب يريد إسقاط التطبيع".
كما رفع المشاركون خلال الفعاليات التي نظّمتها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع (التي تضم 19 تنظيماً مدنياً وحقوقياً وسياسياً ونقابياً)، شعارات ترفض العدوان، وتستنكر جرائم الإبادة التي يقترفها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين، التي أدّت إلى سقوط آلاف الضحايا وسط الدمار والمجاعة. ومن المدن التي شهدت تنظيم وقفات ومسيرات مساء الأحد، في سياق اليوم الوطني الاحتجاجي الـ25 تحت شعار "الحرية لفلسطين والنصر للمقاومة": الدار البيضاء، وطنجة، وتطوان، وآسفي، وآكادير، والرشيدية، ومكناس، والجديدة، وتارودانت، وزاكورة، وغيرها.
وفي بيان لها، قالت الجبهة إنّ اليوم الوطني الاحتجاجي يأتي "تعبيراً عن الغضب الشعبي من جرائم الاحتلال الصهيوني والعدوان الأميركي، ولتأكيد الدعم الثابت للمقاومة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني، فضلاً عن تجديد الإدانة الشديدة لكل أشكال التطبيع والتواطؤ مع الكيان الصهيوني". من جهته، قال المنسق الوطني للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، محمد الغفري، لـ"العربي الجديد"، إنّ الفعاليات المنظمة اليوم تأتي في سياق "استمرار دعم صمود الشعب الفلسطيني في وجه الإبادة الجماعية التي يتعرض لها، بالنار والتجويع والتعطيش في غزة، والتقتيل والاستيطان الممنهجين في الضفة الغربية والقدس وباقي أجزاء الوطن الفلسطيني".
وأكّد الغفري أن المسيرات والوقفات التي شهدتها مختلف المدن المغربية "تمثل إدانة لجرائم الإبادة المستمرة التي يرتكبها العدو الصهيوني، وللدعم الأميركي، ولتواطؤ المجتمع الدولي، وبالأخص الأمم المتحدة، كما أنها رسالة دعم للمقاومة الفلسطينية وما تحققه على أرض الميدان من بطولات، وما تكبّده للعدو الصهيوني من خسائر"، واعتبر أن فعاليات اليوم تشكّل أيضاً مناسبة لـ"تأكيد استمرار إدانتنا للتطبيع المغربي–الصهيوني الذي أخذ يتعمق مع مرور الوقت"، مضيفاً: "لا يمكن إلّا أن ندين كل أشكال التطبيع مع الكيان المجرم، وأن نستمر في دعمنا للشعب الفلسطيني ولمقاومته".
من جهته، قال عضو السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، أبو الشتاء مساعف، إن فعاليات اليوم الوطني الاحتجاجي رقم 25 "تؤكّد الدعم الثابت للمقاومة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة جرائم الإبادة المستمرة في كامل التراب الفلسطيني، وعلى الإدانة الشديدة لكل أشكال التطبيع والتواطؤ مع الكيان الصهيوني، إزاء الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بالنار، والتجويع، والتعطيش في غزة، وتواتر التقتيل والاستيطان في الضفة الغربية".
وأكد مساعف، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن فعاليات اليوم الوطني الاحتجاجي "تبعث أيضاً برسالة استنكار شديد لاستباحة المسجد الأقصى المبارك وإغلاق أبوابه أمام المصلين، دون تحرك أو تنديد من الدول العربية والإسلامية، وفي ظل صمت رهيب من منظمة التعاون الإسلامي ولجنة القدس"، وأضاف في حديثه مع "العربي الجديد": "لا يفوتنا هنا أن نتقدم بتحية إجلال وإكبار للمقاومة الفلسطينية وللشعب الغزاوي على صموده وثباته رغم القتل اليومي، واستهداف أماكن تقديم المساعدات التي أضحت مصيدة للمواطنين من الآلة الصهيونية الإرهابية. ونسأل الله أن يرحم الشهداء ويعجّل بشفاء الجرحى، كما نؤكد أننا في الجبهة المغربية سنستمر في الخروج والدعم والإسناد إلى حين وقف الحرب وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه العادلة والمشروعة".
ولم تتوقف فعاليات التضامن مع فلسطين في المغرب، إذ باتت الوقفات والمسيرات شبه يومية في مختلف المناطق، يعلو فيها الصوت الشعبي دعماً للمقاومة ورفضاً للتطبيع.
## الكرملين: مستحيل إجبارنا على إيقاف حرب أوكرانيا عبر العقوبات
29 June 2025 09:39 PM UTC+00
أكّد الكرملين أن الحزمة الـ18 من العقوبات التي يخطط لها الاتحاد الأوروبي لن تؤدي إلى إنهاء الحرب التي تشنّها روسيا على أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للتلفزيون الروسي الرسمي الأحد: "وحده المنطق والحجج العقلانية يمكن أن تدفع روسيا إلى طاولة المفاوضات"، وأضاف: "من المستحيل إجبار روسيا على ذلك عبر أي نوع من الضغط أو العنف".
وأعرب بيسكوف عن قناعته بأن حزمة العقوبات الجديدة التي يسعى إليها الاتحاد الأوروبي سيجري تبنيها في نهاية المطاف، رغم المعارضة من سلوفاكيا. ومع ذلك، قال إنه "كلما كانت الإجراءات العقابية أشد، كان الرد عليها أقوى"، وقال بيسكوف إن العقوبات "سيف ذو حدين". وغالباً ما تقول موسكو إن الاتحاد الأوروبي سيتضرّر أكثر من العقوبات، على سبيل المثال من خلال التخلي عن المواد الخام والطاقة الروسية.
وحثّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المجتمع الدولي على تكثيف العقوبات، واصفاً إياها بأنها "أداة حيوية للحد من آلة الحرب الروسية"، وقال زيلينسكي في خطابه المصوّر المسائي الأحد: "يجب أن تكون العقوبات الآن واحدة من أهم الأولويات... عقوبات العالم ضدّ روسيا".
يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يقدم دعماً مالياً لكييف منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/ شباط عام 2022. وأعلنت الحكومة الأوكرانية في إبريل /نيسان الماضي عن تلقيها دعماً مالياً بقيمة 3.5 مليارات يورو (3.8 مليارات دولار) من التكتل. وتعد هذه الأموال جزءاً من برنامج "تسهيل أوكرانيا" التابع للاتحاد الأوروبي، والذي سوف يقدم دعماً بقيمة 50 مليار يورو حتى عام 2027.
ميدانياً، شنّت روسيا، فجر الأحد، أكبر هجوم جوي لها على أوكرانيا منذ بداية الحرب، ما أدى إلى مقتل شخص واحد على الأقل. وقالت سلطات محلية في أوكرانيا الأحد إنّ روسيا استخدمت المئات من الطائرات المُسيّرة وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية في هجوم على غرب البلاد وجنوبها ووسطها خلال الليل، ما أدى إلى إصابة ستة أشخاص على الأقل وتدمير منازل وبنية تحتية.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## أمير قطر يبحث مع ملك إسبانيا العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية
29 June 2025 09:39 PM UTC+00
التقى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مساء الأحد، ملك إسبانيا فيليب السادس، على هامش عشاء رسمي أُقيم ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، الذي تنظمه الأمم المتحدة في مدينة إشبيلية. وبحث الجانبان خلال اللقاء "التطوّرات الإقليمية، وعلى رأسها الوساطة القطرية التي أسفرت عن وقف الحرب بين إيران وإسرائيل، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين الدوحة ومدريد وسبل تعزيزها"، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء القطرية "قنا".
وفي بداية اللقاء، رحب ملك إسبانيا بأمير قطر، مؤكداً أن ذلك "يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه دولة قطر لدعم التنمية"، مشيراً في هذا الصدد إلى القمّة الدولية الرابعة للتنمية الاجتماعية التي ستستضيفها قطر هذا العام. وأعرب العاهل الإسباني عن "تطلعه إلى تعزيز العلاقات في ضوء الاتفاقيات ومذكرات التعاون الموقّعة بين البلدَين، وأهمية دعم الاستثمارات الثنائية المشتركة من خلال الشركات الصغيرة والمتوسطة"، كما جدّد ملك إسبانيا "تضامن بلاده مع دولة قطر وإدانتها الشديدة للهجوم الإيراني على قاعدة العديد الجوية"، مشيداً بدور أمير قطر في تيسير التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل. 
من جانبه، أكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حرصَ دولة قطر على "توطيد العلاقات بين البلدَين، ودفعها إلى مستوى أكثر تقدماً، في مجالات التعاون القائمة كافّة، لا سيّما في المجال الثقافي والتعليمي والأمني، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدَين الصديقَين"، وجرى خلال اللقاء استعراض أبرز الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المؤتمر، لا سيّما سبل تفعيل التعاون الدولي لدعم التنمية وتمويلها، إضافة إلى بحث أوجه تعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدَين، وآخر المستجدات الإقليمية والدولية.
وحضر حفل العشاء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ورئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، كما حضر الحفل أعضاء الوفد الرسمي المرافق لأمير قطر، وعدد من أعضاء الوفود الرسمية المرافقة.
وبلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين قطر وإسبانيا أكثر من 1.4 مليار يورو في عام 2023، بحسب بيانات رسمية مشتركة نشرت خلال زيارات سابقة بين الجانبَين. وفي مجال التعاون الدفاعي العسكري، أكّد البلدان أهمية شراكتهما الدفاعية، مشدّدين على "التزامهما المشترك بقيم السلام والتعايش والاحترام بين الشعوب، ومواجهة التهديدات الإقليمية والعالمية"، كما أعلنت الدوحة ومدريد عن تطلعهما إلى "إحراز تقدم في مجالات التعاون".
## كين يواصل الإبهار... أرقام استثنائية وتألق حاسم في مونديال الأندية
29 June 2025 10:17 PM UTC+00
واصل النجم الإنكليزي، هاري كين (31 عاماً)، تقديم عروضه المذهلة مع بايرن ميونخ الألماني، بعدما لعب دوراً حاسماً في قيادة فريقه لتجاوز عقبة فلامينغو البرازيلي، وفاز عليه بنتيجة 4-2، اليوم الاثنين، في دور الـ 16 من كأس العالم للأندية، المقامة حالياً في الولايات المتحدة الأميركية، إذ سجل هدفين أسهما في تأهل العملاق البافاري إلى ربع النهائي.
وأحرز رباعية "البافاري" إيريك بولغار من خطأ في مرماه، وهاري كين في مناسبتَين، وليون غوريتسكا، فيما قلص النادي البرازيلي النتيجة عبر جيرسون، والإيطالي جورجينو من ركلة جزاء. وأثبت كين، الذي يعيش واحدة من أكثر فتراته توهجاً، منذ انضمامه إلى بايرن، أنه ليس مجرد هدّاف تقليدي مجدداً، بل لاعب حاسم قادر على تغيير مجريات المباريات الكبرى. وقدّم كين أداءً لافتاً في مباراة سابقة أمام بوكا جونيور الأرجنتيني، سجل خلالها هدفاً وصنع آخر، مؤكداً تفوقه في المباريات ذات الطابع القاري والضغوط الجماهيرية.
وبحسب موقع ترانسفير ماركت، فخلال 95 مباراة لعبها حتى الآن بقميص بايرن ميونخ، شارك كين في 111 مساهمة تهديفية، بواقع 85 هدفاً و26 تمريرة حاسمة، وهو رقم يعكس حجم تأثيره الهجومي المذهل، بمعدل يفوق المساهمة في هدف واحد كل مباراة تقريباً. وجعل هذا التألق اللافت كين أحد أبرز المرشحين لنجومية البطولة، وأحد العناصر، التي تبني عليها جماهير البايرن آمالها في قيادة فريقها نحو اللقب العالمي. وضرب النادي "البافاري" موعداً مع نظيره باريس سان جيرمان الفرنسي، في ربع نهائي "الموندياليتو"، في قمة من العيار الثقيل.
هاري كين يسجل من جديد لتصبح النتيجة 4-2 ⚽️
تابع @fifaworldcup_ar | يونيو 14 - يوليو 13 | كل المباريات | مجانًا https://t.co/twXn7KmpIG I #FIFACWC #TakeItToTheWorld pic.twitter.com/Fr7QYxGAXQ
— DAZN Arabia (@DAZN_Arabia) June 29, 2025
## حرب الإبادة على غزة | جيش الاحتلال يشنّ غارات عنيفة وينسف منازل
29 June 2025 10:28 PM UTC+00
في ظلّ استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة، استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين، الأحد، جرّاء غارات شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدرستَين تستخدمان لإيواء النازحين في مدينة غزة وجباليا البلد شمالي القطاع، كما نسف جيش الاحتلال منازل سكنية عدّة شرقي مدينة غزة.
وكشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمّر، منذ فجر الأحد، أكثر من 19 منزلاً فوق رؤوس ساكنيها في حي التفاح ومنطقتي جباليا البلد والنزلة شمالي القطاع؛ في إطار حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب في القطاع.
وأصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، أوامر إخلاء جديدة لسكان أحياء ومربعات سكنية في مدينة غزة وشمالي القطاع، دعا فيها السكان للنزوح جنوباً نحو المواصي غرب خانيونس، ترامناً مع استمرار حرب الإبادة للشهر التاسع عشر على التوالي. وأنذر متحدث باسم جيش الاحتلال سكان مدينة غزة وجباليا وأحياء التركمان والدرج والتفاح الزيتون الشرقي، وأحياء النهضة والزهور ومعسكر جباليا وجباليا النزلة والنور والسلام وتل الزعتر، بإخلاء مناطقهم والنزوح نحو مناطق المواصي جنوبي القطاع.
"العربي الجديد" يتابع تطورات الحرب على غزة أولاً بأول..
## موسم اصطياف ليبيا ينطلق وسط تحذيرات من تلوّث الشواطئ
29 June 2025 10:38 PM UTC+00
تبرز في بداية فصل الصيف أزمة تلوّث شواطئ ليبيا في ظلّ إهمال مشترك؛ من المواطنين الذين لا يكترثون لسلامتهم فلا يلتزمون التحذيرات، ومن السلطات المعنية التي لا تبذل ما يكفي من جهود للحؤول دون تضرّر المصطافين.
مع انطلاق موسم الاصطياف وتوجّه الليبيين إلى الشواطئ هرباً من الحرّ، نشرت وزارة الحكم المحلي في حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا قائمة بأسماء شواطئ في تسع بلديات ساحلية كبرى عدّتها "غير صالحة للسباحة"، وذلك استناداً إلى نتائج تحاليل بيئية أجرتها الإدارة العامة لشؤون الإصحاح البيئي على امتداد الساحل الليبي. وحدّدت الوزارة المناطق المحظورة في بلديات طرابلس المركز وحيّ الأندلس وتاجوراء وسوق الجمعة من ضمن العاصمة، بالإضافة إلى بلديات مصراتة وزليتن وصبراتة وسوق الخميس في غرب البلاد، وبلدية طبرق في أقصى الشرق. وطالبت سلطات هذه البلديات بضرورة اتّخاذ إجراءات عملية لمنع السباحة في المواقع الخطرة ووضع لوحات تحذير واضحة عند الشواطئ الملوّثة.
يقول المسؤول في إدارة الإصحاح البيئي يحيى حمزة لـ"العربي الجديد" إنّ الأزمة البيئية المرتبطة بشواطئ ليبيا "قديمة، لكنّ خطرها يتزايد في كلّ عام"، لافتاً إلى أنّ السبب الرئيسي يتعلّق بتوقّف أكثر من سبعين محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي عن العمل على طول الساحل الليبي، الأمر الذي جعل خطوط المحطات تصبّ في مياه البحر مباشرة من دون أيّ معالجة. يضيف حمزة أنّ "الحرب والأزمات السياسية والاقتصادية المتتالية حالت دون إنشاء محطات جديدة أو صيانة أخرى قديمة"، وأنّ ثمّة أعمال صيانة تجري بين الحين والآخر، واصفاً إيّاها بأنّها "احترازية"، الهدف منها "الحؤول دون تفاقم الوضع في محطات محدودة، لكنّ المحطات بمعظمها خارجة عن الخدمة".
ومنذ عام 2016 على أقلّ تقدير، راحت بلدية طرابلس تدقّ ناقوس الخطر على خلفية اكتشافها أنّ نسب البكتيريا في مياه البحر بلغت مستويات خطرة وصلت إلى 500% من الحدود المسموح بها، الأمر الذي يعرّض بالتالي صحة المصطافين لمخاطر حقيقية. وعلى الرغم من تكرار بلدية طرابلس تحذيراتها، كذلك الأمر بالنسبة إلى بلديات أخرى، فإنّ وزارة الحكم المحلي نفسها لم تبدِ أيّ اهتمام بتلوّث الشواطئ إلا منذ عامَين فقط. ونشرت في عام 2023 أولى خرائط المصايف الآمنة على طول الساحل الليبي، علماً أنّ التحذير في العام الماضي شمل أكثر من ثلث المصايف المعتمدة والشواطئ من أصل 168 مصيفاً وقرية سياحية على طول الساحل الليبي.
لكنّ الوضع على الأرض يُظهر تجاوباً ضعيفاً مع التحذيرات، فالصور وتسجيلات الفيديو المتداولة تظهر لوحات إرشادية وضعتها السلطات للتحذير من خطورة السباحة في مواقع محدّدة، فيما تزدحم تلك المواقع بالعائلات، بما في ذلك الأطفال، في تجاهل واضح لما تتضمّنه. ويصف الناشط البيئي رافع التكبالي الأمر بأنّه "دليل على قصور آخر في سياسة السلطات"، شارحاً لـ"العربي الجديد" أنّ "فيما تطلق (السلطات المعنية) التحذيرات في بيانات وتنصب لوحات تحذيرية، فإنّها لا تنفّذ أيّ إجراءات فعلية لمنع المواطنين فعلياً من الوصول إلى هذه الشواطئ الخطرة أو السباحة فيها". ويشدّد على أنّ "السلطات تتحمّل مسؤولية حماية المواطنين من أنفسهم في مثل هذه الحالات".
وينتقد التكبالي البيان الوزاري نفسه، متسائلاً عن سبب استثناء مدن رئيسية في شرق ليبيا مثل بنغازي، مشيراً إلى أنّ الرأي العام يعرف أنّها تعاني من مشكلات تلوّث حادة عند شواطئها. ويقول: "لا شكّ في أنّ عدم استثناء بنغازي ومدن أخرى في شرق البلاد من التحذيرات يعود إلى الانقسام الحكومي، وإلى عدم قدرة الإصحاح البيئي التابع لحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا على الوصول إلى تلك المناطق وإجراء الفحوصات اللازمة".
ويلفت الناشط البيئي الانتباه إلى حالة درنة شمال شرقي ليبيا والمناطق المجاورة لها التي تعرّضت لكارثة عاصفة دانيال والفيضانات المدمّرة التي تبعتها، ويسأل: "وماذا عن شواطئ درنة التي جرفت سيول العاصفة أطناناً من ركام المباني والمخلفات الصلبة إلى البحر؟". ويتابع قائلاً إنّ "في البحر مئات من الجثث التي بقي مصيرها مجهولاً وتحلّلت، وهي قد تمثّل مصدر تلوّث إضافياً يهدّد صحة المصطافين في تلك المناطق".
ويذهب التكبالي إلى أبعد من ذلك في تشخيص الأزمة، إذ يرى أنّ "المشكلة الحقيقية لا تكمن فقط في تحديد الشواطئ الملوّثة والتحذير منها، بل في عجز الحكومات المتعاقبة عن معالجة أسباب هذا التلوّث"، مشيراً إلى أنّ "هذا العجز يترك المواطن العادي أمام خيارَين مرَّين: إمّا تحمّل تكاليف باهظة للاصطياف في قرى سياحية ومصايف خاصة آمنة أنشأها مستثمرون في مناطق بعيدة عن المدن، وإمّا المخاطرة بالسباحة عند الشواطئ العامة الملوّثة والمجانية". ويؤكد الناشط البيئي أنّ "السلطات لا توفّر الحدّ الأدنى من السلامة حتى عند الشواطئ التي لم تصدر تحذيرات بشأنها من خلال توفير فرق إنقاذ بحري، بل تكتفي بالتحذير من المخاطر في مناطق محدّدة فقط".
## التنمّر في مصر... حين تصبح المدرسة مكاناً للخوف
29 June 2025 10:38 PM UTC+00
يحذّر تربويون وعلماء نفس واجتماع من مخاطر ظاهرة التنمّر على الأطفال في مصر، خصوصاً داخل المدارس، والذي لا يواجه بعقوبات رادعة. وفي مثال، في صباح شتوي بارد، وقفت التلميذة ميار (13 سنة) أمام مرآتها تبكي، بعدما سخرت زميلاتها من شكل أنفها وبشرتها السمراء. كانت تحاول إخفاء دموعها عن والدتها بينما تجهز حقيبتها المدرسية. لم تكن هذه المرة الأولى، فهي تتعرض منذ شهور لتعليقات لاذعة من أقرانها في المدرسة بسبب مظهرها، وبدلاً من أن تجد الحماية في المدرسة، قوبلت شكواها بصمت بارد من المعلمات والإدارة.
في الفصل، خاطب معلم التلميذة نوبية الأصل أمام زملائها قائلاً: "اسكتي يا سودة". لم تكن الكلمة مجرد سخرية عنصرية، بل إعلاناً صريحاً يؤكد أنّ التنمّر في مدارس مصر لم يعد حكراً على التلاميذ، بل أصبح سلوكاً يجد طريقه بين المعلمين أنفسهم، وعادة من دون عقاب. في حادثة أخرى، لم تحتمل تلميذة بالمرحلة الإعدادية السخرية اليومية من شكلها، فانتحرت في منزلها، بعد أن ضاقت بما تسمعه من زميلاتها. بينما كانت منار أقوى، إذ اكتفت بالتوقف عن الذهاب إلى المدرسة بعد تعرضها للتنمّر بسبب بشرتها السمراء.
تعرض محمد، التلميذ في المرحلة الثانوية، إلى التنمر نتيجة معاناته من التلعثم في النطق، وكان التلاميذ والمعلمون يسخرون منه يومياً داخل الفصل، حتى فقد الرغبة في الذهاب إلى المدرسة. حاولت أسرته نقله إلى مدرسة أخرى، لكن التنمر كان قد ترك جُرحاً عميقاً في نفسه، أعمق من أن يُشفى بتغيير المكان.
هذه الوقائع وغيرها الكثير، دفعت النائبة بمجلس الشيوخ، ريهام عفيفي، إلى التقدم بطلب مناقشة عامة لاستيضاح جهود وزارة التربية والتعليم بشأن مواجهة ظاهرة التنمّر، وقالت في نص طلبها: "تجاوز التنمّر المدرسي حدود الحوادث الفردية، وتحول إلى ظاهرة، ما يستدعي الوقوف على أسبابه، وعدم التهاون في مواجهته، فدور الوزارة لا يجب أن يقتصر على الوقاية، بل يمتد إلى توفير الدعم النفسي والاجتماعي للضحايا بالتعاون مع الجهات المعنية".
وأضافت نائبة البرلمان المصري: "حوادث التنمّر والتحرش طاولت المدارس الحكومية والخاصة على حد سواء، ما يخلق أمراضاً في المجتمع يصعب علاجها، ويستلزم توفير بيئة مدرسية صحية تخرج إلى المجتمع فرداً صالحاً قادراً على البناء، وعلى تحمل المسؤولية".
وتشير بيانات منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" إلى أن نحو 70% من أطفال مصر يتعرضون للتنمّر من قبل زملائهم في المدارس، ما يستلزم تحركاً جاداً من الجهات المعنية، سواء عبر الردع القانوني، أو نشر الوعي بين النشء والمراهقين.
وبحسب خبراء، ينتشر التنمّر بشكل أكبر بين الذكور مقارنة بالإناث، خصوصاً في المدارس الحكومية، نتيجة غياب وسائل الردع والعقاب، ما يؤثر سلباً على التحصيل العلمي للضحايا، ويغذي مظاهر العنف لاحقاً في المجتمع.
يقول أستاذ الطب النفسي في جامعة عين شمس، عبد الناصر عمر، لـ"العربي الجديد": "التنمّر في الغرب يرتكز غالباً داخل المدارس، بينما يعتبر في مصر ظاهرة ممتدة تشمل كل المساحات. التنمّر يستهدف المختلفين في الشكل أو الدين أو السلوك، بينما الأصل هو احترام الآخر. بعض الآباء والأمهات يتسببون في نقل ظاهرة التنمّر إلى أبنائهم من جراء تصرفاتهم مع الآخرين، والتنمّر تمتد آثاره مع الضحية لفترة طويلة، وقد يؤثر على حياته ومستقبله، ويصل به في أحيان كثيرة إلى الإصابة بالاكتئاب أو العزلة. التنمّر قد يصدر من الأهل تجاه الأبناء، أو من المعلمين إزاء التلاميذ، وكل حالاته مرفوضة لما له من تداعيات كارثية".
بدورها، تقول أستاذة علم الاجتماع في جامعة بنها، هالة منصور، إن "المتنمّر عادة ما يمارس سلوكه العدواني تجاه ضحاياه بسبب غياب القيم، أو افتقاده إلى التربية السليمة. يبحث المتنمّر عادة عن عيب خلقي في ضحيته، والسبب هو افتقاده إلى الأخلاق الحميدة، وبعض الآباء والأمهات يمارسون التنمّر على أبنائهم بقصد أو بدون قصد، بحجة أنهم يريدونهم أفضل، ما يكون له تأثير سلبي على الأطفال وسلوكهم، بدلاً من تشجيعهم بشكل إيجابي، والعمل على زيادة ثقتهم في أنفسهم، وتأهيلهم لمواجهة أية مستجدات خلال دراستهم أو حياتهم بشكل عام. على وسائل الإعلام دور كبير في التوعية بخطورة التنمّر، فقد يدفع الطفل لإنهاء حياته إذا كانت بنيته النفسية ضعيفة".
وفي جلسة خصصها مجلس الشيوخ المصري لمناقشة الموضوع مؤخراً، قال نائب وزير التعليم، أيمن بهاء الدين، إن "ظاهرة التنمّر المدرسي باتت مقلقة خلال السنوات الأخيرة، والفئة العمرية من 10 إلى 12 سنة هي الأكثر عرضةً للتنمّر اللفظي، والذي يتحول لاحقاً إلى تنمّر جسدي في المرحلة الثانوية".
وأضاف بهاء الدين: "العوامل الأسرية تلعب دوراً كبيراً في تفاقم ظاهرة التنمّر، مثل التفكك الأسري، والعنف المنزلي، والإهمال، والتساهل المفرط من الأهل، أو الحماية الزائدة، إضافة إلى عوامل مدرسية وبيئية منها ضعف الإشراف المدرسي نتيجة العجز في الكوادر البشرية، وعدم وجود سياسة لمكافحة التنمّر، وتساهل بعض المعلمين مع هذه السلوكيات".
وفي 12 ديسمبر/كانون الأول 2023، صدق الرئيس عبد الفتاح السيسي على تعديل بعض أحكام قانون العقوبات، بهدف مواجهة الجرائم المستحدثة مثل التحرش والتنمّر، لتشمل العقوبات الحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تتجاوز أربع سنوات، وغرامة مالية، أو بإحدى العقوبتين، وذلك لكل من تعرض للغير في مكان عام أو خاص، بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية، أو باستخدام وسائل الاتصال أو أي تقنية أخرى.
ونصت تعديلات القانون على أن العقوبة تُغلظ لتصل إلى السجن مدة لا تقل عن سبع سنوات إذا كان المتهم ممن لهم سلطة وظيفية أو دراسية أو أسرية على الضحية، أو ارتكب الجريمة في مكان العمل أو وسائل النقل. لكن يحذر مختصون أن العقوبات لا تزال غير مفعّلة داخل المدارس، إما لغياب آليات الشكوى، أو لشيوع ثقافة "التستر" بدلاً من المحاسبة.
## جورجيا... دعوات حظر الإجهاض تعزز القيم المحافظة
29 June 2025 10:38 PM UTC+00
تتنامى التوجهات المحافظة في جورجيا وقد ودعا البطريرك شيو موجيري أخيراً إلى فرض قيود تشريعية على الإجهاض، الأمر الذي أيدّه كثيرون يعتبرون أنّ الإجهاض انعكس سلباً على ديمغرافيا البلاد، في حين التزمت القيادة السياسية التزمت الحذر.
تعالت في جورجيا خلال الأسابيع الأخيرة أصوات طالبت بفرض قيود تشريعية على الإجهاض، وأيدت دعوة مماثلة وجهها بطريرك عموم البلاد شيو موجيري في وقت سابق من مايو/ أيار الماضي. ورغم أن حزب "الحلم الجورجي" الحاكم لم يدعم المبادرة في شكل صريح، لكنه أكد مواصلة الدفاع عن القيم التقليدية والمصالح الوطنية الجورجية، وشكر البطريرك موجيري على مبادرته.
رأى البطريرك في كلمة وجهها إلى المشاركين في مسيرة نظِمت بمناسبة يوم قدسية الأسرة أنه "يجب الانتقال إلى تبني قوانين منظمة ومشددة لهذه المسألة"، مستشهداً في ذلك بأن بعض بلدان الاتحاد الأوروبي وعشر ولايات أميركية تفرض قيوداً على الإجهاض. واعتبر أن تراجع عدد سكان جورجيا من أكثر من 5 ملايين نسمة في تسعينيات القرن الماضي إلى 3.7 ملايين فقط حالياً نتيجة مباشرة للإجهاض.
من جهته، يُقرّ مدير مركز الدراسات الإسلامية في القوقاز، شوتا أبخايدزه، بأن انتشار ظاهرة الإجهاض ساهم في تدهور الوضع الديمغرافي في جورجيا، ويشدد على "ضرورة تعزيز القيم المحافظة، والحدّ من تسلل مظاهر العولمة، مثل العزوف عن الإنجاب والنسوية والمثلية الجنسية إلى المجتمع الجورجي التقليدي بطبيعته". ويقول لـ"العربي الجديد": "قضية الإجهاض ملحة للغاية في المجتمع الجورجي اليوم بسبب مجموعة عوامل أدت إلى تدهور الوضع الديمغرافي، وفي مقدمها حركة هجرة الشباب إلى أوروبا والولايات المتحدة وارتفاع معدلات الوفيات. وبلغ عدد سكان جورجيا عام 1991 حين تفكك الاتحاد السوفييتي نحو 5.5 ملايين، واليوم لا يتخطى عدد المواطنين المقيمين في الداخل 2.5 مليون نصفهم فقط جورجيون عرقياً".
ويلفت أبخايدزه إلى أن حركة الهجرة الوافدة إلى جورجيا تفاقم القضية، ويضيف: "هناك مهاجرون قادمون من بلدان الشرق الأوسط بعضهم غير شرعيين يتبنون توجهات راديكالية، وآخرون من إيران وأفغانستان والهند وباكستان وأفريقيا. ويحصل كثير منهم على سمات الإقامة وحتى الجنسية الجورجية، ووصل عدد المجنسين إلى نحو 600 ألف يزدادون عاماً بعد عام، ما يهدد الهوية الوطنية الجورجية".
ويجزم أبخايدزه بأن "حظر الإجهاض يلبي احتياجات الوضع الراهن، وهو يتناسب مع الرؤية التقليدية المحافظة للجورجيين الذين بات عرقهم يواجه خطر الانقراض في ظل تدهور الوضع الديمغرافي يوماً بعد يوم بتأثير السياسات الليبرالية وحظر الدين بالمدارس، واعتماد الطابع العلماني في التعليم المدرسي والجامعي، وارتفاع معدلات الطلاق وانتهاء غالبية حالات الزواج بالانفصال، وإقبال الشباب على الأيديولوجيات الهدامة مثل النسوية وعدم الإنجاب وحتى المثلية الجنسية". لكنه يستدرك أيضاً بأن الدفع بقضية الإجهاض إلى الواجهة لا يخلو من دوافع سياسية، ويقول: "حزب الحلم الجورجي ليس محافظاً لكنه يستثمر هذه الورقة لدعم مواقفه السياسية لإدراكه بأن المجتمع الجورجي له طابع مسيحي أرثوذكسي، لذا يسعى إلى ضرب عصفورين بحجر واحد، أي إرضاء الكنيسة الأرثوذكسية الجورجية، وخدمة البلاد وشعبها أيضاً كي لا يسيرا على خطى أوروبا، وقد أصبحت الجاليات المسلمة أكثر إنجاباً مقارنة بالسكان الأصليين".
في موسكو، يعتبر الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، الأستاذ في الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب، كامران غسانوف، أن توجه "الحلم الجورجي" نحو دعم القيم المحافظة يأتي باعتباره مرآة للسياسة الخارجية الجورجية في ظل توجه تبليسي نحو تعزيز العلاقات مع الصين وروسيا مقابل الفتور في العلاقات مع أوروبا. ويقول غسانوف لـ"العربي الجديد": "تقدم حزب الحلم الجورجي في السنوات الأخيرة بمجموعة مبادرات تعارضت تماماً مع مفهوم الديمقراطية في الاتحاد الأوروبي، ومن بينها قانون العملاء للخارج، وحظر الترويج للمثلية الجنسية، والدفاع عن القيم الدينية والمحافظة التي تحظى بإقبال في المجتمع الجورجي، والواقع أن شعبية البطريرك تفوق شعبية سياسيين معروفين ووزراء في أحيان كثيرة".
وفي شأن تأثير علاقات تبليسي الخارجية على التوجه المحافظ، يقول غسانوف: "بعدما فازت في الانتخابات التشريعية الأخيرة وتجاوزت خطر توسع رقعة الاحتجاجات نهاية العام الماضي، تشعر السلطات الجورجية بقدر أكبر من الثقة والاستقلال عن الاتحاد الأوروبي على ضوء انتماء الرئيس الأميركي العائد إلى البيت الأبيض، دونالد ترامب، إلى فريق المحافظين. يضاف إلى ذلك توجه جورجيا في السنوات الأخيرة نحو تطوير العلاقات مع روسيا التي تتمسك بدورها بالقيم المحافظة على غرار شركاء آخرين لتبليسي مثل تركيا والصين وأذربيجان".
رغم ذلك، يقرّ غسانوف الذي يحمل درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، بأن "تنامي التوجهات المحافظة سيعرقل تكامل جورجيا مع الاتحاد الأوروبي، ويزيد مخاطر وقوع (ثورة مخملية) جديدة، حتى إذا كان تحقيقها صعباً بلا دعم أميركي"، ويخلص إلى أن "تعزيز القيم المحافظة يتناسب مع السياستين الداخلية والخارجية لجورجيا".
وكان رئيس الوزراء الجورجي إراكلي كوباخيدزه أكد في إبريل/ نيسان الماضي، أن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي يبقى أهم أولويات بلاده، لكنه شدد على أهمية الحفاظ على "علاقات طبيعية" مع مختلف الدول، من بينها روسيا التي تواصل تبليسي الشراكة الاقتصادية معها مع انتهاج السلطات الحالية نهجاً براغماتياً في العلاقات مع موسكو مع استبعاد تداعيات حرب الأيام الخمسة في إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي عام 2008.ونالت جورجيا نهاية عام 2023 صفة دولة مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، لكنها علّقت بدء مفاوضات الانضمام حتى عام 2028 بقرار اتخذه حزب "الحلم الجورجي" الحاكم الذي يطبق سياسة تطبيع العلاقات مع موسكو. وأثار القرار موجة احتجاجات تخللتها دعوات إلى التكامل مع أوروبا.
## نزوح في كردفان... سودانيون عالقون وسط الحرب والجوع والكوليرا
29 June 2025 10:38 PM UTC+00
منذ أكثر من عامَين، تتواصل الحرب في السودان متسبّبةً في واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم. وأخيراً، يعيش النازحون في إقليم كردفان فصلاً جديداً من المأساة الإنسانية غير المسبوقة والتي لا حدود لها، بحسب وصف الأمم المتحدة.
وجد سكان مدن عدّة في إقليم كردفان، الذي يفصل شرق السودان عن غربه، أنفسهم مضطرين إلى النزوح جماعياً، بعضهم سيراً على الأقدام نحو مدينة الأبيض، العاصمة التاريخية للإقليم. وكانت وتيرة المعارك قد ارتفعت في الفترة الممتدّة ما بين مطلع مايو/ أيار الماضي ومنتصف يونيو/ حزيران الجاري، ما بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حول عدد من مدن إقليم كردفان، من بينها النهود والخوي وبابنوسة وأبوزبد والدبيبات وبارا والحمادي وكازقيل، علماً أنّ القتال أرعب كذلك سكان القرى، الأمر الذي أدّى إلى موجة نزوح لم يشهدها الإقليم منذ بداية حرب السودان في منتصف إبريل/ نيسان من عام 2023.
وواجهت مئات العائلات السودانية التي نزحت من مناطق القتال في إقليم كردفان المقسّم في ثلاث ولايات (شمال كردفان وجنوب كردفان وغرب كرفان) نحو مدينة الأبيض صعوبات كبيرة في الطريق، إذ اضطر أفرادها إلى التنقّل على أرجلهم لأكثر من عشرة أيام، تعرّضوا خلالها إلى عمليات تنكيل واسعة، فيما نُهبت ممتلكاتهم، وجُرّد عدد منهم حتى من الثياب التي كانت تغطّي أجسادهم. ولم يجد هؤلاء مجالاً غير النزوح سيراً على أقدامهم، لعدم توفّر وسائل نقل عامة، ونظراً إلى قلّة المركبات الخاصة، بعد أن استولى عليها عناصر أفراد قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب. وهكذا ساروا مُجبرين بمختلف فئاتهم، نساء ورجالاً، صغاراً وكباراً، على مدى أيام من أجل النجاة من الانتهاكات التي يرتكبها الطرفان المتورّطان في الحرب.
إبراهيم مبروك واحد من هؤلاء السودانيين النازحين قسراً في إقليم كردفان السوداني، وقد تطلّبت عملية نزوحه مع ثمانية أفراد من عائلته 13 يوماً، من أجل قطع المسافة بين مدينة الدبيبات ومدينة الأبيض. ويحكي مبروك تفاصيل رحلة عائلته الشاقة سيراً على الأقدام لـ"العربي الجديد": "عندما تمكّن الجيش السوداني في 23 مايو الماضي من طرد قوات الدعم السريع من الدبيبات، ظننّا أنّ الأمور سُوّيت بصورة نهائية. لكن بعد ثلاثة أيام فقط، عادت القوات مجدّداً، واستردّت المدينة من الجيش الذي سحب جنوده إلى مشارف مدينة الأبيض التي تبعد حوالي 100 كيلومتر من الدبيبات". يضيف أنّ "عناصر الدعم السريع راحوا يرتكبون الفظائع بحقّ المدنيين، ولم يفرّقوا ما بين امرأة ورجل ومتقدّم في السنّ. راحوا يقتلون الناس، وينهبون الممتلكات، لذا حاول السكان النزوح جماعياً من المدينة، ولأنّ وسائل النقل معدومة، مشينا على أرجلنا لمدّة 13 يوماً حتى تمكّننا من الوصول إلى الأبيض"، مشيراً إلى أنها تحتاج في العادة إلى ساعتَين فقط بواسطة المركبات".
وعن الانتهاكات التي تعرّضت لها عائلته خلال نزوحها من مناطق القتال، يقول مبروك: "ضُربنا بالسياط، ونُهبت ممتلكاتنا وأموالنا. وكان المقاتلون، عند رؤيتهم شخصاً يرتدي ملابس جديدة أو بحالة جيدة، يعرّونه ويستولون عليها، من دون التفريق في ذلك ما بين النساء أو الرجال".
وما ينقله مبروك لا يندرج في إطار الحوادث المعزولة، فكثيرون هم المدنيون السودانيون الذين وجدوا أنفسهم في مواقف مماثلة في خضمّ الحرب التي انتقلت من ولايات السودان الشرقية إلى الوسط، لتدور في مناطق كانت تُعَدّ أكثر أماناً خلال العامَين الماضيَين، علماً أنّها مدن صغيرة وقرى يعتمد سكانها على الرعي والزراعة المطرية.
واستقرّت عائلة مبروك في مركز إيواء مؤقّت بمدينة الأبيض، تماماً كما هي حال 315 عائلة أخرى نزحت من مدن عدّة، من بينها النهود والأُضية ولقاوة والفولة وبابنوسة والخوي. ويصف الوضع في مركز الإيواء بـ"الجحيم"، ويشرح: "نحصل على مياه الشرب بشقّ الأنفس، فيما المواد الغذائية التي توزَّع على النازحين لا تكفي نصفهم. وبسبب قلّة دورات المياه، وهي أربع فقط مشتركة بين النساء والرجال، يقضي النازحون حاجتهم في الخلاء، ما يهدّد بكارثة صحية خطرة، في ظل انتشار الكوليرا بالمدينة".
في مركز إيواء آخر بمدينة الأبيض، تعيش 85 عائلة ظروفاً إنسانية بائسة بعد وصول أفرادها إلى المدينة، وقد نزحوا من مدينة النهود التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع في مطلع مايو الماضي. وفي هذا الإطار يخبر محمد السماني، أحد النازحين الذين لجأوا إلى مركز الإيواء المؤقت هذا، "العربي الجديد" أنّ "المكان الذي نقيم فيه يقع في محيط عمارة غير مكتملة، يفتقر إلى كلّ المتطلبات الضرورية لعيش الإنسان". ويشير السماني إلى أنّ "النازحين يضطرون إلى افتراش الأرض ليلاً لعدم توفّر أسرّة وأغطية، وفي النهار يستظلون بالأشجار، ويستخدمون ثلاث دورات مياه يتشاركها الرجال والنساء، الأمر الذي يدفع بعضهم إلى قضاء حاجته في الخلاء".
يضيف السماني أنّ "النازحين يواجهون صعوبة في الحصول على مياه الشرب، لأنّ المدينة نفسها تعاني من أزمة عطش تاريخية، ضاعفتها الحرب التي أتت لتؤثّر بالخدمات التي تُقدَّم للمواطنين". ويتابع: "أمّا الطعام فيقدَّم عبر التكايا الخيرية، لكنّه غير كافٍ لكلّ النازحين الذين تتزايد أعدادهم يومياً وسط المعارك المستمرّة بين الطرفَين". وحتى بعد مرور شهرَين على احتدام المعارك في إقليم كردفان لم يتيسّر حصر النازحين بين القرى والمدن، لسرعة تبادل المواقع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وفي 25 يونيو الجاري، تسبّب هجوم لقوة تابعة لـ"الدعم السريع" على قريتَي لمينا والحقونا، الواقعتَين إلى جنوب مدينة الأبيض، في مقتل 21 مدنياً، ونزوح السكان الذين وصل بعضهم إلى الأبيض، فيما يبقى مصير عدد آخر مجهولاً، حتى بعد مرور ثلاثة أيام على الهجوم المُباغت. ويخبر مواطن من قرية لمينا، وصل أخيراً إلى مدينة الأبيض، "العربي الجديد" أنّ نحو 1700 عائلة نزحت من القريتَين نحو الأبيض سيراً على الأقدام، فيما استخدم بعض المواطنين الحمير والجمال في رحلة النزوح.
ويفيد مصدر لدى مفوضية العون الإنساني في حكومة إقليم كردفان "العربي الجديد" بأنّ "عدد العائلات التي وصلت إلى مدينة الأبيض من مناطق عدّة بالإقليم تُقدَّر بنحو 370 ألف عائلة، استقرّ عدد منها مع معارف في أحياء المدينة، فيما تعيش أخرى في مخيمات مؤقتة، وسط ظروف بالغة القسوة، مع عدم قدرة المفوضية على تلبية كلّ احتياجاتهم". يضيف المصدر أنّ "مقومات الحياة معدومة في المخيمات المؤقتة التي تؤوي النازحين، إذ تتشارك عشرات العائلات دورة مياه واحدة يقضي أفرادها حاجتهم فيها، في حين تفترش النساء والأطفال الأرض لعدم قدرة مفوضية العون الإنساني على توفير أغطية وفرش وخيام لآلاف النازحين الذين وصلوا إلى المدينة من عشرات المدن والقرى التي امتدت إليها الحرب".
ويتابع المصدر نفسه أنّ "النازحين يعيشون وسط أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة داخل المخيمات، في ظلّ نقص حاد في المواد الغذائية ومواد النظافة والمعينات الطبية، مع انتشار الكوليرا في المدينة". ونظراً إلى توقّف شبكات الاتصالات بأجزاء واسعة في الإقليم، لا يُعرَف مصير مئات العائلات التي نزحت من قرى إقليم كردفان ومدنه التي اجتاحتها قوات الدعم السريع.
من جهته، يقول عطا الله حماد، النازح من مدينة جبرة الشيخ، الواقعة إلى شمال مدينة الأبيض، لـ"العربي الجديد" إنّ "عائلات كثيرة نزحت من جبرة الشيخ، بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها، تقطّعت بها السبل أثناء فرارها نحو الأبيض. ولعدم توفّر وسائل نقل، يلجأ النازحون إلى الدواب، الأمر الذي يتطلّب أياماً عدّة قبل وصولهم إلى أقرب منطقة آمنة". ويشير حماد إلى أنّ عائلته المؤلفة من ستّة أفراد "قضت تسعة أيام سيراً على الأقدام، قبل الوصول إلى مدينة الأبيض".
وتتعرّض مئات العائلات في قرى عدّة حول مدينة الأبيض، من بينها العجاجيك وأم قلجي والسدر والتقور وفشودا وصالحة والدريس وأم عشرة والدانكوج ودريسو والسنط والبيضاء والناله وأم جمينا وجفلت، لانتهاكات كبيرة، وتعاني من ظروف سيّئة، مع توقّف محطات مياه الشرب، وإغلاق الأسواق والمستشفيات. ويوضح حماد أنّ "سكاناً في تلك القرى تعرّضوا لعمليات انتقامية واسعة من قبل عناصر قوات الدعم السريع، ونُهبت ممتلكاتهم ومدّخراتهم المالية، ولأنّهم من المزارعين، تعرّضت منتجاتهم للحرق والسرقة".
من جهة أخرى، ارتفعت الإصابات بالكوليرا في مدينة الأبيض بإقليم كردفان السوداني في مايو الماضي ويونيو الجاري، وفقاً لما يفيد به أطباء تحدّثوا لـ"العربي الجديد". وفي هذا الإطار يقول المدير الطبي لمستشفى الأبيض الحكومي، عبد الرحيم إبراهيم، إنّ "الإصابات بالكوليرا في حالة تزايد مستمرّ، وقد بلغ معدّل الإصابة ما بين 30 حالة إلى 40 يومياً، الأمر الذي يفوق سعة المستشفى؛ 100 سرير فقط". ويلفت إبراهيم إلى أن "السلطات الصحية تبذل جهوداً كبيرة من أجل توفير الرعاية الضرورية لمرضى الكوليرا، في ظلّ تزايد أعداد النازحين إلى المدينة من جهات عدّة".
في السياق نفسه، يقول مصدر طبي لدى وزارة الصحة في إقليم كردفان إنّ "السلطات الصحية عمدت إلى نقل المرضى إلى خارج المستشفى، ووضعتهم في خيام وعنابر خارجية، بعدما لم تعد قدرة المستشفى الاستيعابية قادرة على استقبال إصابات إضافية بالكوليرا". ويبيّن المصدر أنّ "معدّل الوفيات اليومي يتراوح ما بين سبعة مصابين بالكوليرا و18، ما يضاعف أعباء الجهات الصحية التي تعاني من ضعف في الإمكانيات والمعينات".
ويعيش السودانيون، الذين نزحوا في إقليم كردفان والذين لم يتمكّنوا من الوصول إلى المناطق الآمنة، ظروفاً قاسية مع انعدام مياه الشرب والمواد الغذائية في الأسواق التي تعرّضت لعمليات نهب واسعة وحرق وتدمير. ويؤكد حامد عوض، النازح من قرية الدانكوج إلى شمال مدينة الأبيض، لـ"العربي الجديد" أنّهم قضوا "أياماً لم نتناول خلالها الطعام، لأنّ القوات العسكرية التي هاجمت القرى نهبت المواد الغذائية، وأحرقت المتاجر، وشرّدت السكان". ويشير عوض إلى أنّ "الناس، إلى جانب معاناتهم من الجوع، كانوا في حاجة ماسة إلى مياه الشرب بعد توقّف الآبار الارتوازية التي تعمل بالديزل عن العمل، الأمر الذي تسبّب في حالة عطش أشدّ وطأة من الجوع على السودانيين الذين تركوا حيواناتهم خلفهم تنفق من العطش في القرى التي هُجّروا منها".
ويلفت المصدر الطبي لدى وزارة الصحة في إقليم كردفان إلى أنّ "الجهات الصحية تتوقّع ارتفاع الإصابة بالكوليرا، وتفاقم الجوع بين النازحين الذين قدموا إلى مدينة الأبيض من جهات عدّة، وذلك "مع موسم الأمطار التي من المتوقّع هطولها في الأيام القليلة المقبلة".
## إيران في إصدارات المركز العربي.. التاريخ والسياسة والثقافة
30 June 2025 12:06 AM UTC+00
بين السياسة والتاريخ، تضيء إصدارات المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة الشؤون الإيرانية طيلة العقد ونصف العقد الماضي. اليوم، وبعد العدوان الإسرائيلي على إيران، المصحوب بتوجيه ودعم أميركي وغربي استعماريّين استمرا إلى اثني عشر يوماً، تكتسب هذه الكتب أهميتها، من حيث قدرتها، على استشراف واقعنا الراهن، وقراءة السياسات التي تتحرّك وفقها إيران في الإقليم والعالم.
 
مراجعة في التاريخ والسياسة
يُشكّل كتاب "العرب وإيران: مراجعة في التاريخ والسياسة" (2011) أهمية خاصة، ويعدّ أقدم هذه الإصدارات. حرّره عزمي بشارة ومحجوب الزويري، واشترك فيه: وجيه كوثراني، ومحمد حامد الأحمري، وطلال عتريسي، وفاطمة الصمادي، وعبد الوهاب القصاب، وموسى الغريري، والحسين الزاوي، وعبد العلي حامي الدين، والطاهر عمارة الأدغم، بالإضافة إلى المُحرّرين. تقف دراسات هذا الكتاب عند طبيعة العلاقات العربيَّة - الإيرانيَّة الشائكة التي تتداخل فيها سطوة التاريخ بالعقائد وبالمصالح المتنافرة، في محاولة لاكتناه هذه العلاقات في سياق تاريخي وسياسي معاً، ويتضمّن وجهات نظر متعددة، وآراءً مختلفة.
"التداخل الثقافي العربي - الفارسي" (2014) عنوان كتاب آخر للباحث المغربي رشيد يلوح، صدر أيضاً عن المركز العربي، وهو دراسة للتداخل الكبير بين الثقافتين العربية والفارسية في أول عشرة قرون هجرية. يحاول الكتاب برهنة التداخل الثقافي بين العرب والفرس الذي أرسته العصور الإسلامية الأولى، من دون أن يحمل أية دلالات أيديولوجية أو هيمنة أو إقصاء، وإنما جاء نتيجة موضوعية لمجموعة من العوامل أهمها ظهور الإسلام في بلاد العرب وامتداده عبر الفتوحات إلى البلاد المجاورة التي استوعبته بسرعة واندمجت في إطار تفاعلاته. 
البرنامج النووي وسياسات الخارج والداخل
كذلك تناولت إصدارات المركز العربي البرنامج النووي الإيراني من خلال كتاب "تركيا والبرنامج النووي الإيراني - حدود الاتفاق والاختلاف 2002-2016" (2016) للباحثَين الأردنيّين رنا الخماش وعبد الفتاح الرشدان اللذين أضاءا حدود البرنامج وتأثيره في العلاقات بين البلدين نتيجة اختلاف رؤيتيهما للحوادث في بعض البلدان، وطبيعة تحالفاتهما الاستراتيجية الإقليمية والدولية، ومدى تبدل الموقف التركي من الملف النووي الإيراني بعد الثورات العربية. 
بدورها، تستكشف الباحثة عائشة آل سعد في كتابها "محددات السياسة الخارجية الإيرانية وأبعادها تجاه دول الخليج في سياق مناقشات النووي الإيراني" (2018) العوامل المحدِّدة لسياسة إيران الخارجية تجاه جيرانها في دول مجلس التعاون الخليجي، في إطار يتكون من ثلاثة أبعاد: البعد المحلي، والبعد الخارجي، والبعد المتعلق بسياسات الهوية والقومية. وتسعى إلى تحديد الأهمية الاستراتيجية لبرنامج إيران النووي، والاتفاق الذي أُبرم مع الدول الكبرى في عام 2015، وانعكاس هذا الاتفاق على سياسة إيران الخارجية.
مؤلّفات تقرأ السياسات الإيرانية في الإقليم والعالم
أمّا الباحثة الأردنية فاطمة الصمادي فقدّمت كتابها "التيارات السياسية في إيران: صراع رجال الدين والساسة" (طبعة ثانية، 2019)، وتتناول فيه العقد الأول من عمر الجمهورية الإسلامية، ونشأة التيار الأصولي الإيراني، وولادة التيار الإصلاحي. كما تقدم فيه تعريفاً لما سُمي "الحركة الخضراء" في إيران، وتناقش عدداً من الطروحات التفسيرية بشأن حركة الاحتجاج الأكبر في تاريخ الجمهورية الإسلامية، باحثة في تأثير التيار الأحمدي نجادي، ونشأة تيار الاعتدال في إيران.
في النظام الإقليمي الخليجي
وثّق الفريق الأوّل الركن نزار عبد الكريم فيصل الخزرجي، رئيس أركان الجيش العراقي الأسبق يوميات الحرب العراقية – الإيرانية في صورة مذكّرات نشرها أول مرة المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بعنوان "الحرب العراقية - الإيرانية: مذكرات مقاتل" (2014) ويعدّ الكتاب أول رواية للحرب العراقية – الإيرانية يكتبها عسكري عراقي. وفي السياق نفسه أصدر الضابط السابق في الجيش العراقي عبد الوهاب القصاب تعقيباً وتحليلاً لمذكرات الخزرجي، تحت عنوان "الحرب العراقية – الإيرانية 1980-1988: قراءة تحليلية مقارنة في مذكرات الفريق الأوّل الركن نزار عبد الكريم فيصل الخزرجي"، نحن أمام عسكري عراقي خاض الحرب ضد إيران يقدم قراءة في مذكرات عسكري عراقي خاض بدوره هذه الحرب، وكل منهما في موقع مختلف.
وفي وقت لاحق ترجمت الباحثة فاطمة الصمادي كتاباً بعنوان "نقد الذات: آية الله حسين علي منتظري في حوار نقد ومكاشفة للتجربة الإيرانية" (2020). يتمثل المحور الأساسي لهذا الكتاب في النقد الذي يقدمه الراحل آية الله حسين علي منتظري لإجمالي التجربة الإيرانية ضمن مسارين، هما: النقد العام للتجربة وأداء المؤسسات التي نشأت عقب سقوط نظام الشاه، والنقد الذاتي لأدائه ودوره في الكثير من الأحداث التي شهدتها إيران عقب الثورة الإسلامية؛ إذ يضع مسألة العلاقة بآية الله الخميني وخلافته وثلاث عشرة مسألة أخرى في معرض المراجعة والنقد، لنفسه وللآخرين. 
ولأن دول الخليج العربي من أكثر الدول تأثُّراً بالسياسات الإيرانية، تناول المركز العربي هذه العلاقة من خلال إصدارين، الأول مؤلّف جماعي بتحرير مروان قبلان، تحت عنوان "دول الخليج العربية وإيران: جذور التنافس في النظام الإقليمي الخليجي وتجلياته" (2023). أما الثاني فعنوانه "إيران والخليج العربي: الحراك السياسي والاجتماعي بين نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن العشرين" (2024) لأستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة قطر مصطفى عقيل. يحتوي الكتاب على ثمانية فصول تتمحور حول مواضيع العلاقات العربية - الإيرانية في منطقة الخليج خلال عهود الحكام الإيرانيين في مئة سنة ونيِّف، وما اعتراها من صراع وحروب ووفاق وخلاف ومعاهدات واتفاق وتنافر. ويخصص حصّة وازنة للحديث عن الداخل الإيراني وتطور الحركات المجتمعية في إيران.
من زاوية دينية وحضارية
لا بدّ من الإشارة إلى ثلاثة كتب، ضمن هذا السياق الديني والحضاري، صدرت ضمن سلسلة "ترجمان": "أصول الصفويين: تشيّعٌ وتصوّفٌ وغلوّ" (2018) لميشيل مزّاوي بترجمة ثائر ديب، وفيه يتحرّى المؤلف التاريخ الاجتماعي والسياسي والديني لأواخر القرون الوسطى، بين العهدين المغولي والصفوي، في إيران والعراق والأناضول، وهي فترة شديدة الاضطراب في بقعة تداخلت فيها أقوام عدة، وتداولتها دول وإمبراطوريات. أما الكتاب الثاني فهو "الزيدية في إيران" (2020) لمحمد كاظم رحمتي وترجمة مصطفى أحمد البكور، وهو عبارة عن بحث علمي يسعى لبسط رؤيةٍ متكاملةٍ لتاريخ الزيدية في إيران والعراق واليمن، على الرغم من أنّ الأخبار المتوافرة عن هذه الفرقة ما زالت مشتّتة ومبهمة. والثالث "اضمحلال الإمبراطورية الساسانية وسقوطها - التحالف الساساني - الفرثي والفتح العربي لإيران" (2021) لبروانة هوشناگ بُرشريعتي، ترجمة أنيس عبد الخالق محمود. يعدّ هذا الكتاب من أكثر الكتب إثارة من الناحية الفكرية حول بلاد فارس القديمة، وإضافةً مهمة وكبيرة في حقل الدراسات الساسانية. فهو يعرض إجابة معاصرة وجريئة عن لغز ومعضلة قديمة في نظر المفكرين والمؤرخين، عن سبب الانهيار السريع و"الكارثي" للإمبراطورية الساسانية التي بدت قوية وآمنة في القرن السابع الميلادي أمام جيوش العرب.
أخيراً، تجدر الإشارة أيضاً إلى كتابين، من كتب المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات لم يتخذا من إيران موضوعاً كاملاً، بل عالجا جانباً من تراثها أو تناولا العلاقة معها، وهما: "الصراع العثماني - الصفوي وآثاره في الشيعية في شمال بلاد الشام" (2018) للباحث السوري محمد جمال باروت، و"أوراق سعدون حمّادي" ويضم الكتاب مذكرات ويوميات ووثائق وأوراق السياسي العراقي الراحل سعدون حمّادي (1930-2007)، أحد أبرز قادة الدولة العراقية ومسؤوليها خلال الفترة 1968-2003.
## مآزق صناعة الكتاب العربي.. خرطة تحديات النشر وغياب الحريات
30 June 2025 12:11 AM UTC+00
مع تاريخها الطويل في العالم العربي، لم تنجح صناعة النشر العربية في تأسيس تقاليد تضمن استقرارها، فزيادة المستثمرين في السنوات الأخيرة ترافقت مع تراجع دور الناشرين في تبنّي كُتّاب جدد، وتقديم نصوص تنتمي إلى أنواع أدبية متنوعة، إلى جانب الرواية التي يطلبها السوق، إذ احتكرت الجوائز هذا الدور.
وغالباً ما تنشغل أوساط المهتمين بالنشر، بأحاديث الكُتّاب عن تجاربهم الشخصية مع ناشريهم بما في هذه الأحاديث من تصيّد أحياناً وسوء فهم، وليبقى الحوار بين الناشرين أنفسهم مقتصراً على أروقة معارض الكتاب، أو في دوائرهم المغلقة. في هذا السياق، تأتي "خريطة السياسات العامة للكتاب في العالم العربي"، التي أُعلنت في تونس، لتفتح النقاش حول المشكلات الحقيقية لصناعة الكتاب وصعوبات تطورها في المنطقة العربية. 
الخريطة التي أعدتها الرابطة الدولية للنشر المستقل، شملت 11 بلداً عربياً فقط، لرفض بعض السلطات تقديم البيانات اللازمة، وتناولت معايير: التزام الاتفاقيات الدولية، والضرائب، ودعم القراءة وتوزيع الكتب، وتعزيز الإبداع والنشر، وحقوق المؤلفين، والسياسات الثقافية، وحرية التعبير. بالإضافة إلى تنظيم السوق وتصنيف الكتب وفقاً للمعايير الدولية.
لم تنجح صناعة النشر العربية في تأسيس تقاليد تضمن استقرارها
وأظهرت الخريطة أن أبرز تحديات قطاع النشر في العالم العربي تتمثل بالقيود المفروضة على حرية التعبير من خلال الرقابة الإدارية والقضائية، القيود التي تختلف شدتها من دولة لأخرى بحسب مركزية النشر، أو سيطرة الدولة عليه، ووفقاً لطبيعة الموافقات المطلوبة، سواء قبل الطباعة أو بعدها. كذلك رصدت الخريطة ضعف الترابط والتنسيق في مراحل صناعة الكتاب وصولاً لتوزيعه؛ بدءاً بالتأليف أو الترجمة، ومروراً بالتحرير والتدقيق والطباعة. وهي نقاط يرصدها القارئ أحياناً من غير أن يكون قادراً على تحديد الخلل وسببه.
مع أن الخريطة تعرض أزمات كل بلد وفقاً لظروفه الاقتصادية والسياسية، إلا أنَّ المشترك بين البلدان التي شملتها الخريطة، قرصنة الكتب، سواء في الأسواق أو من خلال منصات التحميل المجاني على الإنترنت، في ظل ضعف تطبيق قوانين حماية حقوق المؤلف، أو عدم وجودها أساساً. كذلك لفتت الخريطة إلى غياب سوق عربية موحدة للكتاب، الأمر الذي يعيق تبادل الكتب والنشر المشترك، ويحد من الاعتراف بحقوق المؤلفين والإيداع القانوني بين الدول العربية. إلى جانب غياب صناديق دعم المكتبات، وتنقل الكتّاب والناشرين، وغياب دعم جدي لمشاريع الترجمة، وقلة الإعفاءات الضريبية. 
يبقى أن استدامة صناعة الكتب، لا تقتصر على التشريعات القانونية والدعم المالي، بل تحدث في سياق خطط ثقافية أشمل، تنمّي حضور الثقافة في الحياة العامة. مع الإشارة إلى أنَّ عدداً من البلدان العربية يشكو غياب خطة ثقافية بسبب الحروب والأزمات الاقتصادية. 
يذكر أن الرابطة الدولية للنشر المستقل، تضم 980 ناشراً من 60 دولة، وقد استغرقت خمس سنوات في إعداد هذه الخريطة، التي توفّرها على موقعها الإلكتروني. وجاءت خريطة العالم العربي بعد إعداد واحدة مماثلة في أميركا اللاتينية، وفي أفريقيا. وأُعلن عنها خلال فعاليات ملتقى الناشرين المستقلين في العالم العربي والدول الفرانكفونية، الذي اختتم أعماله الخميس الماضي في تونس بمشاركة 29 ناشراً من 16 دولة.
## مشاريع الترجمة في سورية.. ارتجال معرفي وتهميش مؤسسي
30 June 2025 12:16 AM UTC+00
لعلّ من المفارقات الكبرى في الحياة الثقافية المعاصرة ما يشير إليه أصحاب دور النشر السورية، من أن الكتب المترجمة إلى العربية من لغات أخرى تحظى، في غالب الأحيان، بإقبال جماهيري يفوق نظيراتها من الكتب المؤلفة محلياً والصادرة عن كتّاب محليين أو عرب.
وبعيداً عن تحليل الظاهرة، أو استعراض أسبابها، يمكن القول، والحال هذه، إن الترجمة إلى العربية تجاوزت كونها أحد العناصر الرئيسة الفاعلة في صناعة الكتاب السوري، لترتقي إلى مصاف العوامل المؤثرة بقوة حضورها المتزايد في تشكيل الوعي العام، وتخوم الثقافة المحلية. فلم تعد الترجمة مجرد نافذة على العالم الخارجي، بل أصبحت ممراً حصرياً للدخول إلى العالم والانسجام معه، بوصفه عالماً واحداً ومتعدداً في آن، وهو ما يضفي وجاهة على مقولة جوزيه ساراماغو الحائز جائزة نوبل: "الأدب المحلي يكتبه الكاتب، أما الأدب العالمي فيكتبه المترجمون".
ولا يمكن النظر إلى أهمية الترجمة، سواء في تكوين المشهد الثقافي السوري، أو في محددات طباعة الكتاب، بمعزل عن جملة العوامل المؤثرة في صناعة الكتاب السوري عموماً، ومن أبرزها تردي الوضع الاقتصادي، وتراجع القدرة الشرائية، وانكماش دور الثقافة أمام أولويات البقاء والعيش، في ظل واقع يضجّ بمزيج متراكم من الدمار الاجتماعي والإنساني.
غياب مشروع وطني للترجمة سببه قصور السياسات الثقافية
وقد سبق لوزارة الثقافة أن أدرجت الترجمة ضمن أولوياتها، فأعدت خططاً سنوية لمشروع وطني للترجمة أعلنت عنه عام 2017، وصاغت خطته التنفيذية عام 2018، بمبادرة من الهيئة العامة السورية للكتاب، التي أُحدثت بمرسوم جمهوري عام 2006. وقد استقطب المشروع نخبة من المترجمين السوريين، بهدف اختيار وترجمة باقة سنوية من ثقافات متنوعة تلبي متطلبات المعرفة والأدب والعلوم، وفق توجهات المشروع المعلنة. واستهدفت الخطة سبع لغات رئيسة: الإنكليزية، الفرنسية، الألمانية، الإسبانية، الروسية، التركية، الفارسية. كما أطلق المشروع جائزة سنوية للترجمة باسم سامي الدروبي (1921 – 1976) تكريماً لإسهاماته بوصفه أحد روّاد الترجمة في سورية.
وفعلياً، ومنذ عام 2018، احتل المشروع الوطني للترجمة التابع لوزارة الثقافة، المرتبة الأولى سورياً من حيث عدد الترجمات الصادرة، بمتوسط 70 عنواناً سنوياً حتى عام 2024، إذا ما قورن بأي من دور النشر منفردة. لكنه يفقد هذه المرتبة عند المقارنة مع إصداراتها مجتمعة، رغم أن عدداً محدوداً فقط من دور النشر الخاصة لا يزال فاعلاً في ميداني الترجمة والنشر.
دفع تراجع الدخل المترجمين السوريين البارزين إلى الهجرة
بدوره، يساهم اتحاد الكتاب العرب، الذي يصدر نحو 60 عنواناً سنوياً، بجزء ضئيل فقط في مضمار الترجمة، وبشكل انتقائي، ليحتل بذلك المرتبة الثالثة، بعد المشروع الوطني للترجمة ودور النشر الخاصة. وهي مرتبة لا تتناسب مع دوره المفترض، ولا مع عدد أعضاء جمعية الترجمة المنبثقة عنه.
غياب المشروع العام
باستثناء المشروع الوطني للترجمة الذي أدارته وزارة الثقافة السورية، والذي انطلق في زمن الحرب، ولم يخلُ من التسييس، وهو -بحسب اعترافها- أدنى بكثير من الطموحات على المستويين الكمي والرؤيوي، فإن مشاريع الترجمة في سورية لم تخضع لأية نواظم أو خطط بنّاءة من شأنها تأسيس معارف تراكمية، أو سد فجوات ثقافية وعلمية، أو حتى تلبية احتياجات معرفية أساسية. بل كانت، في الغالب، نتاج اجتهادات عشوائية خاضعة لمزاجيات دور النشر وأهواء المترجمين ومصالحهم.
ويرى المترجمون السوريون أن غياب مشروع وطني متكامل للترجمة يعود إلى قصور السياسات الثقافية، وخضوعها للتوجّه الرسمي، بالإضافة إلى نقص التمويل والدعم اللازم. ويعتبر هؤلاء أن من أهداف المشروع الوطني تجديد الحيوية الفكرية، وحماية المجتمع من التكلّس والشيخوخة الثقافية.
ويعتقدون أن هذا الغياب يفسح المجال لظهور ترجمات مشوّهة وقاصرة عن إيصال المعنى أو الدلالة، بسبب غياب معايير الجودة الأسلوبية والمعرفية، التي تتطلب إلماماً عميقاً من المترجم بكلتا اللغتين، وبالحقل المعرفي المتخصص والمصطلحات الدقيقة.
وفي واقع الحال، تنبع اختيارات المترجمين ودور النشر غالباً من اعتبارات تسويقية ناتجة عن صدى إعلامي متعلق بالكاتب أو الكتاب. وهي في معظمها اعتبارات تجارية وشعبوية، وحتى إن تميّز بعضها بأصالة، فإن اقتطاعه من سياقه الزمني، أو اجتزاء بعض أجزائه يحول دون تحقيق الأثر المطلوب.
هموم الترجمة
وباعتبار أن الترجمة، بما تنقله من ثقافات إنسانية مختلفة، يمكن أن تعيد طرح أسئلة الهوية وحدودها النفسية والثقافية، فإن همّها الثقافي يسبق باقي الهموم، سواء في دورها التنويري وتخصيب الأفكار المحلية بمنتجات الفكر الإنساني، وتنشيط الجدل والمقارنة، أو في ما يخصّ المخاوف من انتشار أفكار مغايرة يُنظر إليها بأنها تهديد أو عامل تغريب للثقافة المحلية.
ويدخل هذا القلق في نطاق الهموم العامة للترجمة، لا سيما في ندرتها ضمن ميادين الدراسات النقدية والنظريات الحديثة. فقلّما يجد المترجمون السوريون المهتمون بهذا النوع فرصاً لدى دور النشر، التي تتخوف من العواقب المادية للنشر في هذه المجالات.
ومن الهموم العامة إلى الهموم المحلية، التي ارتبطت بزمن الحرب، وتجلّت في تدهور الوضع الاقتصادي، وتراجع مستويات المعيشة، وانخفاض عدد دور النشر الفاعلة والكتب المترجمة سنوياً.
يعاني المترجمون السوريون من ضعف المردود المادي، ومن هيمنة دور النشر التي تستفيد من وجود فائض مترجمين، فتسود متلازمة "ضعف الأجر وضعف الجودة"، وتنتشر الترجمات السريعة والتجارية، خصوصاً مع تطور الترجمة الإلكترونية وزيادة الاعتماد على أدواتها.
وقد دفع تراجع الدخل كثيراً من المترجمين البارزين إلى الهجرة أو الارتباط بمشاريع خارجية، ما أدى إلى غيابهم عن ساحة الترجمة المحلية، حتى لو كانوا لا يزالون داخل البلاد.
ومن أبرز التحديات أيضاً النقص الحاد في المترجمين من وإلى لغات مؤثرة كالصينية، واليابانية، والهندية، واللغات الأفريقية، ما يدفع دور النشر إلى الاعتماد على الترجمة من لغة وسيطة، الأمر الذي يؤدي إلى فقدان جزئي لروح النص والمعنى.
وإذا كان من المبكر الحكم على مستقبل الترجمة في سورية بعد سقوط النظام، بسبب ارتباطها بجملة من المتغيرات غير الواضحة حتى الآن على الصعيدين الرسمي والخاص، فإن وزارة الثقافة الجديدة كانت قد أعلنت، في مايو/ أيار 2025، عن إصدارات جديدة ضمن المشروع الوطني للترجمة، ما يدلّ على استمرار المشروع بوصفه سياسة عامة، مع الالتزام بالبرامج التي وُضعت قبل سقوط النظام.
أما دور النشر السورية الخاصة، فستستمر في نشاطها في الترجمة ضمن حدود وهوامش تحددها المتغيرات اللاحقة.
* كاتب من سورية
 
## اعتقالات وقطع الطرق الرئيسية في ليلة ثانية من الاحتجاجات في صربيا
30 June 2025 12:29 AM UTC+00
قام آلاف المتظاهري، الأحد، بإغلاق الطرق الرئيسية في بلغراد ومدن صربية أخرى مع استمرار الاحتجاجات التي تدعو إلى إجراء انتخابات مبكرة بعد التظاهرة الضخمة التي شهدتها العاصمة السبت. وتعد تظاهرة السبت التي شارك فيها نحو 140 ألف شخص الأكبر منذ أكثر من ستة أشهر من الاحتجاجات التي بدأت في نوفمبر/ تشرين الثاني عقب مصرع 16 شخصا بانهيار سقف محطة قطارات في مدينة نوفي ساد شمال البلاد، وانتهت باعتقال العشرات.
ودعا نشطاء رداً على اعتقال "عدد كبير من المواطنين" إلى مزيد من التحركات، حيث استجاب الآلاف بإقامة عشرات الحواجز على الطرقات حول العاصمة. وعند تقاطع أوتوكوماندا الرئيسي، نصب محتجون خياما استعدادا للمبيت هناك، بحسب ما أفاد مصور وكالة فرانس برس. ونشر نشطاء صورا لقطع طرق في مدن عدة أخرى، بما في ذلك نوفي ساد، وسط دعوات لعشرات الاحتجاجات المماثلة في جميع أنحاء البلاد.
وأظهرت وسائل إعلام محلية ومقاطع فيديو حشودا كبيرة تتدفق على الجسور الرئيسية وطلابا يقيمون يستخدمون حاويات القمامة لاقامة عوائق. وصرح وزير الداخلية الصربي إيفيتسا داتشيتش لقناة "بينك تي في" المحلية أن السلطات تراقب الوضع. والأحد، بقي الرئيس ألكسندر فوتشيتش متشبثا برفضه مطالب المحتجين بإجراء انتخابات مبكرة، متهما الحركة التي يقودها الطلاب بالتسبب في "الإرهاب".
وقال فوتشيتش، في خطاب "انتصرت صربيا، ولا يمكنكم هزيمة صربيا بالعنف كما يود البعض". وبحسب وزير الداخلية، بلغ عدد المعتقلين 77 شخصا لا يزال 38 منهم رهن التوقيف، بينما أصيب 48 شرطيا أحدهم في حال الخطر. وأعلن مكتب المدعي العام الأحد في بيان اعتقال ثمانية أشخاص يشتبه في نيتهم قطع طرق ومهاجمة مؤسسات حكومية "بهدف تغيير نظام الدولة بالعنف".
وقال منظمو الاحتجاجات على انستغرام "هذه ليست لحظة انسحاب"، ودعوا الناس للتجمع خارج مكتب المدعي العام والمطالبة باطلاق سراحهم. لكن فوتشيتش توعد بأنه "سيكون هناك المزيد من الاعتقالات لمهاجمة الشرطة. هذه ليست النهاية"، مؤكدا عدم تنظيم اقتراع قبل نهاية العام 2026. وبإزاء حركة الاحتجاج، أقال الرئيس الصربي رئيس الحكومة وبعض الوزراء في يناير/كانون الثاني بينما اتهم المتظاهرين بالتخطيط لانقلاب وتقاضي أموال من دول أخرى والسعي لاغتياله.
(فرانس برس)
## هجرة العرب من الشرق الأوسط
30 June 2025 12:54 AM UTC+00
ينتحر العرب الرسميون سياسيًاً إذا استسلموا لفكرة احتلاف الرؤى وتعارض الإرادات بين رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، كما ينتحر المحلّلون السياسيون أخلاقيًاً ومعرفيًاً حين يناضلون من أجل ترويج أن ترامب يمكن أن يفرض على الكيان الصهيوني معادلاتٍ ترضي العرب، والفلسطينيين بالطبع. افتراض أن ترامب يمكن أن يكون صانع سلام، أو وسيطًاً بين ضدّين، هو بحد ذاته نوع الخداع، إذ قبل الحرب الثنائية على إيران وبعدها، تتراكم يوما بعد يوم شواهد الامتزاج الكامل بين أهداف واشنطن وغايات تل أبيب، لفرض السيطرة الإسرائيلية على المنطقة، والتصرّف في الشرق الأوسط بوصفه قطعة أرض خالية، مملوكة لنتنياهو، وقد حان الوقت لرسم خرائطها وتأطير حدودها. وكما قال دونالد ترامب، بعد فوزه برئاسة الولايات المتحدة، مرّة ثانية "لنجعل أميركا عظيمة مجدّدًا"، 'يردد نتنياهو العبارة ذاتها "لنجعل الشرق الأوسط عظيماً مرّة أخرى". وبالطبع، لن يكون هذا الشرق الأوسط العظيم كذلك إلا وفقًاً للتصوّر الصهيوني، الذي يتحرّك على الأرض بيقين كامل أنه لم يعد ثمة مشروع عربي في هذه المنطقة، ولم يتبق سوى مشروعين: الإيراني، الذي تلقّى ضربة أميركية هي الأعنف في تاريخه. والثاني هو المشروع الصهيوني المؤسّس على فكرة دينية يعتنقها ترامب بتعصّبٍ يفوق تعصّب اليمين الصهيوني لها.
ترامب الذي أعلن بغضب أنه لن يتسامح مع الذين يريدون محاكمة نتنياهو داخلياً، لأنه في نظره "بطل الحرب" لا يمكن أن يكون رجل سلام، حتى لو كان سلام القاذفات الخارقة للتحصينات، أو سلام التريليونات العربية، هو فقط محاربٌ من أجل إسرائيل فوق الجميع، هنا في الشرق الأوسط، كما أن أميركا فوق الجميع هناك في العالم كله. وفي الحالتين، ليس أمام العرب سوى تمويل هذين الحلمين، أو بالأحرى الحلم الواحد، إن أرادوا البقاء في المنطقة، تلك هي العقيدة الأميركية الخاصة بالشرق الأوسط، تتخذ شكلاً ناعماً وهادئاً مع الإدارات الديمقراطية، فيما تعبر عن نفسها بوقاحة مع مهووسين بالصهيونية الدينية، كما مع ترامب، وإدارات جمهورية سبقت. حتى هينري كيسنجر وزير خارجية أميركا في سبعينيات القرن الماضي ومخترع مشروع "السلام الصهيوني" لم يكن رجل سلام، كما روّجه رائد مسيرة التطبيع العربي أنور السادات، بل كان محارباً من أجل المشروع الصهيوني، بشهادة السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، مارتن أنديك، الذي شغل منصب المبعوث الخاص للرئيس أوباما للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية من يوليو/ تموز 2013 إلى يونيو/ حزيران 2014. ... يكشف إنديك في حوار مع صحيفة جيروزاليم بوست عن كتابه الصادر 2021 "سيد اللعبة" إنه بعد أن فحص آلاف الوثائق والأوراق الخاصة بمسيرة عمل كيسنجر في الخارجية، اكتشف أن الأخير لم يكن داعية للسلام أو وسيطًا ساعيًا له، بل كان، قبل ذلك وبعده، صهيونيّاً مخلصاً لإسرائيل، قضيته الأساسية تثبيت أوضاع الشرق الأوسط، تحت الهيمنة الأميركية، وبما يحقق المصلحة الإسرائيلية. يقول إنديك "نظر كيسنجر إلى السلام بتشكك كبير، من واقع تجربته الخاصة وخبرته في دراسة التاريخ، حيث توصل إلى الاعتقاد أن السعي إلى تحقيق السلام يمكن أن يزعزع استقرار النظام في المنطقة، وهكذا بالنسبة له ، كان السلام مشكلة وليس حلاً". ويضيف إن استراتيجيته للمفاوضات كانت تقوم على مبدأ "الأرض مقابل الوقت"، وليست "الأرض مقابل السلام"، من أجل إنهاك العرب، في مفاوضاتٍ لا تؤدّي إلى شيء، سوى إتاحة الوقت لإسرائيل لتقليل عزلتها وزيادة قوتها.
كانت مهمة كيسنجر المقدّسة إخراج مصر، بشكل كامل ونهائي، من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي. وترامب هو النسخة الأميركية الصهيونية الوقحة من هنري كيسنجر، مع فارق وحيد، أن سبعينات القرن العشرين كانت لا تزال تحتفظ بملامح مشروع قومي عربي يتأسّس على قاعدة الكفاح من أجل التخلص من المشروع الصهيوني في المنطقة، أما عرب عشرينات القرن الحادي والعشرين فبلا مشروع، وكأنهم هاجروا من الشرق الأوسط، أو أنهم صاروا زيوتاً لتروس ماكينة المشروع الصهيوني، وهم في كامل سعادتهم!.
## شهيد لقمة العيش
30 June 2025 12:54 AM UTC+00
عبادة عبد الفتاح عرابي عشريني مكافح. تُوفّي والده قبل سنوات، وترك له عائلةً أصبح معيلها الوحيد، ما دفعه إلى التخلّي عن حلم الدراسة مبكّراً، وطرق باب العمل، كي يؤمّن حياةً كريمةً، ويقي عائلته الصغيرة ذلّ السؤال. عمل محاسباً في محلّ خضروات لأحد أقاربه في منطقة بيادر وادي السير في عمّان، ونال ثقة ربّ عمله لأمانته وإخلاصه ومواظبته، وحظي بمحبّة الزبائن واحترامهم، وقد أجمعوا على دماثته وتهذيبه ورفعة أخلاقه وحسن تعامله.
كان عبادة، رغم صغر سنّه، راضياً بنصيبه من هذه الدنيا، حاملاً أمانة والده الراحل بكلّ جدارة، باذلاً كلّ جهد ممكن في رعاية أمّه وإخوته الصغار، الذين حرص على تعليمهم رغم شحّ الإمكانات. أفاد المقرّبون منه بأنه كان شابّاً محترماً عصامياً شجاعاً تميّز بالعزّة والكرامة والأنفة، لذلك لم يرضخ لضغط قاتله البلطجي، أحد أصحاب السوابق ومحصّلي الأتاوات ومدمني المخدّرات في المنطقة، الذين اعتادوا ترويع التجّار والمواطنين، وسلب أموالهم (خاوة) بالقوة والتهديد، من دون أن يعترض طريقهم أحد، ومن دون أن يجرؤ أيّ من الضحايا على التقدّم بشكوى لدى الجهات المتخصّصة. اعترف الجاني، الذي سلّم نفسه لقوات الأمن، بأنه طلب الأتاوة من عبادة مرّات، غير أنه رفض، وفي المرة الأخيرة قال له: إذا لم تعطني ما أريد سأطعنك. ... غير أن الشابّ الشجاع ظلّ على رفضه الرضوخ (لعلّه لم يتخيّل أن منسوب الشرّ في البشر قد يصل هذا الحدّ)، عندها بادر الجاني متعمّداً (ومترصّداً) بطعنه عدّة طعنات في القلب، أدّت إلى وفاته على الفور.
أثارت الحادثة المؤلمة غضب الشارع الأردني، وتفاعل كثيرون في مواقع التواصل الاجتماعي مطالبين بإيقاع العقوبة الأشدّ بحق المجرم القاتل، الذي أزهق روح شابّ في أول عمره من أجل حفنة دنانير. صادر حقّه في الحياة، وحرم أمّه عودته إليها في المساءات متعباً يهفو إلى لقمة ساخنة من صنع يديْها، يحدّثها عن يومه المزدحم، ويستمع إلى كلمات الترضّي عنه، فتهدأ روحه، ويزول تعبه، وينام قرير العين تأهّباً ليوم جديدٍ من العرق والتعب والرضا. لكن ذلك لن يحدث، لأن عبادة، شهيد لقمة العيش كما سمّاه بعضهم، والشجاع الذي قال: لا، نام إلى الأبد، وخلّف عائلةً مكلومةً لن يعزّيها شيء بعد أن فقدت سندها الذي سيق في لحظة سوادٍ إلى موت جائر، في زمنٍ قبيح جائر، إذ الاستقواء على المستضعفين والظلم والحقد والعنف والعدوانية والأذى... مفاهيم قبيحة، أصبحت راسخةً في مجتمعاتنا المنخورة.
لن يطفئ حرقة أم عبادة سوى الاقتصاص العادل من المجرم الآثم، قاتل ابنها الشهم الجميل، الذي راح ضحيّةً مجّانيةً جوراً وظلماً وبهتاناً في استخفاف مريع بقيمة الحياة. وبحسب قانون العقوبات الأردني، الذي يعرّف جريمة القتل العمد بأنها إزهاق روح إنسان عمداً مع سبق الإصرار والتخطيط، فإن الجاني يُعاقَب بالإعدام إذا كان القتل مقترناً بظروفٍ مشدّدة، وهذا ما ينطبق بالحرف على هذه الجريمة البشعة التي صدمت الجميع، وقد صدرت تصريحاتٌ من شقيق المغدور، ومن أفراد من العائلة، تؤكّد رفض أيّ وساطاتٍ أو ضغوط اجتماعية لمصالحة تؤدّي إلى دفع ديَة القتيل، وإسقاط الحقّ الشخصي، وبالتالي، تخفيف العقوبة التي أقرّها القانون والشرع، وقالوا بالفم الملآن إن أموال الدنيا بأسرها لن تعوّضهم دم فقيدهم.
الرحمة لروحك، يا عبادة، والصبر لعائلتك في مصابها الكبير، على أمل أن تتحقّق العدالة وتأخذ مجراها الصحيح، من دون ألاعيب قانونية، ومن دون صكوك صلح عشائرية غالباً ما تجري في مثل هذه الحالة، فيخفّف الحكم على القاتل، ويضيع الحقّ، وتقطن الحسرة أبدياً في قلوب أمّهات حزينات مقهورات.
## مساعدات أوروبا للفلسطينيين
30 June 2025 12:54 AM UTC+00
نفّذت المفوضيةُ الأوروبيةُ أخيراً حزمةَ مساعداتٍ جديدةٍ بقيمة 202 مليون يورو، موجهةً إلى السلطة الفلسطينية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ضمن إطار دعم طويل الأمد، تحت عنوان "التعافي والصمود". ورغم أن هذا الإعلان قد يبدو جرعةَ دعمٍ أوروبيةٍ في لحظة انهيار اقتصادي وسياسي فلسطيني، إلا أن المطلوب مالياً أكثر بكثير، ويثير الموضوع تساؤلاً عن غياب دعم كل من أيّد إقامةَ الدولة الفلسطينية، بمن فيهم الدول العربية والإسلامية. خُصّصت المنحة الأوروبية (152 مليون يورو) لسداد رواتب موظّفي السلطة، ولا سيّما في قطاعات التعليم والصحّة، غير أن هذا الدعم المالي ليس من دون شروط سياسية واضحة أوروبية وعربية، فالاتحاد الأوروبي، ودول في الخليج، طالبت صراحةً بأجندات إصلاح وحوكمة تتضمّن تعيين نائبٍ للرئيس الفلسطيني (عُيّن حسين الشيخ)، وإجراء انتخابات، وفرض تقاعد إلزامي على آلاف الموظفين، بمن فيهم عناصر أمنية ودبلوماسية.
لم يكن الدعم المالي للسلطة الفلسطينية من دون شروط سياسية واضحة، أوروبية وعربية
ورحّبت وزيرة الخارجية الفلسطينية التي أقسمت اليمين أخيراً، فارسين أغابيكان، بالدعم الأوروبي، وقالت إن هذه المساعدات لا تسدّ الفجوة الناتجة من سياسة الاحتلال الإسرائيلي في حجب أموال المقاصة، التي تُشكّل العمود الفقري لميزانية السلطة. ومن خلال بروتوكول باريس، تسيطر إسرائيل على غالبية إيرادات الفلسطينيين، لكنّها باشرت أخيراً باستخدام سلاح الحجب المالي أداةَ عقاب جماعي، ولا سيّما مع تولّي المتطرّف بتسلئيل سموتريتش حقيبة المالية. وقلّل الخبير الاقتصادي مؤيّد عفانة من وقع المساعدات الأوروبية، معتبراً أنها بالكاد تضمن استمرار دفع 35% من رواتب موظفي القطاع العام. والمفارقة أن هذا المبلغ، الذي يُعلن عنه جزءاً من حزمة كبرى بقيمة 1.8 مليار دولار على ثلاث سنوات، نقطة في بحر اقتصاد فلسطيني منهك بالديون والتضخّم وانسداد الأفق السياسي. ومن المؤسف أن تقاعس الدول الصديقة (العربية والإسلامية) عن الوفاء بتعهّداتها المالية يزيد الطين بِلَّة. وحتى المؤتمر الفرنسي السعودي (المشترك)، الذي كان من المفترض أن يشهد إعلان "منحة سخية"، تأجّل على خلفية التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران.
في موازاة الأزمة المالية للحكومة الفلسطينية في رام الله، تواصل إسرائيل حربها الممنهجة ضدّ الفلسطينيين، ليس فقط عبر تجويع الشعب الفلسطيني في غزّة وحرمانه الغذاء والماء وحاجات الحياة الأساسية، بل أيضاً بتغوّل المستوطنين في الضفة الغربية في هجمات عنيفة، موثّقة من الأمم المتحدة التي أشارت إلى نحو 80 اعتداءً في ثلاثة أسابيع، شملت القتل والحرق وتدمير الممتلكات. وفي حادثة بارزة، أطلق مستوطنون النار على فلسطينيين في قرية كفر مالك، ما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم. ورغم اعتقال خمسة مستوطنين، أُفرج عنهم سريعاً من دون توجيه تهم، في مشهد يُرسّخ منطق الإفلات من العقاب. ورغم مناشدات حسين الشيخ للمجتمع الدولي بالتدخّل، تظلّ الردود محدودةً، ففي غياب إرادة سياسية دولية حقيقية لمحاسبة إسرائيل، أو حتى كبح جماح مستوطنيها، تبدو هذه المناشدات أقرب إلى صدى يضيع في الفراغ.
حين تتحول المساعدات أدواتٍ لتطويع القرار الفلسطيني، فإنّنا أمام حالة من الإذلال المالي المُقنَّع
وقد صرّح رجل الأعمال الفلسطيني سمير حليلة لموقع المونيتور الأميركي بأنه، بالإضافة إلى التحدّيات الهيكلية الداخلية، تتفاقم المشكلات الاقتصادية للسلطة الفلسطينية بسبب الضغوط السياسية الخارجية. قد يفاقم قرار المحكمة العليا الأميركية الصادر في 20 يونيو/ حزيران الحالي، ويسمح برفع دعاوى قضائية ضدّ منظمة التحرير والسلطة الفلسطينيتين، من شلل الحكومة الفلسطينية مالياً، إضافة إلى رفض سموتريتش (10 يونيو/ حزيران الحالي) تجديد إعفاء يسمح بترتيبات مصرفية خاصّة، تُسهّل التعاون بين المؤسّسات المالية الإسرائيلية والفلسطينية. في الوقت نفسه، تواجه البنوك الفلسطينية فائضاً في الشيكل الإسرائيلي الورقي، ويُعزى ذلك جزئياً إلى تحوّل إسرائيل إلى المدفوعات الرقمية بدلاً من النقد. علاوة على ذلك، يواصل الشعب الفلسطيني استخدام النقد، ما يخلق اختلالات في السيولة، وتتفاقم المشكلة بسبب تفاوت أسعار السلع، مثل البنزين والسجائر. قال حليلة: "علبة سجائر مارلبورو أرخص بعشرة شواقل في الضفة الغربية منها في إسرائيل، والبنزين أرخص أيضاً، ما يتسبّب في تدفّق كبير للمشترين من إسرائيل لكلا المنتجَين، وهم يدفعون نقداً فقط مقابل هذه السلع الرخيصة"، فيما ترفض البنوك الإسرائيلية التعامل الورقي مع البنوك الفلسطينية.
لا يمكنها المساعدات الأوروبية (رغم ضرورتها) أن تُخفي واقع الاحتلال المالي والسياسي الذي يخنق الفلسطينيين يومياً. فحين تتحول المساعدات أدواتٍ لتطويع القرار الفلسطيني، فإنّنا أمام حالة من الإذلال المالي المُقنَّع. وحين يقابل ذلك صمت عربي وتواطؤ دولي، تكون النتيجة سلطةً على وشك الانهيار، وشعباً يتخبّط بين مطرقة الحرب والتجويع في غزّة، والعجز المالي وسندان الاستيطان والعنف. لقد بات من الضروري إعادة النظر جذرياً في معادلة الدعم الدولي للفلسطينيين، تبدأ بإجبار الاحتلال على تحرير الأموال الفلسطينية، ووضع خطّة استراتجية متكاملة تشمل وضعاً إدارياً ومالياً يؤسّس لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.
## نهاية معركة وإدامة حرب
30 June 2025 12:54 AM UTC+00
بدأت مرحلة جديدة. انتهت المعركة، لكن ثمّة حرب طويلة وممتدّة ما زالت مستعرة، وما زالت سماؤها ملبّدة بالغيوم، سواء في فلسطين، أو في لبنان وسورية واليمن، بل في إيران نفسها. وقد يمتدّ لهيبها ليشمل مناطقَ ودولاً أخرى، في ظلّ الغطرسة الصهيونية، والتواطؤ الأميركي والغربي الذي يمنح شرعية لأحلام بنيامين نتنياهو وهواجسه، ويعيد إليه دور الشرطي الممسك بعصاه الغليظة، يلّوح بها يميناً وشمالاً. اهتزّ وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل أم استقرّ، فإن معركة حالية استمرّت نحو 12 يوماً توقّفت ليعيد كلّ طرف حساباته، ويرتّب أوراقه، ويستخلص الدروس والعبر لمعركته المقبلة. وبعد أن سجّل الرئيس الأميركي دونالد ترامب هدف الفوز، باستخدامه طائرات B2 لضرب منشأة فوردو النووية، انتهت الحرب المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، وكان كاتب هذا المقال قد أشار في مقاله "إيران والمعركة الفاصلة" ("العربي الجديد"، 20/6/2025)، إلى أن ترامب، الشريك الكامل في هذه الحرب، سيكون أكثر حذراً، طالما ظلّت إيران صامدة، "أمّا إذا قدّر أن الحرب لن تستغرق سوى أيام معدودة"، فسيحرص على أن يكون الطرف القادر على ادّعاء حسمها ووقفها، من دون أن يتورّط في حربٍ طويلة المدى، معتمداً على عصاه الإسرائيلية في ترويض إيران والمنطقة، وفق سياسته القائمة على فرض الدبلوماسية بالقوة.
تعاملت طهران مع الحرب معركة ضدّ الوطن الإيراني، ورفضت التفاوض تحت القصف
إذا استثنينا ترامب، الذي خرج من هذه الحرب منتشياً بادّعائه القضاء على التهديد النووي الإيراني، وبقدرته على استخدام القوة من دون توريط الولايات المتحدة في حربٍ تستنزفها وتهدّد مصالحها، الأمر الذي يشكّل سابقة خطيرة قد ترسم ملامح السياسة الأميركية في المرحلة المقبلة، يصعب تحديد المنتصر والمهزوم في هذه الحرب، علماً أن الحسم المطلق لأي من الطرفَين كان متعذّراً لسببَين: أولهما عدم وجود حدود برّية وخطوط تماس بينهما، تسمح لأحدهما بالتقدّم في أرض الخصم، فغني عن القول إن الطائرة والصاروخ تدمّر ولا تحتلّ، وثانيهما أن نتيجة الحرب مرهونة بنتائجها السياسية، وما عجزت عن تحقيقه الدبلوماسية بتجريد إيران من حقّها في تخصيب اليورانيوم، لم تنجح القوة الغاشمة في إنجازه. ثمّة دلائل على صمود إيران في حربها التي خاضتها ضمن ميزان قوى عسكري مختلّ لمصلحة إسرائيل، فعلى المستوى العملياتي، قد يميل ميزان القوى لمصلحة إيران على المدى المتوسّط، بحكم تفوقها في عدد السكّان، والمساحة الجغرافية، والممكنات الاقتصادية والبشرية والعلمية، إذا أحسنت الاستفادة من دروس المعركة ونتائجها. أمّا نقاط قوتها فتمثّلت أولاً في تعاملها مع هذه الحرب بوصفها معركة ضدّ الوطن الإيراني، ثمّ قدرة قيادتها العسكرية والسياسية على إعادة منظومة القيادة والسيطرة، بعد نجاح القوات الإسرائيلية في القضاء على الصفّ الأول من القيادات العسكرية الإيرانية في اللحظات الأولى من الحرب، وثبات موقفها برفض التفاوض تحت القصف، وقدرتها على إيلام العدو بضرباتها الصاروخية المستمرّة حتى اللحظات الأخيرة.
أما نقاط ضعفها، فتمثّلت في الاختراقات الأمنية الكبيرة التي تعرّضت لها، وما كان لها أن تتم لولا تعاون قوى من المعارضة، وتضافرها مع منظومات فساد قائمة، ثمّ وقوعها في فخّ التضليل الأميركي الإسرائيلي، الذي رافق المفاوضات والحرب وتوقيتها، وعدم قدرتها على بناء منظومات دفاع جوي تستطيع أن تواجه تطوّر سلاح الجو الإسرائيلي. وعلى الرغم من التطوّر العلمي الذي اتّسمت به القدرات الصاروخية الإيرانية (شكّلت مفاجأة في هذا الحرب)، فإن مخزونها لم يكن كافياً لتغطية متطلّبات حرب طويلة، إذ استُنفد جزء منه في ضرباتها، وفُقد جزء آخر في القصف الإسرائيلي المتواصل. وانعكس ذلك بوضوح في تقنين عدد الصواريخ في الرشقات الصاروخية، الأمر الذي مكّن منظومات الدفاع الإسرائيلية وحلفاءها من اعتراض ما تزيد نسبته عن 90% من إجمالي المقذوفات، وكان من الممكن تجاوز ذلك لو توفر لها العدد الكافي من الصواريخ والمسيّرات الكفيلة بإغراق منظومات الدفاع الجوي المعادية واستنزافها. في المقابل، تمثّلت نقطة قوة جيش الاحتلال في سلاح الجو، الذي تمكّن من السيطرة على سماء إيران، ولم تنجح الدفاعات الإيرانية في إسقاط أي طائرة حربية، على الرغم من ادّعاءات وسائل الإعلام إسقاط بعضها وأسر طيّارين. وكذلك في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التي نجحت خلال السنوات الماضية في بناء شبكات واسعة داخل البلاد، مكّنت إسرائيل من توجيه ضربات قاسية في اللحظات الأولى للحرب. كما نجحت إسرائيل (بالتعاون مع الولايات المتحدة) في تنفيذ عملية خداع وتضليل واسعة قبل الحرب، وتمكّنت من حشد تأييد غربي لعمليتها، ومنحها الشرعية، بعد بثّ هواجس نتنياهو ومخاوفه وادعائه بوجود تهديدات على إسرائيل، واعتبار ما وصفه بالتهديد النووي الإيراني خطراً على البشرية، وهذا الأمر إن طاول إيران اليوم فإنه سيطاول غيرها غداً، ولن تكون له ضوابط أو حدود.
نجح نتنياهو أيضاً (من جديد) في توحيد المجتمع الإسرائيلي خلف المعركة، وتجاوز الأزمات الداخلية، وإنْ إلى حين، ويمثّل هذا استمراراً لسياسته القاضية بإدامة الحرب حتى موعد الانتخابات المقبلة، كي يخوضها بادّعاء تحقيق النصر الكامل. أمّا أبرز نقاط الضعف الإسرائيلية، فتكمن في جبهتها الداخلية، وعدم قدرتها على تحمّل حرب استنزاف حقيقية طويلة الأمد، بالزخم الذي شهدته في الأيام الماضية. وفي هذه الحرب أيضاً تبيّن عدم جاهزية منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي، على الرغم من الدعم الذي تلقّته من حلفائها، وكذلك النقص الكبير الذي يمكن أن تواجهه في مخزونها في حال خوضها حرباً طويلة.
نجح نتنياهو في توحيد المجتمع الإسرائيلي خلف المعركة، وفي تجاوز الأزمات الداخلية إلى حين
توقّفت المعركة، لكن من دون اتفاق على نتائجها السياسية، ومن دون رسم آفاق متّفق عليها لمستقبل وقف إطلاق النار. وتتوضح حقيقة الخلل في اتفاق وقف النار هذا، وفي موازين القوى التي حكمته، أنه لم يُقرَن باتفاق لوقف إطلاق النار في غزّة، أو تثبيتٍ لوقف إطلاق النار في لبنان أو سورية أو اليمن، فعزَل الحرب الإيرانية الإسرائيلية عن قضايا المنطقة، وحدّدها بالسلاح النووي الإيراني، وصواريخ إيران الباليستية. إيران أعلنت أنها ستستمرّ في بناء برنامجها النووي "السلمي"، ولن تقبل بعد المعركة بما رفضته قبلها، ومن المتوقّع أن تعيد بناء منظومات دفاعها الجوي، وتراكم قدراتها الصاروخية، وقد تلجأ في ذلك إلى توسيع تحالفاتها وتعاونها العسكري مع روسيا والصين، خصوصاً في مجال سلاح الجو، بعد أن أثبتت الصين تفوّق طائراتها في المعركة الباكستانية الهندية أخيراً، وكذلك بناء منظومة الدفاع الجوي عبر منظومات أس 400 الروسية المتفوقة. أمّا إسرائيل فأعلنت أنها لن تسمح لإيران باستعادة قوتها الصاروخية، أو ببناء منظوماتٍ للدفاع الجوي، أو بترميم قدراتها النووية، وهدّدت باستهداف أي مسعى في هذا الاتجاه. ولعلّ هذا ينقل الوضع من نهاية معركة إلى بداية حرب مستدامة، في نموذج يشبه ما يحدث في لبنان من ضربات إسرائيلية، مع فارق وحيد أن إيران إذا تجاوزت ذلك مرّة، فإنها لا تستطيع الاستمرار في البقاء مكتوفة اليدين في معركة مفتوحة على العقوبات والضغط العسكري والتنسيق الإسرائيلي الأميركي، تمنعها من إعادة بناء قدراتها، لذا من المرجح أن نشهد في الأيام والشهور القادمة شراراً قد يشعل سهلاً.
## فوز إيران وإسرائيل معاً
30 June 2025 12:54 AM UTC+00
"لا نهاية للحرب قريباً"، كان عنوان (ومضمون) مقالة الكاتب الأسبوع الماضي. وبعد نشرها بساعات، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقفاً لإطلاق النار، قبله الجانبان الإيراني والإسرائيلي، وطبّقاه بالفعل في اليوم التالي. ويكمن تفسير التناقض بين ذلك التطوّر وافتراض استمرار الحرب في تساؤل مبدئي: هل انتهت الحرب حقّاً؟ الإجابة المباشرة النفي قطعاً، فمواجهات 12 يوماً لم تكن حرباً بالمعنى الصحيح، وإنما معارك جزئية، تشكّل موجة أولى من حرب طويلة، لها موجات أخرى تالية.
ما جرى خلال تلك المعارك الخاطفة كان عملية كسر عظام متبادلة هدفها النهائي تطويع الإرادة، ولم يكن القصف الصاروخي والجوي من الجانبَين (أميركا وإسرائيل في جانب واحد) إلا عملاً استعراضياً للاستهلاك المحلّي في تلّ أبيب وطهران. لا ينفي ذلك الخسائر الكبيرة التي تكبّدها الطرفان، لكنّها ظلّت خسائرَ مقبولة ويمكن تعويضها لاحقاً. صحيح أن إسرائيل كانت أقلّ تضرّراً من إيران بقدرٍ معتبر، لكن الصحيح أيضاً أن الخسائر الأكبر في القدرات الإيرانية، سواء النووية أو العسكرية التقليدية، أو بين صفوف المسؤولين والعلماء النوويين، كانت كلّها في المتناول، حتى تدخّلت واشنطن بشكل مباشر وقصفت منشآت فوردو النووية، فكانت في هذا رسالة أميركية واضحة بأن ترامب على استعداد للذهاب إلى أبعد مدى في كسر إرادة النظام الإيراني. وكان واضحاً وصريحاً حين دعا الإيرانيين إلى الدخول في مفاوضات (قبل فوات الأوان).
المفاجأة، أن الطرفَين أعلنا انتصارهما في تلك الجولة، كأنّ النصر تحقّق لهما معاً في آن واحد. وبعيداً من أن النظامَين في إيران وإسرائيل حاولا تسويق وقف القتال للرأي العام الداخلي كما لو كان نصراً مؤزّراً وهزيمة كاملة للطرف الآخر، فالحقيقة أن كلاً منهما حقّق بالفعل مكاسبَ مهمّة وجوهرية في الصراع الدائر بينهما، لكنّها بالتأكيد لا تشكّل نصراً كاملاً لأيّ طرف.
نجحت إسرائيل (وأميركا) في تعطيل البرنامج النووي الإيراني وأفقدته بعض مكوّناته. وفي المقابل، لم يحدث تفكيك أو تصفية للبرنامج، ولا دلائل واضحة حول مصير رصيد إيران من اليورانيوم المخصّب بنسبة تتجاوز 60%. أمّا عمليات التصفية الجسدية والاغتيالات التي طاولت قيادات عسكرية وعلماء نوويين، فلها بالتأكيد مردود سلبي، معنوياً وعملياً، في المؤسّسات العسكرية والعلمية ذات الصلة. لكن التسلسل القيادي والهيكل التنظيمي في تلك المؤسّسات يؤمّن إحلال الكوادر وتجديدها بسلاسة نسبية. في المقابل، ورغم انكشاف زيف الخطاب الدعائي الإيراني أمام الرأي العام الداخلي، والتعرّض لخسائرَ مادّية وبشرية كبيرة، استعاد النظام الحاكم قدراً من شعبيته المفقودة في الشارع الإيراني، ردَّة فعل طبيعيّة على تهديد مباشر واعتداء خارجي من "الشيطان الأكبر"، وحليفه اللدود. من جانب آخر، نجحت طهران في إحراج تلّ أبيب وتحقيق سبقين، عسكري ومعنوي، بضرب الداخل الإسرائيلي، وأثبتت الصواريخ الإيرانية أن القبّة الحديدة، وغيرها من طبقات الدفاع الجوي الإسرائيلية، لا تضمن حماية إسرائيل. لكن ذلك الاختراق الصاروخي للأجواء والأراضي الإسرائيلية، كان كفيلاً بتمديد عمر حكومة نتنياهو ومنحها قبلة حياة، بعد إخفاق واستنزاف استمرّ عامَين في غزّة.
في المحصلة النهائية، الخلاف بين تلّ أبيب وطهران مدفوعٌ بجشع النفوذ ونزعة الهيمنة الإقليمية لدى كلّ منهما. وبما أنه لم يخرج طرف من تلك الجولة بفوز نهائي أو نصر مكتمل، فإن قبول وقف القتال وبدء التفاوض هو إقرار متزامن من الجانبين بالحاجة إلى التقاط الأنفاس، والاستعداد لجولات أخرى مقبلة.
## الحروب تفضح أسوأ ما في البشرية
30 June 2025 12:54 AM UTC+00
خلال حملته الانتخابية، كانت جلّ تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب تفيد بأن عهدته (ولايته) ستكون عهدة سلام، وأنه حريص على وضع حدّ للحروب التي اندلعت في أكثر من منطقة، ولعلّ من أهمها الحرب الروسية الأوكرانية، علاوة على الحرب الإسرائيلية التي شنّتها دولة الاحتلال على قطاع غزّة. بل إنه توسّط لإيقاف حربٍ خاطفةٍ كادت أن تشعل نيران الفتك في جنوب آسيا بين الجارين الهند وباكستان. ومع ذلك، لم تمضِ من عهدة الرئيس ترامب سوى بضعة أشهر، حتى اشتعلت الحرب مجدّداً، فكانت الحرب التي شنّها الكيان الإسرائيلي على إيران. الموجات الهائجة والملتهبة من الحروب دليل عبثيتها وأنها بلا رادع أخلاقي.
لن يتذكّر معظم من هم أحياء من البشر الحرب العالمية الأولى، أمّا من ولدوا قبيل الحرب العالمية الثانية، فيحتمل أنهم عاشوا ويلاتها أطفالاً، أو ولجوا حينها سنواتهم الأولى من مرحلة الشباب، ولا يزال بعض من شهدوها جنوداً في قيد الحياة. مئات المذكّرات والقصص الحقيقية، والشهادات الحيّة، ما زالت تتوالى فاضحةً بشاعة ما جرى، فضلاً عن جبالٍ من الوثائق المكتوبة والسمعية، التي تحكي هول ما عاشته البشرية من فظائع مؤلمة. هل فعلاً كان المتحاربون بشراً أسوياء؟... تتهاوى المقولات عن وحدة الجنس البشري والإخاء الإنساني وتتبدّد. تشكّل لنا الحروب لوحةً أخرى مغايرةً لا تسفّه من البشرية ما يمجّد من خصال نبيلة فحسب، بل تنزل بنا إلى مرتبةٍ أدنى من مرتبة الوحوش. إنها تبرهن أننا إذا خضنا حرباً، غدوْنا أكثر إرعاباً من الوحوش التي لم ترتكب ما ارتكبه البشر.
كلّ ما تعيشه البشرية حالياً من حروب تفضح نفاق البشرية وصلف الأقوياء. ومع ذلك، لن تذهب هدراً معاناة الضحايا
ستبدو مقولات الفيلسوف توماس هوبز لطيفةً لا تخلو من كياسة وظرافة وهو يصف البشر في أثناء الحروب. لا تتفنّن الوحوش وهي تخوض صراعاتها القاتلة من أجل الحياة في قتل خصمها. يكفي أن يتخلّص الذئب مثلاً من منافسه، سواء من بني جنسه أو من جنس آخر، حتى يكفّ عن القتل، وما إن يشبع الحيوان حتى إن كان وحشاً (صفة أطلقها البشر على الحيوانات العنيفة والقاتلة)، حتى يكفّ عن الصراع والقتل. هي معارك مؤقتة تنتفي بانتفاء سببها المُبرِّر لها؛ الأكل والتناسل أو التهديد المباشر.
المجال الحيوي الذي ترسمه الحيوانات متحرّك، ولا يحتمل تحايلاً أو هيمنة، أمّا البشر وهم يخوضون حروباً، فلا يرسمون لها عادة خطوطاً حمراء. كلّ شيء مباحٌ لا تردّه سوى قدرتهم على ثني بعضهم بعضاً، بما يختزنه المتحاربون مع وسائل تهديد لا تستبعد الإبادة والمحو. في كثير من خُطب الحروب الحالية، نسمع تعابير غاية في التوحّش، مفادها المحو من الخريطة، أو الإعادة إلى عصر حجري... إلخ. يرتهن ذلك كلّه لزرٍّ يضغط عليه قائد أو زعيم، أو أيضاً بجرّة قلم يمضيها. لم نرَ في معارك الوحوش الضارية أن ذئباً أو نمراً، مهما تجبّر وتكبّر، يهدّد جنساً آخر من الحيوانات بالمحو أو الإبادة. لا تعاقب الحيوانات بعضها بمثل هذه العقوبات، إنها على خلاف ذلك، تدير اقتصاد الحرب بكثيرٍ من المروءة، فلن يقتل الأسد مثلاً الغزلان كلّها بضربة واحدة، لأنه سيحتاجها في مقبل السنين. حين يشتم البشر بعضهم بعضاً، يصفون خصومهم بأنهم تدحرجوا إلى مرتبة الغريزة، وإن ما يصدر من سلوك عنهم هو في مرتبة دون البشرية. والحقيقة أن الغريزة كالساعة المحكمة، تُدار في انضباط تامّ إلى الحدّ الأدنى من حفظ الجنس، إنها لا تفيض على نحوٍ يجرف المتعارف عليه. والحال أن البشرية إذا حاربت، فلا رادّ لعنفها سوى مزيد من العنف، وإن تعقّلت، فلكي تتجنّب الأسوأ، وليس طلباً للفضيلة أو الرقي.
إذا حاربت البشرية، فلا رادّ لعنفها سوى مزيد من العنف
بعيد الحرب العالمية الثانية، ابتكرت البشرية حيلاً وآليات من أجل تجنّب إعادة إنتاج حروب عالمية جديدة، فصاغت "قوانين الحرب"، وهي جزءٌ أصيل من القانون الدولي، التي أجازت شنّ الحروب، لكنّها (في مفارقة غريبة) نصّت على جملة من الجرائم صنّفت ضمن جرائم الحرب أو جريمة الإبادة... إلخ. كما شكّلت البشرية أيضاً محاكم يمكن أن تلاحق مجرمي الحرب. وكان لمنظمة الأمم المتحدّة، وهيئاتها التي أُسّست لإحلال السلام (خصوصاً مجلس الأمن) وتفادي نكوص البشرية إلى حرب عالمية أخرى واتفاقيات اللجوء لحماية الفارّين من ويلات الحروب والمدنيين عموماً، دور في تفادي مزيد من الحروب. مع ذلك، فإن الحروب التي اندلعت، سواء في الثلث الأخير من القرن الماضي أو التي تجري حالياً، تبرهن على أن أدبيات ما بعد الحرب العالمية الثانية، ومؤسّساتها، ظلّت عاجزةً عن حماية البشر. مرّة أخرى، أثبتت الحرب التي شنّتها إسرائيل على غزّة، أو الحرب التي شنّتها على إيران، أن البشرية أخفقت إخفاقاً ذريعاً في ردع المعتدي، وأنها بذلك قد تدحّرجت إلى مرتبة التوحّش الغريزي، أو حتى أفظع من ذلك.
كيف يمكن للبشرية أن تستخلص الدروس وتضع حدّاً لهذا العبث والشيزوفرنيا التي تصيب قادتها وزعماءها؟... يحتاج الأمر تجديد الأدبيات والمؤسّسات الأممية التي غدت متهالكةً. كلّ ما تعيشه البشرية حالياً من حروب تفضح نفاق البشرية وصلف الأقوياء. ومع ذلك، لن تذهب هدراً معاناة الضعفاء، والضحايا خصوصاً. ستظلّ ذاكرة المسحوقين حيّةً تتحيّن فرصةَ الثأر إثباتاً لقيمة الإنصاف، باعتباره مطلباً وحقّاً في آن، حتى إن تأخر وقتاً طويلاً.
يظلّ محمود درويش نداءً يزعج المتحاربين، حين وخز ضميرنا جميعاً، حين توجّع فقال: "وأَنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ/ لا تَنْسَ مَنْ يطلبون السلامْ".
## السوريون المسيحيون ومعضلة الحضور الغائب
30 June 2025 12:54 AM UTC+00
حين تنكسر الدولة وتتآكل سرديّتها الجامعة، تُصبح الجماعات الأكثر عراقة في النسيج الاجتماعي أول من يدفع الثمن. وهذا ما تكشّف بأقسى صوره في العراق بعد 2003، حين بدأت الهُويَّة الوطنية بالتفسّخ تحت وطأة المحاصصة الطائفية والتوظيف السياسي للمقدّس، وانتهت المأساة بخروجٍ جماعيٍّ لمكوّن أصيل في البنية التاريخية للعراق، هم المسيحيون. ولم يكن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) سوى التعبير الأقصى عن مسارٍ طويلٍ من التآكل المؤسّسي، بدأ حين أُعيد تشكيل الدولة على قاعدة التمثيل الفئوي، وعندما جرى تأطير النفوذ الطائفي أداةً للتحكّم في المجال العام، ما فتح المجال أمام استثمار الهُويَّات الضيّقة بديلاً من العقد الوطني، وهيّأ لبروز العنف بوصفه لغة تمثيل. في هذا السياق، ومع انسحاب الدولة من دورها التمثيلي، باتت الهُويَّة تُعيد توزيع مواقع الشرعية والنفوذ داخل بنى مسبقة، ما يُفرّغ الفضاء الوطني من إمكان التنوّع الحقيقي. وهي السيرورة ذاتها التي نشهد ملامحها اليوم في المشهد السوري الانتقالي، إذ يُعاد تعريف الحضور العام على أسس ما دون وطنية.
في طوْرها الانتقالي الراهن، تتّخذ التجربة السورية ملامحَ مألوفةً في سياق ما بعد انهيار الدولة، إذ تبدو بعض ملامح الهُويَّة الجمعية آخذةً في التبلور ضمن قوالب أكثر انغلاقاً، وتُستبدل فكرة الانتماء الوطني بإطارات ضيّقة ترتكز في الانحدار العَقَدي أو الرمزي. غير أن الخطر الأكبر يمتدّ إلى استمرار فاعلية بعض القوى الجهادية المتطرّفة، التي وجدت في الفوضى الأمنية فرصةً لإعادة التموضع.
تهديد الجماعات الجهادية هو نتاج فراغٍ مزدوج ينطلق من غياب الدولة إطاراً إدماجياً، ومن ضمور الفضاء المدني مجالاً لإنتاج المعنى
يُقرأ تفجير كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق (22 يونيو/ حزيران الجاري) مؤشّراً على اختراقٍ محتملٍ لمساحات من الأمن الهشّ، وعلى قدرة الجماعات المتطرّفة على تنفيذ عمليات تُهدّد المكوّنات الأقلّ عدداً، وتُعيد استنساخ مشهد الترويع (والتفريغ) الذي عاشه مسيحيو العراق في العقدَين الماضيَين. كذلك لا يمكن النظر إلى تهديد الجماعات الجهادية باعتباره امتداداً أمنياً منفصلاً عن تحوّلات الاجتماع السياسي السوري، فيجب إدراكُه أيضاً نتاجَ فراغٍ مزدوج؛ ينطلق من غياب الدولة إطاراً إدماجياً، ومن ضمور الفضاء المدني مجالاً لإنتاج المعنى. ومع استمرار هشاشة البنية الأمنية في مناطق متفرّقة من البلاد، تجد التنظيمات المتطرّفة فرصةً لإعادة التموضع والظهور بأشكال هجينة، تُغذّيها تصدّعات الهُويَّة الوطنية وارتباك الخطاب الرسمي حيال التنوّع. هذا التهديد لا يستهدف جماعةً بعينها، فهو يُقوّض أسس التعايش، ويُعيد إنتاج منطق الفرز الرمزي الذي يجعل من الآخر المختلف هدفاً وجودياً. ومن دون استيعاب هذا الخطر بوصفه اختلالاً في التصوّر السياسي والتوازن الأمني، ستبقى الدولة الوليدة عرضة للاختراق من أطراف تملأ فراغ الشراكة بخطاب التكفير وسلوك التصفية.
تستمدّ التحوّلات الأمنية في سورية أهميتها من البنى التي تُعيد تعريف العلاقة بين السلطة والانتماء الوطني. لقد أظهر تفجير الكنيسة خللاً بنيوياً في منظومة الحماية الرمزية والسياسية، ويشير إلى انكشاف مواقعَ تاريخيةٍ في الجغرافيا السورية باتت محرومة ضمانات الاستقرار والانخراط المتكافئ. ورغم محدودية المعطيات الأمنية المتوافرة، فإن تجاهل بُعد الخطر الجهادي في التحليل قد يُفضي إلى قراءة منقوصة لما تعيشه المكوّنات الأصغر، خصوصاً حين يتقاطع الاستهداف الرمزي مع أفعال عنف فعلي قابلة للتكرار. ليست المقارنة مع التجربة العراقية نابعةً من استدعاءٍ للتاريخ، بقدر ما تنطلق من فهم آليات التآكل البنيوي حين تغيب منظومات الحماية المشتركة، وتَضمر مرجعيات التصوّر الوطني المشترك. فالمسألة تكمن في تشابه القواعد التي تُعيد إنتاج الإقصاء بصيغٍ جديدة من الانفلات الأمني إلى الفرز الرمزي، ومن انعدام التأثير والتمثيل إلى هندسة الإطار العمومي للمشاركة وفق مراتب غير مُعلَنة من الامتياز والولاء.
في السياق السوري الراهن، تعيش بعض المكوّنات التاريخية، وفي مقدّمتها المسيحيون، حالةً مزدوجةً من الحضور العددي والغياب الفعلي. رغم استمرار الوجود الديمغرافي، يغيب التأثير الفعلي من مراكز القرار الثقافي والسياسي، ما يؤدّي غالباً إلى الاختزال في وظيفة رمزية تُستخدم لتزيين سردية الفسيفساء المجتمعية، من دون ضماناتٍ للمشاركة الفعلية. ويغدو البقاء، في هذا السياق، مجرّد استمرار جسدي يستند إلى حضور رمزي معزول، يُستخدم للزينة السياسية بدل أن يُمكَّن بوصفه شريكاً فعلياً ويستند إلى عقد وطني متكافئ. وقد أسهمت سنوات الصراع في تفكيك مفهوم المواطنة، عبر ترسيخ تصوّرات استبعادية تُعرّف الفرد من خلال انتمائه الأولي، وليس من خلال موقعه في مشروع وطني مشترك. وسط هذه البنى، تتعرّض الجماعات الأصغر (المسيحيون مثلاً) لإعادة تصنيف تُقصيهم من أدوار الفعل، وتحصرهم في مواقع الشهادة أو التزكية. بذلك قد يتحوّل الخليط الهُويَّاتي من قيمة بنيوية إلى عنصر ديكوري، وتُعامَل المواطنة مكانةً غير مستقرّة، تتحدّد وفق مقاييس الولاء، تبعاً لمعادلات الهُويَّة المُهيمنة.
في لحظات التحوّل والمراحل الانتقالية، تُقاس الجدّية السياسية بقدرة المشروع الانتقالي على صون الذاكرة المشتركة والاعتراف بتعدّديتها
في العراق، بدأ الانهيار حين رُفعت الحماية الطائفية إلى منزلة العقد البديل، وحين تشظّت الدولة إلى كانتونات تمثيلية تُعيد تعريف الطائفة فاعلاً سياسياً مستقلاً. وفي سورية، تُنذر المؤشّرات الراهنة بأن أيّ مرحلة انتقالية لا تؤسّس لصيغة دستورية جديدة، تتخطّى الانتماءات الضيقة نحو أفق وطني مشترك، ستفضي بالضرورة إلى تكرار آليات التفكّك ذاتها. فالحضور المسيحي، كي يكون فعّالاً، لا يُقاس بمجرّد الاستمرار العددي، بل بقدرته على المساهمة المتكافئة في صياغة المجال العمومي السيادي فاعلاً كاملاً في صياغة المعنى الوطني، وليس شاهداً رمزياً على تنوّع مُفرغ من مضمونه. يتجلّى الخطر في استمرار بنية التطييف السياسي، سواء عبر صمت غير مقصود أو من خلال غياب سياسات الإدماج الواضح، وتحويل التعدّديات من مكوّنات بنيوية في النسيج الوطني إلى "ملفّات" تُدار أحياناً بمنطق الحذر أو عبر مقاربات رمزية لا تستند إلى تمثيل فعلي. هذا النمط من الإدارة لا يقتصر أثره على المسيحيين، فهو يشكّل جزءاً من هندسة المجتمع وفق مرجعية أحادية تُعيد توزيع الشرعيات على أساس الانضباط الرمزي والانتماء المؤدلج. في هذا الإطار، يُختزل الوجود المسيحي، كما سواه من وجود الفاعلين غير المتماثلين، إلى حالة إشكالية يُراد احتواؤها أو تدبيرها، بدلاً من أن يُفهم بوصفه مكوّناً أصيلاً يُشارك في إنتاج المشروع الوطني.
يعيد التجاهل الرسمي لدلالات تفجير كنيسة مار إلياس، أو تحويله خطاباً استهلاكياً خالياً من مساءلة جذرية لمصادر العنف، إنتاج نمط مأزوم شهدناه في التجربة العراقية. ففي مثل هذه السياقات، لا يكون الاعتداء على الكنيسة موجّهاً إلى مكوّن ديني بعينه، بل إلى مرتكزات الدولة ذاتها، وإلى إمكانية قيام عقد وطني فعلي يضمّ الجميع، ضمن أفق مدني متكافئ.
غير أن هذا الغياب عن المعالجة لا يُردّ دائماً إلى تجاهل سياسي متعمّد فقط، فهو قد يُفهم أيضاً في ضوء محدودية البنية الاتصالية للسلطة الانتقالية، التي لا تزال تفتقر إلى منظومة إعلامية قادرة على إنتاج سرديات وطنية جامعة، وهو ما يؤدّي إلى هيمنة خطاب أحادي أو رمزي على لحظاتٍ تستدعي تواصلاً وطنياً شفّافاً، ويؤشّر في الآن ذاته على اختلال أعمق في تمثيل التعدّد السوري داخل مؤسّسات التعبير العمومي. وحين تغيب البنية القادرة على الاستجابة الرمزية المنصفة، يصبح الاعتداء على جماعةٍ ما، لا يُجابَه باعتباره مسّاً بجوهر العقد الوطني، بل يُفرغ من دلالته، ويُعاد تفسيره حدثاً معزولاً.
بعد الإبادة الجماعية في تسعينيّات القرن الماضي، اختارت رواندا أن تُعيد تأسيس مشروعها الوطني على قاعدة المساواة القانونية الصارمة، واحتكار الدولة الهُويَّة السياسية الجامعة. وُوجه موروث الكراهية من دون توازن تمثيلي بين الهُويَّات، وفُرِضت لغة وطنية موحّدة، وسياسات إقصاء للخطابات الإثنية من المجال العام. رغم جدليته، نجح هذا النموذج في بناء دولة احتفظت بحدٍّ من التماسك المؤسّسي. وفي السياق السوري، تُطرح تساؤلات عن إمكان الانتقال من تمثيل هُويَّاتي متشظٍّ إلى مواطنة قائمة على التساوي في الحقوق والفرص. كذلك يُستدعى النقاش حول مدى إمكانية الاستفادة من التجربة الرواندية، لاستلهام آليات التعاقد الاجتماعي الذي يتجاوز موازين الطوائف نحو تأسيس مشروع وطني جامع.
الاعتداء على كنيسة مار إلياس ليس موجّهاً إلى مكوّن ديني بعينه، بل إلى مرتكزات الدولة ذاته
وبالعودة إلى التجربة العراقية، لم يكن ما يثير القلق فيها لحظة صعود "داعش" (في ذلك الوقت)، وإنما المسار الذي مهّد لصعوده، إذ تحوّلت الدولة ساحةً تُدار بمعادلات الهُويَّة، وفقدت قدرتها على أداء وظائفها السيادية. في سورية، تبدو المرحلة الانتقالية محفوفةً بالخطر نفسه، ما لم تُبنَ على رؤية تتجاوز منطق المحاصصة، وتعيد تأسيس المجال الرمزي للمواطنة على قواعد دولة تحتكم إلى القانون، وتُنظِّم التنوّع بدل أن تُقنّنه. في الأنظمة التسلطية، غالباً ما يُعاد تشكيل موقع الأقلّيات ضمن منظومة تعامل تُغلّب منطق الرعاية المشروطة على مبدأ الشراكة المتكافئة. لا يعود الاحتضان السياسي الفعلي قائماً على استحقاق المواطنة، ويتحوّل مستنداً إلى خطاب يتعامل مع الجماعات التاريخية بوصفها كيانات تحتاج إلى طمأنة فقط من دون تمكين. ضمن هذا التصور، تُختزل الأهلية السياسية إلى امتثال هادئ، وتُقوّم الانخراطات السياسية أحياناً ضمن أطر تُغلّب الحذر على الشراكة. هذا النمط، الذي ساد في ظلّ نظام الأسد، يبدو أنه يجد امتداداته اليوم، فتُظهِر المرحلة الانتقالية ملامحَ أوليةً لفرز رمزي مقلق، قد يُفضي (إن لم يُعالج) إلى إعادة إنتاج علاقات هيمنة تحت مظهر شراكات شكلية.
في لحظات التحوّل والمراحل الانتقالية، تُقاس الجدّية السياسية بقدرة المشروع الانتقالي على صون الذاكرة المشتركة والاعتراف بتعدّديتها، بالتوازي مع بناء مؤسّسات تعبّر عن الجميع. وسورية اليوم تحتاج إلى مسار سياسي مختلف يُرسّخ حضور المواطن بوصفه فاعلاً في نسيج التفاعل الوطني، وفق معايير الانتماء المدني، وخارجاً عن أيّ تموضع في خرائط الهُويَّة المسبقة. وإذا لم تُفكّك العلاقة العضوية بين الدولة والانتماء ما دون الوطني، ويُستعاد الحقل الوطني بوصفه إطاراً مفتوحاً للمشاركة، فإن المقبل سيُصاغ بلغة الإقصاء التدريجي، ويتلاشى المجال المدني ليُعاد إنتاجه سلسلةً من الامتيازات الخاضعة لتوازنات النفوذ بعيداً من أيّ منطق تعدّدي.
## التمكين المعرفي أساس النهضة الحضارية
30 June 2025 12:54 AM UTC+00
لا تنهض الأمم على أساس من الموارد الطبيعية وحدها، كما أنها لا تنهار بسبب غياب السلطة أو ضعف الإدارة فقط، بل يكمن جوهر النهضة الحقيقية في البنية المعرفية التي تتشكّل داخل المجتمع، وتتحوّل ثقافةً جمعيةً تسكن الوعي العام، وتوجّه سلوك المجتمع نحو الإنتاج والإبداع، فالتقدم المعرفي لم يعد مجرّد عنصر مساعد في التنمية، بل أصبح شرطاً أساساً لإنتاج القوة في مختلف أبعادها: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والأمنية، ومن ثمَّ يبقى هشّاً أيّ مشروع تنموي لا يقوم على أساس ترسيخ الثقافة العلمية في وجدان الناس، معرّضاً للتعثّر والسقوط مع أول أزمة تتعرّض لها الدولة، وهو ما أثبتته تجارب تاريخية عديدة. ولنأخذ فنزويلا مثالاً، إذ اعتمدت نموذج الاقتصاد الريعي (Rentier Economy) القائم على النفط، وفشلت في بناء رأس المال البشري القادر على تحقيق التنمية المستدامة، فانهارت اقتصادياً تحت وطأة الأزمات، وتراجعت قدرتها على تحقيق التنمية. يمثل بناء بيئة معرفية حاضنة للعلم والتكنولوجيا، وهو ما يطلق عليه في الدراسات التنموية النظام البيئي للابتكار (Innovation Ecosystem)، ضرورةً استراتيجيةً لـ"سورية الجديدة" لا تقلّ أهميةً عن أيّ استثمار آخر، بل قد تتفوّق عليه في المدى البعيد، من ناحية القدرة على إعادة إنتاج الذات في مواجهة التحدّيات. وهذا يدفع، بشكل أو بآخر، إلى إعادة النظر في السياسات المعرفية، فلا تصاغ من جهة الأعلى فقط، بل تشارك القاعدة الاجتماعية في إنتاجها ضمن تفاعل حيوي دقيق بين السلطة والمجتمع.. فإن أيّ مشروع نهضوي يحتاج إلى تضافر الجهود، وبناء شبكات اجتماعية أفقية/ هرمية، تدرك القيمة الاستراتيجية للعلم، وتتبنّاه خياراً وجودياً، لا باعتباره مساراً مهنياً، أو وسيلةً لتحسين الدخل، وهذا بالضبط ما قامت به دول مثل كوريا الجنوبية وفنلندا، إذ لم يكن التعليم مجرّد سياسة حكومية نشطة فحسب، بل أصبح مشروعاً وطنياً تبنّته الأسرة والمجتمع قبل أن تتبناه الدولة.
لا يتمركز المشروع النهضوي حول أبحاث العلماء ونظرياتهم، فهذا يجعله مشروعاً نخبوياً، بل لا بدّ أن يتمركز حول المجتمع نفسه
بين النخبة العلمية والقاعدة الاجتماعية
لا يتحقّق التمكين المعرفي من خلال بناء مشروع رأسي مُدَعَّم ببرامج حكومية فقط، ولا يمكن أن يُكتب له النجاح إذا اقتصر على النُّخب العلمية والمراكز البحثية، بل لا بدّ له من امتدادات عرضية مساندة وداعمة. ومن هنا، تبرز أهمية المشاركة الاجتماعية الواسعة في تأسيس المعرفة؛ إذ لا يكفي أن يكون التغيير مفروضاً من أعلى الهرم السياسي أو الإداري في الدولة، بل لا بد أن تترافق معه تحولات عميقة جدّاً في القاعدة الاجتماعية، وذلك في شكل يتجاوز النموذج التقليدي لــ"الحلقة الثلاثية" (Triple Helix)، التي تتألّف من الأوساط الحكومية والصناعية والأكاديمية، ليعتمد نموذج "الحلقة الرباعية" (Quadruple Helix)، التي تجعل المجتمع شريكاً أساساً في عملية الابتكار وإنتاج المعرفة، فلا بدّ أن تشارك المدارس والجامعات ووسائل الإعلام، ومؤسّسات المجتمع المدني... إلخ، في تشكيل بيئةٍ معرفيةٍ متماسكة، تفضي تدريجياً إلى إنتاج نسيج اجتماعي متكامل، يدرك أهمية العلم، ويشارك بفاعليةٍ في تحويله تقنياتٍ وأجهزةً وأدوات. احتكار المعرفة ضمن طبقات صغيرة في المجتمع، أو ضمن مؤسّسات حكومية، أو ضمن شركات خاصة تحتكر العلم والتكنولوجيا لأغراض ربحية (شركات الأدوية نموذجاً)، يجعلها عرضة للضمور والانهيار، لا كما يعتقد بعضهم أن احتكار المعرفة يمنح أصحابها مزيداً من القوة، فإن هذا وضع مؤقت لا يمكن أن يستمر كما هو، خصوصاً في ظل المنافسة الساخنة على إنتاج المعرفة في العالم.. لذلك تشعيب العلم والمعرفة والتكنولوجيا، وفتح مصادرها، ومشاركتها في نطاق واسع، هو الطريق الوحيد لتطويرها، وتعزيز الاستفادة منها. ويجب أن يتجاوز التمكين المعرفي حدود النظام التعليمي الرسمي، ليشمل تشكيل بيئة اجتماعية أوسع، تشجّع على التساؤل، وتفتح المجال أمام التجريب، وتدفع باتجاه التفكير التحليلي والنقدي، وذلك يتطلّب منظومةً متداخلةً رأسيةً/ أفقية من المؤسّسات الثقافية، والوسائل الإعلامية، والبرامج المجتمعية، تضمن تحويل المعرفة من المجال الخاصّ إلى المجال العام، فتخرج من ضمير الفرد، وتتشكّل على نطاق أوسع في ضمير الأمة، وتصبح جزءاً من هُويَّتها الثقافية، فالثقافة العلمية حين تتعزّز في البنية العميقة للمجتمع، وتنتشر في البيوت والمحالّ والمتاجر والمصانع، وتصبح قيد التداول في المجالين العام والخاصّ، قبل أن تنتشر في المدارس والمعاهد والجامعات، تكتسب طابعاً جدّياً، وزخماً مؤسّسياً عصياً على التفكّك والانهيار، وتتحوّل رافعةً حضاريةً قادرةً على تأمين مشروع النهضة، وضمان استمراريته.
لا توجد نهضة علمية ومعرفية وصناعية معاصرة إلا وصاحَبتها ثورة رقمية على مستوى إدارة الدولة
تشعيب العلم والمعرفة
لا يكفي أن يتمركز المشروع النهضوي حول أبحاث العلماء ونظرياتهم، فهذا يجعله مشروعاً نخبوياً معزولاً عن الأمة، بل لا بدّ أن يتمركز حول المجتمع نفسه، باعتباره الحاضن والفاعل والمستفيد في وقت واحد.. ويتحقق ذلك حين تصبح المفردات العلمية بحمولتها الصناعية والتقنية جزءاً أساساً من حياة الناس اليومية، لا مجرّد مصطلحاتٍ نخبويةٍ تُتَداوَل في المعاهد والجامعات، وحين تصبح المفاهيم والمصطلحات العلمية لغةً شائعةً على ألسنة الصغار قبل الكبار. هنا تنشأ ثورة معرفية صامتة، لا تنطلق من مراكز الأبحاث والتفكير، بل من البيوت والمتاجر والأسواق... إلخ، لتحوّل المجتمع بأسره مركزاً بحثياً مفتوحاً، أو مختبراً علمياً كبيراً لإنتاج المعرفة. لا بدّ أن تتحوّل الثقافة العلمية لغةً شائعةً في المجتمع، وهو ما يعرف اليوم بـ"المعرفة العلمية العامّة" (Public Scientific Literacy)، والتي تعتبرها منظّماتٌ، مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) مؤشّراً حيوياً على مدى جاهزية الأمّة للمستقبل، فيجب ألّا تبقى المعرفة حكراً على فئات ضيّقة من الأكاديميين والمتخصّصين، أو العاملين في القطاعين الصناعي والتقني، بل لا بدّ أن تصبح مفاهيم مثل التطوير والابتكار والبحث العلمي والتحليل التركيبي والتحليل المنهجي والتفكير النقدي، أجزاءً من الخطاب اليومي في المجتمع، فتؤسّس بنيةً تحتيةً ذهنيةً وسلوكيةً، تنتج نمطاً جديداً من التفكير، يعيد تعريف علاقة المجتمع بذاته أولاً، وبالعالم من حوله ثانياً، وإلا تفقد المعرفة تأثيرها العام، وتتحوّل جزراً معرفيةً صغيرة، لا تملك القدرة على إنتاج التحوّل الثقافي الشامل. جرّب صاحب هذه المقالة مرّةً تجربةً في نطاق محدود، جعل لها عنواناً "تشعيب العلوم"، وضبطَ التجارب من خلال عناوين واضحة تساعد على استقرار الذهن وتحديد الهدف في أثناء العمل، وقرّر البدء بمادّتَين؛ أصول الفقه، وهي مادّة تشتبك فيها اللغة مع الفلسفة مع المنطق والجدل، تشكّل أداةً من أدوات التحليل والتأصيل في الفقه الإسلامي؛ علوم الحديث، وهي مادّة تؤسّس منهجاً متكاملاً ونظريةً معرفيةً صارمةً في تلقّي الأخبار ومحاكمة الروايات، وبدأ البرنامج مع مجموعة من الشباب، وراقب الباحث من كثب التحوّلات المنهجية التي طرأت على تفكيرهم، وكانت النتائج مذهلة حينها، إذ أمكن تلخيص التجربة بنجاحها في تحويل المادَّتَين إلى سلوك اجتماعي، وأسلوب معرفي، ومنهجية حكم، لدى كلّ الأفراد الذين تشرّبوا المادّتين، وتمثّلوا مضامينها، وتميّزوا في اختباراتها المكثّفة. تؤكّد هذه التجربة في جوهرها مبدأً علمياً وتربوياً عميقاً، أن تبسيط المعرفة وإيصالها إلى الجماهير لتصبح ثقافة عامة، وتدريب الناس على المنهجيات العلمية التحليلية، حتى لو كانت من حقول معرفية غير معتادة لديهم، سوف يؤثّران بشكل مباشر في بناء شخصيتهم، وتمكينهم من تأسيس مهارات معرفية قابلة للنقل (Transferable Skills)، وهي جوهر القدرة على التفكير النقدي والابتكار في أيّ مجال آخر.
مشاريع التحوّل الرقمي التي تنتقل إليها الدول اختبار حقيقي لقدرة المجتمعات على التكيّف المعرفي والثقافي مع أدوات العصر وآلياته
التكنولوجيا إبداع في التفكير
ليست التكنولوجيا مجرّد أدوات حديثة، أو أجهزة متطوّرة يستخدمها الإنسان، بل هي قبل ذلك تعبير عن منظومة عقلية وقيمية شاملة، تعيد تعريف طريقة التفكير لدى الإنسان، وتعزّز منطق التحليل والتركيب، وتفتح المجال أمام الحلول الإبداعية المبتكرة. إنها في حقيقتها تجسيد لـ"ثقافة متجذّرة" في المجتمع، قبل أن تكون واحدةً من أدوات إنتاجها وتطويرها. وعليه، ليس تمكين المجتمع علمياً مسألةَ رفاه معرفي، أو ترفٍ فكري، بل هو ضرورة استراتيجية تضمن لسورية تحقيق ثلاثة أهداف: الاستئناف الحضاري، والاستقلال السياسي، والتجدّد الذاتي، وهذا المسار الاستراتيجي هو الذي يمنح السوريين القدرة على مواكبة التحوّلات، ومواجهة التحدّيات، وهو ما كانت تفتقده الدولة السورية عبر عقود من الخيبة والألم، فحين تصبح التقنية جزءاً أساسياً من حياة الناس، لا مجرّد أداة استهلاكية، أو مشروعاً رأسياً تنتجه السلطة، يغدو المجتمع أكثر قدرة على الاستجابة للتحدّيات، وإعادة إنتاج المعرفة خلال الأزمات، بل ربّما كانت الأزمات، بحسب أرنولد توينبي، إحدى أكثر محفزّات المعرفة والابتكار أهميةً، ضمن قاعدة التحدّي والاستجابة، وهو ما يفسّر النهضة المذهلة التي قامت بها دول، مثل ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية، فلم تكن القضية في إعادة الإعمار فحسب، بل كانت في استنهاض المنظومة المعرفية والثقافية التي كانت كامنةً تحت الركام. لقد أظهرت التجارب التاريخية الحديثة أن المجتمعات التي استطاعت النهوض بعد مرورها بأزمات كبرى، لم تعتمد على قرارات مركزية تصدرها القيادة العليا في الدولة، بل كانت تمتلك جذراً حضارياً راسخاً، وأساساً معرفياً صلباً، ومؤسّسات مجتمعية حيوية قادرة على استعادة المبادرة بسرعة، وتوجيه طاقات المجتمع إلى الأماكن الصحيحة والفاعلة. وهو ما تجلّى بوضوح في نهضة ألمانيا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية، أو ما عرف بـ"المعجزة الاقتصادية" (Wirtschaftswunder / Economic Miracle)، التي لم تكن وليدة خطّة مارشال فحسب، بل كانت نتاج استفزاز الطاقات البشرية، وتفعيل الثروة المعرفية (Knowledge Capital) المتراكمة أصلاً، فحين تتجذّر المعرفة في المجتمع، تصبح أداةً دافعةً ورافعةً، تمنع حدوث الانهيار، وتساهم في تحقيق النمو والازدهار، حتى في أحلك الظروف السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية التي قد تمرّ بها الدولة. وعليه، أفضل الطرق لتحقيق الأمن التكنولوجي (Technological Security) هو إنتاج المعرفة، ولا يعني هذا إعادة اختراع العجلة، أو البداية من الصفر، فاستيراد التكنولوجيا ضمن خطّة استراتيجية مؤقّتة يُعدّ جزءاً من إنتاجها، شريطة أن يكون استيرادها بهدف التعلم، والتفكيك، والتطوير، وإعادة الإنتاج، لا بهدف تعميق الاستهلاك، وتحقيق الرفاه المؤقّت.
لتحقيق التغيير البنيوي ضمن رؤية استراتيجية بعيدة المدى، لا بدّ من إرادة سياسية عليا، تتبنّى مشروعاً وطنياً طويل الأمد، يبدأ من دعم التعليم باعتباره المحرّك الأساسي للنهضة
التحوّل الرقمي تغيير في العقليات
التحوّل الرقمي أحد العناوين البرّاقة التي يتم تداولها بكثرة عند الحديث عن التقدّم المعرفي والتكنولوجي في العالم، ولا تكاد تجد نهضةً علميةً ومعرفيةً وصناعيةً في أيٍّ من تجارب النهضة المعاصرة إلا وصاحَبتها ثورة رقمية على مستوى إدارة الدولة؛ لأنها تسهّل وتسرّع عملية التغيير، وتعزّز الفائدة القصوى منها. لم تكن كلّ التجارب الرقمية الناجحة في العالم (سنغافورة نموذجاً)، مجرّد مشاريع تقنية، بل كانت نتيجة تراكم فكري وثقافي داخل المجتمع، وعمليات تربية وتدريب وتحفيز للمجتمع إلى الدخول في العالم الرقمي، من خلال تكامل الجهود بين المؤسّسات الحكومية ومؤسّسات المجتمع المدني. لقد أصبح التحوّل الرقمي اليوم عنواناً بارزاً لدى النخبة السياسية والفكرية، باعتباره انتقالاً نوعياً من المكاتب التقليدية والأنظمة الورقية إلى التطبيقات الذكية والأنظمة الرقمية، إلا أن الحقيقة الأهم في هذا التحوّل ما يعكسه من تحوّلات عميقة في البنية الذهنية والوظيفية للمجتمعات والمؤسّسات. ليست مشاريع التحوّل الرقمي التي تنتقل إليها الدول مجرّد تحديث تقني، أو تحسين للإجراءات الإدارية فحسب، بل هي اختبار حقيقي لقدرة المجتمعات على التكيّف المعرفي والثقافي مع أدوات العصر وآلياته. فالتحول الرقمي هو تحوّل في المنظومة الفكرية قبل أن يكون تحوّلاً في المنظومة الإدارية، وهو تحوّل في العقليات قبل أن يكون تحوّلاً في البرمجيات، وهو تحول في السلوك المعرفي قبل أن يكون تحوّلاً في السلوك الاجتماعي، إذ لا يمكن للدولة أن تنجح في رقمنة الخدمات والمؤسّسات إن لم يسبق ذلك رقمنةٌ حقيقيةٌ في الوعي لدى المجتمع، وإعادة تعريف للعلاقة التي تربط الفرد بالدولة، والإنسان بالمعلومة، والموظّف بالإجراء، والمؤسّسة بالمجتمع. التحوّل الرقمي اختبار حقيقي للمرونة الذهنية، والقابلية الثقافية على استيعاب هذا التحوّل. ومن ثمَّ يمكن اعتبار التحوّل الرقمي أحد أهم أدوات القياس التي تكشف لنا مدى جاهزية المجتمع والدولة على تحقيق انطلاقة حضارية راشدة، وتأسيس مشروع نهضوي متميّز.
لا يعني توطين التكنولوجيا إنتاجها ضمن حدود الدولة، بقدر ما يعني تحويلها ثقافةً مجتمعية، تفضي إلى نهضة علمية صناعية متزامنة
القيادة الراشدة لا تكفي
لتحقيق التغيير البنيوي ضمن رؤية استراتيجية بعيدة المدى، لا بدّ من إرادة سياسية عليا، تتبنّى مشروعاً وطنياً طويل الأمد، يبدأ من دعم التعليم باعتباره المحرّك الأساسي للنهضة، وصولاً إلى إعادة تشكيل النظرة العامة إلى المعرفة بوصفها أداة تحرير وتقدّم. كما أن تهيئة بيئة معرفية محفّزة ومنتجة تتطلّب تضافر الجهود بين الدولة، والقطاع الخاصّ، والمجتمع المدني، لبناء نظام ثقافي شمولي، يدعم التساؤل بوصفه أحد أهم مفاتيح المعرفة، والتجريب بوصفه أحد أهم أدوات الوصول إلى الإجابة، ولا يكتفي بتعزيز مفاهيم وأساليب نمطية، مثل الحفظ والتذكّر والتلقين، باعتبارها وسائل لــ"استنبات المعرفة" والحفاظ عليها، وترتيب هذه الثلاثة عكساً يرتبط بــ"الواقع السوري الجديد" تحديداً. ولا أعتقد أن هذا الترتيب الذي يضع المجتمع المدني في المقدّمة يمثل رؤية طوباوية كما قد يظن بعضهم، بل هو ضرورة استراتيجية تؤكّدها دراسات إعادة الإعمار ما بعد الحرب، التي تعتبر أن قدرة المجتمع المدني على الحشد والتنظيم والبناء هي العامل الحاسم والأبرز في طريق التعافي عند ضعف مؤسّسات الدولة. وإذا كانت الإرادة السياسية العليا ضرورةً لإنتاج مشروع النهضة، فإن وجود قيادة سياسية راشدة قادرة على توجيه الدفّة غير كافٍ في إنتاج التحوّلات الكبرى، وإحداث التغييرات الجذرية، بل لا بد أن يوجد التحوّل والتغيير والقابلية في القاعدة الاجتماعية أولاً، بحيث تصبح المعرفة المنتجة للمادة ثقافة عميقة وراسخة في المجتمع، ومن ثَمَّ تتحوّل إلى حالة صلبة في مؤسّسات الدولة، لا تتأثّر بالمتغيّرات مهما كان نوعها، ومهما كانت شدّتها. أحد أكبر التحدّيات التي تعيق مسار النهضة في الدول التي خرجت حديثاً من الحرب ليس ضعف الإمكانات المادية فحسب، بل هو الطابع النُّخبوي للمعرفة العلمية كما تقدّم ذكره، وما لم يعتبر المجتمعُ نفسَه طرفاً مؤسّساً وفاعلاً في قيادة المشروع العلمي في الدولة، سوف تبقى التكنولوجيا والتقنية جسماً غريباً عنه، وربّما يعتبرها في بعض الظروف مصدر تهديد وهدم، لا مصدر قوة وعزم. وفي أحسن الأحوال، ربّما تتحوّل مجرّدَ فضولٍ معرفي، لا يتطوّر في صورة منتجات حضارية رصينة. إن التحوّلات الكبرى لا تتم عبر تعزيز الاستخدام التقني وتعميمه فحسب، ولا تتحقّق بمجرد نقل الخبرات، أو استيراد المنتجات أيضاً، إن الفارق الجوهري يكمن في الانتقال من مرحلة امتلاك التكنولوجيا إلى مرحلة توطين التكنولوجيا. وتوطينها لا يعني إنتاجها ضمن حدود الدولة، بقدر ما يعني تحويلها ثقافةً مجتمعية، تفضي إلى نهضة علمية صناعية متزامنة. وهذا هو الدرس العميق الذي ينبغي أخذه من إصلاح ميجي (Meiji Restoration) في اليابان، إذ لم تكتف اليابان باستيراد التقنية الغربية، بل أرسلت بعثات دراسية لفهم المبادئ العلمية والهندسية، والمنظومات الثقافية والإدارية التي أنتجتها، وذلك بهدف بناء قدرة تكنولوجية ذاتية ومستقلة.
خاتمة
لا يتحقّق بناء نهضة علمية راسخة إلا بترسيخ الثقافة التكنولوجية في وجدان المجتمع، وتحويلها من معرفة متخصّصة إلى ظاهرة ثقافية عامّة، وهذا لا يتطلّب استثمارات مادّية ضخمة، بقدر ما يتطلّب إرادة ثقافية عميقة وواعية، تدرك أن الرهان الأكبر في هذا العصر هو على من يمتلك المعرفة، لا على من يستهلكها، وأن الثروة الحقيقية لم تعد تستخرج من باطن الأرض، بل أصبحت تستخرج من الأفئدة والعقول، وما يتبع ذلك من مؤسّسات قادرة على تنظيم المعرفة، وترتيبها، وتبويبها، وتحويلها من طموح حضاري قيد التفكير إلى مشروع حضاري قيد الإنشاء.
## ترامب واستراتيجية المجنون
30 June 2025 12:54 AM UTC+00
أطلقت جامعة هارفارد في عام 1979 مبادرةً سميّت بـ"مشروع هارفارد للتفاوض"، للبحث في أساليب التفاوض لدى الأفراد والجماعات والدول. كان المشروع بقيادة عالِمَين كبيرَين: أستاذ للقانون، متخصّص في النزاعات والمفاوضات الدولية، روجر فيشر، وأستاذ الأنثروبولوجيا، الباحث في شؤون المفاوضات، وليم يوري. وتكلّلت هذه الجهود بعد عامَين بإصدار كتابهما "الوصول إلى نعم" (Getting to YES)، قدّما فيه نهجاً مبتكراً للتفاوض، أطلقا عليه "التفاوض المبدئي"، ويقوم على توفير طريقة تفاوض تلبّي احتياجات جميع الأطراف قدر الإمكان. وعلى مدار السنين، أصبح الكتاب مرجعاً أساساً للسياسيين والدبلوماسيين ومستشاري التفاوض، واعتمدتْ كثيراً من فِكَره حكوماتٌ ومنظّماتٌ دوليةٌ وجيوشٌ وشركات. ويقال إن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، في تعامله مع الاتفاق النووي الإيراني، تصرّف أحياناً وفق فكرة مهمّة تضمّنها الكتاب، "أفضل بديل لاتفاق تفاوضي"، خلاصتها ضرورة رصد البدائل المتاحة في حال عدم التوصّل إلى اتفاق، من أجل أن يكون التفاوض من موقع قوة، وتجنّب أيّ شروط سيئة.
ثمة أسلوب تفاوضي آخر رصده كتاب "التأثير... سيكولوجية الإقناع"، لروبرت سالديني (1984)، وكان ينطلق من فكرة نفسية مفادها الميل إلى ردّ الجميل، والمعاملة بالمثل، بمعنى أن صدور بادرة إيجابية من طرفٍ عادةً ما تقابل بردّ إيجابي من الطرف الآخر، والعكس في حال تصلّب المواقف، ما يصنع، في النهاية، ديناميكيةً تقرّب الطرفَين من اتفاق مشترك. وهي طريقة طبّقها الرئيس الأميركي رونالد ريغان في مفاوضاته مع الروس لضبط الأسلحة النووية، فعرض استعداد بلاده للتخلّي عن بعض الأسلحة إذا تخلّى الاتحاد السوفييتي عن بعضها. غير أن القارئ للفِكَر الأساسية لأساليب التفاوض السابقة، وغيرها من أساليب التفاوض، يلحظ أن الأبرز فيها جميعاً إمكانية توقّع أفعال المفاوض والتنبؤ بها.
 لا يمكن اعتبار المواقف المتضاربة لترامب نتيجة تردّد، بل هي امتداد لأسلوبه القائم على إغراق المنطقة بكثير من الفوضى والخطاب الخادع
ولكنّ المتابع للنهج الذي يطبّقه الرئيس دونالد ترامب يلحظ أسلوباً يختلف جذرياً عن الأساليب التقليدية، ويمكن القول إنه أسلوب صادم للجميع، أطلق عليه علماء السياسة "استراتيجية المجنون". ورغم براعته في توظيف هذا النهج وصعوبة التنبؤ بأفعاله ومعرفة نيّاته، ليس ترامب من ابتكر هذا الأسلوب، إذ يؤثر عن الرئيس أيزنهاور (1953 - 1961) أنه فرض على كوريا الشمالية توقيع هدنة بعد نقله رسالةً سرّيةً إلى الصينيين، بأنه سيلقي قنبلةً نوويةً على كوريا الشمالية، إذا لم يجرِ التوصل إلى هدنة، وهي استراتيجية قلّدها الرئيس ريتشارد نيكسون لاحقاً، وقادت إلى إنهاء حرب فيتنام، فنقل رسالةً إلى الفيتناميين بأنه وصل إلى مرحلة يريد فيها وقف الحرب بأيّ ثمن، حتى لو كان باستخدام السلاح النووي. والحقيقة أن أصل النظرية في الفكر الغربي يعود إلى عبارة لأحد أشهر فلاسفة الفكر السياسي في العصر الحديث، نيكولو ميكيافيلي "من الحكمة أحياناً التظاهر بالجنون"، وهي عبارة سبق إليها المثل العربي القديم "ذلّ قومٌ لا سفيه لهم".
ويعتمد هذا النهج على أن يظهر القائد متقلّب المواقف، غامضاً، وأن يكون متطرّفاً في تصريحاته، ويستخدم التهويل والتصعيد، وإحداث المفاجآت مناورةً تفاوضيةً لإرهاب الخصوم، بل ربّما الحلفاء أيضاً، ودفعهم إلى تقديم التنازلات، أو لتحسين شروط التفاوض، وهذا كلّه يتّصل جوهرياً باستراتيجية المجنون، وهو أسلوب يتقاطع تماماً مع نظرية ترامب عن التفاوض التي شرحها كتاب "فنّ الصفقة" (The Art of the Deal)، الذي ينسب تأليفه إلى ترامب والصحافي توني شوارتز عام 1987. وهنا يمكن القول إن دونالد ترامب طبّق هذا النهج منذ ولايته الأولى، لكنّه نقله إلى مستوىً جديدٍ لم يسبقه إليه أحد، فلم يستخدمه ضدّ "أعداء الولايات المتحدة" وحدهم، بل ضدّ حلفائها أيضاً، فهدّد بالانسحاب من حلف شمال الأطلسي (ناتو)، لإجبار الدول الأعضاء على سداد التزاماتها المالية الدفاعية للحلف (2% من الناتج المحلّي الإجمالي)، فنجح في ما فشل فيه رؤساء أميركيون سابقون (بوش الابن وأوباما)، حتى استوفت ما عليها للحلف 23 دولة.
ذكرت مصادر مختلفة أن ترامب لم يكن يمانع أن ينقل عنه مبعوثوه (أو الوسطاء) أنه "مجنون"، أو "متقلّب المزاج"
يلفت الانتباه هنا ما ذكرته مصادر مختلفة أن ترامب لم يكن يمانع أن ينقل عنه مبعوثوه (أو الوسطاء) أنه "مجنون"، أو "متقلّب المزاج" ويمكن أن يفعل أيّ شيء، ويصرّح بأقوال عجيبة ليراقب سلوك الآخرين تجاهها، ثمّ ينأى بنفسه عن استفزازاته: فهل سيستولي على غرينلاند؟ أو قناة بنما؟ وهل يجعل كندا ولايةً أميركية؟... لا بدّ من السؤال عن مدى تأثير هذه الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، وإلى أيّ درجة استفادت إسرائيل أو تضرّرت منها. حين نراجع أفعال ترامب وتصريحاته في ولايته الثانية، وحتى قبل أن يتولّى مهام منصبه، نجدها متقلّبةً بشكل كبير؛ فهو يهدّد يفتح أبواب الجحيم في غزّة، إن لم يجر التوصل إلى اتفاق، أو يهدّد بتهجير سكّان القطاع إلى مصر والأردن، أو بتحويل القطاع إلى "ريفييرا"، وجعل إدارته أميركية. وقد يشارك مقطعاً مصوّراً يسيء إلى نتنياهو، ثمّ يطالب بوقف محاكمته في قضايا الفساد المنظورة حالياً، وربّما وجّه ضربات ضدّ الحوثيين، ثم يفاجئ إسرائيل بوقف هجماته ضدّهم في اليمن، ولا بأس من أن يهدّد بقيام إسرائيل بضرب إيران، ثمّ يصرّح بإعطاء فرصة للدبلوماسية (إبريل/ نيسان الماضي)، وبينما يعطي مهلة أسبوعَين لإيران قبل أن يتخذ قرار توجيه ضربة عسكرية ضدّها، ينفّذ ضربة ضدّ مفاعلاتها النووية بعد يومين، ثمّ يقدّم الشكر إلى القيادة الإيرانية على موافقتها وقف الحرب...
الخلاصة، يشير هذا الفعل المتكرّر من الرئيس الأميركي إلى أننا أمام ما يمكن اعتباره نمطاً ثابتاً، بحيث لا يمكن اعتبار هذه المواقف المتضاربة نتيجة تردّد، بل هي امتداد، كما يقول الكاتب في صحيفة النيويوركر، دافيد رمنيك، لأسلوبه القائم على إغراق المنطقة بكثير من الفوضى والخطاب الخادع، وترك خصومه في حالة ترقّب وغموض، وصنع حالة من الردع النفسي والسياسي، يفرض بها فكره التي لا يمكن التنبؤ بها في النهاية. لا يبدو هذا الأسلوب محيّراً للعرب وحدهم، بل لأقرب حلفاء ترامب في إسرائيل، حتى كتب المحلل في "يديعوت أحرونوت"، إيتامار أيخنر، في مقال له إن السياسة المتقلّبة للرئيس الأميركي، وإن كانت مفيّدةً في بعض الحالات، تثير قلقاً استراتيجياً داخل الدوائر الأمنية والسياسية في إسرائيل، نتيجة صعوبة التنبّؤ بقراراته، والتغيّر السريع في مواقفه تجاه خصوم واشنطن وحلفائها في المنطقة. ويرى الكاتب في "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، أن النهج الذي يتبعه ترامب يتضمّن عيوباً ومزايا، فمن ناحية ينبع القلق الاستراتيجي في إسرائيل من المخاطرة بالتضحية بالأهداف الواضحة والتخطيط طويل الأمد من أجل مكاسب سياسية قصيرة الأجل، علاوة على الافتقار إلى أهداف واضحة المعالم وواقعية وقابلة للتحقيق. ونتيجة لذلك، ما يُقدّم من تصوّرات أو أفعال غالباً قد تفشل في خدمة الأمن القومي لإسرائيل، نتيجة الميل إلى إعطاء الأولوية للمصالح الشخصية لترامب أو نتنياهو، أو كليهما معاً. ومن ناحية أخرى، أهم مزايا هذا الأسلوب مفاجأة الخصوم، وإجبارهم على الرضوخ لشروط واشنطن وإسرائيل بالتبعية.
التحدّي الحقيقي احتمال أن تتحوّل استراتيجية المجنون عند ترامب مستقبلاً من أسلوب تفاوض إلى جنون حقيقي
وتستهدف هذه الميزة الأخيرة تليين مواقف الخصوم/ الحلفاء. فعلى سبيل المثال، وضع الطرح الترامبي بتهجير سكّان غزّة الأطراف العربية، وخصوصاً مصر والأردن، تحت ضغط كبير، وطبقاً لرئيس معهد الأمن القومي في إسرائيل، تامير هايمان، وضع طرح الفكرة البلدَين، والدول العربية، أمام خيارات كلّها سيئة، وأوجد وضعاً جديداً أصبح فيه من المنطقي (البحث عن) الموافقة على خيارات أقلّ سوءاً من أن يتهدّد أمنها القومي، بمعنى دفع العالم العربي إلى المشاركة في ترتيبات اليوم التالي بما يخدم المصالح الإسرائيلية، ودفع مسار التطبيع من دون اشتراط وجود دولة فلسطينية، وربّما الاكتفاء بأن يكون منع تهجير سكّان القطاع سبباً كافياً لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل.
والخلاصة هنا أنه بينما ينظر اليمين الإسرائيلي إلى نهج ترامب التفاوضي فرصةً سانحة تقود إلى تشكيل شرق أوسط جديد، تكون الهيمنة فيه لإسرائيل، وبينما يرى محللون كثيرون أنه يقدّم حلولاً عملية في عالم يعجّ بالبيروقراطية والجمود، يرى أخرون أن تحويل السياسة إلى عرض دائم من التهديدات والارتجال، وإن كان مقصوداً، يعرّض استقرار العالم، والشرق الأوسط على وجه الخصوص، لمخاطر غير محسوبة، وهنا تحديداً التحدّي الحقيقي في احتمال أن تتحوّل استراتيجية المجنون/ مستقبلاً، من أسلوب تفاوض إلى جنون حقيقي.
## بعد مفاجأة تركي الفيصل
30 June 2025 12:54 AM UTC+00
صحيحٌ أن تركي الفيصل بلا حيثيّةٍ رسميةٍ في بلده، العربية السعودية، إلا أنه من أمراء الأسرة المالكة. وصحيحٌ أن أي موقفٍ يصدُر منه لا يعبّر، بالضرورة، عن وجهة نظر المملكة، إلا أنه قد يؤشّر (أحياناً) إلى مزاجٍ سياسيٍّ في أوساط صنّاع القرار فيها. وإذا قال قائلٌ إن لدى رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق (1977– 2001) ميولاً ظاهرةً إلى أن يبقى شخصُه حاضراً في فضاءات النقاش السياسي العربي العام، بمشاركاته في منتدياتٍ إقليميةٍ ودوليةٍ، وبمقالاتٍ يكتبها، ومحاضراتٍ يلقيها، فهذا لا يقلّل من أهمية الانتباه إلى أفكارٍ وآراء يعلنها، وإن يحدُث أن تُناقضَ واحدةٌ أخرى. وهذا هو يلفت الأنظار إلى مفاجأته التي أشعلت تساؤلاتٍ بصددها، تُحاول تفسير المدى الذي ذهبت إليه، وقد كتب إننا، لو كنّا في عالمٍ يسوده الحياد والعدالة، لرأينا قاذفات B2 الأميركية تُمطر ديمونة ومواقع إسرائيلية أخرى بالقنابل، وذلك في مقالة نشرها في صحيفة إماراتية بالإنكليزية الخميس الماضي، بعد ضرب قاذفاتٍ أميركيةٍ مفاعلاتٍ نوويةً في إيران، وذكَّر بأن "إسرائيل تملك ترسانةً نووية، ولا تخضع لاتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية، ولا لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
لا تصل سقوف خيالنا إلى الذي اشتهاه تركي الفيصل، وهو سفيرٌ سعوديٌّ سابقٌ في الولايات المتحدة، أن تضرب الأخيرة البرنامج النووي الإسرائيلي. ولكن، في الوسع أن تُلتقط هذه الانتباهة، فيجري التحشيدان، الإعلامي والسياسي، باتجاه إخضاع منشآت هذا البرنامج ومفاعلاته للتفتيش الدوري من الوكالة الأممية المختصّة، طالما أن العالم كله مستغرقٌ في "التحذير" من البرنامج الإيراني الذي تعرّضت مواقعُه، أخيراً، لقصفيْن، إسرائيلي وأميركي، الأمر الذي جعل الأمير السعودي يخلع عن نفسه ثوب الداعية السياسي، ويكتب بلغة الناقم من ممالأة الغرب إسرائيل ونفاقه لها عندما عاقب روسيا ودعم هجومها (إسرائيل) على إيران. وفيما ليست منسيةً رسالةٌ من نجل الملك فيصل مفتوحةٌ إلى ترامب، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وابتهجت بـ"الانتصار الرائع" للأخير في انتخابات الرئاسة الأميركية، نجدنا نقرأ للرجل في المقالة المفاجئة امتناعه عن زيارة الولايات المتحدة، حتى يغادر "السيد ترامب" منصبه. ولسنا نعرف ما إذا كان الرئيس اطّلع على تلك الرسالة، وعلى أخرى مغايرة الوقْع، نشرها الفيصل في فبراير/ شباط الماضي، وتعلقت بمشروع تهجير الغزّيين، وكتب فيها: "عزيزي الرئيس ترامب: الشعب الفلسطيني ليس مهاجراً غير شرعي ليتم ترحيله إلى أرض أخرى...".
أعلى تركي الفيصل صوته ضد الإسناد الأميركي للحرب الوحشية على قطاع غزّة، وضد "الترخيص المجّاني من العالم" الذي حصلت عليه إسرائيل لمواصلة حربها هذه، وهو الذي كان قد تحمّس لتطبيع الإمارات معها، وبدا محبِّذاً تطبيعاً سعودياً مُمكناً، على أن يأتي عند إنشاء دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزّة وعاصمتها القدس الشرقية. وهنا، يحسُن التدقيق في هذا الخطاب، فالخارجية السعودية في بياناتها ترى أسبقيّة هذه الدولة على إقامة أي علاقاتٍ بين الرياض والدولة العبرية، وليست نتيجة هذه العلاقات، وقد أكّد هذا ولي العهد، محمد بن سلمان، في افتتاحه أعمال دورة مجلس الشورى في سبتمبر/ أيلول الماضي، عندما قال إن بلاده "لن تتوقّف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك".
وبهذا وذاك، نصبح أمام معطيين: أحدهما أن السعودية مدعوّة إلى التمسك بمطلب الدولة الفلسطينية هذا، وبالمبادرة العربية للسلام التي كانت صاحبتها، في مواجهة العبث الدعائي الذي تنشط فيه إسرائيل، في غضون القتل اليومي في غزّة، في ترويج تطبيع عربيٍّ واسعٍ مرتقبٍ معها، تكون المملكة ضمنه. وثانيهما أن عملاً عربياً، سياسياً وإعلامياً، يلزم أن يركّز على مشروع نووي عسكري لدى إسرائيل تخفيه عن أنظار العالم، ويُجاز لها امتناع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن تفتيشه، فيما القناعة العربية العامة وجوب خلو المنطقة من كل أسلحة الدمار الشامل. وليست منسيّةً مطالبات عمرو موسى، إبّان كان وزيراً للخارجية المصرية، بأن ينتبه العالم إلى هذا المشروع الخطر، ثم لم تُسمع أصوات عربية  نادت بهذا، حتى فاجأنا تركي الفيصل بأن غياب الإنصاف في العالم لا يجعلنا نرى قاذفاتٍ أميركيةً تضرب ديمونة.
## "الصيّاد"... في هجاء التعليم الخاص
30 June 2025 12:54 AM UTC+00
كان الكاتب البحريني أمين صالح يسم السينما الهندية بخلطة البهارات. والبهارات عادةً مصدرها شبه القارّة الهندية، ويقصد هنا أنها نتاج خلطة محلّية خاصّة تتميّز بالحرارة والطعم اللاذع، يندمج فيها العنف والخيال الدرامي الجامح والغناء. ورغم ذلك الغلاف الصارخ (والمبالغ فيه في أحيانٍ كثيرة، إذ عادة ما يظهر بطل الفيلم بقدراتٍ خارقة يصرع مناوئيه واحداً تلو الآخر من دون أن يصاب بخدش)، نجد أن بعض الأفلام الهندية (على بهاراتها اللاذعة) تحمل رسالةً إنسانيةً جادّة.
... أخيراً، عُرض فيلم" Vettaiyan" (الصياد)، من إخراج تي جيه جنانافيل، وبطولة نجم الاستعراض راجينيكانث، والنجم الهندي المخضرم أميتاب باتشان الذي صار في السنوات القليلة الماضية يظهر في أفلام متوالية، وإنْ في مشاهد مقتضبة، وكأنما يستعرض (وهو في الثمانين عاماً) شخصيته الهادئة وأناقته، إذ صار يظهر في أدوار الرجل الوقور، وقد لعب في هذا الفيلم دور القاضي "ساتيا"، الذي يبدأ بإلقاء محاضرة لطلبته في الجامعة متحدّثاً أن الهند في تاريخها التعليمي لم يحظَ بامتياز التعليم فيها سوى الأغنياء، أمّا الفقراء فلم يُسمح لهم بأخذ أيّ قسط منه، بل يقتصر دورهم في الحياة على العمل وخدمة الأثرياء، ليمتهنوا أصغر المهن وأكثرها هامشيةً. ويكمل: "الحال لم يتغيّر كثيراً في الهند المعاصرة، إذ من يحظى الآن بالتعليم القوي والتقني هم طلبة التعليم الخاصّ، وهم غالباً من طبقة الأثرياء الذين لهم القدرة المالية الفائضة لتعليم أبنائهم. أمّا الفقراء فنصيبهم التعليم العمومي الأقلّ جودة. رغم ذلك تجد من يتميّز فيه معتمداً على جهده وقدراته الذهنية الخاصّة".
يؤدّي البطل (راجينيكانث) دور ضابط الشرطة "أثيان"، الذي يتمتّع بقدرات جسدية خارقة، فيهاجم عصابةً متشعّبة من المجرمين، مدعومةً من شركة ضخمة تتقصّد طلاب المدارس من أبناء الفقراء، لإغرائهم بالالتحاق بمدارسها الخاصّة، من طريق تقديم تسهيلات وهمية لا تلبث أن تنكشف مع تقدّم الطالب في الدراسة، ثمّ تُفاجأ العائلة بضغط هذه العصابة عليها من أجل بيع آخر ما تملك، ما أدّى، بحسب سيناريو الفيلم، إلى انتحار عدد كبير من الطلبة والطالبات بسبب انقطاع الحلم فجأة، أو ضغط العائلة عليهم.
يبدأ تصاعد الحبكة في الفيلم حين تُقتل معلّمة في مدرسة حكومية على يد هذه العصابة، فيتحرّى ضابط الشرطة للكشف عن دوافع الجريمة، ليكتشف أنها قتلت بعد أن فضحت أمر عصابة التعليم الخاصّ، وكشفت ألاعيبهم من طريق الحديث إلى إحدى الصحف عن طالبة انتحرت بسبب ضغط أهلها عليها، لأنها لم تستطع أن تستمرّ في إكمال دراستها. يواجه بطل الفيلم العصابة، ويخوض ضدّها معارك دامية، ويهزمها، إلى أن يصل إلى زعيمهم، وهو شابٌّ يدير مجموعةً واسعةً من المدارس الخاصّة في عموم الهند، راكمت ثرواتها من قهر الناس وإيهامهم بمجدٍ محقّق لأبنائهم سيضمنون بسببه العمل والسفر إذا استجابوا لشروطهم. البطل ذو المواصفات الخارقة يخوض معركةً حاميةَ الوطيس مع مدير هذه الشركة، فيتجاوز حرسه الخاصّ (المُكوَّن من فريق حماية صيني) فيصرعهم واحداً واحداً، حتى يصل إلى رأس الأفعى، ويخوض معه صراعاً مباشراً حتى يتمكّن منه. سيشعر المشاهد وهو يتابع الدفعات الميلودرامية للفيلم بشيء من السذاجة، ولكنّها سذاجة لا تنم عن قلّة في القدرات الفنّية أو التقنية للفيلم، إنما بسبب القدرات (المكشوفة) للبطل وهو يصرع ضحاياه من دون عناء، حتى إن ملابسه لا تتّسخ، ولا تُصاب يده بأدنى خدش. هذه القدرات المكشوفة، والمقصودة في أفلام هندية حديثة كثيرة، تُبنى (وتُؤدّى) بإتقان لا يخلو من ابتكار، كما أن جمهورها في ازدياد مطّرد، ربّما بسبب هذه الجرعات الحركية الزائدة، التي تجعل المشاهد يعيش واقعاً جديداً ينسيه تماماً واقعه الخاصّ، فمعظم مشاهدي هذه الأفلام هم من العمّال وأصحاب المهن اليدوية، سيجدون من ثم متنفّسهم في يوم الإجازة، وهم يعلمون يقيناً أن ما سيرونه ليس له علاقة منطقية بالواقع المَعيش خارج القاعة، الذي يتحرّك فيه الزمن بإيقاع بطيء.
## وجوه "بي بي سي" المتقلّبة
30 June 2025 12:54 AM UTC+00
لم يغيّر تقرير، اتهم أخيراً هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بالانحياز إلى إسرائيل في تغطية حرب الإبادة في غزّة، من أداء المؤسّسة لجهة إطلاق مراجعة لهذه التغطية، بل قرّرت، بعد صدور التقرير ومناقشته في الإعلام البريطاني، عدم بثّ فيلم وثائقي عن الأطبّاء البريطانيين العاملين في غزّة، معلّلةً القرار بالمخاوف بشأن حيادية الإنتاج. ماذا عن الحيادية وتطبيقاتها الغريبة في "بي بي سي"؟
أثارت دراسة أجراها مركز مراقبة الإعلام التابع للمجلس الإسلامي البريطاني ضجّةً بين مؤيّد ومعارض، إذ توصّلت إلى أن تغطية "بي بي سي" القتلى من الإسرائيليين تفوق التغطية المخصّصة للقتلى الفلسطينيين بـ33 مرّة، مرتكزة على تحليل 3873 مقالاً و32092 حلقةً إذاعيةً بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، و6 أكتوبر 2024. وأن الإعلام العام البريطاني لم يتخلَّ عن التوازن في عدة مواد إعلامية خاصّة بالطرفين فحسب، بل استخدم تعبيرات ذات طابع عاطفي أكثر بأربعة أضعافٍ في المواد الخاصّة بالضحايا الإسرائيليين، بما في ذلك استخدام مصطلح "مجزرة" أكثر بـ18 مرّة لوصف الضحايا الإسرائيليين مقارنةً بالتعبيرات المستخدمة في وصف الضحايا الفلسطينيين. انتقد التقرير أيضاً إغفال السياقات التاريخية للحدث، والتغاضي عن نقل تصريحات للمسؤولين الإسرائيليين عن نيّة الإبادة الجماعية، ونقل هذه التصريحات باعتبارها حقائقَ حول جرائم حرب الإبادة ضدّ المدنيين. لم تواجه "بي بي سي" التقرير بكثير من الاعتبار أو الجدّية. في الوقت نفسه، قرّرت عدم بثّ فيلم "غزّة... أطباء تحت الهجوم"، المنتج من شركة خاصّة، بتكليف من هيئة الإذاعة البريطانية، بحجّة إمكان تضارب بثّ الفيلم مع معايير النزاهة والعدالة التحريرية.
لم تعد حجّة "بي بي سي" أن انتقاد الجميع لها دليل حياد تجدي نفعاً
في وقت سابق، قرّرت الهيئة سحب الفيلم الوثائقي "غزّة... كيف تنجو من منطقة حرب"، من موقع iPlayer، بعد أن أثار عرضه موجةً من الاستنكار بحجّة أن الطفل الراوي (13 عاماً) نجل مسؤول في حركة حماس. في الحالتَين، حالَ قرار "بي بي سي" دون نقل معلومة في غاية الأهمية إلى الجمهور البريطاني عن نزاع لا تغطّيه الهيئة في الميدان. اعتبرت الشركة المنتجة المستقلّة "بيسمنت فيلمز"، بعد قرار "بي بي سي" نقل ملكية الفيلم إليها، أن قرار الهيئة انتهاك لمعاييرها المهنية، واعتبر مؤسّس الشركة بن دي بير القرار ضرباً من "العرقلة والإسكات" ضدّ الصحافة. وهذه ليست المرّة الأولى التي تقع فيها تغطية "بي بي سي" في حيّز الاتهام بالانحياز. لم يتوقّف اللوبي الإسرائيلي عن انتقاد تغطيتها الحرب بحجّة أنها منحازة إلى الفلسطينيين. في سبتمبر/ أيلول 2024، عنونت صحيفة "صنداي تلغراف" اليمينية في صفحتها الأولى إن "بي بي سي انتهكت القواعد 1500 مرّة" بشأن الحرب في غزّة، استناداً إلى تقرير غير موثّق صادر عن المحامي الإسرائيلي تريفور أرسون، مدّعياً أن "بي بي سي" في تغطيتها الحرب "منحازة بشدّة ضدّ إسرائيل"، بحجّة أنها تقدّم مساحاتٍ واسعةً للمدنيين الفلسطينيين. حظي التقرير بتغطية واسعة في الإعلام اليميني الغربي، بما في ذلك صحف ديلي إكسبريس، وديلي ميل، والصن البريطانية الواسعة الانتشار. وعيب على الدراسة (بشكل خاص) منهجيتها لاعتمادها مفهوماً مغلوطاً للذكاء الاصطناعي، باعتباره أداةَ بحثٍ غير منحازة وجدّية.
لم تعد حجّة "بي بي سي" أن انتقاد الجميع لها دليل حياد تجدي نفعاً. أظهر التقرير أن ثمّة حاجة ملحّة لإعادة النظر بمبدأ الموازنة بين طرفي النزاع، الذي باتت ترجمته تعني الموازنة بينهما، حتى لو كانت قواعد الحرب مختلفة، والموازنة بين معاناة المدنيين في الجانبَين، أي اعتبار معاناة المدنيين الإسرائيليين (على أهميتها) موازية لمعاناة المدنيين الفلسطينيين، الذين يعيشون ظروف إبادة تُنقَل مباشرة عبر وسائط التواصل الاجتماعي. ولعلّ هذا التوازن المصطنع يفسّر بعضاً من القرارات التحريرية للهيئة، التي أدّت إلى "تعقيم" التغطية عبر تقصّد عدم نقل أشكال القتل السادي أو التصريحات المحرّضة عليه من الجانب الاسرائيلي. الأهم هنا، إلى جانب تحليل معطيات المواد المذاعة، استقصاء آليات القرار التحريري وتأثير خلفيات الصحافيين أنفسهم فيها. بمعنى آخر، طرح السؤال التالي: إلى أيّ حدّ تساهم خلفيات الصحافيين (الاجتماعية والاقتصادية والسياسية) في تأطير الخيارات التحريرية للهيئة، خصوصاً أن لدى الغالبية العظمى منهم خلفية معرفية محدودة جدّاً بالمنطقة ونزاعاتها، هذا إذا كان يمتلك أيَّ معلوماتٍ في الأساس. السؤال الأخر: إلى أيّ حدّ يتحكّم الخوف بالقرارات التحريرية، وهل لا يزال بالإمكان الحديث عن مسار تحريري مستقلّ؟... لعلّ البحث في آليات القرار التحريري جواب على تعليب "بي بي سي" تغطيتها الإبادة فترةً طويلة، فضلاً عن قدرتها على كبح (وتكميم) النقاشات الحامية داخلها حول هذا الفشل التحريري والأخلاقي.
قرّرت "بي بي سي" عدم بثّ فيلم "غزّة... أطباء تحت الهجوم"
نقلت بعض وسائل الإعلام أخيراً أخباراً عن جدل حادّ في أوساط صحافيي الهيئة العمومية على خلفية تغطيتها الحرب على غزّة، واعتراضات وصلت إلى حدّ استقالة بعضهم. منها تقرير نشره موقع ديدلاين، عن نقاش صاخب في اجتماع للصحافيين والعاملين مع المدير العام للهيئة، تيم ديفي، إذ سئل عن سبب عدم بثّ الفيلم الذي يوثّق عمل الأطباء البريطانيين في غزّة، ومبرّرات حجب تغطية جرائم وأحداث مهمّة. بحسب الموقع، الذي حصل على تسريب للمذكّرة الداخلية للاجتماع، فإن أصواتاً كثيرةً ارتفعت تعبّر عن خيبة أملها، بينها قول أحد العاملين: "أشعر بقلق بالغ إزاء الضرر الذي لحق بسمعة (بي بي سي) نتيجة تغطيتها للأحداث في فلسطين. أتفهم وأُقدّر أهداف سياستنا التحريرية، وهي السعي الدائم إلى تحقيق التوازن والحياد، لكنّني أشعر أننا نفشل".
تستحق هذه الأصوات الجريئة الإشادة. تحدّث بعضهم بسرّية، حفاظاً على لقمة العيش، وقرّر آخرون الاستقالة. من هؤلاء المعلّق الرياضي غاري لينكر، الذي دُفع إلى الاستقالة بحجّة معاداة الساميّة، رغم اعتذاره عن تغريدة اعتبرت تحمل رموزاً عنصرية، ومذيعة الأخبار كاريشما باتل، التي كتبت في صحيفة إندبندنت أنها استقالت بعد تغطية "بي بي سي" خبر قتل الطفلة هند رجب مع عائلتها. "فشلت بي بي سي في قضية هند، كما فشلت في التعامل مع أطفال غزّة"، كتبت الصحافية. لهذه الأصوات الشجاعة التحية وتقدير يتجاوز بكثير حجم سطور قليلة.
## التوجه لخفض الإنفاق العسكري الروسي... اعتراف بثقل حرب أوكرانيا
30 June 2025 01:00 AM UTC+00
بعد عدة سنوات من الزيادة المطردة في الميزانية العسكرية الروسية في الأعوام الأخيرة، ووصولها إلى ما يفوق 150 مليار دولار ضمن ميزانية العام الحالي، بما يعادل أكثر من 6% من الناتج المحلي الإجمالي، أشهرت موسكو لأول مرة عزمها على خفض الإنفاق العسكري الروسي ما يفرض تساؤلات عن أسباب هذا الأمر، وما إذا كان يعكس توجه الكرملين نحو إنهاء حرب أوكرانيا أو الانسحاب من سباق التسلح مع الغرب وإعلاء تطوير الشق المدني من الاقتصاد، ولا سيما بعدما فرضت الحرب تداعياتها الاقتصادية على الروس، وأسهمت في ارتفاع نسب التضخم إلى جانب ما استتبعته من عقوبات اقتصادية غربية على روسيا.
تمهيد لخفض الإنفاق العسكري الروسي
وأقرّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الجمعة الماضي، بأن روسيا تنفق 13.5 تريليون روبل (نحو 172 مليار دولار وفقاً لسعر الصرف الحالي) على النفقات العسكرية، وهذا "كثير". وقال بوتين، في مؤتمر صحافي في ختام قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي التي انعقدت في العاصمة البيلاروسية مينسك: "تبلغ حصة النفقات الدفاعية 6.3% من الناتج المحلي الإجمالي الروسي بواقع 13.5 تريليون روبل، بينما يبلغ مجموع الناتج المحلي الإجمالي 223.3 تريليون روبل (حوالى 2.8 تريليون دولار). هل 13.5 من أصل 223 كثير أم قليل؟ ليس بقليل بالمرة. دفعنا ثمن ذلك في شكل التضخم".
قسطنطين بلوخين: خفض الميزانية العسكرية الروسية لن يعني خفضاً لميزانية العملية بأوكرانيا
وذكر بوتين أن حصة الولايات المتحدة في أثناء الحرب الكورية بلغت 14% من الناتج المحلي الإجمالي، و10% في أثناء الحرب في فيتنام، مؤكداً أن السلطات الروسية تبذل جهوداً من أجل مكافحة التضخم الذي ناهز 10% على أساس سنوي في مايو/أيار الماضي، وتحقيق "هبوط ناعم" للاقتصاد. ومع ذلك، شدد على عزم موسكو على خفض الإنفاق العسكري الروسي مضيفاً: "نعتزم خفض النفقات الدفاعية، وفي المقابل، تفكر أوروبا في كيفية زيادة نفقاتها"، في إشارة إلى اتخاذ حلف شمال الأطلسي (ناتو) خلال قمته الأخيرة في مدينة لاهاي الهولندية قراراً برفع النفقات العسكرية إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، إذ سيخصص  3.5% من الناتج المحلي الإجمالي سنوياً لمتطلبات الدفاع الأساسية، فيما سيُنفَق ما يصل إلى 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي على النفقات المتعلقة بالأمن مثل حماية البنية التحتية الحيوية وتعزيز القاعدة الصناعية الدفاعية للحلف. كذلك، قال القادة إن هذه الاستثمارات ضرورية لمواجهة "التهديدات الأمنية الهائلة"، مركزين خصوصاً على "التهديد طويل الأمد الذي تشكله روسيا على الأمن الأوروبي الأطلسي والتهديد المستمر للإرهاب".
توقعات بقرب انتهاء حرب أوكرانيا
واعتبر الخبير في مركز بحوث قضايا الأمن التابع لأكاديمية العلوم الروسية، قسطنطين بلوخين، أن إعلان بوتين عزمه على خفض الإنفاق العسكري الروسي يعكس التوقعات بقرب انتهاء حرب أوكرانيا، في ضوء تراجع واشنطن عن دعم كييف، وانشغال أميركا بملفات أخرى على رأسها دعم إسرائيل في مواجهة إيران، وردع الصين. وقال بلوخين، لـ"العربي الجديد": "جزئياً، يمكن تفسير خطط خفض الإنفاق العسكري الروسي على أنها تمهيد لإنهاء حرب أوكرانيا في ضوء نأي الولايات المتحدة بنفسها عن دعم كييف، بعد أن أصبحت لها أولويات جديدة مثل دعم إسرائيل في مواجهتها إيران وردع الصين. وبات واضحاً أن أوكرانيا تُحرَم نحو نصف المساعدات الغربية، ما يعني أن روسيا بات بإمكانها هي الأخرى أن تعيد النظر في ميزانية العملية العسكرية في أوكرانيا".
ومع ذلك، أقر بلوخين بأن خفض قيمة الميزانية العسكرية لا يعني بالضرورة خفضاً لنفقات العمليات، مضيفاً: "تقترب الميزانية العسكرية الأميركية من تريليون دولار، وهو ما يعادل مجموع الميزانيات العسكرية للدول الأخرى، لكن الشق الأكبر من هذه الأموال لا يستثمر في التكنولوجيا من الجيل الجديد، بل في تشغيل القواعد العسكرية الأميركية حول العالم والتدخل العسكري في العراق وأفغانستان سابقاً، ودعم أوكرانيا حالياً. لذلك، إن خفض الميزانية العسكرية الروسية لن يعني هو الآخر بالضرورة خفضاً لميزانية العملية العسكرية في أوكرانيا، بل قد تحصل التضحية ببنود أخرى في إطار الميزانية الجديدة".
روسيا لا تنوي خوض حروب جديدة
من جهته، رأى فاديم ماسليكوف، الخبير في "مكتب التحليل العسكري - السياسي" والأستاذ المساعد في قسم التحليل السياسي في جامعة بليخانوف الاقتصادية الروسية، هو الآخر أن الخفض المرتقب للميزانية العسكرية يعكس توجه روسيا نحو إنهاء حرب أوكرانيا بلا نية خوض حروب جديدة في الأفق المنظور. وقال ماسليكوف، لـ"العربي الجديد": "صحيح أن روسيا تنفق أكثر من 6% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، لكننا دولة في حالة حرب، وهذه ميزانية حربية مثلما كانت الولايات المتحدة تنفق على الحرب في كوريا 14% من ناتجها المحلي الإجمالي، كما ذكر بوتين. أما دوافع خفض الميزانية العسكرية، فتنطلق من التوقعات بأن روسيا ستنهي العملية العسكرية في أوكرانيا، ولا تعتزم محاربة أوروبا كما يروج البعض، بينما تزيد دول القارة العجوز ميزانيتها العسكرية تحسباً لحرب مع روسيا. وفي حال تحقُّق هذا السيناريو المتشائم، فإن روسيا مستعدة لها من جهة توفر الأسلحة الاستراتيجية التي ستستخدم فيها، ولذلك لا تحتاج إلى تخصيص موارد مالية إضافية".
فاديم ماسليكوف: العقوبات حفزت روسيا على البحث عن منافذ جديدة لصادراتها النفطية وغير النفطية
واعتبر أن الإنفاق العسكري تحول إلى قاطرة القطاع العام للاقتصاد الروسي. وقال: "شكل الإنفاق العسكري في السنوات الأخيرة قاطرة للاقتصاد الروسي، ولا سيما قطاعه العام الذي خضع لعملية إعادة الهيكلة المنهجية مع زيادة حصة الدولة فيه. لم يساعد ذلك روسيا في الصمود في وجه العقوبات غير المسبوقة فحسب، بل في تحقيق نمو أيضاً. يضاف إلى ذلك أن هذه العقوبات حفزت روسيا على البحث عن منافذ جديدة لصادراتها النفطية وغير النفطية، ما اضطر أوروبا إلى البحث عن مصادر بديلة للواردات، ولا سيما في مجال الطاقة، وكأن السحر انقلب على الساحر".
وسجلت الميزانية الروسية في السنوات الأخيرة زيادة مطردة لحصة النفقات العسكرية. وعند مناقشة ميزانية عام 2024، ذكر وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف، أن 29% من نفقات الدولة ستخصص لـ"تعزيز القدرات الدفاعية للبلاد"، واصفاً هذا الوضع بأنه "غير مسبوق". وفي 2025، تبلغ حصة النفقات الدفاعية 32.5% من إجمالي الميزانية التي من المنتظر أن تسجل عجزاً بنسبة 1.7% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام.
## مفاوضات غزة... زخم سياسي وإرادات مرتبكة لاغتنام فرصة الاتفاق
30 June 2025 01:00 AM UTC+00
عادت الأنظار نحو قطاع غزة بعد انتهاء المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية التي استمرت 12 يوماً، شهدت خلالها تعثر مفاوضات غزة وتجميد النقاش حول مستقبل القطاع ومصير حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من 20 شهراً. وشكلت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتتالية حول غزة، وقرب التوصل إلى اتفاق، إشارة بشأن انطلاق قطار المفاوضات المتعطل، بما في ذلك قوله، الجمعة الماضي، إنه "يعتقد أن وقفاً لإطلاق النار سيتحقق خلال الأسبوع المقبل". وعاد بعد ذلك، أمس الأحد، وكتب على منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال: "أبرموا الاتفاق في غزة. أعيدوا الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين)".
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، أول من أمس، إن الوسطاء يتواصلون مع إسرائيل وحركة حماس للاستفادة من وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل من أجل الدفع باتجاه التوصل إلى هدنة في قطاع غزة. وأعرب الأنصاري، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، عن أمله في عدم تضييع هذه الفرصة قائلاً: "إذا لم نستغل هذه الفرصة وهذا الزخم، فستكون فرصة ضائعة من بين فرص كثيرة أتيحت في الماضي القريب. لا نريد أن نشهد ذلك مرة أخرى". في الوقت نفسه، أكدت مصادر فلسطينية مواكبةٌ جزءاً من النقاشات الدائرة حالياً عدم وجود أي تطور حقيقي حتى اللحظة بشأن ملف مفاوضات غزة والصفقة المطروحة خلال الفترة المقبلة، في ظل الإصرار على مقترح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف. وقالت المصادر لـ"العربي الجديد" إن "ما تقوم به الأطراف حالياً هو نقاش ومباحثات غير مكتوبة للوصول إلى تفاهم بشأن النقاط الخلافية العالقة بالأساس والمتمثلة في آلية تسليم الأسرى (المحتجزين) الأحياء والجثث دفعة واحدة، وتفعيل البروتوكول الإنساني المتعلق بالإغاثة في غزة، والضمانات الأميركية بشأن إنهاء الحرب".
وتفتح التصريحات والنقاش الدائر حالياً بشأن مفاوضات غزة باب التساؤل حول مصير أي اتفاق محتمل وفرصه، في ظل الموقف الإسرائيلي المعروف سلفاً، الرافض فكرةَ إنهاء الحرب والمتمسك بتهجير الغزيين إلى خارج القطاع. ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم الإسرائيلي. وخلّفت الإبادة أكثر من 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين وسط مجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال. وتنصل الاحتلال الإسرائيلي من اتفاق 19 يناير/كانون الثاني الماضي الذي أبرم بوساطة قطرية ومصرية وشراكة أميركية، والذي نص على تقسيم اتفاق وقف إطلاق النار الشامل في غزة إلى ثلاث مراحل، مدة كل مرحلة 42 يوماً. إلا أن الاحتلال فرض حصاراً مشدداً على القطاع في الثاني من مارس/آذار الماضي مع انتهاء المرحلة الأولى، ثم استأنف الإبادة في الـ18 من الشهر نفسه.
ووسط المساعي لاستئناف مفاوضات غزة والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى ومحتجزين، قدّم ويتكوف، أواخر مايو/ أيار الماضي، مقترحاً يقضي بإطلاق سراح نصف المحتجزين الأحياء ونصف القتلى منهم، مقابل تنفيذ هدنة لمدة 60 يوماً. وتُقدر تل أبيب وجود 50 محتجزاً في القطاع، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي.
مرحلة مؤاتية لاستئناف مفاوضات غزة
وقال الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا إن المرحلة الحالية تُعد من أكثر المراحل مؤاتاة للذهاب نحو صفقة جزئية، خصوصاً وفق المقترح الأميركي المعدّل (اختلافات تتعلق بعملية تبادل الأسرى ودخول المساعدات وتوقيت الانسحاب الإسرائيلي ووجود ضمانات أميركية لعدم عودة الحرب)، موضحاً أن هناك بعض الملاحظات التي قدمتها المقاومة ويمكن التفاهم حولها إذا توفرت الإرادة الإسرائيلية للوصول إلى اتفاق. وأضاف القرا لـ"العربي الجديد" أن "نقاط الخلاف ليست صعبة، وتتعلق أساساً بقضايا المساعدات والبروتوكول الإنساني، إلى جانب الانسحاب من قطاع غزة وضمان عدم العودة للحرب"، معتبراً أن "هذه مسائل قابلة للمعالجة إذا توفرت ضمانات فعلية، خصوصاً في ما يتعلق بوقف إطلاق النار".
إياد القرا: إسرائيل لديها استعداد في هذه الظروف للذهاب إلى اتفاق
وأكد القرا أن "المطالب الفلسطينية مشروعة، سواء تلك التي طُرحت منذ البداية أو التي برزت في سياق التعديلات الأخيرة". وبرأيه، فإن "إسرائيل لديها استعداد في هذه الظروف للذهاب إلى اتفاق، خصوصاً أن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو يريد تحقيق مكاسب سياسية من ورائه، وفي الوقت نفسه، يسعى لتجنب إغضاب الرئيس الأميركي الذي يراهن على تحقيق اتفاق في المنطقة". وأشار إلى أن "ويتكوف يدرك أن جزءاً من العقبات القائمة هو إسرائيلي بالأساس، رغم أن الموقف الأميركي العام يظل منحازاً لإسرائيل"، موضحاً أن "فرص الوصول إلى وقف للحرب في هذه المرحلة أقرب مما كانت عليه في أي وقت سابق". عزا ذلك لأسباب عدة أبرزها "مرور ما يقارب عامين على الحرب، والخسائر التي يتكبدها الجيش الإسرائيلي، إضافة إلى فشل العمليات العسكرية مثل عمليات عربات جدعون (اسم الهجوم البري في مايو/ أيار الماضي) وخطة الشمال (حصاره وتفريغه) وخطة الجنرالات (تحويل شمال القطاع إلى منطقة عسكرية)، وكذلك العمليات في رفح (جنوبي القطاع) وغيرها، حيث لم ينجح الاحتلال في تحقيق هدفه بإطلاق سراح المحتجزين من غزة بالطريقة التي يريدها".
واقع تفاوضي مغاير للواقع الإعلامي
في الأثناء، فإن واقع مفاوضات غزة مختلف عن التصريحات السياسية، إذ قال مدير مركز عروبة للأبحاث والدراسات الاستراتيجية أحمد الطناني: "رغم الزخم الإعلامي والتصريحات السياسية المتفائلة بقرب التهدئة، إلا أن الواقع التفاوضي يكشف غياب مفاوضات فعلية ومباشرة في هذه المرحلة". وأوضح لـ"العربي الجديد" أن "المسار التفاوضي الحالي ينقسم إلى خطين متوازيين"، الأول يتمثل في "مفاوضات أميركية–إسرائيلية جارية". تتركّز هذه المفاوضات على "بلورة صيغة صفقة تسعى واشنطن إلى طرحها على الأطراف، بحيث تلبي بشكل كامل الاحتياجات الإسرائيلية، خصوصاً إصرار حكومة الاحتلال على فرض السيطرة الأمنية الشاملة على قطاع غزة، وضمان تحييد القطاع عن المشهد الوطني الفلسطيني، إلى جانب وضع ترتيبات إدارية داخل القطاع تُدار عبر طرف محلي متعاون يطبق السياسات المطلوبة من دون الدخول في اشتباك سياسي مع مشروع الاحتلال".
أما المسار الثاني، فهو "أكثر انفتاحاً وأقل رسمية، ويشمل تفاعلات بين مفاوضي حركة حماس وقوى المقاومة من جهة، والوسطاء الرسميين وغير الرسميين من جهة أخرى، من بينهم قنوات اتصال مثل بشارة بحبح (رجل الأعمال الفلسطيني الأميركي وقناة الاتصال بين حماس وإدارة ترامب) وآخرين". وأوضح الطناني أنه تُناقش وفق هذا المسار "بشكل أولي بعض الصيغ التي قد تُطرح لاحقاً من قبل الولايات المتحدة، بهدف تهيئة الأرضية لحسم البنود المتوافق عليها مسبقاً، وترك القضايا الإشكالية للتأثير غير المباشر". وبيّن أن "من المرجح استكمال عرض الصفقة الأميركية عبر تنسيق يجرى بين ويتكوف ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي المقرب من نتنياهو رون ديرمر، الذي يقود الوفد التفاوضي، ومن المتوقع أن يزور واشنطن لحسم التفاصيل مع الإدارة الأميركية".
ارتباط إسرائيلي - أميركي
إلى ذلك، رأى الباحث في الشأن السياسي ساري عرابي أن الوصول إلى اتفاق مرتبط حصراً بالظروف الإسرائيلية والأميركية، إذ إن "الفلسطينيين دائماً مستعدون للوصول إلى اتفاق، لكن المشكلة تكمن في الطرف الإسرائيلي". وأشار في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن "موازين القوى الإقليمية والدولية لا تزال مختلّة، بينما يبقى الفلسطينيون الطرف المعتدى عليه، ما يجعل مسألة الاتفاق مرهونة بالقرارين الإسرائيلي والأميركي".
ساري عرابي:  هناك نقاش متصاعد داخل المجتمع الإسرائيلي حول قضية التجنيد وعبثية الحرب وخسائرها المستمرة
وأضاف عرابي أن "هناك ظروفاً قد تدفع نتنياهو للتوجه نحو اتفاق، مثل محاولته استثمار الحرب الراهنة لتعزيز مكانته السياسية أو ترويجها إنجازاً في سياق مواجهة إيران"، فضلاً عن "وجود حالة تململ داخل الجيش الإسرائيلي، سواء في قوات الاحتياط أو القوات النظامية، وسط اعترافات إسرائيلية بأن العمليات العسكرية في غزة وصلت إلى أقصى ما يمكن تحقيقه". وأوضح أن هناك "نقاشاً متصاعداً داخل المجتمع الإسرائيلي حول قضية التجنيد وعبثية الحرب وخسائرها المستمرة، إلى جانب عجز الاحتلال عن كسر إرادة المقاومة في غزة، وانكشاف الدعاية الإسرائيلية أمام المجتمع الدولي، وظهور فضائح تتعلق بالإبادة الجماعية والتجويع". وبرأيه، لا يمكن التعامل بثقة كافية مع المعطيات الراهنة أو التصريحات الأميركية "ما لم يكن هناك مقترح جدي مطروح يجرى التعامل معه من جميع الأطراف". حينها فقط، يمكن الحديث، وفق عرابي، عن خطوة حقيقية نحو اتفاق، و"إلا يبقى الأمر مجرد أحاديث وتسريبات لا دليل ملموساً عليها حتى اللحظة".
## "العربي الجديد" يتتبع أدوار فيليب رايلي: عسكرة مساعدات غزة
30 June 2025 01:00 AM UTC+00
بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، نشط مسؤول سابق استخباراتي أميركي مخضرم شارك في حرب أفغانستان، يدعى فيليب رايلي، محاولاً استغلال أزمة الفلسطينيين في قطاع غزة في ظل العدوان الإسرائيلي الذي كان في ذروته، وتحويل مأساتهم إلى "غنيمة" يحقق من خلالها الأرباح المالية، لكنه في الوقت نفسه يضمن تحقيق أهداف إسرائيل في القطاع، ليبدأ بعد ذلك بأشهر العمل يداً بيد مع مسؤولين في إسرائيل ومع أجهزتها الأمنية، ليتمخض عن هذا التعاون حصر توزيع المساعدات بشركته التي حملت اسم "مؤسسة غزة الإنسانية" في القطاع وعسكرتها، عبر تحويل مراكز توزيع فتات المساعدات، التي يسعى الفلسطينيون للحصول عليها يومياً في ظل المجاعة ومنع وكالات الأمم المتحدة الإغاثية من أداء مهامها، إلى مصائد موت يُقتل فيها المدنيون يومياً. لكن "مؤسسة غزة الإنسانية" ليست الوحيدة التابعة له والتي توجد في القطاع.
بكشف "العربي الجديد" في هذا التحقيق كيف عمل فيليب رايلي، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات الأميركية، على خداع العالم، في الأشهر الماضية عبر الإعلان عن مؤسسة غزة الإنسانية باعتبارها مستقلة، بينما كان يعمل ويخطط بناء على مطالب إسرائيلية لتطوير نموذج لتوزيع مساعدات غزة إضافة إلى ضمان وجود مقاولين عسكريين تابعين له يشرفون على العملية، وكيف عمل جنباً إلى جنب مع إسرائيل لتعميق معاناة سكان القطاع، وهو ما تطلب تأسيس أكثر من شركة في أوقات متقاربة والاستفادة من عمله استشارياً في شركة أخرى. 
فيليب رايلي والتعاون مع إسرائيل
تواصل "العربي الجديد" مع وزارتي الخارجية في الحكومتين الأميركية والسويسرية وعشرات المصادر، واطلع على مستندات وتقارير ومواقع شركات ومصادر مفتوحة عدة، ليخلص التحقيق إلى أن فيليب رايلي هو الخيط الذي خطط بالتعاون مع إسرائيل، منذ بدايات عام 2024، لوضع خطة "عسكرة المساعدات الإنسانية" في غزة، وهو الخيط الرابط بين جميع الشركات التي عملت في القطاع، بعضها تأسس حصراً بغرض بدء العمل في غزة.
في الأشهر الأولى من عام 2024، كان فيليب رايلي، الرئيس السابق لمركز الأنشطة الخاصة التابع لوكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي آي إيه)، يرتب بناء على طلب إسرائيلي، خلف الأبواب المغلقة مع إسرائيليين، خطة سرية جديدة يمكن تنفيذها في غزة وتُبعد من خلالها الوكالات الدولية ومؤسسات المساعدات الأممية.
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، في مايو/أيار الماضي، تصريحات مقتضبة لرايلي، قال فيها إنه بدأ مناقشة ملف مساعدات غزة في أوائل 2024 مع مدنيين إسرائيليين، ثم التقى لاحقاً ليران تانكمان، وهو مستثمر تكنولوجي انضم إلى مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق (وهو قسم عسكري يشرف على إيصال المساعدات في غزة)، ومايكل آيزنبرغ، وهو مستثمر إسرائيلي أميركي. واجتمع الرجلان مع آخرين عقب السابع من أكتوبر، وناقشوا فكرة التحكم في مساعدات غزة في الاجتماع، الذي أطلقت عليه في الصحافة الإسرائيلية تسمية "منتدى ميكفيه إسرائيل"، نسبة إلى الكلية الواقعة قرب تل أبيب التي احتضنت اجتماعهم التأسيسي في شهر ديسمبر/كانون الأول 2023.
رالف رايلي هو المهندس الرئيسي الرابط بين خمس شركات أسست للوضع الحالي في غزة
ويكشف تتبع "العربي الجديد" أن رالف رايلي هو المهندس الرئيسي الرابط أو الذي لديه صلات بين خمس شركات أسست للوضع الحالي في غزة، وهي شركات المقاولات العسكرية "سيف ريتش سوليوشنز" safe reach solutions التي أسسها في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، و"يو جيه سوليوشنز" التي عمل فيها سابقاً والتي تبين أوائل 2024 إرسالها عناصر أمنيين لإدارة نقاط التفتيش عند وقف إطلاق النار بين حماس وإسرئيل، وشركة "بوسطن" الاستشارات التي كان مسؤولاً كبيراً فيها وهي التي وضعت الهيكل لمؤسسة غزة الإنسانية، وشركة "تو أوشن ترست" التي تعمل من الباطن لتأسيس الشركات الأمنية وتولت تأسيس شركتي سيف ريتش سوليوشنز ويو جيه سوليوشنز في أميركا.
كما تكشف التفاصيل التي حصل عليها "العربي الجديد" أن مؤسسة غزة الإنسانية ما هي إلا نموذج بُنيَ من الباطن، لضمان استمرار شركة أمنية، وهي "سيف ريتش سوليوشنز" التي أسسها رايلي وتعمل لخدمة إسرائيل وبدأ عملها في القطاع مع بدء وقف إطلاق النار في غزة، وهي تضم عناصر استخبارات وعسكريين سابقين، على غرار شركة "بلاك ووتر" التي تورطت في قتل مدنيين في بغداد في عام 2007 قبل أن يصدر الرئيس دونالد ترامب لاحقاً قراراً بالعفو عنهم. وبوشر الإعداد لمؤسسة غزة الإنسانية منذ عام 2024، وذلك طبقاً لمعلومات ذكرها متحدث باسم مجموعة "بوسطن" للاستشارات لشبكة "سي أن أن" من دون ذكر اسمه التي صممت هيكل عمل المجموعة والتي عمل فيها فيليب رايلي في منصب كبير آنذاك.
مؤسسة غزة الإنسانية
كان أول إعلان رسمي عن "مؤسسة غزة الإنسانية" في منتصف شهر مايو الماضي، في بيان نشرته صحف أميركية وإسرائيلية أولاً، لكن التمهيد للحاجة لها بدأ قبل قيام إسرائيل بنقض اتفاق وقف إطلاق النار، إذ كانت قد بدأت في منع دخول المساعدات والغذاء والدواء إلى سكان القطاع وانتقاداتها للأمم المتحدة في مارس/آذار الماضي. وفي الوقت نفسه، مهّدت الإدارة الأميركية في تصريحات متعددة للحاجة لوجود شركة خاصة جديدة تتولى مسؤولية مساعدات غزة مبدية عدم رضاها عن المؤسسات الدولية والأمم المتحدة. وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس، في أحد مؤتمراتها مطلع الشهر الماضي، إلى العمل وفق خطة جديدة مبتكرة لتوزيع مساعدات غزة عن طريق شركة خاصة. تبنت علناً إدارة ترامب هذه الخطة وانحازت إلى الجانب الإسرائيلي، وقررت في شهر يونيو/حزيران الحالي تمويل هذه المؤسسة، حسب ما أعلنت، بـ30 مليون دولار.
انتشرت أنباء في صحف ووكالات عن أن "مؤسسة غزة الإنسانية"، مقرها في سويسرا التي تصنف دولةً محايدةً عالمياً، وأنه جرى اختيار أحد الحاصلين على جائزة نوبل لرئاستها، وأن أعضاءها شخصيات معتبرة وذوي قيمة عالمية، ووصفت بروس الشركة بأنها موثوق بها في أكثر من تصريح. لكن المفاجأة أن الشركة لم تعمل نهائياً من سويسرا، ليتبين أن الغرض كان الإيهام بأنها مؤسسة مستقلة، وليست مؤسسة منشأة خصيصاً بطلب إسرائيلي وبتخطيط أفراد يعملون في شركات أمنية أميركية. الشركة كانت تُجهّز بالفعل لتولي ملف مساعدات غزة حتى قبل قيام إسرائيل بوقف إطلاق النار في القطاع بأسابيع، وأُنشئت في الولايات المتحدة وليس في سويسرا.
وطبقاً لمعلومات رسمية حصل عليها "العربي الجديد" من الحكومة السويسرية، سُجّلت الشركة في الثالث من فبراير/شباط 2025، أي بعد أقل من ثلاثة أسابيع على اتفاق وقف إطلاق النار الذي تولت فيه شركتا أمن أميركيتان مسؤولية نقاط تفتيش رئيسية في القطاع مع انسحاب القوات الإسرائيلية، وهما شركتا "سيف ريتش سوليوشنز" و"يو جيه سوليوشنز". ترتبط شركة "سيف ريتش سوليوشنز" ارتباطاً مباشراً برالف رايلي، الذي أسسها في 21 نوفمبر 2024 طبقاً لبيانات التسجيل التي اطلع عليها "العربي الجديد" أيضاً.
وحتى منتصف شهر يونيو/حزيران الحالي لم يكن بالإمكان العثور على الموقع الإلكتروني الذي يعود لشركة مؤسسة غزة الإنسانية، وحتى البيان التأسيسي لها الذي تداولته الصحف العالمية ويبشر بالنزاهة والأخلاقيات التي ستتبعها المؤسسة يمكن العثور عليه إلكترونياً وتحديداً في مواقع عبرية، ولا يحيلك إلى شيء آخر موقع أو حساب على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن بدأ يظهر أخيراً موقع الشركة ويحيل إلى صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي. اللافت للنظر هو أن صفحة المؤسسة على منصة أكس (تويتر سابقاً) أنشئت في نوفمبر 2024، وهو الشهر نفسه الذي أسس فيها فيليب رايلي شركة "سيف ريتش سوليوشنز" وتحمل اسم Gaza Humanitarian Foundation ويمكن العثور عليها من خلال @CallElection. وكان أول منشور تشاركه على صفحتها لحساب يدعو في تغريداته إلى زيادة إمداد إسرائيل بالأسلحة في 23 نوفمبر 2024، ثم توقفت تماماً عن النشر حتى 27 مارس الماضي عندما بدأت الإعلان عن عملها في القطاع. لكن يظهر حالياً حساب آخر للشركة على منصة إكس بالاسم نفسه Gaza Humanitarian Foundation ويمكن العثور عليه من خلال @GHFUpdates، ويظهر أنه أنشئ في يونيو 2025 وجميع المنشورات باللغة الانكليزية، فيما تحيل صفحة المؤسسة على فيسبوك باسم Gaza Humanitarian Foundation (مؤسسة غزة الإنسانية) إلى منشورات باللغة العربية حصراً تركز على تقديم معلومات حول مراكز توزيع المساعدات.
في السياق، ذكرت وزارة الخارجية السويسرية في رسالة لـ"العربي الجديد" أن "مؤسسة غزة الإنسانية تأسست في فبراير 2025 ومقرها ولاية ديلاوير الأميركية، ولها فرع في سويسرا سجل في جنيف في 12 فبراير يخضع رسمياً لإشراف الهيئة الفيدرالية السويسرية للرقابة على المؤسسات EAS باعتبارها مؤسسة خاصة بموجب القانون السويسري".
جزء كبير من أموال المساعدات الإنسانية قد توجه باعتبارها رواتب لمقاولين أمنيين عسكريين سابقين
شركات رايلي
وأوضحت الخارجية أن تقييم هيئة الرقابة أظهر أن "الفرع السويسري لا يفي حالياً بالعديد من الالتزامات القانونية، إذ إنه لا يوجد عضو له حق التوقيع يقيم في سويسرا، إضافة إلى أنه ليس لها عنوان أو حساب مصرفي أو مدقق حسابات في البلاد، أو الحد الأدنى من ثلاثة أعضاء في مجلس إدارتها". وأوضحت أنه بناء على ذلك، ترى الوكالة أن "المؤسسة السويسرية لم تبدأ نشاطها بعد، وهي غير نشطة"، مضيفة أنه جرى إبلاغ المؤسسة بالمتطلبات القانونية.
ويبدو أن رايلي وكل من ارتبط اسمه به في ما يتعلق بمؤسسة غزة الانسانية بدأوا يدركون جيداً التداعيات التي قد تواجههم مع المجازر المتكررة بحق غزة. كما يبدو أن فرع سويسرا كان غطاء لتجنب أن يقال عن أن مؤسسة غزة أميركية، وبالتالي إبعاد الشبهات عنها في ظل الدعم الأميركي الرسمي لوجود هذه المؤسسة في القطاع. 
أسس فيليب رايلي شركته "سيف ريتش سوليوشنز" في الأيام الأخيرة من شهر نوفمبر 2024، وفي الوقت نفسه، كان مستشاراً لمجموعة "بوسطن" للاستشارات، وهي واحدة من أكبر أربع شركات على مستوى العالم في مجال الاستشارات. كانت هاتان الشركتان التي أسس رايلي واحدة منها، والتي يعمل في الثانية في منصب له علاقة باتخاذ القرارات، الشركتين اللتين بني على أساسهما عمل مؤسسة غزة، لكن قتل الفلسطينيين المدنيين أثناء حصولهم على مساعدات غزة دفع شركة "بوسطن"، خشية على سمعتها، إلى سحب فريقها من العمل وإعلان أنها لن تتقاضى أي أجر مقابل أي من الأعمال التي قامت بها نيابة عن مؤسسة غزة الإنسانية.
وطبقاً لشبكة "سي أن أن" في يونيو الحالي، ذكر متحدث باسم مجموعة "بوسطن" الاستشارية أن الشركة بدأت عملها مع مؤسسة غزة في أكتوبر 2024، للمساعدة في تأسيسها منظمةَ إغاثة، وأن المسؤول عن العمل معها وضع في إجازة إدارية.
في ذلك التوقيت، تجهَّز كل شيء، وأعدّت للمؤسسة، على قدم وساق، حتى قبل وقف إطلاق النار في غزة، خطط لاستبدال المنظمات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة بـ"غزة الإنسانية"، منذ العام الماضي. يعني هذا أنه بعد أسابيع من تأسيس رايلي شركة "سيف ريتش سوليوشنز" في نوفمبر 2024، كانت "مؤسسة غزة الإنسانية" تأسَّست. حتى بداية يونيو الحالي، كان فيليب رايلي يضع على موقع التوظيف "لينكد إن" أنه رئيس في مجموعة "بوسطن" للاستشارات بجانب تأسيسه شركة المقاولات الأمنية التي تعمل في غزة (سيف ريتش سوليوشنز). غير أن المجموعة أعلنت أنها أنهت عقدها مع "مؤسسة غزة الإنسانية" وأعطت إجازة مفتوحة لأحد كبار الشركاء الذين يقودون المشروع في انتظار مراجعة داخلية، ولم تكشف الشركة نهائياً اسم "شريكها الكبير". لكن بعد يومين، قام رايلي بحذف تاريخ عمله بضع سنوات رئيساً في الشركة من صفحته المهنية، مكتفياً بالإشارة في سطر صغير على صفحته إلى أنه "مدير تنفيذي ومستشار أول ذو خبرة واسعة، امتدت مسيرته المهنية من مجموعة بوسطن الاستشارية إلى شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا".
"العربي الجديد" أجرى اتصالاً بفرع مجموعة بوسطن للاستشارات في واشنطن للحصول على تعليق حول مسؤولية فيليب رايلي عن تعاقد الشركة للعمل في غزة وهل هو المسؤول المقصود، وأُبلغ المسؤول الذي تلقى الاتصال بالأسئلة، غير أنه لم نتلق رداً حتى اليوم.
سجلت "مؤسسة غزة" في ولاية ديلاوير على يد المحامي الأميركي جيمس كانديف الذي سجل أيضاً الشركة العسكرية "سيف ريتش سوليوشنز"، والوكيل المسجل لها هو Two Ocean Trust, LLC، وتشترك الشركتان أيضاً في عنوانهما بولاية وايومنغ. "العربي الجديد" اتصلت هاتفياً بكريس نوروين، رئيس قسم العملاء الخاصين في شركة "تو أوشن ترست"، والذي رفض التعليق عن علاقة شركته بشركتي "سيف ريتش سوليوشنز" و"مؤسسة غزة الإنسانية". كما أن المتحدث الرسمي باسم الشركتين كان هو الشخص نفسه حتى مايو الماضي، كما أكدت "نيويورك تايمز" في تقرير لها وذكرت نقلاً عن مصادر مطلعة أن ممثلي رايلي هم من أسسوا الشركتين. ويقدر الأجر المالي لكل من العسكريين الأميركيين الذين يعملون في ملف المساعدات الإنسانية، كما كشفت مذكرة لشركة "يو جي سوليوشنز" (شركة أمنية أميركية تعمل مع سيف ريتش سوليوشنز)، بـ1100 دولار للمشغلين و1250 دولاراً للمسعفين يومياً، مع دفعة مالية مقدماً قدرها 10 آلاف دولار خلال خمسة أيام من الوصول إلى غزة. وحتى شركة "يو جيه سوليوشنز" عمل فيها فيليب رايلي خبيرَ أمن خاصاً، إذ إن هذه الشركة كانت تعمل تحت اسم آخر هو "أوربيس ديسكفري".
أسس فيليب رايلي شركته "سيف ريتش سوليوشنز" في الأيام الأخيرة من شهر نوفمبر 2024
وقال الصحافي المستقل جاك بولسون، في تقرير له على موقع substack، إن رايلي أثناء عمله في "أوربيس" تواصل مع مسؤولين عسكريين واستخباراتيين إسرائيليين لتطوير نموذج لتوزيع مساعدات غزة في 2024. بالإضافة إلى ذلك، كشف أن رايلي له صلات بمقربين من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ إنه كان عضواً في مجلس إدارة شركة "سيرسينوس" لمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي عام 2016 التي اشتراها إليوت برويدي، أحد جامعي التبرعات السابقين لترامب، الذي أصدر قراراً رئاسياً بالعفو عنه في نهاية فترته الرئاسية الأولى. شغل برويدي منصب نائب رئيس الشؤون المالية في اللجنة الوطنية الجمهورية في بداية رئاسة ترامب، وحاول استغلال نفوذه في الإدارة لصالح عملائه.
مواقع توزيع مساعدات غزة
صمم رايلي الإطار الأمني لمواقع توزيع مساعدات غزة للفلسطينيين. وبموجب الخطة الحالية، كما كشفت "نيويورك تايمز" في تقرير لها في مايو الماضي، تتولى شركة فيليب رايلي وشركات أمنية أخرى تأمين مواقع توزيع مساعدات غزة الخاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية، على أن تمول مؤسسة غزة الإنسانية هذا الترتيب. ويعني ذلك أن جزءاً كبيراً من أموال المساعدات الإنسانية قد توجه لدفع رواتب لمقاولين أمنيين وعسكريين سابقين، ولن توجه في الغالب لتقديم الغذاء والدواء والطعام للمدنيين الفلسطينيين على عكس مؤسسات الإغاثة الأممية. وأشارت تقارير صحافية إلى أن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة أموالاً لتغطية عمل المؤسسة مدة 180 يوماً. والخميس الماضي، أكدت وزارة الخارجية ما نشرته وكالة رويترز عن أن الولايات المتحدة ستقدم 30 مليون دولار لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، لكن لم تشر إلى أي تفاصيل أخرى، غير أن تقرير الوكالة كان قد كشف أن منحة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أقرت في 20 يونيو الحالي بموجب "توجيه ذي أولوية" من البيت الأبيض ووزارة الخارجية، وأنه جرى صرف دفعة أولية قدرها 7 ملايين دولار، وأنه قد يُوافَق على منح شهرية إضافية قيمتها 30 مليوناً.
وأعفت وزارة الخارجية بموافقتها على التمويل "مؤسسة غزة الإنسانية" من التدقيق الذي يطلب عادة من المنظمات التي تتلقى منحاً من الوكالة الأميركي للتنمية الدولية للمرة الأولى. وسألت "العربي الجديد" وزارة الخارجية الأميركية، في رسالة عبر البريد الإلكتروني، عما إذا كان "هذا يعني أن الولايات المتحدة، من خلال تمويلها مؤسسة غزة، ستمول متعاقدين أمنيين يعملون في غزة"، إلا أنها لم تتلق رداً، وأحالتنا الوزارة إلى المؤتمر الصحافي الذي أعلنت فيه عن تمويلها مؤسسة غزة بـ30 مليون دولار. لم تعلن "مؤسسة غزة" عن مصادر تمويلها وأعلنت فقط عن حصولها على 100 مليون دولار تبرعات.
## المعارضة المصرية منقسمة... تاريخ يعيد نفسه
30 June 2025 01:00 AM UTC+00
مع توقيع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مطلع شهر يونيو/ حزيران الحالي، على تعديلات قوانين مجلسي النواب والشيوخ، التي تبقي على نظام "القائمة المطلقة المغلقة"، يبدأ العد التنازلي للانتخابات التشريعية، التي ستُجرى بحلول نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. في موازاة ذلك، تقف قوى المعارضة المصرية أمام مفترق طرق، بين من يدعو إلى المقاطعة التامة، ومن يرى في المشاركة الجزئية حلاً، ومن سيخوض السباق ضمن قائمة مقربة من الدولة، أو بمحاولة تشكيل جبهة مستقلة لمنافسة مرشحي السلطة، وسط انقسامات داخل أبرز تكتلاتها السياسية "الحركة المدنية الديمقراطية".
ما تعيشه "الحركة المدنية" اليوم يُعيد إلى الأذهان بالنسبة إلى البعض، تفكك تحالف 30 يونيو (عام 2013 بمشاركة شخصيات عسكرية وسياسية ودينية وإعلامية إلى جانب رجال أعمال) الذي دعم وصول السيسي إلى الحكم، قبل 12 عاماً. بدأ تفكك التحالف حينها بانسحاب شخصيات مثل محمد البرادعي، ثم تهميش وجوه مثل حمدين صباحي، وانتهى لاحقاً بإقصاء رموز من داخل السلطة نفسها، مثل مدير المخابرات العامة السابق اللواء عباس كامل، ووزير الدفاع السابق محمد زكي. وبالمنطق ذاته، يبدو أن المعارضة المصرية المدنية حالياً، تعيد تجربة "التآكل الذاتي"، لكن هذه المرة من موقع أضعف، ووسط مناخ أكثر انغلاقاً.
تقول مصادر من داخل "الحركة المدنية"، لـ"العربي الجديد"، إن "محادثات تشكيل قائمة موحدة باءت بالفشل، ليس بسبب صعوبات فنية فقط تتعلق بترتيب الأسماء أو توزيع الدوائر، بل لأن الأسئلة الكبرى حول الجدوى من المشاركة من الأساس لا تزال بلا إجابة". فالقانون الانتخابي نفسه، الذي طالما وصفته المعارضة المصرية بأنه يكرّس هيمنة السلطة، لم يتغير، كذلك لم تُنفَّذ توصيات الحوار الوطني، ولا جرى أي انفتاح حقيقي في المجال العام. في المقابل، تفكر بعض الأحزاب المحسوبة على المعارضة المدنية في خوض الانتخابات ضمن القوائم المدعومة من الدولة. هذه الخطوة تعتبرها أطراف أخرى داخل "الحركة المدنية" بمثابة "تنازل سياسي مجاني"، يعيد إنتاج تجربة "التحالفات الرسمية" التي أطاحت لاحقاً أصحابها، كما حدث مع رموز بارزة من تحالف 30 يونيو، الذين خرجوا تباعاً من المشهد السياسي والإعلامي والعسكري.
علاء الخيام:  لا يمكن اعتبار المناخ الانتخابي ديمقراطياً أو تنافسياً
تباين مواقف المعارضة المصرية
في ظل هذه الاختلافات، تتباين المواقف داخل "الحركة المدنية". ويوضح منسق "تيار الأمل" وعضو الحركة، علاء الخيام، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "قرار المشاركة لم يُحسم بعد"، مشيراً إلى أن "المشهد غير مبشّر، خصوصاً في ظل تجاهل مطالب الحوار الوطني". لكن الخيام يقر بوجود رغبة لدى بعض القوى السياسية في استغلال الانتخابات لتكون منصة للتواصل مع الشارع، مضيفاً أن "النقاش يدور حالياً حول ما إذا كان بالإمكان خوض الانتخابات على المقاعد الفردية فقط، أو تشكيل قائمة مستقلة جزئياً". وبرأيه "ففي جميع الأحوال، لا يمكن اعتبار المناخ ديمقراطياً أو تنافسياً. لا تزال هناك تدخلات أمنية، ورأس المال يلعب دوراً كبيراً، والإعلام منحاز بالكامل".
في المقابل، يتبنى رئيس حزب الإصلاح والتنمية، محمد أنور السادات، نهجاً أكثر انفتاحاً على المشاركة. ويؤكد في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "المقاطعة ليست خياراً مطروحاً لدى حزبه"، مشدداً على أهمية الوجود داخل البرلمان "حتى لو لم تتحقق كل مطالب المعارضة". ويكشف السادات عن تحالف انتخابي ثلاثي يركّز على مقاعد الفردي، مع احتمال التنسيق مستقبلاً على القوائم، بل يلمّح إلى إمكانية النقاش مع القوائم الرسمية، بما فيها "القائمة الوطنية" المدعومة من الدولة.
قيادي في "الحركة المدنية": مصر تبدو اليوم، كما كانت قبل 10 سنوات، ساحة لتحالفات تنشأ ثم تنكسر
وبحسب مراقبين، تشير الانقسامات الحالية إلى أزمة أعمق من مجرد خلاف حول المشاركة من عدمها، والمتمثلة بغياب مشروع سياسي واضح وموحّد تقدمه المعارضة المصرية. ففي ظل غلق المجال العام، وتراجع قدرة الأحزاب على الحشد والتعبئة، وفقدانها للمنصات الإعلامية، يبدو أن معظم الأحزاب باتت رهينة للخيارات الفردية لا للمشروع الجماعي. ويرى أحد قيادات "الحركة المدنية" -فضّل عدم ذكر اسمه– أن "الخطأ الأكبر كان الرهان على انفراجة آتية أو حسن نية من السلطة بعد الحوار الوطني". ويوضح بالمقابل أن "الواقع يؤكد أن النظام يواصل اللعب بالقواعد نفسها، ويستفيد من انقسام خصومه، تماماً كما استفاد من تشرذم تحالف 30 يونيو بعد وصوله إلى السلطة".
ويضيف أن "مصر تبدو اليوم، كما كانت قبل 10 سنوات، ساحة لتحالفات تنشأ ثم تنكسر، بينما تبقى السلطة متماسكة ومتفردة بالقرار، فكما تخلّصت من حلفائها في 30 يونيو، يبدو أنها تمضي الآن في طريقها دون الاكتراث بتمثيل معارضة أو إدماج قوى سياسية". وفي هذا السياق، يصبح الحديث، وفق القيادي نفسه، عن "انتخابات تنافسية أو برلمان معبّر ضرباً من الأمنيات". ويحذر القيادي بـ"الحركة المدنية" من أنه إذا ما استمرت الانقسامات داخل الحركة، فإنها "مهددة بفقدان ما تبقى من مصداقيتها، بل وربما تؤول إلى مصير مماثل لتحالف 30 يونيو: التفكك والصمت، في انتظار فرصة سياسية قد لا تأتي".
تنافس بين أجهزة الدولة
حتى داخل حزب "مستقبل وطن"، الذراع السياسية الأبرز للنظام منذ سنوات، يتصاعد التوتر على خلفية ما يعتبره بعض قادته "تنكراً" لدورهم، عبر الدفع بحزب جديد هو "الجبهة الوطنية" أو كما يعرف إعلامياً بـ"حزب العرجاني"، نسبة إلى رجل الأعمال السيناوي إبراهيم العرجاني، القريب من أجهزة الأمن وصاحب النفوذ في سيناء. ويعبّر قيادي في "مستقبل وطن"، لـ"العربي الجديد"، عن استيائه مما وصفه بـ"سحب البساط"، معتبراً أن "رجال أعمال الحزب أنفقوا الملايين في خدمة الدولة، فلا يصح أن يُسحب منهم كل شيء فجأة لصالح حزب جديد مدعوم من جهة سيادية مختلفة".
يعكس هذا المشهد طبيعة الصراع داخل الدولة العميقة على تشكيل الخريطة السياسية المقبلة. من جهته، يقول قيادي في حزب الكرامة، أحد أركان "جبهة الإنقاذ" التي دعمت عزل الرئيس الراحل محمد مرسي، إن حزبه "شارك في الحوار الوطني بنيّة الإصلاح"، مضيفاً لـ"العربي الجديد": "لكن اكتشفنا سريعاً أنه ديكور لتجميل صورة النظام. تجاهلوا مطلبنا بإقرار نظام القائمة النسبية، وتمسكوا بنظام يعيد إنتاج السلطة نفسها".
## CIA: دمرنا منشأة تحويل المعادن في إيران واليورانيوم دُفن تحت الأنقاض
30 June 2025 01:36 AM UTC+00
 أبلغ مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، جون راتكليف أعضاء متشككين في الكونغرس الأميركي، يوم الأحد، بأنّ الضربات العسكرية الأميركية دمّرت منشأة تحويل المعادن الوحيدة في إيران وأدت بذلك إلى انتكاسة هائلة لبرنامج طهران النووي ستحتاج سنوات للتغلّب عليها، بحسب ما أدلى به مسؤول أميركي، ليل الأحد الاثنين، لوكالة أسوشييتد برس. 
وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة معلومات استخباراتية حساسة، إنّ راتكليف أوضح أهمية الضربات على منشأة تحويل المعادن خلال جلسة سرّية للمشرعين الأميركيين الأسبوع الماضي. وظهرت تفاصيل الإحاطات الخاصة بينما يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته الرد على أسئلة من المشرعين الديمقراطيين وغيرهم حول مدى تأثر إيران بالضربات، قبل وقف إطلاق النار الأخير مع إسرائيل، يوم الثلاثاء الماضي.
وقال ترامب، في مقابلة ضمن برنامج "صنداي مورنينغ فيوتشرز" على قناة فوكس نيوز: "لقد تم محوه بشكل لم يسبق له مثيل". وأضاف "وهذا يعني نهاية طموحاتهم النووية، على الأقل لفترة من الزمن".
كما أبلغ راتكليف المشرعين بأنّ مجتمع الاستخبارات قدّر أنّ الغالبية العظمى من اليورانيوم المخصب المتراكم في إيران على الأرجح لا تزال مدفونة تحت الأنقاض في أصفهان وفوردو، وهما اثنتان من المنشآت النووية الرئيسية الثلاث التي استهدفتها الضربات الأميركية. ولكن حتى لو ظل اليورانيوم سليماً، فإنّ فقدان منشأة تحويل المعادن قد أزال بشكل فعّال قدرة طهران على بناء قنبلة لسنوات مقبلة، حسبما قال المسؤول.
وأول أمس السبت، رجّح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي أن تتمكن إيران من البدء بإنتاج يورانيوم مخصب "في غضون أشهر"، رغم الأضرار التي لحقت بمنشآتها النووية جراء الهجمات الأميركية والإسرائيلية، وفق ما صرّح به لشبكة "سي بي أس نيوز"، السبت. 
وكانت إسرائيل قد أطلقت، في 13 يونيو/ حزيران الجاري، سلسلة هجمات على مواقع عسكرية ونووية إيرانية بزعم منع طهران من تطوير سلاح نووي، رغم نفي إيران المتكرر لهذا الطموح. ولاحقاً انضمت الولايات المتحدة إلى حملة القصف الإسرائيلية لتستهدف ثلاث منشآت رئيسية تابعة لبرنامج إيران النووي.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## مقتل شخصين في إطلاق نار على رجال إطفاء بولاية أيداهو الأميركية
30 June 2025 02:24 AM UTC+00
أفادت الشرطة الأميركية بمقتل شخصين على الأقل عندما تعرّض رجال إطفاء لإطلاق نار خلال مكافحتهم حريقاً بولاية أيداهو في شمال غربي الولايات المتحدة، ليل الأحد الاثنين، فيما أعلنت السلطات العثور على "رجل ميت" في المكان، و"سلاح ناري في مكان قريب".
وصرّح قائد الشرطة روبرت نوريس بأنّ حريقاً كان لا يزال مستعراً في منطقة جبلية بمقاطعة كوتيناي حين تبادلت قوات إنفاذ القانون إطلاق النار مع قناص واحد أو أكثر، مؤكداً سقوط قتيلين وعدد غير معروف من المصابين. وكشف أن مطلق النار لم يبد "أي دليل على رغبته بالاستسلام"، مشجعاً أي شخص لديه فرصة لتحقيق إصابة محققة ضده "على إطلاق النار لتحييد التهديد"، وأشار إلى أن السلطات تعتقد أن القتيلين من رجال الإطفاء.
ولاحقاً، أعلنت السلطات الأميركية أنها عثرت على "رجل ميت" على جبل كانفيلد في ولاية أيداهو، حيث وقع الكمين. وقال بيان صادر عن شريف مقاطعة كوتيناي: "هذا المساء، عثر أفراد فرقة سوات (قوات خاصة تابعة للشرطة) على رجل ميت في جبل كانفيلد"، مضيفاً "عُثر على سلاح ناري في مكان قريب". وأضاف أنّ الأمر الصادر للسكان بملازمة أماكنهم خلال المواجهة بين قوات إنفاذ القانون وعدد غير محدد من المسلحين "سيتم رفعه".
وأعلن حاكم الولاية براد ليتل على منصة إكس أنّ "عدداً من رجال الإطفاء الأبطال تعرّضوا لهجوم اليوم أثناء استجابتهم لحريق غابات في شمال أيداهو"، مندداً بالهجوم "الشنيع على رجال إطفاء شجعان". وأعرب رئيس جهاز الإطفاء المحلي بات رايلي، في وقت سابق، عن حزنه الشديد بسبب الهجوم، موضحاً لقناة تلفزيونية محلية أنه لم يتم إصدار أي أوامر بإخلاء المنطقة بسبب الحريق الذي لا يزال مشتعلاً.
وطلب نوريس ومسؤولون آخرون من السكان في منطقة الحريق التزام أماكنهم حتى انتهاء المواجهة مع مطلق النار. وحوادث إطلاق النار شائعة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث لا تفرض العديد من الولايات قيوداً تذكر على شراء الأسلحة النارية.
ووفقاً لمنظمة "أرشيف عنف السلاح"، وقع 189 حادث إطلاق نار جماعي في الولايات المتحدة هذا العام، وهذه الحوادث بحسب تصنيف المنظمة هي التي يقتل أو يصاب فيها أربعة أشخاص على الأقل، بخلاف مطلق النار.
(فرانس برس)
## طهران: على واشنطن التخلّي عن فكرة مهاجمتنا قبل أي مفاوضات
30 June 2025 03:41 AM UTC+00
اشترطت إيران من أجل استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي أن تستبعد واشنطن فكرة تنفيذ أي ضربات أخرى على إيران. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، في مقابلة مع هيئة البث البريطانية "بي بي سي"، بثت اليوم الاثنين، إنّ الإدارة الأميركية أبلغت إيران، عبر وسطاء، بأنها ترغب في العودة إلى المحادثات، لكن الولايات المتحدة "لم توضح موقفها" بشأن "السؤال المهم جداً" حول ما إذا كانت ستشن المزيد من الهجمات.
وقال تخت روانجي، لهيئة البث البريطانية، إنّ إيران ستصرّ على حقها في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، رافضاً الاتهامات بأنّ البلاد تعمل سرّاً على تطوير قنبلة نووية. وتابع أنه بما أنّ إيران "حرمت من الوصول إلى المواد النووية" لبرنامجها البحثي النووي، فقد كان علينا "الاعتماد على أنفسنا"، وقال إنّ مستوى وقدرة التخصيب النووي يمكن مناقشتهما "لكن القول بأنه لا يجب أن يكون لديك تخصيب، يجب أن يكون لديك تخصيب صفري، وإذا لم توافق سنقصفك - هذا هو قانون الغاب".
وفي قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الأسبوع الماضي، أعلن ترامب عن محادثات جديدة مع إيران هذا الأسبوع لكنه لم يقدّم تفاصيل، وكان قد أمر في الآونة الأخيرة بشن هجمات على المنشآت النووية الإيرانية المحصنة بشدة، وعندما سُئل يوم الجمعة عما إذا كان سيأمر بمزيد من القصف للمواقع النووية الإيرانية إذا عادت المخاوف بشأن تخصيب طهران لليورانيوم، قال ترامب "بلا شك، بالتأكيد".
وأكد مجدداً أنّ إيران يجب ألا تمتلك أسلحة نووية، وزعم أنّ الهجمات الأخيرة أخّرت البرنامج النووي لسنوات. وقال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، في مقابلة بثت يوم الأحد، إنّ إيران يمكن أن تستأنف تخصيب اليورانيوم في غضون أشهر.
وكانت إسرائيل قد أطلقت، في 13 يونيو/ حزيران الجاري، سلسلة هجمات على مواقع عسكرية ونووية إيرانية بزعم منع طهران من تطوير سلاح نووي، رغم نفي إيران المتكرر لهذا الطموح. ولاحقاً انضمت الولايات المتحدة إلى حملة القصف الإسرائيلية لتستهدف ثلاث منشآت رئيسية تابعة لبرنامج إيران النووي.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## اللوبي الصهيوني يسعى لإسقاط أول مرشح مسلم لمنصب عمدة نيويورك
30 June 2025 04:51 AM UTC+00
بدأ اللوبي الصهيوني في أميركا وأنصار الرئيس دونالد ترامب من التيار اليميني المحافظ (ماغا) بـ"التحريض الاقتصادي" ضد المرشح المسلم لمنصب عمدة مدينة نيويورك عن الحزب الديمقراطي، زهران ممداني، الفائز في الانتخابات التمهيدية لمنصب العمدة، بعد تحريض سياسي عنصري باتهامه بالإرهاب والدعوة إلى ترحيله من أميركا، مدعين أن شارع المال "وول ستريت" سينهار، ويهرب رجال الأعمال ويهاجر المليارديرات من نيويورك، لو نجح هذا المرشح في المرحلة الأخيرة للانتخابات في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وفاز المرشح المناصر للقضية الفلسطينية، زهران ممداني، في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لانتخابات رئاسة بلدية نيويورك، متفوقاً على حاكم الولاية السابق، أندرو كومو الذي دعمه اللوبي الصهيوني بـ 35 مليون دولار (مقابل تسعة ملايين تكلفة حملة ممداني)، وسط توقعات بنيله منصب عمدة نيويورك في المرحلة الأخيرة من الانتخابات المقبلة، ليكون أول مسلم يفوز بهذا المنصب في تاريخ نيويورك.
وزعمت صحيفة فاينانشال تايمز، نقلاً عن مصادر من اللوبي الصهيوني وأنصار ترامب، أن "وول ستريت تأثرت بفوز زهران ممداني في نيويورك"، وأن رجال أعمال يسعون لتمويل "مرشح معتدل" لينافس المرشح المسلم للحزب الديمقراطي في الجولة الأخيرة من انتخابات البلدية في نوفمبر، أملاً في عدم تضرر البلدية اقتصادياً.
كما زعم موقع فورتشن (Fortune) 27 يونيو/ حزيران الجاري، أن "قادة الأعمال يهددون بمغادرة مدينة نيويورك في ظل الصعود غير المتوقع لزهران ممداني". ووفق الموقع: "يتردد أثرياء نيويورك في قبول مقترح المرشح الأوفر حظاً لمنصب عمدة المدينة، القاضي بفرض ضرائب على الأغنياء، لجعل المدينة في متناول العمال، ويرون أن هذا يضرهم".
وزعم الموقع أنه مع ظهور سياسي إسلامي يساري لمنصب عمدة أكبر مدينة في الولايات المتحدة، "بدأت مصالح رجال الأعمال والبيزنس تتأثر بالضرر بسبب احتمالات نجاح برنامجه الانتخابي الذي يعتمد على فرض الضرائب على الأغنياء بهدف تحسين الخدمات الأساسية.
وتعهد مدير صندوق التحوط، مؤسس شركة بيرشينغ سكوير كابيتال مانجمنت، الملياردير اليهودي الشهير، بيل أكمان، بتمويل أي شخص يترشح ضد ممداني، بدعوى أن "رئاسته للبلدية ستُحفّز هروب الأثرياء".
وزعم أكمان أن سياسات المرشح المسلم "ستكون كارثية على مدينة نيويورك"، وقال: "ليس للاشتراكية مكان في العاصمة الاقتصادية لبلدنا" .
واقترح مالك سلسلة متاجر البقالة غريستيديس، جون كاستيماتيديس، نقل مكاتب شركته إلى نيوجيرسي طوال فترة ولاية ممداني، بينما اتهم المحلل المالي جيم بيانكو نيويورك بـ"اختيار الانتحار على يد العمدة الجديد".
وعرضت ويتني تيلسون، المديرة التنفيذية لصندوق التحوط، الموالي للوبي الصهيوني، أن يتم اختيار مرشح واحد ينافس المرشح المسلم ودفع 100 مليون دولار من أموال رجال أعمال معادين لممداني، للمرشح المنافس كي يمكن التغلب عليه.
أما الحاكمة المؤقتة الحالية لنيويورك كاثي هوشول، التي صوّرت نفسها شخصية معتدلة مؤيدة للأعمال، فقد رفضت مسبقاً فكرة زيادة الضرائب، قائلةً: "لا أريد أن أخسر المزيد من الناس لصالح بالم بيتش".
وهذه ليست المرة الأولى التي يهدد فيها المتحدثون باسم وول ستريت وأصحاب الأعمال الساخطون بالانسحاب من المدينة الأهم مالياً في العالم بسبب انتخاب عمدة تقدمي، ولكن هذه المرة أضيفت إلى الحملة أبعاد عنصرية بوصف المرشح تارة أنه إسلامي إرهابي وتارة بأنه جهادي، وتارة أخرى بأنه شيعي متطرف، بحسب تصريحات الرئيس ترامب وأنصاره واللوبي الصهيوني.
وقاد المرشح المسلم الفائز بالانتخابات التمهيدية لمنصب عمدة نيويورك، زهران ممداني، حملةً ركزت بلا هوادة على تكلفة المعيشة، واقترح توفير بقالة تُديرها المدينة، وتوفير حافلات مجانية، وتوفير رعاية أطفال، لكن هذا أغضب طبقة الـ 1% من سكان المدينة ونخبة رجال الأعمال فيها، واعتبروه خطراً عليهم، وهو ما لعب عليه اللوبي الصهيوني وأنصار ترامب، لمحاولة منع المرشح المسلم من الفوز بمنصب عمدة نيويورك.
ويُعرف ممداني بنشاطه الشعبي وأهدافه الرامية إلى الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، وتُعيد حملته، التي تجذب الشباب التقدميين، صياغة النقاشات الاقتصادية والسياسية في جميع أنحاء المدينة وخارجها، بحسب صحيفة إيكونوميك تايمز، 23 يونيو الجاري. وحشد ممداني جيشاً من المتطوعين الشباب، عبر حملة على وسائل التواصل الاجتماعي، تعهّد فيها بخفض تكاليف المعيشة المرتفعة، من خلال مواصلات مجانية، ومنع زيادة الإيجارات، في مدينةٍ يمكن لشقّة مكوّنة من ثلاث غرف أن تكلّف ستة آلاف دولار شهرياً.
وتشمل وعود حملة ممداني "تجميد الإيجارات لنحو مليون من سكان نيويورك في مساكن مُثبتة الإيجار، وخدمة حافلات مجانية، ورعاية أطفال شاملة، ومتاجر بقالة مدعومة من المدينة".
كما أنه يخطط لتمويل هذه الوعود بزيادة الضرائب على الأثرياء، حيث تشمل خطة زهران ممداني فرض ضريبة ثابتة إضافية بنسبة 2% على الأثرياء في نيويورك ممن يزيد دخلهم السنوي عن مليون دولار. واقترح رفع معدل الضريبة على الشركات في مدينة نيويورك لتتناسب مع معدل الضريبة في ولاية نيوجيرسي البالغ 11.5%، وهو ما تعتقد حملته أنه سيجلب خمسة مليارات دولار.
وفي حال انتخابه، بشكل نهائي في نوفمبر، سيقود ممداني أحد أهم اقتصادات الولايات الأميركية، حيث أظهر تقرير صادر عن بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك أن الناتج المحلي الإجمالي لمدينة نيويورك بلغ 1.2 تريليون دولار في عام 2022، أي ما يزيد عن 4.6% من إجمالي الناتج المحلي الأميركي، الذي تجاوز 25.7 تريليون دولار في عام 2022، بحسب موقع شبكة فوكس نيوز بيزنس، 27 يونيو الجاري.
وزعمت "فوكس نيوز بيزنس" أن المرشح الاشتراكي المسلم الأوفر حظاً لمنصب عمدة مدينة نيويورك "يهدد العاصمة الاقتصادية لمدينة نيويورك، وأن قادة الأعمال يحذرون من نزوح جماعي بعد اقتراحه رفع الحد الأدنى للأجور إلى 30 دولاراً وزيادة الضرائب على الشركات".
وزعمت أيضاً أن "مدينة نيويورك قد تواجه تحديات سلبية في دورها واحدة من أهم المراكز الاقتصادية في الولايات المتحدة، حيث يترشح أحد أبرز المرشحين لانتخابات عمدة المدينة المقبلة على أساس برنامج يدعو إلى سياسات اشتراكية".
وحين سألته شبكة سي أن أن: هل تُعجبك الرأسمالية؟ قال ممداني: لا، لديّ انتقادات كثيرة للرأسمالية، وكما قال الدكتور مارتن لوثر كينغ قبل عقود: "سمّها ديمقراطية أو اشتراكية ديمقراطية؛ لا بد من توزيع أفضل للثروة على جميع أبناء الله في هذا البلد، وهذا ما أُركّز عليه، الكرامة ومعالجة التفاوت في الدخل".
## أسوأ أضرار للزراعة التركية في 30 سنة... وإنقاذ حكومي للمزارعين
30 June 2025 04:52 AM UTC+00
يتعرض الإنتاج الزراعي والحيواني في تركيا لضربة كبيرة هي الأعنف في عقود بسبب موجات الجفاف التي تعصف بالمحاصيل وإنتاج العلاف بعد صقيع استمر لشهور، ما ينذر بتداعيات كارثية وفق محللين للمزارعين والمستهلكين واقتصاد البلاد على حد سواء.
وشهدت تركيا بين أكتوبر/ تشرين الأول 2024 ومارس/آذار 2025 أدنى معدل هطول أمطار منذ 65 عاماً، ترافق مع موجات صقيع متكررة، آخرها في إبريل/ نيسان الماضي، قبل أن تحل موجة جفاف وحر شديد هذه الأيام، ما ينذر بتراجع إنتاج الصيف، من خضر وفواكه وغلال الحبوب.
ودفعت التطورات الحكومة لزيادة تدخلها الإسعافي، ليعد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بدعم مباشر وقروض كبيرة وميسرة، لإبعاد شبح الخسائر عن المزراعين وتحول تركيا من الوفرة والتصدير إلى الندرة والاستيراد. وأكد شمسي بيرقدار، رئيس اتحاد غرف الزراعة في تركيا (TZOB) أنّ الجفاف والكوارث المناخية مثل الصقيع والبرد والفيضانات سببت شللاً شبه تام للإنتاج الزراعي، خاصة في مناطق جنوب شرق ووسط الأناضول، داعياً الحكومة، خلال تصريحات أول من أمس، إلى ضرورة إدراج المزارعين المتضررين بسرعة ضمن نطاق الدعم الحكومي، وتأجيل سداد ديونهم لدى بنك الزراعات والتعاونيات الائتمانية الزراعية لمدة عام على الأقل من دون فوائد.
وأشار بيرقدار إلى أنّ انخفاض الإنتاج أدى إلى تراجع كبير في دخول آلاف المزارعين، ما يهدد مستقبل الزراعة في البلاد، خصوصًا في المناطق التي تعتمد كليًا على الأمطار. وكشف أن البيانات الواردة من غرف الزراعة في الولايات المختلفة تكشف عن نسب خسائر مرتفعة بشكل غير مسبوق في محاصيل القمح والشعير والعدس، ففي ديار بكر (جنوب شرق تركيا)، انخفضت غلة القمح الجاف بنسبة 48%، والقمح المروي بنسبة 10.8%، والشعير الجاف بنسبة 63%. وفي ماردين، تضرر القمح بنسبة 20%، والشعير بنسبة 50%، والعدس بنسبة 55%. أما في قونية، فقد تراوحت غلة الشعير بين 50 و150 كيلوغراماً للفدان بعد أن كانت تتراوح بين 250 و300 كيلوغرام في المتوسط.
وأضاف أن الولايات التي شهدت هطول أمطار بمعدلات جيدة، لم تسلم من الصقيع هذا العام، ففي أكسراي (وسط البلاد)، وعلى الرغم من الأمطار الجيدة، إلا أن الصقيع في إبريل/ نيسان تسبب في توقعات بانخفاض المحاصيل بنسبة 20%. وفي كارامان (جنوب وسط)، تعذر الحصاد في 400 ألف فدان من أصل 670 ألفاً بسبب الجفاف والصقيع الزراعي. ونال الصقيع من إنتاج ولاية قيصري بنحو 50% وطاولت خسائر الصقيع نحو 90% من إنتاج ولاية كيرشهير الزراعي.
لكن ولاية هاتاي الحدودية مع سورية (جنوب تركيا)، نالت النصيب الأكبر من خسائر إنتاج القمح، بحسب بيانات وزارة الزراعية، إذ بلغت خسائر القمح 100% في قضائي بيلين وإسكندرون، و60% في ألتينوزو، و50% في كوملو، و42% في إرزين، و40% في كيريخان وباياس ودفنه وريحانلي، و35% في أنطاكيا، و30% في سامانداغ، وأرسوز، وهاسا. وانخفض الإنتاج بولاية كليس بين 70% و80%.
استجابة حكومية سريعة لتقليص الأضرار
تلقفت الحكومة، نداءات التحذير بموسم زراعي سيئ وخسائر غير مسبوقة، تهدد مستقبل الإنتاج الغذائي في تركيا وتؤثر على منسوب المياه الجوفية التي زاد استخدامها، بسبب قلة الأمطار والجفاف، خاصة لموسم زراعة القمح وبمقدمته الذرة.
وكشف الرئيس رجب طيب أردوغان عن حزمة تسهيلات ائتمانية واسعة للمزارعين، تشمل مشاريع البيوت البلاستيكية وتربية الأبقار الحلوب والماشية الصغيرة، واعداً بحزمة قروض بفترة سداد طويلة الأجل وقرارات تأجيل تسديد للقروض السابقة، تخفف عن المزارعين خسائرهم لهذا العام. وقال أردوغان خلال الاجتماع الرابع للبنك الزراعي حول النظام البيئي الزراعي، إن بنك "زراعات الحكومي" أعد حزمة قروض تتماشى مع احتياجات المزارعين، وتخصيص قروض تصل إلى 10 ملايين ليرة (250 ألف دولار) للراغبين في إنشاء بيوت بلاستيكية لإنتاج الخضراوات والفواكه، بفترة سداد تمتد حتى 10 سنوات، تتضمن إعفاءً من سداد أصل الدين لمدة عام للمشاريع التي تقل مساحتها عن 10 أفدنة، وأنّ نسبة رأس المال المطلوبة للاستثمار ستحدد بـ 20%، في حين تنخفض إلى 10% للشباب والنساء.
دعم الإنتاج الحيواني للحفاظ على استقرار الأسواق
وتأثرت تربية المواشي وإنتاج الحليب واللحوم، بسبب الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف، ما رفع أسعار لحوم الأبقار للمستهلكين، إلى ما بين 700 و750 ليرة للكيلوغرام، الأمر الذي دفع الحكومة لإيلاء الشق الحيواني دعماً إضافياً وتقديم قروض استثمارية تصل إلى نحو 5 ملايين ليرة (125 ألف دولار)، بأجل يصل إلى سبع سنوات، بينها عام كامل من الإعفاء من سداد أصل الدين. وتُمنح هذه القروض دون الحاجة إلى رأسمال أسهم، بهدف دعم المؤسسات التي تسعى لزيادة طاقتها الإنتاجية.
وأعلن الرئيس التركي خلال مؤتمر النظام البيئي الزراعي الذي استضافه مركز "خليج" للمؤتمرات في إسطنبول، السبت الماضي، عن رفع سقف القروض في إطار مشروع توطين السكان بقراهم ودعم المشاريع الزراعية الصغيرة الذي جاء تحت شعار "لديّ أسباب كثيرة للعيش في قريتي" المُنفذ بالتعاون بين وزارة الزراعة وبنك زراعات، من 600 ألف ليرة إلى 1.2 مليون ليرة. وأكد أن هذا التمويل سيُسهم في تطوير تربية الماشية الصغيرة وزيادة الثروة الحيوانية في الأرياف، واعداً أنّ الحكومة ستواصل تقديم فرص ائتمانية مغرية تُمكّن المواطنين من البقاء في قراهم والاستثمار في أراضيهم، بما يعزز الأمن الغذائي ويعطي دفعة قوية للاقتصاد الزراعي في البلاد.
وبعد تشكيل لجنة تحقيق بأضرار الصقيع وآثاره على الزراعة، وتوقعات تراجع إنتاج الفاكهة من 28 مليون طن إلى 20 مليون طن هذا العام واستمرار انخفاض الإنتاج خلال العام المقبل بسبب الأضرار التي لحقت بالأشجار. عقد البرلمان التركي، الأسبوع الماضي، جلسة لمناقشة كارثة الصقيع الزراعي، والاستماع إلى آراء الغرف المهنية والخبراء والمزارعين ضمن لجنة التحقيق في ظاهرة الصقيع الزراعي، والتباحث حول التدابير التي ينبغي اتخاذها.
وقال رمضان أوزجان، رئيس بورصة التجارة في ملاطية، إنّ "إنتاج الفاكهة المتوقع هذا العام كان 28 مليون طن، لكنّ الإنتاج قد يتراجع إلى ما يقارب 21 مليون طن فقط. مضيفاً خلال الجلسة أنّ تركيا تملك احتياطياً سنوياً من إنتاج المشمش الطازج يبلغ 800 ألف طن، وهو ما يمثل 20% من الإنتاج العالمي، لكننا خلال السنوات الخمس الأخيرة نواجه أزمات ناجمة عن التغير المناخي، وانخفاض متوسط إنتاجنا التقديري من 170 ألف طن إلى 70 ألف طن فقط". وأضاف: "تضررت الأشجار بدرجة لا نعلم إن كانت ستعطي إنتاجاً العام المقبل، الأمر متروك للزمن ليكشفه... كما أنّ تكاليف العناية بالأشجار تضاعفت هذا العام نتيجة الأضرار".
بدوره، أوضح صادق أوزقساب، رئيس مجلس إدارة بورصة تجارة مانيسا، أن توقعاتهم كانت تشير إلى موسم وفير في إنتاج العنب، لكنّ موجتي صقيع ضربتا المنطقة، مما تسبب في تراجع التقديرات من أكثر من 300 ألف طن إلى ما بين 125 إلى 150 ألف طن فقط.
وقدم رئيس غرفة المهندسين الزراعيين، باقي رمزي سويجميز مقترحات للحكومة بشأن القروض وتدابير وزارة الزراعة والغابات للتقليل من خسائر الصقيع، مشيراً إلى أن بيانات هيئة التنظيم والرقابة المصرفية (BDDK) تفيد بأن إجمالي القروض النقدية الممنوحة للمزارعين يبلغ 986 ألف ليرة، في حين أن القروض المتعثرة تصل إلى ستة مليارات ليرة.
ولذلك، طالب بضرورة تأجيل أو إعادة جدولة فوائد هذه القروض، بخاصة بالنسبة لصغار ومتوسطي المزارعين المتضررين من الصقيع، واقترح الإعلان عن حزمة اقتصادية زراعية إضافية. كما من الضروري دعم المزارعين لضمان قدرتهم على العودة للإنتاج بعد سنة أو سنتين أو ثلاث سنوات، بحسب حجم الأضرار التي سببها الصقيع. هذا الدعم ضروري لعدم ارتفاع أسعار الغذاء، والحفاظ على عائدات التصدير، ولمنع ابتعاد المنتجين عن أراضيهم.
غلاء وتراجع التصدير
وفي ظل هذا الأضرار، تشهد الأسواق التركية، ارتفاعات بأسعار الفواكه "لم تشهدها على الإطلاق" بحسب التاجر جيزمي تاش، معتبراً أن الصقيع الذي ضرب ولايات إنتاج الأشجار المثمرة خلال شهر مارس/ آذار وإبريل/ نيسان الماضيين، السبب الأهم الذي أدى لتراجع الإنتاج وارتفاع الأسعار اليوم. وقال تاش لـ"العربي الجديد" إن سعر كيلو المشمش لن يهبط عن 130 ليرة والدراق عن 160 ليرة، في حين يصل سعر الكرز إلى 350 ليرة، وهي أسعار تفوق القدرة الشرائية للأتراك وتسبب الخسائر للتجار، بسبب سرعة تلف تلك الأنواع ونقلها من سوق إلى آخر.
وتوقع مختصون أن ينخفض إنتاج الفاكهة في تركيا من 28 مليون طن إلى 21 مليون طن، ما سيؤثر على حجم وقيمة الصادرات الزراعية التي تشكل أكثر من 15% من مجمل الصادرات التركية التي تزيد عن 265 مليار دولار، فضلاً عن تراجع العرض بالسوق المحلي وارتفاع الأسعار.
وبحسب بيانات جمعية المصدرين الأتراك (TIM)، ارتفعت صادرات تركيا الزراعية، العام الماضي إلى 36.2 مليار دولار بزيادة بلغت نسبتها 3.3% عن صادرات عام 2023. لتبلغ أعلى قيمة بتاريخ الجمهورية التركية، بعد أن سجلت صادرات الحبوب والبقوليات والبذور الزيتية ومنتجاتها نحو 12.37 مليار دولار العام الماضي. فيما بلغت صادرات الخضراوات والفواكه الطازجة حوالي 3.49 مليارات دولار، والفواكه المجففة ومنتجاتها 1.61 مليار دولار، والزيتون وزيت الزيتون 871 مليون دولار، إضافة إلى منتجات أخرى.
وكانت الولايات المتحدة وألمانيا أكبر مستوردين للمنتجات الزراعية من تركيا في عام 2024، وبلغ إجمالي صادرات الفواكه المجففة والمنتجات ذات الصلة إلى ألمانيا 247.3 مليون دولار، بينما بلغت صادرات الفواكه والخضراوات إلى الولايات المتحدة 429.4 مليون دولار.
وقال المحلل الاقتصادي التركي يوسف كاتب أوغلو، إن "النظر للقطاع الزراعي لا يقتصر على التصدير والإنتاج فقط، بل وعلى حجم تشغيل الأيدي العاملة، حيث يستوعب نحو 20% من إجمالي الأيدي العاملة، وترسيخ ربط المزارعين بالأرض وتقديم احتياجات السكان، من منتجات موثوقة بأسعار مناسبة ومنافسة، لذا، تعد كارثة هذا العام، ضربة لعمق الاقتصاد التركي والتي تحاول الحكومة تلافيها وتحمل جزء كبير من الأضرار ودعم المزارعين ليقفوا على إنتاجهم من جديد، بخاصة صغار ومتوسطي الإنتاج الذين تضرروا من الصقيع واليوم من الجفاف "المشكلة تأذي الأشجار لأكثر من عام".
وأضاف أوغلو في حديث لـ"العربي الجديد" أنّ الحلول الإسعافية بتقديم قروض كبيرة، من دون فوائد وبفترة سداد طويلة، ستحل جزء كبير من المشكلة، كما أن الدعم للتوجه إلى الطرق الحديثة، بالريّ والزراعات المحمية وأنظمة التغطية المتحركة، تحمي المحاصيل وتتم تطويق المشكلة بالمستقبل، لكن الكارثة وقعت هذا العام وسببت أضراراً بالأشجار وحجم الإنتاج وانعكست ارتفاعاً على أسعار المستهلك.
ولفت المحلل التركي إلى أن تركيا تحتل المرتبة الأولى أوروبياً والثامنة عالمياً بالإنتاج الزراعي والرابعة بإنتاج الخضر والفواكه، بعد أن بلغت قيمة الإنتاج الزراعي للدولة، بحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) والبنك الدولي، 68.9 مليار دولار في 2023، قبل أن يزيد الإنتاج بأكثر من 3% العام الماضي.
وحول مدى تأثير "الكارثة" على العرض السلعي الزراعي وهل يمكن لتركيا أن تقع بعجز وتتجه للاستيراد هذا العام، أوضح أوغلو أن بلاده تنتج 206 أنواع من المحاصيل الزراعية، وما تضرر هذا العام، كان بالأشجار المثمرة بالدرجة الأولى وبولايات محددة "ربما هي الأكثر إنتاجاً" لكنّ ذلك لن يؤثر على مخزون تركيا، بخاصة من محاصيل الحبوب الاستراتيجية، لكنه سيؤثر على تراجع العرض وارتفاع الأسعار وحجم التصدير، دون أن يصل إلى عدم الاكتفاء الذاتي.
وعن الإنتاج الحيواني، أضاف المحلل الاقتصادي التركي أن تركيا تحتل المرتبة التاسعة عالمياً والثالثة أوروبياً في إنتاج الحليب، كذلك تحتل المرتبة السابعة عالمياً والأولى أوروبيا في إنتاج لحوم الأبقار والمرتبة التاسعة عالمياً والثانية أوروبياً في إنتاج لحوم الدجاج، والمرتبة العاشرة عالمياً والثانية أوروبيا في إنتاج البيض والثانية عالمياً في إنتاج العسل.
ولكن منذ العام الماضي وبسبب بدء تراجع الأيدي العاملة في قطاع الزراعة، وبمقدمتهم السوريين، بدأ إنتاج القطاع الحيواني يتراجع، إذ وبحسب معهد الإحصاء التركي تراجعت أعداد المواشي والأغنام، لتسجل أدنى مستوى لها في 6 سنوات، بينما بلغت أعداد الأغنام أدنى مستوى في أربع سنوات. ووفق البيانات الرسمية فقد تراجع إجمالي عدد المواشي والأغنام في تركيا من حوالي 73.47 مليون رأس في عام 2022 إلى نحو 69.1 مليون رأس في 2023، لانخفاض بلغت نسبته 5.9%.
## باكستان تقلّل من الحظر التجاري الهندي
30 June 2025 04:52 AM UTC+00
أفاد ممثلون عن قطاع الشحن في باكستان بأن محاولة الهند عرقلة التجارة الخارجية للدولة بمنع السفن التي تحمل بضائع باكستانية من الرسو في موانئها لم تُحقق الأثر المرجو. وفي الثاني من مايو/أيار الماضي، فرضت الهند حظراً على السفن التي تحمل بضائع قادمة من باكستان أو متجهة إليها، وكذلك عبور الشحنات أراضيها، وذلك قبل أيام من تبادل الدولتين ضربات عسكرية استمرت نحو أربعة أيام.
وذكرت صحيفة داون الباكستانية، في تقرير أمس الأحد، أن الهند سعت في البداية إلى الإضرار بتدفقات التجارة الباكستانية، إلا أن النتيجة لم تكن على قدر التوقعات، إذ تكيفت شركات الشحن من خلال فصل البضائع المتجهة من باكستان وإليها، متجنبةً بذلك الاعتماد على الموانئ الهندية.
ومع ذلك، أفاد المستوردون بأن الحظر الهندي أدى إلى إطالة أوقات الشحن وارتفاع رسومه. وقال رئيس غرفة تجارة وصناعة كراتشي جاويد بيلواني إن "السفن الرئيسية لا تصل إلى باكستان بسبب هذا الإجراء الهندي، ما يؤخر وارداتنا مدة تتراوح بين 30 و50 يوماً". وأضاف أن المستوردين يعتمدون الآن على سفن التغذية، ما يرفع التكاليف.
وأفاد المصدرون أيضاً بارتفاع في تكاليف التأمين عقب الضربات العسكرية. ومع ذلك، أكدوا أن التأثير الإجمالي على الصادرات لا يزال ضئيلاً. وقال عامر عزيز، أحد مُصدّري المنسوجات: "لا يوجد تأثير يُذكر على الصادرات بعد العدوان الهندي، باستثناء ارتفاع تكاليف التأمين. لقد ارتفعت رسوم الشحن بالفعل حتى قبل التصعيد".
وتعتمد صادرات باكستان بشكل كبير على المدخلات المستوردة لإضافة القيمة. ومع فرض الحكومة ضوابط صارمة على الواردات للحفاظ على النقد الأجنبي، فإن أي خلل في سلاسل التوريد له آثار اقتصادية أوسع نطاقاً.
ومع ذلك، نفى الأمين العام لجمعية وكلاء السفن الباكستانية سيد طاهر حسين ما أشار إليه مصدرون من توقف السفن الأم عن الرسو في الموانئ الباكستانية. وقال: "يمكنكم رؤية السفن الأم (الكبيرة) في كراتشي وميناء قاسم". وأضاف: "سفن التغذية كافية أيضاً للتعامل مع حجم التجارة الباكستانية، حيث يمكنها حمل ما بين ستة آلاف وثمانية آلاف حاوية، وهو ما يفوق بكثير المستوى الحالي لصادراتنا ووارداتنا".
والعلاقات التجارية الرسمية بين باكستان والهند مجمدة منذ عام 2019. وانخفض حجم التجارة الثنائية من 2.41 مليار دولار في 2018 إلى 1.2 مليار دولار في 2024. وانخفضت صادرات باكستان إلى الهند من 547.5 مليون دولار في 2019 إلى 480 ألف دولار فقط في عام 2024.
ومع ذلك، تزدهر التجارة غير الرسمية. وقد جرى تسهيل هذه التجارة الموازية عبر طرق بديلة، بما في ذلك موانئ دبي في الإمارات العربية المتحدة، وكولومبو في سريلانكا، وسنغافورة. وتشمل صادرات الهند الأدوية والمنتجات البترولية والبلاستيك والمطاط والمواد الكيميائية العضوية والأصباغ والخضراوات والتوابل والقهوة والشاي ومنتجات الألبان والحبوب. أما الصادرات الباكستانية الرئيسية إلى الهند، فتشمل النحاس والأواني الزجاجية والمواد الكيميائية العضوية والكبريت والفواكه والمكسرات وبعض البذور الزيتية.
## معضلات مالية و"تمرد" بمواجهة إصلاح الرعاية الاجتماعية في بريطانيا
30 June 2025 04:52 AM UTC+00
بكثير من المساومات والتنازلات المالية، نجح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في نزع فتيل تمرد عدد كبير من نوابه في البرلمان ضد مشروع قانون إصلاح مخصصات الرعاية الاجتماعية قبل أيام قليلة من التصويت عليه.
ورغم أن تمرير المشروع أصبح في حكم المؤكد لدى التصويت عليه يوم غد الثلاثاء، فإن ما وُصف بـ"التراجع الثالث" لستارمر خلال أقل من عام يكشف عن صراعات داخل الحزب الحاكم، ظاهرها السياسة وباطنها الاقتصاد ومعضلاته، وكلها تضع زعامته الحزبَ على المحك.
تعود بدايات مشروع إصلاح مخصصات الرعاية الاجتماعية لذوي الإعاقة، أو العاجزين عن العمل جزئياً لأسباب صحية من الأسر والأفراد، وإعانة البطالة أو البحث عن عمل، إلى مارس/ آذار الماضي، فيما عُرف وقتها بـ"الورقة الخضراء".
يهدف المشروع في جوهره إلى خفض الإعانة التي تدفعها الدولة لمن لا يعملون لأسباب صحية مختلفة، والتركيز على دعم ذوي الظروف الصحية بالغة الصعوبة، والهدف هو تعزيز فكرة الكسب والتأهيل للعمل بدلاً من الإعانة على حد تعبير وزيرة العمل والمعاشات ليز كاندل. وقد دافعت وزيرة الخزانة راتشيل ريفز عن هذا الخيار بالقول إن الطريقة الأفضل لحماية دولة الرفاه في الوقت الراهن هي ضمان عدم توسعها وبقائها ضمن الحدود المتاحة.
كان يمكن لمشروع كهذا أن يمر بسلاسة لو سوقت الحكومة التغييرات باعتبارها إصلاحاً لنظام الرعاية الذي يتفق كثيرون على أنه يتسم بالفوضى والتعقيد في آن واحد. لكن "الورقة الخضراء" واجهت تحديات كثيرة منذ طرحها، تمثل أولها في توجه قيادة حزب العمال إلى تبني سياسات "غير عمالية" تأخذ الأموال من أيدي الناخبين المحتاجين، أي قواعد الحزب التقليدية، بدلاً من توسيع مظلة الرعاية للفقراء والطبقة الوسطى كما وعدت ناخبيها.
أما التحدي الثاني، فتعلق بعدم إجراء مشاورات كافية بين حكومة الحزب وقيادة الكتلة النيابية من جانب، ومن جانب آخر نواب الصفوف الخلفية الذين جأرت دوائرهم بالشكوى والاتصالات، فتحسبوا لفقدان مقاعدهم وأعلنوا رفضهم مشروع القانون، وهو ما كان يؤشر إلى إمكانية خسارة الحكومة الاقتراع لو انضمت المعارضة إلى 126 عمالياً هددوا بالتصويت ضد حكومتهم.
وقد سعى المشروع الأصلي، قبل تعديله تحت ضغوط النواب المتمردين، لتوفير خمسة مليارات جنيه إسترليني سنوياً (6.9 مليارات دولار) للخزانة حتى العام 2029- 2030، وهو مبلغ ليس بالهين نظراً للأزمة التي تواجهها وزيرة الخزانة من تحديات لخفض اللجوء إلى مزيد من الديون، والحد من تكلفة المديونية التي تبلغ حالياً 2.8 تريليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل 100% من قيمة إجمالي الناتج المحلي.
ويشير تقرير لمعهد الدراسات المالية (IFS) إلى الفاتورة الباهظة التي تتحملها الموازنة لدعم ذوي الإعاقة غير القادرين على العمل لظروف صحية دائمة (بين عمر 16 و64 عاماً) أو يحتاجون لدعم إضافي، بسبب عجز غير كلي أو دائم، يعزز التحاقهم بسوق العمل، إذ ارتفعت قيمتها من 37 مليار جنيه إسترليني في عام 2020 إلى 57 ملياراً في العام الحالي، لتمثل ما يزيد عن 40% من إجمالي مخصصات الرعاية الاجتماعية في إنكلترا وويلز والتي تبلغ في مجملها 141 مليار جنيه.
لكن ضغوط النواب ومعارضتهم المشروع دفعت ستارمر إلى التراجع جزئياً عن أهم بنوده، وهو ما سيكلف حكومته حوالي ثلاثة مليارات جنيه إسترليني من الخفض الذي كان مزمعاً ليصبح إجمالي التوفير ملياري جنيه فقط بدلاً من خمسة مليارات.
يتمثل أهم التعديلات في استمرار المخصصات من دون تغيير للذين يحصلون على إعانة الإعاقة والضمان الاجتماعي لظروف صحية (يونيفرسال كريديت) وهو ما يعادل حوالي تسعة آلاف جنيه إسترليني سنوياً للفرد. أما المستحقون الجدد اعتباراً من العام المقبل، فستنخفض قيمة ما يحصلون عليه من إعانة إلى حدود ثلاثة آلاف جنيه، وهو أمر ما زال يلاقي رفضاً ومخاوف من نواب الجناح اليساري في الحزب الذين تعهدوا بالتصويت ضد المشروع حتى بعد تعديله.
بدورها، أعربت الجمعيات المدافعة عن ذوي الإعاقة عن تحفظات على المشروع رغم تعديله. وقال جيمس واتسون-أونيل، الرئيس التنفيذي لمنظمة Sense الخيرية للدفاع عن حقوق ذوي الإعاقة، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "التنازلات التي أعلنتها الحكومة بشأن مشروع قانون الرعاية الاجتماعية القادم مهمة وإيجابية، إلا أنها لا ترقى إلى مستوى العدالة للأشخاص ذوي الإعاقة. هذا القرار دليل على قوة من يرفعون أصواتهم ضد هذه التخفيضات غير العادلة، ونحن ممتنون للغاية لجميع داعمينا الذين خصصوا وقتاً للتواصل مع نوابهم بشأن هذه القضية".
لكن أونيل حذر من التمييز بين مستحقي الإعانة من ذوي الإعاقة اعتباراً من العام المقبل، وقال: "تؤسس تعديلات الحكومة نظاماً مزدوجاً غير عادل، حيث يحصل شخصان من ذوي الإعاقة، لهما نفس الاحتياجات، على مزايا مختلفة حسب توقيت بدء حاجتهما إليها. هذا ليس صحيحاً. لقد سمعنا أيضاً مخاوف آباء لديهم أبناء من ذوي الإعاقة أو ذوي احتياجات معقدة، ويشعرون بالقلق بشأن تأثير هذه التعديلات على مستقبل أطفالهم".
مأزق ستارمر السياسي والمالي
من الصعب تفسير التراجع الأخير الذي أقدم عليه كير ستارمر بمعزل عن الظرف الاقتصادي والسياسي الذي تمر به قيادته وحزب العمال بعد أقل من عام من وصولهم إلى السلطة. فتعهدات الحزب بعدم اللجوء إلى رفع الضرائب والتركيز بدلاً من ذلك على إصلاح الموازنة وتحفيز النمو لخلق مزيد من فرص العمل لا تحقق نجاحاً كثيراً.
وحتى حين أقدم على بعضها، مثل إلغاء إعانة التدفئة للمتقاعدين، قوبل الإجراء برفض جماهيري أجبره على التراجع عنه وحمّل الموازنة 1.25 مليار جنيه كانت في عداد التوفير. أما تراجعه الأخير، وهو الأكبر حتى الآن، فجاء بعدما اعتبر ما يتردد عن تمرد نوابه مجرد "ضوضاء" ستخفت تحت سطوة الأغلبية، لكنه فوجئ بعد عودته من قمة الناتو في لاهاي بأن "المتمردين" أكثر تنظيماً مما اعتقد، فاضطر للمساومة. ويدور الحديث في أروقة ويستمنستر حالياً عن إمكانية تراجع الحكومة عن السقف الذي وضعته لإعانة الأطفال بقصرها على طفلين للأسرة فقط، وهو ما قد يكلف الموازنة 3.5 مليارات جنيه إضافية.
وتحذر مؤسسات اقتصادية محافظة من أن اضطرار ستارمر للتراجع إرضاءً للنواب وقواعدهم الشعبية قد يعقد المسار السياسي لزعامته ويضعف الثقة بالاقتصاد البريطاني، وفي حالة كتلك، لن يكون أمام وزيرة الخزانة سوى زيادة الضرائب، وهو أمر بات أكثر ترجيحاً لأنه سيعوض تكاليف كل التغييرات السابقة لكنه سيكون أكبر التراجعات!
رغم ذلك، يظل التحدي الأكبر لستارمر سياسياً بالأساس، فالمواجهات بين قيادة الحزب وقاعدته الشعبية ليست مألوفة لحكومة لم تكمل عامها الأول وتتمتع بأغلبية ساحقة في البرلمان. المدافعون عن ستارمر من حكومته، وفي مقدمتهم وزير الرعاية ستيفن كينوك، يقولون إنه "يقبل بإعادة التفكير لتصحيح المسار وإنه يضع مصلحة بريطانيا قبل مصلحة الحزب".
أما زعيمة حزب المحافظين كيمي بادينوك، فلم تضيع الفرصة للنيل من موقف ستارمر، ووصفت تراجعه الأخير بأنه "دليل على أن قيادة العمال ليست فاعلة، إذ كيف لا يمكنهم الاتفاق على أمور بسيطة مثل خفض النفقات؟ لقد خلقوا فئتين من مستحقي إعانة الإعاقة فجمعوا بين أسوأ خيارين".
قد تتباين الأهداف السياسية للمحافظين والعمال، لكن "خفض النفقات" هي الكلمة محل الإجماع عند الاقتصاديين من الجانبين في الوقت الراهن للإبقاء على مساحة المناورة الضيقة أمام وزيرة الخزانة للاقتراض بأسعار فائدة أقل تكلفة، وتجنب تكرار لعنة سوق السندات التي لحقت باقتصاد بريطانيا في عام 2022 بسبب سياسات رئيسة الحكومة ليز تراس، عندما تحدت نوابها وأقدمت على إعفاءات ضريبية واستدانة غير مسبوقة، فأطاحها حزبها بعد 49 يوماً في السلطة.
## مجلة إبداع... استقالات وأسئلة عن حرية التعبير
30 June 2025 05:37 AM UTC+00
لم تنجُ مجلة إبداع الأدبية في مصر من المناخ المتردي لحرية الفكر والتعبير، فكان على فريق تحريرها أن يدفع ثمناً باهظاً لنشر مقالٍ أثار اعتراضات في الأوساط السياسية والدينية، في بلدٍ تشهد فيه الحريات تراجعاً متسارعاً منذ عام 2013، وتحولت فيه بيئة العمل الثقافي إلى فضاء يسوده الحذر والرقابة الذاتية.
فوجئ الوسط الأدبي والثقافي المصري قبل أيام بإعلان استقالة جماعية لأعضاء فريق تحرير "إبداع"، المجلة الصادرة عن الهيئة العامة للكتاب، التابعة لوزارة الثقافة. جاءت الاستقالات، وأبرزها لرئيس التحرير الشاعر والأديب إبراهيم داود (كلّف برئاسة التحرير مكانه الشاعر أحمد الشهاوي)، تباعاً عبر حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، مصحوبة بكلمات فخر وامتنان للفترة التي قضوها في خدمة الحركة الأدبية المصرية، من خلال المجلة العريقة.
رئيس التحرير، إبراهيم داود، كتب: "من التجارب التي أعتز بها في حياتي هي رئاستي لتحرير مجلة إبداع، لأنني حاولت المحافظة على ما أنجزه رؤساء التحرير الثلاثة السابقون الكبار (الدكتور عبد القادر القط، وأحمد عبد المعطي حجازي، ومحمد المنسي قنديل). اجتهدت مع زملائي للتأكيد على قوة وحيوية الثقافة المصرية وتطلعاتها، لم نبحث عن غنائم ولا نفوذ، فقط قمنا بما نعتقد أنه الصواب، محبة في الكتابة والكتاب، ليس في مصر فقط، بل في الوطن العربي والعالم كله. لم نوفق أحياناً، لكن كان هدفنا الدائم إشاعة المناخ الإبداعي قدر استطاعتنا... ولأسباب خاصة، قررت أن أعتذر للصديق العزيز الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس هيئة الكتاب، وأترك له مهمة اختيار رئيس تحرير جديد يقود الإصدار الخامس من مجلتنا العريقة".
لم تكد كلمات داود تُنشر، حتى تكشفت أسباب الاستقالات. فقد أفادت شهادات من كتّاب ومثقفين بأن الفريق تعرض لضغوط دفعتهم للاستقالة، بعد اعتراضات رسمية على مقالٍ تناول آل البيت نُشر في عدد مايو/أيار الماضي من المجلة.
الناقد الأدبي البارز جمال الطيب علّق على الواقعة قائلاً: "لا يُعقل أن يكون مقال واحد، في عدد يضم مواد رصينة من شعر وقصة ودراسات وقراءات، سبباً في هجوم ضارٍ غير مبرر، نجم عنه استقالة رئيس التحرير الكاتب الصحافي النزيه والشاعر المبدع إبراهيم داود، ونائب رئيس التحرير الكاتب والقاص هشام أصلان، ومدير التحرير الكاتب الصحافي يحيى وجدي. أسفت لهذا الخبر الحزين، لافتقادنا كتّاباً مخلصين اجتهدوا في أعمالهم ونجحوا في وضع المجلة في مكانة راقية. كل التعازي والمواساة لمحبي ومتابعي الحركة الثقافية، الذين أدّعي أنني أحد المنتمين إليهم".
تلك الرواية، المتداولة بكثافة في أوساط المهتمين بالشأن الثقافي المصري، أكدها مقربون من فريق تحرير المجلة.
تضييق متصاعد على الحريات
ما حدث لمجلة إبداع هو انعكاس مباشر للمناخ الخانق الذي باتت تعيشه مصر على صعيد حرية التعبير، بحسب تقارير منظمات حقوقية دولية ومصرية.
تشير هذه التقارير إلى ممارسات ممنهجة لتقييد حرية التعبير، على رأسها "حملات الاعتقال الواسعة"، التي طاولت آلاف النشطاء والصحافيين والمدونين والمدافعين عن حقوق الإنسان، وفق ما وثّقته منظمات مثل "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية"، بتهم فضفاضة مثل "نشر أخبار كاذبة"، أو "الانتماء لجماعة إرهابية".
وتُستخدم قوانين مكافحة الإرهاب والجرائم الإلكترونية -التي وُصفت بأنها غامضة ومفتوحة التفسير- لقمع النقد والمعارضة، إذ تتيح هذه القوانين الحبس الاحتياطي الطويل، وتجريم التعبير السلمي عن الرأي، مما يعزز مناخ الخوف والرقابة الذاتية.
ومن أبرز مظاهر التضييق أيضاً، حجب المواقع الإلكترونية، فقد شهدت السنوات الأخيرة حجب مئات المواقع الإخبارية والحقوقية ومنصات التواصل، ما يقوّض إمكانية الوصول إلى مصادر مستقلة ومتنوعة للمعلومة. وتشير دراسات متخصصة في الحريات الرقمية إلى أن مصر باتت من الدول الرائدة في حجب المحتوى الإلكتروني.
أما الصحافيون، فيواجهون ضغوطاً جمّة، من بينها الاعتقال، والمحاكمات الجائرة، والمنع من النشر، أو الطرد من العمل. وتشير تقارير نقابة الصحافيين المصرية، رغم القيود المفروضة عليها، إلى أن العشرات من الصحافيين يقبعون في السجون بسبب عملهم، بينما تتراجع باستمرار مساحات النقد والتحقيق الصحافي.
دراسات أكاديمية ومراكز أبحاث غربية وعربية توصلت إلى أن المناخ العام في مصر لم يعد ملائماً لحرية التعبير، مشيرة إلى تراجع البلاد في مؤشرات حرية الصحافة والإنترنت، واتجاه الخطاب العام نحو التجانس والانغلاق على حساب التعددية.
مجلة إبداع: إرث ثقافي
مجلة إبداع ليست مجرد مطبوعة دورية، بل تُعد من أعرق المجلات الثقافية في مصر والعالم العربي. تأسست عام 1983 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ولعبت منذ نشأتها دوراً محورياً في المشهد الأدبي، وقدّمت منبراً للأقلام المتميزة من مصر والعالم العربي.
تناوب على رئاسة تحريرها كبار الأدباء، ما أكسبها مكانة مرموقة، ولم تكن المجلة فقط حاوية للنصوص، بل شاهداً على التحولات الثقافية والفنية في مصر والمنطقة.
 
## ترامب و"معركة" استئناف المفاوضات النووية مع إيران
30 June 2025 05:42 AM UTC+00
في أعقاب العملية الجوية الأميركية ضد المنشآت النووية الايرانية، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنّ الاتصال مع طهران سيجري الأسبوع المقبل بهدف العودة إلى التفاوض "المباشر" معها هذه المرة. لكن حتى الآن ليس في أجندة البيت الأبيض لهذا الأسبوع ما يشير إلى المفاوضات أو لأي لقاءات في هذا الخصوص، مع أنّ الرئيس متمسّك بهذا الخيار، وقد أعطى أكثر من إشارة في الأيام الأخيرة على جدّيته في ذلك. لكن يبدو أنّ الأجواء ليست مؤاتية بعد.
معاكسات حكومة بنيامين نتنياهو في إسرائيل بدأت تتوالى إشاراتها، فضلاً عن الاشتراطات المسبقة التي تضعها طهران لمثل هذه العودة، ما فرض التأجيل حتى إشعار آخر، ولو أنّ هشاشة الوضع لا تحتمل طول الانتظار، فالإدارة تحرص على نضوج الظروف، لأنها تطمح هذه المرة إلى تحقيق "إنجاز" تفاوضي. وهذا احتمال يدور حوله جدل بين متشددين دعوا إلى المضي بالخيار العسكري "لإسقاط النظام"، وبين أكثرية تحذر من الانزلاق إلى "حرب واسعة"، وتدفع مع الرئيس باتجاه الدبلوماسية.
وساهم في انقسام الرأي بشأن التفاوض أنّ الصورة لم تتضح بعد بشأن آثار العملية الجوية ضد المنشآت الثلاث. البيت الأبيض ما زال يصرّ على أنّ الضربة أدت إلى دمارها بشكل "ماحق"، فيما لا تتبنى سائر التقديرات، حتى الآن، الاستخباراتية والعسكرية وحتى وكالة الطاقة الذرية، هذا التقييم. كلها بقيت في حدود الاعتقاد بأنّ المنشآت أُصيبت بأضرار "جسيمة" لا أكثر. وذكرت معلومات إيرانية، الأحد، أنّ "الضربات لم تفضِ إلى حجم الخسائر التي توقعتها الإدارة". تسليط الأضواء في بعض الإعلام الأميركي (واشنطن بوست - رولينغ ستون) على كلام من هذا النوع منسوب لجهات رسمية إيرانية، زاد من الشكوك حول إصرار الادارة على توصيفها، ولو أنّ البيت الأبيض سارع بلسان المتحدثة الرسمية كارولين ليفيت إلى تجاهل التصريح وتحقير وسائل الإعلام التي نشرته.
وهنا، تردد وما زال تساؤل حول مسارعة ترامب بعد ساعات قليلة من العملية إلى الترويج لتخمينه، وقبل أن تصدر أي تقديرات عن الجهات المعنية بتقييم النتائج. ربما دفعه إلى ذلك حرصه على "استرجاع" المبادرة العسكرية من يد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو ربما أراد تأمين غطاء مسبق لخفض سقف المطالب في المفاوضات المقبلة، على أساس أنّ المشروع النووي صار خارج دائرة الخطر في المستقبل المنظور، وبالتالي لا خشية من إبداء ليونة لعقد صفقة حوله مع إيران. تعززت هذه الفرضية بعدما سارع نتنياهو إلى التحرك بصورة بدت وكأنها تهدف إلى استباق وفركشة هذا الاحتمال. تصريح وزير أمنه يسرائيل كاتس، السبت، كان واضحاً في هذا الخصوص. تأكيده أنّ إسرائيل "لا تحتاج إلى موافقة واشنطن لضرب إيران في المستقبل، وأنها تزمع منعها من بناء مشروعيها النووي والصاروخي بالرغم من الهدنة"، جرى وضعه في هذا السياق. ومن المتوقع أن يكون الملف الإيراني موضوع مباحثات وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر مع المسؤولين في واشنطن، اليوم الاثنين، فضلاً عن موضوع غزة والتحضير لزيارة قريبة لنتنياهو إلى العاصمة الأميركية.
وفي امتداد هذا التحرّك، لوحظ أنّ بعض الجهات في الكونغرس المؤيدة لحرب نتنياهو والمقرّبة من الرئيس ترامب (السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام)، بدأت تحثّ البيت الأبيض على اغتنام الفرصة ومطالبة طهران بأن تتخلّى عن خطابها المعادي لإسرائيل شرطاً مسبقاً للتفاوض معها حول النووي. ويبدو أنّ ذلك يدخل في إطار التعجيز لتعقيد الأمور، علّ ذلك يؤدي إلى تخريب استئناف المفاوضات كما يريد نتنياهو، الذي لا يستبعد بعض المراقبين أن يعود التوتر إلى علاقاته مع الرئيس ترامب بسبب العودة إلى التفاوض النووي.
ترامب وضع طبخة المفاوضات على النار. أوحى إلى ذلك بعد العملية العسكرية، بأكثر من إشارة، كان أبرزها قوله إنه هو الذي رفض اغتيال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، وبالتالي وقف ضد إسقاط النظام. بديله كما قال، العمل باتجاه الصفقة. التراشق، الجمعة، بينه وبين خامنئي، وتهديده بالعودة إلى قصف إيران إذا خصّبت اليورانيوم بدرجة تثير قلقه، ليس غير أداة من عدة الشغل للعودة إلى الطاولة. ولفت في جوابه إلى أنه لم يأتِ على ذكر شرط "صفر تخصيب"، وكأنه يبدي ليونة ضمنية بشأن التخصيب في المفاوضات المقبلة، وبما يتجاوب ضمناً مع مطلب طهران بأنها ليست في وارد العودة إلى المفاوضات "بدون شروط"، كما قال السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني خلال مقابلة أجرتها معه، الأحد، شبكة "سي بي إس نيوز"، لكن العودة إلى غرفة المفاوضات، إذا تمّت، شيء، والخروج منها باتفاق بعد الذي جرى، شيء آخر، وإذا كانت هناك مراهنة، فهي على "حاجة الجانبين إلى الخروج من المأزق".
## اسمها جوري
30 June 2025 05:46 AM UTC+00
اسمها جوري، والجوري هو الورد، ومنه يؤخذ العطر ويُقطّر.
هل شاهدتم صورها على شاشات القنوات الإخبارية؟ إنها جوري المصري التي قُتلت بسبب التجويع في غزة، ولها أب وأم وشجرة عائلة قُصفت وقُطعت منها وهي في الشهر الثالث من عمرها ليس أكثر، قبل أن تستوي طفلةً تلثغ بالكلمات، قبل أن تتعثّر وهي تقف وتمشي بالقرب من سريرها، وذلك الفرح الذي ينفجر ويفوح عطراً وقلوب العائلة تخفق بينما هي تمشي وتقع ثم تمشي وتضحك.
يفوح الورد في الحدائق، في شرفات البيوت، ويختبئ في قوارير العطر، وجوري قُصفت ليس لأن عمر بعض أصناف الزهور قصير، بل لأن ثمة من لا يتوقف عن قتل الأطفال هنا، في قطاع غزة، والأرقام مروّعة وغير مسبوقة.
إنهم نحو 18 ألف طفل قُتلوا، ومن بينهم جوري التي أظهرتها صور القنوات الإخبارية هيكلاً عظمياً، يا إلهي في سمائك.
ماذا يفعلون سوى قتل الفلسطينيين منذ جاؤوا إلى بلادنا، غزاة لا ضيوفاً طيبين، بأسلحتهم الرشاشة التي أصبحت صواريخ باليستية وترسانة نووية تكفي لتدمير الشرق الأوسط برمته؟ ماذا يفعلون في بلادنا، في هذه الحياة؟ تحت سماء الله سوى القتل كأنهم في مهمة رسولية مقدّسة؟ ثم يستديرون إلى الحائط ويبكون لأن الرب لم يمنحهم قوة أكبر لإبادة من تبقى من فلسطينيين.
وكانت ثمة غصة في قلب غولدا مائير، ذلك أنهم (الفلسطينيين) لم يتركوا مجالاً لجيشها سوى قتلهم: "إنهم يجبروننا على قتلهم"، ما يعني أنّ على القتيل، وهو آلاف وليس عشرات، وهو جوري المصري وشعبها الذبيح، أن يعتذروا إلى قاتلهم وهم يودعون أحبابهم، ويدفنون ما تبقى من جثامينهم.
يقول المدير العام لوزارة الصحة في غزة، منير البرش، للتلفزيون العربي إن جوري استُشهدت بسبب سوء التغذية ونفاد الحليب. يقول إنهم (الإسرائيليين) يقتلون 28 طفلاً كل يوم، بمعدل طفل كل 40 دقيقة.
هل يعرف العالم ما يحدث هنا من مقتلة لم يعرفها تاريخ البشر حتى في أسوأ الحروب الكبرى؟
ولماذا نرى صور نجوم السينما على شاشات ضخمة في عواصم العالم، ولا نرى صور جوري المصري في عربة بشاشة كبيرة تجوب نيويورك وباريس ولندن وروما وسواها من عواصم؟ ليعرف العالم بعض ما يجري هنا.
الدمع نضب يا جوري والصوت بُحّ وصوت المقرئ يأتي من بعيد وهو يتلو ما تيسّر من سُوَر، من كلام الرب، وهو يكفّنك ويُسجّيك في تراب أجدادك، في أرضهم التي سُلبت منهم ولم يتوقفوا عن محاولة استعادتها. وفي كل منعطف، عند كل زاوية شارع، في كل زقاق، على شرفات البيوت، ثمة جوري يفوح عطراً، هو أنت إذ تُقتلين قبل أن يُتاح لك أن تري بحر غزة، أن تكبري وتُحبي وتُحَبي ويصبح لك أطفال تقفين على بوابة البيت عندما يذهبون إلى مدارسهم، وأنت مطمئنة إلى أن الله يرعى خطاهم. 
لقد سلبوك مصيرَ الطيور وهي تعود إلى البحار الدافئة كل عام، وحرمونا من أن نكون مثل بقية خلقه فنموت على أسرّتنا ونترك وصايانا للأولاد، فماذا فعلنا ليكون لنا الشوك يا جوري في كل حديقة، والموت في كل قصيدة يرتجلها شاعر يسأل الرب ويناشده بأن يكفّ يد القتل عن شعبه الذبيح؟
ليتنا جراء في برية، ليتنا قنافذ في التراب، ليتنا أرانب تتقافز غافلة عن الموت يا جوري، كي تنجي ولا نراك وشقيقاتك وأشقاءك تُذبحون وتُقطّع جذوركم من ترابكم وأرضكم التي هي أرض صغيرة بحروب لا تَسعها أرض الله كلها وكل أرض أخرى يا جوري.
ولعلها مرثية أخرى يا جوري لشعب يُذبح أينما ذهب، ولذلك يُسمّي طفلته جوري لأنه العطر يفوح ويبقى، والورد وإن نشف يُحفظ في الكتاب، ويُنثر فوق الرؤوس في الأعراس، لأن ثمة شعباً هنا يتحايل على الموت فيسمّيه جميلاً، وعلى القتل فيسميه شهادة، كأنه ينتظر حياة أخرى في أرض أخرى لا يُقتل فيها الأطفال أمام آبائهم فلا يشعرون بالعجز ولا يثقل قلوبهم حزن أسود لا يزول.
ولله الأمر من قبل ومن بعد يا جوري، يا ورداً قُصف قبل أن يفوح يا ابنتي.
## "الستة من موريا"... المخيم يحترق وتتكثّف فوقه سُحُب الصمت
30 June 2025 05:57 AM UTC+00
مخيّم موريا أسوأ وأشهر مخيمات اللاجئين من سورية وأفغانستان ودول الشرق الأوسط الأخرى على أراضي الاتحاد الأوروبي. يقع في الجزيرة اليونانية ليسبوس. في الثامن والتاسع من سبتمبر/أيلول عام 2020، تعرّض لحريق دمّره كاملاً. يروي الفيلم الوثائقي، "الستة من موريا" (Moria Six)، قصّة ستة لاجئين شباب يعيشون في السجن بعد الحريق المدمّر، بانتظار صدور أحكامٍ عليهم.
انطلقت المخرجة الألمانية جينيفر مالمان (Jennifer Mallmann) من دهشتها لسيادة صمت مريع، أعقب دمار المخيّم، ليس محلياً فقط، بل في الخطاب العام أيضاً. لم يبدُ العالم مُهتماً بالظروف اللاإنسانية في المخيمات الأخرى، على الحدود الخارجية لأوروبا، أو بعمليات الإعادة القسرية التي لا تُحصى في البحر الأبيض المتوسط. لم يُثر اعتقال ستة مراهقين، مُتّهمين بإحراق المخيّم عمداً، أيَّ صدىً يُذكر، مع أن نظرة ثانية على ملابسات التحقيق والإجراءات الجنائية كشفت عن مخالفات وشكوكٍ في نظام العدالة اليوناني، فضلاً عن سياسة اللاجئين الأساسية للاتحاد الأوروبي. تُمثّل الإدانة، والإشكالية المريبة، للمراهقين الستة في الحريق، بداية بحثٍ مؤثر عن الإنسانية، كاشفةً عن الجوانب المظلمة لنظامٍ قمعي، ولاإنساني أحياناً كثيرة. نظرة على نظامٍ قضائي، تُمثّل فيه العدالة نفسها مصلحة واحدة فقط من بين مصالح كثيرة.
في العام الماضي، أظهرت مجموعة الهندسة المعمارية الجنائية، في فيديو مُفصّل (24 دقيقة)، أنّه لا يُمكن أنْ يكون كل شيء حدث كما وصفه الشاهد الرئيسي، الذي لم يمثل أمام المحكمة قطّ، لكنّه قدّم أساس الإدانات بشهادته الكاذبة. لا يشارك "الستة من موريا" هذا الاهتمام الاستقصائي، رغم أنّه يتناول أيضاً الفضيحة القضائية، بل تهدف مالمان إلى أن يُنظر إلى فيلمها بوصفه بادرة تضامن، لمواجهة الصمت السائد منذ ذلك الحين، ولخلق نوع من الوعي، لتجنّب كوارث أفدح.
بُنيت مخيّمات جديدة، وارتفعت الأسوار أكثر، وأصبح الدخول والخروج محكوماً ببصمات الأصابع، ونادراً ما يُسمح للمحامين ومراقبي حقوق الإنسان والصحافيين بالدخول. وصلت مالمان وفريقها إلى أحد هذه المعسكرات الجديدة، وسُمح لهم بدخول مركز القيادة، المزوّد بشاشات مراقبة عدّة، كلّها أنيقة وواسعة ولامعة. تجرؤ مالمان على إلقاء نظرة ثانية بفيلمها هذا. في قلبه مراسلاتها مع حسن، أحد الشباب المُدانين، الذي يُخبرها عن حياته اليومية، ورغباته ومخاوفه من السجن. صورٌ هادئة مُؤطَّرة بدقة، تُوثِّق "الحياة الطبيعية" على أطراف القلعة الأوروبية. تُظهر الصور كيف يُؤثّر العزل الاستراتيجي، وما يترتّب عليه من إقصاء هيكلي مستمرّ.
عبر هذا النهج الشخصي، يمنح الفيلم حسن صوتاً ليروي يومياته، عالقاً بين الأمل واليأس. في صور هادئة ومؤثّرة، يتحدّث الشباب عن ماضيهم وأحلامهم وعزيمتهم، ودائماً في ظلّ مستقبل غامض. يستكشف الفيلم بعمق مواضيع كالهجرة والفَقْد والهوية والصمود. ويرفع مستوى الوعي بالمصائر التي غالباً ما تُغفل وراء مصطلحات مجرّدة، كـ"أزمة اللاجئين"، أو تغدو أرقاماً متكرّرة في نشرات الأخبار. تمثّل مراسلات مالمان وحسن نقطة انطلاق للمستويين الشخصي والعاطفي للفيلم. في الوقت نفسه، تُدلي شخصيات أخرى برأيها، كما تُتناول مواضيع أخرى، ما يفتح آفاقاً متعددة الجوانب للحياة في موريا، وما بعدها.
بمونتاج هادئ ولقطات للمناظر الطبيعية والمباني والأشياء اليومية للاجئين، تُترجم مالمان انتظارهم الطويل، ولايقينهم بالمستقبل، إلى لغتها البصرية الخاصة. مع ذلك، تبدو هذه الاستراتيجية مُملّة أحياناً للمُشاهدين. في المقابل، هناك صور وثائقية تلتقطها كاميرا متحرّكة، تحملها مالمان بنفسها. يُبرز هذا التباين التوتّر بين الأحداث الدرامية، الكارثية أحياناً كثيرة، في حياة اللاجئين ويومياتهم الرتيبة في مركز الاستقبال.
إذا أراد المشاهد معرفة كيف يتخيّل مجتمعنا الدولي مستقبله، فليُلقِ نظرة على المعسكرات الأمنية المتطوّرة، المبنية حديثاً، إذ يُعامَل الوافدون الجدد بوصفهم مجرمين عتاة، يُخشى اندفاعهم خارج أقفاصهم، في ترجمة أمينة لآليات سياسة العزل الأوروبية، التي تُعامل الناس كالمجرمين، وتحبسهم في معسكرات مستقبلية شديدة الحراسة.
أيضاً، يُظهر "الستة من موريا" تأثير القرارات السياسية على حياة الأفراد. بذلك، يُشجّع على التفكير في حقوق الإنسان، والمسؤولية الأوروبية، ويمكن أنْ يُشكّل نقطة انطلاق لمناقشات عن المجتمع المدني والعدالة والكرامة الإنسانية. لا يعكس الفيلم وجهة نظر اللاجئين أنفسهم فقط، بل يُتيح أيضاً مساحة لأصوات أخرى: محامون وسكّان الجزيرة ومدير المخيّم. يسمح هذا النهج متعدّد المنظورات برؤية دقيقة للوضع.
ما تأثير هذا السرد على المشاهدين؟ كونه فيلماً وثائقياً صحافياً، يستخدم "الستة من موريا" مواد متنوعة: صُور كاميرات المراقبة، وتسجيلات الهواتف المحمولة. ينجح التحرير والبنية السردية في تقديم صورة متناغمة ومحترمة لموضوع بالغ الحساسية، رغم تنوّع المصادر.
"الستة من موريا" يُثير إعجاباً وغضباً، باستكشافه مدى ظلم الإدانة، ومحاولته الإجابة عن سؤال ما سيحدث لاحقاً. مع ذلك، يشاهد المرء أيضاً مواقف مختلفة في الجزر اليونانية، حيث تتناوب المحادثات مع محامي المدانين مع لقطات تُظهر إنشاء مخيم جديد. مع هذه الانطباعات المتنوعة، مصحوبةً بأجواءٍ هادئة للغاية، ينقل الفيلم مشاعرَ كثيرة.
## "شليطا في البيت الأبيض"... حين تصفق الخشبة بيد واحدة
30 June 2025 06:02 AM UTC+00
لم يُفسح المسرح اللبناني، كما ينبغي، حيّزاً لزكي محفوض (ولكثيرين سواه) كي يقدّم ما في جعبته من معارف مسرحية كان يفترض بها أن تُختبر فوق الخشبة. ظل محفوض يسكن في جوهر المسرح، في منطقة نائية عن "المسرحة" بمعناها البصري والاحتفالي والتسويقي. مسرحٌ يطلّ على سوقٍ شحيحة الحضور، رغم عمق تجاربه التي لا تجد طريقاً إلى العرض إلّا بجهود فردية جبّارة، لتتحوّل لاحقاً إلى محطات في ذاكرة الحركة المسرحية، يُعاد تصنيفها بوصفها "تجارب جريئة وثريّة" في أطروحات الماجستير والدكتوراه، لا في فضاءات العرض الفعلي.
في عرضه البيروتي يوم 26 يونيو/حزيران الحالي، قدّم زكي محفوض مسرحيته "شليطا في البيت الأبيض"، جامعاً عناصر المسرح الأساسية، ومكثفاً إياها في نص من تأليفه، وضعه على "خشبة متخيّلة" أجرى عليها بروفاته الكتابية والأدائية، بمساعدة فنية احترافية (وإن كانت مجانية) من مقربين إليه: عايدة صبرا، وإيلي نجيم، ويعقوب محفوض. هكذا نشأت تجربة مسرحية مصنوعة ذاتياً، تتوسّل شكل "الحكواتي" وتُلحقه بفعل المسرحة، وسيلةً للهروب من كلفة "العلبة الإيطالية"، المكلفة على المبدعين الذين يختنقون من التوقف الطويل عن العمل.
محفوض في هذا العمل بدا كمَن يحاول النجاة من ذلك الاختناق. قدّم عرضاً موّهه على هيئة "حكواتي" لتقليص الأعباء الإنتاجية، لكنه في جوهره، أنجز مسرحية متكاملة الأركان الفنية. الشخصيات واضحة ومستقلة، وحاضرة في دراما قائمة على جدال وتفاعل. الأهم أنه تمكّن من صوغ حكايته في قالب واقعي مفهوم، رغم فانتازية بيئته، واستطاع، من خلال خبراته الحياتية، أن يقرّبها إلى تجارب المتفرج اللبناني الذي تفاعل بوعي مع اللعبة المسرحية.
واستخدم محفوض طرائق المسرح التفاعلي بأسلوب أقرب إلى ما اشتهر به الشيخ متولي الشعراوي، حين يدعو المشاهد إلى الإمساك بأطراف الحكاية المتشظّية، وإعادة وصلها بخيط سردي. أنتج كوميديا لذيذة، لا لأنها محكمة الصياغة، بل لأنها متجذّرة في التجربة الحياتية للمشاهد، الذي أدرك أن الفانتازيا المعروضة ليست سوى مرآة مشوّهة لواقعه، بل الواقع نفسه وقد ارتدى قناع العبث.
في بناء الحكاية، يستلهم محفوض أسلوب "كليلة ودمنة"، ويسرد بأسلوب أدائي حكائي حكاية الهجرة من خلال شخصية "شليطا" التي تبحر من الشاطئ الفينيقي إلى البيت الأبيض الأميركي، لا كمهاجر أو موظف، بل كصورة هزلية لرمزَي الحزبين الأميركيَين: الحمار والفيل. يبدأ من بدء الخليقة، يمر بطوفان نوح، ثم إلى سفينة كولومبوس التي تترك حبيبة شليطا في "اللامكان". لحظةً، تتوقف الفانتازيا وتلوّح بالعودة إلى زمان ومكان "صحيحَين"، لكنّ المشاهد اللبناني، بخبرته، يُعيد وصل الحبال، فيدفع محفوض إلى الاستمرار بشغف. وهكذا يُخلق فضاءٌ مسرحيٌ كاملٌ ومفتوح، رغم شحّ الإمكانات.
المفاجئ أن محفوض يُبرز وثائق حقيقية تدعم طرحه الفانتازي، ثم يعود بالحكاية إلى بدايتها، لكن بطريقة كولومبوس الذي ظنّ أنه بلغ الهند فحطّ في سانت دومينيغو، وصولاً إلى أمريغو الذي "اكتشف" القارة وأعطاها اسمه. وبين كل هذه الحلقات، تبقى العناصر الدرامية مترابطة، رغم تباعدها الظاهري، ويظل محفوض يقود المشاهد بسرد محكم يتلاءم مع بعثرة الشخصيات.
هي كوميديا سوداء مشغولة بالمماحكات الذاتية، تحاول تخفيف صدمة رؤية الذات من الخارج. تصل بمحفوض إلى لحظات بالغة التعقيد، تتطلب من "المحترف" لا المهني فحسب، أن يفكّكها، ويعيد تركيبها، ثم يقدّمها كياناً يمكن التعامل معه. لقد صنع محفوض خشبةً داخل مخيلة المتفرج، وزيّنها بإضاءة وسينوغرافيا وصوت، من دون أن تكون موجودة فعلياً. مهاراته الاحترافية، المهدّدة بالوأد، أنقذته من اختناق العزلة الإنتاجية، فاخترع أدواته، وطبّقها، ونجح.
نجح في إيصال الحكاية. بدا كمن يصفّق بيد واحدة. لكنّه صفّق، وفرح، كأنه أعاد بناء فلك نوح أو مركب كولومبوس، بين المسرح والناس. هي تجربة تستحق التأمّل في واقع المسرح اللبناني – وربما العربي. فالإبداع موجود، لكن السوق مفقودة. وربما، كما يوحي محفوض، حان الوقت لأن نتعلّم التصفيق بيدٍ واحدة... قبل أن يتسمّم المبدع بإبداعه.
## من شيكابالا إلى ميدو... نجوم مصريون أثاروا الجدل قبل الاعتزال
30 June 2025 06:21 AM UTC+00
أصبح اعتزال قائد نادي الزمالك محمود عبد الرازق "شيكابالا" (39 عاماً)، قضية رأي عام في مصر، ما بين أصوات ترى ضرورة اعتزاله وأخرى تطالب بتركه يحسم موقفه مع اقتراب موسم 2025-2026 من الانطلاق، وبعد مرور أكثر من 20 يوماً على نهاية الموسم الماضي.
وأثار ملف اعتزال شيكابالا الجدل في أعقاب تسريبات عن قيادة المدير الرياضي الجديد للنادي الأبيض جون إدوارد تياراً يدعو إلى اعتزال اللاعب بداعي تخطيه سن التاسعة والثلاثين وعدم قدرته على تقديم الجديد بالنسبة إلى الفريق مستقبلاً، وسط أنباء أخرى لاحقت مجلس إدارة الزمالك عن وجود حالة من الانقسام بين الأعضاء. ويمثل اعتزال نجوم الكرة المصرية واحدة من أخطر القضايا التي شهدتها الساحة الرياضية، خاصة مع رفض لاعبين كبار الاعتزال، مع وجود آخرين أثار اعتزالهم الكرة جدلاً واسعاً في الوسط الكروي المصري.
قصة الشقيقين حسن قبل شيكابالا
لعل من أشهر النماذج التي أثارت جدل الاعتزال في الكرة المصرية المدير الفني الحالي لمنتخب "الفراعنة" حسام حسن (58 عاماً)، وشقيقه التوأم إبراهيم، نجما الأهلي والزمالك السابقان، عندما رفضا فكرة الاعتزال في الأهلي المصري عام 2000، وكانا في سن الرابعة والثلاثين، عقب استبعادهما من القائمة، وانتقلا للعب مع الغريم الزمالك، في صفقة تاريخية، وظلا معه أربع سنوات كاملة حتى رحلا عنه في عام 2004. وتوقع حينها الجميع اعتزالهما، ولكنهما قررا أيضاً الاستمرار، وانتقلا معاً إلى المصري البورسعيدي، ليضطر إبراهيم حسن بعدها بنحو عامين لاتخاذ خطوة الاعتزال بعد رفض النادي التجديد له، فيما ذهب حسام حسن للعب في ناديي الاتحاد السكندري والترسانة، وظل مستمراً في الملاعب حتى تخطى الأربعين، ثم اعتزل ليخوض مجال التدريب.
الحضري وكأس العالم
يُعد حارس مرمى منتخب مصر الأسبق عصام الحضري (52 عاماً)، من النجوم الذين أثاروا الجدل أيضاً حول اعتزالهم، بعدما أعلن قراره في عام 2020، وهو في السابعة والأربعين من عمره، وحطم رقماً قياسياً بالنسبة للاعب مصري. وقاوم الحضري الاعتزال لسنوات طويلة ورفض فكرة الاعتزال الدولي عندما تم استبعاده لفترة طويلة بعد تخطيه الأربعين من المنتخب المصري بين عامي 2013 و2014، قبل أن يسترد مكانه بالصدفة في أواخر عام 2014، ثم شارك في كأس العالم بروسيا عام 2018، وهو في الخامسة والأربعين من عمره، ولعب للعديد من الأندية المصرية، مثل الأهلي والزمالك والإسماعيلي ووادي دجلة، بخلاف الاحتراف في ناديي المريخ السوداني وسيون السويسري.
أحمد حسن لاعباً ومدرباً
رفض قائد منتخب "الفراعنة" الأسبق أحمد حسن (50 عاماً)، الاعتزال عام 2011، بعدما رفض الأهلي المصري تجديد عقده، وكان وقتها في السادسة والثلاثين من عمره، ولم يتقبل فكرة العمل الإداري في الفريق الأحمر، وقرر التوقيع لمنافسه الزمالك، وبالفعل لعب بالقميص الأبيض ثلاث سنوات، ثم قرر الاعتزال في مطلع عام 2014، مع تعيينه مديراً للمنتخب المصري رفقة جهاز فني بقيادة شوقي غريب في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2015. والمثير في الأمر أن أحمد حسن حاول العودة من جديد إلى الملاعب بعد رحيله عن المنتخب المصري وتوليه تدريب نادي بتروجت، ولكن دارت أزمة بينه وبين إدارة النادي البترولي، التي اعترضت على فكرة الجمع بين اللعب والتدريب.
ميدو والوزن الزائد
من التجارب الشهيرة أيضاً واقعة اعتزال نجم الزمالك ومنتخب مصر السابق أحمد حسام ميدو (42 عاماً)، عام 2013، بعدما خاض تجارب احترافية في عدة أندية أوروبية، واتخذ القرار بسبب "الوزن الزائد وعدم قدرته على مواصلة المشوار"، فيما لم يكن قد تخطى الثلاثين من عمره آنذاك.
## قبل جيرو الفرنسي.. تجارب فاشلة للاعبين في الدوري الأميركي
30 June 2025 06:21 AM UTC+00
أعلن نادي لوس أنجليس الأميركي رحيل مهاجمه الفرنسي أوليفييه جيرو (38 عاماً)، بعد تجربة لم ترقَ إلى التطلعات، إذ يتجه للعودة إلى الدوري الفرنسي عبر بوابة نادي ليل، في محاولة لاستعادة بريقه قبل الاعتزال. ولم يكن جيرو النجم العالمي الوحيد الذي أخفق في الدوري الأميركي، فقد سبقته أسماء بارزة عجزت عن ترك بصمة لأسباب مختلفة ما عجّل برحيلها سريعاً.
ويُعدّ جيرو الهدّاف التاريخي للمنتخب الفرنسي بعدما سجل 57 هدفاً في 137 مباراة دولية، ما جعله اسماً لامعاً بخبرة طويلة دفعت نادي ليل للدخول في مفاوضات لضمّه. وسيكون بذلك ثاني نجم من الجيل المتوج بكأس العالم 2018 ينضم إلى صفوف ليل منذ عام 2023، بعد مواطنه المدافع صامويل أومتيتي (31 عاماً). ويسعى جيرو من خلال هذه الخطوة إلى تعويض تجربته المخيبة مع نادي لوس أنجليس، حين اكتفى بتسجيل ثلاثة أهداف وصناعة تمريرتين حاسمتين فقط في 20 مباراة خاضها مع الفريق. 
ولم تكن المسيرة اللامعة للنجم الإنكليزي فرانك لامبارد (47 عاماً)، كافية ليعيش تجربة ناجحة في الدوري الأميركي، إذ عانى في بدايته مع نادي نيويورك سيتي (2015-2016) من لعنة الإصابات التي أثّرت على مستواه وأخّرت ظهوره الرسمي، ما أثار استياء الجماهير. ورغم تسجيله بعض الأهداف، إلا أن تأثيره ظل محدوداً مقارنة بحجم نجوميته وشهرته. وسار الإيطالي أندريا بيرلو (46 عاماً)، على خطى لامبارد، بعدما لعبا معاً في الفريق نفسه، إذ لم تشفع له مكانته بصفة أيقونة كروية أمام تراجع مستواه البدني وبطء تحركاته، وهو ما أثّر على مردوده الفني، قبل أن يعترف لاحقاً بصعوبة التأقلم مع الدوري الأميركي. 
وخاض نجم خط الوسط الإنكليزي الشهير ستيفن جيرارد (45 عاماً)، تجربة احترافية في صفوف لوس أنجليس غالاكسي (2015-2016)، وسط حماسة كبيرة ورغبة واضحة في النجاح، لكن الإصابات المتكررة وصعوبة التأقلم حالت دون ظهوره بالمستوى المنتظر، ليغادر النادي مبكراً دون أن يترك بصمة تُذكر. ولم يكن الأرجنتيني غونزالو هيغواين (37 عاماً)، أوفر حظاً مع نادي إنتر ميامي (2020-2022)، إذ عانى من مشاكل ذهنية وبدنية أثّرت على مستواه، ليعترف لاحقاً بسوء تقديره للمنافسة، فأطلق عبارته الشهيرة "اعتقدت أنني سألعب بسيجارة في فمي"، في إشارة إلى ظنه أن الدوري الأميركي سهل مقارنة بتجاربه السابقة في أوروبا. 
ولم يترك الدولي الفرنسي بليز ماتويدي (38 عاماً)، بصمة تُذكر خلال تجربته مع إنتر ميامي (2020-2021)، إذ طغت على مشواره مشاكل إدارية تتعلق بتجاوز ناديه سقف الرواتب، ومخالفته قوانين اللعب المالي النظيف، ما أثار جدلاً واسعاً حول قانونية تسجيله. كما لم تكن تجربة المدافع المكسيكي رافاييل ماركيز (46 عاماً)، أفضل حالاً، إذ اتسمت بالفوضى والانضباط المتراجع، إضافة إلى تصريحاته المثيرة للجدل التي استهدفت زملاءه في نادي نيويورك ريد بولز (2010-2012)، ليغادر الفريق بصمت هرباً من مزيد من التصعيد.
## ما حقيقة انتقال هاكان تشالهان أوغلو إلى غلطة سراي؟
30 June 2025 06:21 AM UTC+00
يُعد قائد منتخب تركيا هاكان تشالهان أوغلو (31 عاماً)، نجم نادي إنتر ميلانو الإيطالي، أحد الخيارات المطروحة على طاولة إدارة نادي غلطة سراي، التي تسعى إلى تعزيز صفوف كتيبة المدرب التركي أوكان بوروك (51 عاماً)، في سوق الانتقالات الصيفية.
وذكر موقع فوتو ماتش التركي، أمس الأحد، أنّ إدارة نادي غلطة سراي وضعت خطة مُحكمة للظفر بخدمات نجم إنتر ميلانو الإيطالي هاكان تشالهان أوغلو، لأنها تعلم مدى صعوبة الصفقة في سوق الانتقالات الصيفية بسبب المتطلبات المالية لوصيف الكالتشيو خلال الموسم الماضي، إضافة إلى رغبة صانع الألعاب بخوض تجربته الاحترافية في الدوري التركي الممتاز.
وتابع أنّ إدارة نادي غلطة سراي تواصلت مع محيط هاكان تشالهان أوغلو خلال الأيام الماضية، وحصلت على معلومات مؤكدة تشير إلى أنّ قائد منتخب تركيا لا يمانع اللعب في صفوف كتيبة المدرب بوروك، لكنه لا يريد الخروج من إنتر ميلانو دون الحصول على إذن من القائمين على النادي الإيطالي، ذلك أنّ اللاعب (31 عاماً)، يريد الحفاظ على علاقته الجيدة مع جماهير فريقه.
وأوضح "فوتو ماتش" أنّ تحرّكات إدارة نادي غلطة سراي جاءت بعدما أبدى المدرب بوروك رغبة في حسم صفقة انتقال تشالهان أوغلو إلى صفوف بطل الدوري التركي الممتاز، الذي تنتظره مهمة صعبة للغاية في موسم 2025-2026، وهي الدفاع عن الألقاب المحلية التي حققها في الموسم الماضي، مع التركيز على المشاركة في المسابقات الأوروبية أيضاً.
وختم الموقع بالإشارة إلى أنّ جميع الظروف الحالية تؤكد قرب انتقال تشالهان أوغلو إلى صفوف غلطة سراي، لكن الكلمة النهائية ستكون بيد إدارة نادي إنتر ميلانو الإيطالي، والتي تعلم مدى أهمية صانع الألعاب في صفوف الفريق، الذي يسعى إلى تعويض خيبة الأمل الكبرى في الموسم الماضي، بعدما خسر المنافسة على لقب الكالتشيو خلال الأمتار الأخيرة لصالح نابولي، فضلاً عن تعرّضه لهزيمة قاسية أمام باريس سان جيرمان الفرنسي بخمسة أهداف نظيفة في نهائي دوري أبطال أوروبا.
## "فيدادوك 16" بأكادير: روابط عائلية وحوار أجيال
30 June 2025 06:24 AM UTC+00
انطلقت الدورة الـ16 (13 ـ 18 يونيو/حزيران 2025) لـ"المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بأكادير (فيدادوك)" بإهداء مؤثّر لروحي فقيدتين: الفاعلة الجمعوية محجوبة إدبوش، التي نذرت حياتها لخدمة قضية الأمهات العازبات بأكادير، وإيزابيل دوبلاثيي، التي واكبت "فيدادوك" منذ انطلاقه، والاحتفاء بذكراها تكريمٌ لجميع متابعيه الأوفياء. أعربت هند السايح، رئيسة المهرجان، عن ترسيخ هذه الدورة الجديدة لرؤية السينما الوثائقية دعامة للغوص في الذاكرة، وتناقل الشاهد بين الأجيال، وفضاء مشجّعا على الحوار والتعلّم والإبداع. أمّا هشام فلاح، مدير "فيدادوك"، فقال إنّ الخيط الناظم لغالبية الأفلام المنتقاة لهذه الدورة كامنٌ في استكشاف الروابط العائلية في كلّ تعقيداتها، وأوّلها الأبوّة والأمومة.
مُعطى طبيعي، بحكم أنّ المهرجان يعطي الأولوية للأفلام الأولى والثانية للمخرجين، وأنّ المؤلّفين يتطرّقون غالباً، في خطواتهم الأولى، لمواضيع قريبة من عيشهم وتجاربهم الحميمة. لم يفت فلاح التنويه بوقع المهرجان على مسار مخرجي أفريقيا والشرق الأوسط، مُعتبراً أنّ المخرج الكونغولي ديودو حمادي، عضو لجنة تحكيم مسابقة الدورة الـ78 (13 ـ 24 مايو/أيار 2025) لمهرجان "كانّ"، نال دعم "فيدادوك"، وفاز بالجائزة الكبرى لدورته السادسة (28 إبريل/نيسان ـ 5 مايو/أيار 2014) عن فيلمه الأول "امتحان دولة" (2014).
 
ذاكرة عائلية
يقع "نحن في الداخل"، للبنانية فرح قاسم (الجائزة الكبرى) في تمفصل غني وحمّال لطبقات معانٍ عدّة، بين الخاص والعام، والجمال والالتزام، والذاتية والإرث الثقافي. رغم طابعه الداخلي، المشار له في العنوان، تفتح قاسم، عبر تمثّل علاقتها بوالدها الشاعر الراحل مصطفى قاسم، نوافذ مُشرّعة على الأحوال السياسية للبنان، انطلاقاً من أخبار التلفزيون في البداية من خارج الحقل، أو نافذة غرفتها حيث تحلّ حمامة تبني عشّاً هشّاً لبيضها، بينما تتحرّك في الخلفية مُدرّعات وشاحنات في ثكنة عسكرية مجاورة.
هذا مؤشّر على اضطراب أحوال بلدٍ في فترة انتخابية، قبل أنْ تلوح بوادر ثورة كسرت من أجلها عدسة المخرجة قيود الانحباس اللامرئية بين الجدران (المنزل العائلي، نادي الشعر، فضاء السيارة، مستشفى وعيادات طبية)، لتعانق الجماهير المبتهجة بشوارع طرابلس (شمالي لبنان).
 
 
في خروج الكاميرا وطوافها بمركز ساحة عبد الحميد كرامي سابقاً، "النور" حاليا،ً لالتقاط أجواء حراك "انتفاضة 17 أكتوبر" (2019)، لمحةٌ دالّة عن أمل، ظلّت قاسم تبحث عنه في قصائد والدها ورفاقه من أعضاء "حلقة الشعراء المُحبطين"، وهذا يُذكّر بـ"حلقة الشعراء المفقودين"، العنوان الفرنسي لـ"مجتمع الشعراء الأموات" (1989) لبيتر وير، ورؤيته للثورة على القيود. وذلك بين أشياء بالغة الصغر، كاختلاجات فراخ الحمامة على طرف النافذة، وأخرى بالغة العظمة، كمصير مجرّة "درب التبّانة" بعد أربع مليارات سنة ونصف المليار، بمناسبة نقاش عابر على هامش قصيدة.
تنتهج قاسم أسلوب اللازمة السردية (Anaphore)، مُعطيةً الانطباع بتكرار الوضعيات. لكنّها تتقدّم بتأنّ، بتناولها من زاوية مختلفة قليلاً في كلّ مرة، نسجاً على أسلوب والدها في تجريب الكلمات وتقليب الأبيات، بحثاً عن القافية والإيقاع المناسبين.
همٌّ مشترك بين الشاعر وكريمته، التي عثرت بدورها على الإيقاع المناسب لإزالة الإحساس بمرور 180 دقيقة (مدّة الفيلم)، وفق طرح تمرير الشاهد بين جيلين، ليس فقط عبر ذريعة كتابة القصائد بغية معايشة الأب ورفاقه في نادي الشعر (تطلق عليه فرح "مجتمعاً مؤقتاً")، بل عبر وراثة طبعه العنيد وغير المهادن (مشهد الجدال حول حادث التلاسن مع أحدهم أثناء قيادة السيارة، الذي تورده قاسم بحذافيره وزمنه الحقيقي).
لا يفتأ الرجل النبيل يُذكّر ابنته بشرط فنائه، كأنّه يوصيها ضمنياً بأنْ تجد له موطئ قدم أبديا في قصيدة نثر بلغة السينما، التي اصطفتها لقول ما يختلج في صدرها. ولعلّ مشهد أرشيف الحفلة الراقصة، المشبع بالموسيقى والأحاسيس العارمة، يمثّل لحظة عود أبدي لريعان الصحة (أليس الرقص أسمى تعبير بلاغي عن ديناميكية الإرادة والجسد، وقبول الحياة في فلسفة نيتشه؟)، وأوج مرثية أوديسية استحقت عن جدارة جائزة كبرى، تحمل اسم فقيدة أخرى هي نزهة الإدريسي، كانت وراء مبادرة خلق "فيدادوك".
 
مآزق عائلية
أمّا جائزة لجنة التحكيم الخاصة، فمُنحت لـ"العصر الذهبي"، للإيطالية كاميلا يانيتي: لوسي شابة من باليرمو، تسافر إلى إنكلترا لدراسة الموسيقى. في البداية، استعدادات والدة لوسي وأختها الصغرى، اللتين قدِمتا إلى إنكلترا لمساندتها في وضع مولودتها الأولى. تتجلّى قوة الفيلم في شجاعة تحمّل عواقب فترات غموض، تتعاقب فيها مشاهد من الحياة اليومية للثلاثي من دون أي تفسير، قبل أنّ تتجلّى الوضعيات تدريجياً، ثم تترابط بينها في فترة موالية. هكذا نتساءل حول العلاقة بين لوسي ورفيقها كيميت، المتحدّر من أفريقيا (جنوبي الصحراء)، الذي يظلّ خارج الحقل في القسم الأول، فلا تتّضح طبيعتها إلاّ عند عودة لوسي وعائلتها إلى باليرمو.
ببراعة، يمزج المونتاج بين ابتذال اليومي والعابر (صبغ شعر، أكلة بيتزا، تدخين لفافة مخدّرات)، والامتداد في الزمن، الذي يرصد تحول لوسي من شابّة مفعمة بطموح فنّي وخفة ـ تستدعيهما يانيتي بين فينة وأخرى في مشهد بالأسود والأبيض للوسي وهي تؤدّي رقصاً معاصراً ـ إلى أمّ تعاني، كي توازن بين تربية رضيعتها والعثور على عمل ومسكن يأويها، في ظلّ اضطراب علاقتها برفيقها.
تغليب الحسي على السردي يُمكّن يانيتي من القبض على تفاصيل بالغة التأثير، كشرط عيش كميل، رفيق أمّ لوسي، الذي يعاني إدمان الكحول، وينطق جملتين في كلّ الفيلم. لكنّ ذلك لا يمنع المخرجة من تقريب حساسية فنه التشكيلي إلينا، واستثمار تعبيرية لوحاته حول شرط عيش الشخصيات وهشاشة وجودها في عالم، يلتقط "العصر الذهبي" أجواءه غير المرحّبة، بفضل طرح خبيء حول حركة هجرة مزدوجة من الجنوب إلى الشمال.
جائزة أفضل عمل أول لـ"أماكّي" (أُمّك)، للجزائرية سيليا بوسبع، التي ذهبت مع زوجها مدير التصوير كريستوفر هوسلر، بإمكانات قليلة وتمويل بحملة تبرعات، إلى تلال سيداما، المعروفة بزراعة حبوب القهوة بجنوب إثيوبيا. صوّرا يوميات الجدة دوريتي، وابنتها مولو التي هجرت بيت زوجها لتعيش بكوخ أمها رفقة رضيعتها ميتا، واليافعة تيغو، حفيدة دوريتي، التي فضّلت العيش مع جدّتها بعد طردها من منزل والديها.
تلتقط كاميرا هوسلر، بشفافية مدهشة، تفاصيل حياة الرباعي الأنثوي في فضاء الكوخ، رغم ضيقه وإشباعه بدخان الفرن، الذي تطهو مولو فيه وجبات تبيعها لعمّال معمل القهوة المجاور، لكسب قوت عيشها بعد تخلّي زوجها عن إعالة ابنتيهما، وفشلها في الحصول على طلاق منه بسبب الطبيعة الدينية المحافظة للمجتمع، والتقاليد التي تجبرها على الحصول على موافقة حكماء القرية.
 
 
يُبئّر "أماكّي" في شخصية الرضيعة ميتا، التي لا تكفّ عن الحركة لاكتشاف محيط الكوخ، وتقليد حركات أمها بتلقائية وابتسامة آسرة. ثم يرصد ميلانخولية تيغو، رغم حداثة سنّها وعلاقتها الملتحمة بجدّتها، مع أنّ الأخيرة قاسية معها. ينصبّ تركيز بوسبع بعدها على معاناة مولو بسبب الأشغال الشاقّة للطهو، والوحدة، وتحرّش زبائن بها. ويعرج على الجدة دوريتي، التي لم يحصّنها تقدّم السن من تلقي لوم الحكماء واحتقار الجيران.
هكذا تبدو البنية السردية لـ"أماكّي"، بفعل توالي التبئير على الشخصيات بتتابع أعمارهنّ، كأنّها تنبري لشرط عيش الأنثى الإثيوبية عامة، ممثلةً في أربع شخصيات مختلفة من عائلة واحدة.
 
تساؤلات وحكايات
إلى ذلك، منحت لجنة التحكيم (المخرجة الفرنسية سيلفي باليو، والمصوّر الفوتوغرافي المغربي مهدي مريوش، والصحافي المتخصّص في الثقافة أبو بكر ديمبا سيسوكو) تنويهاً للكندية صوفي بيدار ماركوت عن "اختفى المشهد عن ناظري"، الذي يستدعي حسّ الكوميديا الكيبيكي، المنزاح لرصد شكوك جارها المخرج المسرحي غابرييل وتردّده في مسار كتابة عرض مسرحي مستوحى من أسطورة سيزيف، ثم إخراجه إلى النور.
ينبني الفيلم على 16 فصلاً متفاوت الطول، يُقدمها صوت ماركوت بجمل تحمل تنويعاً على فكرة العرض بحسب تقلّب غابرييل بين التحدّيات والحواجز الإبداعية التي يواجهها، بحثاً عن معنى علاقة البشر بأحجار من مختلف الأشكال والأحجام. تكمن ابتكارية الفيلم في محو المخرجة الحدود بين مقاربتها الخاصة ومقاربة المخرج المسرحي، ليغدو شكلاً هجيناً بين المسرح والسينما، يزاوج بين نسبة باعية واسعة، تلتقط المناظر الطبيعية البركانية التي يقصدها غابرييل بحثاً عن الوحي، وأخرى مربّعة مؤاتية لشعور بأزمة الصفحة البيضاء في المنزل. ينحو الفصل الأخير إلى تجسيدٍ شاعري للاقتباس الشهير من "أسطورة سيزيف" لألبير كامو، الذي يقترح أنْ "نتخيّل سيزيف سعيداً".
غاب عن التتويج "أبو زعبل 89" البديع، للمصري بسام مرتضى: سفرٌ داخلي في الذاكرة العائلية للمخرج، المسكونة بوجع القبض على محمود مرتضى، والده المناضل اليساري والعمّالي. توفّق بسام في تمثّل أرضية خصبة وخلاّقة لاستعادة الذاكرة، بفضل تعدّد الأشكال (أرشيف مرئي وصوتي، إعادة خلق، استجواب، رسائل صوتية)، وتلمّس جمالية الفنّ داخل الفنّ (مسرح، أغانٍ، أفلام تخييلية، شعر). يستكشف الفيلم، في بدايته، حادثة الاعتقال من وجهة نظر بسام الطفل، قبل أنْ يحاول فهمها باستدعاء شهادة الأم فردوس البهنسي، التي تحكي بشكل واضح وصريح عن تجربتها رغم ظروفها الصحية الصعبة، عكس الأب الذي يحتمي، بفعل انكسارات الاعتقال، وراء الكتمان والسعي إلى كماليات (أثاث "إيكيا")، بحثاً عن استدراك متع ضائعة.
يقبض "أبو زعبل 89" كذلك على شهادات رفاق الأب في السجن والنضال، أوّلهم الممثل سيد رجب، ليغدو فضاءً رمزياً لتلقّي تجربة الاعتقال السياسي وترسّباتها المفضية إلى سوء فهم وتفكّك أسري. يقتصر حضور الأب، في مشاهد انتقاله للعيش في الخارج، على صوت تسجيلات كاسيت كان يبعثها إلى بسام مرتضى، الذي وجد نفسه مُضطرّاً للعب دور أب قبل الأوان، بينما تتحوّل ذكرى الأم حرفياً إلى أرض لاستقبال أول مكاشفة بين الأب وابنه، بعد أنّ ظلاّ طيلة الفيلم طيفين يفصل بينهما حاجز غير مرئي، عبّرت عنه الكادرات بإبداع، ما يعكس فكرة الازدواجية وغياب التواصل.
## مشاورات مكثفة في لبنان للردّ على مقترح براك وسط مخاوف من التصعيد
30 June 2025 06:36 AM UTC+00
تتكثف المشاورات في لبنان لتقديم جواب على ورقة المبعوث الأميركي توم براك، بالتزامن مع تصعيد جيش الاحتلال العمليات العسكرية في الجنوب اللبناني، ورفع منسوب التلويح الإسرائيلي بتوسعة الضربات في الأيام المقبلة، وذلك في إطار الضغط باتجاه تسريع سحب سلاح حزب الله، ووضع جدول زمني رسمي وآلية لحلّ الملف نهائياً. وقالت مصادر رسمية لبنانية، لـ"العربي الجديد"، اليوم الاثنين، إنّ "براك نقل إلى المسؤولين اللبنانيين خلال زيارته لبيروت في 19 يونيو/ حزيران الحالي، مقترحاً أميركياً من ثلاثة عناوين أساسية؛ أولها حصر السلاح بيد الدولة، ثانيها الإصلاحات المالية والاقتصادية ومكافحة اقتصاد الكاش، أما الثالث، فهو مرتبط بتحسين العلاقات مع سورية وترسيم الحدود بين البلدين".
وأضافت المصادر أنّ "الأميركيين يشدّدون على سحب السلاح في شمال الليطاني، لكن الموقف اللبناني يرتكز على أنّ لبنان التزم بالاتفاق بينما إسرائيل لم تلتزم به، وخرقته آلاف المرّات، من هنا على إسرائيل أن تنسحب ليواصل الجانب اللبناني خطواته في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، لتشمل شمال الليطاني". وتابعت المصادر نفسها "لم تُحدّد جلسة بعد للحكومة، ولكن هناك مشاورات بين الرؤساء الثلاثة للاتفاق على صيغة موحّدة للجواب على المقترح الأميركي، وعلى أساس ذلك يتم تحديد جلسة وتندرج فيها آلية سحب السلاح، لتكون الحكومة بذلك قد أعلنت عزمها على حصر السلاح بيد الدولة، وهذه ستُعتبر خطوة يجب أن تُقابل بخطوة من الاحتلال الإسرائيلي، وقد يحصل ذلك بضغطٍ أميركي يدفع الإسرائيلي لبدء عملية الانسحاب من إحدى النقاط الخمس، وبالتزامن يبدأ الجيش اللبناني بتوسعة انتشاره في جنوب الليطاني، وفي كل نقطة يتم الانسحاب منها تدريجياً، وبالوقت نفسه عملية تسلم السلاح من حزب الله في شمال نهر الليطاني".
وأشارت إلى أن "لا موعد رسمياً محدّداً حتى اللحظة لعودة براك إلى لبنان، لكنه خلال زيارته تحدّث عن جولة ثانية له في بيروت بعد ثلاثة أسابيع"، لافتة إلى أنّ "براك لم يحمل مهلة معه بما خصّ مسألة السلاح، لكنه أشار إلى ضرورة إنجاز الملف سريعاً". وفي سياق متصل، علم "العربي الجديد"، أنّ "هناك لجنة تمثل الرؤساء الثلاثة تشكّلت لبلورة المشاورات، وحزب الله لم يقدّم بعد موقفاً رسمياً بما خصّ الورقة الأميركية، بل ملاحظات تتعلّق بالضمانات، خصوصاً على صعيد وقف الاعتداءات، وهناك مخاوف في لبنان من تصعيد في الأيام المقبلة للعمليات الإسرائيلية، منها الاغتيالات، على غرار ما حصل في النبطية أول من أمس السبت، وذلك في إطار الضغط بالنار على السلطات اللبنانية للردّ على المقترح الذي حمله براك، وحلّ مسألة السلاح".
ودان الرئيس اللبناني جوزاف عون في موقف له، السبت، "استمرار إسرائيل في أعمالها العدائية، منتهكة بذلك سيادة لبنان، والاتفاق الذي تم التوصل اليه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي"، وقال "يبدو أنّ إسرائيل ماضية في استهداف الاستقرار في الجنوب، رغم المواقف المحلية والعربية والدولية التي تدين ممارساتها العدائية، وكأنها بذلك تضرب عرض الحائط بالقرارات والدعوات إلى وقف العنف والتصعيد في المنطقة، الأمر الذي يستوجب تحرّكاً فاعلاً من المجتمع الدولي لوضع حدٍّ لهذه الاعتداءات، لا سيما من الدول التي رعت اتفاق نوفمبر الماضي، وأيّدت مندرجاته، وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، علماً أنّ التصعيد الإسرائيلي لن يخدم الجهود المبذولة في الداخل والخارج من أجل تثبيت الاستقرار في لبنان ودول المنطقة".
مصدر في حزب الله: الأولويات واضحة قبل أي أمر آخر
من جهته، قال مصدر نيابي في حزب الله لـ"العربي الجديد"، إن "الحزب أعلن موقفه بضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان والانسحاب من النقاط الخمس، وتحرير الأسرى بالدرجة الأولى، إلى جانب إعادة الإعمار، وهذا ما يجب أن يحصل، وهذه أولويات سبق أن تم وضعها، حتى من الجانب الرسمي، وعلى الحكومة تحمّل مسؤولياتها، فلبنان نفذ التزاماته باتفاق وقف إطلاق النار، وحزب الله تعاون مع الجهات الرسمية، وعلى العدو أن يلتزم به"، لافتاً إلى أن "الأمور كلها لبنانياً يجب أن تناقش على الطاولة بعيداً من الإعلام وبعيداً من الضغوطات التي تُمارَس".
وأشار المصدر إلى أنّ "الإسرائيلي يريد فرض شروطه بالاعتداءات التي ينفذها، وبدعم أميركي، في حين أنّ الولايات المتحدة، وهي راعية الاتفاق، عليها أن تضغط وتمنع هذه الخروقات التي لم تتوقف منذ نوفمبر الماضي"، لافتاً إلى أنّ "الأولويات واضحة، ولا بحث بموضوع آخر بينما الاحتلال مستمر والاعتداءات متواصلة على أراضينا والسيادة اللبنانية"، مشدداً على أنّ "هناك هدفاً إسرائيلياً واضحاً بإنهاء المقاومة، وهذا الأمر لن يحصل".
وتستمرّ الاعتداءات الإسرائيلية والخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار، وقد برز التصعيد الأكبر أخيراً يوم السبت في شمال الليطاني، حيث الضغوطات الإسرائيلية تركز على سحب سلاح حزب الله، مع توجيه أكثر في الفترة الماضية لعمليات الاغتيال لأشخاص ذوي صلة بالقطاع الصيرفي ومرتبطين بالعمليات المالية الخاصة بالحزب. وصعّد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم مواقفه يوم السبت، بالتشديد على "أننا قادرون على العدو الإسرائيلي عندما لا يكون لدينا إلا خيار المواجهة، وسنربح لأننا نقوم بواجبنا"، مؤكداً أنّ "مسؤولية الدولة مواجهة الخروقات الإسرائيلية التي تحصل وتستهدف المدنيين، وعلى الدولة أن تضغط وتقوم بكل واجبها"، موضحاً أنّ هذه فرصة لتقوم الدولة بواجباتها. وأضاف قاسم "هل تعتقدون أننا سنبقى ساكتين بدون حدود؟ نحن جماعة الأمام الحسين ونردد هيهات منا الذلة".
ولا تزال إسرائيل تحتلّ منذ نهاية الحرب الأخيرة خمسة مواقع استراتيجية أمنياً وجغرافياً في جنوب لبنان، وهي تلال الحمامص، العويضة، جبل بلاط، اللبونة، والغزية، وتواصل عمليات القصف لمواقع واسعة في الجنوب، فضلاً عن تجديدها أكثر من مرة قصف الضاحية الجنوبية لبيروت.
## روسيا تطالب الغرب بوقف تدريب أفراد الجيش الأوكراني
30 June 2025 06:50 AM UTC+00
أكد سفير وزارة الخارجية الروسية للمهام الخاصة روديون ميروشنيك أن البرنامج الروسي للتسوية في أوكرانيا يقتضي كف الدول الغربية عن تدريب أفراد الجيش الأوكراني، مشدداً على ضرورة وقف مشاركة الدول الأخرى في النزاع سواء أكانت مباشرة أم غير مباشرة.
وقال ميروشنيك لصحيفة إزفيستيا الروسية في عددها الصادر اليوم الاثنين: "اقترح الجانب الروسي برنامجاً شاملاً (للتسوية)، وبالطبع، فإن المشاركة أو العون من الدول الأخرى هما من النقاط الرئيسية التي يجب وقفها بأي شكل من الأشكال، سواء أكانت في شكل إمدادات الأسلحة أم تدريب المقاتلين الأوكرانيين. وقف هذه البرامج سيشكل إظهاراً لنية التسوية".
بدوره، قال نائب رئيسة مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي قسطنطين كوساتشيف، لـ"إزفيستيا"، إنّ "أي دعم لأوكرانيا لمواصلتها أعمال القتال وتدبير العمليات الإرهابية لا يساهم بأي حال من الأحوال في تسوية النزاع ويشكّل أعمالاً عدائية حيال روسيا كما نصنفها"، فيما رأى رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الاتحاد غريغوري كاراسين هو الآخر أن لندن وبروكسل غير معنيتين بالتوصل إلى حلول وسط واستمرار عمليات تبادل الأسرى وجثامين القتلى.
وفي وقت طالب فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عند إعلانه بدء "العملية العسكرية الخاصة" بـ"نزع سلاح أوكرانيا"، أطلقت بريطانيا وبروكسل في عام 2022 برامج تدريب واسعة النطاق شملت نحو 130 ألف فرد أوكراني، وسط تشكيك في واقعية وقف هذه البرامج التدريبية في الأفق القريب. وتشارك الولايات المتحدة هي الأخرى في تدريب الأفراد الأوكرانيين بقواعدها في ألمانيا وفقاً لمعايير حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وكانت صحيفة صن البريطانية قد نشرت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تقريراً تناولت فيه تلقي عسكريين أوكرانيين تدريباً في المملكة المتحدة تضمن في ختامه كلمة للسفير الأوكراني لدى بريطانيا، القائد العام السابق للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني، الذي نصح المتدربين بـ"تعلم عدم الخوف من الموت" وعون الزملاء في ساحة المعركة و"القتل من دون تردد عند رؤية العدو"، خاتماً كلمته بهتاف "المجد لأوكرانيا".
## "رويترز" عن ترامب: لا أجري محادثات مع إيران ولا أعرض عليها أي شيء
30 June 2025 06:50 AM UTC+00
## وانغ نينغ ... ملياردير صيني مدين بثروته الطائلة لدمية لابوبو
30 June 2025 06:51 AM UTC+00
أفضى الهوس بشراء دمية لابوبو الصينية والشهرة التي أضحت تتمتع بها عبر العالم، إلى التحليق عالياً بسهم شركة بوب مارت Pop Mart وثروة مؤسسها ورئيسها التنفيذي وانغ نينغ Wang Ning. وقدرت مجلة "فوربس" ثروة وانغ نينغ بنحو 22.7 مليار دولار، اعتماداً على حصته في شركة بوب مارت، التي شهدت نمواً مالياً غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة، ولا سيما بعد أن أصبحت "لابوبو" نجمة المبيعات، وأيقونة لجيل جديد من محبي الشخصيات الغريبة والمميزة.
ثروة وانغ نينغ عرفت في الأيام الأخيرة قفزات قوية، ففي يوم واحد زادت بـ1.6 مليار دولار، مدفوعة بالطلب الأميركي المتزايد على دمية لابوبو التي تنتجها شركة بوب مارت. وقفزت القيمة السوقية لشركة بوب مارت الصينية المدرجة في بورصة هونغ كونغ منذ 2020، إلى 36 مليار دولار، بعدما كانت في حدود 2.6 مليار دولار في بداية العام الماضي.
وكانت القفزة القوية لسهم الشركة لافتة، فقد ارتفع بنسبة 167% منذ بداية العام الحالي، وبأكثر من 500% على مدى السنوات الماضية. ورغم تأكيد محللين أنّ مستوى الارتفاعات ذلك لن يتواصل في الأسابيع المقبلة، فإن الشركة أضحت ظاهرة تشغل الصينيين أكثر من الأجانب.
دمى لابوبو
سيعرف اسم الشركة التي يوجد مقرها الرئيسي ببكين، ومؤسسها ورئيسها التنفيذي وانغ نينغ، أكثر عبر العالم بفضل دمى لابوبو، التي تعاونت الشركة من أجل تصميمها مع رسام من هونغ كونغ هو كاسينغ لونغ، المعروف بتأليف سلسلة "ذي مانسترز" (الوحوش). استطاعت "بوب مارت" تحقيق مبيعات مهمة بفضل الطلب الخارجي على دميتها لابوبو، حيث يلاحظ المراقبون أنه رغم التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، فإن الأميركيين ينتظرون في طوابير طويلة من أجل شراء دمية لابوبو التي تمثل وحشاً يشبه أرنباً.
في العام الماضي مثّلت المبيعات على الصعيد الدولي، حسب ما تلاحظه "فوربس" حوالي 40% من رقم معاملات الشركة الذي وصل إلى 13 مليار يوان، بينما ارتفعت الأرباح بنسبة 200% لتصل إلى 3.1 مليارات يوان. وفي شهر مارس/ آذار الماضي، توقع وانغ نينغ، أن ترتفع مبيعات "بوب مارت" بنسبة 50% في العام الحالي، مقارنة بعام 2024، كي تصل إلى 20 مليار يوان، معبراً عن تفاؤله حول المبيعات على الصعيد الدولي. الصناعة الصينية يعتبر وانغ نينغ، مؤسس "بوب مارب" أنّ الصناعة الصينية، ساهمت في نجاح "لابوبو".
فهو يحيل على توفر سلسلة صناعية شاملة ومنظومة صناعة ناضجة. ويؤكد أن العلامات الصينية في مجال الألعاب تتوفر على تنافسية مهمة، بفعل القاعدة الصناعية الصلبة، ومشدداً على أن قدرة سلسلة التوريد الصناعية ساهمت في نمو شركته. رأى وانغ نينغ النور في عام 1987 بمنطقة هينان بالصين، بعد تخرجه من الجامعة التحق بمجال الإعلان، قبل أن يطلق في 2010، شركة بوب مارت، التي تشهد قفزة ملحوظة بعد تعاونه مع فنانين بهدف ابتكار مجسمات محدودة الإصدار. يشير من اهتموا بسيرة هذا الملياردير الصيني، إلى أنه يعيد استثمار أرباحه في الملكية الفكرية المرتبطة بشركة بوب مارت.
يرى البعض في "لابوبو" التي تسوقها شركته أداة جديدة للقوة الناعمة الصينية. ومع تزايد الطلب على هذه الدمية التي توصف بـ"القبيحة المحبوبة" أصبحت مشاهدتها أمراً شائعاً في الشوارع
غير أن ثمة من يركز أكثر على قدرة وانغ نينغ على تحويل هواية جمع الألعاب إلى نشاط اجتماعي، كما أن الإصدار المحدود للدمى دفع هواة الجمع إلى السعي إلى الفوز ببغيتهم من متاجر الشركة مباشرة أو عبر الإنترنت. يلاحظ مراقبون أنّ وانغ نينغ عمل على مدى 15 عاماً بهدف تكريس شركته عملاقاً في مجال الألعاب، إذ دأب على التعاون مع فنانين، وفتح محلات عبر العالم لتسويق منتجات شركته، ما جعله من صفوة مليارديرات بلده.
ويرى البعض في "لابوبو" التي تسوقها شركته أداة جديدة للقوة الناعمة الصينية. ومع تزايد الطلب على هذه الدمية التي توصف بـ"القبيحة المحبوبة" أصبحت مشاهدتها أمراً شائعاً في الشوارع، متدلية من حقائب الشباب والمراهقين، وحتى المشاهير، لتتحول من منتج محدود إلى رمز ثقافي عالمي.
## "رويترز" عن الخارجية الفرنسية: نندد بالتهديدات الموجهة إلى رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية
30 June 2025 06:55 AM UTC+00
## الخارجية الفرنسية: نؤكد على ضرورة أن تضمن إيران سلامة موظفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فرنسا
30 June 2025 06:56 AM UTC+00
## الخارجية الفرنسية: نؤكد أن المفاوضات هي أفضل طريقة للتعامل مع المخاوف التي يثيرها البرنامج النووي الإيراني
30 June 2025 06:57 AM UTC+00
## إسرائيل تبتز مصر عبر الغاز... التلاعب بالسعر
30 June 2025 06:58 AM UTC+00
لمّحت تقارير اقتصادية إسرائيلية إلى احتمال رفع تل أبيب سعر المتر المكعب من الغاز الذي تورده لمصر، بعدما أوقفته أربع مرات، مرتين خلال حرب غزة ومرتين خلال حرب إيران، وأكدت أن هذه الزيادة تزامنت مع عودة تدفق الغاز الإسرائيلي بنسبة ثلاثة أضعاف الكمية السابقة. وقلصت إسرائيل كميات الغاز لمصر، وطالبت بزيادة سعره، مستغلة فترات دخول فصل الصيف وانقطاع الكهرباء، وتراجع إنتاج مصر من الغاز، وردت القاهرة بالاتجاه نحو قطر وتركيا وروسيا لتحجيم ضغوط تل أبيب السياسية. وفي مايو/ أيار الماضي.
قال مسؤول كبير في الهيئة المصرية العامة للبترول إن شركة الغاز الإسرائيلية تضغط على الهيئة لتعديل شروط التوريد ورفع الأسعار، مستغلة ذروة الطلب في الصيف عندما يرتفع استهلاك الكهرباء بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وبلغ سعر المليون وحدة حرارية من الغاز الإسرائيلي لمصر حوالي 6.7 دولارات، حسب صفقة الاستيراد الأولى، بقيمة 15 مليار دولار، لـ64 مليار متر مكعب، لكن تل أبيب طلبت زيادة السعر بنسبة 25% في الصفقات الحالية، ما يعني رفع السعر إلى حوالي 9.4 دولارات لكل مليون وحدة حرارية، وفق صحف إسرائيلية.
وذكر موقع JFeed الإسرائيلي، في 26 فبراير/ شباط الماضي، أن مصر تواجه خياراً حاسماً بعد رفع إسرائيل أسعار الغاز بنسبة 40%، مؤكداً أن "إسرائيل تثبت مرة أخرى أنها تعرف كيف تستخدم قوتها الاقتصادية لتحقيق مكاسب وطنية بطريقة من المستحيل تجاهلها"، أي الضغط على مصر. أكد الموقع أن مطالبة إسرائيل بزيادة أسعار الغاز لمصر بنسبة 40% "ليست مجرد طعنة عابرة، ولكنها خطوة تجارية من الطراز الأول، تضخّ الإيرادات في خزينة الدولة الإسرائيلية، لكنها تحمل أيضاً رسالة سياسية لاذعة هي أن: إسرائيل لن تسمح بتجاهل نفوذها الإقليمي".
توتر بسبب الغاز
وربط الموقع الموقف الإسرائيلي والتوتر بين القاهرة وتل أبيب برفض مصر استقبال لاجئي غزة، رغم حث إسرائيل مصر على فتح سيناء أمامهم، مؤكداً: "تُحاول تل أبيب استخدام نفوذها الاقتصادي: إذا كان الضغط مُجدياً، فلماذا لا يكون الربح أيضاً (أي رفع السعر)؟". وكان الموقع الإسرائيلي قال: "في الوقت الحالي (فبراير الماضي)، تتمسك القاهرة بموقفها غير راغبة في تقبل الثمن الجديد. لكن الوقت يمر، فالصيف على الأبواب، وخيارات مصر تتضاءل".
أضاف: "إذا واصلت إسرائيل تضييق الخناق، فقد يجد المصريون أنفسهم محاصرين، ومجبرين على الاختيار بين الكبرياء وشبكات الكهرباء"، أي سيرضخون للسعر الذي تفرضه إسرائيل بزيادة ثمن المتر المكعب من الغاز. الاقتصاد مرتبط بغاز إسرائيل وقالت منصة ميس (mees) للطاقة، في 27 يونيو الجاري، إن "الاقتصاد المصري يتعافى بفضل عودة الغاز الإسرائيلي".
وأكدت أنه مع عودة حقلي ليفياثان وكاريش الإسرائيليين إلى الإنتاج هذا الأسبوع، تنفست مصر والأردن الصعداء، حيث يستمر إنتاج مصر من الغاز في الانخفاض، وإن بوتيرة أبطأ، وتحتاج لكميات ضخمة من الغاز مع دخول الصيف، وتعتمد على إسرائيل.
وقالت "ميس" إنه مع توقف واردات الغاز الإسرائيلي الرئيسية عبر الأنابيب إلى كلا البلدين، توقفت المصانع الصناعية المصرية والأردنية إلى حد كبير خلال حرب إسرائيل وإيران التي استمرت 12 يوماً. وأصدر وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين تعليماته بإعادة فتح منصتي الغاز الطبيعي كاريش وليفياثان، حسب ما ذكرت وزارة الطاقة الإسرائيلية في بيان لها في 25 يونيو الحالي، بعد توقف الحرب مع إيران.
ونقل موقع المنصة المصري عن مصدر مطلع على ملف الواردات بالشركة القابضة للغازات الطبيعية/إيجاس أن إسرائيل عادوت ضخ الغاز لمصر بمعدل 200 مليون قدم مكعبة يوماً، بعد توقف دام أسبوعين على خلفية التوترات الإقليمية والحرب الإسرائيلية الإيرانية، وأن إسرائيل ستزيد التدفق بمعدل ثلاثة أضعاف ليصل من 650 إلى 750 مليون قدم مكعبة يومياً، اعتباراً من مطلع الأسبوع المقبل.
وقال المصدر في إيجاس إن الاتفاق المصري الإسرائيلي يتضمن وصول معدلات توريد الغاز إلى مليار قدم مكعبة يومياً خلال الفترة المقبلة من حقلي تمار وليفياثان، مشيراً إلى أن 80% من شحنات الغاز الإسرائيلي المرتقبة ستوجه إلى المصانع المتوقفة منذ 13 يونيو الجاري، والتي شهدت تراجعاً حاداً في الإنتاج بسبب أزمة نقص الغاز، خاصة في قطاعي الأسمدة والبتروكيماويات.
ومكّن وقف إطلاق النار، في 24 يونيو الحالي، من إعادة تشغيل سريعة لحقل ليفياثان البحري الذي يُنتج 1.1 مليار قدم مكعبة يومياً، والذي تُشغّله شركة شيفرون الأميركية العملاقة، وحقل كاريش التابع لشركة إنرجيان المُدرجة في بورصة لندن، والذي يُنتج 500 مليون قدم مكعبة يومياً، وتدفق الغاز مجدداً إلى مصر.
وبسبب تحكم إسرائيل في مصانع مصر وأنباء رفع سعر الغاز للقاهرة ضمن خطوات ابتزازها، أكد موقع "أويل برايس"، في 17 يونيو الجاري، أن "مصر بدأت تنفيذ خطة طوارئ كاملة للطاقة، حيث تسعى جاهدة إلى تحقيق التوازن بين إمدادات الوقود والطلب المحلي المتزايد، بعد أن منعت إسرائيل توريد الغاز، وأغلقت أكبر حقل غاز بحري بسبب الصراع بين إيران وإسرائيل، ما حرم القاهرة من إمدادات الغاز الإسرائيلية الحيوية. أكد الموقع أن الخطة المصرية تشمل الاعتماد على مصادر أخرى، بعدما أوقفت إسرائيل عملياتها في حقلي ليفياثان وكاريش بعد هجمات صاروخية إيرانية. وقبل الإغلاق، كانت مصر تستورد ما يقرب من مليار قدم مكعبة يومياً من الغاز الإسرائيلي، وهي كميات أصبحت بالغة الأهمية لتوليد الطاقة والمواد الخام الصناعية، ثم أعلنت إسرائيل إغلاق مصفاة بازان، أكبر مصفاة نفط لديها، بسبب الأضرار التي لحقت بها من جراء الهجوم الصاروخي الإيراني، بما في ذلك جميع مرافق المصفاة في ميناء حيفا.
عودة مصانع الأسمدة للعمل
في السياق نفسه، بدأت شركات الأسمدة والبتروكيماويات والصناعات الثقيلة ومواد البناء تتنفس الصعداء بعد أسابيع من التوتر في سوق الطاقة، مع إعلان وزارة البترول والثروة المعدنية عن عودة تدريجية لإمدادات الغاز الطبيعي إلى القطاعات التي تضررت من تراجع إمدادات الغاز الطبيعي، منذ 13 يونيو الجاري.
جاء ذلك عقب استئناف إسرائيل ضخ كميات محدودة من الغاز عبر حقل ليفياثان البحري إلى الشبكة الوطنية للغاز. تأتي الخطوة بعد انقطاع استمر قرابة أسبوعين، تسبب في توقف مصانع الأسمدة عن العمل وفي ارتباك كبير لعدد من الصناعات الحيوية، خاصة قطاعات الحديد والبتروكيماويات ومواد البناء.
وفق تصريحات وزير البترول كريم بدوي، فإن استئناف الضخ بدأ بكميات محدودة لا تتجاوز 200 مليون قدم مكعبة يومياً، مقارنة بنحو 800 مليون قدم مكعبة كانت تصل يومياً قبل العدوان الإسرائيلي على إيران، على أن ترتفع تدريجياً إلى 850 مليون قدم مكعبة في شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب المقبلين، في حال استقرار الأوضاع الأمنية بمنطقة شرق المتوسط. ويؤكد الوزير أن الحكومة المصرية وضعت سيناريوهات تشغيل مرنة بالتنسيق مع وزارة الكهرباء والشركة القابضة للغاز التابعة لوزارة البترول، من أجل إعادة التوازن بين تلبية احتياجات إنتاج الكهرباء وتغذية الصناعات الحيوية في الدولة.
وأضاف الوزير في تصريحات صحافية أن الأولوية القصوى لتدبير كميات الغاز خلال الصيف الحالي تستهدف تأمين إمدادات الغاز المحلي، مع تقليص الاعتماد على الغاز الطبيعي المسال المستورد، نظراً لارتفاع أسعاره عالمياً. تبدو كلمات الوزير متخطية اتفاق سبق أن أبرمته الشركات المصرية مع نظيرتها في تل أبيب تقضي بزيادة ضخ الغاز من الحقول الإسرائيلية إلى نحو 1.2 مليار قدم مكعبة بحلول يوليو المقبل، ترتفع إلى 1.5 مليار قدم مكعبة في شهر أغسطس القادم، وهو ما لا ترغب الشركات الإسرائيلية فيه من دون التزام مصر بتعديل اتفاقية طويلة الأمد لشراء الغاز، مستهدفة زيادة سعر توريد الغاز بنسبة تصل إلى نحو 40%، وفقاً لمصادر بهيئة البترول تحدثت لـ"العربي الجديد".
يعتبر مستثمرون في اتحاد الصناعات المصرية عودة ضخ الغاز بمثابة "قبلة حياة" لبعض الصناعات الثقيلة التي تعتمد على الغاز مادة خاماً أو مصدراً للطاقة، مشيرين إلى أن أبرز القطاعات المتضررة خلال فترة التوقف هي الأسمدة، حيث اضطرت شركات كبرى مثل "موبكو" و"أبو قير للأسمدة" إلى تعليق عمليات الإنتاج جزئياً أو كلياً في ظل نقص الإمدادات.
وحسب تصريح مدير اتحاد الصناعات المصرية محمد البهي لـ"العربي الجديد"، فقد بدأت الحكومة نهاية الأسبوع الماضي في إعادة ضخ الغاز إلى المصانع تدريجياً، مع إعطاء الأولوية لمصانع الأسمدة والحديد لتفادي مزيد من التأثير على الأسواق المحلية وسلاسل التوريد.
## غزة... غياب عدالة توزيع المساعدات يفاقم كارثة الجوع
30 June 2025 07:06 AM UTC+00
تزداد الأزمة الاقتصادية والإنسانية في قطاع غزة تعقيداً، في ظل الحصار المتواصل ومنع إدخال المساعدات منذ الثاني من مارس/آذار 2025، حيث فاقم غياب العدالة في توزيع المساعدات معاناة أكثر من مليوني نسمة يعيشون في واحدة من أسوأ الكوارث العالمية. ومنذ أكثر من شهر، شرعت سلطات الاحتلال، بالشراكة مع إحدى الشركات الأميركية، في افتتاح مراكز لتوزيع المساعدات، قرب نقاط انتشار الجيش الإسرائيلي في جنوب القطاع ووسطه، لكن هذه المراكز تحوّلت إلى مصائد موت، حيث استشهد أكثر من 500 مواطن، وأصيب العشرات أثناء محاولاتهم الوصول إلى الغذاء.
في وقت يحظى فيه البعض بفرص يومية للوصول إلى تلك المراكز، يحرم منها آخرون بسبب خطورة الوضع الميداني، وتعمّد جيش الاحتلال قتل المجوّعين، ما يعكس غياب العدالة الاقتصادية والاجتماعية، ويعزز من حالة الاحتكار، وهو ما فتح الباب أمام استغلال الوضع، وبيع المساعدات في الأسواق بأسعار باهظة. خيارات صعبة يقول الموظف الحكومي، سائد أبو غالي، الذي يتقاضى راتباً بالكاد يصل إلى 800 شيكل كلّ 45 يوماً (الدولار = 3.39 شواكل)، إنه ينفق راتبه خلال أقل من أسبوع، إذ يضطر لشراء الطحين والسكر والزيت بأسعار خيالية مع غياب المساعدات، وهو ما يزيد من معاناته في الحصول على قوت يومه.
ويضيف أبو غالي لـ"العربي الجديد": "انعدام البدائل مع توقف المساعدات، وعدم وجود أي مصادر دعم يضعني وعائلتي أمام خيارات صعبة، إذ بتّ مجبراً على تقليص عدد الوجبات اليومية لأطفالي، والتنازل عن احتياجات أساسية، مثل الحليب والعلاج، وبيع بعض مقتنيات منزلي لشراء الغذاء". ويشير إلى أنّ استمرار هذا الوضع دون تدخل عاجل يعني كارثة إنسانية حقيقية: "لم نعد قادرين على الصمود في ظل الانهيار الاقتصادي، فكيف لي أن أعيش براتب 800 شيكل وهو مبلغ بالكاد يشتري طعاماً لأسبوع في أحسن الأحوال".
بيع المساعدات
في المقابل، جمع الشاب هادي حسن، من مخيم النصيرات وسط القطاع، أكثر من 12 ألف دولار، من خلال جلب المساعدات من مركز توزيع "نتساريم" وبيعها في سوق المخيم. وقال هادي لـ"العربي الجديد" إنه يبيع يومياً بضائع تصل قيمتها 3000 شيكل، في وقت يركز على جلب السلع المرتفعة الثمن، مثل السكر، والزيت، والطحين، والبسكويت. ويبرر ما يفعله بسماح القائمين على المساعدات بدخول أي شخص لأخذ البضائع، سواء كان يستحق أو لا، مضيفاً: "في ظل الفوضى، إما أن تكون أنت من يربح أو تبقى في الطابور جائعاً".
وأشار إلى أن الإقبال الكبير على شراء هذه السلع رغم أسعارها المرتفعة يظهر حجم الحاجة في الأسواق، حيث يلجأ الناس لشراء أي كمية متاحة، خوفاً من انقطاعها، ما يعزز من أرباحه اليومية.
بدوره، يرى الأكاديمي الاقتصادي، نسيم أبو جامع، أنّ استمرار منع إدخال المساعدات الإنسانية بطريقة عادلة فتح الباب أمام فئة محدودة من الأشخاص لاستغلال الوضع، عبر احتكار المواد الإغاثية وبيعها بأسعار خيالية في الأسواق المحلية.
ويؤكد أبو جامع لـ"العربي الجديد" أن من يتمكن من الوصول إلى مراكز التوزيع بات يتحكّم بسوق المواد الأساسية، ما أدى إلى تركز الأموال بيد قلة على حساب الغالبية المحرومة، موضحاً أن هذا الخلل في التوزيع ساهم في ارتفاع أسعار السلع الاستراتيجية لمستويات قياسية، حيث وصل سعر كيلو السكر إلى 260 شيكلاً، أي بزيادة تفوق 8500% مقارنة بما قبل الحرب، وهو ما يعكس الفشل في توفير الحماية الاقتصادية للفقراء والطبقات الهشة.
ويذكر أن هذا النموذج من التوزيع العشوائي خلق طبقة جديدة من "تجار المساعدات" الذين باتوا يتعاملون مع السلع الإغاثية باعتبارها مصدراً للربح السريع، ما يتعارض مع الهدف الإنساني للمساعدات، في وقت تتحمل العائلات الفقيرة العبء الأكبر، في لا تملك أي قدرة على منافسة هذه الفئة في السوق، أو حتى الوصول إلى أبسط احتياجاتها.
ويدعو أبو جامع إلى ضرورة تغيير آلية توزيع المساعدات العقيمة، وضمان وصول المساعدات وفق معايير شفافة، تراعي حاجة جميع العائلات الأكثر فقراً وتضرراً، مشدداً على أهمية تدخل دولي لضبط مسار المساعدات، ومنع تحولها إلى سلعة في سوق غير منظم يكرس التفاوت الطبقي، ويفاقم الأزمة الاجتماعية.
من جهته، يذكر المختص في الشأن الاقتصادي، عماد لبد، أن قرابة 95% من سكان القطاع باتوا يعتمدون كلياً على المساعدات الإنسانية في ظل استمرار الحرب وتوقف مصادر الدخل، قائلاً إنّ منع وصول المساعدات للفئات المحتاجة أدى إلى انهيار اقتصادي داخل الأسر، حيث لم تعد هناك قدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية، وسط غياب أي بدائل للعمل أو الدعم الحكومي.
ويوضح لبد في حديث لـ"العربي الجديد" أن سياسة الاحتلال في حصر توزيع المساعدات، وحرمان غالبية السكان منها، تسببت في استنزاف ما تبقى من مدخرات المواطنين، بينما استفادت فئة محدودة تمكنت من الوصول إلى مراكز التوزيع، لتتحول المساعدات من أداة إنقاذ إلى وسيلة للثراء غير المشروع. ويلفت إلى أن المؤشرات الاقتصادية شهدت تدهوراً مروعاً خلال الحرب على غزة، إذ تجاوزت معدلات الفقر 90%، وبلغت البطالة مستويات قياسية تقدّر بـ 83%، فيما تعيش آلاف العائلات على وجبة واحدة يومياً، مع اعتماد 95% من الغزيين على المساعدات.
## ماركيز كابوس يطارد نجوم إيطاليا في "موتو جي بي"
30 June 2025 07:13 AM UTC+00
قبل انطلاق موسم "موتو جي بي"، رشّح سائق فريق دوكاتي، الإسباني مارك ماركيز (32 عاماً)، زميله في الفريق، الإيطالي فرانشيسكو بانيايا (28 عاماً)، ليحصل على بطولة العالم للدراجات النارية، ولكن بداية الموسم أكدت أنّ بطل العالم سبع مرّات سابقة كان يُسلّط الضغط على زميله، إذ إنه منذ الجولات الأولى وهو يفرض إيقاعاً قوياً أصبحت معه فرص بانيايا في الحصول على لقب ثالث شبه مستحيلة، بعدما حوّل الإسباني مختلف السباقات إلى حلبات يستعرض فيها قوته على حساب الإيطالي، ويتجاوزه باستمرار ويرفع الفارق معه، إذ بات قريباً من لقب جديد بمسيرته في غياب منافسة حقيقية من قِبل كل المنافسين.
وبعد مرور عشر جولات من بطولة العالم، فاز ماركيز في ستة سباقات وانتصر في تسعة سريعة (سبرينت)، بينما فاز بانيايا في سباق وحيد، تعرض خلاله ماركيز إلى حادث ولم ينهِ المرحلة ولم يفز بأي سباق سريع، وفي رصيد الإسباني 307 نقاط في صدارة الترتيب، في حين يملك الإيطالي 181 نقطة في المركز الثالث، وهذا الفارق يعتبر صادماً بعدما رمى بانيايا المنديل، فدراجته لا تستطيع الصمود أكثر من لفات قليلة، ويخسر المنافسة أمام دراجات أخرى مثل "أبريلا"، وتلاشى تبعاً لذلك حلم اللقب الثالث، رغم أنه كان السائق الأول في الفريق ومرشحاً للحصول على اللقب.
وتحوّل ماركيز إلى كابوس يطارد السائقين الإيطاليين بعدما هزم سابقاً فالنتينو روسي، ملهم الكثير من الدرّاجين، وحرمه من تحسين أرقامه في نهاية مسيرته، والتنافس بينهما كان تاريخياً، ومالت خلاله الأفضلية في البداية إلى جانب الإيطالي، ولكن الإسباني كسب التحدي في النهاية وفرض على روسي نهاية من الباب الصغير، رغم سجله التاريخي في هذا السباق.
كما أنّ ماركيز حرم سابقاً الإيطالي أندريا دوفيزيوسو من الحصول على بطولة العالم ثلاث سنوات توالياً (2017 و2018 و2019)، وفي كل مرة كان يتقدم عليه في نهاية الموسم. وقد أصبح بانيايا ثالث إيطالي يتلقى صدمة بسبب قوة السائق الإسباني، الذي هزمه في حلبات كان يُسيطر عليها في السابق، مثل "موجيلو"، إذ أنهى الإسباني سيطرة بانيايا خلال ثلاث سنوات توالياً.
## ترامب: لا أتحدث مع إيران ولا أعرض عليها أي شيء
30 June 2025 07:36 AM UTC+00
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الاثنين، أنه لا يتحدث مع إيران، ولا يعرض عليها "أي شيء" مكرراً تأكيده أنّ الولايات المتحدة "محت تماماً" منشآت إيران النووية، وفق ما نقلت عنه وكالة رويترز. ونفى ترامب ما ورد في تقارير إعلامية يوم الجمعة عن أنّ إدارته ناقشت احتمال مساعدة إيران على الحصول على ما يصل إلى 30 مليار دولار لبناء برنامج نووي مدني لإنتاج الطاقة.
وفي قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الأسبوع الماضي، أعلن ترامب عن محادثات جديدة مع إيران هذا الأسبوع لكنه لم يقدّم تفاصيل. تحدث ترامب الجمعة أيضاً، عن أنّ طهران ترغب في عقد لقاء بعد الضربات الأميركية على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، الأسبوع الماضي، لكنّه لم يدلِ بمزيد من التفاصيل، كما قال إنه لا يعتقد أنّ إيران لا تزال ترغب في مواصلة السعي لامتلاك سلاح نووي بعد الغارات الأميركية والإسرائيلية. وأضاف ترامب متحدثاً للصحافيين في البيت الأبيض، أنه يرغب في أن تتمتع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو أي جهة أخرى موثوق بها، بكامل الحقوق في إجراء عمليات تفتيش في إيران.
وتوعّد ترامب أنه سيقصف "بالتأكيد" إيران مجدّداً إذا أشارت المعلومات الاستخباراتية إلى أنها لا تزال قادرة على تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تتيح صنع الأسلحة النووية. وعندما سُئل خلال المؤتمر عمّا إذا كان سيفكر في شنّ ضربات جديدة إذا لم تنجح غارات الأسبوع الماضي في إنهاء الطموحات النووية الإيرانية، أجاب "بلا شك. بالتأكيد"، واعتبر ترامب أن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي "هُزم شرّ هزيمة" نتيجة الضربات الأميركية والإسرائيلية.
وفي 13 يونيو/ حزيران الجاري، وحينما كانت إيران تستعد لإجراء جولة سادسة من المحادثات النووية مع واشنطن في مسقط، شنّت إسرائيل هجوماً مباغتاً على إيران، استمر 12 يوماً، وشمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، وردّت إيران باستهداف مقارّ عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة. ويوم الأحد من الأسبوع الماضي، هاجمت الولايات المتحدة ثلاث منشآت نووية في إيران (نطنز، وأصفهان، وفوردو) مستخدمة صواريخ خارقة للتحصينات.
واشترطت إيران من أجل استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي، أن تستبعد واشنطن فكرة تنفيذ أي ضربات أخرى على إيران. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، في مقابلة مع هيئة البث البريطانية "بي بي سي"، بثت اليوم الاثنين، إنّ الإدارة الأميركية أبلغت إيران، عبر وسطاء، بأنها ترغب في العودة إلى المحادثات، لكن الولايات المتحدة "لم توضح موقفها" بشأن "السؤال المهم جداً" حول ما إذا كانت ستشن المزيد من الهجمات.
(رويترز، العربي الجديد)
## إجراءات حكومية لإنقاذ السياحة الأردنية المتضررة من الحرب
30 June 2025 07:38 AM UTC+00
بدأت الحكومة الأردنية باتخاذ خطوات مباشرة لدعم القطاعات الاقتصادية التي تأثرت من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومؤخراً الهجمات العسكرية المتبادلة بين إيران وإسرائيل، والتي ألقت بظلال سلبية على الوضع الاقتصادي، وتراجع أنشطة دافعة للنمو وتساهم بالحد من الفقر والبطالة، بخاصة السياحة.
وقد اتخذ مجلس الوزراء الأردني قراراً، أول من أمس، بتحمل الفوائد المترتبة على القروض والتسهيلات المالية التي تحصل عليها بعض المنشآت السياحية، بسبب ما تعرضت له من انتكاسة بسبب الظروف الدائرة في المنطقة، وإلغاء عدد كبير من الحجوزات السياحية والذي أدى بفنادق ومرافق سياحية أخرى لإغلاق أبوابها والتوقف عن العمل نهائياً، وما ترتب على ذلك من تسريح للعاملين لديها، بخاصة في مناطق مدينة العقبة والبتراء ووادي موسى.
وبموجب القرار تتحمَّل الحكومة كلف الفوائد المترتبة على القروض الجديدة التي تُمنح لمكاتب وكلاء السياحة والفنادق السياحية (باستثناء الفنادق من فئة خمسة نجوم) من البنوك العاملة في الأردن، وفقاً للسياسات الائتمانية المعتمدة لدى هذه البنوك، وبما يندرج ضمن إطار برنامج البنك المركزي الأردني لتمويل القطاعات الاقتصادية.
تعزيز مرافق السياحة
وقالت الحكومة: "يأتي القرار في إطار جهودها لدعم قطاع السياحة والتخفيف من الآثار والتداعيات التي أصابته بسبب الأوضاع الإقليمية الراهنة، وبما يساهم في تعزيز قدرة مكاتب وكلاء السياحة والفنادق السياحية على الحفاظ على استقرارها المالي، واستمرارية دفع رواتب وأجور العاملين واشتراكات العاملين في الضمان الاجتماعي، لا سيّما بعد موجة الإلغاءات المفاجئة التي أثّرت بشكل مباشر في تدفق السياح الوافدين خلال الصيف".
واشترط القرار، لغايات الاستفادة من هذا الدعم الحكومي، تخصيص قيمة القروض الجديدة حصراً لتغطية رواتب وأجور العاملين في المكاتب والفنادق المستفيدة (باستثناء الفنادق من فئة خمسة نجوم) لمدة ثلاثة أشهر، أو دفع اشتراكات الضمان الاجتماعي للعاملين فيها، على أن يجري تسديد هذه القروض خلال 24 شهراً، ويشمل ذلك فترة سماح لمدة ستة أشهر، تبدأ من تاريخ صرف التمويل.
ويمكن الاستفادة من هذا القرار حتى نهاية شهر سبتمبر/ أيلول المقبل. وزيرة السياحة والآثار، لينا عناب، قالت إن قرار مجلس الوزراء بتحمّل الحكومة كلف الفوائد على القروض الجديدة التي تُمنح لمكاتب وكلاء السياحة والفنادق (باستثناء فئة الخمسة نجوم)، من البنوك العاملة في المملكة، يشكّل خطوة بالغة الأهمية في ظل التحديات التي يواجهها القطاع، نتيجة الظروف الإقليمية الراهنة، وما رافقها من إلغاءات فورية وكبيرة في الحجوزات خلال أشهر فصل الصيف.
وأضافت أن هذا القرار من شأنه أن يُساهم بشكل مباشر في تمكين مكاتب السياحة والفنادق الصغيرة والمتوسطة من الحفاظ على استمرارية أعمالها، وتغطية التزاماتها المالية، لا سيّما المتعلقة برواتب وأجور العاملين واشتراكاتهم في الضمان الاجتماعي، بما يعزّز الاستقرار الوظيفي، ويحافظ على الكفاءات والخبرات العاملة في القطاع.
وقالت إن القرار يندرج ضمن منظومة الدعم الحكومية المتكاملة التي تهدف إلى مساندة القطاع السياحي، وتمكينه من التعافي، واستعادة نشاطه، وتعزيز قدرته على الحفاظ على استقراره المالي، واستمرارية دفع رواتب وأجور العاملين فيه، فالسياحة من الركائز الأساسية في الاقتصاد الوطني، ومصدر حيوي لفرص العمل، خاصة في المجتمعات المحلية. وألغيت الحجوزات الفندقية بنسبة وصلت إلى 100% في معظم الفنادق بسبب العدوان الإسرائيلي على إيران، وما تبعه من تبادل للهجمات العسكرية.
## الدالاي لاما سيكشف قريباً عن خطط اختيار خليفته: خطوة قد تغضب الصين
30 June 2025 07:40 AM UTC+00
يترأس الدالاي لاما تجمّعاً كبيراً لرجال دين بوذيين يستمر لثلاثة أيام، يختتم بخطاب له، في وقت ينتظر فيه أتباع الزعيم الروحي للتبت الإعلان عمن سيخلفه، وهي خطوة قد تثير غضب الصين. وتعتبر بكين الدالاي لاما، انفصالياً وتقول إنها هي من ستختار من سيخلفه. وقال الدالاي لاما إن خليفته سيكون شخصاً ولد خارج الصين، وحثّ أتباعه على رفض أي شخصية تختارها بكين.
وسيبلغ الدالاي لاما الرابع عشر، واسمه الأصلي تينزين غياتسو، التسعين من عمره، يوم الأحد المقبل، وقال من قبل إنه سيتشاور مع كبار الرهبان البوذيين وآخرين في ذلك التوقيت، للإفصاح عن مؤشرات محتملة عمن سيخلفه بعد وفاته. وقال لحشد من أتباعه، اليوم الاثنين، وهم يدعون له بطول العمر "ما تبقى من حياتي سأهبه لنفع الآخرين قدر المستطاع". وتابع قائلاً "سيكون هناك نوع من إطار العمل الذي يمكننا أن نتحدث عنه بشأن استمرارية مؤسسة الدالاي لاما"، دون أن يذكر المزيد من التفاصيل.
وعادة ما يختار الكهنة البوذيون تقليدياً الدالاي لاما في إجراءات شعائرية قد تستغرق سنوات، من خلال لجنة متنقلة تبحث عن علامات على طفل يمكن أن تدل على أنه تجسيد آخر زعيم روحي، إلا أن الزعيم الحالي قرر الحد من تدخل الصين، عبر القيام بعملية غير تقليدية باختيار خليفته بنفسه.
وتفرض بكين قيوداً مشددة على التبت التي تعتبرها جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وتندد بالدالاي لاما الذي يطالب بمزيد من الحكم الذاتي للتبت. وقالت الصين في مارس/ آذار إنه في منفى سياسي "ولا يحق له تمثيل شعب التبت بأي شكل". وأضافت أنها منفتحة على مناقشة مستقبله إذا اعترف بأن التبت وتايوان جزءان من الصين وهو أمر رفضته حكومة التبت في المنفى. واستعادت بكين السيطرة على التبت التي كانت تتمتع بحكم ذاتي واسع في 1951، قبل أن يفرّ الدالاي لاما إلى المنفى في 1959.
(رويترز، العربي الجديد)
## الرئيس اللبناني جوزاف عون: لضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من التلال الخمس لتمكين الجيش اللبناني من استكمال انتشاره
30 June 2025 07:49 AM UTC+00
## زراعة العراق تواجه كارثة الجفاف... ومخاطر على الأمن الغذائي
30 June 2025 07:50 AM UTC+00
يواجه العراق، في الوقت الحالي، أزمة مياه خانقة تُصنّف "كارثة واقعية" تفاقمت بفعل التغيرات المناخية وتناقص الإيرادات المائية من نهري دجلة والفرات نتيجة سياسات دول المنبع، وتُنذر بعواقب وخيمة على الأمن الغذائي والصحي والاجتماعي في البلاد، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة. وفي ظل هذا الواقع المأزوم، باتت الحكومة مجبرة على اتخاذ قرارات استثنائية، كان أبرزها تقليص الخطة الزراعية الصيفية وتوجيه الموارد المائية الشحيحة نحو تأمين مياه الشرب فقط، وهو ما يعكس حجم التحدي الذي تواجهه البلاد في إدارة ملف المياه.
وتناول تقرير لمجلة فوربس (مجلة أميركية متخصصة في الأعمال) أزمة الجفاف المتفاقمة في منطقة الشرق الأوسط، مع تسليط الضوء على العراق بوصفه أحد أكثر الدول تأثرًا. وحذر التقرير، من أنّ ظاهرة النينو، وانتهاءها أواخر 2024 أسهما في تقليص كميات الأمطار، في وقت تسجل فيه المنطقة ارتفاعاً في درجات الحرارة بمعدل ضعف المعدل العالمي. والنينو (El Niño) ظاهرة مناخية طبيعية تحدث كل عدة سنوات في المحيط الهادئ الاستوائي، وتؤثر كثيراً على الطقس والمناخ العالمي، بما في ذلك مستويات الأمطار، ودرجات الحرارة، وتوزيع الجفاف والفيضانات حول العالم.
وذكر التقرير، أن تدفقات نهري دجلة والفرات تشهد تراجعًا غير مسبوق، ما أدى إلى انخفاض الاحتياطات الاستراتيجية المائية إلى 10 مليارات متر مكعب فقط، أي نحو نصف حاجته الصيفية، وقد ساهمت السدود في دول الجوار، إلى جانب شح الأمطار وسوء الإدارة المحلية، في تفاقم الأزمة.
موسم جفاف غير مسبوق
أكد المتحدث باسم وزارة الموارد المائية العراقية، خالد شمال، أن مستويات الخزين المائي الحالية تعدّ الأدنى في تاريخ البلاد الحديث، الأمر الذي دفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات استثنائية وصعبة، كان أبرزها تقليص الخطة الزراعية إلى النصف وإلغاءها في بعض المناطق.
وأوضح شمال لـ"العربي الجديد" أنّ العراق يعتمد حاليًّا على إطلاقات محدودة من سد الموصل، الذي يبلغ منسوبه 320 مترًا مكعباً بالثانية، إلى جانب كميات أخرى قادمة من سد حديثة، فضلاً عن ضخ المياه من بحيرة الثرثار، والتي يبلغ منسوبها حوالي 41 متراً مكعباً بالثانية.
وأشار إلى أنّ وزارته تسعى إلى إدارة النقص الحاد في الموارد المائية من خلال توزيع الخزين على مشاريع ري استراتيجية، من ضمنها سد دوكان الذي يرفد مشروع ري كركوك، وسد دربندخان الذي يدعم نهر ديالى، إلى جانب كميات محدودة من واردات نهر الزاب الكبير. وفي ما يخص وضع الأهوار، بيّن شمال، أن الوضع فيها "مقبول حالياً"، إلا أن التحدي الأكبر يتمثل في الملوحة الزاحفة من نهر الكارون القادم من إيران، نتيجة انخفاض وارداته، مما يستدعي إجراءات عاجلة للحفاظ على نوعية المياه، خاصة في شمال البصرة، حيث تعمل الوزارة على تأمين المياه لأغراض الشرب والاستخدامات البشرية.
ونبّه شمال، إلى أن دول الجوار تمر هي الأخرى بظروف مائية حرجة، مشيرًا إلى أن سورية تعاني جفافاً حادّاً في الينابيع والعيون، ما أثر سلبًا على واردات نهر الفرات، التي تبلغ حاليًّا نحو 300 متر مكعب في الثانية، وقد تتراجع دون المستوى المطلوب خلال الصيف بسبب انخفاض خزين سد الطبقة.
وبخصوص الإطلاقات المائية من تركيا، بيّن المتحدث أنها تراوح حاليًّا بين 140 و200 متر مكعب في الثانية لنهر دجلة، نتيجة ضعف الأمطار في حوض النهر داخل تركيا، لكنه توقّع زيادة تدريجية في الإطلاقات بعد منتصف يونيو/ حزيران، مع بدء تشغيل محطة توليد الطاقة في سد أليسو، ما قد يرفع الكمية إلى 300 متر مكعب في الثانية.
المياه تهدد الأمن الغذائي
يقول رئيس لجنة الزراعة والمياه في البرلمان العراقي، فالح الخزعلي، إن الجفاف والتصحر تحولا إلى تهديد حقيقي للأمن الغذائي في البلاد، ودفعا آلاف الفلاحين إلى هجر أراضيهم الزراعية، محمّلاً تركيا المسؤولية الأساسية في ذلك، نتيجة عدم التزامها بإطلاق الحصة المائية المتفق عليها دوليًّا مع العراق.
ويحمّل الخزعلي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد" الحكومة المسؤولية المباشرة في متابعة هذه الالتزامات الدولية، داعيًا إلى تغيير نمط التفاوض التقليدي مع أنقرة، من خلال الربط بين الملفات السياسية والاقتصادية والتجارية، بما يضمن الضغط على الجانب التركي لإعادة النظر في سياساته المائية.
ويضيف، أن استمرار هذا الواقع، في ظل تصاعد درجات الحرارة والتراجع الحاد في مناسيب نهري دجلة والفرات، يضع العراق أمام أزمة وجودية شاملة، لا تتوقف عند حدود الزراعة، بل تمتد لتشمل الاستقرار الاجتماعي والصحي والاقتصادي. ويوضح الخزعلي، أن العراق في حاجة إلى تحرك دبلوماسي جاد ومتكامل، يضع ملف المياه ضمن أولويات الأمن القومي، ويعتمد أدوات ضغط سياسية واقتصادية مدروسة لإيقاف التدهور قبل فوات الأوان.
من جانبه أوضح الخبير المائي، عادل المختار، أن أزمة المياه التي يعيشها العراق اليوم لم تعد مجرد أزمة موسمية، بل تحوّلت إلى كارثة واقعية تهدد حياة ملايين المواطنين وتضرب صميم الأمن الغذائي والاجتماعي للبلاد. وأضاف، لـ"العربي الجديد" أنّه على الرغم من وضوح الأسباب، سواء المتعلقة بالتغير المناخي أو بسياسات دول المنبع المجحفة، لكنّ تعامل الحكومة مع الأزمة لا يزال ضعيفاً، محدوداً، ويفتقر إلى رؤية استراتيجية.
## "الأناضول" عن مصادر طبية: ارتفاع عدد الشهداء إلى 25 جراء الغارات التي يشنها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة منذ فجر الاثنين
30 June 2025 08:23 AM UTC+00
## أسرع نمو للاقتصاد البريطاني منذ عام وسط يأس من استمراره
30 June 2025 08:34 AM UTC+00
نما الاقتصاد البريطاني بأسرع وتيرة له في عام في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025 مع اندفاع مشتري المنازل في سباق الموعد النهائي لشراء العقارات وتسريع المصنعين الإنتاج قبل الرسوم الجمركية الأعلى التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الواردات. وفي انتعاش لا يتوقع استمراره في بقية عام 2025، نما الناتج بنسبة 0.7%، مؤكدا تقديرا أوليا وأسرع وتيرة ربع سنوية منذ الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024، وفقا لمكتب الإحصاءات الوطنية. وقالت هيئة الإحصاءات الوطنية إن النمو في شهر مارس وحده تم تعديله بالزيادة إلى 0.4% من قراءة سابقة بلغت 0.2%.
إن القفزة في الناتج الاقتصادي في أوائل عام 2025 تتناقض مع النمو بنسبة 0.1% فقط في الربع الرابع من عام 2024، وقد أظهرت البيانات بالفعل أن الناتج المحلي الإجمالي انخفض بنسبة 0.3% في إبريل مقارنة بشهر مارس على الرغم من أن الانخفاض تفاقم بسبب عوامل لمرة واحدة. قال بنك إنكلترا إنه يتوقع الاقتصاد البريطاني بنحو 0.25% في الربع الثاني من هذا العام.
وتأمل وزيرة المالية راشيل ريفز في حدوث انتعاش من شأنه أن يخفف الضغوط عليها لرفع الضرائب مرة أخرى في وقت لاحق من هذا العام لتظل على المسار الصحيح لتحقيق أهداف ميزانيتها. وقال توماس بوغ، كبير الاقتصاديين في شركة التدقيق RSM UK، إن ضعف الإنفاق الاستهلاكي وأرقام التوظيف في الأسابيع الأخيرة من المرجح أن تكون رد فعل لمرة واحدة لزيادة الضرائب على أصحاب العمل والرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، والتي تم تعليق العديد منها. وقال بوغ "الآن وبعد أن بدأت حالة عدم اليقين في الانحسار، بدأت ثقة المستهلك في الانتعاش، وتشير استطلاعات الرأي الخاصة بالأعمال التجارية إلى أن أسوأ آلام سوق العمل أصبحت وراءنا".
وأظهر استطلاع للرأي نُشر في وقت سابق من يوم الاثنين أن مستويات الثقة بين أصحاب العمل البريطانيين وصلت إلى أعلى مستوى لها في تسع سنوات حيث أصبحوا أكثر تفاؤلاً بشأن آفاق الاقتصاد البريطاني. ومن المتوقع أن يخفض بنك إنكلترا أسعار الفائدة مرتين أخريين خلال الفترة المتبقية من العام الجاري، مما يرجح أن يدعم الإنفاق الأسري.
ومع ذلك، فإن الارتفاع المتجدد في أسعار الطاقة في حالة اندلاع صراع جديد في الشرق الأوسط قد يزيد الضغوط على الاقتصاد البريطاني. وأظهرت بيانات يوم الاثنين من مكتب الإحصاءات الوطنية أن إنفاق الأسر نما بنسبة 0.4% في الفترة من يناير إلى مارس، وهو ما تم تعديله بالزيادة من التقدير الأولي لزيادة قدرها 0.2%، مدفوعا بالإسكان والسلع والخدمات المنزلية وكذلك النقل. وشهد سوق العقارات في بريطانيا زيادة حادة في النشاط مع اقتراب انتهاء الإعفاء الضريبي لبعض مشتري المنازل في 31 مارس/آذار. كما استغلت الأسر احتياطياتها للمساعدة في تمويل إنفاقها مع انخفاض نسبة الادخار لأول مرة منذ عامين على الرغم من أنها ظلت قوية عند 10.9%.
كذلك سجل قطاع التصنيع نموا بنسبة 1.1% في الربع الأول - قبل زيادة الرسوم الجمركية الأميركية على الواردات في إبريل/نيسان - مقارنة بالأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2024. وقال مكتب الإحصاءات الوطنية أيضا إن عجز الحساب الجاري لبريطانيا ارتفع إلى 23.46 مليار جنيه إسترليني، وهو ما يفوق التوقعات، في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار، مقارنة بما يزيد قليلا عن 21 مليار جنيه إسترليني في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2024.
(1 دولار = 0.7285 جنيه إسترليني)
(رويترز، العربي الجديد)
## شهداء الطحين
30 June 2025 08:39 AM UTC+00
## مأساة في منجم ذهب شرقي السودان.. "كرش الفيل" مقبرةً لأحد عشر عاملاً
30 June 2025 08:45 AM UTC+00
لقي 11 عاملا حتفهم، إثر انهيار جزئي في منجم ذهب شرقي السودان. فقد أعلنت الشركة السودانية للموارد المعدنية، المسؤولة عن المشروع، في بيان مساء الأحد، أن الانهيار وقع في منجم "كرش الفيل" خلال عطلة نهاية الأسبوع في بلدة الحويد الصحراوية بولاية نهر النيل شرقي البلاد. مشيرا إلى أن سبعة عمال آخرين أصيبوا وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.  بينما نقلت وسائل إعلام عربية أن عدد القتلي تجاوز الخمسين.
وأشارت الشركة إلى أنها أوقفت أعمال التنقيب في "كرش الفيل" وجددت تحذيراتها للمنقبين التقليديين بعدم العمل في الموقع. وكانت الشركة ممثلة في إدارة البيئة والسلامة قد أوقفت العمل سابقًا في منجم "كرش الفيل" وحذّرت من الاستمرار في النشاط داخله نظرًا لمخاطره الكبيرة على الأرواح مجددة في هذا الصدد تحذيرها من العمل في المواقع التي تم الإعلان عن إيقافها حفاظًا على سلامة المواطنين والمجتمعات المحلية.
50 قتيلًا تحت الرمال.. منجم #ذهب يتحوّل لمقبرة جماعية في #السودان#اليوم #هويدhttps://t.co/lVg10nFmF9 pic.twitter.com/lPeJeOGHKv
— صحيفة اليوم (@alyaum) June 29, 2025
ويستوعب قطاع التعدين الأهلي في السودان أكثر من مليوني شخص يعملون في أصقاع السودان المترامية وسط ظروف بالغة القسوة وينتجون نحو 80% من كمية الذهب الإجمالية المستخرجة في البلاد. ولا تمنع الحكومة السودانية التعدين الأهلي لكنها تحاول تنظيمه، فرغم سلبياته إلا أن عددا كبيرا من السودانيين يعملون به ويساهم في توفير فرص عمل لهم. ويعول السودان على الذهب موردا رئيسا للنقد الأجنبي، بعد فقدانه ثلاثة أرباع عائداته النفطية بسبب انفصال جنوب السودان في يوليو/ تموز 2011، وفقدان 80% من موارد النقد الأجنبي.
يذكر أن السودان يعد من كبار منتجي الذهب في أفريقيا، لكن حوادث انهيار المناجم شائعة بسبب ضعف معايير السلامة. وشهد السودان حوادث مماثلة في السنوات الأخيرة، من بينها انهيار في سنة 2023 أدى إلى مقتل 14 عاملا، وآخر في سنة 2021 أسفر عن مقتل 38 شخصا.
(قنا، الأناضول، العربي الجديد)
## للمرة الثالثة خلال شهر.. مطار مومباي يضبط راكباً معه ثعابين حيّة
30 June 2025 08:46 AM UTC+00
أعلنت سلطات الجمارك الهندية في مومباي أنها أوقفت راكباً قادماً من تايلاند، كان يحمل في أمتعته شحنة حيّة من الثعابين، في ثالث عملية ضبط من هذا النوع خلال شهر واحد فقط. وأعلنت الجمارك في بيان صدر من مطار مومباي العاصمة المالية للهند: "أحبط ضباط الجمارك محاولة جديدة لتهريب الحياة البرية، حيث صودر 16 ثعباناً حياً من راكب عائد من تايلاند". وأضاف البيان أنّ الراكب الذي وصل يوم الأحد قد تم اعتقاله، وأنّ "التحقيقات لا تزال جارية".
وضمّت الشحنة المضبوطة أنواعاً من الزواحف التي تُباع عادة من خلال تجارة الحيوانات الأليفة، فمعظمها غير سام، أو يحتوي على سم ضعيف لا يُشكّل خطراً على البشر. ومن بين الثعابين المضبوطة: أفاعي الحدائق (Garter Snakes)، وثعبان الجرذ ذو القرن (Rhino Rat Snake)، والأصلة الرملية الكينية (Kenyan Sand Boa)، إلى جانب أنواع أخرى.
Customs officers at CSMI Airport, Mumbai Customs Zone-III foiled yet another wild life smuggling attempt, 16 live snakes-Garter, Rhino Rat, Albino Rat, Kenyan Sand Boa, CA King etc. seized from passenger returning from Thailand. Passenger arrested. Further investigation underway. pic.twitter.com/4n4o6ZK3U5
— Mumbai Customs-III (@mumbaicus3) June 29, 2025
وفي وقت سابق من شهر يونيو/ حزيران، أوقف ضباط الجمارك في مومباي راكباً آخر كان يهرّب العشرات من الأفاعي السامة، وكان هو أيضاً قادماً من تايلاند. وبعد أيام فقط، تم توقيف مسافر ثالث بحوزته أكثر من 100 مخلوق حي، بينها سحالي وطيور الشمس (Sunbirds) وحيوانات الأبوسوم المتسلّقة للأشجار.
من جانبها، حذّرت منظمة "ترافيك" (TRAFFIC) المعنية بمراقبة الاتجار بالحياة البرية من "اتجاه مقلق للغاية" في ازدياد تهريب الحيوانات بسبب تزايد الطلب على الحيوانات الغريبة لتربيتها بصفته حيوانات أليفة. وأضافت المنظمة أنّ أكثر من 7000 حيوان، حي وميت، جرى ضبطهم على خط الطيران بين تايلاند والهند خلال السنوات الثلاث والنصف الماضية.
(فرانس برس، العربي الجديد)
## إدانة صحافي فرنسي بتهمة "تمجيد الإرهاب" في الجزائر
30 June 2025 08:46 AM UTC+00
حُكم على الصحافي الفرنسي المتخصّص في كرة القدم كريستوف غليز بالسجن سبع سنوات في الجزائر بتهم أبرزها "تمجيد الإرهاب"، وفق ما أعلنت، الأحد، منظمة "مراسلون بلا حدود" ومجموعة "سو بريس" So Press التي يعمل فيها. ونددت الأخيرة بالحكم، واصفة إيّاه بـ"غير العادل".
وذكرت "مراسلون بلا حدود" أنّه "سيتم تقديم استئناف اليوم الاثنين 30 يونيو/حزيران"، مضيفة أنّ الإدانة صدرت "بعد مراقبة قضائية استمرت 13 شهراً". وأفادت مصادر قضائية تواصلت معها وكالة فرانس برس في الجزائر بأنّ الصحافي نُقل مباشرة إلى سجن مدينة تيزي وزو عقب إدانته من قبل المحكمة الابتدائية. ومن المتوقع إعادة محاكمته بعد الاستئناف، لكن ليس قبل الدورة القضائية المقبلة التي تبدأ في أكتوبر/ تشرين الأول، بحسب المصادر نفسها.
كريستوف غليز، صحافي مستقل يبلغ من العمر 36 عاماً، يعمل لصالح مجلّتَي "سو فوت" So Foot و"سوسايتي" Society (التابعتين لمجموعة سو بريس)، وكان قد زار الجزائر في مايو/ أيار 2024، لإعداد تقرير عن نادي "شبيبة القبائل الرياضية". وبحسب "مراسلون بلا حدود"، أوقف غليز في 28 مايو/ أيار 2024 في مدينة تيزي وزو، ووُضع تحت المراقبة القضائية بتهمة "دخول البلاد بتأشيرة سياحية"، و"تمجيد الإرهاب"، و"حيازة منشورات أو نشرات أو أوراق لأغراض دعائية من شأنها الإضرار بالمصلحة الوطنية".
وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أنّ "هذه الاتهامات الأخيرة، التي لا أساس لها من الصحة وقد تم دحضها بالكامل، تستند فقط إلى كون الصحافي تواصل في عامي 2015 و2017 مع رئيس نادي تيزي وزو لكرة القدم، الذي كان يشغل أيضاً منصباً في حركة تقرير مصير منطقة القبائل (ماك)، المصنفة تنظيماً إرهابياً من قبل السلطات الجزائرية منذ عام 2021".
وأكدت المنظمة أنّ هذين الاتصالين حصلا "قبل وقت طويل من صدور قرار التصنيف من السلطات الجزائرية"، وأضافت أنّ "الاتصال الوحيد الذي تم في عام 2024 كان في سياق إعداد تقرير صحافي عن نادي شبيبة القبائل، وهو أمر لم يُخفه كريستوف غليز قطّ". من جانبه، صرّح المدير العام لـ"مراسلون بلا حدود تيبو بروتين قائلاً إنّ "الحكم بالسجن سبع سنوات لا معنى له، ولا يدل إلا على أمر واحد: لا شيء بمنأى عن السياسة اليوم، وقد فوّت النظام القضائي الجزائري فرصة ثمينة لتقديم صورة مشرفة في هذه القضية".
وفي السياق ذاته، تحدث مؤسس مجموعة "سو بريس" فرانك أنيس، في بيان، قائلاً: "من الضروري بذل كل ما هو ممكن، سياسياً ودبلوماسياً، لضمان تحقيق العدالة وتمكين كريستوف من العودة إلى أحبّائه وكتاباته". وتأتي إدانة الصحافي الفرنسي في ظل أزمة دبلوماسية متصاعدة بين الجزائر وفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة (1830–1962)، والتي شهدت خلال الأشهر الأخيرة طرد دبلوماسيين من الجانبين وتجميد جميع أشكال التعاون.
(فرانس برس)
## مكتب الإعلام الحكومي في غزة: الاحتلال استهدف أكثر من 11 مركزاً للنزوح خلال يونيو في سياق جريمة تعكس استهتاره بالقانون الدولي
30 June 2025 08:47 AM UTC+00
## "رويترز" عن وزير الخارجية الإسرائيلي: إسرائيل مهتمة بإقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع سورية ولبنان
30 June 2025 08:49 AM UTC+00
## وزير الخارجية الإسرائيلي: إسرائيل لن تتفاوض بشأن هضبة الجولان في أي اتفاق سلام
30 June 2025 08:49 AM UTC+00
## مكتب الإعلام الحكومي في غزة: الاحتلال استهدف 256 مركزاً للنزوح والإيواء تضم أكثر من 700 ألف نازح منذ بدء الإبادة
30 June 2025 08:51 AM UTC+00
## كندا تتراجع عن ضريبة على شركات أميركية اعتبرها ترامب "هجوماً سافراً"
30 June 2025 08:55 AM UTC+00
ألغت كندا في وقت متأخر من مساء أمس الأحد الضريبة التي فرضتها على الخدمات الرقمية والتي تستهدف شركات التكنولوجيا الأميركية قبل ساعات فقط من دخولها حيز التنفيذ، في مسعى لدفع مفاوضات التجارة المتعثرة مع الولايات المتحدة. وقالت وزارة المالية الكندية في بيان إن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني والرئيس الأميركي دونالد ترامب سيستأنفان المفاوضات التجارية للتوصل إلى اتفاق بحلول 21 يوليو/تموز المقبل.
وألغى ترامب بشكل مفاجئ محادثات التجارة يوم الجمعة بسبب الضريبة التي وصفها بأنها "هجوم سافر". وكرر تصريحاته أمس الأحد وتوعد بتحديد نسبة جديدة للرسوم الجمركية على السلع الكندية خلال أيام، مما هدد بإعادة العلاقات الأميركية الكندية إلى حالة من الاضطراب بعد فترة من الهدوء النسبي. وجاء انهيار محادثات التجارة بعد أن التقى الزعيمان في قمة مجموعة السبع في منتصف يونيو/حزيران الجاري، وقال كارني إنهما اتفقا على إبرام اتفاقية اقتصادية جديدة في غضون 30 يوما.
وكانت نسبة الضريبة الرقمية الكندية المزمعة ثلاثة بالمئة من إيرادات الخدمات الرقمية التي تحصل عليها شركة من المستخدمين الكنديين فوق العشرين مليون دولار في العام، وكان من المقرر تطبيقها بأثر رجعي حتى 2022. ومن شأن هذه الضريبة أن تؤثر على شركات التكنولوجيا الأميركية التي منها أمازون وميتا وغوغل التابعة لألفابت وأبل وغيرها.
وأفاد بيان وزارة المالية الكندية بوقف تحصيل الضريبة الذي كان سيبدأ اليوم وبأن وزير المالية فرانسوا فيليب شامبين سيطرح تشريعا لإلغاء قانون ضريبة الخدمات الرقمية. وأضاف البيان "كان إعلان ضريبة الخدمات الرقمية في 2020 يستهدف التعامل مع عدم دفع كثير من شركات التكنولوجيا الكبرى التي تنشط في كندا ضرائب على الإيرادات المحققة من الكنديين... دائما ما تفضل كندا إبرام اتفاقية متعددة الأطراف فيما يتعلق بضريبة الخدمات الرقمية". وارتفعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم بعد أنباء إلغاء الضريبة الرقمية، وامتدت المعنويات الإيجابية إلى الأسواق الآسيوية.
وتعتبر كندا ثاني أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة بعد المكسيك، وأكبر مشتر للصادرات الأميركية. وتشير بيانات مكتب الإحصاء الأميركي إلى أن كندا اشترت سلعا أميركية بقيمة 349.4 مليار دولار العام الماضي، وصدرت إليها ما قيمته 412.7 مليار دولار. وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن قد طلبت إجراء مشاورات لتسوية النزاعات التجارية بشأن الضريبة في 2024، قائلة إنها تتعارض مع التزامات كندا بموجب اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية. وأفلتت كندا من الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها ترامب في إبريل/نيسان الماضي، لكنها تواجه رسوما جمركية بنسبة 50% على الصلب والألمنيوم.
(رويترز، العربي الجديد)
## فنانون باكستانيون يدفعون ثمن الصراع مع الهند
30 June 2025 09:03 AM UTC+00
بينما كانت نيران الصراع تتصاعد على الحدود بين الجيشين القويين لكل من الهند وباكستان، كانت هناك جبهة أخرى مشتعلة بصمت ولكن بعمق، على المستوى الثقافي، رغم تاريخ طويل من المحبة المشتركة للأفلام والموسيقى. القتال العنيف الذي اندلع في مطلع مايو/أيار -واعتُبر الأسوأ منذ عقود- لم يقتصر أثره على الميدان العسكري، بل امتدّ ليطاول فنانين طالما ظلّوا بمنأى عن تبعات العداء السياسي بين القيادتين في نيودلهي وإسلام أباد.
الفنانون الباكستانيون في مرمى السياسة
من بين هؤلاء، يبرز اسم الفنان الباكستاني علي غُل بير، مغني الراب والكوميدي المعروف بجمهور واسع في الهند. ورغم أنّه أطلق قبل أعوام أغنية ساخرة تنتقد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي دون أن يواجه أي عواقب حينها، فإنّ الوضع تبدّل هذا العام. ففي مايو/أيار، جرى حظر قناته على "يوتيوب" وحسابه على "إنستغرام" داخل الهند.
وصرّح بير لوكالة فرانس برس قائلاً: "أصبح من الواضح للهند أن الفضاء الرقمي يوفّر جسراً بين الباكستانيين والهنود، ويبدو أنهم عازمون على تدمير هذا الجسر".
من كشمير
ويُعزى الانهيار في العلاقات الثنائية إلى هجوم دموي استهدف سياحاً في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية خلال إبريل/نيسان، وقد حمّلت نيودلهي مسؤوليته لإسلام أباد، التي نفت الاتهام. وبعد تبادل دبلوماسي متوتر، اندلع قتال استمر أربعة أيام قبل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
غير أن تداعيات هذا التوتر امتدّت هذه المرة إلى الساحة الموسيقية، إذ أشارت المغنية الباكستانية أنورال خالد إلى أنها فقدت عدداً كبيراً من مستمعيها في الهند. وذكرت أنّ "دلهي كانت المدينة الأولى من حيث عدد المستمعين قبل الحظر"، مؤكدة أنها تحظى بـ3.1 ملايين مستمع شهرياً على منصة سبوتيفاي. واستطردت: "خسرتُ جمهوراً واسعاً من الهند... لقد حُرم المستمعون من المحتوى، بعدما تحوّلت الموسيقى إلى أداة سياسية، وهذا ليس دورها إطلاقاً".
 
لم يتوقف الأمر عند الفنانين الأحياء، بل وصل إلى أرشيف التعاونات السابقة. فمثلاً، لم يعد يُذكر اسم الممثلة الباكستانية ماهيرا خان ضمن موسيقى فيلم "رئيس" (Raees) على "سبوتيفاي" في الهند، ويظهر العمل باسم الممثل الهندي شاروخان فقط.
لدينا الجراح نفسها
في ظل الإنتاج السينمائي المحدود في باكستان والخاضع لرقابة مشددة، ظلت أفلام بوليوود تحظى بجمهور واسع في الجانب الباكستاني. وعبّر الناقد السينمائي الباكستاني ساجير شيخ عن ذلك بقوله: "نشأتُ على أفلام بوليوود. لدينا الجراح نفسها، ولدينا التاريخ نفسه، ونروي القصص ذاتها".
وعلى مدى عقود، اعتُبر الوصول إلى بوليوود ذروة الطموح لدى كثير من الممثلين والمخرجين الباكستانيين. إلا أن هذا الحلم تلقّى صفعة قوية هذا الشهر، بعدما أعلن النجم الهندي ديليجيت دوسانج أن فيلمه الجديد "سردار جي 3" (Sardaar Ji 3)، والذي يشارك فيه أربعة ممثلين باكستانيين، سيُعرض "في الخارج فقط"، بعد أن فرضت السلطات الهندية حظراً رسمياً على مشاركة الفنانين الباكستانيين في الإنتاجات الفنية.
أما فيلم "عبير غُلال" (Abir Gulaal)، الذي يجمع بين النجم الباكستاني فؤاد خان والممثلة الهندية فاني كابور، فكان من المفترض أن يُعرض في دور السينما الهندية يوم 9 مايو/أيار، غير أنّ إطلاقه تأجّل إلى أجل غير محدّد.
انقلاب في المواقف
حتى بعض الشخصيات الفنية التي طالما دعّمت التعاون الثقافي بين البلدين، تراجعت عن مواقفها. فقد أعلن الممثل الهندي سونيل شيتي، صاحب الشعبية الواسعة في باكستان: "يجب أن يُحظر كل شيء... الرياضة، والأفلام، وكل أشكال التعاون". وسبق لشيتي أن شارك في بطولة فيلم "ماين هون نا" (Main Hoon Na) عام 2004، الذي حمل رسائل ضمنية مؤيدة للسلام بين الهند وباكستان.
من جانبها، اعتبرت دُعا زهرة، مساعدة مدير قسم الموسيقى في "وارنر براذرز جنوب آسيا" – فرع باكستان، أنّ "السياسة تفرض فجوات وقيوداً مؤلمة على الفن، وهذا أمر مؤسف بحق".
دعونا نغنّي بدل أن نقصف بعضنا
عقب الهجوم في كشمير، فرضت نيودلهي حظراً شمل عدداً من القنوات الباكستانية على "يوتيوب"، من بينها قناة Hum TV، التي تُعد من أبرز الشبكات الترفيهية في البلاد، وتُشير تقديرات إلى أنّ نحو 40% من جمهورها يأتي من الهند. وقد حثّت القناة متابعيها الهنود على استخدام برامج الـVPN لمواصلة المشاهدة.
وتتوالى الاتهامات لبوليوود بأنها باتت أداة تخدم أجندة حكومة مودي ذات التوجّه القومي الهندوسي، منذ تولّيه السلطة قبل أكثر من عشر سنوات، وهو ما يثير قلق بعض صناع السينما والنقاد من التسييس المتزايد للفن.
لكن، ورغم حالة الانقسام، لم تنقطع جسور التواصل تماماً بين الجمهورين. فبعد مرور أكثر من شهر على وقف إطلاق النار، تَصدّرت ثلاثة أفلام هندية قائمة الأعمال العشر الأكثر مشاهدة على "نتفليكس" في باكستان، بينما ضمّت قائمة الأغاني العشرين الأكثر استماعاً في الهند، عملين موسيقيين باكستانيين.
وفي ختام حديثه، عبّر مغني الراب علي غُل بير عن موقفه برسالة رمزية، فقال: "دعونا لا نصنع الحروب، بل نصنع الفن... دعونا لا نقصف بعضنا، بل نغنّي لبعضنا".
(فرانس برس، العربي الجديد)
## وزير الخارجية الإسرائيلي: وجهة نظرنا هي أن قيام دولة فلسطينية من شأنه أن يهدد أمن دولة إسرائيل
30 June 2025 09:04 AM UTC+00
## بريطانيا تعلن بدء تطبيق اتفاق خفض الرسوم الأميركية
30 June 2025 09:09 AM UTC+00
أعلنت الحكومة البريطانية اليوم الاثنين بدء سريان الاتفاق التجاري الذي وقعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والذي ينص على خفض بعض الرسوم الجمركية على الواردات من بريطانيا.
وجاء في بيان للحكومة أن شركات تصنيع السيارات البريطانية ستتمكن الآن من التصدير إلى الولايات المتحدة برسوم جمركية مخفضة نسبتها عشرة بالمائة بدلا من 27.5% سابقا. وأضاف البيان أن الرسوم الجمركية المقررة بنسبة عشرة بالمائة على سلع مثل محركات الطائرات وقطع غيارها ألغيت بالكامل. ويشكل ذلك إعادة لتفاصيل تم الإعلان عنها من قبل هذا الشهر. لكن مسألة الرسوم الجمركية المفروضة على الصلب والألمنيوم لا تزال دون حل.
وتم استثناء بريطانيا من رسوم جمركية تصل إلى 50% على الصلب والألمنيوم، وهي الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة على دول أخرى في وقت سابق من الشهر الجاري. لكن زيادة في الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم من بريطانيا قد تفرض اعتبارا من التاسع من يوليو/ تموز ما لم يتم التوصل إلى اتفاق. وأضاف بيان الحكومة البريطانية: "سنواصل المضي قدما وإحراز تقدم نحو إلغاء الرسوم الجمركية على منتجات الصلب الأساسية بشكل كامل كما اتفقنا".
اتفاق خفض الرسوم
وفي 8 مايو الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن اتفاقية تجارية مع المملكة المتحدة، تتضمن رسوما جمركية أميركية بنسبة 10% على السلع البريطانية، مع إعفاء بعض المنتجات، وخفض الرسوم الجمركية على السيارات البريطانية من 25% إلى 10%، بينما تلتزم المملكة المتحدة بفرض رسوم جمركية 1.8% على السلع الأميركية. ويعدّ هذا الاتفاق الأول من نوعه بين الولايات المتحدة ودولة أخرى منذ أطلق ترامب حربه التجارية قبل أسابيع.
وأشاد ترامب بالتوصل الى الاتفاق، وقال للصحافيين في المكتب البيضوي: "يسرني الإعلان أننا توصلنا إلى اتفاق تجاري... مع المملكة المتحدة"، واصفا إياه بـ"الاختراق". كما أثنى رئيس الوزراء البريطاني على الاتفاق، قائلاً: "هذا بالفعل يوم مذهل، تاريخي"، وذلك خلال اتصال بالفيديو مع الرئيس الأميركي للإعلان بشكل مشترك عن الاتفاق في لندن وواشنطن.
وقال ترامب إن الاستثمارات من هذه الاتفاقية والصفقات التجارية المستقبلية قد تصل إلى 10 تريليونات، وإنها ستكون مفيدة بشكل خاص في قطاعي الزراعة والصناعة، فيما أضاف وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، أن بريطانيا وافقت على زيادة فرص الوصول إلى الأسواق لصادرات الولايات المتحدة بما في ذلك لحوم البقر ومنتجات زراعية أخرى والإيثينول وأيضا طائرات بوينغ.
(رويترز، العربي الجديد)
## الضفة الغربية | المستوطنون يكثّفون اعتداءاتهم في مناطق عدّة
30 June 2025 09:09 AM UTC+00
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحاماتها لمختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة، تزامناً مع شنّ المستوطنين سلسلة اعتداءات واسعة تشمل إحراق منازل ومركبات ومهاجمة رعاة الأغنام وسرقة المواشي والتنكيل بالمزارعين، عدا عن نصب الخيام والبيوت المتنقلة وإقامة بؤر عشوائية تمهيداً لتوسيعها في وقت لاحق والاستيلاء على مزيد من الأراضي.
ونفّذ مستوطنون، صباح اليوم الاثنين، اعتداءً على سكان قرية شلال العوجا، شمال أريحا، شرقي الضفة الغربية المحتلة، وتعمّدوا تخويف السكان والاعتداء على ممتلكاتهم في محاولة جديدة لفرض واقع من التهجير القسري بحق التجمعات البدوية في منطقة الأغوار، في حين دهس مستوطن شاباً من بلدة كفر الديك، غرب سلفيت، شمالي الضفة، كما شرع مستوطنون بتعبيد طرق استيطانية جديدة على أراضي قرية حارس بمحافظة سلفيت، وكسّر آخرون أكثر من 150 شتلة زيتون في مسافر يطا، جنوب الخليل، جنوبي الضفة.
وأُصيب ثلاثة مسعفين من الخدمات العسكرية الفلسطينية في بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، إثر تعرّضهم للضرب المبرح من قبل عصابات المستوطنين عقب حادث سير أثناء نقلهم حالة مرضية بمركبة إسعاف على مفترق عقبة حسنة، غرب المدينة.
وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، حاول مستوطنون إقامة 15 بؤرة استيطانية خلال مايو/ أيار الماضي "غلب عليها الطابع الزراعي والرعوي". وخلال مايو، وثقت الهيئة تنفيذ المستوطنين 415 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، تراوحت بين هجمات مسلّحة وتخريب وتجريف أراضٍ واقتلاع أشجار.
"العربي الجديد" يتابع التطورات في الضفة الغربية أولاً بأول..
## تصاعد اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال على مسافر يطا جنوبي الخليل
30 June 2025 09:14 AM UTC+00
صعّد المستوطنون وجيش الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة الاعتداءات الاستيطانية في مناطق متفرقة من مسافر يطا جنوبي الخليل، جنوبي الضفة الغربية، منذ ساعات صباح أمس الأحد حتى اليوم الاثنين، عبر تنفيذ سلسلة هجمات ممنهجة شملت اقتحام تجمعات بدوية، ومساكن للفلسطينيين الذين تعرّضوا للضرب والتنكيل، إضافة إلى الاستيلاء على أراض خاصّة للسكّان، وتوسيع بؤرة استيطانية، وإعلان أخرى منطقة عسكرية مغلقة، في إطار محاولات حثيثة لفرض وقائع استيطانية جديدة، وتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
وضمن سياق الاعتداءات، أقدم مستوطنون من مستوطنة "أفيجال" صباح اليوم، على تخريب سياج يحيط بأرض تعود للفلسطيني سعيد العمور في خربة الركيز بمنطقة مسافر يطا، قبل أن يُدخلوا مواشيهم بين الأشجار المزروعة، ما ألحق أضراراً بمئات الأشجار والمزروعات. وفي أعقاب الحادثة، وبعد اعتراض أصحاب الأراضي على المستوطنين، أعلن جيش الاحتلال المنطقة "عسكرية مغلقة"، ومنع الفلسطينيين من دخول أراضيهم لمدة 24 ساعة، رغم أن القانون العسكري ذاته ينص على منع دخول جميع الأطراف، بما يشمل المستوطنين. إلا أن سلطات الاحتلال تسمح فعلياً للمستوطنين بالوجود داخل هذه المناطق، فيما تُمنع العائلات الفلسطينية من الوصول إلى أراضيها، ما يُعد استخداماً للقرار العسكري غطاء قانونياً لتوسيع الاستيطان أو التمهيد لتهجير السكان، كما جرى في منطقة خلة الضبع أخيراً، بحسب ما يقول الناشط ضدّ الاستيطان أسامة مخامرة.
وفي انتهاك آخر، يقول مخامرة في حديث مع "العربي الجديد"، إن "مستوطني مستوطنة سوسيا كسروا أكثر من 150 شتلة زيتون تعود للمواطن محمد مخامرة في منطقة إغزيوه المحاذية لقرية سوسيا، كما ألحقوا أضراراً بسياج الأرض، تزامناً مع حفريات واسعة ينفذها المستوطنون في منطقة واد الجوايا غربي مسافر يطا على أراضٍ مصنفة خاصة بحسب قرار محكمة إسرائيلية صادر عام 2008، بعد مرافعات قانونية قدمتها المحامية قمر مشرقي، نيابةً عن أهالي المنطقة".
وبحسب مخامرة الذي يسكن المنطقة، فقد بدأت الحفريات يوم أمس، على مئات الأمتار، ووصلت اليوم إلى مساحة تجاوزت 10 دونمات، ضمن خطة أوسع تستهدف نحو 300 دونم تعود ملكيتها لعائلة الشواهين في واد الجوايا، وسط خشية أصحاب الأرض من أن تكون هذه الحفريات مقدمة لإقامة بنى استيطانية جديدة في المنطقة، تحت غطاء إداري وأمني من جيش الاحتلال. وتأتي هذه الاعتداءات، استكمالاً لما جرى أمس من تصعيد، إذ تستمر أعمال الحفر والتوسعة الاستيطانية في منطقة وادي ماعين في مسافر يطا من قبل جرّافات الاحتلال العسكرية، بعد أن أعلن الجيش الاستيلاء على ثلاثة دونمات من أراضي المواطنين، بذريعة عنوانها "أمر ضروري لأغراض عسكرية".
ويلفت مخامرة إلى أنّ الأراضي التي جرى الاستيلاء عليها كانت تُعتبر طريقاً كان يسلكه السكّان قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لكنه أغلق منذ ذلك الحين، وتفاجأ المواطنون بأن جيش الاحتلال أعلن عن صدور قرار "وضع اليد على أراضي المواطنين"، ما يعني إغلاق شارع حيوي كان يخدم القرى والتجمعات الفلسطينية، وتحويله بشكل خاص لصالح مستوطنة "أفيجال" والبؤر الاستيطانية المحيطة بتجمّع شعب البطم الذي جرى فصله بالكامل عن التجمعات الفلسطينية الأخرى.
وينصّ القرار على توسيع طريق دون توضيح طبيعة الاستخدام، في حين يُمنح أصحاب الأراضي مهلة لا تتجاوز سبعة أيام لتقديم اعتراضات أمام مديرية التنسيق والارتباط في الخليل، فيما يؤكد مخامرة أن الإجراءات في الاعتراض على قرارات الاحتلال لم تعد مجدية أبداً، لأن سلطات الاحتلال لا تقبل من الفلسطينيين تقديم الاعتراض. ويشير مخامرة إلى وقوع سلسلة اعتداءات من المستوطنين منذ ساعات صباح أمس، تمثّلت باقتحامهم خلة الضبع بلباس الجيش، ومهاجمة منازل الفلسطينيين، والاعتداء على النساء والأطفال وكبار السن بالضرب والتنكيل والتكبيل، ما أسفر عن إصابة المسن علي الدبابسة (85 عاماً) الذي أُغمي عليه، ونُقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.
كما هدمت قوات الاحتلال خيمتين في القرية، تنفيذاً لسياسة التهجير القسري المستمرّة بحقّ خلّة الضبع التي سبق أن تعرّضت للهدم الكامل في الخامس من الشهر الماضي، والحادي عشر من الشهر الحالي. أما في خربة أم الخير، يوضح مخامرة أن المستوطنين اقتحموا الخربة نحو ست ساعات في منتصف النهار، ونفّذوا أعمال توسعة استيطانية من الناحية الغربية لمستوطنة "كرمئيل" المقامة على أراضي الفلسطينيين، إذ نقلوا السياج المحيط بالمستوطنة ليستولي على مئات الأمتار من أراضي الفلسطينيين، الذين خرجوا للدفاع عن أرضهم، لكن واجهتهم قنابل قوات الاحتلال الصوتية والغاز المسيّل للدموع. ووفق مخامرة، فإن أعمال توسعة سياج المستوطنة تأتي استكمالاً لإجراءات استيطانية سابقة شملت أعمال حفر وشق طرق خاصة للمستوطنين في الجهة الشرقية من الخربة التي باتت محاصرة في طوق استيطاني.
وخلال هجمات المستوطنين ومحاولات الأهالي التصدي لهم في أم الخير، كانت أعداد المستوطنين تتزايد وسط حماية قوات الاحتلال الذين احتجزوا عدداً من السكان، واعتدى المستوطنون المسلّحون بحماية الجيش على السكّان ما أدى إلى إصابة أربعة بينهم امرأة بجروح ورضوض، كما يقول مخامرة. ويضيف مخامرة: "بعد الهجمات على أم الخير، انتقل المستوطنون إلى شنّ هجومٍ على مساكن الفلسطينيين في قرية سوسيا، ما أسفر عن إصابة الشاب عدي جهاد النواجعة ونقله إلى مستشفى يطا الحكومي لتلقّي العلاج".
وفي خربة الفخيت وشعب البطم، أطلق المستوطنون مواشيهم في بساتين الزيتون، ما ألحق أضراراً واسعة بالأشجار، إذ اقتحم نحو 30 مستوطناً مناطق متفرقة من مسافر يطا وأطلقوا 15 قطيعاً في كل منها نحو 100 رأس، لترعى في أراضي الفلسطينيين وتُتلف محاصيلهم، بما في ذلك محيط مساكنهم، في محاولة واضحة لفرض واقع استيطاني رعوي بالقوة، وعلى حساب الأرض والسكن الفلسطيني. وبحسب مخامرة، عاد المستوطنون بعد ذلك لتنفيذ هجمات على السكان في قرية أم الخير، ونتج عن ذلك إصابة ستة فلسطينيين منذ أمس.
## فرق الإطفاء تكافح للسيطرة على حرائق غابات في تركيا
30 June 2025 09:19 AM UTC+00
واصل رجال الإطفاء في تركيا مكافحة حرائق الغابات التي أججتها الرياح العاتية في إقليم إزمير (غرب). وقال وزير الزراعة والغابات إبراهيم يوماكلي إنّ حرائق الغابات في منطقتي كويوكاك ودوجانباي بإزمير اشتعلت خلال الليل بسبب الرياح التي تراوحت سرعتها بين 40 و50 كيلومتراً في الساعة، وإنه أخليت 22 قرية وحياً. واجتاحت حرائق الغابات المناطق الساحلية في تركيا في السنوات الماضية مع ارتفاع درجات الحرارة والجفاف في فصل الصيف، وهو ما يربطه العلماء بـتغير المناخ.
وقال يوماكلي في إزمير: "يحاول أكثر من ألف رجل إطفاء إخماد النيران باستخدام مروحيات وطائرات لإطفاء الحرائق ومركبات أخرى"، وأظهرت لقطات استخدام فرق إطفاء جرارات مزودة بمقطورات مياه وطائرات هليكوبتر تحمل المياه، فيما تتصاعد أعمدة الدخان فوق تلال وأشجار متفحمة.
وأعلنت السلطات اندلاع 150 حريقاً منذ الجمعة الماضي، لا تزال ثمان منها نشطة في حين سيطرت فرق الإطفاء جزئياً على أربع منها، وتواصل أعمال التبريد. وذكر سكان محليون أنهم لم يتوقعوا انتشار الحريق بهذه السرعة، مؤكدين أن النيران دمرت منازلهم وأثرت على ماشيتهم، مع تساقط الرماد وتصاعد الدخان، وقد اضطروا للتدخل بأنفسهم عبر استخدام خراطيم المياه والدلاء لمكافحة النيران التي وصلت إلى حدائق منازلهم. لكن يوماكلي طمأن المواطنين إلى عدم وجود مشاكل صحية بين السكان المتأثرين بالحرائق، مؤكداً أن التفاصيل بشأن مساحة المناطق المتضررة ستعلن بعد السيطرة الكاملة على النيران.
(رويترز، العربي الجديد)
## تحذيرات من حرائق غابات في جنوب أوروبا جراء موجة الحر الحالية
30 June 2025 09:21 AM UTC+00
أصدرت السلطات في دول جنوب أوروبا تحذيرات جديدة من خطورة اندلاع حرائق غابات، بعدما تجاوزت درجات الحرارة عتبة 40 درجة مئوية في إيطاليا وإسبانيا واليونان. ويربط الخبراء بين تزايد وتيرة موجات الحر وشدتها بالتغير المناخي، محذرين من أن مثل هذه الأحوال الجوية أصبحت شائعة بصورة متزايدة في منطقة جنوب أوروبا.
وشهدت إيطاليا واليونان وإسبانيا والبرتغال ارتفاع درجات الحرارة قبل مطلع الأسبوع، حيث لجأ السكان المحليون والسائحون للاحتماء منها. وأعلنت السلطات حالة التأهب القصوى في ثلثي البرتغال، أمس الأحد، لمواجهة الحرارة الشديدة وحرائق الغابات، حيث من المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة 42 درجة مئوية. كما أعلنت وزارة الصحة الإيطالية، أمس الأحد، حالة التأهب القصوى في 21 من بين 27 مدينة تخضع للمراقبة، من بينها روما وميلانو ونابولي. ونصحت وزارة الصحة الإيطالية، في وقت سابق، السكان المحليين والزوار في البندقية بعدم ممارسة أي نشاط بدني شاق في المدينة المليئة بالقنوات. وتشهد المدينة الواقعة في شمال إيطاليا، والتي يقل عدد سكانها الدائمين عن 50 ألف نسمة، ارتفاع درجة الحرارة منذ أيام. كما أعلنت السلطات في اليونان أيضاً حالة التأهب من وقوع حرائق غابات بسبب الطقس.
وكان حريق غابات كبير قد اندلع جنوب أثينا، الخميس الماضي، مما اضطر السلطات لإجلاء المواطنين وإغلاق طرق بالقرب من معبد بوسيدون. وأدت الرياح القوية لانتشار النيران، مما ألحق الضرر بالمنازل. وسجلت مناطق بجنوب إسبانيا درجات حرارة أعلى من المعدلات الموسمية، مما دفع السلطات لإصدار تحذيرات تتعلق بالصحة والسلامة. وحذر الخبراء من أن شدة موجات الحرارة يمكن أن تؤثر بالحياة اليومية خاصة للفئات الأكثر ضعفاً مثل كبار السن والأطفال.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد) 
## إبراهيموفيتش يدافع عن ميسي ويهاجم إنتر ميامي: يلعب بجانب تماثيل
30 June 2025 09:28 AM UTC+00
حرص النجم السويدي السابق زلاتان إبراهيموفيتش (43 عاماً)، على الدفاع بشراسة عن زميله السابق في برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي (38 عاماً)، وذلك بعدما تعرّض فريقه الحالي إنتر ميامي لهزيمة قاسية أمام نادي باريس سان جيرمان الفرنسي برباعية نظيفة، ضمن منافسات الدور ثمن النهائي من كأس العالم للأندية المقامة حالياً في الولايات المتحدة الأميركية، إذ لم يفوّت إبراهيموفيتش الفرصة لتسليط الضوء على الفارق الكبير بين مستوى ميسي وزملائه في الفريق الأميركي، موجهاً انتقادات لاذعة لما وصفه بغياب الجودة حول "البولغا". 
وقال إبراهيموفيتش في تصريحات أبرزها موقع فوت ميركاتو الفرنسي، الاثنين: "خسارة ميسي؟ لا، لا تتحدث عن الهزيمة وكأنها مسؤوليته، ميسي لم يخسر، إنتر ميامي هو الذي خسر، هل رأيت هذه التشكيلة؟ ميسي يلعب وسط تماثيل وليس لاعبين، لو كان في فريق حقيقي، في باريس، أو في مانشستر، أو في أي نادٍ كبير، لرأيت أسداً حقيقياً، ميسي يلعب فقط لأنه يحب كرة القدم، لأنه لا يزال يستطيع فعل ما لا يستطيع 99% من اللاعبين فعله، لكنه محاط بلاعبين يركضون وكأنهم يحملون أكياس إسمنت على ظهورهم". 
وواصل إبراهيموفيتش، الذي يعمل حالياً مستشاراً رياضياً لنادي ميلان الإيطالي، وسبق له أن لعب إلى جانب ميسي في برشلونة بين عامي 2009 و2010، دفاعه عن زميله السابق، مشيداً بمجهوده الفردي في مواجهة باريس سان جيرمان فيما غاب الدعم الجماعي من بقية عناصر الفريق، وكان ميسي من بين القلائل في صفوف إنتر ميامي الذين هددوا مرمى الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما في مباراة حملت طابعاً خاصاً للنجم الأرجنتيني، الذي واجه ناديه السابق للمرة الأولى منذ رحيله عنه في صيف عام 2023، بعد تجربة دامت موسمين في العاصمة الفرنسية، ضمن صفقة أحدثت حينها ضجة كبيرة في سوق الانتقالات العالمية. 
وتابع اللاعب السابق لفريقي باريس سان جيرمان وبرشلونة حديثه قائلاً: "لا يوجد مدرب، لا نجوم، ولا حتى لاعبون يعرفون كيف يتحركون من دون كرة، تريد أن تلوم ميسي؟ فقط عندما يلعب مع رونالدو، مع مبابي، مع هالاند، مع زلاتان، عندها يمكنك أن تتحدث، لكن اليوم؟ لا، لا، لا. هذا ليس ميسي الذي أعرفه، إنه شبح كبير يلعب في سيرك! لكن احذر، إذا أعطيته فريقاً حقيقياً، فسيحرق الملعب من جديد، لأنه ببساطة ميسي ما زال ميسي، أما اليوم؟ فهذه ليست هزيمته، إنها هزيمة إنتر ميامي وهزيمة لكرة القدم".
## فلومينينسي أمام إنتر في مونديال الأندية بعنوان ذكريات القرن
30 June 2025 09:28 AM UTC+00
تتجه أنظار الجماهير الرياضية، اليوم الاثنين، إلى ملعب بنك أميركا، من أجل متابعة المواجهة المرتقبة بين نادي إنتر ميلان الإيطالي، وخصمه فريق فلومينينسي البرازيلي، التي ستقام في تمام الساعة العاشرة مساءً بتوقيت القدس المحتلة، ضمن منافسات دور الـ16 في بطولة كأس العالم للأندية 2025، المقامة حالياً في الولايات المتحدة.
ووصل نادي إنتر ميلان الإيطالي إلى دور الـ16، بعدما تربع على عرش المجموعة الخامسة، برصيد سبع نقاط، نتيجة فوزه في مواجهتين، وتعادله في لقاء، ولم يتذوق طعم الهزيمة حتى الآن في بطولة كأس العالم للأندية 2025، لكنه يعلم صعوبة مواجهة فريق فلومينينسي، الذي يسعى لتحقيق المفاجأة، ويخرج وصيف "الكالتشيو"، وأحد المرشحين للمنافسة على لقب المسابقة الدولية.
بدوره، استطاع نادي فلومينينسي البرازيلي حجز مقعده في دور الـ16 من بطولة كأس العالم للأندية، بعدما حلّ في المركز الثاني بترتيب المجموعة السادسة، برصيد خمس نقاط، نتيجة فوزه في لقاء وتعادله في مواجهتين، ليواصل رحلته الناجحة حتى الآن في المسابقة الدولية، رغم صعوبة المباراة ضد إنتر ميلان الإيطالي، الذي يريد حسم الأمور لصالحه.
ويريد إنتر ميلان التأكيد لجماهير العريضة، قدرته على تجاوز صدمة ما حدث في موسم 2024-2025، وبخاصة الهزيمة القاسية والمذلة في نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا على يد باريس سان جيرمان، بخمسة أهداف مقابل لا شيء، حيث يسعى المدرب الجديد، كريستيان كيفو، لاستغلال رحلته إلى الولايات المتحدة الأميركية، التي يعتبرها نقطة انطلاق لتجديد صفوفه، ويحافظ على سجله خالياً من الهزائم في مونديال الأندية.
ويأمل إنتر ميلان تحقيق الفوز بثلاث مواجهات متتالية، خلال 90 دقيقة لأول مرة منذ شهر مارس/آذار الماضي، حتى يضع قدمه في دور ربع النهائي ببطولة مونديال الأندية 2025، حيث سيواجه الفائز من المباراة بين الهلال السعودي ونظيره مانشستر سيتي الإنكليزي. ويواجه إنتر ميلان للمرة الثانية في تاريخه نادياً برازيلياً في مسابقة رسمية، بعدما تعرض للهزيمة على يد سانتوس بهدف مقابل لا شيء، ضمن منافسات بطولة كأس السوبر القاري، قبل حوالى 56 عاماً، لكنها المرة الثانية، التي يلعب فيها الفريق الإيطالي ضد فلومينينسي، الذي خطف تعادلاً بهدف لمثله في لقاء ودي أقيم عام 1961.
ويعلم الجهاز الفني لنادي فلومينينسي البرازيلي، حجم صعوبة المهمة التي تنتظره ضد إنتر ميلان، بعدما تعرّض الفريق لانتقادات لاذعة من قبل جماهيره ووسائل الإعلام المحلية، بسبب عدم قدرة نجوم الفريق على إيجاد نسق معين أو تهديد شباك منافسيهم بالتسديدات من خارج منطقة الجزاء، لكنهم يعتمدون كلياً الآن، على خبرة قائدهم تياغو سيلفا، الذي استطاع تقديم أفضل ما لديه حتى الآن في خط الدفاع.
## تشلسي يستعد لصفقة الموسم وهدفه حارس منتخب الأرجنتين
30 June 2025 09:28 AM UTC+00
يستعد نادي تشلسي الإنكليزي لحسم صفقة الموسم، بعدما وضع هدفاً جديداً في رحلة بحثه عن حارس مرمى مُناسب، وهو الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز (32 عاماً)، الذي يلعب في صفوف فريق أستون فيلا منذ عام 2020. وذكرت صحيفة ديلي ميرور البريطانية، أمس الأحد، أنّ إدارة "البلوز" مستعدة لدفع 45 مليون جنيه إسترليني، مقابل حسم صفقة حارس منتخب الأرجنتين، إيميليانو مارتينيز، في سوق الانتقالات الصيفية الجارية، لكن الطريقة الوحيدة حالياً هي إقناع نادي أستون فيلا بالتخلّي عن حامي عرينه، الذي يُعد أحد أبرز الركائز الأساسية في تشكيلة المدرب الإسباني، أوناي إيمري (53 عاماً).
وأوضحت أنّ أستون فيلا لن يُمانع بيع عقد مارتينيز، لأن المبلغ المُقدّم من تشلسي جيد، لكن تبقى آلية إيجاد حارس مرمى بمواصفات حامي عرين منتخب الأرجنتين، بالإضافة إلى إقناع المدرب إيمري، وأخذ موافقته على صفقة الموسم في البريمييرليغ، نظراً لقيمة الأموال التي سيدفعها "البلوز"، فضلاً عن قدرة أستون فيلا على استغلال ما سيناله في الاستثمار بالفريق.
وأردفت أن سبب اختيار نادي تشلسي مارتينيز، يعود إلى عدم اقتناع الإدارة بقدرة حراس المرمى الحاليين على لعب دور إيجابي في موسم 2025-2026، وأيضاً قدرة الأرجنتيني على فرض رأيه في غرف خلع الملابس، لأن صاحب الـ32 عاماً يتمتع بشخصية قوية ظهرت بشكل جلي للجميع، خلال بطولة كأس العالم، التي أقيمت في قطر عام 2022.
وختمت صحيفة ميرور البريطانية تقريرها، بالإشارة إلى أنّ صفقة مارتينيز ستكون مميزة، لعدة أسباب، أهمها رغبة الحارس الأرجنتيني في اللعب بصفوف تشلسي الإنكليزي، والمشاركة في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم في موسم 2025-2026، بالإضافة رغبته في المنافسة على لقب البريمييرليغ، الذي غاب طويلاً عن خزائن النادي اللندني.
## الأسواق اليوم | هبوط النفط والدولار وسط انتعاش الذهب
30 June 2025 10:04 AM UTC+00
تراجعت أسعار النفط، اليوم الاثنين، إذ عزّز انحسار المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط، واحتمال تبنّي زيادة أخرى في إنتاج مجموعة أوبك+ خلال أغسطس/ آب التوقعات بشأن الإمدادات وسط استمرار الضبابية بشأن تقديرات الطلب العالمي.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 12 سنتا بما يعادل 0.18% إلى 67.65 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 07:18 بتوقيت غرينتش، وذلك قبيل حلول أجل عقد أغسطس/ آب في وقت لاحق من اليوم. أما عقد سبتمبر/ أيلول الأكثر نشاطا، فقد تراجع 24 سنتا إلى 66.56 دولاراً للبرميل. وهبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 36 سنتا أو 0.55% إلى 65.16 دولاراً للبرميل. وسجّل الخامان القياسيان الأسبوع الماضي أكبر خسائرهما الأسبوعية منذ مارس/ آذار 2023، لكن من المتوقع أن ينهيا تعاملات يونيو/ حزيران على مكاسب شهرية تتجاوز خمسة بالمائة للشهر الثاني على التوالي.
وتسببت حرب استمرت 12 يوماً بدأت باستهداف إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية في 13 يونيو/ حزيران في ارتفاع أسعار خام برنت إلى ما يزيد عن 80 دولارا للبرميل بعدما قصفت الولايات المتحدة تلك المنشآت. إلا أن الأسعار عادت للتراجع إلى 67 دولارا بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إيران وإسرائيل.
صعود النفط والأسهم
وقال توني سيكامور المحلل في آي.جي ماركتس إن الأسواق استبعدت معظم علاوة المخاطر الجيوسياسية التي انعكست على الأسعار خلال الحرب عقب إعلان وقف إطلاق النار. وزاد الضغط على الأسواق بعدما أفاد أربعة مندوبين في أوبك+ بأن المجموعة تعتزم رفع الإنتاج 411 ألف برميل يوميا في أغسطس/ آب، بعد زيادات مماثلة في مايو/ أيار ويونيو/ حزيران ويوليو/ تموز.
ومن المقرر أن تجتمع أوبك+ في السادس من يوليو، وستكون هذه الزيادة الشهرية الخامسة منذ أن بدأت المجموعة في تخفيف تخفيضات الإنتاج خلال إبريل/ نيسان الماضي.
وأغلق المؤشر نيكي الياباني عند أعلى مستوى في أكثر من 11 شهرا اليوم الاثنين، بدفعة من تزايد إقبال المستثمرين على المخاطرة بعد صعود قوي للأسهم الأميركية بفضل آمال التوصل لاتفاقات في محادثات تجارية وهو ما قد يدفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) لخفض الفائدة.
وزاد نيكي 0.84% إلى 40487.39 نقطة وهو أعلى مستوى إغلاق منذ 17 يوليو/ تموز. وقلص المؤشر مكاسب حققها في وقت سابق من الجلسة مع جني مستثمرين للأرباح بعد الصعود الحاد للمؤشر الذي ارتفع بذلك لخامس جلسة على التوالي. وصعد المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.43% إلى 2852.84 نقطة.
وقال خبير اقتصادي في شركة وساطة مالية محلية، إن ارتفاع الأسهم الأميركية الأسبوع الماضي وآمال خفض الفائدة الأميركية إضافة إلى تراجع حدة التوتر في الشرق الأوسط كلها عوامل ساعدت المستثمرين على العودة للمخاطرة.
وواصلت وول ستريت المكاسب يوم الجمعة وبلغ المؤشران ستاندرد أند بورز 500 وناسداك أعلى مستويات لهما عند الإغلاق على الإطلاق، إذ غذت آمال التوصل لاتفاقات تجارية شهية المخاطرة لدى المستثمرين كما عززت بيانات اقتصادية توقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية.
وارتفعت الأسهم الأوروبية قليلا اليوم الاثنين مع ترقب المستثمرين لمؤشرات التقدم في محادثات التجارة قبل الموعد النهائي المحدد بالتاسع من يوليو لإلغاء قرار تعليق الرسوم الجمركية المضادة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتقدم المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2% إلى 544.47 نقطة بحلول الساعة 07:14 بتوقيت غرينتش، لكنه يتجه لتسجيل انخفاض شهري. وصعدت أيضا مؤشرات بورصات رئيسية أخرى في أوروبا. وتصدرت أسهم شركات الصناعات الدفاعية الأوروبية مكاسب القطاعات بارتفاع يقرب من واحد بالمائة. ويترقب المستثمرون أيضا بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في ألمانيا وإيطاليا المقرر صدورها في وقت لاحق من اليوم.
تراجع الدولار
تراجع الدولار اليوم مقابل الين وهبط إلى قرب أدنى مستوى في نحو أربع سنوات مقابل اليورو، وواصل الدولار تراجعه أيضا أمام الجنيه الإسترليني ليقترب من أدنى مستوى في أربع سنوات، كما سجل أدنى مستوى منذ أكثر من عقد أمام الفرنك السويسري. جاء ذلك بعدما اقتربت واشنطن وبكين من التوصل إلى اتفاق بشأن الرسوم الجمركية، وإلغاء كندا لضريبة الخدمات الرقمية لإنعاش المحادثات المتعثرة مع واشنطن.
وسجل كل من اليوان والدولار الكندي ارتفاعا. وفسر مستثمرون شهادة جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي أمام الكونغرس الأسبوع الماضي بأنها تميل إلى التيسير النقدي، خاصة بعدما أشار إلى احتمالية خفض الفائدة إذا لم ترتفع معدلات التضخم هذا الصيف نتيجة للرسوم الجمركية. وزادت الرهانات على خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية على الأقل بحلول اجتماع سبتمبر/ أيلول إلى 91.5%، وفقا لأداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي إم إي، مقارنة بحوالي 83% قبل أسبوع.
ومما يزيد الضغط أيضا على الدولار استمرار هجوم ترامب على باول، حيث قال يوم الجمعة إنه سيكون "سعيدا" إذا استقال رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي قبل انتهاء ولايته في مايو أيار. وأبدى ترامب رغبته أيضا في خفض سعر الفائدة الرئيسي إلى واحد بالمائة من المستوى الحالي بين 4.25% و4.5%، وأعاد تأكيد نيته تعيين بديل لباول يكون أكثر ميلا للتيسير النقدي.
كما يترقب المستثمرون مصير مشروع ترامب الضخم لخفض الضرائب والإنفاق والذي يناقشه مجلس الشيوخ حاليا، وتشير تقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس إلى أن المشروع قد يضيف 3.3 تريليونات دولار إلى الدين القومي خلال عقد. وسجل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية منها اليورو والإسترليني والفرنك، انخفاضا طفيفا بنسبة 0.1% ليصل إلى 97.083 ليظل بذلك قريبا من أدنى مستوى منذ أكثر من ثلاث سنوات عند 96.933 نقطة الذي بلغه في نهاية الأسبوع الماضي.
وسجل اليورو ارتفاعا بـ0.1% إلى 1.1732 دولار، متراجعا من أعلى مستوى منذ سبتمبر/ أيلول 2021 الذي بلغه يوم الجمعة عند 1.1754 دولار. وزاد الجنيه الإسترليني أيضا 0.1%، مسجلا 1.3732 دولار، ليحوم قرب المستوى المرتفع الذي بلغه يوم الخميس عند 1.37701 دولار، والذي كان أعلى مستوى منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2021.
انتعاش الذهب
غيّر الذهب اتجاهه وسجل ارتفاعا طفيفا اليوم الاثنين، مدعوما بتراجع الدولار بعدما وصل في وقت سابق إلى أدنى مستوى له في أكثر من شهر، على خلفية تراجع الطلب على أصول الملاذ الآمن من جراء انحسار التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين وزيادة الإقبال على الأصول عالية المخاطر.
وبحلول الساعة 06:13 بتوقيت غرينتش، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.5% إلى 3290 دولارا للأوقية (الأونصة) بعدما بلغ في وقت سابق من الجلسة أدنى مستوى له منذ 29 مايو/ أيار. وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.4% إلى 3301 دولار. وقال تيم ووترر كبير محللي الأسواق في كيه.سي.إم تريد: "هناك تراجع في نظرة التشاؤم المتعلقة بمحادثات الرسوم الجمركية والأحداث في الشرق الأوسط، مما يجعل الذهب أقل أهمية من الأصول عالية المخاطر".
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.5% إلى 36.16 دولارا للأوقية، وارتفع البلاتين اثنين بالمائة إلى 1366.63 دولارا، وصعد البلاديوم 1.6 بالمائة إلى 1151.36 دولارا.
(رويترز، العربي الجديد)
## ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تندد بـ"تهديدات" إيران بحق غروسي
30 June 2025 10:07 AM UTC+00
نددت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في بيان مشترك الاثنين بما وصفته تهديدات طهران بحق المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، بعد الضربات الأميركية والإسرائيلية على منشآت نووية في إيران وإعلان الأخيرة تعليق التعاون مع الوكالة. واتهمت طهران غروسي بخيانة التزاماته لعدم إدانته الضربات الإسرائيلية والأميركية. وصوّت المشرّعون الإيرانيون الأسبوع الماضي على تعليق التعاون مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة.
وجاء في البيان الصادر عن وزراء خارجية الدول الثلاث أنّ "فرنسا، ألمانيا، والمملكة المتحدة تدين التهديدات بحق غروسي وتجدد دعمنا الكامل للوكالة". ودعوا "السلطات الإيرانية إلى الامتناع عن اتخاذ أي خطوات لوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وتابع البيان "نحثّ إيران على الاستئناف الفوري للتعاون الكامل بما يتماشى مع التزاماتها الموجِبة قانونا، واتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان سلامة وأمن موظفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وهاجم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقايي، اليوم الاثنين، غروسي، قائلاً إنّ "المواقف الإيرانية إزاء الوكالة والمدير العام تم التعبير عنها بشجاعة، ونحن نعبّر عن استيائنا من نهج المدير العام، إذ إنه لم يؤد مهامه بشكل صحيح، وتحدث متأخراً جداً ليعلن أن إيران ليست لديها دوافع لصنع سلاح نووي". وأضاف بقايي أن التقرير الأخير للوكالة "كان تقريراً غير ملائم، وقد وفّر ذريعة للعدوان العسكري من قبل الكيان الصهيوني والولايات المتحدة على المنشآت النووية السلمية الإيرانية"، مشيراً إلى أن التقرير أيضاً شكّل "أساساً لإصدار قرار سياسي من مجلس المحافظين" التابع للوكالة في وقت سابق من الشهر الجاري.
واتهم المتحدث الإيراني، الوكالة بارتكاب "تقصيرات ذات تبعات خطيرة"، مؤكداً أنّ تصريحات المدير العام للوكالة الأخيرة "جاءت بمثابة تبرير لهذه الاعتداءات، وهو أمر غير مقبول إطلاقاً"، موضحاً أن مطالبة إيران باستمرار التعاون مع الوكالة "أمر غير منطقي".
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد اعتبر الجمعة أن "إصرار غروسي على زيارة المواقع التي تعرضت للقصف بحجة الضمانات لا معنى له، وربما ينطوي على نية خبيثة". وتعتبر طهران أن قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الصادر في 12 يونيو/ حزيران والذي اتهم إيران بتجاهل التزاماتها النووية، كان بمثابة "ذريعة" للحرب التي شنتها إسرائيل في 13 يونيو/ حزيران.
كذلك، انتقدت الأرجنتين موطن غروسي، "التهديدات" الموجّهة إليه. ولم يتم تحديد التهديدات التي كانوا يشيرون إليها، غير أنّ صحيفة "كيهان" الإيرانية المحافظة، قالت أخيراً إنّ وثائق أظهرت أنّ غروسي كان "جاسوساً للكيان الصهيوني... ويجب إعدامه". ونفت إيران، أمس الأحد، توجيه "أي تهديد" لغروسي. وقال سفيرها في الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، في مقابلة مع شبكة "سي بي أس" الأميركية، "ليس هناك أي تهديد" للمدير العام أو المفتشين، مؤكداً أن مفتشي الوكالة موجودون في إيران "في ظروف آمنة".
ورجّح غروسي أن تتمكن إيران من البدء بإنتاج يورانيوم مخصب "في غضون أشهر"، رغم الأضرار التي لحقت بمنشآتها النووية جراء الهجمات الأميركية والإسرائيلية، وفق ما صرّح به لشبكة "سي بي اس نيوز" السبت. وقال غروسي وفقا لنص المقابلة الذي نشر السبت "أقول إنه بإمكانهم، كما تعلمون، في غضون أشهر، تشغيل بضع مجموعات من أجهزة الطرد المركزي لإنتاج اليورانيوم المخصب، أو أقل من ذلك".
وأقر غروسي في المقابلة "لا نعرف أين يمكن أن تكون هذه المواد". وتابع "لذا، ربما يكون بعضها قد دُمر في الهجوم، لكن بعضها ربما يكون قد نقل. لا بد من توضيح في مرحلة ما". وقال "يجب أن نكون في وضع يسمح لنا بالتحقق والتأكد مما هو موجود هناك، وأين هو وماذا حدث".
(فرانس برس، العربي الجديد)
## ساعر: معنيون بضم سورية ولبنان إلى التطبيع والجولان سيبقى إسرائيلياً
30 June 2025 10:17 AM UTC+00
أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، اليوم الاثنين، أن "إسرائيل معنيّة بتوسيع دائرة اتفاقات أبراهام"، وهي التسمية الإسرائيلية الأميركية لاتفاقيات التطبيع مع الدول العربية، وقال: "لدينا الاهتمام بضم دول جديدة كسورية ولبنان، جيراننا، إلى دائرة السلام والتطبيع"، موضحاً أن ذلك "من خلال المحافظة على مصالحنا الحيويّة والأمنية".
وأضاف ساعر خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته النمساوية بياته ماينل-رايزينغر، في القدس المحتلة: "دفعنا ثمن الواقع الجديد في الشرق الأوسط من دماء جنودنا ومواطنينا"، مستدركاً "نجمت عن هذا الواقع فرص أيضاً"، مشدداً على أن "إسرائيل فرضت قوانينها على هضبة الجولان منذ أكثر من 40 سنة، وفي أي اتفاق سلام الجولان سيبقى جزءاً لا يتجزأ من دولة إسرائيل"، على حدّ تعبيره. ويأتي تصريح ساعر في وقت تصاعد فيه الحديث في الآونة الأخيرة عن احتمال توصّل إسرائيل وسورية لاتفاق تطبيع، وسط تلميح أميركي للرغبة في ضم لبنان إلى الاتفاقيات.
وأمس الأحد، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في تصريحات أدلى بها لقناة "فوكس نيوز" الأميركية، إنه لا يعلم موقف الحكومة السورية بشأن الانضمام إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، في وقت أشارت فيه تقارير أميركية وإسرائيلية مختلفة إلى أنّ الإدارة الأميركية تسعى إلى وقف حرب غزة مقابل "تطبيع دول في المنطقة" مع إسرائيل، خطوةً أولى في عملية قد تؤدي إلى "اتفاق سلام شامل". وفي عام 2020، أدّت "اتفاقات أبراهام"، التي رعاها دونالد ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى، إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وثلاث دول عربية هي الإمارات والبحرين والمغرب.
ومساء الجمعة، نقلت قناة "آي 24" الإسرائيلية عن مصدر سوري قوله إنّ إسرائيل وسورية ستوقعان "اتفاقية سلام" قبل نهاية عام 2025، زاعماً أن مرتفعات الجولان ستتحول بموجب الاتفاقية إلى "حديقة سلام". وأضاف المصدر، الذي لم تكشف القناة عن هويته، أن من شأن هذه الاتفاقية تطبيع العلاقات بين البلدين بشكل كامل، موضحاً أنه "بموجب الاتفاقية المذكورة، ستنسحب إسرائيل تدريجياً من جميع الأراضي السورية التي احتلتها بعد غزو المنطقة العازلة في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2024، بما في ذلك قمة جبل الشيخ".
وفي السياق عينه، أعلن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف، الأربعاء، أن واشنطن ستصدر في وقت قريب "إعلاناً مهماً" بشأن انضمام دول في المنطقة إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل. وقال ويتكوف لـ"سي إن بي سي": "نتوقع تطبيع العديد من الدول (علاقاتها مع إسرائيل)".
## "وول ستريت جورنال": هكذا قتلت إسرائيل كبار العلماء النوويين في إيران
30 June 2025 10:21 AM UTC+00
قالت "وول ستريت جورنال" إن عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل واستهدفت كبار العلماء النوويين خلال حربها على إيران في منتصف يونيو/حزيران الجاري تُبين "التفوق الاستخباراتي" لتل أبيب، لكنها أشارت إلى أن جيلاً جديداً من العلماء قد يتمكن من تجاوز تداعيات ذلك. وأوضحت الصحيفة أنه مع بدء إسرائيل هجومها على إيران فجر 13 يونيو/حزيران، هزت التفجيرات منازل عدد من كبار العلماء في إيران، ما أسفر عن مقتل 9 علماء اشتغلوا لعقود على البرنامج النووي. وأشارت إلى أن العلماء التسعة جرى استهدافهم في هجمات شبه متزامنة للحيلولة دون اختبائهم في أماكن آمنة، وفق مصادر الصحيفة.
وقبل ساعات من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، استهدف هجوم على شمالي إيران عالم نووي آخر، وهو سيد صديقي صابر، ما أدى إلى مقتله، بحسب "وول ستريت جورنال". وأشارت الصحيفة إلى أن الهجمات على العلماء جرى اعتبارها "خيالية" حتى من قبل الواقفين وراءها، موضحة أنها توجت 15 عاماً من "الجهود للقضاء على واحدة من أهم الأصول الإيرانية؛ كبار العلماء الذين كانوا يشتغلون على برنامج سري مرتبط بالأسلحة النووية الذي كانت إيران تسعى لتطويره حتى حدود عام 2003 على الأقل". وذكرت الصحيفة الأميركية نفسها أن إسرائيل كانت تتعقب هؤلاء العلماء منذ ذلك الوقت.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين سابقين وخبراء قولهم إن عمليات اغتيال العلماء سددت ضربة قوية لإيران على صعيد قدرتها في الحصول على قنبلة نووية، موضحة أن الهجمات الإسرائيلية أدت لاغتيال 11 عالماً على الأقل ممن كانت لهم خبرة مباشرة في اختبار وإنشاء مكونات الرؤوس الحربية، مثل أنظمة التفجير والمتفجرات العالية، ومصادر النيوترون التي تؤدي إلى التفاعل المتسلسل.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن إيران احتفظت بتلك الخبرة، ونقلت الكثير منها إلى جيل جديد من العلماء، بينما تشدد على أنها لا تسعى لامتلاك السلاح النووي وبأن برنامجها ذو أهداف سلمية. وأشارت إلى أن من بين أهم العلماء الذين استهدفهم إسرائيل فريدون عباسي دوائي، الرئيس السابق لوكالة الطاقة الذرية الإيرانية. كما نقلت "وول ستريت جورنال" عن رئيس "معهد العلوم والأمن الدولي"، ديفيد البرايت، أن عباسي دوائي هو من بين المؤسسين لأنشطة إيران المرتبطة بالأسلحة النووية. وأشارت إلى أن عباسي دوائي نجا من عملية اغتيال عام 2010 في اليوم نفسه الذي جرى فيه قتل عالم نووي آخر. وأضافت أنه قال خلال مقابلة تلفزيونية مؤخراً إن إيران لديها المعرفة الكاملة التي قد تحتاجها للحصول على سلاح نووي.
كما اغتالت إسرائيل العالم نووي محمد مهدي طهرانجي، الذي قالت "وول ستريت جورنال"، إنه كان مسؤولاً عن وحدة متخصصة في المتفجرات العالية، الضرورية من أجل تفعيل سلاح نووي، قبل أن يترأس جامعة أزاد الإسلامية. ومن بين الأهداف المهمة كذلك، العالم سيد صديقي صابر، الذي قالت وزارة الخزانة الأميركية قبل فرض عقوبات عليه في 12 مايو/أيار إنه "مرتبط بمشاريع تهم البحث والتطوير المتعلق بتطوير أجهزة تفجير نووي".
## فيلم براد بيت يتصدر سباق شباك التذاكر الأميركي
30 June 2025 10:27 AM UTC+00
تصدّر فيلم "أف 1: ذا موفي" (F1: The Movie)، من بطولة براد بيت في دور سائق فورمولا 1 مخضرم يُمنح فرصة أخيرة لاستعادة أمجاده، شباك التذاكر في أميركا الشمالية خلال عطلة نهاية الأسبوع الأولى لعرضه، محققاً إيرادات بلغت 55.6 مليون دولار، وفق تقديرات متخصصين في قطاع السينما نُشرت الأحد.
ورأى ديفيد أ. غروس من شركة فرانشايز إنترتينمنت ريسيرش (Franchise Entertainment Research) أن "هذه انطلاقة رائعة لفيلم أصلي يجمع بين الدراما والحركة الرياضية"، مشيراً إلى أن فيلم براد بيت هذا، من إنتاج "آبل" و"وارنر براذرز"، قد نال إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء.
في المقابل، تراجع فيلم "هاو تو تراين يور دراغون" (How to Train Your Dragon)، النسخة الجديدة من الفيلم الشهير الصادر سنة 2010 من إنتاج "يونيفرسال"و"دريم ووركس أنيميشن"، إلى المركز الثاني، مع إيرادات بلغت 19.4 مليون دولار، بحسب أرقام شركة إكزبيتر ريليشنز (Exhibitor Relations). يروي الفيلم العائلي قصة رجل من الفايكينغ يُدعى هيكاب، يؤدي صوته الممثل مايسون ثيمز، يُكوّن صداقة غير متوقعة مع التنين "توثليس".
في المركز الثالث، جاء أحدث فيلم أصلي من إنتاج "ديزني" و"بيكسار أنيميشن"، وهو فيلم "إيليو" (Elio)، بإيرادات بلغت 10.7 ملايين دولار في الولايات المتحدة وكندا. ويروي "إيليو" قصة صبي صغير تعتقد كائنات فضائية عن طريق الخطأ أنه سفير كوكب الأرض في الكون. ويشارك في الأداء الصوتي الممثلة الحائزة على جائزة أوسكار، زوي سالدانيا.
أما فيلم "ميغان 2.0" (M3GAN 2.0)، الجزء الثاني من فيلم الرعب الصادر عن "يونيفرسال" عام 2022، والذي يتناول قصة دمية قاتلة تعمل بالذكاء الاصطناعي، فقد حقق انطلاقة مخيبة للآمال، مكتفياً بالمركز الرابع بإيرادات بلغت 10.2 ملايين دولار. وعلّق غروس على ذلك قائلًا: "أثارت فكرة دمية روبوت بشرية بحجم طفل تعمل بـالذكاء الاصطناعي اهتماماً كبيراً في المرة الأولى، لكن ذلك الاهتمام تراجع هذه المرة".
في المركز الخامس، حلّ فيلم "توينتي إيت ييرز ليتر" (28 Years Later) من إنتاج شركة كولومبيا بيكتشرز، مع عائدات بلغت 9.7 ملايين دولار. وقد حظي الفيلم، الذي أخرجه داني بويل، بإشادات واسعة من النقاد والجمهور، وهو الجزء الثالث من سلسلة بدأت عام 2002 بفيلم "28 دايز لايتر" (28 Days Later).
وفي ما يلي باقي الأعمال ضمن قائمة الأفلام العشرة الأولى على شباك التذاكر في أميركا الشمالية:
فيلم "ليلو أند ستيتش" (Lilo & Stitch) – 6.9 ملايين دولار، فيلم "ميشن إيمباسيبل – ذا فاينل ريكونينغ" (Mission: Impossible – Dead Reckoning) – 4.2 ملايين دولار، فيلم "ماتيرياليستس" (Materialists) – 3 ملايين دولار، فيلم "باليرينا" (Ballerina) – 2.1 مليون دولار، فيلم "كاراتيه كيد: ليجندز" (Karate Kid: Legends) – 1 مليون دولار.
(فرانس برس)
## قناة السويس تستكمل تراجع نشاطها بنسبة 23%
30 June 2025 10:36 AM UTC+00
كشفت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية، اليوم الاثنين، انخفاض إيرادات قناة السويس في الربع الرابع من السنة المالية المنتهية اليوم، إلى 900 مليون دولار من 1.1 مليار دولار قبل عام. وقالت إنّ النشاط انخفض في الربع الثالث 23.1% مقارنة مع انخفاض 51.6% قبل عام، وذلك دون ذكر أرقام محددة.
وقالت وزارة التخطيط إنّ معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي ارتفع إلى 4.77% في الربع الثالث من السنة المالية 2024-2025 مقارنة مع 2.2% في الفترة نفسها من العام السابق، مع تعافي نشاط الصناعات التحويلية. تمتد السنة المالية في مصر من يوليو/ تموز إلى يونيو / حزيران. وأضافت الوزارة أن هذا هو أعلى معدل فصلي في ثلاث سنوات، مما "يعكس تعافياً مستداماً ومرونة متزايدة للاقتصاد في مواجهة حالة عدم اليقين العالمية".
ونما نشاط الصناعات التحويلية 16.3% في الربع الثالث، متعافياً من انخفاض 3.9% سجله في الفترة نفسها من السنة المالية السابقة. وتواصل التراجع في نشاط استخراج النفط والغاز الطبيعي الذي انكمش 10.38%.
ضغوط على قناة السويس
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مايو/ أيار، تطلع بلاده إلى إنشاء منطقة صناعية أميركية داخل المنطقة الاقتصادية في قناة السويس، مشدداً على أن مصر مستعدة لتقديم كلّ التسهيلات اللازمة للمستثمرين الأميركيين. جاء ذلك بعدما التزمت الحكومة المصرية بعدم الرد على مطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مصر وبنما بالسماح للسفن الأميركية بالمرور عبر قناتي بنما والسويس مجاناً ودون دفع رسوم عبور، وادعى ترامب أنّ هاتين القناتين ما كانتا لتوجدا لولا الولايات المتحدة الأميركية. 
كتب الرئيس الأميركي أنه ينبغي السماح للسفن العسكرية والتجارية الأميركية بالمرور بقناة السويس وقناة بنما مجاناً، لأنه من دون الولايات المتحدة، لن تكون هذه القنوات المائية موجودة، مؤكداً في منشور له على منصته الخاصة للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال" أنه طلب من وزير الخارجية ماركو روبيو الاهتمام بهذا الوضع وتوثيقه على الفور.
وجاءت تصريحات ترامب في وقت تواجه قناة السويس نزيفاً يومياً من الخسائر الفادحة بالدخل، وتراجع عدد السفن المارة بالقناة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مع توقف شركات الشحن الدولية الكبرى عن المرور بالقناة واستخدام المسار التجاري الضخم الذي يربط بين آسيا وأوروبا مروراً بالبحر الأحمر، لقيام جماعة الحوثي في اليمن بقصف السفن الأميركية والإسرائيلية والمتحالفة معها في العدوان على قطاع غزة.
يقدر خبراء صندوق النقد الدولي عدد السفن الأميركية التي تمر بقناة السويس، بما بين 1000 و2000 سفينة سنوياً تمثل بين 5% و10% من إجمالي عدد السفن التي تصل إلى نحو 20 ألف سفينة في المتوسط، تحمل نحو 12% من الحركة التجارية العالمية، بما يشير إلى دفع السفن الأميركية رسوم عبور تُقدّر ما بين 500 مليون إلى مليار دولار بإجمالي إيرادات القناة. بحسب تصريحات رئاسية، تحقق قناة السويس خسائر بقيمة 800 مليون دولار شهرياً، بسبب انخفاض حركة المرور بالبحر الأحمر والقناة، منذ يناير/ كانون الثاني 2024.
(رويترز، العربي الجديد)
## السيسي: السلام لا يولد بالقصف أو يفرض بالقوة
30 June 2025 10:36 AM UTC+00
دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، المصريين إلى "تماسك الصفوف" محذراً من مواجهة مصر تحديات داخلية وخارجية، تعرضها لمخاطر شديدة. وأضاف السيسي في كلمة مصورة بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لاحتجاجات 30 يونيو/ حزيران 2013: "أخاطب المصريين اليوم، والمنطقة بأسرها تئن تحت نيران الحروب، من أصوات الضحايا التي تعلو من غزة المنكوبة، إلى الصراعات في السودان وليبيا وسورية واليمن والصومال. ومن منبر المسؤولية التاريخية أناشد أطراف النزاع، والمجتمع الدولي، بالاحتكام إلى صوت الحكمة والعقل، من أجل تجنيب شعوب المنطقة ويلات التخريب والدمار".
وأردف السيسي أن "مصر داعمة دائماً للسلام، وتؤمن بأنه لا يولد بالقصف، أو يفرض بالقوة، أو يتحقق بتطبيع ترفضه الشعوب، إذ إن السلام الحق يبنى على أسس العدل والإنصاف والتفاهم. واستمرار الحرب والاحتلال لن ينتج سلاماً، بل يغذي دوامة الكراهية والعنف، ويفتح أبواب الانتقام والمقاومة التي لن تغلق". واستدرك بالقول: "كفى عنفاً وقتلاً وكراهيةً، وكفى احتلالاً وتهجيراً وتشريداً. إن السلام وإن بدا صعب المنال، فهو ليس مستحيلاً، فقد كان دوماً خيار الحكماء. ولنستلهم من تجربة السلام المصري - الإسرائيلي في سبعينيات القرن الماضي، التي تمت بوساطة أميركية، برهاناً على أن السلام ممكن إن خلصت النوايا". أتم السيسي حديثه بالقول إن "السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
وتواجه مصر أزمة متفاقمة في جمع السيولة اللازمة لسداد الديون الخارجية، التي تضاعفت في سنوات حكم السيسي من نحو 43 مليار دولار إلى أكثر من 155 ملياراً بنهاية 2024، من أجل تمويل مشاريع مثل العاصمة الإدارية الجديدة، والطرق والجسور المرورية، والسكك الحديدية عالية السرعة، الأمر الذي رافقه انهيار في قيمة العملة المحلية، التي تراجعت من نحو سبعة جنيهات للدولار إلى ما يناهز 50 جنيهاً.
وتسببت الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران، وإن لم تكن على الأراضي المصرية، في اضطرابات في أسواق النفط والطاقة العالمية، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الوقود والقمح والنقل، وكلها عناصر تستوردها مصر بكميات ضخمة. وتتوقع الحكومة ارتفاع الفجوة التمويلية في موازنة العام المالي 2025-2026 بأكثر من 25%، لتصل إلى 3.6 تريليونات جنيه، وهو ما يعادل نحو 70 مليار دولار، وفقاً لتوقعات سعر الدولار في الموازنة. من جهتها، تقدّر منظمات حقوق الإنسان، أن عشرات الآلاف من الأشخاص، بينهم نشطاء ليبراليون وإسلاميون، قد سُجنوا، على خلفية قضايا ذات طابع سياسي منذ 2013.
## ضحايا الجنرالات الأفغان... إرث الفساد يعقّد المصالحة المجتمعية
30 June 2025 10:42 AM UTC+00
لا يزال إرث الجنرالات الأفغان، سادة البلاد في عهدها السابق، حاضراً فانتهاكاتهم وخصوماتهم القبلية المعتمدة على نفوذهم تسبّبت في تفكيك الثقة بين مكونات المجتمع، وزادت من حدّة الانقسامات، ما أضعف فرص المصالحة الوطنية.
- أثناء عمل الخمسيني الأفغاني محمد ولي خان وابنه سلمان (22 عاماً) في حقلهم، بمنطقة خواجه بهاء الدين في ولاية تخار شمالي البلاد، اقتحمت عناصر تابعة للجنرال عبد الرشيد دوستم، نائب الرئيس الأفغاني السابق المكان في يناير/كانون الثاني 2018، وأطلقوا الرصاص باتجاه مزرعته والحقول المجاورة لإرغامه وجيرانه العشرة على تركها ومغادرة المنطقة بأكملها.
قتل سلمان مع ثلاثة آخرين في تلك العملية التي سبقتها اقتحامات أخرى، راح ضحيتها ستة أشخاص، كما يقول ولي خان، مضيفاً لـ"العربي الجديد": "بعد مقتل ابني، سيطر رجال دوستم على الأرض وأجبرونا على مغادرة المنطقة"، وهو ما تكرّر في أماكن متعدّدة على يد ما يسمى بمليشيات "جونبش" الموالية للجنرال دوستم المنتمي إلى عرقية الأوزبك، والذي تورطت قواته في انتهاكات وجرائم عديدة استهدفت الإثنيات المختلفة، من بينها "قتل خمسة أشخاص وإصابة 12 آخرين، ينتمون لعرقية البشتون (إحدى أقدم وأكبر الجماعات السكانية في أفغانستان وباكستان) في ولاية فارياب شمالي أفغانستان"، بحسب تقرير "أفغانستان: قوات مرتبطة بنائب الرئيس تُرهب القرويين"، الصادر عن منظمة هيومن رايتس وواتش في يوليو/ تموز 2016.
وعلى غراره، استغل الجنرال عبد البصير سالانغي (من عرقيّة الطاجيك)، منصبه حاكماً لولاية فراه غربي البلاد، وشنّ حملات ضد منافسيه القبليين من البشتون، بحسب ما يوضحه العميد صديق الله راغب محمد، المدير السابق للمخابرات - فرع كابول، مؤكداً في شهادته لـ"العربي الجديد"، أن الأجهزة الأمنية كانت بمثابة أداة لخدمة المصالح الشخصية والقبلية بدلاً من خدمة المواطنين.
 
استغلال النفوذ في تصفية الخصوم
بلغ عدد جنرالات الجيش الأفغاني 1200 جنرال في عام 2018، بعضهم حصلوا على هذه الرتبة الرفيعة على أساس الانتماء القومي والعرقي، والمحاباة، أو جزء من التسويات السياسية، كما يقول العميد محمد، مضيفاً: "هذا السلوك ساعد على ترسيخ ثقافة الإفلات من العقاب وخلق بيئة أمنية مسيّسة وفاسدة وصراعات قبلية لا تزال آثارها وأحقادها حتى اليوم".
استخدم الجنرالات الأجهزة الأمنية لخدمة مصالحهم الشخصية والقبلية
تتضح إفادة محمد عبر رصد انتهاكات وتصفيات للخصوم من ثمانية جنرالات آخرين، منهم عطاء محمد نور الحاكم السابق لولاية بلخ شمالي البلاد، وقد كان يمول مليشيات محلية تورطت في جرائم خطف وابتزاز، وعبد الحكيم شوجويي، الجنرال في الحرس الوطني السابق وقائد مليشيا هزارية (مجموعة عرقية ودينية)، تورطت في قتل 17 شخصاً في مناطق مختلفة من ولاية أروزکان وسط البلاد، والجنرال بسم الله خان محمدي، الذي شغل مواقع عسكرية وسياسية بارزة عدّة، ابتداء من رئاسة هيئة أركان الجيش الوطني بين عامَي 2002 و2010، ثم وزيراً للداخلية حتى عام 2012، ووزيراً للدفاع حتى عام 2021، وأسد الله خالد، الذي ارتكب شخصياً أو أمر بارتكاب أعمال تعذيب وقتل عندما كان رئيساً لجهاز الأمن الوطني حتى ديسمبر/كانون الأول 2012، والجنرال عبد الرزاق أشاكزاي، الذي تولى قيادة شرطة الحدود في عام 2011، ثم قاد شرطة قندهار حتى عام 2018، ومارس خلال تلك الفترة عمليات تعذيب في مراكز الاحتجاز، ونفذ عمليات إعدام خارج نطاق القضاء، وفق ما وثقه معد التحقيق عبر إفادات المصادر وتقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس وواتش في مارس/آذار 2015 بعنوان "كلّنا سنموت اليوم"، ويتطابق ما جاء فيه مع إفادة محمد سفير أختر أحد زعماء قبيلة نورزي (تنتمي إلى فرع بانجباي من البشتون الدراني) في ولاية قندهار جنوبي البلاد، والذي يقول: "على سبيل المثال لا الحصر، الجنرال أشاكزاي، كان يقتل أو يسجن كلّ مَن كان يقف في وجهه، مستهدفاً خصومه من قبيلة نورزي وكلّ من تجرأ رافضاً الخضوع لفساد المقربين منه"، ويضرب مثالاً برجل من قبيلة نورزي أراد أحد المقربين من أشاكزاي، أن يتزوج بابنته القاصر لكنّه رفض، فداهمت قوات الأمن منزله في قندهار واعتقلته بتهمة انتمائه لحركة طالبان، ليجري إخفاؤه في أحد مراكز الاحتجاز التابعة للجنرال أشاكزاي، قبل أن تدفع أسرته 20 ألف دولار للإفراج عنه.
وضمن هذا النمط كوَّن بعض الجنرالات مليشيات محلية، مارست الخطف والقتل وفرض الإتاوات على السكان، كما يقول الثمانيني عبد الستار خان، أحد زعماء قبيلة وزير (مجموعة عرقية من قبائل البشتون)، الذي عايش فترة الحكومة الشيوعية المدعومة من الاتحاد السوفيتي، والحرب الأهلية المعروفة بفترة المجاهدين، وما تلا ذلك من أحداث، مضيفاً لـ"العربي الجديد": "الجنرالات استخدموا مناصبهم الأمنية والحكومية لأغراض شخصية وانتقامية لتصفية خصومهم واليوم ما تزال آثار تلك الانتهاكات مستمرة".
 
الانتقام على أساس عرقي
تحوّل الصراع القبلي إلى جزء من معادلة الاستحواذ على النفوذ السياسي والأمني في أفغانستان، وفق أختر، الذي تعرض أبناء قبيلته نورزي، لانتهاكات مختلفة من الجنرال عبد الرزاق الذي ينتمي إلى قبيلة أشاكزاي (إحدى قبائل البشتون)، مستخدماً نفوذه قائداً لشرطة قندهار. ومن بينهم المولوي بعث الله خان نورزاي، الذي اعتقلته عناصر تابعة للجنرال أشاكزاي، في السابع عشر من أغسطس/آب 2016، ليجري إخفاؤه في مركز احتجاز بمدينة قندهار، وبعد ثمانية أشهر من الاعتقال، ذهب شقيقه محمد داد الله خان، إلى أشاكزاي الذي شغل قائد شرطة قندهار حتى أكتوبر/تشرين الأول 2018، برفقة عدد من أفراد قبيلته، لمعرفة مصير شقيقه، فأخبره بأنه محتجز في أحد سجون الاستخبارات، بسبب انتمائه لحركة طالبان، كما يقول خان لـ"العربي الجديد"، مضيفاً أن أحد أفراد قبيلة أشاكزاي القريب من عبد الرزاق، ويدعى شمس الله أشاكزاي كان يعاقب وينتقم من كل شخص من قبيلة نورزي خاصة التجار منهم وأصحاب النفوذ، نافياً أن يكون لشقيقه الذي أُفرج عنه لاحقاً بعد دفع 60 ألف دولار أميركي، دون محاكمة، أي صلة بحركة طالبان.
وبالعودة إلى محمد خان أحد المقربين من الجنرال أشاكزاي، أقر أن الصراع القبلي كان سائداً في أفغانستان، لكنه يقول لـ"العربي الجديد" إنّ الجنرال أشاكزاي كان مسؤولاً أمنياً، والكثير من القبائل أو الزعماء القبليين جرى توقيفهم بناءً على التقارير الاستخباراتية مع أن بعضها تكون خاطئة أحياناً".
لكنّ اللواء المتقاعد في الجيش الأفغاني نور ولي نورزاي، يقول إنّ التنافس للسيطرة على طرق التهريب في مناطق حدودية مهمة جنوبي أفغانستان، كان سبب تفاقم التوتر بين القبيلتَين، مضيفاً أن الصراع بين قبيلتَي نورزي وأشاكزاي، بدأ في تسعينيات القرن الماضي بعد مقتل والد الجنرال أشاكزاي، مالك خان، على يد عناصر من قبيلة نورزي، ما أشعل نار الثأر بين الطرفَين، ليتطور الأمر مع مرور الوقت إلى مواجهات مسلحة بينهما.
وتجدّدت الأعمال الانتقامية من فصائل من قبيلة نورزي ضد خصومهم من أشاكزاي حتى بعد انسحاب القوات الأميركية في عام 2021، وفق ولي نورزاي، قائلاً لـ"العربي الجديد": "هذا الصراع القبلي لم يعد مجرد خلاف محلي، إذ تحوّل إلى جزء من معادلة للسيطرة في المنطقة". وهو ما يؤكده مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات الأفغانية السابقة (فضل عدم الكشف عن اسمه، حفاظاً على أمنه الشخصي)، مشيراً إلى تورط بعض الجنرالات في تهريب المخدرات إلى البلاد، مستغلين بذلك عملهم في أجهزة أمنية أو قربهم من المسؤولين في الحكومات السابقة.
 
نار تحت الرماد
ساد مناخ من الخوف خاصّة بعد تصفية الخصوم وتهجير الكثير من الأسر، وتفجر النزاعات المسلَّحة بين القبائل، كما يقول اللواء المتقاعد نورزاي، موضحاً أن تصفية الجنرالات لخصومهم السياسيين أو القبليين، أدى إلى تفكّك الثقة بين مكونات المجتمع، وزاد من حدة الانقسامات القبلية والعرقية، الأمر الذي أضعف فرص المصالحة الوطنية.
الصراعات القبلية زادت من حدّة الانقسامات بين مكونات المجتمع
والسبب في ذلك، كما يقول المحامي الأفغاني محمد فؤاد يوسفي، عدم تحقيق العدالة من خلال ملاحقة ومعاقبة الجنرالات الذين تورطوا بانتهاكات ضدّ خصومهم، بينما يشير الأستاذ الجامعي السابق في كلية الحقوق بجامعة كابول، الدكتور عبد القوي نصرتي، إلى وجود عقبات أمام ملاحقة هؤلاء، منها العفو العام من حكومة طالبان لوقف أعمال الانتقام والخصومات الدائرة بين القبائل، خاصة أن كل جنرال ينتمي إلى قبيلة ويمكن أن تدافع عنه إذ لزم الأمر، فضلاً عن خوف الضحايا من عودة الجنرالات مرة أخرى إلى الحكم ومعاقبتهم مجدّداً.
وللرد على ما سبق، قال الناطق الرسمي باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، لـ"العربي الجديد": "إذا كان ملف القضية معزّزاً بالأدلة فلا داعي للخشية من التقدم بشكوى ضد أي شخص، استغل قوته للبطش بالناس"، مضيفاً لـ"العربي الجديد"، أنّ الحكومة الحالية "ستقدم الحماية لكلّ من يرفع شكوى ضد من ارتَكب انتهاكات ضدّه أو بحق فرد من عائلته".
وهذا ما كان يتمناه ولي خان، لكنّه اكتفى بعد عودته من ولاية قندوز شمالي البلاد، التي نزح إليها مع عائلته، باستعادة أرضه من عناصر الجنرال عبد الرشيد دوستم الذين هربوا منها بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد في أغسطس/آب 2021، كما يقول، مضيفاً أن دوستم هرب إلى تركيا، فيما فرّ جنرالات آخرون إلى أوزبكستان وطاجيكستان، ومنهم "الجنرال إسماعيل خان الحاكم السابق لولاية هرات غربي أفغانستان، وعبد البصير سالانغي"، كما الضابط السابق بوزارة الدفاع، صديق الله راغب محمد، لكنّ إرثهم من الظلم والانتهاكات لا يزال باقياً.
## سوء التغذية ينهش أجساد أطفال غزة... عشرات الآلاف في خطر
30 June 2025 10:47 AM UTC+00
تتسع رقعة المأساة في قطاع غزة وسط الحصار المستمر والحرب المتواصلة، لتشمل الأطفال، الذين باتوا من أكثر فئات المجتمع هشاشة وعرضة للأمراض والمخاطر الصحية، بسبب سوء التغذية المتفاقم الناتج عن انعدام الأمن الغذائي وفقدان الرعاية الصحية الأساسية. وبفعل الحصار الطويل وتدمير سلاسل الإمداد الغذائية، يعاني عشرات الآلاف من أطفال غزة من نقص حاد في العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتينات، الحديد، الكالسيوم، الزنك، وفيتامين A وD، وهي عناصر ضرورية لنمو الأطفال الجسدي والعقلي، بينما تعتمد عائلات على وجبة بسيطة أو وجبتين يوميا، تفتقر في الغالب إلى التنوع أو الكمية الكافية.
ويشير العديد من التقارير الطبية الصادرة عن الجهات المحلية المختصة والمؤسسات الدولية المعنية بالطفل إلى انتشار كبير لحالات سوء التغذية وما يرافقها من هزال نتيجة انخفاض الوزن مقارنة بالطول، وفقر الدم بسبب نقص الحديد، وضعف المناعة، ما يجعل الأطفال عرضة للأمراض الفيروسية والبكتيرية. ورُصدت حالات لأطفال لا تتجاوز أعمارهم السنة الواحدة، يعانون من انخفاض حاد في الوزن، مع جفاف الجلد وتساقط الشعر، وهي علامات واضحة على نقص البروتين والطاقة، في الوقت الذي تسببت ظاهرة سوء التغذية بوفاة أطفال لم يحتملوا الآثار الجانبية القاسية. ولا يؤثر سوء التغذية على المظهر الخارجي أو النمو البدني فقط، بل يؤدي إلى تأخر في النمو العقلي والمعرفي، ما يضعف القدرة على التعلم في المستقبل، ومشكلات سلوكية ونفسية، نتيجة الشعور المستمر بالجوع وسوء الحالة الصحية، كذلك زيادة احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب في مراحل لاحقة من الحياة.
سوء التغذية ينذر بكارثة صحية في غزة
وفي ظل تدمير البنية التحتية للمستشفيات ونقص الأدوية والمكملات الغذائية، يجد القطاع الصحي نفسه غير قادر على مواجهة هذا التدهور الصحي، ولا يملك أدوات التدخل المبكر للكشف عن سوء التغذية أو التعامل مع نتائجه. وفي الوقت ذاته، حذر العديد من المنظمات الدولية مرارا من كارثة صحية في غزة، مشيرة إلى أن واحدا من كل ثلاثة أطفال دون سن الخامسة يعاني من شكل من أشكال سوء التغذية، فيما يواجه بعضهم خطر الموت إن لم يتم توفير الغذاء العلاجي العاجل.
وتعاني الفلسطينية سمية عبد ربه من تدهور الحالة الصحية لطفلها يزن (6 سنوات) من جراء تعرضه لسوء التغذية ونقصان وزنه بشكل تدريجي، الأمر الذي بات يؤثر بشكل واضح على وزنه وشكل جسمي الخارجي، إلى جانب الهزال والدوار المتواصل الذي يشعر به. وتلفت عبد ربه وتعيش داخل خيمة نزوح وسط مدينة غزة لـ "العربي الجديد" إلى أنها عرضت طفلها على الأطباء وأجرت الفحوصات اللازمة، وقد أفادها الأطباء بضرورة متابعة حالته وتوفير الأغذية الصحية والفيتامينات التي يحتاجها جسد طفلها الهزيل. وتبين عبد ربه مدى صعوبة توفير المتطلبات الخاصة بأسرتها بشكل عام، وطفلها يزن بشكل خاص، في ظل النقص الشديد في مختلف المواد الغذائية من جراء إغلاق المعابر، ومنع دخول المواد الغذائية والإمدادات الأساسية اللازمة.
سوء التغذية يشكل خطرا جسيما على حياة الأطفال وصحتهم العامة، حيث يزيد من معدلات الإصابة بالأمراض الأخرى
ويتشابه واقع الطفل يزن مع الآلاف من أقرانه، وتقول الفلسطينية سارة الخالدي النازحة من حي الزيتون إلى خيمة في شارع الجلاء وسط مدينة غزة إنها لاحظت تغيرات على ملامح طفلتها سجى (4 أعوام) فعرضتها على الأطباء وأجرت فحص الدم لتتبين إصابتها بفقر الدم نتيجة سوء التغذية الحاد. وتبين الخالدي لـ "العربي الجديد" أنها تحاول طوال الوقت برفقة زوجها توفير الطعام الصحي لطفلتهما وأسرتهما، إلا أنهما يصطدمان بالنقص الشديد في الأسواق، والأسعار الخيالية للكميات الشحيحة المتوفرة، والتي لم يعد بمقدور الأسرة توفيرها من جراء فقدانها مصدر دخلها الوحيد.
وتلفت الخالدي إلى تزامن ذلك النقص، والعجز عن توفير متطلبات الأسرة وفي مقدمتها الطعام، مع توقف المساعدات الإنسانية نتيجة إغلاق المعابر والشلل التام في المنظومة الإغاثية من جراء التوقف عن توزيع المساعدات وفق الآلية القديمة، واستبدالها بآلية مريبة لا تمكن الفلسطينيين من الوصول إلى أبسط مقومات الحياة الأساسية. وتشير إلى أن ذلك الواقع الصعب والقاسي يترافق كذلك مع شلل تام في المنظومة الصحية من جراء استهداف المستشفيات ومنع دخول الأدوية والفيتامينات والمكملات الغذائية الخاصة بحالة طفلتها والآلاف من الأطفال، وتقول: "أشعر برعب حقيقي ومتزايد على طفلتي يوما بعد الآخر".
في الإطار ذاته، تقول مسؤولة مكتب الإعلام والتواصل في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" في غزة إيناس حمدان، إن قطاع غزة يشهد ارتفاعا ملحوظا في معدلات سوء التغذية بين الأطفال، خاصة الفئة العمرية من 6 إلى 59 شهرًا. وتبين حمدان لـ "العربي الجديد" أن تزايد معدلات سوء التغذية يعود إلى عدة أسباب، أبرزها استمرار الحرب والحصار وإغلاق المعابر والوضع الاقتصادي المتدهور، بالإضافة إلى ضعف الوصول إلى الغذاء الصحي والخدمات الصحية الأساسية، الأمر الذي يؤدي إلى تزايد أعداد الأطفال المعرضين لخطر سوء التغذية، مشددة على أنه نتيجة لاستمرار الوضع الحالي دون حلول فعالة، فإن خطر المجاعة يلوح في الأفق وقد يصبح على الهاوية.
وبخصوص أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية بشكل عام، وكذلك أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحادة تلفت حمدان إلى أنه ومنذ يناير/ كانون الثاني 2024 وحتى منتصف يونيو/ تموز 2025، نظم الفريق الصحي الخاص بالتغذية فحصا مسحيا لـ 222.022 طفلاً باستخدام محيط منتصف الذراع (MUAC) للأطفال من عمر 6 إلى 59 شهرا في المراكز الصحية بالإضافة إلى النقاط الطبية التابعة لأونروا. وقد تم تسجيل 14.172 حالة إصابة بسوء التغذية. ومن بين الحالات التي تم فحصها، تشير حمدان إلى أن من بينها 12245 طفلا تم تسجيلهم في برامج العلاج الخارجي لسوء التغذية المتوسط (MAM)، و1.927 طفلا تم تسجيلهم للعلاج الخارجي من سوء التغذية الحاد الوخيم (SAM).
وفي ما يتعلق بمخاطر سوء التغذية على حياة الأطفال ومستقبلهم، تبين حمدان أن سوء التغذية يشكل خطرا جسيما على حياة الأطفال وصحتهم العامة، حيث يزيد من معدلات الإصابة بالأمراض الأخرى، ويضعف مناعة الجسم، ويعرضهم لمضاعفات قد تؤدي إلى الوفاة في حال غياب التدخل العلاجي المناسب. كما يؤثر سوء التغذية وفقا لحمدان على نمو الطفل البدني والعقلي، ويحد من قدراته التعليمية والإنتاجية في المستقبل مما يهدد بفقدان جيل كامل إذا استمر الوضع دون تدخل فعال.
وتشدد حمدان على ضرورة ضمان وصول الغذاء الصحي والمتوازن لجميع الأسر، خاصة الفئات الأكثر هشاشة، ودعم البرامج الصحية والتغذوية التي تقدم الرعاية للأطفال المصابين بسوء التغذية ومتابعتهم بشكل منتظم، إلى جانب تعزيز التوعية المجتمعية حول أساليب التغذية السليمة وطرق الوقاية من سوء التغذية. وتشير إلى ضرورة توفير الدعم الإنساني المستدام لتحسين الوضع الاقتصادي للأسر، بما يقلل من معدلات الفقر ويعزز الأمن الغذائي، والعمل على فتح المعابر وضمان تدفق الغذاء والمساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق، كذلك السماح للأونروا وجميع الجهات الإنسانية بأداء عملها وتقديم خدماتها دون قيود لضمان استمرارية الرعاية الصحية والغذائية للأطفال.
## الأنصاري: نرى مواقف إيجابية أميركية للتوصل إلى اتفاق في الملف النووي الايراني
30 June 2025 10:55 AM UTC+00
## الأنصاري: لا يوجد أي شيء يمنع دخول المساعدات لغزة إلا الموقف الإسرائيلي والمساعدات متكدسة على حدود القطاع
30 June 2025 10:57 AM UTC+00
## المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري: لا يمكن القول إن هناك إطار زمني للتوصل إلى اتفاق في شأن غزة
30 June 2025 10:59 AM UTC+00
## رئاسة جديدة للمحكمة الاتحادية العليا في العراق: تفاؤل باستقلاليتها
30 June 2025 11:05 AM UTC+00
شهدت المحكمة الاتحادية العليا في العراق تحولاً لافتاً، مع إحالة رئيسها على التقاعد، وتسمية بديل عنه، في خطوة تعيد الأضواء إلى المؤسسة الأهم في مؤسسات الدولة في البلاد، والتي أناط بها الدستور الفصل بين السلطات الثلاث، وإنفاذ نتائج الانتخابات وتصديقها، ومع هذا التغيير عبّر سياسيون عراقيون عن تفاؤلهم بإبعاد "الهيمنة السياسية" عن قرارات المحكمة.
وكان مجلس القضاء الأعلى في العراق قد أعلن أمس الأحد، موافقته على إحالة رئيس المحكمة الاتحادية جاسم محمد العميري على التقاعد، وترشيح بديل عنه، منهياً بذلك أزمة امتدت لعدة أيام داخل الجهاز القضائي العراقي، نشأت بسبب اختلافات في تفسير الصلاحيات بين المحكمة الاتحادية من جهة، ومجلس القضاء الأعلى من جهة أخرى. وجاء القرار بعد أيام من استقالة ستة من أعضاء المحكمة، مع ثلاثة قضاة احتياط، لتتضح أكثر حدة الأزمة القضائية، التي رفضت القوى السياسية الرئيسة التدخل فيها، بما فيها رئاستا الجمهورية والبرلمان.
ووفقاً للنائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ماجد شنكالي، فإن "المحكمة ستعاود عملها قريباً". وقال في تصريح اليوم الاثنين، إن "العميري أخطأ كثيراً أثناء رئاسته المحكمة، وأن أخطاءه دفعت القضاة التسعة إلى تقديم استقالاتهم"، مبيناً أن "القضاة أكدوا أن العميري أراد إدخال المحكمة بالجانب السياسي، وهو ما يؤثر على استقلاليتها". وأشار إلى أن "استقالات القضاة التسعة لم تُقبل، وفقط قُبلت استقالة العميري وإحالته على التقاعد، وتم اختيار البديل الاحتياط ليحلّ محله"، مؤكداً أن "التغيير الحالي بالمحكمة هو فقط أن العميري خارجها، وهي محتفظة بهيكليتها".
تفاؤل بشأن استقلالية المحكمة
وفي السياق، أبدى وزير الخارجية العراقي الأسبق، هوشيار زيباري، تفاؤلاً باستقلال السلطة القضائية، وقال في تدوينة له على منصة إكس، "العدل أساس الملك، وبعد الأزمة القضائية مع المحكمة الاتحادية العليا، حان الوقت أن يطالب الجميع بإعادة تشكيل المحكمة الاتحادية وفق الدستور، ووفق المادة 92؛ ثانياً، لكي يتحقق الاستقرار السياسي لدولة العراق الاتحادية الديمقراطية الموحدة ويتحقق استقلال القضاء بعيداً عن التسيس".
العدل أساس الملك. و بعد الأزمة القضائية مع المحكمة الاتحادية العليا،فقد حان الوقت ان يطالب الجميع بإعادة تشكيل المحكمة الاتحادية و فق الدستور ووفق المادة ٩٢ ثانيا لكي يتحقق الاستقرار السياسي لدولة العراق الاتحادية الديمقراطية الموحدة و يتحقق استقلال القضاء بعيدا عن التسيس .
— Hoshyar Zebari (@HoshyarZebari) June 29, 2025
من جانبه، أكد الأكاديمي والمختص بالشأن الدستوري العراقي غسان الجنابي، لـ"العربي الجديد"، أن "المحكمة الاتحادية لا تخضع للسلطة التنفيذية أو التشريعية، وتتمتع باستقلال قضائي، وأن اختيار رئيسها يجري بعد أن يتم بالتصويت والتوافق داخل السلطة القضائية حصراً، وبعد اختياره يتم إصدار مرسوم جمهوري بتثبيته بناء على الترشيح أو التوصية الصادرة عن الجهات القضائية". وأشار إلى أن "اختيار الرئيس يستند إلى قانون رقم 30 لسنة 2005، وأن هذا القانون لم يُستبدل، ويعاني من فرغات تنظيمية، أبرزها عدم وجود نص واضح بشأن اختيار رئيس المحكمة"، مرجحاً أن "ذلك لن يكون له تأثير على تجاوز الأزمة".
وفي الأيام الماضية، أثير جدل بشأن العميري (61 عاماً)، وإمكانية إقالته أو استقالته أو إحالته على التقاعد، وكانت مصادر مطلعة كشفت لـ"العربي الجديد"، عن توجيه اتهامات إلى العميري بالتفرد في القرارات، وتخطي صلاحيات المحكمة الدستورية والقانونية، ومحاباة قوى سياسية وحزبية مختلفة، فضلاً عن أنه أخطأ في تفسيرات وقوانين وفتاوى صدرت عن المحكمة بدوافع سياسية، وهو في أزمة حقيقية ستدفعه في النهاية إلى ترك منصبه سواء بالاستقالة أو الدفع نحو طلب الإحالة على التقاعد.
وخلال فترة تولي العميري رئاسة المحكمة الاتحادية، وُجهت إلى المحكمة اتهامات كثيرة بشأن التعامل "غير المهني" مع عدد من القضايا الحساسة، وأنها محسوبة على "الإطار التنسيقي"، ومن بين قراراتها المثيرة للجدل، سحب السلطة المالية من كردستان، وإقالة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، وإيقاف العمل بقانون العفو العام بطريقة غير قانونية، وانتزاع حق تشكيل الحكومة من الكتلة الفائزة في انتخابات البرلمان عام 2010، كانت آنذاك "ائتلاف العراقية" بزعامة إياد علاوي، ومنِح المالكي فرصة للبقاء لولاية ثانية. كذلك حكمت بإعادة فرز الأصوات يدوياً في انتخابات 2018، بناءً على طلب زعماء أحزاب، وأبرزهم المالكي، وقضت أيضاً بعدم دستورية قانون النفط والغاز لحكومة إقليم كردستان العراق وإلغائه، ثم الحكم بمنع تمويل رواتب موظفي الإقليم، وأخيراً الطعن باتفاقية خور عبد الله مع الكويت، التي تنص على ترسيم الحدود المائية بين العراق والكويت.
وتتلخص مهام المحكمة الاتحادية بـ"الرقابة على دستورية القوانين والأنظمة النافذة، وتفسير نصوص الدستور، والفصل في القضايا التي تنشأ عن تطبيق القوانين الاتحادية، والقرارات والأنظمة والتعليمات والإجراءات الصادرة عن السلطة الاتحادية، والفصل في المنازعات القضائية والإدارية التي تحصل بين الحكومة الاتحادية وحكومات الأقاليم والمحافظات والبلديات والإدارات المحلية، والفصل في الاتهامات الموجهة إلى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء والوزراء، والتصديق على النتائج النهائية للانتخابات العامة لعضوية مجلس النواب.
## مؤتمر الجالية العربية في لندن: من الإغاثة إلى التأثير السياسي
30 June 2025 11:05 AM UTC+00
نظّمت منصّة "عرب لندن" في بريطانيا أمس الأحد مؤتمر الجالية العربية الذي عقد دورته الأولى تحت عنوان "الوفاء لأصدقاء فلسطين"، في العاصمة لندن، بهدف توحيد الصفوف وبناء حضور فاعل يتجاوز العمل الخيري نحو فعل سياسي منظم ومؤثر بخصوص القضية الفلسطينية. افتتح المؤتمر رئيس تحرير منصة عرب لندن، الصحافي محمد أمين، وأكد أن الجالية تواجه تحديات متشابكة، من تصاعد اليمين المتطرف إلى تداعيات العدوان على غزة ومشكلات الاندماج، ومشدّداً على ضرورة تنسيق الجهود ووضع رؤية موحدة تفعّل طاقات العرب في بريطانيا.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أشار السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة، حسام زملط، إلى أن نحو مليار جنيه من تبرعات الجاليات العربية والمسلمة في بريطانيا تُوجَّه سنويًا إلى العمل الإغاثي، بينما لا يُخصص للعمل الاستراتيجي سوى أقل من 1%. وقال: "نحن ننزف ونحتاج الضمادات، لكن لا يجوز الاكتفاء بتضميد الجراح. علينا اقتلاع مسببات النزيف من جذورها". وأضاف زملط أن الجاليات الفلسطينية في الخارج تبرعت بأكثر من أربعة مليارات دولار لدعم قضايا متعلقة بفلسطين، مما يجعلها من بين أكثر الجاليات سخاءً على مستوى العالم نسبةً إلى عددها، إلا أن حجم المساهمة في ما يُعرف بـ"العمل الاستراتيجي" لا يتجاوز 45 مليون دولار سنويًا، أي ما يعادل ثلاثة دولارات فقط للفرد الواحد سنويًا.
ويُقصد بالعمل الاستراتيجي الجهود التي تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق التحرر ووضع حدّ للمعاناة، وفي مقدمتها معركة السردية التي تسعى إلى استعادة الرواية الفلسطينية من التحريف والتشويه، كما تفعل بعض المنصات الإعلامية مثل "عرب لندن". يضاف إلى ذلك المسار القانوني، حيث يؤكد ناشطون أن القانون الدولي والشرعية تقفان إلى جانب القضية الفلسطينية، لكن هذا القانون نفسه كثيرًا ما استُخدم سلاحا لإغلاق مؤسسات فلسطينية بحجج وذرائع قانونية واهية، رغم توافر كفاءات قانونية فلسطينية بارزة قادرة على قلب المعادلة.
من جهته، شدد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، على أهمية "معركة الرواية" في الغرب، معتبرًا أن التظاهرات الضخمة في لندن ومدن أوروبية "عرّت الاحتلال"، داعيًا الجالية إلى استثمار هذا الزخم الشعبي لتحقيق تأثير سياسي ملموس داخل البرلمانات. أما المدير التنفيذي لمجلس التفاهم العربي البريطاني، كريس دويل، فأكد أن العرب في بريطانيا أحرزوا تقدمًا كبيرًا منذ التسعينيات، مشيرًا إلى وصول شخصيات بارزة من أصول عربية إلى مواقع مؤثرة، مثل النائبة ليلى موران ورئيسة تحرير "فايننشال تايمز" رولا خلف، لكنه دعا إلى استثمار هذا التقدم لبناء حضور سياسي مؤثر.
وحذّرت الكاتبة والطبيبة الفلسطينية البريطانية، غادة الكرمي، من اختزال الصراع في الاحتلال الإسرائيلي وحده، معتبرة أن المشكلة أوسع وتتعلق بنظام دولي يسمح بارتكاب الجرائم دون محاسبة. ودعت الجالية إلى فهم تركيبة المجتمعات الغربية والاشتباك معها بذكاء واستراتيجية، من دون التفريط بالهوية. وفي السياق ذاته، شدد الرئيس الفخري للمؤتمر ورئيس جمعية المحامين العرب سابقًا، صباح المختار، على أهمية الحفاظ على هوية الأجيال الجديدة، داعيًا إلى اندماج إيجابي يوازي بين الانخراط المجتمعي والتمسك بالانتماء الثقافي، عبر مبادرات تعليمية وثقافية فعالة.
بدوره، روى الطبيب البريطاني غريم غروم، الذي تطوع في غزة، شهادته عن المجازر التي وثّقها، مؤكدًا أن التجربة غيّرت حياته بالكامل، ودعا إلى استمرار الضغط الدولي لوقف الحرب. وقد عرضت كلمة مسجلة للطبيبة فيكتوريا روز، التي شاركته العمل الإنساني هناك، شكرت فيها الجالية على تكريمها، وجددت التزامها بدعم القضية الفلسطينية. أما الإعلامية والناشطة دلال جبريل، فدعت إلى تجاوز الخلافات الشخصية والتركيز على الهدف المشترك، وقالت: "رغم تعقيدات المشهد السياسي، يبقى الأمل قائمًا حين نلتقي على رسالة واحدة: الفعل قبل القول والمصلحة العامة فوق الطموحات الفردية".
تكريم وتوصيات
واختتم المؤتمر بتكريم عدد من الشخصيات العربية والبريطانية الداعمة لفلسطين، منهم: الطبيبان غروم وروز والإعلامية مريام فرانسو والبروفيسور أمين الحبايبة والناشط بن جمال والرياضي جلال شاهين والصحافي المغربي الراحل أيوب الريمي. وأصدر المؤتمر توصياته الختامية، وأبرزها: إنشاء مؤسسة عربية جامعة ومجلس أعلى لتنسيق جهود الجاليات وتشكيل لوبي عربي ضاغط داخل السياسة البريطانية ودعم الأجيال الجديدة بمبادرات طلابية وتطوعية وإطلاق إذاعة عربية مستقلة تعبّر عن هموم الجالية وصياغة استراتيجية انتخابية فعالة، تعكس الوزن التصويتي المتزايد للعرب في بريطانيا.
يُذكر أن "مؤتمر الجالية العربية" تأسس في يونيو/حزيران 2023 بمبادرة من منصة "عرب لندن"، ويضم في عضويته ممثلين عن مختلف الجاليات العربية في المملكة المتحدة، بهدف توحيد الجهود وتعزيز التأثير السياسي والثقافي للعرب في المجتمع البريطاني.
## "إرنا" عن متحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية: عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائيلية ارتفع إلى 935 شخصاً
30 June 2025 11:06 AM UTC+00
## أكبر صندوق تقاعد في النرويج يقاطع شركتين تسلّحان الجيش الإسرائيلي
30 June 2025 11:20 AM UTC+00
أعلن صندوق التقاعد النرويجي "كي إل بي"، الذي يدير أصولًا بقيمة 114 مليار دولار، عن توقفه عن الاستثمار في شركتي "أوشكوش" الأميركية و"تيسنكروب" الألمانية لبيعهما أسلحة للجيش الإسرائيلي لاستخدامها في حرب غزة، وينضم بذلك إلى صندوق الثروة السيادية النروجي الذي باع استثماراته في شركة "بيزك" بسبب أنشطتها في المستوطنات. وجاء في بيان الصندوق على موقعه الإلكتروني، اليوم الاثنين، أن شركة KLP وصناديقها قررت استبعاد شركتي Oshkosh Corporation وThyssenKrupp بسبب مبيعاتهما للأسلحة للجيش الإسرائيلي.
وشرح البيان أنه في يونيو/حزيران 2024، علمت KLP بتقارير من الأمم المتحدة تفيد بأن عدة شركات تُزوّد الجيش الإسرائيلي بأسلحة أو معدات، وأن هذه الأسلحة تُستخدم في غزة. بناءً على هذه المعلومات، أجرت KLP تقييمًا شاملًا للشركات وتحاورت معها. وخلصت إلى أن شركتي أوشكوش وتيسينكروب تُخالفان إرشادات الاستثمار المسؤول. "ولذلك، قررنا استبعادهما من عالم استثماراتنا" كما يقول كيران عزيز، رئيس قسم الاستثمارات المسؤولة في الصندوق.
وفي يونيو/حزيران 2024، صرّح مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، ومجموعة من خبراء الأمم المتحدة بأن الشركات التي تبيع الأسلحة وقطع الغيار والمكونات والذخيرة للقوات الإسرائيلية تُخاطر بالتواطؤ في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني. ووفقًا لمجموعة الخبراء، هناك أدلة على استخدام أسلحة أو معدات، زودت بها العديد من الشركات المذكورة الجيش الإسرائيلي، في الحرب على غزة.
ويتم استبعاد الشركات على أساس معيار KLP المتعلق بـ"بيع الأسلحة إلى الدول في النزاعات المسلحة التي تستخدم الأسلحة بطرق تمثل انتهاكات خطيرة ومنهجية للقانون الدولي الذي يحكم النزاعات"، وهو ما هو موضح في المبادئ التوجيهية لـKLP بوصفها مستثمرًا مسؤولًا. ويقول كيران عزيز إنه "يقع على عاتق الشركات واجب مستقل يتمثل في ممارسة العناية الواجبة من أجل تجنب التواطؤ في انتهاكات حقوق الإنسان الأساسية والقانون الإنساني"، معتبرًا أن "استبعاد هذه الشركات يُعدّ أداةً مهمةً للحد من ارتباط KLP بالظروف غير المقبولة القائمة أو المُحتملة في المستقبل. وهذا ما نفعله هنا".
ومن العوامل المهمة في قرار KLP استبعاد شركة أوشكوش الأميركية وشركة ثيسنكروب الألمانية هو عدم توثيقهما العناية الواجبة اللازمة في ما يتعلق بتواطؤهما المحتمل في انتهاكات القانون الإنساني. كما أكدت KLP على تعاون الشركتين طويل الأمد مع الجيش الإسرائيلي، وعلى استمرار تسليم الأسلحة بعد اندلاع الحرب في غزة.
وحتى 16 يونيو/حزيران الجاري، بلغت قيمة أسهم الصندوق في أوشكوش 19 مليون كرونة (1.8 مليون دولار)، وأسهمًا في تينسكروب بقيمة نحو عشرة ملايين كرونة (مليون دولار). ويأتي قرار KLP وسط ضغوط متزايدة من الجماعات المؤيدة للفلسطينيين على الشركات المالية والاستهلاكية لسحب استثماراتها أو مقاطعتها في الشركات المرتبطة بإسرائيل. فبالإضافة إلى صندوق التقاعد النرويجي، باع صندوق الثروة السيادية النرويجي، الذي يدير أصولًا بقيمة 1.9 تريليون دولار، حصصه في شركات مثل بيزك، لدعمها المستوطنات في الضفة الغربية.
## اكتشاف مقبرة جماعية شرقي سورية وبيدرسون يلتقي الشرع في دمشق
30 June 2025 11:22 AM UTC+00
اكتشفت الجهات الأمنية المختصة مقبرة جماعية في مدينة دير الزور شرقي سورية. وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة دير الزور العقيد ضرار الشملان، مساء أمس الأحد، في تصريح صحافي: "بعد تلقي بلاغ من أحد المواطنين، تمكّنت الجهات المعنية من اكتشاف موقع يعتقد أنه مقبرة جماعية في منطقة فيلات جمعية الرواد - البغيلية، على التلة المقابلة لمنطقة فرات الشام، حيث لوحظ وجود جمجمة بشرية على الأرض". 
وأوضح أنّ قوى من الأمن الداخلي والدفاع المدني والطبيب الشرعي توجهوا إلى الموقع على الفور، بحضور عدد من الشخصيات الرسمية في المحافظة، حيث اكتشفوا أربع جثث مدفونة ضمن حفرة واحدة بشكل سطحي، مع الإشارة إلى أن صعوبة الوصول إلى باقي الموقع تعود إلى وجود ألغام في المنطقة. وأكد الشملان أن المنطقة كانت سابقاً تحت سيطرة المليشيات الإيرانية، وتحديداً مليشيا فاطميون، لافتاً إلى توثيق الوقائع وفتح تحقيق رسمي لمعرفة هوية الضحايا وظروف الوفاة، والاستمرار في التنسيق مع الجهات المختصة، وفق قوله، لمتابعة أعمال البحث والتفتيش.
بيدرسون يلتقي الشرع في دمشق
وفي سياق منفصل، التقى الرئيس السوري أحمد الشرع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون في العاصمة دمشق، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية السورية، مساء أمس الأحد. وتعد زيارة بيدرسون هي الثالثة إلى دمشق بعد سقوط نظام الأسد، في 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وشدد المبعوث الأممي، خلال الزيارتين الماضيتين، على ضرورة الانتقال السياسي في سورية ضمن القرار الأممي 2254، وطالب أيضاً برفع العقوبات وربط الانتقال السياسي في البلاد بها، كما طالب بزيادة الدعم الإنساني.
ودان بيدرسون في وقت سابق، التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة القديس مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، والذي أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين كانوا يحضرون قداساً دينياً. ودعا حينها في بيان صدر عنه الجميع إلى الاتحاد في رفض الإرهاب، والتطرف، والتحريض، واستهداف أي مكون في سورية، وأعرب عن أحرّ تعازيه لأسر الضحايا، وتمنيه الشفاء العاجل للمصابين.
## عنف المستوطنين يطاول جيش الاحتلال ومنشآته: كاتس يكتفي باجتماع عاجل
30 June 2025 11:26 AM UTC+00
اكتفى وزير الأمن يسرائيل كاتس بـ"لقاء عاجل" مع مسؤولين أمنيين لبحث مسألة هجوم المستوطنين على جنود جيش الاحتلال وقوات الأمن في الضفة الغربية المحتلة. وفي بيان نشره بعد ساعات من محاولة اقتحام عشرات المستوطنين "قاعدة بنيامين" العسكرية، وبعد إحراقهم منشأة أمنية تضم أجهزة إلكترونية تساعد في إحباط عمليات المقاومة، توعد كاتس بـ"اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لوضع حد لهذه الظاهرة"، في إشارة إلى تصاعد عنف المستوطنين تجاه عناصر جيش الاحتلال.
ومع ذلك، لم يوضح كاتس ما الذي بنيّته فعله وما إذا كان سيُعيد فرض الاعتقالات الإدارية التي ألغاها مع تسلّمه منصبه وزيراً للأمن في نهاية العام الماضي، خلفاً ليوآف غالانت، الذي أقاله رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وفي هذا الصدد، هاجم غالانت خليفته، معتبراً أن قرار كاتس إلغاء الاعتقالات الإدارية نابع من منح الاعتبارات السياسية أولويّة على الاعتبارات الأمنية، ورأى أن "الحوادث العنيفة التي تهاجم خلالها عناصر متطرفة مقاتلي الجيش وتخرّب منشآت أمنية تنطوي على مخاطر أمنية".
وطبقاً لموقع "واينت"، يحقق "الشاباك" حالياً في واقعة إحراق المنشأة الأمنية؛ حيث عرّفتها أجهزة الأمن باعتبارها "عملية إرهابية"، فيما صنّفت بقية الهجمات على الجنود مخالفات جنائية وليست أمنية.
وتأتي هذه التطورات بعد أيامٍ أوقفت خلالها الشرطة وأجهزة الأمن الإسرائيلية بضعة مستوطنين مشتبه بهم في المشاركة "بأحداث شغب" دارت في الضفة الغربية، فيما يشارك "الشاباك" في التحقيق مع الموقوفين. ومع ذلك، اعتبر الموقع أن "العبرة لن تكون في كمية الموقوفين، وإنما في لوائح الاتهام التي ستقدّم ضدهم"، مشيراً إلى أنه في غالبية الاعتقالات بعد حوادث مشابهة "عادة ما يلزم المستوطنون الموقوفون الصمت، ولا يتمكن المحققون من استخراج اعترافات أو الحصول على أدلة تمكّن من تقديم اللوائح"، والسبب في ذلك هو أن المحققين لا يمارسون تعذيباً جسدياً أو نفسياً ضد المستوطنين الخاضعين للتحقيق، ويقصرون هذا التعذيب على الفلسطينيين والعرب حصراً.
وفي السياق، نقل الموقع عن مسؤولين في جيش الاحتلال قولهم إن "الوضع متوتر حالياً وسيئ جداً، وهو ما يُصعّب العمليات ضد العناصر الإرهابية ويمس مباشرة في المهام الأمنية التي ينبغي القيام بها".
ההתפרעויות בבנימין: הפורעים השחיתו והציתו הלילה מתקן ביטחוני. מדובר על מערכת טכנולוגית של פיקוד המרכז, שנפגעה כתוצאה מהשרפה@shapira_nitzan pic.twitter.com/1sB7bQh9Tp
— החדשות - N12 (@N12News) June 30, 2025
من جهته، اعتبر رئيس حزب "الديمقراطيون" يائير غولان في تعليقه على ما حدث أن "ثمة من سيظل يُسمي هؤلاء أعشاباً ضارة، أو فتية التلال، أو قلة عنصرية... لكن الأمر منذ زمن لم يعد مجرد مجموعة هامشية"، موضحاً أن "هؤلاء هم ذراع مسلحة وعنيفة تعمل بغطاء شرعي من الحكومة. إنهم جنود (وزير المالية بتسلئيل سموتريتش) و(وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير، الذين يعتبرون القانون والجيش عائقاً فائضاً في طريقهم للضم (ضم الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية). إنهم لا يكتفون بالعنف ضد الفلسطينيين، وإنما باتوا منذ زمن ضد الجيش وإسرائيل الصهيونية الديمقراطية".
بدوره، قال رئيس مجلس مستوطنة بنيامين، رئيس مجلس "يشع" يسرائيل غانتس: "تحدثت صباح اليوم مع قائد الشرطة في المنطقة. طلبت منه العمل بسرعة لإيقاف ومحاسبة كل المجرمين الذين هاجموا الجيش والمنشأة الأمنية"، ورأى أنه "على هؤلاء الجلوس في الحبس"، متوقعاً أن "تخصص كافة الموارد لخدمة الشرطة"، في إشارة إلى إتاحة المجال للأخيرة كي تقوم بمهامها.
أمّا رئيس مجلس "السامرة" يوسي دغان، فاعتبر أنه "ليس هناك ما يبرر عنفاً من هذا النوع ضد أي كان، وخصوصاً ضد الجنود والمنشآت الأمنية. لا تأتأة ولا (ولكن) في هذا الموضوع"، معتبراً أن من شنوا الهجوم "بضعة فوضويين الجزء الأكبر منهم ليسوا من يهودا والسامرة".
إلى ذلك، تحقق الشرطة الإسرائيلية في شعارات تحريضية خُطّت على عدد من المباني في إحدى المستوطنات في الجليل، شماليّ فلسطين المحتلة، وحسبما أشارت في بيان لها فإنه "قد تكون هناك علاقة بين الشعارات والأحداث الأخيرة"، في إشارة إلى الهجمات في الضفة الغربية المحتلة.
דובר צה״ל:
במהלך הלילה (א'), מספר אזרחים ישראלים הציתו והשחיתו אתר ביטחוני ובו מערכות המסייעות לסיכול פיגועים ולשמירה על הביטחון במרחב חטיבת בנימין.
פגיעה באתר מהווה סכנה לבטחון התושבים.
צה״ל מגנה כל גילוי אלימות כלפי כוחות הביטחון. pic.twitter.com/507P8hFsqZ
— מה חדש. What's new❓ (@Gloz111) June 30, 2025
 
## صمت فيفا وطقس مونديال الأندية
30 June 2025 11:29 AM UTC+00
تستمر بطولة مونديال الأندية بنسختها الأولى في أميركا، بطولة استثنائية بالنظام الجديد بمشاركة 32 فريقاً من مختلف القارات. وتتواصل المنافسات في البطولة بين نجاحات وإخفاقات، وقد تأهل 16 فريقاً إلى الأدوار الإقصائية بمباريات متفاوتة على المستوى الفني والإثارة، إلا أن أهم الظواهر في البطولة والتي خطفت الأضواء من كبار نجوم اللعبة هي إيقاف المباريات وتأجيلها لفترات بين 40 -120 دقيقة، بسبب الطقس القاسي والتقلبات الجوية وزيادة درجات الحرارة، فيصبح الهواء دافئاً وتتكون الرطوبة بنسب عالية، ما يزيد من احتمالية هطول الأمطار بغزارة، وحدوث عواصف قوية ورعدية مصحوبة بالبرق والصواعق.
وأمست هذه الظواهر الطبيعية أهم الهواجس لكل الأطراف من منظمين، لاعبين، أجهزة فنية، إعلام، جماهير في الملاعب والمشاهدين والمتابعين عبر الشاشات والتطبيقات، في غياب الملاعب المكيفة والمغطاة والأجواء المناسبة للعب، للمتابعة والاستمتاع بالمباريات. وتزداد المخاوف من التقلبات الجوية في هذه الفترة في الولايات المتحدة الأميركية وخصوصاً ولايات الجنوب الشرقي مثل فلوريدا المشهورة بعاصمة الصواعق، تكساس، كولورادو، كارولاينا، شمال أريزونا، نيوجيرسي وبنسلفانيا وألاباما، وهي "الأزمة" التي أثرت على التنظيم الناجح للحدث الكبير وأثارت قلقاً قبل العرس الكروي القادم بتنظيم كأس العالم 2026 في أميركا وكندا والمكسيك في الفترة الزمنية نفسها. 
وطُرحت علامات استفهام وسؤال واضح وصريح للاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا "هل أميركا تعد المكان الأنسب لإقامة مباريات كبرى وبطولات وسط موجة التأجيلات والتوقفات للمباريات، لسوء الأحوال الجوية التي تسبب بطلب مغادرة أرض الملعب للاعبين، الحكام، الأطقم الفنية والحضور بالملعب بالاحتماء بالطرقات والمناطق الآمنة بالملعب؟"، وكانت هذه الظاهرة الأبرز على مدار اللقاءات التي توقفت ثم استكملت حفاظاً على أرواح اللاعبين، الأطقم الفنية والجماهير. 
ووفقاً لبروتوكول فيفا، تُوقف المباريات على الفور وفقاً لتقارير الأرصاد الجوية، على أن يستأنف اللعب بعد زوال التقلبات المناخية، وهو مشهد تكرر كثيراً وكان له تأثير اقتصادي وخسائر لارتفاع التكاليف ونسبة المخاطر أهمها: الإقبال الجماهيري على الملاعب، البث التلفزيوني بتكاليف إضافية، المخاطر الصحية البدنية والنفسية والتركيز لدى اللاعبين وأطراف اللعبة كافة، إعادة توزيع وقت البث التلفزيوني، ما يؤثر على الإعلانات والفترات الخاصة بالرعاة الرسميين للبطولة والمعلنين، وربما يصل الأمر للتفاوض بشأن تعويضات للخسائر وطول فترة المشاهدة ومغادرة البعض للملعب، المتابعة التلفزيونية والتطبيقات، وتأثير ذلك لاحقاً على شراء الحقوق للبطولات الكبرى، مع ارتفاع تكاليف التشغيل والتوظيف وزيادة تكاليف الإقامة في الفنادق حسب مدة الإقامة وتأجيل التنقلات جواً برحلات الطيران أو الحافلات، بخلاف بعد المسافات بين المدن والملاعب بالبطولة، وفارق التوقيت المزعج بين الولايات المتحدة وأغلب دول الفرق المشاركة بالبطولة.
وشهدت بطولة مونديال الأندية 2025، توقف عدة مباريات وأهمها، ماميلودي صن داونز من جنوب أفريقيا وأولسان الكوري الجنوبي في أورلاندو فلوريدا (توقف 65 دقيقة)، ريد بول سالزبورغ النمساوي وباتشوكا المكسيكي في سينسيناتي (توقفت 97 دقيقة)، بالميراس البرازيلي والأهلي المصري في نيوجيرسي (توقفت 40 دقيقة)، بنفيكا البرتغالي وأوكلاند سيتي في نيوزيلندا (توقفت 120 دقيقة)، بوكا جونيورز الأرجنتيني وأوكلاند سيتي في نيوزلندا (توقفت دقيقة)، تشلسي الإنكليزي وبنفيكا البرتغالي في الدور ثمن النهائي (توقف نحو ساعتين في الدقيقة 86 من المباراة) في تشارلوت في كارولاينا الشمالية. 
ويلقي تأثير التقلبات الجوية والمناخية بظلاله على المشهد والحدث الرياضي في الولايات المتحدة الأميركية التي تعد أكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم، في بلد تأتي لعبة كرة القدم بترتيب متأخر من حيث الشعبية، إذ تجد أولاً كرة القدم الأميركية، كرة السلة، والبيسبول بمكانة جماهيرية ومتابعة أكبر، ليضرب فيفا حالياً برغبات الجماهير عرض الحائط من حيث الطقس والتوقيت، بعد كأس العالم قطر 2022 والتي أبهرت الجميع وردّت على كل منتقديها بذلك الوقت من الحملات الدولية والإعلامية لنيلها حق التنظيم، فقد أثبتت للجميع كفاءتها بتنظيم تاريخي بالملاعب والمرافق وكل المنشآت، بالإضافة لسهولة التنقل، إذ أَمكن مشاهدة ثلاث مباريات في الملاعب في اليوم الواحد.
كيف سيُعالج ما حصل في مونديال الأندية 2025، من المنظمين وفيفا قبل الحدث والعرس الرياضي الأبرز بالعالم ومشاركة 48 دولة في كأس العالم 2026، وتجنب المخاطر والخسائر والتأثير النفسي والبدني للتنافس بأجواء مناخية وطقس غير ملائم معروف مسبقاً؟، علامات استفهام كثيرة تحتاج لإجابات وحلول سريعة من أجل نجاح الحدث الرياضي الأكبر في العالم والاستفادة من درس مونديال الأندية.
## 30% من الإسرائيليين يفكرون بالمغادرة بسبب الغلاء وأزمة الاقتصاد
30 June 2025 11:36 AM UTC+00
أعلنت الشركات الإسرائيلية أنها سترفع أسعار الشوكولاتة والقهوة والمشروبات الغازية والأرز ابتداءً من الغد، فيما يشكو 52% من الجمهور من تدهور وضعهم المالي بسبب الغلاء.
وتكشف نتائج استطلاع أجرته شركة فاكتو ستراتيجيك ريسيرش الإسرائيلية، وهي شركة متخصصة في الأبحاث الاستراتيجية، لصالح كالكاليست، أن سلسلة الزيادات في الأسعار المسجلة في سوق المواد الغذائية على مدار العامين الماضيين قد تجاوزت بالفعل حدود الخطاب الإعلامي، وأدت إلى تغيير حقيقي في عادات الاستهلاك.
أفاد جميع المشاركين في الاستطلاع تقريبًا (95.3%) أن تكلفة المعيشة قد ارتفعت بشكل ملحوظ في العام الماضي. يعتقد ثلث الجمهور فقط أن إسرائيل هي أفضل مكان للعيش، ويفكر أكثر من 30% في المغادرة  بسبب الوضع الاقتصادي. فشلت الحكومة، التي وجهت انتباهها في احتجاجات صيف عام 2011 إلى المصنعين وتجار التجزئة، في القيام بذلك هذا العام، حيث يلوم 80.1% الحكومة على ارتفاع الأسعار، وترى أقلية فقط أن المستوردين أو سلاسل البيع بالتجزئة عامل رئيسي في تكلفة المعيشة.
تشير البيانات إلى تدهور اقتصادي حاد، حيث أفاد 52% من المشاركين بتدهور وضعهم المالي خلال العام الماضي، واضطر 25.2% منهم إلى الاعتماد على العائلة أو الأصدقاء أو الجمعيات الخيرية لتغطية نفقاتهم. يُجبر الوضع الجديد الجمهور على تغيير سلوكي جذري، حيث أشار ما لا يقل عن 99% من المشاركين إلى أنهم غيّروا سلوكهم بسبب ارتفاع الأسعار. أفاد 57.5% أنهم قلّلوا من زياراتهم للمطاعم، التي رفعت أسعارها أيضًا بسبب زيادة أسعار الموردين، بينما قلّل 41.8% إنفاقهم في المتاجر الكبرى، وأفاد 36.6% بانخفاض في طلب الطعام (مثل والت).
مع انتهاء الحملة في إيران وعودة الحياة إلى طبيعتها، عاد المصنعون إلى رفع أسعار المواد الغذائية والمشروبات في المتاجر الكبرى. وغدًا، الأول من يوليو، ستدخل زيادات في الأسعار حيز التنفيذ، وفق "كالكاليست" أبرزها زيادة تصل إلى 16% على منتجات قهوة وشوكولاتة "إيليت". وقد أعلنت شركة شتراوس عن هذه الزيادة عشية الهجوم على إيران. وأوضحت شركة شتراوس أن ارتفاع أسعار المستهلك بدأ بعد ستة أشهر فقط من ارتفاع أسعار هذه المنتجات بنسبة 14-18%، عقب ارتفاع أسعار القهوة والكاكاو بنسبة تصل إلى 49% خلال الأشهر الستة الماضية.
ووفق الموقع الإسرائيلي فإنه على الرغم من انخفاض أسعار السكر بنحو 15%، وكون قوة الشيكل قد صبّت في مصلحة الشركة، يقول شتراوس إن زيادة الأسعار لا تعوّض الشركة إلا جزئيًا عن تكاليف موادها الخام التي ارتفعت أسعارها بشكل حاد. ويشير ادعاء الشركة إلى أن موجة ارتفاع الأسعار لم تتوقف. وقد وردت هذه الجملة في جزء كبير من إعلانات الشركة الستة السابقة عن زيادات الأسعار خلال العامين الماضيين، والتي أعقبتها زيادة أخرى.  
خطوات تزيد الغلاء
بالإضافة إلى زيادات الأسعار من قِبل الموردين، تتخذ شركات التجزئة الكبرى، خطواتٍ تُسهم في زيادة السعر، من خلال تغيير اسم العلامة التجارية الخاصة وإعادة تسعيرها بسعرٍ أعلى. ومن الخطوات الإضافية التي اتخذتها إحدى الشركات، خفض الاقتطاعات لنوادي العملاء، وتغيير سياسة التسعير للتركيز على عدد محدود من المنتجات المخفضة، بشرط ألا يقل سعر الشراء عن 150 شيكلًا، بالإضافة إلى زيادة سعر الشحن للطلبات عبر الإنترنت، وغيرها.
خلال الأسبوعين الماضيين، استفاد سوق المواد الغذائية من طلب استثنائي، مثل ارتفاع إنفاق بطاقات الائتمان على الطعام بنسبة 55% في نهاية الأسبوع الأول من الحرب، وزيادة إضافية بنسبة 22.7% في نهاية الأسبوع الثاني.
وجاءت هذه الزيادة في التسوق نتيجةً لحاجة المستهلكين إلى تخزين الطعام للحرب، بعد أسابيع شهدت انخفاضًا في المبيعات. ووفقًا لبيانات شيبا، انخفض الإنفاق الائتماني بنسبة 14.8% في نهاية الحملة. في الوضع الطبيعي، يمكن للمرء أن يقدر أن العودة إلى الاتجاه النزولي كانت ستؤدي إلى مبيعات مخفضة أكبر، وخاصةً على المنتجات المستوردة، أو المنتجات التي تُستورد موادها الخام من الولايات المتحدة أو الشرق الأقصى. ويعود ذلك إلى ضعف الدولار مقابل الشيكل.
ومع ذلك، من المتوقع أن يؤدي الانخفاض الحاد في عدد شركات الطيران التي تسافر من وإلى إسرائيل إلى بقاء العديد من الإسرائيليين ممن خططوا لقضاء عطلة صيفية في الخارج، وبالتالي سيكون الطلب على الغذاء أعلى من المخطط له. وقد يؤدي هذا إلى الحفاظ على مستويات الأسعار المرتفعة.
## الهلال ضد مانشستر سيتي في مونديال الأندية: لعبة التكتيك بين المدربين
30 June 2025 11:43 AM UTC+00
تترقب الجماهير الرياضية في تمام الساعة الرابعة، فجر الثلاثاء، المواجهة القوية في دور الـ16، التي ستجمع بين نادي مانشستر سيتي الإنكليزي، ونظيره الهلال السعودي، بقيادة مدربه الإيطالي سيموني إنزاغي الطامح إلى تحقيق المفاجأة الكبرى، ومواصلة المغامرة في بطولة كأس العالم للأندية 2025، المقامة حالياً في الولايات المتحدة الأميركية.
واستطاع نادي الهلال إثبات الحضور العربي الجيد في مونديال الأندية، بعد تراجع أداء أندية الأهلي المصري والعين الإماراتي والوداد المغربي والترجي التونسي، التي خرجت من مرحلة المجموعات، رغم أنّ الجماهير ووسائل الإعلام رشحتها لأن تكون أرقاماً صعبة ضد خصومها، إلا أن "الزعيم" كان الناجي الوحيد، رغم صعوبة المجموعة التي أوقعته القرعة فيها.
وحلّ الهلال في المركز الثاني بترتيب المجموعة الثامنة، برصيد خمس نقاط، بعدما تعادل في مواجهتين وحقق انتصاراً مثيراً على باتشوكا المكسيكي، ليرافق "الزعيم" المتصدر ريال مدريد الإسباني إلى دور الـ16، من أجل مواصلة الرحلة في مونديال الأندية، رغم الضربة الموجعة التي تعرضت لها كتيبة المدرب الإيطالي، سيموني إنزاغي، بعدما تأكد غياب القائد سالم الدوسري عن اللقاء ضد مانشستر سيتي، بسبب الإصابة التي تعرّض لها في الجولة الثالثة والأخيرة من مرحلة المجموعات.
في المقابل، بلغ مانشستر سيتي، بقيادة مدربه الإسباني، بيب غوارديولا، الدور ذاته بعد تصدره المجموعة السابعة بالعلامة الكاملة، إثر فوز عريض على يوفنتوس الإيطالي، بخمسة أهداف مقابل هدفين، ليرسل رسالة قوية إلى بقية المنافسين قبل مراحل الحسم. ولا تزال المواجهة الوحيدة للهلال أمام أحد عمالقة إنكلترا عالقة في الأذهان، وتحديداً أمام تشلسي في نصف نهائي مونديال الأندية 2021، التي خسرها "الزعيم" بهدف نظيف حمل توقيع البلجيكي روميلو لوكاكو، رغم تقديمه أداءً مميزاً.
ومنذ تلك المباراة، شهد الهلال تغييرات جذرية، فبعد أن كان الفريق تحت قيادة المدرب البرتغالي ليوناردو غارديم، ويضم أسماءً مختلفة، بات اليوم في عهد المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي، وسط نضج تكتيكي وتنوع هجومي واضح. ويمتلك الهلال اليوم كوكبة من النجوم، سواء على مستوى الأسماء الأجنبية أو العناصر المحلية، وهو ما يعزز آمال الجماهير في تجاوز أحد أكبر التحديات في تاريخ مشاركات الفريق بالمونديال.
وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على خسارته أمام "البلوز"، يعود "الزعيم" من جديد لمواجهة اختبار إنكليزي جديد. فهل ينجح في فك العقدة وبلوغ ربع النهائي أم تتكرر الذكرى المؤلمة؟ خصوصاً بعد خسارة قائده سالم الدوسري، الذي وجه رسالة مباشرة إلى الجميع، بقوله: "لقد جئنا إلى الولايات المتحدة الأميركية، حتى نرفع اسم السعودية عالياً، وليس بهدف المشاركة فقط، والفريق يمتلك كل شيء حتى يحقق الانتصار، ونكتب تاريخنا".
## صحيفة إسبانية تكشف توقف صفقة نيكو ويليامز إلى برشلونة.. والسبب؟
30 June 2025 11:43 AM UTC+00
كشفت صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية تفاصيل جديدة حول صفقة الجناح الإسباني، نيكو ويليامز (22 سنة)، الذي يسعى نادي برشلونة الإسباني للتعاقد معه في سوق الانتقالات الصيفية الحالية، من أجل تقوية خط هجومه بشكل أكبر ومحاولة التتويج بالألقاب المحلية والأوروبية في موسم 2025-2026. 
ووفقاً للتفاصيل التي نشرتها صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية، اليوم الاثنين، فإن المفاوضات بين برشلونة ووكيل أعمال الجناح الإسباني، نيكو ويليامز، توقفت حالياً بسبب مطلب الوكيل بتصريح خطي من إدارة النادي الكتالوني يضمن تسجيل ويليامز في تشكيلة النادي قبل بداية موسم 2025-2026، وذلك من أجل ضمان أن يلعب النجم بشكل طبيعي من دون مشاكل مالية أو إدارية تُعيق المشاركة مع بطل الليغا. 
وكانت المفاوضات متقدمة جداً بين برشلونة ووكيل أعمال نيكو ويليامز الأسبوع الماضي، خصوصاً بعد المعلومات التي نُشرت عن أن الجناح الإسباني مُهتم كثيراً بالانتقال إلى النادي الكتالوني ومغادرة نادي أتلتيك بلباو الإسباني، إلا أن الأمور تعقدت في الأيام الأخيرة، في ظل ضغط بلباو على رابطة الليغا من أجل متابعة إجراءات برشلونة على الصعيد المالي، ومراقبة كيفية عمله وتجنب خرق قانون اللعب المالي النظيف من أجل التعاقد مع لاعبين، وكذلك عدم حسم مسألة تسجيل نيكو ويليامز في سجلات برشلونة الخاصة بالدوري الإسباني، ما أثار بعض الشكوك لدى وكيل الأعمال بشأن إمكانية لعب موكله بشكل طبيعي.
وبحسب معلومات الصحيفة الإسبانية، فإن عدم تسجيل الإسبانيين داني أولمو وباو فيكتور في الموسم الماضي وغيابهما لعدة مباريات مع برشلونة، قبل النجاح في تسجيلهما بعد ذلك وتسوية المشكلة المالية مع الليغا، ترك انطباعاً سيئاً لدى وكيل أعمال نيكو ويليامز، الذي طلب الحصول على ضمانات من أجل إكمال المفاوضات بشكل طبيعي، والموافقة على الصفقة وإتمام انتقال ويليامز إلى برشلونة، وهو الأمر الذي يترك الباب مفتوحاً أمام أيام مقبلة فيها الكثير من الغموض والتساؤلات حول صفقة ويليامز والنادي الكتالوني.
## محمد غانم... جماليات الطبيعة المصرية بأقلام الباستل
30 June 2025 11:56 AM UTC+00
من انحناءة موجة وظلّ نخلة إلى قارب يطفو بين اللونين الأبيض والأزرق، هكذا يبدو عالم الفنان المصري محمد غانم (1966)، الذي يشكّله عبر الباستل والورق، متخذاً من الشاطئ موضوعاً لأعماله، حيث تتكرر عناصر البحر والرمال والقوارب في معالجة هادئة ومباشرة.
بهذا المزاج البصري، يقدّم الفنان التشكيلي المصري معرضه الجديد بعنوان "سنوات مع الباستل" في غاليري ضي بالقاهرة، والذي افتُتح في الثاني والعشرين من يونيو/حزيران الجاري، ويتواصل حتى الثالث عشر من يوليو/تموز المقبل. يضم المعرض نحو 70 عملاً فنياً، يحتفي خلالها بالطبيعة المصرية، خاصة الشواطئ ومرافئها، حيث تتجاور الرمال مع القوارب، وتتمازج ظلال البحر مع مشهدية تؤطّرها أقلام الباستل.
يقدّم غانم في هذا المعرض خلاصة رحلة فنية امتدت لعقود، انتقلت من المشاهد الواقعية إلى فضاءات التجريد التي يواصل الإبحار فيها منذ 2016. في مجموعة من لوحات المعرض، يحضر الأزرق الغامق بكامل ثقله ليملأ المشهد، حيث تتداخل ظلال البحر مع حضور الصيادين في مراكب صغيرة. ورغم حركة الموج واندفاعه، تظل اللوحة "الزرقاء" تعبّر عن صمت داخلي ثقيل.
في مجموعة "عروسة المولد"، ينحاز محمد غانم إلى البهجة، مستعيداً ذاكرة الطفولة واحتفالات الموالد الشعبية في مصر. تظهر اللوحات بألوان فَرِحة، يغلب عليها الأصفر والأخضر كما تتراقص دمى الأطفال، في مساحات بصرية أقرب إلى الرسم الفطري، بعيداً عن التجريد وتعقيداته. تتسم الخطوط بالبساطة والبراءة في محاولة لاسترجاع ذلك العالم الشعبي الطفولي، حيث الألوان والأشكال تحمل روح الاحتفال.
بدأ محمد غانم مسيرته مع الباستل منذ عام 1985، مع التحاقه بكلية الفنون الجميلة في القاهرة، قبل أن يختار تخصص الغرافيك، ومن ثم الرسم بقلم الرصاص، الذي حصل فيه على درجة الدكتوراه عام 2000. أقام أول معرض فردي له عام 1998، وتوالت معارضه داخل مصر، منها: "مناظر من أسوان" (2005)، و"ظلال مصرية" (2007)، و"البحيرة" (2007)، و"وحشية مصرية" (2010)، و"أماكن في مصر" (2011).
إلى جانب معرض "سنوات مع الباستل"، يقيم "غاليري ضي" الدورة الثامنة من معرض "مختارات عربية"، والذي يضم نحو 78 فناناً وفنانة من الفنانين التشكيليين المصريين والعرب، منهم: عادل السيوي، وسامي البلشي، وإبراهيم الطنبولي، وأحمد الجنايني، وسامي أبو العزم، وراشد دياب، وأحمد عمر، وأيمن السمري، ورندا إسماعيل، وعاطف الشافعي، وعبد الله عريشة، وفارس أحمد فارس، وفاطمة عبد الرحمن، ومحمد صبري بسطاوي، وهيام عبد الباقي، وكمال السماك، وطه القرني.
## الأنصاري: قطر منخرطة في مفاوضات ملف إيران ولا محادثات بشأن غزة
30 June 2025 11:59 AM UTC+00
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، اليوم الاثنين، أنّ هناك انخراطاً قطرياً في جهود الوصول لاتفاق حول الملف النووي الإيراني وذلك بعد انتهاء المواجهة الإيرانية - الإسرائيلية، مشيراً إلى أنه لا يمكن الحديث عن وجود محادثات بشأن غزة، وذلك رغم وجود نوايا أميركية جدية للدفع باتجاه عودة المفاوضات.
وقال الأنصاري خلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي إنّ "قطر ترى مواقف إيجابية أميركية للتوصل إلى اتفاق في الملف النووي الإيراني"، مشدداً على أنّ الضمانة لعدم التصعيد في المنطقة انخراط جميع الأطراف في المفاوضات للتوصل إلى اتفاق ومنع التصعيد، وكشف عن تلقي دولة قطر اعتذاراً رسمياً من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بسبب الهجوم الصاروخي على قاعدة العُديد الجوية، وقال إنّ "المنطقة ليست بعيدة عن التصعيد والمهم أن تنخرط جميع الأطراف في المفاوضات".
وقصفت إيران قاعدة العديد، الاثنين الماضي، بـ12 صاروخاً أسقطت جميعها باستثناء صاروخ واحد سقط في القاعدة، وذلك رداً على القصف الأميركي على منشآتها النووية قبل ذلك بيومين. وأعرب بزشكيان لأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الثلاثاء الماضي، عن أسفه لما تسبب به الهجوم الإيراني على قاعدة العديد الأميركية من أضرار، مؤكداً أن دولة قطر وشعبها لم يكونا المستهدفين من الهجوم.
وبشأن استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قال الأنصاري إنّ المناقشات التي تجري حالياً لا ترتقي إلى ما وصلت إليه في وقت سابق، مضيفاً "لا يمكن القول إن هناك مفاوضات تجري الآن بين الأطراف، وإنما هناك اتصالات للوصول لصيغة للعودة للمفاوضات"، معتبراً أنه من المبكر الحديث عن إطار زمني للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع.
وأشار إلى أن هناك نوايا أميركية جدية للدفع باتجاه عودة المفاوضات حول غزة لكن هناك تعقيدات في هذا الشأن، وقال "أصبح من الصعب تقبل استمرار الخسائر البشرية في قطاع غزة، والربط بين الجانبين الإنساني والعسكري في غزة، فالتعنت الإسرائيلي ما زال يمنع إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وإدخال المساعدات المتكدسة على حدود قطاع غزة لا يحتاج إلى آلية جديدة فهناك منظومة جاهزة للتعامل مع هذا الوضع".
وشكلت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتتالية حول غزة وقرب التوصل إلى اتفاق إشارة بشأن انطلاق قطار المفاوضات المتعطل، بما في ذلك قوله، الجمعة الماضي، إنه "يعتقد أن وقفاً لإطلاق النار سيتحقق خلال الأسبوع المقبل"، وعاد بعد ذلك، أمس الأحد، وكتب على منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال: "أبرموا الاتفاق في غزة. أعيدوا الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين)". وتفتح التصريحات والنقاش الدائر حالياً بشأن مفاوضات غزة باب التساؤل حول مصير أي اتفاق محتمل وفرصه، في ظل الموقف الإسرائيلي المعروف سلفاً، الرافض فكرةَ إنهاء الحرب والمتمسك بتهجير الغزيين إلى خارج القطاع.
## معظمهم ترحيلاً.. 230 ألف أفغاني غادروا إيران في يونيو
30 June 2025 12:02 PM UTC+00
أعلنت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، اليوم الاثنين، أن أكثر من 230 ألف أفغاني عادوا الى بلدهم من إيران خلال يونيو/ حزيران الجاري، وأن طهران رحلّت معظمهم بعدما أمرت ملايين الأفغان الذين يقيمون على أراضيها بشكل غير نظامي بالمغادرة. وقال المتحدث باسم المنظمة أواند عزيز آقا: "عبر 233 ألفاً و941 أفغانياً الحدود بين البلدين خلال الفترة بين الأول من يونيو والـ28 منه، وأكثر من نصفهم (131 ألفاً و912) عادوا خلال الفترة بين 21 و28 يونيو".
والسبت الماضي، قالت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين إن "2.1 مليون أفغاني على الأقل اضطروا إلى العودة من إيران وباكستان هذا العام، وحذرت من أن عودة هذا العدد الضخم قد يزعزع استقرار الوضع الهش في أفغانستان".
ونفذت إيران وباكستان عام 2023 حملتين منفصلتين لطرد أجانب أقاموا في البلدين بطريقة غير شرعية. وحددت الدولتان مواعيد نهائية، وهددتا بترحيل المقيمين غير الشرعيين إذا لم يغادروا، لكنهما نفتا استهداف الأفغان الذين فروا من الحرب الدائرة في بلدهم ومن الفقر ومن حكم حركة طالبان.
وذكرت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أن أكثر من نصف الـ2.1 مليون أفغاني العائدين قدِموا من إيران بعد تحديد الحكومة 20 مارس/ آذار الماضي موعداً نهائياً لمغادرتهم البلاد طوعاً أو مواجهة الطرد. ورحلت إيران أكثر من 366 ألف أفغاني هذا العام الجاري، من بينهم لاجئون وأشخاص في وضع يشبه اللاجئين. أيضاً، تسببت الحرب بين إيران وإسرائيل في عمليات ترحيل.
وكان أعلى عدد لعمليات الترحيل في 26 يونيو/ حزيران، عندما عبر 36 ألفاً و100 أفغاني الحدود في يوم واحد. وفي 25 يونيو، عاد أكثر من 30 ألف لاجئ من إيران، وفي 24 يونيو الماضي، 17 ألف لاجئ، وفي أيام أخرى، تجاوز عدد العائدين عشرة آلاف شخص. وأكدت بيانات وزارة شؤون اللاجئين والنازحين في حكومة طالبان أن "نحو نصف العائدين يجبرون على العودة إلى بلدهم من قبل السلطات الإيرانية، بينما تعود شريحة صغيرة بسبب الظروف السائدة هناك".
وعلى وقع الحرب الأخيرة، شددت السلطات الإيرانية إجراءات بقاء اللاجئين الأفغان. في بعض المدن الإيرانية، مثل كرمنشاه، أُعلن حظر تجول اللاجئين الأفغان، كما مُنع توظيف الأفغان أو تأجير المنازل لهم، واعتقل عشرات منهم، كما طُلب من الإيرانيين الإبلاغ عن وجود لاجئين أفغان كي ينقلوا إلى مراكز الترحيل.
(فرانس برس، أسوشييتد برس)
## المحكمة العليا البريطانية ترفض طلباً لوقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل
30 June 2025 12:02 PM UTC+00
رفضت المحكمة العليا في لندن التماسا تقدّمت به مؤسسة فلسطينية تسعى لمنع المملكة المتحدة من تزويد إسرائيل بمكوّنات لمقاتلات إف-35. وقال القاضيان ستيفن ميلز وكارين ستين إنهما رفضا جميع المبررات التي استند إليها الالتماس ضد قرار الحكومة، وأضافا أن "الأمر يعود إلى السلطة التنفيذية التي يحاسبها البرلمان بشكل ديمقراطي".
وكانت مؤسسة الحق، ومقرها الضفة الغربية المحتلة، رفعت دعوى قضائية على وزارة الأعمال والتجارة البريطانية بسبب قرارها استثناء أجزاء طائرات إف-35 عندما علقت بعض تراخيص تصدير الأسلحة العام الماضي. واستند قرار بريطانيا بشأن تعليق التراخيص إلى تقييم أجرته وخلص إلى أن إسرائيل لم تلتزم بالقانون الإنساني الدولي، لا سيما في ما يتعلق بإمكانية وصول المساعدات الإنسانية ومعاملة الأسرى في قطاع غزة.
لكنها قررت استثناء تراخيص طائرات إف-35، وقالت الحكومة إن تعليق هذه التراخيص سيعطل برنامجا عالميا لتوريد أجزاء من الطائرات مما سيؤثر سلبا على الأمن الدولي. وقالت وزارة الدفاع إن أي تعطيل من هذا النوع "سيقوض ثقة الولايات المتحدة في بريطانيا وحلف شمال الأطلسي".
وذكرت مؤسسة الحق في جلسة الشهر الماضي أن القرار غير قانوني، لأنه يخالف التزامات بريطانيا بموجب القانون الدولي بما في ذلك اتفاقية جنيف. لكن المحكمة العليا رفضت في حكم مكتوب طعن المؤسسة الذي يعتقد أنه الدعوى القضائية الوحيدة التي رُفعت في بريطانيا بشأن مبيعات الأسلحة لإسرائيل.
وقال القاضيان ستيفن ميلز وكارين ستاين إن الدعوى "لا تتعلق بما إذا كان يتعين على بريطانيا توريد أسلحة أو معدات عسكرية أخرى لإسرائيل" بل بما إذا كان بإمكان المحكمة أن تقضي بضرورة انسحاب بريطانيا من برنامج إف-35 الدولي الذي يؤكد وزراء أهميته للأمنين البريطاني والدولي. وأضاف القاضيان: "بموجب دستورنا، هذه القضية الحساسة والسياسية هي من اختصاص السلطة التنفيذية، وتخضع من الناحية الديمقراطية لمسؤولية البرلمان والناخبين في نهاية المطاف، وليس المحاكم".
وفي وقت سابق من يونيو/ حزيران، كشفت وثائق عن إرسال شركة "بيرمويد إندستري" البريطانية 16 شحنة من "حاويات التخزين" التي يزيد وزنها عن 100 طن إلى شركة "إلبيت سيستمز" في إسرائيل منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، رغم قرار حظر توريد الأسلحة. وقال موقع ديكلاسيفايد إن معظم الشحنات أرسلت إلى شركة "إلبيت سيستمز" في رامات هشارون بالقرب من تل أبيب، والتي تُنتج مجموعة من الأسلحة لجيش الاحتلال الإسرائيلي مثل قذائف الهاون عيار 155 ملم و122 ملم.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)
## أنس جابر تُودع ويمبلدون: مقاومة في أول مجموعة ثم انسحاب ودموع
30 June 2025 12:12 PM UTC+00
انسحبت النجمة التونسية أنس جابر (30 سنة)، من منافسات بطولة ويمبلدون البريطانية سريعاً من الدور الأول، الاثنين، وذلك إثر خسارتها أمام منافستها البلغارية فيكتوريا توموفا (30 سنة)، في المجموعة الثانية، رغم أنها صمدت وقدمت مستوى جيداً في المجموعة الأولى.
ولعبت النجمة التونسية أنس جابر (30 سنة)، بمستوى قوي في المجموعة الأولى رغم خسارتها (7-6)، إلا أنها قاومت حتى النقطة الحاسمة، فبعدما تقدمت البلغارية فيكتوريا توموفا (30 سنة)، في النتيجة (3-1)، عادت جابر لتُعادل النتيجة (3-3)، ثم تخسر التعادل (4-3)، ثم تُعادل مرة واثنتين حتى وصلت النتيجة إلى (6-6)، لتخسر النقطة الحاسمة في النهاية وتفقد المجموعة الأولى (7-6).
ولكن منذ بداية المجموعة الثانية، عانت جابر من بعض الأوجاع، وبعد تقدم توموفا (2-صفر)، لم تصمد النجمة التونسية وقررت الانسحاب من المواجهة نظراً لعدم قدرتها على متابعة المباراة بسبب الآلام، وطلبت التونسية التدخل الطبي سريعاً لمحاولة الحصول على دعم طبي من أجل إمكانية متابعتها المواجهة وسط ذرفها الدموع متأثرة بعدم قدرتها على متابعة اللقاء بشكل طبيعي.
وظهرت أنس جابر وهي تبكي وتغطي وجهها متأثرة بالإصابة وتأكيد صعوبة متابعة المباراة أمام منافستها البلغارية، لتُغادر بطولة غراند سلام كبيرة مرة جديدة بالانسحاب بسبب الإصابة، الأمر الذي يثير شكاً كبيراً بشأن مسيرتها ومستقبلها في رياضة التنس، إذ إن تكرار مثل هذه الإصابات سيجعل جابر تُفكر أكثر من مرة في الاعتزال وإنهاء مسيرتها في ظل المعاناة الكبيرة على أرض الملعب.
## العراقيون في تركيا يواجهون خطر الترحيل جراء تعقيدات شروط الإقامة
30 June 2025 12:31 PM UTC+00
يواجه نحو 700 ألف عراقي في تركيا خطر الترحيل أو عدم تجديد الإقامات وسط حديث عن انتفاء مبررات بقائهم، حتى الطلبة ومالكو العقارات، وعاد الآلاف منهم إلى بغداد وأربيل.
تشدّد السلطات التركية شروطها وإجراءاتها وتزيد من رفض طلبات الحصول على الإقامة للعراقيين، سواء من المتقدمين الجدد أو الذين يسكنون في تركيا منذ سنوات. وأدى التوجه التركي الجديد إلى عودة عشرات آلاف العراقيين إلى بلادهم خلال العام الماضي، فيما تضيق السبل بمَن تبقّى من العراقيين الذين يرتبطون بالبلاد عائلياً أو دراسياً وحتى علاجياً، والذين باتت لديهم مشاريعهم التجارية والاقتصادية واستقروا في تركيا منذ أعوام، ناهيك بالعراقيين الذين يملكون المنازل والعقارات.
تُقدّر الجالية العراقية في تركيا، بحسب بيانات سابقة لوزارة الهجرة والمهجرين في العراق بنحو 700 ألف عراقي يتوزّعون على 12 ولاية تركية من أصل 81، وهي بحسب الترتيب: إسطنبول وأنقرة وسامسون وسكاريا ويالوفا وبورصا وأسكي شهير وغازي عنتاب وألانيا وجورم وبولو وكوتاهيا. ووفق القانون التركي، تحقّ للعراقيين خيارات متنوعة للإقامة في تركيا، بما في ذلك الإقامة السياحية والعقارية والطلابية، وإقامة العمل والإقامة العائلية، ويحصلون عليها عبر تلبية شروط من ضمنها توفير دخل ثابت وتأمين صحي.
لكن خلال العامين الماضيين، برزت تعقيدات كثيرة أمام العراقيين واشتدت أكثر خلال العام 2025، ووصل الحال إلى اعتقال بعض رافضي الترحيل من تركيا، وإجبارهم على الخروج. وسجّل العراقيون في تركيا حالات عديدة حصلت لرجال ونساء أُجبروا على الرحيل والعودة، وسط مناشدات ممثلي تجمعات العراقيين في إسطنبول وأنقرة، للحكومة العراقية من أجل التدخل.
وأفاد أكرم سلمان (39 عاماً) وهو عراقي يسكن في أنقرة منذ نحو أربع سنوات، بأن تجديد إقامته السياحية رُفض أكثر من مرة، ولم يشفع توكيله محامياً تركياً بحل المشكلة. وقد أُبلغ عبر مسؤولين في البلديات والشرطة التركية بضرورة رحيله مع أسرته والعودة إلى العراق، لأن الحكومة قررت عدم تجديد إقامته السياحية، مبيّناً لـ"العربي الجديد"، أنه لا يريد العودة بسبب التزاماته في تركيا، ومن ضمنها العمل ومدارس أولاده.
ورأى سلمان أن "وجهة نظر السلطات التركية تتلخص بترحيل الأجانب، وتحديداً الجنسيات من البلدان المستقرة أمنياً واقتصادياً، بمن فيها العراقيون، وحتى السوريون"، مشيراً إلى أن "سوق العمل في تركيا مليئة بالأجانب، ويبدو أن الحكومة التركية تسعى لإنهاء العمالة الأجنبية وتقليص معدلات البطالة. ورغم أن في ذلك حقّاً للأتراك، لكن قرارات تركيا واللجوء إلى دفع الأجانب للرحيل بهذه الطريقة تنطوي على ظلم كبير بحق الأجانب".
وتحدث سلمان عن "اعتقال عدد من العراقيين خلال الفترات السابقة، حيث أودعوا في السجون ووضعتهم السلطات التركية أمام خيارين، إما البقاء في السجن أو الترحيل القسري. وبالفعل جرى ترحيل الكثير من العراقيين، لكن بعض المرحّلين عادوا لطلب الإقامة في تركيا، غير أنهم رُفضوا جميعاً". وتابع: "خلال الأشهر الماضية غادر الكثير من العراقيين تركيا، بمَن فيهم الذين يملكون عقارات في البلاد ويحملون إقامات دائمة".
وفي اتصال بـ"العربي الجديد"، كشف مسؤول في وزارة الخارجية العراقية أن "العراق لا يستطيع التأثير في القرارات التركية"، عازياً الأمر إلى أن "الحكومة التركية لديها مبرّراتها في اتّخاذ الإجراءات التي تتناسب وطبيعة وضعها الداخلي والاقتصادي، لكننا نعلم أن تركيا تسعى إلى تخفيف أعداد اللاجئين والمقيمين لديها من العرب أو غيرهم، ممّن يؤثرون على فرص العمل، لا سيما مع تصاعد معدلات البطالة داخل تركيا، ما تسبّب بزيادة شروط منح الإقامات المؤقتة أو الدائمة على الجميع".
ورجّح أن "أكثر من 30 ألف عراقي عادوا إلى العراق خلال العام الجاري، بسبب رفض تجديد إقاماتهم أو صدور أوامر قضائية بترحيلهم. كما أن العائدين من المواطنين لا يذهبون إلى مدنهم الأصلية، إنما يقصدون المدن الكبرى، مثل بغداد وأربيل، باعتبار أنها قد توفّر لهم الحد الأدنى من مستوى المعيشة الذي كانوا يحصلون عليه في تركيا، مثل خدمات المياه والكهرباء والمدارس". وأعلن المسؤول نفسه أن "طلبات كثيرة وردت إلى السفارة العراقية في أنقرة، وحتى إلى وزارة الخارجية في بغداد، من أجل التدخل، لكن مثل هذه القرارات السيادية لا يجوز للعراق التدخل فيها أو مناقشتها مع الدول الأخرى، وينحصر دور السلطات بحل مشاكل العراقيين هناك ومساعدتهم باتّخاذ القرارات التي يرونها مفيدة".
وسبق لوزارة الداخلية التركية أن حدّدت ضوابط صارمة ووضعت مزيداً من الشروط بخصوص الحصول على الإقامة السياحية والتي يصعب توفيرها في أحيان كثيرة، وكذلك تحديد مدن وأحياء لإقامة الأجانب لحين قبول طلبات إقامتهم، وإغلاق عدد كبير من المدن والأحياء، خصوصاً في إسطنبول. تجدر الإشارة إلى أنّ معظم العراقيين الذين يعيشون في تركيا، اضطروا إلى مغادرة العراق خلال فترات العنف التي أعقبت الاحتلال الأميركي في عام 2003، فضلاً عن النزوح الكبير من المناطق التي احتلّها تنظيم "داعش" عام 2014.
ويُعامَل المواطن العراقي في تركيا بحسب بنود القانون التركي الخاص بالأجانب عموماً، في حال دخوله إلى الأراضي التركية بطريقة نظامية. لكن الوضع اختلف في منتصف عام 2023، حيث تعهد وكيل وزير الداخلية التركي طيب صبري أرديل، بإعادة النظر في تسهيل إجراءات منح تأشيرات الدخول وتجديد إقامات العراقيين في تركيا. وجاء ذلك في لقاء جمعه مع وكيل وزارة الخارجية العراقية لشؤون التخطيط السياسي هشام العلوي، الذي تحدث عن "مشكلات تواجه العراقيين المقيمين في تركيا". ومنذ ذلك الحين، عراقيون كثر ينتظرون ويترقبون، غير أن التعهدات التركية لم تنفَّذ حتى الساعة.
من جانبها، أشارت أم عمر (44 عاماً) المقيمة في أنقرة منذ أكثر من خمس سنوات، إلى أن "معظم العراقيين في تركيا باتوا جزءاً من المجتمع التركي، كما أن أغلبهم لا يؤثر في الاقتصاد التركي كونهم يعتمدون على مرتباتهم التقاعدية من العراق"، موضحة لـ"العربي الجديد" أن "العائلات العراقية مرتبطة بتركيا ارتباطاً استراتيجيّاً وليس وقتياً، إذ إن فصل الأطفال العراقيين بطريقة تعسفية من المدارس التركية سيؤثر على مستقبلهم الدراسي".
ولفتت إلى أن "الطلبات المقدمة إلى دوائر الهجرة التركية تتعرض للرفض في أغلب الأحيان، ويقول المسؤولون إن مبررات بقاء العراقيين في تركيا لم تعد موجودة، خصوصاً بعد انتهاء خطر الإرهاب وتحرير المناطق التي سقطت بيد تنظيم داعش. لكن في الحقيقة باتت للعراقيين في تركيا مصالح وحياة كاملة وارتباطات اجتماعية ومعيشية" داعية الحكومة العراقية إلى التدخل، كون "وضع العراقيين في المدن التركية بات صعباً، ويتعرّض من تبقى منهم للملاحقة الأمنية والقانونية"، بحسب تعبيرها.
أما علي المحمدي، وهو طالب عراقي في إحدى جامعات إسطنبول، فأشار إلى أنّ "العراقيين يأتون في المرتبة الرابعة بشراء العقارات في تركيا، لكن للأسف حتى هذه الخدمة للاقتصاد التركي لم تشفع للحصول على تصريح الإقامة، ولا سيما لمن يتقدم لأول مرة"، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أنّ "الطلبة الجامعيين بدورهم يعانون من حصولهم على الإقامات أو تجديدها. وعاد بعضهم إلى العراق بعدما أصبحت البيئة التركية "طاردة"، ورغم ذلك فإن جهود السفارة والقنصليات العراقية في تركيا ضعيفة لا تساعد العراقيين في حلّ مشاكل الإقامة".
## التضخم وتقلبات الجنيه والضرائب.. ثالوث طارد للمستثمرين من مصر
30 June 2025 12:38 PM UTC+00
تحول التضخم إلى العدو الأول في قائمة المخاطر التي تواجه الشركات والمستثمرين في مصر لتأثيره المباشر في قدرة الشركات على زيادة العرض من المنتجات والمخزون وتراجع طلب المستهلكين. احتلت تقلبات سعر الصرف المرتبة الثانية في قائمة المخاطر التي رصدها "بارومتر الأعمال" عن الربع الأول من عام 2025، الصادر اليوم الاثنين عن المركز المصري للدراسات الاقتصادية، والتي تُوجِد صعوبة أمام الشركات في استيراد المواد الخام وترفع من أسعار مستلزمات الإنتاج، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بالإضافة إلى تشوهات تعدد أسعار الصرف، بما يعرقل التعاقدات المستقبلية.
يظهر التقرير الذي تعده نخبة من كبار المستثمرين وخبراء الاقتصاد صورة شديدة التعقيد لمناخ الأعمال والتحديات التي تواجه المستثمرين، لا سيما في القطاع الخاص، مبيناً أن الشركات المصرية، على اختلاف أحجامها، تصنف التضخم أكبرَ خطر مباشر على مستقبل الأعمال، وأن ارتفاع الأسعار لا يضرب فقط القدرة الشرائية للمستهلك، بل يرفع تكلفة الإنتاج ويعقد حسابات التوسع والاستثمار، مبيناً أن التضخم، وإن لم يكن حكراً على خلال العامين الماضيين - إذ شهدت دول مثل تركيا والأرجنتين وحتى ألمانيا مستويات تضخم غير مسبوقة - لكن في الحالة المصرية، تضاعفت حدته بسبب أزمة سعر الصرف وتقييد الواردات.
ويشير التقرير إلى قفزات في أسعار الكهرباء والمياه والرسوم المفروضة على الخدمات الحكومة، وتفاوتها بين المحافظات مع قيود في تصاريح العبور بالمنافذ الحدودية، ما أدى إلى ارتفاع مستمر في تكاليف التشغيل، متوقعاً أن تشهد نتائج الربع الثاني من العام الجاري (إبريل - يونيو 2025) زيادة في مطالبات العمال برفع الأجور مع عدم توافر السيولة النقدية للاستثمار، في وقت أصبحت تتصدر فيه أسعار الطاقة والمياه المعوقات التي تواجه الصناعات التحويلية والسياحة والنقل.
تكشف الارقام قفزات في أسعار الكهرباء والمياه والرسوم المفروضة على الخدمات الحكومة، وتفاوتها بين المحافظات مع قيود في تصاريح العبور بالمنافذ الحدودية، ما أدى إلى ارتفاع مستمر في تكاليف التشغيل
وتأتي المخاوف مواكبة لتقارير دولية صدرت الأسبوع الماضي، تظهر زيادة معدلات خروج "مليونيرات" مصر وبحثهم عن ملاذات آمنة في الخارج بسبب التضخم وتذبذب سعر الصرف وتحملهم الآثار السلبية لقرارات اقتصادية لا يشاركون في صناعتها.
ويبين التقرير نفسه أن شركات كثيرة أبلغت عن فقدان القدرة على تسعير منتجاتها أو توقيع عقود طويلة الأجل، وهو ما أدى إلى توقف استثمارات كانت قيد الدراسة أو التنفيذ، وأن تقلب سعر الصرف وغياب الشفافية بشأن السياسات النقدية يتصاعدان في بيئة تفتقر إلى الثقة ولا يستطيع فيها المستثمر التنبؤ بتكلفة الدولار، ولا يموعد الاستيراد، مشيراً إلى مفارقة حول مواجهة دول كثيرة في المنطقة ضغوطاً على عملاتها، لكن مصر – بحسب التقرير – اختارت إدارة سعر الصرف بشكل غير واضح سنوات، ما خلق فجوة بين السوق الرسمية والسوق الموازية بما شجع على المضاربات، وأفقد الاقتصاد القدرة على جذب استثمارات نوعية طويلة الأمد.
ويفسر عضو مجلس الأعمال المصري – الكندي أحمد خطاب الأزمات التي تواجه الشركات والمستثمرين بأنها مشاكل خطيرة تعد ظواهر عالمية، لا يمكن القضاء عليها دفعة واحدة في أي دولة، خاصة مصر التي تعاني من أزمات جيوسياسية خارجية متكررة، وحالة من تغيير واسع في التحولات السياسية، مشيراً إلى اعتياد القيادات السياسية في الخارج على التدخل في إدارة الاقتصاد، بما يحيده عن مساره الطبيعي، مثل ما يفعل الرئيس الأميركي ترامب حالياً، ومحاولة تدخله في سعر الصرف وخفض معدلات الفائدة، من دون موافقة من الفيدرالي الأميركي أو آليات السوق الحرة.
وقال خطاب لـ"العربي الجديد" إن وجود هذه المشاكل عالمياً لا يعني أن مصر خالية منها، ولكن علينا أن نضع في حساباتنا ما هي النسب المطلوب الوصول إليها بما يضمن القضاء على المعوقات التي تواجه المستثمرين المكلفين حالياً بتوفير فرص العمل لملايين من المصريين، وخاصة الشباب من خريجي الجامعات والعمال وغيرهم، بعد أن وضعت الحكومة سقفاً للاستثمارات العامة، وتوقفت عن تعيين الخريجين أو إلحاقهم بوظائف رسمية إلا بحدود ضيقة، مشيراً إلى حاجة الحكومة إلى وضع أولويات للحلول، وتوفير الدعم المالي الكافي للإدرات التي تعاني من تراكم المشاكل التي تعترض المستثمرين.
تُظهر بيانات "بارومتر الأعمال" أن تكاليف الإنتاج ارتفعت في أغلب القطاعات لأن السبب لا يقتصر على أسعار السلع العالمية أو الشحن، بل يعود إلى ضعف البنية اللوجستية وتأخر الإفراج الجمركي، ومشكلات في إمدادات الطاقة والمواد الخام
تُظهر بيانات "بارومتر الأعمال" أن تكاليف الإنتاج ارتفعت في أغلب القطاعات لأن السبب لا يقتصر على أسعار السلع العالمية أو الشحن، بل يعود إلى ضعف البنية اللوجستية وتأخر الإفراج الجمركي، ومشكلات في إمدادات الطاقة والمواد الخام. وصف المستثمرون الصناعيون المشاركون في التقرير الأزمة بأنها "تحوّلت من تحدٍ طبيعي إلى أزمة هيكلية"، مذكرين بأن الشركات في مصر لم تعد قادرة على الاستفادة من وفورات الحجم أو التخطيط طويل الأجل، كما يحدث في المغرب أو الهند، حيث توجد سياسات صناعية مشجعة وواضحة، بينما في مصر تتذبذب السياسات الاقتصادية، وهو ما انعكس في تقلب القرارات الحكومية، خاصة تلك المتعلقة بالاستثمار والتعامل الضريبي والرقابة المالية.
ذكر ممثلو القطاع الخاص في التقرير أنهم يشعرون بأنهم يعملون في ظل قواعد تتغير فجأة، ولا يُشاركون في صياغتها، ما يتناقض مع ما يحدث في دول المناظرة لمصر في المنطقة، حيث توجد آليات تشاور منتظمة بين الحكومة ومجتمع الأعمال، بينما في مصر، لا يزال الحوار الاقتصادي مرتبطاً بظروف مؤقتة، ويغيب عنه التمثيل الحقيقي للقطاع الخاص، وغالباً ما يُدار في شكل "استماع دون تأثير"، على حد وصف أحد المعلقين على التقرير من رجال الأعمال. وجاءت التقديرات العشوائية للضرائب وتهديد المستثمرين بها في المرتبة الثالثة من المخاطر التي تواجه رجال الأعمال، الذين اشتكت غالبيتهم من النظام الضريبي، من حيث النسب وآلية التطبيق.
يشير تقرير "بارومتر الأعمال" إلى وجود "تقديرات غير دقيقة" و"مطالبات قديمة بأثر رجعي" تُوجِد حالة من انعدام اليقين، وتشجع الشركات والمستثمرين على الخروج من الاقتصاد الرسمي، وفي حين تحاول دول أخرى استخدام الضرائب وسيلةَ دعم وتحفيز للقطاع الإنتاجي، تبدو السياسة الضريبية في مصر أداةً رقابيةً أكثر منها شراكة تنموية، بما يزيد من معدلات الهروب الضريبي، ويدفع الشركات الصغيرة لللتوقف النهائي عن العمل أو الانكماش. ويظهر التقرير أن البيروقراطية لا تزال تمثل كابوساً يومياً للمستثمرين بسبب تعدد الجهات وغياب الربط الإلكتروني الحقيقي بينها، وبطء إصدار التراخيص، والردود غير الحاسمة من قبل الموظفين على المستثمرين، ما ساهم في تصنيف "الروتين الإداري" أحدَ أبرز المعوقات.
يظهر التقرير أن المخاطر التي تواجه المستثمرين ليست حكراً على مصر، فهي تظهر في العديد من الدول بالمنطقة، مؤكداً انفراد مصر بتركيز وتجمع وتراكم الأزمات الخاصة بارتفاع الأسعار وضعف العملة والتضخم والغموض الضريبي والبيروقراطية السلبية في آن واحد، مع غياب رؤية اقتصادية طويلة الأمد والمشاركة المجتمعية، حيث تصدر أغلب القرارات الاقتصادية دون نقاش أو إطار مؤسسي واضح مع القطاع الخاص، وازدواجية دور الدولة بجعل الحكومة طرفاً منظِّماً ومنافساً في الوقت نفسه، خصوصاً عبر الكيانات التابعة لها والأجهزة السيادية، وتآكل الثقة، ليس في المؤسسات فقط، بل في القواعد المشغلة والحاكمة لها، بما يجعل كل قرار استثماري محفوفاً بالشك والمخاطر.
يشير تقرير "بارومتر الأعمال" إلى وجود "تقديرات غير دقيقة" و"مطالبات قديمة بأثر رجعي" تُوجِد حالة من انعدام اليقين، وتشجع الشركات والمستثمرين على الخروج من الاقتصاد الرسمي
طالب مسؤولو الشركات بثبيت السياسة النقدية وسعر الصرف في إطار شفاف وإعادة هيكلة النظام الضريبي على أسس عدالة وشراكة، وتبسيط الإجراءات وربط الجهات إلكترونياً بفعالية، وفتح قنوات حقيقية للحوار المؤسسي مع رجال الأعمال وتحييد الدولة عن النشاط التجاري المباشر، والاقتصار على الدور التنظيمي. أوضح المسؤولون أن مصر لا تعاني وحدها من المخاطر الاقتصادية، لكنها تواجهها بدرجة أعلى وبأدوات أقل فاعلية، وبينما تغادر رؤوس الأموال وتفقد الشركات ثقتها، يبقى مستقبل الاستثمار رهيناً بقدرة الحكومة على التغيير لا فقط في القرارات، بل في النهج نفسه، لأن الإصلاح الهيكلي لم يعد خياراً بل ضرورة بقاء.
## فرنسا: حرائق و84 منطقة في حالة تأهب من موجة الحر
30 June 2025 12:45 PM UTC+00
وضعت هيئة الأرصاد الجوية في فرنسا 84 منطقة من أصل 101 في حالة تأهب برتقالية اللون من موجة الحر، وذلك من اليوم الاثنين حتى منتصف هذا الأسبوع. وقالت وزارة التعليم إن نحو 200 مدرسة ستُغلق جزئياً على الأقل خلال الأيام الثلاثة المقبلة بسبب الحر. وترافق ذلك مع اندلاع حرائق بتأثير تجاوز الحرارة 42 درجة مئوية في منطقة أود الجنوبية الغربية، حيث أعلنت السلطات احتراق 400 هكتار، وإخلاء منطقة لإقامة مخيمات، لكنها أكدت أن الوضع تحت السيطرة. وقالت وزيرة التحوّل البيئي في فرنسا أنييس بانييه روناشيه: "هذا أمر غير مسبوق".
من جهتها، أعلنت هيئة الأرصاد الجوية في إسبانيا أن درجة الحرارة بلغت 46 درجة مئوية في ولبة (جنوب) قرب الحدود مع البرتغال السبت الماضي، وهي درجة قياسية في يونيو/ حزيران، علماً أنّ آخر رقم قياسي لهذا الشهر سُجل في إشبيلية في يونيو 1965 حين بلغت الحرارة 45,2 درجة مئوية. ومعظم أنحاء إسبانبا في حالة تأهب من الحرارة المرتفعة، أما وزارة الصحة الإيطالية فأطلقت تحذيرات باللون الأحمر من الموجة الحارة في 21 مدينة، من بينها روما وميلانو.
وعلّق المصور الإسباني دييغو راداميس (32 عاماً) بالقول: "أشعر بأن الحرارة التي نشهدها حالياً غير طبيعية لهذا الوقت من العام. مع مرور السنين، ترتفع الحرارة أكثر وأكثر في مدريد، خاصة في وسط المدينة". وفي روما، قالت سائحة بريطانية تدعى آنا بيكر: "كان يفترض أن نزور الكولوسيوم، لكن والدتي كادت أن تصاب بالإغماء". وأفادت أقسام الطوارئ في مستشفيات إيطاليا بأنها سجلت زيادة بنسبة 10% في حالات ضربات الشمس، معظمها لكبار في السن أو مرضى السرطان أو المشرّدين الذين عانوا من الجفاف أو الإرهاق".
ويؤكد علماء أن تغيّر المناخ يفاقم موجات الحرّ الشديدة، لا سيما في المدن حيث تزداد درجات الحرارة بسبب وجود عدد كبير من المباني. وقالت الباحثة في المعهد الإيطالي لحماية البيئة والبحوث إيمانويلا بيرفيتالي: "أصبحت موجات الحر في منطقة البحر الأبيض المتوسط أكثر تواتراً وشدة في السنوات الأخيرة، ويتوقع أن تزداد الحرارة والظواهر الجوية القاسية في المستقبل، لذا يجب أن نعتاد على درجات تصل ذروتها إلى مستويات أعلى من التي تلك الحالية".
إلى ذلك، أطلق معهد حماية البيئة والبحوث في إيطاليا حملة هذا الأسبوع تستهدف الصيادين والسياح لإبلاغهم عن أربعة أنواع بحرية سامة "يحتمل أن تكون خطرة"، وهي سمكة الأسد، وسمكة الضفدع فضية الخدين، وسمكة الأرنب الداكنة، وسمكة الأرنب الرخامية التي بدأت تظهر في المياه قبالة سواحل جنوب إيطاليا مع ارتفاع الحرارة في البحر الأبيض المتوسط. وفي فرنسا، حذّر خبراء من أن الحرارة تؤثر بشدة على التنوع البيولوجي.
(فرانس برس)
 
## البرلمان الإيراني يقر قانون تشديد العقوبات على العملاء.. هذه تفاصيله
30 June 2025 12:45 PM UTC+00
أقر البرلمان الإيراني، في إطار سلسلة تشريعات مرتبطة بالعدوان الإسرائيلي الأخير، قانون تشديد العقوبات على الجواسيس والمتعاونين مع "الكيان الصهيوني والدول المعادية التي تستهدف الأمن والمصالح الوطنية للبلاد". وأفادت وسائل الإعلام الإيرانية، بأن هذا القانون المؤلف من تسع مواد، قد تم اعتماده يوم الاثنين الماضي خلال فترة الحرب، غير أن تفاصيله نُشرت اليوم الاثنين.
وصوّت النواب على حظر استخدام الأدوات الإلكترونية ووسائل الاتصال عبر الإنترنت غير المرخّصة مثل "ستارلينك"، وحظر التواصل مع وسائل إعلام أجنبية معادية، وإرسال مواد "كاذبة" أو صور لها، فضلاً عن تشريع أن "أي نشاط استخباري أو تجسسي أو عملٍ عملياتي لمصلحة الكيان الصهيوني أو الدول المعادية يُعد من مصاديق "الإفساد في الأرض" التي تبلغ عقوبتها القصوى الإعدام".
وجاء في المادة الثانية من القانون أن "كل من يرتكب أفعالاً أمنية، أو عسكرية، أو اقتصادية، أو مالية، أو تكنولوجية، أو يقدّم دعماً مباشراً أو غير مباشرٍ، بعلم ووعي في تأييد أو تقوية أو ترسيخ أو إضفاء الشرعية على الكيان الصهيوني، يُحكم عليه بعقوبة الإفساد في الأرض، ويخضع للعقوبات المنصوص عليها في صدر المادة 286 من قانون العقوبات الإسلامي"، والتي تشمل الإعدام. أما المادة الثالثة، فتنص على أن "كل تعاون أو مساعدة بعلم ووعي لتنفيذ أي من الحالات التالية بقصد التعاون مع الكيان الصهيوني أو الدول أو الجماعات المعادية، يُعدّ من صنف الإفساد في الأرض حسب المادة 286 من قانون العقوبات الإسلامي (الإعدام):
أ: تصنيع، أو تجميع، أو تأمين، أو نقل، أو المبادلة، أو حمل، أو حفظ، أو إدخال، أو استخدام، أو الاستفادة بأي شكل من الأسلحة النارية، أو البيضاء، أو الكيميائية، أو الميكروبية، أو النووية، أو غير التقليدية، أياً كان نوعها أو جُزء منها، إذا كان بإمكانها التسبب بالقتل أو الدمار أو بث الرعب.
ب: تصنيع، أو تجميع، أو تأمين، أو نقل، أو المبادلة، أو حمل، أو حفظ، أو إدخال، أو استخدام، أو الاستفادة من الطائرات الصغيرة المسيّرة (الدرونز) أو الطائرات المسيّرة أو الروبوتات الذكية أو أجزائها، بغرض الاستخدام العسكري، أو التجسسي، أو التخريبي، أو الاغتيال، أو تعطيل الأنظمة الحيوية والبنى التحتية للبلاد.
ج: أي إجراء لحرب إلكترونية (سيبرانية)، هجمات إلكترونية، تعطيل لشبكات الاتصالات أو أنظمة المعلومات أو البنى التحتية الحيوية للبلاد، أو تخريب للمنشآت، أو الأماكن العامة، أو الخاصة، أو تقديم أي مساعدة لمثل هذه الإجراءات.
د: تلقي أي مبلغ مالي، أو ممتلكات كالعقارات، أو السيارات، أو الذهب، أو العملات الأجنبية، أو أي أصول مُشفرة من جواسيس أو عملاء الأجهزة الاستخباراتية مع العلم بتبعيتهم، بغض النظر عما إذا كان المتلقّي قد قام بعمل مؤثر أم لا.
وتنص المادة الرابعة على أن "أي إجراء أو تعاون في الأنشطة السياسية، أو الثقافية، أو الإعلامية، أو الدعائية، أو إحداث، أو تضخيم أضرار مصطنعة، أو إعداد، أو نشر أخبار كاذبة، أو أي محتوى، من شأنه بطبيعته أن يُسبب رعباً وهلعاً عاماً، أو يؤدي إلى الفرقة أو المساس بالأمن القومي، إذا لم يكن مُندرجاً تحت عقوبة الإفساد في الأرض، فإنه سيُعاقب عليه بالسجن التعزيري من الدرجة الثالثة، والفصل الدائم من الخدمات الحكومية والعامة، وذلك حسب تقدير المحكمة".
وتضيف هذه المادة أن "إرسال مقاطع فيديو وصور إلى شبكات معادية أو أجنبية، والتي من شأن نشرها بطبيعتها أن تُضعف الروح المعنوية العامة أو تُحدث الفرقة أو تمس بالأمن القومي، سيُعاقب عليه بالسجن التعزيري من الدرجة الخامسة والفصل الدائم من الخدمات الحكومية والعامة، كما أن التظاهر والاجتماعات غير القانونية في وقت الحرب تستوجب السجن التعزيري من الدرجة الرابعة". وتؤكد المادة الخامسة من القانون المذكور أن "استخدام أو حمل أو شراء أو بيع أو استيراد أو توفير أدوات الاتصال الإلكترونية عبر الإنترنت غير المرخَّصة مثل ستارلينك، ممنوع، ويستوجب السجن التعزيري من الدرجة السادسة ومصادرة المعدات. أما تأمين، أو إنتاج، أو توزيع، أو استيراد أكثر من عشر أدوات من الأدوات المذكورة، أو القيام بأي من هذه الأفعال بقصد المعارضة للنظام، فيستوجب السجن التعزيري من الدرجة الرابعة".
وتنص المادة السابعة على أن الجرائم المتعلقة بهذا القانون تُنظر فيها في جميع مراحل التقاضي خارج الدور وبشكل عاجل في الفروع الخاصة لمحكمة الثورة التي يحددها رئيس السلطة القضائية.
## الوداد يستعد للتخلي عن أبرز نجومه بعد نكسة مونديال الأندية
30 June 2025 12:59 PM UTC+00
يستعد نادي الوداد الرياضي لكرة القدم للقيام بثورة في تشكيلته الأساسية، بعد مشاركته المخيبة للآمال في بطولة كأس العالم للأندية المقامة حالياً في أميركا والتي تستمر حتى 13 يوليو/تموز القادم، وذلك بعد أن كَشفت اختلالات واضحة سواء في منظومة اللعب المعتمدة من قبل المدرب أمين بنهاشم (50 عاماً)، أو في قيمة اللاعبين الذين يمتلكهم النادي الأحمر. 
وبات من شبه المؤكد رحيل ستة أسماء بارزة عن صفوف نادي الوداد الرياضي، إما بسبب انتهاء مدة إعارتها أو لعدم تقديمها الإضافة المنتظرة منها، ويتعلق الأمر بالجنوب أفريقي كاسيوس مايولا الذي فشل في فرض نفسه ورقةً هجوميةً فعالةً رغم تسجيله الهدف الوحيد في مرمى العين الإماراتي، ومواطنه كريستوفر لورش الذي لم يقدم المنتظر منه بصرف النظر عن أدائه المحترم في مواجهتي مانشستر سيتي الإنكليزي ويوفنتوس الإيطالي، والبرازيلي غيرمو فيريرا والهولندي بارز ماينز اللذين اكتفيا بتوقيع عقدين قصيري الأمد من دون أن يظهرا بالمستوى اللائق، شأنهما شأن النجم السوري عمر السومة الذي بدا بعيداً عن مستواه المعهود، وخاض مونديال الأندية من دون بصمة هجومية واضحة في 90 دقيقة فقط، وهو ما قد يُعجل بعودته إلى الدوري السعودي، بينما أصبح المهدي مباريك مرشحاً بقوة للعودة إلى نادي العين الإماراتي، بعدما انتهت فترة إعارته لنادي الوداد الرياضي، رغم وجود مفاوضات للاحتفاظ به بصفة رسمية. 
ووفقاً لما كشفه لـ"العربي الجديد"، الاثنين، مصدر مقرب من نادي الوداد الرياضي رفض الكشف عن هويته، فإن المدرب أمين بنهاشم حدد قائمة بأسماء اللاعبين الذين يرغب في الاستغناء عنهم خلال الموسم القادم، في حال بقي على رأس الجهاز الفني للنادي الأحمر، في إطار رؤية شاملة تروم تدعيم كتيبة القائد نور الدين أمرابط بأسماء قادرة على استعادة التوازن في جميع خطوطه، وخاصة في مركز الدفاع. 
وبناء على هذه المعطيات، يجري الحديث عن إمكانية استعادة الوداد الرياضي عدداً من نجومه السابقين، في مقدمتهم نجما نادي الأهلي المصري أشرف داري ويحيى عطية الله، وأيضاً استرجاع أيوب العملود ويحيى جبران، مع إمكانية فتح قنوات التواصل مع عدد من اللاعبين الأفارقة من أجل ضمهم إلى النادي الأحمر تحسباً لمشاركته في مسابقة كأس الكونفيدرالية الأفريقية لكرة القدم الموسم القادم، خصوصاً أن التجربة الأخيرة أثبتت أن انتدابات آخر لحظة لم تصنع فريقاً قادراً على تشريف الكرة المغربية في بطولة كأس العالم للأندية.
## مدرب إنتر ميلان يطالب بهذه الإجراءات بسبب العواصف الرعدية
30 June 2025 12:59 PM UTC+00
تحدث مدرب إنتر ميلان الإيطالي، الروماني كريستيان كيفو (44 سنة)، عن أزمة إيقاف المباريات بسبب سوء الأحوال الجوية والعواصف الرعدية في بطولة مونديال الأندية 2025، وطالب باتخاذ إجراءات لمعالجة الأمور بسرعة قبل فوات الأوان، خصوصاً أن هذه المشكلة بدأت تشغل المدربين واللاعبين والجماهير.
ويواجه نادي إنتر ميلان الإيطالي منافسه فلومينينسي البرازيلي على ملعب بنك أميركا في مدينة تشارلوت بكارولينا الشمالية، الاثنين (في تمام الساعة العاشرة مساءً بتوقيت القدس المحتلة)، ليتحدث مدرب فريق النيراتزوري، الروماني، كريستيان كيفو، قبل انطلاق المباراة، ويتناول مشكلة سوء الأحوال الجوية والتي باتت تُهدد استمرارية المباريات، إذ وصل عدد المباريات التي توقفت بسبب العواصف الرعدية إلى سبع مباريات حتى الآن. 
وقال مدرب إنتر ميلان في مؤتمر صحافي، الاثنين: "رأيت أن هناك تحذيراً من سوء الأحوال الجوية. أتمنى أن يُتّخذ القرار قبل بدء المباراة لأنه إذا وصلنا وقالوا إنه يجب الانتظار لساعتين فسيكون أمراً صعباً للغاية في ما يتعلق بالتحضير للمباراة. إنه ليس شيئاً يمكن تأجيله من دقيقة لأخرى أو ساعة لأخرى. نتحدث عن تحضير مهم لما تأكله ومتى وما تشربه ومتى. نحن رياضيون محترفون. لتتمكن من تقديم أفضل أداء لك في 120 دقيقة يجب أن تكون مستعداً من جميع النواحي". 
في المقابل، أشار كيفو إلى أن المباراة ستُقام في وقت الظهيرة في مدينة تشارلوت، وعليه يجب أن تكون هناك حالة تأهب واضحة من أجل اتخاذ القرار في وقت كاف من دون التأثير على المباراة واللاعبين (تأخير المواجهة لفترة طويلة)، ولكي لا يتكرر ما حصل في مواجهة تشلسي الإنكليزي وبنفيكا البرتغالي، التي أقيمت يوم السبت الماضي واستمرت لأكثر من ساعتين. 
وستُقام مباراة إنتر ميلان الإيطالي وفلومينينسي البرازيلي على ملعب بنك أميركا الذي شهد يوم السبت الماضي توقف مباراة تشلسي وبنفيكا في الدقيقة 85 لمدة ساعتين بسبب سوء الأحوال الجوية، قبل استئنافها في النهاية وانتهائها بفوز البلوز (1-4). وانتقد الإيطالي، إنزو ماريسكا، مدرب تشلسي، إيقاف المباريات في بطولة مونديال الأندية بسبب سوء الأحوال الجوية، وقال في المؤتمر الصحافي بعد مباراة بنفيكا: "كنا نسيطر على اللعب طوال 85 دقيقة ولم نتراجع قط وصنعناً فرصاً كافية للفوز بالمباراة. لاحقاً، بعد التوقف، تغيرت المباراة تماماً. بالنسبة لي على المستوى الشخصي، هذه ليست كرة قدم. لقد أوقفت سبع أو ثماني أو تسع مباريات هنا (ست مباريات في الواقع). أعتقد أنها مزحة بصراحة. أجد صعوبة في فهم ذلك. يمكنني تفهم الأمر لأسباب أمنية ولكن عندما توقف الكثير من المباريات يعني أن هذا ليس المكان المناسب لإقامة هذه المسابقة".
## العراق في مواجهة تحدّ وجودي: الجفاف يفاقم أزمة المياه
30 June 2025 01:03 PM UTC+00
حذّر مرصد العراق الأخضر المتخصّص في الشؤون البيئية من تحدّ وجودي جديد تواجهه البلاد في الأشهر المقبلة، نتيجة تدهور الوضع المائي، مبيّناً أنّ نسب التلوّث صارت مقلقة وسط غياب المعالجات الحكومية. وأفاد المرصد، في بيان، بأنّ العراق في عام 2014 كان أمام تحدّ وجودي، بسبب احتلال تنظيم داعش ثلاث محافظات فيه، أمّا الآن فإنّ التحدي الأكبر في البلاد هو الجفاف الذي أصاب معظم محافظات إقليم كردستان والوسط والجنوب من دون استثناء.
أضاف المرصد العراقي، في بيان أخير، أنّ "الجفاف وصل إلى 80% في مناطق الأهوار، ما أدّى إلى نفوق كثير من الكائنات الحيّة"، ولا سيّما "الجواميس التي تُعَدّ مصدر عيش لسكان هذه المناطق"، كذلك أدّى إلى "هجرة الفلاحين لأراضيهم، فضلاً عن الجفاف الذي أصاب كثيراً من المناطق السياحية في الإقليم التي كان يقصدها أبناء محافظات الوسط والجنوب في فصل الصيف من أجل الاستمتاع بالأجواء".
وتابع مرصد العراق الأخضر أنّ "درجات الحرارة باتت في تلك المناطق أعلى ما يُسجَّل في المناطق الجنوبية"، محذّراً من أنّ "الوضع في مناطق الأهوار على حافة الانهيار ما لم تتدخّل وزارة الموارد المائية وتنظّم (...) المياه في البلاد وتقضي على التجاوزات والحصص المائية من قبل بعض المحافظات والدول الخارجية". وشدّد على "الالتزام بالاتفاقيات التي تؤمّن تدفّق حصة مائية أكبر للعراق، من أجل إعادة الحياة إلى مناطق الأهوار والمناطق الزراعية الأخرى".
وأوضح المرصد أنّ "نسبة الملوحة في كرمة علي في البصرة (أقصى الجنوب) وصلت إلى 6300 جزء/المليون"، الأمر الذي "ينذر بكارثة بيئية ويجعل من هذه المياه غير صالحة للاستهلاك البشري كما الحيواني"، خصوصاً أنّ "كلّ هذه المعاناة من الوضع المائي السيّئ (تأتي) وفصل الصيف لم يدخل ذروته حتى الآن". ورجّح أن تكون الأشهر المقبلة في العراق "قاسية على جميع سكان المحافظات بسبب قلّة المياه، ما لم تتدخّل الحكومة وتجد صيغة لحلّ هذه المسألة مع الدول المجاورة بزيادة الإطلاقات المائية وإمكانية الاتفاق على حصة ثابتة".
في سياق متصل، يقول الناشط البيئي، عدنان الربيعي، لـ"العربي الجديد" إنّ "التلوث يمثّل تهديداً خطراً تواجهه المحافظات العراقية نتيجة انخفاض مستوى المياه"، مبيّناً أنّ "نسبة الجفاف وصلت في كلّ أنهر محافظة ديالى (شمال شرق) والمحافظات الجنوبية إلى 90%، وهي نسبة خطرة رفعت من مستوى التلوّث". ويؤكد أنّ "مياه تلك الأنهر بمعظمها لم تعد صالحة للاستهلاك البشري ولا الحيواني". ويشير الربيعي إلى أنّ "حكومة العراق اليوم عاجزة عن توفير الحلول"، مشدّداً على أنّ "لا حلّ إلا مع إبرام اتفاقات مع الدول المتشاطئة مع العراق، وأنّ التحرّكات في هذا الجانب ضعيفة". ويتابع أنّ "الأعوام المقبلة سوف تشهد تفاقماً يزداد خطورة في حال لم تتوفّر معالجات لهذا الملف".
وتجدر الإشارة إلى أنّ مخزون المياه في العراق يُعَدّ في أدنى مستوياته منذ 80 عاماً، بسبب موسم الأمطار الذي أتى ضعيفاً جداً، إلى جانب انخفاض تدفّق نهرَي دجلة والفرات اللذَين يمثّلان المصدرَين الأساسيَّين للمياه في البلاد. وكانت وزارة الموارد المائية قد أكدت أخيراً أنّ النقص في المياه أسوأ من العام الماضي.
## الخليفي يُكرّم بيكهام: قميص "السير" للذكرى وذكريات بدايات المشروع
30 June 2025 01:07 PM UTC+00
كرَّم رئيس نادي باريس سان جيرمان، ناصر الخليفي (51 عاماً)، أسطورة كرة القدم الإنكليزية، دايفيد بيكهام (50 عاماً)، على هامش مباراة الدور الـ16 من كأس العالم للأندية 2025، التي جمعت الفريق الباريسي بإنتر ميامي الأميركي. 
واستغل الخليفي المناسبة لإهداء بيكهام قميصاً تذكارياً يحمل اسم "السير"، في لفتة رمزية تستحضر بدايات المشروع القطري، الذي جمع الرجلين قبل أن يبلغ ذروته هذا الموسم بتحقيق الحلم الأكبر، وهو التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا. وانتشر مقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، أمس الأحد واليوم الاثنين، ظهر فيه النجم الإنكليزي دايفيد بيكهام وهو يعبر عن سعادته بالهدية التي تلقاها من رئيس نادي باريس سان جيرمان، ناصر الخليفي، والتي تمثلت في قميص تذكاري يحمل عبارة "السير دايفيد". وقد تبادل الرجلان أطراف الحديث لفترة وجيزة، أعادت إلى الأذهان ذكريات بدايات المشروع القطري، عندما انضم بيكهام إلى صفوف النادي في عام 2013، في تجربة قصيرة لكنها كانت رمزية تحت قيادة الخليفي. 
وتجلّت سعادة دايفيد بيكهام في اللفتة الرمزية التي خصّه بها رئيس باريس سان جيرمان، ناصر الخليفي، بعدما تذكّره بقميص يحمل النجمة الأوروبية، في إشارة إلى الإنجاز القاري التاريخي. وجاءت هذه الخطوة تقديراً من الخليفي لكل النجوم الذين مرّوا على مشروعه الطموح، إذ اعتاد تكريمهم والاعتراف بدورهم، حتى أولئك الذين لم يحققوا اللقب معه، لكنهم ساهموا في بناء الفريق. وكان الخليفي قد وجّه تحية خاصة لهم بعد التتويج بدوري الأبطال، وخصّ بالذكر ليونيل ميسي (38 عاماً)، نيمار جونيور (33 عاماً)، وغيرهما من الأسماء التي تركت بصمتها في مسيرة النادي. 
وأكد موقع إذاعة أر أم سي سبورت الفرنسية، اليوم الاثنين، أن المباراة شكّلت فرصة للقاء عدد من الوجوه الرياضية والمشاهير، من بينهم زوجة النجم ليونيل ميسي، أنتونيلا روكوزو (37 عاماً)، إلى جانب شخصيات بارزة أخرى. كما استغل ناصر الخليفي المناسبة لتكريم اللاعب الشاب برادلي باركولا (22 عاماً)، بعد وصوله إلى المباراة رقم 100 بقميص الفريق، وهو ما منحه لحظة خاصة في المدرجات، خطف بها الأضواء كما فعل الباريسي فوق أرضية الملعب. 
يُذكر أن باريس سان جيرمان حجز مكانه في الدور ربع النهائي من مونديال الأندية، إذ سيواجه بايرن ميونخ الألماني، وذلك بعد فوزه العريض على إنتر ميامي برباعية نظيفة تناوب على تسجيلها كل من النجم البرتغالي جواو نيفيس (20 عاماً) الذي أحرز هدفين، ولاعب إنتر ميامي توماس أفيلاس (21 عاماً) بالخطأ في مرماه، قبل أن يختتم المغربي أشرف حكيمي (26 عاماً) الرباعية.
الرئيس ناصر الخليفي يهدي الأسطورة بيكهام قميص خاص بمباراة اليوم يحمل اسمه pic.twitter.com/IReIIs3Qlc
— باريس بـالعربـي #ابطال اوروبا⭐️ (@Paris_Arabic) June 29, 2025
## "الأناضول": استشهاد 21 فلسطينياً بقصف الإسرائيلي على شاطئ بحر مدينة غزة
30 June 2025 01:10 PM UTC+00
## سموتريتش: يجب أن تنتهي الحرب على غزة بالنصر فقط دون اتفاقيات أو وسطاء
30 June 2025 01:16 PM UTC+00
## بزشكيان لماكرون: قرار وقف التعاون مع "الذرية الدولية" رد فعل طبيعي
30 June 2025 01:27 PM UTC+00
أفاد الموقع الإعلامي للرئاسة الإيرانية، اليوم الاثنين، بأن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أكد خلال اتصال هاتفي مساء الأحد مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، تعليقاً على تعبير الأخير عن قلقه إزاء تعليق إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن الوكالة ومديرها العام رافاييل غروسي "لم يعملا بحيادية رغم كل التعاون والتفاهمات التي أُنجزت"، مشيراً إلى أن "هذا السلوك غير مقبول إطلاقاً بالنسبة لإيران".
وأعرب بزشكيان عن دعمه قرار البرلمان الإيراني تعليق التعاون مع الوكالة، واعتبره "تعبيراً عن إرادة الشعب الإيراني وردَّ فعل طبيعياً على السلوك غير المبرر وغير البنّاء والمدمر من جانب مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وشدد الرئيس الإيراني على أن بلاده، رغم تأكيدها المتكررة أكثر من مرة عدم رغبتها في تصنيع أسلحة نووية، ورغم ترحيبها بالحوار لحل المشكلات والادعاءات المثارة بشأن أنشطتها النووية، تعرضت خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة لـ"هجوم من الكيان الصهيوني بدعم وموافقة أميركيين".
وأكد بزشكيان أن "كل الأنشطة النووية الإيرانية جرت تحت رقابة مفتشي الوكالة وكانت كاميراتها الرقابية تعمل في منشآتنا النووية، لكن رغم كل ذلك، وبعد سلسلة عمليات التخريب التي شنها الكيان الصهيوني، هاجمت أميركا أيضاً منشآتنا النووية عسكرياً". كما تساءل عن أسباب ما وصفه باعتماد الوكالة إسرائيل مصدراً لتقاريرها، رغم أن إسرائيل ليست عضواً في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وتتصرف منذ سنوات خلافاً لكل القوانين الدولية، على حد تعبيره. وأضاف: "هذا الكيل بمكيالين سبب الكثير من المشكلات لأمن المنطقة والعالم".
وجدد الرئيس الإيراني التأكيد أنه "في ظل التجارب الأخيرة، وحتى في حالة استمرار تعاون الجمهورية الإسلامية مع الوكالة، فما هي الضمانات لعدم تعرض منشآتنا النووية لهجمات جديدة؟". وشدد بزشكيان على سياسة بلاده "الثابتة في تجنب الحروب وزعزعة الاستقرار، وحرصها على معالجة القضايا حصراً عبر الدبلوماسية والحوار"، معرباً عن أمله في أن تلتزم المؤسسات الدولية، وفي مقدمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعهودها والتزاماتها مع الدول الأعضاء، وأن توجه العالم نحو السلام والأمن بدلاً من الحرب والصراع.
من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال الاتصال الهاتفي، نقلاً عن الموقع الرئاسي الإيراني، أن "فرنسا كانت من الدول الأولى التي أدانت الهجوم العسكري الأميركي والإسرائيلي على إيران، وأعلنت صراحة لرئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) أن فرنسا لا تعترف بأي وضع قانوني أو شرعي يسمح لإسرائيل بالتدخل بشأن الملف النووي الإيراني". وأضاف ماكرون: "نحن نتفهم وندعم موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بضرورة تطبيق القوانين بشكل صحيح ومتساو من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ونشدد على أهمية استمرار التعاون بين إيران والوكالة، حتى في إطار جديد، وكذلك أهمية مواصلة الحوار مع الدول الأوروبية".
استدعاء القائم بالأعمال الأوكراني
في غضون ذلك، استدعت الخارجية الإيرانية، اليوم، القائم بالأعمال الأوكراني في طهران، احتجاجا على "التصريحات غير المبرّرة التي أدلى بها بعض المسؤولين الرسميين في أوكرانيا بشأن العدوان الذي شنه كل من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة على إيران". وخلال الاستدعاء، تم تحذير القائم بالأعمال الأوكراني من "عواقب تكرار مثل هذه المواقف العدائية والتحريضية من قبل النظام الأوكراني ضدّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وفق وكالة إيسنا الإيرانية. وأكّد القائم بالأعمال الأوكراني من جانبه أنه سيقوم بنقل احتجاج إيران الرسمي إلى حكومته في أسرع وقت ممكن.
اتصال بين وزيري خارجية إيران ومصر
إلى ذلك، أجرى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مكالمة هاتفية مع نظيره المصري بدر عبدالعاطي حيث استعرض الجانبان آخر التطورات الإقليمية في أعقاب وقف العدوان الإسرائيلي على إيران، وفق تصريح صحافي للخارجية الإيرانية. وأشار عراقجي خلال المباحثات إلى إدانة غالبية المجتمع الدولي، ولا سيما الدول الإسلامية والمنظمات الإقليمية البارزة، للعدوان الإسرائيلي على إيران، معربا عن استيائه من عدم صدور إدانة من جانب هيئتين دوليتين مسؤولتين هما مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومؤكدا على "متابعة الجمهورية الإسلامية الإيرانية الجادة تعقب المعتدي ومطالبة الأخير بدفع التعويضات".
من جانبه، أعرب وزير خارجية مصر عن ارتياح القاهرة لوقف العدوان الإسرائيلي، مؤكدا استمرار جهودها للمساهمة في خفض التوتر في المنطقة، بما في ذلك السعي لإرساء وقف إطلاق النار في غزة.
## سورية تمنع فجأة استيراد السيارات المستعملة
30 June 2025 01:31 PM UTC+00
أصدرت وزارة الاقتصاد والصناعة السورية، مساء أمس الأحد، قراراً بوقف استيراد السيارات المستعملة، واستند القرار الصادر عن الوزير محمد نضال الشعار إلى أحكام المرسوم التشريعي رقم 60 لعام 1952 وتعديلاته، وأحكام القرار الرئاسي رقم 9 الصادر في 29 مارس/آذار الماضي، ومقتضيات المصلحة العامة. ونص القرار، وفق مادته الأولى، على وقف استيراد السيارات المستعملة اعتباراً من تاريخ صدور القرار، باستثناء الرؤوس القاطرة والشاحنات وآليات الأشغال العامة والجرارات الزراعية التي لا تتجاوز سنة صنعها عشر سنوات عدا سنة الصنع، إضافة إلى حافلات نقل الركاب التي عدد مقاعدها 32 مقعداً، على ألا تتجاوز سنة صنعها أربع سنوات عدا سنة الصنع.
ووفق المادة الثانية، يُستثنى من القرار المستوردون الذين قاموا بشراء سيارات قبل تاريخ صدور القرار على أن يثبتوا أرقام هيكل السيارة لدى الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية حتى تاريخ 6 من يوليو/ تموز في موقعها في دمشق بمنطقة كفرسوسة. ونصت المادة الثالثة على السماح باستيراد السيارات الجديدة وغير المستعملة، على ألا تزيد سنة الصنع عن سنتين عدا سنة الصنع.
وانتقد الباحث الاقتصادي مجد أمين آليات صدور القرار والطريقة المفاجئة، موضحاً في حديثه لـ"العربي الجديد" أن الحفاظ على القطع الأجنبي لا يكون بمنع استيراد السيارات المستعملة، كون المنع حصل عليها فقط، فالأمر غير منطقي، من الناحية العملية، لأن السيارات الجديدة سعرها مرتفع، وأيضاً بالقطع الأجنبي، والبلد بحاجة لسيارات، بالتالي أعداد السيارات ربما تقل قليلاً، لكن سعرها مرتفع.
وأوضح أمين أن "السيارة التي سعرها 2000 دولار، لا تُقارن بسيارة سعرها 30 ألف دولار، إذا كان الحديث عن القطع الأجنبي هنا، فالمعادلة غير متزنة من الناحية الاقتصادية، وبالتالي يجب إيقاف الاستيراد للحفاظ على القطع الأجنبي"، لافتاً إلى أن الآلية التي اتُّخذ بها القرار وبشكل مفاجئ هي آلية غير مهنية، كون السماح بالاستيراد كان بقيود محدودة للغاية قبل عدة أشهر، وهناك الكثير من التجار أدخلوا سيارات إلى سورية، ومع القرار المفاجئ، سيتسبب ذلك بارتفاع الأسعار في السوق، والمواطن العادي لن يعود قادراً على شراء سيارة رخيصة السعر نسبياً.
وأكد أمين أن أي قرار من دون وجود ضوابط لن يكون سليماً، مشيراً إلى أنه يمكن العمل على المواصفات وصلاحيات السيارة واللجان الفاحصة، وهذه اللجان تُحدث فرص عمل، وتمنح ثقة للشاري كونها خاضعة للفحص. ولفت إلى أن القرار يبدو أنه يصب في مصلحة تجار، واتُّخذ بطريقة عشوائية من قبل الوزارة التي لم تُقدّر الحجم النهائي من الناس، دائماً نتحدث عن قرارات المنع بدلاً من البحث عن حلول، سورية بلا طرق ولا جسور، ونأتي بمنع السيارات، اليوم ازداد أيضاً عدد السكان.
بدوره، انتقد بروفيسور الاقتصاد إبراهيم فتوح عبر فيسبوك القرار الصادر عن الوزارة، مشيراً إلى أن القرار يعالج المسألة من منظور ضيق، كون افتراض السيارات المستوردة للاستعمال داخل البلد فقط. وتابع: "نظراً إلى تجارب الدول الأخرى كالإمارات مثلاً، وخاصة إمارة الشارقةّ فإنها تستورد مئات الآلاف من السيارات المستعملة بدون أي قيد، ما جعل منها مركزاً دولياً لتجارة السيارات المستعملة، فتصدر السيارات التي استوردتها إلى كثير من الدول كروسيا وأوكرانيا والعراق ومصر ودول أفريقيا وسورية وغيرها الكثير".
## مرضى السرطان في غزة... وفاتان يومياً نتيجة نقص العلاج والأدوية
30 June 2025 01:36 PM UTC+00
تتفشى الأورام السرطانية في أجساد مرضى قطاع غزة الذين لا يتمتعون بأدنى درجات مقاومة المرض في غياب العلاج والأدوية، ونقص الغذاء، ووسط أوضاع مأساوية نتيجة انهيار شبه كامل للقطاع الصحي.
على أحد الأسرّة بقسم الأورام في "مستشفى الحلو" بمدينة غزة، كانت هدى المظلوم (57 سنة) تتلقى جرعة الكيماوي الرابعة، بعد اكتشاف إصابتها في مطلع العام الحالي بورم سرطاني في الغدة اللمفاوية، وقد أجرى لها الأطباء عملية جراحية لإزالة الورم، ثم حددوا لها جرعات الكيماوي، وهي تبيت بالمشفى لمدة أربعة أيام قبل تلقي الجرعة التي تستغرق 24 ساعة، لإجراء الفحوص والتحاليل، وقبل الجرعة تحصل على أربع وحدات محاليل لتهيئة جسدها.
تقول المظلوم لـ"العربي الجديد"، إن "عدم وجود الغذاء المناسب يفاقم حالتي الصحية، فبشق الأنفس أستطيع إيجاد كأس لبن، وبصعوبة أوفر عصيراً في ظل سياسة تجويع إسرائيلية أدت إلى نفاد كل السلع من الأسواق نتيجة إغلاق المعابر منذ 2 مارس/ أذار الماضي، ما انعكس بشكل كبير على المرضى. نفدت آخر أقراص علاج الغدة الدرقية المقرر أن أداوم عليها، وبحثت ابنتي عن شريط في كافة المشافي والصيدليات، لكنها لم تجد، وبسبب ضعف التغذية يضعف جسدي، فالعلاج الكيماوي يحرق الجسم، ويجب أن تقابله تغذية جيدة مستمرة، لكن كل ما أستطيع تناوله اليوم هو العدس أو الزعتر، وإيجاد حبة خيار أو بندورة صعب".
في غرفة أخرى مكتظة، يرقد صبري عبد النبي (53 سنة)، وقد اكتشف إصابته بسرطان الأحبال الصوتية في يناير/ كانون الثاني الماضي، وكان يعاني منذ سنوات من آلام في الأحبال الصوتية من دون اكتشاف المرض. حالياً، يمكنه التنفس بصعوبة، وبالكاد يسمع صوته أثناء الحديث. يحمل علبة حليب شارفت على النفاد، كي تساعده على تعويض ضعف التغذية. يقول ابنه المرافق لـ"العربي الجديد": "ضعف التغذية يؤثر على صحة أبي، ولا يوجد مدعمات مناعة ولا فيتامينات، وبالتالي يصعب عليه مقاومة السرطان. الحليب بديل عن الغذاء، لكننا لا نجده دائماً، وبصعوبة يوفره المشفى".
قبل الحرب، كان عبد النبي يراجع طبيباً بمستشفى الصداقة التركي التخصصي، وكانت تخصص له غرفة للمبيت بمفرده، بينما اليوم يبيت في غرفة مكتظة، ويؤكد ابنه أن العديد من أصناف الدواء غير متوفرة، كحبوب منع النزيف، إذ يتقيأ دماً بشكل مستمر. ويضيف: "نتيجة نقص الغذاء أصبح أبي نحيفاً للغاية، وبات يتعب من جرعة الكيماوي الخفيفة، ولا يستطيع تحمل جرعات الكيماوي الثقيلة. وهو يمكث منذ شهر بالمشفى، ولم يستفد شيئاً، وتقدمنا بتحويلة علاجية عاجلة للسفر قبل عدة أشهر، لكن لم يتم السماح له بالسفر بعد".
بصعوبة، استطاعت عبير جعرور (43 سنة)، وهي مريضة بسرطان الثدي، إيجاد سرير في قسم يعج بكافة الأمراض، بعدما ساءت حالتها الصحية نتيجة التهابات بالرئة، وحينها قرر الطبيب مبيتها. تقول: "انتهيت من جلسات العلاج الكيماوي للمرحلتين الأولى والثانية، والآن ينبغي السفر لاستكمال العلاج الإشعاعي خارج قطاع غزة. قدمت تحويلة للعلاج بالخارج، لكن لم يتم السماح لي بالسفر حتى الآن".
وتضيف لـ"العربي الجديد": "كل مرضى السرطان يعانون من قلة العلاج، وأحيانا يعطيني الطبيب علاجاً بديلاً، ويكون للأسف غير فعال، وأحتاج أخذ كمية مضاعفة من العلاج البديل، إضافة إلى أزمة غياب الفيتامينات". وبشكل أسبوعي تزور جعرور المشفى، وتؤرقها وسائل المواصلات غير المريحة، وهي تحرص على الوصول مبكراً كي تتمكن من مراجعة الطبيب، فالدور طويل، والمرضى تقدر أعدادهم بنحو 50 في كل جلسة، بينما عدم توفر العلاج الإشعاعي يفاقم حالتها.
وتتزايد التكهنات حول وجود ارتباط بين زيادة معدلات الإصابة بالسرطان والإشعاعات المنبعثة عن الصواريخ التي ألقاها جيش الاحتلال على قطاع غزة.
أصيب أشرف صباح (51 سنة) بالمرض قبل شهر، ويعيش بأنبوب تنفس يتصل بأنفه على مدار 24 ساعة، وقد تغير حاله عما كان عليه قبل الإصابة، فبعد إصابته بجلطة في القدم، اكتشف الأطباء إصابته بسرطان القولون، علما أنه مريض قولون تقرحي منذ ما قبل الحرب.
يحكي صباح لـ"العربي الجديد" بصوت لاهث: "الحرب لها علاقة مباشرة بإصابتي، فكثيراً ما تصلنا الإشعاعات، والسبب الآخر أنني كمريض قولون، وقد عانيت من انقطاع علاج القولون الوقائي طويلاً، وربما هذا أيضا هيأ لانتشار السرطان. نتلقى الرعاية بما هو متاح من إمكانيات، لكن للأسف الوضع الصحي في غزة صعب، وهناك مراحل قادمة تتطلب علاجاً كيماوياً، ومن ثم علاجا إشعاعيا، ولا أعرف كيف ستكون الأمور عندها".
أما الفلسطينية أم محمد النملة (65 سنة) فقد أصيبت بسرطان الرئة في عام 2007، وجرى استئصال جزء من الرئة، ثم أصيبت بسرطان الثدي في عام 2012، وجرى استئصاله، وبعدها بعامين أصيبت بسرطان الرحم، وقامت أيضاً باستئصاله، ورغم إتمام علاجها الكيماوي قبل الحرب، إلا أن حالتها تدهورت بعد الحرب بسبب غياب المتابعة والرعاية، ونتيجة سوء التغذية، وقبل أسبوع أصابتها جلطة، وكان الأطباء يشكون في عودة المرض.
تقول النملة، وهي نازحة إلى منطقة المواصي بخانيونس، لـ "العربي الجديد": "أظهرت الصورة المقطعية أن المرض لم يعد، وأن ما حدث هو جلطة فقط. خلال الحرب نزحت إلى مخيم النصيرات للحصول على العلاج الهرموني، وأثرت الحرب على حالتي، وأشعر بارتجافة مستمرة، خاصة أنني أتبع نظاما علاجيا هرمونيا شهريا، ولا يزال متوفرا في غزة. أعاني من مضاعفات مستمرة بالرئة، وضيق تنفس، والتهابات تؤدي إلى المكوث بالمشفى لفترة كل شهر".
ووفق دائرة نظم المعلومات الحكومية، فإن عدد مرضى السرطان في قطاع غزة يبلغ 11 ألف مريض، من بينهم 2900 بانتظار السفر، ومنذ بداية الحرب، فقد العديد من مرضى السرطان حياتهم نتيجة الظروف القاسية وغياب العلاج، إضافة إلى استشهاد نحو 20 مريضاً بالقصف الإسرائيلي.
ويقدر المدير الطبي لمركز غزة للسرطان، الطبيب محمد أبو ندى، أن "هناك حالتي وفاة يومية بين مرضى السرطان، بمعدل 1300 وفاة منذ بداية الحرب، والأسباب متعددة، ومن بينها ظروف الحرب الصعبة، وعلى رأسها النزوح المتكرر، وعدم وجود طعام جيد لبناء المناعة، وعدم وجود الأدوية الداعمة مثل الكالسيوم والفيتامينات، وصعوبة الحصول على العلاج الكيماوي، ما يؤدي إلى تفشي المرض في الجسم".
ويوضح أبو ندى لـ"العربي الجديد" أن "مرضى السرطان يعيشون أوضاعاً كارثية منذ بدء العدوان الإسرائيلي، وتفاقمت المعاناة بعد تدمير البنية التحتية والمنظومة الصحية، وعلى رأسها مستشفى الصداقة التركي المتخصص بالأورام، فضلاً عن تدمير 34 مشفى من أصل 38، وإخراج نحو 80 مركزاً صحياً عن الخدمة، ما أدى إلى نقص حاد بالرعاية الصحية. قبل ثلاثة أسابيع، كان المشفى الأوروبي بخانيونس الملاذ الأخير لمرضى السرطان، وبعد قصف الاحتلال محيطه، تضررت أجزاء منه، وتضررت أجهزة طبية، فاضطررنا إلى النزوح إلى مشفى ناصر، حيث الازدحام شديد، وبالتالي انقطعنا عن تقديم العلاج الكيماوي منذ ثلاثة أسابيع".
ويتابع: "غياب العلاج أدى إلى تدهور سريع في حالة المرضى، وحالياً توقفت العلاجات الكيماوية والإشعاعية، وسفر المرضى للعلاج بالخارج متوقف نتيجة إغلاق معبر رفح، ما يمنع المرضى من تلقي العلاج. كان متاحاً لبعض المرضى العلاج في المشفى الأوروبي وفي مجمع ناصر، لكن المستلزمات الموجودة محدودة، وهناك نقص حاد في كل شيء، ما يجعل تقديم الرعاية اللازمة غير ممكن".
يضيف الطبيب الفلسطيني: "كان مشفى الصداقة التركي هو المركز الوحيد المتخصص في تقديم العلاج الكيماوي للسرطان في قطاع غزة، وبعد تدمير جزء منه وقطع الكهرباء عنه في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، توقفت خدماته تماماً. حينها بدأنا رحلة انتقال. انتقلنا من مشفى الصداقة إلى مشفى شهداء الأقصى بالمحافظة الوسطى، ثم إلى مجمع ناصر بخانيونس، ثم مشفى أبو يوسف النجار ومركز الزهراء في رفح، وعدنا لاحقاً إلى مجمع ناصر، قبل الانتقال من جديد إلى المشفى الأوروبي، ثم عدنا أخيراً إلى مجمع ناصر. خلال تلك الرحلة الطويلة فقدنا الكثير من المعدات والمستهلكات والأدوية، وفي كل مرة كنا لا نستطيع أخذ كل معداتنا وأسّرتنا، ما أثر على إمكانيات تقديم العلاج للمرضى".
## سموتريتش يرفض أن تنتهي حرب غزة باتفاق وعائلات المحتجزين تهاجمه
30 June 2025 02:16 PM UTC+00
هاجمت عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، اليوم الاثنين، وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، بعد دعوته للتخلي عن الوسطاء ورفضه لإبرام اتفاق مع حركة حماس، واتهمته بالتخلي عن ذويهم وإصراره على "حرب أبدية" بقطاع غزة المحاصر. وفي وقت سابق اليوم، قال سموتريتش في اجتماع لحزبه "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف: "يجب أن تنتهي هذه الحرب بالنصر فقط، دون اتفاقيات أو وسطاء، و(مع) تدمير حماس وعودة المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين)".
ونقلت عنه هيئة البث الإسرائيلية قوله مخاطبا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "لا للحوار مع القتلة"، وفق تعبيره. ودعا الوزير المتطرف أيضا إلى عدم إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية مقابل المحتجزين الإسرائيليين. ويأتي ذلك بعد تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب، دعا فيها للتوصل إلى اتفاق بخصوص وقف إطلاق النار بغزة.
وأغضبت تصريحات سموتريتش عائلات المحتجزين الإسرائيليين التي قالت بمنشور على منصة "إكس": "إلى متى سيستمر سموتريتش في تضليل شعب إسرائيل وترويج مفاهيم خطيرة لهم؟". وأضافت: "ليس لدى سموتريتش أي خطة حقيقية سوى حرب أبدية، خالية من الأهداف والغايات، ولكن بثمن واضح ومؤلم - فقدان المختطفين- وثمن باهظ من أرواح جنود جيش الدفاع الإسرائيلي". وبشأن دعواته لإعادة الاستيطان بغزة، قالت العائلات: "من جهة، يصوت سموتريتش لصالح عودة الاستيطان إلى قطاع غزة، مدعياً عدم وجود عائق أمني، ومن جهة أخرى، يصوت لتوسيع نطاق القتال، مدعياً أن حماس لم تُهزم بعد".
وأضافت: "كفى تضليلاً وأوهاماً حول انتصارات غامضة ومفاهيم ضائعة حول الضربة القاضية النهائية". وتابعت: "تخلى سموتريتش عن قضية المختطفين، لكنه لا يمثل الجمهور الذي تعلم غالبيته العظمى أن النصر الإسرائيلي الكامل لن يتحقق إلا من خلال اتفاق شامل يعيد جميع المختطفين وينهي القتال (الحرب)".
وشكلت تصريحات الرئيس الأميركي المتتالية حول غزة وقرب التوصل إلى اتفاق إشارة بشأن انطلاق قطار المفاوضات المتعطل، بما في ذلك قوله، الجمعة الماضي، إنه "يعتقد أن وقفاً لإطلاق النار سيتحقق خلال الأسبوع المقبل"، وعاد بعد ذلك، أمس الأحد، وكتب على منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال: "أبرموا الاتفاق في غزة. أعيدوا الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين)". وتفتح التصريحات والنقاش الدائر حالياً بشأن مفاوضات غزة باب التساؤل حول مصير أي اتفاق محتمل وفرصه، في ظل الموقف الإسرائيلي المعروف سلفاً، الرافض فكرةَ إنهاء الحرب والمتمسك بتهجير الغزيين إلى خارج القطاع.
(الأناضول، العربي الجديد)
## العدوان الإسرائيلي على إيران: 935 قتيلاً بينهم 38 طفلاً و132 امرأة
30 June 2025 02:22 PM UTC+00
أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران أصغر جهانغير، اليوم الاثنين، أن آخر بيانات الطب الشرعي أفادت بأنه جرى التعرف على 935 من قتلى الحرب التي شنتها إسرائيل على البلاد لمدة 12 يوماً، من بينهم 38 طفلاً و132 امرأة كانت بعضهن حوامل". وأضاف أن "79 من المراجعين وأسر السجناء وموظفي إدارة السجون وسكان منطقة إيفين، شمال غربي طهران، وعدد من السجناء قضوا أيضاً وفق الإحصائيات الرسمية، كما أصيب عدد آخر بجروح".
وكان المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية أصغر جهانغيري أعلن، أمس الأحد، أن عدد قتلى الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف سجن إيفين بلغ 71، من بينهم طواقم السجن وجنود في الخدمة وسجناء وبعض أقارب السجناء. وقال: "ارتكب الصهاينة في هجومهم على إيفين جريمة متكاملة، وحتى الجيران المقيمون في جوار قاعة الزيارة ومبنى التحقيقات تأثّروا بشكل كبير".
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الإيرانية، اليوم، أن العدوان الإسرائيلي خلّف 15 قتيلاً و18 جريحاً من أفراد الكوادر الطبية، كما دُمّرت 11 سيارة إسعاف، وتعرضت ثمانية مستشفيات وأربعة مراكز صحية وستة مراكز طوارئ لأضرار متفاوتة.
إلى ذلك، قال رئيس منظمة الوقاية وإدارة الأزمات في مدينة طهران علي نصيري اليوم الاثنين: "جاهزية المدينة لمواجهة الأزمات لا تزال دون المستوى المطلوب، وجرى تفعيل مراكز الأزمات لتوزيع الخدمات والإمدادات الطارئة في العاصمة". أضاف: "تعمل 109 مراكز أزمة في أنحاء مدينة طهران تضم فرقاً من الهلال الأحمر والإطفاء، وخلال العدوان الإسرائيلي الأخير، توّلت بلدية طهران مسؤولية إيواء أشخاص محتاجين وآخرين تضررت منازلهم، أو فقدوها، في فندقين، وبموجب عقد جديد مع أربعة فنادق، أتيحت إمكانية إيواء أشخاص مع تقديم ثلاث وجبات طعام يومياً كي لا يبقى أي متضرر بلا مأوى".
وفي وقت لاحق، أعلن وزير التربية والتعليم في إيران، علي رضا كاظمي، اليوم الإثنين، عن "استشهاد 30 طالباَ بينهم 21 طالبا في طهران و7 من الكوادر التعليمية" خلال الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، مشيرا إلى أن الوزارة قامت بتشكيل لجنة تنسيق وإدارة الأوضاع الحربية في القطاع التربوي، حيث تم تأسيس 14لجنة فرعية ووضع سيناريوهات خاصة لمواجهة الحالات الطارئة.
## 33 عاما على اغتيال الرئيس الجزائري محمد بوضياف.. روايات لم تقنع أحدا
30 June 2025 02:22 PM UTC+00
"باش فاتونا (بماذا سبقونا)، فاتونا بالعلم"، ما هو ثابت أن تلك العبارة كانت آخر الكلمات التي قالها رئيس الدولة الجزائرية محمد بوضياف على منصة قاعة دار الثقافة بعنابة شرقي الجزائر. غير ذلك لا أحد يملك الحقيقة حول الدوافع التي جعلت عنصراً من فريق الحراسة الخاصة والمتقدمة، الملازم مبارك بومعرافي، يطلق الرصاص عليه من وراء الستار. منذ ذلك اليوم، 29 يونيو/ حزيران 1992، والجزائر تغرق في دوامة العنف والإرهاب، في أعقاب توقيف المسار الانتخابي من الجيش في يناير/ كانون الثاني 1992.
كان عنصر الحراسة من فرقة التدخل الخاص بومعرافي قد اتخذ موقعه خلف الستار، وراء المنصة التي كان يجلس عليها الرئيس بوضياف، رمى بومعرافي بقنبلة يدوية تدحرجت فوق سطح المنصة الخشبية من وراء الحجاب إلى غاية المنصة الخشبية الرسمية، قبل أن يطلق زخات من الرصاص على الرئيس بوضياف ويرديه قتيلاً؛ وسط دهشة الحضور.
كان على المنصة مع الرئيس، رئيس غرفة التّجارة والصّناعة ومحافظ ولاية عنابة، ولوحظ حينها أن الرئيس بوضياف كان في زيارة رئاسية إلى معرض خاص بالشباب والمبادرات الشبابية، غير أنه لم يكن مرفوقاً بوزراء من الحكومة سوى وزير المجاهدين (قدماء محاربي ثورة التحرير). يأخذ من يشكّكون في الرواية الرسمية لحادثة الاغتيال، هذا الأمر على أساس أنه من بين مؤشرات وجود مؤامرة للاغتيال، رغم أن الفاعل بومعرافي، ظل يقرّ في جلسة المحاكمة، أنه الوحيد المسؤول عن العملية، وأنه قام بذلك بدافع شخصي، بينما راجت في تلك الفترة مزاعم بأنه كانت لبومعرافي دوافع ذات صلة بميوله إلى الجبهة الإسلامية للإنقاذ (المحظورة)، بناء على رسالة بخط يده، لكن لم يثبت جدياً.
بومعرافي، ظل يقرّ في جلسة المحاكمة، أنه الوحيد المسؤول عن العملية
كان محمد بوضياف، وهو كبير مجموعة 22 ومجموعة الـ6 التي قرّرت تفجير ثورة الجزائر، قد عاد في 26 يناير 1992، من المنفى في المغرب، بعد 29 عاماً من مغادرته البلاد عام 1963 في أعقاب خلافات حول السلطة مع الرئيس السابق أحمد بن بلة مباشرة عقب استقلال الجزائر، إذ استقر في فرنسا وأسس حزباً معارضاً للنظام باسم حزب الثورة الاشتراكية، ثم انتقل إلى المغرب حيث أقام مشروعاً لمصنع الآجر، اقترحته قيادة الجيش لإدارة شؤون البلاد في أعقاب استقالة الرئيس الشاذلي بن جديد في 12 يناير 1992.
وفي ظل فراغ دستوري، اهتدت قيادة الجيش إلى تشكيل مجلس أعلى للدولة يضمّ خمس شخصيات تعهد رئاسته إلى بوضياف، الذي قبل بذلك وعاد لتسلم المسؤولية، دون أن تكون لديه فكرة واضحة عن الأوضاع وطبيعة النظام السياسي وتوزع مراكز القوة والنفوذ في الجزائر.
هلّلت الجماعات المسلحة والمتشدّدة لحادث الاغتيال، بينما عمّت الصدمة البلاد وهجمت جموع الجزائريين على مقرّ الرئاسة يوم تأبين بوضياف ولم تستطع قوى الأمن التحكم في الوضع، وأقيمت جنازة شعبية ورسمية كبيرة للرجل الذي مثل في بعض خطاباته وفي الفترة القصيرة التي تسلم فيها منصب رئاسة الدولة، أملاً للشباب وللجزائريين في الخروج من نفق كان يبدو في بداياته في تلك الفترة.
 بعد اغتيال بوضياف جرى إنشاء لجنة وطنية للتحقيق، ترأسها أحد الأصدقاء المقربين من الرئيس بوضياف، أحمد بوشعيب وهو عضو مجموعة 22 التاريخية التي فجرت ثورة الجزائر، وعضوية صديق بوضياف علال الثعالبي، والحقوقي يوسف فتح الله الذي اغتيل عاماً بعد ذلك، (تربط بعض التقارير بين اغتياله ورفضه التوقيع على تقرير لجنة التحقيق لوجود ثغرات في كشف الحقائق) والحقوقي مبروك بلحسين محمد فرحات، وكمال رزاق بارة؛ الذي سيصبح لاحقاً رئيساً للمرصد الحكومي لحقوق الإنسان والناطق الرسمي باسم لجنة التحقيق.
نص مرسوم إنشاء اللجنة الذي صدر في الرابع من يوليو/ تموز 1992، على أنها تتمتع بسلطة أن "تقوم بسماع كل ما تراه مفيداً للتحقيق، وتطلع على كل المعلومات أو الوثائق مهما كان حائزها ومهما كانت طبيعتها، وتطلب كل تدبير تحفظي يفيدها في إتمام مهمتها، وأنه لا يمكن، بأي حال من الأحوال عرقلة مهمة اللجنة، بما في ذلك التذرّع بالسرية، مهما كانت طبيعة المعلومات أو الوثائق المطلوبة أو نوعيتها وأهميتها.
وجاء في المرسوم، أنه "لا يمكن أن يعترض على اللجنة بأي اعتراض مستمد من علاقة تبعية أو من صلة وصاية أو تسلسل سلمي، وأنه يمكن لرئيس اللجنة، أن يلجأ إلى القوة العمومية، التي يجب عليها أن تقدم له المساعدة والعون، تبعاً لما يتطلبه التحقيق، على أن تقدم اللجنة كتابياً، في ظرف عشرين يوماً ابتداء من تاريخ تنصيبها، النتائج الأولية للسلطة القضائية المكلفة بالقضية، والمجلس الأعلى للدولة".
بعد حادثة الاغتيال، جرت محاكمة بومعرافي الذي كان قد رفض أن ينوبه محامون. لم يبدِ بومعرافي تعاوناً مع المحكمة، واكتفى بترديد مقدمة دينية في أول مداخلة له، إلى غاية جلسة في الثالث يونيو 1995، ثلاث سنوات بعد الحادث، أدين بومعرافي بحكم الإعدام، لكن هذا الحكم لم ينفذ، لكون الجزائر كانت قد علقت منذ عام 1993، تنفيذ أحكام الإعدام. وكان لافتاً أنه جرت محاكمته من القضاء المدني، برغم أنه عسكري وكان يفترض أن يحاكم من القضاء العسكري. ويُعتقد أن السلطة التي كانت تواجه ضغوطاً وشكوكاً مكثفة بشأن حادث الاغتيال، فضلت أن يحاكم مدنياً بما يتيح للصحافة والجميع متابعة المحاكمة، لتعزيز موقفها الذي ينفي وجود مؤامرة مدبرة في الاغتيال.
وبدت عائلة الرئيس محمد بوضياف، زوجته ونجله ناصر بوضياف خاصة، كما كثير من الجزائريين غير مقتنعين تماماً بالرواية الرسمية التي طرحتها السلطة، والتي تحيل إلى فعل منعزل لبومعرافي في اغتيال الرئيس محمد بوضياف، وتبني هذا الرفض على استنتاجات وإقرارات لضباط في الجيش والمخابرات فارين إلى الخارج، يطرحون رواية تحيل إلى وجود تدبير مسبق لاغتيال الرئيس بوضياف، والذي كان قد بدأ في توجيه انتقادات حادة لما وصفها بالمافيات المالية والفساد في السلطة. وأمس الأحد في الذكرى 33 لاغتيال والده، كتب ناصر بوضياف "33 عاماً بلا عدالة، الحقيقة لا تزال مُمزقة. لكن ذكراه لا تزال مُشتعلة".
وسمحت فترة الحراك الشعبي بعد عام 2019، لناصر بوضياف، مطالبة العدالة الجزائرية بتمكين عائلة الرئيس من حقّها في إعادة فتح ملف حادثة الاغتيال لوالده، ونشر سلسلة رسائل في هذا الصدد، معتبراً أنه "لا يمكن أن يكون عملاً منعزلاً، وأنه مرتبط بإدانة الرئيس بوضياف من مكانته العالية، للمافيا السياسية المالية".
مثل كل حوادث اغتيال الشخصيات رفيعة المستوى، تظل كل الحقائق نسبية إلى حين ظهور ما يعزّز رواية أو ما ينسف أخرى، حتى الآن، لا الرواية الرسمية لحادث اغتيال الرئيس محمد بوضياف أقنعت أحداً، ولا خصوم هذه الرواية تمكّنوا من تقديم ما يثبت طروحاتهم، بينهما تبقى الحقيقة عالقة على حبل الزمن والمستقبل.
## برنامج جزائري لدعم السينما بأيدي النساء
30 June 2025 02:22 PM UTC+00
أطلقت الجزائر برنامجاً جديداً موجهاً إلى حاملات مشاريع السينما من النساء. البرنامج يحمل اسم "هي"، أشرف على إطلاقه أمس الأحد وزير الثقافة الجزائري، زهير بللو، وسوف يركّز على تطوير المهارات الفنية والعملية للنساء الجزائريات في مجال الأفلام الروائية القصيرة. وسوف يشرف البرنامج على إعداد سينمائيات جزائريات حاملات لمشاريع أفلام روائية قصيرة لا تتجاوز مدتها 13 دقيقة.
ونقل موقع النهار الجزائري عن بللو، خلال كلمة له في مقر المركز الوطني للسينما والسمعي البصري، أن برنامج "هي" هو "مبادرة رائدة. تجمع نخبة من المواهب النسائية الصاعدة في مجال كتابة السيناريو والإخراج. بهدف تمكينهن من إنتاج أفلام روائية قصيرة تحمل رسائل كبيرة وتعكس تجارب إنسانية هامة". وأضاف أن برنامج "هي" تكوين ميداني سوف يسمح للمشارِكات بـ"إنتاج أعمال جديرة بالتقدير والمشاهدة" بحسبه. كذلك رأى أن البرنامج "يحقق مساعي قطاع الثقافة والفنون لترقية الإنتاج السينمائي". 
محاولات الجزائر في قطاع السينما
هذا وأعلن الوزير عن تنظيم أيام حول سينما المرأة سوف تشهد ترسيماً العام المقبل، "تأكيداً لمرافقة وزارة الثقافة والفنون للمواهب الشابة في مجال السينما"، و"مساعدة حاملات المشاريع السينمائية على تنفيذها على أرض الواقع" بحسبه. ووفق المركز الوطني للسينما والسمعي البصري.
وتأتي هذه المبادرات الحكومية بينما تحاول الجزائر إحياء السينما في البلاد، على أمل العودة إلى عصرها الذهبي الذي شهدته خلال السبعينيات قبل الانحدار في الثمانينيات والتسعينيات. لكن هذه المحاولات تأتي وسط مزاج متقلب من السلطة الجزائرية تجاه السينما، إذ أحدثت هيئة للإشراف على العمل السينمائي وقانوناً يهدد إنتاجات سينمائية بالسجن.
## مجزرة على شاطئ غزة.. أكثر من عشرين شهيداً في "قصف وحشي" للاحتلال
30 June 2025 02:23 PM UTC+00
استُشهد 21 فلسطينياً على الأقل، بينهم صحافي، وأصيب نحو 50 آخرين، مساء اليوم الاثنين، إثر قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي استراحة على شاطئ بحر غزة. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مصادر طبية أن "21 مواطناً في حصيلة أولية استُشهدوا، وأصيب آخرون، بينهم حالات حرجة، في قصف طائرات الاحتلال استراحة الباقة على شاطئ البحر". وأشارت المصادر نفسها إلى أن من بين الشهداء الصحافي إسماعيل أبو حطب، فيما أصيبت الصحافية بيان أبو سلطان بجروح، ولم تتضح على الفور طبيعة إصابتها. 
من جانبها، لفتت حركة حماس إلى "تصعيد كبير للقصف الوحشي الصهيوني على كافة مناطق قطاع غزة، خصوصاً مدينة غزة، التي تشهد غارات جوية مكثفة تطاول المدنيين العزل في الأحياء السكنية في شرقها وغربها"، منددة في بيان باستهداف "مواطنين أبرياء تجمّعوا في استراحة على شاطئ بحر مدينة غزة المكتظ بالنازحين الفارّين من القصف المتواصل شرق المدينة". وقالت إن "ما تشهده مدينة غزة من هجوم وحشي، وتصعيد الجيش الصهيوني مجازره بحق المدنيين الأبرياء؛ هو جرائم حرب موصوفة، وعمليات تطهير عرقي ممنهجة، تمعِن حكومة الاحتلال في تنفيذها أمام سمع العالم وبصره".
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق إبادة جماعية في غزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم الإسرائيلي. وخلّفت الإبادة أكثر من 190 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات الآلاف من النازحين وسط مجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال. وباستشهاد أبو حطب، ترتفع وفق "وفا" حصيلة الشهداء الصحافيين منذ بدء الحرب على غزة إلى 227 صحافياً وصحافية.
وتنصل الاحتلال الإسرائيلي من اتفاق 19 يناير/كانون الثاني الماضي الذي أبرم بوساطة قطرية ومصرية وشراكة أميركية، والذي نص على تقسيم اتفاق وقف إطلاق النار الشامل في غزة إلى ثلاث مراحل، مدة كل مرحلة 42 يوماً. إلا أن الاحتلال فرض حصاراً مشدداً على القطاع في الثاني من مارس/آذار الماضي مع انتهاء المرحلة الأولى، ثم استأنف الإبادة في الـ18 من الشهر نفسه.
وعادت الأنظار نحو قطاع غزة بعد انتهاء المواجهة الإيرانية - الإسرائيلية التي استمرت 12 يوماً، شهدت خلالها تعثر مفاوضات غزة، وتجميد النقاش حول مستقبل القطاع ومصير حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من 20 شهراً. وشكّلت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتتالية حول غزة، وقرب التوصل إلى اتفاق، إشارة بشأن انطلاق قطار المفاوضات المتعطل، بما في ذلك قوله، الجمعة الماضي، إنه "يعتقد أن وقفاً لإطلاق النار سيتحقق خلال الأسبوع المقبل". وعاد بعد ذلك، أمس الأحد، وكتب على منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال: "أبرموا الاتفاق في غزة. أعيدوا الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين)".
 
## الرابطة الدولية لعلم الاجتماع تعلق عضوية إسرائيل بسبب حرب غزة
30 June 2025 02:28 PM UTC+00
اتّخذت الرابطة الدولية لعلم الاجتماع قراراً يقضي بتعليق عضوية الجمعية الإسرائيلية لعلم الاجتماع، لعدم اتّخاذها "موقفاً يدين الوضع المأساوي في قطاع غزة" جرّاء حرب الإبادة المتواصلة التي تشنّها قوات الاحتلال على الفلسطينيين المحاصرين في القطاع. جاء ذلك في بيان أصدرته الرابطة الدولية اليوم الاثنين، غداة اجتماع لجنتها التنفيذية الذي عقدته أمس الأحد.
وتأتي هذه الخطوة على خلفية رفض واسع عبّر عنه أكاديميون وحقوقيون إزاء مشاركة إسرائيل في المنتدى العالمي الخامس للسوسيولوجيا (علم الاجتماع) الذي تنظّمه للرابطة في العاصمة المغربية الرباط، في الشهر المقبل، وإعلان انسحابهم بسبب المشاركة المحتملة. والرابطة الدولية التي أعربت عن أسفها إزاء عدم الإدانة، أكدت أنّها "لا تقيم علاقات مؤسسية مع المؤسسات العامة الإسرائيلية"، في حين لم يشر البيان إلى احتمال مشاركة باحثين إسرائيليين بصورة فردية في المنتدى.
وفي الأيام القليلة الماضية، أعلن أكاديميون مغاربة وأجانب مقاطعتهم المنتدى العالمي الخامس لعلم الاجتماع المقرّر عقده في جامعة محمد الخامس بالمغرب (حكومية)، في الفترة الممتدّة ما بين السادس من يوليو/ تموز المقبل و11 منه، احتجاجاً على احتمال مشاركة أكاديميين إسرائيليين في فعالياته.
ويوم الأربعاء الماضي، دعت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (غير حكومية) الأكاديميين المتضامنين مع الشعب الفلسطيني إلى الضغط على الرابطة الدولية لعلم الاجتماع لإلغاء مشاركة الأكاديميين الإسرائيليين. وأهابت الحملة، في بيان، بالباحثين إلى "إلغاء كلّ أشكال التعاون الاقتصادي والتجاري والأكاديمي مع إسرائيل، التي تُسهم في ترسيخ وجودها غير القانوني ونظام الفصل العنصري (الأبارتهايد) في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وتُعرّف الرابطة الدولية لعلم الاجتماع عن نفسها بأنّها جمعية غير ربحية للأغراض العلمية، تأسّست في عام 1949 تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو). وتوضح أنّها تتمتّع بالصفة الاستشارية للمنظمات غير الحكومية لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، أمّا هدفها فتمثيل علماء الاجتماع في كلّ مكان، بغضّ النظر عن مدارسهم الفكرية أو مناهجهم العلمية أو آرائهم الأيديولوجية، وتعزيز المعرفة الاجتماعية في كلّ أنحاء العالم. والرابطة هي الجهة المنظمة للمنتدى الذي من المرتقب أن يشهد بنسخته الخامسة مشاركة نحو 4.610 باحثين من أكثر من 100 دولة.
وتنظّم الرابطة الدولية لعلم الاجتماع، بحسب ما تبيّن، مؤتمرات ومنتديات عالمية لعلم الاجتماع كلّ عامَين، وتنسّق 69 شبكة من لجان البحث والمجموعات العاملة والمجموعات المواضيعية التي تتعامل كلّ واحدة منها مع تخصّص معترف به جيداً في علم الاجتماع. وهي ترعى كذلك أنشطة الجمعيات الوطنية لعلم الاجتماع وقد طوّرت أنشطة خاصة للباحثين المبتدئين.
(الأناضول، العربي الجديد)
## غوارديولا: الهلال فريق مذهل والدليل ما قدمه ضد ريال مدريد
30 June 2025 02:29 PM UTC+00
أشاد مدرب مانشستر سيتي، الإسباني بيب غوارديولا (54 عاماً)، بالمستويات المميزة التي يُقدّمها الهلال السعودي، منافسه في دور الـ16 من بطولة مونديال الأندية 2025، فوصفه بالفريق المذهل، مستشهداً بالأداء القوي الذي فرضه أمام ريال مدريد في الجولة الافتتاحية، التي انتهت بالتعادل. 
كما أثنى غوارديولا على التطور اللافت الذي يشهده الدوري السعودي في السنوات الأخيرة، مستدلاً بنجاحات قطبي العاصمة، الهلال والنصر، في المسابقات القارية والدولية، وعبّر غوارديولا عن رأيه في نادي الهلال خلال المؤتمر الصحافي الذي يسبق المواجهة الحاسمة، والذي نقله الحساب الرسمي لمانشستر سيتي عبر منصة يوتيوب، الاثنين، ورداً على سؤال يتعلق بالفريق السعودي، قال المدرب الإسباني: "شاهدت مستوى الهلال في مباراته أمام ريال مدريد، وعندما تُقدّم هذا الأداء أمام فريق مثل الريال، فهذا يعني أنك تملك فريقاً مذهلاً". 
واستشهد المدرب الإسباني بالأسماء اللامعة في صفوف الهلال قائلاً: "نلعب من أجل التأهل وخوض هذا النوع من المباريات، فالهزيمة تعني العودة المبكرة إلى الديار. الهلال يضم لاعبين مميزين مثل كوليبالي، وكانسيلو، وميتروفيتش، وسافيتش، ونيفيز، ولا شكّ أننا سنواجه صعوبات أمام هذا الفريق. لكننا في حالة جيّدة، ولا يعاني أي لاعب لدينا من الإرهاق". 
وتحدث غوارديولا عن التطوّر اللافت الذي يشهده الدوري السعودي منذ انطلاق مشروع النهوض بكرة القدم في البلاد، مؤكداً أن التحسّن لا يقتصر على الهلال فحسب، بل يشمل أيضاً النصر وعدداً من الأندية الأخرى. واعتبر أن استقطاب النجوم العالميين، مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو (40 عاماً)، والفرنسي كريم بنزيمة (37 عاماً)، والجزائري رياض محرز (34 عاماً)، كان له دور محوري في رفع مستوى المنافسة والاهتمام العالمي بالبطولة. 
ويُرتقب أن تُقام مواجهة مانشستر سيتي والهلال فجر الثلاثاء، وسط تحذيرات من احتمال تأجيلها بسبب العواصف وسوء الأحوال الجوية. ويأمل الفريقان في إقامة المباراة في موعدها لمواصلة المشوار دون تأخير قد يُعقّد الوضع أكثر، خصوصاً في ظل الانتقادات الموجهة لتنظيم البطولة، وحرمان اللاعبين المشاركين من الاستفادة الكاملة من عطلتهم الصيفية.
## عن احتمالات انضمام السعودية وسورية وغيرهما لاتفاقيات أبراهام
30 June 2025 02:36 PM UTC+00
يُقدّر مسؤولون رفيعون في المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) أنه خلافاً "للانطباعات السائدة، فإن احتمالية التطبيع مع السعودية منخفضة جداً". أسباب ذلك بحسبهم كثيرة؛ فطالما لا توجد تسوية في غزة، "فإن احتمال انضمام الرياض لاتفاقيات أبراهم يتضاءل". فضلاً عن ذلك، فإنّ مكانة إسرائيل قد تراجعت بنظر السعوديين، وباتوا أقل حاجة لها من السابق، وفق ما نقله عنهم موقع "واينت"، اليوم الاثنين.
وعلى هذه الخلفية تحديداً، فإن مصادر سياسية إسرائيلية تشير إلى أن "ثمة دولة أخرى- سورية - تتقدم مع إسرائيل في مباحثات هادئة. ليس من أجل السلام، وإنما للتوصل إلى اتفاق أمني محدود". وفي الصدد، يشير الموقع إلى أنه خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، سعت السعودية إلى حلف دفاعي شامل مع الولايات المتحدة وهو مسار تطلّب أغلبية في مجلس الشيوخ. غير أن الديمقراطيين، في حينه، عارضوا ذلك بسبب ما اعتبروه "انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية"، ولذلك عملت إسرائيل من جانبها على تجنيد الأغلبية من جانب الجمهوريين.                   
اليوم، وبينما بات الديمقراطيون في ظل حكم دونالد ترامب، في المعارضة من غير المتوقع، وفقاً للموقع، أن يسمحوا له بإنجاز كهذا. السعوديون أيضاً يفهمون ذلك، وعلى هذا الأساس لا يستعجلون توقيع اتفاق مع إسرائيل. ويرجح الموقع أنّ ينطلق الرئيس ترامب من واقع أن التطبيع سيُنجز من طريق التوصل إلى تسوية في قطاع غزة، وربما مشاركة سعودية في إدارة القطاع، وموافقة إسرائيلية عبر صيغة ما على إقامة كيان فلسطيني، وهو ما يُستبعد في إسرائيل. السبب أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، غير قادر سياسياً على خطوة كهذه.
وعلى خلفية ما تقدم، يصل وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، إلى واشنطن، اليوم، وهو الذي يُعد صندوق أسرار نتنياهو، ومقرّباً من الإدارة الأميركية. وبحسب التقديرات، فإن ديرمر سيطرح في اجتماعاته مع المسؤولين الأميركيين مسألة توسيع "اتفاقيات أبراهام".
تطبيع على شكل اتفاق أمني؟
في هذا الإطار، ادعى الرئيس ترامب في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، أمس الأحد، أن دولاً توجهت إليه أخيراً مطالبةً بالانضمام إلى اتفاقيات التطبيع؛ إذ قال إن "هناك دولاً رائعة في اتفاقيات أبراهام، أعتقد أننا سنضم دولاً جديدة". ولدى سؤاله عما إذا كانت سورية ستنضم إلى قطار التطبيع أجاب: "لا أعرف. أزلت العقوبات عنهم، وهذا أمر مهم"، في إشارة إلى نيّته ربما تدفيع دمشق ثمن إزالة العقوبات من خلال موافقتها على التطبيع.
وفي السياق، تطرق وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، في مؤتمر صحافي عقده، اليوم الاثنين، مع نظيرته النمساوية، بياته ماينل-رايزينغر، إلى التطبيع قائلاً إنه "دفعنا ثمن الواقع الجديد في الشرق الأوسط من دماء جنودنا ومواطنينا"، مستدركاً: "نجمت عن هذا الواقع فرص أيضاً. إسرائيل معنيّة بتوسيع دائرة اتفاقات أبراهام".
وأوضح وزير الخارجية أنه "لدينا الاهتمام بضم دول جديدة، كسورية ولبنان، جارينا، إلى دائرة السلام والتطبيع"، موضحاً أن ذلك "من خلال المحافظة على مصالحنا الحيويّة والأمنية". وشدد على أن "إسرائيل فرضت قوانينها على هضبة الجولان منذ أكثر من 40 سنة، وفي أي اتفاق سلام الجولان سيبقى جزءاً لا يتجزأ من دولة إسرائيل"، على حد تعبيره. 
طبقاً للموقع، فإن أكثر الدول التي تُعد قريبة من "اتفاقيات أبراهام" هي سورية، عازياً السبب إلى ما وصفه بـ"تداخل المصالح بين الرئيس السوري، أحمد الشرع، الذي يرغب في الاستثمارات الأجنبية وإلغاء العقوبات، وبين إسرائيل التي ترغب في تحقيق الأمن على حدودها الشمالية". مع ذلك، تشير التقديرات التي ينقلها الموقع إلى أنه "لن يكون هناك سلام دافئ وافتتاح سفارات، بل اتفاق أمني. وفي حال توقيع اتفاق كهذا، لا تعتبره إسرائيل تطبيعاً"، وحسبما ينقل عن أحد المصادر "من يتهيأ له أننا (الإسرائيليين) سنأكل الحمص في دمشق، فليواصل الحُلم". وعليه فإن الاتفاق الذي قد يوقع مع سورية سيتضمن التزامات أمنية للعمل ضد "الأنشطة الإرهابية".
وفي السياق، يُشدد الموقع على أن التفاهمات المحتملة بين إسرائيل وسورية لا تتضمن تغييراً في السيادة على الجولان، وإنما خطوات تدريجية في قلب سورية فحسب. بينها الالتزام بمنع تموضع إيراني، إبعاد "العناصر الإرهابية" وفرض الهدوء في المنطقة الحدودية. أمّا أسس الاتفاق المتوقع فتستند وفقاً للموقع، إلى وثيقة فض الاشتباك بين سورية وإسرائيل والعائدة إلى العام 1974 وبموجبها انتهت حرب أكتوبر/تشرين الأوّل 1973، وفترة حرب الاستنزاف؛ حيث رسّمت الحدود، وحُدد نشر القوات، ونُظمت الرقابة، ومُذّاك ظلت محافظة على صمودها في أكثر الفترات تصعيداً وتوتراً. وعليه فإن الأوساط الإسرائيلية تعتقد أنه بالإمكان تحيينه ليتواءم مع التحديات الراهنة.
مرشحة بارزة من جنوب شرق آسيا؟
على سؤال أي الدول من المتوقع أن تنضم لـ"اتفاقيات أبراهام"، يقدّر مسؤولون إسرائيليون أنه في حال حصول ذلك، "ستكون إندونيسيا هي المرشحة الأبرز". ولكن، كما يلفت الموقع، فحتّى الأخيرة تطالب بإنهاء الحرب بوصفه شرطاً مسبقاً. وفي أفريقيا، تشير توقعات إلى احتمالية انضمام دول كالنيجير ومالي وجيبوتي، إلى جانب توسيع الشراكة الاستراتيجية القائمة حالياً بين إسرائيل وأذربيجان.
أمّا بخصوص احتمالية التوصل إلى اتفاق في غزة، فعلى الرغم من تصريحات ترامب المتفائلة والتي قال فيها إنه يتوقع توقيع اتفاق في غضون أسبوع، فإن مسؤولين في الكابينت مطلعين على التفاصيل نفوا حصول تقدّم، موضحين أن "تصريحات ترامب ليست دائماً متصلة بالواقع".
## مهاجمون يُحدِثُون أزمة في الكالتشيو قبل ضربة البداية
30 June 2025 02:36 PM UTC+00
يُحدِثُ عدد من المهاجمين أزمة في أندية الدوري الإيطالي، قبل شهر تقريباً من ضربة الكالتشيو لموسم 2025ـ2026، وهذه الأزمات تختلف من فريق إلى آخر، لكنّها تؤكد الصعوبات، التي تواجه فرق الكالتشيو، عند منافسة الأندية الأخرى في مختلف الدوريات الأوروبية، بدليل حصادها في المواسم الأخيرة، من حيث عدد الألقاب في مسابقات "اليويفا" القوية.
ويُثير مستقبل المهاجم النيجيري، فيكتور أوسيمين (26 عاماً)، جدلاً واسعاً في فريق نابولي، وذلك بعد أن رفض عرضاً من الهلال السعودي، رغم أن النادي الإيطالي رحب بالعرض، وقبل أيام قليلة من عودة بطل الكالتشيو إلى التحضيرات، فإن أوسيمين لا ينوي الانضمام إلى تدريبات فريقه، ويريد فرض اختياره على إدارة النادي، بشأن الوجهة المقبلة، وذلك بعد أن أصبح التعايش مستحيلاً، بعدما أبدى مدرب نابولي، أنطونيو كونتي (55 عاماً)، عدم رضاه عن تصرّف المهاجم النيجيري، وتعاقد في الموسم الماضي مع البلجيكي روميلو لوكاكو (32 عاماً)، لتعويضه، واللاعب لا يريد البقاء مع الفريق أو تمديد العقد، ومِن ثمّ أصبح عنوان أزمة في الفريق.
كما يواجه يوفنتوس أزمة حقيقية مع مهاجمه الصربي، دوسان فلاهوفيتش (25 عاماً)، الذي يرفض تمديد تعاقده، وبذلك يمكنه الرحيل عن النادي بنهاية الموسم الحالي، في صفقة انتقال حرّ، ستمثل ضربة قوية للفريق، الذي دفع أكثر من 50 مليون يورو للتعاقد معه، كما أن فلاهوفيتش رفض عروضاً أخرى عديدة، من فنربخشة التركي أو ميلان الإيطالي، وليس راضياً عن وضعه في الفريق، لأنه لا يشارك أساسياً بانتظام، وسيكون يوفنتوس مطالباً بحسم الملف، قبل اقتحام منافسات الكالتشيو قريباً، ذلك أن استمرار الوضع على ما هو عليه الآن لا يخدم الفريق الطامح إلى العودة لحصد الألقاب.
ويختلف الوضع في نادي ميلان، الذي تخلّص من بعض مهاجميه، آخرهم البرتغالي جواو فيليكس (25 عاماً)، ولكنّه في الآن نفسه يُواجه، منذ الموسم الماضي، أزمة مع مهاجمه البلجيكي، ديفوك أوريغي (30 عاماً)، الذي يرفض فسخ العقد، إلّا بالحصول على تعويض كامل، وهو لا يتدرب مع الفريق وخارج حساباته، واجتمع بإدارة ميلان منذ أيام قليلة من أجل التوصل إلى حلّ، ولكن لم يجد ميلان أي خطة لإقناعه بالرحيل حتى الآن، وسيكون تركيز ميلان في الموسم الجديد على منافسات "الكالتشيو" فحسب، بما أنه لن يشارك في المسابقات الأوروبية، ولهذا يريد تقليص عدد اللاعبين في صفوفه.
## جائزة كتارا للرواية العربية تُعلن قوائم الـ18 لأفضل المشاركات
30 June 2025 02:45 PM UTC+00
أعلنت "المؤسّسة العامة للحي الثقافي" (كتارا) في الدوحة اليوم الاثنين عن قائمة الـ 18 لأفضل الأعمال المشاركة، في الدورة الحادية عشرة لجائزة كتارا للرواية العربية في فئتَي الروايات المنشورة والروايات غير المنشورة، وروايات الفتيان، والرواية التاريخية، والدراسات النقدية، حسب الترتيب الأبجدي، وضمت كل قائمة عملاً مرشحاً لنيل الجائزة. 
اشتملت فئة الرواية المنشورة، التي تصدرتها مصر بستّ روايات، على روائيين من 10 دول، هم: إبراهيم فرغلي ورحمة ضياء ومحمد بركة وسمير درويش ومصطفى البلكي ووحيد الطويلة من مصر، وسمر المزغني وسفيان رجب من تونس، ومحمد جبعيتي ورولا خالد غانم من فلسطين، وأحمد الرحبي من عُمان، وثائر الناشف من سورية، وحسن النواب من العراق، وحميد الرقيمي من اليمن، وشكيب عبد الحميد وعبد النور مزين من المغرب، وعبد الوهاب الحمادي من الكويت، وفيصل الأحمر من الجزائر. 
كما اشتملت فئة الروايات غير المنشورة، التي تصدرتها مصر أيضاً بخمس روايات، على روائيين من 10 دول، هُم: أحمد صابر حسين وملاك رزق وهاجر وهشام رسلان من مصر، وإبراهيم سبتي وسعد محمد وضاري الغضبان من العراق، وأحمد أبو إسماعيل وسعيد محمود من سورية، والسيد شبو من السودان، والعجمي بنبوبكر من تونس، ورشاد رداد من الأردن، وزين العابدين الكنتاوي وكريم فارس من المغرب، وعبد الرزاق بوقطوش من الجزائر، وفوزية عثمان من تشاد، ومحمود فيصل من مصر، ومريم قوش من فلسطين.
وتضمّنت فئة الدراسات النقدية على نقّاد من 6 دول عربية (تصدرت مصر هذه الفئة بعدد 7 دراسات نقدية)، هُم: أحمد الصغير وربيع محمد عبد العزيز وعلاء بدوي وكاميليا عبد الفتاح ومحمد مشرف يوسف خضر ونبيلة قطب زيد وياسر عبد الحسيب رضوان من مصر، ورشيد الخديري وعادل المجداوي وعبد العزيز بنار وعبد الرزاق المصباحي وعزيز العرباوي وياسين الشعري من المغرب، ورياض الفريجي من السعودية، وسامي القضاة من الأردن، وسامية غشير من الجزائر، وليث الرواجفة من الأردن، ومحمد ياسين صبيح من سورية.
تصدّرت مصر قوائم جائزة كتارا للرواية العربية بواقع 29 مشاركة موزعة على جميع الفئات، تلتها المغرب بـ14 مشاركة، ثم العراق بـ9 مشاركات، وتونس بـ8، وسورية بـ7، بينما سجّلت كلّ من الأردن والجزائر 6 مشاركات لكل منهما. وشاركت اليمن بأربع روايات، وفلسطين بثلاث، في حين اكتفت السعودية وقطر وعُمان وتشاد بمشاركة واحدة لكل منها.
وعن فئة روايات الفتيان احتوت قائمة الـ18 على روائيين من 6 دول عربية (الصدارة مصرية أيضاً بعدد 6 روايات)، هُم: حسام الدين أحمد سليمان وحسن حلمي وفاطمة وهيدي ومنير عتيبة ومحمد سرور وهاني القط من مصر، وبسمة الحاج يحيى وبسمة الشوالي ومحمد فطومي من تونس، وخديجة تلي وسميرة بن عيسى وعبد الرزاق بوكبة من الجزائر، وسالم خليل محمد وعادل درويش من العراق، وعائشة بناني ومحمد العمراني ونعيمة فنو من المغرب،  وربيع فريد مرشد من سورية.
أما بالنسبة لفئة الروايات التاريخية، فتصدرت مصر أيضاً بست روايات،إذ اشتملت على روائيين من 9 دول: خالد الجزار ومحمد صالح رجب ومحمد عزب ومصطفى سليمان ونهى الزيني ووهبة وصفي من مصر، وأحمد العريقي وأحمد المحفلي وحمود نوفل من اليمن، وسليمان قبيلات وعلي شنينات ويوسف الغزو من الأردن، وخالد بودريف من المغرب، وعمر الجملي من تونس، وفوزي الهنداوي من العراق، وفيصل الأنصاري من قطر، وإبراهيم السيد من سورية، وإدريس النعيمي من المغرب.
يُشار إلى أن قائمة التسع، أو القائمة القصيرة، لجائزة كتارا للرواية العربية، ستُنشر في شهر أغسطس/آب المقبل عن فئات الجائزة الخمس المذكورة.
## استشهاد الأسير الفلسطيني لؤي فيصل نصر الله من جنين
30 June 2025 02:49 PM UTC+00
أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني، ظهر اليوم الاثنين، أن الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية أبلغتهما باستشهاد المعتقل الإداري لؤي فيصل محمد نصر الله (22 عاماً) من جنين. وأوضحت الهيئة والنادي في بيان صحافي، أنّ الأسير نصر الله استشهد في مستشفى (سوروكا) الإسرائيليّ صباح اليوم، بعد نقله من سجن النقب، دون توفر أي تفاصيل أخرى عن ظروف استشهاده.
وأكدت الهيئة والنادي أن الأسير نصر الله معتقل منذ تاريخ 26/3/2024 إدارياً، ليضاف إلى سجل شهداء الحركة الأسيرة، الذين ارتقوا نتيجة للجرائم المنظمة التي تمارسها منظومة سجون الاحتلال الإسرائيلي، على نحوٍ غير مسبوق، منذ بدء الإبادة الجماعية المستمرة، وأبرزها التعذيب، والجرائم الطبية والتجويع.
وأضافت الهيئة والنادي، أنّ سجن (النقب) الذي احتجز فيه المعتقل نصر الله، كان وما يزال من أبرز السّجون التي سُجلت فيها جرائم مهولة، لا سيّما مع استمرار انتشار مرض (الجرب – السكايبوس)، الذي حوّلته إدارة سجون الاحتلال إلى أداة واضحة لقتل المزيد من الأسرى، علماً أن نصر الله، وبحسب عائلته لم يكن لديه أيّ مشاكل صحية قبل الاعتقال.
ولفتت الهيئة والنادي إلى أنّه، وباستشهاد المعتقل نصر الله فإن عدد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين منذ الإبادة يرتفع إلى (73) شهيداً، وهم فقط المعلومة هوياتهم في ضوء استمرار جريمة الإخفاء القسري، لتشكل هذه المرحلة في تاريخ الحركة الأسيرة والشعب الفلسطيني الأكثر دموية، وبذلك فإنّ عدد شهداء الحركة الأسيرة المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 بلغ حتى اليوم الـ (310).
وشدّدت الهيئة والنادي، على أنّ وتيرة تصاعد أعداد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين، تأخذ منحى أكثر خطورة مع مرور المزيد من الوقت على احتجاز الآلاف من الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، واستمرار تعرضهم بشكل لحظيّ لجرائم ممنهجة، أبرزها التّعذيب، والتّجويع، والاعتداءات بأشكالها كافّة والجرائم الطبيّة، والاعتداءات الجنسيّة، والتّعمد بفرض ظروف تؤدي إلى إصابتهم بأمراض خطيرة ومعدية أبرزها مرض (الجرب – السكايبوس)، هذا عدا عن سياسات السّلب والحرمان، غير المسبوقة، في مستواها.
ووفق الهيئة والنادي، فإنّ قضية استشهاد المعتقل نصر الله، تُشكّل جريمة جديدة في سجل منظومة التّوحش الإسرائيليّ التي مارست أشكال الجرائم كافّة بهدف قتل الأسرى، ولتشكل هذه الجرائم وجهاً آخر من أوجه الإبادة المستمرة.
وحمّلت الهيئة والنادي الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل نصر الله، وجدّدتا مطالبتهما للمنظومة الحقوقية الدّولية، بالمضي قدماً في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ شعبنا، وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة، وتعيد للمنظومة الحقوقية دورها الأساس الذي وجدت من أجله، ووضع حد لحالة العجز المرعبة التي طاولتها خلال حرب الإبادة، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية التي منحها العالم لدولة الاحتلال باعتبارها فوق المساءلة والحساب والعقاب.
## الأردن: ارتفاع الفاتورة النفطية 2.9% في الثلث الأول من 2025
30 June 2025 02:50 PM UTC+00
سجلت الفاتورة النفطية في الاقتصاد الأردني خلال الثلث الأول من العام الحالي ارتفاعًا بنسبة 2.9%. وأظهرت بيانات التجارة الخارجية الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة ارتفاعًا في قيمة مستوردات المملكة من النفط الخام ومشتقاته والزيوت المعدنية في الثلث الأول من عام 2025، لتصل الفاتورة النفطية إلى 952 مليون دينار (1.342 مليار دولار)، مقارنة بـ925 مليون دينار (1.304 مليار دولار) للفترة نفسها من العام الماضي.
كما أظهرت نتائج تقديرات دائرة الإحصاءات العامة (حكومية) حول الاقتصاد الأردني ارتفاعًا في نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول من عام 2025 بنسبة 2.7% بالأسعار الثابتة، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي التي بلغت فيها نسبة النمو 2.2% فقط. وبحسب نتائج التقديرات التي أعلنتها الإحصاءات الأردنية، فإن غالبية القطاعات الاقتصادية في البلاد حققت نموًا ملحوظًا خلال الربع الأول من العام الحالي 2025 مقارنةً مع الربع الأول من عام 2024، وذلك رغم استمرار الظروف الإقليمية وتداعياتها وتأثيراتها على اقتصادات المنطقة.
وحقق قطاع الزراعة في الاقتصاد الأردني أعلى معدل نمو بنسبة بلغت 8.1% مساهمًا بمقدار 0.45 نقطة مئوية من معدل النمو المتحقق، يليه قطاع الكهرباء والمياه بنسبة 5.8% مساهمًا بمقدار 0.08 نقطة مئوية، ثم قطاع الصناعات التحويلية بنسبة بلغت 5.1% وبمساهمة مقدارها 0.88 نقطة مئوية، ويليه قطاع الخدمات الاجتماعية والشخصية الذي نما بنسبة بلغت 3.4% وبمساهمة مقدارها 0.27 نقطة مئوية من معدل النمو المتحقق. كذلك أظهرت النتائج أن قطاع الصناعات التحويلية كان الأبرز مساهمة في نسبة النمو المتحقق، يليه قطاع الزراعة، ثم قطاع المالية والتأمين والخدمات العقارية.
ويُعد الاقتصاد الأردني من الاقتصادات النامية في منطقة الشرق الأوسط، ويتميز بموارده الطبيعية المحدودة، خاصة في مجالي الطاقة والمياه، ما يجعله معتمدًا بشكل كبير على الواردات لتلبية احتياجاته الأساسية، وخصوصًا في قطاع الطاقة. كما يعتمد الاقتصاد الأردني على تحويلات المغتربين، والمساعدات الخارجية، وقطاعات مثل الخدمات، السياحة، والتجارة.
## محمد شاهين... غياب الأكاديمي المشغول بالحداثة والترجمة
30 June 2025 02:56 PM UTC+00
يمثّل أستاذ الأدب الإنكليزي والناقد والمترجم محمد شاهين (1938 – 2025)، الذي رحل اليوم الاثنين في عمّان، نموذجاً استثنائياً للأكاديمي، بما قدّمه من مؤلفات ودراسات سواء تلك التي ارتبطت بتقديم تجارب شعرية أنغلوسكسونية إلى العربية، أو ما كتبه بالإنكليزية حول الأدب العربي وترجماته لعدد من رموزه المعاصرين.
شاهين الذي وُلد في بلدة حلحول بالقرب من مدينة الخليل الفلسطينية، اشتبك مع الوسط الثقافي متابعاً أحدث الظواهر والقضايا عبر مقالاته المنتظمة في مجلات عربية وأردنية، ومطبوعات أخرى ترأس تحريرها أو أشرف على ملفات فيها، التي تكرّس رؤيته الحداثوية واهتمامه بتيارات التجديد تحديداً.
خصّص أكثر من مؤلف حول إدوارد سعيد كما اهتم بنتاج الطيب صالح
تخرّج الراحل من قسم الأدب الإنكليزي في جامعة عين شمس بالقاهرة عام 1962، وعاد إلى فلسطين ليعمل معلماً لسنتين، قبل أن يُبتعث لدراسة الماجستير في جامعة كولورادو الأميركية، ويرجع للتدريس ثم يسافر إلى بريطانيا، وينال درجة الدكتوراه من جامعة كامبردج سنة 1974. ويتفرّغ للعمل الأكاديمي في عدد من الجامعات الأردنية حتّى لحظة رحيله قدّم خلالها عشرات الأبحاث والدراسات، احتلّت الترجمة ونظرياتها جزءاً غير يسير منها.
خصّص الراحل أكثر من مؤلَّف لدراسة آثار إدوار سعيد، منها: "إدوارد سعيد: رواية للأجيال" (2005)، و"إدوارد سعيد: أسفار في عالم الثقافة" (2007)، و"إدوارد سعيد: الاستشراق سيرة ومسيرة" (2024)، إلى جانب "إدوارد سعيد: مقالات وحوارات (تقديم وتحرير محمد شاهين، 2005)، وجميعها صادرة عن المؤسّسة العربية للدراسات والنشر، مشيراً فيها إلى نقاط أساسية تتعلّق بمشاكل ترجمة "الاستشراق" التي قادت إلى سوء استيعابه في مستويات عدّة.
من جهة أُخرى، اعتنى شاهين بتجربة الطيب صالح الروائية في مجموعة من المقالات والمؤلفات باللغتين العربية والإنكليزية، إذ درس رواياته "موسم الهجرة إلى الشمال" من منظور أدب ما بعد الاستعمار، وكيفية تأثيرها في مسار السرد العربي المعاصر في مجال بناء شخصية جرت أسطرتها بشكل أو بآخر، أو في ما يتعلق بالبناء الفني للرواية.
من مؤلفات شاهين بالعربية: "باوند وإليوت في العربية-نافذة على الحداثة"، و"إليوت وأثره على عبد الصبور والسيّاب"، و"طه حسين في مرايا جديدة"، و"الثقافة: تجليات متجدّدة"، و"مختارات نقدية من الأدب الغربي الحديث"، و"نظريات الترجمة؛ وتطبيقاتها في تدريس الترجمة من العربية إلى الإنكليزية وبالعكس"، وفي الإنكليزية أصدر كتباً عدّة منها: "شهرزاد تعود: القصة العربية القصيرة والمعاصرة"، و"إ. م فورستر وسياسة الإمبريالية"، و"الطيب صالح وكونراد: دراسات الأدب المقارن" وغيرها.
حاز الراحل على عدد من الجوائز والتكريمات مثل: جائزة جامعة فيلادلفيا للترجمة الأدبية والمتخصّصة (2005)، ووسام المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث في قطر (2005)، ولجنة تحكيم جائزة الشيخ زايد للترجمة (2007).
## يويفا يؤجل البت في قضية ليون الفرنسي وكريستال بالاس الإنكليزي
30 June 2025 03:05 PM UTC+00
قررت لجنة الرقابة المالية على الأندية الأوروبية، الخاصة بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم يويفا، الاثنين، تأجيل قرارها في قضية مشاركة ليون الفرنسي وكريستال بالاس الإنكليزي، في منافسات بطولة الدوري الأوروبي لموسم 2025-2026، وعليه بقي قرار المشاركة في البطولة الأوروبية مُعلقاً. 
وبدأت الأزمة بسبب مشاركة رجل الأعمال الأميركي، جون تيكستور، عبر شركته إيغل فوتبول هولدنغز، بنسبة 43% في نادي كريستال بالاس الإنكليزي، وهو المُساهم أيضاً في نادي ليون الفرنسي، في وقت لا تسمح اللوائح في الأندية التي تنتمي للمجموعة نفسها بالمشاركة في البطولة ذاتها، الأمر الذي عقّد مشاركة كل من ليون الفرنسي وكريستال بالاس المتأهلين إلى بطولة الدوري الأوروبي. 
ووفقاً للتفاصيل، يجب أن يكون نادي ليون الفرنسي هو المختار للمشاركة، لأنه احتل المركز السادس في الدوري الفرنسي، بينما جاء كريستال بالاس في المركز الـ12 في الدوري الإنكليزي الممتاز، ومع ذلك، فإن الهبوط الإداري للنادي الفرنسي بسبب مخالفة اللوائح المالية ربما يمنح المقعد الأوروبي للنادي الإنكليزي. 
 وتشير لجنة الرقابة المالية على الأندية في يويفا إلى أن تأجيل القرار يعود إلى موافقة أولمبيك ليون على "التسوية الموقعة" مع الغرفة الأولى للجنة الرقابة المالية على الأندية بسبب عدم امتثاله لمتطلبات الاستدامة المالية، وفي جزء من هذا الاتفاق، وافق النادي الفرنسي على استبعاده من مسابقات الأندية الأوروبية لموسم 2026/2025، إذ أكدت السلطة الفرنسية هبوط النادي إلى الدوري الفرنسي الدرجة الثانية "ليغ 2".
## بوغبا في مهمة كسر نحس النجوم بعد نهاية العقوبات
30 June 2025 03:12 PM UTC+00
انتهت معاناة لاعب الوسط الفرنسي، بول بوغبا (32 عاماً)، بعد انضمامه رسمياً إلى نادي موناكو، الذي منحه فرصة العودة إلى الأضواء من الباب الكبير بما أنه سيكون قادراً على المشاركة في دوري أبطال أوروبا، والتألق مع نادي الإمارة قد يُعيد له الأمل في العودة إلى منتخب فرنسا، بعد أن غاب عن العديد من البطولات المهمة، وخاصة كأس العالم قطر 2022، حيث منعته الإصابة من المشاركة، كما غاب عن بطولة أمم أوروبا 2024 في ألمانيا بسبب العقوبة التي سلطت عليه بسبب تناول مواد محظورة.
ويُعتبر بوغبا لاعباً محظوظاً نسبياً، بعد كل الأزمات التي واجهته منذ العودة إلى فريق يوفنتوس في صيف 2022، قادماً من مانشستر يونايتد الإنكليزي، في صفقة انتقال حرّ، فقد تعرّض إلى إصابات خطيرة وتورط في أزمات قادته إلى القضاء، بعد أن تعرض إلى الابتزاز من قبل عصابة تضم شقيقه، إضافة إلى اتهامه بأنه حاول الإساءة إلى مواطنه كيليان مبابي، نهاية باستبعاده من اللعب بسبب تناول المنشطات، وفسخ عقده من قبل فريقه السابق يوفنتوس.
ولكن بوغبا ودّع الأزمات بخبر سار أول عندما جرى تخفيض عقوبته من أربع سنوات إلى سنتين ثم التعاقد مع موناكو وهو من أفضل الفرق في فرنسا، والآن سيكون هدفه استعادة الاعتبار وكسر النحس الذي لاحق الكثير من النجوم بعد تعرّضهم لعقوبات بسبب المنشطات أو أسباب أخرى فرضت غيابهم عن المباريات الرسمية فترات طويلة. فاللاعب الفرنسي سيُحاول أن يُثبت أن العقوبة، لا يمكن أن تحد من طموحاته، خاصة أنه وجد دعماً كبيراً في الفترة الماضية، ولكن الابتعاد عن المباريات الرسمية فترات طويلة سيعوقه بلا شك عن الظهور بمستواه العادي، إضافة إلى خطر التعرّض إلى الإصابات لأن بوغبا يفتقد إلى نسق المباريات، والعقوبات حطمت مسيرة عدد من اللاعبين.
ففي كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة، كان الأسطورة، دييغو مارادونا، نجماً لامعاً في البطولة ورمزاً حقيقياً للأرجنتين، وقد عاد إلى المنتخب الأرجنتيني بعد إيقافٍ دام خمسة عشر شهراً وعقوبة سجنٍ مع وقف التنفيذ لمدة أربعة عشر شهراً في عام 1991 لثبوت تعاطيه الكوكايين. ولكن بعد مباراتين في دور المجموعات، ألقت الشرطة القبض على "إل بيبي دي أورو" مجدداً، بعد ثبوت تعاطيه الإيفيدرين. حدثٌ عجّل بنهاية عشقه لقميص الأرجنتين. طُرد بطل العالم 1986 من كأس العالم بعد تسجيله آخر أهدافه مع المنتخب الوطني، بتسديدةٍ رائعةٍ في الزاوية العليا ضد اليونان، وانتهت مسيرته بسبب العقوبة الثانية التي تعرض لها في مسيرته.
كما شهدت مسيرة الروماني، أدريان موتو، العديد من التقلبات وأثرت فيها العقوبات. ففي عام 2003، انضم المهاجم الروماني إلى تشلسي الإنكليزي، حيث سجل 10 أهداف في 36 مباراة. ولكن في أكتوبر/تشرين 2004، جاءت نتيجة اختبار تعاطيه الكوكايين إيجابية، فجرى إيقاف اللاعب لمدة سبعة أشهر، وطرده تشلسي لسوء سلوكه، وفرض عليه دفع 17 مليون يورو لتشلسي في عام 2008. وعاد موتو إلى مستواه الطبيعي في يوفنتوس ثم فيورنتينا، حيث تعافى، ولكن في عام 2010، جاءت نتيجة اختبار تعاطيه المنشطات إيجابية مرة أخرى، وهذه المرة بسبب مادة سيبوترامين المنشطة. وحكمت عليه المحكمة الوطنية لمكافحة المنشطات التابعة للجنة الأولمبية الإيطالية بالإيقاف لمدة تسعة أشهر، كانت كافية لتنهي مسيرته من الباب الصغير، وقد اعترف لاحقاً بأن المخدرات حرمته من الحصول على الكرة الذهبية لأفضل لاعب.
وقال موتو في تصريحات لصحيفة تليغراف البريطانية: "كان تعاطي المخدرات أثناء وجودي في تشلسي أسوأ قرار اتخذته في حياتي. كنت من بين أفضل اللاعبين في العالم لعدة مواسم، وكان بإمكاني الفوز بالكرة الذهبية لو سارت الأمور بشكل مختلف، لكن الاختيارات السيئة منعتني من القيام بذلك، وصلتُ إلى تشلسي في وقت عصيب من حياتي الشخصية، ووجدتُ نفسي في خضمّ مواقفَ صعبة للغاية. كنتُ شاباً وحيداً، لكن لا الاكتئاب ولا أي شيءٍ آخر يُمكن أن يُبرّر أفعالي. كان عليّ طلب المساعدة، لكنني لم أفعل". وقد انضم موتو إلى تشلسي في صيف عام 2003، بعد أن قدم موسماً رائعاً مع بارما الإيطالي وسجل 18 هدفاً، وقد دفع رئيس تشلسي حينها، الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، 19 مليون يورو للتعاقد معه خلال سوق انتقالات مُثيرة.
في نهاية عام 2006، ارتكب الإيطالي، فرانشيسكو فلاكي خطأ غيّر مسيرته، فقد كان المهاجم الإيطالي يُسجل الأهداف مع سامبدوريا، مساهماً في نهضة النادي وتألقه. وبين عامي 1999 و2006، سجل أكثر من 100 هدف، وأصبح معشوق الجماهير، إلا أن فرانشيسكو فلاكي ثبت تعاطيه الكوكايين في يناير/كانون الثاني 2007، وأُوقف لمدة عامين. وقد حاول التعويض لاحقاً في إمبولي عام 2009، ثم في بريشيا في العام التالي، ولكن، كالعادة، ثبت تعاطي فلاكي للكوكايين مرة أخرى. هذه المرة، اتخذت اللجنة الأولمبية الإيطالية لمكافحة المنشطات خطوةً حاسمةً بإيقاف اللاعب لمدة اثني عشر عاماً. في سن الخامسة والثلاثين، كان هذا الإيقاف بمثابة نهاية مسيرة فلاكي الكروية.
وخلال معسكر تدريبي مع المنتخب الفرنسي في فبراير/شباط 1997، جاءت نتيجة فحص حارس مرمى باريس سان جيرمان، بيرنار لاما، إيجابية، وقد أدى ذلك إلى إيقافه لمدة خمسة أشهر، ومنعه من اللعب مع نادي العاصمة. وفي يناير 1998، انضم لاما إلى ويستهام الإنكليزي على سبيل الإعارة ونهى ابتعاده عن المباريات. واستدعاه مدرب منتخب فرنسا، إيمي جاكيه في اللحظات الأخيرة للمشاركة في كأس العالم في فرنسا 1998، لكن لاما لم يلعب دقيقة واحدة خلال البطولة، بعد أن خسر مكانه الأساسي، حيث كان حارس فرنسا الأول في "يورو 1996"، وودع بعدها منتخب بلاده.
## الشبكة السورية لحقوق الإنسان تبدأ نشاطها الرسمي في دمشق
30 June 2025 03:16 PM UTC+00
أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بدء نشاطها الرسمي من العاصمة دمشق، اليوم الاثنين، وذلك بعد الحصول على ترخيص قانوني لمزاولة العمل الحقوقي في سورية وفتح أوّل مكتب لها على أراضيها. وأوضحت الشبكة، في بيان، أنّ الخطوة تمثّل محطةً مفصليةً في مسيرة الشبكة، وتكريساً لمكانتها بوصفها مؤسسة وطنية مستقلة تُعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان ومناصرة الضحايا، وذلك في إطار المرحلة الانتقالية وإعادة بناء سورية الجديدة.
يقول مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني لـ"العربي الجديد" إنّ "العمل من دمشق له رمزية كبيرة جداً، ونحن لم نكن نحلم بذلك". يضيف أنّ "بعد سنوات من العمل السري في داخل سورية، كنّا دائماً موجودين ودائماً في الميدان، ولو بالخفاء وبطريقة غير معلنة. وهذه هي المرّة الأولى التي نعلن فيها عن وجودنا، ويكون لنا مكتب ونفتتحه في مكان معروف".
وإلى جانب رمزية عمل الشبكة من دمشق، يؤكد عبد الغني أنّ "هذا الوجود سيعزّز مساحة الحقوق والحريات، ويمنح الشبكة وفريقها فرصة لخدمة الناس من قرب، ويتيح إجراء زيارات مباشرة"، لافتاً إلى أنّ "التواصل سابقاً كان فقط عن طريق تطبيق واتساب أو موقع فيسبوك أو البريد الإلكتروني ووسائل أخرى".
ويوضح مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنّ "العمل من دمشق سيشتمل على مهام كثيرة في هذه المرحلة الانتقالية، تتطلّب منّا حضوراً مباشراً مع الأهالي، بالإضافة إلى تنسيق أكبر مع الهيئات الوطنية التي أُنشئت، مثل هيئة العدالة الانتقالية وهيئة المفقودين وهيئة السلم الأهلي وغيرها". ويشدّد عبد الغني على "ضرورة التنسيق والتعاون"، مشيراً إلى أنّ "ثمّة مهام تتعلّق بالتعاون مع عدد كبير من المؤسسات ووزارات الدولة، ونأمل قيام تنسيق وتعاون فعّالَين بيننا وبين وزارات العدل والداخلية والدفاع والإعلام وغيرها من الوزارات المرتبطة بصورة أو بأخرى بقضايا الحقوق والحريات والحفاظ عليها. أضف إلى ذلك ملف تدريب المقاتلين ودمج الفصائل والأجهزة، وتدريب العناصر الأمنية، وغيرها من المهام الكبيرة التي تستوجب وجوداً فعلياً في دمشق".
ويأمل عبد الغني، بحسب ما يفيد "العربي الجديد"، بقيام "تنسيق وتعاون بين الشبكة السورية لحقوق الإنسان وبين مختلف الهيئات السورية في داخل سورية بطريقة أوسع"، مبيّناً أنّ "كلّ ذلك يصبّ في مصلحة المواطن السوري". ويشير إلى "عقد ورش عمل ومحاضرات وندوات، وهذا يمثّل مسار عمل طويلاً يتطلّب جهوداً كبيرة"، معبّراً عن أمل "بإمكانية فتح مكاتب للشبكة في محافظات سورية أخرى".
تجدر الإشارة إلى أنّ الشبكة السورية لحقوق الإنسان تأسّست في يونيو/ حزيران من عام 2011 بهدف توثيق الانتهاكات اليومية المرتكبة بحقّ المتظاهرين السلميين، وحفظ الذاكرة الوطنية، ومنع طمس الحقيقة، على أثر انطلاق الحراك الشعبي في مارس/ آذار من العام نفسه. وعلى مدى الأعوام الماضية، تطوّر عمل الشبكة من جهود توثيق أولية إلى أداء مؤسسي متكامل، يقوم على تطوير منهجيات دقيقة وإنشاء قواعد بيانات متخصّصة تتناول ضحايا القتل خارج نطاق القانون والمعتقلين والمخفيّين قسراً وضحايا التعذيب والهجمات على المراكز الحيوية والأعيان المدنية. ويشمل أداء الشبكة أيضاً إعداد قواعد بيانات نوعية خاصة بالمسؤولين المتورّطين في الانتهاكات، بالإضافة إلى قواعد بيانات متخصّصة في استخدام الأسلحة المحرّمة دولياً والعشوائية.
## عودة السوريين من تركيا... سوء تنظيم وازدحام كبير في المعابر
30 June 2025 03:16 PM UTC+00
تشهد المعابر الحدودية البرية بين تركيا وسورية منذ نحو أسبوعَين ازدحاماً كبيراً للعائدين بعد انتهاء الموسم الدراسي في تركيا، ويشتكي بعضهم من إجراءات التنظيم السيئة والانتظار الطويل. وتوجهت ريم قضماني (29 عاماً)، وهي أم لطفلتَين، إلى معبر باب الهوى لتسليم بطاقة الحماية المؤقتة والعودة مع ابنتيها إلى سورية، لكنّها انتظرت منذ الساعة السادسة صباحاً حتى الرابعة عصراً في خيمة كبيرة اكتظت بمئات العائدين وسط درجة حرارة مرتفعة.
وقالت قضماني لـ"العربي الجديد": "كان الازدحام كبيراً والإجراءات بطئية جداً من الجانب التركي، ولا مكان مناسب لانتظار الأطفال والشيوخ والنساء والمرضى. كان الجميع في نفس المكان والخيمة وتحت أشعة الشمس الحارقة، وأصابهم تعبٌ شديد. وبعدما دخلت سورية أصيبت ابنتي بتسمم حاد استدعى نقلها إلى المستشفى. لذا؛ أتمنى أن تتواصل الحكومة السورية مع نظيرتها التركية لإيجاد حلّ لهذا الوضع غير الإنساني".
وساهم تدفق سوريين كثيرين يرغبون في العودة إلى بلدهم بعد نهاية الدوام المدرسي في زيادة الضغط على جميع المعابر التركية البرية. ونقل معظم العائدين أمتعتهم ما أخّر الإجراءات. وأمام المعابر اصطفت أرتال طويلة جداً من سيارات النقل في انتظار الدخول، وبقيت بعضها يومين حتى وصل دورها.
في معبر باب السلامة الحدودي، قال أحمد خوجة الذي بقي يوماً كاملاً مع أطفاله وزوجته في العراء لإدخال أثاث منزله: "يمكن ببساطة إعطاء مواعيد للسوريين الراغبين في العودة للتوجه إلى المعابر، كما جرت العادة في نظام الإجازات، لكن ما يحدث هنا فوضى وتعب ومشقة. لا يوجد مظلة تحمي من الشمس مكان انتظار العائدين، ولا حمامات نظيفة ومياه. ومن يصل إلى هناك لا يمكنه العودة لانتظار زوال الازدحام لأنه سلّم منزله وجمع الأثاث ونقله إلى المعبر".
وتختلف معاناة السوريين الذين يملكون إقامات تركية و أوروبية والذين لا يستطيعون إلّا الدخول من معبر باب الهوى، إذ يواجهون تأخيراً كبيراً في الإجراءات، وتكراراً في تغيير القرارات الخاصة بهم. وهكذا انتظر الشاب خالد داوود (24 عاماً)، وهو سوري جاء من ألمانيا إلى تركيا، ثلاثة أيام للدخول من معبر باب الهوى بعد توقيف إدخال أصحاب الإقامات عدة أيام بسبب الضغط على المعبر. وقال لـ"العربي الجديد": "لم أتوقع أن الأمور معقدة إلى هذه الدرجة باعتبار أنني أملك إقامة في ألمانيا وجواز سفر سوري، وهذه الشروط المطلوبة للدخول، وكانت الحجة أن هناك أولويات لحالات أخرى إذ تزامن قدومي مع إغلاق رحلات الطيران بسبب الحرب بين إسرائيل وإيران، وزيادة الضغط على المعبر البري".
وتتفاوت نسبة الازدحام بين معبر وآخر، وقالت هبة بيطار التي عادت من ولاية مرسين إلى اللاذقية عبر معبر كسب لـ"العربي الجديد": "كان الازدحام مقبولاً، وانتظرت فقط ثلاث ساعات قبل الدخول ما يعني أن الإجراءات كانت سريعة". وكانت وسائل إعلام نقلت عن مصادر في وزارة الداخلية التركية أنه منذ منتصف حزيران/ يونيو تضاعفت أعداد العابرين يومياً عبر المعابر الحدودية إلى 2500 شخص، في حين ناهزت 1400 قبل هذه الفترة. وقدرت تجاوز عدد العائدين السوريين المقيمين في تركيا إلى بلدهم 300 ألف خلال الأشهر الستة الماضية.
وقبل أيام، قال مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، إنّ عودة جميع اللاجئين السوريين دفعة واحدة أمر غير ممكن، وهذا أمر غير جيّد لسورية في وضعها الراهن، فالحل الأمثل هو العودة تدريجياً. وأعلنت الأمم المتحدة منتصف مايو/ أيار الماضي أن نحو نصف مليون سوري لاجئ عادوا إلى سورية بعد سقوط نظام الأسد، معظمهم من الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر.
## هويسين في أول اختبار قوي مع ريال مدريد ضد فريقه السابق
30 June 2025 03:20 PM UTC+00
سيكون مدافع ريال مدريد دين هويسين (20 عاماً) في أول اختبار قوي منذ انضمامه إلى النادي الملكي، وذلك عندما يقود دفاع فريقه أمام يوفنتوس، فريقه السابق، في ثمن نهائي كأس العالم للأندية المقامة في الولايات المتحدة الأميركية، إذ كان المدافع الإسباني أساسياً في أول ثلاث مباريات لفريقه في المسابقة، وقدم مستوى مقنعاً، حيث تبدو بداية تجربة هويسين مع "الميرينغي" ناجحة، وقد انسجم سريعاً مع فريقه الجديد.
وكان هويسين قد برز في شبان فريق يوفنتوس، ولكن الفريق الإيطالي لم يمنحه فرصة كاملة ليلعب مع الفريق الأول، إذ كان خارج الحسابات، إلى أن راهن عليه المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو (62 عاماً) الذي ضمّه إلى فريق روما معاراً في موسم 2023ـ2024، ورغم أنه تألق مع نادي العاصمة، فإن يوفنتوس لم يمنح هويسين فرصة عند عودته إلى الفريق وقرّر بيع عقده إلى فريق بورنموث الإنكليزي نظير 20 مليون يورو، ليُظهر المدافع الإسباني قدراته الحقيقية ويفوز بعرض من ريال مدريد، وبسرعة أصبح أساسياً في ظل الغيابات التي طاولت الدفاع، وخلال مواجهة يوفنتوس، سيكون على موعد مع عددٍ من اللاعبين الذين كانوا إلى جانبه في فريق الشبان في النادي الإيطالي.
ولا يُعتبر هويسين أول لاعب يهمله فريق يوفنتوس ولا يمنحه فرصة كاملة، فقد كان الفرنسي تيري هنري من بين الأسماء التي مرّت بفريق يوفنتوس الذي تخلى عنه سريعاً ليرحل إلى أرسنال الإنكليزي بما أنه لم يلعب في مركزه الأصلي، ونحت مع النادي اللندني مسيرة بطولية ويُعتبر من أساطير "المدفعجية"، كما أن المهاجم الإيطالي المعروف تشيرو إيموبيلي مرّ بفريق يوفنتوس عند بداية مسيرته الاحترافية، ولكنه لم يحصل على فرصة، ليتألق بعدها مع بوروسيا دورتموند وتورينو ولاتسيو ويكون من أفضل المهاجمين في الكالتشيو. كما أن المدافع الأرجنتيني كريستيان روميرو، بطل العالم 2022 ومدافع توتنهام الإنكليزي الذي يُصنف حالياً من أفضل المدافعين في العالم، كان لاعباً في صفوف "بيانكونيري" ولكنه لم يحصل على فرصة مع الفريق الذي أعاره في إيطاليا، قبل أن يتخلى عنه نهائياً ويتألق في مسيرته، وبات مطلوباً من العديد من الأندية القوية.
## وفد من "المشاريع والإرث" يشارك في برنامج تبادل الخبرات بالموندياليتو
30 June 2025 03:26 PM UTC+00
يشارك وفد اللجنة العليا للمشاريع والإرث وقوة أمن البطولة في برنامج تبادل الخبرات، الذي يُنظمه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وذلك ضمن فعاليات بطولة كأس العالم للأندية 2025، المقامة حالياً في الولايات المتحدة الأميركية، وتستمر حتى 13 يوليو/ تموز المقبل.
وحسب بيان صادر عن اللجنة، اليوم الاثنين، فإن البرنامج يهدف إلى تبادل الخبرات في ستة مجالات تشغيلية أساسية تشمل الأمن والسلامة، وإدارة الاستادات، والعمليات الإعلامية، وتجربة البطولة، والنقل، إلى جانب عمليات التصاريح. وسيكون الوفد القطري موجوداً في عدد من الاستادات الرئيسة، التي تحتضن منافسات البطولة، منها استاد هارد روك في مدينة ميامي، و"روز بول" في مدينة لوس أنجليس، و"لومين" في سياتل، واستاد ميتلايف في محيط مدينة نيويورك.
ويؤدي الوفد القطري دوراً محورياً في متابعة وتنفيذ عدد من الفعاليات المهمة ضمن البطولة، من أبرزها المباراة الافتتاحية، التي شهدت حضور 60 ألف مشجع، والمواجهة بين باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد، والتي عرفت حضوراً جماهيرياً تجاوز 80 ألف متفرج، إلى جانب الاستعدادات للمباراة النهائية المقررة في 13 يوليو المقبل، في استاد ميتلايف، الذي يتسع لنحو 90 ألف متفرج.
وشهد البرنامج تفاعلاً مثمراً بين المشاركين، إذ جرى تبادل الخبرات المستفادة من استضافة دولة قطر البطولات الكبرى، وفي مقدمتها كأس العالم 2022 التي وصُفت بأنها الأفضل في تاريخ البطولة. كما أتاح البرنامج الفرصة للاطلاع على أحدث الممارسات في مجال إدارة الفعاليات الرياضية، خاصة على صعيد الابتكار التكنولوجي وتحسين تجربة الجماهير.
وتندرج هذه المشاركة ضمن الاستعدادات المتواصلة التي تقوم بها دولة قطر تحضيراً لاستضافة كل من كأس العالم تحت 17 عاماً وبطولة كأس العرب، المقررتين نهاية العام الجاري.
## لجنة برلمانية إسرائيلية تصادق على إقصاء النائب أيمن عودة من الكنيست
30 June 2025 03:33 PM UTC+00
صادقت اللجنة البرلمانية في الكنيست الإسرائيلي، اليوم الاثنين، على إقصاء النائب الفلسطيني من الداخل أيمن عودة من عضويته، ما يمهّد لتصويت في هيئته العامة. وقالت القناة "12" العبرية إنّ اللجنة البرلمانية صادقت على إقصاء أيمن عودة بعد استئنافها جلسة البحث بطلب قدمه عضو الكنيست عن حزب "الليكود" (الحاكم) أفيحاي بوارون، بشأن تدوينة نشرها عودة عبر منصة "إكس" في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وفي اللجنة، صوت 14 نائباً من الحكومة والمعارضة لصالح طلب إقالة عودة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، بينما عارضه نائبان. وصوّت لصالح الإقالة نواب من حزب "هناك مستقبل" المعارض، برئاسة يائير لابيد، وحزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المعارض برئاسة أفيغدور ليبرمان، وحزب "معسكر الدولة" المعارض برئاسة بيني غانتس. و"ستصل عملية الإقالة إلى الهيئة العامة للكنيست خلال ثلاثة أسابيع، وسيتطلب الأمر أغلبية تصويت 90 نائباً (من أصل 120) لإتمام عملية الإقالة"، وفق القناة.
وحتّى في حال إقرار الهيئة العامة للكنيست لقرار الإقالة فسيكون بإمكان أيمن عودة تقديم التماس ضد القرار إلى المحكمة العليا، وقال مكتب عودة في بيان: "صوّتت لجنة الكنيست البرلمانية اليوم الاثنين، بالأغلبية على إقصاء النائب أيمن عودة، رغم موقف المستشارة القضائية التي أبدت تحفظات قانونية جدّية على القرار"، وأضاف عودة: "ما يجري ليس استهدافاً شخصياً لي فحسب، بل تصعيد خطير ضد حرية التعبير لكل المواطنين العرب وضرب مباشر لما تبقّى من الهامش الديمقراطي داخل الكنيست".
وأردف: "ما يحدث اليوم ضدي قد يحدث غداً ضدّ أي نائب عربي يرفع صوته، ولا يمكن التراجع أمام هذا المسار الإقصائي؛ لأن التراجع يعني فتح الباب أمام ملاحقة كل صوت حر"، مشيراً إلى أن المعارضة اختارت أن تتحالف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واليمين المتطرّف. وشدّد على أن "هذه ليست معارضة ديمقراطية، بل شراكة في مشروع التفوق اليهودي وقمع التعددية السياسية"، وزاد أن "المعركة ليست على شخصية أبداً، بل على الحق في التمثيل السياسي للعرب، وعلى حرية التعبير ككل"، مؤكداً إصراره على المضي قدماً في خطوات منع إقصائه من الكنيست.
وقبل أسبوع، اجتمعت اللجنة البرلمانية لبحث إقصاء عودة على خلفية شكوى قدّمها النائب بوارون بشأن منشور لعودة عبر منصة "إكس". وحسب الشكوى، فإن عودة كتب: "سعيد لتحرير الأسرى (الفلسطينيين) والمختطفين (الأسرى الإسرائيليين)، من هنا علينا تحرير الشعبَين (الفلسطيني والإسرائيلي) من الاحتلال، لأنّنا جميعاً ولدنا أحراراً". في السياق، قالت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في بيان: "انتهت أمام الكنيست مظاهرة عربية- يهودية حاشدة بالتزامن مع البتّ في لجنة الكنيست البرلمانية بإقصاء أيمن عودة، انتقاماً من مواقفه ضدّ حزب التجويع والإبادة (الإسرائيلية) في قطاع غزة".
(الأناضول، العربي الجديد)
## ريال مدريد يواجه هجرة جماعية لنجوم أكاديمية السلة
30 June 2025 03:36 PM UTC+00
 يواجه نادي ريال مدريد الإسباني لكرة السلة صيفاً صعباً مع تأكد رحيل خمسة من أبرز مواهبه الشابة نحو دوري "إن بي إيه" والجامعات الأميركية، في موجة هجرة تعكس التحديات المتزايدة التي تعانيها الأكاديميات الأوروبية أمام الإغراءات الأميركية.
وكشفت صحيفة ماركا الإسبانية المقرّبة من إدارة النادي الملكي، اليوم الاثنين، عن قائمة نجوم كرة السلة الخمسة القريبين من مغادرة الفريق خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، ويأتي في مقدّمتهم اللاعب الإسباني الشاب هوغو غونزاليس (18 عاماً) الذي شارك بانتظام مع الفريق الأول هذا الموسم، وقد اختير في المركز الثامن والعشرين ضمن مسودة الدوري الأميركي للمحترفين من قِبل نادي بوسطن سيلتيكس، أما اللاعب السنغالي إيلي جون نداي (20 عاماً)، فقد انتقل إلى نادي أتلانتا هوكس بموجب عقد مزدوج يتيح له اللعب مع الفريق الأول ومع الفريق الرديف في دوري "جي ليغ"، في حين قرر مواطنه سيدي غي (18 عاماً) الانتقال إلى جامعة أريزونا بعد مشاركته في أربع مباريات فقط في الدوري الإسباني.
ومن جهته، أعلن الألماني ديكلان دورو (18 عاماً)، عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، انضمامه إلى أحد البرامج الجامعية في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الإسباني ذي الأصول البروكينابية غيلداس خيمينيز (18 عاماً) الذي سيلتحق بمركز تدريبي متخصص في أريزونا يُعرف بتأهيل اللاعبين للدخول إلى الجامعات الأميركية والدوري الأميركي لاحقًا.
وتتزايد المخاوف داخل نادي ريال مدريد بشأن جدوى الاستثمار طويل الأمد في الأكاديمية، خصوصاً في ظل صعوبة الاحتفاظ باللاعبين الذين ينجذبون لبريق الجامعات الأميركية والعائدات المالية الكبيرة الناتجة عن حقوق الاسم والصورة. هذا الواقع قد يدفع إدارة النادي إلى إعادة طرح فكرة سبق أن ناقشتها في وقت سابق، وهي إغلاق الأكاديمية بالكامل بالتنسيق مع نادي برشلونة، بعدما لم يلقَ الاقتراح عند طرحه أي تجاوب من النادي الكتالوني الذي يعاني هو الآخر الظاهرة نفسها، الأمر الذي قد يدفعه لإعادة حساباته والموافقة على الفكرة.
وفي ظل هذا الواقع، يبدو أن الهيمنة التاريخية التي كان يتمتع بها ريال مدريد في استقطاب المواهب الشابة قد بدأت تتلاشى، لتتحول أكاديميته من جهة مستقطبة إلى مصدر دائم لتغذية الساحة الأميركية بالمواهب الأوروبية الصاعدة، الأمر الذي قد يدفع النادي الملكي إلى التخلي عن الأكاديمية نهائياً.
## فيرستابن يقترب من فقدان بطولة العالم في فورمولا 1
30 June 2025 03:36 PM UTC+00
ظهر سائق فريق ريد بول، الهولندي ماكس فيرستابن (27 عاماً)، هادئاً، رغم تأكده من نهاية مشاركته في سباق النمسا يوم الأحد، منذ اللفة الأولى، في مشهد لم يتعود عليه، إذ اصطدم به سائق فريق مرسيدس، الإيطالي أندريا كيمي أنتونيلي (18 عاماً)، لتتعرض سيارته إلى أضرار جسيمة ومِن ثم انسحب سريعاً من المرحلة 11 من بطولة العالم في "فورمولا 1"، وخسر نقاطاً مهمة للغاية في صراع المنافسة على التتويج ببطولة العالم.
وبعودته دون نقاط من النمسا، فإنّ فيرستابن تلقى صدمة قوية للغاية، بعدما احتل المركز الثالث في الترتيب العام، خلف ثنائي فريق مكلارين: الأسترالي أوسكار بياستري (24 عاماً)، وفي رصيده 216 نقطة، والبريطاني لاندو نوريس (25 عاماً)، ويملك 201 نقطة، ولهذا فإن الهولندي يحتاج إلى معجزة لتعويض الفارق عن ثنائي "مكلارين"، وهو أمر يبدو شبه مستحيل، في ظلّ قوة الفريق، الذي تهمين على بطولة العالم بشكل كبير للغاية.
فيرستابن لا يجد دعماً
أكدت بداية الموسم قوة فريق مكلارين، إذ كان واضحاً منذ نهاية الموسم أن التعديلات، التي عرفتها السيارة، ستصنع الفارق، وهو ما أكدته بداية الموسم، بعد أن حقق الفريق ثمانية انتصارات خلال 10 سباقات، وهذه السيطرة ستتواصل في المراحل المقبلة، ولهذا فإنّ فيرستابن غير قادر على حصد نتائج جيدة، خاصّة أن سوء الحظ رافقه في السباقات الأخيرة، إذ حرم من القيام بلفة سريعة في التجارب الرسمية ومن ثم انطلق سابعاً، ثم تعرض إلى حادث لا يتحمل فيه أيّ مسؤولية.
كما أن فيرستابن لا يجد أي دعم من فريقه لغاية الآن، بما أن زميله الياباني، يوكي تسونودا (25 عاماً) غير قادر على المنافسة، وأقصى طموحه أن يكون ضمن أول 10 سائقين في كل مرحلة، ومن ثم لا يمكنه أن يقدم أي دعم لزميله الهولندي، بما أنه بعيد عن المراتب الأولى، ولا يمكنه تعطيل ثنائي مكلارين لتسهيل مهمة بطل العالم في آخر أربعة مواسم توالياً، ولهذا فإنّ آمال فيرستابن في لقب خامس في بطولة العالم لـ "فورمولا 1" بدأ يتلاشى، ولعلّ الهدوء الذي ظهر عليه وهو يغادر حلبة النمسا، سببه فقدان الأمل نهائياً في التعويض.
## مدينة إعلامية في دمشق بشراكة مع المها الدولية
30 June 2025 03:49 PM UTC+00
وقّعت وزارة الإعلام السورية مذكرة تفاهم، يوم أمس الأحد، مع شركة المها الدولية، بهدف إنشاء مدينة للإنتاج الإعلامي والفني في سورية. ووقّع الطرفان المذكرة في قصر الشعب بحضور الرئيس السوري أحمد الشرع.
وفي هذا السياق، صرّح وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، خلال كلمة له في المؤتمر الصحافي ضمن مراسم توقيع المذكرة، أنها جاءت بهدف إطلاق مشروع استراتيجي واعد يحمل اسم بوابة دمشق، وسيكون مشروعاً متكاملاً لمدينة إنتاج إعلامي وسينمائي وسياحي في سورية.
مليار ونصف المليار
وأشار المصطفى إلى أن تكلفة المشروع لن تقل عن مليار ونصف المليار دولار، في إطار توجه الدولة السورية إلى جذب المشاريع النوعية ذات الأثر التنموي العميق، لافتاً إلى أن المشروع سيقام على مساحة تقارب مليوني متر مربع ضمن دمشق، تشمل استديوهات خارجية تحاكي طراز العمارة التاريخية في المدن العربية والإسلامية، وأخرى داخلية بتقنيات بث متطورة. وقال إن الحكومة ستكون يد عون للمستثمرين السوريين والعرب والأجانب الراغبين بالاستثمار في سورية الجديدة والنهوض بواقعها الاقتصادي.
25 عملاً سورياً هذا العام
من المتوقع أن يوفر المشروع، وفق تصريحات الوزير، أكثر من أربعة آلاف فرصة عمل مباشرة، ونحو تسعة آلاف فرصة عمل موسمية، وشدّد على حرصه أن يكون الإعلام السوري شريكاً في التنمية ومعبراً عن سورية الجديدة. وأشار المصطفى إلى أن المدينة ستساعد الدراما السورية على تحقيق قفزة نوعية من نجاحها، مشيراً إلى السعي لإنتاج 25 عملاً هذا العام، لإثبات أن سورية الجديدة ستكون تربة خصبة للإبداع.
حدث تاريخي
بدوره، توجّه رئيس مجلس إدارة شركة المها الدولية، محمد العنزي، بالتهنئة على تحرير سورية، وعودتها إلى الحضن العربي، لافتاً إلى أنه سعيد بالمشاركة في هذا الحدث التاريخي في مسيرة بناء سورية الجديدة، متوجهاً بالشكر إلى الرئاسة السورية والحكومة ووزارة الإعلام، على الترحيب والانفتاح على الإبداع والحرص على تحويل الفرص إلى إنجازات. 
نحو وجهة إنتاج عالمية
أشار العنزي إلى أن انطلاق المشروع الثقافي مستمد من إرادة الشعب السوري، موضحاً أنه على هذه الأرض وُلِدت أول أبجدية عرفتها البشرية، و"على هذه الأرض خط الإنسان أولى الحروف التي تحولت لاحقاً إلى حضارات وتراث إنساني لا يزال نوره يهدي العقول والأمم". ودعا العنزي "الجميع في الخليج وغيره من الدول إلى المبادرة والاستثمار في سورية، حيث تتوفر فرص وتسهيلات كبيرة يمكن الاستفادة منها". وقال: "مشروعنا يحتاج إلى بنية تحتية خاصة لأن طبيعته تتوزع بين الجانبين العقاري والإعلامي، ونتوقع تجهيزه بالكامل خلال فترة تتراوح بين خمس وسبع سنوات"، مضيفاً "إننا نطمح إلى أن تكون بوابة دمشق وجهة إنتاج عالمية وليس إقليمية فقط".
معلومات حول شركة المها
يشار إلى أن شركة المها هي شركة إعلامية متخصصة في إنتاج الأعمال الدرامية، وتسعى إلى تقديم محتوى فني باستخدام أحدث التقنيات، وفق تعريفها، مع التركيز على القضايا التاريخية والاجتماعية. وتأسّست الشركة بهدف إنتاج أعمال درامية متميزة تجذب الجمهور، وقد نجحت في تحقيق ذلك من خلال أعمالها التي حازت اهتماماً في الإعلام العربي، بما في ذلك مسلسلا "الحسن والحسين"، و"الإمام" الذي فاز بجوائز في مهرجان الإذاعة والتلفزيون العربي، وقدمت الشركة مسلسل "فتح الأندلس"، أحد أكبر إنتاجاتها.
## تركيا: تأجيل دعوى بطلان مؤتمر حزب الشعب الجمهوري المعارض
30 June 2025 03:49 PM UTC+00
قضت المحكمة الأصيلة ذات الرقم 42 في أنقرة، اليوم الاثنين، تأجيل إصدار الحكم في دعوى بطلان مؤتمر حزب الشعب الجمهوري؛ الذي انعقد في العام 2023 بسبب فساد وشراء الأصوات من المندوبين فيه. وحبست تركيا أنفاسها اليوم لمعرفة قرار المحكمة، إذ قدّم عدد من أعضاء حزب الشعب الجمهوري شكاوى تتعلق بالمؤتمر الـ38 لحزب الشعب الجمهوري المنعقد في 4-5 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2023، التي أفضت إلى تولي أوزغور أوزال رئاسة الحزب فائزاً في المرحلة الثانية من الانتخابات على الرئيس السابق والمرشح الرئاسي كمال كلجدار أوغلو.
وأجّلت المحكمة الدعوى إلى 8 سبتمبر/ أيلول المقبل، إذ إنّ اتخاذ المحكمة قراراً ببطلان المؤتمر قد يؤدي لخيارات منها عودة الرئيس السابق إلى تولي الحزب وقيادته إلى مؤتمر عادي خلال عام، أو تعيين لجنة من الوصاة القانونيين على الحزب.
وتوجهت أنظار الشارع التركي للمحاكمة نظراً لأنها قد تؤدي إلى انقسام في صفوف المعارضة وحزب الشعب الجمهوري، إذ سبقت جلسة اليوم سلسلة من التصريحات المتبادلة بين قيادات الحزب، فيما استنفر الحزب عبر نوابه ورؤساء الفروع في الولايات، وحضروا في مقرّ الحزب بأنقرة.
واستمعت المحكمة إلى مرافعة محامي النواب ومقدمي الشكاوى مستعرضين "أدلة وشهادات عن وجود رشاوى وإغراء بالمال للمندوبين من أجل دعم أوزال، وتقديم الهدايا وفرص العمل للأقارب، وأن هذه التصرفات أدت للتأثير على قرار المندوبين؛ فضلاً عن تجاوزات أخرى ساهمت في تغير النتيجة لصالح أوزال".
وأضافت المرافعة أنّ "قرار رئيس الحزب للذهاب لمؤتمر طارئ في إبريل/ نيسان الماضي غير نافذ نتيجة اتخاذها من رئيس الحزب المنتخب على نحوٍ غير قانوني في المؤتمر العام، وبالتالي هو بحكم العدم، والطلب ببطلان المؤتمر العام وعودة قيادة الحزب السابقة للعمل".
قرار رئيس الحزب للذهاب لمؤتمر طارئ في إبريل/ نيسان الماضي غير نافذ
وفتحت التحقيقات في فبراير/ شباط الماضي، إذ شهد حزب الشعب الجمهوري، الحزب الذي أسّسه مؤسّس الدولة التركية مصطفى كمال أتاتورك، حراكاً مستمراً ويشغل حديث الإعلام في البلاد، منذ تمكّنه من احتلال المرتبة الأولى في الانتخابات البلدية التي جرت العام الماضي.
ولم يكن ينقص التنافس الداخلي المستمر داخل الحزب إلّا أن يواجه تحقيقاً جديداً بحقه، إذ أعلنت النيابة العامة فتح تحقيق بمؤتمر الحزب الذي خرج بفوز أوزال بزعامة الحزب على كلجدار أوغلو. وقالت النيابة العامة في بيان لها إنّ التحقيق بدأ بعد أن تلقت النيابة العامة في ولاية بورصة بلاغاً ليجري تحويل الملف إلى العاصمة أنقرة، مبينة أنه "جرى فتح تحقيق من مكتب المدعي العام الرئيسي في يناير/كانون الثاني 2024، وسيجري استدعاء كمال كلجدار أوغلو والقيادي في الحزب عاكف حمزة تشيبي للإدلاء بشهادتهما بسبب التصريحات التي أدليا بها في الصحافة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بالموضوع".
وفتح التحقيقات جاء بعد أن شكّك الرئيس رجب طيب أردوغان أكثر من مرة في كلماته بشرعية انتخاب أوزال، مستخدماً عبارات "رئيس انتخب في مؤتمر مشكوك فيه"، دون أن يصدر أي رد من الحزب على تصريحات أردوغان، ما دفع لصدور بعض الأصوات من الشعب الجمهوري منها صوت عضو الحزب تشيبي وكلجدار أوغلو عن الموضوع، فيما برر تشيبي تصريحاته بسبب غياب الرد الرسمي على اتهامات أردوغان.
ورد أوزال على فتح الدعوى القضائية بكلمته أمام كتلة حزبه النيابية آنذاك بالقول "يحاولون ترتيب مؤامرة ضد حزب الشعب الجمهوري". أوزال وفي رد فعله على القرار اليوم نشر عبر إكس معتبراً أنّ الدعوة هي ضمن مسار انقلابي مستمر منذ 19 آذار/مارس الماضي، داعياً أنصار المعارضة إلى التظاهر مساء غد في إسطنبول بمناسبة اليوم الـ100 لسجن رئيس بلدية إسطنبول مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية أكرم إمام أوغلو.
وقال أوزال في منشوره "لا توجد مؤامرة ضدّ حزبنا مستقلة عن انقلاب 19 مارس، وفي جلسة الاستماع اليوم من الواضح أن هذه العملية السياسية ليست موجهة نحو النتائج، بل موجهة نحو الإجراءات، وتهدف إلى جعل حزبنا مثيراً للجدل، ومقاطعة مسيرتنا نحو السلطة، وكسر تصميمنا على النضال، لن نحيد أبداً عن هدفنا، ولن نتراجع أبداً عن طريقنا".
من ناحيته، قال رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش القيادي البارز في الحزب في بيان صدر عنه "ينبغي رفض هذه الدعوى منذ البداية، لأن العمل الداخلي للأحزاب السياسية مضمون بأحكام واضحة في الدستور وقانون الأحزاب السياسية"، واعتبر أنّ "الجهود المبذولة لجعل المؤتمر مثيراً للجدل من خلال القضاء لا يمكن أن يكون لها أي أساس قانوني أو سياسي، ولا يجوز أن نسمح لهذه الحالات، التي تمسّ إحساس العدالة، أن تحجب المشاكل الحقيقية التي يعاني منها مواطنونا".
وينتظر أن تصدر ردود فعل أخرى في المرحلة المقبلة، وستلقي القضية بظلالها خلال الشهرين المقبلَين، وقد تزيد من الانقسامات والمناقشات في الحزب، ما بين مؤيد لعودة كلجدار أوغلو، وما بين رافض للدعوى القضائية.
## قطر: مبادرة تتبنى رؤية جديدة للتعافي من السرطان
30 June 2025 03:54 PM UTC+00
أعلنت مؤسّسة حمد الطبية في قطر عن مبادرة تتبنّى رؤية جديدة لمفهوم التعافي من مرض السرطان، فلا يقتصر الأمر على انحسار المرض فحسب بل يشمل كذلك استعادة الوظائف الجسدية والرفاه النفسي والاندماج الاجتماعي بما يضمن لكلّ مريض فرصة للتطوّر والازدهار من ضمن بيئته، وذلك مع زيادة معدّلات التعافي من مرض السرطان في قطر. ووفقاً لمؤسّسة حمد الطبية، ينفّذ هذه المبادرة الوطنية كلّ من مركز قطر لإعادة التأهيل والمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان.
ويعالج إطار العمل الوطني لإعادة التأهيل في مجال الأورام مجموعة التحديات الجسدية والنفسية والاجتماعية التي يواجهها المرضى طوال رحلتهم مع السرطان، وهو يعتمد على الأدلة الدولية وأفضل الممارسات، كذلك يعكس الإطار تدخّلات إعادة التأهيل التي توصي بها منظمة الصحة العالمية، بعد تكييفها بعناية لتتناسب مع منظومة الرعاية الصحية في قطر وخصوصية مجتمعها.
مبادرة تُمكن المرضى من استعادة وظائفهم الجسدية واستقلاليتهم واندماجهم في المجتمع
مؤسسة حمد الطبية تطلق إطار العمل الوطني لإعادة التأهيل في مجال الأورامhttps://t.co/iAL8wLSmgs pic.twitter.com/mBWZPs2VcZ
— مؤسسة حمد الطبية (@HMC_Qatar) June 30, 2025
وتوضح مؤسّسة حمد الطبية أنّ إطار العمل الوطني لإعادة التأهيل في مجال الأورام، الأوّل من نوعه، يمثّل خطوة متقدّمة في تعزيز الرؤية الاستراتيجية لمؤسّسة حمد الطبية نحو رعاية متكاملة وعالية الجودة. وهو يتماشى مع أولويات الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024–2030، ويساهم مباشرة في تحقيق أهداف "رؤية قطر الوطنية 2030" من خلال تعزيز صحة السكان وبناء نظام صحي مستدام وتمكين القدرات المحلية. ويعكس هذا الإطار كذلك مبادئ "نداء العمل لإعادة التأهيل 2030" الصادر عن منظمة الصحة العالمية، من خلال تعزيز خدمات إعادة التأهيل المتمركزة حول الفرد والمركّزة على تحسين الوظائف، بوصفها جزءاً أساسياً من الخدمات الصحية الشاملة.
وقد شدّدت نائبة رئيس الرعاية طويلة الأجل وإعادة التأهيل ورعاية أمراض الشيخوخة، وقائدة خدمات العلاج التأهيلي لدى مؤسّسة حمد الطبية هنادي الحمد على الأهمية الوطنية لهذه المبادرة، فقالت إنّ "إطلاق هذه المبادرة يشكّل نقطة تحوّل في رعاية مرض السرطان في قطر. نحن نعمل لتغيير مفهوم الرعاية عبر الانتقال من مجرّد النجاة من المرض إلى ضمان أن يعيش المرضى بفاعلية وبكامل وظائفهم واستقلاليتهم"، وأضافت الحمد أنّه "تماشياً مع الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024-2030، تُعتبَر إعادة التأهيل الآن جزءاً أساسياً معترفاً به في رحلة المريض".
من جهته، قال المدير التنفيذي والمدير الطبي للمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان في قطر محمد سالم الحسن: "ندخل الآن عصراً جديداً في مجال خدمات مرض السرطان في قطر، تتطلّب مرحلة النجاة من المرض باعتبارها مرحلة حاسمة دعماً متعدّد الاختصاصات"، وأضاف أنّ "إطار العمل الوطني يؤسّس لإعادة تأهيل مرضى الأورام على أساس نموذج رعاية منظّم ومتاح ومتعاطف يدعم كلّ مريض في كلّ خطوة".
وكشف تقرير صادر عن سجل قطر الوطني للسرطان التابع لوزارة الصحة العامة لعام 2023 عن تسجيل 2525 إصابة جديدة بالسرطان في خلال عام 2019، علماً أنّ الحالات تضمّنت 470 إصابة خبيثة بين المواطنين مقارنة بـ1940 إصابة خبيثة بين أشخاص من غير المواطنين، إلى جانب 33 إصابة موضعية بين المواطنين مقارنة بـ69 إصابة موضعية بين أشخاص من غير المواطنين. واشتمل التصنيف السرطاني على إصابة حميدة في الدماغ والجهاز العصبي المركزي فقط بين المواطنين لتسجّل بذلك صفر حالات بين هؤلاء، في مقابل أربع حالات بين أشخاص من غير المواطنين، فيما سُجّلت كذلك تسع حالات.
وأوضح تقرير سجل قطر الوطني للسرطان لعام 2023 أنّ معدّل الإصابة بحسب العمر في دولة قطر تراوح ما بين 45 عاماً و54، وقد بلغ عدد الإصابات في هذه الفئة 300 إصابة، أمّا الحدّ الأدنى من الإصابات فسُجّل في الفئة العمرية التي تراوحت ما بين 10 أعوام 14 عاماً.
وفي ما يتعلق بنسب أمراض السرطان الأكثر انتشاراً بين الجنسَين، بيّن التقرير تصدّر سرطان الثدي قائمة الإصابات بنسبة 17.39% من مجموع الإصابات مع 439 إصابة، فيما حلّ ثانياً على القائمة سرطان القولون والمستقيم بنسبة 8.87% مع 224 إصابة، تلاهما سرطان الغدّة الدرقية بنسبة 7.45% مع 188 إصابة، ثمّ سرطان غدّة البروستات بنسبة 5.23% مع 132 إصابة، وبعدها سرطان الدم (اللوكيميا) بنسبة 5.03% مع 127 إصابة. أمّا سرطان الجلد غير الميلانومي فأتى بنسبة 4.79% مع 121 إصابة، وسرطان الكلى بنسبة 4.44% مع 112 إصابة، وسرطان الرئة والقصبة الهوائية بنسبة 4.20% مع 106 إصابات، وسرطان الليمفوما غير الهيدجكونية بنسبة 4.04% مع 102 إصابة، وسرطان المثانة بنسبة 3.37% مع 85 إصابة.
## الإبادة الجماعية: التبرير القانوني وتأثيراتها على حق العودة
30 June 2025 04:02 PM UTC+00
انبثق مفهوم تجريم الإبادة الجماعية في القانون الدولي خلال القرن العشرين، بوصفه استجابة قانونية وأخلاقية للفظائع المنهجية المرتكبة بحق مجموعات بشرية محددة. وقد مثّلت اتّفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948 محطةً مفصليةً في هذا المسار، إذ اعتبرت الإبادة الجماعية جريمةً دوليةً تستوجب الوقاية والمعاقبة، مُحمِّلة الدول أُطرًا إلزاميةً تتجاوز حدود سيادتها التقليدية.
رغم الطابع المُلزم لنصوص الاتّفاقية، شهد تطبيقها العملي تبايناتٍ واضحةً ناجمةً عن اعتباراتٍ سياسيةٍ، ومصالح جيوسياسية، فضلاً عن لجوء بعض الدول إلى التذرع بمبدأ السيادة لتفادي الالتزامات الدولية.
يهدف هذا المقال إلى تفكيك الأساس القانوني والتاريخي لتجريم الإبادة الجماعية، وتحليل تطبيقاته في حالاتٍ تاريخيةٍ مثل الإبادة الجماعية للأرمن (1915-1923)، والسياسات الاستئصالية ضدّ السكان الأصليين في الولايات المتّحدة وكندا. كما يُسلّط الضوء على التوترات الجوهرية بين مبدأ سيادة الدولة وحقّ الضحايا في العودة، بوصفه مكونًا جوهريًا من مكونات العدالة وإعادة الاعتراف القانوني بالضحايا.
أسس الإبادة الجماعية التاريخية والقانونية
1- الجذر القانوني للمفهوم
يعود الفضل في صياغة مصطلح "الإبادة الجماعية" إلى القانوني البولندي رافائيل ليمكين، الذي استخدمه لأول مرّة عام 1944 في كتابه "حكم المحور في أوروبا المحتلة"، الذي عَرف الإبادة الجماعية بأنّها "تدمير أمةٍ أو مجموعةٍ عرقيةٍ"، وقد مثّلت هذه الصياغة نقطة تحولٍ فكريٍّ وقانونيٍّ في توصيف الجرائم الجماعية المنظّمة، وساهمت لاحقًا في تطوير مفهوم الجريمة الدولية الموجّهة ضدّ جماعةٍ محددة الهوية، سواء كانت دينيةً أو قوميةً أو عرقيةً.
شهد تهجير الفلسطينيين قسريًا ذروته في نكبة عام 1948، حيث طُرد نحو 750 ألف فلسطيني خلال تأسيس دولة الاحتلال، وسط مجازر عدّة، مثل دير ياسين، التي ساهمت في نشر الرعب، وفرض النزوح الجماعي
حاكمت محاكمات نورمبرغ (1945-1946) قادة النازية بتهمة "جرائم ضدّ الإنسانية"، لأن جريمة الإبادة الجماعية لم تكن تهمةً مستقلةً في حينه، رغم ذلك مهدت المحاكمات الطريق للاعتراف بالتدمير المنهجي للمجموعات جريمةً دوليةً فريدةً، لا تقل خطورةً عن جرائم الحرب والعدوان، بل تتجاوزها في بعض جوانبها من حيث القصد التدميري الشامل.
لقد تُوّجت جهود ليمكين والمسار التراكمي للممارسة الدولية في هذا الصدد باعتماد اتّفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في 9 ديسمبر/كانون الأول 1948، لتصبح أول وثيقةٍ دوليةٍ تُجرّم الإبادة الجماعية تجريمًا صريحًا وملزمًا، وتؤسس لالتزامٍ دوليٍ وقائيٍ وعقابيٍ في آنٍ واحد، حيث نصت على:
- المادة الأولى: تلزم الدول بمنع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
- المادة الثانية: تعرف الإبادة الجماعية على أنّها: "قتل أفراد المجموعة، إلحاق أذى جسديٍ أو نفسيٍ جسيمٍ، فرض ظروفٍ معيشيةٍ، تستهدف التدمير المادي، منع الإنجاب قسرًا، نقل الأطفال قسرًا".
2- القواعد الآمرة (Jus Cogens) والالتزامات العامة (Erga Omnes)
- تُعد جريمة الإبادة الجماعية من القواعد الآمرة في القانون الدولي (Jus Cogens)، أيّ من المبادئ القانونية الأساسية التي لا يجوز مخالفتها، ولا التحلل من التزاماتها تحت أي ظرفٍ، بما في ذلك حجج السيادة الوطنية، والضرورات السياسية. كما يترتب على هذا الوضع القانوني الخاص التزامٌ جماعيٌ مطلق (Erga Omnes)، يقع على عاتق جميع الدول، ويُحتّم عليها اتخاذ التدابير اللازمة لمنع الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها، حتّى في غياب أيّ رابطٍ إقليميٍ أو مصلحةٍ مباشرةٍ.
كذلك يؤكد المبدأ؛ أنّ مكافحة الإبادة الجماعية ليست مسؤوليةً محصورةً بدول الضحايا، أو الأطراف المتأثرة مباشرةً بها، بل هي واجبٌ قانونيٌ وأخلاقيٌ دوليٌ عامٌّ، يُفترض أن يُترجم إلى ممارساتٍ تضامنيةٍ ملزمةٍ لحماية الكرامة الإنسانية، ومنع إفلات الجناة من العقاب. رغم ذلك أظهرت التجربة التاريخية عددًا من الأمثلة الجلية على فشل المجتمع الدولي في الالتزام بهذا المبدأ، من بينها:
•    الإبادة الجماعية للأرمن (1915–1923)، التي لم يُعترف بها رسميًا إلا بعد عقودٍ، على الرغم من طابعها المنهجي والمدبّر.
•    الإبادة الثقافية والجسدية للسكان الأصليين في أميركا الشمالية، التي ارتُكبت تحت غطاء الاستعمار الاستيطاني، وسُوّغت بمفاهيم التفوّق الحضاري.
•    السياسات الاستعمارية والعنصرية في جنوب أفريقيا، ورواندا، والبوسنة، التي أعادت طرح جدوى التدخل الدولي الجماعي في حالات الإبادة.
•    واقعنا الفلسطيني المعاصر، الذي يُكرس واجباتٍ قانونيةً وحقوقيةً جديّةً حول انطباق تعريف الإبادة الجماعية على الممارسات الإسرائيلية الممنهجة بحقّ المدنيين الفلسطينيين. ذلك كلّه يدفعنا إلى الاستئناس بهذه الأمثلة من أجل الاستلهام والتفاؤل بإمكانية الخروج من موتنا الوشيك.
أ. الإبادة الجماعية للأرمن (1915-1923)
وقعت الإبادة الجماعية للأرمن خلال الحرب العالمية الأولى، حين نفّذت السلطات العثمانية عمليات قتلٍ جماعيٍ، وترحيلٍ قسريٍ، ومسيرات موتٍ أسفرت عن مقتل نحو 1.5 مليون أرمني. ورغم تبريرها تلك الجرائم بـ"أسبابٍ أمنيةٍ"، إلّا أنّ الوثائق العثمانية والتقارير الدبلوماسية الأجنبية قد أثبتت النيّة المبيّته للإبادة.
عقب حرب (1919–1920)، حوكم بعض المسؤولين العثمانيين غيابيًا، لكن المحاكمات أُهملت مع صعود مصطفى كمال أتاتورك. لذا لا يزال الناجون، وأحفادهم يطالبون باستعادة الممتلكات والتعويض الرمزي.
صنّفت لجنة الأمم المتحدة الفرعية هذه الجرائم "إبادةً جماعية" عام 1985، كما استشهدت بها محكمة العدل الدولية في قضية غامبيا ضدّ ميانمار (2020)، باعتبارها سابقةً قانونيةً. إلّا أن تركيا ترفض هذا التصنيف، مستندةً إلى مفهوم السيادة، وتفسيرها الخاص للتاريخ، ما يعكس التوتر القائم بين تحقيق العدالة وسيادة الدول.
ب. تدمير السكان الأصليين في الولايات المتّحدة
أدى قانون إزالة الهنود في الولايات المتّحدة عام 1830 إلى درب الدموع (1838-1839)، حيث قتل الآلاف من الشيروكي، إلى جانب المذابح والحرب البيولوجية، مثل مذبحة ساند كريك (1864)، وتعميم الجدري. أيضًا مورست إبادةٌ ثقافيةٌ في المدارس الداخلية (مثل مدرسة كارلايل)، إذ فرض استيعابٌ قسريٌ للأطفال، بما يخالف المادة الثانية (هـ) من اتّفاقية الإبادة الجماعية. في سياق المساءلة القانونية والتعويضات رفعت قضية الولايات المتّحدة ضدّ كاغاما عام 1886، حينها أكّدت سلطة الحكومة الفيدرالية التعويضات، لكنها تجنبت تهم الإبادة. كما اعترفت ولاية كاليفورنيا وكندا بالإبادة الثقافية عام 2019، ضمن لجنة الحقيقة والمصالحة، لكن لم تعترف الولايات المتّحدة رسميًا بممارستها الإبادة الجماعية ضد سكانها الأصليين.
يجب تحويل قضية العضوية الكاملة في الأمم المتّحدة إلى حملةٍ كونيةٍ لفضح ازدواجية معايير مجلس الأمن، والدفع باتجاه استصدار اعترافٍ شاملٍ من الجمعية العامة، بما يُحدث شرخًا قانونيًا وأخلاقيًا في احتكار واشنطن للعمل الدبلوماسي بشأن فلسطين
نجحت بعض قبائل السكان الأصليين في استعادة أراضيها عبر المحاكم (مثل سيو باين ريدج)، لكن معظمها ظل رمزيًا، ومحدودًا جغرافيًا، ومشروطًا قانونيًا، ومنزوع السيادة فعليًا، وذلك بالرغم من إعلان الأمم المتّحدة لحقوق الشعوب الأصلية عام 2007، بما يدعم استعادة الأراضي، الذي تعارضه أميركا بقوّة حتّى الآن.
ج. حالة فلسطين: إبادة جماعية والرد الدولي
شهد تهجير الفلسطينيين قسريًا ذروته في نكبة عام 1948، حيث طُرد نحو 750 ألف فلسطيني خلال تأسيس دولة الاحتلال، وسط مجازر عدّة، مثل دير ياسين، التي ساهمت في نشر الرعب، وفرض النزوح الجماعي. ثمّ تكرّر التهجير عام 1967، بعد احتلال إسرائيل القدس الشرقية، والضفّة الغربية، وقطاع غزّة، وفرض نظام حكمٍ عسكريٍ. بعدها استمر الاستعمار الاستيطاني عبر توسيع المستوطنات، هدم المنازل، وتشريعات تمييزية عدّة أبرزها قانون القومية 2018، الذي عزّز البنية القانونية لسياسات الفصل العنصري والتهجير.
يمثّل حصار قطاع غزّة المستمر منذ عام 2007 نموذجًا لـ"الإبادة الجماعية البطيئة، وقد بلغ ذروته بين عامي 2023 و2025، حيث قُتل أكثر من 55 ألف فلسطينيٍ نتيجة القصف والتجويع، مع استخدام الحصار الكامل سلاحًا جماعيًا، في ظلّ تصريحاتٍ رسميةٍ إسرائيليةٍ تؤكّد نية الإبادة، مثل وصف الفلسطينيين بـ"الحيوانات البشرية"، والدعوات لـ"نكبةٍ ثانيةٍ" و"تسوية غزّة بالأرض".
في هذا السياق، قدّمت جنوب أفريقيا شكوى أمام محكمة العدل الدولية بموجب اتّفاقية الإبادة الجماعية (1948)، التي أقرّت بوجود أدلةٍ "معقولةٍ" على نيّة إسرائيل ارتكاب إبادةٍ جماعية، مستندةً إلى المادة الثانية (أ–د) من الاتّفاقية.
في مايو/أيّار 2024، طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية (كريم خان) إصدار مذكرات توقيف بحقّ بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية مرتكبة في قطاع غزّة وفلسطين، إلى جانب مذكراتٍ موازيةٍ بحقّ قادةٍ من حركة حماس.
في المقابل، تُواصل إسرائيل رفض تنفيذ القرار 194، الذي ينص على حقّ العودة للاجئين الفلسطينيين، معتبرةً ذلك تهديدًا ديموغرافيًا، وتُشرّع قوانين مثل أملاك الغائبين (1950) لمصادرة أراضي اللاجئين، وقانون القومية الذي يحصر الدولة بالهوية اليهودية، ما يعمّق الطابع البنيوي للفصل العنصري والتهجير القسري.
3 - القانون الدولي مقابل المعايير الجيوسياسية
بينما تُدين كلٌّ من محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية والأمم المتحدة سياسات إسرائيل بحقّ الفلسطينيين، تستمر الولايات المتّحدة والاتّحاد الأوروبي في توفير الحماية لها من أيّ مساءلةٍ أو عقوباتٍ، ما يُجسد ازدواجيةً صارخةً في المعايير الدولية، لا سيّما عند مقارنتها بسرعة فرض العقوبات على روسيا إثر غزوها أوكرانيا، أو على ميانمار بسبب الجرائم المرتكبة ضدّ الروهينغا.
أ. حق العودة مقابل سيادة الدولة
ينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948)، في المادة 13 على حقّ الفرد في العودة إلى بلده، ويؤكّد العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (1966) في المادة 12 هذا الحقّ، مع السماح بتقييده لأسبابٍ أمنيةٍ مشروعةٍ. بناءً عليه، تطالب الشعوب المُهجّرة قسرًا بالعودة إلى أوطانها، مثل الناجين من الإبادة الأرمنية بالعودة إلى أرمينيا الغربية (شرق تركيا حاليًا)، والسكان الأصليين في أميركا الساعين لاستعادة أراضيهم وفق المعاهدات المبرمة بحقّ العودة واسترداد الممتلكات. كذلك، يتمسك الفلسطينيون بتطبيق القرار الأممي 194 الذي يُقرّ بحقّهم بالعودة والتعويض.
يؤكد المبدأ؛ أنّ مكافحة الإبادة الجماعية ليست مسؤوليةً محصورةً بدول الضحايا، أو الأطراف المتأثرة مباشرةً بها، بل هي واجبٌ قانونيٌ وأخلاقيٌ دوليٌ عامٌّ
ب. سيادة الدولة عقبةً أمام تنفيذ حقّ العودة
تُعارض تركيا عودة الأرمن إلى أراضيهم التاريخية، متذرعةً بـ"السلامة الإقليمية"، ونافِيةً أن تكون وريثةً قانونيةً للسلطنة العثمانية. على المنوال نفسه، تُقاوم الولايات المتّحدة مطالب السكان الأصليين مستندةً إلى عقيدة الاكتشاف، وقوانين الملكية المعاصرة. أما إسرائيل، فترفض حقّ العودة للفلسطينيين عبر تسويغاتٍ أمنيةٍ، وقوانين تُرسّخ التفوق اليهودي، مثل قانون القومية لعام 2018، وتستخدم هذه المنظومة القانونية لتبرير التهجير الدائم للفلسطينيين.
ج. تقييد القانون الدولي
تفتقر كلٌّ من محكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية إلى أدوات الإجبار والتنفيذ الفعلي، ما يسمح للدول القوية مثل الولايات المتّحدة وإسرائيل وتركيا بتفادي المساءلة، في حين تُفرض عقوباتٌ مشددةٌ على دول أضعفٍ مثل صربيا ورواندا.
فرغم أنّ الإبادة الجماعية تُعدّ من الجرائم المحظورة بموجب القواعد الآمرة (Jus Cogens) في القانون الدولي، إلّا أن تطبيق النصوص غالبًا ما يُعطّل بفعل المصالح السياسية والسيادية. تظهر حالاتٌ مثل الإبادة الأرمنية، واضطهاد السكان الأصليين في أميركا، والجرائم الجارية في فلسطين أمثلةً حيّةً على فجوةٍ تطبيقيةٍ بين القانون والواقع، تُجهض مطالب الشعوب بالعدالة والعودة والتعويض، رغم الضمانات النظرية التي يوفرها القانون الدولي.
4- الحلول الممكنة للشعب الفلسطيني: من النضال القانوني إلى المقاومة
أولاً: المسار القانوني الدولي
أ- تعزيز الملاحقات القضائية: يُعدّ العمل القانوني الدولي أداةً مهمةً لكنها محدودة الفاعلية ما لم تُدعَم بقوّةٍ سياسيةٍ وتنظيمٍ جماهيريٍ. إنّ متابعة قضية الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية (ICJ) ضروريةٌ لكشف البنية القانونية للإبادة، لكنها تصطدم بواقع عدم امتلاك المحكمة آليات الإنفاذ، لذلك، ينبغي تحويل القضية إلى أداة ضغطٍ أخلاقيٍ ودبلوماسيٍ على الدول الداعمة لإسرائيل، من خلال حشد الدعم الشعبي والبرلماني دوليًا، وتوسيع قاعدة المطالبين بتطبيق الإجراءات المؤقتة (وقف الهجوم، فتح المعابر، إلزام إسرائيل باحترام اتفاقية منع الإبادة الجماعية).
- المحكمة الجنائية الدولية (ICC): ينبغي تكثيف الجهود لدعم التحقيقات الجارية في المحكمة الجنائية الدولية (ICC)، مع الإدراك أن المحكمة تخضع هي الأخرى للضغوط السياسية والتمويل الغربي. لذا يجب توثيق الجرائم بأدواتٍ قانونيةٍ قويةٍ عبر منظماتٍ فلسطينيةٍ ودوليةٍ غير خاضعةٍ للتمويل المشروط، وتفكيك السرديات الغربية التي تُحوّل الإبادة إلى صراعٍ متكافئ.
ب- مقاضاة إسرائيل أمام المحاكم الوطنية: يمكن توظيف مبدأ الولاية القضائية العالمية لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام محاكم أوروبية (فرنسا، ألمانيا، بلجيكا...)، شريطة تجاوز العوائق السياسية، وضمان استقلالية النيابات القضائية. على المنظمات القانونية تطوير قضايا استراتيجية قابلة للتنفيذ قانونيًا وسياسيًا، بالتوازي مع حملات ضغطٍ إعلاميٍ وقانونيٍ تكشف التواطؤ الغربي. تُظهر التجارب السابقة (مثل محاكمة بينوشيه أو القضايا السورية في ألمانيا) أنّ التقاضي العابر للحدود قابل للتفعيل إذا توفرت الإرادة السياسية والجماهيرية.
ج- ملاحقة داعمي إسرائيل
مادام النظام الدولي يعترف بمسؤولية الدول والأفراد عن المساعدة والتحريض على الجرائم الدولية، فالمعركة القانونية يجب أن تتوسع نحو:
•    دولٍ تقدم الدعم العسكري والدبلوماسي رغم علمها بالانتهاكات (مثل الولايات المتّحدة وألمانيا).
•    شركات تصدّر الأسلحة أو المعدات العسكرية أو تقنيات المراقبة.
•    أفراد نافذون يساهمون في تمويل المشروع الاستيطاني أو يدافعون عنه سياسيًا أو قانونيًا.
لكن لا بدّ من تحويل هذا المسار من مجرد دعوات رمزية إلى آليات ضغطٍ قانونيٍ منظّمٍ، من خلال إعداد ملفاتٍ موثقةٍ، وتنظيم حملاتٍ قانونيةٍ جماعيةٍ في محاكم مختصة، على غرار حملات مكافحة التمييز العنصري في جنوب أفريقيا.
ثانيًا؛ الضغط السياسي والدبلوماسي
أ- تعزيز الاعتراف بالدولة الفلسطينية
الاعتراف السياسي بالدولة الفلسطينية، رغم رمزيته، يحمل مضامين استراتيجية إذ ارتبط بخطابٍ تحرّريٍ جماهيريٍ لا يكتفي بالشرعية الأممية، لذلك، يجب تحويل قضية العضوية الكاملة في الأمم المتّحدة إلى حملةٍ كونيةٍ لفضح ازدواجية معايير مجلس الأمن، والدفع باتجاه استصدار اعترافٍ شاملٍ من الجمعية العامة، بما يُحدث شرخًا قانونيًا وأخلاقيًا في احتكار واشنطن للعمل الدبلوماسي بشأن فلسطين.
رغم أنّ الإبادة الجماعية تُعدّ من الجرائم المحظورة بموجب القواعد الآمرة (Jus Cogens) في القانون الدولي، إلّا أن تطبيق النصوص غالبًا ما يُعطّل بفعل المصالح السياسية والسيادية
ب- قطع العلاقات الدبلوماسية
توسيع دائرة الدول التي تعلق علاقاتها مع إسرائيل (جنوب أفريقيا، كولومبيا، بوليفيا...) عبر الضغط والتحركات الشعبية، بدل الاقتصار على نداءاتٍ رمزية. كما يجب ربط قطع العلاقات بكشف تواطؤ الدول المطبّعة مع المشروع الاستعماري، وفضح الفجوة بين ادعاءاتها بالحياد وواقع دعمها غير المباشر للاحتلال.
ت- العقوبات الاقتصادية والسياسية
تُعدّ حركة BDS أداةً فعّالةً لإعادة تعريف النضال السياسي في الغرب، لكن المطلوب هو تجاوز الطابع النخبوي والأكاديمي نحو مقاطعةٍ جماهيريةٍ شاملةٍ تربط بين دعم الاحتلال وانهيار الحقوق الاجتماعية في الدول الرأسمالية. كما يجب ربط المقاطعة بسحب الاستثمارات من الشركات الداعمة للاستيطان، وربطها بقضايا العدالة المناخية والاجتماعية، ما يوسع التحالفات عالميًا.
ث- قطع العلاقات الاقتصادية
إعادة تقييم اتّفاقيات التبادل الحر مع إسرائيل من قبل الاتّحاد الأوروبي، ودول الجنوب العالمي، التي تمثّل مدخلًا حيويًا للمواجهة، بشرط كشف تناقضات هذه الاتّفاقيات مع المبادئ الدولية لحقوق الإنسان. هذا يتطلب عملًا حقوقيًا وإعلاميًا منظمًا يفضح كيف تُمنح إسرائيل امتيازات تجارية رغم انتهاكاتها، ويدفع باتجاه تعليق هذه الاتّفاقيات كما حصل مع روسيا بعد غزو أوكرانيا.
ثالثًا؛ المقاومة الشعبية الفلسطينية
أ-    تعزيز الوحدة الداخلية: الوحدة الوطنية لم تعد خيارًا بل ضرورةً وجوديةً، تتطلّب تحولاً جوهريًا في بنية السلطة الفلسطينية نحو تمثّيلٍ ديمقراطيٍ شعبيٍ فعليٍ، وإنهاء الانقسام عبر تنفيذ الاتّفاقات الموقعة (مثل اتّفاق الصين). فالمصالحة هي شرطٌ لاستعادة المبادرة الاستراتيجية للمقاومة الفلسطينية، وتوحيد رواية النضال الفلسطيني.
ب-    إشراك الشباب في القيادة: برهن الحراك الشبابي، كما ظهر في هبة القدس 2021، على إمكانياتٍ جيلٍ جديدٍ غير مرتبطٍ ببُنى الفصائل التقليدية، لذا فإنّ إدماج هذا الجيل في آليات القرار الوطني تُعدّ خطوةً نحو إعادة تجديد المشروع التحرري الفلسطيني خارج بيروقراطيات المنظّمة والسلطة.
ت-    المقاومة المدنية: أظهرت مسيرات العودة، رغم قمعها الدموي، كيف أنّ الفعل السلمي يمكنه أن ينزع الشرعية الأخلاقية عن الاحتلال عالميًا. المطلوب اليوم هو استدامة هذه الأنماط النضالية وتنظيمها داخل مشروع استراتيجي يستثمر في الإعلام، والفن، والنضال النقابي، والتعليم الشعبي، لبناء جبهةٍ مقاومةٍ مدنيةٍ متكاملةٍ.
ث-    التعاون مع اليهود المناهضين للصهيونية: بناء تحالفاتٍ استراتيجية مع مجموعاتٍ يهوديةٍ مناهضةٍ للصهيونية (مثل Jewish Voice for Peace) يُعدّ سلاحًا سياسيًا وأخلاقيًا يفكك احتكار إسرائيل لتمثّيل اليهودية عالميًا، ويفضح الطبيعة العنصرية الصهيونية، ويوسّع الحاضنة الأممية للمقاومة.
إنّ تجاوز الطابع المثالي في بعض المطالب يستوجب تحليلًا ماديًا للعلاقات الدولية وأدوات السيطرة الإمبريالية، إذ لا يكفي الاعتماد على القانون الدولي بوصفه حياديًا أو ديمقراطيًا، بل يجب التعامل معه باعتباره ساحة صراعٍ طبقيٍ واستعماريٍ. كما أنّ فعالية كلّ المسارات المذكورة تظلّ مرهونةً بقدرة الفلسطينيين على إعادة بناء حركتهم الوطنية على أسسٍ شعبيةٍ ومقاومةٍ جامعةٍ، تتجاوز النخب والتمثّيل الرسمي.
## مخاض الشرق الأوسط الجديد... غزة قلب العالم
30 June 2025 04:02 PM UTC+00
تناول المفكر البريطاني، هالفورد ماكيندر، في نظريته الجيوسياسية، فكرة "قلب العالم"، معتبرًا أن السيطرة على أوراسيا، ولا سيّما المنطقة المحورية الممتدة من شرق أوروبا إلى وسط آسيا، هي مفتاح التحكم بالنظام العالمي. لاحقًا، أعاد زبيغنيو برجنسكي رسم هذا المنظور من خلال نظرية "الهلال الأوراسي"، معتبرًا أن القوى العظمى لا بدّ أن تحكم قبضتها على المناطق المحيطة بأوراسيا لضمان السيطرة الاستراتيجية العالمية. ويمكننا اليوم بناءً على معطيات الصراعات الجيوسياسية الراهنة أن نقول "قد بات قطاع غزّة قلب العالم الجديد"، بوصفه مركز اشتباكٍ مركّبًا يعكس تحولاتٍ عميقةً في طبيعة العلاقات الدولية. إذ تُمثّل الحرب العدوانية على قطاع غزّة نقطة تحولٍ مركزيةٍ في الصراع الإقليمي والدولي، وبوابةً لصياغة شرق أوسطٍ جديدٍ، بما يتوافق مع الرؤى التي طرحها برنارد لويس بمفهوم "الشرق الأوسط الكبير"، ورالف بيترز في فكرة "حدود الدم"، القائمة على إعادة رسم خرائط المنطقة على أسسٍ عرقيةٍ وطائفيةٍ، وتُفكك الدول والهويات الوطنية.  هذه الرؤى التي أكدها كذلك بنيامين نتنياهو في كتابه "مكانة بين الأمم"، ودونالد ترامب الذي صرح في الآونة الأخيرة بضرورة تغيير حدود سايكس بيكو بوصفها حدودًا غير عادلةٍ، ليست أفكارًا خياليةً، أو مؤامراتٍ بل هي خططٌ استراتيجيةٌ ترسم منذ زمنٍ بعيدٍ لضمان التفوق الأميركي والإسرائيلي في المنطقة، التي يتوجب إعادة رسم هوياتها وحدودها ضمن منظورٍ متطرفٍ لا يختلف كثيرًا عن الفهم النازي القائم على إمكانية إذابة الشعوب ومحوها من الوجود، إذ كانت المصلحة الاستراتيجية تتطلّب ذلك، تمامًا كالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحقّ أهل قطاع غزّة. وهذه ليست مبالغة، فالمفكر رالف بيتزر نفسه أكّد ضمن دراسته حدود الدم، التي كانت المرتكز لأفكار الفوضى الخلاقة، والشرق الأوسط الجديد، أن: "هناك سرًّا قذرًا آخر من تاريخٍ يمتد لخمسة آلاف عام: التطهير العرقي يُجدي نفعًا".
إنّ صمود قطاع غزّة الراهن يحمل أبعادًا تتجاوز حدود القضية الفلسطينية، وتمس جوهر الصراع الاستراتيجي الإقليمي والدولي، ضمن هذا السياق سنقدم تحليلًا مقتضبًا لفكرة غزّة بوصفها قلب العالم الراهن عبر ثلاث مناظير أساسية، تعتمد عليها السياسات الخارجية الأميركية والإسرائيلية لصياغة الشرق الأوسط الجديد، هي: منظور الليبرالية الجديدة، منظور الواقعية الجديدة، ومنظور البنائية.
أثبتت حركات المقاومة قدرتها على تنفيذ خططٍ عسكريةٍ هجوميةٍ ودفاعيةٍ متقنةٍ، ما يهدد مباشرةً المصالح الاستراتيجية الأميركية والإسرائيلية
منظور الليبرالية الجديدة: غزّة تعوق الدمج الاقتصادي الإمبريالي
يرتكز التحول الجيوسياسي في الشرق الأوسط الجديد على ترتيباتٍ مؤسسية اقتصادية مستلهمة من النظرية الليبرالية الجديدة، تتجلى هذه الترتيبات في مشاريع كبرى مثل مشروع الخط الهندي- الأوروبي (IMEC)، الذي يهدف إلى ربط الهند بالخليج والشرق الأوسط ثمّ بأوروبا مرورًا بإسرائيل، بالإضافة إلى مشروع "EastMed" لنقل غاز شرق المتوسط من إسرائيل وقبرص إلى أوروبا عبر اليونان. هذه المشاريع ليست مجرد مبادراتٍ تنموية، بل أدواتٍ استراتيجية إمبريالية لإعادة دمج المنطقة في بنيةٍ اقتصاديةٍ جديدةٍ تتمحور حول التفوّق الإسرائيلي. في هذا السياق، تشكّل غزّة، وبالذات وجود المقاومة المسلّحة، عقبةً بنيويةً أمام تلك المشاريع، لما تمثّله من تهديدٍ أمنيٍ دائمٍ على استقرار البنية التحتية لنقل الغاز والطاقة، من وجهة النظر الأميركية والإسرائيلية. كذلك الأمر فإنّ استمرار مقاومة أهل غزّة للاحتلال سوف يعوق إلى حدٍّ بعيدٍ إمكانية تطبيع العلاقات السعودية والإسرائيلية، التي كانت قاب قوسين أو أدنى قبل اندلاع حرب أكتوبر/تشرين الأول 2023. يضاف إلى ذلك تحتوي شواطئ غزّة على حقولٍ نفطيةٍ غير مستثمرةٍ بعد، حاولت إسرائيل مرّات عدّة خلال السنوات الماضية استثمارها عبر اتّفاقياتٍ وتفاهماتٍ مع السلطة الفلسطينية برعايةٍ مصرية، إلّا أنّ محاولات إسرائيل للهيمنة على الثروات الطبيعية في ساحل غزّة قد باءت بالفشل، بسبب رفض أهل غزّة القطعي تمرير مثل هذه الاتفاقات المشبوهة، التي تقوم على نزع ملكية الشعب الفلسطيني وحقّه في استثمار ثرواته بشروطه وفي صالحه الوطني. ومن نافل القول إنّ تصفية حركات المقاومة في المنطقة، لضمان تنفيذ المشاريع سالفة الذكر، هي ركيزةٌ أساسيةٌ في الاستراتيجية الأميركية الرامية إلى تقليص النفوذ الروسي والصيني في منطقة الشرق الأوسط والعالم، ومنع تصاعده إلى الحدّ الذي يشكل تهديدًا على دورها الإمبريالي الدولي.
منطور الواقعية الجديدة: غزّة تقارع أسطورة التفوق العسكري
مثّلت عملية السابع من أكتوبر، وما تلاها، صدمةً كبيرةً في الأوساط الإسرائيلية والأميركية، إذ أثبتت حركات المقاومة قدرتها على تنفيذ خططٍ عسكريةٍ هجوميةٍ ودفاعيةٍ متقنةٍ، ما يهدد مباشرةً المصالح الاستراتيجية الأميركية والإسرائيلية، من منظور سياسييها المتأثرين بالمنظور الواقعي الجديد القائم على ضرورة ضمان التفوق العسكري عاملًا أساسيًا من عوامل استمرار الهيمنة والسيطرة.
في ظلّ هذه الرؤية، تسعى الولايات المتّحدة وإسرائيل إلى سحق كل أنماط المقاومة الفلسطينية، وتصفية الدعم الإقليمي (من إيران وحزب الله وغيرهما)، مع منع أي اختراقٍ روسيٍ أو صينيٍ في المنطقة. إذ تعي واشنطن أنّ صمود المقاومة في غزّة يوفر لخصومها الدوليين (روسيا والصين) فرصةً لتعزيز نفوذهم في الإقليم، وعاملًا محفزًا لاستغلال هذا الصمود من أجل إغراق أميركا وإسرائيل في وحل غزّة، كما حصل سابقًا في فيتنام.
المنظور البنائي: غزّة تتحدى تفتيت الهوية التحررية الوطنية
يرتكز المنظور البنائي في السياسات الخارجية على بناء الهويات الجماعية، والخطابات السياسية، ويستخدم أداةً لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، ليس عبر القوّة والسوق فقط، بل عبر تغيير الهويات والانتماءات. إذ ترتكز السياسة الخارجية الأميركية والإسرائيلية منذ عقودٍ على تحويل القضايا الوطنية إلى صراعاتٍ داخليةٍ مميتةٍ. فلسطين ليست استثناءً إذ يعاد صياغة القضية الفلسطينية حسب هذا المنظور، كما في قضية غزّة وحدها، أو قضيةٍ إنسانيةٍ منعزلةٍ، كما تعامل باقي مكونات العالم العربي على اعتبارهم جغرافياتٍ مستقلةً لا يجمعها مشروعٌ سياسيٌ، أو مصيرٌ مشتركٌ. هذه السياسات تدفع نحو تفتيت "سايكس–بيكو" من الداخل، لا لإعادة توحيد المنطقة، بل لإدخالها في حروبٍ أهليةٍ هجينةٍ تُنهك الدول، وتُسهّل السيطرة عليها. ضمن هذا الإطار، تأتي حرب غزّة خطوةً استراتيجيةً تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، على اعتبارها قضيةً وطنيةً تحرريةً، وتحويلها إلى قضيةٍ إنسانيةٍ تعامل ضمن أطر المساعدات والهدن المؤقتة، لا ضمن حقوق تقرير المصير، وتعزل عن محيطها العربي المفتت أصلًا، والداخل بفعل تعزيز الهويات العرقية والطائفية في صراعاتٍ مميتةٍ. ولنا في ما يجري في اليمن والعراق وسورية ولبنان والسودان وغيرها من الدول خير دليلٍ على ذلك.
هذه المشاريع ليست مجرد مبادراتٍ تنموية، بل أدواتٍ استراتيجية إمبريالية لإعادة دمج المنطقة في بنيةٍ اقتصاديةٍ جديدةٍ تتمحور حول التفوّق الإسرائيلي
على النقيض من هذا التفتيت الهوياتي، الذي تسعى إليه الإمبريالية الأميركية والإسرائيلية تظهر المقاومة في غزّة عاملًا موحدًا للشعوب العربية، فالمقاومة ما زالت تنادي بهويةٍ فلسطينيةٍ جامعةٍ "من البحر إلى النهر"، وترفض التقسيم الطائفي البغيض بين سنةٍ وشيعةٍ، إذ لم تعتمد مقاومة أهالي غزة على تقسيم شعوب المنطقة إلى سنة يجري التحالف معها، وشيعية تجري معاداتها، إنّما أعادت بناء هويةٍ تحرريةٍ إنسانيةٍ في الشرق الأوسط، تتعالى على التقسيمات الطائفية المشبوهة، وتؤكّد تشبث السكان الأصليين بأرضهم ووطنهم من دون مساومةٍ.
إذًا غزّة اليوم، من مناظير متعددةٍ للسياسية الخارجية الأميركية والإسرائيلية، هي الشوكة الأقوى التي تعوق تحقيق أهداف هذه السياسات في الهيمنة والسيطرة. فغزّة لم تعد ساحة صراعٍ فلسطينيٍ-إسرائيليٍ فقط، بل عقدةً استراتيجيةً عالميةً تتقاطع عندها مصالح الهند، والخليج، وتركيا، وأوروبا، والصين، وروسيا، إلى جانب إسرائيل والولايات المتّحدة. إن مصير هذه البقعة الصغيرة الجغرافية يحمل انعكاساتٍ هائلةً على مستقبل النظام الإقليمي والدولي، سواء في صياغة خريطة الشرق الأوسط، أو في تحديد من يملك زمام المبادرة في العالم المقبل: قوى الهيمنة التقليدية، أم قوى التحدي الصاعد، ما يجعلها بحقٍّ قلب العالم الراهن، ويجعل مقاومتها تحمل أبعادًا تتخطى حدود القضية الفلسطينية لتشمل مستقبل المنطقة كلها: فإما الخراب والتقسيم والهيمنة الإسرائيلية والأميركية المطلقة، وإما الصمود والبناء والتنمية الشاملة لشعوب المنطقة.
## المؤتمر اليهودي في فيينا: تمرد منظم على الصهيونية
30 June 2025 04:02 PM UTC+00
في حدثٍ استثنائيٍ يحمل دلالةً تاريخيّةً، شهدت العاصمة النمساوية فيينا في الفترة من 13 إلى 15 يونيو/حزيران الحالي، أوّل مؤتمرٍ يهوديٍ دوليٍ مناهضٍ للصهيونية، أي في المدينة ذاتها التي شهدت أول مؤتمرٍ صهيونيٍ بحضور تيودور هرتزل عام 1897. حمل المؤتمر اسم "المؤتمر اليهودي المناهض للصهيونية"، واستضاف شخصياتٍ يهوديةً وفلسطينيةً بارزةً، سنستعرض في هذا المقال كلّ ما يخص المؤتمر وأهمّيته في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ النضال الفلسطيني ضدّ الصهيونية.
الجهة المنظمة
نظّم المؤتمر اليهودي منظّمة "من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في فلسطين"، وهي منظّمةٌ نمساويةٌ معروفةٌ بمواقفها المناهضة للصهيونية والإمبريالية، وتعتبر نفسها جزءًا من حركات التحرر العالمية، وقاده نشطاءٌ يهود، ونمساويون بالتنسيق مع شخصياتٍ فلسطينيةٍ مستقلةٍ.
إلى جانب المنظمة الرئيسية، شاركت شبكاتٌ يهوديةٌ مناصرة لفلسطين، مثل "يهود أوروبا من أجل فلسطين"، و"يهود من أجل العدالة للفلسطينيين". كما دعمته منظماتٌ يهوديةٌ أخرى، مثل "صوت يهودي من أجل السلام"، و"يهود أوروبيون من أجل السلام"، و"الشبكة الدولية اليهودية المناهضة للصهيونية".
تتجاوز أهمّية المؤتمر اليهودي المناهض للصهيونية في فيينا كونه مجرد فعاليةٍ سياسيةٍ، أو ملتقىً فكريٍّ، بل يمكن اعتباره منعطفًا تاريخيًا في نضال الشعب الفلسطيني ضدّ الصهيونية
الأهداف
جاءت أهداف المؤتمر واضحة وجذرية، مؤكّدةً على رفض الصهيونية رفضًا جذريًا، باعتبارها حركةً عنصريةً استعماريةً، أيضًا؛ اعتبرت مقاومة القوانين والتشريعات التي تربط بين انتقاد إسرائيل ومعاداة السامية هدفًا يهوديًا. كما سعت إلى بناء جبهةٍ يهوديةٍ عالميةٍ لمقاومة الاستعمار، والفصل العنصري، والاعتراف بالنكبة الفلسطينية، والعمل على إنهائها من خلال دعم حقّ العودة، وتفكيك النظام الصهيوني.
البيان الختامي
صيغ البيان الختامي بلغةٍ ثوريةٍ قويةٍ، تلخص رؤية المؤتمر وأهدافه وخطابه السياسي، فقد نص على رفضٍ قاطعٍ للصهيونية بقوله: "ليست الصهيونية أيدولوجيا استعمارية فقط، بل نظامٌ عنصريٌ يجب تفكيكه بالكامل". كما رفض التمييز بين "صهيونية جيدة" و"صهيونية سيئة"، مؤكّدًا أنّ المشروع كلّه قائمٌ على العنصرية والتفريق، لذا يجب تفكيكه، كذلك؛ انتقد المنظمات التي تدعو إلى السلام من دون عدالة انتقاداتٍ حادّةً، ودعا إلى الانحياز للعدالة، وتجاوز الخطابات الرمادية إلى لغة التحرير والتفكيك.
أيضًا؛ ناشد المؤتمر في بيانه الختامي كلّ الحركات المناهضة للعنصرية والاستعمار حول العالم للانضمام لهذا التيار الجديد، ودعا إلى بناء شبكةٍ دوليةٍ يهوديةٍ مناهضةٍ للصهيونية وداعمةٍ للشعب الفلسطيني.
أهمّية المؤتمر
تتجاوز أهمّية المؤتمر اليهودي المناهض للصهيونية في فيينا كونه مجرد فعاليةٍ سياسيةٍ، أو ملتقىً فكريٍّ، بل يمكن اعتباره منعطفًا تاريخيًا في نضال الشعب الفلسطيني ضدّ الصهيونية. أهمّ ما في المؤتمر هو تفكيك احتكار الصهيونية لتمثّيل اليهود، ويعلن من قلب أوروبا، وبصوتٍ يهوديٍ أنّ الصهيونية لا تمثّلهم. كما يقدم لغةً جذريةً لا مساومة فيها، في فترةٍ يهيمن عليها خطاب "السلام" و"دولتين لشعبين"، ويشرعن النضال الفلسطيني أمام الأوروبيين بصوتٍ يهوديٍ، ما قد يضع حدًّا للابتزاز الصهيوني لما يسمى الغرب.
أيضًا؛ يؤسس المؤتمر لتحالف فلسطيني يهودي ضدّ الصهيونية، متجاوزًا خطاب "صراع بين شعبين"، لحقيقة طرحه النضال الفلسطيني على اعتباره حركةً تحرريةً بوجه استعمارٍ استيطانيٍ، لذا يعتبر هذا التحالف وزنًا استراتيجيًا في المعركة السياسية ضدّ الصهيونية.
مثّل المؤتمر تحديًا مباشرًا للسردية الصهيونية، التي طالما احتكرت الحديث باسم اليهود، وطرح بديلًا جذريًا يربط بين مناهضة الاستعمار ومناهضة العنصرية، كما أعاد بناء التحالفات على أسس العدالة والتحرر، لا على أساس التسوية والتطبيع. ومن خلال خطابه الصريح، وشبكة العلاقات التي بدأ في نسجها، لا يكتفي بكسر الصمت، بل يسعى إلى إنتاج فعلٍ سياسيٍ مقاومٍ ومنظمٍ، تتقاطع فيه نضالات الشعوب، وتتعرى فيه مشاريع التجميل الغربي للصهيونية.
## اللحظة الإيرانية الكاشفة: "عقيدة نتنياهو" بدل "مبدأ كارتر"
30 June 2025 04:03 PM UTC+00
على أعتاب مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 بين العرب والإسرائيليين، أتذكر الدكتور نبيل شعث، السياسي الفلسطيني، يتحدث في قاعة مؤسسة عبد الحميد شومان في عمّان، شارحًا أنّ العلاقة الأميركية الإسرائيلية دخلت طورًّا جديدًا، لأن الوجود الأميركي المباشر الجديد في المنطقة العربية، حينها، يقلّص الحاجة لدور إسرائيل قاعدةً متقدمةً لحماية مصالح واشنطن، عمليًا تبنت السياسية الأميركية ما دعم هذا الطرح، لكن من دون التخلي عن إسرائيل.
الآن وعلى وقع الضربات الإسرائيلية الأميركية لإيران عاد السؤال هل "عاد" الدور الإسرائيلي في المنطقة، دور القاعدة المتقدمة؟  بحسب كلمات المستشار الألماني، فريدريش ميرز، في حديثه الصحافي يوم 18 يونيو/حزيران الفائت، التي قال فيها أنّ إسرائيل تقوم حاليًا بـ"العمل القذر" نيابةً عن الغرب بأكمله، وأشار إلى امتنانه للإجراءات الإسرائيلية ضدّ إيران.
في الواقع لا يرضي دور القاعدة المتقدمة غرور رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وما يقوم به يصل إلى فرض أجندته الخاصّة، أيّ توريط الولايات المتّحدة والغرب لدعمه. وهو ما يحاول ترويجه منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مجددًا، في مطلع هذا العام، فقال مثلًا في منتصف فبراير/شباط، أثناء مؤتمرٍ صحافيٍ مع وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو إنّه وترامب "بشكلٍ مشتركٍ" يقومان بـ "إعادة تشكيل الشرق الأوسط".
تاريخيًا تعهدت الولايات المتّحدة عبر مجموعة إعلاناتٍ رسميةٍ من رؤساء أميركيين، بحفظ أمن منطقة الخليج العربية، وعقب الثورة في إيران عام 1979، والغزو السوفييتي لأفغانستان، أعلن الرئيس الأميركي جيمي كارتر، مبدأه الشهير، الذي يؤكّد فيه مبادئ أعلنها رؤساءٌ سبقوه، وبحسب "مبدأ كارتر" في 23 يناير/كانون الثاني 1980 فإنّ أي محاولةٍ من قبل قوّةٍ خارجيةٍ للسيطرة على منطقة الخليج "ستُعتبر هجومًا على مصالح الولايات المتّحدة الحيوية، وسيُردّ عليه بكلّ الوسائل الضرورية، بما في ذلك القوّة العسكرية".
خلطت عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 الأوراق، كما أن إسرائيل بالأصل تريد التطبيع مجانًا من دون أيّ ثمنٍ، خصوصًا على المستوى الفلسطيني، لذا رأت إسرائيل في المشهد فرصةً لممارسة الإبادة والتطهير العرقيين
إبّان الحرب العراقية الإيرانية، (1980- 1988)، تبنت واشنطن سياسة يمكن تسميتها "الإضعاف المتبادل"، فقدمت السلاح إلى العراق (وهناك فيديو شهير للقاء وزير الدفاع الأميركي حينها دونالد رامسفيلد مع الرئيس العراقي صدام حسين)، كما قدمت في مناسبةٍ واحدةٍ على الأقلّ السلاح إلى إيران عبر إسرائيل، وهو ما عرف باسم "فضيحة "إيران- كونترا غيت"، كان الهدف منها تمكين كلٍّ من العراق وإيران من إضعاف بعضهما.
في حرب الكويت، دفعت الولايات المتّحدة مساعداتٍ ضخمةً ماليًا وعسكريًا لإسرائيل، لتقنعها بعدم دخول الحرب مباشرةً، وعدم الرد على صواريخ العراق، التي أطلقت حينها ضدّ الكيان الصهيوني، عام 1991، طبق في تلك الحرب مبدأ كارتر بوضوحٍ.
في شهر مايو/أيّار 1993، وفي إحدى "قلاع" الصهيونية الأميركية، معهد واشنطن للشرق الأدنى، قدّم مارتن إنديك، مبدأ "الاحتواء المزدوج"، الذي تبنته السياسة الأميركية في التسعينيات من القرن المنصرم، وهو أنّ واشنطن يمكنها التخلي عن سياسة تقوية العراق وإيران من أجل أن يضعفا بعضهما، وستقوم الولايات المتّحدة بفضل قواتها في المنطقة، التي انتشرت بعد حرب الكويت، بإضعاف العراق وإيران معًا، عبر فرض حصارٍ وعقوباتٍ. حينها طبق هذا المبدأ مع محاولة دمج إسرائيل في المنطقة عبر عملية السلام.
دخلت هذه السياسة طورًا جديدًا، أو مرحلة "تغيير الأنظمة"، عندما قررت الولايات المتّحدة احتلال العراق، 2003/ 2004، وكان هناك خطةٌ لإحداث تغييرٍ سياسيٍ حتّى في الدول العربية الحليفة لواشنطن، وذلك ضمن رؤية مجموعة المحافظين الجدد الأميركية التي لعبت دورًا سياسيًا حينها، وكان من ضمن أهدافها دمج إسرائيل في المنطقة.
استبدلت هذه الخطة على وقع الفشل الأميركي في العراق، ومواجهتها قوىً متعددةً، منها إيران وحلفاؤها السابقون من جماعات المجاهدين في أفغانستان، وسرعان ما قررت إدارة باراك أوباما، بدءًا من عام 2008 تقريبًا، الانسحاب من المنطقة، ومحاولة ترتيب الأوراق مع إيران عبر اتّفاقٍ نوويٍ.
أغضبت سياسات أوباما الصهاينة الأميركيين والإسرائيليين، على حدٍّ سواء، وروّج بعض أهمّ رموزهم، مثل دينيس روس، فكرة أنّ أوباما تجاهل أنظمة الخليج العربية الحليفة، وتجاهل إسرائيل أيضًا، وهذا خطأٌ ويجب العودة للتنسيق مع هذه الدول، وفي السياق ذاته جرى طرح وترويج ورعاية أصواتٍ عربيةٍ تقول إنّ هناك مصلحةٌ مشتركةٌ مع الإسرائيليين، بردع إيران والتصدي لسياسات أوباما. على هذا الأساس حظي ترامب بدعمٍ صهيونيٍ كبيرٍ، وحصل على علاقةٍ وديةٍ مع الأنظمة العربية الغاضبة من أوباما، ومن موقفه من الربيع العربي، والإخوان المسلمين. وروج لخطابٍ جديدٍ؛ هو تأجيل القضية الفلسطينية أو تجاوزها، كما أنّ حلّ القضية الفلسطينية هو نتيجةٌ محتملةٌ للسلام العربي الإسرائيلي والتصدي لإيران وليس العكس.
لكن المتغير الأساسي في منطقة الخليج العربية، وفي ما يتعلق بإيران، كان تراجع الضمانات الأميركية في حفظ أمن المنطقة. فإذا كانت حرب الكويت وبعدها احتلال العراق، تأكيدٌ على التزامٍ أميركيٍ بأمن المنطقة، فإنّ الانسحاب من العراق لم يكن المظهر الوحيد لتراجع التعهد التاريخي الأميركي بأمن المنطقة. كان مظهر التراجع الأميركي الأكبر هو حالة اللامبالاة الصريحة، التي أبداها ترامب عام 2019، عندما استهدفت إيران و/ أو حلفاؤها ناقلات النفط في مضيق هرمز، وفي منشآت النفط لشركة أرامكو السعودية، في إبقيق وخريص. جزءٌ من تراجع الاهتمام سببه تراجع اعتماد الغرب، والولايات المتّحدة على البترول والغاز المستوردين من المنطقة.
في هذه التفاعلات كلّها بدت إسرائيل غير مُطالَبةٍ بلعب دورٍ مباشرٍ في المنطقة، وحكَمَ علاقتها مع الولايات المتّحدة عوامل داخلية عدّة، أهمّها قوّة اللوبي الإسرائيلي. استخدم الخطاب الإسرائيلي إيران فزاعةً لحرف الأنظار عن المسألة الفلسطينية، واحترف نتنياهو في تقديم مزاعمٍ عن قرب إنجاز القنبلة الإيرانية النووية، كقوله في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتّحدة في سبتمبر/أيلول 2012، إنّ طهران ستمتلك السلاح النووي في ربيع 2013.
في حرب الكويت، دفعت الولايات المتّحدة مساعداتٍ ضخمةً ماليًا وعسكريًا لإسرائيل، لتقنعها بعدم دخول الحرب مباشرةً، وعدم الرد على صواريخ العراق، التي أطلقت حينها ضدّ الكيان الصهيوني
لم تلق المطالب الخليجية المتعلقة بإعادة تشكيل العلاقة مع واشنطن تجاوبًا حقيقيًا من الأخيرة، ومثلما قال السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتية، في مناسبات عدّة المطلوب اتّفاقٌ جديدٌ، وليس اتّفاقاتٍ شفوية (Gentlemen's Agreement) على غرار إعلانات كارتر وآيزنهاور، وقال في تصريح نشرته صحيفة الشرق في 25 فبراير 2021، "مطلوب اتّفاقيةٌ استراتيجيةٌ شاملةٌ، مكتوبةٌ ومحكومةٌ بتوسيع التعاون إلى قضايا العصر، مثل الذكاء الاصطناعي، والصحة العامة، وتغير المناخ".
مع مجيء جوزيف بايدن إلى البيت الأبيض، اكتشف أنّ سياسة الانسحاب من الخليج غير ممكنةٍ، فمن جهةٍ البترول والغاز الخليجيان لا غنى عنهما، خصوصًا إذ استغنيَ عن مصادر الطاقة الروسية بعد الحرب مع أوكرانيا، ومن جهة أخرى برزت بوادر تحالفٍ سعوديٍ روسيٍ بشأن النفط في نطاق تحالف (أوبك +)، كما برز تعاونٌ صينيٌ خليجيٌ، بما في ذلك رعاية بكين اتّفاقًا إيرانيًا سعوديًا لتهدئة الخلافات بينهما. من هنا طرح بايدن مشروعين لإعادة تشكيل المنطقة، فوافق على الدخول في معاهدة دفاع مشترك مع السعودية، والثانية طريقٌ تجاريٌ أوربيٌ هنديٌ خليجيٌ إسرائيليٌ ينافس طريق الحرير الصيني. ولتمرير اتّفاق دفاعٍ مع السعودية، لا بدّ للكونغرس من الموافقة، لذلك يجب إرضاء اللوبي الإسرائيلي عبر اتّفاقية تطبيع سعودية إسرائيلية، تضاف إلى الاتّفاقيات مع الإمارات والبحرين، وطرح بايدن في سبتمبر/أيلول في الهند خطة الممر الأخضر، المنافس لطريق الحرير.
خلطت عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 الأوراق، كما أن إسرائيل بالأصل تريد التطبيع مجانًا من دون أيّ ثمنٍ، خصوصًا على المستوى الفلسطيني، لذا رأت إسرائيل في المشهد فرصةً لممارسة الإبادة والتطهير العرقيين بحق الفلسطينيين، وأرادت تأجيل أيّ طرحٍ للعلاقات الإقليمية إلى حين إتمام هذه المهمة، وعدا قطاع غزّة والضفّة الغربية، نجحت إسرائيل في توجيه ضربةٍ كبيرةٍ لحزب الله في لبنان، وسقط النظام السوري الحليف لطهران، في دمشق، ما شجع نتنياهو، بما لديه من طموحٍ وحساباتٍ شخصية حول دوره التاريخي، وقدرته على التلاعب بالمنطقة وبالولايات المتّحدة، إلى الاعتقاد بأنّه قادرٌ على تغيير الشرق الأوسط بنفسه، عبر القوّة الإسرائيلية الذاتية، من دون اعتبارٍ لدعوات ترامب للتفاوض حول قطاع غزّة ومع إيران.
لا يملك ترامب مشاريع إقليميةً كبيرةً في الخليج، على غرار معاهدات الدفاع المشترك، أو ممراتٍ تجاريةً عملاقةً (لا يعني هذا أنّه ضدّها)، وهو ينشد تحقيق إنجازاتٍ سريعةٍ على غرار صفقاتٍ تجاريةٍ، أو تفاهماتٍ، مثل اتّفاقٍ نوويٍ جديدٍ مع إيران.
تعامل نتنياهو مع طروحات ترامب لوقف هجومه على قطاع غزّة، وبشأن المفاوضات الإيرانية الأميركية بالمماطلة، وتحين الفرص لاستكمال مخططاته.  مع انتهاء الأيام الستين التي حددها ترامب، في إبريل/نيسان 2025، للتفاوض مع طهران حول المشروع النووي، استغل نتنياهو اللحظة، وخاطب ترامب بمنطقين أساسيين، الأول اللعب على وتر غرور الأخير، بأنّه مفاوضٌ بارعٌ، كما أنّ (نتنياهو) سيخدم خططه، والثاني وفق منطق "توريط" واشنطن لتنفيذ مخططاتٍ لإعادة تشكيل المنطقة بالقوّة.
وكما يستدل من تصريحات ترامب، اعتبر أنّ الضربات الإسرائيلية وسيلة ضغطٍ على إيران للتجاوب مع المطالب الأميركية، وإضعافها تفاوضيًا، ومن ذلك قوله يوم 13 يونيو/حزيران الحالي أنّ إيران لم تستغل المفاوضات، لذا ستواجه الآن تداعياتٍ "أكثر قسوةٍ"، إذا لم يتفاوضوا. ثم جاءت الضربات الأميركية، ليعلن ترامب في 21 يونيو أنّ الضربات "نجاحّ عسكريّ مدهشّ"، وحذر إيران بضرورة "التوصل إلى سلامٍ".
قد تجد بعض الدول الغربية في هذا الوضع وكأنّ إسرائيل قد عادت لتكون قاعدةً متقدمةً لحماية مصالحها، أمّا نتنياهو، الذي يريد أن يجدد لحياته السياسية عمرًا جديدًا، فيريد أن يقول إنّه من يحدد الأجندة، والآخرين يتبعونه، لأنّهم لا يقدرون على إيقاف الإسرائيليين. ويقول نتنياهو ملخصًا عقيدته السياسية، "تحقيق السلام عبر القوّة"، في يوم 22 يونيو بعد الضربات الأميركية على إيران، "أنا والرئيس ترامب كثيرًا ما نقول: (السلام من خلال القوّة). أولًا تأتي القوّة، ثمّ يأتي السلام. واليوم، تصرف الرئيس ترامب والولايات المتحدة بقوّةٍ كبيرة".
استخدم الخطاب الإسرائيلي إيران فزاعةً لحرف الأنظار عن المسألة الفلسطينية، واحترف نتنياهو في تقديم مزاعمٍ عن قرب إنجاز القنبلة الإيرانية النووية
بدا تصريح نتنياهو الأخير خطاب انتصارٍ لسياساته، إذ يرفض المفاوضات والحلول السياسية، ويقطع الطريق على تفاهماتٍ وخططٍ خليجيةٍ لإعادة ترتيب المنطقة، ويبحث عن الإخضاع بالقوّة. عقيدة نتنياهو: بينما تحدد إسرائيل أجندة المنطقة بالقوّة، تقف القوّة الأميركية داعمةً ومتفرجةً، وتتدخل عند الحاجة لتنقذ إسرائيل.
هذا التصور الصهيوني فيه اختزالٌ، ولا يتماشى تمامًا مع المصالح الأميركية، ولا يخدم بالتأكيد المصالح الخليجية، من هنا يجد الكاتب أن هناك ثلاثة متغيرات ستحدد مسار الأحداث في المنطقة الآن، ومدى نجاح نتنياهو في فرض خططه، أولها: قدرة الدولة الأميركية (وأوروبا)، على عدم الانجرار خلفه، وتذكر أنّ مصالحها في العالم والشرق الأوسط لا تتطابق مع رؤى نتنياهو ووزراءه، وثانيها؛ مدى وقوف دول الخليج عند حاجتها لرؤى استراتيجية لمصالحها واتّفاقياتها وعلاقاتها مع الغرب، وحلّ مشكلات المنطقة بعيدًا عن أحلام وأيديولوجيات نتنياهو وتيار الصهيونية الدينية، وثالثها؛ طريقة وعملية إدارة إيران ودول المنطقة للمرحلة.
## ضغط الشارع الأوروبي والحسابات السياسية
30 June 2025 04:03 PM UTC+00
منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزّة، بعد "طوفان الأقصى"، التي كانت رد فعلٍ مقاومةٍ على سياسات الفصل العنصري، والحصار والإبادة البطيئة، شهدت القارة الأوروبية موجةً من التحولات العميقة في مواقفها السياسية، والإعلامية تجاه الصراع، لم يكن التغير سريعًا أو موحدًا، بل متدرجًا ومتفاوتًا بين بلد وآخر، كما تميّز باتساع نطاقه، وشموله أطرافًا متعددةً من حكومات، وإعلام، والشارع والمجتمع المدني.
في هذا السياق، تبرز ملامح مشهد أوروبي متغير، تتحرك فيه الحسابات السياسية تحت وطأة الغضب الشعبي، وتعيد فيه وسائل الإعلام النظر في طريقة تغطيتها، ويُطرح فيه سؤالٌ أخلاقيٌ عميق حول حدود دعم إسرائيل غير المشروط، والسكوت عن المأساة الإنسانية في قطاع غزّة.
مع بداية الحرب، سارعت معظم الحكومات الأوروبية الكبرى إلى إعلان دعمها الكامل إسرائيل، مجترةً خطاب "لإسرائيل الحقّ في الدفاع عن النفس". غير أن طول أمد الإبادة، وارتفاع أعداد الضحايا من المدنيين، وخصوصًا الأطفال والنساء، وقدرة المقاومة الفلسطينية على الصمود غير المتوقع، أحدث صدمةً أخلاقيةً داخل المجتمعات الأوروبية، وأجبرت القادة على مراجعة مواقفهم.
لذلك كان الضغط الشعبي الواسع والمنظم، الذي تجاوز الشعارات، وتحول إلى حركة ضغطٍ فعّالةٍ، امتدت من الشارع إلى الجامعات والمؤسسات، من أبرز عناصر التحول الأوروبي، وأكثرها تأثيرًا
مع مرور الوقت، تبلورت مواقف أكثر وضوحًا في دولٍ أوروبيةٍ عدّة، فقد أعلنت كلٌّ من إسبانيا وأيرلندا والنرويج وسلوفينيا رسميًا اعترافها بدولة فلسطين، في خطوةٍ رمزيةٍ، وسياسيةٍ ذات دلالةٍ كبيرةٍ. كما ارتفعت أصواتٌ برلمانيةٌ في دولٍ أخرى، تطالب بإعادة النظر في العلاقات مع إسرائيل، وفرض قيودٍ على التصدير.
كما اتخذت بعض الحكومات إجراءاتٍ ملموسةً مثل:
●    أوقفت بلجيكا وهولندا وبعض الدول الإسكندنافية تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، جزئيًا أو كليًا.
●    سحب صندوق الاستثمار السيادي النرويجي استثماراته من العديد من الشركات الإسرائيلية.
●    فرضت بريطانيا، إلى جانب كندا وأستراليا ونيوزيلندا، عقوباتٍ على وزراء متطرفين في الحكومة الإسرائيلية، في خطوةٍ نادرةٍ تشير إلى تزايد الغضب الغربي من خطاب التحريض والعنصرية داخل حكومة بنيامين نتنياهو.
●    في فرنسا، مُنعت شركات الأسلحة الإسرائيلية من المشاركة في معرض باريس للدفاع، وهي رسالةٌ واضحةٌ عن بداية تحوّلٍ في معايير التعاون العسكري.
●    أما الخطوات الإسبانية فقد تجاوزت كلّ ما ذكر.
تعكس هذه الإجراءات، وإن ظلّت محدودةً مقارنة بحجم المأساة، تطورًا ملحوظًا في طريقة تعامل أوروبا مع إسرائيل، وتراجعًا عن الدعم الأوتوماتيكي.
واكب، أو سبق، تغير خطاب الحكومات الأوروبية، تغيرٌ في الخطاب الإعلامي الأوروبي الرسمي وشبه الرسمي، ففي بداية الحرب، التزمت معظم وسائل الإعلام الغربية الكبرى بالسردية الإسرائيلية التقليدية، رغم أن رائحة الكذب تفوح منها بوضوح، كما ركزت على الهجمات من غزّة، بتجاهلٍ شبه تامٍ للضحايا المدنيين الفلسطينيين.
هذه الصورة بدأت تتغير، إذ بدأت صحف مثل الغارديان، وفايننشال تايمز بنشر تقاريرٍ معمقةٍ، ومقالات رأيٍ تنتقد الحرب، وتربطها بمحاولات نتنياهو استعادة شرعيته السياسية على حساب دماء الفلسطينيين. كما برزت تغطياتٌ لقصصٍ إنسانية من غزّة، واستُضيفت شخصياتٌ فلسطينيةٌ في البرامج الحوارية، وهو ما مثّل تحولًا نوعيًا مقارنةً بالتغطية الأحادية في الحروب السابقة. من المفاجأة مقالٌ في الدويتشه فيله الألمانية بذكرى النكبة، أقرب للرواية الفلسطينية من الرواية الصهيونية التي ينتهجونها.
التحول في الخطاب السياسي والإعلامي لم يكن نابعًا من صحوة ضميرٍ مفاجئةٍ، بل استجابةٍ مباشرةٍ للضغط الشعبي، الذي لم يتوقف عن محاسبة المؤسسات الإعلامية، ومطالبتها بالعدالة في التغطية، وانتقاد وحشية السياسيين ونفاقهم.
لذلك كان الضغط الشعبي الواسع والمنظم، الذي تجاوز الشعارات، وتحول إلى حركة ضغطٍ فعّالةٍ، امتدت من الشارع إلى الجامعات والمؤسسات، من أبرز عناصر التحول الأوروبي، وأكثرها تأثيرًا. حيث شهدت العواصم الأوروبية مظاهراتٍ حاشدةً ومستمرةً غير مسبوقةٍ، شارك فيها مئات الآلاف من المواطنين، رافعين الأعلام الفلسطينية، ومطالبين بوقف العدوان الإسرائيلي فورًا، وقطع العلاقات العسكرية، ومحاسبة مجرمي الحرب الصهاينة وداعميهم الأوروبيين.
بدأت هذه التظاهرات عفويةً، ثمّ ما لبثت أن أفرزت مجموعاتٍ منظمةً دعمت في بعض الدول من أحزابٍ ونقاباتٍ ومؤسسات المجتمع المدني، ما زاد من تأثيرها السياسي والإعلامي. بعدها تمدّد حراك الشارع، وانتشر في العديد من الجامعات الأوروبية، هولندا وبريطانيا وألمانيا وغيرهم. تحولت الجامعات إلى ساحة مواجهةٍ، اعتصم فيها الطلاب، ورفعوا مطالب واضحةً بإنهاء التعاون الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية، ووقف الاستثمار في شركاتٍ متورطةٍ في الحرب أو الاحتلال. تجاوبت بعض الجامعات مباشرةً، مما عزز من الزخم الشعبي، وأحرج حكوماتٍ كانت تحاول التزام الصمت.
كما ضغط الحراك الفلسطيني على وسائل الإعلام، انتقادات الجمهور الشديدة، وحملات المقاطعة، واعتماد منصاتٍ بديلةٍ ساهمت بتعرية الكذب والنفاق الإعلامي، إضافةً إلى عشرات الآلاف من الرسائل والعرائض المفتوحة. ساهم الضغط المتواصل في دفع المؤسسات الإعلامية الكبرى لإعادة النظر في طريقة تغطيتها، وأدى إلى تحولٍ تدريجيٍ نحو تغطيةٍ أكثر توازنًا، تُظهر المأساة الفلسطينية، وتكشف مسؤولية الاحتلال.
طول أمد الإبادة، وارتفاع أعداد الضحايا من المدنيين، وخصوصًا الأطفال والنساء، وقدرة المقاومة الفلسطينية على الصمود غير المتوقع، أحدث صدمةً أخلاقيةً داخل المجتمعات الأوروبية
ربما الأهمّ من ذلك كلّه هو بروز وعيٍ شعبيٍ جديدٍ، خصوصًا بين الأجيال الشابة، التي باتت ترى في القضية الفلسطينية قضيةً أخلاقيةً وإنسانيةً بامتيازٍ، تتقاطع مع قيم الحرية والعدالة ورفض الاستعمار. لم يكتف هذا الوعي بالتضامن الموسمي (الترند)، بل تُرجم إلى فعلٍ سياسيٍ، ومشاركةٍ انتخابيةٍ، وتحدٍ مباشرٍ للمواقف الرسمية المتواطئة. تجدر الإشارة هنا إلى أنه، وللمرة الأولى في أوروبا، أوشكت حكومةٌ أوربيةٌ على السقوط بسبب القضية الفلسطينية، فبعد ما اعتبر فضيحةً مدويةً في إسبانيا، نتيجة متمثّلةً بصفقةٍ بين الشرطة الإسبانية ودولة الاحتلال قيمتها 6 مليون يورو، هددت أحزاب اليسار بالانسحاب من الحكومة، ما دفع رئيس الوزراء إلى التملص من الصفقة، وإلغاء كلّ الصفقات الأخرى، ورفع سقف الخطاب، واصفاً دولة الاحتلال بـ"دولة الإبادة الجماعية".
بين الخطاب والفعل... التناقض لا يزال حاضرًا
رغم هذه التحولات المعلنة كلّها في الخطاب الأوروبي، فإنّ الواقع التنفيذي لا يزال يعاني من فجوةٍ واضحةٍ بين القول والفعل. ففي الوقت الذي تصدر فيه التصريحات الداعية لوقف الحرب واحترام القانون الدولي، تواصل بعض الدول الأوروبية علاقاتها العسكرية والتجارية الوثيقة مع إسرائيل، وتستمر في تصدير الأسلحة والمعدات، بل وتمنحها دعمًا سياسيًا غير مشروطٍ في المحافل الدولية.
يُضعف هذا التناقض من صدقية المواقف الجديدة، ويُظهر أن جزءًا كبيرًا من التحوّل قد يكون محاولةً لامتصاص الغضب الشعبي أكثر من تعبيره عن رغبةٍ حقيقيةٍ لتغيير السياسة الخارجية تجاه القضية الفلسطينية. هذا ما بدا جليًا بعد الاعتداء الصهيوني السافر على إيران، إذ سارعت العديد من الدول الأوروبية إلى اجترار العبارة نفسها "لإسرائيل الحقّ بالدفاع عن النفس"، حتّى قبل أن يبدأ الرد الإيراني، فأيّ منطقٍ هذا؟!
 يزيد دعم بعض الدول الأوروبية للاحتلال الصهيوني من حدّة الانقسام الأوروبي، بينما لا تزال بعض الدول، مثل ألمانيا والنمسا، تتحصن بخطاب "المسؤولية التاريخية" تجاه إسرائيل، تتحرك دولٌ أخرى نحو خطابٍ أكثر اتزانًا وعدالةً.
أضعف هذا الانقسام الموقف الأوروبي الموحد، وأفقده ثقله قوّةً دبلوماسيةً فاعلةً في الشرق الأوسط. كما تخلّت أوروبا عن إحدى أدواتها الخطابية، "القيم الأوروبية" التي تتشدق بحقوق الإنسان، في مواجهة قوىً مثل روسيا والصين.
ختام القول، لم تترك حرب الإبادة على غزّة أوروبا على حالها، فقد كشفت عن هشاشة تحالفاتها، وازدواجية معاييرها، لكنها في الوقت نفسه أبرزت قوّة الرأي العام، وقدرته على التأثير في السياسات والإعلام معًا، وقدرة الحراك الفلسطيني على التأثير في الرأي العام.
اليوم، تجد أوروبا نفسها أمام مفترق طرقٍ، إما الاستمرار في سياسات الانحياز، التي أفقدتها مصداقيتها، أو أن تصغي بجديةٍ إلى نبض شعوبها، وتعيد تموضعها وفق قيم القانون الدولي، التي تدعيها وتتبجح بها، وحقّ الشعوب في الحرية والكرامة.
لقد تكلم الشارع الغربي، وعلى القادة أن يصغوا، ويُترجموا أقوالهم إلى أفعالٍ، لا أن يكتفوا بالتصريحات. كما على الجماهير عدم التوقف عن الضغط، والاستكانة لخطاب الساسة والإعلام الأجوف، الذي لم يصل حتّى الآن إلى حد التجذر في الخطاب.
## سلخ الفلسطينيين عن امتدادهم الطبيعي
30 June 2025 04:03 PM UTC+00
وجد فلسطينيو الـ 48 أنفسهم في رُزمةٍ من المآزق السياسية والحياتية في أعقاب السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، من أبرزها تطبيق المزيد من القمع، وتضييق الخناق، ومراقبة حيّزات التحرُّك والنشاط المتعلِّق بطبيعة حياة الفلسطينيين الواقعين تحت حكم إسرائيل منذ نكبة عام 1948، حين فرضت الهَويّة الإسرائيلية على من نجح في البقاء في أرضه من الفلسطينيين، ويُقَدَّر عددهم بحوالي 150 ألفٍ فقط. تبنّت حكومات إسرائيل المتعاقبة سياسات العزل المعيشي، وفرض قيودٍ مختلفةٍ عليهم، ومنذ ذلك العام بُنيّت العلاقة على مدٍّ وجزرٍ في تعامل الدولة مع الفلسطينيين فيها وبالعكس، باعتبارهم شوكةً في حلق الدولة، وحجر عثرةٍ أمام اكتمال المشروع الصهيوني، الهادف إلى تطهير كامل الأرض من الغرباء، وإخضاعها للدولة اليهودية. ولأنّ هذا التوجه الفكري والعملي لم يكتمل بالتمام؛ بقيت سياسة "العصا والجزرة" قائمةً إلى يومنا هذا.
إنّ الهدف من الإخضاع هو سلخ الفلسطينيين في إسرائيل عن امتدادهم الطبيعي مع شعبهم المنتشر في الضفّة الغربية، وقطاع غزّة، والقدس الشرقية (أيّ باقي أجزاء فلسطين التاريخية)، وأيضًا عن أيّ تواصلٍ مع البلدان المجاورة. من هنا، تكشّفت خطط هذه الحكومات في خلق فلسطينيٍ جديدٍ من دون أن يكون مرتبطًا عضويةً مع فلسطينيته، ولا أن يكون مرتبطًا كليًا مع بنية الدولة اليهودية. سعت عملية الإخضاع، التي كونتها وتبنتها حكومات إسرائيل المتعاقبة، إلى تجريد فلسطينيي الـ 48 من هويتهم الوطنية والقومية، ومن علاقتهم التاريخية بوطنهم وشعبهم، وإقناعهم بأنّ صلتهم أو تواصلهم غير ممكنٍ مع شعبهم، وهي مسألةٌ محسومةٌ، وبأنّ صلتهم مع دولتهم "إسرائيل" فقط، من دون أنْ تعترف – حكومة إسرائيل – بكونهم فلسطينيين، إنّما أقليةٌ غير يهوديةٍ (وفقًا لتعريفات الدولة الرسمية).
بالرغم من التحولات السياسية في مسار العلاقة بين إسرائيل والقيادة الفلسطينية (م.ت.ف) وصولاً إلى اتّفاقيات أوسلو، ترك هذا المسار أثره السلبي على علاقة الدولة (إسرائيل) والفلسطينيين فيها، أيّ فلسطينيي الـ 48، لأنّ إسرائيل تعتبرهم مواطنين من درجةٍ أقلّ من مواطنيها اليهود، ولأنّها تعتبرهم أقليةً غير يهوديةٍ، وأيضًا تنظر إليهم من منظور طوائف غير يهوديةٍ (هكذا ورد في نص تصريح بلفور عام 1917)، فإنّ سياساتها تعمل على قاعدة عدم المساواة في ميزانيات البلدات الفلسطينية، وفي المؤسسات الرسمية العاملة في المجتمع الفلسطيني في إسرائيل، كالمدارس والكليات والمراكز الثقافية والخدمية على أنواعها. كما يمكن ملاحظة ذلك من خلال مراجعةٍ خاطفةٍ لميزانيات كلّ بلدةٍ فلسطينيةٍ ومن ثمّ مقارنتها مع بلدةٍ يهوديةٍ توازيها من حيث عدد سكانها.
خطةٌ أخرى جديدةٌ - قديمةٌ يتحدثون عنها في الآونة الأخيرة، هي العمل على تفريغ النقب، جنوبي فلسطين، من أهله وسكانه الأصليين، أيّ بدو النقب
تتبنّى خطط التضييق هذه الحكومة الإسرائيلية الحالية، المؤلفة من أحزابٍ يمينيةٍ متطرّفةٍ جدًّا، لذا خلقت واقعًا من إهمالٍ مُمنهجٍ ومقصودٍ، كما في عدم توفير الخدمات اللازمة والمطلوبة للسلطات المحلية والبلدية ومؤسساتها، ما يساهم في خلق أرضيةٍ لمزيدٍ من الفراغ في الحياة الاجتماعية، ثمّ إلى الجنوح نحو الجريمة، العنف والقتل المتفشي في المجتمع الفلسطيني في الداخل.
بات من الواضح للقاصي والداني أنّ إحدى أبرز خطط حكومة إسرائيل الحالية، كما سابقاتها، هي السعي إلى التخلّص من فلسطيني الـ48، ويعني ذلك أنّ منهجية إسرائيل في تصفية القضية الفلسطينية ليست ذات وجهة واحدة، إنّما متعددة الوجهات والأدوات، ففي الوقت الذي تنفِّذ فيه إبادة جماعية في قطاع غزّة، وسط صمتٍ عالميٍ وعربيٍ رهيب أقرب إلى التوافق وليس العجز، تنفّذ  هذه الحكومة عمليات تصفية لمخيّمات اللاجئين في الضفّة الغربية، وتعتبر سكان القدس من الفلسطينيين من درجة ثانية، بالرغم من تعريفها لهذه المدينة بكونها موحدة، وتحت سلطة إسرائيل، كما أنّها عاصمتها الأبدية؛ وفقًا لها، رافضةً اعتبارها من حق الفلسطينيين. وتأتي منهجية التعامل مع فلسطينيي الـ 48 بطريقةٍ مختلفةٍ عن تعاملها مع سائر الفلسطينيين في تجمُّعاتهم المختلفة، لأن حكومة إسرائيل تعتبر فلسطينيي الـ 48 مواطنين فيها، يحملون الهَوية والجنسية الإسرائيلية. لهذا، تسعى إلى تنفيذ خطط تفكيك المجتمع الفلسطيني داخليًا، وإلصاق صفة مجتمعٍ مخالفٍ للقوانين، ومجرمٍ وعنيفٍ به. يتجلّى ذلك من خلال قيام حكومة إسرائيل بإصدار أوامر إخلاء، وهدم لمنازل فلسطينية في قرى ومدن فلسطينية في الداخل، أنشئت من دون ترخيصٍ رسميٍ، وهذا مخالفٌ للقوانين المعمول بها، لكن المتمعن في الأمر سيلحظ بسرعةٍ أنّ الحكومة الإسرائيلية؛ ومن منطلق خططها بتخفيف الحضور البشري الفلسطيني، لا تصادق على خرائط هيكلية تتيح توفير تراخيص بناء للفلسطينيين، فيضطر المواطن الفلسطيني إلى البناء من دون ترخيصٍ، لأنّه يريد أن يؤسس حياته، وحياة أبنائه في المستقبل، ليحافظ على بقائه في وطنه، فتكون له الدولة بالمرصاد. هذا يعني تقليص حيّز الحياة، وعدم توفير أيّ حلولٍ سكنيةٍ تسمح للمواطن الفلسطيني بالبقاء على أرضه، ومن ثمّ يتركها ليعيش في مدن إسرائيلية، حيث يشتري شقةً صغيرةً وضيقةً بثمنٍ باهظٍـ، أو أن يهاجر من وطنه إلى أيّ مكانٍ آخر في العالم، قد نسمي هذه الظاهرة الآخذة بالتفاقم بـ"التهجير الطوعي".
خطةٌ أخرى (غير معلنةٍ طبعًا)؛ إتاحة الطريق لسيولة الجريمة في المجتمع الفلسطيني في إسرائيل، إذ يتعرّض هذا المجتمع، ومنذ سنواتٍ، إلى أعمال عنفٍ ضدّ النساء والشباب، وقتلٍ وعنفٍ غير مسبوقٍ، إذ بلغ عدد القتلى منذ بداية العام الحالي حتّى كتابة هذه المقالة نحو 122 ضحيةٍ على خلفياتٍ جنائيةٍ وانتقاميةٍ، وأحيانًا يكون الضحايا من الأبرياء، يتمّ ذلك كلّه تحت أعين الشرطة وقوات الأمن الأخرى، التي لا تعمل على اجتثاث الجريمة، بل يتركون الفلسطينيين في الداخل يئنّون تحت وطأة الجرح والألم من وسائل الحفاظ على السلم الأهلي. ومن ثمّ تتّسع ظاهرة العنف والنزاعات داخل البلدة الواحدة، وتضطر عائلاتٌ كثيرةٌ إلى مغادرتها صونًا لحياة أبنائها، ومنهم، أيّ العائلات الفلسطينية، من عائلاتٌ هاجرت إلى قبرص واليونان ودولٍ أوروبيةٍ أخرى.
خطةٌ أخرى جديدةٌ - قديمةٌ يتحدثون عنها في الآونة الأخيرة، هي العمل على تفريغ النقب، جنوبي فلسطين، من أهله وسكانه الأصليين، أيّ بدو النقب. هنا تبرر حكومة إسرائيل ذلك بتصريحها أنّ البدو يسكنون في بيوتٍ، ويعيشون في مواقع غير معترفٍ بها من قبل الدولة، وبهذا يخالفون القوانين. تتذرّع الحكومة بهذا لتفريغ المنطقة من سكانها، بواسطة طردهم من مراكز حياتهم التاريخية، وفي أحسن الأحوال تُجمّعهم في معازل ضيقة، شريطة أنْ يتنازلوا عن حقّهم في أراضيهم، هذا صراعٌ طويلٌ ومريرٌ منذ إقامة إسرائيل، إذ اضطرت بعض العشائر البدوية إلى قبول خطط كهذه، في حين أنّ الغالبية العظمى منهم تعمل على الضغط من أجل بقائها والاعتراف بوجودها، ومن ثمّ منحها تراخيص إنشاء مساكنها. هنا تعمل الحكومة على تطبيق مبدأ العصا والجزرة أداة ضغطٍ وقمعٍ وتضييقٍ للخناق وخلق نزاعاتٍ وخلافاتٍ بين أبناء المنطقة. الهدف ليس تفريغ/ تطهير النقب من سكانه الأصليين فقط، إنّما تهويد الحيّز الجنوبي من فلسطين كي يفقد لونه العربي – الفلسطيني.
كلّ هذه الخطط والأدوات، التي تعمل حكومة إسرائيل على إخراجها إلى حيّز التنفيذ، تهدف إلى تحقيق مقولة: "أرضٌ أكثر، عربٌ أقلّ". مقابل ذلك يعمل المجتمع الفلسطيني في الـ 48 على التصدي لهذه السياسات، سواء بالأدوات القانونية (محاكم)، أو بالاحتجاجات العلنية (مظاهرات وإضرابات)، وتشكيل لوبياتٍ ضاغطةٍ سعيًا إلى إلغاء سياساتٍ ممنهجةٍ، ووضع خططٍ إصلاحية، ومشاريع تمكين مجتمعي ووجودي. الطريق نحو تحقيق ذلك شاقٌ ومضنٍ، ويحتاج إلى جهودٍ وطاقاتٍ كثيرةٍ.
## مخططات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الضفة الغربية
30 June 2025 04:03 PM UTC+00
مثّلت الحكومة الإسرائيلية الحالية، بزعامة بنيامين نتنياهو، والتي تشكلت في نهاية عام 2022، محطةً مفصليةً في تاريخ المشروع الصهيوني في المنطقة برمتها، والضفّة الغربية تحديدًا، إذ ضمت الحكومة غلاة اليمين الديني القومي الأكثر تشددًا في تاريخ الحركة الصهيونية، وضمت حزب الليكود اليميني بزعامة نتنياهو، الذي انتقل في السنوات الأخيرة من حزبٍ يمينيٍ ليبراليٍ تقليديٍ إلى حزبٍ يمينيٍ متطرفٍ، وحزب الصهيونية الدينية، بزعامة الوزير المستوطن المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي يعد من مؤسسي شبيبة التلال، التي ارتكبت، ولا زالت ترتكب الكثير من الجرائم ضدّ الشعب الفلسطيني الأعزل في الضفّة الغربية، إذ يؤمن هذا الحزب بوحدة ما يسمى أرض إسرائيل الكبرى ويهوديتها، وجوهرها الضفّة الغربية، وقطاع غزّة التي تمثّل بالنسبة إلى الحركة الصهيونية يهودا والسامرة وغزّة.
وتضم الحكومة أيضًا حزب العظمة اليهودية بزعامة المستوطن الإرهابي إيتمار بن غفير، الذي قدمت بحقّه أكثر من ثمانين لائحة اتهامٍ أمام القضاء الإسرائيلي، بسبب اعتداءاته على الفلسطينيين وممتلكاتهم، والذي كان من أقرب أصدقاء المستوطن باروخ غولدشتاين، الذي ارتكب المجزة الفظيعة ضدّ المصلين المسلمين وهم سجّد في صلاة الفجر من شهر رمضان المبارك في العام 1994 في الحرم الإبراهيمي الشريف بالخليل، كما تضم الحكومة الحالية التيارات الدينية الحريدية، التي شهدت بالسنوات الماضية انزياحًا باتجاه اليمين بمواقفها السياسية تجاه القضية الفلسطينية.
مثّل موضوع الاستيطان، في ما يسمى أرض إسرائيل الكبرى، جوهر برنامج الحكومة الإسرائيلية الحالية السياسي ومحوره، وركز على بناء المستوطنات في الضفّة والنقب والجليل، أي في كلّ الجغرافيا الفلسطينية، سواء في أراضي عام 1948، حيث التجمعات الفلسطينية في الداخل، أو في أراضي الضفّة الغربية عام 1967 ، التي يفترض أن تكون أراضي الدولة الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية، وبات واضحًا أنّ برنامج الصهيونية الدينية بزعامة سموتريتش هيمن على برنامج الحكومة، واعتبر سموتريتش تكوين الحكومة بمثابة قرارٍ إلهيٍ لتمكينها من زرع أرض إسرائيل في المستوطنات، وفرض السيادة اليهودية عليها.
صدّق الكنيست بالقراءة الأولى على مشروع تحويل اسم الضفّة الغربية إلى يهودا والسامرة، ثمّ البدء بإجراءات تمرير قانون لضم مستوطنات محافظة الخليل إلى الهيئات المحلية الإسرائيلية
أعلن سموتريتش في أكثر من مرّةٍ أنّه يريد حسم مستقبل الضفّة الغربية في فترة الحكومة الحالية إلى الأبد، وذلك ليس لمنع إقامة دولةٍ، أو كيانٍ فلسطينيٍ فقط، بل لبدء مشروع التطهير العرقي، وتهجير الشعب الفلسطيني إلى الخارج، لذا طاولت إجراءات الحكومة الحالية النواحي كلّها، لإحداث تغييرٍ جذريٍ وجوهريٍ في تركيبة الضفّة الديمغرافية والجغرافية.
مع اندلاع حرب الإبادة على قطاع غزّة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، وبعد عشرة أشهرٍ من تأليف الحكومة الإسرائيلية، اعتبر التيار الديني الاستيطاني ذلك بمثّابة فرصةً يجب استغلالها، في ظلّ الصدمة الكبيرة التي حدثت، وانشغال الإعلام بما يحدث من إبادةٍ للشعب الفلسطيني في قطاع غزّة.
بعد أيّامٍ من "طوفان الأقصى"؛ أقدم الكنيست الإسرائيلي على تأليف لجنةٍ فرعيةٍ تابعةٍ للجنة الخارجية والأمن، بغرض الإشراف على الضفّة الغربية، برئاسة المستوطن وعضو الكنيسيت تسفي سوكوت، لتصبح مسؤولةً عن الضفّة الغربية، أي ضمّ الضفّة الغربية فعليًا، كون الكنيست مسؤولًا عن تمرير القوانين والتشريعات على حدود دولة إسرائيل فقط، أما الضفّة الغربية، حسب القانون الدولي، فيشرف على إدارتها القائد العسكري، وكما عينَ المستوطن المتطرف هيليل روت نائبًا لرئيس الإدارة المدنية، ونقلت إليه الصلاحيات المدنية من رئيس الإدارة المدنية. كذلك؛ عُينَ المستوطن المتطرف يهودا الياهو مسؤولًا عن إدارة الإستيطان في وزارة الدفاع في الضفّة الغربية، وعن ملاحقة البناء الفلسطيني، بغرض تسريع وتيرة سرقة الأراضي الفلسطينية واغتصابها في الضفّة، وبناء المستعمرات اليهودية عليها. يذكر هنا أنّ وزير المالية، ورئيس حزب الصهيونية الدينية سموتريتش، قد حصل على وزارةٍ أخرى في وزارة الجيش الإسرائيلي، وهو المسؤول عن الإدارة المدنية في الضفّة الغربية، الذي يعني تسليم إدارة الضفّة للصهيونية الدينية، ولم يعد هناك شأن للقيادة العسكرية، والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، التي كانت تتحاشى التهور في الاستيطان، والاعتداءات على الفلسطينيين، وذلك للحفاظ على شرعية الاستيطان، وعدم انفجار الأمور ميدانيًا وأمنيًا، كي لا يؤثّر ذلك بصورة إسرائيل في الخارج.
شهدت الضفّة الغربية حملة استيطان واسعة النطاق امتدت من أقصى جنوبها إلى أقصى شمالها، ومن شرقها إلى غربها، وصُودِر أكثر من 50 ألف دونم في العام الماضي، وذلك بعد نقل الكثير من صلاحيات الجيش والإدارة المدنية بخصوص الضفّة إلى مكتب سموتريتش، ما سهل إجراءات مصادرة الأراضي ومنح رخص بناء. ولأول مرّة منذ اتّفاقية أوسلو تبني حكومة إسرائيل سبع بؤر استيطانية في المناطق المصنفة "ب" حسب اتّفاقية أوسلوا، أي في المناطق المفترض أنّها ضمن صلاحيات السلطة الفلسطينية في المجال المدني، جرت شرعنة حوالى عشرين بؤرة استيطانية من أصل سبعين بؤرة منتشرة في الضفّة الغربية، إضافةً إلى تهجير أكثر من ثلاثين تجمعًا بدويًا ورعويًا فلسطينيًا من المناطق المصنفة "ج" والسيطرة عليها كاملًا، في ظلّ نصب أكثر من آلف حاجزٍ عسكريٍ في الضفّة الغربية، وتحويلها إلى كانتونات وسجون صغيرة محاصرة ومغلقة ومتناثرة.
إضافةً إلى ذلك؛ صدّق الكنيست بالقراءة الأولى على مشروع تحويل اسم الضفّة الغربية إلى يهودا والسامرة، ثمّ البدء بإجراءات تمرير قانون لضم مستوطنات محافظة الخليل إلى الهيئات المحلية الإسرائيلية داخل مدينة بئر السبع في إسرائيل، وذلك لفرض الضمّ الفعلي، وإلغاء حدود 1967، التي تفصل بين محافظة الخليل والنقب داخل فلسطين.
كذلك عُمل على تمرير قانون يلحق أكثر من ثلاثة آلاف موقع أثري في منطقتي "ب" و "ج" في الضفّة الغربية بسلطة الآثار الإسرائيلية، وذلك لإتباع كلّ مناحي الحياة في الضفّة الغربية بالحكومة والكنيست الإسرائيليين، إضافةً إلى تمرير قانون إلغاء فك الارتباط مع مستوطنات شمال الضفّة الغربية، والذي مرره الكنيست في عام 2005، حين أخلى رئيس الحكومة الإسرائيلية أرئيل شارون مستوطنات قطاع غزّة وأربع مستوطنات أخرى شمال الضفّة الغربية.
أعلن سموتريتش في أكثر من مرّةٍ أنّه يريد حسم مستقبل الضفّة الغربية في فترة الحكومة الحالية إلى الأبد، وذلك ليس لمنع إقامة دولةٍ، أو كيانٍ فلسطينيٍ فقط
ازدادت في الفترة المذكورة اعتداءات المستوطنين والحكومة وإرهابهم على المواطنين الفلسطينيين في الضفة، وتجاوزت عمليات الاعتداءات أكثر من 20 ألف اعتداء، سواء للجيش أو المستوطنين، وتقطيع أكثر من 10 آلاف شجرة للمواطنين الفلسطينيين، وهدم أكثر من 1000 منزل، واستشهاد أكثر من 1000 فلسطيني في الضفة الغربية، واعتقال أكثر من 12000 فلسطيني.
كما سلّحت الحكومة الإسرائيلية، بضغطٍ من الوزير المستوطن بن غفير، عشرات الآلاف من المستوطنين، لتشجيعهم على تنفيذ عملياتٍ إرهابية ضدّ الفلسطينيين العزل، وترافق ذلك مع منع المزارعين الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم وحقولهم الزراعية خلف الجدار، التي تبلغ مساحتها 600 كيلومترٍ مربعٍ من أراضي الضفّة، ما يمثّل 9.5% من مساحة أراضي الضفّة الغربية، ومصادرة مساحاتٍ شاسعةٍ من أراضي الضفّة لإقامة ما يسمى بالاستيطان الرعوي.
كذلك يجري نقاش ضمّ 28.5 % من أراضي الضفّة الغربية إلى إسرائيل، إلى جانب مقترحاتٍ أخرى لضمّ مساحة 223 كيلومترًا مربعًا لمدينة القدس، التي تمثّل 3.8% من مساحة أراضي الضفّة الغربية، والتي يوجد عليها 180 ألف مستوطن، والمراد من ذلك تقليل نسبة الفلسطينيين الديمغرافية في مدينة القدس، وزيارة نسبة اليهود في المدينة المحتلة، ومحاولة فصل شمال الضفّة عن جنوبها، إذ تقع المستوطنات المراد ضمها إلى القدس في الجهة الشرقية من مدينة القدس المحتلة.
كانت المقدسات الإسلامية في عين الاستهداف الاستيطاني، وذلك من أجل الضمّ وطمس الهوية الفلسطينية العربية الإسلامية والمسيحية، إذ شهدت اقتحامات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك نقلةً نوعيةً من حيث عدد المقتحمين، وقيامهم بممارسات دينية استفزازية أثناء اقتحامهم المسجد الأقصى، كما استغلت جماعات المستوطنين والهيكل، بدعمٍ من حكومة الاحتلال وأجهزته الأمنية تلك العمليات الاستفزازية، محولةً الأعياد اليهودية إلى مناسباتٍ لتعميق هيمنة المستوطنين اليهود على المسجد الأقصى، والحرم الإبراهيمي في الخليل، إذ نَفذت الاقتحامات جماعاتٌ يهوديةٌ، وبلباسٍ دينيٍ يهوديٍ، وبمشاركة مسؤولين ووزراء إسرائيليين، إلى جانب ممارستهم الطقوس الدينية في ساحات المسجد الأقصى، ما يمثّل نسفًا كاملًا لما يسمى بالوضع القائم، الذي بموجبه تكون مسؤولية الإشراف على المسجد الأقصى للمملكة الأردنية الهاشمية. كذلك لوحق الأئمة والخطباء، ووصل الأمر إلى اعتقال عددٍ منهم، ومنعهم من الدعاء لأبناء شعبهم في قطاع غزّة، الذين يتعرضون للإبادة. وبالمقابل ازدادت أيّام إغلاق الحرم الإبراهيمي في الخليل، وزادت من إجراءات تفتيش المواطنين الذين يرغبون في الصلاة في الحرم الإبراهيمي، وبدأت باقتطاع أجزاءٍ من الحرم الإبراهيمي، ومنع المسلمين من دخوله، وفرض شروطٍ معقدةٍ على رفع الآذان في الحرم الإبراهيمي.
إضافةً إلى كلّ ما قيل أعلاه؛ تعرّضت مخيّمات الضفّة الغربية، وخصوصًا في شمال الضفّة، في محافظات جنين وطولكرم ونابلس والقدس لعمليةٍ ممنهجةٍ لإزالة المخيّمات وتدميرها وإتباعها بالمدن، أو البلدات القريبة منها لإزالة المخيّم على اعتباره الشاهد الأخير على نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، وتصفية قضية اللاجئين، وطرد وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، كما حدث مع إغلاق مدارس الوكالة في مدينة القدس المحتلة، إلى جانب ذلك تتعرض الضفّة الغربية، بكل مركباتها السلطوية والمجتمعية لحصارٍ اقتصاديٍ وماليٍ، بغرض تهجير الفلسطينيين، إذ منعت إسرائيل دخول 200 ألف عاملٍ فلسطينيٍ إلى أماكن عملهم في إسرائيل، كذلك تمنع تحويل مستحقات السلطة الفلسطينية المالية المقتطعة من الضرائب، لعدم تمكين السلطة من القيام بواجباتها، من دفع رواتب موظفيها، إلى تقديم الخدمات المختلفة في الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية والأوقاف وغيرها.
ما تقوم به إسرائيل من عمليات مصادرة الأراضي، وبناء المستوطنات، وتهجير الفلسطينيين من مناطق "ج"، وشل قدرات السلطة الفلسطينية وتحويلها إلى أقلّ من بلدية خدماتية يراد منه تفكيك السلطة وتحويلها إلى بلديات وهيئات محلية، بعد تجويفها من مكونها الوطني والسياسي، في مقدمةٍ لعملية تهجير الشعب الفلسطيني إلى الخارج.
## عن التغيير القيادي الحتمي في فلسطين بعد نكبة 2024
30 June 2025 04:04 PM UTC+00
لا خلاف على النكبة التي حلّت بقطاع غزّة والضفّة الغربية وفلسطين عامةً إثر نكبة 2024، بعد سقوط ربع مليون شهيدٍ وجريحٍ، و2 مليون نازحٍ، وتدمير قرابة 90% من القطاع، واحتلال إسرائيل عمليًا 35% منه، بما في ذلك سلته الغذائية، تحت مسمى "مناطق عازلة مفتوحة ومدمرة، إضافةً إلى الاستشراس التهويدي والاستيطاني، وخطة الضمّ الزاحفة والصامتة وغير المعلنة في الضفّة، مع مساع سياسية عربية وأوروبية لمواجهة جذر المشكلة، المتمثّل بعدم حلّ القضية الفلسطينية، رغم مطالب حركة حماس الصريحة بالعودة إلى مساء السادس من  أكتوبر/تشرين الأول 2023.
بما أننا أمام نكبةٍ جديدةٍ، ونحن كذلك بالتأكيد، فيفترض أن نشهد بعدها نفس ما حصل بعد النكبة الأولى 1948، والنكسة 1967، لجهة حتمية رحيل الجيل القيادي الحالي، وحلول جيلٍ آخر أكثر شبابًا وعنادًا وتصميمًا على مواصلة النضال حتّى نيل الحقوق المشروعة.
على التوازي مع ما سبق يستغل الاحتلال الحرب لفرض وقائع جديدةٍ في الضفّة الغربية، ويعمل على نقل نموذج غزّة إليها، خصوصًا في مخيّمات الشمال، طولكرم وجنين والفارعة، وتسريع خطط الاستيطان، والقيام بعملية ضمٍّ صامتٍ غير معلنٍ وغير رسميٍ للضفّة، أو على الأقلّ لمناطق "ج"، التي تمثّل 60% من مساحة الضفّة، مع مساعيٍ جديةٍ للتعامل مع الجذر السياسي للقضية، وشق مسارٍ جديٍ لا رجعة عنه نحو الدولة  الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، بينما لا تبدو سلطة رام الله بتركيبتها الحالية راغبةً أو قادرةً، إذا رغبت، على الانخراط الجدي فيها، تسعى حماس إلى التشبث بالسلطة في غزّة، مستعدةً ظاهريًا للتنازل عنها، وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وكأن شيئًا لم يكن.
دت النكسة إلى تغييرٍ قياديٍ وفكريٍ وسياسيٍ كبيرٍ، مع انهيار مشروع القومية العربية لعبد الناصر، وذهاب مصر أنور السادات إلى الصلح والتفاوض والسلام مع إسرائيل
في النكبة الأولى، احتلت إسرائيل أربعة أخماس فلسطين التاريخية، وأجبرت بالقوة مليون فلسطينيٍ تقريبًا على اللجوء إلى الضفّة وغزّة والدول العربية المجاورة، رغم الصمود والمعارك البطولية التي استمرت لسنواتٍ طويلةٍ، بما فيها ثورة عز الدين القسام، وإضراب 1936 الشهير، وكانت نكبةٌ عن حق، حسب التوصيف الدارج لها، لذلك كان طبيعيًا وواقعيًا وضروريًا وحتميًا طيّ صفحة الجيل القيادي الفلسطيني آنذاك، بما في ذلك قائد وزعيم بحجم المفتي أمين الحسيني ومناقبيته وشعبيته، رغم التنفس الصناعي له وللجيل كله من قبل مصر جمال عبد الناصر، إلّا أنّها لم تنجح بكلّ نفوذها من إعادة تعويمه، حتّى مع تأليف حكومة عموم فلسطين، بدلًا من الهيئة العليا قبل النكبة، التي أطلقت بالقاهرة برئاسته أيضًا.
الأمر ذاته ينطبق عربيًا أيضًا، إذ تغيّرت النخب الحاكمة، ولو بالاتجاه السلبي، مع انقلاباتٍ عسكرية هزت حواضرنا الكبرى الثلاث، القاهرة ودمشق وبغداد، التي استنسخت وحدثت لاحقًا في معظم العالم العربي، السودان والجزائر وليبيا واليمن، حينها وصل الانقلابيون إلى السلطة على ظهور الدبابات، بشعاراتٍ ثوريةٍ عن إزالة آثار النكبة الأولى، لكنهم تسببوا بنكسةٍ، هي في الحقيقة نكبةٌ أخرى، في غضون عشرين عامًا تقريبًا، في يونيو/حزيران 1967.
بعد النكبة الأولى ظهر جيلٌ قياديٌ فلسطينيٌ جديدٌ، مع طيّ صفحة الجيل القديم، بقيادة الزعيم أحمد الشقيري، الذي قام بمساعدة دولٍ عربيةٍ، وتقدير التوازنات، لا الانحياز بينها، بتأسيس منظّمة التحرير 1964، التي كانت ولا تزال أهمّ إنجازٍ فلسطينيٍ، رغم النكبات المتتالية، كونها جسدت الكينونة والهوية الوطنية والقومية عبر المؤسسات الراسخة، المجلس الوطني، والصندوق القومي، وجيش التحرير، وقبل ذلك وبعده؛ الميثاق القومي التأسيسي، وتكريس فكرة، بل حقيقة أنّ القضية الفلسطينية قضيةٌ سياسيةٌ بامتيازٍ، وليست قضية للاجئين فقط، مع تقدير أهمّية قضية اللاجئين، باعتبارها عنوانًا حتّى العودة وتقرير المصير، بالعموم بدت المنظمة ردًّا على النكبة،  وإنجازًا تاريخيًا لا يمكن التقليل منه بأيّ حالٍ من الأحوال.
بعد عقدين على النكبة الأولى، وأداء أحمد الشقيري ورفاقه الواعد والمناقبي والنزيه، ومع افتراض حسن نية الانقلابيين العسكر، وقعت نكسة حزيران 1967، التي كانت بالتأكيد أكثر من مجرد نكسة، نكبة موصوفة، مع هزيمة ثلاثة جيوشٍ عربيةٍ، واحتلال كامل فلسطين التاريخية، بما فيها القدس، إضافةً إلى شبه جزيرة سيناء، وهضبة الجولان الاستراتيجية في ستّ ساعاتٍ لا ستّة أيّامٍ، حدثت تحوّلاتٌ استراتيجيةٌ بالقضية الفلسطينية، تمامًا كما جرى بعد النكبة الأولى 1948.
حينها؛ أيقن الحكام العرب أنّها نكبةٌ كاملة الأوصاف، لكنهم لم يستخدموا المصطلح الحقيقي عمدًا، كونهم وصلوا على ظهور الدبابات، واستبدوا وقهروا وأهانوا وأفقروا الناس بحجة تحرير فلسطين، وبعدها سعوا عمليًا إلى مواجهة التاريخ وتغيير القضية بدل أن يتغيروا، مع قبولهم بقرار مجلس الأمن رقم 242، ومشروع وزير الخارجية الأميركي وليم روجز، وزرع بذور حلّ الدولتين ونواته، فلسطين على 22% من أراضيها التاريخية، حينها فرض المنطق والتاريخ نفسه، رغم محاولات الإنكار، مع تغييرٍ قياديٍ كبيرٍ عربيًا وفلسطينيًا أيضًا.
عربيًا، أدت النكسة إلى تغييرٍ قياديٍ وفكريٍ وسياسيٍ كبيرٍ، مع انهيار مشروع القومية العربية لعبد الناصر، وذهاب مصر أنور السادات إلى الصلح والتفاوض والسلام مع إسرائيل، عبر معاهدة كامب ديفيد، ثم معاهدات السلام الأخرى بين الدول العربية وإسرائيل.
في النكبة الأولى، احتلت إسرائيل أربعة أخماس فلسطين التاريخية، وأجبرت بالقوة مليون فلسطينيٍ تقريبًا على اللجوء إلى الضفّة وغزّة والدول العربية المجاورة
فلسطينيًا، كان الحال كذلك أيضًا، إذ شهدنا تغييرًا قياديًا كبيرًا كما حصل بعد النكبة الأولى، بعد أن فهم الشقيري الحقيقة بأنّه لا بدّ من رحيله، حينها اتخذ قرارًا تاريخيًا ومفصليًا يقضي بتسليم القيادة إلى جيلٍ جديدٍ من الفدائيين الشباب، الذي نقل القضية إلى مستوىً آخر سياسيًا ونضاليًا وشعبيًا، حتّى مع القراءات النقدية للتجربة، التي أوصلت إلى مشروع السلطة، واتّفاق أوسلو أيضًا، رغم النيات الطيبة، والاجتهادات الخاطئة للزعيم ياسر عرفات ورفاقه.
الآن لا بدّ أن يتكرر التغيير القيادي، رغم المكابرة والعناد، ومحاولة الوقوف في وجه طوفان التغيير القادم. هذا يعني بتفصيلٍ أكثر، طيّ صفحة رئيس السلطة محمود عباس، مع انهيار خياراته الأساسية وفشلها، فحكمه ميّت سريريًا منذ سنواتٍ طويلةٍ من الناحية السياسية، بعدما بات أقرب إلى رئيس تصريف أعمالٍ، مع انهيار نهج المفاوضات، والذهاب إلى الخطوات الأحادية، للتغطية على فشل خيار التفاوض، والعجز عن حماية الفلسطينيين بالداخل، وتجاهلهم بالخارج. وقبل ذلك كلّه؛ لا شكّ أن محمود عباس كان شريكًا في حصار غزّة، بعد الاقتتال والانقسام، الذي يعدّ أحد أسباب النكبة الراهنة.
أما حركة فتح، صاحبة الرصاصة الأولى، ومطلقة ثورتنا المعاصرة، فقد تبقى أو لا، وربّما تنشق إلى ثلاثة أو أربعة أجسام جديدة، وستشهد حتمًا بروز جيلٍ قياديٍ جديدٍ، ولو بمسمياتٍ مختلفةٍ. الأمر ذاته ينطبق على حماس أيضًا، التي قد تغيّر اسمها، وستشهد بكل تأكيدٍ ظهور جيلٍ قياديٍ جديدٍ بعد رحيل قيادتها العسكرية والسياسية، وتبقي شيوخ في الستين أو السبعين، أصبح رحيلهم مسألة وقتٍ، ولو بعد مرحلةٍ تنظيميةٍ انتقاليةٍ، مع التذكير بنصيحةٍ متذاكيةٍ، لكن لافتةٍ، قدمها للحركة وزير الخارجية الإيراني الراحل حسين عبد اللهيان، بداية الحرب بتغيير الوجوه.
نظريًا؛ ستبقى منظّمة التحرير مرجعيةً عليا للشعب الفلسطيني، والجسم والعقل القيادي له. لكنها ستحتاج بالتأكيد إلى إعادة البناء، مع سقوط المنظومة الهرمة والمترهلة وغير الكفؤة، التي تديرها وتتسلط عليها. أما السلطة فالأمر غير محسومٍ، وسنكون بحاجةٍ إلى حوارٍ وطنيٍ واسعٍ بشأنها، كما بشأن اتّفاق أوسلو المؤسس لها.
في الأخير؛ يجب أن نفهم أنّ الصراع مع الاحتلال ماراثوني، وليس هناك جيلٌ قياديٌ مضطر لحسمه بأيّ طريقةٍ كانت، حتّى مع استشراس إسرائيل، فهي كانت، ولا تزال، نبتةٌ غير قابلةٍ للاستمرار في بيئةٍ مختلفةٍ ومعاديةٍ، ولم تفرض الهزيمة والاستسلام علينا، وهذا عاملٌ ومعطى استراتيجيٌ مهمٌّ. لكن انتصارنا نحن أمرٌ مختلفٌ، ويحتاج إلى موازين قوى جديدة، فلسطينيًا وعربيًا، وأمر اليوم يتمثّل في الحفاظ على القضية من النسيان، وعدم منع الأجيال الجديدة من إدارة الصراع حتّى تحقيق الآمال والحقوق المشروعة للآباء والأجداد.
## هندسة الفوضى والتفكيك المجتمعي في غزة
30 June 2025 04:04 PM UTC+00
رغم حالة المقاومة السائدة حتّى الأن في قطاع غزّة، بعد أكثر من عشرين شهرًا على حرب الإبادة، واستمرار حالة الصمود والثبات بالرغم من عمل ماكينة القتل والتدمير والحصار من دون توقفٍ، وعمق المجاعة وسوء التغذية، وحتّى مع مضي حكومة الكيان في العدوان على إيران، وتوجيه الجهود الاستخبارية والعسكرية والسياسية نحو هذه الجبهة الجديدة، إلّا أنّ مخطط الطرد، ودفع السكان نحو الهجرة، أو على الأقلّ جزءٍ كبيرٍ منهم، لا زال قائمًا، وما زال بنيامين نتنياهو مصرًا على تنفيذ ما يدعي أنّه "رؤية الرئيس دونالد ترامب لمستقبل قطاع غزّة"، عبر تدابير وإجراءاتٍ تخلق فضاءاتٍ ومساراتٍ تمهد الطريق إلى ما يسميه الإعلام الصهيوني بـ"الهجرة الطوعية"، وهي ليست طوعيةً طبعًا.
لجأت قيادة الكيان، بأدوات الآلة العسكرية الجبارة، منذ بداية الحرب إلى تنفيذ مخططات الطرد، من خلال القتل والتدمير، واستهداف مقومات الحياة الأساسية، لكن هذا المسار فشل في تحقيق أهدافه، ما دفع نتنياهو وحكومته الفاشية إلى اقناع الرئيس الأميركي، قبل تسلمه مقاليد الأمور في البيت الأبيض، بتبنّي رؤية "ريفيرا غزّة"، عبر تهجير 50% من سكان القطاع، تحت لافتة إعادة إعمار وبنائه بهندسةٍ عصريةٍ، وتحويله إلى واحةٍ سياحيةٍ واعدةٍ.
لم تصل محاولات قيادة الاحتلال الإسرائيلي السياسية، وأدواتها الاستخبارية لابتكار طرق ومسارات جديدة لتدمير مقومات الحياة، إلى حالة اليأس ولم تتراجع، وهو ما تُرجم عمليًا خلال الأشهر القليلة الماضية بتصاعد حالة الفوضى والفلتان الأمني في قطاع غزّة. من أبرز تلك المظاهر المُبتكرة؛ التحكم الكامل في المساعدات الانسانية كمًا ونوعًا عبر مؤسسةٍ أميركيةٍ صهيونيةٍ برداءٍ إنسانيٍ،  مع إلغاء دور المؤسسات الدولية، خصوصًا مؤسسات الأمم المتّحدة، وتوزيعها بفوضوية وعشوائية مذلة ومهينة بطريقةٍ متعمدةٍ، لتعميق الأزمة الإنسانية وليس للتخفيف منها، حتّى حوّل الاحتلال مناطق دخول بعض الشاحنات، التي سمح الاحتلال لها بالدخول لأغراضٍ دعائيةٍ، إلى مصائد موتٍ حقيقيٍ، إذ لم يمكنها من التوجه إلى المخازن المُخصصة، أو أماكن توزيعها، من خلال استهداف فرق الحماية والمتطوعين، وقد سقط العشرات منهم خلال الأسابيع الماضية، ويتبع ذلك تعميق حالة الفقر والعوز، وتوسيع التفاوت الطبقي، وتشكيل أقلية، لا تتعدى 10% من بقية أفراد المجتمع، منفصلة عن الواقع النفسي والإنساني العام السائد في القطاع.
ويضاف إلى هذه الوسائل المبتكرة استمرار عداد القتل اليومي، بوتيرةٍ شبه ثابتة (50 إلى 80 شهيدًا يوميًا)، والتدمير الممنهج عبر الريبوتات المفخخة، وتدمير المنظومة الصحية
كما سمح لما يُسمى "بالمنسق"، التابع للجيش الصهيوني، والمنوط به التعامل مع الشؤون المدنية في قطاع غزّة، بعددٍ قليلٍ جدًا من الشاحنات التجارية، ولكن ليس لدواعيٍ إنسانيةٍ، بل لجمع ما تبقى من العملة الجديدة نسبيًا (الشيكل الإسرائيلي)، عبر التجار والسماسرة الجشعين، وتقليص كمية العملة الموجدة في السوق، التي في معظمها متهالكة، بما يصعب عمليات الشراء والبيع، ويحولها إلى عمليةٍ منهكةٍ ومعقدةٍ.
من المظاهر أيضاً، تكوين مجموعاتٍ من العملاء، ومن أصحاب السوابق الإجرامية لتنفيذ مهامٍ عسكرية أو مدنية نيابةً عن الجيش الصهيوني تتطلب تعاملًا مباشرًا مع المواطنين، وتسهيل دخول السلاح الخفيف والذخيرة إلى عددٍ من المجموعات المشبوهة، وبعض العائلات، خصوصًا التي كانت مسؤولةً؛ إلى حدٍّ كبيرٍ، عن الفوضى والفلتان في قطاع غزّة قبل عام 2007، لتعزيز الاحتكام للسلاح في النزاعات، وتدعيم سلطة العشائر، بما يمهد الطريق لما يشبه الحرب الأهلية.
ومن المظاهر أيضًا، حشر سكان القطاع، البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة قبل الحرب، في مناطق محددة لا تتجاوز مساحتها 40% من مساحة القطاع، بقوّة السلاح وسياسة الإخلاءات، وفصلها عن السلة الغذائية بالكامل، ومصادر المياه النادرة والنقية نسبيًا، وهي المناطق الواقعة غرب شارع صلاح الدين، ضمن ثلاث كتل سكانية مدينة غزّة وأحياؤها، والمنطقة الوسطى، ومواصي خانيونس، وإجبار الغالبية على السكن في مدن وتجمعات الخيام غير المنظّمة في ظروفٍ إنسانية مزرية، ما يؤدي إلى تقييد حركة المواطنين، وتحويل الكتل السكانية إلى أكبر سجن في العالم حرفيًا.
ويضاف إلى هذه الوسائل المبتكرة استمرار عداد القتل اليومي، بوتيرةٍ شبه ثابتة (50 إلى 80 شهيدًا يوميًا)، والتدمير الممنهج عبر الريبوتات المفخخة، وتدمير المنظومة الصحية، والتضييق على ما تبقى منها إمعانًا في زيادة معاناة الجرحى والمرضى وذويهم.
بالمحصلة فإن هدف القيادة السياسية الصهيونية الفاشية تجاوز منذ أشهر طويلةٍ مسألة ردة الفعل على "طوفان الأقصى"، إلى تدمير مقومات الحياة، وتفكيك البنية المجتمعية، وتعزيز حالة الفوضى والفلتان الأمني، بما يهيئ الأجواء، عاجلاً أم آجلاً، لتفريغ 50% من سكان القطاع، على الأقلّ، حسب المخطط الصهيوني. لكن الواقع وصيرورة الأحداث شيء، ومخططات نتنياهو وشركائه الفاشيين شيءٌ آخر، بمعنى أن هذه المخططات ليست قدرًا مسلمًا به.
## كيت ناش تريد التعاون مع فرقة "نيكاب" المتضامنة مع الفلسطينيين
30 June 2025 04:04 PM UTC+00
أعربت المغنية الإنكليزية كيت ناش عن إعجابها بفرقة الراب الأيرلندية الشمالية "نيكاب"، مُعربةً عن رغبتها في التعاون معها، ومُسلّطةً الضوء على أهمية استخدامها النضالي لحفلاتها ومختلف منابرها، وعبّرت الفنانة عن هذه الرغبة بينما تتعرّض الفرقة لهجمة صهيونية شرسة بسبب تعبيرها المستمر عن التضامن مع الفلسطينيين خلال حفلاتها ومواقع التواصل.
وتشتهر فرقة نيكاب بكلمات أغانيها الاستفزازية، وتضامنها مع الفلسطينيين، وحلمها بأيرلندا الشمالية جمهوريةً مستقلة. وقد عادت وخلقت الجدل في الأيام الأخيرة بعدما رفضت قناة بي بي سي، المتهمة باستمرار بالتحيز الشديد للاحتلال الإسرائيلي على حساب الصوت الفلسطيني، بثّ حفلها في مهرجان غلاستونبري. وبالرغم من هذا أعربت ناش عن إعجابها بالفرقة ورغبتها في التعاون معها. 
"أحب فرقة نيكاب"
قالت ناش في لقاء بالفيديو "أنا أحب فرقة نيكاب. وأود التعاون معها. بل أحب التعاون. أعتقد حقاً أن التعاون جزءٌ رائعٌ ومهمٌ من حياة الفنان، لأنه يتعلم في كل مرة يتعاون فيها مع شخصٍ مختلف"، وأضافت أن "التعاون مع فرقة نيكاب سوف يكون رائعاً. والدتي من دبلن، وأعتقد أن طريقة استخدامهم لمنصتهم السياسية مهمةٌ حقاً". ولم تكتفِ الفنانة بإبداء الإعجاب بالفرقة المشاكسة، بل وجهت كذلك سهام نقدها للحكومة البريطانية.
ناش تنتقد الحكومة
قالت ناش في اللقاء إنّ هناك أمراً "مهماً" في "محاولة الحكومة البريطانية إسكات الموسيقيين الأيرلنديين"، "للمملكة المتحدة تاريخٌ في القيام بذلك، ولا أعتقد أن الإنكليز يفهمون هذا التاريخ على الإطلاق"، ولفتت إلى أن هناك فرصةً لتثقيف الناس حول التاريخ الإنكليزي والأيرلندي، ولأن ناش نصف أيرلندية، فهي حريصةٌ على رؤية ذلك يحدث.
وكانت "نيكاب" قد لفتت الأنظار في مهرجان كوتشيلا الأميركي عندما عبّرت بقوة عن تضامنها مع الفلسطينين في غزة، الذين يعانون من إبادة إسرائيلية خلّفت نحو 190 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال. وقد أُلغيت حفلات عدة للفرقة، بما في ذلك مهرجان في اسكتلندا، ومهرجانان في ألمانيا، وحتّى عندما أقيم حفل غلاستونبري السبت، لم يُبث على "بي بي سي".
## أوروبا بين كسر حصار غزة والاعتراف بدولة فلسطين
30 June 2025 04:05 PM UTC+00
ولّدت تداعيات حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزّة موجةً من التضامن العالمي مع قضية فلسطين وقطاع غزّة، ونجحت في تغيير نبرة الخطاب الدبلوماسي الأوروبي تجاه موضوع حصار قطاع غزّة، كما يلاحظ من تزايد المطالبات الأوروبية والدولية والأممية بضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، بيد أنّ هذه التداعيات لم تصل إلى حدّ النجاح في كسر الحصار، وإرغام إسرائيل على الخضوع لمقتضيات القانون الدولي، بشأن مسؤولية دولة الاحتلال عن السكان المدنيين الواقعين تحت الاحتلال.
وعلى الرغم من الحراك الشعبي العالمي المتضامن مع القضية الفلسطينية، لا سيّما بشأن إدخال المساعدات إلى قطاع غزّة ووقف الحرب، بقي كسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزّة مرهونًا بتفاعل أربعة عوامل، أولها استمرارية الدعم الأميركي اللا محدود لإسرائيل، واجتهاد واشنطن في إيجاد مخارج لحليفها الإسرائيلي، كي يفلت من المسؤولية عن تجويع أهالي قطاع غزّة، واستهداف قوات الاحتلال لطالبي المساعدات، بشكل منهجي مقصود، ولا سيما حول مراكز/مقرات مؤسسة غزّة الإنسانية الأميركية، التي تحولت "مصائد موت محقّق" للغزيين المجوَّعين.
يلعب العامل الإسرائيلي دورًا أساسيًا كابحًا أمام كسر حصار غزّة والاعتراف بدولة فلسطين، على حدٍّ سواء، كما يظهر من عودة حكومة بنيامين نتنياهو إلى سياستها المعتادة في توسيع صراعها الإقليمي
ثانيها؛ الإحجام الرسمي الأوروبي، سواء على مستوى الاتّحاد الأوروبي، أم على مستوى دوله عن دعم جهود الناشطين الأوروبيين والعالميين لكسر الحصار بحرًا (عبر السفينة مادلين أو غيرها)، على الرغم من تغير نبرة الخطاب الدبلوماسي الأوروبي تجاه حصار قطاع غزّة، كما سلف القول، لكن من دون الوصول إلى حدّ فرض عقوباتٍ أوروبية جماعية على إسرائيل، بسبب الانقسامات في مواقف الأعضاء حول حرب غزّة والسلوك الإسرائيلي إجمالاً.
ثالثها غياب المساندة الرسمية العربية لكسر الحصار، على الرغم من قرارات القمة العربية الإسلامية في الرياض (2023/11/11) بهذا الشأن، التي نصت على "كسر حصار غزّة، وفرض إدخال قوافل مساعداتٍ إنسانيةٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ ودوليةٍ؛ تشمل الغذاء والدواء والوقود، إلى القطاع فورًا، ودعوة المنظّمات الدولية إلى المشاركة في هذه العملية، وتأكيد ضرورة دخول هذه المنظّمات إلى القطاع، وحماية طواقمها وتمكينها من القيام بدورها الكامل، ودعم وكالة الأمم المتّحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا". رابعها تذبذب حركة التضامن العالمية مع قضية غزّة وفلسطين، وخضوعها لحالاتٍ من المدّ والجزر، تأثرًا بالسياقات العالمية والإقليمية، لا سيّما الضغوط الأميركية/ الإسرائيلية.
كما يبدو لافتًا إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (2025/6/13) عن تأجيل المؤتمر الدولي بشأن حلّ الدولتين والاعتراف بفلسطين، بعيد اندلاع شرارة الحرب الإسرائيلية ضدّ إيران، ما يؤكد محدودية مساحة الأداة الدبلوماسية في قضية فلسطين، لا سيّما جهود إعادة إحياء مسار التسوية بصيغة حلّ الدولتين، على ضوء تحذير إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الدول من المشاركة؛ إذ "تعارض واشنطن أيّ خطوةٍ من شأنها الاعتراف من جانبٍ واحدٍ بدولةٍ فلسطينيةٍ مفترضةٍ، كونه يضيف عراقيل قانونية وسياسية كبيرة أمام الحل النهائي للصراع، ويضغط على إسرائيل أثناء حربها، ومن ثمّ يدعم أعداءها"، وفق تقرير وكالة رويترز.
من جانبٍ آخر، يلعب العامل الإسرائيلي دورًا أساسيًا كابحًا أمام كسر حصار غزّة والاعتراف بدولة فلسطين، على حدٍّ سواء، كما يظهر من عودة حكومة بنيامين نتنياهو إلى سياستها المعتادة في توسيع صراعها الإقليمي، وتصدير أزماتها الداخلية إلى الخارج (خصوصًا استهداف اليمن ولبنان وسورية وإيران)، هروبًا من تحمّل تداعيات جرائم جيش الاحتلال الصهيوني في حرب الإبادة على غزّة، في ظلّ غياب أيّ طرحٍ سياسيٍ إسرائيليٍ يعترف بالحقوق الفلسطينية المشروعة، وعودة الداخل الإسرائيلي للاصطفاف خلف هدف القضاء على البرنامج النووي الإيراني.
غياب المساندة الرسمية العربية لكسر الحصار، على الرغم من قرارات القمة العربية الإسلامية في الرياض (2023/11/11) بهذا الشأن، التي نصت على "كسر حصار غزّة
يبقى التأكيد أن تصاعد الضغط الشعبي العربي على صانع القرار العربي من شأنه دفع الأمور إلى تغيير الموقف الرسمي العربي من حصار غزّة، لأنه من المعيب إعاقة السلطات المصرية وقوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر المسيرة التضامنية الدولية مع قطاع غزّة (قافلة الصمود المغاربية)، التي شارك فيها مئات المتضامنين من 32 دولةً، بغية الوصول إلى حدود قطاع غزّة عبر معبر رفح البري مع مصر، لإدخال مساعداتٍ إنسانية، والتعبير عن التضامن العربي مع معاناة الشعب الفلسطيني، خصوصًا أهالي قطاع غزّة.
## أتلتيكو مدريد يعلن رحيل أزبليكويتا ورينيلدو
30 June 2025 04:08 PM UTC+00
أعلن نادي أتلتيكو مدريد الإسباني رحيل اثنين من عناصره الدفاعيين، وهما المدافع الموزامبيقي رينيلدو ماندافا (31 عاماً) والدولي الإسباني سيزار أزبيليكويتا (35 عاماً)، وذلك بعد فترة أمضياها في صفوف الفريق، قدّما خلالها ما بوسعهما لدعم التشكيلة التي يقودها المدير الفني الأرجنتيني دييغو سيميوني (55 عاماً). ويستعد النادي حالياً للدخول في سوق الانتقالات بحثاً عن بدلاء يوازون قيمة الثنائي أو يتفوقون عليهما.
وأعلن الحساب الرسمي لنادي أتلتيكو مدريد، عبر منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، خبر رحيل الثنائي الدفاعي، موجهاً لهما رسائل شكر وتقدير. وجاء في وداع رينيلدو: "شكراً جزيلاً، رينيلدو. شكراً لشجاعتك وتفانيك طوال فترة وجودك مع أتلتيكو. نتمنى لك التوفيق في محطتك المقبلة"، مرفقة بمقطع فيديو يوثّق أبرز لحظاته مع الفريق. ولم تختلف لهجة الشكر في رسالة الوداع إلى أزبيليكويتا التي جاء فيها: "شكراً جزيلاً، سيزار. شكراً على التزامك وروحك القيادية خلال مسيرتك معنا"، مع نشر مقطع فيديو مشابه يوثق مشاركاته مع النادي، تماماً كما فعلوا مع زميله الموزامبيقي.
وانضم رينيلدو إلى صفوف أتلتيكو مدريد عام 2022 قادماً من نادي ليل الفرنسي، وخاض 103 مباريات بقميص الفريق. لكن مسيرته بدأت في التراجع بعد تعرضه لإصابة قوية في الركبة خلال عام 2023، تمثلت في قطع بالرباط الصليبي. ومع نهاية عقده، جلس اللاعب على طاولة المفاوضات مع إدارة النادي، وجرى التوصل إلى اتفاق يقضي بعدم التجديد، في ظل قناعة المدرب دييغو سيميوني بأنه لن يعتمد عليه في خططه المستقبلية. وتشير التقارير إلى أن الإيطالي ماتيو روجيري (23 عاماً) يُعد أبرز المرشحين لخلافته، في حين بات من المنتظر أن يواصل رينيلدو مشواره مع نادي سندرلاند، العائد إلى الدوري الإنكليزي الممتاز.
وقرّر نادي أتلتيكو مدريد عدم تجديد عقد المدافع الإسباني سيزار أزبيليكويتا بعد مشاركته في 54 مباراة بألوان الفريق. ويملك أزبيليكويتا مسيرة حافلة بالإنجازات، خاصة خلال فترته الطويلة مع نادي تشلسي، إذ توّج بدوري أبطال أوروبا عام 2021، والدوري الأوروبي في نسختي 2013 و2019، إلى جانب عدد من الألقاب المحلية. كما سبق له أن لعب مع أولمبيك مرسيليا، وحقق معه كأس الرابطة الفرنسية عام 2012، واحتل معه وصافة "الليغ1" مرتين. ورغم تجربته الثرية، فإنه لم ينجح في تحقيق أي لقب مع أتلتيكو مدريد، ليغادر من دون أن يدوّن إنجازاً يُذكر في سجله مع "الروخيبلانكوس".
## أثرياء العالم يفرون من إسرائيل... تُرى ما السبب؟
30 June 2025 04:12 PM UTC+00
قبل سنوات قليلة كان أثرياء ومليونيرات العالم وهوامير المال وقناصو الصفقات يتهافتون للعيش والاستثمار في إسرائيل باعتبارها الأكثر استقرارا وأمانا في منطقة الشرق الأوسط من وجهة نظرهم، والأكثر تحقيقا للربحية والنمو، والأفضل تطورا من حيث التكنولوجيا وامتلاكا للبنية التحتية، والأفضل من حيث امتلاك التشريعات والقوانين الميسرة للاستثمار والمحفزة لجذب الأموال والصناعات المتطورة، وأفضل بيئة للشركات الناشئة ومتوسطة الحجم ووجهة مزدهرة للباحثين عن الثروة. كما أن لديها قطاعا ماليا ومصرفيا قويا وسيولة نقدية ضخمة، وتطبق أعلى معايير الشفافية والحوكمة والامتثال. وكانت إسرائيل أيضا واحدة من الدول القليلة التي ارتفع فيها مستوى معيشة الفرد والدخل السنوي بشكل ملحوظ، ولذا حلت في المركز الرابع بين أكثر المناطق الجاذبة لاستقطاب أصحاب الملايين.
ووجدنا سباقا من أثرياء وشركات عالمية كبرى ومتعددة الجنسيات نحو الاستثمار في دولة الاحتلال لدرجة أن شركة بحجم إنتل الأميركية قررت في نهاية عام 2023 ضخ استثمارات جديدة بقيمة 25 مليار دولار في مشروعاتها الصناعية في إسرائيل وإقامة مصنع جديد للرقائق تفوق قدراته الإنتاجية مصنعها الرئيسي في الولايات المتحدة، وكان هذا أكبر استثمار دولي على الإطلاق تباهت به إسرائيل لشهور.
وجذبت دولة الاحتلال، إضافة إلى أثرياء عالميين، أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم وفي المقدمة صندوق الثروة السيادي النرويجي البالغ حجمه 1.8 تريليون دولار، ويعتبر الأكبر في العالم، كما جذبت بنوك الاستثمار الكبرى والشركات العالمية المتخصصة في صناعة الأسلحة والأدوية والتقنية والتكنولوجيا الفائقة والماس والسيارات. وساهم هذا الزخم الاستثماري في رفع صادرات إسرائيل إلى مستوى 165 مليار دولار في العام 2022، منها صادرات عسكرية بقيمة 12.5 مليار دولار.
بل إن بنك الاستثمار السويسري الشهير "كريدي سويس" رصد قبل سنوات وجود عدد ضخم من أثرياء العالم وأصحاب الملايين الذين يعيشون داخل دولة الاحتلال، وذكر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 أن العدد يتجاوز 157 ألفاً و286 مليونيراً، بالإضافة إلى عشرة أثرياء من أصحاب المليارات، وأنه من المتوقع أن يصل إلى 174 ألف مليونير بحلول عام 2024، و20 مليارديراً، خصوصاً بعد توقيع اتفاقات التطبيع مع الإمارات والبحرين والمغرب. وتساءلت بنوك استثمار عالمية وقتها عن سر انتقال الأغنياء إلى إسرائيل التي تحولت إلى قوة اقتصادية للتكنولوجيا المتقدمة (الهايتك).
منذ السابع من أكتوبر، وقبلها أزمة الانقلاب القضائي، تغيرت الصورة تماماً بسبب تدهور الوضع الأمني والاقتصادي داخل إسرائيل التي شهدت موجة هروب لأثرياء العالم، صاحبها نزوح ضخم للأموال، فقد غادر نحو 1700 مليونير دولة الاحتلال خلال 2024
وعقب تسارع مشاريع التطبيع العربية ــ الإسرائيلية وإبرام اتفاقيات أبراهام، زاد تدفق المال الخليجي والعربي على إسرائيل، ففي مارس/ آذار 2021 مثلا، أعلنت الإمارات تأسيس صندوق بقيمة عشرة مليارات دولار لدعم الاستثمارات في إسرائيل. وفي نهاية هذا العام تدفق على إسرائيل أكبر استثمار عربي، حيث اشترت شركة "مبادلة للبترول" التابعة للحكومة الإماراتية حصة شركة "ديليك" الإسرائيلية للغاز الطبيعي، البالغة 22%، من أسهم حقل الغاز الإسرائيلي "تمار" مقابل 1.1 مليار دولار.
إلا أنه منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وقبلها أزمة الانقلاب القضائي، تغيرت الصورة تماماً بسبب تدهور الوضع الأمني والاقتصادي داخل إسرائيل التي شهدت موجة هروب لأثرياء العالم والنخب المحلية، صاحبها نزوح ضخم للأموال، فقد غادر نحو 1700 مليونير دولة الاحتلال خلال عام 2024، وفق أرقام صادرة عن شركة "هينلي آند بارتنرز" المتخصصة في شؤون الهجرة. وتراجع عدد الأثرياء في مدينتي تل أبيب وهرتسليا من 24.3 ألفاً في عام 2023 إلى 22.6 ألفاً في 2024، كما أنه من المتوقع أن تشهد إسرائيل مغادرة نحو 350 مليونيراً هذا العام، وربما يتضاعف العدد في ظل الدمار الواسع الذي أحدثته صواريخ إيران في البنية التحتية الإسرائيلية وسمعتها المالية والاستثمارية ومنشآتها الاقتصادية.
لا يتوقف الأمر عند حد نزيف المال بل امتد إلى هجرة الكفاءات وخسارة إسرائيل رأسمالها البشري في أكثر القطاعات حيوية، ففي عام 2024، غادر 18.2 ألف شخص دولة الاحتلال، معظمهم من أصحاب الكفاءات العالية. وفي قطاع التقنية الحيوي، غادر نحو 8300 موظف، أي 2% من قوة القطاع.
إسرائيل العنصرية المنبوذة عالمياً فقدت بريقها الاستثماري وجاذبيتها المالية وسط تدهور اقتصادي وأمني حاد، وفقدت معها النخبة المالية الثقة ببيئة الاستثمار السامة، وبدت الصورة أمام هؤلاء وغيرهم غامضة وقاتمة لسنوات طويلة مقبلة، وحتى لو انتهت الحرب في غزة ومع إيران، فإن الصورة الوردية الجذابة القديمة لإسرائيل لم تعد قائمة، ولذا سيفكر أثرياء العالم عشرات المرات قبل إعادة أموالهم إلى دولة احتلال مارست أسوأ جريمة إبادة جماعية في التاريخ.
## العراق: مسلحون بـ"العمال الكردستاني" يستعدون لتسليم أسلحتهم
30 June 2025 04:29 PM UTC+00
أفادت مصادر كردية مسؤولة في إقليم كردستان، شمالي العراق، بأن فصيلاً من مسلحي حزب العمال الكردستاني سيُسلم أسلحته خلال الأيام القادمة كبادرة "حسن نية" لإطلاق عملية الحل في تركيا، وبحسب المعلومات التي نقلتها وسائل إعلام كردية، فإن مراسم التخلي عن الأسلحة ستجري في مطلع شهر يوليو/تموز القادم في إقليم كردستان.
وفي منتصف مايو/ أيار الماضي، أعلن حزب العمال الكردستاني حلّ نفسه وإنهاء الصراع المسلّح مع تركيا بناء على مقررات المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني، الذي عُقد بناءً على دعوة زعيم الحزب عبد الله أوجلان، بحل الحزب والتحول إلى العمل السياسي والاجتماعي. ونتج عن الاجتماع الذي وصفه أنصار "العمال الكردستاني" بـ"الناجح"، قرارات من ضمنها الانصياع لدعوة أوجلان وتنفيذ قراره على فترات زمنية، و"تطوير الديمقراطية الكردية، وضمان تشكيل أمة كردية ديمقراطية".
وبحسب موقع "رووداو"، الكردي المقرب من حكومة إقليم كردستان في مدينة أربيل، فإن أوجلان سيوجه رسالة جديدة بخصوص عملية الحل خلال الأيام القليلة القادمة، وبعد ذلك ستبدأ عملية إلقاء الأسلحة، كما أن عدد المقاتلين، الذين تركوا سلاحهم يتراوح بين 20 و30 شخصاً، وأكدوا أنهم سيتخلون عنه في الفترة بين 3-10 يوليو/ تموز، بمراسم بمحافظة السليمانية وبحضور وسائل الإعلام.
ونهاية الشهر الماضي، أكد وزير داخلية إقليم كردستان ريبر أحمد، "قرار حزب العمال الكردستاني بإلقاء الأسلحة... وأدى إقليم كردستان دوره في تقريب الطرفين وسيستمر على ذلك في المستقبل، كما لا تزال هناك نقاط غير واضحة ويقومون بدراستها. على سبيل المثال، موضوع إلقاء الأسلحة متى وكيف وأين سيحدث؟".
وخلال الأسابيع الماضية، ورغم إعلان أوجلان عن حل الحزب، إلا أن القصف التركي على تجمّعات المسلحين الذين ينتمون إلى حزب العمال الكردستاني التركي لم يتوقف، بل شهدت سلسلة من الضربات الجوية التي أدت إلى خسائر في صفوف المسلحين شمالي العراق، في إشارة قد تكون أنها تستهدف جماعات داخل الحزب الكردستاني تمتنع عن الانصياع لقرار زعيمهم عبد الله أوجلان الذي يقضي عقوبة السجن في تركيا.
في السياق، قال عضو في حزب العمال الكردستاني، لـ"العربي الجديد"، إن "الإجراءات الجديدة والتوجهات الحزبية والعسكرية للأعضاء تسعى إلى جس نبض الحكومة التركية ومدى جديتها في التعامل مع الاتفاق الكردي التركي بشأن حل حزب العمال"، مبيناً أن "الأيام المقبلة ستشهد تطورات في هذا الشأن".
وأضاف العضو الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "معظم قيادة الحزب والأعضاء والأنصار ليست لديهم رغبة في معاودة القتال ضد تركيا، بعد قرار قائد الحزب عبد الله أوجلان، وقد انتفت الحاجة للقتال، ولا بد من التوجه نحو العمل السياسي والنضال السلمي من أجل بناء مستقبل كردي جديد"، مؤكداً أن "قادة وأعضاء الحزب اختاروا اللجوء إلى مدينة السليمانية لتكون بداية إنهاء الحزب، لسببين، الأول: منح فرصة لمدينة السليمانية لإعادة تطبيع علاقتها مع تركيا، والثاني: أن معظم قادة وأعضاء الحزب لا يثقون بحكومة أربيل".
ووفق موقع "الجبال" المحلي في العراق، فإنه "تمّ تحديد موقعين في محافظة السليمانية لهذه المرحلة، حيث سيلقي ما بين 40 و100 مقاتل سلاحهم، وستنفذ العملية بإشراف السلطات في إقليم كردستان، كما سيعود المقاتلون الذين يُسلّمون أسلحتهم إلى مواقعهم، وستُسلّم الأسلحة إلى قوات الأمن التابعة لحكومة إقليم كردستان".
وتوجد جيوب لحزب العمّال الكردستاني داخل العراق منذ عام 1984، وتحديداً في سلسلة جبال قنديل الواقعة في المثلث الحدودي العراقي الإيراني التركي، لكن زاد وجوده بعد الغزو العراقي للكويت في 1990، وخروج المحافظات ذات الغالبية الكردية (أربيل ودهوك والسليمانية) عن سيطرة بغداد عام 1991.
وبعد الغزو الأميركي للعراق في 2003، تحولت مدن ومناطق كاملة في شمال العراق إلى معاقل رئيسية لـ"الكردستاني"، وهو ما دفع الجيش التركي إلى التوغل في العمق العراقي وإنشاء أكثر من 30 موقعاً عسكرياً دائماً له في الأراضي العراقية حتى عام 2013. وبعد اجتياح تنظيم "داعش" مساحات واسعة في العراق في 2014، توسع الحزب إلى سنجار ومخمور وزمار وكركوك تحت عنوان حماية الأيزيديين والأكراد، لتبلغ مساحة الأراضي التي يسيطر عليها أو ينشط فيها "الكردستاني" أكثر من أربعة آلاف كيلومتر مربع.
ومن أبرز معاقل الحزب في شمال العراق: سلسلة جبال قنديل، مناطق سيدكان وسوران، الزاب، زاخو، العمادية، كاني ماسي، حفتانين، كارا، متين، زمار ومخمور، سنوني وفيشخابور، في محافظات دهوك، وأربيل، والسليمانية، ونينوى.
## الغرب يستنزف الاقتصاد الروسي عبر سباق تسلح طويل الأمد
30 June 2025 04:39 PM UTC+00
يبدو أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي يعيدان رسم مشهد الحرب الباردة من جديد، ولكن بأدوات حديثة تهدف إلى استنزاف الاقتصاد الروسي في وقت تواجه فيه موسكو تحديات متراكمة بسبب حربها المستمرة في أوكرانيا. ففي قمة لاهاي الأخيرة، اختارت الدول الغربية تخصيص المزيد من المال لدعم الصناعات الدفاعية وزيادة الإنفاق العسكري، وهو ما يضع روسيا في موقف صعب إذا أرادت مجاراة الغرب في سباق تسلح جديد. بينما توحّد أوروبا وأميركا صفوفها في إطار الحلف الأطلسي، يجد الروس أنفسهم من دون تحالف موازن أو داعم قوي على الطرف الآخر، ما يعمّق عزلتهم الاستراتيجية.
وقد عبّر الكرملين عن استيائه من هذه التطورات. وقال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف إن قرار الناتو بإنفاق 5% من الناتج المحلي على التسلح "يثبت أن الحلف وُجد للمواجهة، وليس للسلام"، مندّدًا بما وصفه بـ"العسكرة المحمومة" التي ترسم صورة عدائية لروسيا لتبرير تصعيد التسلح.
ركود الاقتصاد الروسي ممكن؟
ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022، تخصص روسيا نحو 40% من ميزانيتها للإنفاق العسكري والأمني، وهو ما يمثل حوالي 7% من ناتجها المحلي الإجمالي، بحسب وكالة بلومبيرغ. ويعني هذا أن أي محاولة لمجاراة التصعيد الغربي ستضع الاقتصاد الروسي تحت ضغط هائل. وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة "موسكو تايمز" (Moscow Times) عن مسؤولين روس تحذيرات صريحة من ضائقة مالية تلوح في الأفق. وقد تحدث وزير الاقتصاد مكسيم ريشيتنيكوف عن خطر "ركود اقتصادي"، في حين حذّرت محافظة البنك المركزي إلفيرا نابيولينا من قرب نفاد موارد صندوق الثروة الوطني.
ورغم أن الاقتصاد الروسي لم ينهَر كليًا، فإنه يواجه تضخمًا متسارعًا، بلغ 9% في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، متجاوزًا الهدف الرسمي البالغ 4%. وتجاوزت زيادات أسعار بعض السلع الأساسية 70%، بينما قفز سعر البطاطس بنحو 173%. وتعتمد موسكو اليوم على ما يُعرف بـ"اقتصاد الحرب"، حيث تعمل المصانع العسكرية بكامل طاقتها، وتُقدم حوافز للالتحاق بالجيش من مناطق فقيرة، في صورة تعيد إلى الأذهان ملامح الاقتصاد السوفييتي المفرط في العسكرة.
هل بدأ الضغط يصيب المواطن الروسي؟
في ظل تراجع الرهانات الروسية على دور أميركي يخفف الضغط، خاصة مع حضور دونالد ترامب قمة لاهاي الأخيرة، تتزايد المخاوف من أن تبدأ آثار الحرب تنعكس بشكل مباشر على حياة المواطن الروسي. وقد نجح الرئيس فلاديمير بوتين حتى الآن في عزل المواطن عن الكلفة المباشرة للحرب، لكن وزير الاقتصاد الروسي أقر بأن الوضع لم يعد يحتمل. وطالب خلال منتدى اقتصادي في سانت بطرسبرغ البنك المركزي بخفض سعر الفائدة إلى 20%، بعدما جرى رفعها تدريجيًا إلى 21% منذ الغزو.
وبينما تصعّد أوروبا ضغوطها، تعاني روسيا من تراجع قدرتها على المناورة الجيوسياسية، كما تجلّى في موقفها المحدود من الحرب الإسرائيلية-الأميركية على إيران. فعلى الرغم من "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" مع طهران، لم تتحرك موسكو لحماية حليفتها الإقليمية، ما أضعف مصداقيتها بين شركائها.
مراهنة على الإنهاك الطويل
في المقابل، يبدو أن حلف الناتو يراهن على لعبة استنزاف طويلة الأمد. فحتى الدول الصغيرة مثل ليتوانيا وبولندا ترفع ميزانياتها الدفاعية بشكل غير مسبوق منذ نهاية الحرب الباردة. وبرغم أن الكثير من الإنفاق العسكري الأوروبي مخصص لفترات ما بعد 2035، فإن دول الحلف تمتلك قدرة أكبر على امتصاص التكاليف، ضمن شبكة اقتصادية متكاملة.
وتُظهر تصريحات ترامب في القمة أنه لا ينوي تخفيف اللهجة تجاه موسكو، بل زاد الضغط عندما قال: "اتصل بي فلاديمير (بوتين). سألني إن كان بإمكانه مساعدتنا بشأن إيران. قلت: لا، لست بحاجة إلى مساعدة بشأن إيران. أنا بحاجة إلى مساعدة بشأنكم"، فيما تُظهر الصحف الروسية تزايد القلق من فقدان روسيا دورها العالمي. فقد كتبت صحيفة كومسومولسكايا برافدا أن "قمة الناتو هي خديعة أميركية كبرى"، في حين ذهب المفكر القومي ألكسندر دوغين إلى القول إن "الحرب العالمية الثالثة قد بدأت فعليًا"، متهمًا ترامب بالخضوع لـ"العولميين".
وبينما تستمر الحرب من دون اتفاق على وقف إطلاق النار، تتصاعد المؤشرات على أن الغرب يستخدم أدوات اقتصادية للضغط على موسكو، بهدف دفعها إلى تقديم تنازلات، تمامًا كما حدث في نهايات الحرب الباردة. حينها ساهم الإنهاك الاقتصادي في تفكك الاتحاد السوفييتي، واليوم، يرى مراقبون أن الغرب يحاول كتابة سيناريو شبيه، ولكن بأسلوب جديد.
## لماذا سيغيب ساني عن مواجهة بايرن ميونخ وسان جيرمان في الموندياليتو؟
30 June 2025 04:46 PM UTC+00
لن يكون النجم الألماني، ليروي ساني (29 عاماً)، حاضراً في واحدة من أكثر المواجهات المرتقبة في بطولة كأس العالم للأندية، المقامة حالياً في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك عندما يلتقي بايرن ميونخ نظيره باريس سان جيرمان الفرنسي، يوم السبت المقبل، على ملعب مرسيدس بنز في مدينة أتلانتا، ضمن مباريات الدور ربع النهائي، رغم مشاركته في المباريات السابقة للنادي البافاري في البطولة، آخرها عندما دخل بديلاً خلال الفوز المحقّق على فلامنغو البرازيلي بنتيجة (4-2) في ثمن نهائي المنافسة.
وكشف موقع راديو أر أم سي سبورت الفرنسي، اليوم الاثنين، أن المدير الفني لفريق بايرن ميونخ، البلجيكي فينسنت كومباني (39 عاماً)، سيضطر إلى خوض مباراة ربع النهائي دون وجود ساني في التشكيلة، وذلك بسبب انتهاء عقد الأخير مع الفريق في 30 يونيو/ حزيران الجاري، ورغم مشاركته في ثلاث مباريات خلال النسخة الحالية من بطولة مونديال الأندية، إلّا أن اللاعب سيغادر بعثة الفريق الألماني متوجهاً إلى تركيا للالتحاق بصفوف نادي غلطة سراي، الذي أعلن رسمياً عن ضمه هذا الشهر، ليبدأ معه مرحلة جديدة في مسيرته.
وفشل نادي بايرن ميونخ في التوصل إلى اتفاق مع إدارة غلطة سراي يسمح بتمديد بقاء ساني لبضعة أيام إضافية، حتّى انتهاء مشوار الفريق في البطولة، مع الإشارة إلى أنّ اللاعب البالغ من العمر 29 عاماً قد استُدعي مؤقتاً للمشاركة في النسخة الموسّعة من هذه المسابقة، على أن يغادر في حال الوصول إلى الأدوار المتقدمة، وهو ما حدث فعلاً بعد عبور الدور ثمن النهائي، وبذلك سينال اللاعب السابق لفريق مانشستر سيتي الإنكليزي فترة راحة قصيرة، قبل بدء فترة التحضيرات الصيفية مع فريقه الجديد، استعداداً للموسم المقبل.
وبعد آخر ظهور له بقميص فريق بايرن ميونخ، حرص المدرب فينسنت كومباني على توجيه رسالة وداع خاصة لساني، قال فيها: "لا أملك تجاهه سوى الاحترام، من الغريب أن تودع شخصاً شاركك غرفة الملابس، فزنا بألقاب عدّة معاً في نادي مانشستر سيتي، واستمررنا في حصد الألقاب مع بايرن ميونخ، علاقتي به ستبقى جيدة دائماً، وأتمنى له الأفضل في المستقبل".
## تأييد سجن الصحافي المغربي حميد المهداوي بعد شكوى من وزير العدل
30 June 2025 04:50 PM UTC+00
أيدت محكمة الاستئناف في مدينة الرباط، اليوم الاثنين، سجن مدير نشر موقع بديل المغربي حميد المهداوي مدة عام ونصف عام مع تعويض مدني لفائدة وزير العدل عبد اللطيف وهبي قدره 1.5 مليون درهم (150 ألف دولار أميركي). وجاءت إدانة المهداوي بعدما لوحق بتهم "بث وتوزيع ادعاءات ووقائع كاذبة ومن أجل التشهير بالأشخاص، القذف، والسب العلني"، حسب الفصول 447-2 و444 و443 من مجموعة القانون الجنائي.
وكانت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في الدار البيضاء قد استدعت المهداوي في 17 فبراير/شباط 2024 للتحقيق معه مدة تجاوزت الساعات التسع، وذلك على خلفية شكوى قدمها وهبي، وتتعلق بمحتوى نشره المهداوي على موقعه الإلكتروني "بديل" اتهم فيه الوزير بحصوله على سيارة من نوع "مرسيدس" باعتبارها "أتعاباً" منحتها له سيدة كان ينوب عنها، ومنحته الشيك الذي دفع به ثمن المركبة "الفخمة" لإحدى الوكالات، كما اتهم الوزير بالتلميح إلى تهربه من أداء الضرائب.
المهداوي يواجه أربع شكاوى أخرى
في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قضت المحكمة الابتدائية في مدينة الرباط بسجن مدير نشر موقع بديل المغربي مدة عام ونصف عام مع تعويض مدني لفائدة وزير العدل الحالي قدره 1.5 مليون درهم (150 ألف دولار أميركي). وإلى جانب الشكوى التي فصل فيها القضاء المغربي اليوم استئنافياً، يواجه المهداوي أربع شكاوى أخرى تَقدم بها وزير العدل بموافقة من رئيس الحكومة عزيز أخنوش.
وليست هذه المرة الأولى التي يلجأ فيها وهبي بصفته الحزبية أو الوزارية إلى القضاء في مواجهة الصحافيين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ سبق له أن رفع شكوى مماثلة ضد الناشط محمد رضا الطاوجني متهماً إياه بالتشهير واستغلال ملف "إسكوبار الصحراء" للهجوم على شخصه وربط حزبه بالمخدرات. ويُذكَر أن المهداوي كان قد غادر السجن في 20 يوليو/تموز 2020، بعدما قضى ثلاث سنوات إثر إدانته من طرف محكمة الجنايات في الدار البيضاء بتهمة "عدم التبليغ عن جريمة تمس أمن الدولة" على خلفية حراك الريف، الذي عرفه المغرب في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2016.
## تغييرات واسعة في الأندية المصرية ومدرب عربي وحيد هذا الموسم
30 June 2025 05:04 PM UTC+00
شهدت خريطة المدربين في الدوري المصري لكرة القدم لموسم 2025-2026، الذي ينطلق في منتصف أغسطس/ آب المقبل، بمشاركة 21 نادياً، تغييرات واسعة، إذ تعاقدت 10 أندية مع مدربين جدد، بحثاً عن نتائج أفضل في صراع ينتظر الموسم الجديد، فيما لا يزال كل من الزمالك والإسماعيلي، بعد رحيل أيمن الرمادي وتامر مصطفى (على الترتيب)، ينتظران الإعلان عن هوية مدربيهما الجديدين، مقابل استمرار تسعة مدربين في مناصبهم.
وتصدر تغييرات المدربين في الدوري المصري، النادي الأهلي، الذي بدأ بالفعل عصر الإسباني خوسيه ريبيرو، بعد تعيينه مديراً فنياً للفريق الأحمر لموسمَين، وخاض منافسات كأس العالم للأندية، وخرج من الدور الأول إثر احتلال المركز الأخير في مجموعته، عقب فترة مؤقتة للمدير الفني السابق، عماد النحاس.
ويعتبر خوسيه ريبيرو أمل الأهلي في تقديم كرة قدم هجومية، وقيادة الفريق للحصول على لقب بطل الدوري المصري، عكس سيناريو الموسم الماضي، الذي حسم خلاله الأهلي الدرع في آخر جولة، ولا تزال هناك قضية خصم ثلاث نقاط متداولة في المحكمة الرياضية الدولية، وإن كانت عروض الفريق في كأس العالم للأندية بالولايات المتحدة الأميركية قد أحبطت قطاعات كبيرة من جماهير المارد الأحمر.
وظهر على خريطة الدوري المصري لكرة القدم، مدرب عربي وحيد في نسخة 2025-2026، وهو المدير الفني السابق لنادي وفاق سطيف الجزائري، التونسي نبيل الكوكي، الذي اختير لتدريب النادي المصري البورسعيدي، خلفاً للتونسي أنيس بوجلبان، الذي رحل عن تدريب الفريق، بجانب الجزائري عبد الحق بن شيخة في فريق مودرن سبورت.
ولجأ نادٍ جماهيري ثالث للتغيير، وهو نادي الاتحاد السكندري، الذي اختار أحمد سامي مديراً فنياً له، بعد استقالة مجدي عبد العاطي، واختار نادي غزل المحلة مدرباً جديداً له، وهو علاء عبد العال، الذي رحل عن فريق الجونة، بدلاً من المدرب المؤقت محمد عودة.
وشملت تغييرات خريطة المدربين أندية أخرى، فقد تعاقد نادي مودرن سبورت مع مجدي عبد العاطي، كما تعاقد فريق زد مع محمد شوقي مديراً فنياً لأول مرة في الدوري المصري، ويظهر أحمد عبد العزيز مديراً فنياً لفريق سموحة السكندري، وتولى عبد الحميد بسيوني منصب المدير الفني لفريق حرس الحدود، وجرى اختيار أحمد مصطفى مدرباً لنادي الجونة، ورضا شحاتة مديراً فنياً لفريق كهرباء الإسماعيلية، الصاعد مؤخراً إلى الدوري المصري.
وفي المقابل، سيطر الاستقرار على عدد من الأندية، وهي بيراميدز، بطل دوري أبطال أفريقيا الموسم الماضي، ونادي سيراميكا كليوباترا، بطل كأس الرابطة، الذي جدّد الثقة في مدربه علي ماهر، كما حافظ طارق مصطفى على منصبه في البنك الأهلي، وبقى أحمد خطاب رفقة فريق فاركو، واستمر حمزة الجمل وسيد عيد مع كل من إنبي وبتروجت (على الترتيب)، كما يواصل هيثم شعبان مشواره في فريق طلائع الجيش، ويستمر محمد مكي مدرباً للمقاولون العرب، بعد التأهل إلى الدوري المصري الممتاز، ومحمد الشيخ مع نادي وادي دجلة.
## استراحة الباقة: استشهاد إسماعيل أبو حطب وإصابة بيان أبو سلطان
30 June 2025 05:35 PM UTC+00
استشهد المصور الصحافي الفلسطيني إسماعيل أبو حطب، مساء اليوم الاثنين، من جرّاء قصف نفّذته طائرات الاحتلال الإسرائيلي على استراحة "الباقة" غربي مدينة غزة، كما أصيبت الصحافية بيان أبو سلطان في الغارة نعسها، وأصيب الصحافي محمد سكيك بقصف سابق في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة. وعمل أبو حطب مصوراً صحافياً مع منصات إعلامية عدة ووسائل إعلام مختلفة، ونفّذ معارض فوتوغرافية خارج فلسطين حول الوضع الصعب في غزة. وهكذا، يرتفع عدد الشهداء الصحافيين إلى 228 منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
إدانات اغتيال إسماعيل أبو حطب
دان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة استهداف الاحتلال الإسرائيلي الصحافيين الفلسطينيين وقتلهم واغتيالهم بشكل ممنهج، ودعا الاتحاد الدولي للصحافيين واتحاد الصحافيين العرب وكل الأجسام الصحافية في كل دول العالم إلى إدانة هذه الجرائم ضد الصحافيين والإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة، والتي يؤكد أنها ممنهجة. كذلك، حمّل المكتب الاحتلال والإدارة الأميركية والدول التي ذكر مشاركتها في الإبادة الجماعية، المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، المسؤولية.
وطالب البيان "المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمنظمات ذات العلاقة بالعمل الصحافي والإعلامي في كل دول العالم بإدانة جرائم الاحتلال وردعه وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة وتقديم مجرمي الاحتلال للعدالة"، كما طالبهم بـ"ممارسة الضغط بشكل جدي وفاعل لوقف جريمة الإبادة الجماعية، ولحماية الصحافيين والإعلاميين في قطاع غزة، ووقف جريمة قتلهم واغتيالهم".
كذلك، نعى منتدى الإعلاميين الفلسطينيين أبو حطب، وقال بيان له: "على درب الحرية المعبّد بالدماء والتضحيات، وفي سبيل نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم ونقل معاناته إلى العالم أجمع، ارتقى الصحافي إسماعيل أبو حطب بغارة إسرائيلية على استراحة الباقة على شاطئ مدينة غزة، كما أصيبت الصحافية بيان أبو سلطان وأصيب الصحافي محمد سكيك بقصف سابق في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة".
وأضاف المنتدى أنه "إذ ينعى الصحافي إسماعيل أبو حطب، يجدد العهد لأرواح فرسان الإعلام الفلسطيني الذين كتبوا لفلسطين بدمائهم، مؤكداً استمرار المسيرة على خطاهم". واستنكر المنتدى "الصمت والعجز الدوليين عن حماية الصحافيين الفلسطينيين، وتمكينهم من أداء واجبهم المهني وفقاً للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية".
## وزير الدفاع الألماني يعلن زيارة تضامنية إلى جزيرة غرينلاند
30 June 2025 05:42 PM UTC+00
يعتزم وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، القيام بزيارة تضامنية إلى جزيرة غرينلاند في أواخر الصيف، وهي الجزيرة التي أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب رغبته في ضمّها إلى الولايات المتحدة.
وخلال زيارته للعاصمة الدنماركية كوبنهاغن، قال بيستوريوس، اليوم الاثنين، في إشارة إلى تطلعات ترامب للاستحواذ على الجزيرة، إنه من الملاحظ تراجع التصريحات الصادرة من واشنطن بشأن هذه القضية.
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحافي جمع الوزير الألماني المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي مع نظيره الدنماركي ترولس لوند بولسن، وأضاف بيستوريوس أن هناك إشارات قوية للغاية تدل على التضامن مع الدنمارك وغرينلاند.
وقال: "لذلك نخطّط للذهاب معاً إلى غرينلاند في سبتمبر/أيلول، لأنّني أرغب في رؤية الجزيرة وأريد أن أُظهر تضامننا"، وأكد أن الأمر لا يتعلق بالجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) فحسب، بل يشمل الجناح الشمالي والمنطقة القطبية.
وأضاف: "علينا أن نكون حاضرين في شمال الأطلسي وكذلك في المنطقة القطبية"، مشيراً إلى التهديد العسكري الذي تمثله روسيا.
وأوضح أن هذا الحضور يصبُّ في مصلحة ألمانيا أيضاً، قائلاً: "نحن نعيش على بحر الشمال وبحر البلطيق، ولدينا مصلحة جوهرية في حرية الملاحة وفي أن يكون شمال الأطلسي منطقة آمنة"، وأكد أن بلاده ترغب في زيادة استثماراتها هناك وتعزيز وجودها بالتعاون مع حليفتها الولايات المتحدة.
وتجدر الإشارة إلى أن غرينلاند تتمتع بحكم ذاتي واسع، لكنّها تُعد رسمياً جزءاً من مملكة الدنمارك، وكان ترامب قد صرّح مراراً خلال الأشهر الماضية بأن الولايات المتحدة يجب أن تسيطر على هذه الجزيرة الجليدية لأسباب تتعلق بالأمن القومي والدولي، وهو ما قوبل برفض واضح من جانب الحكومة الدنماركية وسلطات غرينلاند.
كما أبدت دول أخرى في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو تضامنها مع الدنمارك وغرينلاند في هذا الجدل. ففي منتصف يونيو/حزيران الجاري، زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجزيرة لتأكيد سيادتها. غير أنه لم يسبق لأي عضو من الحكومة الألمانية الحالية أن زار الجزيرة حتّى الآن.
## بعد شهادات الجنود.. قادة في جيش الاحتلال يقرون بقتل المجوعين في غزة
30 June 2025 05:42 PM UTC+00
أقر مسؤولون في جيش الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، بإطلاق النار على طالبي المساعدات عند نقاط التوزيع في قطاع غزة، بما في ذلك بنيران المدفعية، من دون أن يشكلوا أي خطر على القوات الإسرائيلية. جاء ذلك في معرض تعليقهم على تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية نشر الجمعة، تضمن شهادات لجنود وضباط إسرائيليين أكدوا تلقيهم تعليمات بإطلاق النار على الفلسطينيين المجوعين قرب مراكز توزيع المساعدات في غزة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش، لم تسمهم، أن حوادث وقعت في غزة أسفرت عن استشهاد مدنيين من جراء نيران مدفعية بزعم أنها "غير دقيقة وغير مدروسة". وأوضحوا أن أخطر تلك الحوادث التي أُطلقت فيها قذائف مدفعية باتجاه المدنيين أسفرت عن إصابة ما بين 30 و40 شخصاً، بعضهم فارق الحياة، وفق هآرتس. وادعى هؤلاء أن "إطلاق النار كان يهدف إلى الحفاظ على النظام عند نقاط توزيع الغذاء". ورغم المجازر الإسرائيلية اليومية بحق المجوعين، زعم المسؤولون في جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "الجيش يعمل حالياً بطرق مختلفة لتجنب ذلك".
كما زعم المسؤولون في قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، وفق ما أوردته صحيفة "هآرتس"، أنه "لا توجد حالياً مجاعة في قطاع غزة، وأن السكان هناك راضون نسبياً عن طريقة توزيع الغذاء". وادعوا بأن "معظم الغذاء الذي يدخل عبر القوافل يُنهب من قِبل العشائر" بسبب ما قالوا إنه "فقدان حماس السيطرة على مناطق واسعة". كما كشف هؤلاء أن "الجيش لا يتدخل لمنع نهب القوافل"، مشيراً إلى أن "مسؤوليته تقتصر على ضمان دخول المساعدات إلى داخل القطاع، وليس إيصالها إلى نقاط التوزيع"، وفق الصحيفة.
وتزداد الأزمة الاقتصادية والإنسانية في قطاع غزة تعقيداً في ظل الحصار المتواصل ومنع إدخال المساعدات منذ الثاني من مارس/آذار 2025، حيث فاقم غياب العدالة في توزيع المساعدات معاناة أكثر من مليوني نسمة يعيشون في واحدة من أسوأ الكوارث العالمية. ومنذ أكثر من شهر، شرعت سلطات الاحتلال، بالشراكة مع إحدى الشركات الأميركية، في افتتاح مراكز لتوزيع المساعدات قرب نقاط انتشار الجيش الإسرائيلي في جنوب القطاع ووسطه، لكن هذه المراكز تحوّلت إلى مصائد موت، حيث استشهد أكثر من 500 مواطن وأصيب العشرات أثناء محاولاتهم الوصول إلى الغذاء.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة التي تدعمها واشنطن أكثر من 190 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
(الأناضول، العربي الجديد)
## مجلس الأمن يمدد ولاية أندوف لمراقبة فض الاشتباك بين سورية وإسرائيل
30 June 2025 05:42 PM UTC+00
اعتمد مجلس الأمن في نيويورك القرار 2782 (2025) بالإجماع الذي يجدد ولاية قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (أندوف) في الجولان السوري المحتل ستة أشهر. وحصل القرار، الذي قدمته روسيا والولايات المتحدة، على تأييد جميع الدول الأعضاء. ويعتبر هذه التجديد تقنياً في غالبه للقرار السابق حول الموضوع أي القرار 2766 (2024) الذي كان أسضاً لستة أشهر وانتهت مدته اليوم.
وبعد تبني القرار، طلبت الجزائر، الدولة العربية العضو في مجلس الأمن، الكلمة. وتحدث نائب منسق الشؤون الإنسانية في البعثة أحمد صحراوي عن بعض التحفظات التي لدى بلاده على القرار؛ على الرغم من تصويتها لصالحه. وعبر صحراوي بداية عن أسف بلاده للمقاربة التقنية الضيقة التي اعتُمادت، إذ اكتفت بتغيير شكلي للنص، حيث لا يزال القرار المعتمد في فقرته العاملة السابقة يطالب "برفع القيود المتصلة بجائحة كوفيد 19 فور أن تسمح الظروف الصحية بذلك"، في وقت باتت فيه تلك الظروف من الماضي".
 ولفت صحراوي الانتباه أيضاً إلى أن الإشارة في الفقرة العاملة الثانية إلى "القوات المسلحة العربية السورية" تثير الاستغراب، إذ إن هذه البنية العسكرية لم تعد قائمة منذ ما يزيد عن خمسة أشهر. وتعكس هذه المقاربة حالة الشلل التي أصابت هذا المجلس عندما يتعلق الأمر بخروقات الاحتلال الإسرائيلي التي تستدعي إجراءات ملموسة وتدابير عملية، لطالما عجز مجلس الأمن عن تضمينها في قراراته".
 وأضاف الدبلوماسي الجزائري: "فالقرار المعتمد وببساطة لا يعكس الواقع الجديد السائد في منطقة عمليات أندوف، ولا يتسق مع ما ورد في تقرير الأمين العام (للأمم المتحدة) الذي أكد أن الوضع استمر في التميز بوجود أنشطة للجيش الإسرائيلي في منطقة الفصل، ما يؤثر على عمليات القوة، في انتهاك لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما فيها القرار 2766".
وتحدث المسؤول الجزائري عن الانتهاكات التي "ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأشهر الستة الماضية، والتي أوردها تقرير الأمم المتحدة، وحولت معها منطقة الفصل من واقع قائم إلى حبر على ورق لا وزن له إلا في وثائق هذا المجلس الذي يعجز عن فرض احترامها".
 وتساءل كيف يمكن للمجلس أن يعتمد قراراً يتغافل عن الانتهاكات الإسرائيلية، بل "يمضي في الفقرة الثانية ليشدد على وجوب ألا يكون هناك أي نشاط عسكري من أي نوع في منطقة الفصل، بما في ذلك العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة العربية السورية. وكيف له أن يسمي أطرافاً لم تعد موجودة ويتجاهل الطرف الوحيد الذي يواصل انتهاك القانون الدولي والقرارات الأممية". وتحدث عن توسيع توغل الاحتلال الإسرائيلي داخل سورية متجاوزاً منطقة الفصل نحو مناطق أخرى، في حين يبقى مجلس الأمن الدولي صامتاً.
يشار إلى أن قوة أندوف أُنشئت في مايو/ أيار عام 1974 لأول مرة بموجب القرار 350 (1974) بغية مراقبة اتفاق فض الاشتباك بين إسرائيل وسورية في الجولان السوري المحتل.
## المغرب: مخاوف من حرائق الغابات وسط الحرّ الشديد
30 June 2025 05:42 PM UTC+00
تُسجَّل مخاوف في المغرب من اندلاع حرائق غابات في مناطق عديدة من البلاد، بالتزامن مع إصدار المديرية العامة للأرصاد الجوية (حكومية) نشرة إنذارية بشأن تسجيل موجة حرّ مع رياح "الشركي"، ابتداءً من اليوم الاثنين وحتى يوم الجمعة المقبل، مع حرارة تتراوح ما بين 33 درجة مئوية و46 في عدد من المناطق.
وكان المغرب قد تعرّض في عام 2022 لموجة حر شديدة، سجلت في خلالها درجات حرارة قياسية هي الأعلى منذ عام 1925، إذ تراوحت الحرارة ما بين 46 درجة مئوية و49.3 في الوسط والجنوب، الأمر الذي أدّى إلى نشوب حرائق غابات غير مسبوقة أتت على آلاف الهكتارات وتسبّبت في خسائر في الأرواح.
ويشهد المغرب سنوياً حرائق في غاباته التي تغطّي نحو 12% من مساحته الإجمالية، وكذلك في واحات النخيل الواقعة في جنوبه الشرقي. وبحسب الوكالة الوطنية للمياه والغابات (حكومية) تُعَدّ الغابات في المغرب فضاءً طبيعياً مفتوحاً يتعرّض لضغوط كثيرة تؤثّر سلباً على أدواره الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، إذ إنّ الضغوط تزيد من مخاطر اندلاع الحرائق، لا سيّما أنّ الغابات المغربية تتميّز بقابلية اشتعال مرتفعة في فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض رطوبة الهواء وشدّة الرياح الجافة والساخنة.
وأصدرت المديرية العامة للأرصاد الجوية في المغرب نشرتها الإنذارية الجديدة، اليوم الاثنين، في حين أنّ البلاد تشهد منذ يوم الجمعة الماضي وحتّى اليوم الاثنين موجة حرّ استثنائية، اتّسمت بشدّة غير معتادة واتّساع جغرافي كبير. وبلغت موجة الحرّ ذروتها أوّل من أمس السبت وأمس الأحد، فتجاوزت درجات الحرارة المعدّلات الموسمية بكثير في عدد من المناطق.
ومن أجل استباق حرائق الغابات على الصعيد الوطني، كشفت الوكالة الوطنية للمياه والغابات في المغرب خرائط تنبّؤ تحدّد بدقّة المناطق الحساسة والمعرّضة لخطر اندلاع حرائق الغابات، ابتداءً من 27 يونيو/ حزيران الجاري حتى الرابع من يوليو/ تموز المقبل، وذلك بعد تحليل البيانات المتعلقة خصوصاً بنوعية الغطاء الغابي وقابليته للاشتعال والاحتراق وكذلك التوقعات المناخية والظروف الطبوغرافية للمناطق.
وفي النشرة الإنذارية التي أصدرتها الوكالة الوطنية المياه والغابات، اليوم، حُدّدت الأقاليم بحسب درجة الخطورة؛ درجة خطورة قصوى في كلّ من وزان، والعرائش، وشفشاون، وتازة، وتاونات، والحسيمة، والقنيطرة، وبني ملال، وأزيلال، والصخيرات، وتمارة، وسلا، والرباط، والخميسات.
ويقول رئيس جمعية "المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ" الخبير البيئي مصطفى بنرامل إنّ "المغرب يشهد في السنوات الأخيرة موجات حرّ متزايدة لجهة الشدّة والتواتر، تُعزى إلى عوامل أبرزها تمركز الكتل الهوائية الحارّة الآتية من الصحراء الكبرى والتأثيرات المباشرة لتغيّر المناخ العالمي"، ويلفت الخبير لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "الفترة ما بين 27 يونيو و27 يوليو تُعَدّ من أكثر فترات السنة جفافاً، الأمر الذي ينذر بارتفاع مخاطر اندلاع حرائق في غابات المغرب ويثير مخاوف كثيرة، نظراً إلى الأنشطة البشرية الكثيفة التي تعرفها البلاد نتيجة حركة السكان المحلية القروية أو السياحة الإيكولوجية في المتنزهات الغابية، وما قد يرافق ذلك من إهمال إطفاء النيران وإلقاء أعقاب السجائر (كيفما اتّفق) بالإضافة إلى الإحراق المتعمّد".
وكانت اللجنة المديرية للوقاية ومكافحة حرائق الغابات التابعة للوكالة الوطنية للمياه والغابات في المغرب قد كشفت، في منتصف مايو/ أيار الماضي، عن خطة استباقية بتكلفة 16مليون دولار أميركي لتفادي اندلاع الحرائق وحماية الغطاء النباتي والغابات، في حين أعلنت الوكالة الوطنية للمياه والغابات توفير وسائل للحدّ من اندلاع الحرائق من خلال تعزيز دوريات المراقبة للرصد والإنذار المبكر، فضلاً عن استراتيجية التدخّل المبكّر وحملات التوعية وإصدار النشرات والبيانات التحذيرية بشأن مخاطر حرائق الغابات.
ويرى بنرامل أنّ "الإجراءات الاستباقية التي لجأت إليها الوكالة الوطنية للمياه والغابات تبقى إجراءات محمودة أعطت أكلها على أرض الواقع من خلال انخفاض عدد الحرائق في خلال السنتَين الماضيتَين"، مشدّداً على "أهمية إجراءات من قبيل وضع خرائط التنبّؤ بشأن المناطق المهدّدة بالحرائق والاعتماد على الذكاء الاصطناعي والمؤشرات المناخية من قبيل سرعة الرياح ودرجة الحرارة".
وبحسب الخبير المغربي، فإنّ "خرائط التنبّؤ بحرائق الغابات تحظى بتقدير لما لها من فوائد في ما يخصّ تحديد المناطق الأكثر خطراً، الأمر الذي يجعل السلطات المعنية مثل وزارة الداخلية والوقاية المدنية والوكالة الوطنية للمياه والغابات والدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة على أهبّة الاستعداد بحسب نوع الخطر"، لكنّ بنرامل يبيّن أنّ "على الرغم من الاحتياطات والإجراءات الاستباقية، لوحظ نشوب حرائق غابات، أخيراً، في كلّ من طنجة والعرائش والقنيطرة ومناطق أخرى من البلاد"، لافتاً إلى "ضرورة توعية الموطنين بخطورة الحرائق وبأهمية الغابات بالنسبة إلى كوكب الأرض للحدّ من تغيّر المناخ".
## تونس تلجأ للصيرفة الإسلامية لتمويل استيراد الغاز وتفادي أزمة صيفية
30 June 2025 05:43 PM UTC+00
بدأت لجنة المالية في البرلمان التونسي، اليوم الاثنين، مناقشة مشروع قانون يتعلق باتفاقية قرض إسلامي بقيمة 70 مليون دولار، ستمنحه المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة لصالح الشركة التونسية للكهرباء والغاز (STEG)، للمساهمة في تمويل واردات الغاز الطبيعي. ويأتي القرض في إطار آلية المرابحة الإسلامية، ويهدف إلى تمكين الشركة الحكومية من تعزيز مخزوناتها من الغاز الطبيعي، في ظل ارتفاع الاستهلاك خلال فصل الصيف، وتزايد الاعتماد على الكهرباء المولدة من الغاز.
وبحسب مشروع القانون المنشور على موقع البرلمان، ستحتاج الشركة إلى ضمان من الدولة للحصول على القرض، الذي يشمل شروطًا تتضمن معدل فائدة يعادل 4% ومعدل نسبة مقايضة، وفترة تمويل تمتد إلى 12 شهرًا من تاريخ السحب الأول. أما السداد، فسيكون على ثلاث دفعات تتراوح بين 24 و36 شهرًا، مع عمولة تنفيذ بنسبة 0.4% من مبلغ التمويل. وأكدت وثيقة شرح الأسباب المرفقة بالمشروع أن اللجوء إلى التمويل الإسلامي يأتي ضمن سياسة تنويع مصادر التمويل الوطنية والأجنبية، خاصة مع أهمية توفير الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء وضمان استمرارية التزود بالطاقة.
وتُعد هذه الخطوة استمرارًا لنهج الحكومة التونسية في اللجوء المتواتر إلى الصيرفة الإسلامية لتمويل واردات الطاقة. ففي إبريل/نيسان 2024، وقعت تونس اتفاقية إطارية بقيمة 1.2 مليار دولار مع المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، لتمويل شراء المنتجات البترولية على مدى ثلاث سنوات. كما حصلت البلاد العام الماضي على تمويلات مماثلة لضمان استمرار واردات الطاقة، بعد اضطرابات أدت إلى نقص في توزيع البنزين داخل السوق المحلية.
كما تعتمد تونس بشكل كبير على استيراد الغاز الطبيعي لتشغيل مولداتها المركزية عبر شركتين حكوميتين هما: الشركة التونسية لصناعات التكرير (ستير) لتوريد المحروقات، والشركة التونسية للكهرباء والغاز لتوريد الغاز الطبيعي. وتُورد معظم حاجيات البلاد من الجزائر في ظل تراجع الإنتاج المحلي وضعف الاستقلالية الطاقية. وفي إطار سعيها إلى تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، أعلنت وزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة عن مشاريع جديدة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية. ومن المنتظر أن تدخل أربعة مشاريع كبرى، بقدرة إجمالية تتجاوز 500 ميغاواط، حيز الاستغلال بحلول عام 2027، باستثمارات تُقدر بـ386.3 مليون دولار.
وشملت التراخيص شركات كبرى مثل "كير إنترناشيونال" الفرنسية و"فولتاليا" و"سكاتك" النرويجية و"Aeolus" اليابانية التابعة لمجموعة "تويوتا تسوشو". وستوفر هذه المشاريع إنتاجًا سنويًا يُقدر بـ1100 جيغاواط/ساعة، أي ما يعادل نحو 5% من إنتاج البلاد من الكهرباء.
في سياق موازٍ، طرحت الوزارة ثلاث مناقصات دولية تهدف إلى تعزيز مساهمة الطاقات المتجددة في مزيج الطاقة الوطني، تشمل: 800 ميغاواط من الطاقة الشمسية عبر ثمانية مشاريع، 600 ميغاواط من طاقة الرياح موزعة على ستة مشاريع، و300 ميغاواط إضافية من الطاقة الشمسية في مناقصة ثالثة. ويمثل القرض الإسلامي الجديد جزءًا من جهود السلطات التونسية لتأمين إمدادات الطاقة خلال موسم الصيف الذي يشهد ذروة الطلب على الكهرباء. كما يعكس توجهًا استراتيجيًا نحو تنويع مصادر التمويل، في وقت تواجه فيه البلاد ضغوطًا مالية وعجزًا طاقيًا متزايدًا.
## لبيد: إسرائيل لم تعد لديها أي مصلحة بمواصلة الحرب في غزة
30 June 2025 05:43 PM UTC+00
اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يئير لبيد أن إسرائيل "لم تعد لديها أي مصلحة في مواصلة الحرب في غزة"، وذلك خلال اجتماع كتلته البرلمانية الأسبوعي. وقال لبيد أمام نواب من حزبه "يش عتيد" أو (يوجد مستقبل) الوسطي، اليوم الاثنين، "إن دولة إسرائيل لم تعد لديها أي مصلحة في مواصلة الحرب في غزة؛ لا نجني منها سوى أضرار أمنية وسياسية واقتصادية".
كما أكد أن الجيش يُشاركه الرأي، مشيرا إلى أن الجنود الإسرائيليين يُقتلون في القطاع الفلسطيني، حيث قضى 442 على الأقل منذ بدء الهجوم البري في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بحسب مسؤولين. وأضاف لبيد: "مثل رئيس الأركان إيال زامير أمام مجلس الوزراء أمس (الأحد) وأعلن أن على الهيئات السياسية تقرير الهدف التالي. هذا يعني أن الجيش لم يعد لديه أي هدف في غزة".
وتعهدت إسرائيل في بداية حربها على قطاع غزة بالقضاء على حركة حماس، ولكن بعد أكثر من 20 شهرا من الحرب، لا تزال الحركة موجودة في القطاع. وأشار لبيد إلى أنه "لن يتم القضاء على حماس ما لم تُشكّل حكومة بديلة في غزة"، داعيا إلى التشاور مع دول عربية، بينها مصر، لتسيطر على قطاع غزة، ولم تعرب أي دولة عن رغبتها في القيام بذلك حتى الآن. ولبيد معروف بموقفه المناهض لحكومة بنيامين نتنياهو وهي الأكثر تشددا في تاريخ إسرائيل.
ويأتي كلام لبيد بعد يومين من دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينت، للمرة الأولى، إلى إنهاء حرب الإبادة التي تشنّها تل أبيب في قطاع غزة، من جرّاء عجز الحكومة عن "الحسم". جاء ذلك في مقابلة مع القناة 12 العبرية الخاصة أول من أمس السبت، في وقت يبرز اسمه بوصفه أحد أكبر المرشّحين لخلافة نتنياهو.
وقال بينت الذي شغل منصب رئيس الوزراء في إسرائيل بين عامَي 2021 و2022: "يجب على إسرائيل أن توافق على صفقة شاملة لتحرير جميع المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين) تؤدي إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة"، وأضاف: "في ظلّ عجز الحكومة عن الحسم، وفي ظل الارتباك على المستوى السياسي وفي ظل التعثّر الرهيب (في غزة)، أقترح الآن التوجه إلى صفقة شاملة: إخراج جميع المختطفين، ثم التمركز في منطقة المحيط الأمني بالقطاع".
وبعد بدء سريان وقف إطلاق النار المعلن مع إيران في 24 يونيو/حزيران الحالي، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي "الآن عاد التركيز على غزة، لإعادة الرهائن (المحتجزين في غزة) إلى ديارهم وتفكيك نظام حماس". وتحدث نتنياهو، أمس الأحد، عن "فرص" للإفراج عن المحتجزين في غزة. ولكن لم يظهر أي مؤشر على ذلك حتى الآن.
وأمس الأحد، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى صفقة في غزة وإعادة المحتجزين الإسرائيليين، وذلك بعد ساعات من قوله إن نتنياهو سيجري مفاوضات مع حركة حماس لإبرام اتفاق ينهي الحرب. وكتب ترامب في منشور على منصته "تروث سوشال": "أبرموا صفقة في غزة. وأعيدوا الرهائن!". كما نشر ترامب عبر المنصة ذاتها أن نتنياهو "في طور التفاوض على صفقة مع حماس، ستشمل استعادة الرهائن"، قبل أن يضيف: "دعوا (بنيامين نتنياهو) بيبي يمضي، لديه مهمة كبيرة ليقوم بها!"، وذلك في سياق دفاعه عن الأخير بسبب المحاكمات التي يتعرض لها بتهم الفساد.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة التي تدعمها واشنطن، أكثر من 190 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
(فرانس برس، العربي الجديد)
## 3 لاعبين جزائريين عالقون في فرقهم... التألق لا يكفي للرحيل
30 June 2025 05:43 PM UTC+00
تُعد سوق الانتقالات الصيفية الحالية الأبرز في مسيرة لاعبين جزائريين، خلال السنوات الأخيرة، بعدما شهدت صفقات لافتة لعدد من الأسماء، التي خطفت الأضواء في الموسم الماضي، على غرار إبراهيم مازة (19 عاماً)، الذي انتقل من هيرتا برلين الألماني إلى مواطنه باير ليفركوزن، وريان آيت نوري (24 عاماً) الذي حطّ الرحال في مانشستر سيتي الإنكليزي قادماً من نظيره وولفرهامبتون، إضافة إلى أحمد قندوسي (25 عاماً) الملتحق بنادي لوغانو السويسري، بعد تجربة في الدوري المصري لكرة القدم مع سيراميكا كليوباترا وقبله الأهلي.
ورغم هذه التحركات الإيجابية، التي أعادت الحيوية لصورة المحترفين الجزائريين في أوروبا، فإن بعض الأسماء الأخرى لا تزال تعيش واقعاً مختلفاً، إذ يجدون صعوبة كبيرة في مغادرة أنديتهم، رغم تألقهم الواضح وتهافت العروض عليهم، ما يطرح تساؤلات حول أسباب تعثّر انتقالهم المتكرّر، سواء بسبب تمسّك أنديتهم بخدماتهم أو شروطهم المالية المرتفعة، أو حتى بسبب الولاء الكبير لجماهير فرقهم الحالية.
فرغم مرور ستة أعوام على التحاق هشام بوداوي (25 عاماً) بنادي نيس الفرنسي، قادماً من مواطنه بارادو، فلا يزال اللاعب يواجه صعوبات في مغادرة فريقه نحو تجربة جديدة في مستوى أعلى، رغم الأداء الثابت الذي يقدّمه موسماً بعد آخر. وبات لاعب الوسط الجزائري، الذي شكّل أحد أبرز صفقات البيع من الدوري الجزائري إلى أوروبا بقيمة بلغت نحو أربعة ملايين يورو، أحد الركائز الفنية في تشكيلة "الخُضر"، وتبلغ قيمته السّوقية حالياً 15 مليون يورو وفقاً لموقع ترانسفير ماركت، المتخصّص في كرة القدم. ورغم ارتباط اسمه في الأيام الأخيرة بأندية مرموقة مثل مانشستر يونايتد الإنكليزي وفولفسبورغ الألماني، إلّا أن الصفقة لا تزال تراوح مكانها، كما حدث في مواسم سابقة.
كما فرض عماد عبدلي (25 عاماً) نفسه واحداً من أبرز لاعبي خط الوسط في الدوري الفرنسي لكرة القدم منذ انضمامه إلى أنجيه الفرنسي عام 2022 قادماً من لوهافر، إذ أصبح قائداً للفريق ومرجعاً فنياً في وسط الميدان، ما ساهم في ارتفاع قيمته السوقية إلى سبعة ملايين يورو. ومع ذلك، فإنّ اللاعب الجزائري لا يزال حبيس تجربة لم تتجاوز سقف طموحه، رغم تداول اسمه في كل سوق انتقالات تقريباً. وهذا الصيف، تردّدت أنباء عن اهتمام ليدز يونايتد الإنكليزي، وتورينو الإيطالي، وطرابزون سبور التركي بخدماته، لكن المشهد لم يتجاوز عتبة الاهتمام لحدّ الآن.
وواصل عبد القهار قادري (25 عاماً) تقديم مستويات مميزة، منذ انضمامه إلى نادي كورتريك البلجيكي في صيف 2021 قادماً من نادي بارادو، ما جعله من أبرز المواهب الجزائرية الصاعدة في أوروبا. ورغم تطوّره الواضح وتقدير جماهير ناديه لأدائه، فإن اللاعب لم ينجح حتّى الآن في الانتقال إلى مستوى أعلى، وسط غياب العروض الجدية في المواسم الماضية، رغم أن قيمته السوقية الحالية تبلغ مليونَي يورو. وفي ظل الأصداء الأخيرة التي تحدثت عن اقترابه من التوقيع مع نادي جنت البلجيكي، يأمل قادري أن يكون صيف 2025 محطة الانطلاقة الجديدة التي تأخرت كثيراً، وأن تفتح له هذه الخطوة باباً نحو أندية أكثر تنافسية وتطلعات قارية، وكذلك الوصول إلى منتخب الجزائر.
## مع استحداث البطولات.. هل تتجه المباريات الودية نحو الزوال؟
30 June 2025 06:06 PM UTC+00
تشهد خريطة المباريات في كرة القدم العالمية تحولات جذرية بفعل التحديات الاقتصادية والمالية المتزايدة، إذ تحوّلت اللعبة من مجرد رياضة جماهيرية إلى منظومة اقتصادية ضخمة تعتمد على مداخيل هائلة، أبرزها حقوق البث التلفزيوني وتسويق صور النجوم والإيرادات الجماهيرية في ظل تطور تكنولوجي متسارع أدخل الهواتف الذكية ومنصات البث الرقمي منافسين أقوياء للبث الكلاسيكي، ما غيّر طرق التفاعل والاستهلاك، وجعل الأندية والاتحادات تسير نحو إدارة اللعبة بعقلية تجارية بحتة، تتداخل فيها الرياضة مع الإعلام والترفيه والتسويق العالمي.
ولطالما حرصت الفرق والمنتخبات على تسيير مبارياتها الودية بطريقة توازن بين الفائدة الرياضية والعائد المالي، إذ يجرى اختيار المنافسين بناءً على طبيعة الاستحقاقات المقبلة للتحضير الفني والتكتيكي، وفي الوقت نفسه، تُراعى الجوانب التسويقية والاقتصادية، خصوصاً بالنسبة للأندية التي تبحث عن مصادر تمويل إضافية، وتُعد المناطق ذات الكثافة الجماهيرية العالية، مثل شرق آسيا وأميركا، وجهات مفضلة لإقامة هذه اللقاءات، لما توفره من فرص تسويق كبيرة وشعبية واسعة تعود بالنفع على الأندية من حيث المداخيل والرعاية، الأمر الذي دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحادات القارية إلى استغلال الأمر لتعويض المباريات الودية ببطولات عالمية.
كأس العالم للأندية تعويض لجولات الفرق قبل انطلاق الموسم
جاءت بطولة كأس العالم للأندية بنظامها الجديد لتُضاف إلى قائمة البطولات التي باتت تُعوّض جزءاً من المباريات الودية التي كانت تُقام خلال فترة تحضيرات الأندية للموسم الجديد، ما أدى إلى تقليص عدد اللقاءات الودية المبرمجة سابقاً. وقد نُظمت النسخة الأولى من البطولة الموسعة في أحد البلدان التي اشتهرت باستضافة الدورات التحضيرية الصيفية، بهدف تحقيق عوائد مالية وتسويقية كبيرة قبل انطلاق الموسم. ومن المنتظر أن تسير النسخ المقبلة على النهج نفسه عبر تنظيم البطولة في دول تتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة من أجل ضمان نجاح الحدث الجديد، وتعزيز مكانته على خريطة الكرة العالمية.
دوري الأمم الأوروبية يلغي وديّات أوروبا
جاء دوري الأمم الأوروبية في القارة العجوز ليلغي معظم المباريات الودية التي كانت تُقام بين منتخباتها على مدار الموسم، إذ انطلقت هذه البطولة المستحدثة في نسختها الأولى قبل أربع سنوات، وتُوّج المنتخب البرتغالي على حساب نظيره الإسباني في آخر نسخة لها. وتُلعب المنافسات على مراحل طوال الموسم وصولاً إلى الأدوار النهائية في نهايته، ما جعلها تُشكّل بديلاً فعلياً للمباريات الودية. ونتيجة لذلك، قلّت مواجهات المنتخبات الأوروبية مع منتخبات من خارج القارة، لتقتصر أغلب اللقاءات على النزالات القارية فيما بينها، ما حدّ من الطابع الدولي المفتوح الذي كانت تتميّز به الوديات سابقاً.
"فيفا سيريز" خطة الاتحاد الدولي لاستغلال الوديات
بعيداً عن أوروبا، يعمل الاتحاد الدولي لكرة القدم على ترويج صيغة جديدة من المنافسات الودية تحت مسمّى "فيفا سيريز"، وهي دورات مصغّرة تجمع منتخبات من قارات مختلفة تحت إشراف مباشر من "فيفا". وقد نظّمت الجزائر إحدى هذه الدورات في مارس/ آذار 2024، بمشاركة منتخبات الجزائر (المضيف) وبوليفيا وأندورا وجنوب إفريقيا. وتهدف هذه المبادرة إلى تحويل المباريات الودية إلى مواجهات أكثر تنافسية وتنظيماً، تدرّ على "فيفا" عوائد إعلانية ومالية، في إطار استراتيجية أوسع لاستثمار كل نافذة دولية وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من المباريات غير الرسمية.
كأس العرب 2021.. نسخة تجريبية تحوّلت إلى بطولة معتمدة دولياً
من جهتها، كانت قطر قد استضافت بطولة كأس العرب في نسخة محدثة عام 2021، باعتبارها مرحلة تجريبية، تمهيداً لاستضافة كأس العالم 2022، بهدف اختبار الجاهزية التنظيمية واللوجستية، وذلك بعد توقف تنظيم كأس القارات التي كانت "فيفا" تعتمدها سابقاً لهذا الغرض. ومع النجاح الكبير الذي حققته البطولة على المستويين الإعلامي والفني، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، بالتعاون مع الاتحاد العربي، اعتمادها رسمياً ضمن "الروزنامة" الدولية، لتُضاف إلى قائمة البطولات التي تسهم تدريجياً في تقليص عدد المباريات الودية، وتحويلها إلى مواجهات أكثر تنافسية وتنظيماً تحت مظلة رسمية.
الأندية الكبرى ونجومها.. الخاسر الأكبر
في ظل التحوّلات المتسارعة واستحداث بطولات جديدة باستمرار، تبدو المباريات الودية في طريقها إلى التلاشي التدريجي، لتُستبدل بمنافسات رسمية أو شبه رسمية تضمن عوائد مالية أكبر وصدىً إعلامياً أوسع وحضوراً جماهيرياً لافتاً بفضل مشاركة النجوم. ومع هذا التوجه، ستكون الأندية الكبرى هي المتضرر الأكبر، بحكم امتلاكها أفضل اللاعبين الذين يُشاركون مع منتخباتهم حتى الأدوار النهائية، إلى جانب التزاماتهم مع فرقهم على مدار الموسم. هذا الضغط المتزايد يُضاعف عدد المباريات التي يخوضها اللاعبون مقارنة بالسنوات الماضية، ومِن ثمّ يرفع من مخاطر الإصابة والإرهاق الموسمي في ظل وضع كروي يزداد ازدحاماً وتعقيداً عاماً بعد آخر.
ما بين المكاسب وضغط العنصر البشري
بين المكاسب المالية الكبيرة وضغوط تسيير العنصر البشري، تجد الأندية نفسها مضطرة إلى توسيع قوائمها، وانتداب عدد أكبر من اللاعبين، بحثاً عن تنوّع الخيارات، في ظل الزخم المتزايد لـ"الروزنامة" وتعدد البطولات. ورغم التحديات المرتبطة بإدارة غرف الملابس ونجوم الصف الأول، كما حدث مع المدرب الإسباني بيب غوارديولا الذي عبّر مؤخراً عن رغبته في تقليص عدد عناصر فريقه للحفاظ على الانضباط والانسجام داخل المجموعة، فإن الواقع الجديد يفرض نفسه بقوة، ويدفع الأندية إلى استثمار ما تحققه من أرباح وجوائز مالية لإبرام صفقات جديدة.
مداخيل قياسية وجوائز مغرية
على صعيد آخر، ساهم تعدد البطولات المستحدثة، خلال السنوات الأخيرة، في رفع العائدات المالية للأندية والمنتخبات على حد سواء، في ظل تضاعف قيمة الجوائز المخصصة لها. وكان الاتحاد القطري لكرة القدم قد رصد للنسخة الثانية من كأس العرب 2025 جوائز مالية قياسية فاقت 36.5 مليون دولار، وهو مبلغ يتجاوز ما يُمنح في بطولات قارية عريقة مثل كأس الأمم الأفريقية، ما يمنح البطولة صدىً إعلامياً واقتصادياً واسعاً. أما كأس العالم للأندية بنسختها الجديدة، فقد تخطت التوقعات من حيث القيمة المالية، بعدما رُصد لها غلاف مالي يُقدَّر بمليار دولار، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ كرة القدم، إذ سيحصل الفريق المتوَّج باللقب على جائزة تُقدَّر بـ125 مليون دولار، ما يجعل البطولة محطة استراتيجية للأندية من أجل تحقيق عائدات ضخمة مقابل المشاركة فقط، ناهيك بالتنافس الرياضي.
## ميدفيديف يغادر ويمبلدون سريعاً وحديثه عن منافسه يثير اهتماماً واسعاً
30 June 2025 06:13 PM UTC+00
ودّع المصنف التاسع عالمياً، دانييل ميدفيديف (29 عاماً) بطولة ويمبلدون، ثالث دورات "غراند سلام"، منذ اليوم الأول بخسارته اليوم الاثنين أمام المصنف 64 عالمياً، الفرنسي بنجامين بونزي (29 عاماً)، بنتيجة (3ـ1)، في واحدة من كبرى مفاجآت البطولة، إذ كان أداء اللاعب الفرنسي مميزاً في هذه المباراة، ليكسب مباراة صعبة ويتقدم في البطولة.
وصنع ميدفيديف الحدث خلال هذه المباراة، بعد انتشار مقطع فيديو يظهر فيه، وهو يُحادث نفسه بصوت عالٍ، لم يُفلت من البثّ التلفزيوني، إذ قال موجهاً كلامه إلى منافسه الفرنسي: "لماذا لا يلعب هكذا كل يوم ويربح الملايين؟، لا، هو يقرّر فعل ذلك مرة واحدة"، وأشار موقع أر.أم.سي الفرنسي، إلى أن كلمات اللاعب الروسي لا يُفهم منه إن كان بصدد التعبير عن إعجابه باللاعب الفرنسي، بعد عرضه القوي في هذه المواجهة، أو أنه كان غاضباً بسبب عجزه عن ردّه على كرات بونزي، التي أحرجته، وكان من الصعب عليه التعامل معها وردها ليخسر الكثير من النقاط.
وظهر ميدفيديف غاضباً في مناسبات عديدة، ودخل في شجار في بعض المناسبات مع الجماهير، التي تستفزه، أو مع منافسيه أو كذلك الحكّام، فرغم أنه حاضر باستمرار في البطولات القوية، إلّا أنّ حصاده شهد تراجعاً من حيث عدد الألقاب التي يحصدها، ووداع بطولة ويمبلدون منذ اللقاء الأول، يعتبر انتكاسة في مسيرته، بحكم أنه كان يطمح إلى التقدم في المسابقة، وحصد الكثير من النقاط.
#Wimbledon
Quand Daniil Medvedev craque (en français) pendant son match contre Benjamin Bonzi :
"Pourquoi pas jouer comme ça chaque jour, gagner des millions... Non ! Il décide de faire ça une fois par an." #action #TennisExtra pic.twitter.com/exE7SrDbYR
— beIN SPORTS (@beinsports_FR) June 30, 2025
## مشفى باب الهوى ينبض بالحياة مجدداً بدعم قطري
30 June 2025 06:16 PM UTC+00
أعلن "مشفى باب الهوى" في محافظة إدلب عند الحدود السورية التركية عن استئناف العمل بكامل طاقته التشغيلية، وذلك بعد توقّف جزئي كان له أثر سلبيّ على شريحة واسعة من المرضى في شمال غرب البلاد. وجاء استئناف العمل في هذا المشفى نتيجة جهود حثيثة قادتها مديرية صحة إدلب بالتنسيق مع وزارة الصحة السورية، وبدعم من دولة قطر التي قدّمت مساهمة محورية في إعادة تأهيل البنية التحتية وتوفير الإمكانات اللازمة لإعادة تشغيله.
وأوضحت إدارة المشفى أنّ هذا الإنجاز سوف يمكّنها من تقديم خدمات طبية متكاملة تغطّي العيادات التخصصية والإسعاف (الطوارئ) والعمليات الجراحية ووحدات العناية المركّزة وغسل الكلى، الأمر الذي من شأنه أن يلبّي الحاجة المتزايدة إلى الرعاية الصحية في الشمال السوري.
تخبر المواطنة السورية خالدية العبد الله المصابة بمرض كلوي "العربي الجديد": "كنت أضطرّ إلى التنقّل لمسافة طويلة حتى أتمكّن من الخضوع لجلسة غسل كلى، وكانت الرحلة ترهقني جداً. اليوم صار بالإمكان العودة إلى مشفى باب الهوى الذي كنت أعتمد عليه سابقاً، وهذا يعني لي الكثير"، تضيف: "كنّا نعيش قلقاً دائماً مع توقّف أقسام في المشفى، لكنّ كلّ شيء عاد إلى العمل الآن، وهذا يخفّف عنّا أعباء كبيرة".
من جهته، يعاني المواطن السوري منير الشعبان من أمراض مزمنة ويحتاج بالتالي إلى فحوصات دورية، علماً أنّه نازح في المنطقة، فيقول لـ"العربي الجديد" إنّ "توقّف مشفى باب الهوى في الفترة الماضية دفعني إلى التوجّه إلى مناطق أخرى بعيدة حيث الخدمات محدودة، بحثاً عن علاج مجاني"، ويشير إلى أنّ ذلك "كان يتطلّب وقتاً وجهداً كبيرَين، أمّا عودة العمل في باب الهوى فقد وفّر عليّ نفقات مالية وضغوطات نفسية كثيرة".
وأعربت إدارة مشفى باب الهوى ومديرية صحة إدلب ووزارة الصحة السورية عن امتنانها لدولة قطر، حكومةً وشعباً، لما قدّماه من دعم إنساني نبيل يعكس عمق الروابط الأخوية وروح التضامن الصادق بين الشعبَين القطري والسوري. ويُعَدّ هذا المشفى الذي أُنشئ في عام 2013 من أبرز المرافق الصحية في المنطقة، وهو يقدّم الخدمات لآلاف المرضى شهرياً، ومن المتوقّع أن يشهد تطوّراً ملحوظاً في مستوى الخدمات بعد استعادة كامل قدراته التشغيلية، الأمر الذي يعزّز صمود القطاع الصحي في ظلّ الظروف الصعبة التي تمرّ بها المنطقة.
## اليمن يطالب "نادي باريس" بمساعدته لبناء قاعدة بيانات الديون
30 June 2025 06:59 PM UTC+00
طالبت حكومة اليمن المعترف بها دولياً "نادي باريس" بدعم ومساعدة اليمن في توفير البيانات المطلوبة التي تمكنها من المضي نحو استكمال قاعدة البيانات للمديونية وإدخالها في نظام تحليل إدارة الديون (دمفاس). ومثل مسؤولين حكوميين اليمن في الدورة الثانية عشر لمنتدى نادي باريس، التي نظمتها وزارة الاقتصاد والمالية والسيادة الصناعية والرقمية الفرنسية، في العاصمة الفرنسية باريس، تحت شعار (تحسين الوقاية من أزمات الديون وحلها). وتركزت هذه الدورة من المنتدى وفق مسؤولين في وزارة المالية بعدن، حول الإطار الحالي لتسوية الديون وتحديات السيولة وتحفيز القطاع الخاص وتحسين ممارسات الإقراض والإقراض المستدام، وكذا جلسة فنية للتعرف على إحصاءات الديون الدولية.
في السياق، قال الخبير الاقتصادي والمالي أحمد شماخ، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الحرب والصراع في اليمن تسببت بزيادة كبيرة في الديون سواءً على مستوى الدولة أو على مستوى المواطنين، وتراجع التنمية والنمو الاقتصادي، مشيراً إلى أنّ المشكلة الأهم في هذا الجانب تتمثل في توقف أكثر من 65% من الأنشطة الاقتصادية والإنتاجية، لذا فالاقتصاد متدهور وغير منتج، مع فقدان الإيرادات العامة، الأمر الذي يصعّب من وضع وتحديد خارطة بيانات مالية وما يربط بها من إيرادات ومديونية.
وعقد الوفد الذي مثل اليمن في منتدى نادي باريس، لقاءات مع ممثلي الدول المشاركة في المنتدى، شملت لقاءً مع ممثل روسيا الاتحادية، جرى خلاله بحث معالجة المديونية القائمة على الجمهورية اليمنية، إذ تمثل مديونية دولة روسيا الاتحادية، ما نسبته 74% من إجمالي مديونية دول نادي باريس. وجاءت مطالبة اليمن لمنتدى نادي باريس، مع إقرار الحكومة اليمنية لمشروع استراتيجية الدين العام، بموجب مذكرة مقدمة من وزارة المالية، إذ جرى تكليف وزارتي المالية والتخطيط والتعاون الدولي والبنك المركزي اليمني والجهات ذات العلاقة باتخاذ الإجراءات اللازمة للعمل بما ورد في الاستراتيجية.
وتهدف الاستراتيجية أساساً إلى تلبية الاحتياجات التمويلية للحكومة من خلال تعبئة واستقطاب التمويلات الداخلية والخارجية ذات الآجال المتوسطة والطويلة، والوصول إلى القدرة على سداد أعباء الدين بصورة منتظمة، إضافة إلى المحافظة على درجة معقولة من المخاطر تتسم بالاتزان لمحفظة الدين، وخفض الدين المحلي إلى مستويات آمنة وتمويل عجز الموازنة من مصادر غير تضخمية. ويظهر تقرير "الديون الدولية" الصادر عن البنك الدولي في العام 2022، أن حجم الديون الخارجية لليمن بلغت حوالى 7.6 مليارات دولار، في عام 2021، ومثلت حوالى 40% من الناتج المحلي الإجمالي.
في المقابل، ركز وفد اليمن في منتدى باريس على الوضع المالي للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً التي كما جرى التأكيد أنها تعاني بسبب إقدام الحوثيين على استهداف منشآت النفط، والذي كان له تأثير سلبي كبير على مستوى استدامة المالية العامة، مشدداً على ضرورة الضغط الدولي لضمان عدم تهديد المنشآت النفطية وعودة التصدير. وجدد دعوة اليمن إلى تقديم الدعم في هذه الظروف الصعبة الراهنة، عبر زيادة حجم الدعم والمساعدات الإغاثية، ومعالجة المديونية، وهو الأمر الذي سيتيح فرصة لتطوير آفاق التعاون بين اليمن ونادي باريس، ويسهم في خفض المديونية وتحقيق استدامة الدين.
بحسب شماخ، فإن الحرب والصراع في اليمن تركت كذلك أثار وتداعيات بالغة على الوضع الاقتصادي في البلاد؛ فالمسألة لا تتعلق بأزمة تضخم الديون، بل هناك تبعات لكل هذه الأزمات تتجسد في معيشة اليمنيين، وتدمير البنى التحتية وانهيار الخدمات، وانخفاض معدلات البطالة والفقر. وأضاف أن الاقتصاد اليمني أصبح يعتمد على المساعدات والهبات بعد توقف الصادرات النفطية وغير النفطية، إذ كانت الصادرات من النفط والغاز تشكل نحو 75% من حجم الموازنة العامة للدولة.
ويؤكد خبراء اقتصاد على أهمية التوظيف الأمثل للموارد المتاحة والمحدودة، وضبط العلاقة بين السلطات المحلية والحكومة بما ينعكس على الأوضاع المعيشية والاقتصادية. وتسعى الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً لمواصلة مسار الإصلاحات المالية والإدارية، والإيفاء بالالتزامات الحتمية للدولة وفي المقدمة رواتب الموظفين وتحسين الخدمات، إضافة إلى تعزيز الإيرادات وتنويعها وتوسيع أوعيتها وضمان وصولها إلى الحساب الحكومي العام، وضبط وترشيد النفقات بحيث تقتصر على الإنفاق الحتمي والضروري، وبما يؤدي إلى تحقيق الاستقرار المالي والنقدي.
الجدير بالذكر، أنّ اليمن كان قد طالب صندوق النقد الدولي في العام 2023، بضرورة إلغاء متأخرات سداد الدين الخارجي، وهي اشتراطات يراها مسؤولون مصرفيون؛ منطقية في الظروف الطبيعية وستكون قابلة للتحقيق متى عمّ السّلام وتمكنت البلاد من استغلال مواردها المعطلة، إضافة إلى أنّ هذه الاشتراطات تتكرر في كل المبادرات وتنطبق على كل برامج الدعم وبرامج المساعدات الإقليمية والدولية الأخرى لأنها تحذو حذو الصندوق في مبادراته.
## المجبري يخطط لإسعاد لاعبي كرة القدم الصغار في تونس بهذه المبادرة
30 June 2025 07:26 PM UTC+00
يخطّط نجم نادي بيرنلي الإنكليزي حنبعل المجبري (22 عاماً) لإسعاد مجموعة من الأطفال في بلده تونس بلفتة مميزة، نظراً للشعبية الكبيرة التي يحظى بها في صفوف الجماهير المحلية، وهو ما يؤكد أنه يمثّل مصدر إلهام للشباب الذين يرَونه قدوةً لهم، من أجل قيادة مسيرة مميزة في عالم كرة القدم.
وحصل "العربي الجديد" على معلومات خاصة، يوم الاثنين، تشير إلى أنّ المجبري يريد تنظيم دورة لكرة القدم للأحياء مستقبلاً، يقوم خلالها باستدعاء مجموعة من الأطفال لممارسة لعبتهم المفضّلة، وذلك في إحدى المدن داخل البلاد، سواء في مسقط رأسه بمحافظة القيروان، أو بالعاصمة تونس، على غرار ما حدث مؤخراً بمدينة باريس الفرنسية.
وأكد مصدر مقرب من النجم التونسي أنّ حنبعل كان سعيداً للغاية بالحدث الذي نظّمه قبل أيام في باريس وشهد حضوراً مميّزاً للأطفال الصغار، وهو يسعى حاليّاً إلى إقامة دورة أخرى في تونس، حينما تتاح له الفرصة، سواء في إحدى العُطلات المدرسية، أو في فترة التوقف الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين، وقد كلّف المحيطين به بالتنسيق لهذا الحدث واختيار الوقت المناسب لتنظيمه.
وفي باريس، حمل الأطفال الصغار، الذين شاركوا في المباريات، قميص حنبعل، وكانوا سعداء جدّاً بوجوده بينهم على أرض الملعب، وحصلوا على صورٍ تذكارية معه، وقد شارك المجبري في إعداد وجبات للأطفال الصغار، وهو ما يعكس تواضعه، وكأنه أراد أن يستحضر بداياته في عالم كرة القدم، بعدما أكد في تصريحات سابقة أنّه بدأ خطواته الأولى في الأحياء الفرنسية، معرباً عن فخره بذلك.
وحاز لاعب منتخب تونس على إعجاب كبير عبر صفحات التواصل الاجتماعي تزامناً مع نشره صوراً تظهر قيادته دورة لكرة القدم في أحد الأحياء الفرنسية، معلّقاً عبر حسابه بموقع إنستغرام: "فخور جدّاً بأنني اجتمعت مع كل الأجيال خلال بطولة للأحياء، حيث بدأت مسيرتي هناك، شكراً لكم جميعاً".
## "أكسيوس": نتنياهو سيلتقي ترامب في البيت الأبيض في 7 يوليو
30 June 2025 07:31 PM UTC+00
## حماية الصحافيين تطالب بتوضيحات حول حسن ظاظا
30 June 2025 07:39 PM UTC+00
دعت لجنة حماية الصحافيين، اليوم الاثنين، السلطات السورية إلى الكشف عن أسباب توقيف قوات الأمن صحافياً كردياً الأسبوع الماضي. وقالت المديرة الإقليمية للجنة حماية الصحافيين سارة القضاة في بيان إنّ "الاعتقال السري للصحافي حسن ظاظا دون أي تفسير من المسؤولين السوريين، هو جزء من سياسة ممنهجة لترهيب الصحافة"، وأضافت أن "السلطات السورية يجب أن تكشف فوراً عن مكان وجود ظاظا، وضمان سلامته، وإسقاط جميع التهم المتعلقة بعمله الصحافي".
من جهته، أكد مدير العلاقات الإعلامية في وزارة الإعلام السورية محمد الصالح اعتقال ظاظا في دمشق. وقال للجنة حماية الصحافيين إنّ الأمر "يتعلّق بمخاوف أمنية ولا علاقة له بعمله الصحافي"، لكنه تابع أنه غير مخول بتقديم المزيد من التفاصيل لأنّ الأمر قيد التحقيق، وأضاف صالح "إذا لم يكن هناك شيء ضده فمن المرجح أن يُفرَج عنه هذا الأسبوع".
حسن ظاظا بعد سقوط الأسد
حسن ظاظا الذي أوقف من منزله الجمعة، هو مالك ورئيس تحرير موقع "نوس سوسيال" الإخباري، وبحسب لجنة حماية الصحافيين، فإنه بعد سقوط الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول، عاد ظاظا إلى دمشق من شمال شرق سورية الواقع تحت سيطرة الإدارة الذاتية الكردية، كما تعاون الصحافي مع قناة روناهي.
وأنهت السلطات الجديدة عقوداً من حكم عائلة الأسد شهدت سورية خلالها قمعاً لحرية التعبير وتكميم أفواه الصحافيين، ما أدى إلى تحويل وسائل الإعلام إلى أدوات في يد الحكومة. وفي مايو/أيار، ذكرت منظمة مراسلون بلا حدود أنه رغم انتهاء "خمسة عقود من القمع الوحشي والعنيف للصحافة... فإنّ الحرية التي استعادها الصحافيون لا تزال هشة بسبب عدم الاستقرار السياسي المستمر والضغوط الاقتصادية المتزايدة".
(فرانس برس)
## توغلات الاحتلال في القنيطرة السورية... مشهد متكرّر تحت أنظار صامتة
30 June 2025 07:39 PM UTC+00
تتواصل عمليات التوغل اليومية التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرى وبلدات محافظة القنيطرة جنوبي سورية، في ظل صمت حكومي وغياب أي موقف رسمي تجاه هذه الانتهاكات المتكرّرة. وفي أحدث هذه العمليات، أفاد الناشط أحمد الحمدان لـ"العربي الجديد" بأن دورية إسرائيلية مؤلفة من مركبتَين وعدد من الجنود توغلت، مساء اليوم الاثنين، داخل قرية الرويحينية بريف القنيطرة، وأوضح أن عناصر الدورية داهموا عدداً من المنازل وبدأوا بتفتيشها، في حين لا تزال عمليات المداهمة والتفتيش مستمرة حتّى لحظة إعداد هذا التقرير، من دون توفّر معلومات دقيقة عن أسباب هذه الحملة.
وأشار الحمدان إلى أن هذه الدوريات باتت تدخل القرى والبلدات القريبة من الشريط الفاصل مع الجولان السوري المحتل على نحوٍ سلس ومن دون أي حذر، خاصّة بعد قيام قوات الاحتلال بنزع السلاح من أيدي الأهالي خلال الفترة الماضية، وأضاف: "تسعى قوات الاحتلال لفرض واقع جديد يوحي بأنها السلطة الحاكمة في المنطقة؛ تدخل إلى المنازل بعد الاستئذان من أصحابها، تستجوب السكان حول قضايا محدّدة أبرزها علاقتهم بالمليشيات التي كانت تسيطر على المنطقة خلال فترة حكم نظام الأسد، إضافة إلى قضايا تتعلق بحيازة السّلاح، كما تجري استبيانات دقيقة حول أعداد السكان وسبل معيشتهم قبل أن تنسحب".
وفي سياق متصل، دخلت ظهر اليوم دورية إسرائيلية أخرى مؤلفة من ثلاث مركبات وعدد من الجنود إلى مدينة السلام (البعث سابقاً) في القنيطرة، إذ انتشر عناصرها لبعض الوقت في محيط مبنى المحافظة، قبل أن ينسحبوا باتجاه النقطة العسكرية الإسرائيلية المستحدثة بالقرب من بلدة الحميدية، من دون تسجيل أي احتكاك مع الأهالي.
بالتوازي مع ذلك، قرّر مجلس الأمن الدولي بالإجماع، اليوم الاثنين، تمديد ولاية قوة الأمم المتحدة لمراقبة فضّ الاشتباك بين سورية وإسرائيل (أوندوف) لمدة ستة أشهر إضافية. غير أنّ العديد من سكان المنطقة يعبّرون عن استيائهم من "التقصير الكبير" الذي يرونه في أداء هذه القوة، خاصّة بعدما تخلّت عن العديد من مواقعها على الشريط الحدودي مع الجولان المحتل، ويرى الناشط الحمدان أن "وجود قوة فض الاشتباك لم يعد مجدياً، طالما أنها تنفّذ تعليمات قوات الاحتلال على نحوٍ مباشر أو غير مباشر"، على حدّ تعبيره.
أما عن موقف الحكومة السورية، فيجدّد الحمدان التأكيد أنّ "الحكومة ما زالت تلتزم وضع المراقب، من دون أي تحرك ميداني أو حتّى بيان استنكار أو إدانة لهذه التوغلات المتكرّرة"، معتبراً أن هذا الموقف "يدل على عدم اهتمامها بأبناء المنطقة"، وختم بتساؤل: "إلى متّى ستبقى حكومتنا في موقع المتفرج الصامت؟ وإلى متى سيصبر سكان القنيطرة، التي باتت عملياً تحت الاحتلال، على هذه الانتهاكات الإسرائيلية وصمت الحكومة حيالها؟".
## ارتفاع جديد في أسعار المحروقات بالأردن لشهر يوليو
30 June 2025 07:45 PM UTC+00
أعلنت الحكومة الأردنية، اليوم الاثنين، عن تعديل أسعار المحروقات (المشتقات النفطية) لشهر يوليو/تموز المقبل، بزيادات متفاوتة تراوحت بين 1% و3%، استجابةً للتغييرات في أسعار النفط الخام عالمياً خلال شهر يونيو/حزيران. وذكرت وزارة الطاقة والثروة المعدنية، في بيان رسمي، أن لجنة تسعير المشتقات النفطية عقدت اجتماعها الشهري لمراجعة الأسعار العالمية ومقارنتها بمعدلاتها في شهر مايو/أيار، إذ تبين حدوث ارتفاع ملحوظ في أسعار البنزين بنوعيه (أوكتان 90 وأوكتان 95) إضافة إلى الديزل.
وبناءً على المعادلة السعرية المعتمدة لأسعار المحروقات في الأردن، تقرّر رفع سعر: البنزين أوكتان 90 بمقدار 15 فلساً ليُصبح 860 فلساً/لتر بدلاً من 845 فلساً. البنزين أوكتان 95 بمقدار 20 فلساً ليُصبح 1085 فلساً/لتر بدلاً من 1065 فلساً. الديزل بمقدار 25 فلساً ليُصبح 675 فلساً/لتر بدلاً من 650 فلساً. وفي المقابل، قررت اللجنة تثبيت سعر الكاز عند 620 فلساً/لتر، والإبقاء على سعر أسطوانة الغاز المنزلي (12.5 كيلوغرام) عند 7 دنانير.
يُذكر أن الدينار الأردني يعادل نحو 1.41 دولار أميركي. وهذا السعر يعكس نظام الربط الرسمي المثبت منذ فترة طويلة بين العملتَين، ما يعني أن كل دولار يُقابل نحو 0.71 دينار أردني.
وقد سجلت الفاتورة النفطية في الاقتصاد الأردني خلال الثلث الأول من العام الحالي ارتفاعاً بنسبة 2.9%. وأظهرت بيانات التجارة الخارجية الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة ارتفاعاً في قيمة مستوردات المملكة من النفط الخام ومشتقاته والزيوت المعدنية في الثلث الأول من عام 2025، لتصل الفاتورة النفطية إلى 952 مليون دينار (1.342 مليار دولار)، مقارنة بـ925 مليون دينار (1.304 مليار دولار) للفترة نفسها من العام الماضي.
كما أظهرت نتائج تقديرات دائرة الإحصاءات العامة (حكومية) حول الاقتصاد الأردني ارتفاعاً في نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول من عام 2025 بنسبة 2.7% بالأسعار الثابتة، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي التي بلغت فيها نسبة النمو 2.2% فقط. وبحسب نتائج التقديرات التي أعلنتها الإحصاءات الأردنية، فإنّ غالبية القطاعات الاقتصادية في البلاد حققت نمواً ملحوظاً خلال الربع الأول من العام الحالي 2025 مقارنةً مع الربع الأول من عام 2024، وذلك رغم استمرار الظروف الإقليمية وتداعياتها وتأثيراتها على اقتصادات المنطقة.
## مصر: غداً التصويت على قانون الإيجارات
30 June 2025 07:45 PM UTC+00
أرجأ مجلس النواب (البرلمان) المصري، اليوم الاثنين، التصويت النهائي على مشروع القانون المقدم من الحكومة بتعديل قوانين إيجار الأماكن وإعادة تنظيم العلاقة بين المؤجّر والمستأجر أو الإيجارات القديمة إلى جلسة غد الثلاثاء، بعد حالة من التوتر بين المعارضة وداعمي الحكومة. وغضب رئيس المجلس حنفي جبالي من وصف نائب حزب التجمع اليساري عاطف مغاوري الحكومة بأنها "نبت شيطاني" وأن ما يحدث من نواب حزب مستقبل وطن المؤيد للحكومة لمنعه من التحدث بـ"عدوان وبلطجة"، معلناً أنه "إذا كانت هناك رغبة في البلطجة خلال الجلسة، فنحن نداً لها".
وعقب وزير الشؤون النيابية محمود فوزي بأنه "من العيب جداً أن تهان مؤسسة من مؤسسات الدولة بهذا الشكل، خصوصاً أننا بصفتنا حكومة نحترم كل الآراء. من جهته، طالب النائب عن حزب الوفد محمد عبد العليم داود بتأجيل مناقشة القانون قائلاً: "نحن أمام ظلم بين كونه تشريعاً يهدف إلى طرد المستأجرين. نحن نتحدث من قلب الشارع، ونعلم تماماً ما يشعر به الناس، وطرح القانون في التوقيت الحالي لم يكن مناسباً، إلا لشيء واحد هو الالتزام بحكم المحكمة الدستورية بشأن بطلان ثبات القيمة الإيجارية". وقال وكيل المجلس النائب أحمد سعد الدين إن "البرلمان بصدد مناقشة قانون شائك، نأت كل الحكومات والبرلمانات السابقة بنفسها عن التدخل فيه، وبالتالي لن ينال رضا الجميع عند صدوره"، محذراً من أن "صيانة العقارات باتت معطلة في العقارات القديمة بسبب المشاكل المستمرة بين الملاك والمستأجرين".
وأظهرت مناقشات مشروع قانون الإيجارات أن إجمالي عدد الأسر المقيمة في وحدات خاضعة لأحكام قانون الإيجارات القديم تبلغ مليوناً و642 ألفاً و870 أسرة، وفقاً لتعداد السكان للعام 2017، بنسبة 7% تقريباً من إجمالي عدد الأسر المصرية، وذلك بمجموع 6 ملايين و133 ألفاً و570 شخصاً". ويسكن نحو 82% من هذه الأسر في أربع محافظات، هي القاهرة بإجمالي 670 ألفاً و857 أسرة، والجيزة بعدد 308 آلاف و91 أسرة، والإسكندرية بإجمالي 213 ألفاً و147 أسرة، والقليوبية بعدد 150 ألفاً و961 ألف أسرة. ويدفع منها نحو 36% أقل من 50 جنيهاً أجرة شهرية، و20% ما بين 50 و100 جنيه، و18% ما بين 100 و200 جنيه، و24% ما بين 200 و900 جنيه، و2% أكثر من 900 جنيه شهرياً.
وأجرت الحكومة تعديلاً على مشروع القانون يزيد مدّة بقاء المستأجرين من خمس سنوات إلى سبع قبل تحرير العلاقة التعاقدية بين الطرفين. وجاء التعديل وسط مخاوف حكومية من أن يسبب صدور القانون حالةَ اضطراب اجتماعي، بسبب الخلافات العميقة بين الملّاك والمستأجرين حول إيجارات نحو 3 ملايين وحدة سكنية وتجارية على امتداد البلاد. وفي السياق، قرّرت نيابة أمن الدولة العليا تجديد حبس المحامي أيمن عصام، الممثل القانوني لرابطة الدفاع عن المستأجرين، خمسة عشر يومًا على ذمة التحقيقات، في اتهامات تتعلق بـ"الانضمام إلى جماعة إرهابية، والتحريض على العنف، وإثارة الرأي العام ضد مؤسسات الدولة"، وفق ما أفادت به مصادر حقوقية مطلعة "العربي الجديد".
ويُعد عصام أحد أبرز الوجوه القانونية المشاركة في الدفاع عن حقوق المستأجرين القدامى في مصر، وألقي القبض عليه عند شروعه بالمشاركة في اجتماع تأسيسي للرابطة في مدينة الإسكندرية منتصف الشهر، حيث جرى توقيفه بشكل مفاجئ، ليختفي قسرًا ثلاثة أيام متتالية، قبل أن يظهر داخل مقر نيابة أمن الدولة في التجمع الخامس بالقاهرة متهمًا في قضية تتعلق بآرائه حول مشروع تعديل قانون الإيجار القديم. وقد شارك مؤخرًا في جلسات الحوار المجتمعي التي نظمها مجلس النواب عبر لجنة الإسكان بشأن مشروع تعديل قانون الإيجارات القديمة، حيث أبدى اعتراضه الصريح على بنود المشروع، لا سيما تلك التي تتعلق بـ"تحرير العلاقة الإيجارية" بين المالك والمستأجر، وطالب خلال مداخلاته الرسمية بحلول متدرجة وإنصاف للطرف الأضعف، وهو المستأجر، بدلًا من تشريعات اعتبرها تمييزية وتؤدي إلى تشريد آلاف الأسر.
## ترامب يوقع اليوم على أمر تنفيذي لإنهاء العقوبات على سورية
30 June 2025 08:01 PM UTC+00
يوقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الاثنين، أمراً تنفيذياً لـ"إنهاء العقوبات الأميركية على سورية"، وذلك وفقاً لما ذكرته السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولين ليفيت خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد اليوم، مشيرة إلى إبقاء العقوبات على رئيس النظام السابق بشار الأسد.
وسيُنهي ترامب "حالة الطوارئ الوطنية" القائمة بشأن سورية منذ عام 2004 التي فرضت بموجبها عقوبات شاملة على دمشق، ما أثر على معظم المؤسّسات التي تديرها الدولة. وقالت ليفيت للصحافيين "يأتي هذا في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز ودعم مسار البلاد نحو الاستقرار والسّلام"، وأضافت أن الأمر التنفيذي لترامب، سيرفع العقوبات على سورية مع الإبقاء على العقوبات المفروضة على الأسد وشركائه وتجار المخدرات ومنتهكي حقوق الإنسان والأشخاص المرتبطين بأنشطة كيميائية والتنظيم الإرهابي داعش ووكلاء إيران".
وسبق أن أعلن الرئيس الأميركي ترامب، خلال جولة له في الشرق الأوسط، في مايو/أيار الماضي، أنّ الولايات المتحدة سترفع جميع العقوبات المفروضة على سورية من أجل منحها فرصة جديدة على حد قوله آنذاك، كما التقى خلال جولته بالرئيس السوري أحمد الشرع. وقالت ليفيت، مشيرة إلى لقاء ترامب والشرع، إنّ الرئيس الأميركي "ملتزم بدعم سورية مستقرة وموحدة تعيش في سلام مع نفسها ومع جيرانها".
وفي تعليق على القرار، قال السيناتور الجمهوري جو ويلسون عبر منصة "إكس" إنّهم "ممتنون لقيادة الرئيس ترامب ورؤيته"، واصفاً الخطوة بأنها "قرار ثاقب من الإدارة بالغ الأهمية لاستقرار وازدهار سورية والعالم"، وأضاف: "يستحق السوريون فرصة للنجاح بعد فظائع الأسد الجزار".
من جانبه، قال القائم بأعمال وكيل وزارة الخزانة الأميركية، وفق ما نقلت جريدة "الوطن" السورية، إنّ "الأمر الذي سيوقعه الرئيس ترامب بشأن سورية سيعيدها إلى النظام المالي الدولي"، ما يمثل خطوة مفصلية نحو إعادة دمج سورية في النظام الاقتصادي العالمي بعد سنوات من العزلة والعقوبات.
ويأتي هذا القرار بعد نحو سبعة أشهر من سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، إذ كانت وزارة الخزانة الأميركية قد أعلنت قبل فترة عن رفع جزء من العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية، في إطار ما وصفته حينها بـ"دعم العملية الانتقالية ومساندة جهود إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية التي يقودها السوريون أنفسهم".
وأكدت الوزارة حينها أن تخفيف العقوبات لا يشمل الأسد ومساعديه، ويستهدف تحفيز الاستثمار والمساهمة في استقرار الاقتصاد السوري خلال المرحلة الانتقالية، مع الحفاظ على الآليات القانونية التي تتيح ملاحقة مَن تورّطوا في جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان.
## الأردن: توسّع في تحقيق كحول "ميثانول" والضحايا 9 قتلى و17 مصاباً
30 June 2025 08:01 PM UTC+00
أعلنت مديرية الأمن العام في الأردن عن ارتفاع عدد ضحايا التسمّم بمادة ميثانول أو الكحول الميثيلي إلى تسعة قتلى و17 مصاباً قيد العلاج في محافظات العاصمة عمّان والزرقاء (شمال شرق) والبلقاء (غرب)، وكشفت عن مستجدّات في التحقيق حول القضية. وقال المتحدث الإعلامي باسم مديرية الأمن العام عامر السرطاوي، في بيان صادر اليوم الاثنين، إنّ التحقيقات في حوادث الوفيات والإصابات الناتجة عن التسمّم بمادة ميثانول أثبتت تورّط مصنع بهذه القضية، وقد أوقف القائمون على المصنع والعاملون فيه، من بينهم الموظف المتخصّص في تركيب الخلطات.
وأوضح المتحدّث الإعلامي باسم مديرية الأمن العام في الأردن أنّ الموظّف المُشار إليه كان قد طلب مادة ميثانول من أحد الأشخاص الذي زوّده بها لتُستخدَم في تصنيع مشروبات كحولية، مضيفاً أنّ الشخص الذي زوّد المصنع بكميات من تلك المادة أكّد شراءها من مستودع جرت مداهمته والتحفّظ على كلّ المواد في داخله. وبيّن السرطاوي، في البيان، أنّ إصابات الضحايا المتضرّرين تتراوح ما بين "متوسطة وسيّئة"، وسوف يُصار إلى إحالة القضية على القضاء فور استكمال التحقيقات فيها.
الأمن العام: التحقيقات في قضية مصنع المواد الكحولية أكّدت تورط عدد من الأشخاص بشراء مادة الكحول الميثيلي واستخدامها في تصنيع المشروبات الكحولية https://t.co/dxLrCwIsE7#الامن_العام #الاردن pic.twitter.com/NGzqJf9aCo
— مديرية الأمن العام (@Police_Jo) June 30, 2025
من جهته، أوضح مدير عام المؤسّسة العامة للغذاء والدواء في الأردن نزار محمود مهيدات، أنّ منشآت بيع المشروبات الكحولية تخضع لرقابة المؤسّسة من الجانب الفني، في حين تتولّى جهات رقابية أخرى مسؤولية الجانب التشريعي وكذلك الترخيص القانوني لهذه المنشآت. أضاف مهيدات، في بيان صادر اليوم الاثنين، أنّ المهام الرقابية للمؤسّسة تُعنى بالتأكّد من سلامة هذه المشروبات الكحولية ومأمونيتها، مشدّداً على تأثيرها السلبي على الجسم وما تخلّفه من مشكلات صحية الناتجة مثل أمراض الكبد والقلب والسرطان.
ولفت مهيدات إلى أنّ ما تقدّمت به المؤسّسة العامة للغذاء والدواء لا يتعلّق بالمسائل الدينية، إنّما يندرج من ضمن توصية صحية بحتة موجّهة إلى الأشخاص الذين يستهلكون المشروبات الكحولية حتّى يختاروا المنتجات المأمونة من المحال المرخّصة، من أجل الحدّ من المخاطر الصحية الناتجة عن المنتجات المغشوشة أو مجهولة المصدر.
تجدر الإشارة إلى أنّ الميثانول أو الكحول الميثيلي مادة شديدة السمية لا تصلح للاستهلاك البشري، وهي تتسبّب في أعراض خطرة عند تناولها أو استنشاقها أو امتصاصها عبر الجلد بكميات كبيرة. وهذه المادة مركّب عضوي يتميّز بقدرته على الذوبان في المياه وكذلك التبخّر بسرعة، أمّا استخداماته فمتعدّدة؛ هو مذيب في الصناعات الكيميائية وكذلك الأدوية والمركّبات العضوية، ومادة خام في تصنيع الفورمالدهيد والبلاستيك، ووقود في تطبيقات صناعية وتجارية، ومادة أساسية في التجارب المخبرية والبحث العلمي.
يُذكر أنّه فجر يوم الجمعة الماضي، ظهرت حالات التسمّم بمادة ميثانول بعد نقل ثلاثة أشخاص في محافظة الزرقاء إلى المستشفى، ليفارقوا الحياة سريعاً. وبعد تحويل جثثهم إلى مركز الطب الشرعي من أجل تحديد أسباب الوفاة، وفتحت الأجهزة الأمنية تحقيقاً في الحادثة، وظهرت المعطيات المتوفّرة حتّى الآن، في انتظار الكشف عن المزيد.
وكان بيان أمني قد أفاد، أمس الأحد، بأنّ فريق التحقيق عمل، منذ لحظة تلقّيه البلاغات والتقاط العيّنات من مسرح الحادثة وظهور نتائج الفحوصات المخبرية، على جمع عدد كبير من العيّنات من محالّ بيع المشروبات الكحولية في مدينة الزرقاء، إذ عُثر على مادة ميثانول في عدد من المنتجات الكحولية التي تبيّن أنّها تُنتَج في المصنع الذي حُدّد وتحمل أسماء تجارية مختلفة. وفور تبيان ذلك، توجّهت الفرق المعنية إلى المصنع منتج تلك المشروبات، وأُخذت عيّنات متنوّعة من داخله، قبل أن تظهر آثار لتلك المادة في أحد خزّانات خطوط الإنتاج والتعبئة بعد إخضاعها لفحوص مخبرية.
29 June 2025 05:57 PM UTC+00
أكّد علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، أنّ إسرائيل والولايات المتحدة كانتا قد خططتا لانهيار النظام في إيران عبر استهداف اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي خلال الحرب الأخيرة، بهدف اغتيال رؤساء السلطات الثلاث، ومن ثم المرشد الأعلى علي خامنئي. وأوضح أن محاولة قصف اجتماع كان ينعقد بحضور رؤساء السلطات الثلاث قد فشلت، كما أشار إلى أن إسرائيل كانت تريد اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بعد تنفيذ عملية القصف الفاشلة.
وكشف لاريجاني أن الموساد الإسرائيلي بعث برسائل تهديد إلى كبار القادة الإيرانيين في بداية الحرب، مضيفاً: "خلال الحرب اتصلوا بي أيضاً وهدّدوني بالقتل خلال 12 ساعة إذا لم أغادر البلاد، ورددتُ بطريقة مناسبة على نتنياهو"، وأكد أن إسرائيل والولايات المتحدة كانتا تعتقدان أن الشعب الإيراني سينفصل عن النظام مع بدء الحرب، كما أن دول المنطقة، بما فيها الدول العربية، وقفت إلى جانب النظام الإيراني، "فيما كانت إسرائيل تريد إبعادها عن إيران".
وصرح لاريجاني بأن الهدف النهائي للهجوم كان تقسيم إيران، معتبراً أن المفاوضات التي سبقت اندلاع الحرب كانت مجرد "خدعة"، مهاجماً الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووصفه بـ"الرجل الأحمق". ودعا إلى إعادة النظر في موضوعَي التفاوض وتعامل طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي، حسب قوله، "لم تفِ بتعهداتها مقابل التزامات إيران"، كما انتقد الموقف الأوروبي، قائلاً إن فرنسا وألمانيا وبريطانيا دعمت إسرائيل خلال الحرب ولم تقدّم شيئاً لإيران.
من جانب آخر، أوضح مدير عام إدارة الأزمات والطوارئ في محافظة أذربيجان الشرقية، مجيد فرشي، أن دوي الانفجارين اللذين سُمعا في مدينة تبريز، اليوم الأحد، "ناجمان عن عمليات تفكيك وتدمير ذخائر غير منفجرة تعود للعدو الصهيوني في بعض المناطق"، مؤكداً أن العملية نُفذت بالكامل تحت إشراف القوى الأمنية والعسكرية، ولا توجد أي مخاوف تهدّد أمن المواطنين. يُذكر أن مدينة تبريز كانت من المناطق الأكثر استهدافاً خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، الذي استمر 12 يوماً.
## إسرائيل دمّرت 74% من أصول قطاع الاتصالات في غزة
29 June 2025 06:03 PM UTC+00
قالت مسؤولة فلسطينية، اليوم الأحد، إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ألحق دماراً واسعاً بقطاع الاتصالات وأدى إلى تدمير نحو 74% من أصوله. وجاء ذلك في كلمة وكيلة وزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي الفلسطينية، هدى الوحيدي، خلال اجتماع مجلس إدارة الاتحاد الدولي للاتصالات في جنيف، بحسب بيان للوزارة.
وأوضحت الوحيدي أن الخسائر المباشرة التي لحقت بقطاع الاتصالات في غزة تقدر بـ164 مليون دولار، نتيجة تدمير 580 برجاً خلوياً وشبكات ألياف رئيسية، كما قدرت الخسائر الاقتصادية المتوقعة خلال السنوات الخمس المقبلة بـ736 مليون دولار. وحذّرت الوحيدي من استمرار التدهور في البنية التحتية الرقمية في غزة، مؤكدةً أن القطاع يمر بـ"أزمة غير مسبوقة"، تسبّبت في انقطاع واسع في خدمات الاتصالات، في ظل غياب أيّ خطوات عملية لتنفيذ القرار الأممي رقم 1424 الصادر عام 2024، والمتعلق بإعادة بناء قطاع الاتصالات الفلسطيني. وطالبت الوحيدي مجلس الاتحاد بوضع خطة تنفيذية عاجلة لتطبيق القرار، داعيةً إلى حماية البنية الرقمية من الاستهداف الإسرائيلي، الذي دمّر على نحوٍ شبه كامل البنية التحتية في القطاع.
وفي الضفة الغربية، أشارت المسؤولة الفلسطينية إلى أنّ الاجتياحات العسكرية والإغلاقات الإسرائيلية تسببت بخسائر تقدر بـ215.4 مليون دولار، فضلاً عن التوسع غير القانوني للشبكات الإسرائيلية الذي عطل مشاريع التطوير والتوسعة الفلسطينية. وفي 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية شمالي الضفة بدأها بمدينة جنين ومخيّمها، ثم توسّعت لاحقاً إلى مخيّمَي طولكرم ونور شمس، دمر خلالها البنية التحتية لقطاعات الكهرباء والمياه والاتصالات، وفق معطيات رسمية.
قرارات اتحاد الاتصالات
من جهته، صادق مجلس إدارة الاتحاد للاتصالات على مجموعة مقترحات فلسطينية، تضمّنت إعداد خطة تنفيذية خلال شهر من انتهاء الاجتماع، وإصدار تقرير دوري كل 6 أشهر حول التقدم، إضافة إلى عقد مؤتمر دولي للمانحين قبل مؤتمر التنمية العالمي للاتصالات، كما أقرّ المجلس إنشاء صندوق دعم مالي خاص لفلسطين بإشراف الاتحاد، وتصنيف قطاع الاتصالات بوصفها "خدمة إنسانية أساسية"، وتمكين فلسطين من الوصول إلى الطيف التردّدي، وتوفير تقنيات الجيل الرابع والخامس في جميع الأراضي الفلسطينية، ودعا المجلس أيضاً إلى توفير الوقود والمعدات اللازمة لتشغيل محطات الاتصالات والكهرباء، وضمان حماية الطواقم الفنية، خاصّة بعد استشهاد أكثر من 150 فنياً خلال العدوان.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تعلن شركات الاتصالات الفلسطينية على نحوٍ متكرّر عن انقطاع واسع في خدماتها داخل قطاع غزة، بفعل القصف ونفاد الوقود. وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 986 فلسطينياً على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين. وترتكب إسرائيل بدعم أميركي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة خلّفت نحو 190 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين.
(الأناضول، العربي الجديد)
## هل يدفع بنهاشم ثمن المشاركة المخيّبة للوداد في مونديال الأندية؟
29 June 2025 06:13 PM UTC+00
لم ينجُ المدير الفني لنادي الوداد الرياضي، أمين بنهاشم (50 عاماً)، من عاصفة النقد بعد الخروج الصاغر للفريق المغربي من دور المجموعات لكأس العالم للأندية، المقامة حالياً في الولايات المتحدة الأميركية وتستمر حتى الـ13 يوليو/تموز القادم، بصرف النظر عن حادث السير الذي تعرض له برفقة ثلاثة من مساعديه في واشنطن. 
ووضعت الهزائم الثلاث التي مُني بها نادي الوداد الرياضي أمام مانشستر سيتي الإنكليزي (1-2)، ويوفنتوس الإيطالي (1-4)، والعين الإماراتي (1-2)، المدرب أمين بنهاشم أمام المساءلة، نظراً للمستوى الباهت الذي أظهره اللاعبون في مونديال الأندية، خاصة ضدّ العين الإماراتي، رغم أنه تولى مهمة تدريب الفريق الأحمر في فترة صعبة، وبالضبط قبل أسابيع قليلة من بداية كأس العالم للأندية، إذ وجد نفسه في مرمى الانتقادات، وهناك من حمّله مسؤولية جلب لاعبين يفتقدون الحماس والرغبة في تحقيق الانتصارات، لذا غابت هوية الفريق، الذي افتقد أيضاً الروح الجماعية بسبب غياب الانسجام والتناغم في جميع الخطوط، خصوصاً في الدفاع. 
ويبقى مستقبل المدرب أمين بنهاشم معلقاً بالاجتماع المرتقب الذي ستعقده إدارة النادي خلال الأيام القليلة المقبلة لمناقشة تفاصيل الخروج الصاغر من بطولة كأس العالم للأندية، إذ من المرجح حسم مصير المدرب وباقي جهازه الفني، في ظل الحديث عن إمكانية الاستغناء عنه من أجل التعاقد مع مدرب أجنبي قادر على إعادة الوداد إلى سابق تألقه ولمعانه.
وفي حديث لـ"العربي الجديد"، كشف مصدر مقرّب من نادي الوداد الرياضي، فضّل عدم الكشف عن هويته، أن أمين بنهاشم يعيش مرحلة ترقب وانتظار، بعد المشاركة المخيّبة للآمال في مونديال الأندية، وتابع قائلاً: "أظن أن مستقبل المدرب ومساعديه سيحسم في الأيام القليلة المقبلة بناء على تقييم أداء النادي في بطولة كأس العالم للأندية، رغم أن مسؤولية الإخفاق لا يتحملها لوحده بل هي مشتركة مع اللاعبين ورئيس النادي هشام أيت منة، الذي لم يفِ بما وعده به الجماهير بعد انتخابه رئيساً للفريق الأحمر في بداية الموسم الكروي الحالي خلفاً لعبد المجيد البرناكي".
## مصرع 45 شخصاً خلال أربعة أيام بسبب فيضانات في باكستان
29 June 2025 06:14 PM UTC+00
لقي 45 شخصاً حتفهم في باكستان، نصفهم أطفال، جراء أمطار غزيرة أدت إلى فيضانات مفاجئة أو انهيار منازل منذ الأربعاء مع بداية موسم الأمطار الموسمية، بحسب ما ذكرت وكالة إدارة الكوارث، اليوم الأحد. وسجّلت ولاية خيبر بختونخوا، الواقعة في شمال غرب البلاد على الحدود مع أفغانستان، أعلى حصيلة قتلى، إذ قضى 21 شخصاً، بينهم عشرة أطفال. وحذّرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من أنّ خطر هطول أمطار غزيرة واحتمال حدوث فيضانات مفاجئة سيظل مرتفعاً حتى 5 تموز/يوليو على الأقل. 
وأفادت الوكالة بأن 14 من هؤلاء القتلى، بينهم ستة أطفال، لقوا حتفهم في وادي سوات، إذ جرفت فيضانات مفاجئة عائلات على ضفة نهر بحسب وسائل إعلام محلية. وسجّلت ولاية البنجاب التي تضم أكبر عدد من السكان في البلاد، إذ يقطنها حوالى 130 مليون شخص، وتقع في الشرق على الحدود مع الهند، مقتل 13 شخصاً منذ الأربعاء، ثمانية من هؤلاء الضحايا أطفال، لقوا حتفهم جميعاً عندما انهار سقف منزلهم أو أحد جدرانه، ولقي بالغون حتفهم جراء فيضانات مفاجئة في أنهار البنجاب، وأصيب 39 شخصاً في الولاية. 
وفي مايو/ أيار، قُتل 32 شخصاً وجُرح أكثر من 150 آخرين في عواصف عنيفة ضربت باكستان التي شهدت ظواهر جوية متطرّفة عديدة هذا الربيع، بينها عواصف برد غير مسبوقة. وتعدّ باكستان من أكثر دول العالم تأثراً بتغيّر المناخ، ويعيش سكانها البالغ عددهم 240 مليون نسمة ظواهر جوية متطرفة بوتيرة متزايدة.
(فرانس برس)
## ميسي وسان جيرمان... من التجربة الناجحة إلى المواجهة والهزيمة
29 June 2025 06:28 PM UTC+00
واجه نجم إنتر ميامي الأميركي، الأرجنتيني ليونيل ميسي (38 عاماً)، مهمةً صعبة ومختلفة عن التحديات السابقة في مسيرته، وذلك عندما التقى مع فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، في ثمن نهائي كأس العالم للأندية، لكنه تعرّض لهزيمة كبيرة برباعية بيضاء، في أول مواجهة أمام فريقه السابق، الذي رحل عنه في "الميركاتو" الصيفي لعام 2023، بعد تجربة تواصلت موسمَين، في صفقة تاريخية للكرة العالمية آنذاك.
وخاض ميسي 75 مباراة في رحلته مع نادي العاصمة الفرنسية، سجل خلالها 32 هدفاً وصنع 35 مثلها في كلّ المسابقات، وهي أرقام مثالية قياساً بعدد النجوم في الفريق، إذ كان الخط الأمامي يضمّ الفرنسي كيليان مبابي (26 عاماً) والبرازيلي نيمار (33 عاماً)، وهذا الثلاثي كان قادراً على هزم كل المنافسين، لكن لسوء حظ ميسي فإنه لم يهدِ النادي الفرنسي اللقب، الذي كان يحلم به وهو دوري أبطال أوروبا، إلّا أنّه حصد الكثير من التتويجات الفردية أو الجماعية.
ميسي وصفقة للتاريخ
كان انضمام ميسي إلى باريس سان جيرمان صفقة تاريخية للدوري الفرنسي، نظراً لرصيد النجم الأرجنتيني من النجاحات التاريخية مع نادي برشلونة الإسباني، ولهذا فقد كان الحدث مميزاً على جميع المستويات، خاصة الاقتصادية من خلال القفزة التي عرفتها حقوق البثّ التلفزيوني، أو الإقبال على حضور مباريات باريس سان جيرمان، لتحظى منافسات "الليغ 1" باهتمام تاريخي وغير مسبوق، ونافست الدوريات الكبرى في أوروبا، كما أن ميسي ساعد فريقه ولعب جيّداً، وكان مصمّماً على إنجاح المشروع، ومنذ اليوم الأول ترك أثراً مميزاً، خاصّة عندما رفض حمل القميص رقم 10، مفضلاً أن يواصل زميله نيمار حمل هذا القميص، ولهذا فإن التجربة كانت ناجحة رياضياً، رغم هزّات دوري أبطال أوروبا.
ميسي لم يكن سعيداً في المدينة
في الأثناء، فإنّ الحياة في باريس كانت صعبة على ليونيل ميسي، الذي صرّح في مناسبات عديدة بأن الوضع كان مختلفاً عن برشلونة، خاصّة عدم احترام خصوصيته من الجماهير أو الصحافة، بعدما تعوّد على حياة هادئة في برشلونة، التي نشأ فيها، لينتقل بعدها إلى صخب واحدة من كبرى العواصم في العالم، التي تعتبر وجهة سياحية مهمّة، ولهذا فإن ميسي رحب بعرض إنتر ميامي الأميركي، لأنه يضمن له الحياة بعيداً عن الضغط، خاصة أن شخصيته تميل إلى العزلة، وظهوره الإعلامي نادر ومرتبط كثيراً بعائلته.
وبقدر نجاحه رياضياً، فإنّ ميسي لم يكن منسجماً مع الحياة الجديدة، خاصّة مع تواتر الأخبار عن تعرض منازل عدد من النجوم في الفريق إلى السرقات أو المضايقات، إضافة إلى قسوة جماهير "بارك دي برانس"، التي كانت غاضبة بسبب حصاد الفريق في دوري الأبطال، إضافة إلى أن الأزمة التي تسبب فيها ميسي بعد سفره، دون موافقة المدرب، لتصوير إعلان في السعودية، كلفته عقوبة الإبعاد عن التدريبات، واضطرّ إلى الاعتذار، وهي من الحالات النادرة في مسيرته.
ميسي أمام الباريسي
سيطر نادي سان جيرمان على الكرة كثيراً خلال مواجهة إنتر ميامي، ولم يجد ميسي فرصة كبيرة لصناعة الفارق بسبب تفوّق لاعبي المدرب الإسباني لويس إنريكي في وسط الملعب، ما جعل الكرة بعيدة المنال عنه، ليقوم بما اعتاد عليه في العديد من المناسبات، إذ اكتفى الفريق الأميركي بنسبة استحواذ 33% فقط مقابل 67% للنادي الباريسي، في حين أن رفقاء ليو سدّدوا سبع مرات، أصابوا خلالها مرمى الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما في ثلاث مناسبات فقط، مع العلم أن النجم الأرجنتيني، المتوج بلقب مونديال قطر 2022، حاز على تنقيط 6,7 من موقع "فلاش سكور" المتخصّص بالأرقام، وكان بذلك أفضل لاعب في فريقه بحسب المصدر، إذ جاء خلفه الأرجنتيني فريديريكو سولاري بـ6,4 ومثله مواطنه الحارس أوسكار أورساتي الذي قام بخمسة تصديات.
## قرض بقيمة 3.4 مليارات دولار من الصين لدعم الاقتصاد الباكستاني
29 June 2025 06:31 PM UTC+00
قال مصدر في وزارة المالية الباكستانية، اليوم الأحد، إنّ الصين مدّدت قروضاً بقيمة 3.4 مليارات دولار إلى إسلام أباد، وهو ما سيرفع احتياطيات باكستان من العملة الصعبة إلى 14 مليار دولار. وذكر المصدر أن بكين مدّدت قرضاً بقيمة 2.1 مليار دولار كان في احتياطيات البنك المركزي الباكستاني على مدى السنوات 3 الماضية، وأعادت تمويل قرض تجاري آخر بقيمة 1.3 مليار دولار سدّدته إسلام أباد قبل شهرين.
وأضاف المصدر أن باكستان تلقت أيضاً مليار دولار أخرى من بنوك تجارية في الشرق الأوسط و500 مليون دولار من تمويل متعدد الأطراف، وفق وكالة "رويترز"، وتابع المصدر: "يجعل هذا احتياطياتنا تتماشى مع هدف صندوق النقد الدولي".
وهذه القروض، لا سيّما القروض الصينية، ضرورية لدعم الاحتياطيات الأجنبية المنخفضة في باكستان والتي طلب صندوق النقد الدولي أن تتجاوز 14 مليار دولار في نهاية السنة المالية الحالية في 30 يونيو/حزيران. وتقول السلطات الباكستانية إن اقتصاد البلاد استقر من خلال الإصلاحات الجارية في إطار خطة إنقاذ من صندوق النقد الدولي بقيمة 7 مليارات دولار.
رغم الأهمية الكبيرة للدعم المالي الصيني في الوقت الراهن، يُثير الاعتماد المتزايد على القروض الثنائية مع بكين مخاوف جدية تتعلق بالشفافية والسيادة المالية لباكستان. فالكثير من هذه القروض تأتي بشروط تجارية وفوائد مرتفعة مقارنة بالقروض الميسّرة التي تقدمها المؤسسات الدولية، إضافة إلى أن تفاصيل هذه القروض غالباً ما تظلّ غير معلنة أمام البرلمان والرأي العام. هذا الغموض يعزّز من مخاطر وقوع باكستان في ما يعرف بـ"فخ الديون"، بحيث تصبح الدولة مدينة على نحوٍ كبير لدائن واحد، ما قد يُجبرها في المستقبل على تقديم تنازلات سياسية أو اقتصادية مقابل التخفيف من أعباء الدين.
على غرار ما حصل في دول مثل سريلانكا، التي أُجبرت على تأجير ميناء استراتيجي للصين بعد عجزها عن سداد ديونها، تواجه باكستان احتماليات مشابهة إذا لم تنجح في تنويع مصادر تمويلها وتقليل اعتمادها على القروض الصينية، كما أن ضعف الرقابة الداخلية على تفاصيل القروض يُعد عاملاً إضافياً يحدُّ من قدرة الدولة على ضمان مصالحها الوطنية وحماية استقلال قراراتها المالية.
بالإضافة إلى ذلك، استمرار الاعتماد على التمويل الخارجي دون إصلاحات هيكلية جذرية في الاقتصاد المحلي سيجعل من الصعب تحقيق استدامة مالية على المدى الطويل؛ فتنويع مصادر التمويل، زيادة الشفافية، وتعزيز الإيرادات المحلية، تعتبر من الخطوات الحيوية التي ينبغي أن تتبناها الحكومة الباكستانية لتجنّب المزيد من الأزمات المستقبلية.
## ترامب: دول تريد التطبيع مع إسرائيل ولا أعلم موقف سورية
29 June 2025 06:38 PM UTC+00
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في تصريحات أدلى بها لقناة "فوكس نيوز" الأميركية، إنه لا يعلم موقف الحكومة السورية بشأن الانضمام إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، في وقت أشارت فيه تقارير أميركية وإسرائيلية مختلفة إلى أنّ الإدارة الأميركية تسعى إلى وقف حرب غزة مقابل "تطبيع دول في المنطقة" مع إسرائيل، خطوةً أولى في عملية قد تؤدي إلى "اتفاق سلام شامل".
ورداً على سؤال حول الدول التي "ترغب" في الانضمام إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل عقب التوصل إلى وقف إطلاق النار مع إيران، قال ترامب: "نعم، هناك بالفعل دول رائعة ترغب في الانضمام، وأعتقد أننا سنبدأ بضمّها، لأن المشكلة الأساسية كانت إيران"، ولفت إلى أنه كان يعتقد سابقاً أن إيران ستنضم هي الأخرى إلى هذه الاتفاقيات، كما أوضح في الوقت نفسه أنه لا يعلم موقف سورية حالياً من ذلك.
من جهته، تحدث رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقطع مصوّر بثّه مكتبه مساء الأحد، عن أن "ثمّة فرص إقليمية واسعة تُفتح"، وذلك بعد ثلاثة أيام من إدلائه بتصريحات في السياق نفسه. وفي عام 2020، أدّت "اتفاقات أبراهام"، التي رعاها دونالد ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى، إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وثلاث دول عربية هي الإمارات والبحرين والمغرب. وأعلن نتنياهو، أمام مسؤولين وموظفين في جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، ما وصفه بـ"النصر" على إيران، وزعم أنه يوفر "فرصاً" للإفراج عن المحتجزين في غزة، وقال: "أريد أن أعلن لكم، كما تعلمون على الأرجح، أن فرصاً عديدة توفرت الآن إثر انتصارنا، قبل كل شيء، لتحرير الرهائن"، وأضاف: "علينا أيضاً معالجة قضية غزة، والتغلّب على حماس، لكنّني أرى أننا سننجز هاتَين المهمتين".
عقوبات إيران
وبشأن وقف العقوبات على إيران، أكّد ترامب في التصريحات ذاتها أن "العقوبات لا تزال سارية". قائلاً: "لكن إذا قاموا (إيران) بما عليهم القيام به، وإذا كانوا مسالمين وتعاونوا معنا ولم يُلحقوا مزيداً من الأذى، فسوف أرفع العقوبات عنهم"، وأشار ترامب إلى أن الجانبَين، إيران وإسرائيل، أصبحا "مرهقَين للغاية" جراء التصعيد العسكري الأخير، مؤكداً أن الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد إيران "حققت نجاحاً".
ونفى الرئيس الأميركي صحة الأنباء التي تحدثت عن قيام إيران بنقل اليورانيوم المخصّب إلى مكان آخر قبل الهجمات الأميركية، قائلاً: "لم ينقلوا أي شيء باستثناء أنفسهم من أجل البقاء على قيد الحياة. لم يكونوا يتوقعون أن يكون بمقدورنا فعل ما فعلناه". وأوضح أن العقوبات على إيران ما تزال سارية، في رد منه على تقارير ذكرت أنه جرى السماح للصين باستيراد النفط الإيراني بعد اتفاق وقف إطلاق النار.
ترامب يجدّد انتقاد مرشح بلدية نيويورك
وفي الشأن الداخلي الأميركي، هاجم ترامب، مرة أخرى، السياسي الديمقراطي زهران مامداني، الفائز بالانتخابات التمهيدية لرئاسة بلدية نيويورك. ورداً على سؤال حول رأيه في فوز مامداني، قال ترامب: "إنه شيوعي. وأعتقد أنه سيكون أمراً سيئاً جداً بالنسبة لنيويورك"، وأضاف ترامب أنه "تفاجأ للغاية" من نتائج التصويت، مؤكداً: "بغضّ النظر عمّن سيتولى رئاسة بلدية نيويورك، يجب أن يتحلى بضبط النفس. وإلّا، فإن الحكومة الفيدرالية ستتعامل معهم بقسوة مالية شديدة".
وكان مامداني، العضو في مجلس نواب نيويورك، قد فاز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في 24 يونيو/ حزيران الجاري، وفق نتائج غير رسمية، ليصبح مرشح الحزب في انتخابات 4 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. واشتهر مامداني، البالغ من العمر 33 عاماً، ذو الأصول الهندية والمولود في أوغندا، بمواقفه اليسارية التقدمية، وبتبنيه التوجه الديمقراطي الاشتراكي، متفوقاً على أبرز منافسيه، الحاكم السابق لولاية نيويورك أندرو كومو. وكان ترامب قد وصف، في منشور سابق على منصته "تروث سوشال"، فوز مامداني بأنه "تجاوز للخطوط الحمراء"، مضيفاً: "مامداني مجنون شيوعي بنسبة 100%".
(الأناضول، فرانس برس)
## الفنان أوتونيل يغمر أفينيون بكم هائل من الخرز الزجاجي
29 June 2025 06:43 PM UTC+00
حوّل النحات الفرنسي جان ميشيل أوتونيل مدينة أفينيون الواقعة جنوبي فرنسا إلى معرض فني مبهر، باستخدام الآلاف من الخرز الزجاجي المنفوخ يدوياً. ولا يعرف حتّى الفنان نفسه على وجه الدقة عدد الخرزات التي استخدمها، ويقول إنه أنجز في أفينيون أكثر مشاريعه شمولاً وطموحاً حتى الآن.
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
A post shared by Jean-Michel Othoniel (@othoniel_studio)
وتحت عنوان "الكون أو أشباح الحب"، يعرض الفنان البالغ من العمر 61 عاماً أعماله في عشرة مواقع داخل المدينة التاريخية، بما في ذلك الكنائس والمتاحف والأماكن العامة، بحسب منظمي المعرض. وقد انطلق المعرض أمس السبت، ومن المقرّر أن يستمر حتى 4 يناير/كانون الثاني 2026. ويعرض أوتونيل ما مجموعه 240 عملاً فنياً، منها 160 تُعرَض في فرنسا لأول مرة.
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
A post shared by Jean-Michel Othoniel (@othoniel_studio)
أوتونيل في 15 موقعاً
القصر البابوي الشهير، الذي يعود إلى العصور الوسطى في المدينة، هو محور الاهتمام. ويعرض أوتونيل أعماله في 15 قاعة وكنيسة داخل هذا الموقع المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو، بما في ذلك غرفة نوم البابا السابقة. ومن أبرز الأعمال الضخمة على وجه الخصوص، الإسطرلاب الذي يبلغ ارتفاعه عشرة أمتار، وهو آلة تاريخية لتحديد مواقع النجوم، والذي يرتفع فوق ساحة الشرف في القصر. وبنفس القدر من الإبهار، هناك التمثال العملاق المقام على جسر سان بنيزيه الشهير عالمياً.
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
A post shared by Jean-Michel Othoniel (@othoniel_studio)
ولمع اسم أوتونيل، المعروف عالمياً بمنحوتاته الزجاجية التي تجمع بين الطابع المَرِح والشاعري، في معرض دوكومنتا التاسع عام 1992، وحينها قدم أشكالاً عضوية مصنوعة من الكبريت، قبل أن يبدأ تعاونه مع نفاخي الزجاج في جزيرة مورانو بإيطاليا.
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
A post shared by Jean-Michel Othoniel (@othoniel_studio)
## ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة في المغرب
29 June 2025 06:44 PM UTC+00
أعلنت المديرية العامة للأرصاد الجوية المغربية، اليوم الأحد، أن الحرارة المسجلة خلال الأيام الأخيرة في مدن عدّة، تجاوزت في بعض الأحيان المعدلات الموسمية بواقع 20 درجة مئوية، خصوصاً على المحيط الأطلسي، وسط موجة حر شديد.
وقالت مديرية الأرصاد الجوية في نشرة أرسلتها إلى "فرانس برس" إنّ المملكة شهدت يومَي الجمعة والسبت موجة حر من نوع "الشرقي"، تميزت بشدتها وانتشارها الجغرافي، مشيرة إلى أن العديد من المناطق شهدت درجات حرارة مرتفعة تفوق المعدلات الموسمية. وتعد الرياح الشرقية هي رياح حارة وجافة وقوية جداً تهب من الشرق أو الجنوب الشرقي عبر المغرب، وخصوصاً من الصحراء الكبرى.
وحسب المؤسّسة المغربية، فقد جرى رصد الارتفاع الأكبر في السهول الأطلسية والهضاب الداخلية. في مدينة الدار البيضاء الساحلية الكبرى (غرب)، ارتفعت الحرارة إلى 39.5 درجة مئوية، متجاوزة الرقم القياسي السابق البالغ 38.6 درجة والمسجل في يونيو/حزيران 2011. وفي مدينة العرائش المطلة أيضاً على ساحل المحيط الأطلسي والواقعة على بعد 250 كيلومتراً شمال الدار البيضاء، بلغت الحرارة 43.8 درجة السبت، متجاوزة الرقم القياسي الشهري السابق البالغ 42.9 درجة والمسجل في يونيو 2017. وفي مدينة ابن جرير (وسط) جرى تسجيل ارتفاع جديد في الحرارة لتبلغ 46.4 درجة السبت، مقارنة بـ45.3 درجة عام 2023.
إجمالاً، تجاوزت الحرارة سقف أربعين درجة في أكثر من 17 منطقة، تقع خصوصاً على طول ساحل المحيط الأطلسي، حسب ما أوضحت مديرية الأرصاد الجوية، وأشارت المؤسّسة إلى أن مدناً ساحلية مثل الصويرة سجلت درجات حرارة أعلى من متوسطاتها المعتادة بواقع +10 إلى +20 درجة لشهر يونيو، كما شهدت مدن داخلية مثل مراكش وفاس ومكناس وبني ملال ارتفاعات في المعدلات الموسمية تراوح بين +8 و+15 درجة، وحتّى طنجة في أقصى الشمال سجلت 8 درجات فوق المتوسط الموسمي.
وتشير توقعات الأحوال الجوية للأيام القليلة المقبلة إلى استمرار ارتفاع درجات الحرارة في المناطق الداخلية من البلاد بسبب المنخفض الجوي الصحراوي، إذ تسجل درجات الحرارة المرتفعة وسط موجة حر أوسع نطاقاً تطاول أيضاً جنوب أوروبا، وخصوصاً فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال.
(فرانس برس)
## أستراليا بين تراجع صادرات الموارد وفرص نمو الشركات الناشئة
29 June 2025 06:57 PM UTC+00
تواجه أستراليا مرحلة دقيقة من التحوّل الاقتصادي، إذ تتراجع عائدات صادراتها من الموارد الطبيعية التقليدية مثل خام الحديد والغاز، في وقت تسعى فيه البلاد إلى تعزيز قطاعات ناشئة مثل التكنولوجيا والطاقة المتجدّدة. وبينما تعاني الشركات الناشئة من نقص في التمويل، تبرز فرص جديدة قد تعيد رسم ملامح الاقتصاد الأسترالي في السنوات المقبلة.
في السياق، خفضت أستراليا توقّعاتها لعائدات صادراتها من السلع الأساسية، إذ لم يتمكّن الارتفاع الكبير في أسعار الذهب من تعويض التراجع في صادرات خام الحديد والغاز الطبيعي، وذكرت وزارة الصناعة والعلوم والموارد، في تقريرها الفصلي الصادر، اليوم الأحد، أن إجمالي عائدات صادرات الموارد والطاقة تراجع بنحو 7% ليصل إلى نحو 385 مليار دولار أسترالي (252 مليار دولار أميركي) خلال 12 شهراً حتى يونيو/حزيران، وأضافت الوزارة أن العائدات ستتراجع أكثر خلال العامَين المقبلَين، نتيجة ارتفاع الحواجز التجارية، وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وانخفاض الأسعار، وفقاً لما نقلته " بلومبيرغ".
انخفاض متوقّع في عائدات السلع الأسترالية
وبحسب "بلومبيرغ"، يظلّ خام الحديد المصدر الأكبر للدخل في أستراليا، إذ يمثّل نحو 30% من إجمالي العائدات. ورغم أن الصادرات منه ستزداد، فإن انخفاض جودة الخام وتراجع الأسعار سيؤديان إلى انخفاض عائداته إلى أقل من 100 مليار دولار أسترالي بحلول عام 2026-2027، وهو ما لم يحدث منذ بداية هذا العقد.
كما من المتوقّع أن تنخفض صادرات الغاز الطبيعي المُسال، ثاني أكبر سلعة تصديرية لأستراليا، نتيجة دخول إمدادات جديدة من الولايات المتحدة وقطر، ما سيؤدي إلى انخفاض سعره من نحو 15 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في بداية هذا العام إلى نحو 10 دولارات في عام 2027. كذلك، ستنخفض عائدات الفحم الحراري، في حين ستبقى عائدات الفحم المستخدم في صناعة الصلب مستقرة.
توقّعات إيجابية للذهب والنحاس والليثيوم واليورانيوم
أما بالنسبة للذهب، ثالث أكبر سلعة تصديرية في أستراليا، فتبدو التوقّعات أكثر إشراقاً، إذ من المتوقّع أن ترتفع عائداته بنسبة 22% لتصل إلى 56 مليار دولار خلال السنة المالية التي تنتهي الاثنين، كما أبدت الوزارة تفاؤلاً إزاء مستقبل صادرات النحاس والليثيوم واليورانيوم.
من جهتها، قالت وزيرة الموارد مادلين كينغ لـ"بلومبيرغ" إنّ الارتفاع في أسعار الذهب، والتوقّعات بزيادة صادرات النحاس والليثيوم، يُسهم جزئياً في تعويض الأثر السلبي لانخفاض أسعار خام الحديد والفحم والغاز الطبيعي المُسال، وأضافت أنه رغم تراجع الأسعار العالمية للسلع، إلّا أن التقرير يشير إلى أن شركات الموارد الأسترالية ستظل قادرة على المنافسة في السوق العالمية، وأشار التقرير إلى أن أسعار الليثيوم "ستظل منخفضة"، إلّا أنّ أستراليا ستبقى المورّد الأول في العالم لهذا المعدن المستخدم في صناعة البطاريات حتى عام 2027.
الشركات الناشئة الأسترالية تواجه تحديات التمويل 
وتعاني الشركات الناشئة في أستراليا من نقص حاد في التمويل مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة والصين، على الرغم من أن البلاد تتمتع بسجل مميز في إنتاج شركات "اليونيكورن" (ذات القيمة السوقية التي تتجاوز المليار دولار). فمنذ عام 2000، أنتجت أستراليا 1.22 شركة يونيكورن لكل مليار دولار مستثمر، وهو أعلى معدل عالمياً، ويقارب ضعف معدل الولايات المتحدة، حسب دراسة حديثة، وفقاً لـ"بلومبيرغ".
إلّا أن تمويل الشركات الناشئة تراجع في السنوات الأخيرة، إذ جمعت هذه الشركات 3.4 مليارات دولار في 2024، مقارنة بذروة 6.5 مليارات دولار في 2021 بحسب بيانات "بيتش بوك"، ويُعزى هذا التراجع جزئياً إلى صغر السوق المحلية الأسترالية وبعدها عن مراكز رأس المال العالمية، إلى جانب اعتمادها الكبير على المستثمرين الدوليين، الذين شكلوا 39% من رأس المال في المرحلة المبكرة عام 2024 مقارنة بـ21% في الولايات المتحدة و27% في أوروبا.
وتعد الشركات الناشئة في مراحلها الأولى أكثر الفئات التي تعاني نقصَ التمويل، إذ حصلت على مليار دولار فقط في أستراليا العام الماضي، وهو جزء صغير مقارنة بـ24 مليار دولار و10 مليارات دولار حصلت عليها شركات في الولايات المتحدة والصين على التوالي، وفقاً للدراسة.
وتراجع حجم التمويل الممنوح للشركات الناشئة الأسترالية عن ذروته قبل بضع سنوات، وتسعى البلاد حالياً إلى إعادة تنشيط الاستثمارات، إذ يمثل صغر السوق المحلية وبُعد أستراليا عن مراكز رأس المال الاستثماري في وادي السيليكون وبيجين تحديات كبيرة، لكن مجتمع الشركات الناشئة المحلي يشير إلى قصص نجاح عالمية مثل شركتي Canva وAtlassian كمؤشرات على الإمكانات الكبيرة.
ويهيمن قطاع البرمجيات على الشركات الناشئة الأسترالية، مع قصص نجاح مثل Canva وAtlassian، إلى جانب نمو في مجالات الطاقة المتجدّدة والصحة والصناعات الإبداعية. رغم التحديات، يرى خبراء أن انخفاض تقييمات الشركات الناشئة وحجم الصناديق في أستراليا مقارنة بأميركا وأوروبا يمثل فرصة لجذب المزيد من الاستثمارات وتحقيق أداء قوي مستقبلاً.
اقتصاد أستراليا بين أزمة الموارد وفرص الابتكار
تعكس التطورات الأخيرة في قطاعَي الموارد الطبيعية والابتكار التكنولوجي في أستراليا صورة مركّبة لاقتصاد يواجه ضغوطاً تقليدية ومتغيّرات عالمية، لكنّه في الوقت ذاته يسعى لإعادة التموضع عبر مجالات واعدة. ففي الوقت الذي تتراجع فيه عائدات السلع الأساسية مثل خام الحديد والغاز الطبيعي نتيجة تراجع الأسعار العالمية، وتباطؤ الطلب من أسواق رئيسية مثل الصين، تواجه أستراليا تحدياً في الحفاظ على مكانتها بوصفها قوةً تصديريةً تقليدية.
المقابل، تدفع هذه التحولات الحكومة وقطاع الأعمال إلى التركيز على نحوٍ متزايد على القطاعات غير التقليدية، وعلى رأسها اقتصاد المعرفة والشركات الناشئة التي أثبتت أنها تملك طاقات تنافسية رغم نقص التمويل. قصص النجاح مثل Canva وAtlassian  تؤكد قدرة أستراليا على إنتاج شركات عالمية، فيما يشكّل ضعف البيئة التمويلية المحلية أحد أبرز العقبات أمام ازدهار هذا القطاع.
وتتقاطع هذه التحديات مع تحولات بيئية واقتصادية عالمية تفرض على أستراليا إعادة النظر في بنيتها الاقتصادية، خصوصاً مع تراجع الاعتماد العالمي على الفحم والوقود الأحفوري. في هذا السياق، تبرز المعادن الحيوية والطاقة المتجدّدة بوصفها رهانات استراتيجية جديدة، تتيح للبلاد لعب دور محوري في مستقبل الاقتصاد الأخضر العالمي.
بذلك، تقف أستراليا أمام مفترق طرق اقتصادي: بين إرث تقليدي من الاعتماد على الموارد، ومستقبل مدفوع بالابتكار، والتكنولوجيا، والتحول نحو اقتصاد منخفض الانبعاثات. النجاح في تحقيق هذا التوازن سيتطلب إعادة توزيع الاستثمارات، وتطوير البنية التحتية التمويلية، وتحفيز البيئة الريادية على المستويَين المحلي والدولي.
## ماكرون في منشور على إكس: محادثة هاتفية جديدة مع الرئيس الإيراني بزشكيان اليوم
29 June 2025 07:00 PM UTC+00
## ماكرون عن الاتصال مع بزشكيان: العودة إلى طاولة المفاوضات لمعالجة القضايا المتعلقة بالصواريخ الباليستية والقضية النووية
29 June 2025 07:01 PM UTC+00
## قطر تطرق أبواب مونديال الأندية 2029 بعد نجاح مونديال المنتخبات
29 June 2025 07:01 PM UTC+00
انضمّت قطر إلى قائمة الدول الراغبة في استضافة كأس العالم للأندية 2029، وطرقت أبواب الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، من خلال تحركات رسمية قام بها مسؤولون قطريون، سعياً لإقناع الهيئة الكروية بمنحهم شرف التنظيم، بعدما استند الملف القطري إلى النجاح اللافت الذي حققته البلاد خلال استضافة مونديال المنتخبات 2022، في نسخة وُصفت بالأفضل تاريخياً، بعدما أبهرت العالم بحُسن التنظيم وروعة الأجواء، وتركَت بصمة خالدة في أذهان اللاعبين والمشجعين، على حدٍ سواء.
وأفادت صحيفة ذا غارديان البريطانية، اليوم الأحد، بأن قطر تسعى لاستضافة نسخة 2029 من كأس العالم للأندية، في ظل دخولها سباق المنافسة مع دول عدّة طامحة لنيل شرف التنظيم، أبرزها البرازيل، التي قدمت ملفها بقيادة رئيس الاتحاد الجديد سمير شاود (41 عاماً)، إلى جانب ملف مشترك بين إسبانيا والمغرب، ما يعكس حجم الاهتمام الدولي باحتضان بطولة تجمع نخبة الأندية العالمية.
وأضافت الصحيفة أن قوة الملف القطري ليست موضع شكّ من حيث القدرة على تنظيم الحدث، إلّا أن توقيت البطولة قد يفرض تحدياً على "فيفا"، إذ سيضطر لنقلها إلى فصل الشتاء، بسبب ارتفاع درجات الحرارة في الصيف. ومع ذلك، تُعوّل قطر على تقنياتها المتطوّرة، خصوصاً أنظمة التبريد في الملاعب، لتوفير ظروف مثالية للاعبين والجماهير، غير أن الإشكال، الذي أشارت إليه الصحيفة، لا يقتصر على قطر فحسب، بل تعاني منه أيضاً الولايات المتحدة الأميركية، إذ تشهد بعض المدن المستضيفة درجات حرارة مرتفعة جداً، أثّرت بوضوح على أداء اللاعبين والفرق، ودَفعت بعضهم للبقاء في غرف تبديل الملابس لفترات أطول، تفادياً للإجهاد الحراري، وقد اعتمدت استراحة شرب المياه في معظم المباريات، حرصاً على سلامة اللاعبين، وتفادي أي مضاعفات صحية.
ومن المنتظر أن يدرس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" جميع الاقتراحات والظروف المحيطة بكل ملف، لاختيار الدولة الأنسب لاستضافة "الموندياليتو"، مع الحرص على تفادي الأخطاء، التي رافقت نسخة 2025، التي جلبت له موجة من الانتقادات، خصوصاً ما يتعلق بتوقيت المباريات، وسوء حالة بعض الملاعب، إضافة إلى التوقفات المتكرّرة، بسبب الظروف المناخية الصعبة.
## نقابة اللاعبين الفرنسيين تهاجم "فيفا" بسبب المونديال: أوقفوا المجزرة
29 June 2025 07:02 PM UTC+00
شنّت نقابة اللاعبين المحترفين في فرنسا هجوماً شديد اللهجة على الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، بقيادة السويسري جياني إنفانتينو (55 عاماً)، وذلك بسبب نظام بطولة كأس العالم للأندية، المُقامة حالياً في الولايات المتحدة الأميركية، إذ أبدت امتعاضها من توقيت النسخة الموسّعة، التي تشهد مشاركة 32 فريقاً، للمرة الأولى، مشيرة إلى أن هذا النظام الجديد يُفاقم من معاناة اللاعبين، ويزيد الضغط البدني والنفسي عليهم، في وقت يعانون فيه أصلاً من ازدحام روزنامة المباريات.
وأعربت نقابة اللاعبين المحترفين، في بيان نُشر اليوم الأحد، ونقلته صحيفة ليكيب الفرنسية، عن رفضها الصريح لتنظيم البطولة بهذا الشكل، معتبرة أن "فيفا" يتجاهل تداعيات تراكم المباريات، وجاء في البيان: "عبث هذا الوضع لا يخفى على أحد، باستثناء جياني إنفانتينو ومَن يجاملونه بطبيعة الحال، بطولته الخاصة لكأس العالم للأندية تثبت على نحوٍ عبثي أنّه من الضروري إيقاف هذه المجزرة"، وأضافت النقابة: "فيفا يضرب بعرض الحائط صحة اللاعبين الجسدية والنفسية، مقابل بعض الدولارات الإضافية، ويتجاهل، بل يسخر من الاتفاقيات الجماعية، مثل الميثاق الرياضي في فرنسا، والتي تضمن للاعبين فترة راحة لا تقل عن ثلاثة أسابيع بين موسمَين متتاليَين"، مؤكدة أن اللاعبين فُرض عليهم هذا الواقع، دون أي نقاش أو احترام لحقوقهم.
وكانت نقابة اللاعبين قد عبّرت في وقت سابق عن رفضها الصريح لتوقيت هذه البطولة، التي تُقام بين 15 يونيو/ حزيران الحالي و13 يوليو/ تموز المقبل، أي خلال فترة يُفترض أن تكون مخصّصة للعطلة الصيفية للاعبين، بعد موسم طويل ومرهق، ولم تكن النقابة وحدها في موقفها هذا، إذ انضم إليها عدد من الشخصيات البارزة في عالم كرة القدم، مثل نجم برشلونة، البرازيلي رافينيا (28 عاماً)، والمدرب السابق لنادي ليفربول، الألماني يورغن كلوب (57 عاماً)، اللذين انتقدا بدورهما القرار التنظيمي، واعتبراه تهديداً صريحاً لصحة اللاعبين، واستعداداتهم للموسم المقبل.
ولتسليط الضوء على حجم الإرهاق، الذي قد يتعرض له اللاعبون، استشهدت النقابة بحالة نادي باريس سان جيرمان، الذي قد يبلغ مباراته الـ 65 هذا الموسم، في حال وصوله إلى نهائي البطولة، ويأتي ذلك في وقت بدأت فيه أربعة أندية فرنسية بالفعل تحضيراتها للموسم المقبل، واختُتم البيان بتحذير شديد اللهجة جاء فيه: "لا نرى سبباً أو مبرّراً لحرمان لاعبي باريس من فترة الراحة الإجبارية لثلاثة أسابيع، وهم بحاجة ماسة إليها هذا العام أكثر من أي وقت مضى"، وأضافت النقابة أن هذه الأوضاع قد تؤثر مباشرةً على جاهزية منتخب فرنسا، الذي تنتظره مواجهتان حاسمتان في تصفيات كأس العالم 2026، يومي الخامس والتاسع من سبتمبر/ أيلول المقبل.
## مصرف ليبيا المركزي يسحب فئة 50 ديناراً ويكشف تجاوزات نقدية ضخمة
29 June 2025 07:03 PM UTC+00
أعلن مصرف ليبيا المركزي، في بيان صدر اليوم الأحد، عن سحب الأوراق النقدية من فئة 50 ديناراً بجميع إصداراتها من التداول، وذلك اعتباراً من نهاية دوام يوم 30 إبريل/ نيسان الماضي لدى المصارف، ومن نهاية دوام يوم 8 مايو/ أيار الفائت، في أقسام الإصدار التابعة له. ويأتي هذا الإجراء في إطار اختصاص المصرف بإصدار وسحب وإبطال مفعول النقد، والمحافظة على الاستقرار المالي والنقدي، وتعزيز قيمة الدينار الليبي.
وأوضح المصرف أنه جرى سحب الإصدار الأول من هذه الفئة، المطبوع في بريطانيا، إضافة إلى الإصدار الثاني المطبوع في روسيا، مشيراً إلى أن المصارف التجارية تحرّت قبول الأوراق المستوفية للمواصفات الفنية المعتمدة، وأكد أن هذا السحب يُعد نهائياً ولا مجال لتمديده، مشدداً على التزامه بمبدأ الإفصاح والشفافية، كما أوضح أن العملية الأولية لعد وفرز العملة المسحوبة من التداول كشفت عن وجود فرق يتجاوز 3.5 مليارات دينار في الإصدار الثاني، إذ بلغ ما جرى إصداره رسمياً 6.650 مليار دينار، في حين بلغت المبالغ الموردة 10.211 مليار دينار، وهو ما يُعد تجاوزاً للمبالغ الرسمية المسجّلة في قيود إدارة الإصدار ببنغازي، ويشكّل استيلاءً غير مشروع ألحق ضرراً جسيماً بالاقتصاد الوطني.
أما في ما يخصّ الإصدار الأول، فقد بلغ إجمالي ما جرى إصداره 7.000 مليار دينار، بينما جرى توريد ما يقارب 6.828 مليار دينار. وأشار المصرف إلى أن طباعة هذه الفئة بكميات كبيرة خارج الإطار الرسمي ساهمت في الإضرار بقيمة الدينار الليبي، وزادت من الطلب على العملات الأجنبية في السوق الموازية، كما ضاعفت من مخاطر غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وفي ضوء هذه التطورات، قرر مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي سحب فئة 20 ديناراً من الإصدار الأول المطبوع في بريطانيا، والثاني المطبوع في روسيا، واستبدالها بعملة أكثر أماناً، محدداً يوم 30 سبتمبر/أيلول 2025 آخرَ موعد لتداولها، وذلك حفاظاً على هيكلة العملة الوطنية وقوتها. وأفاد البيان بأن المصرف اتخذ الإجراءات القانونية كافّة حيال هذه الواقعة، بما في ذلك تقديم بلاغ رسمي إلى النائب العام، وإحاطة مجلس النواب بالتفاصيل، متعهداً بالإعلان عن النتائج النهائية فور انتهاء الإدارات المختصّة من عملية العد والفرز.
وفي وقت سابق، نشر مصرف ليبيا المركزي بياناً مصوراً يوضح فيه الفارق بين النسخ المزورة والصحيحة لعملة الخمسين ديناراً، مؤكداً وجود أربع نسخ منها. وأوضح المصرف، في بيانه، أنه يمكن ملاحظة الأرقام التسلسلية العمودية والأفقية التي تتخذ شكلاً تصاعدياً في الحجم في النسخة الأصلية، كما يمكن التمييز بينها من خلال ملمسها، إذ إنّ العملة المعتمدة أكثر مرونة من العملة المزورة. وتشير البيانات الرسمية إلى أن السيولة المتداولة خارج القطاع المصرفي بلغت 43.15 مليار دينار حتى نهاية الربع الرابع من عام 2023، دون احتساب العملة المطبوعة في روسيا التي تُقدّر بـ23 مليار دينار.
(سعر الصرف: 5.5 دنانير مقابل الدولار)
## حكيمي يتفوّق على المهاجمين ويقود سان جيرمان نحو متابعة الحلم
29 June 2025 07:15 PM UTC+00
واصل النجم المغربي أشرف حكيمي (26 عاماً) تألقه اللافت هذا الموسم، وقاد نادي باريس سان جيرمان الفرنسي للتحليق نحو الدور ربع النهائي من كأس العالم للأندية 2025، بعدما ساهم في الفوز الكبير على إنتر ميامي الأميركي بنتيجة أربعة أهداف دون مقابل. وتمكّن حكيمي من تسجيل هدف جديد في المواجهة، مؤكداً تفوقه على العديد من المهاجمين، سواء بعدد الأهداف أو التمريرات الحاسمة، ما يعكس المكانة الكبيرة التي بات يتمتع بها داخل الفريق الباريسي وخارجه، ويعزّز من أرقامه الفردية في واحد من أبرز مواسمه الكروية.
́́ ⚽️
Hakimi est juste trop trop trop trop trop trop trop trop fort. pic.twitter.com/YiDplWzmFP
— BeFootball (@_BeFootball) June 29, 2025
واحتفت المنصات المختصّة بالإحصائيات بإنجازات النجم المغربي أشرف حكيمي هذا الموسم، إذ نشرت منصة بي فوتبول الفرنسية، اليوم الأحد، أن اللاعب سجّل هدفه السادس في آخر تسع مباريات، فيما أكّد الحساب الرسمي لرابطة الدوري الفرنسي بنسخته الإنكليزية أن حكيمي بلغ حاجز 53 هدفاً و63 تمريرة حاسمة خلال مسيرته، كما تُوّج بـ16 لقباً حتى الآن، وقد يكون مونديال الأندية 2025 اللقب السابع عشر، في ظل الأداء القوي والترشيحات الكبيرة، التي تحيط بفريق باريس سان جيرمان.
Achraf Hakimi has 26 goal contributions at club level this season from right-back
That's more than some of Europe's top attackers:
Son Heung-min
Phil Foden
Romelu Lukaku
Luis Diaz
Dušan Vlahović
Rafael Leão pic.twitter.com/LOeBiuSM0Q
— Football on TNT Sports (@footballontnt) June 29, 2025
ورفع النجم المغربي أشرف حكيمي رصيده التهديفي هذا الموسم إلى 11 هدفاً في مختلف البطولات، متفوقاً على العديد من الأسماء البارزة أو متعادلاً معها، على غرار نجم توتنهام الإنكليزي، الكوري الجنوبي هيونغ مين سون (32 عاماً)، الذي سجل العدد ذاته من الأهداف، كما تفوّق حكيمي من حيث المساهمات الهجومية على عدد من النجوم، أبرزهم الدولي الإنكليزي فيل فودن (25 عاماً)، صاحب 19 مساهمة مع مانشستر سيتي، والبلجيكي روميلو لوكاكو (32 عاماً)، الذي سجّل ومرّر 25 مرة بقميص نابولي، إلى جانب الكولومبي لويس دياز (28 عاماً)، الذي يملك الرصيد ذاته من المساهمات مع ليفربول.
وشهد مشوار أشرف حكيمي مع باريس سان جيرمان تطوراً كبيراً، منذ انضمامه قادماً من إنتر ميلان الإيطالي، إذ سجّل 25 هدفاً وقدم 33 تمريرة حاسمة، خلال 172 مباراة بقميص النادي الباريسي. ويملك النجم المغربي فرصة مثالية لتعزيز أرقامه في البطولة العالمية هذا الصيف، إذ قد يخوض ثلاث مباريات إضافية، حال نجح الفريق في بلوغ النهائي المنتظر، ما يمنحه هامشاً واسعاً لرفع عدد مساهماته الهجومية.
Achraf Hakimi avec le PSG :
️ 172 matchs
⚽ 25 buts
️ 33 passes décisives
58 G/A.#FIFACWC pic.twitter.com/Q6uBg7BgqL
— Actu Foot Stats (@Actufoot_stats) June 29, 2025
## فيتينيا يُبدع بحضور ميسي ويهزمه بسلاحه
29 June 2025 07:45 PM UTC+00
تابع البرتغالي فيتينيا (25 عاماً) تألقه مع باريس سان جيرمان الفرنسي، وساهم في تأهله إلى ربع نهائي كأس العالم للأندية، بالانتصار على إنتر ميامي الأميركي بنتيجة (4-0)، يوم الأحد، وذلك بحضور الأسطورة ليونيل ميسي (38 عاماً)، الذي حاول إعادة تألق فريقه أمام بورتو البرتغالي في دور المجموعات، ولكن النادي الفرنسي لم يترك له الفرصة للصمود، وفرض إيقاعاً قوياً منذ بداية المباراة، ليُحقق انتصاراً كاسحاً.
وللمباراة الرابعة توالياً، يترك فيتينيا بصمته من خلال صناعة الأهداف، أو التسجيل، إذ كان وراء هدف فريقه الأول في اللقاء، الذي سجله مواطنه جواو نيفيز (20 عاماً)، وليُثبت البرتغالي أنّه من أفضل لاعبي الوسط في العالم حالياً، وقدّم عرضاً مميزاً بحضور زميله السابق في النادي الباريسي، ليونيل ميسي، فقد اعتمد على أسلوبه من خلال تبادل الكرات القصيرة أو بين الخطوط، وتحرّك باستمرار معيداً إلى الأذهان إبداعات النجم الإسباني السابق، أندرياس إنييستا (41 عاماً)، الذي جاور ميسي مواسم طويلة في برشلونة.
ويُعتبر المدرب الإسباني، لويس إنريكي (55 عاماً)، محظوظاً بوجود فيتينيا في فريقه، إذ إنّه يُحسن التعامل مع كل المواقف الصعبة، فلم يستطع ميسي المرور أمام حسن تمركز البرتغالي، الذي هزم إنتر ميامي بفضل سلاح اشتهر به برشلونة خلال الفترة الذهبية، بقيادة "البرغوث" وبقية النجوم، وهو الكرات القصيرة، التي تصنع الفارق باستمرار، إضافة إلى الاستحواذ المتواصل على الكرة وتبادل المراكز، وهو أمر يُحسن اللاعب البرتغالي القيام به، ويُجيده على نحوٍ كبير للغاية، ما جعله لاعباً مهماً في تشكيلة بطل دوري أبطال أوروبا 2025.
وبدا فيتينيا متحفزاً لتقديم أفضل ما لديه من إمكانات، وكأنه يريد أن يُظهر نفسه مجدداً، خاصة أن خلافاً سابقاً نشب بينه وبين ميسي، خلال وجودهما في باريس سان جيرمان، بعدما تردد في تلك الفترة أن ليو هاجم زميله، الذي كذّب ما ذكرته الصحافة البرتغالية في عام 2023، التي أشارت إلى أن ميسي قال لفيتينيا خلال أحد التدريبات: "أنت لست ضعيفاً فحسب، بل أنت تؤذيني أيضاً"، ولكن البرتغالي نفى أن يكون ميسي وجه له هذه العبارات، ولكنه لم ينفِ أو يؤكّد حصول مناوشة بينهما، وفي كل الحالات فإن فيتينيا أبدع بحضور ميسي من خلال صناعة الأهداف، وهو أمر أتقنه "البولغا" طوال مسيرته الاحترافية.
## اتفاق مجموعة السبع وواشنطن يعفي الشركات الأميركية من الضريبة
29 June 2025 07:47 PM UTC+00
أيدت دول مجموعة السبع تسوية مع الولايات المتحدة لحل الخلاف بشأن الاتفاق على حد أدنى للضريبة العالمية على الشركات الكبرى، وبحسب بيان صادر عن الرئاسة الكندية لمجموعة السبع، عقب قمّة عُقدت في كندا في وقت سابق من هذا الشهر، فإنّ الاتفاق يقضي بإعفاء الشركات الأميركية من الحد الأدنى للضريبة العالمية، على أن تخضع بدلاً من ذلك للضرائب بموجب نظام أمريكي موازٍ.
وقد جرى الاتفاق على أن الترتيب الذي اقترحته واشنطن يضمن إحراز تقدم في مكافحة تحويل الأرباح الدولية، وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد عودته إلى منصبه في يناير/كانون الثاني، قد أعلن عدم سريان الحد الأدنى للضريبة العالمية على الشركات الكبرى في الولايات المتحدة. ويرى البيت الأبيض أن الاتفاق بشأن الضريبة العالمية يمثل مساساً غير مقبول بالسيادة الوطنية، لا سيّما في ما يتعلق بالشؤون المالية والضريبية. وتأتي فكرة الضريبة الدنيا ضمن إصلاح عالمي لنظام ضرائب الشركات جرى الاتفاق عليه من جانب نحو 140 دولة من خلال منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وبموجب الاتفاق، يتعين على جميع الشركات متعدّدة الجنسيات التي تتجاوز إيراداتها السنوية 750 مليون يورو (880 مليون دولار) أن تدفع ضرائب بنسبة لا تقل عن 15%، بغض النظر عن مكان تحقيق الأرباح. ورحب وزير المالية الألماني لارس كلينجبايل بالتسوية التي جرى التوصل إليها عقب محادثات مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، بحسب ما نقلته "أسوشييتد برس".
ورحب وزير المالية الألماني لارس كلينجبايل بالتسوية المتوصل إليها عقب محادثات مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، وقال في بيان صدر اليوم الأحد: "إن اتفاق مجموعة السبع يتيح لنا المضي قدماً في مكافحة الملاذات الضريبية، والتهرّب الضريبي، وسياسات الإغراق الضريبي"، وأضاف أن الولايات المتحدة لم تعد تعارض مبدأ الحد الأدنى للضريبة العالمية بحد ذاته، كما جرى التخلي عن الإجراءات العقابية التي كانت مخططة ضدّ الشركات الأوروبية.
وجاءت فكرة فرض حد أدنى للضريبة العالمية على الشركات متعدّدة الجنسيات في إطار جهود دولية للحد من التهرب الضريبي وتحويل الأرباح من الشركات العملاقة إلى دول منخفضة الضرائب أو ما يُعرف بـ"الملاذات الضريبية". هذا المقترح، الذي قادته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية  (OECD)، حظي بدعم من مجموعة العشرين وأكثر من 140 دولة، ضمن ما يُعرف بإصلاح نظام الضرائب الدولية.
ويرتكز هذا النظام على ركزتَين؛ الأولى تهدف إلى إعادة توزيع الحقوق الضريبية، بحيث تحصل الدول على حصة عادلة من الضرائب المفروضة على أرباح الشركات، حتى لو لم تكن هذه الشركات تملك حضوراً مادياً فيها. أما الثانية فتتضمن فرض حد أدنى عالمي للضريبة بنسبة 15% على الشركات متعدّدة الجنسيات ذات الإيرادات الكبيرة، لمنع "سباق القاع" بين الدول على خفض الضرائب لجذب الاستثمار.
وقد برزت الحاجة لهذا النظام بعد تزايد الانتقادات الموجهة إلى شركات التكنولوجيا الكبرى مثل "أمازون" و"غوغل" و"فيسبوك"، التي كانت تسجل أرباحاً ضخمة في دول ذات ضرائب منخفضة رغم أن أنشطتها الفعلية تقع في دول أخرى. 
ورغم التوافق الدولي الواسع، فإنّ الولايات المتحدة، لا سيّما خلال إدارة ترامب، أبدت تحفظات على التطبيق، بدعوى حماية السيادة الاقتصادية والخصوصية التنظيمية. ومع ذلك، فإنّ التسوية الأخيرة مع مجموعة السبع تشير إلى رغبة في المضي قدماً بهذا الإصلاح، ولكن ضمن شروط تلائم النظام الضريبي الأميركي وتجنّب فرض أعباء إضافية على الشركات الوطنية.
## الاحتلال يدمّر 19 منزلاً فوق رؤوس ساكنيها شمالي قطاع غزة
29 June 2025 08:11 PM UTC+00
كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمّر، منذ فجر الأحد، أكثر من 19 منزلاً فوق رؤوس ساكنيها في حي التفاح ومنطقتَي جباليا البلد والنزلة شمالي قطاع غزة، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب في القطاع. وقال مدير المكتب، إسماعيل الثوابتة، لوكالة الأناضول، إنّ "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب جريمة مكتملة الأركان عبر شنّ غارات همجية استهدفت مباشرةً منازل المدنيين في تلك المناطق، ما أدى إلى تدمير 19 منزلاً فوق رؤوس ساكنيها، في استمرار لحرب الإبادة الجماعية التي يشنّها ضد شعبنا منذ أكثر من 21 شهراً".
وأضاف أن "هذا التصعيد الإجرامي يؤكد تعمّد الاحتلال استهداف الأحياء السكنية المكتظّة بهدف القتل الجماعي، والترويع، والإبادة، والتهجير القسري، في تجاهل تام لأحكام القانون الدولي الإنساني والمواثيق كافّة التي تضمن حماية المدنيين في أوقات الحرب". وكانت وزارة الصحة في غزة قد أفادت بوصول 88 شهيداً و365 مصاباً إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية، ما يرفع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 56,500 شهيد و133,419 مصاباً منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، أوامر إخلاء جديدة لسكان أحياء ومربعات سكنية في مدينة غزة وشمالي القطاع، دعا فيها السكان للنزوح جنوباً نحو المواصي غرب خانيونس، ترامناً مع استمرار حرب الإبادة للشهر التاسع عشر على التوالي. وأنذر متحدث باسم جيش الاحتلال سكان مدينة غزة وجباليا وأحياء التركمان والدرج والتفاح الزيتون الشرقي، وأحياء النهضة والزهور ومعسكر جباليا وجباليا النزلة والنور والسلام وتل الزعتر، بإخلاء مناطقهم والنزوح نحو مناطق المواصي جنوبي القطاع.
(الأناضول، العربي الجديد)
## مشروع قانون الضرائب الأميركي سيضيف 3.3 تريليونات دولار إلى العجز
29 June 2025 08:16 PM UTC+00
أفاد مكتب الميزانية في الكونغرس، اليوم الأحد، أن نسخة مجلس الشيوخ من مشروع قانون الضرائب والإنفاق الذي اقترحه الرئيس دونالد ترامب ستضيف ما يقارب 3.3 تريليونات دولار إلى العجز الأميركي خلال العقد القادم. وتعكس التقديرات أن مشروع القانون، المسمّى "مشروع القانون الكبير والجميل"، سيؤدي إلى انخفاض في الإيرادات بقيمة 4.5 تريليونات دولار، مقابل انخفاض في الإنفاق بقيمة 1.2 تريليون دولار حتى عام 2034، وذلك مقارنة بالخط الأساسي الحالي للقوانين، وفقاً لـ"بلومبيرغ".
وبناءً على طلب من الجمهوريين، جرى أيضاً احتساب كلفة مشروع القانون مقارنةً بخط أساس آخر يسمى خط السياسة الحالية، إذ قُدرت الكلفة بـ507.6 مليارات دولار فقط خلال نفس الفترة. ويهدف الجمهوريون من هذا الأسلوب المحاسبي إلى تمديد تخفيضات ضريبة الدخل التي أقرها ترامب في 2017 على نحوٍ دائم، واحتسابها على أنها لا تكلّف شيئاً. وتشمل الحزمة تخفيضات ضريبية بقيمة 4.5 تريليونات دولار، بحسب تقديرات صدرت، يوم السبت، من اللجنة المشتركة للضرائب.
وبحسب "بلومبيرغ"، قد شكلت كلفة مشروع القانون نقطة خلاف كبيرة مع المحافظين مالياً، كما واجهت عراقيل عدّة في مجلس الشيوخ، إذ طالب المشرّعون بتعديلات متضاربة. وجرى تعديل عدد من تخفيضات الإنفاق المدرجة في الحزمة بعد أن تبين أنها لا تتوافق مع قواعد المصالحة في المجلس.
ترامب يسرّع موعد مشروع القانون 
وقد جادل الديمقراطيون وبعض الاقتصاديين بأن استخدام "خط السياسة الحالية" يسمح للجمهوريين بالتحايل على القواعد التي تقيّد عادة الآثار المالية لمشاريع القوانين، الأمر الذي يهدّد المسار المالي للبلاد. وتفوق كلفة نسخة مجلس الشيوخ التقديرات السابقة لنسخة مجلس النواب، التي قدّرها CBO بـ2.8 تريليون دولار، آخذاً في الاعتبار الآثار الاقتصادية وارتفاع معدلات الفائدة الناتجة عن تضخم الديون.
ويجسّد التشريع الكثير من أجندة ترامب الاقتصادية، فإلى جانب تمديد تخفيضات الضرائب لعام 2017، يتضمن المشروع تخفيضات في الإنفاق على برامج شبكة الأمان الاجتماعي، بما فيها برنامج "ميديكيد" وبرنامج المساعدات الغذائية "سناب" أو "فود ستامبس". وتتضمن نسخة مجلس الشيوخ أيضاً جعل 3 إعفاءات ضريبية على الأعمال دائمة، وتقييد خصومات على الإكراميات والعمل الإضافي للموظفين، وإجراء تغييرات على بعض بنود ميديكيد.
كما توصل الجمهوريون في مجلسَي النواب والشيوخ إلى اتفاق لتعديل الحد الأقصى للخصومات الفيدرالية على الضرائب المحلية وحكومات الولايات. فسيبقى الحد الأقصى 40 ألف دولار كما جاء في نسخة مجلس النواب، لكنه سيكون محدوداً بفترة 5 سنوات بدلاً من 10.
ويعكس مشروع القانون نموذجاً اقتصادياً يعتمد على تحفيز النمو من خلال تخفيض الضرائب، خاصّة على الشركات والأثرياء، مع افتراض أن النمو الناتج سيعوض النقص في الإيرادات الضريبية. لكن التجارب التاريخية تشير إلى أن هذا النهج قد يؤدي إلى توسّع كبير في العجز المالي والدين العام، ما يزيد من تكاليف الاقتراض ويضعف قدرة الحكومة على مواجهة الأزمات المستقبلية. إلى جانب ذلك، يثير استخدام الجمهوريين لأسلوب "خط السياسة الحالية" جدلاً سياسياً حول الشفافية والمساءلة في إدارة الشؤون المالية، ويعمق الانقسامات الحزبية ويؤثر على ثقة الجمهور في المؤسّسات التشريعية.
من الناحية الاجتماعية، فإن التخفيضات في الإنفاق على برامج مثل ميديكيد والمساعدات الغذائية قد تزيد من معاناة الفئات الضعيفة، وتفاقم الفجوات الاقتصادية والاجتماعية، ما قد ينعكس على الاستقرار الاجتماعي ويزيد من الضغوط على السياسات المحلية لمواجهة هذه التحديات، كما أن توسع العجز والدين الوطني قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة على السندات الحكومية، ما يرفع كلفة خدمة الدين ويقلل من الموارد المتاحة للاستثمارات الحيوية في البنية التحتية والتعليم والبحث العلمي، الأمر الذي قد يؤثر سلباً على تنافسية الولايات المتحدة الاقتصادية على المدى الطويل.
في النهاية، يعكس المشروع توجهاً نحو تقليص دور الحكومة في الاقتصاد وتقليل الإنفاق على البرامج الاجتماعية، وهو توجه سياسي واقتصادي محافظ يركز على السوق الحرة. لكن هذا التوجه قد يواجه تحديات مع تصاعد الضغوط الاجتماعية وزيادة الطلب على الخدمات الحكومية، خاصة في أوقات الأزمات، مما قد يدفع لإعادة النظر في موازنة الأدوار بين القطاعَين العام والخاص في المستقبل.
## وسائل إعلام إسرائيلية: غارات كثيفة وواسعة في قطاع غزة
29 June 2025 08:27 PM UTC+00
## ضبط ملايين حبوب الكبتاغون.. ومقذوف لتهريب المخدرات بين سورية والأردن
29 June 2025 08:31 PM UTC+00
أعلنت السلطات السورية، اليوم الأحد، ضبط 1.7 مليون قرص من مخدر الكبتاغون في محافظة درعا (جنوباً)، كانت معدّة للتهريب إلى خارج سورية، في ثاني عملية من نوعها خلال أقل من 48 ساعة. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن فرع مكافحة المخدرات في درعا داهم مستودعات شرق المحافظة، كانت تحتوي على كميات كبيرة من الحبوب المخدّرة المُخزنة والمعدة للتهريب، مضيفة أن العملية أسفرت عن ضبط نحو مليون و700 ألف قرص كبتاغون.
ويأتي ذلك بعد أقل من يومين على إعلان وزارة الداخلية السورية إحباط محاولة تهريب نحو 3 ملايين قرص من الكبتاغون، و50 كيلوغراماً من مادة الحشيش، إثر ملاحقة شبكة لتجارة وتهريب المخدرات في ريف دمشق. وكان مدير إدارة مكافحة المخدرات في سورية، العميد خالد عيد، قد صرح الخميس الماضي بأن السلطات ضبطت منذ أواخر عام 2024، عقب "إطاحة نظام الرئيس بشار الأسد"، نحو 13 مستودعاً لتصنيع المواد المخدّرة، وأكثر من 320 مليون قرص كبتاغون.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الداخلية السورية، الأربعاء الماضي، تنفيذ عمليات نوعية جديدة ضمن إطار التعاون الأمني مع الدول العربية لمكافحة تهريب وترويج المخدرات.
وفي تطور مرتبط، أحبطت القوات المسلّحة الأردنية، اليوم الأحد، محاولة تهريب مواد مخدّرة عبر "مقذوف" محمّل بمادة الكريستال، أُطلق من الأراضي السورية باتجاه الأراضي الأردنية. وقال مصدر عسكري مسؤول، بحسب ما جاء على الموقع الرسمي للقوات المسلحة، إنّ "قوات حرس الحدود في المنطقة العسكرية الشمالية رصدت المقذوف، ونجحت بعد عمليات بحث وتفتيش في ضبطه، إذ تبيّن أنه يحتوي على نحو 500 غرام من مادة الكريستال، وجرى تحويله إلى الجهات المختصة".
ووفق بيانات رسمية أردنية، أحبطت مديرية أمن الحدود 63 محاولة تسلل وتهريب على مختلف خطوط التماس منذ بداية عام 2025، بالإضافة إلى منع دخول 205 طائرات مسيّرة حاولت اختراق الحدود، وضبط ما مجموعه 37.3 كيلوغراماً من المواد المخدرة، وأكثر من ثلاثة ملايين حبة مخدرة، و8834 كف حشيش.
وكان مدير إدارة مكافحة المخدرات في الأردن، العميد حسان القضاة، قد كشف في تصريحات سابقة عن تفكيك شبكات تهريب دولية، واعتقال عدد من المهرّبين المنتمين لعصابات دولية، إضافة إلى توقيف عدد كبير من التجار والمروجين خلال عام 2024. وذكر القضاة أن الإدارة تعاملت مع 25,260 قضية تورّط فيها نحو 38,782 شخصاً، شملت قضايا تعاطي وترويج واتجار بالمواد المخدرة. كما ضبط 27.5 مليون قرص كبتاغون، و3 آلاف كيلوغرام من الحشيش، و262 كيلوغراماً من الماريجوانا، و62 كيلوغراماً من الكريستال، و33 كيلوغراماً من الحشيش الصناعي، و11 كيلوغراماً من بودرة الجوكر، و13.5 كيلوغراماً من الهيروين، و2.9 كيلوغرام من الكوكايين.
## الاحتلال الإسرائيلي يختطف شابين في درعا ويتوغل في القنيطرة
29 June 2025 08:41 PM UTC+00
اختطفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد، شابين من أهالي قرية صيصون، وذلك أثناء مرورهما بالقرب من نقطة الهاون الواقعة إلى الغرب من بلدة معرية في ريف درعا الغربي، جنوبي سورية. وذكرت مصادر محلية أنّ قوات الاحتلال أطلقت النيران باتجاه الشابين أثناء مرورهما على دراجة نارية، إذ كانا يقصدان زيارة أقاربهما في المنطقة. وعلم "العربي الجديد" أن تحركات مكثفة تجري في تلك النقطة؛ فقوات الاحتلال تقوم بمنع الأهالي من الاقتراب، بينما تجرّف الأراضي بهدف تثبيت نقاط وسواتر متقدمة في أراضي أهالي المنطقة المحيطة.
وفي سياق متصل، شهدت قرية المشيرفة الواقعة في ريف القنيطرة الأوسط، الأحد، توغلاً لعدد من الآليات الحربية الإسرائيلية، ترافق مع انتشار لجنود راجلين، واستمر التوغل في محيط البلدة لبعض الوقت قبل أن تنسحب الآليات والجنود "دون أن يقوموا بأي عمل عدائي" ضد السكان. وشهدت محافظة درعا، الأحد، حوادث أمنية عدّة ناتجة عن الانتشار العشوائي للسلاح، إذ أُصيب ثلاثة أشخاص بأعيرة نارية في بلدة طفس، نتيجة إطلاق النار احتفالاً بعودة الحجاج.
كما نشب شجار بين عدد من الشبان في مدينة بصرى الشام بالريف الشرقي، استخدمت فيه الأسلحة الخفيفة، ما أثار الذعر بين الأهالي، دون وقوع ضحايا أو إصابات، بحسب مصدر من السكان. وفي سياق آخر، تمكّن جهاز الأمن الداخلي في درعا، الأحد، من ضبط مستودع يحتوي على مليون و700 ألف حبة كبتاغون مخدّرة في إحدى بلدات ريف درعا الشرقي، واعتقال أحد المتهمين بالاتجار، وعلم "العربي الجديد" من مصادر محلية أن كميات المخدرات كانت معدّة للتهريب إلى الأردن عبر الحدود الجنوبية.
العثور على مقبرة جماعية في دير الزور
وعثرت فرق الدفاع المدني السوري، يوم الأحد، على مقبرة جماعية في محافظة دير الزور شرقي سورية، وقال الناشط الإعلامي في دير الزور، إبراهيم الحسن، لـ"العربي الجديد"، إن فرق الدفاع المدني عثرت على بقايا جثث بشرية مجهولة الهوية في منطقة الروّاد بمدينة دير الزور، مدفونة بالقرب من حاجز سيّئ السمعة تابع للنظام البائد، وأضاف أن فرق الدفاع المدني انتشلت حتى الآن أربع جثث، لكن من المتوقع انتشال المزيد خلال الساعات القادمة، موضحاً أن فرق الدفاع والأجهزة الأمنية فرضت طوقاً أمنياً في المنطقة لمنع اقتراب الناس من الموقع.
وسبق أن عثرت فرق الدفاع المدني، في شباط/ فبراير الفائت، على مقبرة جماعية جديدة على الطريق الزراعي الواصل بين بلدة عقربا ومنطقة السيدة زينب بريف دمشق، قرب منطقة كانت تسيطر عليها قوات النظام السوري السابق، وتحتوي على رفات أشخاص عدّة، بعضهم جثث مقيّدة الأيدي، يُعتقد أنها تعود إلى فترة حكم نظام بشار الأسد المخلوع.
ويُعدّ مصير عشرات آلاف المفقودين والمعتقلين في سورية، والمقابر الجماعية التي يُعتقد أن النظام السوري أقدم على دفن معتقلين فيها بعد وفاتهم تحت التعذيب، أحد أبرز وجوه المأساة السورية، بعد أكثر من 13 عاماً من نزاع مدمّر تسبب في مقتل أكثر من نصف مليون شخص.
## محطات تحضيرية خارجية للأندية القطرية استعداداً لانطلاق الموسم
29 June 2025 08:53 PM UTC+00
بدأت الأندية القطرية وضع اللمسات الأخيرة على معسكراتها الخارجية المقرّرة في أوروبا، في إطار استعداداتها لانطلاق الموسم الكروي 2025-2026. وتسعى هذه الأندية لتجهيز لاعبيها فنياً وبدنياً عبر تدريبات مكثفة ومباريات ودية مع فرق مختلفة، بهدف الظهور بأفضل صورة ممكنة في الموسم الجديد. 
وأعلن نادي العربي، اليوم الأحد، إقامة معسكره التحضيري، استعداداً لمنافسات الموسم الكروي 2025-2026، وذلك في مدينة فالنسيا الإسبانية خلال الفترة من 15 يوليو/ تموز وحتى 3 أغسطس/ آب المقبلَين. وسيخوض العربي تحت قيادة مدربه الإسباني بابلو أمو (47 عاماً) عدداً من التجارب الودية خلال المعسكر الخارجي، مع عدد من الفرق التي سيجري تحديدها في وقت لاحق. ويسعى العربي للظهور على نحوٍ مميّز خلال منافسات الموسم المقبل، بعدما أنهى الفريق منافسات دوري نجوم قطر لكرة القدم خلال الموسم المنقضي، بالمركز التاسع.
وتعاقد العربي، خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية مع المهاجم الإسباني بابلو سارابيا (33 عاماً) لمدة موسمين، فضلاً عن ضمه عدداً من اللاعبين المحليين، أبرزهم الحارس يوسف حسن قادماً من الغرافة. ومن جهته، أعلن نادي الشمال إقامة معسكره الخارجي، استعداداً للموسم الجديد في هولندا، خلال الفترة من 17 يوليو إلى 5 أغسطس المقبلين، والذي ستتخلّله ثلاث مواجهات ودية.
وكان نادي الغرافة قد كشف، في وقت سابق، أن معسكره التحضيري للموسم الجديد سيكون في سلوفاكيا ولمدة ثلاثة أسابيع. وذكر النادي، في بيان على حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، أن معسكر الفريق سيبدأ في السابع عشر من يوليو المقبل وحتى الرابع من أغسطس، وسيخوض خلاله أربع مباريات تجريبية، مع أندية عربية وأوروبية من أجل تجهيز لاعبي الفريق فنياً للموسم الجديد. وكان الغرافة قد أنهى الموسم الماضي بإحراز لقب كأس الأمير لكرة القدم، بجانب حلوله ثالثاً في ترتيب دوري نجوم قطر، خلف ناديَي السد الفائز باللقب، والدحيل صاحب المركز الثاني.
من مدينة فالنسيا .. #العربي يبدأ استعداداته لموسم 2025-2026
التحضيرات تبدأ والعودة أقوى ⚪️ pic.twitter.com/1a3T0b3ocF
— Al Arabi SC | النادي العربي (@alarabi_club) June 29, 2025
## بلومبيرغ: ما أخطأ فيه المتداولون في 2025
29 June 2025 08:54 PM UTC+00
بعد مرور 6 أشهر على إعلان وول ستريت توقعاتها لعام 2025، هزّت الصراعات العالمية والسياسات المضطربة للرئيس دونالد ترامب الافتراضات المتعلقة بقوة وأهمية الأصول الأميركية والاقتصاد، ما أدى إلى انهيار أصول كانت مفضلة لدى السوق وظهور فائزين غير متوقعين، كما هو متوقع، شهدت أسواق السندات السيادية تقلبات حادة، وارتفع الين الياباني، وبدأت أسواق الأسواق الناشئة في التعافي أخيراً.
في الوقت نفسه، قلّ من توقع أن يعاني الدولار، رمز التفرّد الأميركي، من خسائر بهذا العمق، أو تنبأ بانخفاض حاد لمؤشر S&P 500 ثم ارتفاعه السريع. وفي المقابل، تحولت أسواق الأسهم الأوروبية من مكان مهمش إلى عنصر أساسي يجب على المستثمرين اقتناؤه. وفي هذا السياق، قال رئيس استراتيجيات الدخل الثابت في إدارة الأصول لدى "جولدمان ساكس" سايمون دانجور لـ"بلومبيرغ": "لقد حدث تطور كبير جداً في الأسواق خلال الأشهر الستة الماضية. أي موضوعات كنت تراهن عليها في بداية العام كاتجاهات متوسطة المدى قد تعرضت للاختبار"، وفيما يلي نظرة على مجموعة من الأصول وأدائها حتى الآن هذا العام:
الدولار الأميركي
كان من المتوقع أن تؤدي سياسات ترامب القائمة على خفض الضرائب ورفع التعرِفات الجمركية إلى زيادة التضخم وتقليل فرص تخفيض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي، وهي عوامل اعتُبرت داعمة لتفوق الدولار طوال عام 2025. بدلاً من ذلك، سجل مؤشر "بلومبيرغ" للعملة أسوأ بداية عام منذ 2005 على الأقل، وأصبح تفوق الدولار محلّ نقاش متزايد.
ولتطبيق تعرفة "يوم التحرير" في بداية إبريل/ نيسان أثر واسع وعقابي، إذ أثار مخاوف من ركود في الولايات المتحدة وزاد من التكهنات بأن ترامب يسعى لدعم الصناعة المحلية من خلال إضعاف الدولار. وهنا تكمن الخطورة، إذ تعتمد الولايات المتحدة على المستثمرين الأجانب لشراء حجم ديونها الهائل، كما أن ضعف الدولار يقلل من عوائد هذه السندات. ولم تكن شركات مثل "سوسيتيه جنرال"، "مورغان ستانلي"، و"جي بي مورغان تشيس" تتوقع تغيراً في أداء الدولار خلال النصف الأول من العام، وكانت تتوقع فقط تراجعاً تدريجياً في وقت لاحق.
أما الآن، يقول فريق من "جي بي مورغان" بقيادة ميرا تشاندان إنّ ارتباط الدولار بأسعار الفائدة والأسهم آخذ في الضعف، ما قد يشير إلى وجود نقاط ضعف هيكلية. ويتوقعون انخفاض مؤشر قوة الدولار بنسبة 2% أخرى بحلول نهاية العام.
الأسهم الأميركية
دخل المستثمرون العام وهم يملكون حصة قياسية في الأسهم الأميركية، مدفوعين باقتصاد قوي ورهانات على الذكاء الاصطناعي، لكن هذا التفاؤل تلاشى خلال أشهر، بداية مع تحدي شركة ناشئة صينية تُدعى DeepSeek لهيمنة الولايات المتحدة في سباق الذكاء الاصطناعي، ثم بسبب مخاوف من أنّ تعرفة ترامب الجمركية قد تدفع الاقتصاد إلى الركود. وجرى مسح ما يقارب 7 تريليونات دولار من القيمة السوقية لمؤشر "ناسداك " 100 الثقيل على التكنولوجيا بين ذروته في فبراير/ شباط الماضي ومنخفض إبريل/ نيسان. وأظهر مسح لمديري صناديق في بنك أوف أميركا أكبر تراجع في التعرض للأسهم الأميركية في مارس/ آذار. وبحلول أوائل إبريل/ نيسان، كان عدد المتفائلين بالأسهم الأميركية قليلاً جداً.
لكنّ قرار ترامب لاحقاً في إبريل/ نيسان بتعليق بعض أعلى التعرِفات الجمركية خلال قرن أثبت أنه نقطة تحول، سجل مؤشر S&P 500 مستوى قياسياً جديداً مع استمرار تحسن بيانات الاقتصاد وعودة أسهم التكنولوجيا إلى الواجهة. وبعد شهور من الاضطرابات والتوقعات المعتدلة، بدأ محللو وول ستريت يتبنون نظرة متفائلة للأسهم الأميركية للنصف الثاني من العام.
العملات الآسيوية
مع استعداد بنك اليابان لرفع أسعار الفائدة في وقت كانت فيه البنوك المركزية الأخرى تخفضها، بدأ المتداولون عام 2025 واثقين من ارتفاع الين. وكانت شركات مثل "جي بي مورغان" لإدارة الأصول و"برانديوين جلوبال إنفستمنت مانجمنت" من بين الذين توقعوا هذا الارتفاع، إذ ارتفع الين بنحو 9% مقابل الدولار إلى حوالى 145 هذا العام.
وحصل الين على دفعة إضافية في إبريل/ نيسان الماضي، مع زيادة الطلب على الأصول الآمنة وسط الارتباك حول تعرفات ترامب الجمركية. ويتوقع مارك ناش من Jupiter Asset Management، الذي راهن على الارتفاع منذ يناير/ كانون الثاني، أن يرتفع الين إلى 120 مقابل الدولار بحلول نهاية العام، أي ارتفاع بنحو 17% من المستويات الحالية.
## مغاربة يخرجون في 30 مدينة دعماً لفلسطين
29 June 2025 09:07 PM UTC+00
خرج الآلاف من المغاربة، مساء اليوم الأحد، في مسيرات ووقفات احتجاجية بـ30 مدينة في مختلف أنحاء البلاد، للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين في قطاع غزة، والتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، التي خلّفت آلاف الشهداء. وبحضور عدد من الوجوه الحقوقية واليسارية والإسلامية، ردّد المشاركون في المسيرات والوقفات، التي دعت إليها "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" (غير حكومية)، في سياق اليوم الوطني الاحتجاجي رقم 25، هتافات تُحيِّي غزة والمقاومة وصمود الشعب الفلسطيني، وأخرى مناهضة للتطبيع مع إسرائيل، من بينها: "غزة غزة.. رمز العزة"، و"الشعب يريد إسقاط التطبيع".
كما رفع المشاركون خلال الفعاليات التي نظّمتها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع (التي تضم 19 تنظيماً مدنياً وحقوقياً وسياسياً ونقابياً)، شعارات ترفض العدوان، وتستنكر جرائم الإبادة التي يقترفها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين، التي أدّت إلى سقوط آلاف الضحايا وسط الدمار والمجاعة. ومن المدن التي شهدت تنظيم وقفات ومسيرات مساء الأحد، في سياق اليوم الوطني الاحتجاجي الـ25 تحت شعار "الحرية لفلسطين والنصر للمقاومة": الدار البيضاء، وطنجة، وتطوان، وآسفي، وآكادير، والرشيدية، ومكناس، والجديدة، وتارودانت، وزاكورة، وغيرها.
وفي بيان لها، قالت الجبهة إنّ اليوم الوطني الاحتجاجي يأتي "تعبيراً عن الغضب الشعبي من جرائم الاحتلال الصهيوني والعدوان الأميركي، ولتأكيد الدعم الثابت للمقاومة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني، فضلاً عن تجديد الإدانة الشديدة لكل أشكال التطبيع والتواطؤ مع الكيان الصهيوني". من جهته، قال المنسق الوطني للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، محمد الغفري، لـ"العربي الجديد"، إنّ الفعاليات المنظمة اليوم تأتي في سياق "استمرار دعم صمود الشعب الفلسطيني في وجه الإبادة الجماعية التي يتعرض لها، بالنار والتجويع والتعطيش في غزة، والتقتيل والاستيطان الممنهجين في الضفة الغربية والقدس وباقي أجزاء الوطن الفلسطيني".
وأكّد الغفري أن المسيرات والوقفات التي شهدتها مختلف المدن المغربية "تمثل إدانة لجرائم الإبادة المستمرة التي يرتكبها العدو الصهيوني، وللدعم الأميركي، ولتواطؤ المجتمع الدولي، وبالأخص الأمم المتحدة، كما أنها رسالة دعم للمقاومة الفلسطينية وما تحققه على أرض الميدان من بطولات، وما تكبّده للعدو الصهيوني من خسائر"، واعتبر أن فعاليات اليوم تشكّل أيضاً مناسبة لـ"تأكيد استمرار إدانتنا للتطبيع المغربي–الصهيوني الذي أخذ يتعمق مع مرور الوقت"، مضيفاً: "لا يمكن إلّا أن ندين كل أشكال التطبيع مع الكيان المجرم، وأن نستمر في دعمنا للشعب الفلسطيني ولمقاومته".
من جهته، قال عضو السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، أبو الشتاء مساعف، إن فعاليات اليوم الوطني الاحتجاجي رقم 25 "تؤكّد الدعم الثابت للمقاومة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة جرائم الإبادة المستمرة في كامل التراب الفلسطيني، وعلى الإدانة الشديدة لكل أشكال التطبيع والتواطؤ مع الكيان الصهيوني، إزاء الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بالنار، والتجويع، والتعطيش في غزة، وتواتر التقتيل والاستيطان في الضفة الغربية".
وأكد مساعف، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن فعاليات اليوم الوطني الاحتجاجي "تبعث أيضاً برسالة استنكار شديد لاستباحة المسجد الأقصى المبارك وإغلاق أبوابه أمام المصلين، دون تحرك أو تنديد من الدول العربية والإسلامية، وفي ظل صمت رهيب من منظمة التعاون الإسلامي ولجنة القدس"، وأضاف في حديثه مع "العربي الجديد": "لا يفوتنا هنا أن نتقدم بتحية إجلال وإكبار للمقاومة الفلسطينية وللشعب الغزاوي على صموده وثباته رغم القتل اليومي، واستهداف أماكن تقديم المساعدات التي أضحت مصيدة للمواطنين من الآلة الصهيونية الإرهابية. ونسأل الله أن يرحم الشهداء ويعجّل بشفاء الجرحى، كما نؤكد أننا في الجبهة المغربية سنستمر في الخروج والدعم والإسناد إلى حين وقف الحرب وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه العادلة والمشروعة".
ولم تتوقف فعاليات التضامن مع فلسطين في المغرب، إذ باتت الوقفات والمسيرات شبه يومية في مختلف المناطق، يعلو فيها الصوت الشعبي دعماً للمقاومة ورفضاً للتطبيع.
## الكرملين: مستحيل إجبارنا على إيقاف حرب أوكرانيا عبر العقوبات
29 June 2025 09:39 PM UTC+00
أكّد الكرملين أن الحزمة الـ18 من العقوبات التي يخطط لها الاتحاد الأوروبي لن تؤدي إلى إنهاء الحرب التي تشنّها روسيا على أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للتلفزيون الروسي الرسمي الأحد: "وحده المنطق والحجج العقلانية يمكن أن تدفع روسيا إلى طاولة المفاوضات"، وأضاف: "من المستحيل إجبار روسيا على ذلك عبر أي نوع من الضغط أو العنف".
وأعرب بيسكوف عن قناعته بأن حزمة العقوبات الجديدة التي يسعى إليها الاتحاد الأوروبي سيجري تبنيها في نهاية المطاف، رغم المعارضة من سلوفاكيا. ومع ذلك، قال إنه "كلما كانت الإجراءات العقابية أشد، كان الرد عليها أقوى"، وقال بيسكوف إن العقوبات "سيف ذو حدين". وغالباً ما تقول موسكو إن الاتحاد الأوروبي سيتضرّر أكثر من العقوبات، على سبيل المثال من خلال التخلي عن المواد الخام والطاقة الروسية.
وحثّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المجتمع الدولي على تكثيف العقوبات، واصفاً إياها بأنها "أداة حيوية للحد من آلة الحرب الروسية"، وقال زيلينسكي في خطابه المصوّر المسائي الأحد: "يجب أن تكون العقوبات الآن واحدة من أهم الأولويات... عقوبات العالم ضدّ روسيا".
يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يقدم دعماً مالياً لكييف منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/ شباط عام 2022. وأعلنت الحكومة الأوكرانية في إبريل /نيسان الماضي عن تلقيها دعماً مالياً بقيمة 3.5 مليارات يورو (3.8 مليارات دولار) من التكتل. وتعد هذه الأموال جزءاً من برنامج "تسهيل أوكرانيا" التابع للاتحاد الأوروبي، والذي سوف يقدم دعماً بقيمة 50 مليار يورو حتى عام 2027.
ميدانياً، شنّت روسيا، فجر الأحد، أكبر هجوم جوي لها على أوكرانيا منذ بداية الحرب، ما أدى إلى مقتل شخص واحد على الأقل. وقالت سلطات محلية في أوكرانيا الأحد إنّ روسيا استخدمت المئات من الطائرات المُسيّرة وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية في هجوم على غرب البلاد وجنوبها ووسطها خلال الليل، ما أدى إلى إصابة ستة أشخاص على الأقل وتدمير منازل وبنية تحتية.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## أمير قطر يبحث مع ملك إسبانيا العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية
29 June 2025 09:39 PM UTC+00
التقى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مساء الأحد، ملك إسبانيا فيليب السادس، على هامش عشاء رسمي أُقيم ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، الذي تنظمه الأمم المتحدة في مدينة إشبيلية. وبحث الجانبان خلال اللقاء "التطوّرات الإقليمية، وعلى رأسها الوساطة القطرية التي أسفرت عن وقف الحرب بين إيران وإسرائيل، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين الدوحة ومدريد وسبل تعزيزها"، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء القطرية "قنا".
وفي بداية اللقاء، رحب ملك إسبانيا بأمير قطر، مؤكداً أن ذلك "يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه دولة قطر لدعم التنمية"، مشيراً في هذا الصدد إلى القمّة الدولية الرابعة للتنمية الاجتماعية التي ستستضيفها قطر هذا العام. وأعرب العاهل الإسباني عن "تطلعه إلى تعزيز العلاقات في ضوء الاتفاقيات ومذكرات التعاون الموقّعة بين البلدَين، وأهمية دعم الاستثمارات الثنائية المشتركة من خلال الشركات الصغيرة والمتوسطة"، كما جدّد ملك إسبانيا "تضامن بلاده مع دولة قطر وإدانتها الشديدة للهجوم الإيراني على قاعدة العديد الجوية"، مشيداً بدور أمير قطر في تيسير التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل. 
من جانبه، أكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حرصَ دولة قطر على "توطيد العلاقات بين البلدَين، ودفعها إلى مستوى أكثر تقدماً، في مجالات التعاون القائمة كافّة، لا سيّما في المجال الثقافي والتعليمي والأمني، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدَين الصديقَين"، وجرى خلال اللقاء استعراض أبرز الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المؤتمر، لا سيّما سبل تفعيل التعاون الدولي لدعم التنمية وتمويلها، إضافة إلى بحث أوجه تعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدَين، وآخر المستجدات الإقليمية والدولية.
وحضر حفل العشاء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ورئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، كما حضر الحفل أعضاء الوفد الرسمي المرافق لأمير قطر، وعدد من أعضاء الوفود الرسمية المرافقة.
وبلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين قطر وإسبانيا أكثر من 1.4 مليار يورو في عام 2023، بحسب بيانات رسمية مشتركة نشرت خلال زيارات سابقة بين الجانبَين. وفي مجال التعاون الدفاعي العسكري، أكّد البلدان أهمية شراكتهما الدفاعية، مشدّدين على "التزامهما المشترك بقيم السلام والتعايش والاحترام بين الشعوب، ومواجهة التهديدات الإقليمية والعالمية"، كما أعلنت الدوحة ومدريد عن تطلعهما إلى "إحراز تقدم في مجالات التعاون".
## كين يواصل الإبهار... أرقام استثنائية وتألق حاسم في مونديال الأندية
29 June 2025 10:17 PM UTC+00
واصل النجم الإنكليزي، هاري كين (31 عاماً)، تقديم عروضه المذهلة مع بايرن ميونخ الألماني، بعدما لعب دوراً حاسماً في قيادة فريقه لتجاوز عقبة فلامينغو البرازيلي، وفاز عليه بنتيجة 4-2، اليوم الاثنين، في دور الـ 16 من كأس العالم للأندية، المقامة حالياً في الولايات المتحدة الأميركية، إذ سجل هدفين أسهما في تأهل العملاق البافاري إلى ربع النهائي.
وأحرز رباعية "البافاري" إيريك بولغار من خطأ في مرماه، وهاري كين في مناسبتَين، وليون غوريتسكا، فيما قلص النادي البرازيلي النتيجة عبر جيرسون، والإيطالي جورجينو من ركلة جزاء. وأثبت كين، الذي يعيش واحدة من أكثر فتراته توهجاً، منذ انضمامه إلى بايرن، أنه ليس مجرد هدّاف تقليدي مجدداً، بل لاعب حاسم قادر على تغيير مجريات المباريات الكبرى. وقدّم كين أداءً لافتاً في مباراة سابقة أمام بوكا جونيور الأرجنتيني، سجل خلالها هدفاً وصنع آخر، مؤكداً تفوقه في المباريات ذات الطابع القاري والضغوط الجماهيرية.
وبحسب موقع ترانسفير ماركت، فخلال 95 مباراة لعبها حتى الآن بقميص بايرن ميونخ، شارك كين في 111 مساهمة تهديفية، بواقع 85 هدفاً و26 تمريرة حاسمة، وهو رقم يعكس حجم تأثيره الهجومي المذهل، بمعدل يفوق المساهمة في هدف واحد كل مباراة تقريباً. وجعل هذا التألق اللافت كين أحد أبرز المرشحين لنجومية البطولة، وأحد العناصر، التي تبني عليها جماهير البايرن آمالها في قيادة فريقها نحو اللقب العالمي. وضرب النادي "البافاري" موعداً مع نظيره باريس سان جيرمان الفرنسي، في ربع نهائي "الموندياليتو"، في قمة من العيار الثقيل.
هاري كين يسجل من جديد لتصبح النتيجة 4-2 ⚽️
تابع @fifaworldcup_ar | يونيو 14 - يوليو 13 | كل المباريات | مجانًا https://t.co/twXn7KmpIG I #FIFACWC #TakeItToTheWorld pic.twitter.com/Fr7QYxGAXQ
— DAZN Arabia (@DAZN_Arabia) June 29, 2025
## حرب الإبادة على غزة | جيش الاحتلال يشنّ غارات عنيفة وينسف منازل
29 June 2025 10:28 PM UTC+00
في ظلّ استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة، استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين، الأحد، جرّاء غارات شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدرستَين تستخدمان لإيواء النازحين في مدينة غزة وجباليا البلد شمالي القطاع، كما نسف جيش الاحتلال منازل سكنية عدّة شرقي مدينة غزة.
وكشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمّر، منذ فجر الأحد، أكثر من 19 منزلاً فوق رؤوس ساكنيها في حي التفاح ومنطقتي جباليا البلد والنزلة شمالي القطاع؛ في إطار حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب في القطاع.
وأصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، أوامر إخلاء جديدة لسكان أحياء ومربعات سكنية في مدينة غزة وشمالي القطاع، دعا فيها السكان للنزوح جنوباً نحو المواصي غرب خانيونس، ترامناً مع استمرار حرب الإبادة للشهر التاسع عشر على التوالي. وأنذر متحدث باسم جيش الاحتلال سكان مدينة غزة وجباليا وأحياء التركمان والدرج والتفاح الزيتون الشرقي، وأحياء النهضة والزهور ومعسكر جباليا وجباليا النزلة والنور والسلام وتل الزعتر، بإخلاء مناطقهم والنزوح نحو مناطق المواصي جنوبي القطاع.
"العربي الجديد" يتابع تطورات الحرب على غزة أولاً بأول..
## موسم اصطياف ليبيا ينطلق وسط تحذيرات من تلوّث الشواطئ
29 June 2025 10:38 PM UTC+00
تبرز في بداية فصل الصيف أزمة تلوّث شواطئ ليبيا في ظلّ إهمال مشترك؛ من المواطنين الذين لا يكترثون لسلامتهم فلا يلتزمون التحذيرات، ومن السلطات المعنية التي لا تبذل ما يكفي من جهود للحؤول دون تضرّر المصطافين.
مع انطلاق موسم الاصطياف وتوجّه الليبيين إلى الشواطئ هرباً من الحرّ، نشرت وزارة الحكم المحلي في حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا قائمة بأسماء شواطئ في تسع بلديات ساحلية كبرى عدّتها "غير صالحة للسباحة"، وذلك استناداً إلى نتائج تحاليل بيئية أجرتها الإدارة العامة لشؤون الإصحاح البيئي على امتداد الساحل الليبي. وحدّدت الوزارة المناطق المحظورة في بلديات طرابلس المركز وحيّ الأندلس وتاجوراء وسوق الجمعة من ضمن العاصمة، بالإضافة إلى بلديات مصراتة وزليتن وصبراتة وسوق الخميس في غرب البلاد، وبلدية طبرق في أقصى الشرق. وطالبت سلطات هذه البلديات بضرورة اتّخاذ إجراءات عملية لمنع السباحة في المواقع الخطرة ووضع لوحات تحذير واضحة عند الشواطئ الملوّثة.
يقول المسؤول في إدارة الإصحاح البيئي يحيى حمزة لـ"العربي الجديد" إنّ الأزمة البيئية المرتبطة بشواطئ ليبيا "قديمة، لكنّ خطرها يتزايد في كلّ عام"، لافتاً إلى أنّ السبب الرئيسي يتعلّق بتوقّف أكثر من سبعين محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي عن العمل على طول الساحل الليبي، الأمر الذي جعل خطوط المحطات تصبّ في مياه البحر مباشرة من دون أيّ معالجة. يضيف حمزة أنّ "الحرب والأزمات السياسية والاقتصادية المتتالية حالت دون إنشاء محطات جديدة أو صيانة أخرى قديمة"، وأنّ ثمّة أعمال صيانة تجري بين الحين والآخر، واصفاً إيّاها بأنّها "احترازية"، الهدف منها "الحؤول دون تفاقم الوضع في محطات محدودة، لكنّ المحطات بمعظمها خارجة عن الخدمة".
ومنذ عام 2016 على أقلّ تقدير، راحت بلدية طرابلس تدقّ ناقوس الخطر على خلفية اكتشافها أنّ نسب البكتيريا في مياه البحر بلغت مستويات خطرة وصلت إلى 500% من الحدود المسموح بها، الأمر الذي يعرّض بالتالي صحة المصطافين لمخاطر حقيقية. وعلى الرغم من تكرار بلدية طرابلس تحذيراتها، كذلك الأمر بالنسبة إلى بلديات أخرى، فإنّ وزارة الحكم المحلي نفسها لم تبدِ أيّ اهتمام بتلوّث الشواطئ إلا منذ عامَين فقط. ونشرت في عام 2023 أولى خرائط المصايف الآمنة على طول الساحل الليبي، علماً أنّ التحذير في العام الماضي شمل أكثر من ثلث المصايف المعتمدة والشواطئ من أصل 168 مصيفاً وقرية سياحية على طول الساحل الليبي.
لكنّ الوضع على الأرض يُظهر تجاوباً ضعيفاً مع التحذيرات، فالصور وتسجيلات الفيديو المتداولة تظهر لوحات إرشادية وضعتها السلطات للتحذير من خطورة السباحة في مواقع محدّدة، فيما تزدحم تلك المواقع بالعائلات، بما في ذلك الأطفال، في تجاهل واضح لما تتضمّنه. ويصف الناشط البيئي رافع التكبالي الأمر بأنّه "دليل على قصور آخر في سياسة السلطات"، شارحاً لـ"العربي الجديد" أنّ "فيما تطلق (السلطات المعنية) التحذيرات في بيانات وتنصب لوحات تحذيرية، فإنّها لا تنفّذ أيّ إجراءات فعلية لمنع المواطنين فعلياً من الوصول إلى هذه الشواطئ الخطرة أو السباحة فيها". ويشدّد على أنّ "السلطات تتحمّل مسؤولية حماية المواطنين من أنفسهم في مثل هذه الحالات".
وينتقد التكبالي البيان الوزاري نفسه، متسائلاً عن سبب استثناء مدن رئيسية في شرق ليبيا مثل بنغازي، مشيراً إلى أنّ الرأي العام يعرف أنّها تعاني من مشكلات تلوّث حادة عند شواطئها. ويقول: "لا شكّ في أنّ عدم استثناء بنغازي ومدن أخرى في شرق البلاد من التحذيرات يعود إلى الانقسام الحكومي، وإلى عدم قدرة الإصحاح البيئي التابع لحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا على الوصول إلى تلك المناطق وإجراء الفحوصات اللازمة".
ويلفت الناشط البيئي الانتباه إلى حالة درنة شمال شرقي ليبيا والمناطق المجاورة لها التي تعرّضت لكارثة عاصفة دانيال والفيضانات المدمّرة التي تبعتها، ويسأل: "وماذا عن شواطئ درنة التي جرفت سيول العاصفة أطناناً من ركام المباني والمخلفات الصلبة إلى البحر؟". ويتابع قائلاً إنّ "في البحر مئات من الجثث التي بقي مصيرها مجهولاً وتحلّلت، وهي قد تمثّل مصدر تلوّث إضافياً يهدّد صحة المصطافين في تلك المناطق".
ويذهب التكبالي إلى أبعد من ذلك في تشخيص الأزمة، إذ يرى أنّ "المشكلة الحقيقية لا تكمن فقط في تحديد الشواطئ الملوّثة والتحذير منها، بل في عجز الحكومات المتعاقبة عن معالجة أسباب هذا التلوّث"، مشيراً إلى أنّ "هذا العجز يترك المواطن العادي أمام خيارَين مرَّين: إمّا تحمّل تكاليف باهظة للاصطياف في قرى سياحية ومصايف خاصة آمنة أنشأها مستثمرون في مناطق بعيدة عن المدن، وإمّا المخاطرة بالسباحة عند الشواطئ العامة الملوّثة والمجانية". ويؤكد الناشط البيئي أنّ "السلطات لا توفّر الحدّ الأدنى من السلامة حتى عند الشواطئ التي لم تصدر تحذيرات بشأنها من خلال توفير فرق إنقاذ بحري، بل تكتفي بالتحذير من المخاطر في مناطق محدّدة فقط".
## التنمّر في مصر... حين تصبح المدرسة مكاناً للخوف
29 June 2025 10:38 PM UTC+00
يحذّر تربويون وعلماء نفس واجتماع من مخاطر ظاهرة التنمّر على الأطفال في مصر، خصوصاً داخل المدارس، والذي لا يواجه بعقوبات رادعة. وفي مثال، في صباح شتوي بارد، وقفت التلميذة ميار (13 سنة) أمام مرآتها تبكي، بعدما سخرت زميلاتها من شكل أنفها وبشرتها السمراء. كانت تحاول إخفاء دموعها عن والدتها بينما تجهز حقيبتها المدرسية. لم تكن هذه المرة الأولى، فهي تتعرض منذ شهور لتعليقات لاذعة من أقرانها في المدرسة بسبب مظهرها، وبدلاً من أن تجد الحماية في المدرسة، قوبلت شكواها بصمت بارد من المعلمات والإدارة.
في الفصل، خاطب معلم التلميذة نوبية الأصل أمام زملائها قائلاً: "اسكتي يا سودة". لم تكن الكلمة مجرد سخرية عنصرية، بل إعلاناً صريحاً يؤكد أنّ التنمّر في مدارس مصر لم يعد حكراً على التلاميذ، بل أصبح سلوكاً يجد طريقه بين المعلمين أنفسهم، وعادة من دون عقاب. في حادثة أخرى، لم تحتمل تلميذة بالمرحلة الإعدادية السخرية اليومية من شكلها، فانتحرت في منزلها، بعد أن ضاقت بما تسمعه من زميلاتها. بينما كانت منار أقوى، إذ اكتفت بالتوقف عن الذهاب إلى المدرسة بعد تعرضها للتنمّر بسبب بشرتها السمراء.
تعرض محمد، التلميذ في المرحلة الثانوية، إلى التنمر نتيجة معاناته من التلعثم في النطق، وكان التلاميذ والمعلمون يسخرون منه يومياً داخل الفصل، حتى فقد الرغبة في الذهاب إلى المدرسة. حاولت أسرته نقله إلى مدرسة أخرى، لكن التنمر كان قد ترك جُرحاً عميقاً في نفسه، أعمق من أن يُشفى بتغيير المكان.
هذه الوقائع وغيرها الكثير، دفعت النائبة بمجلس الشيوخ، ريهام عفيفي، إلى التقدم بطلب مناقشة عامة لاستيضاح جهود وزارة التربية والتعليم بشأن مواجهة ظاهرة التنمّر، وقالت في نص طلبها: "تجاوز التنمّر المدرسي حدود الحوادث الفردية، وتحول إلى ظاهرة، ما يستدعي الوقوف على أسبابه، وعدم التهاون في مواجهته، فدور الوزارة لا يجب أن يقتصر على الوقاية، بل يمتد إلى توفير الدعم النفسي والاجتماعي للضحايا بالتعاون مع الجهات المعنية".
وأضافت نائبة البرلمان المصري: "حوادث التنمّر والتحرش طاولت المدارس الحكومية والخاصة على حد سواء، ما يخلق أمراضاً في المجتمع يصعب علاجها، ويستلزم توفير بيئة مدرسية صحية تخرج إلى المجتمع فرداً صالحاً قادراً على البناء، وعلى تحمل المسؤولية".
وتشير بيانات منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" إلى أن نحو 70% من أطفال مصر يتعرضون للتنمّر من قبل زملائهم في المدارس، ما يستلزم تحركاً جاداً من الجهات المعنية، سواء عبر الردع القانوني، أو نشر الوعي بين النشء والمراهقين.
وبحسب خبراء، ينتشر التنمّر بشكل أكبر بين الذكور مقارنة بالإناث، خصوصاً في المدارس الحكومية، نتيجة غياب وسائل الردع والعقاب، ما يؤثر سلباً على التحصيل العلمي للضحايا، ويغذي مظاهر العنف لاحقاً في المجتمع.
يقول أستاذ الطب النفسي في جامعة عين شمس، عبد الناصر عمر، لـ"العربي الجديد": "التنمّر في الغرب يرتكز غالباً داخل المدارس، بينما يعتبر في مصر ظاهرة ممتدة تشمل كل المساحات. التنمّر يستهدف المختلفين في الشكل أو الدين أو السلوك، بينما الأصل هو احترام الآخر. بعض الآباء والأمهات يتسببون في نقل ظاهرة التنمّر إلى أبنائهم من جراء تصرفاتهم مع الآخرين، والتنمّر تمتد آثاره مع الضحية لفترة طويلة، وقد يؤثر على حياته ومستقبله، ويصل به في أحيان كثيرة إلى الإصابة بالاكتئاب أو العزلة. التنمّر قد يصدر من الأهل تجاه الأبناء، أو من المعلمين إزاء التلاميذ، وكل حالاته مرفوضة لما له من تداعيات كارثية".
بدورها، تقول أستاذة علم الاجتماع في جامعة بنها، هالة منصور، إن "المتنمّر عادة ما يمارس سلوكه العدواني تجاه ضحاياه بسبب غياب القيم، أو افتقاده إلى التربية السليمة. يبحث المتنمّر عادة عن عيب خلقي في ضحيته، والسبب هو افتقاده إلى الأخلاق الحميدة، وبعض الآباء والأمهات يمارسون التنمّر على أبنائهم بقصد أو بدون قصد، بحجة أنهم يريدونهم أفضل، ما يكون له تأثير سلبي على الأطفال وسلوكهم، بدلاً من تشجيعهم بشكل إيجابي، والعمل على زيادة ثقتهم في أنفسهم، وتأهيلهم لمواجهة أية مستجدات خلال دراستهم أو حياتهم بشكل عام. على وسائل الإعلام دور كبير في التوعية بخطورة التنمّر، فقد يدفع الطفل لإنهاء حياته إذا كانت بنيته النفسية ضعيفة".
وفي جلسة خصصها مجلس الشيوخ المصري لمناقشة الموضوع مؤخراً، قال نائب وزير التعليم، أيمن بهاء الدين، إن "ظاهرة التنمّر المدرسي باتت مقلقة خلال السنوات الأخيرة، والفئة العمرية من 10 إلى 12 سنة هي الأكثر عرضةً للتنمّر اللفظي، والذي يتحول لاحقاً إلى تنمّر جسدي في المرحلة الثانوية".
وأضاف بهاء الدين: "العوامل الأسرية تلعب دوراً كبيراً في تفاقم ظاهرة التنمّر، مثل التفكك الأسري، والعنف المنزلي، والإهمال، والتساهل المفرط من الأهل، أو الحماية الزائدة، إضافة إلى عوامل مدرسية وبيئية منها ضعف الإشراف المدرسي نتيجة العجز في الكوادر البشرية، وعدم وجود سياسة لمكافحة التنمّر، وتساهل بعض المعلمين مع هذه السلوكيات".
وفي 12 ديسمبر/كانون الأول 2023، صدق الرئيس عبد الفتاح السيسي على تعديل بعض أحكام قانون العقوبات، بهدف مواجهة الجرائم المستحدثة مثل التحرش والتنمّر، لتشمل العقوبات الحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تتجاوز أربع سنوات، وغرامة مالية، أو بإحدى العقوبتين، وذلك لكل من تعرض للغير في مكان عام أو خاص، بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية، أو باستخدام وسائل الاتصال أو أي تقنية أخرى.
ونصت تعديلات القانون على أن العقوبة تُغلظ لتصل إلى السجن مدة لا تقل عن سبع سنوات إذا كان المتهم ممن لهم سلطة وظيفية أو دراسية أو أسرية على الضحية، أو ارتكب الجريمة في مكان العمل أو وسائل النقل. لكن يحذر مختصون أن العقوبات لا تزال غير مفعّلة داخل المدارس، إما لغياب آليات الشكوى، أو لشيوع ثقافة "التستر" بدلاً من المحاسبة.
## جورجيا... دعوات حظر الإجهاض تعزز القيم المحافظة
29 June 2025 10:38 PM UTC+00
تتنامى التوجهات المحافظة في جورجيا وقد ودعا البطريرك شيو موجيري أخيراً إلى فرض قيود تشريعية على الإجهاض، الأمر الذي أيدّه كثيرون يعتبرون أنّ الإجهاض انعكس سلباً على ديمغرافيا البلاد، في حين التزمت القيادة السياسية التزمت الحذر.
تعالت في جورجيا خلال الأسابيع الأخيرة أصوات طالبت بفرض قيود تشريعية على الإجهاض، وأيدت دعوة مماثلة وجهها بطريرك عموم البلاد شيو موجيري في وقت سابق من مايو/ أيار الماضي. ورغم أن حزب "الحلم الجورجي" الحاكم لم يدعم المبادرة في شكل صريح، لكنه أكد مواصلة الدفاع عن القيم التقليدية والمصالح الوطنية الجورجية، وشكر البطريرك موجيري على مبادرته.
رأى البطريرك في كلمة وجهها إلى المشاركين في مسيرة نظِمت بمناسبة يوم قدسية الأسرة أنه "يجب الانتقال إلى تبني قوانين منظمة ومشددة لهذه المسألة"، مستشهداً في ذلك بأن بعض بلدان الاتحاد الأوروبي وعشر ولايات أميركية تفرض قيوداً على الإجهاض. واعتبر أن تراجع عدد سكان جورجيا من أكثر من 5 ملايين نسمة في تسعينيات القرن الماضي إلى 3.7 ملايين فقط حالياً نتيجة مباشرة للإجهاض.
من جهته، يُقرّ مدير مركز الدراسات الإسلامية في القوقاز، شوتا أبخايدزه، بأن انتشار ظاهرة الإجهاض ساهم في تدهور الوضع الديمغرافي في جورجيا، ويشدد على "ضرورة تعزيز القيم المحافظة، والحدّ من تسلل مظاهر العولمة، مثل العزوف عن الإنجاب والنسوية والمثلية الجنسية إلى المجتمع الجورجي التقليدي بطبيعته". ويقول لـ"العربي الجديد": "قضية الإجهاض ملحة للغاية في المجتمع الجورجي اليوم بسبب مجموعة عوامل أدت إلى تدهور الوضع الديمغرافي، وفي مقدمها حركة هجرة الشباب إلى أوروبا والولايات المتحدة وارتفاع معدلات الوفيات. وبلغ عدد سكان جورجيا عام 1991 حين تفكك الاتحاد السوفييتي نحو 5.5 ملايين، واليوم لا يتخطى عدد المواطنين المقيمين في الداخل 2.5 مليون نصفهم فقط جورجيون عرقياً".
ويلفت أبخايدزه إلى أن حركة الهجرة الوافدة إلى جورجيا تفاقم القضية، ويضيف: "هناك مهاجرون قادمون من بلدان الشرق الأوسط بعضهم غير شرعيين يتبنون توجهات راديكالية، وآخرون من إيران وأفغانستان والهند وباكستان وأفريقيا. ويحصل كثير منهم على سمات الإقامة وحتى الجنسية الجورجية، ووصل عدد المجنسين إلى نحو 600 ألف يزدادون عاماً بعد عام، ما يهدد الهوية الوطنية الجورجية".
ويجزم أبخايدزه بأن "حظر الإجهاض يلبي احتياجات الوضع الراهن، وهو يتناسب مع الرؤية التقليدية المحافظة للجورجيين الذين بات عرقهم يواجه خطر الانقراض في ظل تدهور الوضع الديمغرافي يوماً بعد يوم بتأثير السياسات الليبرالية وحظر الدين بالمدارس، واعتماد الطابع العلماني في التعليم المدرسي والجامعي، وارتفاع معدلات الطلاق وانتهاء غالبية حالات الزواج بالانفصال، وإقبال الشباب على الأيديولوجيات الهدامة مثل النسوية وعدم الإنجاب وحتى المثلية الجنسية". لكنه يستدرك أيضاً بأن الدفع بقضية الإجهاض إلى الواجهة لا يخلو من دوافع سياسية، ويقول: "حزب الحلم الجورجي ليس محافظاً لكنه يستثمر هذه الورقة لدعم مواقفه السياسية لإدراكه بأن المجتمع الجورجي له طابع مسيحي أرثوذكسي، لذا يسعى إلى ضرب عصفورين بحجر واحد، أي إرضاء الكنيسة الأرثوذكسية الجورجية، وخدمة البلاد وشعبها أيضاً كي لا يسيرا على خطى أوروبا، وقد أصبحت الجاليات المسلمة أكثر إنجاباً مقارنة بالسكان الأصليين".
في موسكو، يعتبر الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، الأستاذ في الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب، كامران غسانوف، أن توجه "الحلم الجورجي" نحو دعم القيم المحافظة يأتي باعتباره مرآة للسياسة الخارجية الجورجية في ظل توجه تبليسي نحو تعزيز العلاقات مع الصين وروسيا مقابل الفتور في العلاقات مع أوروبا. ويقول غسانوف لـ"العربي الجديد": "تقدم حزب الحلم الجورجي في السنوات الأخيرة بمجموعة مبادرات تعارضت تماماً مع مفهوم الديمقراطية في الاتحاد الأوروبي، ومن بينها قانون العملاء للخارج، وحظر الترويج للمثلية الجنسية، والدفاع عن القيم الدينية والمحافظة التي تحظى بإقبال في المجتمع الجورجي، والواقع أن شعبية البطريرك تفوق شعبية سياسيين معروفين ووزراء في أحيان كثيرة".
وفي شأن تأثير علاقات تبليسي الخارجية على التوجه المحافظ، يقول غسانوف: "بعدما فازت في الانتخابات التشريعية الأخيرة وتجاوزت خطر توسع رقعة الاحتجاجات نهاية العام الماضي، تشعر السلطات الجورجية بقدر أكبر من الثقة والاستقلال عن الاتحاد الأوروبي على ضوء انتماء الرئيس الأميركي العائد إلى البيت الأبيض، دونالد ترامب، إلى فريق المحافظين. يضاف إلى ذلك توجه جورجيا في السنوات الأخيرة نحو تطوير العلاقات مع روسيا التي تتمسك بدورها بالقيم المحافظة على غرار شركاء آخرين لتبليسي مثل تركيا والصين وأذربيجان".
رغم ذلك، يقرّ غسانوف الذي يحمل درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، بأن "تنامي التوجهات المحافظة سيعرقل تكامل جورجيا مع الاتحاد الأوروبي، ويزيد مخاطر وقوع (ثورة مخملية) جديدة، حتى إذا كان تحقيقها صعباً بلا دعم أميركي"، ويخلص إلى أن "تعزيز القيم المحافظة يتناسب مع السياستين الداخلية والخارجية لجورجيا".
وكان رئيس الوزراء الجورجي إراكلي كوباخيدزه أكد في إبريل/ نيسان الماضي، أن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي يبقى أهم أولويات بلاده، لكنه شدد على أهمية الحفاظ على "علاقات طبيعية" مع مختلف الدول، من بينها روسيا التي تواصل تبليسي الشراكة الاقتصادية معها مع انتهاج السلطات الحالية نهجاً براغماتياً في العلاقات مع موسكو مع استبعاد تداعيات حرب الأيام الخمسة في إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي عام 2008.ونالت جورجيا نهاية عام 2023 صفة دولة مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، لكنها علّقت بدء مفاوضات الانضمام حتى عام 2028 بقرار اتخذه حزب "الحلم الجورجي" الحاكم الذي يطبق سياسة تطبيع العلاقات مع موسكو. وأثار القرار موجة احتجاجات تخللتها دعوات إلى التكامل مع أوروبا.
## نزوح في كردفان... سودانيون عالقون وسط الحرب والجوع والكوليرا
29 June 2025 10:38 PM UTC+00
منذ أكثر من عامَين، تتواصل الحرب في السودان متسبّبةً في واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم. وأخيراً، يعيش النازحون في إقليم كردفان فصلاً جديداً من المأساة الإنسانية غير المسبوقة والتي لا حدود لها، بحسب وصف الأمم المتحدة.
وجد سكان مدن عدّة في إقليم كردفان، الذي يفصل شرق السودان عن غربه، أنفسهم مضطرين إلى النزوح جماعياً، بعضهم سيراً على الأقدام نحو مدينة الأبيض، العاصمة التاريخية للإقليم. وكانت وتيرة المعارك قد ارتفعت في الفترة الممتدّة ما بين مطلع مايو/ أيار الماضي ومنتصف يونيو/ حزيران الجاري، ما بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حول عدد من مدن إقليم كردفان، من بينها النهود والخوي وبابنوسة وأبوزبد والدبيبات وبارا والحمادي وكازقيل، علماً أنّ القتال أرعب كذلك سكان القرى، الأمر الذي أدّى إلى موجة نزوح لم يشهدها الإقليم منذ بداية حرب السودان في منتصف إبريل/ نيسان من عام 2023.
وواجهت مئات العائلات السودانية التي نزحت من مناطق القتال في إقليم كردفان المقسّم في ثلاث ولايات (شمال كردفان وجنوب كردفان وغرب كرفان) نحو مدينة الأبيض صعوبات كبيرة في الطريق، إذ اضطر أفرادها إلى التنقّل على أرجلهم لأكثر من عشرة أيام، تعرّضوا خلالها إلى عمليات تنكيل واسعة، فيما نُهبت ممتلكاتهم، وجُرّد عدد منهم حتى من الثياب التي كانت تغطّي أجسادهم. ولم يجد هؤلاء مجالاً غير النزوح سيراً على أقدامهم، لعدم توفّر وسائل نقل عامة، ونظراً إلى قلّة المركبات الخاصة، بعد أن استولى عليها عناصر أفراد قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب. وهكذا ساروا مُجبرين بمختلف فئاتهم، نساء ورجالاً، صغاراً وكباراً، على مدى أيام من أجل النجاة من الانتهاكات التي يرتكبها الطرفان المتورّطان في الحرب.
إبراهيم مبروك واحد من هؤلاء السودانيين النازحين قسراً في إقليم كردفان السوداني، وقد تطلّبت عملية نزوحه مع ثمانية أفراد من عائلته 13 يوماً، من أجل قطع المسافة بين مدينة الدبيبات ومدينة الأبيض. ويحكي مبروك تفاصيل رحلة عائلته الشاقة سيراً على الأقدام لـ"العربي الجديد": "عندما تمكّن الجيش السوداني في 23 مايو الماضي من طرد قوات الدعم السريع من الدبيبات، ظننّا أنّ الأمور سُوّيت بصورة نهائية. لكن بعد ثلاثة أيام فقط، عادت القوات مجدّداً، واستردّت المدينة من الجيش الذي سحب جنوده إلى مشارف مدينة الأبيض التي تبعد حوالي 100 كيلومتر من الدبيبات". يضيف أنّ "عناصر الدعم السريع راحوا يرتكبون الفظائع بحقّ المدنيين، ولم يفرّقوا ما بين امرأة ورجل ومتقدّم في السنّ. راحوا يقتلون الناس، وينهبون الممتلكات، لذا حاول السكان النزوح جماعياً من المدينة، ولأنّ وسائل النقل معدومة، مشينا على أرجلنا لمدّة 13 يوماً حتى تمكّننا من الوصول إلى الأبيض"، مشيراً إلى أنها تحتاج في العادة إلى ساعتَين فقط بواسطة المركبات".
وعن الانتهاكات التي تعرّضت لها عائلته خلال نزوحها من مناطق القتال، يقول مبروك: "ضُربنا بالسياط، ونُهبت ممتلكاتنا وأموالنا. وكان المقاتلون، عند رؤيتهم شخصاً يرتدي ملابس جديدة أو بحالة جيدة، يعرّونه ويستولون عليها، من دون التفريق في ذلك ما بين النساء أو الرجال".
وما ينقله مبروك لا يندرج في إطار الحوادث المعزولة، فكثيرون هم المدنيون السودانيون الذين وجدوا أنفسهم في مواقف مماثلة في خضمّ الحرب التي انتقلت من ولايات السودان الشرقية إلى الوسط، لتدور في مناطق كانت تُعَدّ أكثر أماناً خلال العامَين الماضيَين، علماً أنّها مدن صغيرة وقرى يعتمد سكانها على الرعي والزراعة المطرية.
واستقرّت عائلة مبروك في مركز إيواء مؤقّت بمدينة الأبيض، تماماً كما هي حال 315 عائلة أخرى نزحت من مدن عدّة، من بينها النهود والأُضية ولقاوة والفولة وبابنوسة والخوي. ويصف الوضع في مركز الإيواء بـ"الجحيم"، ويشرح: "نحصل على مياه الشرب بشقّ الأنفس، فيما المواد الغذائية التي توزَّع على النازحين لا تكفي نصفهم. وبسبب قلّة دورات المياه، وهي أربع فقط مشتركة بين النساء والرجال، يقضي النازحون حاجتهم في الخلاء، ما يهدّد بكارثة صحية خطرة، في ظل انتشار الكوليرا بالمدينة".
في مركز إيواء آخر بمدينة الأبيض، تعيش 85 عائلة ظروفاً إنسانية بائسة بعد وصول أفرادها إلى المدينة، وقد نزحوا من مدينة النهود التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع في مطلع مايو الماضي. وفي هذا الإطار يخبر محمد السماني، أحد النازحين الذين لجأوا إلى مركز الإيواء المؤقت هذا، "العربي الجديد" أنّ "المكان الذي نقيم فيه يقع في محيط عمارة غير مكتملة، يفتقر إلى كلّ المتطلبات الضرورية لعيش الإنسان". ويشير السماني إلى أنّ "النازحين يضطرون إلى افتراش الأرض ليلاً لعدم توفّر أسرّة وأغطية، وفي النهار يستظلون بالأشجار، ويستخدمون ثلاث دورات مياه يتشاركها الرجال والنساء، الأمر الذي يدفع بعضهم إلى قضاء حاجته في الخلاء".
يضيف السماني أنّ "النازحين يواجهون صعوبة في الحصول على مياه الشرب، لأنّ المدينة نفسها تعاني من أزمة عطش تاريخية، ضاعفتها الحرب التي أتت لتؤثّر بالخدمات التي تُقدَّم للمواطنين". ويتابع: "أمّا الطعام فيقدَّم عبر التكايا الخيرية، لكنّه غير كافٍ لكلّ النازحين الذين تتزايد أعدادهم يومياً وسط المعارك المستمرّة بين الطرفَين". وحتى بعد مرور شهرَين على احتدام المعارك في إقليم كردفان لم يتيسّر حصر النازحين بين القرى والمدن، لسرعة تبادل المواقع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وفي 25 يونيو الجاري، تسبّب هجوم لقوة تابعة لـ"الدعم السريع" على قريتَي لمينا والحقونا، الواقعتَين إلى جنوب مدينة الأبيض، في مقتل 21 مدنياً، ونزوح السكان الذين وصل بعضهم إلى الأبيض، فيما يبقى مصير عدد آخر مجهولاً، حتى بعد مرور ثلاثة أيام على الهجوم المُباغت. ويخبر مواطن من قرية لمينا، وصل أخيراً إلى مدينة الأبيض، "العربي الجديد" أنّ نحو 1700 عائلة نزحت من القريتَين نحو الأبيض سيراً على الأقدام، فيما استخدم بعض المواطنين الحمير والجمال في رحلة النزوح.
ويفيد مصدر لدى مفوضية العون الإنساني في حكومة إقليم كردفان "العربي الجديد" بأنّ "عدد العائلات التي وصلت إلى مدينة الأبيض من مناطق عدّة بالإقليم تُقدَّر بنحو 370 ألف عائلة، استقرّ عدد منها مع معارف في أحياء المدينة، فيما تعيش أخرى في مخيمات مؤقتة، وسط ظروف بالغة القسوة، مع عدم قدرة المفوضية على تلبية كلّ احتياجاتهم". يضيف المصدر أنّ "مقومات الحياة معدومة في المخيمات المؤقتة التي تؤوي النازحين، إذ تتشارك عشرات العائلات دورة مياه واحدة يقضي أفرادها حاجتهم فيها، في حين تفترش النساء والأطفال الأرض لعدم قدرة مفوضية العون الإنساني على توفير أغطية وفرش وخيام لآلاف النازحين الذين وصلوا إلى المدينة من عشرات المدن والقرى التي امتدت إليها الحرب".
ويتابع المصدر نفسه أنّ "النازحين يعيشون وسط أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة داخل المخيمات، في ظلّ نقص حاد في المواد الغذائية ومواد النظافة والمعينات الطبية، مع انتشار الكوليرا في المدينة". ونظراً إلى توقّف شبكات الاتصالات بأجزاء واسعة في الإقليم، لا يُعرَف مصير مئات العائلات التي نزحت من قرى إقليم كردفان ومدنه التي اجتاحتها قوات الدعم السريع.
من جهته، يقول عطا الله حماد، النازح من مدينة جبرة الشيخ، الواقعة إلى شمال مدينة الأبيض، لـ"العربي الجديد" إنّ "عائلات كثيرة نزحت من جبرة الشيخ، بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها، تقطّعت بها السبل أثناء فرارها نحو الأبيض. ولعدم توفّر وسائل نقل، يلجأ النازحون إلى الدواب، الأمر الذي يتطلّب أياماً عدّة قبل وصولهم إلى أقرب منطقة آمنة". ويشير حماد إلى أنّ عائلته المؤلفة من ستّة أفراد "قضت تسعة أيام سيراً على الأقدام، قبل الوصول إلى مدينة الأبيض".
وتتعرّض مئات العائلات في قرى عدّة حول مدينة الأبيض، من بينها العجاجيك وأم قلجي والسدر والتقور وفشودا وصالحة والدريس وأم عشرة والدانكوج ودريسو والسنط والبيضاء والناله وأم جمينا وجفلت، لانتهاكات كبيرة، وتعاني من ظروف سيّئة، مع توقّف محطات مياه الشرب، وإغلاق الأسواق والمستشفيات. ويوضح حماد أنّ "سكاناً في تلك القرى تعرّضوا لعمليات انتقامية واسعة من قبل عناصر قوات الدعم السريع، ونُهبت ممتلكاتهم ومدّخراتهم المالية، ولأنّهم من المزارعين، تعرّضت منتجاتهم للحرق والسرقة".
من جهة أخرى، ارتفعت الإصابات بالكوليرا في مدينة الأبيض بإقليم كردفان السوداني في مايو الماضي ويونيو الجاري، وفقاً لما يفيد به أطباء تحدّثوا لـ"العربي الجديد". وفي هذا الإطار يقول المدير الطبي لمستشفى الأبيض الحكومي، عبد الرحيم إبراهيم، إنّ "الإصابات بالكوليرا في حالة تزايد مستمرّ، وقد بلغ معدّل الإصابة ما بين 30 حالة إلى 40 يومياً، الأمر الذي يفوق سعة المستشفى؛ 100 سرير فقط". ويلفت إبراهيم إلى أن "السلطات الصحية تبذل جهوداً كبيرة من أجل توفير الرعاية الضرورية لمرضى الكوليرا، في ظلّ تزايد أعداد النازحين إلى المدينة من جهات عدّة".
في السياق نفسه، يقول مصدر طبي لدى وزارة الصحة في إقليم كردفان إنّ "السلطات الصحية عمدت إلى نقل المرضى إلى خارج المستشفى، ووضعتهم في خيام وعنابر خارجية، بعدما لم تعد قدرة المستشفى الاستيعابية قادرة على استقبال إصابات إضافية بالكوليرا". ويبيّن المصدر أنّ "معدّل الوفيات اليومي يتراوح ما بين سبعة مصابين بالكوليرا و18، ما يضاعف أعباء الجهات الصحية التي تعاني من ضعف في الإمكانيات والمعينات".
ويعيش السودانيون، الذين نزحوا في إقليم كردفان والذين لم يتمكّنوا من الوصول إلى المناطق الآمنة، ظروفاً قاسية مع انعدام مياه الشرب والمواد الغذائية في الأسواق التي تعرّضت لعمليات نهب واسعة وحرق وتدمير. ويؤكد حامد عوض، النازح من قرية الدانكوج إلى شمال مدينة الأبيض، لـ"العربي الجديد" أنّهم قضوا "أياماً لم نتناول خلالها الطعام، لأنّ القوات العسكرية التي هاجمت القرى نهبت المواد الغذائية، وأحرقت المتاجر، وشرّدت السكان". ويشير عوض إلى أنّ "الناس، إلى جانب معاناتهم من الجوع، كانوا في حاجة ماسة إلى مياه الشرب بعد توقّف الآبار الارتوازية التي تعمل بالديزل عن العمل، الأمر الذي تسبّب في حالة عطش أشدّ وطأة من الجوع على السودانيين الذين تركوا حيواناتهم خلفهم تنفق من العطش في القرى التي هُجّروا منها".
ويلفت المصدر الطبي لدى وزارة الصحة في إقليم كردفان إلى أنّ "الجهات الصحية تتوقّع ارتفاع الإصابة بالكوليرا، وتفاقم الجوع بين النازحين الذين قدموا إلى مدينة الأبيض من جهات عدّة، وذلك "مع موسم الأمطار التي من المتوقّع هطولها في الأيام القليلة المقبلة".
## إيران في إصدارات المركز العربي.. التاريخ والسياسة والثقافة
30 June 2025 12:06 AM UTC+00
بين السياسة والتاريخ، تضيء إصدارات المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة الشؤون الإيرانية طيلة العقد ونصف العقد الماضي. اليوم، وبعد العدوان الإسرائيلي على إيران، المصحوب بتوجيه ودعم أميركي وغربي استعماريّين استمرا إلى اثني عشر يوماً، تكتسب هذه الكتب أهميتها، من حيث قدرتها، على استشراف واقعنا الراهن، وقراءة السياسات التي تتحرّك وفقها إيران في الإقليم والعالم.
 
مراجعة في التاريخ والسياسة
يُشكّل كتاب "العرب وإيران: مراجعة في التاريخ والسياسة" (2011) أهمية خاصة، ويعدّ أقدم هذه الإصدارات. حرّره عزمي بشارة ومحجوب الزويري، واشترك فيه: وجيه كوثراني، ومحمد حامد الأحمري، وطلال عتريسي، وفاطمة الصمادي، وعبد الوهاب القصاب، وموسى الغريري، والحسين الزاوي، وعبد العلي حامي الدين، والطاهر عمارة الأدغم، بالإضافة إلى المُحرّرين. تقف دراسات هذا الكتاب عند طبيعة العلاقات العربيَّة - الإيرانيَّة الشائكة التي تتداخل فيها سطوة التاريخ بالعقائد وبالمصالح المتنافرة، في محاولة لاكتناه هذه العلاقات في سياق تاريخي وسياسي معاً، ويتضمّن وجهات نظر متعددة، وآراءً مختلفة.
"التداخل الثقافي العربي - الفارسي" (2014) عنوان كتاب آخر للباحث المغربي رشيد يلوح، صدر أيضاً عن المركز العربي، وهو دراسة للتداخل الكبير بين الثقافتين العربية والفارسية في أول عشرة قرون هجرية. يحاول الكتاب برهنة التداخل الثقافي بين العرب والفرس الذي أرسته العصور الإسلامية الأولى، من دون أن يحمل أية دلالات أيديولوجية أو هيمنة أو إقصاء، وإنما جاء نتيجة موضوعية لمجموعة من العوامل أهمها ظهور الإسلام في بلاد العرب وامتداده عبر الفتوحات إلى البلاد المجاورة التي استوعبته بسرعة واندمجت في إطار تفاعلاته. 
البرنامج النووي وسياسات الخارج والداخل
كذلك تناولت إصدارات المركز العربي البرنامج النووي الإيراني من خلال كتاب "تركيا والبرنامج النووي الإيراني - حدود الاتفاق والاختلاف 2002-2016" (2016) للباحثَين الأردنيّين رنا الخماش وعبد الفتاح الرشدان اللذين أضاءا حدود البرنامج وتأثيره في العلاقات بين البلدين نتيجة اختلاف رؤيتيهما للحوادث في بعض البلدان، وطبيعة تحالفاتهما الاستراتيجية الإقليمية والدولية، ومدى تبدل الموقف التركي من الملف النووي الإيراني بعد الثورات العربية. 
بدورها، تستكشف الباحثة عائشة آل سعد في كتابها "محددات السياسة الخارجية الإيرانية وأبعادها تجاه دول الخليج في سياق مناقشات النووي الإيراني" (2018) العوامل المحدِّدة لسياسة إيران الخارجية تجاه جيرانها في دول مجلس التعاون الخليجي، في إطار يتكون من ثلاثة أبعاد: البعد المحلي، والبعد الخارجي، والبعد المتعلق بسياسات الهوية والقومية. وتسعى إلى تحديد الأهمية الاستراتيجية لبرنامج إيران النووي، والاتفاق الذي أُبرم مع الدول الكبرى في عام 2015، وانعكاس هذا الاتفاق على سياسة إيران الخارجية.
مؤلّفات تقرأ السياسات الإيرانية في الإقليم والعالم
أمّا الباحثة الأردنية فاطمة الصمادي فقدّمت كتابها "التيارات السياسية في إيران: صراع رجال الدين والساسة" (طبعة ثانية، 2019)، وتتناول فيه العقد الأول من عمر الجمهورية الإسلامية، ونشأة التيار الأصولي الإيراني، وولادة التيار الإصلاحي. كما تقدم فيه تعريفاً لما سُمي "الحركة الخضراء" في إيران، وتناقش عدداً من الطروحات التفسيرية بشأن حركة الاحتجاج الأكبر في تاريخ الجمهورية الإسلامية، باحثة في تأثير التيار الأحمدي نجادي، ونشأة تيار الاعتدال في إيران.
في النظام الإقليمي الخليجي
وثّق الفريق الأوّل الركن نزار عبد الكريم فيصل الخزرجي، رئيس أركان الجيش العراقي الأسبق يوميات الحرب العراقية – الإيرانية في صورة مذكّرات نشرها أول مرة المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بعنوان "الحرب العراقية - الإيرانية: مذكرات مقاتل" (2014) ويعدّ الكتاب أول رواية للحرب العراقية – الإيرانية يكتبها عسكري عراقي. وفي السياق نفسه أصدر الضابط السابق في الجيش العراقي عبد الوهاب القصاب تعقيباً وتحليلاً لمذكرات الخزرجي، تحت عنوان "الحرب العراقية – الإيرانية 1980-1988: قراءة تحليلية مقارنة في مذكرات الفريق الأوّل الركن نزار عبد الكريم فيصل الخزرجي"، نحن أمام عسكري عراقي خاض الحرب ضد إيران يقدم قراءة في مذكرات عسكري عراقي خاض بدوره هذه الحرب، وكل منهما في موقع مختلف.
وفي وقت لاحق ترجمت الباحثة فاطمة الصمادي كتاباً بعنوان "نقد الذات: آية الله حسين علي منتظري في حوار نقد ومكاشفة للتجربة الإيرانية" (2020). يتمثل المحور الأساسي لهذا الكتاب في النقد الذي يقدمه الراحل آية الله حسين علي منتظري لإجمالي التجربة الإيرانية ضمن مسارين، هما: النقد العام للتجربة وأداء المؤسسات التي نشأت عقب سقوط نظام الشاه، والنقد الذاتي لأدائه ودوره في الكثير من الأحداث التي شهدتها إيران عقب الثورة الإسلامية؛ إذ يضع مسألة العلاقة بآية الله الخميني وخلافته وثلاث عشرة مسألة أخرى في معرض المراجعة والنقد، لنفسه وللآخرين. 
ولأن دول الخليج العربي من أكثر الدول تأثُّراً بالسياسات الإيرانية، تناول المركز العربي هذه العلاقة من خلال إصدارين، الأول مؤلّف جماعي بتحرير مروان قبلان، تحت عنوان "دول الخليج العربية وإيران: جذور التنافس في النظام الإقليمي الخليجي وتجلياته" (2023). أما الثاني فعنوانه "إيران والخليج العربي: الحراك السياسي والاجتماعي بين نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن العشرين" (2024) لأستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة قطر مصطفى عقيل. يحتوي الكتاب على ثمانية فصول تتمحور حول مواضيع العلاقات العربية - الإيرانية في منطقة الخليج خلال عهود الحكام الإيرانيين في مئة سنة ونيِّف، وما اعتراها من صراع وحروب ووفاق وخلاف ومعاهدات واتفاق وتنافر. ويخصص حصّة وازنة للحديث عن الداخل الإيراني وتطور الحركات المجتمعية في إيران.
من زاوية دينية وحضارية
لا بدّ من الإشارة إلى ثلاثة كتب، ضمن هذا السياق الديني والحضاري، صدرت ضمن سلسلة "ترجمان": "أصول الصفويين: تشيّعٌ وتصوّفٌ وغلوّ" (2018) لميشيل مزّاوي بترجمة ثائر ديب، وفيه يتحرّى المؤلف التاريخ الاجتماعي والسياسي والديني لأواخر القرون الوسطى، بين العهدين المغولي والصفوي، في إيران والعراق والأناضول، وهي فترة شديدة الاضطراب في بقعة تداخلت فيها أقوام عدة، وتداولتها دول وإمبراطوريات. أما الكتاب الثاني فهو "الزيدية في إيران" (2020) لمحمد كاظم رحمتي وترجمة مصطفى أحمد البكور، وهو عبارة عن بحث علمي يسعى لبسط رؤيةٍ متكاملةٍ لتاريخ الزيدية في إيران والعراق واليمن، على الرغم من أنّ الأخبار المتوافرة عن هذه الفرقة ما زالت مشتّتة ومبهمة. والثالث "اضمحلال الإمبراطورية الساسانية وسقوطها - التحالف الساساني - الفرثي والفتح العربي لإيران" (2021) لبروانة هوشناگ بُرشريعتي، ترجمة أنيس عبد الخالق محمود. يعدّ هذا الكتاب من أكثر الكتب إثارة من الناحية الفكرية حول بلاد فارس القديمة، وإضافةً مهمة وكبيرة في حقل الدراسات الساسانية. فهو يعرض إجابة معاصرة وجريئة عن لغز ومعضلة قديمة في نظر المفكرين والمؤرخين، عن سبب الانهيار السريع و"الكارثي" للإمبراطورية الساسانية التي بدت قوية وآمنة في القرن السابع الميلادي أمام جيوش العرب.
أخيراً، تجدر الإشارة أيضاً إلى كتابين، من كتب المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات لم يتخذا من إيران موضوعاً كاملاً، بل عالجا جانباً من تراثها أو تناولا العلاقة معها، وهما: "الصراع العثماني - الصفوي وآثاره في الشيعية في شمال بلاد الشام" (2018) للباحث السوري محمد جمال باروت، و"أوراق سعدون حمّادي" ويضم الكتاب مذكرات ويوميات ووثائق وأوراق السياسي العراقي الراحل سعدون حمّادي (1930-2007)، أحد أبرز قادة الدولة العراقية ومسؤوليها خلال الفترة 1968-2003.
## مآزق صناعة الكتاب العربي.. خرطة تحديات النشر وغياب الحريات
30 June 2025 12:11 AM UTC+00
مع تاريخها الطويل في العالم العربي، لم تنجح صناعة النشر العربية في تأسيس تقاليد تضمن استقرارها، فزيادة المستثمرين في السنوات الأخيرة ترافقت مع تراجع دور الناشرين في تبنّي كُتّاب جدد، وتقديم نصوص تنتمي إلى أنواع أدبية متنوعة، إلى جانب الرواية التي يطلبها السوق، إذ احتكرت الجوائز هذا الدور.
وغالباً ما تنشغل أوساط المهتمين بالنشر، بأحاديث الكُتّاب عن تجاربهم الشخصية مع ناشريهم بما في هذه الأحاديث من تصيّد أحياناً وسوء فهم، وليبقى الحوار بين الناشرين أنفسهم مقتصراً على أروقة معارض الكتاب، أو في دوائرهم المغلقة. في هذا السياق، تأتي "خريطة السياسات العامة للكتاب في العالم العربي"، التي أُعلنت في تونس، لتفتح النقاش حول المشكلات الحقيقية لصناعة الكتاب وصعوبات تطورها في المنطقة العربية. 
الخريطة التي أعدتها الرابطة الدولية للنشر المستقل، شملت 11 بلداً عربياً فقط، لرفض بعض السلطات تقديم البيانات اللازمة، وتناولت معايير: التزام الاتفاقيات الدولية، والضرائب، ودعم القراءة وتوزيع الكتب، وتعزيز الإبداع والنشر، وحقوق المؤلفين، والسياسات الثقافية، وحرية التعبير. بالإضافة إلى تنظيم السوق وتصنيف الكتب وفقاً للمعايير الدولية.
لم تنجح صناعة النشر العربية في تأسيس تقاليد تضمن استقرارها
وأظهرت الخريطة أن أبرز تحديات قطاع النشر في العالم العربي تتمثل بالقيود المفروضة على حرية التعبير من خلال الرقابة الإدارية والقضائية، القيود التي تختلف شدتها من دولة لأخرى بحسب مركزية النشر، أو سيطرة الدولة عليه، ووفقاً لطبيعة الموافقات المطلوبة، سواء قبل الطباعة أو بعدها. كذلك رصدت الخريطة ضعف الترابط والتنسيق في مراحل صناعة الكتاب وصولاً لتوزيعه؛ بدءاً بالتأليف أو الترجمة، ومروراً بالتحرير والتدقيق والطباعة. وهي نقاط يرصدها القارئ أحياناً من غير أن يكون قادراً على تحديد الخلل وسببه.
مع أن الخريطة تعرض أزمات كل بلد وفقاً لظروفه الاقتصادية والسياسية، إلا أنَّ المشترك بين البلدان التي شملتها الخريطة، قرصنة الكتب، سواء في الأسواق أو من خلال منصات التحميل المجاني على الإنترنت، في ظل ضعف تطبيق قوانين حماية حقوق المؤلف، أو عدم وجودها أساساً. كذلك لفتت الخريطة إلى غياب سوق عربية موحدة للكتاب، الأمر الذي يعيق تبادل الكتب والنشر المشترك، ويحد من الاعتراف بحقوق المؤلفين والإيداع القانوني بين الدول العربية. إلى جانب غياب صناديق دعم المكتبات، وتنقل الكتّاب والناشرين، وغياب دعم جدي لمشاريع الترجمة، وقلة الإعفاءات الضريبية. 
يبقى أن استدامة صناعة الكتب، لا تقتصر على التشريعات القانونية والدعم المالي، بل تحدث في سياق خطط ثقافية أشمل، تنمّي حضور الثقافة في الحياة العامة. مع الإشارة إلى أنَّ عدداً من البلدان العربية يشكو غياب خطة ثقافية بسبب الحروب والأزمات الاقتصادية. 
يذكر أن الرابطة الدولية للنشر المستقل، تضم 980 ناشراً من 60 دولة، وقد استغرقت خمس سنوات في إعداد هذه الخريطة، التي توفّرها على موقعها الإلكتروني. وجاءت خريطة العالم العربي بعد إعداد واحدة مماثلة في أميركا اللاتينية، وفي أفريقيا. وأُعلن عنها خلال فعاليات ملتقى الناشرين المستقلين في العالم العربي والدول الفرانكفونية، الذي اختتم أعماله الخميس الماضي في تونس بمشاركة 29 ناشراً من 16 دولة.
## مشاريع الترجمة في سورية.. ارتجال معرفي وتهميش مؤسسي
30 June 2025 12:16 AM UTC+00
لعلّ من المفارقات الكبرى في الحياة الثقافية المعاصرة ما يشير إليه أصحاب دور النشر السورية، من أن الكتب المترجمة إلى العربية من لغات أخرى تحظى، في غالب الأحيان، بإقبال جماهيري يفوق نظيراتها من الكتب المؤلفة محلياً والصادرة عن كتّاب محليين أو عرب.
وبعيداً عن تحليل الظاهرة، أو استعراض أسبابها، يمكن القول، والحال هذه، إن الترجمة إلى العربية تجاوزت كونها أحد العناصر الرئيسة الفاعلة في صناعة الكتاب السوري، لترتقي إلى مصاف العوامل المؤثرة بقوة حضورها المتزايد في تشكيل الوعي العام، وتخوم الثقافة المحلية. فلم تعد الترجمة مجرد نافذة على العالم الخارجي، بل أصبحت ممراً حصرياً للدخول إلى العالم والانسجام معه، بوصفه عالماً واحداً ومتعدداً في آن، وهو ما يضفي وجاهة على مقولة جوزيه ساراماغو الحائز جائزة نوبل: "الأدب المحلي يكتبه الكاتب، أما الأدب العالمي فيكتبه المترجمون".
ولا يمكن النظر إلى أهمية الترجمة، سواء في تكوين المشهد الثقافي السوري، أو في محددات طباعة الكتاب، بمعزل عن جملة العوامل المؤثرة في صناعة الكتاب السوري عموماً، ومن أبرزها تردي الوضع الاقتصادي، وتراجع القدرة الشرائية، وانكماش دور الثقافة أمام أولويات البقاء والعيش، في ظل واقع يضجّ بمزيج متراكم من الدمار الاجتماعي والإنساني.
غياب مشروع وطني للترجمة سببه قصور السياسات الثقافية
وقد سبق لوزارة الثقافة أن أدرجت الترجمة ضمن أولوياتها، فأعدت خططاً سنوية لمشروع وطني للترجمة أعلنت عنه عام 2017، وصاغت خطته التنفيذية عام 2018، بمبادرة من الهيئة العامة السورية للكتاب، التي أُحدثت بمرسوم جمهوري عام 2006. وقد استقطب المشروع نخبة من المترجمين السوريين، بهدف اختيار وترجمة باقة سنوية من ثقافات متنوعة تلبي متطلبات المعرفة والأدب والعلوم، وفق توجهات المشروع المعلنة. واستهدفت الخطة سبع لغات رئيسة: الإنكليزية، الفرنسية، الألمانية، الإسبانية، الروسية، التركية، الفارسية. كما أطلق المشروع جائزة سنوية للترجمة باسم سامي الدروبي (1921 – 1976) تكريماً لإسهاماته بوصفه أحد روّاد الترجمة في سورية.
وفعلياً، ومنذ عام 2018، احتل المشروع الوطني للترجمة التابع لوزارة الثقافة، المرتبة الأولى سورياً من حيث عدد الترجمات الصادرة، بمتوسط 70 عنواناً سنوياً حتى عام 2024، إذا ما قورن بأي من دور النشر منفردة. لكنه يفقد هذه المرتبة عند المقارنة مع إصداراتها مجتمعة، رغم أن عدداً محدوداً فقط من دور النشر الخاصة لا يزال فاعلاً في ميداني الترجمة والنشر.
دفع تراجع الدخل المترجمين السوريين البارزين إلى الهجرة
بدوره، يساهم اتحاد الكتاب العرب، الذي يصدر نحو 60 عنواناً سنوياً، بجزء ضئيل فقط في مضمار الترجمة، وبشكل انتقائي، ليحتل بذلك المرتبة الثالثة، بعد المشروع الوطني للترجمة ودور النشر الخاصة. وهي مرتبة لا تتناسب مع دوره المفترض، ولا مع عدد أعضاء جمعية الترجمة المنبثقة عنه.
غياب المشروع العام
باستثناء المشروع الوطني للترجمة الذي أدارته وزارة الثقافة السورية، والذي انطلق في زمن الحرب، ولم يخلُ من التسييس، وهو -بحسب اعترافها- أدنى بكثير من الطموحات على المستويين الكمي والرؤيوي، فإن مشاريع الترجمة في سورية لم تخضع لأية نواظم أو خطط بنّاءة من شأنها تأسيس معارف تراكمية، أو سد فجوات ثقافية وعلمية، أو حتى تلبية احتياجات معرفية أساسية. بل كانت، في الغالب، نتاج اجتهادات عشوائية خاضعة لمزاجيات دور النشر وأهواء المترجمين ومصالحهم.
ويرى المترجمون السوريون أن غياب مشروع وطني متكامل للترجمة يعود إلى قصور السياسات الثقافية، وخضوعها للتوجّه الرسمي، بالإضافة إلى نقص التمويل والدعم اللازم. ويعتبر هؤلاء أن من أهداف المشروع الوطني تجديد الحيوية الفكرية، وحماية المجتمع من التكلّس والشيخوخة الثقافية.
ويعتقدون أن هذا الغياب يفسح المجال لظهور ترجمات مشوّهة وقاصرة عن إيصال المعنى أو الدلالة، بسبب غياب معايير الجودة الأسلوبية والمعرفية، التي تتطلب إلماماً عميقاً من المترجم بكلتا اللغتين، وبالحقل المعرفي المتخصص والمصطلحات الدقيقة.
وفي واقع الحال، تنبع اختيارات المترجمين ودور النشر غالباً من اعتبارات تسويقية ناتجة عن صدى إعلامي متعلق بالكاتب أو الكتاب. وهي في معظمها اعتبارات تجارية وشعبوية، وحتى إن تميّز بعضها بأصالة، فإن اقتطاعه من سياقه الزمني، أو اجتزاء بعض أجزائه يحول دون تحقيق الأثر المطلوب.
هموم الترجمة
وباعتبار أن الترجمة، بما تنقله من ثقافات إنسانية مختلفة، يمكن أن تعيد طرح أسئلة الهوية وحدودها النفسية والثقافية، فإن همّها الثقافي يسبق باقي الهموم، سواء في دورها التنويري وتخصيب الأفكار المحلية بمنتجات الفكر الإنساني، وتنشيط الجدل والمقارنة، أو في ما يخصّ المخاوف من انتشار أفكار مغايرة يُنظر إليها بأنها تهديد أو عامل تغريب للثقافة المحلية.
ويدخل هذا القلق في نطاق الهموم العامة للترجمة، لا سيما في ندرتها ضمن ميادين الدراسات النقدية والنظريات الحديثة. فقلّما يجد المترجمون السوريون المهتمون بهذا النوع فرصاً لدى دور النشر، التي تتخوف من العواقب المادية للنشر في هذه المجالات.
ومن الهموم العامة إلى الهموم المحلية، التي ارتبطت بزمن الحرب، وتجلّت في تدهور الوضع الاقتصادي، وتراجع مستويات المعيشة، وانخفاض عدد دور النشر الفاعلة والكتب المترجمة سنوياً.
يعاني المترجمون السوريون من ضعف المردود المادي، ومن هيمنة دور النشر التي تستفيد من وجود فائض مترجمين، فتسود متلازمة "ضعف الأجر وضعف الجودة"، وتنتشر الترجمات السريعة والتجارية، خصوصاً مع تطور الترجمة الإلكترونية وزيادة الاعتماد على أدواتها.
وقد دفع تراجع الدخل كثيراً من المترجمين البارزين إلى الهجرة أو الارتباط بمشاريع خارجية، ما أدى إلى غيابهم عن ساحة الترجمة المحلية، حتى لو كانوا لا يزالون داخل البلاد.
ومن أبرز التحديات أيضاً النقص الحاد في المترجمين من وإلى لغات مؤثرة كالصينية، واليابانية، والهندية، واللغات الأفريقية، ما يدفع دور النشر إلى الاعتماد على الترجمة من لغة وسيطة، الأمر الذي يؤدي إلى فقدان جزئي لروح النص والمعنى.
وإذا كان من المبكر الحكم على مستقبل الترجمة في سورية بعد سقوط النظام، بسبب ارتباطها بجملة من المتغيرات غير الواضحة حتى الآن على الصعيدين الرسمي والخاص، فإن وزارة الثقافة الجديدة كانت قد أعلنت، في مايو/ أيار 2025، عن إصدارات جديدة ضمن المشروع الوطني للترجمة، ما يدلّ على استمرار المشروع بوصفه سياسة عامة، مع الالتزام بالبرامج التي وُضعت قبل سقوط النظام.
أما دور النشر السورية الخاصة، فستستمر في نشاطها في الترجمة ضمن حدود وهوامش تحددها المتغيرات اللاحقة.
* كاتب من سورية
 
## اعتقالات وقطع الطرق الرئيسية في ليلة ثانية من الاحتجاجات في صربيا
30 June 2025 12:29 AM UTC+00
قام آلاف المتظاهري، الأحد، بإغلاق الطرق الرئيسية في بلغراد ومدن صربية أخرى مع استمرار الاحتجاجات التي تدعو إلى إجراء انتخابات مبكرة بعد التظاهرة الضخمة التي شهدتها العاصمة السبت. وتعد تظاهرة السبت التي شارك فيها نحو 140 ألف شخص الأكبر منذ أكثر من ستة أشهر من الاحتجاجات التي بدأت في نوفمبر/ تشرين الثاني عقب مصرع 16 شخصا بانهيار سقف محطة قطارات في مدينة نوفي ساد شمال البلاد، وانتهت باعتقال العشرات.
ودعا نشطاء رداً على اعتقال "عدد كبير من المواطنين" إلى مزيد من التحركات، حيث استجاب الآلاف بإقامة عشرات الحواجز على الطرقات حول العاصمة. وعند تقاطع أوتوكوماندا الرئيسي، نصب محتجون خياما استعدادا للمبيت هناك، بحسب ما أفاد مصور وكالة فرانس برس. ونشر نشطاء صورا لقطع طرق في مدن عدة أخرى، بما في ذلك نوفي ساد، وسط دعوات لعشرات الاحتجاجات المماثلة في جميع أنحاء البلاد.
وأظهرت وسائل إعلام محلية ومقاطع فيديو حشودا كبيرة تتدفق على الجسور الرئيسية وطلابا يقيمون يستخدمون حاويات القمامة لاقامة عوائق. وصرح وزير الداخلية الصربي إيفيتسا داتشيتش لقناة "بينك تي في" المحلية أن السلطات تراقب الوضع. والأحد، بقي الرئيس ألكسندر فوتشيتش متشبثا برفضه مطالب المحتجين بإجراء انتخابات مبكرة، متهما الحركة التي يقودها الطلاب بالتسبب في "الإرهاب".
وقال فوتشيتش، في خطاب "انتصرت صربيا، ولا يمكنكم هزيمة صربيا بالعنف كما يود البعض". وبحسب وزير الداخلية، بلغ عدد المعتقلين 77 شخصا لا يزال 38 منهم رهن التوقيف، بينما أصيب 48 شرطيا أحدهم في حال الخطر. وأعلن مكتب المدعي العام الأحد في بيان اعتقال ثمانية أشخاص يشتبه في نيتهم قطع طرق ومهاجمة مؤسسات حكومية "بهدف تغيير نظام الدولة بالعنف".
وقال منظمو الاحتجاجات على انستغرام "هذه ليست لحظة انسحاب"، ودعوا الناس للتجمع خارج مكتب المدعي العام والمطالبة باطلاق سراحهم. لكن فوتشيتش توعد بأنه "سيكون هناك المزيد من الاعتقالات لمهاجمة الشرطة. هذه ليست النهاية"، مؤكدا عدم تنظيم اقتراع قبل نهاية العام 2026. وبإزاء حركة الاحتجاج، أقال الرئيس الصربي رئيس الحكومة وبعض الوزراء في يناير/كانون الثاني بينما اتهم المتظاهرين بالتخطيط لانقلاب وتقاضي أموال من دول أخرى والسعي لاغتياله.
(فرانس برس)
## هجرة العرب من الشرق الأوسط
30 June 2025 12:54 AM UTC+00
ينتحر العرب الرسميون سياسيًاً إذا استسلموا لفكرة احتلاف الرؤى وتعارض الإرادات بين رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، كما ينتحر المحلّلون السياسيون أخلاقيًاً ومعرفيًاً حين يناضلون من أجل ترويج أن ترامب يمكن أن يفرض على الكيان الصهيوني معادلاتٍ ترضي العرب، والفلسطينيين بالطبع. افتراض أن ترامب يمكن أن يكون صانع سلام، أو وسيطًاً بين ضدّين، هو بحد ذاته نوع الخداع، إذ قبل الحرب الثنائية على إيران وبعدها، تتراكم يوما بعد يوم شواهد الامتزاج الكامل بين أهداف واشنطن وغايات تل أبيب، لفرض السيطرة الإسرائيلية على المنطقة، والتصرّف في الشرق الأوسط بوصفه قطعة أرض خالية، مملوكة لنتنياهو، وقد حان الوقت لرسم خرائطها وتأطير حدودها. وكما قال دونالد ترامب، بعد فوزه برئاسة الولايات المتحدة، مرّة ثانية "لنجعل أميركا عظيمة مجدّدًا"، 'يردد نتنياهو العبارة ذاتها "لنجعل الشرق الأوسط عظيماً مرّة أخرى". وبالطبع، لن يكون هذا الشرق الأوسط العظيم كذلك إلا وفقًاً للتصوّر الصهيوني، الذي يتحرّك على الأرض بيقين كامل أنه لم يعد ثمة مشروع عربي في هذه المنطقة، ولم يتبق سوى مشروعين: الإيراني، الذي تلقّى ضربة أميركية هي الأعنف في تاريخه. والثاني هو المشروع الصهيوني المؤسّس على فكرة دينية يعتنقها ترامب بتعصّبٍ يفوق تعصّب اليمين الصهيوني لها.
ترامب الذي أعلن بغضب أنه لن يتسامح مع الذين يريدون محاكمة نتنياهو داخلياً، لأنه في نظره "بطل الحرب" لا يمكن أن يكون رجل سلام، حتى لو كان سلام القاذفات الخارقة للتحصينات، أو سلام التريليونات العربية، هو فقط محاربٌ من أجل إسرائيل فوق الجميع، هنا في الشرق الأوسط، كما أن أميركا فوق الجميع هناك في العالم كله. وفي الحالتين، ليس أمام العرب سوى تمويل هذين الحلمين، أو بالأحرى الحلم الواحد، إن أرادوا البقاء في المنطقة، تلك هي العقيدة الأميركية الخاصة بالشرق الأوسط، تتخذ شكلاً ناعماً وهادئاً مع الإدارات الديمقراطية، فيما تعبر عن نفسها بوقاحة مع مهووسين بالصهيونية الدينية، كما مع ترامب، وإدارات جمهورية سبقت. حتى هينري كيسنجر وزير خارجية أميركا في سبعينيات القرن الماضي ومخترع مشروع "السلام الصهيوني" لم يكن رجل سلام، كما روّجه رائد مسيرة التطبيع العربي أنور السادات، بل كان محارباً من أجل المشروع الصهيوني، بشهادة السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، مارتن أنديك، الذي شغل منصب المبعوث الخاص للرئيس أوباما للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية من يوليو/ تموز 2013 إلى يونيو/ حزيران 2014. ... يكشف إنديك في حوار مع صحيفة جيروزاليم بوست عن كتابه الصادر 2021 "سيد اللعبة" إنه بعد أن فحص آلاف الوثائق والأوراق الخاصة بمسيرة عمل كيسنجر في الخارجية، اكتشف أن الأخير لم يكن داعية للسلام أو وسيطًا ساعيًا له، بل كان، قبل ذلك وبعده، صهيونيّاً مخلصاً لإسرائيل، قضيته الأساسية تثبيت أوضاع الشرق الأوسط، تحت الهيمنة الأميركية، وبما يحقق المصلحة الإسرائيلية. يقول إنديك "نظر كيسنجر إلى السلام بتشكك كبير، من واقع تجربته الخاصة وخبرته في دراسة التاريخ، حيث توصل إلى الاعتقاد أن السعي إلى تحقيق السلام يمكن أن يزعزع استقرار النظام في المنطقة، وهكذا بالنسبة له ، كان السلام مشكلة وليس حلاً". ويضيف إن استراتيجيته للمفاوضات كانت تقوم على مبدأ "الأرض مقابل الوقت"، وليست "الأرض مقابل السلام"، من أجل إنهاك العرب، في مفاوضاتٍ لا تؤدّي إلى شيء، سوى إتاحة الوقت لإسرائيل لتقليل عزلتها وزيادة قوتها.
كانت مهمة كيسنجر المقدّسة إخراج مصر، بشكل كامل ونهائي، من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي. وترامب هو النسخة الأميركية الصهيونية الوقحة من هنري كيسنجر، مع فارق وحيد، أن سبعينات القرن العشرين كانت لا تزال تحتفظ بملامح مشروع قومي عربي يتأسّس على قاعدة الكفاح من أجل التخلص من المشروع الصهيوني في المنطقة، أما عرب عشرينات القرن الحادي والعشرين فبلا مشروع، وكأنهم هاجروا من الشرق الأوسط، أو أنهم صاروا زيوتاً لتروس ماكينة المشروع الصهيوني، وهم في كامل سعادتهم!.
## شهيد لقمة العيش
30 June 2025 12:54 AM UTC+00
عبادة عبد الفتاح عرابي عشريني مكافح. تُوفّي والده قبل سنوات، وترك له عائلةً أصبح معيلها الوحيد، ما دفعه إلى التخلّي عن حلم الدراسة مبكّراً، وطرق باب العمل، كي يؤمّن حياةً كريمةً، ويقي عائلته الصغيرة ذلّ السؤال. عمل محاسباً في محلّ خضروات لأحد أقاربه في منطقة بيادر وادي السير في عمّان، ونال ثقة ربّ عمله لأمانته وإخلاصه ومواظبته، وحظي بمحبّة الزبائن واحترامهم، وقد أجمعوا على دماثته وتهذيبه ورفعة أخلاقه وحسن تعامله.
كان عبادة، رغم صغر سنّه، راضياً بنصيبه من هذه الدنيا، حاملاً أمانة والده الراحل بكلّ جدارة، باذلاً كلّ جهد ممكن في رعاية أمّه وإخوته الصغار، الذين حرص على تعليمهم رغم شحّ الإمكانات. أفاد المقرّبون منه بأنه كان شابّاً محترماً عصامياً شجاعاً تميّز بالعزّة والكرامة والأنفة، لذلك لم يرضخ لضغط قاتله البلطجي، أحد أصحاب السوابق ومحصّلي الأتاوات ومدمني المخدّرات في المنطقة، الذين اعتادوا ترويع التجّار والمواطنين، وسلب أموالهم (خاوة) بالقوة والتهديد، من دون أن يعترض طريقهم أحد، ومن دون أن يجرؤ أيّ من الضحايا على التقدّم بشكوى لدى الجهات المتخصّصة. اعترف الجاني، الذي سلّم نفسه لقوات الأمن، بأنه طلب الأتاوة من عبادة مرّات، غير أنه رفض، وفي المرة الأخيرة قال له: إذا لم تعطني ما أريد سأطعنك. ... غير أن الشابّ الشجاع ظلّ على رفضه الرضوخ (لعلّه لم يتخيّل أن منسوب الشرّ في البشر قد يصل هذا الحدّ)، عندها بادر الجاني متعمّداً (ومترصّداً) بطعنه عدّة طعنات في القلب، أدّت إلى وفاته على الفور.
أثارت الحادثة المؤلمة غضب الشارع الأردني، وتفاعل كثيرون في مواقع التواصل الاجتماعي مطالبين بإيقاع العقوبة الأشدّ بحق المجرم القاتل، الذي أزهق روح شابّ في أول عمره من أجل حفنة دنانير. صادر حقّه في الحياة، وحرم أمّه عودته إليها في المساءات متعباً يهفو إلى لقمة ساخنة من صنع يديْها، يحدّثها عن يومه المزدحم، ويستمع إلى كلمات الترضّي عنه، فتهدأ روحه، ويزول تعبه، وينام قرير العين تأهّباً ليوم جديدٍ من العرق والتعب والرضا. لكن ذلك لن يحدث، لأن عبادة، شهيد لقمة العيش كما سمّاه بعضهم، والشجاع الذي قال: لا، نام إلى الأبد، وخلّف عائلةً مكلومةً لن يعزّيها شيء بعد أن فقدت سندها الذي سيق في لحظة سوادٍ إلى موت جائر، في زمنٍ قبيح جائر، إذ الاستقواء على المستضعفين والظلم والحقد والعنف والعدوانية والأذى... مفاهيم قبيحة، أصبحت راسخةً في مجتمعاتنا المنخورة.
لن يطفئ حرقة أم عبادة سوى الاقتصاص العادل من المجرم الآثم، قاتل ابنها الشهم الجميل، الذي راح ضحيّةً مجّانيةً جوراً وظلماً وبهتاناً في استخفاف مريع بقيمة الحياة. وبحسب قانون العقوبات الأردني، الذي يعرّف جريمة القتل العمد بأنها إزهاق روح إنسان عمداً مع سبق الإصرار والتخطيط، فإن الجاني يُعاقَب بالإعدام إذا كان القتل مقترناً بظروفٍ مشدّدة، وهذا ما ينطبق بالحرف على هذه الجريمة البشعة التي صدمت الجميع، وقد صدرت تصريحاتٌ من شقيق المغدور، ومن أفراد من العائلة، تؤكّد رفض أيّ وساطاتٍ أو ضغوط اجتماعية لمصالحة تؤدّي إلى دفع ديَة القتيل، وإسقاط الحقّ الشخصي، وبالتالي، تخفيف العقوبة التي أقرّها القانون والشرع، وقالوا بالفم الملآن إن أموال الدنيا بأسرها لن تعوّضهم دم فقيدهم.
الرحمة لروحك، يا عبادة، والصبر لعائلتك في مصابها الكبير، على أمل أن تتحقّق العدالة وتأخذ مجراها الصحيح، من دون ألاعيب قانونية، ومن دون صكوك صلح عشائرية غالباً ما تجري في مثل هذه الحالة، فيخفّف الحكم على القاتل، ويضيع الحقّ، وتقطن الحسرة أبدياً في قلوب أمّهات حزينات مقهورات.
## مساعدات أوروبا للفلسطينيين
30 June 2025 12:54 AM UTC+00
نفّذت المفوضيةُ الأوروبيةُ أخيراً حزمةَ مساعداتٍ جديدةٍ بقيمة 202 مليون يورو، موجهةً إلى السلطة الفلسطينية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ضمن إطار دعم طويل الأمد، تحت عنوان "التعافي والصمود". ورغم أن هذا الإعلان قد يبدو جرعةَ دعمٍ أوروبيةٍ في لحظة انهيار اقتصادي وسياسي فلسطيني، إلا أن المطلوب مالياً أكثر بكثير، ويثير الموضوع تساؤلاً عن غياب دعم كل من أيّد إقامةَ الدولة الفلسطينية، بمن فيهم الدول العربية والإسلامية. خُصّصت المنحة الأوروبية (152 مليون يورو) لسداد رواتب موظّفي السلطة، ولا سيّما في قطاعات التعليم والصحّة، غير أن هذا الدعم المالي ليس من دون شروط سياسية واضحة أوروبية وعربية، فالاتحاد الأوروبي، ودول في الخليج، طالبت صراحةً بأجندات إصلاح وحوكمة تتضمّن تعيين نائبٍ للرئيس الفلسطيني (عُيّن حسين الشيخ)، وإجراء انتخابات، وفرض تقاعد إلزامي على آلاف الموظفين، بمن فيهم عناصر أمنية ودبلوماسية.
لم يكن الدعم المالي للسلطة الفلسطينية من دون شروط سياسية واضحة، أوروبية وعربية
ورحّبت وزيرة الخارجية الفلسطينية التي أقسمت اليمين أخيراً، فارسين أغابيكان، بالدعم الأوروبي، وقالت إن هذه المساعدات لا تسدّ الفجوة الناتجة من سياسة الاحتلال الإسرائيلي في حجب أموال المقاصة، التي تُشكّل العمود الفقري لميزانية السلطة. ومن خلال بروتوكول باريس، تسيطر إسرائيل على غالبية إيرادات الفلسطينيين، لكنّها باشرت أخيراً باستخدام سلاح الحجب المالي أداةَ عقاب جماعي، ولا سيّما مع تولّي المتطرّف بتسلئيل سموتريتش حقيبة المالية. وقلّل الخبير الاقتصادي مؤيّد عفانة من وقع المساعدات الأوروبية، معتبراً أنها بالكاد تضمن استمرار دفع 35% من رواتب موظفي القطاع العام. والمفارقة أن هذا المبلغ، الذي يُعلن عنه جزءاً من حزمة كبرى بقيمة 1.8 مليار دولار على ثلاث سنوات، نقطة في بحر اقتصاد فلسطيني منهك بالديون والتضخّم وانسداد الأفق السياسي. ومن المؤسف أن تقاعس الدول الصديقة (العربية والإسلامية) عن الوفاء بتعهّداتها المالية يزيد الطين بِلَّة. وحتى المؤتمر الفرنسي السعودي (المشترك)، الذي كان من المفترض أن يشهد إعلان "منحة سخية"، تأجّل على خلفية التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران.
في موازاة الأزمة المالية للحكومة الفلسطينية في رام الله، تواصل إسرائيل حربها الممنهجة ضدّ الفلسطينيين، ليس فقط عبر تجويع الشعب الفلسطيني في غزّة وحرمانه الغذاء والماء وحاجات الحياة الأساسية، بل أيضاً بتغوّل المستوطنين في الضفة الغربية في هجمات عنيفة، موثّقة من الأمم المتحدة التي أشارت إلى نحو 80 اعتداءً في ثلاثة أسابيع، شملت القتل والحرق وتدمير الممتلكات. وفي حادثة بارزة، أطلق مستوطنون النار على فلسطينيين في قرية كفر مالك، ما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم. ورغم اعتقال خمسة مستوطنين، أُفرج عنهم سريعاً من دون توجيه تهم، في مشهد يُرسّخ منطق الإفلات من العقاب. ورغم مناشدات حسين الشيخ للمجتمع الدولي بالتدخّل، تظلّ الردود محدودةً، ففي غياب إرادة سياسية دولية حقيقية لمحاسبة إسرائيل، أو حتى كبح جماح مستوطنيها، تبدو هذه المناشدات أقرب إلى صدى يضيع في الفراغ.
حين تتحول المساعدات أدواتٍ لتطويع القرار الفلسطيني، فإنّنا أمام حالة من الإذلال المالي المُقنَّع
وقد صرّح رجل الأعمال الفلسطيني سمير حليلة لموقع المونيتور الأميركي بأنه، بالإضافة إلى التحدّيات الهيكلية الداخلية، تتفاقم المشكلات الاقتصادية للسلطة الفلسطينية بسبب الضغوط السياسية الخارجية. قد يفاقم قرار المحكمة العليا الأميركية الصادر في 20 يونيو/ حزيران الحالي، ويسمح برفع دعاوى قضائية ضدّ منظمة التحرير والسلطة الفلسطينيتين، من شلل الحكومة الفلسطينية مالياً، إضافة إلى رفض سموتريتش (10 يونيو/ حزيران الحالي) تجديد إعفاء يسمح بترتيبات مصرفية خاصّة، تُسهّل التعاون بين المؤسّسات المالية الإسرائيلية والفلسطينية. في الوقت نفسه، تواجه البنوك الفلسطينية فائضاً في الشيكل الإسرائيلي الورقي، ويُعزى ذلك جزئياً إلى تحوّل إسرائيل إلى المدفوعات الرقمية بدلاً من النقد. علاوة على ذلك، يواصل الشعب الفلسطيني استخدام النقد، ما يخلق اختلالات في السيولة، وتتفاقم المشكلة بسبب تفاوت أسعار السلع، مثل البنزين والسجائر. قال حليلة: "علبة سجائر مارلبورو أرخص بعشرة شواقل في الضفة الغربية منها في إسرائيل، والبنزين أرخص أيضاً، ما يتسبّب في تدفّق كبير للمشترين من إسرائيل لكلا المنتجَين، وهم يدفعون نقداً فقط مقابل هذه السلع الرخيصة"، فيما ترفض البنوك الإسرائيلية التعامل الورقي مع البنوك الفلسطينية.
لا يمكنها المساعدات الأوروبية (رغم ضرورتها) أن تُخفي واقع الاحتلال المالي والسياسي الذي يخنق الفلسطينيين يومياً. فحين تتحول المساعدات أدواتٍ لتطويع القرار الفلسطيني، فإنّنا أمام حالة من الإذلال المالي المُقنَّع. وحين يقابل ذلك صمت عربي وتواطؤ دولي، تكون النتيجة سلطةً على وشك الانهيار، وشعباً يتخبّط بين مطرقة الحرب والتجويع في غزّة، والعجز المالي وسندان الاستيطان والعنف. لقد بات من الضروري إعادة النظر جذرياً في معادلة الدعم الدولي للفلسطينيين، تبدأ بإجبار الاحتلال على تحرير الأموال الفلسطينية، ووضع خطّة استراتجية متكاملة تشمل وضعاً إدارياً ومالياً يؤسّس لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.
## نهاية معركة وإدامة حرب
30 June 2025 12:54 AM UTC+00
بدأت مرحلة جديدة. انتهت المعركة، لكن ثمّة حرب طويلة وممتدّة ما زالت مستعرة، وما زالت سماؤها ملبّدة بالغيوم، سواء في فلسطين، أو في لبنان وسورية واليمن، بل في إيران نفسها. وقد يمتدّ لهيبها ليشمل مناطقَ ودولاً أخرى، في ظلّ الغطرسة الصهيونية، والتواطؤ الأميركي والغربي الذي يمنح شرعية لأحلام بنيامين نتنياهو وهواجسه، ويعيد إليه دور الشرطي الممسك بعصاه الغليظة، يلّوح بها يميناً وشمالاً. اهتزّ وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل أم استقرّ، فإن معركة حالية استمرّت نحو 12 يوماً توقّفت ليعيد كلّ طرف حساباته، ويرتّب أوراقه، ويستخلص الدروس والعبر لمعركته المقبلة. وبعد أن سجّل الرئيس الأميركي دونالد ترامب هدف الفوز، باستخدامه طائرات B2 لضرب منشأة فوردو النووية، انتهت الحرب المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، وكان كاتب هذا المقال قد أشار في مقاله "إيران والمعركة الفاصلة" ("العربي الجديد"، 20/6/2025)، إلى أن ترامب، الشريك الكامل في هذه الحرب، سيكون أكثر حذراً، طالما ظلّت إيران صامدة، "أمّا إذا قدّر أن الحرب لن تستغرق سوى أيام معدودة"، فسيحرص على أن يكون الطرف القادر على ادّعاء حسمها ووقفها، من دون أن يتورّط في حربٍ طويلة المدى، معتمداً على عصاه الإسرائيلية في ترويض إيران والمنطقة، وفق سياسته القائمة على فرض الدبلوماسية بالقوة.
تعاملت طهران مع الحرب معركة ضدّ الوطن الإيراني، ورفضت التفاوض تحت القصف
إذا استثنينا ترامب، الذي خرج من هذه الحرب منتشياً بادّعائه القضاء على التهديد النووي الإيراني، وبقدرته على استخدام القوة من دون توريط الولايات المتحدة في حربٍ تستنزفها وتهدّد مصالحها، الأمر الذي يشكّل سابقة خطيرة قد ترسم ملامح السياسة الأميركية في المرحلة المقبلة، يصعب تحديد المنتصر والمهزوم في هذه الحرب، علماً أن الحسم المطلق لأي من الطرفَين كان متعذّراً لسببَين: أولهما عدم وجود حدود برّية وخطوط تماس بينهما، تسمح لأحدهما بالتقدّم في أرض الخصم، فغني عن القول إن الطائرة والصاروخ تدمّر ولا تحتلّ، وثانيهما أن نتيجة الحرب مرهونة بنتائجها السياسية، وما عجزت عن تحقيقه الدبلوماسية بتجريد إيران من حقّها في تخصيب اليورانيوم، لم تنجح القوة الغاشمة في إنجازه. ثمّة دلائل على صمود إيران في حربها التي خاضتها ضمن ميزان قوى عسكري مختلّ لمصلحة إسرائيل، فعلى المستوى العملياتي، قد يميل ميزان القوى لمصلحة إيران على المدى المتوسّط، بحكم تفوقها في عدد السكّان، والمساحة الجغرافية، والممكنات الاقتصادية والبشرية والعلمية، إذا أحسنت الاستفادة من دروس المعركة ونتائجها. أمّا نقاط قوتها فتمثّلت أولاً في تعاملها مع هذه الحرب بوصفها معركة ضدّ الوطن الإيراني، ثمّ قدرة قيادتها العسكرية والسياسية على إعادة منظومة القيادة والسيطرة، بعد نجاح القوات الإسرائيلية في القضاء على الصفّ الأول من القيادات العسكرية الإيرانية في اللحظات الأولى من الحرب، وثبات موقفها برفض التفاوض تحت القصف، وقدرتها على إيلام العدو بضرباتها الصاروخية المستمرّة حتى اللحظات الأخيرة.
أما نقاط ضعفها، فتمثّلت في الاختراقات الأمنية الكبيرة التي تعرّضت لها، وما كان لها أن تتم لولا تعاون قوى من المعارضة، وتضافرها مع منظومات فساد قائمة، ثمّ وقوعها في فخّ التضليل الأميركي الإسرائيلي، الذي رافق المفاوضات والحرب وتوقيتها، وعدم قدرتها على بناء منظومات دفاع جوي تستطيع أن تواجه تطوّر سلاح الجو الإسرائيلي. وعلى الرغم من التطوّر العلمي الذي اتّسمت به القدرات الصاروخية الإيرانية (شكّلت مفاجأة في هذا الحرب)، فإن مخزونها لم يكن كافياً لتغطية متطلّبات حرب طويلة، إذ استُنفد جزء منه في ضرباتها، وفُقد جزء آخر في القصف الإسرائيلي المتواصل. وانعكس ذلك بوضوح في تقنين عدد الصواريخ في الرشقات الصاروخية، الأمر الذي مكّن منظومات الدفاع الإسرائيلية وحلفاءها من اعتراض ما تزيد نسبته عن 90% من إجمالي المقذوفات، وكان من الممكن تجاوز ذلك لو توفر لها العدد الكافي من الصواريخ والمسيّرات الكفيلة بإغراق منظومات الدفاع الجوي المعادية واستنزافها. في المقابل، تمثّلت نقطة قوة جيش الاحتلال في سلاح الجو، الذي تمكّن من السيطرة على سماء إيران، ولم تنجح الدفاعات الإيرانية في إسقاط أي طائرة حربية، على الرغم من ادّعاءات وسائل الإعلام إسقاط بعضها وأسر طيّارين. وكذلك في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التي نجحت خلال السنوات الماضية في بناء شبكات واسعة داخل البلاد، مكّنت إسرائيل من توجيه ضربات قاسية في اللحظات الأولى للحرب. كما نجحت إسرائيل (بالتعاون مع الولايات المتحدة) في تنفيذ عملية خداع وتضليل واسعة قبل الحرب، وتمكّنت من حشد تأييد غربي لعمليتها، ومنحها الشرعية، بعد بثّ هواجس نتنياهو ومخاوفه وادعائه بوجود تهديدات على إسرائيل، واعتبار ما وصفه بالتهديد النووي الإيراني خطراً على البشرية، وهذا الأمر إن طاول إيران اليوم فإنه سيطاول غيرها غداً، ولن تكون له ضوابط أو حدود.
نجح نتنياهو أيضاً (من جديد) في توحيد المجتمع الإسرائيلي خلف المعركة، وتجاوز الأزمات الداخلية، وإنْ إلى حين، ويمثّل هذا استمراراً لسياسته القاضية بإدامة الحرب حتى موعد الانتخابات المقبلة، كي يخوضها بادّعاء تحقيق النصر الكامل. أمّا أبرز نقاط الضعف الإسرائيلية، فتكمن في جبهتها الداخلية، وعدم قدرتها على تحمّل حرب استنزاف حقيقية طويلة الأمد، بالزخم الذي شهدته في الأيام الماضية. وفي هذه الحرب أيضاً تبيّن عدم جاهزية منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي، على الرغم من الدعم الذي تلقّته من حلفائها، وكذلك النقص الكبير الذي يمكن أن تواجهه في مخزونها في حال خوضها حرباً طويلة.
نجح نتنياهو في توحيد المجتمع الإسرائيلي خلف المعركة، وفي تجاوز الأزمات الداخلية إلى حين
توقّفت المعركة، لكن من دون اتفاق على نتائجها السياسية، ومن دون رسم آفاق متّفق عليها لمستقبل وقف إطلاق النار. وتتوضح حقيقة الخلل في اتفاق وقف النار هذا، وفي موازين القوى التي حكمته، أنه لم يُقرَن باتفاق لوقف إطلاق النار في غزّة، أو تثبيتٍ لوقف إطلاق النار في لبنان أو سورية أو اليمن، فعزَل الحرب الإيرانية الإسرائيلية عن قضايا المنطقة، وحدّدها بالسلاح النووي الإيراني، وصواريخ إيران الباليستية. إيران أعلنت أنها ستستمرّ في بناء برنامجها النووي "السلمي"، ولن تقبل بعد المعركة بما رفضته قبلها، ومن المتوقّع أن تعيد بناء منظومات دفاعها الجوي، وتراكم قدراتها الصاروخية، وقد تلجأ في ذلك إلى توسيع تحالفاتها وتعاونها العسكري مع روسيا والصين، خصوصاً في مجال سلاح الجو، بعد أن أثبتت الصين تفوّق طائراتها في المعركة الباكستانية الهندية أخيراً، وكذلك بناء منظومة الدفاع الجوي عبر منظومات أس 400 الروسية المتفوقة. أمّا إسرائيل فأعلنت أنها لن تسمح لإيران باستعادة قوتها الصاروخية، أو ببناء منظوماتٍ للدفاع الجوي، أو بترميم قدراتها النووية، وهدّدت باستهداف أي مسعى في هذا الاتجاه. ولعلّ هذا ينقل الوضع من نهاية معركة إلى بداية حرب مستدامة، في نموذج يشبه ما يحدث في لبنان من ضربات إسرائيلية، مع فارق وحيد أن إيران إذا تجاوزت ذلك مرّة، فإنها لا تستطيع الاستمرار في البقاء مكتوفة اليدين في معركة مفتوحة على العقوبات والضغط العسكري والتنسيق الإسرائيلي الأميركي، تمنعها من إعادة بناء قدراتها، لذا من المرجح أن نشهد في الأيام والشهور القادمة شراراً قد يشعل سهلاً.
## فوز إيران وإسرائيل معاً
30 June 2025 12:54 AM UTC+00
"لا نهاية للحرب قريباً"، كان عنوان (ومضمون) مقالة الكاتب الأسبوع الماضي. وبعد نشرها بساعات، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقفاً لإطلاق النار، قبله الجانبان الإيراني والإسرائيلي، وطبّقاه بالفعل في اليوم التالي. ويكمن تفسير التناقض بين ذلك التطوّر وافتراض استمرار الحرب في تساؤل مبدئي: هل انتهت الحرب حقّاً؟ الإجابة المباشرة النفي قطعاً، فمواجهات 12 يوماً لم تكن حرباً بالمعنى الصحيح، وإنما معارك جزئية، تشكّل موجة أولى من حرب طويلة، لها موجات أخرى تالية.
ما جرى خلال تلك المعارك الخاطفة كان عملية كسر عظام متبادلة هدفها النهائي تطويع الإرادة، ولم يكن القصف الصاروخي والجوي من الجانبَين (أميركا وإسرائيل في جانب واحد) إلا عملاً استعراضياً للاستهلاك المحلّي في تلّ أبيب وطهران. لا ينفي ذلك الخسائر الكبيرة التي تكبّدها الطرفان، لكنّها ظلّت خسائرَ مقبولة ويمكن تعويضها لاحقاً. صحيح أن إسرائيل كانت أقلّ تضرّراً من إيران بقدرٍ معتبر، لكن الصحيح أيضاً أن الخسائر الأكبر في القدرات الإيرانية، سواء النووية أو العسكرية التقليدية، أو بين صفوف المسؤولين والعلماء النوويين، كانت كلّها في المتناول، حتى تدخّلت واشنطن بشكل مباشر وقصفت منشآت فوردو النووية، فكانت في هذا رسالة أميركية واضحة بأن ترامب على استعداد للذهاب إلى أبعد مدى في كسر إرادة النظام الإيراني. وكان واضحاً وصريحاً حين دعا الإيرانيين إلى الدخول في مفاوضات (قبل فوات الأوان).
المفاجأة، أن الطرفَين أعلنا انتصارهما في تلك الجولة، كأنّ النصر تحقّق لهما معاً في آن واحد. وبعيداً من أن النظامَين في إيران وإسرائيل حاولا تسويق وقف القتال للرأي العام الداخلي كما لو كان نصراً مؤزّراً وهزيمة كاملة للطرف الآخر، فالحقيقة أن كلاً منهما حقّق بالفعل مكاسبَ مهمّة وجوهرية في الصراع الدائر بينهما، لكنّها بالتأكيد لا تشكّل نصراً كاملاً لأيّ طرف.
نجحت إسرائيل (وأميركا) في تعطيل البرنامج النووي الإيراني وأفقدته بعض مكوّناته. وفي المقابل، لم يحدث تفكيك أو تصفية للبرنامج، ولا دلائل واضحة حول مصير رصيد إيران من اليورانيوم المخصّب بنسبة تتجاوز 60%. أمّا عمليات التصفية الجسدية والاغتيالات التي طاولت قيادات عسكرية وعلماء نوويين، فلها بالتأكيد مردود سلبي، معنوياً وعملياً، في المؤسّسات العسكرية والعلمية ذات الصلة. لكن التسلسل القيادي والهيكل التنظيمي في تلك المؤسّسات يؤمّن إحلال الكوادر وتجديدها بسلاسة نسبية. في المقابل، ورغم انكشاف زيف الخطاب الدعائي الإيراني أمام الرأي العام الداخلي، والتعرّض لخسائرَ مادّية وبشرية كبيرة، استعاد النظام الحاكم قدراً من شعبيته المفقودة في الشارع الإيراني، ردَّة فعل طبيعيّة على تهديد مباشر واعتداء خارجي من "الشيطان الأكبر"، وحليفه اللدود. من جانب آخر، نجحت طهران في إحراج تلّ أبيب وتحقيق سبقين، عسكري ومعنوي، بضرب الداخل الإسرائيلي، وأثبتت الصواريخ الإيرانية أن القبّة الحديدة، وغيرها من طبقات الدفاع الجوي الإسرائيلية، لا تضمن حماية إسرائيل. لكن ذلك الاختراق الصاروخي للأجواء والأراضي الإسرائيلية، كان كفيلاً بتمديد عمر حكومة نتنياهو ومنحها قبلة حياة، بعد إخفاق واستنزاف استمرّ عامَين في غزّة.
في المحصلة النهائية، الخلاف بين تلّ أبيب وطهران مدفوعٌ بجشع النفوذ ونزعة الهيمنة الإقليمية لدى كلّ منهما. وبما أنه لم يخرج طرف من تلك الجولة بفوز نهائي أو نصر مكتمل، فإن قبول وقف القتال وبدء التفاوض هو إقرار متزامن من الجانبين بالحاجة إلى التقاط الأنفاس، والاستعداد لجولات أخرى مقبلة.
## الحروب تفضح أسوأ ما في البشرية
30 June 2025 12:54 AM UTC+00
خلال حملته الانتخابية، كانت جلّ تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب تفيد بأن عهدته (ولايته) ستكون عهدة سلام، وأنه حريص على وضع حدّ للحروب التي اندلعت في أكثر من منطقة، ولعلّ من أهمها الحرب الروسية الأوكرانية، علاوة على الحرب الإسرائيلية التي شنّتها دولة الاحتلال على قطاع غزّة. بل إنه توسّط لإيقاف حربٍ خاطفةٍ كادت أن تشعل نيران الفتك في جنوب آسيا بين الجارين الهند وباكستان. ومع ذلك، لم تمضِ من عهدة الرئيس ترامب سوى بضعة أشهر، حتى اشتعلت الحرب مجدّداً، فكانت الحرب التي شنّها الكيان الإسرائيلي على إيران. الموجات الهائجة والملتهبة من الحروب دليل عبثيتها وأنها بلا رادع أخلاقي.
لن يتذكّر معظم من هم أحياء من البشر الحرب العالمية الأولى، أمّا من ولدوا قبيل الحرب العالمية الثانية، فيحتمل أنهم عاشوا ويلاتها أطفالاً، أو ولجوا حينها سنواتهم الأولى من مرحلة الشباب، ولا يزال بعض من شهدوها جنوداً في قيد الحياة. مئات المذكّرات والقصص الحقيقية، والشهادات الحيّة، ما زالت تتوالى فاضحةً بشاعة ما جرى، فضلاً عن جبالٍ من الوثائق المكتوبة والسمعية، التي تحكي هول ما عاشته البشرية من فظائع مؤلمة. هل فعلاً كان المتحاربون بشراً أسوياء؟... تتهاوى المقولات عن وحدة الجنس البشري والإخاء الإنساني وتتبدّد. تشكّل لنا الحروب لوحةً أخرى مغايرةً لا تسفّه من البشرية ما يمجّد من خصال نبيلة فحسب، بل تنزل بنا إلى مرتبةٍ أدنى من مرتبة الوحوش. إنها تبرهن أننا إذا خضنا حرباً، غدوْنا أكثر إرعاباً من الوحوش التي لم ترتكب ما ارتكبه البشر.
كلّ ما تعيشه البشرية حالياً من حروب تفضح نفاق البشرية وصلف الأقوياء. ومع ذلك، لن تذهب هدراً معاناة الضحايا
ستبدو مقولات الفيلسوف توماس هوبز لطيفةً لا تخلو من كياسة وظرافة وهو يصف البشر في أثناء الحروب. لا تتفنّن الوحوش وهي تخوض صراعاتها القاتلة من أجل الحياة في قتل خصمها. يكفي أن يتخلّص الذئب مثلاً من منافسه، سواء من بني جنسه أو من جنس آخر، حتى يكفّ عن القتل، وما إن يشبع الحيوان حتى إن كان وحشاً (صفة أطلقها البشر على الحيوانات العنيفة والقاتلة)، حتى يكفّ عن الصراع والقتل. هي معارك مؤقتة تنتفي بانتفاء سببها المُبرِّر لها؛ الأكل والتناسل أو التهديد المباشر.
المجال الحيوي الذي ترسمه الحيوانات متحرّك، ولا يحتمل تحايلاً أو هيمنة، أمّا البشر وهم يخوضون حروباً، فلا يرسمون لها عادة خطوطاً حمراء. كلّ شيء مباحٌ لا تردّه سوى قدرتهم على ثني بعضهم بعضاً، بما يختزنه المتحاربون مع وسائل تهديد لا تستبعد الإبادة والمحو. في كثير من خُطب الحروب الحالية، نسمع تعابير غاية في التوحّش، مفادها المحو من الخريطة، أو الإعادة إلى عصر حجري... إلخ. يرتهن ذلك كلّه لزرٍّ يضغط عليه قائد أو زعيم، أو أيضاً بجرّة قلم يمضيها. لم نرَ في معارك الوحوش الضارية أن ذئباً أو نمراً، مهما تجبّر وتكبّر، يهدّد جنساً آخر من الحيوانات بالمحو أو الإبادة. لا تعاقب الحيوانات بعضها بمثل هذه العقوبات، إنها على خلاف ذلك، تدير اقتصاد الحرب بكثيرٍ من المروءة، فلن يقتل الأسد مثلاً الغزلان كلّها بضربة واحدة، لأنه سيحتاجها في مقبل السنين. حين يشتم البشر بعضهم بعضاً، يصفون خصومهم بأنهم تدحرجوا إلى مرتبة الغريزة، وإن ما يصدر من سلوك عنهم هو في مرتبة دون البشرية. والحقيقة أن الغريزة كالساعة المحكمة، تُدار في انضباط تامّ إلى الحدّ الأدنى من حفظ الجنس، إنها لا تفيض على نحوٍ يجرف المتعارف عليه. والحال أن البشرية إذا حاربت، فلا رادّ لعنفها سوى مزيد من العنف، وإن تعقّلت، فلكي تتجنّب الأسوأ، وليس طلباً للفضيلة أو الرقي.
إذا حاربت البشرية، فلا رادّ لعنفها سوى مزيد من العنف
بعيد الحرب العالمية الثانية، ابتكرت البشرية حيلاً وآليات من أجل تجنّب إعادة إنتاج حروب عالمية جديدة، فصاغت "قوانين الحرب"، وهي جزءٌ أصيل من القانون الدولي، التي أجازت شنّ الحروب، لكنّها (في مفارقة غريبة) نصّت على جملة من الجرائم صنّفت ضمن جرائم الحرب أو جريمة الإبادة... إلخ. كما شكّلت البشرية أيضاً محاكم يمكن أن تلاحق مجرمي الحرب. وكان لمنظمة الأمم المتحدّة، وهيئاتها التي أُسّست لإحلال السلام (خصوصاً مجلس الأمن) وتفادي نكوص البشرية إلى حرب عالمية أخرى واتفاقيات اللجوء لحماية الفارّين من ويلات الحروب والمدنيين عموماً، دور في تفادي مزيد من الحروب. مع ذلك، فإن الحروب التي اندلعت، سواء في الثلث الأخير من القرن الماضي أو التي تجري حالياً، تبرهن على أن أدبيات ما بعد الحرب العالمية الثانية، ومؤسّساتها، ظلّت عاجزةً عن حماية البشر. مرّة أخرى، أثبتت الحرب التي شنّتها إسرائيل على غزّة، أو الحرب التي شنّتها على إيران، أن البشرية أخفقت إخفاقاً ذريعاً في ردع المعتدي، وأنها بذلك قد تدحّرجت إلى مرتبة التوحّش الغريزي، أو حتى أفظع من ذلك.
كيف يمكن للبشرية أن تستخلص الدروس وتضع حدّاً لهذا العبث والشيزوفرنيا التي تصيب قادتها وزعماءها؟... يحتاج الأمر تجديد الأدبيات والمؤسّسات الأممية التي غدت متهالكةً. كلّ ما تعيشه البشرية حالياً من حروب تفضح نفاق البشرية وصلف الأقوياء. ومع ذلك، لن تذهب هدراً معاناة الضعفاء، والضحايا خصوصاً. ستظلّ ذاكرة المسحوقين حيّةً تتحيّن فرصةَ الثأر إثباتاً لقيمة الإنصاف، باعتباره مطلباً وحقّاً في آن، حتى إن تأخر وقتاً طويلاً.
يظلّ محمود درويش نداءً يزعج المتحاربين، حين وخز ضميرنا جميعاً، حين توجّع فقال: "وأَنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ/ لا تَنْسَ مَنْ يطلبون السلامْ".
## السوريون المسيحيون ومعضلة الحضور الغائب
30 June 2025 12:54 AM UTC+00
حين تنكسر الدولة وتتآكل سرديّتها الجامعة، تُصبح الجماعات الأكثر عراقة في النسيج الاجتماعي أول من يدفع الثمن. وهذا ما تكشّف بأقسى صوره في العراق بعد 2003، حين بدأت الهُويَّة الوطنية بالتفسّخ تحت وطأة المحاصصة الطائفية والتوظيف السياسي للمقدّس، وانتهت المأساة بخروجٍ جماعيٍّ لمكوّن أصيل في البنية التاريخية للعراق، هم المسيحيون. ولم يكن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) سوى التعبير الأقصى عن مسارٍ طويلٍ من التآكل المؤسّسي، بدأ حين أُعيد تشكيل الدولة على قاعدة التمثيل الفئوي، وعندما جرى تأطير النفوذ الطائفي أداةً للتحكّم في المجال العام، ما فتح المجال أمام استثمار الهُويَّات الضيّقة بديلاً من العقد الوطني، وهيّأ لبروز العنف بوصفه لغة تمثيل. في هذا السياق، ومع انسحاب الدولة من دورها التمثيلي، باتت الهُويَّة تُعيد توزيع مواقع الشرعية والنفوذ داخل بنى مسبقة، ما يُفرّغ الفضاء الوطني من إمكان التنوّع الحقيقي. وهي السيرورة ذاتها التي نشهد ملامحها اليوم في المشهد السوري الانتقالي، إذ يُعاد تعريف الحضور العام على أسس ما دون وطنية.
في طوْرها الانتقالي الراهن، تتّخذ التجربة السورية ملامحَ مألوفةً في سياق ما بعد انهيار الدولة، إذ تبدو بعض ملامح الهُويَّة الجمعية آخذةً في التبلور ضمن قوالب أكثر انغلاقاً، وتُستبدل فكرة الانتماء الوطني بإطارات ضيّقة ترتكز في الانحدار العَقَدي أو الرمزي. غير أن الخطر الأكبر يمتدّ إلى استمرار فاعلية بعض القوى الجهادية المتطرّفة، التي وجدت في الفوضى الأمنية فرصةً لإعادة التموضع.
تهديد الجماعات الجهادية هو نتاج فراغٍ مزدوج ينطلق من غياب الدولة إطاراً إدماجياً، ومن ضمور الفضاء المدني مجالاً لإنتاج المعنى
يُقرأ تفجير كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق (22 يونيو/ حزيران الجاري) مؤشّراً على اختراقٍ محتملٍ لمساحات من الأمن الهشّ، وعلى قدرة الجماعات المتطرّفة على تنفيذ عمليات تُهدّد المكوّنات الأقلّ عدداً، وتُعيد استنساخ مشهد الترويع (والتفريغ) الذي عاشه مسيحيو العراق في العقدَين الماضيَين. كذلك لا يمكن النظر إلى تهديد الجماعات الجهادية باعتباره امتداداً أمنياً منفصلاً عن تحوّلات الاجتماع السياسي السوري، فيجب إدراكُه أيضاً نتاجَ فراغٍ مزدوج؛ ينطلق من غياب الدولة إطاراً إدماجياً، ومن ضمور الفضاء المدني مجالاً لإنتاج المعنى. ومع استمرار هشاشة البنية الأمنية في مناطق متفرّقة من البلاد، تجد التنظيمات المتطرّفة فرصةً لإعادة التموضع والظهور بأشكال هجينة، تُغذّيها تصدّعات الهُويَّة الوطنية وارتباك الخطاب الرسمي حيال التنوّع. هذا التهديد لا يستهدف جماعةً بعينها، فهو يُقوّض أسس التعايش، ويُعيد إنتاج منطق الفرز الرمزي الذي يجعل من الآخر المختلف هدفاً وجودياً. ومن دون استيعاب هذا الخطر بوصفه اختلالاً في التصوّر السياسي والتوازن الأمني، ستبقى الدولة الوليدة عرضة للاختراق من أطراف تملأ فراغ الشراكة بخطاب التكفير وسلوك التصفية.
تستمدّ التحوّلات الأمنية في سورية أهميتها من البنى التي تُعيد تعريف العلاقة بين السلطة والانتماء الوطني. لقد أظهر تفجير الكنيسة خللاً بنيوياً في منظومة الحماية الرمزية والسياسية، ويشير إلى انكشاف مواقعَ تاريخيةٍ في الجغرافيا السورية باتت محرومة ضمانات الاستقرار والانخراط المتكافئ. ورغم محدودية المعطيات الأمنية المتوافرة، فإن تجاهل بُعد الخطر الجهادي في التحليل قد يُفضي إلى قراءة منقوصة لما تعيشه المكوّنات الأصغر، خصوصاً حين يتقاطع الاستهداف الرمزي مع أفعال عنف فعلي قابلة للتكرار. ليست المقارنة مع التجربة العراقية نابعةً من استدعاءٍ للتاريخ، بقدر ما تنطلق من فهم آليات التآكل البنيوي حين تغيب منظومات الحماية المشتركة، وتَضمر مرجعيات التصوّر الوطني المشترك. فالمسألة تكمن في تشابه القواعد التي تُعيد إنتاج الإقصاء بصيغٍ جديدة من الانفلات الأمني إلى الفرز الرمزي، ومن انعدام التأثير والتمثيل إلى هندسة الإطار العمومي للمشاركة وفق مراتب غير مُعلَنة من الامتياز والولاء.
في السياق السوري الراهن، تعيش بعض المكوّنات التاريخية، وفي مقدّمتها المسيحيون، حالةً مزدوجةً من الحضور العددي والغياب الفعلي. رغم استمرار الوجود الديمغرافي، يغيب التأثير الفعلي من مراكز القرار الثقافي والسياسي، ما يؤدّي غالباً إلى الاختزال في وظيفة رمزية تُستخدم لتزيين سردية الفسيفساء المجتمعية، من دون ضماناتٍ للمشاركة الفعلية. ويغدو البقاء، في هذا السياق، مجرّد استمرار جسدي يستند إلى حضور رمزي معزول، يُستخدم للزينة السياسية بدل أن يُمكَّن بوصفه شريكاً فعلياً ويستند إلى عقد وطني متكافئ. وقد أسهمت سنوات الصراع في تفكيك مفهوم المواطنة، عبر ترسيخ تصوّرات استبعادية تُعرّف الفرد من خلال انتمائه الأولي، وليس من خلال موقعه في مشروع وطني مشترك. وسط هذه البنى، تتعرّض الجماعات الأصغر (المسيحيون مثلاً) لإعادة تصنيف تُقصيهم من أدوار الفعل، وتحصرهم في مواقع الشهادة أو التزكية. بذلك قد يتحوّل الخليط الهُويَّاتي من قيمة بنيوية إلى عنصر ديكوري، وتُعامَل المواطنة مكانةً غير مستقرّة، تتحدّد وفق مقاييس الولاء، تبعاً لمعادلات الهُويَّة المُهيمنة.
في لحظات التحوّل والمراحل الانتقالية، تُقاس الجدّية السياسية بقدرة المشروع الانتقالي على صون الذاكرة المشتركة والاعتراف بتعدّديتها
في العراق، بدأ الانهيار حين رُفعت الحماية الطائفية إلى منزلة العقد البديل، وحين تشظّت الدولة إلى كانتونات تمثيلية تُعيد تعريف الطائفة فاعلاً سياسياً مستقلاً. وفي سورية، تُنذر المؤشّرات الراهنة بأن أيّ مرحلة انتقالية لا تؤسّس لصيغة دستورية جديدة، تتخطّى الانتماءات الضيقة نحو أفق وطني مشترك، ستفضي بالضرورة إلى تكرار آليات التفكّك ذاتها. فالحضور المسيحي، كي يكون فعّالاً، لا يُقاس بمجرّد الاستمرار العددي، بل بقدرته على المساهمة المتكافئة في صياغة المجال العمومي السيادي فاعلاً كاملاً في صياغة المعنى الوطني، وليس شاهداً رمزياً على تنوّع مُفرغ من مضمونه. يتجلّى الخطر في استمرار بنية التطييف السياسي، سواء عبر صمت غير مقصود أو من خلال غياب سياسات الإدماج الواضح، وتحويل التعدّديات من مكوّنات بنيوية في النسيج الوطني إلى "ملفّات" تُدار أحياناً بمنطق الحذر أو عبر مقاربات رمزية لا تستند إلى تمثيل فعلي. هذا النمط من الإدارة لا يقتصر أثره على المسيحيين، فهو يشكّل جزءاً من هندسة المجتمع وفق مرجعية أحادية تُعيد توزيع الشرعيات على أساس الانضباط الرمزي والانتماء المؤدلج. في هذا الإطار، يُختزل الوجود المسيحي، كما سواه من وجود الفاعلين غير المتماثلين، إلى حالة إشكالية يُراد احتواؤها أو تدبيرها، بدلاً من أن يُفهم بوصفه مكوّناً أصيلاً يُشارك في إنتاج المشروع الوطني.
يعيد التجاهل الرسمي لدلالات تفجير كنيسة مار إلياس، أو تحويله خطاباً استهلاكياً خالياً من مساءلة جذرية لمصادر العنف، إنتاج نمط مأزوم شهدناه في التجربة العراقية. ففي مثل هذه السياقات، لا يكون الاعتداء على الكنيسة موجّهاً إلى مكوّن ديني بعينه، بل إلى مرتكزات الدولة ذاتها، وإلى إمكانية قيام عقد وطني فعلي يضمّ الجميع، ضمن أفق مدني متكافئ.
غير أن هذا الغياب عن المعالجة لا يُردّ دائماً إلى تجاهل سياسي متعمّد فقط، فهو قد يُفهم أيضاً في ضوء محدودية البنية الاتصالية للسلطة الانتقالية، التي لا تزال تفتقر إلى منظومة إعلامية قادرة على إنتاج سرديات وطنية جامعة، وهو ما يؤدّي إلى هيمنة خطاب أحادي أو رمزي على لحظاتٍ تستدعي تواصلاً وطنياً شفّافاً، ويؤشّر في الآن ذاته على اختلال أعمق في تمثيل التعدّد السوري داخل مؤسّسات التعبير العمومي. وحين تغيب البنية القادرة على الاستجابة الرمزية المنصفة، يصبح الاعتداء على جماعةٍ ما، لا يُجابَه باعتباره مسّاً بجوهر العقد الوطني، بل يُفرغ من دلالته، ويُعاد تفسيره حدثاً معزولاً.
بعد الإبادة الجماعية في تسعينيّات القرن الماضي، اختارت رواندا أن تُعيد تأسيس مشروعها الوطني على قاعدة المساواة القانونية الصارمة، واحتكار الدولة الهُويَّة السياسية الجامعة. وُوجه موروث الكراهية من دون توازن تمثيلي بين الهُويَّات، وفُرِضت لغة وطنية موحّدة، وسياسات إقصاء للخطابات الإثنية من المجال العام. رغم جدليته، نجح هذا النموذج في بناء دولة احتفظت بحدٍّ من التماسك المؤسّسي. وفي السياق السوري، تُطرح تساؤلات عن إمكان الانتقال من تمثيل هُويَّاتي متشظٍّ إلى مواطنة قائمة على التساوي في الحقوق والفرص. كذلك يُستدعى النقاش حول مدى إمكانية الاستفادة من التجربة الرواندية، لاستلهام آليات التعاقد الاجتماعي الذي يتجاوز موازين الطوائف نحو تأسيس مشروع وطني جامع.
الاعتداء على كنيسة مار إلياس ليس موجّهاً إلى مكوّن ديني بعينه، بل إلى مرتكزات الدولة ذاته
وبالعودة إلى التجربة العراقية، لم يكن ما يثير القلق فيها لحظة صعود "داعش" (في ذلك الوقت)، وإنما المسار الذي مهّد لصعوده، إذ تحوّلت الدولة ساحةً تُدار بمعادلات الهُويَّة، وفقدت قدرتها على أداء وظائفها السيادية. في سورية، تبدو المرحلة الانتقالية محفوفةً بالخطر نفسه، ما لم تُبنَ على رؤية تتجاوز منطق المحاصصة، وتعيد تأسيس المجال الرمزي للمواطنة على قواعد دولة تحتكم إلى القانون، وتُنظِّم التنوّع بدل أن تُقنّنه. في الأنظمة التسلطية، غالباً ما يُعاد تشكيل موقع الأقلّيات ضمن منظومة تعامل تُغلّب منطق الرعاية المشروطة على مبدأ الشراكة المتكافئة. لا يعود الاحتضان السياسي الفعلي قائماً على استحقاق المواطنة، ويتحوّل مستنداً إلى خطاب يتعامل مع الجماعات التاريخية بوصفها كيانات تحتاج إلى طمأنة فقط من دون تمكين. ضمن هذا التصور، تُختزل الأهلية السياسية إلى امتثال هادئ، وتُقوّم الانخراطات السياسية أحياناً ضمن أطر تُغلّب الحذر على الشراكة. هذا النمط، الذي ساد في ظلّ نظام الأسد، يبدو أنه يجد امتداداته اليوم، فتُظهِر المرحلة الانتقالية ملامحَ أوليةً لفرز رمزي مقلق، قد يُفضي (إن لم يُعالج) إلى إعادة إنتاج علاقات هيمنة تحت مظهر شراكات شكلية.
في لحظات التحوّل والمراحل الانتقالية، تُقاس الجدّية السياسية بقدرة المشروع الانتقالي على صون الذاكرة المشتركة والاعتراف بتعدّديتها، بالتوازي مع بناء مؤسّسات تعبّر عن الجميع. وسورية اليوم تحتاج إلى مسار سياسي مختلف يُرسّخ حضور المواطن بوصفه فاعلاً في نسيج التفاعل الوطني، وفق معايير الانتماء المدني، وخارجاً عن أيّ تموضع في خرائط الهُويَّة المسبقة. وإذا لم تُفكّك العلاقة العضوية بين الدولة والانتماء ما دون الوطني، ويُستعاد الحقل الوطني بوصفه إطاراً مفتوحاً للمشاركة، فإن المقبل سيُصاغ بلغة الإقصاء التدريجي، ويتلاشى المجال المدني ليُعاد إنتاجه سلسلةً من الامتيازات الخاضعة لتوازنات النفوذ بعيداً من أيّ منطق تعدّدي.
## التمكين المعرفي أساس النهضة الحضارية
30 June 2025 12:54 AM UTC+00
لا تنهض الأمم على أساس من الموارد الطبيعية وحدها، كما أنها لا تنهار بسبب غياب السلطة أو ضعف الإدارة فقط، بل يكمن جوهر النهضة الحقيقية في البنية المعرفية التي تتشكّل داخل المجتمع، وتتحوّل ثقافةً جمعيةً تسكن الوعي العام، وتوجّه سلوك المجتمع نحو الإنتاج والإبداع، فالتقدم المعرفي لم يعد مجرّد عنصر مساعد في التنمية، بل أصبح شرطاً أساساً لإنتاج القوة في مختلف أبعادها: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والأمنية، ومن ثمَّ يبقى هشّاً أيّ مشروع تنموي لا يقوم على أساس ترسيخ الثقافة العلمية في وجدان الناس، معرّضاً للتعثّر والسقوط مع أول أزمة تتعرّض لها الدولة، وهو ما أثبتته تجارب تاريخية عديدة. ولنأخذ فنزويلا مثالاً، إذ اعتمدت نموذج الاقتصاد الريعي (Rentier Economy) القائم على النفط، وفشلت في بناء رأس المال البشري القادر على تحقيق التنمية المستدامة، فانهارت اقتصادياً تحت وطأة الأزمات، وتراجعت قدرتها على تحقيق التنمية. يمثل بناء بيئة معرفية حاضنة للعلم والتكنولوجيا، وهو ما يطلق عليه في الدراسات التنموية النظام البيئي للابتكار (Innovation Ecosystem)، ضرورةً استراتيجيةً لـ"سورية الجديدة" لا تقلّ أهميةً عن أيّ استثمار آخر، بل قد تتفوّق عليه في المدى البعيد، من ناحية القدرة على إعادة إنتاج الذات في مواجهة التحدّيات. وهذا يدفع، بشكل أو بآخر، إلى إعادة النظر في السياسات المعرفية، فلا تصاغ من جهة الأعلى فقط، بل تشارك القاعدة الاجتماعية في إنتاجها ضمن تفاعل حيوي دقيق بين السلطة والمجتمع.. فإن أيّ مشروع نهضوي يحتاج إلى تضافر الجهود، وبناء شبكات اجتماعية أفقية/ هرمية، تدرك القيمة الاستراتيجية للعلم، وتتبنّاه خياراً وجودياً، لا باعتباره مساراً مهنياً، أو وسيلةً لتحسين الدخل، وهذا بالضبط ما قامت به دول مثل كوريا الجنوبية وفنلندا، إذ لم يكن التعليم مجرّد سياسة حكومية نشطة فحسب، بل أصبح مشروعاً وطنياً تبنّته الأسرة والمجتمع قبل أن تتبناه الدولة.
لا يتمركز المشروع النهضوي حول أبحاث العلماء ونظرياتهم، فهذا يجعله مشروعاً نخبوياً، بل لا بدّ أن يتمركز حول المجتمع نفسه
بين النخبة العلمية والقاعدة الاجتماعية
لا يتحقّق التمكين المعرفي من خلال بناء مشروع رأسي مُدَعَّم ببرامج حكومية فقط، ولا يمكن أن يُكتب له النجاح إذا اقتصر على النُّخب العلمية والمراكز البحثية، بل لا بدّ له من امتدادات عرضية مساندة وداعمة. ومن هنا، تبرز أهمية المشاركة الاجتماعية الواسعة في تأسيس المعرفة؛ إذ لا يكفي أن يكون التغيير مفروضاً من أعلى الهرم السياسي أو الإداري في الدولة، بل لا بد أن تترافق معه تحولات عميقة جدّاً في القاعدة الاجتماعية، وذلك في شكل يتجاوز النموذج التقليدي لــ"الحلقة الثلاثية" (Triple Helix)، التي تتألّف من الأوساط الحكومية والصناعية والأكاديمية، ليعتمد نموذج "الحلقة الرباعية" (Quadruple Helix)، التي تجعل المجتمع شريكاً أساساً في عملية الابتكار وإنتاج المعرفة، فلا بدّ أن تشارك المدارس والجامعات ووسائل الإعلام، ومؤسّسات المجتمع المدني... إلخ، في تشكيل بيئةٍ معرفيةٍ متماسكة، تفضي تدريجياً إلى إنتاج نسيج اجتماعي متكامل، يدرك أهمية العلم، ويشارك بفاعليةٍ في تحويله تقنياتٍ وأجهزةً وأدوات. احتكار المعرفة ضمن طبقات صغيرة في المجتمع، أو ضمن مؤسّسات حكومية، أو ضمن شركات خاصة تحتكر العلم والتكنولوجيا لأغراض ربحية (شركات الأدوية نموذجاً)، يجعلها عرضة للضمور والانهيار، لا كما يعتقد بعضهم أن احتكار المعرفة يمنح أصحابها مزيداً من القوة، فإن هذا وضع مؤقت لا يمكن أن يستمر كما هو، خصوصاً في ظل المنافسة الساخنة على إنتاج المعرفة في العالم.. لذلك تشعيب العلم والمعرفة والتكنولوجيا، وفتح مصادرها، ومشاركتها في نطاق واسع، هو الطريق الوحيد لتطويرها، وتعزيز الاستفادة منها. ويجب أن يتجاوز التمكين المعرفي حدود النظام التعليمي الرسمي، ليشمل تشكيل بيئة اجتماعية أوسع، تشجّع على التساؤل، وتفتح المجال أمام التجريب، وتدفع باتجاه التفكير التحليلي والنقدي، وذلك يتطلّب منظومةً متداخلةً رأسيةً/ أفقية من المؤسّسات الثقافية، والوسائل الإعلامية، والبرامج المجتمعية، تضمن تحويل المعرفة من المجال الخاصّ إلى المجال العام، فتخرج من ضمير الفرد، وتتشكّل على نطاق أوسع في ضمير الأمة، وتصبح جزءاً من هُويَّتها الثقافية، فالثقافة العلمية حين تتعزّز في البنية العميقة للمجتمع، وتنتشر في البيوت والمحالّ والمتاجر والمصانع، وتصبح قيد التداول في المجالين العام والخاصّ، قبل أن تنتشر في المدارس والمعاهد والجامعات، تكتسب طابعاً جدّياً، وزخماً مؤسّسياً عصياً على التفكّك والانهيار، وتتحوّل رافعةً حضاريةً قادرةً على تأمين مشروع النهضة، وضمان استمراريته.
لا توجد نهضة علمية ومعرفية وصناعية معاصرة إلا وصاحَبتها ثورة رقمية على مستوى إدارة الدولة
تشعيب العلم والمعرفة
لا يكفي أن يتمركز المشروع النهضوي حول أبحاث العلماء ونظرياتهم، فهذا يجعله مشروعاً نخبوياً معزولاً عن الأمة، بل لا بدّ أن يتمركز حول المجتمع نفسه، باعتباره الحاضن والفاعل والمستفيد في وقت واحد.. ويتحقق ذلك حين تصبح المفردات العلمية بحمولتها الصناعية والتقنية جزءاً أساساً من حياة الناس اليومية، لا مجرّد مصطلحاتٍ نخبويةٍ تُتَداوَل في المعاهد والجامعات، وحين تصبح المفاهيم والمصطلحات العلمية لغةً شائعةً على ألسنة الصغار قبل الكبار. هنا تنشأ ثورة معرفية صامتة، لا تنطلق من مراكز الأبحاث والتفكير، بل من البيوت والمتاجر والأسواق... إلخ، لتحوّل المجتمع بأسره مركزاً بحثياً مفتوحاً، أو مختبراً علمياً كبيراً لإنتاج المعرفة. لا بدّ أن تتحوّل الثقافة العلمية لغةً شائعةً في المجتمع، وهو ما يعرف اليوم بـ"المعرفة العلمية العامّة" (Public Scientific Literacy)، والتي تعتبرها منظّماتٌ، مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) مؤشّراً حيوياً على مدى جاهزية الأمّة للمستقبل، فيجب ألّا تبقى المعرفة حكراً على فئات ضيّقة من الأكاديميين والمتخصّصين، أو العاملين في القطاعين الصناعي والتقني، بل لا بدّ أن تصبح مفاهيم مثل التطوير والابتكار والبحث العلمي والتحليل التركيبي والتحليل المنهجي والتفكير النقدي، أجزاءً من الخطاب اليومي في المجتمع، فتؤسّس بنيةً تحتيةً ذهنيةً وسلوكيةً، تنتج نمطاً جديداً من التفكير، يعيد تعريف علاقة المجتمع بذاته أولاً، وبالعالم من حوله ثانياً، وإلا تفقد المعرفة تأثيرها العام، وتتحوّل جزراً معرفيةً صغيرة، لا تملك القدرة على إنتاج التحوّل الثقافي الشامل. جرّب صاحب هذه المقالة مرّةً تجربةً في نطاق محدود، جعل لها عنواناً "تشعيب العلوم"، وضبطَ التجارب من خلال عناوين واضحة تساعد على استقرار الذهن وتحديد الهدف في أثناء العمل، وقرّر البدء بمادّتَين؛ أصول الفقه، وهي مادّة تشتبك فيها اللغة مع الفلسفة مع المنطق والجدل، تشكّل أداةً من أدوات التحليل والتأصيل في الفقه الإسلامي؛ علوم الحديث، وهي مادّة تؤسّس منهجاً متكاملاً ونظريةً معرفيةً صارمةً في تلقّي الأخبار ومحاكمة الروايات، وبدأ البرنامج مع مجموعة من الشباب، وراقب الباحث من كثب التحوّلات المنهجية التي طرأت على تفكيرهم، وكانت النتائج مذهلة حينها، إذ أمكن تلخيص التجربة بنجاحها في تحويل المادَّتَين إلى سلوك اجتماعي، وأسلوب معرفي، ومنهجية حكم، لدى كلّ الأفراد الذين تشرّبوا المادّتين، وتمثّلوا مضامينها، وتميّزوا في اختباراتها المكثّفة. تؤكّد هذه التجربة في جوهرها مبدأً علمياً وتربوياً عميقاً، أن تبسيط المعرفة وإيصالها إلى الجماهير لتصبح ثقافة عامة، وتدريب الناس على المنهجيات العلمية التحليلية، حتى لو كانت من حقول معرفية غير معتادة لديهم، سوف يؤثّران بشكل مباشر في بناء شخصيتهم، وتمكينهم من تأسيس مهارات معرفية قابلة للنقل (Transferable Skills)، وهي جوهر القدرة على التفكير النقدي والابتكار في أيّ مجال آخر.
مشاريع التحوّل الرقمي التي تنتقل إليها الدول اختبار حقيقي لقدرة المجتمعات على التكيّف المعرفي والثقافي مع أدوات العصر وآلياته
التكنولوجيا إبداع في التفكير
ليست التكنولوجيا مجرّد أدوات حديثة، أو أجهزة متطوّرة يستخدمها الإنسان، بل هي قبل ذلك تعبير عن منظومة عقلية وقيمية شاملة، تعيد تعريف طريقة التفكير لدى الإنسان، وتعزّز منطق التحليل والتركيب، وتفتح المجال أمام الحلول الإبداعية المبتكرة. إنها في حقيقتها تجسيد لـ"ثقافة متجذّرة" في المجتمع، قبل أن تكون واحدةً من أدوات إنتاجها وتطويرها. وعليه، ليس تمكين المجتمع علمياً مسألةَ رفاه معرفي، أو ترفٍ فكري، بل هو ضرورة استراتيجية تضمن لسورية تحقيق ثلاثة أهداف: الاستئناف الحضاري، والاستقلال السياسي، والتجدّد الذاتي، وهذا المسار الاستراتيجي هو الذي يمنح السوريين القدرة على مواكبة التحوّلات، ومواجهة التحدّيات، وهو ما كانت تفتقده الدولة السورية عبر عقود من الخيبة والألم، فحين تصبح التقنية جزءاً أساسياً من حياة الناس، لا مجرّد أداة استهلاكية، أو مشروعاً رأسياً تنتجه السلطة، يغدو المجتمع أكثر قدرة على الاستجابة للتحدّيات، وإعادة إنتاج المعرفة خلال الأزمات، بل ربّما كانت الأزمات، بحسب أرنولد توينبي، إحدى أكثر محفزّات المعرفة والابتكار أهميةً، ضمن قاعدة التحدّي والاستجابة، وهو ما يفسّر النهضة المذهلة التي قامت بها دول، مثل ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية، فلم تكن القضية في إعادة الإعمار فحسب، بل كانت في استنهاض المنظومة المعرفية والثقافية التي كانت كامنةً تحت الركام. لقد أظهرت التجارب التاريخية الحديثة أن المجتمعات التي استطاعت النهوض بعد مرورها بأزمات كبرى، لم تعتمد على قرارات مركزية تصدرها القيادة العليا في الدولة، بل كانت تمتلك جذراً حضارياً راسخاً، وأساساً معرفياً صلباً، ومؤسّسات مجتمعية حيوية قادرة على استعادة المبادرة بسرعة، وتوجيه طاقات المجتمع إلى الأماكن الصحيحة والفاعلة. وهو ما تجلّى بوضوح في نهضة ألمانيا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية، أو ما عرف بـ"المعجزة الاقتصادية" (Wirtschaftswunder / Economic Miracle)، التي لم تكن وليدة خطّة مارشال فحسب، بل كانت نتاج استفزاز الطاقات البشرية، وتفعيل الثروة المعرفية (Knowledge Capital) المتراكمة أصلاً، فحين تتجذّر المعرفة في المجتمع، تصبح أداةً دافعةً ورافعةً، تمنع حدوث الانهيار، وتساهم في تحقيق النمو والازدهار، حتى في أحلك الظروف السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية التي قد تمرّ بها الدولة. وعليه، أفضل الطرق لتحقيق الأمن التكنولوجي (Technological Security) هو إنتاج المعرفة، ولا يعني هذا إعادة اختراع العجلة، أو البداية من الصفر، فاستيراد التكنولوجيا ضمن خطّة استراتيجية مؤقّتة يُعدّ جزءاً من إنتاجها، شريطة أن يكون استيرادها بهدف التعلم، والتفكيك، والتطوير، وإعادة الإنتاج، لا بهدف تعميق الاستهلاك، وتحقيق الرفاه المؤقّت.
لتحقيق التغيير البنيوي ضمن رؤية استراتيجية بعيدة المدى، لا بدّ من إرادة سياسية عليا، تتبنّى مشروعاً وطنياً طويل الأمد، يبدأ من دعم التعليم باعتباره المحرّك الأساسي للنهضة
التحوّل الرقمي تغيير في العقليات
التحوّل الرقمي أحد العناوين البرّاقة التي يتم تداولها بكثرة عند الحديث عن التقدّم المعرفي والتكنولوجي في العالم، ولا تكاد تجد نهضةً علميةً ومعرفيةً وصناعيةً في أيٍّ من تجارب النهضة المعاصرة إلا وصاحَبتها ثورة رقمية على مستوى إدارة الدولة؛ لأنها تسهّل وتسرّع عملية التغيير، وتعزّز الفائدة القصوى منها. لم تكن كلّ التجارب الرقمية الناجحة في العالم (سنغافورة نموذجاً)، مجرّد مشاريع تقنية، بل كانت نتيجة تراكم فكري وثقافي داخل المجتمع، وعمليات تربية وتدريب وتحفيز للمجتمع إلى الدخول في العالم الرقمي، من خلال تكامل الجهود بين المؤسّسات الحكومية ومؤسّسات المجتمع المدني. لقد أصبح التحوّل الرقمي اليوم عنواناً بارزاً لدى النخبة السياسية والفكرية، باعتباره انتقالاً نوعياً من المكاتب التقليدية والأنظمة الورقية إلى التطبيقات الذكية والأنظمة الرقمية، إلا أن الحقيقة الأهم في هذا التحوّل ما يعكسه من تحوّلات عميقة في البنية الذهنية والوظيفية للمجتمعات والمؤسّسات. ليست مشاريع التحوّل الرقمي التي تنتقل إليها الدول مجرّد تحديث تقني، أو تحسين للإجراءات الإدارية فحسب، بل هي اختبار حقيقي لقدرة المجتمعات على التكيّف المعرفي والثقافي مع أدوات العصر وآلياته. فالتحول الرقمي هو تحوّل في المنظومة الفكرية قبل أن يكون تحوّلاً في المنظومة الإدارية، وهو تحوّل في العقليات قبل أن يكون تحوّلاً في البرمجيات، وهو تحول في السلوك المعرفي قبل أن يكون تحوّلاً في السلوك الاجتماعي، إذ لا يمكن للدولة أن تنجح في رقمنة الخدمات والمؤسّسات إن لم يسبق ذلك رقمنةٌ حقيقيةٌ في الوعي لدى المجتمع، وإعادة تعريف للعلاقة التي تربط الفرد بالدولة، والإنسان بالمعلومة، والموظّف بالإجراء، والمؤسّسة بالمجتمع. التحوّل الرقمي اختبار حقيقي للمرونة الذهنية، والقابلية الثقافية على استيعاب هذا التحوّل. ومن ثمَّ يمكن اعتبار التحوّل الرقمي أحد أهم أدوات القياس التي تكشف لنا مدى جاهزية المجتمع والدولة على تحقيق انطلاقة حضارية راشدة، وتأسيس مشروع نهضوي متميّز.
لا يعني توطين التكنولوجيا إنتاجها ضمن حدود الدولة، بقدر ما يعني تحويلها ثقافةً مجتمعية، تفضي إلى نهضة علمية صناعية متزامنة
القيادة الراشدة لا تكفي
لتحقيق التغيير البنيوي ضمن رؤية استراتيجية بعيدة المدى، لا بدّ من إرادة سياسية عليا، تتبنّى مشروعاً وطنياً طويل الأمد، يبدأ من دعم التعليم باعتباره المحرّك الأساسي للنهضة، وصولاً إلى إعادة تشكيل النظرة العامة إلى المعرفة بوصفها أداة تحرير وتقدّم. كما أن تهيئة بيئة معرفية محفّزة ومنتجة تتطلّب تضافر الجهود بين الدولة، والقطاع الخاصّ، والمجتمع المدني، لبناء نظام ثقافي شمولي، يدعم التساؤل بوصفه أحد أهم مفاتيح المعرفة، والتجريب بوصفه أحد أهم أدوات الوصول إلى الإجابة، ولا يكتفي بتعزيز مفاهيم وأساليب نمطية، مثل الحفظ والتذكّر والتلقين، باعتبارها وسائل لــ"استنبات المعرفة" والحفاظ عليها، وترتيب هذه الثلاثة عكساً يرتبط بــ"الواقع السوري الجديد" تحديداً. ولا أعتقد أن هذا الترتيب الذي يضع المجتمع المدني في المقدّمة يمثل رؤية طوباوية كما قد يظن بعضهم، بل هو ضرورة استراتيجية تؤكّدها دراسات إعادة الإعمار ما بعد الحرب، التي تعتبر أن قدرة المجتمع المدني على الحشد والتنظيم والبناء هي العامل الحاسم والأبرز في طريق التعافي عند ضعف مؤسّسات الدولة. وإذا كانت الإرادة السياسية العليا ضرورةً لإنتاج مشروع النهضة، فإن وجود قيادة سياسية راشدة قادرة على توجيه الدفّة غير كافٍ في إنتاج التحوّلات الكبرى، وإحداث التغييرات الجذرية، بل لا بد أن يوجد التحوّل والتغيير والقابلية في القاعدة الاجتماعية أولاً، بحيث تصبح المعرفة المنتجة للمادة ثقافة عميقة وراسخة في المجتمع، ومن ثَمَّ تتحوّل إلى حالة صلبة في مؤسّسات الدولة، لا تتأثّر بالمتغيّرات مهما كان نوعها، ومهما كانت شدّتها. أحد أكبر التحدّيات التي تعيق مسار النهضة في الدول التي خرجت حديثاً من الحرب ليس ضعف الإمكانات المادية فحسب، بل هو الطابع النُّخبوي للمعرفة العلمية كما تقدّم ذكره، وما لم يعتبر المجتمعُ نفسَه طرفاً مؤسّساً وفاعلاً في قيادة المشروع العلمي في الدولة، سوف تبقى التكنولوجيا والتقنية جسماً غريباً عنه، وربّما يعتبرها في بعض الظروف مصدر تهديد وهدم، لا مصدر قوة وعزم. وفي أحسن الأحوال، ربّما تتحوّل مجرّدَ فضولٍ معرفي، لا يتطوّر في صورة منتجات حضارية رصينة. إن التحوّلات الكبرى لا تتم عبر تعزيز الاستخدام التقني وتعميمه فحسب، ولا تتحقّق بمجرد نقل الخبرات، أو استيراد المنتجات أيضاً، إن الفارق الجوهري يكمن في الانتقال من مرحلة امتلاك التكنولوجيا إلى مرحلة توطين التكنولوجيا. وتوطينها لا يعني إنتاجها ضمن حدود الدولة، بقدر ما يعني تحويلها ثقافةً مجتمعية، تفضي إلى نهضة علمية صناعية متزامنة. وهذا هو الدرس العميق الذي ينبغي أخذه من إصلاح ميجي (Meiji Restoration) في اليابان، إذ لم تكتف اليابان باستيراد التقنية الغربية، بل أرسلت بعثات دراسية لفهم المبادئ العلمية والهندسية، والمنظومات الثقافية والإدارية التي أنتجتها، وذلك بهدف بناء قدرة تكنولوجية ذاتية ومستقلة.
خاتمة
لا يتحقّق بناء نهضة علمية راسخة إلا بترسيخ الثقافة التكنولوجية في وجدان المجتمع، وتحويلها من معرفة متخصّصة إلى ظاهرة ثقافية عامّة، وهذا لا يتطلّب استثمارات مادّية ضخمة، بقدر ما يتطلّب إرادة ثقافية عميقة وواعية، تدرك أن الرهان الأكبر في هذا العصر هو على من يمتلك المعرفة، لا على من يستهلكها، وأن الثروة الحقيقية لم تعد تستخرج من باطن الأرض، بل أصبحت تستخرج من الأفئدة والعقول، وما يتبع ذلك من مؤسّسات قادرة على تنظيم المعرفة، وترتيبها، وتبويبها، وتحويلها من طموح حضاري قيد التفكير إلى مشروع حضاري قيد الإنشاء.
## ترامب واستراتيجية المجنون
30 June 2025 12:54 AM UTC+00
أطلقت جامعة هارفارد في عام 1979 مبادرةً سميّت بـ"مشروع هارفارد للتفاوض"، للبحث في أساليب التفاوض لدى الأفراد والجماعات والدول. كان المشروع بقيادة عالِمَين كبيرَين: أستاذ للقانون، متخصّص في النزاعات والمفاوضات الدولية، روجر فيشر، وأستاذ الأنثروبولوجيا، الباحث في شؤون المفاوضات، وليم يوري. وتكلّلت هذه الجهود بعد عامَين بإصدار كتابهما "الوصول إلى نعم" (Getting to YES)، قدّما فيه نهجاً مبتكراً للتفاوض، أطلقا عليه "التفاوض المبدئي"، ويقوم على توفير طريقة تفاوض تلبّي احتياجات جميع الأطراف قدر الإمكان. وعلى مدار السنين، أصبح الكتاب مرجعاً أساساً للسياسيين والدبلوماسيين ومستشاري التفاوض، واعتمدتْ كثيراً من فِكَره حكوماتٌ ومنظّماتٌ دوليةٌ وجيوشٌ وشركات. ويقال إن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، في تعامله مع الاتفاق النووي الإيراني، تصرّف أحياناً وفق فكرة مهمّة تضمّنها الكتاب، "أفضل بديل لاتفاق تفاوضي"، خلاصتها ضرورة رصد البدائل المتاحة في حال عدم التوصّل إلى اتفاق، من أجل أن يكون التفاوض من موقع قوة، وتجنّب أيّ شروط سيئة.
ثمة أسلوب تفاوضي آخر رصده كتاب "التأثير... سيكولوجية الإقناع"، لروبرت سالديني (1984)، وكان ينطلق من فكرة نفسية مفادها الميل إلى ردّ الجميل، والمعاملة بالمثل، بمعنى أن صدور بادرة إيجابية من طرفٍ عادةً ما تقابل بردّ إيجابي من الطرف الآخر، والعكس في حال تصلّب المواقف، ما يصنع، في النهاية، ديناميكيةً تقرّب الطرفَين من اتفاق مشترك. وهي طريقة طبّقها الرئيس الأميركي رونالد ريغان في مفاوضاته مع الروس لضبط الأسلحة النووية، فعرض استعداد بلاده للتخلّي عن بعض الأسلحة إذا تخلّى الاتحاد السوفييتي عن بعضها. غير أن القارئ للفِكَر الأساسية لأساليب التفاوض السابقة، وغيرها من أساليب التفاوض، يلحظ أن الأبرز فيها جميعاً إمكانية توقّع أفعال المفاوض والتنبؤ بها.
 لا يمكن اعتبار المواقف المتضاربة لترامب نتيجة تردّد، بل هي امتداد لأسلوبه القائم على إغراق المنطقة بكثير من الفوضى والخطاب الخادع
ولكنّ المتابع للنهج الذي يطبّقه الرئيس دونالد ترامب يلحظ أسلوباً يختلف جذرياً عن الأساليب التقليدية، ويمكن القول إنه أسلوب صادم للجميع، أطلق عليه علماء السياسة "استراتيجية المجنون". ورغم براعته في توظيف هذا النهج وصعوبة التنبؤ بأفعاله ومعرفة نيّاته، ليس ترامب من ابتكر هذا الأسلوب، إذ يؤثر عن الرئيس أيزنهاور (1953 - 1961) أنه فرض على كوريا الشمالية توقيع هدنة بعد نقله رسالةً سرّيةً إلى الصينيين، بأنه سيلقي قنبلةً نوويةً على كوريا الشمالية، إذا لم يجرِ التوصل إلى هدنة، وهي استراتيجية قلّدها الرئيس ريتشارد نيكسون لاحقاً، وقادت إلى إنهاء حرب فيتنام، فنقل رسالةً إلى الفيتناميين بأنه وصل إلى مرحلة يريد فيها وقف الحرب بأيّ ثمن، حتى لو كان باستخدام السلاح النووي. والحقيقة أن أصل النظرية في الفكر الغربي يعود إلى عبارة لأحد أشهر فلاسفة الفكر السياسي في العصر الحديث، نيكولو ميكيافيلي "من الحكمة أحياناً التظاهر بالجنون"، وهي عبارة سبق إليها المثل العربي القديم "ذلّ قومٌ لا سفيه لهم".
ويعتمد هذا النهج على أن يظهر القائد متقلّب المواقف، غامضاً، وأن يكون متطرّفاً في تصريحاته، ويستخدم التهويل والتصعيد، وإحداث المفاجآت مناورةً تفاوضيةً لإرهاب الخصوم، بل ربّما الحلفاء أيضاً، ودفعهم إلى تقديم التنازلات، أو لتحسين شروط التفاوض، وهذا كلّه يتّصل جوهرياً باستراتيجية المجنون، وهو أسلوب يتقاطع تماماً مع نظرية ترامب عن التفاوض التي شرحها كتاب "فنّ الصفقة" (The Art of the Deal)، الذي ينسب تأليفه إلى ترامب والصحافي توني شوارتز عام 1987. وهنا يمكن القول إن دونالد ترامب طبّق هذا النهج منذ ولايته الأولى، لكنّه نقله إلى مستوىً جديدٍ لم يسبقه إليه أحد، فلم يستخدمه ضدّ "أعداء الولايات المتحدة" وحدهم، بل ضدّ حلفائها أيضاً، فهدّد بالانسحاب من حلف شمال الأطلسي (ناتو)، لإجبار الدول الأعضاء على سداد التزاماتها المالية الدفاعية للحلف (2% من الناتج المحلّي الإجمالي)، فنجح في ما فشل فيه رؤساء أميركيون سابقون (بوش الابن وأوباما)، حتى استوفت ما عليها للحلف 23 دولة.
ذكرت مصادر مختلفة أن ترامب لم يكن يمانع أن ينقل عنه مبعوثوه (أو الوسطاء) أنه "مجنون"، أو "متقلّب المزاج"
يلفت الانتباه هنا ما ذكرته مصادر مختلفة أن ترامب لم يكن يمانع أن ينقل عنه مبعوثوه (أو الوسطاء) أنه "مجنون"، أو "متقلّب المزاج" ويمكن أن يفعل أيّ شيء، ويصرّح بأقوال عجيبة ليراقب سلوك الآخرين تجاهها، ثمّ ينأى بنفسه عن استفزازاته: فهل سيستولي على غرينلاند؟ أو قناة بنما؟ وهل يجعل كندا ولايةً أميركية؟... لا بدّ من السؤال عن مدى تأثير هذه الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، وإلى أيّ درجة استفادت إسرائيل أو تضرّرت منها. حين نراجع أفعال ترامب وتصريحاته في ولايته الثانية، وحتى قبل أن يتولّى مهام منصبه، نجدها متقلّبةً بشكل كبير؛ فهو يهدّد يفتح أبواب الجحيم في غزّة، إن لم يجر التوصل إلى اتفاق، أو يهدّد بتهجير سكّان القطاع إلى مصر والأردن، أو بتحويل القطاع إلى "ريفييرا"، وجعل إدارته أميركية. وقد يشارك مقطعاً مصوّراً يسيء إلى نتنياهو، ثمّ يطالب بوقف محاكمته في قضايا الفساد المنظورة حالياً، وربّما وجّه ضربات ضدّ الحوثيين، ثم يفاجئ إسرائيل بوقف هجماته ضدّهم في اليمن، ولا بأس من أن يهدّد بقيام إسرائيل بضرب إيران، ثمّ يصرّح بإعطاء فرصة للدبلوماسية (إبريل/ نيسان الماضي)، وبينما يعطي مهلة أسبوعَين لإيران قبل أن يتخذ قرار توجيه ضربة عسكرية ضدّها، ينفّذ ضربة ضدّ مفاعلاتها النووية بعد يومين، ثمّ يقدّم الشكر إلى القيادة الإيرانية على موافقتها وقف الحرب...
الخلاصة، يشير هذا الفعل المتكرّر من الرئيس الأميركي إلى أننا أمام ما يمكن اعتباره نمطاً ثابتاً، بحيث لا يمكن اعتبار هذه المواقف المتضاربة نتيجة تردّد، بل هي امتداد، كما يقول الكاتب في صحيفة النيويوركر، دافيد رمنيك، لأسلوبه القائم على إغراق المنطقة بكثير من الفوضى والخطاب الخادع، وترك خصومه في حالة ترقّب وغموض، وصنع حالة من الردع النفسي والسياسي، يفرض بها فكره التي لا يمكن التنبؤ بها في النهاية. لا يبدو هذا الأسلوب محيّراً للعرب وحدهم، بل لأقرب حلفاء ترامب في إسرائيل، حتى كتب المحلل في "يديعوت أحرونوت"، إيتامار أيخنر، في مقال له إن السياسة المتقلّبة للرئيس الأميركي، وإن كانت مفيّدةً في بعض الحالات، تثير قلقاً استراتيجياً داخل الدوائر الأمنية والسياسية في إسرائيل، نتيجة صعوبة التنبّؤ بقراراته، والتغيّر السريع في مواقفه تجاه خصوم واشنطن وحلفائها في المنطقة. ويرى الكاتب في "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، أن النهج الذي يتبعه ترامب يتضمّن عيوباً ومزايا، فمن ناحية ينبع القلق الاستراتيجي في إسرائيل من المخاطرة بالتضحية بالأهداف الواضحة والتخطيط طويل الأمد من أجل مكاسب سياسية قصيرة الأجل، علاوة على الافتقار إلى أهداف واضحة المعالم وواقعية وقابلة للتحقيق. ونتيجة لذلك، ما يُقدّم من تصوّرات أو أفعال غالباً قد تفشل في خدمة الأمن القومي لإسرائيل، نتيجة الميل إلى إعطاء الأولوية للمصالح الشخصية لترامب أو نتنياهو، أو كليهما معاً. ومن ناحية أخرى، أهم مزايا هذا الأسلوب مفاجأة الخصوم، وإجبارهم على الرضوخ لشروط واشنطن وإسرائيل بالتبعية.
التحدّي الحقيقي احتمال أن تتحوّل استراتيجية المجنون عند ترامب مستقبلاً من أسلوب تفاوض إلى جنون حقيقي
وتستهدف هذه الميزة الأخيرة تليين مواقف الخصوم/ الحلفاء. فعلى سبيل المثال، وضع الطرح الترامبي بتهجير سكّان غزّة الأطراف العربية، وخصوصاً مصر والأردن، تحت ضغط كبير، وطبقاً لرئيس معهد الأمن القومي في إسرائيل، تامير هايمان، وضع طرح الفكرة البلدَين، والدول العربية، أمام خيارات كلّها سيئة، وأوجد وضعاً جديداً أصبح فيه من المنطقي (البحث عن) الموافقة على خيارات أقلّ سوءاً من أن يتهدّد أمنها القومي، بمعنى دفع العالم العربي إلى المشاركة في ترتيبات اليوم التالي بما يخدم المصالح الإسرائيلية، ودفع مسار التطبيع من دون اشتراط وجود دولة فلسطينية، وربّما الاكتفاء بأن يكون منع تهجير سكّان القطاع سبباً كافياً لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل.
والخلاصة هنا أنه بينما ينظر اليمين الإسرائيلي إلى نهج ترامب التفاوضي فرصةً سانحة تقود إلى تشكيل شرق أوسط جديد، تكون الهيمنة فيه لإسرائيل، وبينما يرى محللون كثيرون أنه يقدّم حلولاً عملية في عالم يعجّ بالبيروقراطية والجمود، يرى أخرون أن تحويل السياسة إلى عرض دائم من التهديدات والارتجال، وإن كان مقصوداً، يعرّض استقرار العالم، والشرق الأوسط على وجه الخصوص، لمخاطر غير محسوبة، وهنا تحديداً التحدّي الحقيقي في احتمال أن تتحوّل استراتيجية المجنون/ مستقبلاً، من أسلوب تفاوض إلى جنون حقيقي.
## بعد مفاجأة تركي الفيصل
30 June 2025 12:54 AM UTC+00
صحيحٌ أن تركي الفيصل بلا حيثيّةٍ رسميةٍ في بلده، العربية السعودية، إلا أنه من أمراء الأسرة المالكة. وصحيحٌ أن أي موقفٍ يصدُر منه لا يعبّر، بالضرورة، عن وجهة نظر المملكة، إلا أنه قد يؤشّر (أحياناً) إلى مزاجٍ سياسيٍّ في أوساط صنّاع القرار فيها. وإذا قال قائلٌ إن لدى رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق (1977– 2001) ميولاً ظاهرةً إلى أن يبقى شخصُه حاضراً في فضاءات النقاش السياسي العربي العام، بمشاركاته في منتدياتٍ إقليميةٍ ودوليةٍ، وبمقالاتٍ يكتبها، ومحاضراتٍ يلقيها، فهذا لا يقلّل من أهمية الانتباه إلى أفكارٍ وآراء يعلنها، وإن يحدُث أن تُناقضَ واحدةٌ أخرى. وهذا هو يلفت الأنظار إلى مفاجأته التي أشعلت تساؤلاتٍ بصددها، تُحاول تفسير المدى الذي ذهبت إليه، وقد كتب إننا، لو كنّا في عالمٍ يسوده الحياد والعدالة، لرأينا قاذفات B2 الأميركية تُمطر ديمونة ومواقع إسرائيلية أخرى بالقنابل، وذلك في مقالة نشرها في صحيفة إماراتية بالإنكليزية الخميس الماضي، بعد ضرب قاذفاتٍ أميركيةٍ مفاعلاتٍ نوويةً في إيران، وذكَّر بأن "إسرائيل تملك ترسانةً نووية، ولا تخضع لاتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية، ولا لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
لا تصل سقوف خيالنا إلى الذي اشتهاه تركي الفيصل، وهو سفيرٌ سعوديٌّ سابقٌ في الولايات المتحدة، أن تضرب الأخيرة البرنامج النووي الإسرائيلي. ولكن، في الوسع أن تُلتقط هذه الانتباهة، فيجري التحشيدان، الإعلامي والسياسي، باتجاه إخضاع منشآت هذا البرنامج ومفاعلاته للتفتيش الدوري من الوكالة الأممية المختصّة، طالما أن العالم كله مستغرقٌ في "التحذير" من البرنامج الإيراني الذي تعرّضت مواقعُه، أخيراً، لقصفيْن، إسرائيلي وأميركي، الأمر الذي جعل الأمير السعودي يخلع عن نفسه ثوب الداعية السياسي، ويكتب بلغة الناقم من ممالأة الغرب إسرائيل ونفاقه لها عندما عاقب روسيا ودعم هجومها (إسرائيل) على إيران. وفيما ليست منسيةً رسالةٌ من نجل الملك فيصل مفتوحةٌ إلى ترامب، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وابتهجت بـ"الانتصار الرائع" للأخير في انتخابات الرئاسة الأميركية، نجدنا نقرأ للرجل في المقالة المفاجئة امتناعه عن زيارة الولايات المتحدة، حتى يغادر "السيد ترامب" منصبه. ولسنا نعرف ما إذا كان الرئيس اطّلع على تلك الرسالة، وعلى أخرى مغايرة الوقْع، نشرها الفيصل في فبراير/ شباط الماضي، وتعلقت بمشروع تهجير الغزّيين، وكتب فيها: "عزيزي الرئيس ترامب: الشعب الفلسطيني ليس مهاجراً غير شرعي ليتم ترحيله إلى أرض أخرى...".
أعلى تركي الفيصل صوته ضد الإسناد الأميركي للحرب الوحشية على قطاع غزّة، وضد "الترخيص المجّاني من العالم" الذي حصلت عليه إسرائيل لمواصلة حربها هذه، وهو الذي كان قد تحمّس لتطبيع الإمارات معها، وبدا محبِّذاً تطبيعاً سعودياً مُمكناً، على أن يأتي عند إنشاء دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزّة وعاصمتها القدس الشرقية. وهنا، يحسُن التدقيق في هذا الخطاب، فالخارجية السعودية في بياناتها ترى أسبقيّة هذه الدولة على إقامة أي علاقاتٍ بين الرياض والدولة العبرية، وليست نتيجة هذه العلاقات، وقد أكّد هذا ولي العهد، محمد بن سلمان، في افتتاحه أعمال دورة مجلس الشورى في سبتمبر/ أيلول الماضي، عندما قال إن بلاده "لن تتوقّف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك".
وبهذا وذاك، نصبح أمام معطيين: أحدهما أن السعودية مدعوّة إلى التمسك بمطلب الدولة الفلسطينية هذا، وبالمبادرة العربية للسلام التي كانت صاحبتها، في مواجهة العبث الدعائي الذي تنشط فيه إسرائيل، في غضون القتل اليومي في غزّة، في ترويج تطبيع عربيٍّ واسعٍ مرتقبٍ معها، تكون المملكة ضمنه. وثانيهما أن عملاً عربياً، سياسياً وإعلامياً، يلزم أن يركّز على مشروع نووي عسكري لدى إسرائيل تخفيه عن أنظار العالم، ويُجاز لها امتناع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن تفتيشه، فيما القناعة العربية العامة وجوب خلو المنطقة من كل أسلحة الدمار الشامل. وليست منسيّةً مطالبات عمرو موسى، إبّان كان وزيراً للخارجية المصرية، بأن ينتبه العالم إلى هذا المشروع الخطر، ثم لم تُسمع أصوات عربية  نادت بهذا، حتى فاجأنا تركي الفيصل بأن غياب الإنصاف في العالم لا يجعلنا نرى قاذفاتٍ أميركيةً تضرب ديمونة.
## "الصيّاد"... في هجاء التعليم الخاص
30 June 2025 12:54 AM UTC+00
كان الكاتب البحريني أمين صالح يسم السينما الهندية بخلطة البهارات. والبهارات عادةً مصدرها شبه القارّة الهندية، ويقصد هنا أنها نتاج خلطة محلّية خاصّة تتميّز بالحرارة والطعم اللاذع، يندمج فيها العنف والخيال الدرامي الجامح والغناء. ورغم ذلك الغلاف الصارخ (والمبالغ فيه في أحيانٍ كثيرة، إذ عادة ما يظهر بطل الفيلم بقدراتٍ خارقة يصرع مناوئيه واحداً تلو الآخر من دون أن يصاب بخدش)، نجد أن بعض الأفلام الهندية (على بهاراتها اللاذعة) تحمل رسالةً إنسانيةً جادّة.
... أخيراً، عُرض فيلم" Vettaiyan" (الصياد)، من إخراج تي جيه جنانافيل، وبطولة نجم الاستعراض راجينيكانث، والنجم الهندي المخضرم أميتاب باتشان الذي صار في السنوات القليلة الماضية يظهر في أفلام متوالية، وإنْ في مشاهد مقتضبة، وكأنما يستعرض (وهو في الثمانين عاماً) شخصيته الهادئة وأناقته، إذ صار يظهر في أدوار الرجل الوقور، وقد لعب في هذا الفيلم دور القاضي "ساتيا"، الذي يبدأ بإلقاء محاضرة لطلبته في الجامعة متحدّثاً أن الهند في تاريخها التعليمي لم يحظَ بامتياز التعليم فيها سوى الأغنياء، أمّا الفقراء فلم يُسمح لهم بأخذ أيّ قسط منه، بل يقتصر دورهم في الحياة على العمل وخدمة الأثرياء، ليمتهنوا أصغر المهن وأكثرها هامشيةً. ويكمل: "الحال لم يتغيّر كثيراً في الهند المعاصرة، إذ من يحظى الآن بالتعليم القوي والتقني هم طلبة التعليم الخاصّ، وهم غالباً من طبقة الأثرياء الذين لهم القدرة المالية الفائضة لتعليم أبنائهم. أمّا الفقراء فنصيبهم التعليم العمومي الأقلّ جودة. رغم ذلك تجد من يتميّز فيه معتمداً على جهده وقدراته الذهنية الخاصّة".
يؤدّي البطل (راجينيكانث) دور ضابط الشرطة "أثيان"، الذي يتمتّع بقدرات جسدية خارقة، فيهاجم عصابةً متشعّبة من المجرمين، مدعومةً من شركة ضخمة تتقصّد طلاب المدارس من أبناء الفقراء، لإغرائهم بالالتحاق بمدارسها الخاصّة، من طريق تقديم تسهيلات وهمية لا تلبث أن تنكشف مع تقدّم الطالب في الدراسة، ثمّ تُفاجأ العائلة بضغط هذه العصابة عليها من أجل بيع آخر ما تملك، ما أدّى، بحسب سيناريو الفيلم، إلى انتحار عدد كبير من الطلبة والطالبات بسبب انقطاع الحلم فجأة، أو ضغط العائلة عليهم.
يبدأ تصاعد الحبكة في الفيلم حين تُقتل معلّمة في مدرسة حكومية على يد هذه العصابة، فيتحرّى ضابط الشرطة للكشف عن دوافع الجريمة، ليكتشف أنها قتلت بعد أن فضحت أمر عصابة التعليم الخاصّ، وكشفت ألاعيبهم من طريق الحديث إلى إحدى الصحف عن طالبة انتحرت بسبب ضغط أهلها عليها، لأنها لم تستطع أن تستمرّ في إكمال دراستها. يواجه بطل الفيلم العصابة، ويخوض ضدّها معارك دامية، ويهزمها، إلى أن يصل إلى زعيمهم، وهو شابٌّ يدير مجموعةً واسعةً من المدارس الخاصّة في عموم الهند، راكمت ثرواتها من قهر الناس وإيهامهم بمجدٍ محقّق لأبنائهم سيضمنون بسببه العمل والسفر إذا استجابوا لشروطهم. البطل ذو المواصفات الخارقة يخوض معركةً حاميةَ الوطيس مع مدير هذه الشركة، فيتجاوز حرسه الخاصّ (المُكوَّن من فريق حماية صيني) فيصرعهم واحداً واحداً، حتى يصل إلى رأس الأفعى، ويخوض معه صراعاً مباشراً حتى يتمكّن منه. سيشعر المشاهد وهو يتابع الدفعات الميلودرامية للفيلم بشيء من السذاجة، ولكنّها سذاجة لا تنم عن قلّة في القدرات الفنّية أو التقنية للفيلم، إنما بسبب القدرات (المكشوفة) للبطل وهو يصرع ضحاياه من دون عناء، حتى إن ملابسه لا تتّسخ، ولا تُصاب يده بأدنى خدش. هذه القدرات المكشوفة، والمقصودة في أفلام هندية حديثة كثيرة، تُبنى (وتُؤدّى) بإتقان لا يخلو من ابتكار، كما أن جمهورها في ازدياد مطّرد، ربّما بسبب هذه الجرعات الحركية الزائدة، التي تجعل المشاهد يعيش واقعاً جديداً ينسيه تماماً واقعه الخاصّ، فمعظم مشاهدي هذه الأفلام هم من العمّال وأصحاب المهن اليدوية، سيجدون من ثم متنفّسهم في يوم الإجازة، وهم يعلمون يقيناً أن ما سيرونه ليس له علاقة منطقية بالواقع المَعيش خارج القاعة، الذي يتحرّك فيه الزمن بإيقاع بطيء.
## وجوه "بي بي سي" المتقلّبة
30 June 2025 12:54 AM UTC+00
لم يغيّر تقرير، اتهم أخيراً هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بالانحياز إلى إسرائيل في تغطية حرب الإبادة في غزّة، من أداء المؤسّسة لجهة إطلاق مراجعة لهذه التغطية، بل قرّرت، بعد صدور التقرير ومناقشته في الإعلام البريطاني، عدم بثّ فيلم وثائقي عن الأطبّاء البريطانيين العاملين في غزّة، معلّلةً القرار بالمخاوف بشأن حيادية الإنتاج. ماذا عن الحيادية وتطبيقاتها الغريبة في "بي بي سي"؟
أثارت دراسة أجراها مركز مراقبة الإعلام التابع للمجلس الإسلامي البريطاني ضجّةً بين مؤيّد ومعارض، إذ توصّلت إلى أن تغطية "بي بي سي" القتلى من الإسرائيليين تفوق التغطية المخصّصة للقتلى الفلسطينيين بـ33 مرّة، مرتكزة على تحليل 3873 مقالاً و32092 حلقةً إذاعيةً بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، و6 أكتوبر 2024. وأن الإعلام العام البريطاني لم يتخلَّ عن التوازن في عدة مواد إعلامية خاصّة بالطرفين فحسب، بل استخدم تعبيرات ذات طابع عاطفي أكثر بأربعة أضعافٍ في المواد الخاصّة بالضحايا الإسرائيليين، بما في ذلك استخدام مصطلح "مجزرة" أكثر بـ18 مرّة لوصف الضحايا الإسرائيليين مقارنةً بالتعبيرات المستخدمة في وصف الضحايا الفلسطينيين. انتقد التقرير أيضاً إغفال السياقات التاريخية للحدث، والتغاضي عن نقل تصريحات للمسؤولين الإسرائيليين عن نيّة الإبادة الجماعية، ونقل هذه التصريحات باعتبارها حقائقَ حول جرائم حرب الإبادة ضدّ المدنيين. لم تواجه "بي بي سي" التقرير بكثير من الاعتبار أو الجدّية. في الوقت نفسه، قرّرت عدم بثّ فيلم "غزّة... أطباء تحت الهجوم"، المنتج من شركة خاصّة، بتكليف من هيئة الإذاعة البريطانية، بحجّة إمكان تضارب بثّ الفيلم مع معايير النزاهة والعدالة التحريرية.
لم تعد حجّة "بي بي سي" أن انتقاد الجميع لها دليل حياد تجدي نفعاً
في وقت سابق، قرّرت الهيئة سحب الفيلم الوثائقي "غزّة... كيف تنجو من منطقة حرب"، من موقع iPlayer، بعد أن أثار عرضه موجةً من الاستنكار بحجّة أن الطفل الراوي (13 عاماً) نجل مسؤول في حركة حماس. في الحالتَين، حالَ قرار "بي بي سي" دون نقل معلومة في غاية الأهمية إلى الجمهور البريطاني عن نزاع لا تغطّيه الهيئة في الميدان. اعتبرت الشركة المنتجة المستقلّة "بيسمنت فيلمز"، بعد قرار "بي بي سي" نقل ملكية الفيلم إليها، أن قرار الهيئة انتهاك لمعاييرها المهنية، واعتبر مؤسّس الشركة بن دي بير القرار ضرباً من "العرقلة والإسكات" ضدّ الصحافة. وهذه ليست المرّة الأولى التي تقع فيها تغطية "بي بي سي" في حيّز الاتهام بالانحياز. لم يتوقّف اللوبي الإسرائيلي عن انتقاد تغطيتها الحرب بحجّة أنها منحازة إلى الفلسطينيين. في سبتمبر/ أيلول 2024، عنونت صحيفة "صنداي تلغراف" اليمينية في صفحتها الأولى إن "بي بي سي انتهكت القواعد 1500 مرّة" بشأن الحرب في غزّة، استناداً إلى تقرير غير موثّق صادر عن المحامي الإسرائيلي تريفور أرسون، مدّعياً أن "بي بي سي" في تغطيتها الحرب "منحازة بشدّة ضدّ إسرائيل"، بحجّة أنها تقدّم مساحاتٍ واسعةً للمدنيين الفلسطينيين. حظي التقرير بتغطية واسعة في الإعلام اليميني الغربي، بما في ذلك صحف ديلي إكسبريس، وديلي ميل، والصن البريطانية الواسعة الانتشار. وعيب على الدراسة (بشكل خاص) منهجيتها لاعتمادها مفهوماً مغلوطاً للذكاء الاصطناعي، باعتباره أداةَ بحثٍ غير منحازة وجدّية.
لم تعد حجّة "بي بي سي" أن انتقاد الجميع لها دليل حياد تجدي نفعاً. أظهر التقرير أن ثمّة حاجة ملحّة لإعادة النظر بمبدأ الموازنة بين طرفي النزاع، الذي باتت ترجمته تعني الموازنة بينهما، حتى لو كانت قواعد الحرب مختلفة، والموازنة بين معاناة المدنيين في الجانبَين، أي اعتبار معاناة المدنيين الإسرائيليين (على أهميتها) موازية لمعاناة المدنيين الفلسطينيين، الذين يعيشون ظروف إبادة تُنقَل مباشرة عبر وسائط التواصل الاجتماعي. ولعلّ هذا التوازن المصطنع يفسّر بعضاً من القرارات التحريرية للهيئة، التي أدّت إلى "تعقيم" التغطية عبر تقصّد عدم نقل أشكال القتل السادي أو التصريحات المحرّضة عليه من الجانب الاسرائيلي. الأهم هنا، إلى جانب تحليل معطيات المواد المذاعة، استقصاء آليات القرار التحريري وتأثير خلفيات الصحافيين أنفسهم فيها. بمعنى آخر، طرح السؤال التالي: إلى أيّ حدّ تساهم خلفيات الصحافيين (الاجتماعية والاقتصادية والسياسية) في تأطير الخيارات التحريرية للهيئة، خصوصاً أن لدى الغالبية العظمى منهم خلفية معرفية محدودة جدّاً بالمنطقة ونزاعاتها، هذا إذا كان يمتلك أيَّ معلوماتٍ في الأساس. السؤال الأخر: إلى أيّ حدّ يتحكّم الخوف بالقرارات التحريرية، وهل لا يزال بالإمكان الحديث عن مسار تحريري مستقلّ؟... لعلّ البحث في آليات القرار التحريري جواب على تعليب "بي بي سي" تغطيتها الإبادة فترةً طويلة، فضلاً عن قدرتها على كبح (وتكميم) النقاشات الحامية داخلها حول هذا الفشل التحريري والأخلاقي.
قرّرت "بي بي سي" عدم بثّ فيلم "غزّة... أطباء تحت الهجوم"
نقلت بعض وسائل الإعلام أخيراً أخباراً عن جدل حادّ في أوساط صحافيي الهيئة العمومية على خلفية تغطيتها الحرب على غزّة، واعتراضات وصلت إلى حدّ استقالة بعضهم. منها تقرير نشره موقع ديدلاين، عن نقاش صاخب في اجتماع للصحافيين والعاملين مع المدير العام للهيئة، تيم ديفي، إذ سئل عن سبب عدم بثّ الفيلم الذي يوثّق عمل الأطباء البريطانيين في غزّة، ومبرّرات حجب تغطية جرائم وأحداث مهمّة. بحسب الموقع، الذي حصل على تسريب للمذكّرة الداخلية للاجتماع، فإن أصواتاً كثيرةً ارتفعت تعبّر عن خيبة أملها، بينها قول أحد العاملين: "أشعر بقلق بالغ إزاء الضرر الذي لحق بسمعة (بي بي سي) نتيجة تغطيتها للأحداث في فلسطين. أتفهم وأُقدّر أهداف سياستنا التحريرية، وهي السعي الدائم إلى تحقيق التوازن والحياد، لكنّني أشعر أننا نفشل".
تستحق هذه الأصوات الجريئة الإشادة. تحدّث بعضهم بسرّية، حفاظاً على لقمة العيش، وقرّر آخرون الاستقالة. من هؤلاء المعلّق الرياضي غاري لينكر، الذي دُفع إلى الاستقالة بحجّة معاداة الساميّة، رغم اعتذاره عن تغريدة اعتبرت تحمل رموزاً عنصرية، ومذيعة الأخبار كاريشما باتل، التي كتبت في صحيفة إندبندنت أنها استقالت بعد تغطية "بي بي سي" خبر قتل الطفلة هند رجب مع عائلتها. "فشلت بي بي سي في قضية هند، كما فشلت في التعامل مع أطفال غزّة"، كتبت الصحافية. لهذه الأصوات الشجاعة التحية وتقدير يتجاوز بكثير حجم سطور قليلة.
## التوجه لخفض الإنفاق العسكري الروسي... اعتراف بثقل حرب أوكرانيا
30 June 2025 01:00 AM UTC+00
بعد عدة سنوات من الزيادة المطردة في الميزانية العسكرية الروسية في الأعوام الأخيرة، ووصولها إلى ما يفوق 150 مليار دولار ضمن ميزانية العام الحالي، بما يعادل أكثر من 6% من الناتج المحلي الإجمالي، أشهرت موسكو لأول مرة عزمها على خفض الإنفاق العسكري الروسي ما يفرض تساؤلات عن أسباب هذا الأمر، وما إذا كان يعكس توجه الكرملين نحو إنهاء حرب أوكرانيا أو الانسحاب من سباق التسلح مع الغرب وإعلاء تطوير الشق المدني من الاقتصاد، ولا سيما بعدما فرضت الحرب تداعياتها الاقتصادية على الروس، وأسهمت في ارتفاع نسب التضخم إلى جانب ما استتبعته من عقوبات اقتصادية غربية على روسيا.
تمهيد لخفض الإنفاق العسكري الروسي
وأقرّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الجمعة الماضي، بأن روسيا تنفق 13.5 تريليون روبل (نحو 172 مليار دولار وفقاً لسعر الصرف الحالي) على النفقات العسكرية، وهذا "كثير". وقال بوتين، في مؤتمر صحافي في ختام قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي التي انعقدت في العاصمة البيلاروسية مينسك: "تبلغ حصة النفقات الدفاعية 6.3% من الناتج المحلي الإجمالي الروسي بواقع 13.5 تريليون روبل، بينما يبلغ مجموع الناتج المحلي الإجمالي 223.3 تريليون روبل (حوالى 2.8 تريليون دولار). هل 13.5 من أصل 223 كثير أم قليل؟ ليس بقليل بالمرة. دفعنا ثمن ذلك في شكل التضخم".
قسطنطين بلوخين: خفض الميزانية العسكرية الروسية لن يعني خفضاً لميزانية العملية بأوكرانيا
وذكر بوتين أن حصة الولايات المتحدة في أثناء الحرب الكورية بلغت 14% من الناتج المحلي الإجمالي، و10% في أثناء الحرب في فيتنام، مؤكداً أن السلطات الروسية تبذل جهوداً من أجل مكافحة التضخم الذي ناهز 10% على أساس سنوي في مايو/أيار الماضي، وتحقيق "هبوط ناعم" للاقتصاد. ومع ذلك، شدد على عزم موسكو على خفض الإنفاق العسكري الروسي مضيفاً: "نعتزم خفض النفقات الدفاعية، وفي المقابل، تفكر أوروبا في كيفية زيادة نفقاتها"، في إشارة إلى اتخاذ حلف شمال الأطلسي (ناتو) خلال قمته الأخيرة في مدينة لاهاي الهولندية قراراً برفع النفقات العسكرية إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، إذ سيخصص  3.5% من الناتج المحلي الإجمالي سنوياً لمتطلبات الدفاع الأساسية، فيما سيُنفَق ما يصل إلى 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي على النفقات المتعلقة بالأمن مثل حماية البنية التحتية الحيوية وتعزيز القاعدة الصناعية الدفاعية للحلف. كذلك، قال القادة إن هذه الاستثمارات ضرورية لمواجهة "التهديدات الأمنية الهائلة"، مركزين خصوصاً على "التهديد طويل الأمد الذي تشكله روسيا على الأمن الأوروبي الأطلسي والتهديد المستمر للإرهاب".
توقعات بقرب انتهاء حرب أوكرانيا
واعتبر الخبير في مركز بحوث قضايا الأمن التابع لأكاديمية العلوم الروسية، قسطنطين بلوخين، أن إعلان بوتين عزمه على خفض الإنفاق العسكري الروسي يعكس التوقعات بقرب انتهاء حرب أوكرانيا، في ضوء تراجع واشنطن عن دعم كييف، وانشغال أميركا بملفات أخرى على رأسها دعم إسرائيل في مواجهة إيران، وردع الصين. وقال بلوخين، لـ"العربي الجديد": "جزئياً، يمكن تفسير خطط خفض الإنفاق العسكري الروسي على أنها تمهيد لإنهاء حرب أوكرانيا في ضوء نأي الولايات المتحدة بنفسها عن دعم كييف، بعد أن أصبحت لها أولويات جديدة مثل دعم إسرائيل في مواجهتها إيران وردع الصين. وبات واضحاً أن أوكرانيا تُحرَم نحو نصف المساعدات الغربية، ما يعني أن روسيا بات بإمكانها هي الأخرى أن تعيد النظر في ميزانية العملية العسكرية في أوكرانيا".
ومع ذلك، أقر بلوخين بأن خفض قيمة الميزانية العسكرية لا يعني بالضرورة خفضاً لنفقات العمليات، مضيفاً: "تقترب الميزانية العسكرية الأميركية من تريليون دولار، وهو ما يعادل مجموع الميزانيات العسكرية للدول الأخرى، لكن الشق الأكبر من هذه الأموال لا يستثمر في التكنولوجيا من الجيل الجديد، بل في تشغيل القواعد العسكرية الأميركية حول العالم والتدخل العسكري في العراق وأفغانستان سابقاً، ودعم أوكرانيا حالياً. لذلك، إن خفض الميزانية العسكرية الروسية لن يعني هو الآخر بالضرورة خفضاً لميزانية العملية العسكرية في أوكرانيا، بل قد تحصل التضحية ببنود أخرى في إطار الميزانية الجديدة".
روسيا لا تنوي خوض حروب جديدة
من جهته، رأى فاديم ماسليكوف، الخبير في "مكتب التحليل العسكري - السياسي" والأستاذ المساعد في قسم التحليل السياسي في جامعة بليخانوف الاقتصادية الروسية، هو الآخر أن الخفض المرتقب للميزانية العسكرية يعكس توجه روسيا نحو إنهاء حرب أوكرانيا بلا نية خوض حروب جديدة في الأفق المنظور. وقال ماسليكوف، لـ"العربي الجديد": "صحيح أن روسيا تنفق أكثر من 6% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، لكننا دولة في حالة حرب، وهذه ميزانية حربية مثلما كانت الولايات المتحدة تنفق على الحرب في كوريا 14% من ناتجها المحلي الإجمالي، كما ذكر بوتين. أما دوافع خفض الميزانية العسكرية، فتنطلق من التوقعات بأن روسيا ستنهي العملية العسكرية في أوكرانيا، ولا تعتزم محاربة أوروبا كما يروج البعض، بينما تزيد دول القارة العجوز ميزانيتها العسكرية تحسباً لحرب مع روسيا. وفي حال تحقُّق هذا السيناريو المتشائم، فإن روسيا مستعدة لها من جهة توفر الأسلحة الاستراتيجية التي ستستخدم فيها، ولذلك لا تحتاج إلى تخصيص موارد مالية إضافية".
فاديم ماسليكوف: العقوبات حفزت روسيا على البحث عن منافذ جديدة لصادراتها النفطية وغير النفطية
واعتبر أن الإنفاق العسكري تحول إلى قاطرة القطاع العام للاقتصاد الروسي. وقال: "شكل الإنفاق العسكري في السنوات الأخيرة قاطرة للاقتصاد الروسي، ولا سيما قطاعه العام الذي خضع لعملية إعادة الهيكلة المنهجية مع زيادة حصة الدولة فيه. لم يساعد ذلك روسيا في الصمود في وجه العقوبات غير المسبوقة فحسب، بل في تحقيق نمو أيضاً. يضاف إلى ذلك أن هذه العقوبات حفزت روسيا على البحث عن منافذ جديدة لصادراتها النفطية وغير النفطية، ما اضطر أوروبا إلى البحث عن مصادر بديلة للواردات، ولا سيما في مجال الطاقة، وكأن السحر انقلب على الساحر".
وسجلت الميزانية الروسية في السنوات الأخيرة زيادة مطردة لحصة النفقات العسكرية. وعند مناقشة ميزانية عام 2024، ذكر وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف، أن 29% من نفقات الدولة ستخصص لـ"تعزيز القدرات الدفاعية للبلاد"، واصفاً هذا الوضع بأنه "غير مسبوق". وفي 2025، تبلغ حصة النفقات الدفاعية 32.5% من إجمالي الميزانية التي من المنتظر أن تسجل عجزاً بنسبة 1.7% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام.
## مفاوضات غزة... زخم سياسي وإرادات مرتبكة لاغتنام فرصة الاتفاق
30 June 2025 01:00 AM UTC+00
عادت الأنظار نحو قطاع غزة بعد انتهاء المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية التي استمرت 12 يوماً، شهدت خلالها تعثر مفاوضات غزة وتجميد النقاش حول مستقبل القطاع ومصير حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من 20 شهراً. وشكلت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتتالية حول غزة، وقرب التوصل إلى اتفاق، إشارة بشأن انطلاق قطار المفاوضات المتعطل، بما في ذلك قوله، الجمعة الماضي، إنه "يعتقد أن وقفاً لإطلاق النار سيتحقق خلال الأسبوع المقبل". وعاد بعد ذلك، أمس الأحد، وكتب على منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال: "أبرموا الاتفاق في غزة. أعيدوا الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين)".
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، أول من أمس، إن الوسطاء يتواصلون مع إسرائيل وحركة حماس للاستفادة من وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل من أجل الدفع باتجاه التوصل إلى هدنة في قطاع غزة. وأعرب الأنصاري، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، عن أمله في عدم تضييع هذه الفرصة قائلاً: "إذا لم نستغل هذه الفرصة وهذا الزخم، فستكون فرصة ضائعة من بين فرص كثيرة أتيحت في الماضي القريب. لا نريد أن نشهد ذلك مرة أخرى". في الوقت نفسه، أكدت مصادر فلسطينية مواكبةٌ جزءاً من النقاشات الدائرة حالياً عدم وجود أي تطور حقيقي حتى اللحظة بشأن ملف مفاوضات غزة والصفقة المطروحة خلال الفترة المقبلة، في ظل الإصرار على مقترح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف. وقالت المصادر لـ"العربي الجديد" إن "ما تقوم به الأطراف حالياً هو نقاش ومباحثات غير مكتوبة للوصول إلى تفاهم بشأن النقاط الخلافية العالقة بالأساس والمتمثلة في آلية تسليم الأسرى (المحتجزين) الأحياء والجثث دفعة واحدة، وتفعيل البروتوكول الإنساني المتعلق بالإغاثة في غزة، والضمانات الأميركية بشأن إنهاء الحرب".
وتفتح التصريحات والنقاش الدائر حالياً بشأن مفاوضات غزة باب التساؤل حول مصير أي اتفاق محتمل وفرصه، في ظل الموقف الإسرائيلي المعروف سلفاً، الرافض فكرةَ إنهاء الحرب والمتمسك بتهجير الغزيين إلى خارج القطاع. ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم الإسرائيلي. وخلّفت الإبادة أكثر من 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين وسط مجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال. وتنصل الاحتلال الإسرائيلي من اتفاق 19 يناير/كانون الثاني الماضي الذي أبرم بوساطة قطرية ومصرية وشراكة أميركية، والذي نص على تقسيم اتفاق وقف إطلاق النار الشامل في غزة إلى ثلاث مراحل، مدة كل مرحلة 42 يوماً. إلا أن الاحتلال فرض حصاراً مشدداً على القطاع في الثاني من مارس/آذار الماضي مع انتهاء المرحلة الأولى، ثم استأنف الإبادة في الـ18 من الشهر نفسه.
ووسط المساعي لاستئناف مفاوضات غزة والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى ومحتجزين، قدّم ويتكوف، أواخر مايو/ أيار الماضي، مقترحاً يقضي بإطلاق سراح نصف المحتجزين الأحياء ونصف القتلى منهم، مقابل تنفيذ هدنة لمدة 60 يوماً. وتُقدر تل أبيب وجود 50 محتجزاً في القطاع، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي.
مرحلة مؤاتية لاستئناف مفاوضات غزة
وقال الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا إن المرحلة الحالية تُعد من أكثر المراحل مؤاتاة للذهاب نحو صفقة جزئية، خصوصاً وفق المقترح الأميركي المعدّل (اختلافات تتعلق بعملية تبادل الأسرى ودخول المساعدات وتوقيت الانسحاب الإسرائيلي ووجود ضمانات أميركية لعدم عودة الحرب)، موضحاً أن هناك بعض الملاحظات التي قدمتها المقاومة ويمكن التفاهم حولها إذا توفرت الإرادة الإسرائيلية للوصول إلى اتفاق. وأضاف القرا لـ"العربي الجديد" أن "نقاط الخلاف ليست صعبة، وتتعلق أساساً بقضايا المساعدات والبروتوكول الإنساني، إلى جانب الانسحاب من قطاع غزة وضمان عدم العودة للحرب"، معتبراً أن "هذه مسائل قابلة للمعالجة إذا توفرت ضمانات فعلية، خصوصاً في ما يتعلق بوقف إطلاق النار".
إياد القرا: إسرائيل لديها استعداد في هذه الظروف للذهاب إلى اتفاق
وأكد القرا أن "المطالب الفلسطينية مشروعة، سواء تلك التي طُرحت منذ البداية أو التي برزت في سياق التعديلات الأخيرة". وبرأيه، فإن "إسرائيل لديها استعداد في هذه الظروف للذهاب إلى اتفاق، خصوصاً أن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو يريد تحقيق مكاسب سياسية من ورائه، وفي الوقت نفسه، يسعى لتجنب إغضاب الرئيس الأميركي الذي يراهن على تحقيق اتفاق في المنطقة". وأشار إلى أن "ويتكوف يدرك أن جزءاً من العقبات القائمة هو إسرائيلي بالأساس، رغم أن الموقف الأميركي العام يظل منحازاً لإسرائيل"، موضحاً أن "فرص الوصول إلى وقف للحرب في هذه المرحلة أقرب مما كانت عليه في أي وقت سابق". عزا ذلك لأسباب عدة أبرزها "مرور ما يقارب عامين على الحرب، والخسائر التي يتكبدها الجيش الإسرائيلي، إضافة إلى فشل العمليات العسكرية مثل عمليات عربات جدعون (اسم الهجوم البري في مايو/ أيار الماضي) وخطة الشمال (حصاره وتفريغه) وخطة الجنرالات (تحويل شمال القطاع إلى منطقة عسكرية)، وكذلك العمليات في رفح (جنوبي القطاع) وغيرها، حيث لم ينجح الاحتلال في تحقيق هدفه بإطلاق سراح المحتجزين من غزة بالطريقة التي يريدها".
واقع تفاوضي مغاير للواقع الإعلامي
في الأثناء، فإن واقع مفاوضات غزة مختلف عن التصريحات السياسية، إذ قال مدير مركز عروبة للأبحاث والدراسات الاستراتيجية أحمد الطناني: "رغم الزخم الإعلامي والتصريحات السياسية المتفائلة بقرب التهدئة، إلا أن الواقع التفاوضي يكشف غياب مفاوضات فعلية ومباشرة في هذه المرحلة". وأوضح لـ"العربي الجديد" أن "المسار التفاوضي الحالي ينقسم إلى خطين متوازيين"، الأول يتمثل في "مفاوضات أميركية–إسرائيلية جارية". تتركّز هذه المفاوضات على "بلورة صيغة صفقة تسعى واشنطن إلى طرحها على الأطراف، بحيث تلبي بشكل كامل الاحتياجات الإسرائيلية، خصوصاً إصرار حكومة الاحتلال على فرض السيطرة الأمنية الشاملة على قطاع غزة، وضمان تحييد القطاع عن المشهد الوطني الفلسطيني، إلى جانب وضع ترتيبات إدارية داخل القطاع تُدار عبر طرف محلي متعاون يطبق السياسات المطلوبة من دون الدخول في اشتباك سياسي مع مشروع الاحتلال".
أما المسار الثاني، فهو "أكثر انفتاحاً وأقل رسمية، ويشمل تفاعلات بين مفاوضي حركة حماس وقوى المقاومة من جهة، والوسطاء الرسميين وغير الرسميين من جهة أخرى، من بينهم قنوات اتصال مثل بشارة بحبح (رجل الأعمال الفلسطيني الأميركي وقناة الاتصال بين حماس وإدارة ترامب) وآخرين". وأوضح الطناني أنه تُناقش وفق هذا المسار "بشكل أولي بعض الصيغ التي قد تُطرح لاحقاً من قبل الولايات المتحدة، بهدف تهيئة الأرضية لحسم البنود المتوافق عليها مسبقاً، وترك القضايا الإشكالية للتأثير غير المباشر". وبيّن أن "من المرجح استكمال عرض الصفقة الأميركية عبر تنسيق يجرى بين ويتكوف ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي المقرب من نتنياهو رون ديرمر، الذي يقود الوفد التفاوضي، ومن المتوقع أن يزور واشنطن لحسم التفاصيل مع الإدارة الأميركية".
ارتباط إسرائيلي - أميركي
إلى ذلك، رأى الباحث في الشأن السياسي ساري عرابي أن الوصول إلى اتفاق مرتبط حصراً بالظروف الإسرائيلية والأميركية، إذ إن "الفلسطينيين دائماً مستعدون للوصول إلى اتفاق، لكن المشكلة تكمن في الطرف الإسرائيلي". وأشار في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن "موازين القوى الإقليمية والدولية لا تزال مختلّة، بينما يبقى الفلسطينيون الطرف المعتدى عليه، ما يجعل مسألة الاتفاق مرهونة بالقرارين الإسرائيلي والأميركي".
ساري عرابي:  هناك نقاش متصاعد داخل المجتمع الإسرائيلي حول قضية التجنيد وعبثية الحرب وخسائرها المستمرة
وأضاف عرابي أن "هناك ظروفاً قد تدفع نتنياهو للتوجه نحو اتفاق، مثل محاولته استثمار الحرب الراهنة لتعزيز مكانته السياسية أو ترويجها إنجازاً في سياق مواجهة إيران"، فضلاً عن "وجود حالة تململ داخل الجيش الإسرائيلي، سواء في قوات الاحتياط أو القوات النظامية، وسط اعترافات إسرائيلية بأن العمليات العسكرية في غزة وصلت إلى أقصى ما يمكن تحقيقه". وأوضح أن هناك "نقاشاً متصاعداً داخل المجتمع الإسرائيلي حول قضية التجنيد وعبثية الحرب وخسائرها المستمرة، إلى جانب عجز الاحتلال عن كسر إرادة المقاومة في غزة، وانكشاف الدعاية الإسرائيلية أمام المجتمع الدولي، وظهور فضائح تتعلق بالإبادة الجماعية والتجويع". وبرأيه، لا يمكن التعامل بثقة كافية مع المعطيات الراهنة أو التصريحات الأميركية "ما لم يكن هناك مقترح جدي مطروح يجرى التعامل معه من جميع الأطراف". حينها فقط، يمكن الحديث، وفق عرابي، عن خطوة حقيقية نحو اتفاق، و"إلا يبقى الأمر مجرد أحاديث وتسريبات لا دليل ملموساً عليها حتى اللحظة".
## "العربي الجديد" يتتبع أدوار فيليب رايلي: عسكرة مساعدات غزة
30 June 2025 01:00 AM UTC+00
بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، نشط مسؤول سابق استخباراتي أميركي مخضرم شارك في حرب أفغانستان، يدعى فيليب رايلي، محاولاً استغلال أزمة الفلسطينيين في قطاع غزة في ظل العدوان الإسرائيلي الذي كان في ذروته، وتحويل مأساتهم إلى "غنيمة" يحقق من خلالها الأرباح المالية، لكنه في الوقت نفسه يضمن تحقيق أهداف إسرائيل في القطاع، ليبدأ بعد ذلك بأشهر العمل يداً بيد مع مسؤولين في إسرائيل ومع أجهزتها الأمنية، ليتمخض عن هذا التعاون حصر توزيع المساعدات بشركته التي حملت اسم "مؤسسة غزة الإنسانية" في القطاع وعسكرتها، عبر تحويل مراكز توزيع فتات المساعدات، التي يسعى الفلسطينيون للحصول عليها يومياً في ظل المجاعة ومنع وكالات الأمم المتحدة الإغاثية من أداء مهامها، إلى مصائد موت يُقتل فيها المدنيون يومياً. لكن "مؤسسة غزة الإنسانية" ليست الوحيدة التابعة له والتي توجد في القطاع.
بكشف "العربي الجديد" في هذا التحقيق كيف عمل فيليب رايلي، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات الأميركية، على خداع العالم، في الأشهر الماضية عبر الإعلان عن مؤسسة غزة الإنسانية باعتبارها مستقلة، بينما كان يعمل ويخطط بناء على مطالب إسرائيلية لتطوير نموذج لتوزيع مساعدات غزة إضافة إلى ضمان وجود مقاولين عسكريين تابعين له يشرفون على العملية، وكيف عمل جنباً إلى جنب مع إسرائيل لتعميق معاناة سكان القطاع، وهو ما تطلب تأسيس أكثر من شركة في أوقات متقاربة والاستفادة من عمله استشارياً في شركة أخرى. 
فيليب رايلي والتعاون مع إسرائيل
تواصل "العربي الجديد" مع وزارتي الخارجية في الحكومتين الأميركية والسويسرية وعشرات المصادر، واطلع على مستندات وتقارير ومواقع شركات ومصادر مفتوحة عدة، ليخلص التحقيق إلى أن فيليب رايلي هو الخيط الذي خطط بالتعاون مع إسرائيل، منذ بدايات عام 2024، لوضع خطة "عسكرة المساعدات الإنسانية" في غزة، وهو الخيط الرابط بين جميع الشركات التي عملت في القطاع، بعضها تأسس حصراً بغرض بدء العمل في غزة.
في الأشهر الأولى من عام 2024، كان فيليب رايلي، الرئيس السابق لمركز الأنشطة الخاصة التابع لوكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي آي إيه)، يرتب بناء على طلب إسرائيلي، خلف الأبواب المغلقة مع إسرائيليين، خطة سرية جديدة يمكن تنفيذها في غزة وتُبعد من خلالها الوكالات الدولية ومؤسسات المساعدات الأممية.
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، في مايو/أيار الماضي، تصريحات مقتضبة لرايلي، قال فيها إنه بدأ مناقشة ملف مساعدات غزة في أوائل 2024 مع مدنيين إسرائيليين، ثم التقى لاحقاً ليران تانكمان، وهو مستثمر تكنولوجي انضم إلى مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق (وهو قسم عسكري يشرف على إيصال المساعدات في غزة)، ومايكل آيزنبرغ، وهو مستثمر إسرائيلي أميركي. واجتمع الرجلان مع آخرين عقب السابع من أكتوبر، وناقشوا فكرة التحكم في مساعدات غزة في الاجتماع، الذي أطلقت عليه في الصحافة الإسرائيلية تسمية "منتدى ميكفيه إسرائيل"، نسبة إلى الكلية الواقعة قرب تل أبيب التي احتضنت اجتماعهم التأسيسي في شهر ديسمبر/كانون الأول 2023.
رالف رايلي هو المهندس الرئيسي الرابط بين خمس شركات أسست للوضع الحالي في غزة
ويكشف تتبع "العربي الجديد" أن رالف رايلي هو المهندس الرئيسي الرابط أو الذي لديه صلات بين خمس شركات أسست للوضع الحالي في غزة، وهي شركات المقاولات العسكرية "سيف ريتش سوليوشنز" safe reach solutions التي أسسها في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، و"يو جيه سوليوشنز" التي عمل فيها سابقاً والتي تبين أوائل 2024 إرسالها عناصر أمنيين لإدارة نقاط التفتيش عند وقف إطلاق النار بين حماس وإسرئيل، وشركة "بوسطن" الاستشارات التي كان مسؤولاً كبيراً فيها وهي التي وضعت الهيكل لمؤسسة غزة الإنسانية، وشركة "تو أوشن ترست" التي تعمل من الباطن لتأسيس الشركات الأمنية وتولت تأسيس شركتي سيف ريتش سوليوشنز ويو جيه سوليوشنز في أميركا.
كما تكشف التفاصيل التي حصل عليها "العربي الجديد" أن مؤسسة غزة الإنسانية ما هي إلا نموذج بُنيَ من الباطن، لضمان استمرار شركة أمنية، وهي "سيف ريتش سوليوشنز" التي أسسها رايلي وتعمل لخدمة إسرائيل وبدأ عملها في القطاع مع بدء وقف إطلاق النار في غزة، وهي تضم عناصر استخبارات وعسكريين سابقين، على غرار شركة "بلاك ووتر" التي تورطت في قتل مدنيين في بغداد في عام 2007 قبل أن يصدر الرئيس دونالد ترامب لاحقاً قراراً بالعفو عنهم. وبوشر الإعداد لمؤسسة غزة الإنسانية منذ عام 2024، وذلك طبقاً لمعلومات ذكرها متحدث باسم مجموعة "بوسطن" للاستشارات لشبكة "سي أن أن" من دون ذكر اسمه التي صممت هيكل عمل المجموعة والتي عمل فيها فيليب رايلي في منصب كبير آنذاك.
مؤسسة غزة الإنسانية
كان أول إعلان رسمي عن "مؤسسة غزة الإنسانية" في منتصف شهر مايو الماضي، في بيان نشرته صحف أميركية وإسرائيلية أولاً، لكن التمهيد للحاجة لها بدأ قبل قيام إسرائيل بنقض اتفاق وقف إطلاق النار، إذ كانت قد بدأت في منع دخول المساعدات والغذاء والدواء إلى سكان القطاع وانتقاداتها للأمم المتحدة في مارس/آذار الماضي. وفي الوقت نفسه، مهّدت الإدارة الأميركية في تصريحات متعددة للحاجة لوجود شركة خاصة جديدة تتولى مسؤولية مساعدات غزة مبدية عدم رضاها عن المؤسسات الدولية والأمم المتحدة. وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس، في أحد مؤتمراتها مطلع الشهر الماضي، إلى العمل وفق خطة جديدة مبتكرة لتوزيع مساعدات غزة عن طريق شركة خاصة. تبنت علناً إدارة ترامب هذه الخطة وانحازت إلى الجانب الإسرائيلي، وقررت في شهر يونيو/حزيران الحالي تمويل هذه المؤسسة، حسب ما أعلنت، بـ30 مليون دولار.
انتشرت أنباء في صحف ووكالات عن أن "مؤسسة غزة الإنسانية"، مقرها في سويسرا التي تصنف دولةً محايدةً عالمياً، وأنه جرى اختيار أحد الحاصلين على جائزة نوبل لرئاستها، وأن أعضاءها شخصيات معتبرة وذوي قيمة عالمية، ووصفت بروس الشركة بأنها موثوق بها في أكثر من تصريح. لكن المفاجأة أن الشركة لم تعمل نهائياً من سويسرا، ليتبين أن الغرض كان الإيهام بأنها مؤسسة مستقلة، وليست مؤسسة منشأة خصيصاً بطلب إسرائيلي وبتخطيط أفراد يعملون في شركات أمنية أميركية. الشركة كانت تُجهّز بالفعل لتولي ملف مساعدات غزة حتى قبل قيام إسرائيل بوقف إطلاق النار في القطاع بأسابيع، وأُنشئت في الولايات المتحدة وليس في سويسرا.
وطبقاً لمعلومات رسمية حصل عليها "العربي الجديد" من الحكومة السويسرية، سُجّلت الشركة في الثالث من فبراير/شباط 2025، أي بعد أقل من ثلاثة أسابيع على اتفاق وقف إطلاق النار الذي تولت فيه شركتا أمن أميركيتان مسؤولية نقاط تفتيش رئيسية في القطاع مع انسحاب القوات الإسرائيلية، وهما شركتا "سيف ريتش سوليوشنز" و"يو جيه سوليوشنز". ترتبط شركة "سيف ريتش سوليوشنز" ارتباطاً مباشراً برالف رايلي، الذي أسسها في 21 نوفمبر 2024 طبقاً لبيانات التسجيل التي اطلع عليها "العربي الجديد" أيضاً.
وحتى منتصف شهر يونيو/حزيران الحالي لم يكن بالإمكان العثور على الموقع الإلكتروني الذي يعود لشركة مؤسسة غزة الإنسانية، وحتى البيان التأسيسي لها الذي تداولته الصحف العالمية ويبشر بالنزاهة والأخلاقيات التي ستتبعها المؤسسة يمكن العثور عليه إلكترونياً وتحديداً في مواقع عبرية، ولا يحيلك إلى شيء آخر موقع أو حساب على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن بدأ يظهر أخيراً موقع الشركة ويحيل إلى صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي. اللافت للنظر هو أن صفحة المؤسسة على منصة أكس (تويتر سابقاً) أنشئت في نوفمبر 2024، وهو الشهر نفسه الذي أسس فيها فيليب رايلي شركة "سيف ريتش سوليوشنز" وتحمل اسم Gaza Humanitarian Foundation ويمكن العثور عليها من خلال @CallElection. وكان أول منشور تشاركه على صفحتها لحساب يدعو في تغريداته إلى زيادة إمداد إسرائيل بالأسلحة في 23 نوفمبر 2024، ثم توقفت تماماً عن النشر حتى 27 مارس الماضي عندما بدأت الإعلان عن عملها في القطاع. لكن يظهر حالياً حساب آخر للشركة على منصة إكس بالاسم نفسه Gaza Humanitarian Foundation ويمكن العثور عليه من خلال @GHFUpdates، ويظهر أنه أنشئ في يونيو 2025 وجميع المنشورات باللغة الانكليزية، فيما تحيل صفحة المؤسسة على فيسبوك باسم Gaza Humanitarian Foundation (مؤسسة غزة الإنسانية) إلى منشورات باللغة العربية حصراً تركز على تقديم معلومات حول مراكز توزيع المساعدات.
في السياق، ذكرت وزارة الخارجية السويسرية في رسالة لـ"العربي الجديد" أن "مؤسسة غزة الإنسانية تأسست في فبراير 2025 ومقرها ولاية ديلاوير الأميركية، ولها فرع في سويسرا سجل في جنيف في 12 فبراير يخضع رسمياً لإشراف الهيئة الفيدرالية السويسرية للرقابة على المؤسسات EAS باعتبارها مؤسسة خاصة بموجب القانون السويسري".
جزء كبير من أموال المساعدات الإنسانية قد توجه باعتبارها رواتب لمقاولين أمنيين عسكريين سابقين
شركات رايلي
وأوضحت الخارجية أن تقييم هيئة الرقابة أظهر أن "الفرع السويسري لا يفي حالياً بالعديد من الالتزامات القانونية، إذ إنه لا يوجد عضو له حق التوقيع يقيم في سويسرا، إضافة إلى أنه ليس لها عنوان أو حساب مصرفي أو مدقق حسابات في البلاد، أو الحد الأدنى من ثلاثة أعضاء في مجلس إدارتها". وأوضحت أنه بناء على ذلك، ترى الوكالة أن "المؤسسة السويسرية لم تبدأ نشاطها بعد، وهي غير نشطة"، مضيفة أنه جرى إبلاغ المؤسسة بالمتطلبات القانونية.
ويبدو أن رايلي وكل من ارتبط اسمه به في ما يتعلق بمؤسسة غزة الانسانية بدأوا يدركون جيداً التداعيات التي قد تواجههم مع المجازر المتكررة بحق غزة. كما يبدو أن فرع سويسرا كان غطاء لتجنب أن يقال عن أن مؤسسة غزة أميركية، وبالتالي إبعاد الشبهات عنها في ظل الدعم الأميركي الرسمي لوجود هذه المؤسسة في القطاع. 
أسس فيليب رايلي شركته "سيف ريتش سوليوشنز" في الأيام الأخيرة من شهر نوفمبر 2024، وفي الوقت نفسه، كان مستشاراً لمجموعة "بوسطن" للاستشارات، وهي واحدة من أكبر أربع شركات على مستوى العالم في مجال الاستشارات. كانت هاتان الشركتان التي أسس رايلي واحدة منها، والتي يعمل في الثانية في منصب له علاقة باتخاذ القرارات، الشركتين اللتين بني على أساسهما عمل مؤسسة غزة، لكن قتل الفلسطينيين المدنيين أثناء حصولهم على مساعدات غزة دفع شركة "بوسطن"، خشية على سمعتها، إلى سحب فريقها من العمل وإعلان أنها لن تتقاضى أي أجر مقابل أي من الأعمال التي قامت بها نيابة عن مؤسسة غزة الإنسانية.
وطبقاً لشبكة "سي أن أن" في يونيو الحالي، ذكر متحدث باسم مجموعة "بوسطن" الاستشارية أن الشركة بدأت عملها مع مؤسسة غزة في أكتوبر 2024، للمساعدة في تأسيسها منظمةَ إغاثة، وأن المسؤول عن العمل معها وضع في إجازة إدارية.
في ذلك التوقيت، تجهَّز كل شيء، وأعدّت للمؤسسة، على قدم وساق، حتى قبل وقف إطلاق النار في غزة، خطط لاستبدال المنظمات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة بـ"غزة الإنسانية"، منذ العام الماضي. يعني هذا أنه بعد أسابيع من تأسيس رايلي شركة "سيف ريتش سوليوشنز" في نوفمبر 2024، كانت "مؤسسة غزة الإنسانية" تأسَّست. حتى بداية يونيو الحالي، كان فيليب رايلي يضع على موقع التوظيف "لينكد إن" أنه رئيس في مجموعة "بوسطن" للاستشارات بجانب تأسيسه شركة المقاولات الأمنية التي تعمل في غزة (سيف ريتش سوليوشنز). غير أن المجموعة أعلنت أنها أنهت عقدها مع "مؤسسة غزة الإنسانية" وأعطت إجازة مفتوحة لأحد كبار الشركاء الذين يقودون المشروع في انتظار مراجعة داخلية، ولم تكشف الشركة نهائياً اسم "شريكها الكبير". لكن بعد يومين، قام رايلي بحذف تاريخ عمله بضع سنوات رئيساً في الشركة من صفحته المهنية، مكتفياً بالإشارة في سطر صغير على صفحته إلى أنه "مدير تنفيذي ومستشار أول ذو خبرة واسعة، امتدت مسيرته المهنية من مجموعة بوسطن الاستشارية إلى شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا".
"العربي الجديد" أجرى اتصالاً بفرع مجموعة بوسطن للاستشارات في واشنطن للحصول على تعليق حول مسؤولية فيليب رايلي عن تعاقد الشركة للعمل في غزة وهل هو المسؤول المقصود، وأُبلغ المسؤول الذي تلقى الاتصال بالأسئلة، غير أنه لم نتلق رداً حتى اليوم.
سجلت "مؤسسة غزة" في ولاية ديلاوير على يد المحامي الأميركي جيمس كانديف الذي سجل أيضاً الشركة العسكرية "سيف ريتش سوليوشنز"، والوكيل المسجل لها هو Two Ocean Trust, LLC، وتشترك الشركتان أيضاً في عنوانهما بولاية وايومنغ. "العربي الجديد" اتصلت هاتفياً بكريس نوروين، رئيس قسم العملاء الخاصين في شركة "تو أوشن ترست"، والذي رفض التعليق عن علاقة شركته بشركتي "سيف ريتش سوليوشنز" و"مؤسسة غزة الإنسانية". كما أن المتحدث الرسمي باسم الشركتين كان هو الشخص نفسه حتى مايو الماضي، كما أكدت "نيويورك تايمز" في تقرير لها وذكرت نقلاً عن مصادر مطلعة أن ممثلي رايلي هم من أسسوا الشركتين. ويقدر الأجر المالي لكل من العسكريين الأميركيين الذين يعملون في ملف المساعدات الإنسانية، كما كشفت مذكرة لشركة "يو جي سوليوشنز" (شركة أمنية أميركية تعمل مع سيف ريتش سوليوشنز)، بـ1100 دولار للمشغلين و1250 دولاراً للمسعفين يومياً، مع دفعة مالية مقدماً قدرها 10 آلاف دولار خلال خمسة أيام من الوصول إلى غزة. وحتى شركة "يو جيه سوليوشنز" عمل فيها فيليب رايلي خبيرَ أمن خاصاً، إذ إن هذه الشركة كانت تعمل تحت اسم آخر هو "أوربيس ديسكفري".
أسس فيليب رايلي شركته "سيف ريتش سوليوشنز" في الأيام الأخيرة من شهر نوفمبر 2024
وقال الصحافي المستقل جاك بولسون، في تقرير له على موقع substack، إن رايلي أثناء عمله في "أوربيس" تواصل مع مسؤولين عسكريين واستخباراتيين إسرائيليين لتطوير نموذج لتوزيع مساعدات غزة في 2024. بالإضافة إلى ذلك، كشف أن رايلي له صلات بمقربين من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ إنه كان عضواً في مجلس إدارة شركة "سيرسينوس" لمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي عام 2016 التي اشتراها إليوت برويدي، أحد جامعي التبرعات السابقين لترامب، الذي أصدر قراراً رئاسياً بالعفو عنه في نهاية فترته الرئاسية الأولى. شغل برويدي منصب نائب رئيس الشؤون المالية في اللجنة الوطنية الجمهورية في بداية رئاسة ترامب، وحاول استغلال نفوذه في الإدارة لصالح عملائه.
مواقع توزيع مساعدات غزة
صمم رايلي الإطار الأمني لمواقع توزيع مساعدات غزة للفلسطينيين. وبموجب الخطة الحالية، كما كشفت "نيويورك تايمز" في تقرير لها في مايو الماضي، تتولى شركة فيليب رايلي وشركات أمنية أخرى تأمين مواقع توزيع مساعدات غزة الخاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية، على أن تمول مؤسسة غزة الإنسانية هذا الترتيب. ويعني ذلك أن جزءاً كبيراً من أموال المساعدات الإنسانية قد توجه لدفع رواتب لمقاولين أمنيين وعسكريين سابقين، ولن توجه في الغالب لتقديم الغذاء والدواء والطعام للمدنيين الفلسطينيين على عكس مؤسسات الإغاثة الأممية. وأشارت تقارير صحافية إلى أن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة أموالاً لتغطية عمل المؤسسة مدة 180 يوماً. والخميس الماضي، أكدت وزارة الخارجية ما نشرته وكالة رويترز عن أن الولايات المتحدة ستقدم 30 مليون دولار لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، لكن لم تشر إلى أي تفاصيل أخرى، غير أن تقرير الوكالة كان قد كشف أن منحة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أقرت في 20 يونيو الحالي بموجب "توجيه ذي أولوية" من البيت الأبيض ووزارة الخارجية، وأنه جرى صرف دفعة أولية قدرها 7 ملايين دولار، وأنه قد يُوافَق على منح شهرية إضافية قيمتها 30 مليوناً.
وأعفت وزارة الخارجية بموافقتها على التمويل "مؤسسة غزة الإنسانية" من التدقيق الذي يطلب عادة من المنظمات التي تتلقى منحاً من الوكالة الأميركي للتنمية الدولية للمرة الأولى. وسألت "العربي الجديد" وزارة الخارجية الأميركية، في رسالة عبر البريد الإلكتروني، عما إذا كان "هذا يعني أن الولايات المتحدة، من خلال تمويلها مؤسسة غزة، ستمول متعاقدين أمنيين يعملون في غزة"، إلا أنها لم تتلق رداً، وأحالتنا الوزارة إلى المؤتمر الصحافي الذي أعلنت فيه عن تمويلها مؤسسة غزة بـ30 مليون دولار. لم تعلن "مؤسسة غزة" عن مصادر تمويلها وأعلنت فقط عن حصولها على 100 مليون دولار تبرعات.
## المعارضة المصرية منقسمة... تاريخ يعيد نفسه
30 June 2025 01:00 AM UTC+00
مع توقيع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مطلع شهر يونيو/ حزيران الحالي، على تعديلات قوانين مجلسي النواب والشيوخ، التي تبقي على نظام "القائمة المطلقة المغلقة"، يبدأ العد التنازلي للانتخابات التشريعية، التي ستُجرى بحلول نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. في موازاة ذلك، تقف قوى المعارضة المصرية أمام مفترق طرق، بين من يدعو إلى المقاطعة التامة، ومن يرى في المشاركة الجزئية حلاً، ومن سيخوض السباق ضمن قائمة مقربة من الدولة، أو بمحاولة تشكيل جبهة مستقلة لمنافسة مرشحي السلطة، وسط انقسامات داخل أبرز تكتلاتها السياسية "الحركة المدنية الديمقراطية".
ما تعيشه "الحركة المدنية" اليوم يُعيد إلى الأذهان بالنسبة إلى البعض، تفكك تحالف 30 يونيو (عام 2013 بمشاركة شخصيات عسكرية وسياسية ودينية وإعلامية إلى جانب رجال أعمال) الذي دعم وصول السيسي إلى الحكم، قبل 12 عاماً. بدأ تفكك التحالف حينها بانسحاب شخصيات مثل محمد البرادعي، ثم تهميش وجوه مثل حمدين صباحي، وانتهى لاحقاً بإقصاء رموز من داخل السلطة نفسها، مثل مدير المخابرات العامة السابق اللواء عباس كامل، ووزير الدفاع السابق محمد زكي. وبالمنطق ذاته، يبدو أن المعارضة المصرية المدنية حالياً، تعيد تجربة "التآكل الذاتي"، لكن هذه المرة من موقع أضعف، ووسط مناخ أكثر انغلاقاً.
تقول مصادر من داخل "الحركة المدنية"، لـ"العربي الجديد"، إن "محادثات تشكيل قائمة موحدة باءت بالفشل، ليس بسبب صعوبات فنية فقط تتعلق بترتيب الأسماء أو توزيع الدوائر، بل لأن الأسئلة الكبرى حول الجدوى من المشاركة من الأساس لا تزال بلا إجابة". فالقانون الانتخابي نفسه، الذي طالما وصفته المعارضة المصرية بأنه يكرّس هيمنة السلطة، لم يتغير، كذلك لم تُنفَّذ توصيات الحوار الوطني، ولا جرى أي انفتاح حقيقي في المجال العام. في المقابل، تفكر بعض الأحزاب المحسوبة على المعارضة المدنية في خوض الانتخابات ضمن القوائم المدعومة من الدولة. هذه الخطوة تعتبرها أطراف أخرى داخل "الحركة المدنية" بمثابة "تنازل سياسي مجاني"، يعيد إنتاج تجربة "التحالفات الرسمية" التي أطاحت لاحقاً أصحابها، كما حدث مع رموز بارزة من تحالف 30 يونيو، الذين خرجوا تباعاً من المشهد السياسي والإعلامي والعسكري.
علاء الخيام:  لا يمكن اعتبار المناخ الانتخابي ديمقراطياً أو تنافسياً
تباين مواقف المعارضة المصرية
في ظل هذه الاختلافات، تتباين المواقف داخل "الحركة المدنية". ويوضح منسق "تيار الأمل" وعضو الحركة، علاء الخيام، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "قرار المشاركة لم يُحسم بعد"، مشيراً إلى أن "المشهد غير مبشّر، خصوصاً في ظل تجاهل مطالب الحوار الوطني". لكن الخيام يقر بوجود رغبة لدى بعض القوى السياسية في استغلال الانتخابات لتكون منصة للتواصل مع الشارع، مضيفاً أن "النقاش يدور حالياً حول ما إذا كان بالإمكان خوض الانتخابات على المقاعد الفردية فقط، أو تشكيل قائمة مستقلة جزئياً". وبرأيه "ففي جميع الأحوال، لا يمكن اعتبار المناخ ديمقراطياً أو تنافسياً. لا تزال هناك تدخلات أمنية، ورأس المال يلعب دوراً كبيراً، والإعلام منحاز بالكامل".
في المقابل، يتبنى رئيس حزب الإصلاح والتنمية، محمد أنور السادات، نهجاً أكثر انفتاحاً على المشاركة. ويؤكد في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "المقاطعة ليست خياراً مطروحاً لدى حزبه"، مشدداً على أهمية الوجود داخل البرلمان "حتى لو لم تتحقق كل مطالب المعارضة". ويكشف السادات عن تحالف انتخابي ثلاثي يركّز على مقاعد الفردي، مع احتمال التنسيق مستقبلاً على القوائم، بل يلمّح إلى إمكانية النقاش مع القوائم الرسمية، بما فيها "القائمة الوطنية" المدعومة من الدولة.
قيادي في "الحركة المدنية": مصر تبدو اليوم، كما كانت قبل 10 سنوات، ساحة لتحالفات تنشأ ثم تنكسر
وبحسب مراقبين، تشير الانقسامات الحالية إلى أزمة أعمق من مجرد خلاف حول المشاركة من عدمها، والمتمثلة بغياب مشروع سياسي واضح وموحّد تقدمه المعارضة المصرية. ففي ظل غلق المجال العام، وتراجع قدرة الأحزاب على الحشد والتعبئة، وفقدانها للمنصات الإعلامية، يبدو أن معظم الأحزاب باتت رهينة للخيارات الفردية لا للمشروع الجماعي. ويرى أحد قيادات "الحركة المدنية" -فضّل عدم ذكر اسمه– أن "الخطأ الأكبر كان الرهان على انفراجة آتية أو حسن نية من السلطة بعد الحوار الوطني". ويوضح بالمقابل أن "الواقع يؤكد أن النظام يواصل اللعب بالقواعد نفسها، ويستفيد من انقسام خصومه، تماماً كما استفاد من تشرذم تحالف 30 يونيو بعد وصوله إلى السلطة".
ويضيف أن "مصر تبدو اليوم، كما كانت قبل 10 سنوات، ساحة لتحالفات تنشأ ثم تنكسر، بينما تبقى السلطة متماسكة ومتفردة بالقرار، فكما تخلّصت من حلفائها في 30 يونيو، يبدو أنها تمضي الآن في طريقها دون الاكتراث بتمثيل معارضة أو إدماج قوى سياسية". وفي هذا السياق، يصبح الحديث، وفق القيادي نفسه، عن "انتخابات تنافسية أو برلمان معبّر ضرباً من الأمنيات". ويحذر القيادي بـ"الحركة المدنية" من أنه إذا ما استمرت الانقسامات داخل الحركة، فإنها "مهددة بفقدان ما تبقى من مصداقيتها، بل وربما تؤول إلى مصير مماثل لتحالف 30 يونيو: التفكك والصمت، في انتظار فرصة سياسية قد لا تأتي".
تنافس بين أجهزة الدولة
حتى داخل حزب "مستقبل وطن"، الذراع السياسية الأبرز للنظام منذ سنوات، يتصاعد التوتر على خلفية ما يعتبره بعض قادته "تنكراً" لدورهم، عبر الدفع بحزب جديد هو "الجبهة الوطنية" أو كما يعرف إعلامياً بـ"حزب العرجاني"، نسبة إلى رجل الأعمال السيناوي إبراهيم العرجاني، القريب من أجهزة الأمن وصاحب النفوذ في سيناء. ويعبّر قيادي في "مستقبل وطن"، لـ"العربي الجديد"، عن استيائه مما وصفه بـ"سحب البساط"، معتبراً أن "رجال أعمال الحزب أنفقوا الملايين في خدمة الدولة، فلا يصح أن يُسحب منهم كل شيء فجأة لصالح حزب جديد مدعوم من جهة سيادية مختلفة".
يعكس هذا المشهد طبيعة الصراع داخل الدولة العميقة على تشكيل الخريطة السياسية المقبلة. من جهته، يقول قيادي في حزب الكرامة، أحد أركان "جبهة الإنقاذ" التي دعمت عزل الرئيس الراحل محمد مرسي، إن حزبه "شارك في الحوار الوطني بنيّة الإصلاح"، مضيفاً لـ"العربي الجديد": "لكن اكتشفنا سريعاً أنه ديكور لتجميل صورة النظام. تجاهلوا مطلبنا بإقرار نظام القائمة النسبية، وتمسكوا بنظام يعيد إنتاج السلطة نفسها".
## CIA: دمرنا منشأة تحويل المعادن في إيران واليورانيوم دُفن تحت الأنقاض
30 June 2025 01:36 AM UTC+00
 أبلغ مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، جون راتكليف أعضاء متشككين في الكونغرس الأميركي، يوم الأحد، بأنّ الضربات العسكرية الأميركية دمّرت منشأة تحويل المعادن الوحيدة في إيران وأدت بذلك إلى انتكاسة هائلة لبرنامج طهران النووي ستحتاج سنوات للتغلّب عليها، بحسب ما أدلى به مسؤول أميركي، ليل الأحد الاثنين، لوكالة أسوشييتد برس. 
وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة معلومات استخباراتية حساسة، إنّ راتكليف أوضح أهمية الضربات على منشأة تحويل المعادن خلال جلسة سرّية للمشرعين الأميركيين الأسبوع الماضي. وظهرت تفاصيل الإحاطات الخاصة بينما يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته الرد على أسئلة من المشرعين الديمقراطيين وغيرهم حول مدى تأثر إيران بالضربات، قبل وقف إطلاق النار الأخير مع إسرائيل، يوم الثلاثاء الماضي.
وقال ترامب، في مقابلة ضمن برنامج "صنداي مورنينغ فيوتشرز" على قناة فوكس نيوز: "لقد تم محوه بشكل لم يسبق له مثيل". وأضاف "وهذا يعني نهاية طموحاتهم النووية، على الأقل لفترة من الزمن".
كما أبلغ راتكليف المشرعين بأنّ مجتمع الاستخبارات قدّر أنّ الغالبية العظمى من اليورانيوم المخصب المتراكم في إيران على الأرجح لا تزال مدفونة تحت الأنقاض في أصفهان وفوردو، وهما اثنتان من المنشآت النووية الرئيسية الثلاث التي استهدفتها الضربات الأميركية. ولكن حتى لو ظل اليورانيوم سليماً، فإنّ فقدان منشأة تحويل المعادن قد أزال بشكل فعّال قدرة طهران على بناء قنبلة لسنوات مقبلة، حسبما قال المسؤول.
وأول أمس السبت، رجّح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي أن تتمكن إيران من البدء بإنتاج يورانيوم مخصب "في غضون أشهر"، رغم الأضرار التي لحقت بمنشآتها النووية جراء الهجمات الأميركية والإسرائيلية، وفق ما صرّح به لشبكة "سي بي أس نيوز"، السبت. 
وكانت إسرائيل قد أطلقت، في 13 يونيو/ حزيران الجاري، سلسلة هجمات على مواقع عسكرية ونووية إيرانية بزعم منع طهران من تطوير سلاح نووي، رغم نفي إيران المتكرر لهذا الطموح. ولاحقاً انضمت الولايات المتحدة إلى حملة القصف الإسرائيلية لتستهدف ثلاث منشآت رئيسية تابعة لبرنامج إيران النووي.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## مقتل شخصين في إطلاق نار على رجال إطفاء بولاية أيداهو الأميركية
30 June 2025 02:24 AM UTC+00
أفادت الشرطة الأميركية بمقتل شخصين على الأقل عندما تعرّض رجال إطفاء لإطلاق نار خلال مكافحتهم حريقاً بولاية أيداهو في شمال غربي الولايات المتحدة، ليل الأحد الاثنين، فيما أعلنت السلطات العثور على "رجل ميت" في المكان، و"سلاح ناري في مكان قريب".
وصرّح قائد الشرطة روبرت نوريس بأنّ حريقاً كان لا يزال مستعراً في منطقة جبلية بمقاطعة كوتيناي حين تبادلت قوات إنفاذ القانون إطلاق النار مع قناص واحد أو أكثر، مؤكداً سقوط قتيلين وعدد غير معروف من المصابين. وكشف أن مطلق النار لم يبد "أي دليل على رغبته بالاستسلام"، مشجعاً أي شخص لديه فرصة لتحقيق إصابة محققة ضده "على إطلاق النار لتحييد التهديد"، وأشار إلى أن السلطات تعتقد أن القتيلين من رجال الإطفاء.
ولاحقاً، أعلنت السلطات الأميركية أنها عثرت على "رجل ميت" على جبل كانفيلد في ولاية أيداهو، حيث وقع الكمين. وقال بيان صادر عن شريف مقاطعة كوتيناي: "هذا المساء، عثر أفراد فرقة سوات (قوات خاصة تابعة للشرطة) على رجل ميت في جبل كانفيلد"، مضيفاً "عُثر على سلاح ناري في مكان قريب". وأضاف أنّ الأمر الصادر للسكان بملازمة أماكنهم خلال المواجهة بين قوات إنفاذ القانون وعدد غير محدد من المسلحين "سيتم رفعه".
وأعلن حاكم الولاية براد ليتل على منصة إكس أنّ "عدداً من رجال الإطفاء الأبطال تعرّضوا لهجوم اليوم أثناء استجابتهم لحريق غابات في شمال أيداهو"، مندداً بالهجوم "الشنيع على رجال إطفاء شجعان". وأعرب رئيس جهاز الإطفاء المحلي بات رايلي، في وقت سابق، عن حزنه الشديد بسبب الهجوم، موضحاً لقناة تلفزيونية محلية أنه لم يتم إصدار أي أوامر بإخلاء المنطقة بسبب الحريق الذي لا يزال مشتعلاً.
وطلب نوريس ومسؤولون آخرون من السكان في منطقة الحريق التزام أماكنهم حتى انتهاء المواجهة مع مطلق النار. وحوادث إطلاق النار شائعة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث لا تفرض العديد من الولايات قيوداً تذكر على شراء الأسلحة النارية.
ووفقاً لمنظمة "أرشيف عنف السلاح"، وقع 189 حادث إطلاق نار جماعي في الولايات المتحدة هذا العام، وهذه الحوادث بحسب تصنيف المنظمة هي التي يقتل أو يصاب فيها أربعة أشخاص على الأقل، بخلاف مطلق النار.
(فرانس برس)
## طهران: على واشنطن التخلّي عن فكرة مهاجمتنا قبل أي مفاوضات
30 June 2025 03:41 AM UTC+00
اشترطت إيران من أجل استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي أن تستبعد واشنطن فكرة تنفيذ أي ضربات أخرى على إيران. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، في مقابلة مع هيئة البث البريطانية "بي بي سي"، بثت اليوم الاثنين، إنّ الإدارة الأميركية أبلغت إيران، عبر وسطاء، بأنها ترغب في العودة إلى المحادثات، لكن الولايات المتحدة "لم توضح موقفها" بشأن "السؤال المهم جداً" حول ما إذا كانت ستشن المزيد من الهجمات.
وقال تخت روانجي، لهيئة البث البريطانية، إنّ إيران ستصرّ على حقها في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، رافضاً الاتهامات بأنّ البلاد تعمل سرّاً على تطوير قنبلة نووية. وتابع أنه بما أنّ إيران "حرمت من الوصول إلى المواد النووية" لبرنامجها البحثي النووي، فقد كان علينا "الاعتماد على أنفسنا"، وقال إنّ مستوى وقدرة التخصيب النووي يمكن مناقشتهما "لكن القول بأنه لا يجب أن يكون لديك تخصيب، يجب أن يكون لديك تخصيب صفري، وإذا لم توافق سنقصفك - هذا هو قانون الغاب".
وفي قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الأسبوع الماضي، أعلن ترامب عن محادثات جديدة مع إيران هذا الأسبوع لكنه لم يقدّم تفاصيل، وكان قد أمر في الآونة الأخيرة بشن هجمات على المنشآت النووية الإيرانية المحصنة بشدة، وعندما سُئل يوم الجمعة عما إذا كان سيأمر بمزيد من القصف للمواقع النووية الإيرانية إذا عادت المخاوف بشأن تخصيب طهران لليورانيوم، قال ترامب "بلا شك، بالتأكيد".
وأكد مجدداً أنّ إيران يجب ألا تمتلك أسلحة نووية، وزعم أنّ الهجمات الأخيرة أخّرت البرنامج النووي لسنوات. وقال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، في مقابلة بثت يوم الأحد، إنّ إيران يمكن أن تستأنف تخصيب اليورانيوم في غضون أشهر.
وكانت إسرائيل قد أطلقت، في 13 يونيو/ حزيران الجاري، سلسلة هجمات على مواقع عسكرية ونووية إيرانية بزعم منع طهران من تطوير سلاح نووي، رغم نفي إيران المتكرر لهذا الطموح. ولاحقاً انضمت الولايات المتحدة إلى حملة القصف الإسرائيلية لتستهدف ثلاث منشآت رئيسية تابعة لبرنامج إيران النووي.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
## اللوبي الصهيوني يسعى لإسقاط أول مرشح مسلم لمنصب عمدة نيويورك
30 June 2025 04:51 AM UTC+00
بدأ اللوبي الصهيوني في أميركا وأنصار الرئيس دونالد ترامب من التيار اليميني المحافظ (ماغا) بـ"التحريض الاقتصادي" ضد المرشح المسلم لمنصب عمدة مدينة نيويورك عن الحزب الديمقراطي، زهران ممداني، الفائز في الانتخابات التمهيدية لمنصب العمدة، بعد تحريض سياسي عنصري باتهامه بالإرهاب والدعوة إلى ترحيله من أميركا، مدعين أن شارع المال "وول ستريت" سينهار، ويهرب رجال الأعمال ويهاجر المليارديرات من نيويورك، لو نجح هذا المرشح في المرحلة الأخيرة للانتخابات في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وفاز المرشح المناصر للقضية الفلسطينية، زهران ممداني، في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لانتخابات رئاسة بلدية نيويورك، متفوقاً على حاكم الولاية السابق، أندرو كومو الذي دعمه اللوبي الصهيوني بـ 35 مليون دولار (مقابل تسعة ملايين تكلفة حملة ممداني)، وسط توقعات بنيله منصب عمدة نيويورك في المرحلة الأخيرة من الانتخابات المقبلة، ليكون أول مسلم يفوز بهذا المنصب في تاريخ نيويورك.
وزعمت صحيفة فاينانشال تايمز، نقلاً عن مصادر من اللوبي الصهيوني وأنصار ترامب، أن "وول ستريت تأثرت بفوز زهران ممداني في نيويورك"، وأن رجال أعمال يسعون لتمويل "مرشح معتدل" لينافس المرشح المسلم للحزب الديمقراطي في الجولة الأخيرة من انتخابات البلدية في نوفمبر، أملاً في عدم تضرر البلدية اقتصادياً.
كما زعم موقع فورتشن (Fortune) 27 يونيو/ حزيران الجاري، أن "قادة الأعمال يهددون بمغادرة مدينة نيويورك في ظل الصعود غير المتوقع لزهران ممداني". ووفق الموقع: "يتردد أثرياء نيويورك في قبول مقترح المرشح الأوفر حظاً لمنصب عمدة المدينة، القاضي بفرض ضرائب على الأغنياء، لجعل المدينة في متناول العمال، ويرون أن هذا يضرهم".
وزعم الموقع أنه مع ظهور سياسي إسلامي يساري لمنصب عمدة أكبر مدينة في الولايات المتحدة، "بدأت مصالح رجال الأعمال والبيزنس تتأثر بالضرر بسبب احتمالات نجاح برنامجه الانتخابي الذي يعتمد على فرض الضرائب على الأغنياء بهدف تحسين الخدمات الأساسية.
وتعهد مدير صندوق التحوط، مؤسس شركة بيرشينغ سكوير كابيتال مانجمنت، الملياردير اليهودي الشهير، بيل أكمان، بتمويل أي شخص يترشح ضد ممداني، بدعوى أن "رئاسته للبلدية ستُحفّز هروب الأثرياء".
وزعم أكمان أن سياسات المرشح المسلم "ستكون كارثية على مدينة نيويورك"، وقال: "ليس للاشتراكية مكان في العاصمة الاقتصادية لبلدنا" .
واقترح مالك سلسلة متاجر البقالة غريستيديس، جون كاستيماتيديس، نقل مكاتب شركته إلى نيوجيرسي طوال فترة ولاية ممداني، بينما اتهم المحلل المالي جيم بيانكو نيويورك بـ"اختيار الانتحار على يد العمدة الجديد".
وعرضت ويتني تيلسون، المديرة التنفيذية لصندوق التحوط، الموالي للوبي الصهيوني، أن يتم اختيار مرشح واحد ينافس المرشح المسلم ودفع 100 مليون دولار من أموال رجال أعمال معادين لممداني، للمرشح المنافس كي يمكن التغلب عليه.
أما الحاكمة المؤقتة الحالية لنيويورك كاثي هوشول، التي صوّرت نفسها شخصية معتدلة مؤيدة للأعمال، فقد رفضت مسبقاً فكرة زيادة الضرائب، قائلةً: "لا أريد أن أخسر المزيد من الناس لصالح بالم بيتش".
وهذه ليست المرة الأولى التي يهدد فيها المتحدثون باسم وول ستريت وأصحاب الأعمال الساخطون بالانسحاب من المدينة الأهم مالياً في العالم بسبب انتخاب عمدة تقدمي، ولكن هذه المرة أضيفت إلى الحملة أبعاد عنصرية بوصف المرشح تارة أنه إسلامي إرهابي وتارة بأنه جهادي، وتارة أخرى بأنه شيعي متطرف، بحسب تصريحات الرئيس ترامب وأنصاره واللوبي الصهيوني.
وقاد المرشح المسلم الفائز بالانتخابات التمهيدية لمنصب عمدة نيويورك، زهران ممداني، حملةً ركزت بلا هوادة على تكلفة المعيشة، واقترح توفير بقالة تُديرها المدينة، وتوفير حافلات مجانية، وتوفير رعاية أطفال، لكن هذا أغضب طبقة الـ 1% من سكان المدينة ونخبة رجال الأعمال فيها، واعتبروه خطراً عليهم، وهو ما لعب عليه اللوبي الصهيوني وأنصار ترامب، لمحاولة منع المرشح المسلم من الفوز بمنصب عمدة نيويورك.
ويُعرف ممداني بنشاطه الشعبي وأهدافه الرامية إلى الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، وتُعيد حملته، التي تجذب الشباب التقدميين، صياغة النقاشات الاقتصادية والسياسية في جميع أنحاء المدينة وخارجها، بحسب صحيفة إيكونوميك تايمز، 23 يونيو الجاري. وحشد ممداني جيشاً من المتطوعين الشباب، عبر حملة على وسائل التواصل الاجتماعي، تعهّد فيها بخفض تكاليف المعيشة المرتفعة، من خلال مواصلات مجانية، ومنع زيادة الإيجارات، في مدينةٍ يمكن لشقّة مكوّنة من ثلاث غرف أن تكلّف ستة آلاف دولار شهرياً.
وتشمل وعود حملة ممداني "تجميد الإيجارات لنحو مليون من سكان نيويورك في مساكن مُثبتة الإيجار، وخدمة حافلات مجانية، ورعاية أطفال شاملة، ومتاجر بقالة مدعومة من المدينة".
كما أنه يخطط لتمويل هذه الوعود بزيادة الضرائب على الأثرياء، حيث تشمل خطة زهران ممداني فرض ضريبة ثابتة إضافية بنسبة 2% على الأثرياء في نيويورك ممن يزيد دخلهم السنوي عن مليون دولار. واقترح رفع معدل الضريبة على الشركات في مدينة نيويورك لتتناسب مع معدل الضريبة في ولاية نيوجيرسي البالغ 11.5%، وهو ما تعتقد حملته أنه سيجلب خمسة مليارات دولار.
وفي حال انتخابه، بشكل نهائي في نوفمبر، سيقود ممداني أحد أهم اقتصادات الولايات الأميركية، حيث أظهر تقرير صادر عن بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك أن الناتج المحلي الإجمالي لمدينة نيويورك بلغ 1.2 تريليون دولار في عام 2022، أي ما يزيد عن 4.6% من إجمالي الناتج المحلي الأميركي، الذي تجاوز 25.7 تريليون دولار في عام 2022، بحسب موقع شبكة فوكس نيوز بيزنس، 27 يونيو الجاري.
وزعمت "فوكس نيوز بيزنس" أن المرشح الاشتراكي المسلم الأوفر حظاً لمنصب عمدة مدينة نيويورك "يهدد العاصمة الاقتصادية لمدينة نيويورك، وأن قادة الأعمال يحذرون من نزوح جماعي بعد اقتراحه رفع الحد الأدنى للأجور إلى 30 دولاراً وزيادة الضرائب على الشركات".
وزعمت أيضاً أن "مدينة نيويورك قد تواجه تحديات سلبية في دورها واحدة من أهم المراكز الاقتصادية في الولايات المتحدة، حيث يترشح أحد أبرز المرشحين لانتخابات عمدة المدينة المقبلة على أساس برنامج يدعو إلى سياسات اشتراكية".
وحين سألته شبكة سي أن أن: هل تُعجبك الرأسمالية؟ قال ممداني: لا، لديّ انتقادات كثيرة للرأسمالية، وكما قال الدكتور مارتن لوثر كينغ قبل عقود: "سمّها ديمقراطية أو اشتراكية ديمقراطية؛ لا بد من توزيع أفضل للثروة على جميع أبناء الله في هذا البلد، وهذا ما أُركّز عليه، الكرامة ومعالجة التفاوت في الدخل".
## أسوأ أضرار للزراعة التركية في 30 سنة... وإنقاذ حكومي للمزارعين
30 June 2025 04:52 AM UTC+00
يتعرض الإنتاج الزراعي والحيواني في تركيا لضربة كبيرة هي الأعنف في عقود بسبب موجات الجفاف التي تعصف بالمحاصيل وإنتاج العلاف بعد صقيع استمر لشهور، ما ينذر بتداعيات كارثية وفق محللين للمزارعين والمستهلكين واقتصاد البلاد على حد سواء.
وشهدت تركيا بين أكتوبر/ تشرين الأول 2024 ومارس/آذار 2025 أدنى معدل هطول أمطار منذ 65 عاماً، ترافق مع موجات صقيع متكررة، آخرها في إبريل/ نيسان الماضي، قبل أن تحل موجة جفاف وحر شديد هذه الأيام، ما ينذر بتراجع إنتاج الصيف، من خضر وفواكه وغلال الحبوب.
ودفعت التطورات الحكومة لزيادة تدخلها الإسعافي، ليعد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بدعم مباشر وقروض كبيرة وميسرة، لإبعاد شبح الخسائر عن المزراعين وتحول تركيا من الوفرة والتصدير إلى الندرة والاستيراد. وأكد شمسي بيرقدار، رئيس اتحاد غرف الزراعة في تركيا (TZOB) أنّ الجفاف والكوارث المناخية مثل الصقيع والبرد والفيضانات سببت شللاً شبه تام للإنتاج الزراعي، خاصة في مناطق جنوب شرق ووسط الأناضول، داعياً الحكومة، خلال تصريحات أول من أمس، إلى ضرورة إدراج المزارعين المتضررين بسرعة ضمن نطاق الدعم الحكومي، وتأجيل سداد ديونهم لدى بنك الزراعات والتعاونيات الائتمانية الزراعية لمدة عام على الأقل من دون فوائد.
وأشار بيرقدار إلى أنّ انخفاض الإنتاج أدى إلى تراجع كبير في دخول آلاف المزارعين، ما يهدد مستقبل الزراعة في البلاد، خصوصًا في المناطق التي تعتمد كليًا على الأمطار. وكشف أن البيانات الواردة من غرف الزراعة في الولايات المختلفة تكشف عن نسب خسائر مرتفعة بشكل غير مسبوق في محاصيل القمح والشعير والعدس، ففي ديار بكر (جنوب شرق تركيا)، انخفضت غلة القمح الجاف بنسبة 48%، والقمح المروي بنسبة 10.8%، والشعير الجاف بنسبة 63%. وفي ماردين، تضرر القمح بنسبة 20%، والشعير بنسبة 50%، والعدس بنسبة 55%. أما في قونية، فقد تراوحت غلة الشعير بين 50 و150 كيلوغراماً للفدان بعد أن كانت تتراوح بين 250 و300 كيلوغرام في المتوسط.
وأضاف أن الولايات التي شهدت هطول أمطار بمعدلات جيدة، لم تسلم من الصقيع هذا العام، ففي أكسراي (وسط البلاد)، وعلى الرغم من الأمطار الجيدة، إلا أن الصقيع في إبريل/ نيسان تسبب في توقعات بانخفاض المحاصيل بنسبة 20%. وفي كارامان (جنوب وسط)، تعذر الحصاد في 400 ألف فدان من أصل 670 ألفاً بسبب الجفاف والصقيع الزراعي. ونال الصقيع من إنتاج ولاية قيصري بنحو 50% وطاولت خسائر الصقيع نحو 90% من إنتاج ولاية كيرشهير الزراعي.
لكن ولاية هاتاي الحدودية مع سورية (جنوب تركيا)، نالت النصيب الأكبر من خسائر إنتاج القمح، بحسب بيانات وزارة الزراعية، إذ بلغت خسائر القمح 100% في قضائي بيلين وإسكندرون، و60% في ألتينوزو، و50% في كوملو، و42% في إرزين، و40% في كيريخان وباياس ودفنه وريحانلي، و35% في أنطاكيا، و30% في سامانداغ، وأرسوز، وهاسا. وانخفض الإنتاج بولاية كليس بين 70% و80%.
استجابة حكومية سريعة لتقليص الأضرار
تلقفت الحكومة، نداءات التحذير بموسم زراعي سيئ وخسائر غير مسبوقة، تهدد مستقبل الإنتاج الغذائي في تركيا وتؤثر على منسوب المياه الجوفية التي زاد استخدامها، بسبب قلة الأمطار والجفاف، خاصة لموسم زراعة القمح وبمقدمته الذرة.
وكشف الرئيس رجب طيب أردوغان عن حزمة تسهيلات ائتمانية واسعة للمزارعين، تشمل مشاريع البيوت البلاستيكية وتربية الأبقار الحلوب والماشية الصغيرة، واعداً بحزمة قروض بفترة سداد طويلة الأجل وقرارات تأجيل تسديد للقروض السابقة، تخفف عن المزارعين خسائرهم لهذا العام. وقال أردوغان خلال الاجتماع الرابع للبنك الزراعي حول النظام البيئي الزراعي، إن بنك "زراعات الحكومي" أعد حزمة قروض تتماشى مع احتياجات المزارعين، وتخصيص قروض تصل إلى 10 ملايين ليرة (250 ألف دولار) للراغبين في إنشاء بيوت بلاستيكية لإنتاج الخضراوات والفواكه، بفترة سداد تمتد حتى 10 سنوات، تتضمن إعفاءً من سداد أصل الدين لمدة عام للمشاريع التي تقل مساحتها عن 10 أفدنة، وأنّ نسبة رأس المال المطلوبة للاستثمار ستحدد بـ 20%، في حين تنخفض إلى 10% للشباب والنساء.
دعم الإنتاج الحيواني للحفاظ على استقرار الأسواق
وتأثرت تربية المواشي وإنتاج الحليب واللحوم، بسبب الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف، ما رفع أسعار لحوم الأبقار للمستهلكين، إلى ما بين 700 و750 ليرة للكيلوغرام، الأمر الذي دفع الحكومة لإيلاء الشق الحيواني دعماً إضافياً وتقديم قروض استثمارية تصل إلى نحو 5 ملايين ليرة (125 ألف دولار)، بأجل يصل إلى سبع سنوات، بينها عام كامل من الإعفاء من سداد أصل الدين. وتُمنح هذه القروض دون الحاجة إلى رأسمال أسهم، بهدف دعم المؤسسات التي تسعى لزيادة طاقتها الإنتاجية.
وأعلن الرئيس التركي خلال مؤتمر النظام البيئي الزراعي الذي استضافه مركز "خليج" للمؤتمرات في إسطنبول، السبت الماضي، عن رفع سقف القروض في إطار مشروع توطين السكان بقراهم ودعم المشاريع الزراعية الصغيرة الذي جاء تحت شعار "لديّ أسباب كثيرة للعيش في قريتي" المُنفذ بالتعاون بين وزارة الزراعة وبنك زراعات، من 600 ألف ليرة إلى 1.2 مليون ليرة. وأكد أن هذا التمويل سيُسهم في تطوير تربية الماشية الصغيرة وزيادة الثروة الحيوانية في الأرياف، واعداً أنّ الحكومة ستواصل تقديم فرص ائتمانية مغرية تُمكّن المواطنين من البقاء في قراهم والاستثمار في أراضيهم، بما يعزز الأمن الغذائي ويعطي دفعة قوية للاقتصاد الزراعي في البلاد.
وبعد تشكيل لجنة تحقيق بأضرار الصقيع وآثاره على الزراعة، وتوقعات تراجع إنتاج الفاكهة من 28 مليون طن إلى 20 مليون طن هذا العام واستمرار انخفاض الإنتاج خلال العام المقبل بسبب الأضرار التي لحقت بالأشجار. عقد البرلمان التركي، الأسبوع الماضي، جلسة لمناقشة كارثة الصقيع الزراعي، والاستماع إلى آراء الغرف المهنية والخبراء والمزارعين ضمن لجنة التحقيق في ظاهرة الصقيع الزراعي، والتباحث حول التدابير التي ينبغي اتخاذها.
وقال رمضان أوزجان، رئيس بورصة التجارة في ملاطية، إنّ "إنتاج الفاكهة المتوقع هذا العام كان 28 مليون طن، لكنّ الإنتاج قد يتراجع إلى ما يقارب 21 مليون طن فقط. مضيفاً خلال الجلسة أنّ تركيا تملك احتياطياً سنوياً من إنتاج المشمش الطازج يبلغ 800 ألف طن، وهو ما يمثل 20% من الإنتاج العالمي، لكننا خلال السنوات الخمس الأخيرة نواجه أزمات ناجمة عن التغير المناخي، وانخفاض متوسط إنتاجنا التقديري من 170 ألف طن إلى 70 ألف طن فقط". وأضاف: "تضررت الأشجار بدرجة لا نعلم إن كانت ستعطي إنتاجاً العام المقبل، الأمر متروك للزمن ليكشفه... كما أنّ تكاليف العناية بالأشجار تضاعفت هذا العام نتيجة الأضرار".
بدوره، أوضح صادق أوزقساب، رئيس مجلس إدارة بورصة تجارة مانيسا، أن توقعاتهم كانت تشير إلى موسم وفير في إنتاج العنب، لكنّ موجتي صقيع ضربتا المنطقة، مما تسبب في تراجع التقديرات من أكثر من 300 ألف طن إلى ما بين 125 إلى 150 ألف طن فقط.
وقدم رئيس غرفة المهندسين الزراعيين، باقي رمزي سويجميز مقترحات للحكومة بشأن القروض وتدابير وزارة الزراعة والغابات للتقليل من خسائر الصقيع، مشيراً إلى أن بيانات هيئة التنظيم والرقابة المصرفية (BDDK) تفيد بأن إجمالي القروض النقدية الممنوحة للمزارعين يبلغ 986 ألف ليرة، في حين أن القروض المتعثرة تصل إلى ستة مليارات ليرة.
ولذلك، طالب بضرورة تأجيل أو إعادة جدولة فوائد هذه القروض، بخاصة بالنسبة لصغار ومتوسطي المزارعين المتضررين من الصقيع، واقترح الإعلان عن حزمة اقتصادية زراعية إضافية. كما من الضروري دعم المزارعين لضمان قدرتهم على العودة للإنتاج بعد سنة أو سنتين أو ثلاث سنوات، بحسب حجم الأضرار التي سببها الصقيع. هذا الدعم ضروري لعدم ارتفاع أسعار الغذاء، والحفاظ على عائدات التصدير، ولمنع ابتعاد المنتجين عن أراضيهم.
غلاء وتراجع التصدير
وفي ظل هذا الأضرار، تشهد الأسواق التركية، ارتفاعات بأسعار الفواكه "لم تشهدها على الإطلاق" بحسب التاجر جيزمي تاش، معتبراً أن الصقيع الذي ضرب ولايات إنتاج الأشجار المثمرة خلال شهر مارس/ آذار وإبريل/ نيسان الماضيين، السبب الأهم الذي أدى لتراجع الإنتاج وارتفاع الأسعار اليوم. وقال تاش لـ"العربي الجديد" إن سعر كيلو المشمش لن يهبط عن 130 ليرة والدراق عن 160 ليرة، في حين يصل سعر الكرز إلى 350 ليرة، وهي أسعار تفوق القدرة الشرائية للأتراك وتسبب الخسائر للتجار، بسبب سرعة تلف تلك الأنواع ونقلها من سوق إلى آخر.
وتوقع مختصون أن ينخفض إنتاج الفاكهة في تركيا من 28 مليون طن إلى 21 مليون طن، ما سيؤثر على حجم وقيمة الصادرات الزراعية التي تشكل أكثر من 15% من مجمل الصادرات التركية التي تزيد عن 265 مليار دولار، فضلاً عن تراجع العرض بالسوق المحلي وارتفاع الأسعار.
وبحسب بيانات جمعية المصدرين الأتراك (TIM)، ارتفعت صادرات تركيا الزراعية، العام الماضي إلى 36.2 مليار دولار بزيادة بلغت نسبتها 3.3% عن صادرات عام 2023. لتبلغ أعلى قيمة بتاريخ الجمهورية التركية، بعد أن سجلت صادرات الحبوب والبقوليات والبذور الزيتية ومنتجاتها نحو 12.37 مليار دولار العام الماضي. فيما بلغت صادرات الخضراوات والفواكه الطازجة حوالي 3.49 مليارات دولار، والفواكه المجففة ومنتجاتها 1.61 مليار دولار، والزيتون وزيت الزيتون 871 مليون دولار، إضافة إلى منتجات أخرى.
وكانت الولايات المتحدة وألمانيا أكبر مستوردين للمنتجات الزراعية من تركيا في عام 2024، وبلغ إجمالي صادرات الفواكه المجففة والمنتجات ذات الصلة إلى ألمانيا 247.3 مليون دولار، بينما بلغت صادرات الفواكه والخضراوات إلى الولايات المتحدة 429.4 مليون دولار.
وقال المحلل الاقتصادي التركي يوسف كاتب أوغلو، إن "النظر للقطاع الزراعي لا يقتصر على التصدير والإنتاج فقط، بل وعلى حجم تشغيل الأيدي العاملة، حيث يستوعب نحو 20% من إجمالي الأيدي العاملة، وترسيخ ربط المزارعين بالأرض وتقديم احتياجات السكان، من منتجات موثوقة بأسعار مناسبة ومنافسة، لذا، تعد كارثة هذا العام، ضربة لعمق الاقتصاد التركي والتي تحاول الحكومة تلافيها وتحمل جزء كبير من الأضرار ودعم المزارعين ليقفوا على إنتاجهم من جديد، بخاصة صغار ومتوسطي الإنتاج الذين تضرروا من الصقيع واليوم من الجفاف "المشكلة تأذي الأشجار لأكثر من عام".
وأضاف أوغلو في حديث لـ"العربي الجديد" أنّ الحلول الإسعافية بتقديم قروض كبيرة، من دون فوائد وبفترة سداد طويلة، ستحل جزء كبير من المشكلة، كما أن الدعم للتوجه إلى الطرق الحديثة، بالريّ والزراعات المحمية وأنظمة التغطية المتحركة، تحمي المحاصيل وتتم تطويق المشكلة بالمستقبل، لكن الكارثة وقعت هذا العام وسببت أضراراً بالأشجار وحجم الإنتاج وانعكست ارتفاعاً على أسعار المستهلك.
ولفت المحلل التركي إلى أن تركيا تحتل المرتبة الأولى أوروبياً والثامنة عالمياً بالإنتاج الزراعي والرابعة بإنتاج الخضر والفواكه، بعد أن بلغت قيمة الإنتاج الزراعي للدولة، بحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) والبنك الدولي، 68.9 مليار دولار في 2023، قبل أن يزيد الإنتاج بأكثر من 3% العام الماضي.
وحول مدى تأثير "الكارثة" على العرض السلعي الزراعي وهل يمكن لتركيا أن تقع بعجز وتتجه للاستيراد هذا العام، أوضح أوغلو أن بلاده تنتج 206 أنواع من المحاصيل الزراعية، وما تضرر هذا العام، كان بالأشجار المثمرة بالدرجة الأولى وبولايات محددة "ربما هي الأكثر إنتاجاً" لكنّ ذلك لن يؤثر على مخزون تركيا، بخاصة من محاصيل الحبوب الاستراتيجية، لكنه سيؤثر على تراجع العرض وارتفاع الأسعار وحجم التصدير، دون أن يصل إلى عدم الاكتفاء الذاتي.
وعن الإنتاج الحيواني، أضاف المحلل الاقتصادي التركي أن تركيا تحتل المرتبة التاسعة عالمياً والثالثة أوروبياً في إنتاج الحليب، كذلك تحتل المرتبة السابعة عالمياً والأولى أوروبيا في إنتاج لحوم الأبقار والمرتبة التاسعة عالمياً والثانية أوروبياً في إنتاج لحوم الدجاج، والمرتبة العاشرة عالمياً والثانية أوروبيا في إنتاج البيض والثانية عالمياً في إنتاج العسل.
ولكن منذ العام الماضي وبسبب بدء تراجع الأيدي العاملة في قطاع الزراعة، وبمقدمتهم السوريين، بدأ إنتاج القطاع الحيواني يتراجع، إذ وبحسب معهد الإحصاء التركي تراجعت أعداد المواشي والأغنام، لتسجل أدنى مستوى لها في 6 سنوات، بينما بلغت أعداد الأغنام أدنى مستوى في أربع سنوات. ووفق البيانات الرسمية فقد تراجع إجمالي عدد المواشي والأغنام في تركيا من حوالي 73.47 مليون رأس في عام 2022 إلى نحو 69.1 مليون رأس في 2023، لانخفاض بلغت نسبته 5.9%.
## باكستان تقلّل من الحظر التجاري الهندي
30 June 2025 04:52 AM UTC+00
أفاد ممثلون عن قطاع الشحن في باكستان بأن محاولة الهند عرقلة التجارة الخارجية للدولة بمنع السفن التي تحمل بضائع باكستانية من الرسو في موانئها لم تُحقق الأثر المرجو. وفي الثاني من مايو/أيار الماضي، فرضت الهند حظراً على السفن التي تحمل بضائع قادمة من باكستان أو متجهة إليها، وكذلك عبور الشحنات أراضيها، وذلك قبل أيام من تبادل الدولتين ضربات عسكرية استمرت نحو أربعة أيام.
وذكرت صحيفة داون الباكستانية، في تقرير أمس الأحد، أن الهند سعت في البداية إلى الإضرار بتدفقات التجارة الباكستانية، إلا أن النتيجة لم تكن على قدر التوقعات، إذ تكيفت شركات الشحن من خلال فصل البضائع المتجهة من باكستان وإليها، متجنبةً بذلك الاعتماد على الموانئ الهندية.
ومع ذلك، أفاد المستوردون بأن الحظر الهندي أدى إلى إطالة أوقات الشحن وارتفاع رسومه. وقال رئيس غرفة تجارة وصناعة كراتشي جاويد بيلواني إن "السفن الرئيسية لا تصل إلى باكستان بسبب هذا الإجراء الهندي، ما يؤخر وارداتنا مدة تتراوح بين 30 و50 يوماً". وأضاف أن المستوردين يعتمدون الآن على سفن التغذية، ما يرفع التكاليف.
وأفاد المصدرون أيضاً بارتفاع في تكاليف التأمين عقب الضربات العسكرية. ومع ذلك، أكدوا أن التأثير الإجمالي على الصادرات لا يزال ضئيلاً. وقال عامر عزيز، أحد مُصدّري المنسوجات: "لا يوجد تأثير يُذكر على الصادرات بعد العدوان الهندي، باستثناء ارتفاع تكاليف التأمين. لقد ارتفعت رسوم الشحن بالفعل حتى قبل التصعيد".
وتعتمد صادرات باكستان بشكل كبير على المدخلات المستوردة لإضافة القيمة. ومع فرض الحكومة ضوابط صارمة على الواردات للحفاظ على النقد الأجنبي، فإن أي خلل في سلاسل التوريد له آثار اقتصادية أوسع نطاقاً.
ومع ذلك، نفى الأمين العام لجمعية وكلاء السفن الباكستانية سيد طاهر حسين ما أشار إليه مصدرون من توقف السفن الأم عن الرسو في الموانئ الباكستانية. وقال: "يمكنكم رؤية السفن الأم (الكبيرة) في كراتشي وميناء قاسم". وأضاف: "سفن التغذية كافية أيضاً للتعامل مع حجم التجارة الباكستانية، حيث يمكنها حمل ما بين ستة آلاف وثمانية آلاف حاوية، وهو ما يفوق بكثير المستوى الحالي لصادراتنا ووارداتنا".
والعلاقات التجارية الرسمية بين باكستان والهند مجمدة منذ عام 2019. وانخفض حجم التجارة الثنائية من 2.41 مليار دولار في 2018 إلى 1.2 مليار دولار في 2024. وانخفضت صادرات باكستان إلى الهند من 547.5 مليون دولار في 2019 إلى 480 ألف دولار فقط في عام 2024.
ومع ذلك، تزدهر التجارة غير الرسمية. وقد جرى تسهيل هذه التجارة الموازية عبر طرق بديلة، بما في ذلك موانئ دبي في الإمارات العربية المتحدة، وكولومبو في سريلانكا، وسنغافورة. وتشمل صادرات الهند الأدوية والمنتجات البترولية والبلاستيك والمطاط والمواد الكيميائية العضوية والأصباغ والخضراوات والتوابل والقهوة والشاي ومنتجات الألبان والحبوب. أما الصادرات الباكستانية الرئيسية إلى الهند، فتشمل النحاس والأواني الزجاجية والمواد الكيميائية العضوية والكبريت والفواكه والمكسرات وبعض البذور الزيتية.
## معضلات مالية و"تمرد" بمواجهة إصلاح الرعاية الاجتماعية في بريطانيا
30 June 2025 04:52 AM UTC+00
بكثير من المساومات والتنازلات المالية، نجح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في نزع فتيل تمرد عدد كبير من نوابه في البرلمان ضد مشروع قانون إصلاح مخصصات الرعاية الاجتماعية قبل أيام قليلة من التصويت عليه.
ورغم أن تمرير المشروع أصبح في حكم المؤكد لدى التصويت عليه يوم غد الثلاثاء، فإن ما وُصف بـ"التراجع الثالث" لستارمر خلال أقل من عام يكشف عن صراعات داخل الحزب الحاكم، ظاهرها السياسة وباطنها الاقتصاد ومعضلاته، وكلها تضع زعامته الحزبَ على المحك.
تعود بدايات مشروع إصلاح مخصصات الرعاية الاجتماعية لذوي الإعاقة، أو العاجزين عن العمل جزئياً لأسباب صحية من الأسر والأفراد، وإعانة البطالة أو البحث عن عمل، إلى مارس/ آذار الماضي، فيما عُرف وقتها بـ"الورقة الخضراء".
يهدف المشروع في جوهره إلى خفض الإعانة التي تدفعها الدولة لمن لا يعملون لأسباب صحية مختلفة، والتركيز على دعم ذوي الظروف الصحية بالغة الصعوبة، والهدف هو تعزيز فكرة الكسب والتأهيل للعمل بدلاً من الإعانة على حد تعبير وزيرة العمل والمعاشات ليز كاندل. وقد دافعت وزيرة الخزانة راتشيل ريفز عن هذا الخيار بالقول إن الطريقة الأفضل لحماية دولة الرفاه في الوقت الراهن هي ضمان عدم توسعها وبقائها ضمن الحدود المتاحة.
كان يمكن لمشروع كهذا أن يمر بسلاسة لو سوقت الحكومة التغييرات باعتبارها إصلاحاً لنظام الرعاية الذي يتفق كثيرون على أنه يتسم بالفوضى والتعقيد في آن واحد. لكن "الورقة الخضراء" واجهت تحديات كثيرة منذ طرحها، تمثل أولها في توجه قيادة حزب العمال إلى تبني سياسات "غير عمالية" تأخذ الأموال من أيدي الناخبين المحتاجين، أي قواعد الحزب التقليدية، بدلاً من توسيع مظلة الرعاية للفقراء والطبقة الوسطى كما وعدت ناخبيها.
أما التحدي الثاني، فتعلق بعدم إجراء مشاورات كافية بين حكومة الحزب وقيادة الكتلة النيابية من جانب، ومن جانب آخر نواب الصفوف الخلفية الذين جأرت دوائرهم بالشكوى والاتصالات، فتحسبوا لفقدان مقاعدهم وأعلنوا رفضهم مشروع القانون، وهو ما كان يؤشر إلى إمكانية خسارة الحكومة الاقتراع لو انضمت المعارضة إلى 126 عمالياً هددوا بالتصويت ضد حكومتهم.
وقد سعى المشروع الأصلي، قبل تعديله تحت ضغوط النواب المتمردين، لتوفير خمسة مليارات جنيه إسترليني سنوياً (6.9 مليارات دولار) للخزانة حتى العام 2029- 2030، وهو مبلغ ليس بالهين نظراً للأزمة التي تواجهها وزيرة الخزانة من تحديات لخفض اللجوء إلى مزيد من الديون، والحد من تكلفة المديونية التي تبلغ حالياً 2.8 تريليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل 100% من قيمة إجمالي الناتج المحلي.
ويشير تقرير لمعهد الدراسات المالية (IFS) إلى الفاتورة الباهظة التي تتحملها الموازنة لدعم ذوي الإعاقة غير القادرين على العمل لظروف صحية دائمة (بين عمر 16 و64 عاماً) أو يحتاجون لدعم إضافي، بسبب عجز غير كلي أو دائم، يعزز التحاقهم بسوق العمل، إذ ارتفعت قيمتها من 37 مليار جنيه إسترليني في عام 2020 إلى 57 ملياراً في العام الحالي، لتمثل ما يزيد عن 40% من إجمالي مخصصات الرعاية الاجتماعية في إنكلترا وويلز والتي تبلغ في مجملها 141 مليار جنيه.
لكن ضغوط النواب ومعارضتهم المشروع دفعت ستارمر إلى التراجع جزئياً عن أهم بنوده، وهو ما سيكلف حكومته حوالي ثلاثة مليارات جنيه إسترليني من الخفض الذي كان مزمعاً ليصبح إجمالي التوفير ملياري جنيه فقط بدلاً من خمسة مليارات.
يتمثل أهم التعديلات في استمرار المخصصات من دون تغيير للذين يحصلون على إعانة الإعاقة والضمان الاجتماعي لظروف صحية (يونيفرسال كريديت) وهو ما يعادل حوالي تسعة آلاف جنيه إسترليني سنوياً للفرد. أما المستحقون الجدد اعتباراً من العام المقبل، فستنخفض قيمة ما يحصلون عليه من إعانة إلى حدود ثلاثة آلاف جنيه، وهو أمر ما زال يلاقي رفضاً ومخاوف من نواب الجناح اليساري في الحزب الذين تعهدوا بالتصويت ضد المشروع حتى بعد تعديله.
بدورها، أعربت الجمعيات المدافعة عن ذوي الإعاقة عن تحفظات على المشروع رغم تعديله. وقال جيمس واتسون-أونيل، الرئيس التنفيذي لمنظمة Sense الخيرية للدفاع عن حقوق ذوي الإعاقة، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "التنازلات التي أعلنتها الحكومة بشأن مشروع قانون الرعاية الاجتماعية القادم مهمة وإيجابية، إلا أنها لا ترقى إلى مستوى العدالة للأشخاص ذوي الإعاقة. هذا القرار دليل على قوة من يرفعون أصواتهم ضد هذه التخفيضات غير العادلة، ونحن ممتنون للغاية لجميع داعمينا الذين خصصوا وقتاً للتواصل مع نوابهم بشأن هذه القضية".
لكن أونيل حذر من التمييز بين مستحقي الإعانة من ذوي الإعاقة اعتباراً من العام المقبل، وقال: "تؤسس تعديلات الحكومة نظاماً مزدوجاً غير عادل، حيث يحصل شخصان من ذوي الإعاقة، لهما نفس الاحتياجات، على مزايا مختلفة حسب توقيت بدء حاجتهما إليها. هذا ليس صحيحاً. لقد سمعنا أيضاً مخاوف آباء لديهم أبناء من ذوي الإعاقة أو ذوي احتياجات معقدة، ويشعرون بالقلق بشأن تأثير هذه التعديلات على مستقبل أطفالهم".
مأزق ستارمر السياسي والمالي
من الصعب تفسير التراجع الأخير الذي أقدم عليه كير ستارمر بمعزل عن الظرف الاقتصادي والسياسي الذي تمر به قيادته وحزب العمال بعد أقل من عام من وصولهم إلى السلطة. فتعهدات الحزب بعدم اللجوء إلى رفع الضرائب والتركيز بدلاً من ذلك على إصلاح الموازنة وتحفيز النمو لخلق مزيد من فرص العمل لا تحقق نجاحاً كثيراً.
وحتى حين أقدم على بعضها، مثل إلغاء إعانة التدفئة للمتقاعدين، قوبل الإجراء برفض جماهيري أجبره على التراجع عنه وحمّل الموازنة 1.25 مليار جنيه كانت في عداد التوفير. أما تراجعه الأخير، وهو الأكبر حتى الآن، فجاء بعدما اعتبر ما يتردد عن تمرد نوابه مجرد "ضوضاء" ستخفت تحت سطوة الأغلبية، لكنه فوجئ بعد عودته من قمة الناتو في لاهاي بأن "المتمردين" أكثر تنظيماً مما اعتقد، فاضطر للمساومة. ويدور الحديث في أروقة ويستمنستر حالياً عن إمكانية تراجع الحكومة عن السقف الذي وضعته لإعانة الأطفال بقصرها على طفلين للأسرة فقط، وهو ما قد يكلف الموازنة 3.5 مليارات جنيه إضافية.
وتحذر مؤسسات اقتصادية محافظة من أن اضطرار ستارمر للتراجع إرضاءً للنواب وقواعدهم الشعبية قد يعقد المسار السياسي لزعامته ويضعف الثقة بالاقتصاد البريطاني، وفي حالة كتلك، لن يكون أمام وزيرة الخزانة سوى زيادة الضرائب، وهو أمر بات أكثر ترجيحاً لأنه سيعوض تكاليف كل التغييرات السابقة لكنه سيكون أكبر التراجعات!
رغم ذلك، يظل التحدي الأكبر لستارمر سياسياً بالأساس، فالمواجهات بين قيادة الحزب وقاعدته الشعبية ليست مألوفة لحكومة لم تكمل عامها الأول وتتمتع بأغلبية ساحقة في البرلمان. المدافعون عن ستارمر من حكومته، وفي مقدمتهم وزير الرعاية ستيفن كينوك، يقولون إنه "يقبل بإعادة التفكير لتصحيح المسار وإنه يضع مصلحة بريطانيا قبل مصلحة الحزب".
أما زعيمة حزب المحافظين كيمي بادينوك، فلم تضيع الفرصة للنيل من موقف ستارمر، ووصفت تراجعه الأخير بأنه "دليل على أن قيادة العمال ليست فاعلة، إذ كيف لا يمكنهم الاتفاق على أمور بسيطة مثل خفض النفقات؟ لقد خلقوا فئتين من مستحقي إعانة الإعاقة فجمعوا بين أسوأ خيارين".
قد تتباين الأهداف السياسية للمحافظين والعمال، لكن "خفض النفقات" هي الكلمة محل الإجماع عند الاقتصاديين من الجانبين في الوقت الراهن للإبقاء على مساحة المناورة الضيقة أمام وزيرة الخزانة للاقتراض بأسعار فائدة أقل تكلفة، وتجنب تكرار لعنة سوق السندات التي لحقت باقتصاد بريطانيا في عام 2022 بسبب سياسات رئيسة الحكومة ليز تراس، عندما تحدت نوابها وأقدمت على إعفاءات ضريبية واستدانة غير مسبوقة، فأطاحها حزبها بعد 49 يوماً في السلطة.
## مجلة إبداع... استقالات وأسئلة عن حرية التعبير
30 June 2025 05:37 AM UTC+00
لم تنجُ مجلة إبداع الأدبية في مصر من المناخ المتردي لحرية الفكر والتعبير، فكان على فريق تحريرها أن يدفع ثمناً باهظاً لنشر مقالٍ أثار اعتراضات في الأوساط السياسية والدينية، في بلدٍ تشهد فيه الحريات تراجعاً متسارعاً منذ عام 2013، وتحولت فيه بيئة العمل الثقافي إلى فضاء يسوده الحذر والرقابة الذاتية.
فوجئ الوسط الأدبي والثقافي المصري قبل أيام بإعلان استقالة جماعية لأعضاء فريق تحرير "إبداع"، المجلة الصادرة عن الهيئة العامة للكتاب، التابعة لوزارة الثقافة. جاءت الاستقالات، وأبرزها لرئيس التحرير الشاعر والأديب إبراهيم داود (كلّف برئاسة التحرير مكانه الشاعر أحمد الشهاوي)، تباعاً عبر حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، مصحوبة بكلمات فخر وامتنان للفترة التي قضوها في خدمة الحركة الأدبية المصرية، من خلال المجلة العريقة.
رئيس التحرير، إبراهيم داود، كتب: "من التجارب التي أعتز بها في حياتي هي رئاستي لتحرير مجلة إبداع، لأنني حاولت المحافظة على ما أنجزه رؤساء التحرير الثلاثة السابقون الكبار (الدكتور عبد القادر القط، وأحمد عبد المعطي حجازي، ومحمد المنسي قنديل). اجتهدت مع زملائي للتأكيد على قوة وحيوية الثقافة المصرية وتطلعاتها، لم نبحث عن غنائم ولا نفوذ، فقط قمنا بما نعتقد أنه الصواب، محبة في الكتابة والكتاب، ليس في مصر فقط، بل في الوطن العربي والعالم كله. لم نوفق أحياناً، لكن كان هدفنا الدائم إشاعة المناخ الإبداعي قدر استطاعتنا... ولأسباب خاصة، قررت أن أعتذر للصديق العزيز الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس هيئة الكتاب، وأترك له مهمة اختيار رئيس تحرير جديد يقود الإصدار الخامس من مجلتنا العريقة".
لم تكد كلمات داود تُنشر، حتى تكشفت أسباب الاستقالات. فقد أفادت شهادات من كتّاب ومثقفين بأن الفريق تعرض لضغوط دفعتهم للاستقالة، بعد اعتراضات رسمية على مقالٍ تناول آل البيت نُشر في عدد مايو/أيار الماضي من المجلة.
الناقد الأدبي البارز جمال الطيب علّق على الواقعة قائلاً: "لا يُعقل أن يكون مقال واحد، في عدد يضم مواد رصينة من شعر وقصة ودراسات وقراءات، سبباً في هجوم ضارٍ غير مبرر، نجم عنه استقالة رئيس التحرير الكاتب الصحافي النزيه والشاعر المبدع إبراهيم داود، ونائب رئيس التحرير الكاتب والقاص هشام أصلان، ومدير التحرير الكاتب الصحافي يحيى وجدي. أسفت لهذا الخبر الحزين، لافتقادنا كتّاباً مخلصين اجتهدوا في أعمالهم ونجحوا في وضع المجلة في مكانة راقية. كل التعازي والمواساة لمحبي ومتابعي الحركة الثقافية، الذين أدّعي أنني أحد المنتمين إليهم".
تلك الرواية، المتداولة بكثافة في أوساط المهتمين بالشأن الثقافي المصري، أكدها مقربون من فريق تحرير المجلة.
تضييق متصاعد على الحريات
ما حدث لمجلة إبداع هو انعكاس مباشر للمناخ الخانق الذي باتت تعيشه مصر على صعيد حرية التعبير، بحسب تقارير منظمات حقوقية دولية ومصرية.
تشير هذه التقارير إلى ممارسات ممنهجة لتقييد حرية التعبير، على رأسها "حملات الاعتقال الواسعة"، التي طاولت آلاف النشطاء والصحافيين والمدونين والمدافعين عن حقوق الإنسان، وفق ما وثّقته منظمات مثل "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية"، بتهم فضفاضة مثل "نشر أخبار كاذبة"، أو "الانتماء لجماعة إرهابية".
وتُستخدم قوانين مكافحة الإرهاب والجرائم الإلكترونية -التي وُصفت بأنها غامضة ومفتوحة التفسير- لقمع النقد والمعارضة، إذ تتيح هذه القوانين الحبس الاحتياطي الطويل، وتجريم التعبير السلمي عن الرأي، مما يعزز مناخ الخوف والرقابة الذاتية.
ومن أبرز مظاهر التضييق أيضاً، حجب المواقع الإلكترونية، فقد شهدت السنوات الأخيرة حجب مئات المواقع الإخبارية والحقوقية ومنصات التواصل، ما يقوّض إمكانية الوصول إلى مصادر مستقلة ومتنوعة للمعلومة. وتشير دراسات متخصصة في الحريات الرقمية إلى أن مصر باتت من الدول الرائدة في حجب المحتوى الإلكتروني.
أما الصحافيون، فيواجهون ضغوطاً جمّة، من بينها الاعتقال، والمحاكمات الجائرة، والمنع من النشر، أو الطرد من العمل. وتشير تقارير نقابة الصحافيين المصرية، رغم القيود المفروضة عليها، إلى أن العشرات من الصحافيين يقبعون في السجون بسبب عملهم، بينما تتراجع باستمرار مساحات النقد والتحقيق الصحافي.
دراسات أكاديمية ومراكز أبحاث غربية وعربية توصلت إلى أن المناخ العام في مصر لم يعد ملائماً لحرية التعبير، مشيرة إلى تراجع البلاد في مؤشرات حرية الصحافة والإنترنت، واتجاه الخطاب العام نحو التجانس والانغلاق على حساب التعددية.
مجلة إبداع: إرث ثقافي
مجلة إبداع ليست مجرد مطبوعة دورية، بل تُعد من أعرق المجلات الثقافية في مصر والعالم العربي. تأسست عام 1983 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ولعبت منذ نشأتها دوراً محورياً في المشهد الأدبي، وقدّمت منبراً للأقلام المتميزة من مصر والعالم العربي.
تناوب على رئاسة تحريرها كبار الأدباء، ما أكسبها مكانة مرموقة، ولم تكن المجلة فقط حاوية للنصوص، بل شاهداً على التحولات الثقافية والفنية في مصر والمنطقة.
 
## ترامب و"معركة" استئناف المفاوضات النووية مع إيران
30 June 2025 05:42 AM UTC+00
في أعقاب العملية الجوية الأميركية ضد المنشآت النووية الايرانية، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنّ الاتصال مع طهران سيجري الأسبوع المقبل بهدف العودة إلى التفاوض "المباشر" معها هذه المرة. لكن حتى الآن ليس في أجندة البيت الأبيض لهذا الأسبوع ما يشير إلى المفاوضات أو لأي لقاءات في هذا الخصوص، مع أنّ الرئيس متمسّك بهذا الخيار، وقد أعطى أكثر من إشارة في الأيام الأخيرة على جدّيته في ذلك. لكن يبدو أنّ الأجواء ليست مؤاتية بعد.
معاكسات حكومة بنيامين نتنياهو في إسرائيل بدأت تتوالى إشاراتها، فضلاً عن الاشتراطات المسبقة التي تضعها طهران لمثل هذه العودة، ما فرض التأجيل حتى إشعار آخر، ولو أنّ هشاشة الوضع لا تحتمل طول الانتظار، فالإدارة تحرص على نضوج الظروف، لأنها تطمح هذه المرة إلى تحقيق "إنجاز" تفاوضي. وهذا احتمال يدور حوله جدل بين متشددين دعوا إلى المضي بالخيار العسكري "لإسقاط النظام"، وبين أكثرية تحذر من الانزلاق إلى "حرب واسعة"، وتدفع مع الرئيس باتجاه الدبلوماسية.
وساهم في انقسام الرأي بشأن التفاوض أنّ الصورة لم تتضح بعد بشأن آثار العملية الجوية ضد المنشآت الثلاث. البيت الأبيض ما زال يصرّ على أنّ الضربة أدت إلى دمارها بشكل "ماحق"، فيما لا تتبنى سائر التقديرات، حتى الآن، الاستخباراتية والعسكرية وحتى وكالة الطاقة الذرية، هذا التقييم. كلها بقيت في حدود الاعتقاد بأنّ المنشآت أُصيبت بأضرار "جسيمة" لا أكثر. وذكرت معلومات إيرانية، الأحد، أنّ "الضربات لم تفضِ إلى حجم الخسائر التي توقعتها الإدارة". تسليط الأضواء في بعض الإعلام الأميركي (واشنطن بوست - رولينغ ستون) على كلام من هذا النوع منسوب لجهات رسمية إيرانية، زاد من الشكوك حول إصرار الادارة على توصيفها، ولو أنّ البيت الأبيض سارع بلسان المتحدثة الرسمية كارولين ليفيت إلى تجاهل التصريح وتحقير وسائل الإعلام التي نشرته.
وهنا، تردد وما زال تساؤل حول مسارعة ترامب بعد ساعات قليلة من العملية إلى الترويج لتخمينه، وقبل أن تصدر أي تقديرات عن الجهات المعنية بتقييم النتائج. ربما دفعه إلى ذلك حرصه على "استرجاع" المبادرة العسكرية من يد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو ربما أراد تأمين غطاء مسبق لخفض سقف المطالب في المفاوضات المقبلة، على أساس أنّ المشروع النووي صار خارج دائرة الخطر في المستقبل المنظور، وبالتالي لا خشية من إبداء ليونة لعقد صفقة حوله مع إيران. تعززت هذه الفرضية بعدما سارع نتنياهو إلى التحرك بصورة بدت وكأنها تهدف إلى استباق وفركشة هذا الاحتمال. تصريح وزير أمنه يسرائيل كاتس، السبت، كان واضحاً في هذا الخصوص. تأكيده أنّ إسرائيل "لا تحتاج إلى موافقة واشنطن لضرب إيران في المستقبل، وأنها تزمع منعها من بناء مشروعيها النووي والصاروخي بالرغم من الهدنة"، جرى وضعه في هذا السياق. ومن المتوقع أن يكون الملف الإيراني موضوع مباحثات وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر مع المسؤولين في واشنطن، اليوم الاثنين، فضلاً عن موضوع غزة والتحضير لزيارة قريبة لنتنياهو إلى العاصمة الأميركية.
وفي امتداد هذا التحرّك، لوحظ أنّ بعض الجهات في الكونغرس المؤيدة لحرب نتنياهو والمقرّبة من الرئيس ترامب (السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام)، بدأت تحثّ البيت الأبيض على اغتنام الفرصة ومطالبة طهران بأن تتخلّى عن خطابها المعادي لإسرائيل شرطاً مسبقاً للتفاوض معها حول النووي. ويبدو أنّ ذلك يدخل في إطار التعجيز لتعقيد الأمور، علّ ذلك يؤدي إلى تخريب استئناف المفاوضات كما يريد نتنياهو، الذي لا يستبعد بعض المراقبين أن يعود التوتر إلى علاقاته مع الرئيس ترامب بسبب العودة إلى التفاوض النووي.
ترامب وضع طبخة المفاوضات على النار. أوحى إلى ذلك بعد العملية العسكرية، بأكثر من إشارة، كان أبرزها قوله إنه هو الذي رفض اغتيال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، وبالتالي وقف ضد إسقاط النظام. بديله كما قال، العمل باتجاه الصفقة. التراشق، الجمعة، بينه وبين خامنئي، وتهديده بالعودة إلى قصف إيران إذا خصّبت اليورانيوم بدرجة تثير قلقه، ليس غير أداة من عدة الشغل للعودة إلى الطاولة. ولفت في جوابه إلى أنه لم يأتِ على ذكر شرط "صفر تخصيب"، وكأنه يبدي ليونة ضمنية بشأن التخصيب في المفاوضات المقبلة، وبما يتجاوب ضمناً مع مطلب طهران بأنها ليست في وارد العودة إلى المفاوضات "بدون شروط"، كما قال السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني خلال مقابلة أجرتها معه، الأحد، شبكة "سي بي إس نيوز"، لكن العودة إلى غرفة المفاوضات، إذا تمّت، شيء، والخروج منها باتفاق بعد الذي جرى، شيء آخر، وإذا كانت هناك مراهنة، فهي على "حاجة الجانبين إلى الخروج من المأزق".
## اسمها جوري
30 June 2025 05:46 AM UTC+00
اسمها جوري، والجوري هو الورد، ومنه يؤخذ العطر ويُقطّر.
هل شاهدتم صورها على شاشات القنوات الإخبارية؟ إنها جوري المصري التي قُتلت بسبب التجويع في غزة، ولها أب وأم وشجرة عائلة قُصفت وقُطعت منها وهي في الشهر الثالث من عمرها ليس أكثر، قبل أن تستوي طفلةً تلثغ بالكلمات، قبل أن تتعثّر وهي تقف وتمشي بالقرب من سريرها، وذلك الفرح الذي ينفجر ويفوح عطراً وقلوب العائلة تخفق بينما هي تمشي وتقع ثم تمشي وتضحك.
يفوح الورد في الحدائق، في شرفات البيوت، ويختبئ في قوارير العطر، وجوري قُصفت ليس لأن عمر بعض أصناف الزهور قصير، بل لأن ثمة من لا يتوقف عن قتل الأطفال هنا، في قطاع غزة، والأرقام مروّعة وغير مسبوقة.
إنهم نحو 18 ألف طفل قُتلوا، ومن بينهم جوري التي أظهرتها صور القنوات الإخبارية هيكلاً عظمياً، يا إلهي في سمائك.
ماذا يفعلون سوى قتل الفلسطينيين منذ جاؤوا إلى بلادنا، غزاة لا ضيوفاً طيبين، بأسلحتهم الرشاشة التي أصبحت صواريخ باليستية وترسانة نووية تكفي لتدمير الشرق الأوسط برمته؟ ماذا يفعلون في بلادنا، في هذه الحياة؟ تحت سماء الله سوى القتل كأنهم في مهمة رسولية مقدّسة؟ ثم يستديرون إلى الحائط ويبكون لأن الرب لم يمنحهم قوة أكبر لإبادة من تبقى من فلسطينيين.
وكانت ثمة غصة في قلب غولدا مائير، ذلك أنهم (الفلسطينيين) لم يتركوا مجالاً لجيشها سوى قتلهم: "إنهم يجبروننا على قتلهم"، ما يعني أنّ على القتيل، وهو آلاف وليس عشرات، وهو جوري المصري وشعبها الذبيح، أن يعتذروا إلى قاتلهم وهم يودعون أحبابهم، ويدفنون ما تبقى من جثامينهم.
يقول المدير العام لوزارة الصحة في غزة، منير البرش، للتلفزيون العربي إن جوري استُشهدت بسبب سوء التغذية ونفاد الحليب. يقول إنهم (الإسرائيليين) يقتلون 28 طفلاً كل يوم، بمعدل طفل كل 40 دقيقة.
هل يعرف العالم ما يحدث هنا من مقتلة لم يعرفها تاريخ البشر حتى في أسوأ الحروب الكبرى؟
ولماذا نرى صور نجوم السينما على شاشات ضخمة في عواصم العالم، ولا نرى صور جوري المصري في عربة بشاشة كبيرة تجوب نيويورك وباريس ولندن وروما وسواها من عواصم؟ ليعرف العالم بعض ما يجري هنا.
الدمع نضب يا جوري والصوت بُحّ وصوت المقرئ يأتي من بعيد وهو يتلو ما تيسّر من سُوَر، من كلام الرب، وهو يكفّنك ويُسجّيك في تراب أجدادك، في أرضهم التي سُلبت منهم ولم يتوقفوا عن محاولة استعادتها. وفي كل منعطف، عند كل زاوية شارع، في كل زقاق، على شرفات البيوت، ثمة جوري يفوح عطراً، هو أنت إذ تُقتلين قبل أن يُتاح لك أن تري بحر غزة، أن تكبري وتُحبي وتُحَبي ويصبح لك أطفال تقفين على بوابة البيت عندما يذهبون إلى مدارسهم، وأنت مطمئنة إلى أن الله يرعى خطاهم. 
لقد سلبوك مصيرَ الطيور وهي تعود إلى البحار الدافئة كل عام، وحرمونا من أن نكون مثل بقية خلقه فنموت على أسرّتنا ونترك وصايانا للأولاد، فماذا فعلنا ليكون لنا الشوك يا جوري في كل حديقة، والموت في كل قصيدة يرتجلها شاعر يسأل الرب ويناشده بأن يكفّ يد القتل عن شعبه الذبيح؟
ليتنا جراء في برية، ليتنا قنافذ في التراب، ليتنا أرانب تتقافز غافلة عن الموت يا جوري، كي تنجي ولا نراك وشقيقاتك وأشقاءك تُذبحون وتُقطّع جذوركم من ترابكم وأرضكم التي هي أرض صغيرة بحروب لا تَسعها أرض الله كلها وكل أرض أخرى يا جوري.
ولعلها مرثية أخرى يا جوري لشعب يُذبح أينما ذهب، ولذلك يُسمّي طفلته جوري لأنه العطر يفوح ويبقى، والورد وإن نشف يُحفظ في الكتاب، ويُنثر فوق الرؤوس في الأعراس، لأن ثمة شعباً هنا يتحايل على الموت فيسمّيه جميلاً، وعلى القتل فيسميه شهادة، كأنه ينتظر حياة أخرى في أرض أخرى لا يُقتل فيها الأطفال أمام آبائهم فلا يشعرون بالعجز ولا يثقل قلوبهم حزن أسود لا يزول.
ولله الأمر من قبل ومن بعد يا جوري، يا ورداً قُصف قبل أن يفوح يا ابنتي.
## "الستة من موريا"... المخيم يحترق وتتكثّف فوقه سُحُب الصمت
30 June 2025 05:57 AM UTC+00
مخيّم موريا أسوأ وأشهر مخيمات اللاجئين من سورية وأفغانستان ودول الشرق الأوسط الأخرى على أراضي الاتحاد الأوروبي. يقع في الجزيرة اليونانية ليسبوس. في الثامن والتاسع من سبتمبر/أيلول عام 2020، تعرّض لحريق دمّره كاملاً. يروي الفيلم الوثائقي، "الستة من موريا" (Moria Six)، قصّة ستة لاجئين شباب يعيشون في السجن بعد الحريق المدمّر، بانتظار صدور أحكامٍ عليهم.
انطلقت المخرجة الألمانية جينيفر مالمان (Jennifer Mallmann) من دهشتها لسيادة صمت مريع، أعقب دمار المخيّم، ليس محلياً فقط، بل في الخطاب العام أيضاً. لم يبدُ العالم مُهتماً بالظروف اللاإنسانية في المخيمات الأخرى، على الحدود الخارجية لأوروبا، أو بعمليات الإعادة القسرية التي لا تُحصى في البحر الأبيض المتوسط. لم يُثر اعتقال ستة مراهقين، مُتّهمين بإحراق المخيّم عمداً، أيَّ صدىً يُذكر، مع أن نظرة ثانية على ملابسات التحقيق والإجراءات الجنائية كشفت عن مخالفات وشكوكٍ في نظام العدالة اليوناني، فضلاً عن سياسة اللاجئين الأساسية للاتحاد الأوروبي. تُمثّل الإدانة، والإشكالية المريبة، للمراهقين الستة في الحريق، بداية بحثٍ مؤثر عن الإنسانية، كاشفةً عن الجوانب المظلمة لنظامٍ قمعي، ولاإنساني أحياناً كثيرة. نظرة على نظامٍ قضائي، تُمثّل فيه العدالة نفسها مصلحة واحدة فقط من بين مصالح كثيرة.
في العام الماضي، أظهرت مجموعة الهندسة المعمارية الجنائية، في فيديو مُفصّل (24 دقيقة)، أنّه لا يُمكن أنْ يكون كل شيء حدث كما وصفه الشاهد الرئيسي، الذي لم يمثل أمام المحكمة قطّ، لكنّه قدّم أساس الإدانات بشهادته الكاذبة. لا يشارك "الستة من موريا" هذا الاهتمام الاستقصائي، رغم أنّه يتناول أيضاً الفضيحة القضائية، بل تهدف مالمان إلى أن يُنظر إلى فيلمها بوصفه بادرة تضامن، لمواجهة الصمت السائد منذ ذلك الحين، ولخلق نوع من الوعي، لتجنّب كوارث أفدح.
بُنيت مخيّمات جديدة، وارتفعت الأسوار أكثر، وأصبح الدخول والخروج محكوماً ببصمات الأصابع، ونادراً ما يُسمح للمحامين ومراقبي حقوق الإنسان والصحافيين بالدخول. وصلت مالمان وفريقها إلى أحد هذه المعسكرات الجديدة، وسُمح لهم بدخول مركز القيادة، المزوّد بشاشات مراقبة عدّة، كلّها أنيقة وواسعة ولامعة. تجرؤ مالمان على إلقاء نظرة ثانية بفيلمها هذا. في قلبه مراسلاتها مع حسن، أحد الشباب المُدانين، الذي يُخبرها عن حياته اليومية، ورغباته ومخاوفه من السجن. صورٌ هادئة مُؤطَّرة بدقة، تُوثِّق "الحياة الطبيعية" على أطراف القلعة الأوروبية. تُظهر الصور كيف يُؤثّر العزل الاستراتيجي، وما يترتّب عليه من إقصاء هيكلي مستمرّ.
عبر هذا النهج الشخصي، يمنح الفيلم حسن صوتاً ليروي يومياته، عالقاً بين الأمل واليأس. في صور هادئة ومؤثّرة، يتحدّث الشباب عن ماضيهم وأحلامهم وعزيمتهم، ودائماً في ظلّ مستقبل غامض. يستكشف الفيلم بعمق مواضيع كالهجرة والفَقْد والهوية والصمود. ويرفع مستوى الوعي بالمصائر التي غالباً ما تُغفل وراء مصطلحات مجرّدة، كـ"أزمة اللاجئين"، أو تغدو أرقاماً متكرّرة في نشرات الأخبار. تمثّل مراسلات مالمان وحسن نقطة انطلاق للمستويين الشخصي والعاطفي للفيلم. في الوقت نفسه، تُدلي شخصيات أخرى برأيها، كما تُتناول مواضيع أخرى، ما يفتح آفاقاً متعددة الجوانب للحياة في موريا، وما بعدها.
بمونتاج هادئ ولقطات للمناظر الطبيعية والمباني والأشياء اليومية للاجئين، تُترجم مالمان انتظارهم الطويل، ولايقينهم بالمستقبل، إلى لغتها البصرية الخاصة. مع ذلك، تبدو هذه الاستراتيجية مُملّة أحياناً للمُشاهدين. في المقابل، هناك صور وثائقية تلتقطها كاميرا متحرّكة، تحملها مالمان بنفسها. يُبرز هذا التباين التوتّر بين الأحداث الدرامية، الكارثية أحياناً كثيرة، في حياة اللاجئين ويومياتهم الرتيبة في مركز الاستقبال.
إذا أراد المشاهد معرفة كيف يتخيّل مجتمعنا الدولي مستقبله، فليُلقِ نظرة على المعسكرات الأمنية المتطوّرة، المبنية حديثاً، إذ يُعامَل الوافدون الجدد بوصفهم مجرمين عتاة، يُخشى اندفاعهم خارج أقفاصهم، في ترجمة أمينة لآليات سياسة العزل الأوروبية، التي تُعامل الناس كالمجرمين، وتحبسهم في معسكرات مستقبلية شديدة الحراسة.
أيضاً، يُظهر "الستة من موريا" تأثير القرارات السياسية على حياة الأفراد. بذلك، يُشجّع على التفكير في حقوق الإنسان، والمسؤولية الأوروبية، ويمكن أنْ يُشكّل نقطة انطلاق لمناقشات عن المجتمع المدني والعدالة والكرامة الإنسانية. لا يعكس الفيلم وجهة نظر اللاجئين أنفسهم فقط، بل يُتيح أيضاً مساحة لأصوات أخرى: محامون وسكّان الجزيرة ومدير المخيّم. يسمح هذا النهج متعدّد المنظورات برؤية دقيقة للوضع.
ما تأثير هذا السرد على المشاهدين؟ كونه فيلماً وثائقياً صحافياً، يستخدم "الستة من موريا" مواد متنوعة: صُور كاميرات المراقبة، وتسجيلات الهواتف المحمولة. ينجح التحرير والبنية السردية في تقديم صورة متناغمة ومحترمة لموضوع بالغ الحساسية، رغم تنوّع المصادر.
"الستة من موريا" يُثير إعجاباً وغضباً، باستكشافه مدى ظلم الإدانة، ومحاولته الإجابة عن سؤال ما سيحدث لاحقاً. مع ذلك، يشاهد المرء أيضاً مواقف مختلفة في الجزر اليونانية، حيث تتناوب المحادثات مع محامي المدانين مع لقطات تُظهر إنشاء مخيم جديد. مع هذه الانطباعات المتنوعة، مصحوبةً بأجواءٍ هادئة للغاية، ينقل الفيلم مشاعرَ كثيرة.
## "شليطا في البيت الأبيض"... حين تصفق الخشبة بيد واحدة
30 June 2025 06:02 AM UTC+00
لم يُفسح المسرح اللبناني، كما ينبغي، حيّزاً لزكي محفوض (ولكثيرين سواه) كي يقدّم ما في جعبته من معارف مسرحية كان يفترض بها أن تُختبر فوق الخشبة. ظل محفوض يسكن في جوهر المسرح، في منطقة نائية عن "المسرحة" بمعناها البصري والاحتفالي والتسويقي. مسرحٌ يطلّ على سوقٍ شحيحة الحضور، رغم عمق تجاربه التي لا تجد طريقاً إلى العرض إلّا بجهود فردية جبّارة، لتتحوّل لاحقاً إلى محطات في ذاكرة الحركة المسرحية، يُعاد تصنيفها بوصفها "تجارب جريئة وثريّة" في أطروحات الماجستير والدكتوراه، لا في فضاءات العرض الفعلي.
في عرضه البيروتي يوم 26 يونيو/حزيران الحالي، قدّم زكي محفوض مسرحيته "شليطا في البيت الأبيض"، جامعاً عناصر المسرح الأساسية، ومكثفاً إياها في نص من تأليفه، وضعه على "خشبة متخيّلة" أجرى عليها بروفاته الكتابية والأدائية، بمساعدة فنية احترافية (وإن كانت مجانية) من مقربين إليه: عايدة صبرا، وإيلي نجيم، ويعقوب محفوض. هكذا نشأت تجربة مسرحية مصنوعة ذاتياً، تتوسّل شكل "الحكواتي" وتُلحقه بفعل المسرحة، وسيلةً للهروب من كلفة "العلبة الإيطالية"، المكلفة على المبدعين الذين يختنقون من التوقف الطويل عن العمل.
محفوض في هذا العمل بدا كمَن يحاول النجاة من ذلك الاختناق. قدّم عرضاً موّهه على هيئة "حكواتي" لتقليص الأعباء الإنتاجية، لكنه في جوهره، أنجز مسرحية متكاملة الأركان الفنية. الشخصيات واضحة ومستقلة، وحاضرة في دراما قائمة على جدال وتفاعل. الأهم أنه تمكّن من صوغ حكايته في قالب واقعي مفهوم، رغم فانتازية بيئته، واستطاع، من خلال خبراته الحياتية، أن يقرّبها إلى تجارب المتفرج اللبناني الذي تفاعل بوعي مع اللعبة المسرحية.
واستخدم محفوض طرائق المسرح التفاعلي بأسلوب أقرب إلى ما اشتهر به الشيخ متولي الشعراوي، حين يدعو المشاهد إلى الإمساك بأطراف الحكاية المتشظّية، وإعادة وصلها بخيط سردي. أنتج كوميديا لذيذة، لا لأنها محكمة الصياغة، بل لأنها متجذّرة في التجربة الحياتية للمشاهد، الذي أدرك أن الفانتازيا المعروضة ليست سوى مرآة مشوّهة لواقعه، بل الواقع نفسه وقد ارتدى قناع العبث.
في بناء الحكاية، يستلهم محفوض أسلوب "كليلة ودمنة"، ويسرد بأسلوب أدائي حكائي حكاية الهجرة من خلال شخصية "شليطا" التي تبحر من الشاطئ الفينيقي إلى البيت الأبيض الأميركي، لا كمهاجر أو موظف، بل كصورة هزلية لرمزَي الحزبين الأميركيَين: الحمار والفيل. يبدأ من بدء الخليقة، يمر بطوفان نوح، ثم إلى سفينة كولومبوس التي تترك حبيبة شليطا في "اللامكان". لحظةً، تتوقف الفانتازيا وتلوّح بالعودة إلى زمان ومكان "صحيحَين"، لكنّ المشاهد اللبناني، بخبرته، يُعيد وصل الحبال، فيدفع محفوض إلى الاستمرار بشغف. وهكذا يُخلق فضاءٌ مسرحيٌ كاملٌ ومفتوح، رغم شحّ الإمكانات.
المفاجئ أن محفوض يُبرز وثائق حقيقية تدعم طرحه الفانتازي، ثم يعود بالحكاية إلى بدايتها، لكن بطريقة كولومبوس الذي ظنّ أنه بلغ الهند فحطّ في سانت دومينيغو، وصولاً إلى أمريغو الذي "اكتشف" القارة وأعطاها اسمه. وبين كل هذه الحلقات، تبقى العناصر الدرامية مترابطة، رغم تباعدها الظاهري، ويظل محفوض يقود المشاهد بسرد محكم يتلاءم مع بعثرة الشخصيات.
هي كوميديا سوداء مشغولة بالمماحكات الذاتية، تحاول تخفيف صدمة رؤية الذات من الخارج. تصل بمحفوض إلى لحظات بالغة التعقيد، تتطلب من "المحترف" لا المهني فحسب، أن يفكّكها، ويعيد تركيبها، ثم يقدّمها كياناً يمكن التعامل معه. لقد صنع محفوض خشبةً داخل مخيلة المتفرج، وزيّنها بإضاءة وسينوغرافيا وصوت، من دون أن تكون موجودة فعلياً. مهاراته الاحترافية، المهدّدة بالوأد، أنقذته من اختناق العزلة الإنتاجية، فاخترع أدواته، وطبّقها، ونجح.
نجح في إيصال الحكاية. بدا كمن يصفّق بيد واحدة. لكنّه صفّق، وفرح، كأنه أعاد بناء فلك نوح أو مركب كولومبوس، بين المسرح والناس. هي تجربة تستحق التأمّل في واقع المسرح اللبناني – وربما العربي. فالإبداع موجود، لكن السوق مفقودة. وربما، كما يوحي محفوض، حان الوقت لأن نتعلّم التصفيق بيدٍ واحدة... قبل أن يتسمّم المبدع بإبداعه.
## من شيكابالا إلى ميدو... نجوم مصريون أثاروا الجدل قبل الاعتزال
30 June 2025 06:21 AM UTC+00
أصبح اعتزال قائد نادي الزمالك محمود عبد الرازق "شيكابالا" (39 عاماً)، قضية رأي عام في مصر، ما بين أصوات ترى ضرورة اعتزاله وأخرى تطالب بتركه يحسم موقفه مع اقتراب موسم 2025-2026 من الانطلاق، وبعد مرور أكثر من 20 يوماً على نهاية الموسم الماضي.
وأثار ملف اعتزال شيكابالا الجدل في أعقاب تسريبات عن قيادة المدير الرياضي الجديد للنادي الأبيض جون إدوارد تياراً يدعو إلى اعتزال اللاعب بداعي تخطيه سن التاسعة والثلاثين وعدم قدرته على تقديم الجديد بالنسبة إلى الفريق مستقبلاً، وسط أنباء أخرى لاحقت مجلس إدارة الزمالك عن وجود حالة من الانقسام بين الأعضاء. ويمثل اعتزال نجوم الكرة المصرية واحدة من أخطر القضايا التي شهدتها الساحة الرياضية، خاصة مع رفض لاعبين كبار الاعتزال، مع وجود آخرين أثار اعتزالهم الكرة جدلاً واسعاً في الوسط الكروي المصري.
قصة الشقيقين حسن قبل شيكابالا
لعل من أشهر النماذج التي أثارت جدل الاعتزال في الكرة المصرية المدير الفني الحالي لمنتخب "الفراعنة" حسام حسن (58 عاماً)، وشقيقه التوأم إبراهيم، نجما الأهلي والزمالك السابقان، عندما رفضا فكرة الاعتزال في الأهلي المصري عام 2000، وكانا في سن الرابعة والثلاثين، عقب استبعادهما من القائمة، وانتقلا للعب مع الغريم الزمالك، في صفقة تاريخية، وظلا معه أربع سنوات كاملة حتى رحلا عنه في عام 2004. وتوقع حينها الجميع اعتزالهما، ولكنهما قررا أيضاً الاستمرار، وانتقلا معاً إلى المصري البورسعيدي، ليضطر إبراهيم حسن بعدها بنحو عامين لاتخاذ خطوة الاعتزال بعد رفض النادي التجديد له، فيما ذهب حسام حسن للعب في ناديي الاتحاد السكندري والترسانة، وظل مستمراً في الملاعب حتى تخطى الأربعين، ثم اعتزل ليخوض مجال التدريب.
الحضري وكأس العالم
يُعد حارس مرمى منتخب مصر الأسبق عصام الحضري (52 عاماً)، من النجوم الذين أثاروا الجدل أيضاً حول اعتزالهم، بعدما أعلن قراره في عام 2020، وهو في السابعة والأربعين من عمره، وحطم رقماً قياسياً بالنسبة للاعب مصري. وقاوم الحضري الاعتزال لسنوات طويلة ورفض فكرة الاعتزال الدولي عندما تم استبعاده لفترة طويلة بعد تخطيه الأربعين من المنتخب المصري بين عامي 2013 و2014، قبل أن يسترد مكانه بالصدفة في أواخر عام 2014، ثم شارك في كأس العالم بروسيا عام 2018، وهو في الخامسة والأربعين من عمره، ولعب للعديد من الأندية المصرية، مثل الأهلي والزمالك والإسماعيلي ووادي دجلة، بخلاف الاحتراف في ناديي المريخ السوداني وسيون السويسري.
أحمد حسن لاعباً ومدرباً
رفض قائد منتخب "الفراعنة" الأسبق أحمد حسن (50 عاماً)، الاعتزال عام 2011، بعدما رفض الأهلي المصري تجديد عقده، وكان وقتها في السادسة والثلاثين من عمره، ولم يتقبل فكرة العمل الإداري في الفريق الأحمر، وقرر التوقيع لمنافسه الزمالك، وبالفعل لعب بالقميص الأبيض ثلاث سنوات، ثم قرر الاعتزال في مطلع عام 2014، مع تعيينه مديراً للمنتخب المصري رفقة جهاز فني بقيادة شوقي غريب في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2015. والمثير في الأمر أن أحمد حسن حاول العودة من جديد إلى الملاعب بعد رحيله عن المنتخب المصري وتوليه تدريب نادي بتروجت، ولكن دارت أزمة بينه وبين إدارة النادي البترولي، التي اعترضت على فكرة الجمع بين اللعب والتدريب.
ميدو والوزن الزائد
من التجارب الشهيرة أيضاً واقعة اعتزال نجم الزمالك ومنتخب مصر السابق أحمد حسام ميدو (42 عاماً)، عام 2013، بعدما خاض تجارب احترافية في عدة أندية أوروبية، واتخذ القرار بسبب "الوزن الزائد وعدم قدرته على مواصلة المشوار"، فيما لم يكن قد تخطى الثلاثين من عمره آنذاك.
## قبل جيرو الفرنسي.. تجارب فاشلة للاعبين في الدوري الأميركي
30 June 2025 06:21 AM UTC+00
أعلن نادي لوس أنجليس الأميركي رحيل مهاجمه الفرنسي أوليفييه جيرو (38 عاماً)، بعد تجربة لم ترقَ إلى التطلعات، إذ يتجه للعودة إلى الدوري الفرنسي عبر بوابة نادي ليل، في محاولة لاستعادة بريقه قبل الاعتزال. ولم يكن جيرو النجم العالمي الوحيد الذي أخفق في الدوري الأميركي، فقد سبقته أسماء بارزة عجزت عن ترك بصمة لأسباب مختلفة ما عجّل برحيلها سريعاً.
ويُعدّ جيرو الهدّاف التاريخي للمنتخب الفرنسي بعدما سجل 57 هدفاً في 137 مباراة دولية، ما جعله اسماً لامعاً بخبرة طويلة دفعت نادي ليل للدخول في مفاوضات لضمّه. وسيكون بذلك ثاني نجم من الجيل المتوج بكأس العالم 2018 ينضم إلى صفوف ليل منذ عام 2023، بعد مواطنه المدافع صامويل أومتيتي (31 عاماً). ويسعى جيرو من خلال هذه الخطوة إلى تعويض تجربته المخيبة مع نادي لوس أنجليس، حين اكتفى بتسجيل ثلاثة أهداف وصناعة تمريرتين حاسمتين فقط في 20 مباراة خاضها مع الفريق. 
ولم تكن المسيرة اللامعة للنجم الإنكليزي فرانك لامبارد (47 عاماً)، كافية ليعيش تجربة ناجحة في الدوري الأميركي، إذ عانى في بدايته مع نادي نيويورك سيتي (2015-2016) من لعنة الإصابات التي أثّرت على مستواه وأخّرت ظهوره الرسمي، ما أثار استياء الجماهير. ورغم تسجيله بعض الأهداف، إلا أن تأثيره ظل محدوداً مقارنة بحجم نجوميته وشهرته. وسار الإيطالي أندريا بيرلو (46 عاماً)، على خطى لامبارد، بعدما لعبا معاً في الفريق نفسه، إذ لم تشفع له مكانته بصفة أيقونة كروية أمام تراجع مستواه البدني وبطء تحركاته، وهو ما أثّر على مردوده الفني، قبل أن يعترف لاحقاً بصعوبة التأقلم مع الدوري الأميركي. 
وخاض نجم خط الوسط الإنكليزي الشهير ستيفن جيرارد (45 عاماً)، تجربة احترافية في صفوف لوس أنجليس غالاكسي (2015-2016)، وسط حماسة كبيرة ورغبة واضحة في النجاح، لكن الإصابات المتكررة وصعوبة التأقلم حالت دون ظهوره بالمستوى المنتظر، ليغادر النادي مبكراً دون أن يترك بصمة تُذكر. ولم يكن الأرجنتيني غونزالو هيغواين (37 عاماً)، أوفر حظاً مع نادي إنتر ميامي (2020-2022)، إذ عانى من مشاكل ذهنية وبدنية أثّرت على مستواه، ليعترف لاحقاً بسوء تقديره للمنافسة، فأطلق عبارته الشهيرة "اعتقدت أنني سألعب بسيجارة في فمي"، في إشارة إلى ظنه أن الدوري الأميركي سهل مقارنة بتجاربه السابقة في أوروبا. 
ولم يترك الدولي الفرنسي بليز ماتويدي (38 عاماً)، بصمة تُذكر خلال تجربته مع إنتر ميامي (2020-2021)، إذ طغت على مشواره مشاكل إدارية تتعلق بتجاوز ناديه سقف الرواتب، ومخالفته قوانين اللعب المالي النظيف، ما أثار جدلاً واسعاً حول قانونية تسجيله. كما لم تكن تجربة المدافع المكسيكي رافاييل ماركيز (46 عاماً)، أفضل حالاً، إذ اتسمت بالفوضى والانضباط المتراجع، إضافة إلى تصريحاته المثيرة للجدل التي استهدفت زملاءه في نادي نيويورك ريد بولز (2010-2012)، ليغادر الفريق بصمت هرباً من مزيد من التصعيد.
## ما حقيقة انتقال هاكان تشالهان أوغلو إلى غلطة سراي؟
30 June 2025 06:21 AM UTC+00
يُعد قائد منتخب تركيا هاكان تشالهان أوغلو (31 عاماً)، نجم نادي إنتر ميلانو الإيطالي، أحد الخيارات المطروحة على طاولة إدارة نادي غلطة سراي، التي تسعى إلى تعزيز صفوف كتيبة المدرب التركي أوكان بوروك (51 عاماً)، في سوق الانتقالات الصيفية.
وذكر موقع فوتو ماتش التركي، أمس الأحد، أنّ إدارة نادي غلطة سراي وضعت خطة مُحكمة للظفر بخدمات نجم إنتر ميلانو الإيطالي هاكان تشالهان أوغلو، لأنها تعلم مدى صعوبة الصفقة في سوق الانتقالات الصيفية بسبب المتطلبات المالية لوصيف الكالتشيو خلال الموسم الماضي، إضافة إلى رغبة صانع الألعاب بخوض تجربته الاحترافية في الدوري التركي الممتاز.
وتابع أنّ إدارة نادي غلطة سراي تواصلت مع محيط هاكان تشالهان أوغلو خلال الأيام الماضية، وحصلت على معلومات مؤكدة تشير إلى أنّ قائد منتخب تركيا لا يمانع اللعب في صفوف كتيبة المدرب بوروك، لكنه لا يريد الخروج من إنتر ميلانو دون الحصول على إذن من القائمين على النادي الإيطالي، ذلك أنّ اللاعب (31 عاماً)، يريد الحفاظ على علاقته الجيدة مع جماهير فريقه.
وأوضح "فوتو ماتش" أنّ تحرّكات إدارة نادي غلطة سراي جاءت بعدما أبدى المدرب بوروك رغبة في حسم صفقة انتقال تشالهان أوغلو إلى صفوف بطل الدوري التركي الممتاز، الذي تنتظره مهمة صعبة للغاية في موسم 2025-2026، وهي الدفاع عن الألقاب المحلية التي حققها في الموسم الماضي، مع التركيز على المشاركة في المسابقات الأوروبية أيضاً.
وختم الموقع بالإشارة إلى أنّ جميع الظروف الحالية تؤكد قرب انتقال تشالهان أوغلو إلى صفوف غلطة سراي، لكن الكلمة النهائية ستكون بيد إدارة نادي إنتر ميلانو الإيطالي، والتي تعلم مدى أهمية صانع الألعاب في صفوف الفريق، الذي يسعى إلى تعويض خيبة الأمل الكبرى في الموسم الماضي، بعدما خسر المنافسة على لقب الكالتشيو خلال الأمتار الأخيرة لصالح نابولي، فضلاً عن تعرّضه لهزيمة قاسية أمام باريس سان جيرمان الفرنسي بخمسة أهداف نظيفة في نهائي دوري أبطال أوروبا.
## "فيدادوك 16" بأكادير: روابط عائلية وحوار أجيال
30 June 2025 06:24 AM UTC+00
انطلقت الدورة الـ16 (13 ـ 18 يونيو/حزيران 2025) لـ"المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بأكادير (فيدادوك)" بإهداء مؤثّر لروحي فقيدتين: الفاعلة الجمعوية محجوبة إدبوش، التي نذرت حياتها لخدمة قضية الأمهات العازبات بأكادير، وإيزابيل دوبلاثيي، التي واكبت "فيدادوك" منذ انطلاقه، والاحتفاء بذكراها تكريمٌ لجميع متابعيه الأوفياء. أعربت هند السايح، رئيسة المهرجان، عن ترسيخ هذه الدورة الجديدة لرؤية السينما الوثائقية دعامة للغوص في الذاكرة، وتناقل الشاهد بين الأجيال، وفضاء مشجّعا على الحوار والتعلّم والإبداع. أمّا هشام فلاح، مدير "فيدادوك"، فقال إنّ الخيط الناظم لغالبية الأفلام المنتقاة لهذه الدورة كامنٌ في استكشاف الروابط العائلية في كلّ تعقيداتها، وأوّلها الأبوّة والأمومة.
مُعطى طبيعي، بحكم أنّ المهرجان يعطي الأولوية للأفلام الأولى والثانية للمخرجين، وأنّ المؤلّفين يتطرّقون غالباً، في خطواتهم الأولى، لمواضيع قريبة من عيشهم وتجاربهم الحميمة. لم يفت فلاح التنويه بوقع المهرجان على مسار مخرجي أفريقيا والشرق الأوسط، مُعتبراً أنّ المخرج الكونغولي ديودو حمادي، عضو لجنة تحكيم مسابقة الدورة الـ78 (13 ـ 24 مايو/أيار 2025) لمهرجان "كانّ"، نال دعم "فيدادوك"، وفاز بالجائزة الكبرى لدورته السادسة (28 إبريل/نيسان ـ 5 مايو/أيار 2014) عن فيلمه الأول "امتحان دولة" (2014).
 
ذاكرة عائلية
يقع "نحن في الداخل"، للبنانية فرح قاسم (الجائزة الكبرى) في تمفصل غني وحمّال لطبقات معانٍ عدّة، بين الخاص والعام، والجمال والالتزام، والذاتية والإرث الثقافي. رغم طابعه الداخلي، المشار له في العنوان، تفتح قاسم، عبر تمثّل علاقتها بوالدها الشاعر الراحل مصطفى قاسم، نوافذ مُشرّعة على الأحوال السياسية للبنان، انطلاقاً من أخبار التلفزيون في البداية من خارج الحقل، أو نافذة غرفتها حيث تحلّ حمامة تبني عشّاً هشّاً لبيضها، بينما تتحرّك في الخلفية مُدرّعات وشاحنات في ثكنة عسكرية مجاورة.
هذا مؤشّر على اضطراب أحوال بلدٍ في فترة انتخابية، قبل أنْ تلوح بوادر ثورة كسرت من أجلها عدسة المخرجة قيود الانحباس اللامرئية بين الجدران (المنزل العائلي، نادي الشعر، فضاء السيارة، مستشفى وعيادات طبية)، لتعانق الجماهير المبتهجة بشوارع طرابلس (شمالي لبنان).
 
 
في خروج الكاميرا وطوافها بمركز ساحة عبد الحميد كرامي سابقاً، "النور" حاليا،ً لالتقاط أجواء حراك "انتفاضة 17 أكتوبر" (2019)، لمحةٌ دالّة عن أمل، ظلّت قاسم تبحث عنه في قصائد والدها ورفاقه من أعضاء "حلقة الشعراء المُحبطين"، وهذا يُذكّر بـ"حلقة الشعراء المفقودين"، العنوان الفرنسي لـ"مجتمع الشعراء الأموات" (1989) لبيتر وير، ورؤيته للثورة على القيود. وذلك بين أشياء بالغة الصغر، كاختلاجات فراخ الحمامة على طرف النافذة، وأخرى بالغة العظمة، كمصير مجرّة "درب التبّانة" بعد أربع مليارات سنة ونصف المليار، بمناسبة نقاش عابر على هامش قصيدة.
تنتهج قاسم أسلوب اللازمة السردية (Anaphore)، مُعطيةً الانطباع بتكرار الوضعيات. لكنّها تتقدّم بتأنّ، بتناولها من زاوية مختلفة قليلاً في كلّ مرة، نسجاً على أسلوب والدها في تجريب الكلمات وتقليب الأبيات، بحثاً عن القافية والإيقاع المناسبين.
همٌّ مشترك بين الشاعر وكريمته، التي عثرت بدورها على الإيقاع المناسب لإزالة الإحساس بمرور 180 دقيقة (مدّة الفيلم)، وفق طرح تمرير الشاهد بين جيلين، ليس فقط عبر ذريعة كتابة القصائد بغية معايشة الأب ورفاقه في نادي الشعر (تطلق عليه فرح "مجتمعاً مؤقتاً")، بل عبر وراثة طبعه العنيد وغير المهادن (مشهد الجدال حول حادث التلاسن مع أحدهم أثناء قيادة السيارة، الذي تورده قاسم بحذافيره وزمنه الحقيقي).
لا يفتأ الرجل النبيل يُذكّر ابنته بشرط فنائه، كأنّه يوصيها ضمنياً بأنْ تجد له موطئ قدم أبديا في قصيدة نثر بلغة السينما، التي اصطفتها لقول ما يختلج في صدرها. ولعلّ مشهد أرشيف الحفلة الراقصة، المشبع بالموسيقى والأحاسيس العارمة، يمثّل لحظة عود أبدي لريعان الصحة (أليس الرقص أسمى تعبير بلاغي عن ديناميكية الإرادة والجسد، وقبول الحياة في فلسفة نيتشه؟)، وأوج مرثية أوديسية استحقت عن جدارة جائزة كبرى، تحمل اسم فقيدة أخرى هي نزهة الإدريسي، كانت وراء مبادرة خلق "فيدادوك".
 
مآزق عائلية
أمّا جائزة لجنة التحكيم الخاصة، فمُنحت لـ"العصر الذهبي"، للإيطالية كاميلا يانيتي: لوسي شابة من باليرمو، تسافر إلى إنكلترا لدراسة الموسيقى. في البداية، استعدادات والدة لوسي وأختها الصغرى، اللتين قدِمتا إلى إنكلترا لمساندتها في وضع مولودتها الأولى. تتجلّى قوة الفيلم في شجاعة تحمّل عواقب فترات غموض، تتعاقب فيها مشاهد من الحياة اليومية للثلاثي من دون أي تفسير، قبل أنّ تتجلّى الوضعيات تدريجياً، ثم تترابط بينها في فترة موالية. هكذا نتساءل حول العلاقة بين لوسي ورفيقها كيميت، المتحدّر من أفريقيا (جنوبي الصحراء)، الذي يظلّ خارج الحقل في القسم الأول، فلا تتّضح طبيعتها إلاّ عند عودة لوسي وعائلتها إلى باليرمو.
ببراعة، يمزج المونتاج بين ابتذال اليومي والعابر (صبغ شعر، أكلة بيتزا، تدخين لفافة مخدّرات)، والامتداد في الزمن، الذي يرصد تحول لوسي من شابّة مفعمة بطموح فنّي وخفة ـ تستدعيهما يانيتي بين فينة وأخرى في مشهد بالأسود والأبيض للوسي وهي تؤدّي رقصاً معاصراً ـ إلى أمّ تعاني، كي توازن بين تربية رضيعتها والعثور على عمل ومسكن يأويها، في ظلّ اضطراب علاقتها برفيقها.
تغليب الحسي على السردي يُمكّن يانيتي من القبض على تفاصيل بالغة التأثير، كشرط عيش كميل، رفيق أمّ لوسي، الذي يعاني إدمان الكحول، وينطق جملتين في كلّ الفيلم. لكنّ ذلك لا يمنع المخرجة من تقريب حساسية فنه التشكيلي إلينا، واستثمار تعبيرية لوحاته حول شرط عيش الشخصيات وهشاشة وجودها في عالم، يلتقط "العصر الذهبي" أجواءه غير المرحّبة، بفضل طرح خبيء حول حركة هجرة مزدوجة من الجنوب إلى الشمال.
جائزة أفضل عمل أول لـ"أماكّي" (أُمّك)، للجزائرية سيليا بوسبع، التي ذهبت مع زوجها مدير التصوير كريستوفر هوسلر، بإمكانات قليلة وتمويل بحملة تبرعات، إلى تلال سيداما، المعروفة بزراعة حبوب القهوة بجنوب إثيوبيا. صوّرا يوميات الجدة دوريتي، وابنتها مولو التي هجرت بيت زوجها لتعيش بكوخ أمها رفقة رضيعتها ميتا، واليافعة تيغو، حفيدة دوريتي، التي فضّلت العيش مع جدّتها بعد طردها من منزل والديها.
تلتقط كاميرا هوسلر، بشفافية مدهشة، تفاصيل حياة الرباعي الأنثوي في فضاء الكوخ، رغم ضيقه وإشباعه بدخان الفرن، الذي تطهو مولو فيه وجبات تبيعها لعمّال معمل القهوة المجاور، لكسب قوت عيشها بعد تخلّي زوجها عن إعالة ابنتيهما، وفشلها في الحصول على طلاق منه بسبب الطبيعة الدينية المحافظة للمجتمع، والتقاليد التي تجبرها على الحصول على موافقة حكماء القرية.
 
 
يُبئّر "أماكّي" في شخصية الرضيعة ميتا، التي لا تكفّ عن الحركة لاكتشاف محيط الكوخ، وتقليد حركات أمها بتلقائية وابتسامة آسرة. ثم يرصد ميلانخولية تيغو، رغم حداثة سنّها وعلاقتها الملتحمة بجدّتها، مع أنّ الأخيرة قاسية معها. ينصبّ تركيز بوسبع بعدها على معاناة مولو بسبب الأشغال الشاقّة للطهو، والوحدة، وتحرّش زبائن بها. ويعرج على الجدة دوريتي، التي لم يحصّنها تقدّم السن من تلقي لوم الحكماء واحتقار الجيران.
هكذا تبدو البنية السردية لـ"أماكّي"، بفعل توالي التبئير على الشخصيات بتتابع أعمارهنّ، كأنّها تنبري لشرط عيش الأنثى الإثيوبية عامة، ممثلةً في أربع شخصيات مختلفة من عائلة واحدة.
 
تساؤلات وحكايات
إلى ذلك، منحت لجنة التحكيم (المخرجة الفرنسية سيلفي باليو، والمصوّر الفوتوغرافي المغربي مهدي مريوش، والصحافي المتخصّص في الثقافة أبو بكر ديمبا سيسوكو) تنويهاً للكندية صوفي بيدار ماركوت عن "اختفى المشهد عن ناظري"، الذي يستدعي حسّ الكوميديا الكيبيكي، المنزاح لرصد شكوك جارها المخرج المسرحي غابرييل وتردّده في مسار كتابة عرض مسرحي مستوحى من أسطورة سيزيف، ثم إخراجه إلى النور.
ينبني الفيلم على 16 فصلاً متفاوت الطول، يُقدمها صوت ماركوت بجمل تحمل تنويعاً على فكرة العرض بحسب تقلّب غابرييل بين التحدّيات والحواجز الإبداعية التي يواجهها، بحثاً عن معنى علاقة البشر بأحجار من مختلف الأشكال والأحجام. تكمن ابتكارية الفيلم في محو المخرجة الحدود بين مقاربتها الخاصة ومقاربة المخرج المسرحي، ليغدو شكلاً هجيناً بين المسرح والسينما، يزاوج بين نسبة باعية واسعة، تلتقط المناظر الطبيعية البركانية التي يقصدها غابرييل بحثاً عن الوحي، وأخرى مربّعة مؤاتية لشعور بأزمة الصفحة البيضاء في المنزل. ينحو الفصل الأخير إلى تجسيدٍ شاعري للاقتباس الشهير من "أسطورة سيزيف" لألبير كامو، الذي يقترح أنْ "نتخيّل سيزيف سعيداً".
غاب عن التتويج "أبو زعبل 89" البديع، للمصري بسام مرتضى: سفرٌ داخلي في الذاكرة العائلية للمخرج، المسكونة بوجع القبض على محمود مرتضى، والده المناضل اليساري والعمّالي. توفّق بسام في تمثّل أرضية خصبة وخلاّقة لاستعادة الذاكرة، بفضل تعدّد الأشكال (أرشيف مرئي وصوتي، إعادة خلق، استجواب، رسائل صوتية)، وتلمّس جمالية الفنّ داخل الفنّ (مسرح، أغانٍ، أفلام تخييلية، شعر). يستكشف الفيلم، في بدايته، حادثة الاعتقال من وجهة نظر بسام الطفل، قبل أنْ يحاول فهمها باستدعاء شهادة الأم فردوس البهنسي، التي تحكي بشكل واضح وصريح عن تجربتها رغم ظروفها الصحية الصعبة، عكس الأب الذي يحتمي، بفعل انكسارات الاعتقال، وراء الكتمان والسعي إلى كماليات (أثاث "إيكيا")، بحثاً عن استدراك متع ضائعة.
يقبض "أبو زعبل 89" كذلك على شهادات رفاق الأب في السجن والنضال، أوّلهم الممثل سيد رجب، ليغدو فضاءً رمزياً لتلقّي تجربة الاعتقال السياسي وترسّباتها المفضية إلى سوء فهم وتفكّك أسري. يقتصر حضور الأب، في مشاهد انتقاله للعيش في الخارج، على صوت تسجيلات كاسيت كان يبعثها إلى بسام مرتضى، الذي وجد نفسه مُضطرّاً للعب دور أب قبل الأوان، بينما تتحوّل ذكرى الأم حرفياً إلى أرض لاستقبال أول مكاشفة بين الأب وابنه، بعد أنّ ظلاّ طيلة الفيلم طيفين يفصل بينهما حاجز غير مرئي، عبّرت عنه الكادرات بإبداع، ما يعكس فكرة الازدواجية وغياب التواصل.
## مشاورات مكثفة في لبنان للردّ على مقترح براك وسط مخاوف من التصعيد
30 June 2025 06:36 AM UTC+00
تتكثف المشاورات في لبنان لتقديم جواب على ورقة المبعوث الأميركي توم براك، بالتزامن مع تصعيد جيش الاحتلال العمليات العسكرية في الجنوب اللبناني، ورفع منسوب التلويح الإسرائيلي بتوسعة الضربات في الأيام المقبلة، وذلك في إطار الضغط باتجاه تسريع سحب سلاح حزب الله، ووضع جدول زمني رسمي وآلية لحلّ الملف نهائياً. وقالت مصادر رسمية لبنانية، لـ"العربي الجديد"، اليوم الاثنين، إنّ "براك نقل إلى المسؤولين اللبنانيين خلال زيارته لبيروت في 19 يونيو/ حزيران الحالي، مقترحاً أميركياً من ثلاثة عناوين أساسية؛ أولها حصر السلاح بيد الدولة، ثانيها الإصلاحات المالية والاقتصادية ومكافحة اقتصاد الكاش، أما الثالث، فهو مرتبط بتحسين العلاقات مع سورية وترسيم الحدود بين البلدين".
وأضافت المصادر أنّ "الأميركيين يشدّدون على سحب السلاح في شمال الليطاني، لكن الموقف اللبناني يرتكز على أنّ لبنان التزم بالاتفاق بينما إسرائيل لم تلتزم به، وخرقته آلاف المرّات، من هنا على إسرائيل أن تنسحب ليواصل الجانب اللبناني خطواته في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، لتشمل شمال الليطاني". وتابعت المصادر نفسها "لم تُحدّد جلسة بعد للحكومة، ولكن هناك مشاورات بين الرؤساء الثلاثة للاتفاق على صيغة موحّدة للجواب على المقترح الأميركي، وعلى أساس ذلك يتم تحديد جلسة وتندرج فيها آلية سحب السلاح، لتكون الحكومة بذلك قد أعلنت عزمها على حصر السلاح بيد الدولة، وهذه ستُعتبر خطوة يجب أن تُقابل بخطوة من الاحتلال الإسرائيلي، وقد يحصل ذلك بضغطٍ أميركي يدفع الإسرائيلي لبدء عملية الانسحاب من إحدى النقاط الخمس، وبالتزامن يبدأ الجيش اللبناني بتوسعة انتشاره في جنوب الليطاني، وفي كل نقطة يتم الانسحاب منها تدريجياً، وبالوقت نفسه عملية تسلم السلاح من حزب الله في شمال نهر الليطاني".
وأشارت إلى أن "لا موعد رسمياً محدّداً حتى اللحظة لعودة براك إلى لبنان، لكنه خلال زيارته تحدّث عن جولة ثانية له في بيروت بعد ثلاثة أسابيع"، لافتة إلى أنّ "براك لم يحمل مهلة معه بما خصّ مسألة السلاح، لكنه أشار إلى ضرورة إنجاز الملف سريعاً". وفي سياق متصل، علم "العربي الجديد"، أنّ "هناك لجنة تمثل الرؤساء الثلاثة تشكّلت لبلورة المشاورات، وحزب الله لم يقدّم بعد موقفاً رسمياً بما خصّ الورقة الأميركية، بل ملاحظات تتعلّق بالضمانات، خصوصاً على صعيد وقف الاعتداءات، وهناك مخاوف في لبنان من تصعيد في الأيام المقبلة للعمليات الإسرائيلية، منها الاغتيالات، على غرار ما حصل في النبطية أول من أمس السبت، وذلك في إطار الضغط بالنار على السلطات اللبنانية للردّ على المقترح الذي حمله براك، وحلّ مسألة السلاح".
ودان الرئيس اللبناني جوزاف عون في موقف له، السبت، "استمرار إسرائيل في أعمالها العدائية، منتهكة بذلك سيادة لبنان، والاتفاق الذي تم التوصل اليه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي"، وقال "يبدو أنّ إسرائيل ماضية في استهداف الاستقرار في الجنوب، رغم المواقف المحلية والعربية والدولية التي تدين ممارساتها العدائية، وكأنها بذلك تضرب عرض الحائط بالقرارات والدعوات إلى وقف العنف والتصعيد في المنطقة، الأمر الذي يستوجب تحرّكاً فاعلاً من المجتمع الدولي لوضع حدٍّ لهذه الاعتداءات، لا سيما من الدول التي رعت اتفاق نوفمبر الماضي، وأيّدت مندرجاته، وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، علماً أنّ التصعيد الإسرائيلي لن يخدم الجهود المبذولة في الداخل والخارج من أجل تثبيت الاستقرار في لبنان ودول المنطقة".
مصدر في حزب الله: الأولويات واضحة قبل أي أمر آخر
من جهته، قال مصدر نيابي في حزب الله لـ"العربي الجديد"، إن "الحزب أعلن موقفه بضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان والانسحاب من النقاط الخمس، وتحرير الأسرى بالدرجة الأولى، إلى جانب إعادة الإعمار، وهذا ما يجب أن يحصل، وهذه أولويات سبق أن تم وضعها، حتى من الجانب الرسمي، وعلى الحكومة تحمّل مسؤولياتها، فلبنان نفذ التزاماته باتفاق وقف إطلاق النار، وحزب الله تعاون مع الجهات الرسمية، وعلى العدو أن يلتزم به"، لافتاً إلى أن "الأمور كلها لبنانياً يجب أن تناقش على الطاولة بعيداً من الإعلام وبعيداً من الضغوطات التي تُمارَس".
وأشار المصدر إلى أنّ "الإسرائيلي يريد فرض شروطه بالاعتداءات التي ينفذها، وبدعم أميركي، في حين أنّ الولايات المتحدة، وهي راعية الاتفاق، عليها أن تضغط وتمنع هذه الخروقات التي لم تتوقف منذ نوفمبر الماضي"، لافتاً إلى أنّ "الأولويات واضحة، ولا بحث بموضوع آخر بينما الاحتلال مستمر والاعتداءات متواصلة على أراضينا والسيادة اللبنانية"، مشدداً على أنّ "هناك هدفاً إسرائيلياً واضحاً بإنهاء المقاومة، وهذا الأمر لن يحصل".
وتستمرّ الاعتداءات الإسرائيلية والخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار، وقد برز التصعيد الأكبر أخيراً يوم السبت في شمال الليطاني، حيث الضغوطات الإسرائيلية تركز على سحب سلاح حزب الله، مع توجيه أكثر في الفترة الماضية لعمليات الاغتيال لأشخاص ذوي صلة بالقطاع الصيرفي ومرتبطين بالعمليات المالية الخاصة بالحزب. وصعّد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم مواقفه يوم السبت، بالتشديد على "أننا قادرون على العدو الإسرائيلي عندما لا يكون لدينا إلا خيار المواجهة، وسنربح لأننا نقوم بواجبنا"، مؤكداً أنّ "مسؤولية الدولة مواجهة الخروقات الإسرائيلية التي تحصل وتستهدف المدنيين، وعلى الدولة أن تضغط وتقوم بكل واجبها"، موضحاً أنّ هذه فرصة لتقوم الدولة بواجباتها. وأضاف قاسم "هل تعتقدون أننا سنبقى ساكتين بدون حدود؟ نحن جماعة الأمام الحسين ونردد هيهات منا الذلة".
ولا تزال إسرائيل تحتلّ منذ نهاية الحرب الأخيرة خمسة مواقع استراتيجية أمنياً وجغرافياً في جنوب لبنان، وهي تلال الحمامص، العويضة، جبل بلاط، اللبونة، والغزية، وتواصل عمليات القصف لمواقع واسعة في الجنوب، فضلاً عن تجديدها أكثر من مرة قصف الضاحية الجنوبية لبيروت.
## روسيا تطالب الغرب بوقف تدريب أفراد الجيش الأوكراني
30 June 2025 06:50 AM UTC+00
أكد سفير وزارة الخارجية الروسية للمهام الخاصة روديون ميروشنيك أن البرنامج الروسي للتسوية في أوكرانيا يقتضي كف الدول الغربية عن تدريب أفراد الجيش الأوكراني، مشدداً على ضرورة وقف مشاركة الدول الأخرى في النزاع سواء أكانت مباشرة أم غير مباشرة.
وقال ميروشنيك لصحيفة إزفيستيا الروسية في عددها الصادر اليوم الاثنين: "اقترح الجانب الروسي برنامجاً شاملاً (للتسوية)، وبالطبع، فإن المشاركة أو العون من الدول الأخرى هما من النقاط الرئيسية التي يجب وقفها بأي شكل من الأشكال، سواء أكانت في شكل إمدادات الأسلحة أم تدريب المقاتلين الأوكرانيين. وقف هذه البرامج سيشكل إظهاراً لنية التسوية".
بدوره، قال نائب رئيسة مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي قسطنطين كوساتشيف، لـ"إزفيستيا"، إنّ "أي دعم لأوكرانيا لمواصلتها أعمال القتال وتدبير العمليات الإرهابية لا يساهم بأي حال من الأحوال في تسوية النزاع ويشكّل أعمالاً عدائية حيال روسيا كما نصنفها"، فيما رأى رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الاتحاد غريغوري كاراسين هو الآخر أن لندن وبروكسل غير معنيتين بالتوصل إلى حلول وسط واستمرار عمليات تبادل الأسرى وجثامين القتلى.
وفي وقت طالب فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عند إعلانه بدء "العملية العسكرية الخاصة" بـ"نزع سلاح أوكرانيا"، أطلقت بريطانيا وبروكسل في عام 2022 برامج تدريب واسعة النطاق شملت نحو 130 ألف فرد أوكراني، وسط تشكيك في واقعية وقف هذه البرامج التدريبية في الأفق القريب. وتشارك الولايات المتحدة هي الأخرى في تدريب الأفراد الأوكرانيين بقواعدها في ألمانيا وفقاً لمعايير حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وكانت صحيفة صن البريطانية قد نشرت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تقريراً تناولت فيه تلقي عسكريين أوكرانيين تدريباً في المملكة المتحدة تضمن في ختامه كلمة للسفير الأوكراني لدى بريطانيا، القائد العام السابق للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني، الذي نصح المتدربين بـ"تعلم عدم الخوف من الموت" وعون الزملاء في ساحة المعركة و"القتل من دون تردد عند رؤية العدو"، خاتماً كلمته بهتاف "المجد لأوكرانيا".
## "رويترز" عن ترامب: لا أجري محادثات مع إيران ولا أعرض عليها أي شيء
30 June 2025 06:50 AM UTC+00
## وانغ نينغ ... ملياردير صيني مدين بثروته الطائلة لدمية لابوبو
30 June 2025 06:51 AM UTC+00
أفضى الهوس بشراء دمية لابوبو الصينية والشهرة التي أضحت تتمتع بها عبر العالم، إلى التحليق عالياً بسهم شركة بوب مارت Pop Mart وثروة مؤسسها ورئيسها التنفيذي وانغ نينغ Wang Ning. وقدرت مجلة "فوربس" ثروة وانغ نينغ بنحو 22.7 مليار دولار، اعتماداً على حصته في شركة بوب مارت، التي شهدت نمواً مالياً غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة، ولا سيما بعد أن أصبحت "لابوبو" نجمة المبيعات، وأيقونة لجيل جديد من محبي الشخصيات الغريبة والمميزة.
ثروة وانغ نينغ عرفت في الأيام الأخيرة قفزات قوية، ففي يوم واحد زادت بـ1.6 مليار دولار، مدفوعة بالطلب الأميركي المتزايد على دمية لابوبو التي تنتجها شركة بوب مارت. وقفزت القيمة السوقية لشركة بوب مارت الصينية المدرجة في بورصة هونغ كونغ منذ 2020، إلى 36 مليار دولار، بعدما كانت في حدود 2.6 مليار دولار في بداية العام الماضي.
وكانت القفزة القوية لسهم الشركة لافتة، فقد ارتفع بنسبة 167% منذ بداية العام الحالي، وبأكثر من 500% على مدى السنوات الماضية. ورغم تأكيد محللين أنّ مستوى الارتفاعات ذلك لن يتواصل في الأسابيع المقبلة، فإن الشركة أضحت ظاهرة تشغل الصينيين أكثر من الأجانب.
دمى لابوبو
سيعرف اسم الشركة التي يوجد مقرها الرئيسي ببكين، ومؤسسها ورئيسها التنفيذي وانغ نينغ، أكثر عبر العالم بفضل دمى لابوبو، التي تعاونت الشركة من أجل تصميمها مع رسام من هونغ كونغ هو كاسينغ لونغ، المعروف بتأليف سلسلة "ذي مانسترز" (الوحوش). استطاعت "بوب مارت" تحقيق مبيعات مهمة بفضل الطلب الخارجي على دميتها لابوبو، حيث يلاحظ المراقبون أنه رغم التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، فإن الأميركيين ينتظرون في طوابير طويلة من أجل شراء دمية لابوبو التي تمثل وحشاً يشبه أرنباً.
في العام الماضي مثّلت المبيعات على الصعيد الدولي، حسب ما تلاحظه "فوربس" حوالي 40% من رقم معاملات الشركة الذي وصل إلى 13 مليار يوان، بينما ارتفعت الأرباح بنسبة 200% لتصل إلى 3.1 مليارات يوان. وفي شهر مارس/ آذار الماضي، توقع وانغ نينغ، أن ترتفع مبيعات "بوب مارت" بنسبة 50% في العام الحالي، مقارنة بعام 2024، كي تصل إلى 20 مليار يوان، معبراً عن تفاؤله حول المبيعات على الصعيد الدولي. الصناعة الصينية يعتبر وانغ نينغ، مؤسس "بوب مارب" أنّ الصناعة الصينية، ساهمت في نجاح "لابوبو".
فهو يحيل على توفر سلسلة صناعية شاملة ومنظومة صناعة ناضجة. ويؤكد أن العلامات الصينية في مجال الألعاب تتوفر على تنافسية مهمة، بفعل القاعدة الصناعية الصلبة، ومشدداً على أن قدرة سلسلة التوريد الصناعية ساهمت في نمو شركته. رأى وانغ نينغ النور في عام 1987 بمنطقة هينان بالصين، بعد تخرجه من الجامعة التحق بمجال الإعلان، قبل أن يطلق في 2010، شركة بوب مارت، التي تشهد قفزة ملحوظة بعد تعاونه مع فنانين بهدف ابتكار مجسمات محدودة الإصدار. يشير من اهتموا بسيرة هذا الملياردير الصيني، إلى أنه يعيد استثمار أرباحه في الملكية الفكرية المرتبطة بشركة بوب مارت.
يرى البعض في "لابوبو" التي تسوقها شركته أداة جديدة للقوة الناعمة الصينية. ومع تزايد الطلب على هذه الدمية التي توصف بـ"القبيحة المحبوبة" أصبحت مشاهدتها أمراً شائعاً في الشوارع
غير أن ثمة من يركز أكثر على قدرة وانغ نينغ على تحويل هواية جمع الألعاب إلى نشاط اجتماعي، كما أن الإصدار المحدود للدمى دفع هواة الجمع إلى السعي إلى الفوز ببغيتهم من متاجر الشركة مباشرة أو عبر الإنترنت. يلاحظ مراقبون أنّ وانغ نينغ عمل على مدى 15 عاماً بهدف تكريس شركته عملاقاً في مجال الألعاب، إذ دأب على التعاون مع فنانين، وفتح محلات عبر العالم لتسويق منتجات شركته، ما جعله من صفوة مليارديرات بلده.
ويرى البعض في "لابوبو" التي تسوقها شركته أداة جديدة للقوة الناعمة الصينية. ومع تزايد الطلب على هذه الدمية التي توصف بـ"القبيحة المحبوبة" أصبحت مشاهدتها أمراً شائعاً في الشوارع، متدلية من حقائب الشباب والمراهقين، وحتى المشاهير، لتتحول من منتج محدود إلى رمز ثقافي عالمي.
## "رويترز" عن الخارجية الفرنسية: نندد بالتهديدات الموجهة إلى رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية
30 June 2025 06:55 AM UTC+00
## الخارجية الفرنسية: نؤكد على ضرورة أن تضمن إيران سلامة موظفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فرنسا
30 June 2025 06:56 AM UTC+00
## الخارجية الفرنسية: نؤكد أن المفاوضات هي أفضل طريقة للتعامل مع المخاوف التي يثيرها البرنامج النووي الإيراني
30 June 2025 06:57 AM UTC+00
## إسرائيل تبتز مصر عبر الغاز... التلاعب بالسعر
30 June 2025 06:58 AM UTC+00
لمّحت تقارير اقتصادية إسرائيلية إلى احتمال رفع تل أبيب سعر المتر المكعب من الغاز الذي تورده لمصر، بعدما أوقفته أربع مرات، مرتين خلال حرب غزة ومرتين خلال حرب إيران، وأكدت أن هذه الزيادة تزامنت مع عودة تدفق الغاز الإسرائيلي بنسبة ثلاثة أضعاف الكمية السابقة. وقلصت إسرائيل كميات الغاز لمصر، وطالبت بزيادة سعره، مستغلة فترات دخول فصل الصيف وانقطاع الكهرباء، وتراجع إنتاج مصر من الغاز، وردت القاهرة بالاتجاه نحو قطر وتركيا وروسيا لتحجيم ضغوط تل أبيب السياسية. وفي مايو/ أيار الماضي.
قال مسؤول كبير في الهيئة المصرية العامة للبترول إن شركة الغاز الإسرائيلية تضغط على الهيئة لتعديل شروط التوريد ورفع الأسعار، مستغلة ذروة الطلب في الصيف عندما يرتفع استهلاك الكهرباء بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وبلغ سعر المليون وحدة حرارية من الغاز الإسرائيلي لمصر حوالي 6.7 دولارات، حسب صفقة الاستيراد الأولى، بقيمة 15 مليار دولار، لـ64 مليار متر مكعب، لكن تل أبيب طلبت زيادة السعر بنسبة 25% في الصفقات الحالية، ما يعني رفع السعر إلى حوالي 9.4 دولارات لكل مليون وحدة حرارية، وفق صحف إسرائيلية.
وذكر موقع JFeed الإسرائيلي، في 26 فبراير/ شباط الماضي، أن مصر تواجه خياراً حاسماً بعد رفع إسرائيل أسعار الغاز بنسبة 40%، مؤكداً أن "إسرائيل تثبت مرة أخرى أنها تعرف كيف تستخدم قوتها الاقتصادية لتحقيق مكاسب وطنية بطريقة من المستحيل تجاهلها"، أي الضغط على مصر. أكد الموقع أن مطالبة إسرائيل بزيادة أسعار الغاز لمصر بنسبة 40% "ليست مجرد طعنة عابرة، ولكنها خطوة تجارية من الطراز الأول، تضخّ الإيرادات في خزينة الدولة الإسرائيلية، لكنها تحمل أيضاً رسالة سياسية لاذعة هي أن: إسرائيل لن تسمح بتجاهل نفوذها الإقليمي".
توتر بسبب الغاز
وربط الموقع الموقف الإسرائيلي والتوتر بين القاهرة وتل أبيب برفض مصر استقبال لاجئي غزة، رغم حث إسرائيل مصر على فتح سيناء أمامهم، مؤكداً: "تُحاول تل أبيب استخدام نفوذها الاقتصادي: إذا كان الضغط مُجدياً، فلماذا لا يكون الربح أيضاً (أي رفع السعر)؟". وكان الموقع الإسرائيلي قال: "في الوقت الحالي (فبراير الماضي)، تتمسك القاهرة بموقفها غير راغبة في تقبل الثمن الجديد. لكن الوقت يمر، فالصيف على الأبواب، وخيارات مصر تتضاءل".
أضاف: "إذا واصلت إسرائيل تضييق الخناق، فقد يجد المصريون أنفسهم محاصرين، ومجبرين على الاختيار بين الكبرياء وشبكات الكهرباء"، أي سيرضخون للسعر الذي تفرضه إسرائيل بزيادة ثمن المتر المكعب من الغاز. الاقتصاد مرتبط بغاز إسرائيل وقالت منصة ميس (mees) للطاقة، في 27 يونيو الجاري، إن "الاقتصاد المصري يتعافى بفضل عودة الغاز الإسرائيلي".
وأكدت أنه مع عودة حقلي ليفياثان وكاريش الإسرائيليين إلى الإنتاج هذا الأسبوع، تنفست مصر والأردن الصعداء، حيث يستمر إنتاج مصر من الغاز في الانخفاض، وإن بوتيرة أبطأ، وتحتاج لكميات ضخمة من الغاز مع دخول الصيف، وتعتمد على إسرائيل.
وقالت "ميس" إنه مع توقف واردات الغاز الإسرائيلي الرئيسية عبر الأنابيب إلى كلا البلدين، توقفت المصانع الصناعية المصرية والأردنية إلى حد كبير خلال حرب إسرائيل وإيران التي استمرت 12 يوماً. وأصدر وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين تعليماته بإعادة فتح منصتي الغاز الطبيعي كاريش وليفياثان، حسب ما ذكرت وزارة الطاقة الإسرائيلية في بيان لها في 25 يونيو الحالي، بعد توقف الحرب مع إيران.
ونقل موقع المنصة المصري عن مصدر مطلع على ملف الواردات بالشركة القابضة للغازات الطبيعية/إيجاس أن إسرائيل عادوت ضخ الغاز لمصر بمعدل 200 مليون قدم مكعبة يوماً، بعد توقف دام أسبوعين على خلفية التوترات الإقليمية والحرب الإسرائيلية الإيرانية، وأن إسرائيل ستزيد التدفق بمعدل ثلاثة أضعاف ليصل من 650 إلى 750 مليون قدم مكعبة يومياً، اعتباراً من مطلع الأسبوع المقبل.
وقال المصدر في إيجاس إن الاتفاق المصري الإسرائيلي يتضمن وصول معدلات توريد الغاز إلى مليار قدم مكعبة يومياً خلال الفترة المقبلة من حقلي تمار وليفياثان، مشيراً إلى أن 80% من شحنات الغاز الإسرائيلي المرتقبة ستوجه إلى المصانع المتوقفة منذ 13 يونيو الجاري، والتي شهدت تراجعاً حاداً في الإنتاج بسبب أزمة نقص الغاز، خاصة في قطاعي الأسمدة والبتروكيماويات.
ومكّن وقف إطلاق النار، في 24 يونيو الحالي، من إعادة تشغيل سريعة لحقل ليفياثان البحري الذي يُنتج 1.1 مليار قدم مكعبة يومياً، والذي تُشغّله شركة شيفرون الأميركية العملاقة، وحقل كاريش التابع لشركة إنرجيان المُدرجة في بورصة لندن، والذي يُنتج 500 مليون قدم مكعبة يومياً، وتدفق الغاز مجدداً إلى مصر.
وبسبب تحكم إسرائيل في مصانع مصر وأنباء رفع سعر الغاز للقاهرة ضمن خطوات ابتزازها، أكد موقع "أويل برايس"، في 17 يونيو الجاري، أن "مصر بدأت تنفيذ خطة طوارئ كاملة للطاقة، حيث تسعى جاهدة إلى تحقيق التوازن بين إمدادات الوقود والطلب المحلي المتزايد، بعد أن منعت إسرائيل توريد الغاز، وأغلقت أكبر حقل غاز بحري بسبب الصراع بين إيران وإسرائيل، ما حرم القاهرة من إمدادات الغاز الإسرائيلية الحيوية. أكد الموقع أن الخطة المصرية تشمل الاعتماد على مصادر أخرى، بعدما أوقفت إسرائيل عملياتها في حقلي ليفياثان وكاريش بعد هجمات صاروخية إيرانية. وقبل الإغلاق، كانت مصر تستورد ما يقرب من مليار قدم مكعبة يومياً من الغاز الإسرائيلي، وهي كميات أصبحت بالغة الأهمية لتوليد الطاقة والمواد الخام الصناعية، ثم أعلنت إسرائيل إغلاق مصفاة بازان، أكبر مصفاة نفط لديها، بسبب الأضرار التي لحقت بها من جراء الهجوم الصاروخي الإيراني، بما في ذلك جميع مرافق المصفاة في ميناء حيفا.
عودة مصانع الأسمدة للعمل
في السياق نفسه، بدأت شركات الأسمدة والبتروكيماويات والصناعات الثقيلة ومواد البناء تتنفس الصعداء بعد أسابيع من التوتر في سوق الطاقة، مع إعلان وزارة البترول والثروة المعدنية عن عودة تدريجية لإمدادات الغاز الطبيعي إلى القطاعات التي تضررت من تراجع إمدادات الغاز الطبيعي، منذ 13 يونيو الجاري.
جاء ذلك عقب استئناف إسرائيل ضخ كميات محدودة من الغاز عبر حقل ليفياثان البحري إلى الشبكة الوطنية للغاز. تأتي الخطوة بعد انقطاع استمر قرابة أسبوعين، تسبب في توقف مصانع الأسمدة عن العمل وفي ارتباك كبير لعدد من الصناعات الحيوية، خاصة قطاعات الحديد والبتروكيماويات ومواد البناء.
وفق تصريحات وزير البترول كريم بدوي، فإن استئناف الضخ بدأ بكميات محدودة لا تتجاوز 200 مليون قدم مكعبة يومياً، مقارنة بنحو 800 مليون قدم مكعبة كانت تصل يومياً قبل العدوان الإسرائيلي على إيران، على أن ترتفع تدريجياً إلى 850 مليون قدم مكعبة في شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب المقبلين، في حال استقرار الأوضاع الأمنية بمنطقة شرق المتوسط. ويؤكد الوزير أن الحكومة المصرية وضعت سيناريوهات تشغيل مرنة بالتنسيق مع وزارة الكهرباء والشركة القابضة للغاز التابعة لوزارة البترول، من أجل إعادة التوازن بين تلبية احتياجات إنتاج الكهرباء وتغذية الصناعات الحيوية في الدولة.
وأضاف الوزير في تصريحات صحافية أن الأولوية القصوى لتدبير كميات الغاز خلال الصيف الحالي تستهدف تأمين إمدادات الغاز المحلي، مع تقليص الاعتماد على الغاز الطبيعي المسال المستورد، نظراً لارتفاع أسعاره عالمياً. تبدو كلمات الوزير متخطية اتفاق سبق أن أبرمته الشركات المصرية مع نظيرتها في تل أبيب تقضي بزيادة ضخ الغاز من الحقول الإسرائيلية إلى نحو 1.2 مليار قدم مكعبة بحلول يوليو المقبل، ترتفع إلى 1.5 مليار قدم مكعبة في شهر أغسطس القادم، وهو ما لا ترغب الشركات الإسرائيلية فيه من دون التزام مصر بتعديل اتفاقية طويلة الأمد لشراء الغاز، مستهدفة زيادة سعر توريد الغاز بنسبة تصل إلى نحو 40%، وفقاً لمصادر بهيئة البترول تحدثت لـ"العربي الجديد".
يعتبر مستثمرون في اتحاد الصناعات المصرية عودة ضخ الغاز بمثابة "قبلة حياة" لبعض الصناعات الثقيلة التي تعتمد على الغاز مادة خاماً أو مصدراً للطاقة، مشيرين إلى أن أبرز القطاعات المتضررة خلال فترة التوقف هي الأسمدة، حيث اضطرت شركات كبرى مثل "موبكو" و"أبو قير للأسمدة" إلى تعليق عمليات الإنتاج جزئياً أو كلياً في ظل نقص الإمدادات.
وحسب تصريح مدير اتحاد الصناعات المصرية محمد البهي لـ"العربي الجديد"، فقد بدأت الحكومة نهاية الأسبوع الماضي في إعادة ضخ الغاز إلى المصانع تدريجياً، مع إعطاء الأولوية لمصانع الأسمدة والحديد لتفادي مزيد من التأثير على الأسواق المحلية وسلاسل التوريد.
## غزة... غياب عدالة توزيع المساعدات يفاقم كارثة الجوع
30 June 2025 07:06 AM UTC+00
تزداد الأزمة الاقتصادية والإنسانية في قطاع غزة تعقيداً، في ظل الحصار المتواصل ومنع إدخال المساعدات منذ الثاني من مارس/آذار 2025، حيث فاقم غياب العدالة في توزيع المساعدات معاناة أكثر من مليوني نسمة يعيشون في واحدة من أسوأ الكوارث العالمية. ومنذ أكثر من شهر، شرعت سلطات الاحتلال، بالشراكة مع إحدى الشركات الأميركية، في افتتاح مراكز لتوزيع المساعدات، قرب نقاط انتشار الجيش الإسرائيلي في جنوب القطاع ووسطه، لكن هذه المراكز تحوّلت إلى مصائد موت، حيث استشهد أكثر من 500 مواطن، وأصيب العشرات أثناء محاولاتهم الوصول إلى الغذاء.
في وقت يحظى فيه البعض بفرص يومية للوصول إلى تلك المراكز، يحرم منها آخرون بسبب خطورة الوضع الميداني، وتعمّد جيش الاحتلال قتل المجوّعين، ما يعكس غياب العدالة الاقتصادية والاجتماعية، ويعزز من حالة الاحتكار، وهو ما فتح الباب أمام استغلال الوضع، وبيع المساعدات في الأسواق بأسعار باهظة. خيارات صعبة يقول الموظف الحكومي، سائد أبو غالي، الذي يتقاضى راتباً بالكاد يصل إلى 800 شيكل كلّ 45 يوماً (الدولار = 3.39 شواكل)، إنه ينفق راتبه خلال أقل من أسبوع، إذ يضطر لشراء الطحين والسكر والزيت بأسعار خيالية مع غياب المساعدات، وهو ما يزيد من معاناته في الحصول على قوت يومه.
ويضيف أبو غالي لـ"العربي الجديد": "انعدام البدائل مع توقف المساعدات، وعدم وجود أي مصادر دعم يضعني وعائلتي أمام خيارات صعبة، إذ بتّ مجبراً على تقليص عدد الوجبات اليومية لأطفالي، والتنازل عن احتياجات أساسية، مثل الحليب والعلاج، وبيع بعض مقتنيات منزلي لشراء الغذاء". ويشير إلى أنّ استمرار هذا الوضع دون تدخل عاجل يعني كارثة إنسانية حقيقية: "لم نعد قادرين على الصمود في ظل الانهيار الاقتصادي، فكيف لي أن أعيش براتب 800 شيكل وهو مبلغ بالكاد يشتري طعاماً لأسبوع في أحسن الأحوال".
بيع المساعدات
في المقابل، جمع الشاب هادي حسن، من مخيم النصيرات وسط القطاع، أكثر من 12 ألف دولار، من خلال جلب المساعدات من مركز توزيع "نتساريم" وبيعها في سوق المخيم. وقال هادي لـ"العربي الجديد" إنه يبيع يومياً بضائع تصل قيمتها 3000 شيكل، في وقت يركز على جلب السلع المرتفعة الثمن، مثل السكر، والزيت، والطحين، والبسكويت. ويبرر ما يفعله بسماح القائمين على المساعدات بدخول أي شخص لأخذ البضائع، سواء كان يستحق أو لا، مضيفاً: "في ظل الفوضى، إما أن تكون أنت من يربح أو تبقى في الطابور جائعاً".
وأشار إلى أن الإقبال الكبير على شراء هذه السلع رغم أسعارها المرتفعة يظهر حجم الحاجة في الأسواق، حيث يلجأ الناس لشراء أي كمية متاحة، خوفاً من انقطاعها، ما يعزز من أرباحه اليومية.
بدوره، يرى الأكاديمي الاقتصادي، نسيم أبو جامع، أنّ استمرار منع إدخال المساعدات الإنسانية بطريقة عادلة فتح الباب أمام فئة محدودة من الأشخاص لاستغلال الوضع، عبر احتكار المواد الإغاثية وبيعها بأسعار خيالية في الأسواق المحلية.
ويؤكد أبو جامع لـ"العربي الجديد" أن من يتمكن من الوصول إلى مراكز التوزيع بات يتحكّم بسوق المواد الأساسية، ما أدى إلى تركز الأموال بيد قلة على حساب الغالبية المحرومة، موضحاً أن هذا الخلل في التوزيع ساهم في ارتفاع أسعار السلع الاستراتيجية لمستويات قياسية، حيث وصل سعر كيلو السكر إلى 260 شيكلاً، أي بزيادة تفوق 8500% مقارنة بما قبل الحرب، وهو ما يعكس الفشل في توفير الحماية الاقتصادية للفقراء والطبقات الهشة.
ويذكر أن هذا النموذج من التوزيع العشوائي خلق طبقة جديدة من "تجار المساعدات" الذين باتوا يتعاملون مع السلع الإغاثية باعتبارها مصدراً للربح السريع، ما يتعارض مع الهدف الإنساني للمساعدات، في وقت تتحمل العائلات الفقيرة العبء الأكبر، في لا تملك أي قدرة على منافسة هذه الفئة في السوق، أو حتى الوصول إلى أبسط احتياجاتها.
ويدعو أبو جامع إلى ضرورة تغيير آلية توزيع المساعدات العقيمة، وضمان وصول المساعدات وفق معايير شفافة، تراعي حاجة جميع العائلات الأكثر فقراً وتضرراً، مشدداً على أهمية تدخل دولي لضبط مسار المساعدات، ومنع تحولها إلى سلعة في سوق غير منظم يكرس التفاوت الطبقي، ويفاقم الأزمة الاجتماعية.
من جهته، يذكر المختص في الشأن الاقتصادي، عماد لبد، أن قرابة 95% من سكان القطاع باتوا يعتمدون كلياً على المساعدات الإنسانية في ظل استمرار الحرب وتوقف مصادر الدخل، قائلاً إنّ منع وصول المساعدات للفئات المحتاجة أدى إلى انهيار اقتصادي داخل الأسر، حيث لم تعد هناك قدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية، وسط غياب أي بدائل للعمل أو الدعم الحكومي.
ويوضح لبد في حديث لـ"العربي الجديد" أن سياسة الاحتلال في حصر توزيع المساعدات، وحرمان غالبية السكان منها، تسببت في استنزاف ما تبقى من مدخرات المواطنين، بينما استفادت فئة محدودة تمكنت من الوصول إلى مراكز التوزيع، لتتحول المساعدات من أداة إنقاذ إلى وسيلة للثراء غير المشروع. ويلفت إلى أن المؤشرات الاقتصادية شهدت تدهوراً مروعاً خلال الحرب على غزة، إذ تجاوزت معدلات الفقر 90%، وبلغت البطالة مستويات قياسية تقدّر بـ 83%، فيما تعيش آلاف العائلات على وجبة واحدة يومياً، مع اعتماد 95% من الغزيين على المساعدات.
## ماركيز كابوس يطارد نجوم إيطاليا في "موتو جي بي"
30 June 2025 07:13 AM UTC+00
قبل انطلاق موسم "موتو جي بي"، رشّح سائق فريق دوكاتي، الإسباني مارك ماركيز (32 عاماً)، زميله في الفريق، الإيطالي فرانشيسكو بانيايا (28 عاماً)، ليحصل على بطولة العالم للدراجات النارية، ولكن بداية الموسم أكدت أنّ بطل العالم سبع مرّات سابقة كان يُسلّط الضغط على زميله، إذ إنه منذ الجولات الأولى وهو يفرض إيقاعاً قوياً أصبحت معه فرص بانيايا في الحصول على لقب ثالث شبه مستحيلة، بعدما حوّل الإسباني مختلف السباقات إلى حلبات يستعرض فيها قوته على حساب الإيطالي، ويتجاوزه باستمرار ويرفع الفارق معه، إذ بات قريباً من لقب جديد بمسيرته في غياب منافسة حقيقية من قِبل كل المنافسين.
وبعد مرور عشر جولات من بطولة العالم، فاز ماركيز في ستة سباقات وانتصر في تسعة سريعة (سبرينت)، بينما فاز بانيايا في سباق وحيد، تعرض خلاله ماركيز إلى حادث ولم ينهِ المرحلة ولم يفز بأي سباق سريع، وفي رصيد الإسباني 307 نقاط في صدارة الترتيب، في حين يملك الإيطالي 181 نقطة في المركز الثالث، وهذا الفارق يعتبر صادماً بعدما رمى بانيايا المنديل، فدراجته لا تستطيع الصمود أكثر من لفات قليلة، ويخسر المنافسة أمام دراجات أخرى مثل "أبريلا"، وتلاشى تبعاً لذلك حلم اللقب الثالث، رغم أنه كان السائق الأول في الفريق ومرشحاً للحصول على اللقب.
وتحوّل ماركيز إلى كابوس يطارد السائقين الإيطاليين بعدما هزم سابقاً فالنتينو روسي، ملهم الكثير من الدرّاجين، وحرمه من تحسين أرقامه في نهاية مسيرته، والتنافس بينهما كان تاريخياً، ومالت خلاله الأفضلية في البداية إلى جانب الإيطالي، ولكن الإسباني كسب التحدي في النهاية وفرض على روسي نهاية من الباب الصغير، رغم سجله التاريخي في هذا السباق.
كما أنّ ماركيز حرم سابقاً الإيطالي أندريا دوفيزيوسو من الحصول على بطولة العالم ثلاث سنوات توالياً (2017 و2018 و2019)، وفي كل مرة كان يتقدم عليه في نهاية الموسم. وقد أصبح بانيايا ثالث إيطالي يتلقى صدمة بسبب قوة السائق الإسباني، الذي هزمه في حلبات كان يُسيطر عليها في السابق، مثل "موجيلو"، إذ أنهى الإسباني سيطرة بانيايا خلال ثلاث سنوات توالياً.
## ترامب: لا أتحدث مع إيران ولا أعرض عليها أي شيء
30 June 2025 07:36 AM UTC+00
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الاثنين، أنه لا يتحدث مع إيران، ولا يعرض عليها "أي شيء" مكرراً تأكيده أنّ الولايات المتحدة "محت تماماً" منشآت إيران النووية، وفق ما نقلت عنه وكالة رويترز. ونفى ترامب ما ورد في تقارير إعلامية يوم الجمعة عن أنّ إدارته ناقشت احتمال مساعدة إيران على الحصول على ما يصل إلى 30 مليار دولار لبناء برنامج نووي مدني لإنتاج الطاقة.
وفي قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الأسبوع الماضي، أعلن ترامب عن محادثات جديدة مع إيران هذا الأسبوع لكنه لم يقدّم تفاصيل. تحدث ترامب الجمعة أيضاً، عن أنّ طهران ترغب في عقد لقاء بعد الضربات الأميركية على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، الأسبوع الماضي، لكنّه لم يدلِ بمزيد من التفاصيل، كما قال إنه لا يعتقد أنّ إيران لا تزال ترغب في مواصلة السعي لامتلاك سلاح نووي بعد الغارات الأميركية والإسرائيلية. وأضاف ترامب متحدثاً للصحافيين في البيت الأبيض، أنه يرغب في أن تتمتع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو أي جهة أخرى موثوق بها، بكامل الحقوق في إجراء عمليات تفتيش في إيران.
وتوعّد ترامب أنه سيقصف "بالتأكيد" إيران مجدّداً إذا أشارت المعلومات الاستخباراتية إلى أنها لا تزال قادرة على تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تتيح صنع الأسلحة النووية. وعندما سُئل خلال المؤتمر عمّا إذا كان سيفكر في شنّ ضربات جديدة إذا لم تنجح غارات الأسبوع الماضي في إنهاء الطموحات النووية الإيرانية، أجاب "بلا شك. بالتأكيد"، واعتبر ترامب أن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي "هُزم شرّ هزيمة" نتيجة الضربات الأميركية والإسرائيلية.
وفي 13 يونيو/ حزيران الجاري، وحينما كانت إيران تستعد لإجراء جولة سادسة من المحادثات النووية مع واشنطن في مسقط، شنّت إسرائيل هجوماً مباغتاً على إيران، استمر 12 يوماً، وشمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، وردّت إيران باستهداف مقارّ عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة. ويوم الأحد من الأسبوع الماضي، هاجمت الولايات المتحدة ثلاث منشآت نووية في إيران (نطنز، وأصفهان، وفوردو) مستخدمة صواريخ خارقة للتحصينات.
واشترطت إيران من أجل استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي، أن تستبعد واشنطن فكرة تنفيذ أي ضربات أخرى على إيران. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، في مقابلة مع هيئة البث البريطانية "بي بي سي"، بثت اليوم الاثنين، إنّ الإدارة الأميركية أبلغت إيران، عبر وسطاء، بأنها ترغب في العودة إلى المحادثات، لكن الولايات المتحدة "لم توضح موقفها" بشأن "السؤال المهم جداً" حول ما إذا كانت ستشن المزيد من الهجمات.
(رويترز، العربي الجديد)
## إجراءات حكومية لإنقاذ السياحة الأردنية المتضررة من الحرب
30 June 2025 07:38 AM UTC+00
بدأت الحكومة الأردنية باتخاذ خطوات مباشرة لدعم القطاعات الاقتصادية التي تأثرت من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومؤخراً الهجمات العسكرية المتبادلة بين إيران وإسرائيل، والتي ألقت بظلال سلبية على الوضع الاقتصادي، وتراجع أنشطة دافعة للنمو وتساهم بالحد من الفقر والبطالة، بخاصة السياحة.
وقد اتخذ مجلس الوزراء الأردني قراراً، أول من أمس، بتحمل الفوائد المترتبة على القروض والتسهيلات المالية التي تحصل عليها بعض المنشآت السياحية، بسبب ما تعرضت له من انتكاسة بسبب الظروف الدائرة في المنطقة، وإلغاء عدد كبير من الحجوزات السياحية والذي أدى بفنادق ومرافق سياحية أخرى لإغلاق أبوابها والتوقف عن العمل نهائياً، وما ترتب على ذلك من تسريح للعاملين لديها، بخاصة في مناطق مدينة العقبة والبتراء ووادي موسى.
وبموجب القرار تتحمَّل الحكومة كلف الفوائد المترتبة على القروض الجديدة التي تُمنح لمكاتب وكلاء السياحة والفنادق السياحية (باستثناء الفنادق من فئة خمسة نجوم) من البنوك العاملة في الأردن، وفقاً للسياسات الائتمانية المعتمدة لدى هذه البنوك، وبما يندرج ضمن إطار برنامج البنك المركزي الأردني لتمويل القطاعات الاقتصادية.
تعزيز مرافق السياحة
وقالت الحكومة: "يأتي القرار في إطار جهودها لدعم قطاع السياحة والتخفيف من الآثار والتداعيات التي أصابته بسبب الأوضاع الإقليمية الراهنة، وبما يساهم في تعزيز قدرة مكاتب وكلاء السياحة والفنادق السياحية على الحفاظ على استقرارها المالي، واستمرارية دفع رواتب وأجور العاملين واشتراكات العاملين في الضمان الاجتماعي، لا سيّما بعد موجة الإلغاءات المفاجئة التي أثّرت بشكل مباشر في تدفق السياح الوافدين خلال الصيف".
واشترط القرار، لغايات الاستفادة من هذا الدعم الحكومي، تخصيص قيمة القروض الجديدة حصراً لتغطية رواتب وأجور العاملين في المكاتب والفنادق المستفيدة (باستثناء الفنادق من فئة خمسة نجوم) لمدة ثلاثة أشهر، أو دفع اشتراكات الضمان الاجتماعي للعاملين فيها، على أن يجري تسديد هذه القروض خلال 24 شهراً، ويشمل ذلك فترة سماح لمدة ستة أشهر، تبدأ من تاريخ صرف التمويل.
ويمكن الاستفادة من هذا القرار حتى نهاية شهر سبتمبر/ أيلول المقبل. وزيرة السياحة والآثار، لينا عناب، قالت إن قرار مجلس الوزراء بتحمّل الحكومة كلف الفوائد على القروض الجديدة التي تُمنح لمكاتب وكلاء السياحة والفنادق (باستثناء فئة الخمسة نجوم)، من البنوك العاملة في المملكة، يشكّل خطوة بالغة الأهمية في ظل التحديات التي يواجهها القطاع، نتيجة الظروف الإقليمية الراهنة، وما رافقها من إلغاءات فورية وكبيرة في الحجوزات خلال أشهر فصل الصيف.
وأضافت أن هذا القرار من شأنه أن يُساهم بشكل مباشر في تمكين مكاتب السياحة والفنادق الصغيرة والمتوسطة من الحفاظ على استمرارية أعمالها، وتغطية التزاماتها المالية، لا سيّما المتعلقة برواتب وأجور العاملين واشتراكاتهم في الضمان الاجتماعي، بما يعزّز الاستقرار الوظيفي، ويحافظ على الكفاءات والخبرات العاملة في القطاع.
وقالت إن القرار يندرج ضمن منظومة الدعم الحكومية المتكاملة التي تهدف إلى مساندة القطاع السياحي، وتمكينه من التعافي، واستعادة نشاطه، وتعزيز قدرته على الحفاظ على استقراره المالي، واستمرارية دفع رواتب وأجور العاملين فيه، فالسياحة من الركائز الأساسية في الاقتصاد الوطني، ومصدر حيوي لفرص العمل، خاصة في المجتمعات المحلية. وألغيت الحجوزات الفندقية بنسبة وصلت إلى 100% في معظم الفنادق بسبب العدوان الإسرائيلي على إيران، وما تبعه من تبادل للهجمات العسكرية.
## الدالاي لاما سيكشف قريباً عن خطط اختيار خليفته: خطوة قد تغضب الصين
30 June 2025 07:40 AM UTC+00
يترأس الدالاي لاما تجمّعاً كبيراً لرجال دين بوذيين يستمر لثلاثة أيام، يختتم بخطاب له، في وقت ينتظر فيه أتباع الزعيم الروحي للتبت الإعلان عمن سيخلفه، وهي خطوة قد تثير غضب الصين. وتعتبر بكين الدالاي لاما، انفصالياً وتقول إنها هي من ستختار من سيخلفه. وقال الدالاي لاما إن خليفته سيكون شخصاً ولد خارج الصين، وحثّ أتباعه على رفض أي شخصية تختارها بكين.
وسيبلغ الدالاي لاما الرابع عشر، واسمه الأصلي تينزين غياتسو، التسعين من عمره، يوم الأحد المقبل، وقال من قبل إنه سيتشاور مع كبار الرهبان البوذيين وآخرين في ذلك التوقيت، للإفصاح عن مؤشرات محتملة عمن سيخلفه بعد وفاته. وقال لحشد من أتباعه، اليوم الاثنين، وهم يدعون له بطول العمر "ما تبقى من حياتي سأهبه لنفع الآخرين قدر المستطاع". وتابع قائلاً "سيكون هناك نوع من إطار العمل الذي يمكننا أن نتحدث عنه بشأن استمرارية مؤسسة الدالاي لاما"، دون أن يذكر المزيد من التفاصيل.
وعادة ما يختار الكهنة البوذيون تقليدياً الدالاي لاما في إجراءات شعائرية قد تستغرق سنوات، من خلال لجنة متنقلة تبحث عن علامات على طفل يمكن أن تدل على أنه تجسيد آخر زعيم روحي، إلا أن الزعيم الحالي قرر الحد من تدخل الصين، عبر القيام بعملية غير تقليدية باختيار خليفته بنفسه.
وتفرض بكين قيوداً مشددة على التبت التي تعتبرها جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وتندد بالدالاي لاما الذي يطالب بمزيد من الحكم الذاتي للتبت. وقالت الصين في مارس/ آذار إنه في منفى سياسي "ولا يحق له تمثيل شعب التبت بأي شكل". وأضافت أنها منفتحة على مناقشة مستقبله إذا اعترف بأن التبت وتايوان جزءان من الصين وهو أمر رفضته حكومة التبت في المنفى. واستعادت بكين السيطرة على التبت التي كانت تتمتع بحكم ذاتي واسع في 1951، قبل أن يفرّ الدالاي لاما إلى المنفى في 1959.
(رويترز، العربي الجديد)
## الرئيس اللبناني جوزاف عون: لضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من التلال الخمس لتمكين الجيش اللبناني من استكمال انتشاره
30 June 2025 07:49 AM UTC+00
## زراعة العراق تواجه كارثة الجفاف... ومخاطر على الأمن الغذائي
30 June 2025 07:50 AM UTC+00
يواجه العراق، في الوقت الحالي، أزمة مياه خانقة تُصنّف "كارثة واقعية" تفاقمت بفعل التغيرات المناخية وتناقص الإيرادات المائية من نهري دجلة والفرات نتيجة سياسات دول المنبع، وتُنذر بعواقب وخيمة على الأمن الغذائي والصحي والاجتماعي في البلاد، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة. وفي ظل هذا الواقع المأزوم، باتت الحكومة مجبرة على اتخاذ قرارات استثنائية، كان أبرزها تقليص الخطة الزراعية الصيفية وتوجيه الموارد المائية الشحيحة نحو تأمين مياه الشرب فقط، وهو ما يعكس حجم التحدي الذي تواجهه البلاد في إدارة ملف المياه.
وتناول تقرير لمجلة فوربس (مجلة أميركية متخصصة في الأعمال) أزمة الجفاف المتفاقمة في منطقة الشرق الأوسط، مع تسليط الضوء على العراق بوصفه أحد أكثر الدول تأثرًا. وحذر التقرير، من أنّ ظاهرة النينو، وانتهاءها أواخر 2024 أسهما في تقليص كميات الأمطار، في وقت تسجل فيه المنطقة ارتفاعاً في درجات الحرارة بمعدل ضعف المعدل العالمي. والنينو (El Niño) ظاهرة مناخية طبيعية تحدث كل عدة سنوات في المحيط الهادئ الاستوائي، وتؤثر كثيراً على الطقس والمناخ العالمي، بما في ذلك مستويات الأمطار، ودرجات الحرارة، وتوزيع الجفاف والفيضانات حول العالم.
وذكر التقرير، أن تدفقات نهري دجلة والفرات تشهد تراجعًا غير مسبوق، ما أدى إلى انخفاض الاحتياطات الاستراتيجية المائية إلى 10 مليارات متر مكعب فقط، أي نحو نصف حاجته الصيفية، وقد ساهمت السدود في دول الجوار، إلى جانب شح الأمطار وسوء الإدارة المحلية، في تفاقم الأزمة.
موسم جفاف غير مسبوق
أكد المتحدث باسم وزارة الموارد المائية العراقية، خالد شمال، أن مستويات الخزين المائي الحالية تعدّ الأدنى في تاريخ البلاد الحديث، الأمر الذي دفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات استثنائية وصعبة، كان أبرزها تقليص الخطة الزراعية إلى النصف وإلغاءها في بعض المناطق.
وأوضح شمال لـ"العربي الجديد" أنّ العراق يعتمد حاليًّا على إطلاقات محدودة من سد الموصل، الذي يبلغ منسوبه 320 مترًا مكعباً بالثانية، إلى جانب كميات أخرى قادمة من سد حديثة، فضلاً عن ضخ المياه من بحيرة الثرثار، والتي يبلغ منسوبها حوالي 41 متراً مكعباً بالثانية.
وأشار إلى أنّ وزارته تسعى إلى إدارة النقص الحاد في الموارد المائية من خلال توزيع الخزين على مشاريع ري استراتيجية، من ضمنها سد دوكان الذي يرفد مشروع ري كركوك، وسد دربندخان الذي يدعم نهر ديالى، إلى جانب كميات محدودة من واردات نهر الزاب الكبير. وفي ما يخص وضع الأهوار، بيّن شمال، أن الوضع فيها "مقبول حالياً"، إلا أن التحدي الأكبر يتمثل في الملوحة الزاحفة من نهر الكارون القادم من إيران، نتيجة انخفاض وارداته، مما يستدعي إجراءات عاجلة للحفاظ على نوعية المياه، خاصة في شمال البصرة، حيث تعمل الوزارة على تأمين المياه لأغراض الشرب والاستخدامات البشرية.
ونبّه شمال، إلى أن دول الجوار تمر هي الأخرى بظروف مائية حرجة، مشيرًا إلى أن سورية تعاني جفافاً حادّاً في الينابيع والعيون، ما أثر سلبًا على واردات نهر الفرات، التي تبلغ حاليًّا نحو 300 متر مكعب في الثانية، وقد تتراجع دون المستوى المطلوب خلال الصيف بسبب انخفاض خزين سد الطبقة.
وبخصوص الإطلاقات المائية من تركيا، بيّن المتحدث أنها تراوح حاليًّا بين 140 و200 متر مكعب في الثانية لنهر دجلة، نتيجة ضعف الأمطار في حوض النهر داخل تركيا، لكنه توقّع زيادة تدريجية في الإطلاقات بعد منتصف يونيو/ حزيران، مع بدء تشغيل محطة توليد الطاقة في سد أليسو، ما قد يرفع الكمية إلى 300 متر مكعب في الثانية.
المياه تهدد الأمن الغذائي
يقول رئيس لجنة الزراعة والمياه في البرلمان العراقي، فالح الخزعلي، إن الجفاف والتصحر تحولا إلى تهديد حقيقي للأمن الغذائي في البلاد، ودفعا آلاف الفلاحين إلى هجر أراضيهم الزراعية، محمّلاً تركيا المسؤولية الأساسية في ذلك، نتيجة عدم التزامها بإطلاق الحصة المائية المتفق عليها دوليًّا مع العراق.
ويحمّل الخزعلي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد" الحكومة المسؤولية المباشرة في متابعة هذه الالتزامات الدولية، داعيًا إلى تغيير نمط التفاوض التقليدي مع أنقرة، من خلال الربط بين الملفات السياسية والاقتصادية والتجارية، بما يضمن الضغط على الجانب التركي لإعادة النظر في سياساته المائية.
ويضيف، أن استمرار هذا الواقع، في ظل تصاعد درجات الحرارة والتراجع الحاد في مناسيب نهري دجلة والفرات، يضع العراق أمام أزمة وجودية شاملة، لا تتوقف عند حدود الزراعة، بل تمتد لتشمل الاستقرار الاجتماعي والصحي والاقتصادي. ويوضح الخزعلي، أن العراق في حاجة إلى تحرك دبلوماسي جاد ومتكامل، يضع ملف المياه ضمن أولويات الأمن القومي، ويعتمد أدوات ضغط سياسية واقتصادية مدروسة لإيقاف التدهور قبل فوات الأوان.
من جانبه أوضح الخبير المائي، عادل المختار، أن أزمة المياه التي يعيشها العراق اليوم لم تعد مجرد أزمة موسمية، بل تحوّلت إلى كارثة واقعية تهدد حياة ملايين المواطنين وتضرب صميم الأمن الغذائي والاجتماعي للبلاد. وأضاف، لـ"العربي الجديد" أنّه على الرغم من وضوح الأسباب، سواء المتعلقة بالتغير المناخي أو بسياسات دول المنبع المجحفة، لكنّ تعامل الحكومة مع الأزمة لا يزال ضعيفاً، محدوداً، ويفتقر إلى رؤية استراتيجية.
## "الأناضول" عن مصادر طبية: ارتفاع عدد الشهداء إلى 25 جراء الغارات التي يشنها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة منذ فجر الاثنين
30 June 2025 08:23 AM UTC+00
## أسرع نمو للاقتصاد البريطاني منذ عام وسط يأس من استمراره
30 June 2025 08:34 AM UTC+00
نما الاقتصاد البريطاني بأسرع وتيرة له في عام في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025 مع اندفاع مشتري المنازل في سباق الموعد النهائي لشراء العقارات وتسريع المصنعين الإنتاج قبل الرسوم الجمركية الأعلى التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الواردات. وفي انتعاش لا يتوقع استمراره في بقية عام 2025، نما الناتج بنسبة 0.7%، مؤكدا تقديرا أوليا وأسرع وتيرة ربع سنوية منذ الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024، وفقا لمكتب الإحصاءات الوطنية. وقالت هيئة الإحصاءات الوطنية إن النمو في شهر مارس وحده تم تعديله بالزيادة إلى 0.4% من قراءة سابقة بلغت 0.2%.
إن القفزة في الناتج الاقتصادي في أوائل عام 2025 تتناقض مع النمو بنسبة 0.1% فقط في الربع الرابع من عام 2024، وقد أظهرت البيانات بالفعل أن الناتج المحلي الإجمالي انخفض بنسبة 0.3% في إبريل مقارنة بشهر مارس على الرغم من أن الانخفاض تفاقم بسبب عوامل لمرة واحدة. قال بنك إنكلترا إنه يتوقع الاقتصاد البريطاني بنحو 0.25% في الربع الثاني من هذا العام.
وتأمل وزيرة المالية راشيل ريفز في حدوث انتعاش من شأنه أن يخفف الضغوط عليها لرفع الضرائب مرة أخرى في وقت لاحق من هذا العام لتظل على المسار الصحيح لتحقيق أهداف ميزانيتها. وقال توماس بوغ، كبير الاقتصاديين في شركة التدقيق RSM UK، إن ضعف الإنفاق الاستهلاكي وأرقام التوظيف في الأسابيع الأخيرة من المرجح أن تكون رد فعل لمرة واحدة لزيادة الضرائب على أصحاب العمل والرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، والتي تم تعليق العديد منها. وقال بوغ "الآن وبعد أن بدأت حالة عدم اليقين في الانحسار، بدأت ثقة المستهلك في الانتعاش، وتشير استطلاعات الرأي الخاصة بالأعمال التجارية إلى أن أسوأ آلام سوق العمل أصبحت وراءنا".
وأظهر استطلاع للرأي نُشر في وقت سابق من يوم الاثنين أن مستويات الثقة بين أصحاب العمل البريطانيين وصلت إلى أعلى مستوى لها في تسع سنوات حيث أصبحوا أكثر تفاؤلاً بشأن آفاق الاقتصاد البريطاني. ومن المتوقع أن يخفض بنك إنكلترا أسعار الفائدة مرتين أخريين خلال الفترة المتبقية من العام الجاري، مما يرجح أن يدعم الإنفاق الأسري.
ومع ذلك، فإن الارتفاع المتجدد في أسعار الطاقة في حالة اندلاع صراع جديد في الشرق الأوسط قد يزيد الضغوط على الاقتصاد البريطاني. وأظهرت بيانات يوم الاثنين من مكتب الإحصاءات الوطنية أن إنفاق الأسر نما بنسبة 0.4% في الفترة من يناير إلى مارس، وهو ما تم تعديله بالزيادة من التقدير الأولي لزيادة قدرها 0.2%، مدفوعا بالإسكان والسلع والخدمات المنزلية وكذلك النقل. وشهد سوق العقارات في بريطانيا زيادة حادة في النشاط مع اقتراب انتهاء الإعفاء الضريبي لبعض مشتري المنازل في 31 مارس/آذار. كما استغلت الأسر احتياطياتها للمساعدة في تمويل إنفاقها مع انخفاض نسبة الادخار لأول مرة منذ عامين على الرغم من أنها ظلت قوية عند 10.9%.
كذلك سجل قطاع التصنيع نموا بنسبة 1.1% في الربع الأول - قبل زيادة الرسوم الجمركية الأميركية على الواردات في إبريل/نيسان - مقارنة بالأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2024. وقال مكتب الإحصاءات الوطنية أيضا إن عجز الحساب الجاري لبريطانيا ارتفع إلى 23.46 مليار جنيه إسترليني، وهو ما يفوق التوقعات، في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار، مقارنة بما يزيد قليلا عن 21 مليار جنيه إسترليني في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2024.
(1 دولار = 0.7285 جنيه إسترليني)
(رويترز، العربي الجديد)
## شهداء الطحين
30 June 2025 08:39 AM UTC+00
## مأساة في منجم ذهب شرقي السودان.. "كرش الفيل" مقبرةً لأحد عشر عاملاً
30 June 2025 08:45 AM UTC+00
لقي 11 عاملا حتفهم، إثر انهيار جزئي في منجم ذهب شرقي السودان. فقد أعلنت الشركة السودانية للموارد المعدنية، المسؤولة عن المشروع، في بيان مساء الأحد، أن الانهيار وقع في منجم "كرش الفيل" خلال عطلة نهاية الأسبوع في بلدة الحويد الصحراوية بولاية نهر النيل شرقي البلاد. مشيرا إلى أن سبعة عمال آخرين أصيبوا وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.  بينما نقلت وسائل إعلام عربية أن عدد القتلي تجاوز الخمسين.
وأشارت الشركة إلى أنها أوقفت أعمال التنقيب في "كرش الفيل" وجددت تحذيراتها للمنقبين التقليديين بعدم العمل في الموقع. وكانت الشركة ممثلة في إدارة البيئة والسلامة قد أوقفت العمل سابقًا في منجم "كرش الفيل" وحذّرت من الاستمرار في النشاط داخله نظرًا لمخاطره الكبيرة على الأرواح مجددة في هذا الصدد تحذيرها من العمل في المواقع التي تم الإعلان عن إيقافها حفاظًا على سلامة المواطنين والمجتمعات المحلية.
50 قتيلًا تحت الرمال.. منجم #ذهب يتحوّل لمقبرة جماعية في #السودان#اليوم #هويدhttps://t.co/lVg10nFmF9 pic.twitter.com/lPeJeOGHKv
— صحيفة اليوم (@alyaum) June 29, 2025
ويستوعب قطاع التعدين الأهلي في السودان أكثر من مليوني شخص يعملون في أصقاع السودان المترامية وسط ظروف بالغة القسوة وينتجون نحو 80% من كمية الذهب الإجمالية المستخرجة في البلاد. ولا تمنع الحكومة السودانية التعدين الأهلي لكنها تحاول تنظيمه، فرغم سلبياته إلا أن عددا كبيرا من السودانيين يعملون به ويساهم في توفير فرص عمل لهم. ويعول السودان على الذهب موردا رئيسا للنقد الأجنبي، بعد فقدانه ثلاثة أرباع عائداته النفطية بسبب انفصال جنوب السودان في يوليو/ تموز 2011، وفقدان 80% من موارد النقد الأجنبي.
يذكر أن السودان يعد من كبار منتجي الذهب في أفريقيا، لكن حوادث انهيار المناجم شائعة بسبب ضعف معايير السلامة. وشهد السودان حوادث مماثلة في السنوات الأخيرة، من بينها انهيار في سنة 2023 أدى إلى مقتل 14 عاملا، وآخر في سنة 2021 أسفر عن مقتل 38 شخصا.
(قنا، الأناضول، العربي الجديد)
## للمرة الثالثة خلال شهر.. مطار مومباي يضبط راكباً معه ثعابين حيّة
30 June 2025 08:46 AM UTC+00
أعلنت سلطات الجمارك الهندية في مومباي أنها أوقفت راكباً قادماً من تايلاند، كان يحمل في أمتعته شحنة حيّة من الثعابين، في ثالث عملية ضبط من هذا النوع خلال شهر واحد فقط. وأعلنت الجمارك في بيان صدر من مطار مومباي العاصمة المالية للهند: "أحبط ضباط الجمارك محاولة جديدة لتهريب الحياة البرية، حيث صودر 16 ثعباناً حياً من راكب عائد من تايلاند". وأضاف البيان أنّ الراكب الذي وصل يوم الأحد قد تم اعتقاله، وأنّ "التحقيقات لا تزال جارية".
وضمّت الشحنة المضبوطة أنواعاً من الزواحف التي تُباع عادة من خلال تجارة الحيوانات الأليفة، فمعظمها غير سام، أو يحتوي على سم ضعيف لا يُشكّل خطراً على البشر. ومن بين الثعابين المضبوطة: أفاعي الحدائق (Garter Snakes)، وثعبان الجرذ ذو القرن (Rhino Rat Snake)، والأصلة الرملية الكينية (Kenyan Sand Boa)، إلى جانب أنواع أخرى.
Customs officers at CSMI Airport, Mumbai Customs Zone-III foiled yet another wild life smuggling attempt, 16 live snakes-Garter, Rhino Rat, Albino Rat, Kenyan Sand Boa, CA King etc. seized from passenger returning from Thailand. Passenger arrested. Further investigation underway. pic.twitter.com/4n4o6ZK3U5
— Mumbai Customs-III (@mumbaicus3) June 29, 2025
وفي وقت سابق من شهر يونيو/ حزيران، أوقف ضباط الجمارك في مومباي راكباً آخر كان يهرّب العشرات من الأفاعي السامة، وكان هو أيضاً قادماً من تايلاند. وبعد أيام فقط، تم توقيف مسافر ثالث بحوزته أكثر من 100 مخلوق حي، بينها سحالي وطيور الشمس (Sunbirds) وحيوانات الأبوسوم المتسلّقة للأشجار.
من جانبها، حذّرت منظمة "ترافيك" (TRAFFIC) المعنية بمراقبة الاتجار بالحياة البرية من "اتجاه مقلق للغاية" في ازدياد تهريب الحيوانات بسبب تزايد الطلب على الحيوانات الغريبة لتربيتها بصفته حيوانات أليفة. وأضافت المنظمة أنّ أكثر من 7000 حيوان، حي وميت، جرى ضبطهم على خط الطيران بين تايلاند والهند خلال السنوات الثلاث والنصف الماضية.
(فرانس برس، العربي الجديد)
## إدانة صحافي فرنسي بتهمة "تمجيد الإرهاب" في الجزائر
30 June 2025 08:46 AM UTC+00
حُكم على الصحافي الفرنسي المتخصّص في كرة القدم كريستوف غليز بالسجن سبع سنوات في الجزائر بتهم أبرزها "تمجيد الإرهاب"، وفق ما أعلنت، الأحد، منظمة "مراسلون بلا حدود" ومجموعة "سو بريس" So Press التي يعمل فيها. ونددت الأخيرة بالحكم، واصفة إيّاه بـ"غير العادل".
وذكرت "مراسلون بلا حدود" أنّه "سيتم تقديم استئناف اليوم الاثنين 30 يونيو/حزيران"، مضيفة أنّ الإدانة صدرت "بعد مراقبة قضائية استمرت 13 شهراً". وأفادت مصادر قضائية تواصلت معها وكالة فرانس برس في الجزائر بأنّ الصحافي نُقل مباشرة إلى سجن مدينة تيزي وزو عقب إدانته من قبل المحكمة الابتدائية. ومن المتوقع إعادة محاكمته بعد الاستئناف، لكن ليس قبل الدورة القضائية المقبلة التي تبدأ في أكتوبر/ تشرين الأول، بحسب المصادر نفسها.
كريستوف غليز، صحافي مستقل يبلغ من العمر 36 عاماً، يعمل لصالح مجلّتَي "سو فوت" So Foot و"سوسايتي" Society (التابعتين لمجموعة سو بريس)، وكان قد زار الجزائر في مايو/ أيار 2024، لإعداد تقرير عن نادي "شبيبة القبائل الرياضية". وبحسب "مراسلون بلا حدود"، أوقف غليز في 28 مايو/ أيار 2024 في مدينة تيزي وزو، ووُضع تحت المراقبة القضائية بتهمة "دخول البلاد بتأشيرة سياحية"، و"تمجيد الإرهاب"، و"حيازة منشورات أو نشرات أو أوراق لأغراض دعائية من شأنها الإضرار بالمصلحة الوطنية".
وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أنّ "هذه الاتهامات الأخيرة، التي لا أساس لها من الصحة وقد تم دحضها بالكامل، تستند فقط إلى كون الصحافي تواصل في عامي 2015 و2017 مع رئيس نادي تيزي وزو لكرة القدم، الذي كان يشغل أيضاً منصباً في حركة تقرير مصير منطقة القبائل (ماك)، المصنفة تنظيماً إرهابياً من قبل السلطات الجزائرية منذ عام 2021".
وأكدت المنظمة أنّ هذين الاتصالين حصلا "قبل وقت طويل من صدور قرار التصنيف من السلطات الجزائرية"، وأضافت أنّ "الاتصال الوحيد الذي تم في عام 2024 كان في سياق إعداد تقرير صحافي عن نادي شبيبة القبائل، وهو أمر لم يُخفه كريستوف غليز قطّ". من جانبه، صرّح المدير العام لـ"مراسلون بلا حدود تيبو بروتين قائلاً إنّ "الحكم بالسجن سبع سنوات لا معنى له، ولا يدل إلا على أمر واحد: لا شيء بمنأى عن السياسة اليوم، وقد فوّت النظام القضائي الجزائري فرصة ثمينة لتقديم صورة مشرفة في هذه القضية".
وفي السياق ذاته، تحدث مؤسس مجموعة "سو بريس" فرانك أنيس، في بيان، قائلاً: "من الضروري بذل كل ما هو ممكن، سياسياً ودبلوماسياً، لضمان تحقيق العدالة وتمكين كريستوف من العودة إلى أحبّائه وكتاباته". وتأتي إدانة الصحافي الفرنسي في ظل أزمة دبلوماسية متصاعدة بين الجزائر وفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة (1830–1962)، والتي شهدت خلال الأشهر الأخيرة طرد دبلوماسيين من الجانبين وتجميد جميع أشكال التعاون.
(فرانس برس)
## مكتب الإعلام الحكومي في غزة: الاحتلال استهدف أكثر من 11 مركزاً للنزوح خلال يونيو في سياق جريمة تعكس استهتاره بالقانون الدولي
30 June 2025 08:47 AM UTC+00
## "رويترز" عن وزير الخارجية الإسرائيلي: إسرائيل مهتمة بإقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع سورية ولبنان
30 June 2025 08:49 AM UTC+00
## وزير الخارجية الإسرائيلي: إسرائيل لن تتفاوض بشأن هضبة الجولان في أي اتفاق سلام
30 June 2025 08:49 AM UTC+00
## مكتب الإعلام الحكومي في غزة: الاحتلال استهدف 256 مركزاً للنزوح والإيواء تضم أكثر من 700 ألف نازح منذ بدء الإبادة
30 June 2025 08:51 AM UTC+00
## كندا تتراجع عن ضريبة على شركات أميركية اعتبرها ترامب "هجوماً سافراً"
30 June 2025 08:55 AM UTC+00
ألغت كندا في وقت متأخر من مساء أمس الأحد الضريبة التي فرضتها على الخدمات الرقمية والتي تستهدف شركات التكنولوجيا الأميركية قبل ساعات فقط من دخولها حيز التنفيذ، في مسعى لدفع مفاوضات التجارة المتعثرة مع الولايات المتحدة. وقالت وزارة المالية الكندية في بيان إن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني والرئيس الأميركي دونالد ترامب سيستأنفان المفاوضات التجارية للتوصل إلى اتفاق بحلول 21 يوليو/تموز المقبل.
وألغى ترامب بشكل مفاجئ محادثات التجارة يوم الجمعة بسبب الضريبة التي وصفها بأنها "هجوم سافر". وكرر تصريحاته أمس الأحد وتوعد بتحديد نسبة جديدة للرسوم الجمركية على السلع الكندية خلال أيام، مما هدد بإعادة العلاقات الأميركية الكندية إلى حالة من الاضطراب بعد فترة من الهدوء النسبي. وجاء انهيار محادثات التجارة بعد أن التقى الزعيمان في قمة مجموعة السبع في منتصف يونيو/حزيران الجاري، وقال كارني إنهما اتفقا على إبرام اتفاقية اقتصادية جديدة في غضون 30 يوما.
وكانت نسبة الضريبة الرقمية الكندية المزمعة ثلاثة بالمئة من إيرادات الخدمات الرقمية التي تحصل عليها شركة من المستخدمين الكنديين فوق العشرين مليون دولار في العام، وكان من المقرر تطبيقها بأثر رجعي حتى 2022. ومن شأن هذه الضريبة أن تؤثر على شركات التكنولوجيا الأميركية التي منها أمازون وميتا وغوغل التابعة لألفابت وأبل وغيرها.
وأفاد بيان وزارة المالية الكندية بوقف تحصيل الضريبة الذي كان سيبدأ اليوم وبأن وزير المالية فرانسوا فيليب شامبين سيطرح تشريعا لإلغاء قانون ضريبة الخدمات الرقمية. وأضاف البيان "كان إعلان ضريبة الخدمات الرقمية في 2020 يستهدف التعامل مع عدم دفع كثير من شركات التكنولوجيا الكبرى التي تنشط في كندا ضرائب على الإيرادات المحققة من الكنديين... دائما ما تفضل كندا إبرام اتفاقية متعددة الأطراف فيما يتعلق بضريبة الخدمات الرقمية". وارتفعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم بعد أنباء إلغاء الضريبة الرقمية، وامتدت المعنويات الإيجابية إلى الأسواق الآسيوية.
وتعتبر كندا ثاني أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة بعد المكسيك، وأكبر مشتر للصادرات الأميركية. وتشير بيانات مكتب الإحصاء الأميركي إلى أن كندا اشترت سلعا أميركية بقيمة 349.4 مليار دولار العام الماضي، وصدرت إليها ما قيمته 412.7 مليار دولار. وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن قد طلبت إجراء مشاورات لتسوية النزاعات التجارية بشأن الضريبة في 2024، قائلة إنها تتعارض مع التزامات كندا بموجب اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية. وأفلتت كندا من الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها ترامب في إبريل/نيسان الماضي، لكنها تواجه رسوما جمركية بنسبة 50% على الصلب والألمنيوم.
(رويترز، العربي الجديد)
## فنانون باكستانيون يدفعون ثمن الصراع مع الهند
30 June 2025 09:03 AM UTC+00
بينما كانت نيران الصراع تتصاعد على الحدود بين الجيشين القويين لكل من الهند وباكستان، كانت هناك جبهة أخرى مشتعلة بصمت ولكن بعمق، على المستوى الثقافي، رغم تاريخ طويل من المحبة المشتركة للأفلام والموسيقى. القتال العنيف الذي اندلع في مطلع مايو/أيار -واعتُبر الأسوأ منذ عقود- لم يقتصر أثره على الميدان العسكري، بل امتدّ ليطاول فنانين طالما ظلّوا بمنأى عن تبعات العداء السياسي بين القيادتين في نيودلهي وإسلام أباد.
الفنانون الباكستانيون في مرمى السياسة
من بين هؤلاء، يبرز اسم الفنان الباكستاني علي غُل بير، مغني الراب والكوميدي المعروف بجمهور واسع في الهند. ورغم أنّه أطلق قبل أعوام أغنية ساخرة تنتقد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي دون أن يواجه أي عواقب حينها، فإنّ الوضع تبدّل هذا العام. ففي مايو/أيار، جرى حظر قناته على "يوتيوب" وحسابه على "إنستغرام" داخل الهند.
وصرّح بير لوكالة فرانس برس قائلاً: "أصبح من الواضح للهند أن الفضاء الرقمي يوفّر جسراً بين الباكستانيين والهنود، ويبدو أنهم عازمون على تدمير هذا الجسر".
من كشمير
ويُعزى الانهيار في العلاقات الثنائية إلى هجوم دموي استهدف سياحاً في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية خلال إبريل/نيسان، وقد حمّلت نيودلهي مسؤوليته لإسلام أباد، التي نفت الاتهام. وبعد تبادل دبلوماسي متوتر، اندلع قتال استمر أربعة أيام قبل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
غير أن تداعيات هذا التوتر امتدّت هذه المرة إلى الساحة الموسيقية، إذ أشارت المغنية الباكستانية أنورال خالد إلى أنها فقدت عدداً كبيراً من مستمعيها في الهند. وذكرت أنّ "دلهي كانت المدينة الأولى من حيث عدد المستمعين قبل الحظر"، مؤكدة أنها تحظى بـ3.1 ملايين مستمع شهرياً على منصة سبوتيفاي. واستطردت: "خسرتُ جمهوراً واسعاً من الهند... لقد حُرم المستمعون من المحتوى، بعدما تحوّلت الموسيقى إلى أداة سياسية، وهذا ليس دورها إطلاقاً".
 
لم يتوقف الأمر عند الفنانين الأحياء، بل وصل إلى أرشيف التعاونات السابقة. فمثلاً، لم يعد يُذكر اسم الممثلة الباكستانية ماهيرا خان ضمن موسيقى فيلم "رئيس" (Raees) على "سبوتيفاي" في الهند، ويظهر العمل باسم الممثل الهندي شاروخان فقط.
لدينا الجراح نفسها
في ظل الإنتاج السينمائي المحدود في باكستان والخاضع لرقابة مشددة، ظلت أفلام بوليوود تحظى بجمهور واسع في الجانب الباكستاني. وعبّر الناقد السينمائي الباكستاني ساجير شيخ عن ذلك بقوله: "نشأتُ على أفلام بوليوود. لدينا الجراح نفسها، ولدينا التاريخ نفسه، ونروي القصص ذاتها".
وعلى مدى عقود، اعتُبر الوصول إلى بوليوود ذروة الطموح لدى كثير من الممثلين والمخرجين الباكستانيين. إلا أن هذا الحلم تلقّى صفعة قوية هذا الشهر، بعدما أعلن النجم الهندي ديليجيت دوسانج أن فيلمه الجديد "سردار جي 3" (Sardaar Ji 3)، والذي يشارك فيه أربعة ممثلين باكستانيين، سيُعرض "في الخارج فقط"، بعد أن فرضت السلطات الهندية حظراً رسمياً على مشاركة الفنانين الباكستانيين في الإنتاجات الفنية.
أما فيلم "عبير غُلال" (Abir Gulaal)، الذي يجمع بين النجم الباكستاني فؤاد خان والممثلة الهندية فاني كابور، فكان من المفترض أن يُعرض في دور السينما الهندية يوم 9 مايو/أيار، غير أنّ إطلاقه تأجّل إلى أجل غير محدّد.
انقلاب في المواقف
حتى بعض الشخصيات الفنية التي طالما دعّمت التعاون الثقافي بين البلدين، تراجعت عن مواقفها. فقد أعلن الممثل الهندي سونيل شيتي، صاحب الشعبية الواسعة في باكستان: "يجب أن يُحظر كل شيء... الرياضة، والأفلام، وكل أشكال التعاون". وسبق لشيتي أن شارك في بطولة فيلم "ماين هون نا" (Main Hoon Na) عام 2004، الذي حمل رسائل ضمنية مؤيدة للسلام بين الهند وباكستان.
من جانبها، اعتبرت دُعا زهرة، مساعدة مدير قسم الموسيقى في "وارنر براذرز جنوب آسيا" – فرع باكستان، أنّ "السياسة تفرض فجوات وقيوداً مؤلمة على الفن، وهذا أمر مؤسف بحق".
دعونا نغنّي بدل أن نقصف بعضنا
عقب الهجوم في كشمير، فرضت نيودلهي حظراً شمل عدداً من القنوات الباكستانية على "يوتيوب"، من بينها قناة Hum TV، التي تُعد من أبرز الشبكات الترفيهية في البلاد، وتُشير تقديرات إلى أنّ نحو 40% من جمهورها يأتي من الهند. وقد حثّت القناة متابعيها الهنود على استخدام برامج الـVPN لمواصلة المشاهدة.
وتتوالى الاتهامات لبوليوود بأنها باتت أداة تخدم أجندة حكومة مودي ذات التوجّه القومي الهندوسي، منذ تولّيه السلطة قبل أكثر من عشر سنوات، وهو ما يثير قلق بعض صناع السينما والنقاد من التسييس المتزايد للفن.
لكن، ورغم حالة الانقسام، لم تنقطع جسور التواصل تماماً بين الجمهورين. فبعد مرور أكثر من شهر على وقف إطلاق النار، تَصدّرت ثلاثة أفلام هندية قائمة الأعمال العشر الأكثر مشاهدة على "نتفليكس" في باكستان، بينما ضمّت قائمة الأغاني العشرين الأكثر استماعاً في الهند، عملين موسيقيين باكستانيين.
وفي ختام حديثه، عبّر مغني الراب علي غُل بير عن موقفه برسالة رمزية، فقال: "دعونا لا نصنع الحروب، بل نصنع الفن... دعونا لا نقصف بعضنا، بل نغنّي لبعضنا".
(فرانس برس، العربي الجديد)
## وزير الخارجية الإسرائيلي: وجهة نظرنا هي أن قيام دولة فلسطينية من شأنه أن يهدد أمن دولة إسرائيل
30 June 2025 09:04 AM UTC+00
## بريطانيا تعلن بدء تطبيق اتفاق خفض الرسوم الأميركية
30 June 2025 09:09 AM UTC+00
أعلنت الحكومة البريطانية اليوم الاثنين بدء سريان الاتفاق التجاري الذي وقعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والذي ينص على خفض بعض الرسوم الجمركية على الواردات من بريطانيا.
وجاء في بيان للحكومة أن شركات تصنيع السيارات البريطانية ستتمكن الآن من التصدير إلى الولايات المتحدة برسوم جمركية مخفضة نسبتها عشرة بالمائة بدلا من 27.5% سابقا. وأضاف البيان أن الرسوم الجمركية المقررة بنسبة عشرة بالمائة على سلع مثل محركات الطائرات وقطع غيارها ألغيت بالكامل. ويشكل ذلك إعادة لتفاصيل تم الإعلان عنها من قبل هذا الشهر. لكن مسألة الرسوم الجمركية المفروضة على الصلب والألمنيوم لا تزال دون حل.
وتم استثناء بريطانيا من رسوم جمركية تصل إلى 50% على الصلب والألمنيوم، وهي الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة على دول أخرى في وقت سابق من الشهر الجاري. لكن زيادة في الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم من بريطانيا قد تفرض اعتبارا من التاسع من يوليو/ تموز ما لم يتم التوصل إلى اتفاق. وأضاف بيان الحكومة البريطانية: "سنواصل المضي قدما وإحراز تقدم نحو إلغاء الرسوم الجمركية على منتجات الصلب الأساسية بشكل كامل كما اتفقنا".
اتفاق خفض الرسوم
وفي 8 مايو الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن اتفاقية تجارية مع المملكة المتحدة، تتضمن رسوما جمركية أميركية بنسبة 10% على السلع البريطانية، مع إعفاء بعض المنتجات، وخفض الرسوم الجمركية على السيارات البريطانية من 25% إلى 10%، بينما تلتزم المملكة المتحدة بفرض رسوم جمركية 1.8% على السلع الأميركية. ويعدّ هذا الاتفاق الأول من نوعه بين الولايات المتحدة ودولة أخرى منذ أطلق ترامب حربه التجارية قبل أسابيع.
وأشاد ترامب بالتوصل الى الاتفاق، وقال للصحافيين في المكتب البيضوي: "يسرني الإعلان أننا توصلنا إلى اتفاق تجاري... مع المملكة المتحدة"، واصفا إياه بـ"الاختراق". كما أثنى رئيس الوزراء البريطاني على الاتفاق، قائلاً: "هذا بالفعل يوم مذهل، تاريخي"، وذلك خلال اتصال بالفيديو مع الرئيس الأميركي للإعلان بشكل مشترك عن الاتفاق في لندن وواشنطن.
وقال ترامب إن الاستثمارات من هذه الاتفاقية والصفقات التجارية المستقبلية قد تصل إلى 10 تريليونات، وإنها ستكون مفيدة بشكل خاص في قطاعي الزراعة والصناعة، فيما أضاف وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، أن بريطانيا وافقت على زيادة فرص الوصول إلى الأسواق لصادرات الولايات المتحدة بما في ذلك لحوم البقر ومنتجات زراعية أخرى والإيثينول وأيضا طائرات بوينغ.
(رويترز، العربي الجديد)
## الضفة الغربية | المستوطنون يكثّفون اعتداءاتهم في مناطق عدّة
30 June 2025 09:09 AM UTC+00
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحاماتها لمختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة، تزامناً مع شنّ المستوطنين سلسلة اعتداءات واسعة تشمل إحراق منازل ومركبات ومهاجمة رعاة الأغنام وسرقة المواشي والتنكيل بالمزارعين، عدا عن نصب الخيام والبيوت المتنقلة وإقامة بؤر عشوائية تمهيداً لتوسيعها في وقت لاحق والاستيلاء على مزيد من الأراضي.
ونفّذ مستوطنون، صباح اليوم الاثنين، اعتداءً على سكان قرية شلال العوجا، شمال أريحا، شرقي الضفة الغربية المحتلة، وتعمّدوا تخويف السكان والاعتداء على ممتلكاتهم في محاولة جديدة لفرض واقع من التهجير القسري بحق التجمعات البدوية في منطقة الأغوار، في حين دهس مستوطن شاباً من بلدة كفر الديك، غرب سلفيت، شمالي الضفة، كما شرع مستوطنون بتعبيد طرق استيطانية جديدة على أراضي قرية حارس بمحافظة سلفيت، وكسّر آخرون أكثر من 150 شتلة زيتون في مسافر يطا، جنوب الخليل، جنوبي الضفة.
وأُصيب ثلاثة مسعفين من الخدمات العسكرية الفلسطينية في بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، إثر تعرّضهم للضرب المبرح من قبل عصابات المستوطنين عقب حادث سير أثناء نقلهم حالة مرضية بمركبة إسعاف على مفترق عقبة حسنة، غرب المدينة.
وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، حاول مستوطنون إقامة 15 بؤرة استيطانية خلال مايو/ أيار الماضي "غلب عليها الطابع الزراعي والرعوي". وخلال مايو، وثقت الهيئة تنفيذ المستوطنين 415 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، تراوحت بين هجمات مسلّحة وتخريب وتجريف أراضٍ واقتلاع أشجار.
"العربي الجديد" يتابع التطورات في الضفة الغربية أولاً بأول..
## تصاعد اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال على مسافر يطا جنوبي الخليل
30 June 2025 09:14 AM UTC+00
صعّد المستوطنون وجيش الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة الاعتداءات الاستيطانية في مناطق متفرقة من مسافر يطا جنوبي الخليل، جنوبي الضفة الغربية، منذ ساعات صباح أمس الأحد حتى اليوم الاثنين، عبر تنفيذ سلسلة هجمات ممنهجة شملت اقتحام تجمعات بدوية، ومساكن للفلسطينيين الذين تعرّضوا للضرب والتنكيل، إضافة إلى الاستيلاء على أراض خاصّة للسكّان، وتوسيع بؤرة استيطانية، وإعلان أخرى منطقة عسكرية مغلقة، في إطار محاولات حثيثة لفرض وقائع استيطانية جديدة، وتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
وضمن سياق الاعتداءات، أقدم مستوطنون من مستوطنة "أفيجال" صباح اليوم، على تخريب سياج يحيط بأرض تعود للفلسطيني سعيد العمور في خربة الركيز بمنطقة مسافر يطا، قبل أن يُدخلوا مواشيهم بين الأشجار المزروعة، ما ألحق أضراراً بمئات الأشجار والمزروعات. وفي أعقاب الحادثة، وبعد اعتراض أصحاب الأراضي على المستوطنين، أعلن جيش الاحتلال المنطقة "عسكرية مغلقة"، ومنع الفلسطينيين من دخول أراضيهم لمدة 24 ساعة، رغم أن القانون العسكري ذاته ينص على منع دخول جميع الأطراف، بما يشمل المستوطنين. إلا أن سلطات الاحتلال تسمح فعلياً للمستوطنين بالوجود داخل هذه المناطق، فيما تُمنع العائلات الفلسطينية من الوصول إلى أراضيها، ما يُعد استخداماً للقرار العسكري غطاء قانونياً لتوسيع الاستيطان أو التمهيد لتهجير السكان، كما جرى في منطقة خلة الضبع أخيراً، بحسب ما يقول الناشط ضدّ الاستيطان أسامة مخامرة.
وفي انتهاك آخر، يقول مخامرة في حديث مع "العربي الجديد"، إن "مستوطني مستوطنة سوسيا كسروا أكثر من 150 شتلة زيتون تعود للمواطن محمد مخامرة في منطقة إغزيوه المحاذية لقرية سوسيا، كما ألحقوا أضراراً بسياج الأرض، تزامناً مع حفريات واسعة ينفذها المستوطنون في منطقة واد الجوايا غربي مسافر يطا على أراضٍ مصنفة خاصة بحسب قرار محكمة إسرائيلية صادر عام 2008، بعد مرافعات قانونية قدمتها المحامية قمر مشرقي، نيابةً عن أهالي المنطقة".
وبحسب مخامرة الذي يسكن المنطقة، فقد بدأت الحفريات يوم أمس، على مئات الأمتار، ووصلت اليوم إلى مساحة تجاوزت 10 دونمات، ضمن خطة أوسع تستهدف نحو 300 دونم تعود ملكيتها لعائلة الشواهين في واد الجوايا، وسط خشية أصحاب الأرض من أن تكون هذه الحفريات مقدمة لإقامة بنى استيطانية جديدة في المنطقة، تحت غطاء إداري وأمني من جيش الاحتلال. وتأتي هذه الاعتداءات، استكمالاً لما جرى أمس من تصعيد، إذ تستمر أعمال الحفر والتوسعة الاستيطانية في منطقة وادي ماعين في مسافر يطا من قبل جرّافات الاحتلال العسكرية، بعد أن أعلن الجيش الاستيلاء على ثلاثة دونمات من أراضي المواطنين، بذريعة عنوانها "أمر ضروري لأغراض عسكرية".
ويلفت مخامرة إلى أنّ الأراضي التي جرى الاستيلاء عليها كانت تُعتبر طريقاً كان يسلكه السكّان قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لكنه أغلق منذ ذلك الحين، وتفاجأ المواطنون بأن جيش الاحتلال أعلن عن صدور قرار "وضع اليد على أراضي المواطنين"، ما يعني إغلاق شارع حيوي كان يخدم القرى والتجمعات الفلسطينية، وتحويله بشكل خاص لصالح مستوطنة "أفيجال" والبؤر الاستيطانية المحيطة بتجمّع شعب البطم الذي جرى فصله بالكامل عن التجمعات الفلسطينية الأخرى.
وينصّ القرار على توسيع طريق دون توضيح طبيعة الاستخدام، في حين يُمنح أصحاب الأراضي مهلة لا تتجاوز سبعة أيام لتقديم اعتراضات أمام مديرية التنسيق والارتباط في الخليل، فيما يؤكد مخامرة أن الإجراءات في الاعتراض على قرارات الاحتلال لم تعد مجدية أبداً، لأن سلطات الاحتلال لا تقبل من الفلسطينيين تقديم الاعتراض. ويشير مخامرة إلى وقوع سلسلة اعتداءات من المستوطنين منذ ساعات صباح أمس، تمثّلت باقتحامهم خلة الضبع بلباس الجيش، ومهاجمة منازل الفلسطينيين، والاعتداء على النساء والأطفال وكبار السن بالضرب والتنكيل والتكبيل، ما أسفر عن إصابة المسن علي الدبابسة (85 عاماً) الذي أُغمي عليه، ونُقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.
كما هدمت قوات الاحتلال خيمتين في القرية، تنفيذاً لسياسة التهجير القسري المستمرّة بحقّ خلّة الضبع التي سبق أن تعرّضت للهدم الكامل في الخامس من الشهر الماضي، والحادي عشر من الشهر الحالي. أما في خربة أم الخير، يوضح مخامرة أن المستوطنين اقتحموا الخربة نحو ست ساعات في منتصف النهار، ونفّذوا أعمال توسعة استيطانية من الناحية الغربية لمستوطنة "كرمئيل" المقامة على أراضي الفلسطينيين، إذ نقلوا السياج المحيط بالمستوطنة ليستولي على مئات الأمتار من أراضي الفلسطينيين، الذين خرجوا للدفاع عن أرضهم، لكن واجهتهم قنابل قوات الاحتلال الصوتية والغاز المسيّل للدموع. ووفق مخامرة، فإن أعمال توسعة سياج المستوطنة تأتي استكمالاً لإجراءات استيطانية سابقة شملت أعمال حفر وشق طرق خاصة للمستوطنين في الجهة الشرقية من الخربة التي باتت محاصرة في طوق استيطاني.
وخلال هجمات المستوطنين ومحاولات الأهالي التصدي لهم في أم الخير، كانت أعداد المستوطنين تتزايد وسط حماية قوات الاحتلال الذين احتجزوا عدداً من السكان، واعتدى المستوطنون المسلّحون بحماية الجيش على السكّان ما أدى إلى إصابة أربعة بينهم امرأة بجروح ورضوض، كما يقول مخامرة. ويضيف مخامرة: "بعد الهجمات على أم الخير، انتقل المستوطنون إلى شنّ هجومٍ على مساكن الفلسطينيين في قرية سوسيا، ما أسفر عن إصابة الشاب عدي جهاد النواجعة ونقله إلى مستشفى يطا الحكومي لتلقّي العلاج".
وفي خربة الفخيت وشعب البطم، أطلق المستوطنون مواشيهم في بساتين الزيتون، ما ألحق أضراراً واسعة بالأشجار، إذ اقتحم نحو 30 مستوطناً مناطق متفرقة من مسافر يطا وأطلقوا 15 قطيعاً في كل منها نحو 100 رأس، لترعى في أراضي الفلسطينيين وتُتلف محاصيلهم، بما في ذلك محيط مساكنهم، في محاولة واضحة لفرض واقع استيطاني رعوي بالقوة، وعلى حساب الأرض والسكن الفلسطيني. وبحسب مخامرة، عاد المستوطنون بعد ذلك لتنفيذ هجمات على السكان في قرية أم الخير، ونتج عن ذلك إصابة ستة فلسطينيين منذ أمس.
## فرق الإطفاء تكافح للسيطرة على حرائق غابات في تركيا
30 June 2025 09:19 AM UTC+00
واصل رجال الإطفاء في تركيا مكافحة حرائق الغابات التي أججتها الرياح العاتية في إقليم إزمير (غرب). وقال وزير الزراعة والغابات إبراهيم يوماكلي إنّ حرائق الغابات في منطقتي كويوكاك ودوجانباي بإزمير اشتعلت خلال الليل بسبب الرياح التي تراوحت سرعتها بين 40 و50 كيلومتراً في الساعة، وإنه أخليت 22 قرية وحياً. واجتاحت حرائق الغابات المناطق الساحلية في تركيا في السنوات الماضية مع ارتفاع درجات الحرارة والجفاف في فصل الصيف، وهو ما يربطه العلماء بـتغير المناخ.
وقال يوماكلي في إزمير: "يحاول أكثر من ألف رجل إطفاء إخماد النيران باستخدام مروحيات وطائرات لإطفاء الحرائق ومركبات أخرى"، وأظهرت لقطات استخدام فرق إطفاء جرارات مزودة بمقطورات مياه وطائرات هليكوبتر تحمل المياه، فيما تتصاعد أعمدة الدخان فوق تلال وأشجار متفحمة.
وأعلنت السلطات اندلاع 150 حريقاً منذ الجمعة الماضي، لا تزال ثمان منها نشطة في حين سيطرت فرق الإطفاء جزئياً على أربع منها، وتواصل أعمال التبريد. وذكر سكان محليون أنهم لم يتوقعوا انتشار الحريق بهذه السرعة، مؤكدين أن النيران دمرت منازلهم وأثرت على ماشيتهم، مع تساقط الرماد وتصاعد الدخان، وقد اضطروا للتدخل بأنفسهم عبر استخدام خراطيم المياه والدلاء لمكافحة النيران التي وصلت إلى حدائق منازلهم. لكن يوماكلي طمأن المواطنين إلى عدم وجود مشاكل صحية بين السكان المتأثرين بالحرائق، مؤكداً أن التفاصيل بشأن مساحة المناطق المتضررة ستعلن بعد السيطرة الكاملة على النيران.
(رويترز، العربي الجديد)
## تحذيرات من حرائق غابات في جنوب أوروبا جراء موجة الحر الحالية
30 June 2025 09:21 AM UTC+00
أصدرت السلطات في دول جنوب أوروبا تحذيرات جديدة من خطورة اندلاع حرائق غابات، بعدما تجاوزت درجات الحرارة عتبة 40 درجة مئوية في إيطاليا وإسبانيا واليونان. ويربط الخبراء بين تزايد وتيرة موجات الحر وشدتها بالتغير المناخي، محذرين من أن مثل هذه الأحوال الجوية أصبحت شائعة بصورة متزايدة في منطقة جنوب أوروبا.
وشهدت إيطاليا واليونان وإسبانيا والبرتغال ارتفاع درجات الحرارة قبل مطلع الأسبوع، حيث لجأ السكان المحليون والسائحون للاحتماء منها. وأعلنت السلطات حالة التأهب القصوى في ثلثي البرتغال، أمس الأحد، لمواجهة الحرارة الشديدة وحرائق الغابات، حيث من المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة 42 درجة مئوية. كما أعلنت وزارة الصحة الإيطالية، أمس الأحد، حالة التأهب القصوى في 21 من بين 27 مدينة تخضع للمراقبة، من بينها روما وميلانو ونابولي. ونصحت وزارة الصحة الإيطالية، في وقت سابق، السكان المحليين والزوار في البندقية بعدم ممارسة أي نشاط بدني شاق في المدينة المليئة بالقنوات. وتشهد المدينة الواقعة في شمال إيطاليا، والتي يقل عدد سكانها الدائمين عن 50 ألف نسمة، ارتفاع درجة الحرارة منذ أيام. كما أعلنت السلطات في اليونان أيضاً حالة التأهب من وقوع حرائق غابات بسبب الطقس.
وكان حريق غابات كبير قد اندلع جنوب أثينا، الخميس الماضي، مما اضطر السلطات لإجلاء المواطنين وإغلاق طرق بالقرب من معبد بوسيدون. وأدت الرياح القوية لانتشار النيران، مما ألحق الضرر بالمنازل. وسجلت مناطق بجنوب إسبانيا درجات حرارة أعلى من المعدلات الموسمية، مما دفع السلطات لإصدار تحذيرات تتعلق بالصحة والسلامة. وحذر الخبراء من أن شدة موجات الحرارة يمكن أن تؤثر بالحياة اليومية خاصة للفئات الأكثر ضعفاً مثل كبار السن والأطفال.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد) 
## إبراهيموفيتش يدافع عن ميسي ويهاجم إنتر ميامي: يلعب بجانب تماثيل
30 June 2025 09:28 AM UTC+00
حرص النجم السويدي السابق زلاتان إبراهيموفيتش (43 عاماً)، على الدفاع بشراسة عن زميله السابق في برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي (38 عاماً)، وذلك بعدما تعرّض فريقه الحالي إنتر ميامي لهزيمة قاسية أمام نادي باريس سان جيرمان الفرنسي برباعية نظيفة، ضمن منافسات الدور ثمن النهائي من كأس العالم للأندية المقامة حالياً في الولايات المتحدة الأميركية، إذ لم يفوّت إبراهيموفيتش الفرصة لتسليط الضوء على الفارق الكبير بين مستوى ميسي وزملائه في الفريق الأميركي، موجهاً انتقادات لاذعة لما وصفه بغياب الجودة حول "البولغا". 
وقال إبراهيموفيتش في تصريحات أبرزها موقع فوت ميركاتو الفرنسي، الاثنين: "خسارة ميسي؟ لا، لا تتحدث عن الهزيمة وكأنها مسؤوليته، ميسي لم يخسر، إنتر ميامي هو الذي خسر، هل رأيت هذه التشكيلة؟ ميسي يلعب وسط تماثيل وليس لاعبين، لو كان في فريق حقيقي، في باريس، أو في مانشستر، أو في أي نادٍ كبير، لرأيت أسداً حقيقياً، ميسي يلعب فقط لأنه يحب كرة القدم، لأنه لا يزال يستطيع فعل ما لا يستطيع 99% من اللاعبين فعله، لكنه محاط بلاعبين يركضون وكأنهم يحملون أكياس إسمنت على ظهورهم". 
وواصل إبراهيموفيتش، الذي يعمل حالياً مستشاراً رياضياً لنادي ميلان الإيطالي، وسبق له أن لعب إلى جانب ميسي في برشلونة بين عامي 2009 و2010، دفاعه عن زميله السابق، مشيداً بمجهوده الفردي في مواجهة باريس سان جيرمان فيما غاب الدعم الجماعي من بقية عناصر الفريق، وكان ميسي من بين القلائل في صفوف إنتر ميامي الذين هددوا مرمى الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما في مباراة حملت طابعاً خاصاً للنجم الأرجنتيني، الذي واجه ناديه السابق للمرة الأولى منذ رحيله عنه في صيف عام 2023، بعد تجربة دامت موسمين في العاصمة الفرنسية، ضمن صفقة أحدثت حينها ضجة كبيرة في سوق الانتقالات العالمية. 
وتابع اللاعب السابق لفريقي باريس سان جيرمان وبرشلونة حديثه قائلاً: "لا يوجد مدرب، لا نجوم، ولا حتى لاعبون يعرفون كيف يتحركون من دون كرة، تريد أن تلوم ميسي؟ فقط عندما يلعب مع رونالدو، مع مبابي، مع هالاند، مع زلاتان، عندها يمكنك أن تتحدث، لكن اليوم؟ لا، لا، لا. هذا ليس ميسي الذي أعرفه، إنه شبح كبير يلعب في سيرك! لكن احذر، إذا أعطيته فريقاً حقيقياً، فسيحرق الملعب من جديد، لأنه ببساطة ميسي ما زال ميسي، أما اليوم؟ فهذه ليست هزيمته، إنها هزيمة إنتر ميامي وهزيمة لكرة القدم".
## فلومينينسي أمام إنتر في مونديال الأندية بعنوان ذكريات القرن
30 June 2025 09:28 AM UTC+00
تتجه أنظار الجماهير الرياضية، اليوم الاثنين، إلى ملعب بنك أميركا، من أجل متابعة المواجهة المرتقبة بين نادي إنتر ميلان الإيطالي، وخصمه فريق فلومينينسي البرازيلي، التي ستقام في تمام الساعة العاشرة مساءً بتوقيت القدس المحتلة، ضمن منافسات دور الـ16 في بطولة كأس العالم للأندية 2025، المقامة حالياً في الولايات المتحدة.
ووصل نادي إنتر ميلان الإيطالي إلى دور الـ16، بعدما تربع على عرش المجموعة الخامسة، برصيد سبع نقاط، نتيجة فوزه في مواجهتين، وتعادله في لقاء، ولم يتذوق طعم الهزيمة حتى الآن في بطولة كأس العالم للأندية 2025، لكنه يعلم صعوبة مواجهة فريق فلومينينسي، الذي يسعى لتحقيق المفاجأة، ويخرج وصيف "الكالتشيو"، وأحد المرشحين للمنافسة على لقب المسابقة الدولية.
بدوره، استطاع نادي فلومينينسي البرازيلي حجز مقعده في دور الـ16 من بطولة كأس العالم للأندية، بعدما حلّ في المركز الثاني بترتيب المجموعة السادسة، برصيد خمس نقاط، نتيجة فوزه في لقاء وتعادله في مواجهتين، ليواصل رحلته الناجحة حتى الآن في المسابقة الدولية، رغم صعوبة المباراة ضد إنتر ميلان الإيطالي، الذي يريد حسم الأمور لصالحه.
ويريد إنتر ميلان التأكيد لجماهير العريضة، قدرته على تجاوز صدمة ما حدث في موسم 2024-2025، وبخاصة الهزيمة القاسية والمذلة في نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا على يد باريس سان جيرمان، بخمسة أهداف مقابل لا شيء، حيث يسعى المدرب الجديد، كريستيان كيفو، لاستغلال رحلته إلى الولايات المتحدة الأميركية، التي يعتبرها نقطة انطلاق لتجديد صفوفه، ويحافظ على سجله خالياً من الهزائم في مونديال الأندية.
ويأمل إنتر ميلان تحقيق الفوز بثلاث مواجهات متتالية، خلال 90 دقيقة لأول مرة منذ شهر مارس/آذار الماضي، حتى يضع قدمه في دور ربع النهائي ببطولة مونديال الأندية 2025، حيث سيواجه الفائز من المباراة بين الهلال السعودي ونظيره مانشستر سيتي الإنكليزي. ويواجه إنتر ميلان للمرة الثانية في تاريخه نادياً برازيلياً في مسابقة رسمية، بعدما تعرض للهزيمة على يد سانتوس بهدف مقابل لا شيء، ضمن منافسات بطولة كأس السوبر القاري، قبل حوالى 56 عاماً، لكنها المرة الثانية، التي يلعب فيها الفريق الإيطالي ضد فلومينينسي، الذي خطف تعادلاً بهدف لمثله في لقاء ودي أقيم عام 1961.
ويعلم الجهاز الفني لنادي فلومينينسي البرازيلي، حجم صعوبة المهمة التي تنتظره ضد إنتر ميلان، بعدما تعرّض الفريق لانتقادات لاذعة من قبل جماهيره ووسائل الإعلام المحلية، بسبب عدم قدرة نجوم الفريق على إيجاد نسق معين أو تهديد شباك منافسيهم بالتسديدات من خارج منطقة الجزاء، لكنهم يعتمدون كلياً الآن، على خبرة قائدهم تياغو سيلفا، الذي استطاع تقديم أفضل ما لديه حتى الآن في خط الدفاع.
## تشلسي يستعد لصفقة الموسم وهدفه حارس منتخب الأرجنتين
30 June 2025 09:28 AM UTC+00
يستعد نادي تشلسي الإنكليزي لحسم صفقة الموسم، بعدما وضع هدفاً جديداً في رحلة بحثه عن حارس مرمى مُناسب، وهو الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز (32 عاماً)، الذي يلعب في صفوف فريق أستون فيلا منذ عام 2020. وذكرت صحيفة ديلي ميرور البريطانية، أمس الأحد، أنّ إدارة "البلوز" مستعدة لدفع 45 مليون جنيه إسترليني، مقابل حسم صفقة حارس منتخب الأرجنتين، إيميليانو مارتينيز، في سوق الانتقالات الصيفية الجارية، لكن الطريقة الوحيدة حالياً هي إقناع نادي أستون فيلا بالتخلّي عن حامي عرينه، الذي يُعد أحد أبرز الركائز الأساسية في تشكيلة المدرب الإسباني، أوناي إيمري (53 عاماً).
وأوضحت أنّ أستون فيلا لن يُمانع بيع عقد مارتينيز، لأن المبلغ المُقدّم من تشلسي جيد، لكن تبقى آلية إيجاد حارس مرمى بمواصفات حامي عرين منتخب الأرجنتين، بالإضافة إلى إقناع المدرب إيمري، وأخذ موافقته على صفقة الموسم في البريمييرليغ، نظراً لقيمة الأموال التي سيدفعها "البلوز"، فضلاً عن قدرة أستون فيلا على استغلال ما سيناله في الاستثمار بالفريق.
وأردفت أن سبب اختيار نادي تشلسي مارتينيز، يعود إلى عدم اقتناع الإدارة بقدرة حراس المرمى الحاليين على لعب دور إيجابي في موسم 2025-2026، وأيضاً قدرة الأرجنتيني على فرض رأيه في غرف خلع الملابس، لأن صاحب الـ32 عاماً يتمتع بشخصية قوية ظهرت بشكل جلي للجميع، خلال بطولة كأس العالم، التي أقيمت في قطر عام 2022.
وختمت صحيفة ميرور البريطانية تقريرها، بالإشارة إلى أنّ صفقة مارتينيز ستكون مميزة، لعدة أسباب، أهمها رغبة الحارس الأرجنتيني في اللعب بصفوف تشلسي الإنكليزي، والمشاركة في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم في موسم 2025-2026، بالإضافة رغبته في المنافسة على لقب البريمييرليغ، الذي غاب طويلاً عن خزائن النادي اللندني.
## الأسواق اليوم | هبوط النفط والدولار وسط انتعاش الذهب
30 June 2025 10:04 AM UTC+00
تراجعت أسعار النفط، اليوم الاثنين، إذ عزّز انحسار المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط، واحتمال تبنّي زيادة أخرى في إنتاج مجموعة أوبك+ خلال أغسطس/ آب التوقعات بشأن الإمدادات وسط استمرار الضبابية بشأن تقديرات الطلب العالمي.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 12 سنتا بما يعادل 0.18% إلى 67.65 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 07:18 بتوقيت غرينتش، وذلك قبيل حلول أجل عقد أغسطس/ آب في وقت لاحق من اليوم. أما عقد سبتمبر/ أيلول الأكثر نشاطا، فقد تراجع 24 سنتا إلى 66.56 دولاراً للبرميل. وهبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 36 سنتا أو 0.55% إلى 65.16 دولاراً للبرميل. وسجّل الخامان القياسيان الأسبوع الماضي أكبر خسائرهما الأسبوعية منذ مارس/ آذار 2023، لكن من المتوقع أن ينهيا تعاملات يونيو/ حزيران على مكاسب شهرية تتجاوز خمسة بالمائة للشهر الثاني على التوالي.
وتسببت حرب استمرت 12 يوماً بدأت باستهداف إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية في 13 يونيو/ حزيران في ارتفاع أسعار خام برنت إلى ما يزيد عن 80 دولارا للبرميل بعدما قصفت الولايات المتحدة تلك المنشآت. إلا أن الأسعار عادت للتراجع إلى 67 دولارا بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إيران وإسرائيل.
صعود النفط والأسهم
وقال توني سيكامور المحلل في آي.جي ماركتس إن الأسواق استبعدت معظم علاوة المخاطر الجيوسياسية التي انعكست على الأسعار خلال الحرب عقب إعلان وقف إطلاق النار. وزاد الضغط على الأسواق بعدما أفاد أربعة مندوبين في أوبك+ بأن المجموعة تعتزم رفع الإنتاج 411 ألف برميل يوميا في أغسطس/ آب، بعد زيادات مماثلة في مايو/ أيار ويونيو/ حزيران ويوليو/ تموز.
ومن المقرر أن تجتمع أوبك+ في السادس من يوليو، وستكون هذه الزيادة الشهرية الخامسة منذ أن بدأت المجموعة في تخفيف تخفيضات الإنتاج خلال إبريل/ نيسان الماضي.
وأغلق المؤشر نيكي الياباني عند أعلى مستوى في أكثر من 11 شهرا اليوم الاثنين، بدفعة من تزايد إقبال المستثمرين على المخاطرة بعد صعود قوي للأسهم الأميركية بفضل آمال التوصل لاتفاقات في محادثات تجارية وهو ما قد يدفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) لخفض الفائدة.
وزاد نيكي 0.84% إلى 40487.39 نقطة وهو أعلى مستوى إغلاق منذ 17 يوليو/ تموز. وقلص المؤشر مكاسب حققها في وقت سابق من الجلسة مع جني مستثمرين للأرباح بعد الصعود الحاد للمؤشر الذي ارتفع بذلك لخامس جلسة على التوالي. وصعد المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.43% إلى 2852.84 نقطة.
وقال خبير اقتصادي في شركة وساطة مالية محلية، إن ارتفاع الأسهم الأميركية الأسبوع الماضي وآمال خفض الفائدة الأميركية إضافة إلى تراجع حدة التوتر في الشرق الأوسط كلها عوامل ساعدت المستثمرين على العودة للمخاطرة.
وواصلت وول ستريت المكاسب يوم الجمعة وبلغ المؤشران ستاندرد أند بورز 500 وناسداك أعلى مستويات لهما عند الإغلاق على الإطلاق، إذ غذت آمال التوصل لاتفاقات تجارية شهية المخاطرة لدى المستثمرين كما عززت بيانات اقتصادية توقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية.
وارتفعت الأسهم الأوروبية قليلا اليوم الاثنين مع ترقب المستثمرين لمؤشرات التقدم في محادثات التجارة قبل الموعد النهائي المحدد بالتاسع من يوليو لإلغاء قرار تعليق الرسوم الجمركية المضادة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتقدم المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2% إلى 544.47 نقطة بحلول الساعة 07:14 بتوقيت غرينتش، لكنه يتجه لتسجيل انخفاض شهري. وصعدت أيضا مؤشرات بورصات رئيسية أخرى في أوروبا. وتصدرت أسهم شركات الصناعات الدفاعية الأوروبية مكاسب القطاعات بارتفاع يقرب من واحد بالمائة. ويترقب المستثمرون أيضا بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في ألمانيا وإيطاليا المقرر صدورها في وقت لاحق من اليوم.
تراجع الدولار
تراجع الدولار اليوم مقابل الين وهبط إلى قرب أدنى مستوى في نحو أربع سنوات مقابل اليورو، وواصل الدولار تراجعه أيضا أمام الجنيه الإسترليني ليقترب من أدنى مستوى في أربع سنوات، كما سجل أدنى مستوى منذ أكثر من عقد أمام الفرنك السويسري. جاء ذلك بعدما اقتربت واشنطن وبكين من التوصل إلى اتفاق بشأن الرسوم الجمركية، وإلغاء كندا لضريبة الخدمات الرقمية لإنعاش المحادثات المتعثرة مع واشنطن.
وسجل كل من اليوان والدولار الكندي ارتفاعا. وفسر مستثمرون شهادة جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي أمام الكونغرس الأسبوع الماضي بأنها تميل إلى التيسير النقدي، خاصة بعدما أشار إلى احتمالية خفض الفائدة إذا لم ترتفع معدلات التضخم هذا الصيف نتيجة للرسوم الجمركية. وزادت الرهانات على خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية على الأقل بحلول اجتماع سبتمبر/ أيلول إلى 91.5%، وفقا لأداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي إم إي، مقارنة بحوالي 83% قبل أسبوع.
ومما يزيد الضغط أيضا على الدولار استمرار هجوم ترامب على باول، حيث قال يوم الجمعة إنه سيكون "سعيدا" إذا استقال رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي قبل انتهاء ولايته في مايو أيار. وأبدى ترامب رغبته أيضا في خفض سعر الفائدة الرئيسي إلى واحد بالمائة من المستوى الحالي بين 4.25% و4.5%، وأعاد تأكيد نيته تعيين بديل لباول يكون أكثر ميلا للتيسير النقدي.
كما يترقب المستثمرون مصير مشروع ترامب الضخم لخفض الضرائب والإنفاق والذي يناقشه مجلس الشيوخ حاليا، وتشير تقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس إلى أن المشروع قد يضيف 3.3 تريليونات دولار إلى الدين القومي خلال عقد. وسجل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية منها اليورو والإسترليني والفرنك، انخفاضا طفيفا بنسبة 0.1% ليصل إلى 97.083 ليظل بذلك قريبا من أدنى مستوى منذ أكثر من ثلاث سنوات عند 96.933 نقطة الذي بلغه في نهاية الأسبوع الماضي.
وسجل اليورو ارتفاعا بـ0.1% إلى 1.1732 دولار، متراجعا من أعلى مستوى منذ سبتمبر/ أيلول 2021 الذي بلغه يوم الجمعة عند 1.1754 دولار. وزاد الجنيه الإسترليني أيضا 0.1%، مسجلا 1.3732 دولار، ليحوم قرب المستوى المرتفع الذي بلغه يوم الخميس عند 1.37701 دولار، والذي كان أعلى مستوى منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2021.
انتعاش الذهب
غيّر الذهب اتجاهه وسجل ارتفاعا طفيفا اليوم الاثنين، مدعوما بتراجع الدولار بعدما وصل في وقت سابق إلى أدنى مستوى له في أكثر من شهر، على خلفية تراجع الطلب على أصول الملاذ الآمن من جراء انحسار التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين وزيادة الإقبال على الأصول عالية المخاطر.
وبحلول الساعة 06:13 بتوقيت غرينتش، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.5% إلى 3290 دولارا للأوقية (الأونصة) بعدما بلغ في وقت سابق من الجلسة أدنى مستوى له منذ 29 مايو/ أيار. وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.4% إلى 3301 دولار. وقال تيم ووترر كبير محللي الأسواق في كيه.سي.إم تريد: "هناك تراجع في نظرة التشاؤم المتعلقة بمحادثات الرسوم الجمركية والأحداث في الشرق الأوسط، مما يجعل الذهب أقل أهمية من الأصول عالية المخاطر".
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.5% إلى 36.16 دولارا للأوقية، وارتفع البلاتين اثنين بالمائة إلى 1366.63 دولارا، وصعد البلاديوم 1.6 بالمائة إلى 1151.36 دولارا.
(رويترز، العربي الجديد)
## ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تندد بـ"تهديدات" إيران بحق غروسي
30 June 2025 10:07 AM UTC+00
نددت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في بيان مشترك الاثنين بما وصفته تهديدات طهران بحق المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، بعد الضربات الأميركية والإسرائيلية على منشآت نووية في إيران وإعلان الأخيرة تعليق التعاون مع الوكالة. واتهمت طهران غروسي بخيانة التزاماته لعدم إدانته الضربات الإسرائيلية والأميركية. وصوّت المشرّعون الإيرانيون الأسبوع الماضي على تعليق التعاون مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة.
وجاء في البيان الصادر عن وزراء خارجية الدول الثلاث أنّ "فرنسا، ألمانيا، والمملكة المتحدة تدين التهديدات بحق غروسي وتجدد دعمنا الكامل للوكالة". ودعوا "السلطات الإيرانية إلى الامتناع عن اتخاذ أي خطوات لوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وتابع البيان "نحثّ إيران على الاستئناف الفوري للتعاون الكامل بما يتماشى مع التزاماتها الموجِبة قانونا، واتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان سلامة وأمن موظفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وهاجم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقايي، اليوم الاثنين، غروسي، قائلاً إنّ "المواقف الإيرانية إزاء الوكالة والمدير العام تم التعبير عنها بشجاعة، ونحن نعبّر عن استيائنا من نهج المدير العام، إذ إنه لم يؤد مهامه بشكل صحيح، وتحدث متأخراً جداً ليعلن أن إيران ليست لديها دوافع لصنع سلاح نووي". وأضاف بقايي أن التقرير الأخير للوكالة "كان تقريراً غير ملائم، وقد وفّر ذريعة للعدوان العسكري من قبل الكيان الصهيوني والولايات المتحدة على المنشآت النووية السلمية الإيرانية"، مشيراً إلى أن التقرير أيضاً شكّل "أساساً لإصدار قرار سياسي من مجلس المحافظين" التابع للوكالة في وقت سابق من الشهر الجاري.
واتهم المتحدث الإيراني، الوكالة بارتكاب "تقصيرات ذات تبعات خطيرة"، مؤكداً أنّ تصريحات المدير العام للوكالة الأخيرة "جاءت بمثابة تبرير لهذه الاعتداءات، وهو أمر غير مقبول إطلاقاً"، موضحاً أن مطالبة إيران باستمرار التعاون مع الوكالة "أمر غير منطقي".
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد اعتبر الجمعة أن "إصرار غروسي على زيارة المواقع التي تعرضت للقصف بحجة الضمانات لا معنى له، وربما ينطوي على نية خبيثة". وتعتبر طهران أن قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الصادر في 12 يونيو/ حزيران والذي اتهم إيران بتجاهل التزاماتها النووية، كان بمثابة "ذريعة" للحرب التي شنتها إسرائيل في 13 يونيو/ حزيران.
كذلك، انتقدت الأرجنتين موطن غروسي، "التهديدات" الموجّهة إليه. ولم يتم تحديد التهديدات التي كانوا يشيرون إليها، غير أنّ صحيفة "كيهان" الإيرانية المحافظة، قالت أخيراً إنّ وثائق أظهرت أنّ غروسي كان "جاسوساً للكيان الصهيوني... ويجب إعدامه". ونفت إيران، أمس الأحد، توجيه "أي تهديد" لغروسي. وقال سفيرها في الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، في مقابلة مع شبكة "سي بي أس" الأميركية، "ليس هناك أي تهديد" للمدير العام أو المفتشين، مؤكداً أن مفتشي الوكالة موجودون في إيران "في ظروف آمنة".
ورجّح غروسي أن تتمكن إيران من البدء بإنتاج يورانيوم مخصب "في غضون أشهر"، رغم الأضرار التي لحقت بمنشآتها النووية جراء الهجمات الأميركية والإسرائيلية، وفق ما صرّح به لشبكة "سي بي اس نيوز" السبت. وقال غروسي وفقا لنص المقابلة الذي نشر السبت "أقول إنه بإمكانهم، كما تعلمون، في غضون أشهر، تشغيل بضع مجموعات من أجهزة الطرد المركزي لإنتاج اليورانيوم المخصب، أو أقل من ذلك".
وأقر غروسي في المقابلة "لا نعرف أين يمكن أن تكون هذه المواد". وتابع "لذا، ربما يكون بعضها قد دُمر في الهجوم، لكن بعضها ربما يكون قد نقل. لا بد من توضيح في مرحلة ما". وقال "يجب أن نكون في وضع يسمح لنا بالتحقق والتأكد مما هو موجود هناك، وأين هو وماذا حدث".
(فرانس برس، العربي الجديد)
## ساعر: معنيون بضم سورية ولبنان إلى التطبيع والجولان سيبقى إسرائيلياً
30 June 2025 10:17 AM UTC+00
أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، اليوم الاثنين، أن "إسرائيل معنيّة بتوسيع دائرة اتفاقات أبراهام"، وهي التسمية الإسرائيلية الأميركية لاتفاقيات التطبيع مع الدول العربية، وقال: "لدينا الاهتمام بضم دول جديدة كسورية ولبنان، جيراننا، إلى دائرة السلام والتطبيع"، موضحاً أن ذلك "من خلال المحافظة على مصالحنا الحيويّة والأمنية".
وأضاف ساعر خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته النمساوية بياته ماينل-رايزينغر، في القدس المحتلة: "دفعنا ثمن الواقع الجديد في الشرق الأوسط من دماء جنودنا ومواطنينا"، مستدركاً "نجمت عن هذا الواقع فرص أيضاً"، مشدداً على أن "إسرائيل فرضت قوانينها على هضبة الجولان منذ أكثر من 40 سنة، وفي أي اتفاق سلام الجولان سيبقى جزءاً لا يتجزأ من دولة إسرائيل"، على حدّ تعبيره. ويأتي تصريح ساعر في وقت تصاعد فيه الحديث في الآونة الأخيرة عن احتمال توصّل إسرائيل وسورية لاتفاق تطبيع، وسط تلميح أميركي للرغبة في ضم لبنان إلى الاتفاقيات.
وأمس الأحد، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في تصريحات أدلى بها لقناة "فوكس نيوز" الأميركية، إنه لا يعلم موقف الحكومة السورية بشأن الانضمام إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، في وقت أشارت فيه تقارير أميركية وإسرائيلية مختلفة إلى أنّ الإدارة الأميركية تسعى إلى وقف حرب غزة مقابل "تطبيع دول في المنطقة" مع إسرائيل، خطوةً أولى في عملية قد تؤدي إلى "اتفاق سلام شامل". وفي عام 2020، أدّت "اتفاقات أبراهام"، التي رعاها دونالد ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى، إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وثلاث دول عربية هي الإمارات والبحرين والمغرب.
ومساء الجمعة، نقلت قناة "آي 24" الإسرائيلية عن مصدر سوري قوله إنّ إسرائيل وسورية ستوقعان "اتفاقية سلام" قبل نهاية عام 2025، زاعماً أن مرتفعات الجولان ستتحول بموجب الاتفاقية إلى "حديقة سلام". وأضاف المصدر، الذي لم تكشف القناة عن هويته، أن من شأن هذه الاتفاقية تطبيع العلاقات بين البلدين بشكل كامل، موضحاً أنه "بموجب الاتفاقية المذكورة، ستنسحب إسرائيل تدريجياً من جميع الأراضي السورية التي احتلتها بعد غزو المنطقة العازلة في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2024، بما في ذلك قمة جبل الشيخ".
وفي السياق عينه، أعلن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف، الأربعاء، أن واشنطن ستصدر في وقت قريب "إعلاناً مهماً" بشأن انضمام دول في المنطقة إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل. وقال ويتكوف لـ"سي إن بي سي": "نتوقع تطبيع العديد من الدول (علاقاتها مع إسرائيل)".
## "وول ستريت جورنال": هكذا قتلت إسرائيل كبار العلماء النوويين في إيران
30 June 2025 10:21 AM UTC+00
قالت "وول ستريت جورنال" إن عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل واستهدفت كبار العلماء النوويين خلال حربها على إيران في منتصف يونيو/حزيران الجاري تُبين "التفوق الاستخباراتي" لتل أبيب، لكنها أشارت إلى أن جيلاً جديداً من العلماء قد يتمكن من تجاوز تداعيات ذلك. وأوضحت الصحيفة أنه مع بدء إسرائيل هجومها على إيران فجر 13 يونيو/حزيران، هزت التفجيرات منازل عدد من كبار العلماء في إيران، ما أسفر عن مقتل 9 علماء اشتغلوا لعقود على البرنامج النووي. وأشارت إلى أن العلماء التسعة جرى استهدافهم في هجمات شبه متزامنة للحيلولة دون اختبائهم في أماكن آمنة، وفق مصادر الصحيفة.
وقبل ساعات من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، استهدف هجوم على شمالي إيران عالم نووي آخر، وهو سيد صديقي صابر، ما أدى إلى مقتله، بحسب "وول ستريت جورنال". وأشارت الصحيفة إلى أن الهجمات على العلماء جرى اعتبارها "خيالية" حتى من قبل الواقفين وراءها، موضحة أنها توجت 15 عاماً من "الجهود للقضاء على واحدة من أهم الأصول الإيرانية؛ كبار العلماء الذين كانوا يشتغلون على برنامج سري مرتبط بالأسلحة النووية الذي كانت إيران تسعى لتطويره حتى حدود عام 2003 على الأقل". وذكرت الصحيفة الأميركية نفسها أن إسرائيل كانت تتعقب هؤلاء العلماء منذ ذلك الوقت.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين سابقين وخبراء قولهم إن عمليات اغتيال العلماء سددت ضربة قوية لإيران على صعيد قدرتها في الحصول على قنبلة نووية، موضحة أن الهجمات الإسرائيلية أدت لاغتيال 11 عالماً على الأقل ممن كانت لهم خبرة مباشرة في اختبار وإنشاء مكونات الرؤوس الحربية، مثل أنظمة التفجير والمتفجرات العالية، ومصادر النيوترون التي تؤدي إلى التفاعل المتسلسل.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن إيران احتفظت بتلك الخبرة، ونقلت الكثير منها إلى جيل جديد من العلماء، بينما تشدد على أنها لا تسعى لامتلاك السلاح النووي وبأن برنامجها ذو أهداف سلمية. وأشارت إلى أن من بين أهم العلماء الذين استهدفهم إسرائيل فريدون عباسي دوائي، الرئيس السابق لوكالة الطاقة الذرية الإيرانية. كما نقلت "وول ستريت جورنال" عن رئيس "معهد العلوم والأمن الدولي"، ديفيد البرايت، أن عباسي دوائي هو من بين المؤسسين لأنشطة إيران المرتبطة بالأسلحة النووية. وأشارت إلى أن عباسي دوائي نجا من عملية اغتيال عام 2010 في اليوم نفسه الذي جرى فيه قتل عالم نووي آخر. وأضافت أنه قال خلال مقابلة تلفزيونية مؤخراً إن إيران لديها المعرفة الكاملة التي قد تحتاجها للحصول على سلاح نووي.
كما اغتالت إسرائيل العالم نووي محمد مهدي طهرانجي، الذي قالت "وول ستريت جورنال"، إنه كان مسؤولاً عن وحدة متخصصة في المتفجرات العالية، الضرورية من أجل تفعيل سلاح نووي، قبل أن يترأس جامعة أزاد الإسلامية. ومن بين الأهداف المهمة كذلك، العالم سيد صديقي صابر، الذي قالت وزارة الخزانة الأميركية قبل فرض عقوبات عليه في 12 مايو/أيار إنه "مرتبط بمشاريع تهم البحث والتطوير المتعلق بتطوير أجهزة تفجير نووي".
## فيلم براد بيت يتصدر سباق شباك التذاكر الأميركي
30 June 2025 10:27 AM UTC+00
تصدّر فيلم "أف 1: ذا موفي" (F1: The Movie)، من بطولة براد بيت في دور سائق فورمولا 1 مخضرم يُمنح فرصة أخيرة لاستعادة أمجاده، شباك التذاكر في أميركا الشمالية خلال عطلة نهاية الأسبوع الأولى لعرضه، محققاً إيرادات بلغت 55.6 مليون دولار، وفق تقديرات متخصصين في قطاع السينما نُشرت الأحد.
ورأى ديفيد أ. غروس من شركة فرانشايز إنترتينمنت ريسيرش (Franchise Entertainment Research) أن "هذه انطلاقة رائعة لفيلم أصلي يجمع بين الدراما والحركة الرياضية"، مشيراً إلى أن فيلم براد بيت هذا، من إنتاج "آبل" و"وارنر براذرز"، قد نال إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء.
في المقابل، تراجع فيلم "هاو تو تراين يور دراغون" (How to Train Your Dragon)، النسخة الجديدة من الفيلم الشهير الصادر سنة 2010 من إنتاج "يونيفرسال"و"دريم ووركس أنيميشن"، إلى المركز الثاني، مع إيرادات بلغت 19.4 مليون دولار، بحسب أرقام شركة إكزبيتر ريليشنز (Exhibitor Relations). يروي الفيلم العائلي قصة رجل من الفايكينغ يُدعى هيكاب، يؤدي صوته الممثل مايسون ثيمز، يُكوّن صداقة غير متوقعة مع التنين "توثليس".
في المركز الثالث، جاء أحدث فيلم أصلي من إنتاج "ديزني" و"بيكسار أنيميشن"، وهو فيلم "إيليو" (Elio)، بإيرادات بلغت 10.7 ملايين دولار في الولايات المتحدة وكندا. ويروي "إيليو" قصة صبي صغير تعتقد كائنات فضائية عن طريق الخطأ أنه سفير كوكب الأرض في الكون. ويشارك في الأداء الصوتي الممثلة الحائزة على جائزة أوسكار، زوي سالدانيا.
أما فيلم "ميغان 2.0" (M3GAN 2.0)، الجزء الثاني من فيلم الرعب الصادر عن "يونيفرسال" عام 2022، والذي يتناول قصة دمية قاتلة تعمل بالذكاء الاصطناعي، فقد حقق انطلاقة مخيبة للآمال، مكتفياً بالمركز الرابع بإيرادات بلغت 10.2 ملايين دولار. وعلّق غروس على ذلك قائلًا: "أثارت فكرة دمية روبوت بشرية بحجم طفل تعمل بـالذكاء الاصطناعي اهتماماً كبيراً في المرة الأولى، لكن ذلك الاهتمام تراجع هذه المرة".
في المركز الخامس، حلّ فيلم "توينتي إيت ييرز ليتر" (28 Years Later) من إنتاج شركة كولومبيا بيكتشرز، مع عائدات بلغت 9.7 ملايين دولار. وقد حظي الفيلم، الذي أخرجه داني بويل، بإشادات واسعة من النقاد والجمهور، وهو الجزء الثالث من سلسلة بدأت عام 2002 بفيلم "28 دايز لايتر" (28 Days Later).
وفي ما يلي باقي الأعمال ضمن قائمة الأفلام العشرة الأولى على شباك التذاكر في أميركا الشمالية:
فيلم "ليلو أند ستيتش" (Lilo & Stitch) – 6.9 ملايين دولار، فيلم "ميشن إيمباسيبل – ذا فاينل ريكونينغ" (Mission: Impossible – Dead Reckoning) – 4.2 ملايين دولار، فيلم "ماتيرياليستس" (Materialists) – 3 ملايين دولار، فيلم "باليرينا" (Ballerina) – 2.1 مليون دولار، فيلم "كاراتيه كيد: ليجندز" (Karate Kid: Legends) – 1 مليون دولار.
(فرانس برس)
## قناة السويس تستكمل تراجع نشاطها بنسبة 23%
30 June 2025 10:36 AM UTC+00
كشفت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية، اليوم الاثنين، انخفاض إيرادات قناة السويس في الربع الرابع من السنة المالية المنتهية اليوم، إلى 900 مليون دولار من 1.1 مليار دولار قبل عام. وقالت إنّ النشاط انخفض في الربع الثالث 23.1% مقارنة مع انخفاض 51.6% قبل عام، وذلك دون ذكر أرقام محددة.
وقالت وزارة التخطيط إنّ معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي ارتفع إلى 4.77% في الربع الثالث من السنة المالية 2024-2025 مقارنة مع 2.2% في الفترة نفسها من العام السابق، مع تعافي نشاط الصناعات التحويلية. تمتد السنة المالية في مصر من يوليو/ تموز إلى يونيو / حزيران. وأضافت الوزارة أن هذا هو أعلى معدل فصلي في ثلاث سنوات، مما "يعكس تعافياً مستداماً ومرونة متزايدة للاقتصاد في مواجهة حالة عدم اليقين العالمية".
ونما نشاط الصناعات التحويلية 16.3% في الربع الثالث، متعافياً من انخفاض 3.9% سجله في الفترة نفسها من السنة المالية السابقة. وتواصل التراجع في نشاط استخراج النفط والغاز الطبيعي الذي انكمش 10.38%.
ضغوط على قناة السويس
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مايو/ أيار، تطلع بلاده إلى إنشاء منطقة صناعية أميركية داخل المنطقة الاقتصادية في قناة السويس، مشدداً على أن مصر مستعدة لتقديم كلّ التسهيلات اللازمة للمستثمرين الأميركيين. جاء ذلك بعدما التزمت الحكومة المصرية بعدم الرد على مطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مصر وبنما بالسماح للسفن الأميركية بالمرور عبر قناتي بنما والسويس مجاناً ودون دفع رسوم عبور، وادعى ترامب أنّ هاتين القناتين ما كانتا لتوجدا لولا الولايات المتحدة الأميركية. 
كتب الرئيس الأميركي أنه ينبغي السماح للسفن العسكرية والتجارية الأميركية بالمرور بقناة السويس وقناة بنما مجاناً، لأنه من دون الولايات المتحدة، لن تكون هذه القنوات المائية موجودة، مؤكداً في منشور له على منصته الخاصة للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال" أنه طلب من وزير الخارجية ماركو روبيو الاهتمام بهذا الوضع وتوثيقه على الفور.
وجاءت تصريحات ترامب في وقت تواجه قناة السويس نزيفاً يومياً من الخسائر الفادحة بالدخل، وتراجع عدد السفن المارة بالقناة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مع توقف شركات الشحن الدولية الكبرى عن المرور بالقناة واستخدام المسار التجاري الضخم الذي يربط بين آسيا وأوروبا مروراً بالبحر الأحمر، لقيام جماعة الحوثي في اليمن بقصف السفن الأميركية والإسرائيلية والمتحالفة معها في العدوان على قطاع غزة.
يقدر خبراء صندوق النقد الدولي عدد السفن الأميركية التي تمر بقناة السويس، بما بين 1000 و2000 سفينة سنوياً تمثل بين 5% و10% من إجمالي عدد السفن التي تصل إلى نحو 20 ألف سفينة في المتوسط، تحمل نحو 12% من الحركة التجارية العالمية، بما يشير إلى دفع السفن الأميركية رسوم عبور تُقدّر ما بين 500 مليون إلى مليار دولار بإجمالي إيرادات القناة. بحسب تصريحات رئاسية، تحقق قناة السويس خسائر بقيمة 800 مليون دولار شهرياً، بسبب انخفاض حركة المرور بالبحر الأحمر والقناة، منذ يناير/ كانون الثاني 2024.
(رويترز، العربي الجديد)
## السيسي: السلام لا يولد بالقصف أو يفرض بالقوة
30 June 2025 10:36 AM UTC+00
دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، المصريين إلى "تماسك الصفوف" محذراً من مواجهة مصر تحديات داخلية وخارجية، تعرضها لمخاطر شديدة. وأضاف السيسي في كلمة مصورة بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لاحتجاجات 30 يونيو/ حزيران 2013: "أخاطب المصريين اليوم، والمنطقة بأسرها تئن تحت نيران الحروب، من أصوات الضحايا التي تعلو من غزة المنكوبة، إلى الصراعات في السودان وليبيا وسورية واليمن والصومال. ومن منبر المسؤولية التاريخية أناشد أطراف النزاع، والمجتمع الدولي، بالاحتكام إلى صوت الحكمة والعقل، من أجل تجنيب شعوب المنطقة ويلات التخريب والدمار".
وأردف السيسي أن "مصر داعمة دائماً للسلام، وتؤمن بأنه لا يولد بالقصف، أو يفرض بالقوة، أو يتحقق بتطبيع ترفضه الشعوب، إذ إن السلام الحق يبنى على أسس العدل والإنصاف والتفاهم. واستمرار الحرب والاحتلال لن ينتج سلاماً، بل يغذي دوامة الكراهية والعنف، ويفتح أبواب الانتقام والمقاومة التي لن تغلق". واستدرك بالقول: "كفى عنفاً وقتلاً وكراهيةً، وكفى احتلالاً وتهجيراً وتشريداً. إن السلام وإن بدا صعب المنال، فهو ليس مستحيلاً، فقد كان دوماً خيار الحكماء. ولنستلهم من تجربة السلام المصري - الإسرائيلي في سبعينيات القرن الماضي، التي تمت بوساطة أميركية، برهاناً على أن السلام ممكن إن خلصت النوايا". أتم السيسي حديثه بالقول إن "السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
وتواجه مصر أزمة متفاقمة في جمع السيولة اللازمة لسداد الديون الخارجية، التي تضاعفت في سنوات حكم السيسي من نحو 43 مليار دولار إلى أكثر من 155 ملياراً بنهاية 2024، من أجل تمويل مشاريع مثل العاصمة الإدارية الجديدة، والطرق والجسور المرورية، والسكك الحديدية عالية السرعة، الأمر الذي رافقه انهيار في قيمة العملة المحلية، التي تراجعت من نحو سبعة جنيهات للدولار إلى ما يناهز 50 جنيهاً.
وتسببت الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران، وإن لم تكن على الأراضي المصرية، في اضطرابات في أسواق النفط والطاقة العالمية، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الوقود والقمح والنقل، وكلها عناصر تستوردها مصر بكميات ضخمة. وتتوقع الحكومة ارتفاع الفجوة التمويلية في موازنة العام المالي 2025-2026 بأكثر من 25%، لتصل إلى 3.6 تريليونات جنيه، وهو ما يعادل نحو 70 مليار دولار، وفقاً لتوقعات سعر الدولار في الموازنة. من جهتها، تقدّر منظمات حقوق الإنسان، أن عشرات الآلاف من الأشخاص، بينهم نشطاء ليبراليون وإسلاميون، قد سُجنوا، على خلفية قضايا ذات طابع سياسي منذ 2013.
## ضحايا الجنرالات الأفغان... إرث الفساد يعقّد المصالحة المجتمعية
30 June 2025 10:42 AM UTC+00
لا يزال إرث الجنرالات الأفغان، سادة البلاد في عهدها السابق، حاضراً فانتهاكاتهم وخصوماتهم القبلية المعتمدة على نفوذهم تسبّبت في تفكيك الثقة بين مكونات المجتمع، وزادت من حدّة الانقسامات، ما أضعف فرص المصالحة الوطنية.
- أثناء عمل الخمسيني الأفغاني محمد ولي خان وابنه سلمان (22 عاماً) في حقلهم، بمنطقة خواجه بهاء الدين في ولاية تخار شمالي البلاد، اقتحمت عناصر تابعة للجنرال عبد الرشيد دوستم، نائب الرئيس الأفغاني السابق المكان في يناير/كانون الثاني 2018، وأطلقوا الرصاص باتجاه مزرعته والحقول المجاورة لإرغامه وجيرانه العشرة على تركها ومغادرة المنطقة بأكملها.
قتل سلمان مع ثلاثة آخرين في تلك العملية التي سبقتها اقتحامات أخرى، راح ضحيتها ستة أشخاص، كما يقول ولي خان، مضيفاً لـ"العربي الجديد": "بعد مقتل ابني، سيطر رجال دوستم على الأرض وأجبرونا على مغادرة المنطقة"، وهو ما تكرّر في أماكن متعدّدة على يد ما يسمى بمليشيات "جونبش" الموالية للجنرال دوستم المنتمي إلى عرقية الأوزبك، والذي تورطت قواته في انتهاكات وجرائم عديدة استهدفت الإثنيات المختلفة، من بينها "قتل خمسة أشخاص وإصابة 12 آخرين، ينتمون لعرقية البشتون (إحدى أقدم وأكبر الجماعات السكانية في أفغانستان وباكستان) في ولاية فارياب شمالي أفغانستان"، بحسب تقرير "أفغانستان: قوات مرتبطة بنائب الرئيس تُرهب القرويين"، الصادر عن منظمة هيومن رايتس وواتش في يوليو/ تموز 2016.
وعلى غراره، استغل الجنرال عبد البصير سالانغي (من عرقيّة الطاجيك)، منصبه حاكماً لولاية فراه غربي البلاد، وشنّ حملات ضد منافسيه القبليين من البشتون، بحسب ما يوضحه العميد صديق الله راغب محمد، المدير السابق للمخابرات - فرع كابول، مؤكداً في شهادته لـ"العربي الجديد"، أن الأجهزة الأمنية كانت بمثابة أداة لخدمة المصالح الشخصية والقبلية بدلاً من خدمة المواطنين.
 
استغلال النفوذ في تصفية الخصوم
بلغ عدد جنرالات الجيش الأفغاني 1200 جنرال في عام 2018، بعضهم حصلوا على هذه الرتبة الرفيعة على أساس الانتماء القومي والعرقي، والمحاباة، أو جزء من التسويات السياسية، كما يقول العميد محمد، مضيفاً: "هذا السلوك ساعد على ترسيخ ثقافة الإفلات من العقاب وخلق بيئة أمنية مسيّسة وفاسدة وصراعات قبلية لا تزال آثارها وأحقادها حتى اليوم".
استخدم الجنرالات الأجهزة الأمنية لخدمة مصالحهم الشخصية والقبلية
تتضح إفادة محمد عبر رصد انتهاكات وتصفيات للخصوم من ثمانية جنرالات آخرين، منهم عطاء محمد نور الحاكم السابق لولاية بلخ شمالي البلاد، وقد كان يمول مليشيات محلية تورطت في جرائم خطف وابتزاز، وعبد الحكيم شوجويي، الجنرال في الحرس الوطني السابق وقائد مليشيا هزارية (مجموعة عرقية ودينية)، تورطت في قتل 17 شخصاً في مناطق مختلفة من ولاية أروزکان وسط البلاد، والجنرال بسم الله خان محمدي، الذي شغل مواقع عسكرية وسياسية بارزة عدّة، ابتداء من رئاسة هيئة أركان الجيش الوطني بين عامَي 2002 و2010، ثم وزيراً للداخلية حتى عام 2012، ووزيراً للدفاع حتى عام 2021، وأسد الله خالد، الذي ارتكب شخصياً أو أمر بارتكاب أعمال تعذيب وقتل عندما كان رئيساً لجهاز الأمن الوطني حتى ديسمبر/كانون الأول 2012، والجنرال عبد الرزاق أشاكزاي، الذي تولى قيادة شرطة الحدود في عام 2011، ثم قاد شرطة قندهار حتى عام 2018، ومارس خلال تلك الفترة عمليات تعذيب في مراكز الاحتجاز، ونفذ عمليات إعدام خارج نطاق القضاء، وفق ما وثقه معد التحقيق عبر إفادات المصادر وتقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس وواتش في مارس/آذار 2015 بعنوان "كلّنا سنموت اليوم"، ويتطابق ما جاء فيه مع إفادة محمد سفير أختر أحد زعماء قبيلة نورزي (تنتمي إلى فرع بانجباي من البشتون الدراني) في ولاية قندهار جنوبي البلاد، والذي يقول: "على سبيل المثال لا الحصر، الجنرال أشاكزاي، كان يقتل أو يسجن كلّ مَن كان يقف في وجهه، مستهدفاً خصومه من قبيلة نورزي وكلّ من تجرأ رافضاً الخضوع لفساد المقربين منه"، ويضرب مثالاً برجل من قبيلة نورزي أراد أحد المقربين من أشاكزاي، أن يتزوج بابنته القاصر لكنّه رفض، فداهمت قوات الأمن منزله في قندهار واعتقلته بتهمة انتمائه لحركة طالبان، ليجري إخفاؤه في أحد مراكز الاحتجاز التابعة للجنرال أشاكزاي، قبل أن تدفع أسرته 20 ألف دولار للإفراج عنه.
وضمن هذا النمط كوَّن بعض الجنرالات مليشيات محلية، مارست الخطف والقتل وفرض الإتاوات على السكان، كما يقول الثمانيني عبد الستار خان، أحد زعماء قبيلة وزير (مجموعة عرقية من قبائل البشتون)، الذي عايش فترة الحكومة الشيوعية المدعومة من الاتحاد السوفيتي، والحرب الأهلية المعروفة بفترة المجاهدين، وما تلا ذلك من أحداث، مضيفاً لـ"العربي الجديد": "الجنرالات استخدموا مناصبهم الأمنية والحكومية لأغراض شخصية وانتقامية لتصفية خصومهم واليوم ما تزال آثار تلك الانتهاكات مستمرة".
 
الانتقام على أساس عرقي
تحوّل الصراع القبلي إلى جزء من معادلة الاستحواذ على النفوذ السياسي والأمني في أفغانستان، وفق أختر، الذي تعرض أبناء قبيلته نورزي، لانتهاكات مختلفة من الجنرال عبد الرزاق الذي ينتمي إلى قبيلة أشاكزاي (إحدى قبائل البشتون)، مستخدماً نفوذه قائداً لشرطة قندهار. ومن بينهم المولوي بعث الله خان نورزاي، الذي اعتقلته عناصر تابعة للجنرال أشاكزاي، في السابع عشر من أغسطس/آب 2016، ليجري إخفاؤه في مركز احتجاز بمدينة قندهار، وبعد ثمانية أشهر من الاعتقال، ذهب شقيقه محمد داد الله خان، إلى أشاكزاي الذي شغل قائد شرطة قندهار حتى أكتوبر/تشرين الأول 2018، برفقة عدد من أفراد قبيلته، لمعرفة مصير شقيقه، فأخبره بأنه محتجز في أحد سجون الاستخبارات، بسبب انتمائه لحركة طالبان، كما يقول خان لـ"العربي الجديد"، مضيفاً أن أحد أفراد قبيلة أشاكزاي القريب من عبد الرزاق، ويدعى شمس الله أشاكزاي كان يعاقب وينتقم من كل شخص من قبيلة نورزي خاصة التجار منهم وأصحاب النفوذ، نافياً أن يكون لشقيقه الذي أُفرج عنه لاحقاً بعد دفع 60 ألف دولار أميركي، دون محاكمة، أي صلة بحركة طالبان.
وبالعودة إلى محمد خان أحد المقربين من الجنرال أشاكزاي، أقر أن الصراع القبلي كان سائداً في أفغانستان، لكنه يقول لـ"العربي الجديد" إنّ الجنرال أشاكزاي كان مسؤولاً أمنياً، والكثير من القبائل أو الزعماء القبليين جرى توقيفهم بناءً على التقارير الاستخباراتية مع أن بعضها تكون خاطئة أحياناً".
لكنّ اللواء المتقاعد في الجيش الأفغاني نور ولي نورزاي، يقول إنّ التنافس للسيطرة على طرق التهريب في مناطق حدودية مهمة جنوبي أفغانستان، كان سبب تفاقم التوتر بين القبيلتَين، مضيفاً أن الصراع بين قبيلتَي نورزي وأشاكزاي، بدأ في تسعينيات القرن الماضي بعد مقتل والد الجنرال أشاكزاي، مالك خان، على يد عناصر من قبيلة نورزي، ما أشعل نار الثأر بين الطرفَين، ليتطور الأمر مع مرور الوقت إلى مواجهات مسلحة بينهما.
وتجدّدت الأعمال الانتقامية من فصائل من قبيلة نورزي ضد خصومهم من أشاكزاي حتى بعد انسحاب القوات الأميركية في عام 2021، وفق ولي نورزاي، قائلاً لـ"العربي الجديد": "هذا الصراع القبلي لم يعد مجرد خلاف محلي، إذ تحوّل إلى جزء من معادلة للسيطرة في المنطقة". وهو ما يؤكده مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات الأفغانية السابقة (فضل عدم الكشف عن اسمه، حفاظاً على أمنه الشخصي)، مشيراً إلى تورط بعض الجنرالات في تهريب المخدرات إلى البلاد، مستغلين بذلك عملهم في أجهزة أمنية أو قربهم من المسؤولين في الحكومات السابقة.
 
نار تحت الرماد
ساد مناخ من الخوف خاصّة بعد تصفية الخصوم وتهجير الكثير من الأسر، وتفجر النزاعات المسلَّحة بين القبائل، كما يقول اللواء المتقاعد نورزاي، موضحاً أن تصفية الجنرالات لخصومهم السياسيين أو القبليين، أدى إلى تفكّك الثقة بين مكونات المجتمع، وزاد من حدة الانقسامات القبلية والعرقية، الأمر الذي أضعف فرص المصالحة الوطنية.
الصراعات القبلية زادت من حدّة الانقسامات بين مكونات المجتمع
والسبب في ذلك، كما يقول المحامي الأفغاني محمد فؤاد يوسفي، عدم تحقيق العدالة من خلال ملاحقة ومعاقبة الجنرالات الذين تورطوا بانتهاكات ضدّ خصومهم، بينما يشير الأستاذ الجامعي السابق في كلية الحقوق بجامعة كابول، الدكتور عبد القوي نصرتي، إلى وجود عقبات أمام ملاحقة هؤلاء، منها العفو العام من حكومة طالبان لوقف أعمال الانتقام والخصومات الدائرة بين القبائل، خاصة أن كل جنرال ينتمي إلى قبيلة ويمكن أن تدافع عنه إذ لزم الأمر، فضلاً عن خوف الضحايا من عودة الجنرالات مرة أخرى إلى الحكم ومعاقبتهم مجدّداً.
وللرد على ما سبق، قال الناطق الرسمي باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، لـ"العربي الجديد": "إذا كان ملف القضية معزّزاً بالأدلة فلا داعي للخشية من التقدم بشكوى ضد أي شخص، استغل قوته للبطش بالناس"، مضيفاً لـ"العربي الجديد"، أنّ الحكومة الحالية "ستقدم الحماية لكلّ من يرفع شكوى ضد من ارتَكب انتهاكات ضدّه أو بحق فرد من عائلته".
وهذا ما كان يتمناه ولي خان، لكنّه اكتفى بعد عودته من ولاية قندوز شمالي البلاد، التي نزح إليها مع عائلته، باستعادة أرضه من عناصر الجنرال عبد الرشيد دوستم الذين هربوا منها بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد في أغسطس/آب 2021، كما يقول، مضيفاً أن دوستم هرب إلى تركيا، فيما فرّ جنرالات آخرون إلى أوزبكستان وطاجيكستان، ومنهم "الجنرال إسماعيل خان الحاكم السابق لولاية هرات غربي أفغانستان، وعبد البصير سالانغي"، كما الضابط السابق بوزارة الدفاع، صديق الله راغب محمد، لكنّ إرثهم من الظلم والانتهاكات لا يزال باقياً.
## سوء التغذية ينهش أجساد أطفال غزة... عشرات الآلاف في خطر
30 June 2025 10:47 AM UTC+00
تتسع رقعة المأساة في قطاع غزة وسط الحصار المستمر والحرب المتواصلة، لتشمل الأطفال، الذين باتوا من أكثر فئات المجتمع هشاشة وعرضة للأمراض والمخاطر الصحية، بسبب سوء التغذية المتفاقم الناتج عن انعدام الأمن الغذائي وفقدان الرعاية الصحية الأساسية. وبفعل الحصار الطويل وتدمير سلاسل الإمداد الغذائية، يعاني عشرات الآلاف من أطفال غزة من نقص حاد في العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتينات، الحديد، الكالسيوم، الزنك، وفيتامين A وD، وهي عناصر ضرورية لنمو الأطفال الجسدي والعقلي، بينما تعتمد عائلات على وجبة بسيطة أو وجبتين يوميا، تفتقر في الغالب إلى التنوع أو الكمية الكافية.
ويشير العديد من التقارير الطبية الصادرة عن الجهات المحلية المختصة والمؤسسات الدولية المعنية بالطفل إلى انتشار كبير لحالات سوء التغذية وما يرافقها من هزال نتيجة انخفاض الوزن مقارنة بالطول، وفقر الدم بسبب نقص الحديد، وضعف المناعة، ما يجعل الأطفال عرضة للأمراض الفيروسية والبكتيرية. ورُصدت حالات لأطفال لا تتجاوز أعمارهم السنة الواحدة، يعانون من انخفاض حاد في الوزن، مع جفاف الجلد وتساقط الشعر، وهي علامات واضحة على نقص البروتين والطاقة، في الوقت الذي تسببت ظاهرة سوء التغذية بوفاة أطفال لم يحتملوا الآثار الجانبية القاسية. ولا يؤثر سوء التغذية على المظهر الخارجي أو النمو البدني فقط، بل يؤدي إلى تأخر في النمو العقلي والمعرفي، ما يضعف القدرة على التعلم في المستقبل، ومشكلات سلوكية ونفسية، نتيجة الشعور المستمر بالجوع وسوء الحالة الصحية، كذلك زيادة احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب في مراحل لاحقة من الحياة.
سوء التغذية ينذر بكارثة صحية في غزة
وفي ظل تدمير البنية التحتية للمستشفيات ونقص الأدوية والمكملات الغذائية، يجد القطاع الصحي نفسه غير قادر على مواجهة هذا التدهور الصحي، ولا يملك أدوات التدخل المبكر للكشف عن سوء التغذية أو التعامل مع نتائجه. وفي الوقت ذاته، حذر العديد من المنظمات الدولية مرارا من كارثة صحية في غزة، مشيرة إلى أن واحدا من كل ثلاثة أطفال دون سن الخامسة يعاني من شكل من أشكال سوء التغذية، فيما يواجه بعضهم خطر الموت إن لم يتم توفير الغذاء العلاجي العاجل.
وتعاني الفلسطينية سمية عبد ربه من تدهور الحالة الصحية لطفلها يزن (6 سنوات) من جراء تعرضه لسوء التغذية ونقصان وزنه بشكل تدريجي، الأمر الذي بات يؤثر بشكل واضح على وزنه وشكل جسمي الخارجي، إلى جانب الهزال والدوار المتواصل الذي يشعر به. وتلفت عبد ربه وتعيش داخل خيمة نزوح وسط مدينة غزة لـ "العربي الجديد" إلى أنها عرضت طفلها على الأطباء وأجرت الفحوصات اللازمة، وقد أفادها الأطباء بضرورة متابعة حالته وتوفير الأغذية الصحية والفيتامينات التي يحتاجها جسد طفلها الهزيل. وتبين عبد ربه مدى صعوبة توفير المتطلبات الخاصة بأسرتها بشكل عام، وطفلها يزن بشكل خاص، في ظل النقص الشديد في مختلف المواد الغذائية من جراء إغلاق المعابر، ومنع دخول المواد الغذائية والإمدادات الأساسية اللازمة.
سوء التغذية يشكل خطرا جسيما على حياة الأطفال وصحتهم العامة، حيث يزيد من معدلات الإصابة بالأمراض الأخرى
ويتشابه واقع الطفل يزن مع الآلاف من أقرانه، وتقول الفلسطينية سارة الخالدي النازحة من حي الزيتون إلى خيمة في شارع الجلاء وسط مدينة غزة إنها لاحظت تغيرات على ملامح طفلتها سجى (4 أعوام) فعرضتها على الأطباء وأجرت فحص الدم لتتبين إصابتها بفقر الدم نتيجة سوء التغذية الحاد. وتبين الخالدي لـ "العربي الجديد" أنها تحاول طوال الوقت برفقة زوجها توفير الطعام الصحي لطفلتهما وأسرتهما، إلا أنهما يصطدمان بالنقص الشديد في الأسواق، والأسعار الخيالية للكميات الشحيحة المتوفرة، والتي لم يعد بمقدور الأسرة توفيرها من جراء فقدانها مصدر دخلها الوحيد.
وتلفت الخالدي إلى تزامن ذلك النقص، والعجز عن توفير متطلبات الأسرة وفي مقدمتها الطعام، مع توقف المساعدات الإنسانية نتيجة إغلاق المعابر والشلل التام في المنظومة الإغاثية من جراء التوقف عن توزيع المساعدات وفق الآلية القديمة، واستبدالها بآلية مريبة لا تمكن الفلسطينيين من الوصول إلى أبسط مقومات الحياة الأساسية. وتشير إلى أن ذلك الواقع الصعب والقاسي يترافق كذلك مع شلل تام في المنظومة الصحية من جراء استهداف المستشفيات ومنع دخول الأدوية والفيتامينات والمكملات الغذائية الخاصة بحالة طفلتها والآلاف من الأطفال، وتقول: "أشعر برعب حقيقي ومتزايد على طفلتي يوما بعد الآخر".
في الإطار ذاته، تقول مسؤولة مكتب الإعلام والتواصل في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" في غزة إيناس حمدان، إن قطاع غزة يشهد ارتفاعا ملحوظا في معدلات سوء التغذية بين الأطفال، خاصة الفئة العمرية من 6 إلى 59 شهرًا. وتبين حمدان لـ "العربي الجديد" أن تزايد معدلات سوء التغذية يعود إلى عدة أسباب، أبرزها استمرار الحرب والحصار وإغلاق المعابر والوضع الاقتصادي المتدهور، بالإضافة إلى ضعف الوصول إلى الغذاء الصحي والخدمات الصحية الأساسية، الأمر الذي يؤدي إلى تزايد أعداد الأطفال المعرضين لخطر سوء التغذية، مشددة على أنه نتيجة لاستمرار الوضع الحالي دون حلول فعالة، فإن خطر المجاعة يلوح في الأفق وقد يصبح على الهاوية.
وبخصوص أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية بشكل عام، وكذلك أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحادة تلفت حمدان إلى أنه ومنذ يناير/ كانون الثاني 2024 وحتى منتصف يونيو/ تموز 2025، نظم الفريق الصحي الخاص بالتغذية فحصا مسحيا لـ 222.022 طفلاً باستخدام محيط منتصف الذراع (MUAC) للأطفال من عمر 6 إلى 59 شهرا في المراكز الصحية بالإضافة إلى النقاط الطبية التابعة لأونروا. وقد تم تسجيل 14.172 حالة إصابة بسوء التغذية. ومن بين الحالات التي تم فحصها، تشير حمدان إلى أن من بينها 12245 طفلا تم تسجيلهم في برامج العلاج الخارجي لسوء التغذية المتوسط (MAM)، و1.927 طفلا تم تسجيلهم للعلاج الخارجي من سوء التغذية الحاد الوخيم (SAM).
وفي ما يتعلق بمخاطر سوء التغذية على حياة الأطفال ومستقبلهم، تبين حمدان أن سوء التغذية يشكل خطرا جسيما على حياة الأطفال وصحتهم العامة، حيث يزيد من معدلات الإصابة بالأمراض الأخرى، ويضعف مناعة الجسم، ويعرضهم لمضاعفات قد تؤدي إلى الوفاة في حال غياب التدخل العلاجي المناسب. كما يؤثر سوء التغذية وفقا لحمدان على نمو الطفل البدني والعقلي، ويحد من قدراته التعليمية والإنتاجية في المستقبل مما يهدد بفقدان جيل كامل إذا استمر الوضع دون تدخل فعال.
وتشدد حمدان على ضرورة ضمان وصول الغذاء الصحي والمتوازن لجميع الأسر، خاصة الفئات الأكثر هشاشة، ودعم البرامج الصحية والتغذوية التي تقدم الرعاية للأطفال المصابين بسوء التغذية ومتابعتهم بشكل منتظم، إلى جانب تعزيز التوعية المجتمعية حول أساليب التغذية السليمة وطرق الوقاية من سوء التغذية. وتشير إلى ضرورة توفير الدعم الإنساني المستدام لتحسين الوضع الاقتصادي للأسر، بما يقلل من معدلات الفقر ويعزز الأمن الغذائي، والعمل على فتح المعابر وضمان تدفق الغذاء والمساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق، كذلك السماح للأونروا وجميع الجهات الإنسانية بأداء عملها وتقديم خدماتها دون قيود لضمان استمرارية الرعاية الصحية والغذائية للأطفال.
## الأنصاري: نرى مواقف إيجابية أميركية للتوصل إلى اتفاق في الملف النووي الايراني
30 June 2025 10:55 AM UTC+00
## الأنصاري: لا يوجد أي شيء يمنع دخول المساعدات لغزة إلا الموقف الإسرائيلي والمساعدات متكدسة على حدود القطاع
30 June 2025 10:57 AM UTC+00
## المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري: لا يمكن القول إن هناك إطار زمني للتوصل إلى اتفاق في شأن غزة
30 June 2025 10:59 AM UTC+00
## رئاسة جديدة للمحكمة الاتحادية العليا في العراق: تفاؤل باستقلاليتها
30 June 2025 11:05 AM UTC+00
شهدت المحكمة الاتحادية العليا في العراق تحولاً لافتاً، مع إحالة رئيسها على التقاعد، وتسمية بديل عنه، في خطوة تعيد الأضواء إلى المؤسسة الأهم في مؤسسات الدولة في البلاد، والتي أناط بها الدستور الفصل بين السلطات الثلاث، وإنفاذ نتائج الانتخابات وتصديقها، ومع هذا التغيير عبّر سياسيون عراقيون عن تفاؤلهم بإبعاد "الهيمنة السياسية" عن قرارات المحكمة.
وكان مجلس القضاء الأعلى في العراق قد أعلن أمس الأحد، موافقته على إحالة رئيس المحكمة الاتحادية جاسم محمد العميري على التقاعد، وترشيح بديل عنه، منهياً بذلك أزمة امتدت لعدة أيام داخل الجهاز القضائي العراقي، نشأت بسبب اختلافات في تفسير الصلاحيات بين المحكمة الاتحادية من جهة، ومجلس القضاء الأعلى من جهة أخرى. وجاء القرار بعد أيام من استقالة ستة من أعضاء المحكمة، مع ثلاثة قضاة احتياط، لتتضح أكثر حدة الأزمة القضائية، التي رفضت القوى السياسية الرئيسة التدخل فيها، بما فيها رئاستا الجمهورية والبرلمان.
ووفقاً للنائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ماجد شنكالي، فإن "المحكمة ستعاود عملها قريباً". وقال في تصريح اليوم الاثنين، إن "العميري أخطأ كثيراً أثناء رئاسته المحكمة، وأن أخطاءه دفعت القضاة التسعة إلى تقديم استقالاتهم"، مبيناً أن "القضاة أكدوا أن العميري أراد إدخال المحكمة بالجانب السياسي، وهو ما يؤثر على استقلاليتها". وأشار إلى أن "استقالات القضاة التسعة لم تُقبل، وفقط قُبلت استقالة العميري وإحالته على التقاعد، وتم اختيار البديل الاحتياط ليحلّ محله"، مؤكداً أن "التغيير الحالي بالمحكمة هو فقط أن العميري خارجها، وهي محتفظة بهيكليتها".
تفاؤل بشأن استقلالية المحكمة
وفي السياق، أبدى وزير الخارجية العراقي الأسبق، هوشيار زيباري، تفاؤلاً باستقلال السلطة القضائية، وقال في تدوينة له على منصة إكس، "العدل أساس الملك، وبعد الأزمة القضائية مع المحكمة الاتحادية العليا، حان الوقت أن يطالب الجميع بإعادة تشكيل المحكمة الاتحادية وفق الدستور، ووفق المادة 92؛ ثانياً، لكي يتحقق الاستقرار السياسي لدولة العراق الاتحادية الديمقراطية الموحدة ويتحقق استقلال القضاء بعيداً عن التسيس".
العدل أساس الملك. و بعد الأزمة القضائية مع المحكمة الاتحادية العليا،فقد حان الوقت ان يطالب الجميع بإعادة تشكيل المحكمة الاتحادية و فق الدستور ووفق المادة ٩٢ ثانيا لكي يتحقق الاستقرار السياسي لدولة العراق الاتحادية الديمقراطية الموحدة و يتحقق استقلال القضاء بعيدا عن التسيس .
— Hoshyar Zebari (@HoshyarZebari) June 29, 2025
من جانبه، أكد الأكاديمي والمختص بالشأن الدستوري العراقي غسان الجنابي، لـ"العربي الجديد"، أن "المحكمة الاتحادية لا تخضع للسلطة التنفيذية أو التشريعية، وتتمتع باستقلال قضائي، وأن اختيار رئيسها يجري بعد أن يتم بالتصويت والتوافق داخل السلطة القضائية حصراً، وبعد اختياره يتم إصدار مرسوم جمهوري بتثبيته بناء على الترشيح أو التوصية الصادرة عن الجهات القضائية". وأشار إلى أن "اختيار الرئيس يستند إلى قانون رقم 30 لسنة 2005، وأن هذا القانون لم يُستبدل، ويعاني من فرغات تنظيمية، أبرزها عدم وجود نص واضح بشأن اختيار رئيس المحكمة"، مرجحاً أن "ذلك لن يكون له تأثير على تجاوز الأزمة".
وفي الأيام الماضية، أثير جدل بشأن العميري (61 عاماً)، وإمكانية إقالته أو استقالته أو إحالته على التقاعد، وكانت مصادر مطلعة كشفت لـ"العربي الجديد"، عن توجيه اتهامات إلى العميري بالتفرد في القرارات، وتخطي صلاحيات المحكمة الدستورية والقانونية، ومحاباة قوى سياسية وحزبية مختلفة، فضلاً عن أنه أخطأ في تفسيرات وقوانين وفتاوى صدرت عن المحكمة بدوافع سياسية، وهو في أزمة حقيقية ستدفعه في النهاية إلى ترك منصبه سواء بالاستقالة أو الدفع نحو طلب الإحالة على التقاعد.
وخلال فترة تولي العميري رئاسة المحكمة الاتحادية، وُجهت إلى المحكمة اتهامات كثيرة بشأن التعامل "غير المهني" مع عدد من القضايا الحساسة، وأنها محسوبة على "الإطار التنسيقي"، ومن بين قراراتها المثيرة للجدل، سحب السلطة المالية من كردستان، وإقالة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، وإيقاف العمل بقانون العفو العام بطريقة غير قانونية، وانتزاع حق تشكيل الحكومة من الكتلة الفائزة في انتخابات البرلمان عام 2010، كانت آنذاك "ائتلاف العراقية" بزعامة إياد علاوي، ومنِح المالكي فرصة للبقاء لولاية ثانية. كذلك حكمت بإعادة فرز الأصوات يدوياً في انتخابات 2018، بناءً على طلب زعماء أحزاب، وأبرزهم المالكي، وقضت أيضاً بعدم دستورية قانون النفط والغاز لحكومة إقليم كردستان العراق وإلغائه، ثم الحكم بمنع تمويل رواتب موظفي الإقليم، وأخيراً الطعن باتفاقية خور عبد الله مع الكويت، التي تنص على ترسيم الحدود المائية بين العراق والكويت.
وتتلخص مهام المحكمة الاتحادية بـ"الرقابة على دستورية القوانين والأنظمة النافذة، وتفسير نصوص الدستور، والفصل في القضايا التي تنشأ عن تطبيق القوانين الاتحادية، والقرارات والأنظمة والتعليمات والإجراءات الصادرة عن السلطة الاتحادية، والفصل في المنازعات القضائية والإدارية التي تحصل بين الحكومة الاتحادية وحكومات الأقاليم والمحافظات والبلديات والإدارات المحلية، والفصل في الاتهامات الموجهة إلى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء والوزراء، والتصديق على النتائج النهائية للانتخابات العامة لعضوية مجلس النواب.
## مؤتمر الجالية العربية في لندن: من الإغاثة إلى التأثير السياسي
30 June 2025 11:05 AM UTC+00
نظّمت منصّة "عرب لندن" في بريطانيا أمس الأحد مؤتمر الجالية العربية الذي عقد دورته الأولى تحت عنوان "الوفاء لأصدقاء فلسطين"، في العاصمة لندن، بهدف توحيد الصفوف وبناء حضور فاعل يتجاوز العمل الخيري نحو فعل سياسي منظم ومؤثر بخصوص القضية الفلسطينية. افتتح المؤتمر رئيس تحرير منصة عرب لندن، الصحافي محمد أمين، وأكد أن الجالية تواجه تحديات متشابكة، من تصاعد اليمين المتطرف إلى تداعيات العدوان على غزة ومشكلات الاندماج، ومشدّداً على ضرورة تنسيق الجهود ووضع رؤية موحدة تفعّل طاقات العرب في بريطانيا.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أشار السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة، حسام زملط، إلى أن نحو مليار جنيه من تبرعات الجاليات العربية والمسلمة في بريطانيا تُوجَّه سنويًا إلى العمل الإغاثي، بينما لا يُخصص للعمل الاستراتيجي سوى أقل من 1%. وقال: "نحن ننزف ونحتاج الضمادات، لكن لا يجوز الاكتفاء بتضميد الجراح. علينا اقتلاع مسببات النزيف من جذورها". وأضاف زملط أن الجاليات الفلسطينية في الخارج تبرعت بأكثر من أربعة مليارات دولار لدعم قضايا متعلقة بفلسطين، مما يجعلها من بين أكثر الجاليات سخاءً على مستوى العالم نسبةً إلى عددها، إلا أن حجم المساهمة في ما يُعرف بـ"العمل الاستراتيجي" لا يتجاوز 45 مليون دولار سنويًا، أي ما يعادل ثلاثة دولارات فقط للفرد الواحد سنويًا.
ويُقصد بالعمل الاستراتيجي الجهود التي تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق التحرر ووضع حدّ للمعاناة، وفي مقدمتها معركة السردية التي تسعى إلى استعادة الرواية الفلسطينية من التحريف والتشويه، كما تفعل بعض المنصات الإعلامية مثل "عرب لندن". يضاف إلى ذلك المسار القانوني، حيث يؤكد ناشطون أن القانون الدولي والشرعية تقفان إلى جانب القضية الفلسطينية، لكن هذا القانون نفسه كثيرًا ما استُخدم سلاحا لإغلاق مؤسسات فلسطينية بحجج وذرائع قانونية واهية، رغم توافر كفاءات قانونية فلسطينية بارزة قادرة على قلب المعادلة.
من جهته، شدد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، على أهمية "معركة الرواية" في الغرب، معتبرًا أن التظاهرات الضخمة في لندن ومدن أوروبية "عرّت الاحتلال"، داعيًا الجالية إلى استثمار هذا الزخم الشعبي لتحقيق تأثير سياسي ملموس داخل البرلمانات. أما المدير التنفيذي لمجلس التفاهم العربي البريطاني، كريس دويل، فأكد أن العرب في بريطانيا أحرزوا تقدمًا كبيرًا منذ التسعينيات، مشيرًا إلى وصول شخصيات بارزة من أصول عربية إلى مواقع مؤثرة، مثل النائبة ليلى موران ورئيسة تحرير "فايننشال تايمز" رولا خلف، لكنه دعا إلى استثمار هذا التقدم لبناء حضور سياسي مؤثر.
وحذّرت الكاتبة والطبيبة الفلسطينية البريطانية، غادة الكرمي، من اختزال الصراع في الاحتلال الإسرائيلي وحده، معتبرة أن المشكلة أوسع وتتعلق بنظام دولي يسمح بارتكاب الجرائم دون محاسبة. ودعت الجالية إلى فهم تركيبة المجتمعات الغربية والاشتباك معها بذكاء واستراتيجية، من دون التفريط بالهوية. وفي السياق ذاته، شدد الرئيس الفخري للمؤتمر ورئيس جمعية المحامين العرب سابقًا، صباح المختار، على أهمية الحفاظ على هوية الأجيال الجديدة، داعيًا إلى اندماج إيجابي يوازي بين الانخراط المجتمعي والتمسك بالانتماء الثقافي، عبر مبادرات تعليمية وثقافية فعالة.
بدوره، روى الطبيب البريطاني غريم غروم، الذي تطوع في غزة، شهادته عن المجازر التي وثّقها، مؤكدًا أن التجربة غيّرت حياته بالكامل، ودعا إلى استمرار الضغط الدولي لوقف الحرب. وقد عرضت كلمة مسجلة للطبيبة فيكتوريا روز، التي شاركته العمل الإنساني هناك، شكرت فيها الجالية على تكريمها، وجددت التزامها بدعم القضية الفلسطينية. أما الإعلامية والناشطة دلال جبريل، فدعت إلى تجاوز الخلافات الشخصية والتركيز على الهدف المشترك، وقالت: "رغم تعقيدات المشهد السياسي، يبقى الأمل قائمًا حين نلتقي على رسالة واحدة: الفعل قبل القول والمصلحة العامة فوق الطموحات الفردية".
تكريم وتوصيات
واختتم المؤتمر بتكريم عدد من الشخصيات العربية والبريطانية الداعمة لفلسطين، منهم: الطبيبان غروم وروز والإعلامية مريام فرانسو والبروفيسور أمين الحبايبة والناشط بن جمال والرياضي جلال شاهين والصحافي المغربي الراحل أيوب الريمي. وأصدر المؤتمر توصياته الختامية، وأبرزها: إنشاء مؤسسة عربية جامعة ومجلس أعلى لتنسيق جهود الجاليات وتشكيل لوبي عربي ضاغط داخل السياسة البريطانية ودعم الأجيال الجديدة بمبادرات طلابية وتطوعية وإطلاق إذاعة عربية مستقلة تعبّر عن هموم الجالية وصياغة استراتيجية انتخابية فعالة، تعكس الوزن التصويتي المتزايد للعرب في بريطانيا.
يُذكر أن "مؤتمر الجالية العربية" تأسس في يونيو/حزيران 2023 بمبادرة من منصة "عرب لندن"، ويضم في عضويته ممثلين عن مختلف الجاليات العربية في المملكة المتحدة، بهدف توحيد الجهود وتعزيز التأثير السياسي والثقافي للعرب في المجتمع البريطاني.
## "إرنا" عن متحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية: عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائيلية ارتفع إلى 935 شخصاً
30 June 2025 11:06 AM UTC+00
## أكبر صندوق تقاعد في النرويج يقاطع شركتين تسلّحان الجيش الإسرائيلي
30 June 2025 11:20 AM UTC+00
أعلن صندوق التقاعد النرويجي "كي إل بي"، الذي يدير أصولًا بقيمة 114 مليار دولار، عن توقفه عن الاستثمار في شركتي "أوشكوش" الأميركية و"تيسنكروب" الألمانية لبيعهما أسلحة للجيش الإسرائيلي لاستخدامها في حرب غزة، وينضم بذلك إلى صندوق الثروة السيادية النروجي الذي باع استثماراته في شركة "بيزك" بسبب أنشطتها في المستوطنات. وجاء في بيان الصندوق على موقعه الإلكتروني، اليوم الاثنين، أن شركة KLP وصناديقها قررت استبعاد شركتي Oshkosh Corporation وThyssenKrupp بسبب مبيعاتهما للأسلحة للجيش الإسرائيلي.
وشرح البيان أنه في يونيو/حزيران 2024، علمت KLP بتقارير من الأمم المتحدة تفيد بأن عدة شركات تُزوّد الجيش الإسرائيلي بأسلحة أو معدات، وأن هذه الأسلحة تُستخدم في غزة. بناءً على هذه المعلومات، أجرت KLP تقييمًا شاملًا للشركات وتحاورت معها. وخلصت إلى أن شركتي أوشكوش وتيسينكروب تُخالفان إرشادات الاستثمار المسؤول. "ولذلك، قررنا استبعادهما من عالم استثماراتنا" كما يقول كيران عزيز، رئيس قسم الاستثمارات المسؤولة في الصندوق.
وفي يونيو/حزيران 2024، صرّح مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، ومجموعة من خبراء الأمم المتحدة بأن الشركات التي تبيع الأسلحة وقطع الغيار والمكونات والذخيرة للقوات الإسرائيلية تُخاطر بالتواطؤ في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني. ووفقًا لمجموعة الخبراء، هناك أدلة على استخدام أسلحة أو معدات، زودت بها العديد من الشركات المذكورة الجيش الإسرائيلي، في الحرب على غزة.
ويتم استبعاد الشركات على أساس معيار KLP المتعلق بـ"بيع الأسلحة إلى الدول في النزاعات المسلحة التي تستخدم الأسلحة بطرق تمثل انتهاكات خطيرة ومنهجية للقانون الدولي الذي يحكم النزاعات"، وهو ما هو موضح في المبادئ التوجيهية لـKLP بوصفها مستثمرًا مسؤولًا. ويقول كيران عزيز إنه "يقع على عاتق الشركات واجب مستقل يتمثل في ممارسة العناية الواجبة من أجل تجنب التواطؤ في انتهاكات حقوق الإنسان الأساسية والقانون الإنساني"، معتبرًا أن "استبعاد هذه الشركات يُعدّ أداةً مهمةً للحد من ارتباط KLP بالظروف غير المقبولة القائمة أو المُحتملة في المستقبل. وهذا ما نفعله هنا".
ومن العوامل المهمة في قرار KLP استبعاد شركة أوشكوش الأميركية وشركة ثيسنكروب الألمانية هو عدم توثيقهما العناية الواجبة اللازمة في ما يتعلق بتواطؤهما المحتمل في انتهاكات القانون الإنساني. كما أكدت KLP على تعاون الشركتين طويل الأمد مع الجيش الإسرائيلي، وعلى استمرار تسليم الأسلحة بعد اندلاع الحرب في غزة.
وحتى 16 يونيو/حزيران الجاري، بلغت قيمة أسهم الصندوق في أوشكوش 19 مليون كرونة (1.8 مليون دولار)، وأسهمًا في تينسكروب بقيمة نحو عشرة ملايين كرونة (مليون دولار). ويأتي قرار KLP وسط ضغوط متزايدة من الجماعات المؤيدة للفلسطينيين على الشركات المالية والاستهلاكية لسحب استثماراتها أو مقاطعتها في الشركات المرتبطة بإسرائيل. فبالإضافة إلى صندوق التقاعد النرويجي، باع صندوق الثروة السيادية النرويجي، الذي يدير أصولًا بقيمة 1.9 تريليون دولار، حصصه في شركات مثل بيزك، لدعمها المستوطنات في الضفة الغربية.
## اكتشاف مقبرة جماعية شرقي سورية وبيدرسون يلتقي الشرع في دمشق
30 June 2025 11:22 AM UTC+00
اكتشفت الجهات الأمنية المختصة مقبرة جماعية في مدينة دير الزور شرقي سورية. وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة دير الزور العقيد ضرار الشملان، مساء أمس الأحد، في تصريح صحافي: "بعد تلقي بلاغ من أحد المواطنين، تمكّنت الجهات المعنية من اكتشاف موقع يعتقد أنه مقبرة جماعية في منطقة فيلات جمعية الرواد - البغيلية، على التلة المقابلة لمنطقة فرات الشام، حيث لوحظ وجود جمجمة بشرية على الأرض". 
وأوضح أنّ قوى من الأمن الداخلي والدفاع المدني والطبيب الشرعي توجهوا إلى الموقع على الفور، بحضور عدد من الشخصيات الرسمية في المحافظة، حيث اكتشفوا أربع جثث مدفونة ضمن حفرة واحدة بشكل سطحي، مع الإشارة إلى أن صعوبة الوصول إلى باقي الموقع تعود إلى وجود ألغام في المنطقة. وأكد الشملان أن المنطقة كانت سابقاً تحت سيطرة المليشيات الإيرانية، وتحديداً مليشيا فاطميون، لافتاً إلى توثيق الوقائع وفتح تحقيق رسمي لمعرفة هوية الضحايا وظروف الوفاة، والاستمرار في التنسيق مع الجهات المختصة، وفق قوله، لمتابعة أعمال البحث والتفتيش.
بيدرسون يلتقي الشرع في دمشق
وفي سياق منفصل، التقى الرئيس السوري أحمد الشرع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون في العاصمة دمشق، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية السورية، مساء أمس الأحد. وتعد زيارة بيدرسون هي الثالثة إلى دمشق بعد سقوط نظام الأسد، في 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وشدد المبعوث الأممي، خلال الزيارتين الماضيتين، على ضرورة الانتقال السياسي في سورية ضمن القرار الأممي 2254، وطالب أيضاً برفع العقوبات وربط الانتقال السياسي في البلاد بها، كما طالب بزيادة الدعم الإنساني.
ودان بيدرسون في وقت سابق، التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة القديس مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، والذي أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين كانوا يحضرون قداساً دينياً. ودعا حينها في بيان صدر عنه الجميع إلى الاتحاد في رفض الإرهاب، والتطرف، والتحريض، واستهداف أي مكون في سورية، وأعرب عن أحرّ تعازيه لأسر الضحايا، وتمنيه الشفاء العاجل للمصابين.
## عنف المستوطنين يطاول جيش الاحتلال ومنشآته: كاتس يكتفي باجتماع عاجل
30 June 2025 11:26 AM UTC+00
اكتفى وزير الأمن يسرائيل كاتس بـ"لقاء عاجل" مع مسؤولين أمنيين لبحث مسألة هجوم المستوطنين على جنود جيش الاحتلال وقوات الأمن في الضفة الغربية المحتلة. وفي بيان نشره بعد ساعات من محاولة اقتحام عشرات المستوطنين "قاعدة بنيامين" العسكرية، وبعد إحراقهم منشأة أمنية تضم أجهزة إلكترونية تساعد في إحباط عمليات المقاومة، توعد كاتس بـ"اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لوضع حد لهذه الظاهرة"، في إشارة إلى تصاعد عنف المستوطنين تجاه عناصر جيش الاحتلال.
ومع ذلك، لم يوضح كاتس ما الذي بنيّته فعله وما إذا كان سيُعيد فرض الاعتقالات الإدارية التي ألغاها مع تسلّمه منصبه وزيراً للأمن في نهاية العام الماضي، خلفاً ليوآف غالانت، الذي أقاله رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وفي هذا الصدد، هاجم غالانت خليفته، معتبراً أن قرار كاتس إلغاء الاعتقالات الإدارية نابع من منح الاعتبارات السياسية أولويّة على الاعتبارات الأمنية، ورأى أن "الحوادث العنيفة التي تهاجم خلالها عناصر متطرفة مقاتلي الجيش وتخرّب منشآت أمنية تنطوي على مخاطر أمنية".
وطبقاً لموقع "واينت"، يحقق "الشاباك" حالياً في واقعة إحراق المنشأة الأمنية؛ حيث عرّفتها أجهزة الأمن باعتبارها "عملية إرهابية"، فيما صنّفت بقية الهجمات على الجنود مخالفات جنائية وليست أمنية.
وتأتي هذه التطورات بعد أيامٍ أوقفت خلالها الشرطة وأجهزة الأمن الإسرائيلية بضعة مستوطنين مشتبه بهم في المشاركة "بأحداث شغب" دارت في الضفة الغربية، فيما يشارك "الشاباك" في التحقيق مع الموقوفين. ومع ذلك، اعتبر الموقع أن "العبرة لن تكون في كمية الموقوفين، وإنما في لوائح الاتهام التي ستقدّم ضدهم"، مشيراً إلى أنه في غالبية الاعتقالات بعد حوادث مشابهة "عادة ما يلزم المستوطنون الموقوفون الصمت، ولا يتمكن المحققون من استخراج اعترافات أو الحصول على أدلة تمكّن من تقديم اللوائح"، والسبب في ذلك هو أن المحققين لا يمارسون تعذيباً جسدياً أو نفسياً ضد المستوطنين الخاضعين للتحقيق، ويقصرون هذا التعذيب على الفلسطينيين والعرب حصراً.
وفي السياق، نقل الموقع عن مسؤولين في جيش الاحتلال قولهم إن "الوضع متوتر حالياً وسيئ جداً، وهو ما يُصعّب العمليات ضد العناصر الإرهابية ويمس مباشرة في المهام الأمنية التي ينبغي القيام بها".
ההתפרעויות בבנימין: הפורעים השחיתו והציתו הלילה מתקן ביטחוני. מדובר על מערכת טכנולוגית של פיקוד המרכז, שנפגעה כתוצאה מהשרפה@shapira_nitzan pic.twitter.com/1sB7bQh9Tp
— החדשות - N12 (@N12News) June 30, 2025
من جهته، اعتبر رئيس حزب "الديمقراطيون" يائير غولان في تعليقه على ما حدث أن "ثمة من سيظل يُسمي هؤلاء أعشاباً ضارة، أو فتية التلال، أو قلة عنصرية... لكن الأمر منذ زمن لم يعد مجرد مجموعة هامشية"، موضحاً أن "هؤلاء هم ذراع مسلحة وعنيفة تعمل بغطاء شرعي من الحكومة. إنهم جنود (وزير المالية بتسلئيل سموتريتش) و(وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير، الذين يعتبرون القانون والجيش عائقاً فائضاً في طريقهم للضم (ضم الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية). إنهم لا يكتفون بالعنف ضد الفلسطينيين، وإنما باتوا منذ زمن ضد الجيش وإسرائيل الصهيونية الديمقراطية".
بدوره، قال رئيس مجلس مستوطنة بنيامين، رئيس مجلس "يشع" يسرائيل غانتس: "تحدثت صباح اليوم مع قائد الشرطة في المنطقة. طلبت منه العمل بسرعة لإيقاف ومحاسبة كل المجرمين الذين هاجموا الجيش والمنشأة الأمنية"، ورأى أنه "على هؤلاء الجلوس في الحبس"، متوقعاً أن "تخصص كافة الموارد لخدمة الشرطة"، في إشارة إلى إتاحة المجال للأخيرة كي تقوم بمهامها.
أمّا رئيس مجلس "السامرة" يوسي دغان، فاعتبر أنه "ليس هناك ما يبرر عنفاً من هذا النوع ضد أي كان، وخصوصاً ضد الجنود والمنشآت الأمنية. لا تأتأة ولا (ولكن) في هذا الموضوع"، معتبراً أن من شنوا الهجوم "بضعة فوضويين الجزء الأكبر منهم ليسوا من يهودا والسامرة".
إلى ذلك، تحقق الشرطة الإسرائيلية في شعارات تحريضية خُطّت على عدد من المباني في إحدى المستوطنات في الجليل، شماليّ فلسطين المحتلة، وحسبما أشارت في بيان لها فإنه "قد تكون هناك علاقة بين الشعارات والأحداث الأخيرة"، في إشارة إلى الهجمات في الضفة الغربية المحتلة.
דובר צה״ל:
במהלך הלילה (א'), מספר אזרחים ישראלים הציתו והשחיתו אתר ביטחוני ובו מערכות המסייעות לסיכול פיגועים ולשמירה על הביטחון במרחב חטיבת בנימין.
פגיעה באתר מהווה סכנה לבטחון התושבים.
צה״ל מגנה כל גילוי אלימות כלפי כוחות הביטחון. pic.twitter.com/507P8hFsqZ
— מה חדש. What's new❓ (@Gloz111) June 30, 2025
 
## صمت فيفا وطقس مونديال الأندية
30 June 2025 11:29 AM UTC+00
تستمر بطولة مونديال الأندية بنسختها الأولى في أميركا، بطولة استثنائية بالنظام الجديد بمشاركة 32 فريقاً من مختلف القارات. وتتواصل المنافسات في البطولة بين نجاحات وإخفاقات، وقد تأهل 16 فريقاً إلى الأدوار الإقصائية بمباريات متفاوتة على المستوى الفني والإثارة، إلا أن أهم الظواهر في البطولة والتي خطفت الأضواء من كبار نجوم اللعبة هي إيقاف المباريات وتأجيلها لفترات بين 40 -120 دقيقة، بسبب الطقس القاسي والتقلبات الجوية وزيادة درجات الحرارة، فيصبح الهواء دافئاً وتتكون الرطوبة بنسب عالية، ما يزيد من احتمالية هطول الأمطار بغزارة، وحدوث عواصف قوية ورعدية مصحوبة بالبرق والصواعق.
وأمست هذه الظواهر الطبيعية أهم الهواجس لكل الأطراف من منظمين، لاعبين، أجهزة فنية، إعلام، جماهير في الملاعب والمشاهدين والمتابعين عبر الشاشات والتطبيقات، في غياب الملاعب المكيفة والمغطاة والأجواء المناسبة للعب، للمتابعة والاستمتاع بالمباريات. وتزداد المخاوف من التقلبات الجوية في هذه الفترة في الولايات المتحدة الأميركية وخصوصاً ولايات الجنوب الشرقي مثل فلوريدا المشهورة بعاصمة الصواعق، تكساس، كولورادو، كارولاينا، شمال أريزونا، نيوجيرسي وبنسلفانيا وألاباما، وهي "الأزمة" التي أثرت على التنظيم الناجح للحدث الكبير وأثارت قلقاً قبل العرس الكروي القادم بتنظيم كأس العالم 2026 في أميركا وكندا والمكسيك في الفترة الزمنية نفسها. 
وطُرحت علامات استفهام وسؤال واضح وصريح للاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا "هل أميركا تعد المكان الأنسب لإقامة مباريات كبرى وبطولات وسط موجة التأجيلات والتوقفات للمباريات، لسوء الأحوال الجوية التي تسبب بطلب مغادرة أرض الملعب للاعبين، الحكام، الأطقم الفنية والحضور بالملعب بالاحتماء بالطرقات والمناطق الآمنة بالملعب؟"، وكانت هذه الظاهرة الأبرز على مدار اللقاءات التي توقفت ثم استكملت حفاظاً على أرواح اللاعبين، الأطقم الفنية والجماهير. 
ووفقاً لبروتوكول فيفا، تُوقف المباريات على الفور وفقاً لتقارير الأرصاد الجوية، على أن يستأنف اللعب بعد زوال التقلبات المناخية، وهو مشهد تكرر كثيراً وكان له تأثير اقتصادي وخسائر لارتفاع التكاليف ونسبة المخاطر أهمها: الإقبال الجماهيري على الملاعب، البث التلفزيوني بتكاليف إضافية، المخاطر الصحية البدنية والنفسية والتركيز لدى اللاعبين وأطراف اللعبة كافة، إعادة توزيع وقت البث التلفزيوني، ما يؤثر على الإعلانات والفترات الخاصة بالرعاة الرسميين للبطولة والمعلنين، وربما يصل الأمر للتفاوض بشأن تعويضات للخسائر وطول فترة المشاهدة ومغادرة البعض للملعب، المتابعة التلفزيونية والتطبيقات، وتأثير ذلك لاحقاً على شراء الحقوق للبطولات الكبرى، مع ارتفاع تكاليف التشغيل والتوظيف وزيادة تكاليف الإقامة في الفنادق حسب مدة الإقامة وتأجيل التنقلات جواً برحلات الطيران أو الحافلات، بخلاف بعد المسافات بين المدن والملاعب بالبطولة، وفارق التوقيت المزعج بين الولايات المتحدة وأغلب دول الفرق المشاركة بالبطولة.
وشهدت بطولة مونديال الأندية 2025، توقف عدة مباريات وأهمها، ماميلودي صن داونز من جنوب أفريقيا وأولسان الكوري الجنوبي في أورلاندو فلوريدا (توقف 65 دقيقة)، ريد بول سالزبورغ النمساوي وباتشوكا المكسيكي في سينسيناتي (توقفت 97 دقيقة)، بالميراس البرازيلي والأهلي المصري في نيوجيرسي (توقفت 40 دقيقة)، بنفيكا البرتغالي وأوكلاند سيتي في نيوزيلندا (توقفت 120 دقيقة)، بوكا جونيورز الأرجنتيني وأوكلاند سيتي في نيوزلندا (توقفت دقيقة)، تشلسي الإنكليزي وبنفيكا البرتغالي في الدور ثمن النهائي (توقف نحو ساعتين في الدقيقة 86 من المباراة) في تشارلوت في كارولاينا الشمالية. 
ويلقي تأثير التقلبات الجوية والمناخية بظلاله على المشهد والحدث الرياضي في الولايات المتحدة الأميركية التي تعد أكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم، في بلد تأتي لعبة كرة القدم بترتيب متأخر من حيث الشعبية، إذ تجد أولاً كرة القدم الأميركية، كرة السلة، والبيسبول بمكانة جماهيرية ومتابعة أكبر، ليضرب فيفا حالياً برغبات الجماهير عرض الحائط من حيث الطقس والتوقيت، بعد كأس العالم قطر 2022 والتي أبهرت الجميع وردّت على كل منتقديها بذلك الوقت من الحملات الدولية والإعلامية لنيلها حق التنظيم، فقد أثبتت للجميع كفاءتها بتنظيم تاريخي بالملاعب والمرافق وكل المنشآت، بالإضافة لسهولة التنقل، إذ أَمكن مشاهدة ثلاث مباريات في الملاعب في اليوم الواحد.
كيف سيُعالج ما حصل في مونديال الأندية 2025، من المنظمين وفيفا قبل الحدث والعرس الرياضي الأبرز بالعالم ومشاركة 48 دولة في كأس العالم 2026، وتجنب المخاطر والخسائر والتأثير النفسي والبدني للتنافس بأجواء مناخية وطقس غير ملائم معروف مسبقاً؟، علامات استفهام كثيرة تحتاج لإجابات وحلول سريعة من أجل نجاح الحدث الرياضي الأكبر في العالم والاستفادة من درس مونديال الأندية.
## 30% من الإسرائيليين يفكرون بالمغادرة بسبب الغلاء وأزمة الاقتصاد
30 June 2025 11:36 AM UTC+00
أعلنت الشركات الإسرائيلية أنها سترفع أسعار الشوكولاتة والقهوة والمشروبات الغازية والأرز ابتداءً من الغد، فيما يشكو 52% من الجمهور من تدهور وضعهم المالي بسبب الغلاء.
وتكشف نتائج استطلاع أجرته شركة فاكتو ستراتيجيك ريسيرش الإسرائيلية، وهي شركة متخصصة في الأبحاث الاستراتيجية، لصالح كالكاليست، أن سلسلة الزيادات في الأسعار المسجلة في سوق المواد الغذائية على مدار العامين الماضيين قد تجاوزت بالفعل حدود الخطاب الإعلامي، وأدت إلى تغيير حقيقي في عادات الاستهلاك.
أفاد جميع المشاركين في الاستطلاع تقريبًا (95.3%) أن تكلفة المعيشة قد ارتفعت بشكل ملحوظ في العام الماضي. يعتقد ثلث الجمهور فقط أن إسرائيل هي أفضل مكان للعيش، ويفكر أكثر من 30% في المغادرة  بسبب الوضع الاقتصادي. فشلت الحكومة، التي وجهت انتباهها في احتجاجات صيف عام 2011 إلى المصنعين وتجار التجزئة، في القيام بذلك هذا العام، حيث يلوم 80.1% الحكومة على ارتفاع الأسعار، وترى أقلية فقط أن المستوردين أو سلاسل البيع بالتجزئة عامل رئيسي في تكلفة المعيشة.
تشير البيانات إلى تدهور اقتصادي حاد، حيث أفاد 52% من المشاركين بتدهور وضعهم المالي خلال العام الماضي، واضطر 25.2% منهم إلى الاعتماد على العائلة أو الأصدقاء أو الجمعيات الخيرية لتغطية نفقاتهم. يُجبر الوضع الجديد الجمهور على تغيير سلوكي جذري، حيث أشار ما لا يقل عن 99% من المشاركين إلى أنهم غيّروا سلوكهم بسبب ارتفاع الأسعار. أفاد 57.5% أنهم قلّلوا من زياراتهم للمطاعم، التي رفعت أسعارها أيضًا بسبب زيادة أسعار الموردين، بينما قلّل 41.8% إنفاقهم في المتاجر الكبرى، وأفاد 36.6% بانخفاض في طلب الطعام (مثل والت).
مع انتهاء الحملة في إيران وعودة الحياة إلى طبيعتها، عاد المصنعون إلى رفع أسعار المواد الغذائية والمشروبات في المتاجر الكبرى. وغدًا، الأول من يوليو، ستدخل زيادات في الأسعار حيز التنفيذ، وفق "كالكاليست" أبرزها زيادة تصل إلى 16% على منتجات قهوة وشوكولاتة "إيليت". وقد أعلنت شركة شتراوس عن هذه الزيادة عشية الهجوم على إيران. وأوضحت شركة شتراوس أن ارتفاع أسعار المستهلك بدأ بعد ستة أشهر فقط من ارتفاع أسعار هذه المنتجات بنسبة 14-18%، عقب ارتفاع أسعار القهوة والكاكاو بنسبة تصل إلى 49% خلال الأشهر الستة الماضية.
ووفق الموقع الإسرائيلي فإنه على الرغم من انخفاض أسعار السكر بنحو 15%، وكون قوة الشيكل قد صبّت في مصلحة الشركة، يقول شتراوس إن زيادة الأسعار لا تعوّض الشركة إلا جزئيًا عن تكاليف موادها الخام التي ارتفعت أسعارها بشكل حاد. ويشير ادعاء الشركة إلى أن موجة ارتفاع الأسعار لم تتوقف. وقد وردت هذه الجملة في جزء كبير من إعلانات الشركة الستة السابقة عن زيادات الأسعار خلال العامين الماضيين، والتي أعقبتها زيادة أخرى.  
خطوات تزيد الغلاء
بالإضافة إلى زيادات الأسعار من قِبل الموردين، تتخذ شركات التجزئة الكبرى، خطواتٍ تُسهم في زيادة السعر، من خلال تغيير اسم العلامة التجارية الخاصة وإعادة تسعيرها بسعرٍ أعلى. ومن الخطوات الإضافية التي اتخذتها إحدى الشركات، خفض الاقتطاعات لنوادي العملاء، وتغيير سياسة التسعير للتركيز على عدد محدود من المنتجات المخفضة، بشرط ألا يقل سعر الشراء عن 150 شيكلًا، بالإضافة إلى زيادة سعر الشحن للطلبات عبر الإنترنت، وغيرها.
خلال الأسبوعين الماضيين، استفاد سوق المواد الغذائية من طلب استثنائي، مثل ارتفاع إنفاق بطاقات الائتمان على الطعام بنسبة 55% في نهاية الأسبوع الأول من الحرب، وزيادة إضافية بنسبة 22.7% في نهاية الأسبوع الثاني.
وجاءت هذه الزيادة في التسوق نتيجةً لحاجة المستهلكين إلى تخزين الطعام للحرب، بعد أسابيع شهدت انخفاضًا في المبيعات. ووفقًا لبيانات شيبا، انخفض الإنفاق الائتماني بنسبة 14.8% في نهاية الحملة. في الوضع الطبيعي، يمكن للمرء أن يقدر أن العودة إلى الاتجاه النزولي كانت ستؤدي إلى مبيعات مخفضة أكبر، وخاصةً على المنتجات المستوردة، أو المنتجات التي تُستورد موادها الخام من الولايات المتحدة أو الشرق الأقصى. ويعود ذلك إلى ضعف الدولار مقابل الشيكل.
ومع ذلك، من المتوقع أن يؤدي الانخفاض الحاد في عدد شركات الطيران التي تسافر من وإلى إسرائيل إلى بقاء العديد من الإسرائيليين ممن خططوا لقضاء عطلة صيفية في الخارج، وبالتالي سيكون الطلب على الغذاء أعلى من المخطط له. وقد يؤدي هذا إلى الحفاظ على مستويات الأسعار المرتفعة.
## الهلال ضد مانشستر سيتي في مونديال الأندية: لعبة التكتيك بين المدربين
30 June 2025 11:43 AM UTC+00
تترقب الجماهير الرياضية في تمام الساعة الرابعة، فجر الثلاثاء، المواجهة القوية في دور الـ16، التي ستجمع بين نادي مانشستر سيتي الإنكليزي، ونظيره الهلال السعودي، بقيادة مدربه الإيطالي سيموني إنزاغي الطامح إلى تحقيق المفاجأة الكبرى، ومواصلة المغامرة في بطولة كأس العالم للأندية 2025، المقامة حالياً في الولايات المتحدة الأميركية.
واستطاع نادي الهلال إثبات الحضور العربي الجيد في مونديال الأندية، بعد تراجع أداء أندية الأهلي المصري والعين الإماراتي والوداد المغربي والترجي التونسي، التي خرجت من مرحلة المجموعات، رغم أنّ الجماهير ووسائل الإعلام رشحتها لأن تكون أرقاماً صعبة ضد خصومها، إلا أن "الزعيم" كان الناجي الوحيد، رغم صعوبة المجموعة التي أوقعته القرعة فيها.
وحلّ الهلال في المركز الثاني بترتيب المجموعة الثامنة، برصيد خمس نقاط، بعدما تعادل في مواجهتين وحقق انتصاراً مثيراً على باتشوكا المكسيكي، ليرافق "الزعيم" المتصدر ريال مدريد الإسباني إلى دور الـ16، من أجل مواصلة الرحلة في مونديال الأندية، رغم الضربة الموجعة التي تعرضت لها كتيبة المدرب الإيطالي، سيموني إنزاغي، بعدما تأكد غياب القائد سالم الدوسري عن اللقاء ضد مانشستر سيتي، بسبب الإصابة التي تعرّض لها في الجولة الثالثة والأخيرة من مرحلة المجموعات.
في المقابل، بلغ مانشستر سيتي، بقيادة مدربه الإسباني، بيب غوارديولا، الدور ذاته بعد تصدره المجموعة السابعة بالعلامة الكاملة، إثر فوز عريض على يوفنتوس الإيطالي، بخمسة أهداف مقابل هدفين، ليرسل رسالة قوية إلى بقية المنافسين قبل مراحل الحسم. ولا تزال المواجهة الوحيدة للهلال أمام أحد عمالقة إنكلترا عالقة في الأذهان، وتحديداً أمام تشلسي في نصف نهائي مونديال الأندية 2021، التي خسرها "الزعيم" بهدف نظيف حمل توقيع البلجيكي روميلو لوكاكو، رغم تقديمه أداءً مميزاً.
ومنذ تلك المباراة، شهد الهلال تغييرات جذرية، فبعد أن كان الفريق تحت قيادة المدرب البرتغالي ليوناردو غارديم، ويضم أسماءً مختلفة، بات اليوم في عهد المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي، وسط نضج تكتيكي وتنوع هجومي واضح. ويمتلك الهلال اليوم كوكبة من النجوم، سواء على مستوى الأسماء الأجنبية أو العناصر المحلية، وهو ما يعزز آمال الجماهير في تجاوز أحد أكبر التحديات في تاريخ مشاركات الفريق بالمونديال.
وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على خسارته أمام "البلوز"، يعود "الزعيم" من جديد لمواجهة اختبار إنكليزي جديد. فهل ينجح في فك العقدة وبلوغ ربع النهائي أم تتكرر الذكرى المؤلمة؟ خصوصاً بعد خسارة قائده سالم الدوسري، الذي وجه رسالة مباشرة إلى الجميع، بقوله: "لقد جئنا إلى الولايات المتحدة الأميركية، حتى نرفع اسم السعودية عالياً، وليس بهدف المشاركة فقط، والفريق يمتلك كل شيء حتى يحقق الانتصار، ونكتب تاريخنا".
## صحيفة إسبانية تكشف توقف صفقة نيكو ويليامز إلى برشلونة.. والسبب؟
30 June 2025 11:43 AM UTC+00
كشفت صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية تفاصيل جديدة حول صفقة الجناح الإسباني، نيكو ويليامز (22 سنة)، الذي يسعى نادي برشلونة الإسباني للتعاقد معه في سوق الانتقالات الصيفية الحالية، من أجل تقوية خط هجومه بشكل أكبر ومحاولة التتويج بالألقاب المحلية والأوروبية في موسم 2025-2026. 
ووفقاً للتفاصيل التي نشرتها صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية، اليوم الاثنين، فإن المفاوضات بين برشلونة ووكيل أعمال الجناح الإسباني، نيكو ويليامز، توقفت حالياً بسبب مطلب الوكيل بتصريح خطي من إدارة النادي الكتالوني يضمن تسجيل ويليامز في تشكيلة النادي قبل بداية موسم 2025-2026، وذلك من أجل ضمان أن يلعب النجم بشكل طبيعي من دون مشاكل مالية أو إدارية تُعيق المشاركة مع بطل الليغا. 
وكانت المفاوضات متقدمة جداً بين برشلونة ووكيل أعمال نيكو ويليامز الأسبوع الماضي، خصوصاً بعد المعلومات التي نُشرت عن أن الجناح الإسباني مُهتم كثيراً بالانتقال إلى النادي الكتالوني ومغادرة نادي أتلتيك بلباو الإسباني، إلا أن الأمور تعقدت في الأيام الأخيرة، في ظل ضغط بلباو على رابطة الليغا من أجل متابعة إجراءات برشلونة على الصعيد المالي، ومراقبة كيفية عمله وتجنب خرق قانون اللعب المالي النظيف من أجل التعاقد مع لاعبين، وكذلك عدم حسم مسألة تسجيل نيكو ويليامز في سجلات برشلونة الخاصة بالدوري الإسباني، ما أثار بعض الشكوك لدى وكيل الأعمال بشأن إمكانية لعب موكله بشكل طبيعي.
وبحسب معلومات الصحيفة الإسبانية، فإن عدم تسجيل الإسبانيين داني أولمو وباو فيكتور في الموسم الماضي وغيابهما لعدة مباريات مع برشلونة، قبل النجاح في تسجيلهما بعد ذلك وتسوية المشكلة المالية مع الليغا، ترك انطباعاً سيئاً لدى وكيل أعمال نيكو ويليامز، الذي طلب الحصول على ضمانات من أجل إكمال المفاوضات بشكل طبيعي، والموافقة على الصفقة وإتمام انتقال ويليامز إلى برشلونة، وهو الأمر الذي يترك الباب مفتوحاً أمام أيام مقبلة فيها الكثير من الغموض والتساؤلات حول صفقة ويليامز والنادي الكتالوني.
## محمد غانم... جماليات الطبيعة المصرية بأقلام الباستل
30 June 2025 11:56 AM UTC+00
من انحناءة موجة وظلّ نخلة إلى قارب يطفو بين اللونين الأبيض والأزرق، هكذا يبدو عالم الفنان المصري محمد غانم (1966)، الذي يشكّله عبر الباستل والورق، متخذاً من الشاطئ موضوعاً لأعماله، حيث تتكرر عناصر البحر والرمال والقوارب في معالجة هادئة ومباشرة.
بهذا المزاج البصري، يقدّم الفنان التشكيلي المصري معرضه الجديد بعنوان "سنوات مع الباستل" في غاليري ضي بالقاهرة، والذي افتُتح في الثاني والعشرين من يونيو/حزيران الجاري، ويتواصل حتى الثالث عشر من يوليو/تموز المقبل. يضم المعرض نحو 70 عملاً فنياً، يحتفي خلالها بالطبيعة المصرية، خاصة الشواطئ ومرافئها، حيث تتجاور الرمال مع القوارب، وتتمازج ظلال البحر مع مشهدية تؤطّرها أقلام الباستل.
يقدّم غانم في هذا المعرض خلاصة رحلة فنية امتدت لعقود، انتقلت من المشاهد الواقعية إلى فضاءات التجريد التي يواصل الإبحار فيها منذ 2016. في مجموعة من لوحات المعرض، يحضر الأزرق الغامق بكامل ثقله ليملأ المشهد، حيث تتداخل ظلال البحر مع حضور الصيادين في مراكب صغيرة. ورغم حركة الموج واندفاعه، تظل اللوحة "الزرقاء" تعبّر عن صمت داخلي ثقيل.
في مجموعة "عروسة المولد"، ينحاز محمد غانم إلى البهجة، مستعيداً ذاكرة الطفولة واحتفالات الموالد الشعبية في مصر. تظهر اللوحات بألوان فَرِحة، يغلب عليها الأصفر والأخضر كما تتراقص دمى الأطفال، في مساحات بصرية أقرب إلى الرسم الفطري، بعيداً عن التجريد وتعقيداته. تتسم الخطوط بالبساطة والبراءة في محاولة لاسترجاع ذلك العالم الشعبي الطفولي، حيث الألوان والأشكال تحمل روح الاحتفال.
بدأ محمد غانم مسيرته مع الباستل منذ عام 1985، مع التحاقه بكلية الفنون الجميلة في القاهرة، قبل أن يختار تخصص الغرافيك، ومن ثم الرسم بقلم الرصاص، الذي حصل فيه على درجة الدكتوراه عام 2000. أقام أول معرض فردي له عام 1998، وتوالت معارضه داخل مصر، منها: "مناظر من أسوان" (2005)، و"ظلال مصرية" (2007)، و"البحيرة" (2007)، و"وحشية مصرية" (2010)، و"أماكن في مصر" (2011).
إلى جانب معرض "سنوات مع الباستل"، يقيم "غاليري ضي" الدورة الثامنة من معرض "مختارات عربية"، والذي يضم نحو 78 فناناً وفنانة من الفنانين التشكيليين المصريين والعرب، منهم: عادل السيوي، وسامي البلشي، وإبراهيم الطنبولي، وأحمد الجنايني، وسامي أبو العزم، وراشد دياب، وأحمد عمر، وأيمن السمري، ورندا إسماعيل، وعاطف الشافعي، وعبد الله عريشة، وفارس أحمد فارس، وفاطمة عبد الرحمن، ومحمد صبري بسطاوي، وهيام عبد الباقي، وكمال السماك، وطه القرني.
## الأنصاري: قطر منخرطة في مفاوضات ملف إيران ولا محادثات بشأن غزة
30 June 2025 11:59 AM UTC+00
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، اليوم الاثنين، أنّ هناك انخراطاً قطرياً في جهود الوصول لاتفاق حول الملف النووي الإيراني وذلك بعد انتهاء المواجهة الإيرانية - الإسرائيلية، مشيراً إلى أنه لا يمكن الحديث عن وجود محادثات بشأن غزة، وذلك رغم وجود نوايا أميركية جدية للدفع باتجاه عودة المفاوضات.
وقال الأنصاري خلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي إنّ "قطر ترى مواقف إيجابية أميركية للتوصل إلى اتفاق في الملف النووي الإيراني"، مشدداً على أنّ الضمانة لعدم التصعيد في المنطقة انخراط جميع الأطراف في المفاوضات للتوصل إلى اتفاق ومنع التصعيد، وكشف عن تلقي دولة قطر اعتذاراً رسمياً من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بسبب الهجوم الصاروخي على قاعدة العُديد الجوية، وقال إنّ "المنطقة ليست بعيدة عن التصعيد والمهم أن تنخرط جميع الأطراف في المفاوضات".
وقصفت إيران قاعدة العديد، الاثنين الماضي، بـ12 صاروخاً أسقطت جميعها باستثناء صاروخ واحد سقط في القاعدة، وذلك رداً على القصف الأميركي على منشآتها النووية قبل ذلك بيومين. وأعرب بزشكيان لأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الثلاثاء الماضي، عن أسفه لما تسبب به الهجوم الإيراني على قاعدة العديد الأميركية من أضرار، مؤكداً أن دولة قطر وشعبها لم يكونا المستهدفين من الهجوم.
وبشأن استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قال الأنصاري إنّ المناقشات التي تجري حالياً لا ترتقي إلى ما وصلت إليه في وقت سابق، مضيفاً "لا يمكن القول إن هناك مفاوضات تجري الآن بين الأطراف، وإنما هناك اتصالات للوصول لصيغة للعودة للمفاوضات"، معتبراً أنه من المبكر الحديث عن إطار زمني للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع.
وأشار إلى أن هناك نوايا أميركية جدية للدفع باتجاه عودة المفاوضات حول غزة لكن هناك تعقيدات في هذا الشأن، وقال "أصبح من الصعب تقبل استمرار الخسائر البشرية في قطاع غزة، والربط بين الجانبين الإنساني والعسكري في غزة، فالتعنت الإسرائيلي ما زال يمنع إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وإدخال المساعدات المتكدسة على حدود قطاع غزة لا يحتاج إلى آلية جديدة فهناك منظومة جاهزة للتعامل مع هذا الوضع".
وشكلت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتتالية حول غزة وقرب التوصل إلى اتفاق إشارة بشأن انطلاق قطار المفاوضات المتعطل، بما في ذلك قوله، الجمعة الماضي، إنه "يعتقد أن وقفاً لإطلاق النار سيتحقق خلال الأسبوع المقبل"، وعاد بعد ذلك، أمس الأحد، وكتب على منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال: "أبرموا الاتفاق في غزة. أعيدوا الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين)". وتفتح التصريحات والنقاش الدائر حالياً بشأن مفاوضات غزة باب التساؤل حول مصير أي اتفاق محتمل وفرصه، في ظل الموقف الإسرائيلي المعروف سلفاً، الرافض فكرةَ إنهاء الحرب والمتمسك بتهجير الغزيين إلى خارج القطاع.
## معظمهم ترحيلاً.. 230 ألف أفغاني غادروا إيران في يونيو
30 June 2025 12:02 PM UTC+00
أعلنت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، اليوم الاثنين، أن أكثر من 230 ألف أفغاني عادوا الى بلدهم من إيران خلال يونيو/ حزيران الجاري، وأن طهران رحلّت معظمهم بعدما أمرت ملايين الأفغان الذين يقيمون على أراضيها بشكل غير نظامي بالمغادرة. وقال المتحدث باسم المنظمة أواند عزيز آقا: "عبر 233 ألفاً و941 أفغانياً الحدود بين البلدين خلال الفترة بين الأول من يونيو والـ28 منه، وأكثر من نصفهم (131 ألفاً و912) عادوا خلال الفترة بين 21 و28 يونيو".
والسبت الماضي، قالت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين إن "2.1 مليون أفغاني على الأقل اضطروا إلى العودة من إيران وباكستان هذا العام، وحذرت من أن عودة هذا العدد الضخم قد يزعزع استقرار الوضع الهش في أفغانستان".
ونفذت إيران وباكستان عام 2023 حملتين منفصلتين لطرد أجانب أقاموا في البلدين بطريقة غير شرعية. وحددت الدولتان مواعيد نهائية، وهددتا بترحيل المقيمين غير الشرعيين إذا لم يغادروا، لكنهما نفتا استهداف الأفغان الذين فروا من الحرب الدائرة في بلدهم ومن الفقر ومن حكم حركة طالبان.
وذكرت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أن أكثر من نصف الـ2.1 مليون أفغاني العائدين قدِموا من إيران بعد تحديد الحكومة 20 مارس/ آذار الماضي موعداً نهائياً لمغادرتهم البلاد طوعاً أو مواجهة الطرد. ورحلت إيران أكثر من 366 ألف أفغاني هذا العام الجاري، من بينهم لاجئون وأشخاص في وضع يشبه اللاجئين. أيضاً، تسببت الحرب بين إيران وإسرائيل في عمليات ترحيل.
وكان أعلى عدد لعمليات الترحيل في 26 يونيو/ حزيران، عندما عبر 36 ألفاً و100 أفغاني الحدود في يوم واحد. وفي 25 يونيو، عاد أكثر من 30 ألف لاجئ من إيران، وفي 24 يونيو الماضي، 17 ألف لاجئ، وفي أيام أخرى، تجاوز عدد العائدين عشرة آلاف شخص. وأكدت بيانات وزارة شؤون اللاجئين والنازحين في حكومة طالبان أن "نحو نصف العائدين يجبرون على العودة إلى بلدهم من قبل السلطات الإيرانية، بينما تعود شريحة صغيرة بسبب الظروف السائدة هناك".
وعلى وقع الحرب الأخيرة، شددت السلطات الإيرانية إجراءات بقاء اللاجئين الأفغان. في بعض المدن الإيرانية، مثل كرمنشاه، أُعلن حظر تجول اللاجئين الأفغان، كما مُنع توظيف الأفغان أو تأجير المنازل لهم، واعتقل عشرات منهم، كما طُلب من الإيرانيين الإبلاغ عن وجود لاجئين أفغان كي ينقلوا إلى مراكز الترحيل.
(فرانس برس، أسوشييتد برس)
## المحكمة العليا البريطانية ترفض طلباً لوقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل
30 June 2025 12:02 PM UTC+00
رفضت المحكمة العليا في لندن التماسا تقدّمت به مؤسسة فلسطينية تسعى لمنع المملكة المتحدة من تزويد إسرائيل بمكوّنات لمقاتلات إف-35. وقال القاضيان ستيفن ميلز وكارين ستين إنهما رفضا جميع المبررات التي استند إليها الالتماس ضد قرار الحكومة، وأضافا أن "الأمر يعود إلى السلطة التنفيذية التي يحاسبها البرلمان بشكل ديمقراطي".
وكانت مؤسسة الحق، ومقرها الضفة الغربية المحتلة، رفعت دعوى قضائية على وزارة الأعمال والتجارة البريطانية بسبب قرارها استثناء أجزاء طائرات إف-35 عندما علقت بعض تراخيص تصدير الأسلحة العام الماضي. واستند قرار بريطانيا بشأن تعليق التراخيص إلى تقييم أجرته وخلص إلى أن إسرائيل لم تلتزم بالقانون الإنساني الدولي، لا سيما في ما يتعلق بإمكانية وصول المساعدات الإنسانية ومعاملة الأسرى في قطاع غزة.
لكنها قررت استثناء تراخيص طائرات إف-35، وقالت الحكومة إن تعليق هذه التراخيص سيعطل برنامجا عالميا لتوريد أجزاء من الطائرات مما سيؤثر سلبا على الأمن الدولي. وقالت وزارة الدفاع إن أي تعطيل من هذا النوع "سيقوض ثقة الولايات المتحدة في بريطانيا وحلف شمال الأطلسي".
وذكرت مؤسسة الحق في جلسة الشهر الماضي أن القرار غير قانوني، لأنه يخالف التزامات بريطانيا بموجب القانون الدولي بما في ذلك اتفاقية جنيف. لكن المحكمة العليا رفضت في حكم مكتوب طعن المؤسسة الذي يعتقد أنه الدعوى القضائية الوحيدة التي رُفعت في بريطانيا بشأن مبيعات الأسلحة لإسرائيل.
وقال القاضيان ستيفن ميلز وكارين ستاين إن الدعوى "لا تتعلق بما إذا كان يتعين على بريطانيا توريد أسلحة أو معدات عسكرية أخرى لإسرائيل" بل بما إذا كان بإمكان المحكمة أن تقضي بضرورة انسحاب بريطانيا من برنامج إف-35 الدولي الذي يؤكد وزراء أهميته للأمنين البريطاني والدولي. وأضاف القاضيان: "بموجب دستورنا، هذه القضية الحساسة والسياسية هي من اختصاص السلطة التنفيذية، وتخضع من الناحية الديمقراطية لمسؤولية البرلمان والناخبين في نهاية المطاف، وليس المحاكم".
وفي وقت سابق من يونيو/ حزيران، كشفت وثائق عن إرسال شركة "بيرمويد إندستري" البريطانية 16 شحنة من "حاويات التخزين" التي يزيد وزنها عن 100 طن إلى شركة "إلبيت سيستمز" في إسرائيل منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، رغم قرار حظر توريد الأسلحة. وقال موقع ديكلاسيفايد إن معظم الشحنات أرسلت إلى شركة "إلبيت سيستمز" في رامات هشارون بالقرب من تل أبيب، والتي تُنتج مجموعة من الأسلحة لجيش الاحتلال الإسرائيلي مثل قذائف الهاون عيار 155 ملم و122 ملم.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)
## أنس جابر تُودع ويمبلدون: مقاومة في أول مجموعة ثم انسحاب ودموع
30 June 2025 12:12 PM UTC+00
انسحبت النجمة التونسية أنس جابر (30 سنة)، من منافسات بطولة ويمبلدون البريطانية سريعاً من الدور الأول، الاثنين، وذلك إثر خسارتها أمام منافستها البلغارية فيكتوريا توموفا (30 سنة)، في المجموعة الثانية، رغم أنها صمدت وقدمت مستوى جيداً في المجموعة الأولى.
ولعبت النجمة التونسية أنس جابر (30 سنة)، بمستوى قوي في المجموعة الأولى رغم خسارتها (7-6)، إلا أنها قاومت حتى النقطة الحاسمة، فبعدما تقدمت البلغارية فيكتوريا توموفا (30 سنة)، في النتيجة (3-1)، عادت جابر لتُعادل النتيجة (3-3)، ثم تخسر التعادل (4-3)، ثم تُعادل مرة واثنتين حتى وصلت النتيجة إلى (6-6)، لتخسر النقطة الحاسمة في النهاية وتفقد المجموعة الأولى (7-6).
ولكن منذ بداية المجموعة الثانية، عانت جابر من بعض الأوجاع، وبعد تقدم توموفا (2-صفر)، لم تصمد النجمة التونسية وقررت الانسحاب من المواجهة نظراً لعدم قدرتها على متابعة المباراة بسبب الآلام، وطلبت التونسية التدخل الطبي سريعاً لمحاولة الحصول على دعم طبي من أجل إمكانية متابعتها المواجهة وسط ذرفها الدموع متأثرة بعدم قدرتها على متابعة اللقاء بشكل طبيعي.
وظهرت أنس جابر وهي تبكي وتغطي وجهها متأثرة بالإصابة وتأكيد صعوبة متابعة المباراة أمام منافستها البلغارية، لتُغادر بطولة غراند سلام كبيرة مرة جديدة بالانسحاب بسبب الإصابة، الأمر الذي يثير شكاً كبيراً بشأن مسيرتها ومستقبلها في رياضة التنس، إذ إن تكرار مثل هذه الإصابات سيجعل جابر تُفكر أكثر من مرة في الاعتزال وإنهاء مسيرتها في ظل المعاناة الكبيرة على أرض الملعب.
## العراقيون في تركيا يواجهون خطر الترحيل جراء تعقيدات شروط الإقامة
30 June 2025 12:31 PM UTC+00
يواجه نحو 700 ألف عراقي في تركيا خطر الترحيل أو عدم تجديد الإقامات وسط حديث عن انتفاء مبررات بقائهم، حتى الطلبة ومالكو العقارات، وعاد الآلاف منهم إلى بغداد وأربيل.
تشدّد السلطات التركية شروطها وإجراءاتها وتزيد من رفض طلبات الحصول على الإقامة للعراقيين، سواء من المتقدمين الجدد أو الذين يسكنون في تركيا منذ سنوات. وأدى التوجه التركي الجديد إلى عودة عشرات آلاف العراقيين إلى بلادهم خلال العام الماضي، فيما تضيق السبل بمَن تبقّى من العراقيين الذين يرتبطون بالبلاد عائلياً أو دراسياً وحتى علاجياً، والذين باتت لديهم مشاريعهم التجارية والاقتصادية واستقروا في تركيا منذ أعوام، ناهيك بالعراقيين الذين يملكون المنازل والعقارات.
تُقدّر الجالية العراقية في تركيا، بحسب بيانات سابقة لوزارة الهجرة والمهجرين في العراق بنحو 700 ألف عراقي يتوزّعون على 12 ولاية تركية من أصل 81، وهي بحسب الترتيب: إسطنبول وأنقرة وسامسون وسكاريا ويالوفا وبورصا وأسكي شهير وغازي عنتاب وألانيا وجورم وبولو وكوتاهيا. ووفق القانون التركي، تحقّ للعراقيين خيارات متنوعة للإقامة في تركيا، بما في ذلك الإقامة السياحية والعقارية والطلابية، وإقامة العمل والإقامة العائلية، ويحصلون عليها عبر تلبية شروط من ضمنها توفير دخل ثابت وتأمين صحي.
لكن خلال العامين الماضيين، برزت تعقيدات كثيرة أمام العراقيين واشتدت أكثر خلال العام 2025، ووصل الحال إلى اعتقال بعض رافضي الترحيل من تركيا، وإجبارهم على الخروج. وسجّل العراقيون في تركيا حالات عديدة حصلت لرجال ونساء أُجبروا على الرحيل والعودة، وسط مناشدات ممثلي تجمعات العراقيين في إسطنبول وأنقرة، للحكومة العراقية من أجل التدخل.
وأفاد أكرم سلمان (39 عاماً) وهو عراقي يسكن في أنقرة منذ نحو أربع سنوات، بأن تجديد إقامته السياحية رُفض أكثر من مرة، ولم يشفع توكيله محامياً تركياً بحل المشكلة. وقد أُبلغ عبر مسؤولين في البلديات والشرطة التركية بضرورة رحيله مع أسرته والعودة إلى العراق، لأن الحكومة قررت عدم تجديد إقامته السياحية، مبيّناً لـ"العربي الجديد"، أنه لا يريد العودة بسبب التزاماته في تركيا، ومن ضمنها العمل ومدارس أولاده.
ورأى سلمان أن "وجهة نظر السلطات التركية تتلخص بترحيل الأجانب، وتحديداً الجنسيات من البلدان المستقرة أمنياً واقتصادياً، بمن فيها العراقيون، وحتى السوريون"، مشيراً إلى أن "سوق العمل في تركيا مليئة بالأجانب، ويبدو أن الحكومة التركية تسعى لإنهاء العمالة الأجنبية وتقليص معدلات البطالة. ورغم أن في ذلك حقّاً للأتراك، لكن قرارات تركيا واللجوء إلى دفع الأجانب للرحيل بهذه الطريقة تنطوي على ظلم كبير بحق الأجانب".
وتحدث سلمان عن "اعتقال عدد من العراقيين خلال الفترات السابقة، حيث أودعوا في السجون ووضعتهم السلطات التركية أمام خيارين، إما البقاء في السجن أو الترحيل القسري. وبالفعل جرى ترحيل الكثير من العراقيين، لكن بعض المرحّلين عادوا لطلب الإقامة في تركيا، غير أنهم رُفضوا جميعاً". وتابع: "خلال الأشهر الماضية غادر الكثير من العراقيين تركيا، بمَن فيهم الذين يملكون عقارات في البلاد ويحملون إقامات دائمة".
وفي اتصال بـ"العربي الجديد"، كشف مسؤول في وزارة الخارجية العراقية أن "العراق لا يستطيع التأثير في القرارات التركية"، عازياً الأمر إلى أن "الحكومة التركية لديها مبرّراتها في اتّخاذ الإجراءات التي تتناسب وطبيعة وضعها الداخلي والاقتصادي، لكننا نعلم أن تركيا تسعى إلى تخفيف أعداد اللاجئين والمقيمين لديها من العرب أو غيرهم، ممّن يؤثرون على فرص العمل، لا سيما مع تصاعد معدلات البطالة داخل تركيا، ما تسبّب بزيادة شروط منح الإقامات المؤقتة أو الدائمة على الجميع".
ورجّح أن "أكثر من 30 ألف عراقي عادوا إلى العراق خلال العام الجاري، بسبب رفض تجديد إقاماتهم أو صدور أوامر قضائية بترحيلهم. كما أن العائدين من المواطنين لا يذهبون إلى مدنهم الأصلية، إنما يقصدون المدن الكبرى، مثل بغداد وأربيل، باعتبار أنها قد توفّر لهم الحد الأدنى من مستوى المعيشة الذي كانوا يحصلون عليه في تركيا، مثل خدمات المياه والكهرباء والمدارس". وأعلن المسؤول نفسه أن "طلبات كثيرة وردت إلى السفارة العراقية في أنقرة، وحتى إلى وزارة الخارجية في بغداد، من أجل التدخل، لكن مثل هذه القرارات السيادية لا يجوز للعراق التدخل فيها أو مناقشتها مع الدول الأخرى، وينحصر دور السلطات بحل مشاكل العراقيين هناك ومساعدتهم باتّخاذ القرارات التي يرونها مفيدة".
وسبق لوزارة الداخلية التركية أن حدّدت ضوابط صارمة ووضعت مزيداً من الشروط بخصوص الحصول على الإقامة السياحية والتي يصعب توفيرها في أحيان كثيرة، وكذلك تحديد مدن وأحياء لإقامة الأجانب لحين قبول طلبات إقامتهم، وإغلاق عدد كبير من المدن والأحياء، خصوصاً في إسطنبول. تجدر الإشارة إلى أنّ معظم العراقيين الذين يعيشون في تركيا، اضطروا إلى مغادرة العراق خلال فترات العنف التي أعقبت الاحتلال الأميركي في عام 2003، فضلاً عن النزوح الكبير من المناطق التي احتلّها تنظيم "داعش" عام 2014.
ويُعامَل المواطن العراقي في تركيا بحسب بنود القانون التركي الخاص بالأجانب عموماً، في حال دخوله إلى الأراضي التركية بطريقة نظامية. لكن الوضع اختلف في منتصف عام 2023، حيث تعهد وكيل وزير الداخلية التركي طيب صبري أرديل، بإعادة النظر في تسهيل إجراءات منح تأشيرات الدخول وتجديد إقامات العراقيين في تركيا. وجاء ذلك في لقاء جمعه مع وكيل وزارة الخارجية العراقية لشؤون التخطيط السياسي هشام العلوي، الذي تحدث عن "مشكلات تواجه العراقيين المقيمين في تركيا". ومنذ ذلك الحين، عراقيون كثر ينتظرون ويترقبون، غير أن التعهدات التركية لم تنفَّذ حتى الساعة.
من جانبها، أشارت أم عمر (44 عاماً) المقيمة في أنقرة منذ أكثر من خمس سنوات، إلى أن "معظم العراقيين في تركيا باتوا جزءاً من المجتمع التركي، كما أن أغلبهم لا يؤثر في الاقتصاد التركي كونهم يعتمدون على مرتباتهم التقاعدية من العراق"، موضحة لـ"العربي الجديد" أن "العائلات العراقية مرتبطة بتركيا ارتباطاً استراتيجيّاً وليس وقتياً، إذ إن فصل الأطفال العراقيين بطريقة تعسفية من المدارس التركية سيؤثر على مستقبلهم الدراسي".
ولفتت إلى أن "الطلبات المقدمة إلى دوائر الهجرة التركية تتعرض للرفض في أغلب الأحيان، ويقول المسؤولون إن مبررات بقاء العراقيين في تركيا لم تعد موجودة، خصوصاً بعد انتهاء خطر الإرهاب وتحرير المناطق التي سقطت بيد تنظيم داعش. لكن في الحقيقة باتت للعراقيين في تركيا مصالح وحياة كاملة وارتباطات اجتماعية ومعيشية" داعية الحكومة العراقية إلى التدخل، كون "وضع العراقيين في المدن التركية بات صعباً، ويتعرّض من تبقى منهم للملاحقة الأمنية والقانونية"، بحسب تعبيرها.
أما علي المحمدي، وهو طالب عراقي في إحدى جامعات إسطنبول، فأشار إلى أنّ "العراقيين يأتون في المرتبة الرابعة بشراء العقارات في تركيا، لكن للأسف حتى هذه الخدمة للاقتصاد التركي لم تشفع للحصول على تصريح الإقامة، ولا سيما لمن يتقدم لأول مرة"، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أنّ "الطلبة الجامعيين بدورهم يعانون من حصولهم على الإقامات أو تجديدها. وعاد بعضهم إلى العراق بعدما أصبحت البيئة التركية "طاردة"، ورغم ذلك فإن جهود السفارة والقنصليات العراقية في تركيا ضعيفة لا تساعد العراقيين في حلّ مشاكل الإقامة".
## التضخم وتقلبات الجنيه والضرائب.. ثالوث طارد للمستثمرين من مصر
30 June 2025 12:38 PM UTC+00
تحول التضخم إلى العدو الأول في قائمة المخاطر التي تواجه الشركات والمستثمرين في مصر لتأثيره المباشر في قدرة الشركات على زيادة العرض من المنتجات والمخزون وتراجع طلب المستهلكين. احتلت تقلبات سعر الصرف المرتبة الثانية في قائمة المخاطر التي رصدها "بارومتر الأعمال" عن الربع الأول من عام 2025، الصادر اليوم الاثنين عن المركز المصري للدراسات الاقتصادية، والتي تُوجِد صعوبة أمام الشركات في استيراد المواد الخام وترفع من أسعار مستلزمات الإنتاج، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بالإضافة إلى تشوهات تعدد أسعار الصرف، بما يعرقل التعاقدات المستقبلية.
يظهر التقرير الذي تعده نخبة من كبار المستثمرين وخبراء الاقتصاد صورة شديدة التعقيد لمناخ الأعمال والتحديات التي تواجه المستثمرين، لا سيما في القطاع الخاص، مبيناً أن الشركات المصرية، على اختلاف أحجامها، تصنف التضخم أكبرَ خطر مباشر على مستقبل الأعمال، وأن ارتفاع الأسعار لا يضرب فقط القدرة الشرائية للمستهلك، بل يرفع تكلفة الإنتاج ويعقد حسابات التوسع والاستثمار، مبيناً أن التضخم، وإن لم يكن حكراً على خلال العامين الماضيين - إذ شهدت دول مثل تركيا والأرجنتين وحتى ألمانيا مستويات تضخم غير مسبوقة - لكن في الحالة المصرية، تضاعفت حدته بسبب أزمة سعر الصرف وتقييد الواردات.
ويشير التقرير إلى قفزات في أسعار الكهرباء والمياه والرسوم المفروضة على الخدمات الحكومة، وتفاوتها بين المحافظات مع قيود في تصاريح العبور بالمنافذ الحدودية، ما أدى إلى ارتفاع مستمر في تكاليف التشغيل، متوقعاً أن تشهد نتائج الربع الثاني من العام الجاري (إبريل - يونيو 2025) زيادة في مطالبات العمال برفع الأجور مع عدم توافر السيولة النقدية للاستثمار، في وقت أصبحت تتصدر فيه أسعار الطاقة والمياه المعوقات التي تواجه الصناعات التحويلية والسياحة والنقل.
تكشف الارقام قفزات في أسعار الكهرباء والمياه والرسوم المفروضة على الخدمات الحكومة، وتفاوتها بين المحافظات مع قيود في تصاريح العبور بالمنافذ الحدودية، ما أدى إلى ارتفاع مستمر في تكاليف التشغيل
وتأتي المخاوف مواكبة لتقارير دولية صدرت الأسبوع الماضي، تظهر زيادة معدلات خروج "مليونيرات" مصر وبحثهم عن ملاذات آمنة في الخارج بسبب التضخم وتذبذب سعر الصرف وتحملهم الآثار السلبية لقرارات اقتصادية لا يشاركون في صناعتها.
ويبين التقرير نفسه أن شركات كثيرة أبلغت عن فقدان القدرة على تسعير منتجاتها أو توقيع عقود طويلة الأجل، وهو ما أدى إلى توقف استثمارات كانت قيد الدراسة أو التنفيذ، وأن تقلب سعر الصرف وغياب الشفافية بشأن السياسات النقدية يتصاعدان في بيئة تفتقر إلى الثقة ولا يستطيع فيها المستثمر التنبؤ بتكلفة الدولار، ولا يموعد الاستيراد، مشيراً إلى مفارقة حول مواجهة دول كثيرة في المنطقة ضغوطاً على عملاتها، لكن مصر – بحسب التقرير – اختارت إدارة سعر الصرف بشكل غير واضح سنوات، ما خلق فجوة بين السوق الرسمية والسوق الموازية بما شجع على المضاربات، وأفقد الاقتصاد القدرة على جذب استثمارات نوعية طويلة الأمد.
ويفسر عضو مجلس الأعمال المصري – الكندي أحمد خطاب الأزمات التي تواجه الشركات والمستثمرين بأنها مشاكل خطيرة تعد ظواهر عالمية، لا يمكن القضاء عليها دفعة واحدة في أي دولة، خاصة مصر التي تعاني من أزمات جيوسياسية خارجية متكررة، وحالة من تغيير واسع في التحولات السياسية، مشيراً إلى اعتياد القيادات السياسية في الخارج على التدخل في إدارة الاقتصاد، بما يحيده عن مساره الطبيعي، مثل ما يفعل الرئيس الأميركي ترامب حالياً، ومحاولة تدخله في سعر الصرف وخفض معدلات الفائدة، من دون موافقة من الفيدرالي الأميركي أو آليات السوق الحرة.
وقال خطاب لـ"العربي الجديد" إن وجود هذه المشاكل عالمياً لا يعني أن مصر خالية منها، ولكن علينا أن نضع في حساباتنا ما هي النسب المطلوب الوصول إليها بما يضمن القضاء على المعوقات التي تواجه المستثمرين المكلفين حالياً بتوفير فرص العمل لملايين من المصريين، وخاصة الشباب من خريجي الجامعات والعمال وغيرهم، بعد أن وضعت الحكومة سقفاً للاستثمارات العامة، وتوقفت عن تعيين الخريجين أو إلحاقهم بوظائف رسمية إلا بحدود ضيقة، مشيراً إلى حاجة الحكومة إلى وضع أولويات للحلول، وتوفير الدعم المالي الكافي للإدرات التي تعاني من تراكم المشاكل التي تعترض المستثمرين.
تُظهر بيانات "بارومتر الأعمال" أن تكاليف الإنتاج ارتفعت في أغلب القطاعات لأن السبب لا يقتصر على أسعار السلع العالمية أو الشحن، بل يعود إلى ضعف البنية اللوجستية وتأخر الإفراج الجمركي، ومشكلات في إمدادات الطاقة والمواد الخام
تُظهر بيانات "بارومتر الأعمال" أن تكاليف الإنتاج ارتفعت في أغلب القطاعات لأن السبب لا يقتصر على أسعار السلع العالمية أو الشحن، بل يعود إلى ضعف البنية اللوجستية وتأخر الإفراج الجمركي، ومشكلات في إمدادات الطاقة والمواد الخام. وصف المستثمرون الصناعيون المشاركون في التقرير الأزمة بأنها "تحوّلت من تحدٍ طبيعي إلى أزمة هيكلية"، مذكرين بأن الشركات في مصر لم تعد قادرة على الاستفادة من وفورات الحجم أو التخطيط طويل الأجل، كما يحدث في المغرب أو الهند، حيث توجد سياسات صناعية مشجعة وواضحة، بينما في مصر تتذبذب السياسات الاقتصادية، وهو ما انعكس في تقلب القرارات الحكومية، خاصة تلك المتعلقة بالاستثمار والتعامل الضريبي والرقابة المالية.
ذكر ممثلو القطاع الخاص في التقرير أنهم يشعرون بأنهم يعملون في ظل قواعد تتغير فجأة، ولا يُشاركون في صياغتها، ما يتناقض مع ما يحدث في دول المناظرة لمصر في المنطقة، حيث توجد آليات تشاور منتظمة بين الحكومة ومجتمع الأعمال، بينما في مصر، لا يزال الحوار الاقتصادي مرتبطاً بظروف مؤقتة، ويغيب عنه التمثيل الحقيقي للقطاع الخاص، وغالباً ما يُدار في شكل "استماع دون تأثير"، على حد وصف أحد المعلقين على التقرير من رجال الأعمال. وجاءت التقديرات العشوائية للضرائب وتهديد المستثمرين بها في المرتبة الثالثة من المخاطر التي تواجه رجال الأعمال، الذين اشتكت غالبيتهم من النظام الضريبي، من حيث النسب وآلية التطبيق.
يشير تقرير "بارومتر الأعمال" إلى وجود "تقديرات غير دقيقة" و"مطالبات قديمة بأثر رجعي" تُوجِد حالة من انعدام اليقين، وتشجع الشركات والمستثمرين على الخروج من الاقتصاد الرسمي، وفي حين تحاول دول أخرى استخدام الضرائب وسيلةَ دعم وتحفيز للقطاع الإنتاجي، تبدو السياسة الضريبية في مصر أداةً رقابيةً أكثر منها شراكة تنموية، بما يزيد من معدلات الهروب الضريبي، ويدفع الشركات الصغيرة لللتوقف النهائي عن العمل أو الانكماش. ويظهر التقرير أن البيروقراطية لا تزال تمثل كابوساً يومياً للمستثمرين بسبب تعدد الجهات وغياب الربط الإلكتروني الحقيقي بينها، وبطء إصدار التراخيص، والردود غير الحاسمة من قبل الموظفين على المستثمرين، ما ساهم في تصنيف "الروتين الإداري" أحدَ أبرز المعوقات.
يظهر التقرير أن المخاطر التي تواجه المستثمرين ليست حكراً على مصر، فهي تظهر في العديد من الدول بالمنطقة، مؤكداً انفراد مصر بتركيز وتجمع وتراكم الأزمات الخاصة بارتفاع الأسعار وضعف العملة والتضخم والغموض الضريبي والبيروقراطية السلبية في آن واحد، مع غياب رؤية اقتصادية طويلة الأمد والمشاركة المجتمعية، حيث تصدر أغلب القرارات الاقتصادية دون نقاش أو إطار مؤسسي واضح مع القطاع الخاص، وازدواجية دور الدولة بجعل الحكومة طرفاً منظِّماً ومنافساً في الوقت نفسه، خصوصاً عبر الكيانات التابعة لها والأجهزة السيادية، وتآكل الثقة، ليس في المؤسسات فقط، بل في القواعد المشغلة والحاكمة لها، بما يجعل كل قرار استثماري محفوفاً بالشك والمخاطر.
يشير تقرير "بارومتر الأعمال" إلى وجود "تقديرات غير دقيقة" و"مطالبات قديمة بأثر رجعي" تُوجِد حالة من انعدام اليقين، وتشجع الشركات والمستثمرين على الخروج من الاقتصاد الرسمي
طالب مسؤولو الشركات بثبيت السياسة النقدية وسعر الصرف في إطار شفاف وإعادة هيكلة النظام الضريبي على أسس عدالة وشراكة، وتبسيط الإجراءات وربط الجهات إلكترونياً بفعالية، وفتح قنوات حقيقية للحوار المؤسسي مع رجال الأعمال وتحييد الدولة عن النشاط التجاري المباشر، والاقتصار على الدور التنظيمي. أوضح المسؤولون أن مصر لا تعاني وحدها من المخاطر الاقتصادية، لكنها تواجهها بدرجة أعلى وبأدوات أقل فاعلية، وبينما تغادر رؤوس الأموال وتفقد الشركات ثقتها، يبقى مستقبل الاستثمار رهيناً بقدرة الحكومة على التغيير لا فقط في القرارات، بل في النهج نفسه، لأن الإصلاح الهيكلي لم يعد خياراً بل ضرورة بقاء.
## فرنسا: حرائق و84 منطقة في حالة تأهب من موجة الحر
30 June 2025 12:45 PM UTC+00
وضعت هيئة الأرصاد الجوية في فرنسا 84 منطقة من أصل 101 في حالة تأهب برتقالية اللون من موجة الحر، وذلك من اليوم الاثنين حتى منتصف هذا الأسبوع. وقالت وزارة التعليم إن نحو 200 مدرسة ستُغلق جزئياً على الأقل خلال الأيام الثلاثة المقبلة بسبب الحر. وترافق ذلك مع اندلاع حرائق بتأثير تجاوز الحرارة 42 درجة مئوية في منطقة أود الجنوبية الغربية، حيث أعلنت السلطات احتراق 400 هكتار، وإخلاء منطقة لإقامة مخيمات، لكنها أكدت أن الوضع تحت السيطرة. وقالت وزيرة التحوّل البيئي في فرنسا أنييس بانييه روناشيه: "هذا أمر غير مسبوق".
من جهتها، أعلنت هيئة الأرصاد الجوية في إسبانيا أن درجة الحرارة بلغت 46 درجة مئوية في ولبة (جنوب) قرب الحدود مع البرتغال السبت الماضي، وهي درجة قياسية في يونيو/ حزيران، علماً أنّ آخر رقم قياسي لهذا الشهر سُجل في إشبيلية في يونيو 1965 حين بلغت الحرارة 45,2 درجة مئوية. ومعظم أنحاء إسبانبا في حالة تأهب من الحرارة المرتفعة، أما وزارة الصحة الإيطالية فأطلقت تحذيرات باللون الأحمر من الموجة الحارة في 21 مدينة، من بينها روما وميلانو.
وعلّق المصور الإسباني دييغو راداميس (32 عاماً) بالقول: "أشعر بأن الحرارة التي نشهدها حالياً غير طبيعية لهذا الوقت من العام. مع مرور السنين، ترتفع الحرارة أكثر وأكثر في مدريد، خاصة في وسط المدينة". وفي روما، قالت سائحة بريطانية تدعى آنا بيكر: "كان يفترض أن نزور الكولوسيوم، لكن والدتي كادت أن تصاب بالإغماء". وأفادت أقسام الطوارئ في مستشفيات إيطاليا بأنها سجلت زيادة بنسبة 10% في حالات ضربات الشمس، معظمها لكبار في السن أو مرضى السرطان أو المشرّدين الذين عانوا من الجفاف أو الإرهاق".
ويؤكد علماء أن تغيّر المناخ يفاقم موجات الحرّ الشديدة، لا سيما في المدن حيث تزداد درجات الحرارة بسبب وجود عدد كبير من المباني. وقالت الباحثة في المعهد الإيطالي لحماية البيئة والبحوث إيمانويلا بيرفيتالي: "أصبحت موجات الحر في منطقة البحر الأبيض المتوسط أكثر تواتراً وشدة في السنوات الأخيرة، ويتوقع أن تزداد الحرارة والظواهر الجوية القاسية في المستقبل، لذا يجب أن نعتاد على درجات تصل ذروتها إلى مستويات أعلى من التي تلك الحالية".
إلى ذلك، أطلق معهد حماية البيئة والبحوث في إيطاليا حملة هذا الأسبوع تستهدف الصيادين والسياح لإبلاغهم عن أربعة أنواع بحرية سامة "يحتمل أن تكون خطرة"، وهي سمكة الأسد، وسمكة الضفدع فضية الخدين، وسمكة الأرنب الداكنة، وسمكة الأرنب الرخامية التي بدأت تظهر في المياه قبالة سواحل جنوب إيطاليا مع ارتفاع الحرارة في البحر الأبيض المتوسط. وفي فرنسا، حذّر خبراء من أن الحرارة تؤثر بشدة على التنوع البيولوجي.
(فرانس برس)
 
## البرلمان الإيراني يقر قانون تشديد العقوبات على العملاء.. هذه تفاصيله
30 June 2025 12:45 PM UTC+00
أقر البرلمان الإيراني، في إطار سلسلة تشريعات مرتبطة بالعدوان الإسرائيلي الأخير، قانون تشديد العقوبات على الجواسيس والمتعاونين مع "الكيان الصهيوني والدول المعادية التي تستهدف الأمن والمصالح الوطنية للبلاد". وأفادت وسائل الإعلام الإيرانية، بأن هذا القانون المؤلف من تسع مواد، قد تم اعتماده يوم الاثنين الماضي خلال فترة الحرب، غير أن تفاصيله نُشرت اليوم الاثنين.
وصوّت النواب على حظر استخدام الأدوات الإلكترونية ووسائل الاتصال عبر الإنترنت غير المرخّصة مثل "ستارلينك"، وحظر التواصل مع وسائل إعلام أجنبية معادية، وإرسال مواد "كاذبة" أو صور لها، فضلاً عن تشريع أن "أي نشاط استخباري أو تجسسي أو عملٍ عملياتي لمصلحة الكيان الصهيوني أو الدول المعادية يُعد من مصاديق "الإفساد في الأرض" التي تبلغ عقوبتها القصوى الإعدام".
وجاء في المادة الثانية من القانون أن "كل من يرتكب أفعالاً أمنية، أو عسكرية، أو اقتصادية، أو مالية، أو تكنولوجية، أو يقدّم دعماً مباشراً أو غير مباشرٍ، بعلم ووعي في تأييد أو تقوية أو ترسيخ أو إضفاء الشرعية على الكيان الصهيوني، يُحكم عليه بعقوبة الإفساد في الأرض، ويخضع للعقوبات المنصوص عليها في صدر المادة 286 من قانون العقوبات الإسلامي"، والتي تشمل الإعدام. أما المادة الثالثة، فتنص على أن "كل تعاون أو مساعدة بعلم ووعي لتنفيذ أي من الحالات التالية بقصد التعاون مع الكيان الصهيوني أو الدول أو الجماعات المعادية، يُعدّ من صنف الإفساد في الأرض حسب المادة 286 من قانون العقوبات الإسلامي (الإعدام):
أ: تصنيع، أو تجميع، أو تأمين، أو نقل، أو المبادلة، أو حمل، أو حفظ، أو إدخال، أو استخدام، أو الاستفادة بأي شكل من الأسلحة النارية، أو البيضاء، أو الكيميائية، أو الميكروبية، أو النووية، أو غير التقليدية، أياً كان نوعها أو جُزء منها، إذا كان بإمكانها التسبب بالقتل أو الدمار أو بث الرعب.
ب: تصنيع، أو تجميع، أو تأمين، أو نقل، أو المبادلة، أو حمل، أو حفظ، أو إدخال، أو استخدام، أو الاستفادة من الطائرات الصغيرة المسيّرة (الدرونز) أو الطائرات المسيّرة أو الروبوتات الذكية أو أجزائها، بغرض الاستخدام العسكري، أو التجسسي، أو التخريبي، أو الاغتيال، أو تعطيل الأنظمة الحيوية والبنى التحتية للبلاد.
ج: أي إجراء لحرب إلكترونية (سيبرانية)، هجمات إلكترونية، تعطيل لشبكات الاتصالات أو أنظمة المعلومات أو البنى التحتية الحيوية للبلاد، أو تخريب للمنشآت، أو الأماكن العامة، أو الخاصة، أو تقديم أي مساعدة لمثل هذه الإجراءات.
د: تلقي أي مبلغ مالي، أو ممتلكات كالعقارات، أو السيارات، أو الذهب، أو العملات الأجنبية، أو أي أصول مُشفرة من جواسيس أو عملاء الأجهزة الاستخباراتية مع العلم بتبعيتهم، بغض النظر عما إذا كان المتلقّي قد قام بعمل مؤثر أم لا.
وتنص المادة الرابعة على أن "أي إجراء أو تعاون في الأنشطة السياسية، أو الثقافية، أو الإعلامية، أو الدعائية، أو إحداث، أو تضخيم أضرار مصطنعة، أو إعداد، أو نشر أخبار كاذبة، أو أي محتوى، من شأنه بطبيعته أن يُسبب رعباً وهلعاً عاماً، أو يؤدي إلى الفرقة أو المساس بالأمن القومي، إذا لم يكن مُندرجاً تحت عقوبة الإفساد في الأرض، فإنه سيُعاقب عليه بالسجن التعزيري من الدرجة الثالثة، والفصل الدائم من الخدمات الحكومية والعامة، وذلك حسب تقدير المحكمة".
وتضيف هذه المادة أن "إرسال مقاطع فيديو وصور إلى شبكات معادية أو أجنبية، والتي من شأن نشرها بطبيعتها أن تُضعف الروح المعنوية العامة أو تُحدث الفرقة أو تمس بالأمن القومي، سيُعاقب عليه بالسجن التعزيري من الدرجة الخامسة والفصل الدائم من الخدمات الحكومية والعامة، كما أن التظاهر والاجتماعات غير القانونية في وقت الحرب تستوجب السجن التعزيري من الدرجة الرابعة". وتؤكد المادة الخامسة من القانون المذكور أن "استخدام أو حمل أو شراء أو بيع أو استيراد أو توفير أدوات الاتصال الإلكترونية عبر الإنترنت غير المرخَّصة مثل ستارلينك، ممنوع، ويستوجب السجن التعزيري من الدرجة السادسة ومصادرة المعدات. أما تأمين، أو إنتاج، أو توزيع، أو استيراد أكثر من عشر أدوات من الأدوات المذكورة، أو القيام بأي من هذه الأفعال بقصد المعارضة للنظام، فيستوجب السجن التعزيري من الدرجة الرابعة".
وتنص المادة السابعة على أن الجرائم المتعلقة بهذا القانون تُنظر فيها في جميع مراحل التقاضي خارج الدور وبشكل عاجل في الفروع الخاصة لمحكمة الثورة التي يحددها رئيس السلطة القضائية.
## الوداد يستعد للتخلي عن أبرز نجومه بعد نكسة مونديال الأندية
30 June 2025 12:59 PM UTC+00
يستعد نادي الوداد الرياضي لكرة القدم للقيام بثورة في تشكيلته الأساسية، بعد مشاركته المخيبة للآمال في بطولة كأس العالم للأندية المقامة حالياً في أميركا والتي تستمر حتى 13 يوليو/تموز القادم، وذلك بعد أن كَشفت اختلالات واضحة سواء في منظومة اللعب المعتمدة من قبل المدرب أمين بنهاشم (50 عاماً)، أو في قيمة اللاعبين الذين يمتلكهم النادي الأحمر. 
وبات من شبه المؤكد رحيل ستة أسماء بارزة عن صفوف نادي الوداد الرياضي، إما بسبب انتهاء مدة إعارتها أو لعدم تقديمها الإضافة المنتظرة منها، ويتعلق الأمر بالجنوب أفريقي كاسيوس مايولا الذي فشل في فرض نفسه ورقةً هجوميةً فعالةً رغم تسجيله الهدف الوحيد في مرمى العين الإماراتي، ومواطنه كريستوفر لورش الذي لم يقدم المنتظر منه بصرف النظر عن أدائه المحترم في مواجهتي مانشستر سيتي الإنكليزي ويوفنتوس الإيطالي، والبرازيلي غيرمو فيريرا والهولندي بارز ماينز اللذين اكتفيا بتوقيع عقدين قصيري الأمد من دون أن يظهرا بالمستوى اللائق، شأنهما شأن النجم السوري عمر السومة الذي بدا بعيداً عن مستواه المعهود، وخاض مونديال الأندية من دون بصمة هجومية واضحة في 90 دقيقة فقط، وهو ما قد يُعجل بعودته إلى الدوري السعودي، بينما أصبح المهدي مباريك مرشحاً بقوة للعودة إلى نادي العين الإماراتي، بعدما انتهت فترة إعارته لنادي الوداد الرياضي، رغم وجود مفاوضات للاحتفاظ به بصفة رسمية. 
ووفقاً لما كشفه لـ"العربي الجديد"، الاثنين، مصدر مقرب من نادي الوداد الرياضي رفض الكشف عن هويته، فإن المدرب أمين بنهاشم حدد قائمة بأسماء اللاعبين الذين يرغب في الاستغناء عنهم خلال الموسم القادم، في حال بقي على رأس الجهاز الفني للنادي الأحمر، في إطار رؤية شاملة تروم تدعيم كتيبة القائد نور الدين أمرابط بأسماء قادرة على استعادة التوازن في جميع خطوطه، وخاصة في مركز الدفاع. 
وبناء على هذه المعطيات، يجري الحديث عن إمكانية استعادة الوداد الرياضي عدداً من نجومه السابقين، في مقدمتهم نجما نادي الأهلي المصري أشرف داري ويحيى عطية الله، وأيضاً استرجاع أيوب العملود ويحيى جبران، مع إمكانية فتح قنوات التواصل مع عدد من اللاعبين الأفارقة من أجل ضمهم إلى النادي الأحمر تحسباً لمشاركته في مسابقة كأس الكونفيدرالية الأفريقية لكرة القدم الموسم القادم، خصوصاً أن التجربة الأخيرة أثبتت أن انتدابات آخر لحظة لم تصنع فريقاً قادراً على تشريف الكرة المغربية في بطولة كأس العالم للأندية.
## مدرب إنتر ميلان يطالب بهذه الإجراءات بسبب العواصف الرعدية
30 June 2025 12:59 PM UTC+00
تحدث مدرب إنتر ميلان الإيطالي، الروماني كريستيان كيفو (44 سنة)، عن أزمة إيقاف المباريات بسبب سوء الأحوال الجوية والعواصف الرعدية في بطولة مونديال الأندية 2025، وطالب باتخاذ إجراءات لمعالجة الأمور بسرعة قبل فوات الأوان، خصوصاً أن هذه المشكلة بدأت تشغل المدربين واللاعبين والجماهير.
ويواجه نادي إنتر ميلان الإيطالي منافسه فلومينينسي البرازيلي على ملعب بنك أميركا في مدينة تشارلوت بكارولينا الشمالية، الاثنين (في تمام الساعة العاشرة مساءً بتوقيت القدس المحتلة)، ليتحدث مدرب فريق النيراتزوري، الروماني، كريستيان كيفو، قبل انطلاق المباراة، ويتناول مشكلة سوء الأحوال الجوية والتي باتت تُهدد استمرارية المباريات، إذ وصل عدد المباريات التي توقفت بسبب العواصف الرعدية إلى سبع مباريات حتى الآن. 
وقال مدرب إنتر ميلان في مؤتمر صحافي، الاثنين: "رأيت أن هناك تحذيراً من سوء الأحوال الجوية. أتمنى أن يُتّخذ القرار قبل بدء المباراة لأنه إذا وصلنا وقالوا إنه يجب الانتظار لساعتين فسيكون أمراً صعباً للغاية في ما يتعلق بالتحضير للمباراة. إنه ليس شيئاً يمكن تأجيله من دقيقة لأخرى أو ساعة لأخرى. نتحدث عن تحضير مهم لما تأكله ومتى وما تشربه ومتى. نحن رياضيون محترفون. لتتمكن من تقديم أفضل أداء لك في 120 دقيقة يجب أن تكون مستعداً من جميع النواحي". 
في المقابل، أشار كيفو إلى أن المباراة ستُقام في وقت الظهيرة في مدينة تشارلوت، وعليه يجب أن تكون هناك حالة تأهب واضحة من أجل اتخاذ القرار في وقت كاف من دون التأثير على المباراة واللاعبين (تأخير المواجهة لفترة طويلة)، ولكي لا يتكرر ما حصل في مواجهة تشلسي الإنكليزي وبنفيكا البرتغالي، التي أقيمت يوم السبت الماضي واستمرت لأكثر من ساعتين. 
وستُقام مباراة إنتر ميلان الإيطالي وفلومينينسي البرازيلي على ملعب بنك أميركا الذي شهد يوم السبت الماضي توقف مباراة تشلسي وبنفيكا في الدقيقة 85 لمدة ساعتين بسبب سوء الأحوال الجوية، قبل استئنافها في النهاية وانتهائها بفوز البلوز (1-4). وانتقد الإيطالي، إنزو ماريسكا، مدرب تشلسي، إيقاف المباريات في بطولة مونديال الأندية بسبب سوء الأحوال الجوية، وقال في المؤتمر الصحافي بعد مباراة بنفيكا: "كنا نسيطر على اللعب طوال 85 دقيقة ولم نتراجع قط وصنعناً فرصاً كافية للفوز بالمباراة. لاحقاً، بعد التوقف، تغيرت المباراة تماماً. بالنسبة لي على المستوى الشخصي، هذه ليست كرة قدم. لقد أوقفت سبع أو ثماني أو تسع مباريات هنا (ست مباريات في الواقع). أعتقد أنها مزحة بصراحة. أجد صعوبة في فهم ذلك. يمكنني تفهم الأمر لأسباب أمنية ولكن عندما توقف الكثير من المباريات يعني أن هذا ليس المكان المناسب لإقامة هذه المسابقة".
## العراق في مواجهة تحدّ وجودي: الجفاف يفاقم أزمة المياه
30 June 2025 01:03 PM UTC+00
حذّر مرصد العراق الأخضر المتخصّص في الشؤون البيئية من تحدّ وجودي جديد تواجهه البلاد في الأشهر المقبلة، نتيجة تدهور الوضع المائي، مبيّناً أنّ نسب التلوّث صارت مقلقة وسط غياب المعالجات الحكومية. وأفاد المرصد، في بيان، بأنّ العراق في عام 2014 كان أمام تحدّ وجودي، بسبب احتلال تنظيم داعش ثلاث محافظات فيه، أمّا الآن فإنّ التحدي الأكبر في البلاد هو الجفاف الذي أصاب معظم محافظات إقليم كردستان والوسط والجنوب من دون استثناء.
أضاف المرصد العراقي، في بيان أخير، أنّ "الجفاف وصل إلى 80% في مناطق الأهوار، ما أدّى إلى نفوق كثير من الكائنات الحيّة"، ولا سيّما "الجواميس التي تُعَدّ مصدر عيش لسكان هذه المناطق"، كذلك أدّى إلى "هجرة الفلاحين لأراضيهم، فضلاً عن الجفاف الذي أصاب كثيراً من المناطق السياحية في الإقليم التي كان يقصدها أبناء محافظات الوسط والجنوب في فصل الصيف من أجل الاستمتاع بالأجواء".
وتابع مرصد العراق الأخضر أنّ "درجات الحرارة باتت في تلك المناطق أعلى ما يُسجَّل في المناطق الجنوبية"، محذّراً من أنّ "الوضع في مناطق الأهوار على حافة الانهيار ما لم تتدخّل وزارة الموارد المائية وتنظّم (...) المياه في البلاد وتقضي على التجاوزات والحصص المائية من قبل بعض المحافظات والدول الخارجية". وشدّد على "الالتزام بالاتفاقيات التي تؤمّن تدفّق حصة مائية أكبر للعراق، من أجل إعادة الحياة إلى مناطق الأهوار والمناطق الزراعية الأخرى".
وأوضح المرصد أنّ "نسبة الملوحة في كرمة علي في البصرة (أقصى الجنوب) وصلت إلى 6300 جزء/المليون"، الأمر الذي "ينذر بكارثة بيئية ويجعل من هذه المياه غير صالحة للاستهلاك البشري كما الحيواني"، خصوصاً أنّ "كلّ هذه المعاناة من الوضع المائي السيّئ (تأتي) وفصل الصيف لم يدخل ذروته حتى الآن". ورجّح أن تكون الأشهر المقبلة في العراق "قاسية على جميع سكان المحافظات بسبب قلّة المياه، ما لم تتدخّل الحكومة وتجد صيغة لحلّ هذه المسألة مع الدول المجاورة بزيادة الإطلاقات المائية وإمكانية الاتفاق على حصة ثابتة".
في سياق متصل، يقول الناشط البيئي، عدنان الربيعي، لـ"العربي الجديد" إنّ "التلوث يمثّل تهديداً خطراً تواجهه المحافظات العراقية نتيجة انخفاض مستوى المياه"، مبيّناً أنّ "نسبة الجفاف وصلت في كلّ أنهر محافظة ديالى (شمال شرق) والمحافظات الجنوبية إلى 90%، وهي نسبة خطرة رفعت من مستوى التلوّث". ويؤكد أنّ "مياه تلك الأنهر بمعظمها لم تعد صالحة للاستهلاك البشري ولا الحيواني". ويشير الربيعي إلى أنّ "حكومة العراق اليوم عاجزة عن توفير الحلول"، مشدّداً على أنّ "لا حلّ إلا مع إبرام اتفاقات مع الدول المتشاطئة مع العراق، وأنّ التحرّكات في هذا الجانب ضعيفة". ويتابع أنّ "الأعوام المقبلة سوف تشهد تفاقماً يزداد خطورة في حال لم تتوفّر معالجات لهذا الملف".
وتجدر الإشارة إلى أنّ مخزون المياه في العراق يُعَدّ في أدنى مستوياته منذ 80 عاماً، بسبب موسم الأمطار الذي أتى ضعيفاً جداً، إلى جانب انخفاض تدفّق نهرَي دجلة والفرات اللذَين يمثّلان المصدرَين الأساسيَّين للمياه في البلاد. وكانت وزارة الموارد المائية قد أكدت أخيراً أنّ النقص في المياه أسوأ من العام الماضي.
## الخليفي يُكرّم بيكهام: قميص "السير" للذكرى وذكريات بدايات المشروع
30 June 2025 01:07 PM UTC+00
كرَّم رئيس نادي باريس سان جيرمان، ناصر الخليفي (51 عاماً)، أسطورة كرة القدم الإنكليزية، دايفيد بيكهام (50 عاماً)، على هامش مباراة الدور الـ16 من كأس العالم للأندية 2025، التي جمعت الفريق الباريسي بإنتر ميامي الأميركي. 
واستغل الخليفي المناسبة لإهداء بيكهام قميصاً تذكارياً يحمل اسم "السير"، في لفتة رمزية تستحضر بدايات المشروع القطري، الذي جمع الرجلين قبل أن يبلغ ذروته هذا الموسم بتحقيق الحلم الأكبر، وهو التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا. وانتشر مقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، أمس الأحد واليوم الاثنين، ظهر فيه النجم الإنكليزي دايفيد بيكهام وهو يعبر عن سعادته بالهدية التي تلقاها من رئيس نادي باريس سان جيرمان، ناصر الخليفي، والتي تمثلت في قميص تذكاري يحمل عبارة "السير دايفيد". وقد تبادل الرجلان أطراف الحديث لفترة وجيزة، أعادت إلى الأذهان ذكريات بدايات المشروع القطري، عندما انضم بيكهام إلى صفوف النادي في عام 2013، في تجربة قصيرة لكنها كانت رمزية تحت قيادة الخليفي. 
وتجلّت سعادة دايفيد بيكهام في اللفتة الرمزية التي خصّه بها رئيس باريس سان جيرمان، ناصر الخليفي، بعدما تذكّره بقميص يحمل النجمة الأوروبية، في إشارة إلى الإنجاز القاري التاريخي. وجاءت هذه الخطوة تقديراً من الخليفي لكل النجوم الذين مرّوا على مشروعه الطموح، إذ اعتاد تكريمهم والاعتراف بدورهم، حتى أولئك الذين لم يحققوا اللقب معه، لكنهم ساهموا في بناء الفريق. وكان الخليفي قد وجّه تحية خاصة لهم بعد التتويج بدوري الأبطال، وخصّ بالذكر ليونيل ميسي (38 عاماً)، نيمار جونيور (33 عاماً)، وغيرهما من الأسماء التي تركت بصمتها في مسيرة النادي. 
وأكد موقع إذاعة أر أم سي سبورت الفرنسية، اليوم الاثنين، أن المباراة شكّلت فرصة للقاء عدد من الوجوه الرياضية والمشاهير، من بينهم زوجة النجم ليونيل ميسي، أنتونيلا روكوزو (37 عاماً)، إلى جانب شخصيات بارزة أخرى. كما استغل ناصر الخليفي المناسبة لتكريم اللاعب الشاب برادلي باركولا (22 عاماً)، بعد وصوله إلى المباراة رقم 100 بقميص الفريق، وهو ما منحه لحظة خاصة في المدرجات، خطف بها الأضواء كما فعل الباريسي فوق أرضية الملعب. 
يُذكر أن باريس سان جيرمان حجز مكانه في الدور ربع النهائي من مونديال الأندية، إذ سيواجه بايرن ميونخ الألماني، وذلك بعد فوزه العريض على إنتر ميامي برباعية نظيفة تناوب على تسجيلها كل من النجم البرتغالي جواو نيفيس (20 عاماً) الذي أحرز هدفين، ولاعب إنتر ميامي توماس أفيلاس (21 عاماً) بالخطأ في مرماه، قبل أن يختتم المغربي أشرف حكيمي (26 عاماً) الرباعية.
الرئيس ناصر الخليفي يهدي الأسطورة بيكهام قميص خاص بمباراة اليوم يحمل اسمه pic.twitter.com/IReIIs3Qlc
— باريس بـالعربـي #ابطال اوروبا⭐️ (@Paris_Arabic) June 29, 2025
## "الأناضول": استشهاد 21 فلسطينياً بقصف الإسرائيلي على شاطئ بحر مدينة غزة
30 June 2025 01:10 PM UTC+00
## سموتريتش: يجب أن تنتهي الحرب على غزة بالنصر فقط دون اتفاقيات أو وسطاء
30 June 2025 01:16 PM UTC+00
## بزشكيان لماكرون: قرار وقف التعاون مع "الذرية الدولية" رد فعل طبيعي
30 June 2025 01:27 PM UTC+00
أفاد الموقع الإعلامي للرئاسة الإيرانية، اليوم الاثنين، بأن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أكد خلال اتصال هاتفي مساء الأحد مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، تعليقاً على تعبير الأخير عن قلقه إزاء تعليق إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن الوكالة ومديرها العام رافاييل غروسي "لم يعملا بحيادية رغم كل التعاون والتفاهمات التي أُنجزت"، مشيراً إلى أن "هذا السلوك غير مقبول إطلاقاً بالنسبة لإيران".
وأعرب بزشكيان عن دعمه قرار البرلمان الإيراني تعليق التعاون مع الوكالة، واعتبره "تعبيراً عن إرادة الشعب الإيراني وردَّ فعل طبيعياً على السلوك غير المبرر وغير البنّاء والمدمر من جانب مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وشدد الرئيس الإيراني على أن بلاده، رغم تأكيدها المتكررة أكثر من مرة عدم رغبتها في تصنيع أسلحة نووية، ورغم ترحيبها بالحوار لحل المشكلات والادعاءات المثارة بشأن أنشطتها النووية، تعرضت خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة لـ"هجوم من الكيان الصهيوني بدعم وموافقة أميركيين".
وأكد بزشكيان أن "كل الأنشطة النووية الإيرانية جرت تحت رقابة مفتشي الوكالة وكانت كاميراتها الرقابية تعمل في منشآتنا النووية، لكن رغم كل ذلك، وبعد سلسلة عمليات التخريب التي شنها الكيان الصهيوني، هاجمت أميركا أيضاً منشآتنا النووية عسكرياً". كما تساءل عن أسباب ما وصفه باعتماد الوكالة إسرائيل مصدراً لتقاريرها، رغم أن إسرائيل ليست عضواً في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وتتصرف منذ سنوات خلافاً لكل القوانين الدولية، على حد تعبيره. وأضاف: "هذا الكيل بمكيالين سبب الكثير من المشكلات لأمن المنطقة والعالم".
وجدد الرئيس الإيراني التأكيد أنه "في ظل التجارب الأخيرة، وحتى في حالة استمرار تعاون الجمهورية الإسلامية مع الوكالة، فما هي الضمانات لعدم تعرض منشآتنا النووية لهجمات جديدة؟". وشدد بزشكيان على سياسة بلاده "الثابتة في تجنب الحروب وزعزعة الاستقرار، وحرصها على معالجة القضايا حصراً عبر الدبلوماسية والحوار"، معرباً عن أمله في أن تلتزم المؤسسات الدولية، وفي مقدمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعهودها والتزاماتها مع الدول الأعضاء، وأن توجه العالم نحو السلام والأمن بدلاً من الحرب والصراع.
من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال الاتصال الهاتفي، نقلاً عن الموقع الرئاسي الإيراني، أن "فرنسا كانت من الدول الأولى التي أدانت الهجوم العسكري الأميركي والإسرائيلي على إيران، وأعلنت صراحة لرئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) أن فرنسا لا تعترف بأي وضع قانوني أو شرعي يسمح لإسرائيل بالتدخل بشأن الملف النووي الإيراني". وأضاف ماكرون: "نحن نتفهم وندعم موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بضرورة تطبيق القوانين بشكل صحيح ومتساو من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ونشدد على أهمية استمرار التعاون بين إيران والوكالة، حتى في إطار جديد، وكذلك أهمية مواصلة الحوار مع الدول الأوروبية".
استدعاء القائم بالأعمال الأوكراني
في غضون ذلك، استدعت الخارجية الإيرانية، اليوم، القائم بالأعمال الأوكراني في طهران، احتجاجا على "التصريحات غير المبرّرة التي أدلى بها بعض المسؤولين الرسميين في أوكرانيا بشأن العدوان الذي شنه كل من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة على إيران". وخلال الاستدعاء، تم تحذير القائم بالأعمال الأوكراني من "عواقب تكرار مثل هذه المواقف العدائية والتحريضية من قبل النظام الأوكراني ضدّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وفق وكالة إيسنا الإيرانية. وأكّد القائم بالأعمال الأوكراني من جانبه أنه سيقوم بنقل احتجاج إيران الرسمي إلى حكومته في أسرع وقت ممكن.
اتصال بين وزيري خارجية إيران ومصر
إلى ذلك، أجرى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مكالمة هاتفية مع نظيره المصري بدر عبدالعاطي حيث استعرض الجانبان آخر التطورات الإقليمية في أعقاب وقف العدوان الإسرائيلي على إيران، وفق تصريح صحافي للخارجية الإيرانية. وأشار عراقجي خلال المباحثات إلى إدانة غالبية المجتمع الدولي، ولا سيما الدول الإسلامية والمنظمات الإقليمية البارزة، للعدوان الإسرائيلي على إيران، معربا عن استيائه من عدم صدور إدانة من جانب هيئتين دوليتين مسؤولتين هما مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومؤكدا على "متابعة الجمهورية الإسلامية الإيرانية الجادة تعقب المعتدي ومطالبة الأخير بدفع التعويضات".
من جانبه، أعرب وزير خارجية مصر عن ارتياح القاهرة لوقف العدوان الإسرائيلي، مؤكدا استمرار جهودها للمساهمة في خفض التوتر في المنطقة، بما في ذلك السعي لإرساء وقف إطلاق النار في غزة.
## سورية تمنع فجأة استيراد السيارات المستعملة
30 June 2025 01:31 PM UTC+00
أصدرت وزارة الاقتصاد والصناعة السورية، مساء أمس الأحد، قراراً بوقف استيراد السيارات المستعملة، واستند القرار الصادر عن الوزير محمد نضال الشعار إلى أحكام المرسوم التشريعي رقم 60 لعام 1952 وتعديلاته، وأحكام القرار الرئاسي رقم 9 الصادر في 29 مارس/آذار الماضي، ومقتضيات المصلحة العامة. ونص القرار، وفق مادته الأولى، على وقف استيراد السيارات المستعملة اعتباراً من تاريخ صدور القرار، باستثناء الرؤوس القاطرة والشاحنات وآليات الأشغال العامة والجرارات الزراعية التي لا تتجاوز سنة صنعها عشر سنوات عدا سنة الصنع، إضافة إلى حافلات نقل الركاب التي عدد مقاعدها 32 مقعداً، على ألا تتجاوز سنة صنعها أربع سنوات عدا سنة الصنع.
ووفق المادة الثانية، يُستثنى من القرار المستوردون الذين قاموا بشراء سيارات قبل تاريخ صدور القرار على أن يثبتوا أرقام هيكل السيارة لدى الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية حتى تاريخ 6 من يوليو/ تموز في موقعها في دمشق بمنطقة كفرسوسة. ونصت المادة الثالثة على السماح باستيراد السيارات الجديدة وغير المستعملة، على ألا تزيد سنة الصنع عن سنتين عدا سنة الصنع.
وانتقد الباحث الاقتصادي مجد أمين آليات صدور القرار والطريقة المفاجئة، موضحاً في حديثه لـ"العربي الجديد" أن الحفاظ على القطع الأجنبي لا يكون بمنع استيراد السيارات المستعملة، كون المنع حصل عليها فقط، فالأمر غير منطقي، من الناحية العملية، لأن السيارات الجديدة سعرها مرتفع، وأيضاً بالقطع الأجنبي، والبلد بحاجة لسيارات، بالتالي أعداد السيارات ربما تقل قليلاً، لكن سعرها مرتفع.
وأوضح أمين أن "السيارة التي سعرها 2000 دولار، لا تُقارن بسيارة سعرها 30 ألف دولار، إذا كان الحديث عن القطع الأجنبي هنا، فالمعادلة غير متزنة من الناحية الاقتصادية، وبالتالي يجب إيقاف الاستيراد للحفاظ على القطع الأجنبي"، لافتاً إلى أن الآلية التي اتُّخذ بها القرار وبشكل مفاجئ هي آلية غير مهنية، كون السماح بالاستيراد كان بقيود محدودة للغاية قبل عدة أشهر، وهناك الكثير من التجار أدخلوا سيارات إلى سورية، ومع القرار المفاجئ، سيتسبب ذلك بارتفاع الأسعار في السوق، والمواطن العادي لن يعود قادراً على شراء سيارة رخيصة السعر نسبياً.
وأكد أمين أن أي قرار من دون وجود ضوابط لن يكون سليماً، مشيراً إلى أنه يمكن العمل على المواصفات وصلاحيات السيارة واللجان الفاحصة، وهذه اللجان تُحدث فرص عمل، وتمنح ثقة للشاري كونها خاضعة للفحص. ولفت إلى أن القرار يبدو أنه يصب في مصلحة تجار، واتُّخذ بطريقة عشوائية من قبل الوزارة التي لم تُقدّر الحجم النهائي من الناس، دائماً نتحدث عن قرارات المنع بدلاً من البحث عن حلول، سورية بلا طرق ولا جسور، ونأتي بمنع السيارات، اليوم ازداد أيضاً عدد السكان.
بدوره، انتقد بروفيسور الاقتصاد إبراهيم فتوح عبر فيسبوك القرار الصادر عن الوزارة، مشيراً إلى أن القرار يعالج المسألة من منظور ضيق، كون افتراض السيارات المستوردة للاستعمال داخل البلد فقط. وتابع: "نظراً إلى تجارب الدول الأخرى كالإمارات مثلاً، وخاصة إمارة الشارقةّ فإنها تستورد مئات الآلاف من السيارات المستعملة بدون أي قيد، ما جعل منها مركزاً دولياً لتجارة السيارات المستعملة، فتصدر السيارات التي استوردتها إلى كثير من الدول كروسيا وأوكرانيا والعراق ومصر ودول أفريقيا وسورية وغيرها الكثير".
## مرضى السرطان في غزة... وفاتان يومياً نتيجة نقص العلاج والأدوية
30 June 2025 01:36 PM UTC+00
تتفشى الأورام السرطانية في أجساد مرضى قطاع غزة الذين لا يتمتعون بأدنى درجات مقاومة المرض في غياب العلاج والأدوية، ونقص الغذاء، ووسط أوضاع مأساوية نتيجة انهيار شبه كامل للقطاع الصحي.
على أحد الأسرّة بقسم الأورام في "مستشفى الحلو" بمدينة غزة، كانت هدى المظلوم (57 سنة) تتلقى جرعة الكيماوي الرابعة، بعد اكتشاف إصابتها في مطلع العام الحالي بورم سرطاني في الغدة اللمفاوية، وقد أجرى لها الأطباء عملية جراحية لإزالة الورم، ثم حددوا لها جرعات الكيماوي، وهي تبيت بالمشفى لمدة أربعة أيام قبل تلقي الجرعة التي تستغرق 24 ساعة، لإجراء الفحوص والتحاليل، وقبل الجرعة تحصل على أربع وحدات محاليل لتهيئة جسدها.
تقول المظلوم لـ"العربي الجديد"، إن "عدم وجود الغذاء المناسب يفاقم حالتي الصحية، فبشق الأنفس أستطيع إيجاد كأس لبن، وبصعوبة أوفر عصيراً في ظل سياسة تجويع إسرائيلية أدت إلى نفاد كل السلع من الأسواق نتيجة إغلاق المعابر منذ 2 مارس/ أذار الماضي، ما انعكس بشكل كبير على المرضى. نفدت آخر أقراص علاج الغدة الدرقية المقرر أن أداوم عليها، وبحثت ابنتي عن شريط في كافة المشافي والصيدليات، لكنها لم تجد، وبسبب ضعف التغذية يضعف جسدي، فالعلاج الكيماوي يحرق الجسم، ويجب أن تقابله تغذية جيدة مستمرة، لكن كل ما أستطيع تناوله اليوم هو العدس أو الزعتر، وإيجاد حبة خيار أو بندورة صعب".
في غرفة أخرى مكتظة، يرقد صبري عبد النبي (53 سنة)، وقد اكتشف إصابته بسرطان الأحبال الصوتية في يناير/ كانون الثاني الماضي، وكان يعاني منذ سنوات من آلام في الأحبال الصوتية من دون اكتشاف المرض. حالياً، يمكنه التنفس بصعوبة، وبالكاد يسمع صوته أثناء الحديث. يحمل علبة حليب شارفت على النفاد، كي تساعده على تعويض ضعف التغذية. يقول ابنه المرافق لـ"العربي الجديد": "ضعف التغذية يؤثر على صحة أبي، ولا يوجد مدعمات مناعة ولا فيتامينات، وبالتالي يصعب عليه مقاومة السرطان. الحليب بديل عن الغذاء، لكننا لا نجده دائماً، وبصعوبة يوفره المشفى".
قبل الحرب، كان عبد النبي يراجع طبيباً بمستشفى الصداقة التركي التخصصي، وكانت تخصص له غرفة للمبيت بمفرده، بينما اليوم يبيت في غرفة مكتظة، ويؤكد ابنه أن العديد من أصناف الدواء غير متوفرة، كحبوب منع النزيف، إذ يتقيأ دماً بشكل مستمر. ويضيف: "نتيجة نقص الغذاء أصبح أبي نحيفاً للغاية، وبات يتعب من جرعة الكيماوي الخفيفة، ولا يستطيع تحمل جرعات الكيماوي الثقيلة. وهو يمكث منذ شهر بالمشفى، ولم يستفد شيئاً، وتقدمنا بتحويلة علاجية عاجلة للسفر قبل عدة أشهر، لكن لم يتم السماح له بالسفر بعد".
بصعوبة، استطاعت عبير جعرور (43 سنة)، وهي مريضة بسرطان الثدي، إيجاد سرير في قسم يعج بكافة الأمراض، بعدما ساءت حالتها الصحية نتيجة التهابات بالرئة، وحينها قرر الطبيب مبيتها. تقول: "انتهيت من جلسات العلاج الكيماوي للمرحلتين الأولى والثانية، والآن ينبغي السفر لاستكمال العلاج الإشعاعي خارج قطاع غزة. قدمت تحويلة للعلاج بالخارج، لكن لم يتم السماح لي بالسفر حتى الآن".
وتضيف لـ"العربي الجديد": "كل مرضى السرطان يعانون من قلة العلاج، وأحيانا يعطيني الطبيب علاجاً بديلاً، ويكون للأسف غير فعال، وأحتاج أخذ كمية مضاعفة من العلاج البديل، إضافة إلى أزمة غياب الفيتامينات". وبشكل أسبوعي تزور جعرور المشفى، وتؤرقها وسائل المواصلات غير المريحة، وهي تحرص على الوصول مبكراً كي تتمكن من مراجعة الطبيب، فالدور طويل، والمرضى تقدر أعدادهم بنحو 50 في كل جلسة، بينما عدم توفر العلاج الإشعاعي يفاقم حالتها.
وتتزايد التكهنات حول وجود ارتباط بين زيادة معدلات الإصابة بالسرطان والإشعاعات المنبعثة عن الصواريخ التي ألقاها جيش الاحتلال على قطاع غزة.
أصيب أشرف صباح (51 سنة) بالمرض قبل شهر، ويعيش بأنبوب تنفس يتصل بأنفه على مدار 24 ساعة، وقد تغير حاله عما كان عليه قبل الإصابة، فبعد إصابته بجلطة في القدم، اكتشف الأطباء إصابته بسرطان القولون، علما أنه مريض قولون تقرحي منذ ما قبل الحرب.
يحكي صباح لـ"العربي الجديد" بصوت لاهث: "الحرب لها علاقة مباشرة بإصابتي، فكثيراً ما تصلنا الإشعاعات، والسبب الآخر أنني كمريض قولون، وقد عانيت من انقطاع علاج القولون الوقائي طويلاً، وربما هذا أيضا هيأ لانتشار السرطان. نتلقى الرعاية بما هو متاح من إمكانيات، لكن للأسف الوضع الصحي في غزة صعب، وهناك مراحل قادمة تتطلب علاجاً كيماوياً، ومن ثم علاجا إشعاعيا، ولا أعرف كيف ستكون الأمور عندها".
أما الفلسطينية أم محمد النملة (65 سنة) فقد أصيبت بسرطان الرئة في عام 2007، وجرى استئصال جزء من الرئة، ثم أصيبت بسرطان الثدي في عام 2012، وجرى استئصاله، وبعدها بعامين أصيبت بسرطان الرحم، وقامت أيضاً باستئصاله، ورغم إتمام علاجها الكيماوي قبل الحرب، إلا أن حالتها تدهورت بعد الحرب بسبب غياب المتابعة والرعاية، ونتيجة سوء التغذية، وقبل أسبوع أصابتها جلطة، وكان الأطباء يشكون في عودة المرض.
تقول النملة، وهي نازحة إلى منطقة المواصي بخانيونس، لـ "العربي الجديد": "أظهرت الصورة المقطعية أن المرض لم يعد، وأن ما حدث هو جلطة فقط. خلال الحرب نزحت إلى مخيم النصيرات للحصول على العلاج الهرموني، وأثرت الحرب على حالتي، وأشعر بارتجافة مستمرة، خاصة أنني أتبع نظاما علاجيا هرمونيا شهريا، ولا يزال متوفرا في غزة. أعاني من مضاعفات مستمرة بالرئة، وضيق تنفس، والتهابات تؤدي إلى المكوث بالمشفى لفترة كل شهر".
ووفق دائرة نظم المعلومات الحكومية، فإن عدد مرضى السرطان في قطاع غزة يبلغ 11 ألف مريض، من بينهم 2900 بانتظار السفر، ومنذ بداية الحرب، فقد العديد من مرضى السرطان حياتهم نتيجة الظروف القاسية وغياب العلاج، إضافة إلى استشهاد نحو 20 مريضاً بالقصف الإسرائيلي.
ويقدر المدير الطبي لمركز غزة للسرطان، الطبيب محمد أبو ندى، أن "هناك حالتي وفاة يومية بين مرضى السرطان، بمعدل 1300 وفاة منذ بداية الحرب، والأسباب متعددة، ومن بينها ظروف الحرب الصعبة، وعلى رأسها النزوح المتكرر، وعدم وجود طعام جيد لبناء المناعة، وعدم وجود الأدوية الداعمة مثل الكالسيوم والفيتامينات، وصعوبة الحصول على العلاج الكيماوي، ما يؤدي إلى تفشي المرض في الجسم".
ويوضح أبو ندى لـ"العربي الجديد" أن "مرضى السرطان يعيشون أوضاعاً كارثية منذ بدء العدوان الإسرائيلي، وتفاقمت المعاناة بعد تدمير البنية التحتية والمنظومة الصحية، وعلى رأسها مستشفى الصداقة التركي المتخصص بالأورام، فضلاً عن تدمير 34 مشفى من أصل 38، وإخراج نحو 80 مركزاً صحياً عن الخدمة، ما أدى إلى نقص حاد بالرعاية الصحية. قبل ثلاثة أسابيع، كان المشفى الأوروبي بخانيونس الملاذ الأخير لمرضى السرطان، وبعد قصف الاحتلال محيطه، تضررت أجزاء منه، وتضررت أجهزة طبية، فاضطررنا إلى النزوح إلى مشفى ناصر، حيث الازدحام شديد، وبالتالي انقطعنا عن تقديم العلاج الكيماوي منذ ثلاثة أسابيع".
ويتابع: "غياب العلاج أدى إلى تدهور سريع في حالة المرضى، وحالياً توقفت العلاجات الكيماوية والإشعاعية، وسفر المرضى للعلاج بالخارج متوقف نتيجة إغلاق معبر رفح، ما يمنع المرضى من تلقي العلاج. كان متاحاً لبعض المرضى العلاج في المشفى الأوروبي وفي مجمع ناصر، لكن المستلزمات الموجودة محدودة، وهناك نقص حاد في كل شيء، ما يجعل تقديم الرعاية اللازمة غير ممكن".
يضيف الطبيب الفلسطيني: "كان مشفى الصداقة التركي هو المركز الوحيد المتخصص في تقديم العلاج الكيماوي للسرطان في قطاع غزة، وبعد تدمير جزء منه وقطع الكهرباء عنه في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، توقفت خدماته تماماً. حينها بدأنا رحلة انتقال. انتقلنا من مشفى الصداقة إلى مشفى شهداء الأقصى بالمحافظة الوسطى، ثم إلى مجمع ناصر بخانيونس، ثم مشفى أبو يوسف النجار ومركز الزهراء في رفح، وعدنا لاحقاً إلى مجمع ناصر، قبل الانتقال من جديد إلى المشفى الأوروبي، ثم عدنا أخيراً إلى مجمع ناصر. خلال تلك الرحلة الطويلة فقدنا الكثير من المعدات والمستهلكات والأدوية، وفي كل مرة كنا لا نستطيع أخذ كل معداتنا وأسّرتنا، ما أثر على إمكانيات تقديم العلاج للمرضى".
## سموتريتش يرفض أن تنتهي حرب غزة باتفاق وعائلات المحتجزين تهاجمه
30 June 2025 02:16 PM UTC+00
هاجمت عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، اليوم الاثنين، وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، بعد دعوته للتخلي عن الوسطاء ورفضه لإبرام اتفاق مع حركة حماس، واتهمته بالتخلي عن ذويهم وإصراره على "حرب أبدية" بقطاع غزة المحاصر. وفي وقت سابق اليوم، قال سموتريتش في اجتماع لحزبه "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف: "يجب أن تنتهي هذه الحرب بالنصر فقط، دون اتفاقيات أو وسطاء، و(مع) تدمير حماس وعودة المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين)".
ونقلت عنه هيئة البث الإسرائيلية قوله مخاطبا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "لا للحوار مع القتلة"، وفق تعبيره. ودعا الوزير المتطرف أيضا إلى عدم إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية مقابل المحتجزين الإسرائيليين. ويأتي ذلك بعد تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب، دعا فيها للتوصل إلى اتفاق بخصوص وقف إطلاق النار بغزة.
وأغضبت تصريحات سموتريتش عائلات المحتجزين الإسرائيليين التي قالت بمنشور على منصة "إكس": "إلى متى سيستمر سموتريتش في تضليل شعب إسرائيل وترويج مفاهيم خطيرة لهم؟". وأضافت: "ليس لدى سموتريتش أي خطة حقيقية سوى حرب أبدية، خالية من الأهداف والغايات، ولكن بثمن واضح ومؤلم - فقدان المختطفين- وثمن باهظ من أرواح جنود جيش الدفاع الإسرائيلي". وبشأن دعواته لإعادة الاستيطان بغزة، قالت العائلات: "من جهة، يصوت سموتريتش لصالح عودة الاستيطان إلى قطاع غزة، مدعياً عدم وجود عائق أمني، ومن جهة أخرى، يصوت لتوسيع نطاق القتال، مدعياً أن حماس لم تُهزم بعد".
وأضافت: "كفى تضليلاً وأوهاماً حول انتصارات غامضة ومفاهيم ضائعة حول الضربة القاضية النهائية". وتابعت: "تخلى سموتريتش عن قضية المختطفين، لكنه لا يمثل الجمهور الذي تعلم غالبيته العظمى أن النصر الإسرائيلي الكامل لن يتحقق إلا من خلال اتفاق شامل يعيد جميع المختطفين وينهي القتال (الحرب)".
وشكلت تصريحات الرئيس الأميركي المتتالية حول غزة وقرب التوصل إلى اتفاق إشارة بشأن انطلاق قطار المفاوضات المتعطل، بما في ذلك قوله، الجمعة الماضي، إنه "يعتقد أن وقفاً لإطلاق النار سيتحقق خلال الأسبوع المقبل"، وعاد بعد ذلك، أمس الأحد، وكتب على منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال: "أبرموا الاتفاق في غزة. أعيدوا الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين)". وتفتح التصريحات والنقاش الدائر حالياً بشأن مفاوضات غزة باب التساؤل حول مصير أي اتفاق محتمل وفرصه، في ظل الموقف الإسرائيلي المعروف سلفاً، الرافض فكرةَ إنهاء الحرب والمتمسك بتهجير الغزيين إلى خارج القطاع.
(الأناضول، العربي الجديد)
## العدوان الإسرائيلي على إيران: 935 قتيلاً بينهم 38 طفلاً و132 امرأة
30 June 2025 02:22 PM UTC+00
أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران أصغر جهانغير، اليوم الاثنين، أن آخر بيانات الطب الشرعي أفادت بأنه جرى التعرف على 935 من قتلى الحرب التي شنتها إسرائيل على البلاد لمدة 12 يوماً، من بينهم 38 طفلاً و132 امرأة كانت بعضهن حوامل". وأضاف أن "79 من المراجعين وأسر السجناء وموظفي إدارة السجون وسكان منطقة إيفين، شمال غربي طهران، وعدد من السجناء قضوا أيضاً وفق الإحصائيات الرسمية، كما أصيب عدد آخر بجروح".
وكان المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية أصغر جهانغيري أعلن، أمس الأحد، أن عدد قتلى الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف سجن إيفين بلغ 71، من بينهم طواقم السجن وجنود في الخدمة وسجناء وبعض أقارب السجناء. وقال: "ارتكب الصهاينة في هجومهم على إيفين جريمة متكاملة، وحتى الجيران المقيمون في جوار قاعة الزيارة ومبنى التحقيقات تأثّروا بشكل كبير".
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الإيرانية، اليوم، أن العدوان الإسرائيلي خلّف 15 قتيلاً و18 جريحاً من أفراد الكوادر الطبية، كما دُمّرت 11 سيارة إسعاف، وتعرضت ثمانية مستشفيات وأربعة مراكز صحية وستة مراكز طوارئ لأضرار متفاوتة.
إلى ذلك، قال رئيس منظمة الوقاية وإدارة الأزمات في مدينة طهران علي نصيري اليوم الاثنين: "جاهزية المدينة لمواجهة الأزمات لا تزال دون المستوى المطلوب، وجرى تفعيل مراكز الأزمات لتوزيع الخدمات والإمدادات الطارئة في العاصمة". أضاف: "تعمل 109 مراكز أزمة في أنحاء مدينة طهران تضم فرقاً من الهلال الأحمر والإطفاء، وخلال العدوان الإسرائيلي الأخير، توّلت بلدية طهران مسؤولية إيواء أشخاص محتاجين وآخرين تضررت منازلهم، أو فقدوها، في فندقين، وبموجب عقد جديد مع أربعة فنادق، أتيحت إمكانية إيواء أشخاص مع تقديم ثلاث وجبات طعام يومياً كي لا يبقى أي متضرر بلا مأوى".
وفي وقت لاحق، أعلن وزير التربية والتعليم في إيران، علي رضا كاظمي، اليوم الإثنين، عن "استشهاد 30 طالباَ بينهم 21 طالبا في طهران و7 من الكوادر التعليمية" خلال الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، مشيرا إلى أن الوزارة قامت بتشكيل لجنة تنسيق وإدارة الأوضاع الحربية في القطاع التربوي، حيث تم تأسيس 14لجنة فرعية ووضع سيناريوهات خاصة لمواجهة الحالات الطارئة.
## 33 عاما على اغتيال الرئيس الجزائري محمد بوضياف.. روايات لم تقنع أحدا
30 June 2025 02:22 PM UTC+00
"باش فاتونا (بماذا سبقونا)، فاتونا بالعلم"، ما هو ثابت أن تلك العبارة كانت آخر الكلمات التي قالها رئيس الدولة الجزائرية محمد بوضياف على منصة قاعة دار الثقافة بعنابة شرقي الجزائر. غير ذلك لا أحد يملك الحقيقة حول الدوافع التي جعلت عنصراً من فريق الحراسة الخاصة والمتقدمة، الملازم مبارك بومعرافي، يطلق الرصاص عليه من وراء الستار. منذ ذلك اليوم، 29 يونيو/ حزيران 1992، والجزائر تغرق في دوامة العنف والإرهاب، في أعقاب توقيف المسار الانتخابي من الجيش في يناير/ كانون الثاني 1992.
كان عنصر الحراسة من فرقة التدخل الخاص بومعرافي قد اتخذ موقعه خلف الستار، وراء المنصة التي كان يجلس عليها الرئيس بوضياف، رمى بومعرافي بقنبلة يدوية تدحرجت فوق سطح المنصة الخشبية من وراء الحجاب إلى غاية المنصة الخشبية الرسمية، قبل أن يطلق زخات من الرصاص على الرئيس بوضياف ويرديه قتيلاً؛ وسط دهشة الحضور.
كان على المنصة مع الرئيس، رئيس غرفة التّجارة والصّناعة ومحافظ ولاية عنابة، ولوحظ حينها أن الرئيس بوضياف كان في زيارة رئاسية إلى معرض خاص بالشباب والمبادرات الشبابية، غير أنه لم يكن مرفوقاً بوزراء من الحكومة سوى وزير المجاهدين (قدماء محاربي ثورة التحرير). يأخذ من يشكّكون في الرواية الرسمية لحادثة الاغتيال، هذا الأمر على أساس أنه من بين مؤشرات وجود مؤامرة للاغتيال، رغم أن الفاعل بومعرافي، ظل يقرّ في جلسة المحاكمة، أنه الوحيد المسؤول عن العملية، وأنه قام بذلك بدافع شخصي، بينما راجت في تلك الفترة مزاعم بأنه كانت لبومعرافي دوافع ذات صلة بميوله إلى الجبهة الإسلامية للإنقاذ (المحظورة)، بناء على رسالة بخط يده، لكن لم يثبت جدياً.
بومعرافي، ظل يقرّ في جلسة المحاكمة، أنه الوحيد المسؤول عن العملية
كان محمد بوضياف، وهو كبير مجموعة 22 ومجموعة الـ6 التي قرّرت تفجير ثورة الجزائر، قد عاد في 26 يناير 1992، من المنفى في المغرب، بعد 29 عاماً من مغادرته البلاد عام 1963 في أعقاب خلافات حول السلطة مع الرئيس السابق أحمد بن بلة مباشرة عقب استقلال الجزائر، إذ استقر في فرنسا وأسس حزباً معارضاً للنظام باسم حزب الثورة الاشتراكية، ثم انتقل إلى المغرب حيث أقام مشروعاً لمصنع الآجر، اقترحته قيادة الجيش لإدارة شؤون البلاد في أعقاب استقالة الرئيس الشاذلي بن جديد في 12 يناير 1992.
وفي ظل فراغ دستوري، اهتدت قيادة الجيش إلى تشكيل مجلس أعلى للدولة يضمّ خمس شخصيات تعهد رئاسته إلى بوضياف، الذي قبل بذلك وعاد لتسلم المسؤولية، دون أن تكون لديه فكرة واضحة عن الأوضاع وطبيعة النظام السياسي وتوزع مراكز القوة والنفوذ في الجزائر.
هلّلت الجماعات المسلحة والمتشدّدة لحادث الاغتيال، بينما عمّت الصدمة البلاد وهجمت جموع الجزائريين على مقرّ الرئاسة يوم تأبين بوضياف ولم تستطع قوى الأمن التحكم في الوضع، وأقيمت جنازة شعبية ورسمية كبيرة للرجل الذي مثل في بعض خطاباته وفي الفترة القصيرة التي تسلم فيها منصب رئاسة الدولة، أملاً للشباب وللجزائريين في الخروج من نفق كان يبدو في بداياته في تلك الفترة.
 بعد اغتيال بوضياف جرى إنشاء لجنة وطنية للتحقيق، ترأسها أحد الأصدقاء المقربين من الرئيس بوضياف، أحمد بوشعيب وهو عضو مجموعة 22 التاريخية التي فجرت ثورة الجزائر، وعضوية صديق بوضياف علال الثعالبي، والحقوقي يوسف فتح الله الذي اغتيل عاماً بعد ذلك، (تربط بعض التقارير بين اغتياله ورفضه التوقيع على تقرير لجنة التحقيق لوجود ثغرات في كشف الحقائق) والحقوقي مبروك بلحسين محمد فرحات، وكمال رزاق بارة؛ الذي سيصبح لاحقاً رئيساً للمرصد الحكومي لحقوق الإنسان والناطق الرسمي باسم لجنة التحقيق.
نص مرسوم إنشاء اللجنة الذي صدر في الرابع من يوليو/ تموز 1992، على أنها تتمتع بسلطة أن "تقوم بسماع كل ما تراه مفيداً للتحقيق، وتطلع على كل المعلومات أو الوثائق مهما كان حائزها ومهما كانت طبيعتها، وتطلب كل تدبير تحفظي يفيدها في إتمام مهمتها، وأنه لا يمكن، بأي حال من الأحوال عرقلة مهمة اللجنة، بما في ذلك التذرّع بالسرية، مهما كانت طبيعة المعلومات أو الوثائق المطلوبة أو نوعيتها وأهميتها.
وجاء في المرسوم، أنه "لا يمكن أن يعترض على اللجنة بأي اعتراض مستمد من علاقة تبعية أو من صلة وصاية أو تسلسل سلمي، وأنه يمكن لرئيس اللجنة، أن يلجأ إلى القوة العمومية، التي يجب عليها أن تقدم له المساعدة والعون، تبعاً لما يتطلبه التحقيق، على أن تقدم اللجنة كتابياً، في ظرف عشرين يوماً ابتداء من تاريخ تنصيبها، النتائج الأولية للسلطة القضائية المكلفة بالقضية، والمجلس الأعلى للدولة".
بعد حادثة الاغتيال، جرت محاكمة بومعرافي الذي كان قد رفض أن ينوبه محامون. لم يبدِ بومعرافي تعاوناً مع المحكمة، واكتفى بترديد مقدمة دينية في أول مداخلة له، إلى غاية جلسة في الثالث يونيو 1995، ثلاث سنوات بعد الحادث، أدين بومعرافي بحكم الإعدام، لكن هذا الحكم لم ينفذ، لكون الجزائر كانت قد علقت منذ عام 1993، تنفيذ أحكام الإعدام. وكان لافتاً أنه جرت محاكمته من القضاء المدني، برغم أنه عسكري وكان يفترض أن يحاكم من القضاء العسكري. ويُعتقد أن السلطة التي كانت تواجه ضغوطاً وشكوكاً مكثفة بشأن حادث الاغتيال، فضلت أن يحاكم مدنياً بما يتيح للصحافة والجميع متابعة المحاكمة، لتعزيز موقفها الذي ينفي وجود مؤامرة مدبرة في الاغتيال.
وبدت عائلة الرئيس محمد بوضياف، زوجته ونجله ناصر بوضياف خاصة، كما كثير من الجزائريين غير مقتنعين تماماً بالرواية الرسمية التي طرحتها السلطة، والتي تحيل إلى فعل منعزل لبومعرافي في اغتيال الرئيس محمد بوضياف، وتبني هذا الرفض على استنتاجات وإقرارات لضباط في الجيش والمخابرات فارين إلى الخارج، يطرحون رواية تحيل إلى وجود تدبير مسبق لاغتيال الرئيس بوضياف، والذي كان قد بدأ في توجيه انتقادات حادة لما وصفها بالمافيات المالية والفساد في السلطة. وأمس الأحد في الذكرى 33 لاغتيال والده، كتب ناصر بوضياف "33 عاماً بلا عدالة، الحقيقة لا تزال مُمزقة. لكن ذكراه لا تزال مُشتعلة".
وسمحت فترة الحراك الشعبي بعد عام 2019، لناصر بوضياف، مطالبة العدالة الجزائرية بتمكين عائلة الرئيس من حقّها في إعادة فتح ملف حادثة الاغتيال لوالده، ونشر سلسلة رسائل في هذا الصدد، معتبراً أنه "لا يمكن أن يكون عملاً منعزلاً، وأنه مرتبط بإدانة الرئيس بوضياف من مكانته العالية، للمافيا السياسية المالية".
مثل كل حوادث اغتيال الشخصيات رفيعة المستوى، تظل كل الحقائق نسبية إلى حين ظهور ما يعزّز رواية أو ما ينسف أخرى، حتى الآن، لا الرواية الرسمية لحادث اغتيال الرئيس محمد بوضياف أقنعت أحداً، ولا خصوم هذه الرواية تمكّنوا من تقديم ما يثبت طروحاتهم، بينهما تبقى الحقيقة عالقة على حبل الزمن والمستقبل.
## برنامج جزائري لدعم السينما بأيدي النساء
30 June 2025 02:22 PM UTC+00
أطلقت الجزائر برنامجاً جديداً موجهاً إلى حاملات مشاريع السينما من النساء. البرنامج يحمل اسم "هي"، أشرف على إطلاقه أمس الأحد وزير الثقافة الجزائري، زهير بللو، وسوف يركّز على تطوير المهارات الفنية والعملية للنساء الجزائريات في مجال الأفلام الروائية القصيرة. وسوف يشرف البرنامج على إعداد سينمائيات جزائريات حاملات لمشاريع أفلام روائية قصيرة لا تتجاوز مدتها 13 دقيقة.
ونقل موقع النهار الجزائري عن بللو، خلال كلمة له في مقر المركز الوطني للسينما والسمعي البصري، أن برنامج "هي" هو "مبادرة رائدة. تجمع نخبة من المواهب النسائية الصاعدة في مجال كتابة السيناريو والإخراج. بهدف تمكينهن من إنتاج أفلام روائية قصيرة تحمل رسائل كبيرة وتعكس تجارب إنسانية هامة". وأضاف أن برنامج "هي" تكوين ميداني سوف يسمح للمشارِكات بـ"إنتاج أعمال جديرة بالتقدير والمشاهدة" بحسبه. كذلك رأى أن البرنامج "يحقق مساعي قطاع الثقافة والفنون لترقية الإنتاج السينمائي". 
محاولات الجزائر في قطاع السينما
هذا وأعلن الوزير عن تنظيم أيام حول سينما المرأة سوف تشهد ترسيماً العام المقبل، "تأكيداً لمرافقة وزارة الثقافة والفنون للمواهب الشابة في مجال السينما"، و"مساعدة حاملات المشاريع السينمائية على تنفيذها على أرض الواقع" بحسبه. ووفق المركز الوطني للسينما والسمعي البصري.
وتأتي هذه المبادرات الحكومية بينما تحاول الجزائر إحياء السينما في البلاد، على أمل العودة إلى عصرها الذهبي الذي شهدته خلال السبعينيات قبل الانحدار في الثمانينيات والتسعينيات. لكن هذه المحاولات تأتي وسط مزاج متقلب من السلطة الجزائرية تجاه السينما، إذ أحدثت هيئة للإشراف على العمل السينمائي وقانوناً يهدد إنتاجات سينمائية بالسجن.
## مجزرة على شاطئ غزة.. أكثر من عشرين شهيداً في "قصف وحشي" للاحتلال
30 June 2025 02:23 PM UTC+00
استُشهد 21 فلسطينياً على الأقل، بينهم صحافي، وأصيب نحو 50 آخرين، مساء اليوم الاثنين، إثر قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي استراحة على شاطئ بحر غزة. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مصادر طبية أن "21 مواطناً في حصيلة أولية استُشهدوا، وأصيب آخرون، بينهم حالات حرجة، في قصف طائرات الاحتلال استراحة الباقة على شاطئ البحر". وأشارت المصادر نفسها إلى أن من بين الشهداء الصحافي إسماعيل أبو حطب، فيما أصيبت الصحافية بيان أبو سلطان بجروح، ولم تتضح على الفور طبيعة إصابتها. 
من جانبها، لفتت حركة حماس إلى "تصعيد كبير للقصف الوحشي الصهيوني على كافة مناطق قطاع غزة، خصوصاً مدينة غزة، التي تشهد غارات جوية مكثفة تطاول المدنيين العزل في الأحياء السكنية في شرقها وغربها"، منددة في بيان باستهداف "مواطنين أبرياء تجمّعوا في استراحة على شاطئ بحر مدينة غزة المكتظ بالنازحين الفارّين من القصف المتواصل شرق المدينة". وقالت إن "ما تشهده مدينة غزة من هجوم وحشي، وتصعيد الجيش الصهيوني مجازره بحق المدنيين الأبرياء؛ هو جرائم حرب موصوفة، وعمليات تطهير عرقي ممنهجة، تمعِن حكومة الاحتلال في تنفيذها أمام سمع العالم وبصره".
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق إبادة جماعية في غزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم الإسرائيلي. وخلّفت الإبادة أكثر من 190 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات الآلاف من النازحين وسط مجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال. وباستشهاد أبو حطب، ترتفع وفق "وفا" حصيلة الشهداء الصحافيين منذ بدء الحرب على غزة إلى 227 صحافياً وصحافية.
وتنصل الاحتلال الإسرائيلي من اتفاق 19 يناير/كانون الثاني الماضي الذي أبرم بوساطة قطرية ومصرية وشراكة أميركية، والذي نص على تقسيم اتفاق وقف إطلاق النار الشامل في غزة إلى ثلاث مراحل، مدة كل مرحلة 42 يوماً. إلا أن الاحتلال فرض حصاراً مشدداً على القطاع في الثاني من مارس/آذار الماضي مع انتهاء المرحلة الأولى، ثم استأنف الإبادة في الـ18 من الشهر نفسه.
وعادت الأنظار نحو قطاع غزة بعد انتهاء المواجهة الإيرانية - الإسرائيلية التي استمرت 12 يوماً، شهدت خلالها تعثر مفاوضات غزة، وتجميد النقاش حول مستقبل القطاع ومصير حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من 20 شهراً. وشكّلت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتتالية حول غزة، وقرب التوصل إلى اتفاق، إشارة بشأن انطلاق قطار المفاوضات المتعطل، بما في ذلك قوله، الجمعة الماضي، إنه "يعتقد أن وقفاً لإطلاق النار سيتحقق خلال الأسبوع المقبل". وعاد بعد ذلك، أمس الأحد، وكتب على منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال: "أبرموا الاتفاق في غزة. أعيدوا الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين)".
 
## الرابطة الدولية لعلم الاجتماع تعلق عضوية إسرائيل بسبب حرب غزة
30 June 2025 02:28 PM UTC+00
اتّخذت الرابطة الدولية لعلم الاجتماع قراراً يقضي بتعليق عضوية الجمعية الإسرائيلية لعلم الاجتماع، لعدم اتّخاذها "موقفاً يدين الوضع المأساوي في قطاع غزة" جرّاء حرب الإبادة المتواصلة التي تشنّها قوات الاحتلال على الفلسطينيين المحاصرين في القطاع. جاء ذلك في بيان أصدرته الرابطة الدولية اليوم الاثنين، غداة اجتماع لجنتها التنفيذية الذي عقدته أمس الأحد.
وتأتي هذه الخطوة على خلفية رفض واسع عبّر عنه أكاديميون وحقوقيون إزاء مشاركة إسرائيل في المنتدى العالمي الخامس للسوسيولوجيا (علم الاجتماع) الذي تنظّمه للرابطة في العاصمة المغربية الرباط، في الشهر المقبل، وإعلان انسحابهم بسبب المشاركة المحتملة. والرابطة الدولية التي أعربت عن أسفها إزاء عدم الإدانة، أكدت أنّها "لا تقيم علاقات مؤسسية مع المؤسسات العامة الإسرائيلية"، في حين لم يشر البيان إلى احتمال مشاركة باحثين إسرائيليين بصورة فردية في المنتدى.
وفي الأيام القليلة الماضية، أعلن أكاديميون مغاربة وأجانب مقاطعتهم المنتدى العالمي الخامس لعلم الاجتماع المقرّر عقده في جامعة محمد الخامس بالمغرب (حكومية)، في الفترة الممتدّة ما بين السادس من يوليو/ تموز المقبل و11 منه، احتجاجاً على احتمال مشاركة أكاديميين إسرائيليين في فعالياته.
ويوم الأربعاء الماضي، دعت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (غير حكومية) الأكاديميين المتضامنين مع الشعب الفلسطيني إلى الضغط على الرابطة الدولية لعلم الاجتماع لإلغاء مشاركة الأكاديميين الإسرائيليين. وأهابت الحملة، في بيان، بالباحثين إلى "إلغاء كلّ أشكال التعاون الاقتصادي والتجاري والأكاديمي مع إسرائيل، التي تُسهم في ترسيخ وجودها غير القانوني ونظام الفصل العنصري (الأبارتهايد) في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وتُعرّف الرابطة الدولية لعلم الاجتماع عن نفسها بأنّها جمعية غير ربحية للأغراض العلمية، تأسّست في عام 1949 تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو). وتوضح أنّها تتمتّع بالصفة الاستشارية للمنظمات غير الحكومية لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، أمّا هدفها فتمثيل علماء الاجتماع في كلّ مكان، بغضّ النظر عن مدارسهم الفكرية أو مناهجهم العلمية أو آرائهم الأيديولوجية، وتعزيز المعرفة الاجتماعية في كلّ أنحاء العالم. والرابطة هي الجهة المنظمة للمنتدى الذي من المرتقب أن يشهد بنسخته الخامسة مشاركة نحو 4.610 باحثين من أكثر من 100 دولة.
وتنظّم الرابطة الدولية لعلم الاجتماع، بحسب ما تبيّن، مؤتمرات ومنتديات عالمية لعلم الاجتماع كلّ عامَين، وتنسّق 69 شبكة من لجان البحث والمجموعات العاملة والمجموعات المواضيعية التي تتعامل كلّ واحدة منها مع تخصّص معترف به جيداً في علم الاجتماع. وهي ترعى كذلك أنشطة الجمعيات الوطنية لعلم الاجتماع وقد طوّرت أنشطة خاصة للباحثين المبتدئين.
(الأناضول، العربي الجديد)
## غوارديولا: الهلال فريق مذهل والدليل ما قدمه ضد ريال مدريد
30 June 2025 02:29 PM UTC+00
أشاد مدرب مانشستر سيتي، الإسباني بيب غوارديولا (54 عاماً)، بالمستويات المميزة التي يُقدّمها الهلال السعودي، منافسه في دور الـ16 من بطولة مونديال الأندية 2025، فوصفه بالفريق المذهل، مستشهداً بالأداء القوي الذي فرضه أمام ريال مدريد في الجولة الافتتاحية، التي انتهت بالتعادل. 
كما أثنى غوارديولا على التطور اللافت الذي يشهده الدوري السعودي في السنوات الأخيرة، مستدلاً بنجاحات قطبي العاصمة، الهلال والنصر، في المسابقات القارية والدولية، وعبّر غوارديولا عن رأيه في نادي الهلال خلال المؤتمر الصحافي الذي يسبق المواجهة الحاسمة، والذي نقله الحساب الرسمي لمانشستر سيتي عبر منصة يوتيوب، الاثنين، ورداً على سؤال يتعلق بالفريق السعودي، قال المدرب الإسباني: "شاهدت مستوى الهلال في مباراته أمام ريال مدريد، وعندما تُقدّم هذا الأداء أمام فريق مثل الريال، فهذا يعني أنك تملك فريقاً مذهلاً". 
واستشهد المدرب الإسباني بالأسماء اللامعة في صفوف الهلال قائلاً: "نلعب من أجل التأهل وخوض هذا النوع من المباريات، فالهزيمة تعني العودة المبكرة إلى الديار. الهلال يضم لاعبين مميزين مثل كوليبالي، وكانسيلو، وميتروفيتش، وسافيتش، ونيفيز، ولا شكّ أننا سنواجه صعوبات أمام هذا الفريق. لكننا في حالة جيّدة، ولا يعاني أي لاعب لدينا من الإرهاق". 
وتحدث غوارديولا عن التطوّر اللافت الذي يشهده الدوري السعودي منذ انطلاق مشروع النهوض بكرة القدم في البلاد، مؤكداً أن التحسّن لا يقتصر على الهلال فحسب، بل يشمل أيضاً النصر وعدداً من الأندية الأخرى. واعتبر أن استقطاب النجوم العالميين، مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو (40 عاماً)، والفرنسي كريم بنزيمة (37 عاماً)، والجزائري رياض محرز (34 عاماً)، كان له دور محوري في رفع مستوى المنافسة والاهتمام العالمي بالبطولة. 
ويُرتقب أن تُقام مواجهة مانشستر سيتي والهلال فجر الثلاثاء، وسط تحذيرات من احتمال تأجيلها بسبب العواصف وسوء الأحوال الجوية. ويأمل الفريقان في إقامة المباراة في موعدها لمواصلة المشوار دون تأخير قد يُعقّد الوضع أكثر، خصوصاً في ظل الانتقادات الموجهة لتنظيم البطولة، وحرمان اللاعبين المشاركين من الاستفادة الكاملة من عطلتهم الصيفية.
## عن احتمالات انضمام السعودية وسورية وغيرهما لاتفاقيات أبراهام
30 June 2025 02:36 PM UTC+00
يُقدّر مسؤولون رفيعون في المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) أنه خلافاً "للانطباعات السائدة، فإن احتمالية التطبيع مع السعودية منخفضة جداً". أسباب ذلك بحسبهم كثيرة؛ فطالما لا توجد تسوية في غزة، "فإن احتمال انضمام الرياض لاتفاقيات أبراهم يتضاءل". فضلاً عن ذلك، فإنّ مكانة إسرائيل قد تراجعت بنظر السعوديين، وباتوا أقل حاجة لها من السابق، وفق ما نقله عنهم موقع "واينت"، اليوم الاثنين.
وعلى هذه الخلفية تحديداً، فإن مصادر سياسية إسرائيلية تشير إلى أن "ثمة دولة أخرى- سورية - تتقدم مع إسرائيل في مباحثات هادئة. ليس من أجل السلام، وإنما للتوصل إلى اتفاق أمني محدود". وفي الصدد، يشير الموقع إلى أنه خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، سعت السعودية إلى حلف دفاعي شامل مع الولايات المتحدة وهو مسار تطلّب أغلبية في مجلس الشيوخ. غير أن الديمقراطيين، في حينه، عارضوا ذلك بسبب ما اعتبروه "انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية"، ولذلك عملت إسرائيل من جانبها على تجنيد الأغلبية من جانب الجمهوريين.                   
اليوم، وبينما بات الديمقراطيون في ظل حكم دونالد ترامب، في المعارضة من غير المتوقع، وفقاً للموقع، أن يسمحوا له بإنجاز كهذا. السعوديون أيضاً يفهمون ذلك، وعلى هذا الأساس لا يستعجلون توقيع اتفاق مع إسرائيل. ويرجح الموقع أنّ ينطلق الرئيس ترامب من واقع أن التطبيع سيُنجز من طريق التوصل إلى تسوية في قطاع غزة، وربما مشاركة سعودية في إدارة القطاع، وموافقة إسرائيلية عبر صيغة ما على إقامة كيان فلسطيني، وهو ما يُستبعد في إسرائيل. السبب أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، غير قادر سياسياً على خطوة كهذه.
وعلى خلفية ما تقدم، يصل وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، إلى واشنطن، اليوم، وهو الذي يُعد صندوق أسرار نتنياهو، ومقرّباً من الإدارة الأميركية. وبحسب التقديرات، فإن ديرمر سيطرح في اجتماعاته مع المسؤولين الأميركيين مسألة توسيع "اتفاقيات أبراهام".
تطبيع على شكل اتفاق أمني؟
في هذا الإطار، ادعى الرئيس ترامب في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، أمس الأحد، أن دولاً توجهت إليه أخيراً مطالبةً بالانضمام إلى اتفاقيات التطبيع؛ إذ قال إن "هناك دولاً رائعة في اتفاقيات أبراهام، أعتقد أننا سنضم دولاً جديدة". ولدى سؤاله عما إذا كانت سورية ستنضم إلى قطار التطبيع أجاب: "لا أعرف. أزلت العقوبات عنهم، وهذا أمر مهم"، في إشارة إلى نيّته ربما تدفيع دمشق ثمن إزالة العقوبات من خلال موافقتها على التطبيع.
وفي السياق، تطرق وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، في مؤتمر صحافي عقده، اليوم الاثنين، مع نظيرته النمساوية، بياته ماينل-رايزينغر، إلى التطبيع قائلاً إنه "دفعنا ثمن الواقع الجديد في الشرق الأوسط من دماء جنودنا ومواطنينا"، مستدركاً: "نجمت عن هذا الواقع فرص أيضاً. إسرائيل معنيّة بتوسيع دائرة اتفاقات أبراهام".
وأوضح وزير الخارجية أنه "لدينا الاهتمام بضم دول جديدة، كسورية ولبنان، جارينا، إلى دائرة السلام والتطبيع"، موضحاً أن ذلك "من خلال المحافظة على مصالحنا الحيويّة والأمنية". وشدد على أن "إسرائيل فرضت قوانينها على هضبة الجولان منذ أكثر من 40 سنة، وفي أي اتفاق سلام الجولان سيبقى جزءاً لا يتجزأ من دولة إسرائيل"، على حد تعبيره. 
طبقاً للموقع، فإن أكثر الدول التي تُعد قريبة من "اتفاقيات أبراهام" هي سورية، عازياً السبب إلى ما وصفه بـ"تداخل المصالح بين الرئيس السوري، أحمد الشرع، الذي يرغب في الاستثمارات الأجنبية وإلغاء العقوبات، وبين إسرائيل التي ترغب في تحقيق الأمن على حدودها الشمالية". مع ذلك، تشير التقديرات التي ينقلها الموقع إلى أنه "لن يكون هناك سلام دافئ وافتتاح سفارات، بل اتفاق أمني. وفي حال توقيع اتفاق كهذا، لا تعتبره إسرائيل تطبيعاً"، وحسبما ينقل عن أحد المصادر "من يتهيأ له أننا (الإسرائيليين) سنأكل الحمص في دمشق، فليواصل الحُلم". وعليه فإن الاتفاق الذي قد يوقع مع سورية سيتضمن التزامات أمنية للعمل ضد "الأنشطة الإرهابية".
وفي السياق، يُشدد الموقع على أن التفاهمات المحتملة بين إسرائيل وسورية لا تتضمن تغييراً في السيادة على الجولان، وإنما خطوات تدريجية في قلب سورية فحسب. بينها الالتزام بمنع تموضع إيراني، إبعاد "العناصر الإرهابية" وفرض الهدوء في المنطقة الحدودية. أمّا أسس الاتفاق المتوقع فتستند وفقاً للموقع، إلى وثيقة فض الاشتباك بين سورية وإسرائيل والعائدة إلى العام 1974 وبموجبها انتهت حرب أكتوبر/تشرين الأوّل 1973، وفترة حرب الاستنزاف؛ حيث رسّمت الحدود، وحُدد نشر القوات، ونُظمت الرقابة، ومُذّاك ظلت محافظة على صمودها في أكثر الفترات تصعيداً وتوتراً. وعليه فإن الأوساط الإسرائيلية تعتقد أنه بالإمكان تحيينه ليتواءم مع التحديات الراهنة.
مرشحة بارزة من جنوب شرق آسيا؟
على سؤال أي الدول من المتوقع أن تنضم لـ"اتفاقيات أبراهام"، يقدّر مسؤولون إسرائيليون أنه في حال حصول ذلك، "ستكون إندونيسيا هي المرشحة الأبرز". ولكن، كما يلفت الموقع، فحتّى الأخيرة تطالب بإنهاء الحرب بوصفه شرطاً مسبقاً. وفي أفريقيا، تشير توقعات إلى احتمالية انضمام دول كالنيجير ومالي وجيبوتي، إلى جانب توسيع الشراكة الاستراتيجية القائمة حالياً بين إسرائيل وأذربيجان.
أمّا بخصوص احتمالية التوصل إلى اتفاق في غزة، فعلى الرغم من تصريحات ترامب المتفائلة والتي قال فيها إنه يتوقع توقيع اتفاق في غضون أسبوع، فإن مسؤولين في الكابينت مطلعين على التفاصيل نفوا حصول تقدّم، موضحين أن "تصريحات ترامب ليست دائماً متصلة بالواقع".
## مهاجمون يُحدِثُون أزمة في الكالتشيو قبل ضربة البداية
30 June 2025 02:36 PM UTC+00
يُحدِثُ عدد من المهاجمين أزمة في أندية الدوري الإيطالي، قبل شهر تقريباً من ضربة الكالتشيو لموسم 2025ـ2026، وهذه الأزمات تختلف من فريق إلى آخر، لكنّها تؤكد الصعوبات، التي تواجه فرق الكالتشيو، عند منافسة الأندية الأخرى في مختلف الدوريات الأوروبية، بدليل حصادها في المواسم الأخيرة، من حيث عدد الألقاب في مسابقات "اليويفا" القوية.
ويُثير مستقبل المهاجم النيجيري، فيكتور أوسيمين (26 عاماً)، جدلاً واسعاً في فريق نابولي، وذلك بعد أن رفض عرضاً من الهلال السعودي، رغم أن النادي الإيطالي رحب بالعرض، وقبل أيام قليلة من عودة بطل الكالتشيو إلى التحضيرات، فإن أوسيمين لا ينوي الانضمام إلى تدريبات فريقه، ويريد فرض اختياره على إدارة النادي، بشأن الوجهة المقبلة، وذلك بعد أن أصبح التعايش مستحيلاً، بعدما أبدى مدرب نابولي، أنطونيو كونتي (55 عاماً)، عدم رضاه عن تصرّف المهاجم النيجيري، وتعاقد في الموسم الماضي مع البلجيكي روميلو لوكاكو (32 عاماً)، لتعويضه، واللاعب لا يريد البقاء مع الفريق أو تمديد العقد، ومِن ثمّ أصبح عنوان أزمة في الفريق.
كما يواجه يوفنتوس أزمة حقيقية مع مهاجمه الصربي، دوسان فلاهوفيتش (25 عاماً)، الذي يرفض تمديد تعاقده، وبذلك يمكنه الرحيل عن النادي بنهاية الموسم الحالي، في صفقة انتقال حرّ، ستمثل ضربة قوية للفريق، الذي دفع أكثر من 50 مليون يورو للتعاقد معه، كما أن فلاهوفيتش رفض عروضاً أخرى عديدة، من فنربخشة التركي أو ميلان الإيطالي، وليس راضياً عن وضعه في الفريق، لأنه لا يشارك أساسياً بانتظام، وسيكون يوفنتوس مطالباً بحسم الملف، قبل اقتحام منافسات الكالتشيو قريباً، ذلك أن استمرار الوضع على ما هو عليه الآن لا يخدم الفريق الطامح إلى العودة لحصد الألقاب.
ويختلف الوضع في نادي ميلان، الذي تخلّص من بعض مهاجميه، آخرهم البرتغالي جواو فيليكس (25 عاماً)، ولكنّه في الآن نفسه يُواجه، منذ الموسم الماضي، أزمة مع مهاجمه البلجيكي، ديفوك أوريغي (30 عاماً)، الذي يرفض فسخ العقد، إلّا بالحصول على تعويض كامل، وهو لا يتدرب مع الفريق وخارج حساباته، واجتمع بإدارة ميلان منذ أيام قليلة من أجل التوصل إلى حلّ، ولكن لم يجد ميلان أي خطة لإقناعه بالرحيل حتى الآن، وسيكون تركيز ميلان في الموسم الجديد على منافسات "الكالتشيو" فحسب، بما أنه لن يشارك في المسابقات الأوروبية، ولهذا يريد تقليص عدد اللاعبين في صفوفه.
## جائزة كتارا للرواية العربية تُعلن قوائم الـ18 لأفضل المشاركات
30 June 2025 02:45 PM UTC+00
أعلنت "المؤسّسة العامة للحي الثقافي" (كتارا) في الدوحة اليوم الاثنين عن قائمة الـ 18 لأفضل الأعمال المشاركة، في الدورة الحادية عشرة لجائزة كتارا للرواية العربية في فئتَي الروايات المنشورة والروايات غير المنشورة، وروايات الفتيان، والرواية التاريخية، والدراسات النقدية، حسب الترتيب الأبجدي، وضمت كل قائمة عملاً مرشحاً لنيل الجائزة. 
اشتملت فئة الرواية المنشورة، التي تصدرتها مصر بستّ روايات، على روائيين من 10 دول، هم: إبراهيم فرغلي ورحمة ضياء ومحمد بركة وسمير درويش ومصطفى البلكي ووحيد الطويلة من مصر، وسمر المزغني وسفيان رجب من تونس، ومحمد جبعيتي ورولا خالد غانم من فلسطين، وأحمد الرحبي من عُمان، وثائر الناشف من سورية، وحسن النواب من العراق، وحميد الرقيمي من اليمن، وشكيب عبد الحميد وعبد النور مزين من المغرب، وعبد الوهاب الحمادي من الكويت، وفيصل الأحمر من الجزائر. 
كما اشتملت فئة الروايات غير المنشورة، التي تصدرتها مصر أيضاً بخمس روايات، على روائيين من 10 دول، هُم: أحمد صابر حسين وملاك رزق وهاجر وهشام رسلان من مصر، وإبراهيم سبتي وسعد محمد وضاري الغضبان من العراق، وأحمد أبو إسماعيل وسعيد محمود من سورية، والسيد شبو من السودان، والعجمي بنبوبكر من تونس، ورشاد رداد من الأردن، وزين العابدين الكنتاوي وكريم فارس من المغرب، وعبد الرزاق بوقطوش من الجزائر، وفوزية عثمان من تشاد، ومحمود فيصل من مصر، ومريم قوش من فلسطين.
وتضمّنت فئة الدراسات النقدية على نقّاد من 6 دول عربية (تصدرت مصر هذه الفئة بعدد 7 دراسات نقدية)، هُم: أحمد الصغير وربيع محمد عبد العزيز وعلاء بدوي وكاميليا عبد الفتاح ومحمد مشرف يوسف خضر ونبيلة قطب زيد وياسر عبد الحسيب رضوان من مصر، ورشيد الخديري وعادل المجداوي وعبد العزيز بنار وعبد الرزاق المصباحي وعزيز العرباوي وياسين الشعري من المغرب، ورياض الفريجي من السعودية، وسامي القضاة من الأردن، وسامية غشير من الجزائر، وليث الرواجفة من الأردن، ومحمد ياسين صبيح من سورية.
تصدّرت مصر قوائم جائزة كتارا للرواية العربية بواقع 29 مشاركة موزعة على جميع الفئات، تلتها المغرب بـ14 مشاركة، ثم العراق بـ9 مشاركات، وتونس بـ8، وسورية بـ7، بينما سجّلت كلّ من الأردن والجزائر 6 مشاركات لكل منهما. وشاركت اليمن بأربع روايات، وفلسطين بثلاث، في حين اكتفت السعودية وقطر وعُمان وتشاد بمشاركة واحدة لكل منها.
وعن فئة روايات الفتيان احتوت قائمة الـ18 على روائيين من 6 دول عربية (الصدارة مصرية أيضاً بعدد 6 روايات)، هُم: حسام الدين أحمد سليمان وحسن حلمي وفاطمة وهيدي ومنير عتيبة ومحمد سرور وهاني القط من مصر، وبسمة الحاج يحيى وبسمة الشوالي ومحمد فطومي من تونس، وخديجة تلي وسميرة بن عيسى وعبد الرزاق بوكبة من الجزائر، وسالم خليل محمد وعادل درويش من العراق، وعائشة بناني ومحمد العمراني ونعيمة فنو من المغرب،  وربيع فريد مرشد من سورية.
أما بالنسبة لفئة الروايات التاريخية، فتصدرت مصر أيضاً بست روايات،إذ اشتملت على روائيين من 9 دول: خالد الجزار ومحمد صالح رجب ومحمد عزب ومصطفى سليمان ونهى الزيني ووهبة وصفي من مصر، وأحمد العريقي وأحمد المحفلي وحمود نوفل من اليمن، وسليمان قبيلات وعلي شنينات ويوسف الغزو من الأردن، وخالد بودريف من المغرب، وعمر الجملي من تونس، وفوزي الهنداوي من العراق، وفيصل الأنصاري من قطر، وإبراهيم السيد من سورية، وإدريس النعيمي من المغرب.
يُشار إلى أن قائمة التسع، أو القائمة القصيرة، لجائزة كتارا للرواية العربية، ستُنشر في شهر أغسطس/آب المقبل عن فئات الجائزة الخمس المذكورة.
## استشهاد الأسير الفلسطيني لؤي فيصل نصر الله من جنين
30 June 2025 02:49 PM UTC+00
أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني، ظهر اليوم الاثنين، أن الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية أبلغتهما باستشهاد المعتقل الإداري لؤي فيصل محمد نصر الله (22 عاماً) من جنين. وأوضحت الهيئة والنادي في بيان صحافي، أنّ الأسير نصر الله استشهد في مستشفى (سوروكا) الإسرائيليّ صباح اليوم، بعد نقله من سجن النقب، دون توفر أي تفاصيل أخرى عن ظروف استشهاده.
وأكدت الهيئة والنادي أن الأسير نصر الله معتقل منذ تاريخ 26/3/2024 إدارياً، ليضاف إلى سجل شهداء الحركة الأسيرة، الذين ارتقوا نتيجة للجرائم المنظمة التي تمارسها منظومة سجون الاحتلال الإسرائيلي، على نحوٍ غير مسبوق، منذ بدء الإبادة الجماعية المستمرة، وأبرزها التعذيب، والجرائم الطبية والتجويع.
وأضافت الهيئة والنادي، أنّ سجن (النقب) الذي احتجز فيه المعتقل نصر الله، كان وما يزال من أبرز السّجون التي سُجلت فيها جرائم مهولة، لا سيّما مع استمرار انتشار مرض (الجرب – السكايبوس)، الذي حوّلته إدارة سجون الاحتلال إلى أداة واضحة لقتل المزيد من الأسرى، علماً أن نصر الله، وبحسب عائلته لم يكن لديه أيّ مشاكل صحية قبل الاعتقال.
ولفتت الهيئة والنادي إلى أنّه، وباستشهاد المعتقل نصر الله فإن عدد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين منذ الإبادة يرتفع إلى (73) شهيداً، وهم فقط المعلومة هوياتهم في ضوء استمرار جريمة الإخفاء القسري، لتشكل هذه المرحلة في تاريخ الحركة الأسيرة والشعب الفلسطيني الأكثر دموية، وبذلك فإنّ عدد شهداء الحركة الأسيرة المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 بلغ حتى اليوم الـ (310).
وشدّدت الهيئة والنادي، على أنّ وتيرة تصاعد أعداد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين، تأخذ منحى أكثر خطورة مع مرور المزيد من الوقت على احتجاز الآلاف من الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، واستمرار تعرضهم بشكل لحظيّ لجرائم ممنهجة، أبرزها التّعذيب، والتّجويع، والاعتداءات بأشكالها كافّة والجرائم الطبيّة، والاعتداءات الجنسيّة، والتّعمد بفرض ظروف تؤدي إلى إصابتهم بأمراض خطيرة ومعدية أبرزها مرض (الجرب – السكايبوس)، هذا عدا عن سياسات السّلب والحرمان، غير المسبوقة، في مستواها.
ووفق الهيئة والنادي، فإنّ قضية استشهاد المعتقل نصر الله، تُشكّل جريمة جديدة في سجل منظومة التّوحش الإسرائيليّ التي مارست أشكال الجرائم كافّة بهدف قتل الأسرى، ولتشكل هذه الجرائم وجهاً آخر من أوجه الإبادة المستمرة.
وحمّلت الهيئة والنادي الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل نصر الله، وجدّدتا مطالبتهما للمنظومة الحقوقية الدّولية، بالمضي قدماً في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ شعبنا، وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة، وتعيد للمنظومة الحقوقية دورها الأساس الذي وجدت من أجله، ووضع حد لحالة العجز المرعبة التي طاولتها خلال حرب الإبادة، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية التي منحها العالم لدولة الاحتلال باعتبارها فوق المساءلة والحساب والعقاب.
## الأردن: ارتفاع الفاتورة النفطية 2.9% في الثلث الأول من 2025
30 June 2025 02:50 PM UTC+00
سجلت الفاتورة النفطية في الاقتصاد الأردني خلال الثلث الأول من العام الحالي ارتفاعًا بنسبة 2.9%. وأظهرت بيانات التجارة الخارجية الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة ارتفاعًا في قيمة مستوردات المملكة من النفط الخام ومشتقاته والزيوت المعدنية في الثلث الأول من عام 2025، لتصل الفاتورة النفطية إلى 952 مليون دينار (1.342 مليار دولار)، مقارنة بـ925 مليون دينار (1.304 مليار دولار) للفترة نفسها من العام الماضي.
كما أظهرت نتائج تقديرات دائرة الإحصاءات العامة (حكومية) حول الاقتصاد الأردني ارتفاعًا في نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول من عام 2025 بنسبة 2.7% بالأسعار الثابتة، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي التي بلغت فيها نسبة النمو 2.2% فقط. وبحسب نتائج التقديرات التي أعلنتها الإحصاءات الأردنية، فإن غالبية القطاعات الاقتصادية في البلاد حققت نموًا ملحوظًا خلال الربع الأول من العام الحالي 2025 مقارنةً مع الربع الأول من عام 2024، وذلك رغم استمرار الظروف الإقليمية وتداعياتها وتأثيراتها على اقتصادات المنطقة.
وحقق قطاع الزراعة في الاقتصاد الأردني أعلى معدل نمو بنسبة بلغت 8.1% مساهمًا بمقدار 0.45 نقطة مئوية من معدل النمو المتحقق، يليه قطاع الكهرباء والمياه بنسبة 5.8% مساهمًا بمقدار 0.08 نقطة مئوية، ثم قطاع الصناعات التحويلية بنسبة بلغت 5.1% وبمساهمة مقدارها 0.88 نقطة مئوية، ويليه قطاع الخدمات الاجتماعية والشخصية الذي نما بنسبة بلغت 3.4% وبمساهمة مقدارها 0.27 نقطة مئوية من معدل النمو المتحقق. كذلك أظهرت النتائج أن قطاع الصناعات التحويلية كان الأبرز مساهمة في نسبة النمو المتحقق، يليه قطاع الزراعة، ثم قطاع المالية والتأمين والخدمات العقارية.
ويُعد الاقتصاد الأردني من الاقتصادات النامية في منطقة الشرق الأوسط، ويتميز بموارده الطبيعية المحدودة، خاصة في مجالي الطاقة والمياه، ما يجعله معتمدًا بشكل كبير على الواردات لتلبية احتياجاته الأساسية، وخصوصًا في قطاع الطاقة. كما يعتمد الاقتصاد الأردني على تحويلات المغتربين، والمساعدات الخارجية، وقطاعات مثل الخدمات، السياحة، والتجارة.
## محمد شاهين... غياب الأكاديمي المشغول بالحداثة والترجمة
30 June 2025 02:56 PM UTC+00
يمثّل أستاذ الأدب الإنكليزي والناقد والمترجم محمد شاهين (1938 – 2025)، الذي رحل اليوم الاثنين في عمّان، نموذجاً استثنائياً للأكاديمي، بما قدّمه من مؤلفات ودراسات سواء تلك التي ارتبطت بتقديم تجارب شعرية أنغلوسكسونية إلى العربية، أو ما كتبه بالإنكليزية حول الأدب العربي وترجماته لعدد من رموزه المعاصرين.
شاهين الذي وُلد في بلدة حلحول بالقرب من مدينة الخليل الفلسطينية، اشتبك مع الوسط الثقافي متابعاً أحدث الظواهر والقضايا عبر مقالاته المنتظمة في مجلات عربية وأردنية، ومطبوعات أخرى ترأس تحريرها أو أشرف على ملفات فيها، التي تكرّس رؤيته الحداثوية واهتمامه بتيارات التجديد تحديداً.
خصّص أكثر من مؤلف حول إدوارد سعيد كما اهتم بنتاج الطيب صالح
تخرّج الراحل من قسم الأدب الإنكليزي في جامعة عين شمس بالقاهرة عام 1962، وعاد إلى فلسطين ليعمل معلماً لسنتين، قبل أن يُبتعث لدراسة الماجستير في جامعة كولورادو الأميركية، ويرجع للتدريس ثم يسافر إلى بريطانيا، وينال درجة الدكتوراه من جامعة كامبردج سنة 1974. ويتفرّغ للعمل الأكاديمي في عدد من الجامعات الأردنية حتّى لحظة رحيله قدّم خلالها عشرات الأبحاث والدراسات، احتلّت الترجمة ونظرياتها جزءاً غير يسير منها.
خصّص الراحل أكثر من مؤلَّف لدراسة آثار إدوار سعيد، منها: "إدوارد سعيد: رواية للأجيال" (2005)، و"إدوارد سعيد: أسفار في عالم الثقافة" (2007)، و"إدوارد سعيد: الاستشراق سيرة ومسيرة" (2024)، إلى جانب "إدوارد سعيد: مقالات وحوارات (تقديم وتحرير محمد شاهين، 2005)، وجميعها صادرة عن المؤسّسة العربية للدراسات والنشر، مشيراً فيها إلى نقاط أساسية تتعلّق بمشاكل ترجمة "الاستشراق" التي قادت إلى سوء استيعابه في مستويات عدّة.
من جهة أُخرى، اعتنى شاهين بتجربة الطيب صالح الروائية في مجموعة من المقالات والمؤلفات باللغتين العربية والإنكليزية، إذ درس رواياته "موسم الهجرة إلى الشمال" من منظور أدب ما بعد الاستعمار، وكيفية تأثيرها في مسار السرد العربي المعاصر في مجال بناء شخصية جرت أسطرتها بشكل أو بآخر، أو في ما يتعلق بالبناء الفني للرواية.
من مؤلفات شاهين بالعربية: "باوند وإليوت في العربية-نافذة على الحداثة"، و"إليوت وأثره على عبد الصبور والسيّاب"، و"طه حسين في مرايا جديدة"، و"الثقافة: تجليات متجدّدة"، و"مختارات نقدية من الأدب الغربي الحديث"، و"نظريات الترجمة؛ وتطبيقاتها في تدريس الترجمة من العربية إلى الإنكليزية وبالعكس"، وفي الإنكليزية أصدر كتباً عدّة منها: "شهرزاد تعود: القصة العربية القصيرة والمعاصرة"، و"إ. م فورستر وسياسة الإمبريالية"، و"الطيب صالح وكونراد: دراسات الأدب المقارن" وغيرها.
حاز الراحل على عدد من الجوائز والتكريمات مثل: جائزة جامعة فيلادلفيا للترجمة الأدبية والمتخصّصة (2005)، ووسام المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث في قطر (2005)، ولجنة تحكيم جائزة الشيخ زايد للترجمة (2007).
## يويفا يؤجل البت في قضية ليون الفرنسي وكريستال بالاس الإنكليزي
30 June 2025 03:05 PM UTC+00
قررت لجنة الرقابة المالية على الأندية الأوروبية، الخاصة بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم يويفا، الاثنين، تأجيل قرارها في قضية مشاركة ليون الفرنسي وكريستال بالاس الإنكليزي، في منافسات بطولة الدوري الأوروبي لموسم 2025-2026، وعليه بقي قرار المشاركة في البطولة الأوروبية مُعلقاً. 
وبدأت الأزمة بسبب مشاركة رجل الأعمال الأميركي، جون تيكستور، عبر شركته إيغل فوتبول هولدنغز، بنسبة 43% في نادي كريستال بالاس الإنكليزي، وهو المُساهم أيضاً في نادي ليون الفرنسي، في وقت لا تسمح اللوائح في الأندية التي تنتمي للمجموعة نفسها بالمشاركة في البطولة ذاتها، الأمر الذي عقّد مشاركة كل من ليون الفرنسي وكريستال بالاس المتأهلين إلى بطولة الدوري الأوروبي. 
ووفقاً للتفاصيل، يجب أن يكون نادي ليون الفرنسي هو المختار للمشاركة، لأنه احتل المركز السادس في الدوري الفرنسي، بينما جاء كريستال بالاس في المركز الـ12 في الدوري الإنكليزي الممتاز، ومع ذلك، فإن الهبوط الإداري للنادي الفرنسي بسبب مخالفة اللوائح المالية ربما يمنح المقعد الأوروبي للنادي الإنكليزي. 
 وتشير لجنة الرقابة المالية على الأندية في يويفا إلى أن تأجيل القرار يعود إلى موافقة أولمبيك ليون على "التسوية الموقعة" مع الغرفة الأولى للجنة الرقابة المالية على الأندية بسبب عدم امتثاله لمتطلبات الاستدامة المالية، وفي جزء من هذا الاتفاق، وافق النادي الفرنسي على استبعاده من مسابقات الأندية الأوروبية لموسم 2026/2025، إذ أكدت السلطة الفرنسية هبوط النادي إلى الدوري الفرنسي الدرجة الثانية "ليغ 2".
## بوغبا في مهمة كسر نحس النجوم بعد نهاية العقوبات
30 June 2025 03:12 PM UTC+00
انتهت معاناة لاعب الوسط الفرنسي، بول بوغبا (32 عاماً)، بعد انضمامه رسمياً إلى نادي موناكو، الذي منحه فرصة العودة إلى الأضواء من الباب الكبير بما أنه سيكون قادراً على المشاركة في دوري أبطال أوروبا، والتألق مع نادي الإمارة قد يُعيد له الأمل في العودة إلى منتخب فرنسا، بعد أن غاب عن العديد من البطولات المهمة، وخاصة كأس العالم قطر 2022، حيث منعته الإصابة من المشاركة، كما غاب عن بطولة أمم أوروبا 2024 في ألمانيا بسبب العقوبة التي سلطت عليه بسبب تناول مواد محظورة.
ويُعتبر بوغبا لاعباً محظوظاً نسبياً، بعد كل الأزمات التي واجهته منذ العودة إلى فريق يوفنتوس في صيف 2022، قادماً من مانشستر يونايتد الإنكليزي، في صفقة انتقال حرّ، فقد تعرّض إلى إصابات خطيرة وتورط في أزمات قادته إلى القضاء، بعد أن تعرض إلى الابتزاز من قبل عصابة تضم شقيقه، إضافة إلى اتهامه بأنه حاول الإساءة إلى مواطنه كيليان مبابي، نهاية باستبعاده من اللعب بسبب تناول المنشطات، وفسخ عقده من قبل فريقه السابق يوفنتوس.
ولكن بوغبا ودّع الأزمات بخبر سار أول عندما جرى تخفيض عقوبته من أربع سنوات إلى سنتين ثم التعاقد مع موناكو وهو من أفضل الفرق في فرنسا، والآن سيكون هدفه استعادة الاعتبار وكسر النحس الذي لاحق الكثير من النجوم بعد تعرّضهم لعقوبات بسبب المنشطات أو أسباب أخرى فرضت غيابهم عن المباريات الرسمية فترات طويلة. فاللاعب الفرنسي سيُحاول أن يُثبت أن العقوبة، لا يمكن أن تحد من طموحاته، خاصة أنه وجد دعماً كبيراً في الفترة الماضية، ولكن الابتعاد عن المباريات الرسمية فترات طويلة سيعوقه بلا شك عن الظهور بمستواه العادي، إضافة إلى خطر التعرّض إلى الإصابات لأن بوغبا يفتقد إلى نسق المباريات، والعقوبات حطمت مسيرة عدد من اللاعبين.
ففي كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة، كان الأسطورة، دييغو مارادونا، نجماً لامعاً في البطولة ورمزاً حقيقياً للأرجنتين، وقد عاد إلى المنتخب الأرجنتيني بعد إيقافٍ دام خمسة عشر شهراً وعقوبة سجنٍ مع وقف التنفيذ لمدة أربعة عشر شهراً في عام 1991 لثبوت تعاطيه الكوكايين. ولكن بعد مباراتين في دور المجموعات، ألقت الشرطة القبض على "إل بيبي دي أورو" مجدداً، بعد ثبوت تعاطيه الإيفيدرين. حدثٌ عجّل بنهاية عشقه لقميص الأرجنتين. طُرد بطل العالم 1986 من كأس العالم بعد تسجيله آخر أهدافه مع المنتخب الوطني، بتسديدةٍ رائعةٍ في الزاوية العليا ضد اليونان، وانتهت مسيرته بسبب العقوبة الثانية التي تعرض لها في مسيرته.
كما شهدت مسيرة الروماني، أدريان موتو، العديد من التقلبات وأثرت فيها العقوبات. ففي عام 2003، انضم المهاجم الروماني إلى تشلسي الإنكليزي، حيث سجل 10 أهداف في 36 مباراة. ولكن في أكتوبر/تشرين 2004، جاءت نتيجة اختبار تعاطيه الكوكايين إيجابية، فجرى إيقاف اللاعب لمدة سبعة أشهر، وطرده تشلسي لسوء سلوكه، وفرض عليه دفع 17 مليون يورو لتشلسي في عام 2008. وعاد موتو إلى مستواه الطبيعي في يوفنتوس ثم فيورنتينا، حيث تعافى، ولكن في عام 2010، جاءت نتيجة اختبار تعاطيه المنشطات إيجابية مرة أخرى، وهذه المرة بسبب مادة سيبوترامين المنشطة. وحكمت عليه المحكمة الوطنية لمكافحة المنشطات التابعة للجنة الأولمبية الإيطالية بالإيقاف لمدة تسعة أشهر، كانت كافية لتنهي مسيرته من الباب الصغير، وقد اعترف لاحقاً بأن المخدرات حرمته من الحصول على الكرة الذهبية لأفضل لاعب.
وقال موتو في تصريحات لصحيفة تليغراف البريطانية: "كان تعاطي المخدرات أثناء وجودي في تشلسي أسوأ قرار اتخذته في حياتي. كنت من بين أفضل اللاعبين في العالم لعدة مواسم، وكان بإمكاني الفوز بالكرة الذهبية لو سارت الأمور بشكل مختلف، لكن الاختيارات السيئة منعتني من القيام بذلك، وصلتُ إلى تشلسي في وقت عصيب من حياتي الشخصية، ووجدتُ نفسي في خضمّ مواقفَ صعبة للغاية. كنتُ شاباً وحيداً، لكن لا الاكتئاب ولا أي شيءٍ آخر يُمكن أن يُبرّر أفعالي. كان عليّ طلب المساعدة، لكنني لم أفعل". وقد انضم موتو إلى تشلسي في صيف عام 2003، بعد أن قدم موسماً رائعاً مع بارما الإيطالي وسجل 18 هدفاً، وقد دفع رئيس تشلسي حينها، الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، 19 مليون يورو للتعاقد معه خلال سوق انتقالات مُثيرة.
في نهاية عام 2006، ارتكب الإيطالي، فرانشيسكو فلاكي خطأ غيّر مسيرته، فقد كان المهاجم الإيطالي يُسجل الأهداف مع سامبدوريا، مساهماً في نهضة النادي وتألقه. وبين عامي 1999 و2006، سجل أكثر من 100 هدف، وأصبح معشوق الجماهير، إلا أن فرانشيسكو فلاكي ثبت تعاطيه الكوكايين في يناير/كانون الثاني 2007، وأُوقف لمدة عامين. وقد حاول التعويض لاحقاً في إمبولي عام 2009، ثم في بريشيا في العام التالي، ولكن، كالعادة، ثبت تعاطي فلاكي للكوكايين مرة أخرى. هذه المرة، اتخذت اللجنة الأولمبية الإيطالية لمكافحة المنشطات خطوةً حاسمةً بإيقاف اللاعب لمدة اثني عشر عاماً. في سن الخامسة والثلاثين، كان هذا الإيقاف بمثابة نهاية مسيرة فلاكي الكروية.
وخلال معسكر تدريبي مع المنتخب الفرنسي في فبراير/شباط 1997، جاءت نتيجة فحص حارس مرمى باريس سان جيرمان، بيرنار لاما، إيجابية، وقد أدى ذلك إلى إيقافه لمدة خمسة أشهر، ومنعه من اللعب مع نادي العاصمة. وفي يناير 1998، انضم لاما إلى ويستهام الإنكليزي على سبيل الإعارة ونهى ابتعاده عن المباريات. واستدعاه مدرب منتخب فرنسا، إيمي جاكيه في اللحظات الأخيرة للمشاركة في كأس العالم في فرنسا 1998، لكن لاما لم يلعب دقيقة واحدة خلال البطولة، بعد أن خسر مكانه الأساسي، حيث كان حارس فرنسا الأول في "يورو 1996"، وودع بعدها منتخب بلاده.
## الشبكة السورية لحقوق الإنسان تبدأ نشاطها الرسمي في دمشق
30 June 2025 03:16 PM UTC+00
أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بدء نشاطها الرسمي من العاصمة دمشق، اليوم الاثنين، وذلك بعد الحصول على ترخيص قانوني لمزاولة العمل الحقوقي في سورية وفتح أوّل مكتب لها على أراضيها. وأوضحت الشبكة، في بيان، أنّ الخطوة تمثّل محطةً مفصليةً في مسيرة الشبكة، وتكريساً لمكانتها بوصفها مؤسسة وطنية مستقلة تُعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان ومناصرة الضحايا، وذلك في إطار المرحلة الانتقالية وإعادة بناء سورية الجديدة.
يقول مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني لـ"العربي الجديد" إنّ "العمل من دمشق له رمزية كبيرة جداً، ونحن لم نكن نحلم بذلك". يضيف أنّ "بعد سنوات من العمل السري في داخل سورية، كنّا دائماً موجودين ودائماً في الميدان، ولو بالخفاء وبطريقة غير معلنة. وهذه هي المرّة الأولى التي نعلن فيها عن وجودنا، ويكون لنا مكتب ونفتتحه في مكان معروف".
وإلى جانب رمزية عمل الشبكة من دمشق، يؤكد عبد الغني أنّ "هذا الوجود سيعزّز مساحة الحقوق والحريات، ويمنح الشبكة وفريقها فرصة لخدمة الناس من قرب، ويتيح إجراء زيارات مباشرة"، لافتاً إلى أنّ "التواصل سابقاً كان فقط عن طريق تطبيق واتساب أو موقع فيسبوك أو البريد الإلكتروني ووسائل أخرى".
ويوضح مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنّ "العمل من دمشق سيشتمل على مهام كثيرة في هذه المرحلة الانتقالية، تتطلّب منّا حضوراً مباشراً مع الأهالي، بالإضافة إلى تنسيق أكبر مع الهيئات الوطنية التي أُنشئت، مثل هيئة العدالة الانتقالية وهيئة المفقودين وهيئة السلم الأهلي وغيرها". ويشدّد عبد الغني على "ضرورة التنسيق والتعاون"، مشيراً إلى أنّ "ثمّة مهام تتعلّق بالتعاون مع عدد كبير من المؤسسات ووزارات الدولة، ونأمل قيام تنسيق وتعاون فعّالَين بيننا وبين وزارات العدل والداخلية والدفاع والإعلام وغيرها من الوزارات المرتبطة بصورة أو بأخرى بقضايا الحقوق والحريات والحفاظ عليها. أضف إلى ذلك ملف تدريب المقاتلين ودمج الفصائل والأجهزة، وتدريب العناصر الأمنية، وغيرها من المهام الكبيرة التي تستوجب وجوداً فعلياً في دمشق".
ويأمل عبد الغني، بحسب ما يفيد "العربي الجديد"، بقيام "تنسيق وتعاون بين الشبكة السورية لحقوق الإنسان وبين مختلف الهيئات السورية في داخل سورية بطريقة أوسع"، مبيّناً أنّ "كلّ ذلك يصبّ في مصلحة المواطن السوري". ويشير إلى "عقد ورش عمل ومحاضرات وندوات، وهذا يمثّل مسار عمل طويلاً يتطلّب جهوداً كبيرة"، معبّراً عن أمل "بإمكانية فتح مكاتب للشبكة في محافظات سورية أخرى".
تجدر الإشارة إلى أنّ الشبكة السورية لحقوق الإنسان تأسّست في يونيو/ حزيران من عام 2011 بهدف توثيق الانتهاكات اليومية المرتكبة بحقّ المتظاهرين السلميين، وحفظ الذاكرة الوطنية، ومنع طمس الحقيقة، على أثر انطلاق الحراك الشعبي في مارس/ آذار من العام نفسه. وعلى مدى الأعوام الماضية، تطوّر عمل الشبكة من جهود توثيق أولية إلى أداء مؤسسي متكامل، يقوم على تطوير منهجيات دقيقة وإنشاء قواعد بيانات متخصّصة تتناول ضحايا القتل خارج نطاق القانون والمعتقلين والمخفيّين قسراً وضحايا التعذيب والهجمات على المراكز الحيوية والأعيان المدنية. ويشمل أداء الشبكة أيضاً إعداد قواعد بيانات نوعية خاصة بالمسؤولين المتورّطين في الانتهاكات، بالإضافة إلى قواعد بيانات متخصّصة في استخدام الأسلحة المحرّمة دولياً والعشوائية.
## عودة السوريين من تركيا... سوء تنظيم وازدحام كبير في المعابر
30 June 2025 03:16 PM UTC+00
تشهد المعابر الحدودية البرية بين تركيا وسورية منذ نحو أسبوعَين ازدحاماً كبيراً للعائدين بعد انتهاء الموسم الدراسي في تركيا، ويشتكي بعضهم من إجراءات التنظيم السيئة والانتظار الطويل. وتوجهت ريم قضماني (29 عاماً)، وهي أم لطفلتَين، إلى معبر باب الهوى لتسليم بطاقة الحماية المؤقتة والعودة مع ابنتيها إلى سورية، لكنّها انتظرت منذ الساعة السادسة صباحاً حتى الرابعة عصراً في خيمة كبيرة اكتظت بمئات العائدين وسط درجة حرارة مرتفعة.
وقالت قضماني لـ"العربي الجديد": "كان الازدحام كبيراً والإجراءات بطئية جداً من الجانب التركي، ولا مكان مناسب لانتظار الأطفال والشيوخ والنساء والمرضى. كان الجميع في نفس المكان والخيمة وتحت أشعة الشمس الحارقة، وأصابهم تعبٌ شديد. وبعدما دخلت سورية أصيبت ابنتي بتسمم حاد استدعى نقلها إلى المستشفى. لذا؛ أتمنى أن تتواصل الحكومة السورية مع نظيرتها التركية لإيجاد حلّ لهذا الوضع غير الإنساني".
وساهم تدفق سوريين كثيرين يرغبون في العودة إلى بلدهم بعد نهاية الدوام المدرسي في زيادة الضغط على جميع المعابر التركية البرية. ونقل معظم العائدين أمتعتهم ما أخّر الإجراءات. وأمام المعابر اصطفت أرتال طويلة جداً من سيارات النقل في انتظار الدخول، وبقيت بعضها يومين حتى وصل دورها.
في معبر باب السلامة الحدودي، قال أحمد خوجة الذي بقي يوماً كاملاً مع أطفاله وزوجته في العراء لإدخال أثاث منزله: "يمكن ببساطة إعطاء مواعيد للسوريين الراغبين في العودة للتوجه إلى المعابر، كما جرت العادة في نظام الإجازات، لكن ما يحدث هنا فوضى وتعب ومشقة. لا يوجد مظلة تحمي من الشمس مكان انتظار العائدين، ولا حمامات نظيفة ومياه. ومن يصل إلى هناك لا يمكنه العودة لانتظار زوال الازدحام لأنه سلّم منزله وجمع الأثاث ونقله إلى المعبر".
وتختلف معاناة السوريين الذين يملكون إقامات تركية و أوروبية والذين لا يستطيعون إلّا الدخول من معبر باب الهوى، إذ يواجهون تأخيراً كبيراً في الإجراءات، وتكراراً في تغيير القرارات الخاصة بهم. وهكذا انتظر الشاب خالد داوود (24 عاماً)، وهو سوري جاء من ألمانيا إلى تركيا، ثلاثة أيام للدخول من معبر باب الهوى بعد توقيف إدخال أصحاب الإقامات عدة أيام بسبب الضغط على المعبر. وقال لـ"العربي الجديد": "لم أتوقع أن الأمور معقدة إلى هذه الدرجة باعتبار أنني أملك إقامة في ألمانيا وجواز سفر سوري، وهذه الشروط المطلوبة للدخول، وكانت الحجة أن هناك أولويات لحالات أخرى إذ تزامن قدومي مع إغلاق رحلات الطيران بسبب الحرب بين إسرائيل وإيران، وزيادة الضغط على المعبر البري".
وتتفاوت نسبة الازدحام بين معبر وآخر، وقالت هبة بيطار التي عادت من ولاية مرسين إلى اللاذقية عبر معبر كسب لـ"العربي الجديد": "كان الازدحام مقبولاً، وانتظرت فقط ثلاث ساعات قبل الدخول ما يعني أن الإجراءات كانت سريعة". وكانت وسائل إعلام نقلت عن مصادر في وزارة الداخلية التركية أنه منذ منتصف حزيران/ يونيو تضاعفت أعداد العابرين يومياً عبر المعابر الحدودية إلى 2500 شخص، في حين ناهزت 1400 قبل هذه الفترة. وقدرت تجاوز عدد العائدين السوريين المقيمين في تركيا إلى بلدهم 300 ألف خلال الأشهر الستة الماضية.
وقبل أيام، قال مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، إنّ عودة جميع اللاجئين السوريين دفعة واحدة أمر غير ممكن، وهذا أمر غير جيّد لسورية في وضعها الراهن، فالحل الأمثل هو العودة تدريجياً. وأعلنت الأمم المتحدة منتصف مايو/ أيار الماضي أن نحو نصف مليون سوري لاجئ عادوا إلى سورية بعد سقوط نظام الأسد، معظمهم من الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر.
## هويسين في أول اختبار قوي مع ريال مدريد ضد فريقه السابق
30 June 2025 03:20 PM UTC+00
سيكون مدافع ريال مدريد دين هويسين (20 عاماً) في أول اختبار قوي منذ انضمامه إلى النادي الملكي، وذلك عندما يقود دفاع فريقه أمام يوفنتوس، فريقه السابق، في ثمن نهائي كأس العالم للأندية المقامة في الولايات المتحدة الأميركية، إذ كان المدافع الإسباني أساسياً في أول ثلاث مباريات لفريقه في المسابقة، وقدم مستوى مقنعاً، حيث تبدو بداية تجربة هويسين مع "الميرينغي" ناجحة، وقد انسجم سريعاً مع فريقه الجديد.
وكان هويسين قد برز في شبان فريق يوفنتوس، ولكن الفريق الإيطالي لم يمنحه فرصة كاملة ليلعب مع الفريق الأول، إذ كان خارج الحسابات، إلى أن راهن عليه المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو (62 عاماً) الذي ضمّه إلى فريق روما معاراً في موسم 2023ـ2024، ورغم أنه تألق مع نادي العاصمة، فإن يوفنتوس لم يمنح هويسين فرصة عند عودته إلى الفريق وقرّر بيع عقده إلى فريق بورنموث الإنكليزي نظير 20 مليون يورو، ليُظهر المدافع الإسباني قدراته الحقيقية ويفوز بعرض من ريال مدريد، وبسرعة أصبح أساسياً في ظل الغيابات التي طاولت الدفاع، وخلال مواجهة يوفنتوس، سيكون على موعد مع عددٍ من اللاعبين الذين كانوا إلى جانبه في فريق الشبان في النادي الإيطالي.
ولا يُعتبر هويسين أول لاعب يهمله فريق يوفنتوس ولا يمنحه فرصة كاملة، فقد كان الفرنسي تيري هنري من بين الأسماء التي مرّت بفريق يوفنتوس الذي تخلى عنه سريعاً ليرحل إلى أرسنال الإنكليزي بما أنه لم يلعب في مركزه الأصلي، ونحت مع النادي اللندني مسيرة بطولية ويُعتبر من أساطير "المدفعجية"، كما أن المهاجم الإيطالي المعروف تشيرو إيموبيلي مرّ بفريق يوفنتوس عند بداية مسيرته الاحترافية، ولكنه لم يحصل على فرصة، ليتألق بعدها مع بوروسيا دورتموند وتورينو ولاتسيو ويكون من أفضل المهاجمين في الكالتشيو. كما أن المدافع الأرجنتيني كريستيان روميرو، بطل العالم 2022 ومدافع توتنهام الإنكليزي الذي يُصنف حالياً من أفضل المدافعين في العالم، كان لاعباً في صفوف "بيانكونيري" ولكنه لم يحصل على فرصة مع الفريق الذي أعاره في إيطاليا، قبل أن يتخلى عنه نهائياً ويتألق في مسيرته، وبات مطلوباً من العديد من الأندية القوية.
## وفد من "المشاريع والإرث" يشارك في برنامج تبادل الخبرات بالموندياليتو
30 June 2025 03:26 PM UTC+00
يشارك وفد اللجنة العليا للمشاريع والإرث وقوة أمن البطولة في برنامج تبادل الخبرات، الذي يُنظمه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وذلك ضمن فعاليات بطولة كأس العالم للأندية 2025، المقامة حالياً في الولايات المتحدة الأميركية، وتستمر حتى 13 يوليو/ تموز المقبل.
وحسب بيان صادر عن اللجنة، اليوم الاثنين، فإن البرنامج يهدف إلى تبادل الخبرات في ستة مجالات تشغيلية أساسية تشمل الأمن والسلامة، وإدارة الاستادات، والعمليات الإعلامية، وتجربة البطولة، والنقل، إلى جانب عمليات التصاريح. وسيكون الوفد القطري موجوداً في عدد من الاستادات الرئيسة، التي تحتضن منافسات البطولة، منها استاد هارد روك في مدينة ميامي، و"روز بول" في مدينة لوس أنجليس، و"لومين" في سياتل، واستاد ميتلايف في محيط مدينة نيويورك.
ويؤدي الوفد القطري دوراً محورياً في متابعة وتنفيذ عدد من الفعاليات المهمة ضمن البطولة، من أبرزها المباراة الافتتاحية، التي شهدت حضور 60 ألف مشجع، والمواجهة بين باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد، والتي عرفت حضوراً جماهيرياً تجاوز 80 ألف متفرج، إلى جانب الاستعدادات للمباراة النهائية المقررة في 13 يوليو المقبل، في استاد ميتلايف، الذي يتسع لنحو 90 ألف متفرج.
وشهد البرنامج تفاعلاً مثمراً بين المشاركين، إذ جرى تبادل الخبرات المستفادة من استضافة دولة قطر البطولات الكبرى، وفي مقدمتها كأس العالم 2022 التي وصُفت بأنها الأفضل في تاريخ البطولة. كما أتاح البرنامج الفرصة للاطلاع على أحدث الممارسات في مجال إدارة الفعاليات الرياضية، خاصة على صعيد الابتكار التكنولوجي وتحسين تجربة الجماهير.
وتندرج هذه المشاركة ضمن الاستعدادات المتواصلة التي تقوم بها دولة قطر تحضيراً لاستضافة كل من كأس العالم تحت 17 عاماً وبطولة كأس العرب، المقررتين نهاية العام الجاري.
## لجنة برلمانية إسرائيلية تصادق على إقصاء النائب أيمن عودة من الكنيست
30 June 2025 03:33 PM UTC+00
صادقت اللجنة البرلمانية في الكنيست الإسرائيلي، اليوم الاثنين، على إقصاء النائب الفلسطيني من الداخل أيمن عودة من عضويته، ما يمهّد لتصويت في هيئته العامة. وقالت القناة "12" العبرية إنّ اللجنة البرلمانية صادقت على إقصاء أيمن عودة بعد استئنافها جلسة البحث بطلب قدمه عضو الكنيست عن حزب "الليكود" (الحاكم) أفيحاي بوارون، بشأن تدوينة نشرها عودة عبر منصة "إكس" في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وفي اللجنة، صوت 14 نائباً من الحكومة والمعارضة لصالح طلب إقالة عودة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، بينما عارضه نائبان. وصوّت لصالح الإقالة نواب من حزب "هناك مستقبل" المعارض، برئاسة يائير لابيد، وحزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المعارض برئاسة أفيغدور ليبرمان، وحزب "معسكر الدولة" المعارض برئاسة بيني غانتس. و"ستصل عملية الإقالة إلى الهيئة العامة للكنيست خلال ثلاثة أسابيع، وسيتطلب الأمر أغلبية تصويت 90 نائباً (من أصل 120) لإتمام عملية الإقالة"، وفق القناة.
وحتّى في حال إقرار الهيئة العامة للكنيست لقرار الإقالة فسيكون بإمكان أيمن عودة تقديم التماس ضد القرار إلى المحكمة العليا، وقال مكتب عودة في بيان: "صوّتت لجنة الكنيست البرلمانية اليوم الاثنين، بالأغلبية على إقصاء النائب أيمن عودة، رغم موقف المستشارة القضائية التي أبدت تحفظات قانونية جدّية على القرار"، وأضاف عودة: "ما يجري ليس استهدافاً شخصياً لي فحسب، بل تصعيد خطير ضد حرية التعبير لكل المواطنين العرب وضرب مباشر لما تبقّى من الهامش الديمقراطي داخل الكنيست".
وأردف: "ما يحدث اليوم ضدي قد يحدث غداً ضدّ أي نائب عربي يرفع صوته، ولا يمكن التراجع أمام هذا المسار الإقصائي؛ لأن التراجع يعني فتح الباب أمام ملاحقة كل صوت حر"، مشيراً إلى أن المعارضة اختارت أن تتحالف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واليمين المتطرّف. وشدّد على أن "هذه ليست معارضة ديمقراطية، بل شراكة في مشروع التفوق اليهودي وقمع التعددية السياسية"، وزاد أن "المعركة ليست على شخصية أبداً، بل على الحق في التمثيل السياسي للعرب، وعلى حرية التعبير ككل"، مؤكداً إصراره على المضي قدماً في خطوات منع إقصائه من الكنيست.
وقبل أسبوع، اجتمعت اللجنة البرلمانية لبحث إقصاء عودة على خلفية شكوى قدّمها النائب بوارون بشأن منشور لعودة عبر منصة "إكس". وحسب الشكوى، فإن عودة كتب: "سعيد لتحرير الأسرى (الفلسطينيين) والمختطفين (الأسرى الإسرائيليين)، من هنا علينا تحرير الشعبَين (الفلسطيني والإسرائيلي) من الاحتلال، لأنّنا جميعاً ولدنا أحراراً". في السياق، قالت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في بيان: "انتهت أمام الكنيست مظاهرة عربية- يهودية حاشدة بالتزامن مع البتّ في لجنة الكنيست البرلمانية بإقصاء أيمن عودة، انتقاماً من مواقفه ضدّ حزب التجويع والإبادة (الإسرائيلية) في قطاع غزة".
(الأناضول، العربي الجديد)
## ريال مدريد يواجه هجرة جماعية لنجوم أكاديمية السلة
30 June 2025 03:36 PM UTC+00
 يواجه نادي ريال مدريد الإسباني لكرة السلة صيفاً صعباً مع تأكد رحيل خمسة من أبرز مواهبه الشابة نحو دوري "إن بي إيه" والجامعات الأميركية، في موجة هجرة تعكس التحديات المتزايدة التي تعانيها الأكاديميات الأوروبية أمام الإغراءات الأميركية.
وكشفت صحيفة ماركا الإسبانية المقرّبة من إدارة النادي الملكي، اليوم الاثنين، عن قائمة نجوم كرة السلة الخمسة القريبين من مغادرة الفريق خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، ويأتي في مقدّمتهم اللاعب الإسباني الشاب هوغو غونزاليس (18 عاماً) الذي شارك بانتظام مع الفريق الأول هذا الموسم، وقد اختير في المركز الثامن والعشرين ضمن مسودة الدوري الأميركي للمحترفين من قِبل نادي بوسطن سيلتيكس، أما اللاعب السنغالي إيلي جون نداي (20 عاماً)، فقد انتقل إلى نادي أتلانتا هوكس بموجب عقد مزدوج يتيح له اللعب مع الفريق الأول ومع الفريق الرديف في دوري "جي ليغ"، في حين قرر مواطنه سيدي غي (18 عاماً) الانتقال إلى جامعة أريزونا بعد مشاركته في أربع مباريات فقط في الدوري الإسباني.
ومن جهته، أعلن الألماني ديكلان دورو (18 عاماً)، عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، انضمامه إلى أحد البرامج الجامعية في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الإسباني ذي الأصول البروكينابية غيلداس خيمينيز (18 عاماً) الذي سيلتحق بمركز تدريبي متخصص في أريزونا يُعرف بتأهيل اللاعبين للدخول إلى الجامعات الأميركية والدوري الأميركي لاحقًا.
وتتزايد المخاوف داخل نادي ريال مدريد بشأن جدوى الاستثمار طويل الأمد في الأكاديمية، خصوصاً في ظل صعوبة الاحتفاظ باللاعبين الذين ينجذبون لبريق الجامعات الأميركية والعائدات المالية الكبيرة الناتجة عن حقوق الاسم والصورة. هذا الواقع قد يدفع إدارة النادي إلى إعادة طرح فكرة سبق أن ناقشتها في وقت سابق، وهي إغلاق الأكاديمية بالكامل بالتنسيق مع نادي برشلونة، بعدما لم يلقَ الاقتراح عند طرحه أي تجاوب من النادي الكتالوني الذي يعاني هو الآخر الظاهرة نفسها، الأمر الذي قد يدفعه لإعادة حساباته والموافقة على الفكرة.
وفي ظل هذا الواقع، يبدو أن الهيمنة التاريخية التي كان يتمتع بها ريال مدريد في استقطاب المواهب الشابة قد بدأت تتلاشى، لتتحول أكاديميته من جهة مستقطبة إلى مصدر دائم لتغذية الساحة الأميركية بالمواهب الأوروبية الصاعدة، الأمر الذي قد يدفع النادي الملكي إلى التخلي عن الأكاديمية نهائياً.
## فيرستابن يقترب من فقدان بطولة العالم في فورمولا 1
30 June 2025 03:36 PM UTC+00
ظهر سائق فريق ريد بول، الهولندي ماكس فيرستابن (27 عاماً)، هادئاً، رغم تأكده من نهاية مشاركته في سباق النمسا يوم الأحد، منذ اللفة الأولى، في مشهد لم يتعود عليه، إذ اصطدم به سائق فريق مرسيدس، الإيطالي أندريا كيمي أنتونيلي (18 عاماً)، لتتعرض سيارته إلى أضرار جسيمة ومِن ثم انسحب سريعاً من المرحلة 11 من بطولة العالم في "فورمولا 1"، وخسر نقاطاً مهمة للغاية في صراع المنافسة على التتويج ببطولة العالم.
وبعودته دون نقاط من النمسا، فإنّ فيرستابن تلقى صدمة قوية للغاية، بعدما احتل المركز الثالث في الترتيب العام، خلف ثنائي فريق مكلارين: الأسترالي أوسكار بياستري (24 عاماً)، وفي رصيده 216 نقطة، والبريطاني لاندو نوريس (25 عاماً)، ويملك 201 نقطة، ولهذا فإن الهولندي يحتاج إلى معجزة لتعويض الفارق عن ثنائي "مكلارين"، وهو أمر يبدو شبه مستحيل، في ظلّ قوة الفريق، الذي تهمين على بطولة العالم بشكل كبير للغاية.
فيرستابن لا يجد دعماً
أكدت بداية الموسم قوة فريق مكلارين، إذ كان واضحاً منذ نهاية الموسم أن التعديلات، التي عرفتها السيارة، ستصنع الفارق، وهو ما أكدته بداية الموسم، بعد أن حقق الفريق ثمانية انتصارات خلال 10 سباقات، وهذه السيطرة ستتواصل في المراحل المقبلة، ولهذا فإنّ فيرستابن غير قادر على حصد نتائج جيدة، خاصّة أن سوء الحظ رافقه في السباقات الأخيرة، إذ حرم من القيام بلفة سريعة في التجارب الرسمية ومن ثم انطلق سابعاً، ثم تعرض إلى حادث لا يتحمل فيه أيّ مسؤولية.
كما أن فيرستابن لا يجد أي دعم من فريقه لغاية الآن، بما أن زميله الياباني، يوكي تسونودا (25 عاماً) غير قادر على المنافسة، وأقصى طموحه أن يكون ضمن أول 10 سائقين في كل مرحلة، ومن ثم لا يمكنه أن يقدم أي دعم لزميله الهولندي، بما أنه بعيد عن المراتب الأولى، ولا يمكنه تعطيل ثنائي مكلارين لتسهيل مهمة بطل العالم في آخر أربعة مواسم توالياً، ولهذا فإنّ آمال فيرستابن في لقب خامس في بطولة العالم لـ "فورمولا 1" بدأ يتلاشى، ولعلّ الهدوء الذي ظهر عليه وهو يغادر حلبة النمسا، سببه فقدان الأمل نهائياً في التعويض.
## مدينة إعلامية في دمشق بشراكة مع المها الدولية
30 June 2025 03:49 PM UTC+00
وقّعت وزارة الإعلام السورية مذكرة تفاهم، يوم أمس الأحد، مع شركة المها الدولية، بهدف إنشاء مدينة للإنتاج الإعلامي والفني في سورية. ووقّع الطرفان المذكرة في قصر الشعب بحضور الرئيس السوري أحمد الشرع.
وفي هذا السياق، صرّح وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، خلال كلمة له في المؤتمر الصحافي ضمن مراسم توقيع المذكرة، أنها جاءت بهدف إطلاق مشروع استراتيجي واعد يحمل اسم بوابة دمشق، وسيكون مشروعاً متكاملاً لمدينة إنتاج إعلامي وسينمائي وسياحي في سورية.
مليار ونصف المليار
وأشار المصطفى إلى أن تكلفة المشروع لن تقل عن مليار ونصف المليار دولار، في إطار توجه الدولة السورية إلى جذب المشاريع النوعية ذات الأثر التنموي العميق، لافتاً إلى أن المشروع سيقام على مساحة تقارب مليوني متر مربع ضمن دمشق، تشمل استديوهات خارجية تحاكي طراز العمارة التاريخية في المدن العربية والإسلامية، وأخرى داخلية بتقنيات بث متطورة. وقال إن الحكومة ستكون يد عون للمستثمرين السوريين والعرب والأجانب الراغبين بالاستثمار في سورية الجديدة والنهوض بواقعها الاقتصادي.
25 عملاً سورياً هذا العام
من المتوقع أن يوفر المشروع، وفق تصريحات الوزير، أكثر من أربعة آلاف فرصة عمل مباشرة، ونحو تسعة آلاف فرصة عمل موسمية، وشدّد على حرصه أن يكون الإعلام السوري شريكاً في التنمية ومعبراً عن سورية الجديدة. وأشار المصطفى إلى أن المدينة ستساعد الدراما السورية على تحقيق قفزة نوعية من نجاحها، مشيراً إلى السعي لإنتاج 25 عملاً هذا العام، لإثبات أن سورية الجديدة ستكون تربة خصبة للإبداع.
حدث تاريخي
بدوره، توجّه رئيس مجلس إدارة شركة المها الدولية، محمد العنزي، بالتهنئة على تحرير سورية، وعودتها إلى الحضن العربي، لافتاً إلى أنه سعيد بالمشاركة في هذا الحدث التاريخي في مسيرة بناء سورية الجديدة، متوجهاً بالشكر إلى الرئاسة السورية والحكومة ووزارة الإعلام، على الترحيب والانفتاح على الإبداع والحرص على تحويل الفرص إلى إنجازات. 
نحو وجهة إنتاج عالمية
أشار العنزي إلى أن انطلاق المشروع الثقافي مستمد من إرادة الشعب السوري، موضحاً أنه على هذه الأرض وُلِدت أول أبجدية عرفتها البشرية، و"على هذه الأرض خط الإنسان أولى الحروف التي تحولت لاحقاً إلى حضارات وتراث إنساني لا يزال نوره يهدي العقول والأمم". ودعا العنزي "الجميع في الخليج وغيره من الدول إلى المبادرة والاستثمار في سورية، حيث تتوفر فرص وتسهيلات كبيرة يمكن الاستفادة منها". وقال: "مشروعنا يحتاج إلى بنية تحتية خاصة لأن طبيعته تتوزع بين الجانبين العقاري والإعلامي، ونتوقع تجهيزه بالكامل خلال فترة تتراوح بين خمس وسبع سنوات"، مضيفاً "إننا نطمح إلى أن تكون بوابة دمشق وجهة إنتاج عالمية وليس إقليمية فقط".
معلومات حول شركة المها
يشار إلى أن شركة المها هي شركة إعلامية متخصصة في إنتاج الأعمال الدرامية، وتسعى إلى تقديم محتوى فني باستخدام أحدث التقنيات، وفق تعريفها، مع التركيز على القضايا التاريخية والاجتماعية. وتأسّست الشركة بهدف إنتاج أعمال درامية متميزة تجذب الجمهور، وقد نجحت في تحقيق ذلك من خلال أعمالها التي حازت اهتماماً في الإعلام العربي، بما في ذلك مسلسلا "الحسن والحسين"، و"الإمام" الذي فاز بجوائز في مهرجان الإذاعة والتلفزيون العربي، وقدمت الشركة مسلسل "فتح الأندلس"، أحد أكبر إنتاجاتها.
## تركيا: تأجيل دعوى بطلان مؤتمر حزب الشعب الجمهوري المعارض
30 June 2025 03:49 PM UTC+00
قضت المحكمة الأصيلة ذات الرقم 42 في أنقرة، اليوم الاثنين، تأجيل إصدار الحكم في دعوى بطلان مؤتمر حزب الشعب الجمهوري؛ الذي انعقد في العام 2023 بسبب فساد وشراء الأصوات من المندوبين فيه. وحبست تركيا أنفاسها اليوم لمعرفة قرار المحكمة، إذ قدّم عدد من أعضاء حزب الشعب الجمهوري شكاوى تتعلق بالمؤتمر الـ38 لحزب الشعب الجمهوري المنعقد في 4-5 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2023، التي أفضت إلى تولي أوزغور أوزال رئاسة الحزب فائزاً في المرحلة الثانية من الانتخابات على الرئيس السابق والمرشح الرئاسي كمال كلجدار أوغلو.
وأجّلت المحكمة الدعوى إلى 8 سبتمبر/ أيلول المقبل، إذ إنّ اتخاذ المحكمة قراراً ببطلان المؤتمر قد يؤدي لخيارات منها عودة الرئيس السابق إلى تولي الحزب وقيادته إلى مؤتمر عادي خلال عام، أو تعيين لجنة من الوصاة القانونيين على الحزب.
وتوجهت أنظار الشارع التركي للمحاكمة نظراً لأنها قد تؤدي إلى انقسام في صفوف المعارضة وحزب الشعب الجمهوري، إذ سبقت جلسة اليوم سلسلة من التصريحات المتبادلة بين قيادات الحزب، فيما استنفر الحزب عبر نوابه ورؤساء الفروع في الولايات، وحضروا في مقرّ الحزب بأنقرة.
واستمعت المحكمة إلى مرافعة محامي النواب ومقدمي الشكاوى مستعرضين "أدلة وشهادات عن وجود رشاوى وإغراء بالمال للمندوبين من أجل دعم أوزال، وتقديم الهدايا وفرص العمل للأقارب، وأن هذه التصرفات أدت للتأثير على قرار المندوبين؛ فضلاً عن تجاوزات أخرى ساهمت في تغير النتيجة لصالح أوزال".
وأضافت المرافعة أنّ "قرار رئيس الحزب للذهاب لمؤتمر طارئ في إبريل/ نيسان الماضي غير نافذ نتيجة اتخاذها من رئيس الحزب المنتخب على نحوٍ غير قانوني في المؤتمر العام، وبالتالي هو بحكم العدم، والطلب ببطلان المؤتمر العام وعودة قيادة الحزب السابقة للعمل".
قرار رئيس الحزب للذهاب لمؤتمر طارئ في إبريل/ نيسان الماضي غير نافذ
وفتحت التحقيقات في فبراير/ شباط الماضي، إذ شهد حزب الشعب الجمهوري، الحزب الذي أسّسه مؤسّس الدولة التركية مصطفى كمال أتاتورك، حراكاً مستمراً ويشغل حديث الإعلام في البلاد، منذ تمكّنه من احتلال المرتبة الأولى في الانتخابات البلدية التي جرت العام الماضي.
ولم يكن ينقص التنافس الداخلي المستمر داخل الحزب إلّا أن يواجه تحقيقاً جديداً بحقه، إذ أعلنت النيابة العامة فتح تحقيق بمؤتمر الحزب الذي خرج بفوز أوزال بزعامة الحزب على كلجدار أوغلو. وقالت النيابة العامة في بيان لها إنّ التحقيق بدأ بعد أن تلقت النيابة العامة في ولاية بورصة بلاغاً ليجري تحويل الملف إلى العاصمة أنقرة، مبينة أنه "جرى فتح تحقيق من مكتب المدعي العام الرئيسي في يناير/كانون الثاني 2024، وسيجري استدعاء كمال كلجدار أوغلو والقيادي في الحزب عاكف حمزة تشيبي للإدلاء بشهادتهما بسبب التصريحات التي أدليا بها في الصحافة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بالموضوع".
وفتح التحقيقات جاء بعد أن شكّك الرئيس رجب طيب أردوغان أكثر من مرة في كلماته بشرعية انتخاب أوزال، مستخدماً عبارات "رئيس انتخب في مؤتمر مشكوك فيه"، دون أن يصدر أي رد من الحزب على تصريحات أردوغان، ما دفع لصدور بعض الأصوات من الشعب الجمهوري منها صوت عضو الحزب تشيبي وكلجدار أوغلو عن الموضوع، فيما برر تشيبي تصريحاته بسبب غياب الرد الرسمي على اتهامات أردوغان.
ورد أوزال على فتح الدعوى القضائية بكلمته أمام كتلة حزبه النيابية آنذاك بالقول "يحاولون ترتيب مؤامرة ضد حزب الشعب الجمهوري". أوزال وفي رد فعله على القرار اليوم نشر عبر إكس معتبراً أنّ الدعوة هي ضمن مسار انقلابي مستمر منذ 19 آذار/مارس الماضي، داعياً أنصار المعارضة إلى التظاهر مساء غد في إسطنبول بمناسبة اليوم الـ100 لسجن رئيس بلدية إسطنبول مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية أكرم إمام أوغلو.
وقال أوزال في منشوره "لا توجد مؤامرة ضدّ حزبنا مستقلة عن انقلاب 19 مارس، وفي جلسة الاستماع اليوم من الواضح أن هذه العملية السياسية ليست موجهة نحو النتائج، بل موجهة نحو الإجراءات، وتهدف إلى جعل حزبنا مثيراً للجدل، ومقاطعة مسيرتنا نحو السلطة، وكسر تصميمنا على النضال، لن نحيد أبداً عن هدفنا، ولن نتراجع أبداً عن طريقنا".
من ناحيته، قال رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش القيادي البارز في الحزب في بيان صدر عنه "ينبغي رفض هذه الدعوى منذ البداية، لأن العمل الداخلي للأحزاب السياسية مضمون بأحكام واضحة في الدستور وقانون الأحزاب السياسية"، واعتبر أنّ "الجهود المبذولة لجعل المؤتمر مثيراً للجدل من خلال القضاء لا يمكن أن يكون لها أي أساس قانوني أو سياسي، ولا يجوز أن نسمح لهذه الحالات، التي تمسّ إحساس العدالة، أن تحجب المشاكل الحقيقية التي يعاني منها مواطنونا".
وينتظر أن تصدر ردود فعل أخرى في المرحلة المقبلة، وستلقي القضية بظلالها خلال الشهرين المقبلَين، وقد تزيد من الانقسامات والمناقشات في الحزب، ما بين مؤيد لعودة كلجدار أوغلو، وما بين رافض للدعوى القضائية.
## قطر: مبادرة تتبنى رؤية جديدة للتعافي من السرطان
30 June 2025 03:54 PM UTC+00
أعلنت مؤسّسة حمد الطبية في قطر عن مبادرة تتبنّى رؤية جديدة لمفهوم التعافي من مرض السرطان، فلا يقتصر الأمر على انحسار المرض فحسب بل يشمل كذلك استعادة الوظائف الجسدية والرفاه النفسي والاندماج الاجتماعي بما يضمن لكلّ مريض فرصة للتطوّر والازدهار من ضمن بيئته، وذلك مع زيادة معدّلات التعافي من مرض السرطان في قطر. ووفقاً لمؤسّسة حمد الطبية، ينفّذ هذه المبادرة الوطنية كلّ من مركز قطر لإعادة التأهيل والمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان.
ويعالج إطار العمل الوطني لإعادة التأهيل في مجال الأورام مجموعة التحديات الجسدية والنفسية والاجتماعية التي يواجهها المرضى طوال رحلتهم مع السرطان، وهو يعتمد على الأدلة الدولية وأفضل الممارسات، كذلك يعكس الإطار تدخّلات إعادة التأهيل التي توصي بها منظمة الصحة العالمية، بعد تكييفها بعناية لتتناسب مع منظومة الرعاية الصحية في قطر وخصوصية مجتمعها.
مبادرة تُمكن المرضى من استعادة وظائفهم الجسدية واستقلاليتهم واندماجهم في المجتمع
مؤسسة حمد الطبية تطلق إطار العمل الوطني لإعادة التأهيل في مجال الأورامhttps://t.co/iAL8wLSmgs pic.twitter.com/mBWZPs2VcZ
— مؤسسة حمد الطبية (@HMC_Qatar) June 30, 2025
وتوضح مؤسّسة حمد الطبية أنّ إطار العمل الوطني لإعادة التأهيل في مجال الأورام، الأوّل من نوعه، يمثّل خطوة متقدّمة في تعزيز الرؤية الاستراتيجية لمؤسّسة حمد الطبية نحو رعاية متكاملة وعالية الجودة. وهو يتماشى مع أولويات الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024–2030، ويساهم مباشرة في تحقيق أهداف "رؤية قطر الوطنية 2030" من خلال تعزيز صحة السكان وبناء نظام صحي مستدام وتمكين القدرات المحلية. ويعكس هذا الإطار كذلك مبادئ "نداء العمل لإعادة التأهيل 2030" الصادر عن منظمة الصحة العالمية، من خلال تعزيز خدمات إعادة التأهيل المتمركزة حول الفرد والمركّزة على تحسين الوظائف، بوصفها جزءاً أساسياً من الخدمات الصحية الشاملة.
وقد شدّدت نائبة رئيس الرعاية طويلة الأجل وإعادة التأهيل ورعاية أمراض الشيخوخة، وقائدة خدمات العلاج التأهيلي لدى مؤسّسة حمد الطبية هنادي الحمد على الأهمية الوطنية لهذه المبادرة، فقالت إنّ "إطلاق هذه المبادرة يشكّل نقطة تحوّل في رعاية مرض السرطان في قطر. نحن نعمل لتغيير مفهوم الرعاية عبر الانتقال من مجرّد النجاة من المرض إلى ضمان أن يعيش المرضى بفاعلية وبكامل وظائفهم واستقلاليتهم"، وأضافت الحمد أنّه "تماشياً مع الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024-2030، تُعتبَر إعادة التأهيل الآن جزءاً أساسياً معترفاً به في رحلة المريض".
من جهته، قال المدير التنفيذي والمدير الطبي للمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان في قطر محمد سالم الحسن: "ندخل الآن عصراً جديداً في مجال خدمات مرض السرطان في قطر، تتطلّب مرحلة النجاة من المرض باعتبارها مرحلة حاسمة دعماً متعدّد الاختصاصات"، وأضاف أنّ "إطار العمل الوطني يؤسّس لإعادة تأهيل مرضى الأورام على أساس نموذج رعاية منظّم ومتاح ومتعاطف يدعم كلّ مريض في كلّ خطوة".
وكشف تقرير صادر عن سجل قطر الوطني للسرطان التابع لوزارة الصحة العامة لعام 2023 عن تسجيل 2525 إصابة جديدة بالسرطان في خلال عام 2019، علماً أنّ الحالات تضمّنت 470 إصابة خبيثة بين المواطنين مقارنة بـ1940 إصابة خبيثة بين أشخاص من غير المواطنين، إلى جانب 33 إصابة موضعية بين المواطنين مقارنة بـ69 إصابة موضعية بين أشخاص من غير المواطنين. واشتمل التصنيف السرطاني على إصابة حميدة في الدماغ والجهاز العصبي المركزي فقط بين المواطنين لتسجّل بذلك صفر حالات بين هؤلاء، في مقابل أربع حالات بين أشخاص من غير المواطنين، فيما سُجّلت كذلك تسع حالات.
وأوضح تقرير سجل قطر الوطني للسرطان لعام 2023 أنّ معدّل الإصابة بحسب العمر في دولة قطر تراوح ما بين 45 عاماً و54، وقد بلغ عدد الإصابات في هذه الفئة 300 إصابة، أمّا الحدّ الأدنى من الإصابات فسُجّل في الفئة العمرية التي تراوحت ما بين 10 أعوام 14 عاماً.
وفي ما يتعلق بنسب أمراض السرطان الأكثر انتشاراً بين الجنسَين، بيّن التقرير تصدّر سرطان الثدي قائمة الإصابات بنسبة 17.39% من مجموع الإصابات مع 439 إصابة، فيما حلّ ثانياً على القائمة سرطان القولون والمستقيم بنسبة 8.87% مع 224 إصابة، تلاهما سرطان الغدّة الدرقية بنسبة 7.45% مع 188 إصابة، ثمّ سرطان غدّة البروستات بنسبة 5.23% مع 132 إصابة، وبعدها سرطان الدم (اللوكيميا) بنسبة 5.03% مع 127 إصابة. أمّا سرطان الجلد غير الميلانومي فأتى بنسبة 4.79% مع 121 إصابة، وسرطان الكلى بنسبة 4.44% مع 112 إصابة، وسرطان الرئة والقصبة الهوائية بنسبة 4.20% مع 106 إصابات، وسرطان الليمفوما غير الهيدجكونية بنسبة 4.04% مع 102 إصابة، وسرطان المثانة بنسبة 3.37% مع 85 إصابة.
## الإبادة الجماعية: التبرير القانوني وتأثيراتها على حق العودة
30 June 2025 04:02 PM UTC+00
انبثق مفهوم تجريم الإبادة الجماعية في القانون الدولي خلال القرن العشرين، بوصفه استجابة قانونية وأخلاقية للفظائع المنهجية المرتكبة بحق مجموعات بشرية محددة. وقد مثّلت اتّفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948 محطةً مفصليةً في هذا المسار، إذ اعتبرت الإبادة الجماعية جريمةً دوليةً تستوجب الوقاية والمعاقبة، مُحمِّلة الدول أُطرًا إلزاميةً تتجاوز حدود سيادتها التقليدية.
رغم الطابع المُلزم لنصوص الاتّفاقية، شهد تطبيقها العملي تبايناتٍ واضحةً ناجمةً عن اعتباراتٍ سياسيةٍ، ومصالح جيوسياسية، فضلاً عن لجوء بعض الدول إلى التذرع بمبدأ السيادة لتفادي الالتزامات الدولية.
يهدف هذا المقال إلى تفكيك الأساس القانوني والتاريخي لتجريم الإبادة الجماعية، وتحليل تطبيقاته في حالاتٍ تاريخيةٍ مثل الإبادة الجماعية للأرمن (1915-1923)، والسياسات الاستئصالية ضدّ السكان الأصليين في الولايات المتّحدة وكندا. كما يُسلّط الضوء على التوترات الجوهرية بين مبدأ سيادة الدولة وحقّ الضحايا في العودة، بوصفه مكونًا جوهريًا من مكونات العدالة وإعادة الاعتراف القانوني بالضحايا.
أسس الإبادة الجماعية التاريخية والقانونية
1- الجذر القانوني للمفهوم
يعود الفضل في صياغة مصطلح "الإبادة الجماعية" إلى القانوني البولندي رافائيل ليمكين، الذي استخدمه لأول مرّة عام 1944 في كتابه "حكم المحور في أوروبا المحتلة"، الذي عَرف الإبادة الجماعية بأنّها "تدمير أمةٍ أو مجموعةٍ عرقيةٍ"، وقد مثّلت هذه الصياغة نقطة تحولٍ فكريٍّ وقانونيٍّ في توصيف الجرائم الجماعية المنظّمة، وساهمت لاحقًا في تطوير مفهوم الجريمة الدولية الموجّهة ضدّ جماعةٍ محددة الهوية، سواء كانت دينيةً أو قوميةً أو عرقيةً.
شهد تهجير الفلسطينيين قسريًا ذروته في نكبة عام 1948، حيث طُرد نحو 750 ألف فلسطيني خلال تأسيس دولة الاحتلال، وسط مجازر عدّة، مثل دير ياسين، التي ساهمت في نشر الرعب، وفرض النزوح الجماعي
حاكمت محاكمات نورمبرغ (1945-1946) قادة النازية بتهمة "جرائم ضدّ الإنسانية"، لأن جريمة الإبادة الجماعية لم تكن تهمةً مستقلةً في حينه، رغم ذلك مهدت المحاكمات الطريق للاعتراف بالتدمير المنهجي للمجموعات جريمةً دوليةً فريدةً، لا تقل خطورةً عن جرائم الحرب والعدوان، بل تتجاوزها في بعض جوانبها من حيث القصد التدميري الشامل.
لقد تُوّجت جهود ليمكين والمسار التراكمي للممارسة الدولية في هذا الصدد باعتماد اتّفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في 9 ديسمبر/كانون الأول 1948، لتصبح أول وثيقةٍ دوليةٍ تُجرّم الإبادة الجماعية تجريمًا صريحًا وملزمًا، وتؤسس لالتزامٍ دوليٍ وقائيٍ وعقابيٍ في آنٍ واحد، حيث نصت على:
- المادة الأولى: تلزم الدول بمنع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
- المادة الثانية: تعرف الإبادة الجماعية على أنّها: "قتل أفراد المجموعة، إلحاق أذى جسديٍ أو نفسيٍ جسيمٍ، فرض ظروفٍ معيشيةٍ، تستهدف التدمير المادي، منع الإنجاب قسرًا، نقل الأطفال قسرًا".
2- القواعد الآمرة (Jus Cogens) والالتزامات العامة (Erga Omnes)
- تُعد جريمة الإبادة الجماعية من القواعد الآمرة في القانون الدولي (Jus Cogens)، أيّ من المبادئ القانونية الأساسية التي لا يجوز مخالفتها، ولا التحلل من التزاماتها تحت أي ظرفٍ، بما في ذلك حجج السيادة الوطنية، والضرورات السياسية. كما يترتب على هذا الوضع القانوني الخاص التزامٌ جماعيٌ مطلق (Erga Omnes)، يقع على عاتق جميع الدول، ويُحتّم عليها اتخاذ التدابير اللازمة لمنع الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها، حتّى في غياب أيّ رابطٍ إقليميٍ أو مصلحةٍ مباشرةٍ.
كذلك يؤكد المبدأ؛ أنّ مكافحة الإبادة الجماعية ليست مسؤوليةً محصورةً بدول الضحايا، أو الأطراف المتأثرة مباشرةً بها، بل هي واجبٌ قانونيٌ وأخلاقيٌ دوليٌ عامٌّ، يُفترض أن يُترجم إلى ممارساتٍ تضامنيةٍ ملزمةٍ لحماية الكرامة الإنسانية، ومنع إفلات الجناة من العقاب. رغم ذلك أظهرت التجربة التاريخية عددًا من الأمثلة الجلية على فشل المجتمع الدولي في الالتزام بهذا المبدأ، من بينها:
•    الإبادة الجماعية للأرمن (1915–1923)، التي لم يُعترف بها رسميًا إلا بعد عقودٍ، على الرغم من طابعها المنهجي والمدبّر.
•    الإبادة الثقافية والجسدية للسكان الأصليين في أميركا الشمالية، التي ارتُكبت تحت غطاء الاستعمار الاستيطاني، وسُوّغت بمفاهيم التفوّق الحضاري.
•    السياسات الاستعمارية والعنصرية في جنوب أفريقيا، ورواندا، والبوسنة، التي أعادت طرح جدوى التدخل الدولي الجماعي في حالات الإبادة.
•    واقعنا الفلسطيني المعاصر، الذي يُكرس واجباتٍ قانونيةً وحقوقيةً جديّةً حول انطباق تعريف الإبادة الجماعية على الممارسات الإسرائيلية الممنهجة بحقّ المدنيين الفلسطينيين. ذلك كلّه يدفعنا إلى الاستئناس بهذه الأمثلة من أجل الاستلهام والتفاؤل بإمكانية الخروج من موتنا الوشيك.
أ. الإبادة الجماعية للأرمن (1915-1923)
وقعت الإبادة الجماعية للأرمن خلال الحرب العالمية الأولى، حين نفّذت السلطات العثمانية عمليات قتلٍ جماعيٍ، وترحيلٍ قسريٍ، ومسيرات موتٍ أسفرت عن مقتل نحو 1.5 مليون أرمني. ورغم تبريرها تلك الجرائم بـ"أسبابٍ أمنيةٍ"، إلّا أنّ الوثائق العثمانية والتقارير الدبلوماسية الأجنبية قد أثبتت النيّة المبيّته للإبادة.
عقب حرب (1919–1920)، حوكم بعض المسؤولين العثمانيين غيابيًا، لكن المحاكمات أُهملت مع صعود مصطفى كمال أتاتورك. لذا لا يزال الناجون، وأحفادهم يطالبون باستعادة الممتلكات والتعويض الرمزي.
صنّفت لجنة الأمم المتحدة الفرعية هذه الجرائم "إبادةً جماعية" عام 1985، كما استشهدت بها محكمة العدل الدولية في قضية غامبيا ضدّ ميانمار (2020)، باعتبارها سابقةً قانونيةً. إلّا أن تركيا ترفض هذا التصنيف، مستندةً إلى مفهوم السيادة، وتفسيرها الخاص للتاريخ، ما يعكس التوتر القائم بين تحقيق العدالة وسيادة الدول.
ب. تدمير السكان الأصليين في الولايات المتّحدة
أدى قانون إزالة الهنود في الولايات المتّحدة عام 1830 إلى درب الدموع (1838-1839)، حيث قتل الآلاف من الشيروكي، إلى جانب المذابح والحرب البيولوجية، مثل مذبحة ساند كريك (1864)، وتعميم الجدري. أيضًا مورست إبادةٌ ثقافيةٌ في المدارس الداخلية (مثل مدرسة كارلايل)، إذ فرض استيعابٌ قسريٌ للأطفال، بما يخالف المادة الثانية (هـ) من اتّفاقية الإبادة الجماعية. في سياق المساءلة القانونية والتعويضات رفعت قضية الولايات المتّحدة ضدّ كاغاما عام 1886، حينها أكّدت سلطة الحكومة الفيدرالية التعويضات، لكنها تجنبت تهم الإبادة. كما اعترفت ولاية كاليفورنيا وكندا بالإبادة الثقافية عام 2019، ضمن لجنة الحقيقة والمصالحة، لكن لم تعترف الولايات المتّحدة رسميًا بممارستها الإبادة الجماعية ضد سكانها الأصليين.
يجب تحويل قضية العضوية الكاملة في الأمم المتّحدة إلى حملةٍ كونيةٍ لفضح ازدواجية معايير مجلس الأمن، والدفع باتجاه استصدار اعترافٍ شاملٍ من الجمعية العامة، بما يُحدث شرخًا قانونيًا وأخلاقيًا في احتكار واشنطن للعمل الدبلوماسي بشأن فلسطين
نجحت بعض قبائل السكان الأصليين في استعادة أراضيها عبر المحاكم (مثل سيو باين ريدج)، لكن معظمها ظل رمزيًا، ومحدودًا جغرافيًا، ومشروطًا قانونيًا، ومنزوع السيادة فعليًا، وذلك بالرغم من إعلان الأمم المتّحدة لحقوق الشعوب الأصلية عام 2007، بما يدعم استعادة الأراضي، الذي تعارضه أميركا بقوّة حتّى الآن.
ج. حالة فلسطين: إبادة جماعية والرد الدولي
شهد تهجير الفلسطينيين قسريًا ذروته في نكبة عام 1948، حيث طُرد نحو 750 ألف فلسطيني خلال تأسيس دولة الاحتلال، وسط مجازر عدّة، مثل دير ياسين، التي ساهمت في نشر الرعب، وفرض النزوح الجماعي. ثمّ تكرّر التهجير عام 1967، بعد احتلال إسرائيل القدس الشرقية، والضفّة الغربية، وقطاع غزّة، وفرض نظام حكمٍ عسكريٍ. بعدها استمر الاستعمار الاستيطاني عبر توسيع المستوطنات، هدم المنازل، وتشريعات تمييزية عدّة أبرزها قانون القومية 2018، الذي عزّز البنية القانونية لسياسات الفصل العنصري والتهجير.
يمثّل حصار قطاع غزّة المستمر منذ عام 2007 نموذجًا لـ"الإبادة الجماعية البطيئة، وقد بلغ ذروته بين عامي 2023 و2025، حيث قُتل أكثر من 55 ألف فلسطينيٍ نتيجة القصف والتجويع، مع استخدام الحصار الكامل سلاحًا جماعيًا، في ظلّ تصريحاتٍ رسميةٍ إسرائيليةٍ تؤكّد نية الإبادة، مثل وصف الفلسطينيين بـ"الحيوانات البشرية"، والدعوات لـ"نكبةٍ ثانيةٍ" و"تسوية غزّة بالأرض".
في هذا السياق، قدّمت جنوب أفريقيا شكوى أمام محكمة العدل الدولية بموجب اتّفاقية الإبادة الجماعية (1948)، التي أقرّت بوجود أدلةٍ "معقولةٍ" على نيّة إسرائيل ارتكاب إبادةٍ جماعية، مستندةً إلى المادة الثانية (أ–د) من الاتّفاقية.
في مايو/أيّار 2024، طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية (كريم خان) إصدار مذكرات توقيف بحقّ بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية مرتكبة في قطاع غزّة وفلسطين، إلى جانب مذكراتٍ موازيةٍ بحقّ قادةٍ من حركة حماس.
في المقابل، تُواصل إسرائيل رفض تنفيذ القرار 194، الذي ينص على حقّ العودة للاجئين الفلسطينيين، معتبرةً ذلك تهديدًا ديموغرافيًا، وتُشرّع قوانين مثل أملاك الغائبين (1950) لمصادرة أراضي اللاجئين، وقانون القومية الذي يحصر الدولة بالهوية اليهودية، ما يعمّق الطابع البنيوي للفصل العنصري والتهجير القسري.
3 - القانون الدولي مقابل المعايير الجيوسياسية
بينما تُدين كلٌّ من محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية والأمم المتحدة سياسات إسرائيل بحقّ الفلسطينيين، تستمر الولايات المتّحدة والاتّحاد الأوروبي في توفير الحماية لها من أيّ مساءلةٍ أو عقوباتٍ، ما يُجسد ازدواجيةً صارخةً في المعايير الدولية، لا سيّما عند مقارنتها بسرعة فرض العقوبات على روسيا إثر غزوها أوكرانيا، أو على ميانمار بسبب الجرائم المرتكبة ضدّ الروهينغا.
أ. حق العودة مقابل سيادة الدولة
ينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948)، في المادة 13 على حقّ الفرد في العودة إلى بلده، ويؤكّد العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (1966) في المادة 12 هذا الحقّ، مع السماح بتقييده لأسبابٍ أمنيةٍ مشروعةٍ. بناءً عليه، تطالب الشعوب المُهجّرة قسرًا بالعودة إلى أوطانها، مثل الناجين من الإبادة الأرمنية بالعودة إلى أرمينيا الغربية (شرق تركيا حاليًا)، والسكان الأصليين في أميركا الساعين لاستعادة أراضيهم وفق المعاهدات المبرمة بحقّ العودة واسترداد الممتلكات. كذلك، يتمسك الفلسطينيون بتطبيق القرار الأممي 194 الذي يُقرّ بحقّهم بالعودة والتعويض.
يؤكد المبدأ؛ أنّ مكافحة الإبادة الجماعية ليست مسؤوليةً محصورةً بدول الضحايا، أو الأطراف المتأثرة مباشرةً بها، بل هي واجبٌ قانونيٌ وأخلاقيٌ دوليٌ عامٌّ
ب. سيادة الدولة عقبةً أمام تنفيذ حقّ العودة
تُعارض تركيا عودة الأرمن إلى أراضيهم التاريخية، متذرعةً بـ"السلامة الإقليمية"، ونافِيةً أن تكون وريثةً قانونيةً للسلطنة العثمانية. على المنوال نفسه، تُقاوم الولايات المتّحدة مطالب السكان الأصليين مستندةً إلى عقيدة الاكتشاف، وقوانين الملكية المعاصرة. أما إسرائيل، فترفض حقّ العودة للفلسطينيين عبر تسويغاتٍ أمنيةٍ، وقوانين تُرسّخ التفوق اليهودي، مثل قانون القومية لعام 2018، وتستخدم هذه المنظومة القانونية لتبرير التهجير الدائم للفلسطينيين.
ج. تقييد القانون الدولي
تفتقر كلٌّ من محكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية إلى أدوات الإجبار والتنفيذ الفعلي، ما يسمح للدول القوية مثل الولايات المتّحدة وإسرائيل وتركيا بتفادي المساءلة، في حين تُفرض عقوباتٌ مشددةٌ على دول أضعفٍ مثل صربيا ورواندا.
فرغم أنّ الإبادة الجماعية تُعدّ من الجرائم المحظورة بموجب القواعد الآمرة (Jus Cogens) في القانون الدولي، إلّا أن تطبيق النصوص غالبًا ما يُعطّل بفعل المصالح السياسية والسيادية. تظهر حالاتٌ مثل الإبادة الأرمنية، واضطهاد السكان الأصليين في أميركا، والجرائم الجارية في فلسطين أمثلةً حيّةً على فجوةٍ تطبيقيةٍ بين القانون والواقع، تُجهض مطالب الشعوب بالعدالة والعودة والتعويض، رغم الضمانات النظرية التي يوفرها القانون الدولي.
4- الحلول الممكنة للشعب الفلسطيني: من النضال القانوني إلى المقاومة
أولاً: المسار القانوني الدولي
أ- تعزيز الملاحقات القضائية: يُعدّ العمل القانوني الدولي أداةً مهمةً لكنها محدودة الفاعلية ما لم تُدعَم بقوّةٍ سياسيةٍ وتنظيمٍ جماهيريٍ. إنّ متابعة قضية الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية (ICJ) ضروريةٌ لكشف البنية القانونية للإبادة، لكنها تصطدم بواقع عدم امتلاك المحكمة آليات الإنفاذ، لذلك، ينبغي تحويل القضية إلى أداة ضغطٍ أخلاقيٍ ودبلوماسيٍ على الدول الداعمة لإسرائيل، من خلال حشد الدعم الشعبي والبرلماني دوليًا، وتوسيع قاعدة المطالبين بتطبيق الإجراءات المؤقتة (وقف الهجوم، فتح المعابر، إلزام إسرائيل باحترام اتفاقية منع الإبادة الجماعية).
- المحكمة الجنائية الدولية (ICC): ينبغي تكثيف الجهود لدعم التحقيقات الجارية في المحكمة الجنائية الدولية (ICC)، مع الإدراك أن المحكمة تخضع هي الأخرى للضغوط السياسية والتمويل الغربي. لذا يجب توثيق الجرائم بأدواتٍ قانونيةٍ قويةٍ عبر منظماتٍ فلسطينيةٍ ودوليةٍ غير خاضعةٍ للتمويل المشروط، وتفكيك السرديات الغربية التي تُحوّل الإبادة إلى صراعٍ متكافئ.
ب- مقاضاة إسرائيل أمام المحاكم الوطنية: يمكن توظيف مبدأ الولاية القضائية العالمية لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام محاكم أوروبية (فرنسا، ألمانيا، بلجيكا...)، شريطة تجاوز العوائق السياسية، وضمان استقلالية النيابات القضائية. على المنظمات القانونية تطوير قضايا استراتيجية قابلة للتنفيذ قانونيًا وسياسيًا، بالتوازي مع حملات ضغطٍ إعلاميٍ وقانونيٍ تكشف التواطؤ الغربي. تُظهر التجارب السابقة (مثل محاكمة بينوشيه أو القضايا السورية في ألمانيا) أنّ التقاضي العابر للحدود قابل للتفعيل إذا توفرت الإرادة السياسية والجماهيرية.
ج- ملاحقة داعمي إسرائيل
مادام النظام الدولي يعترف بمسؤولية الدول والأفراد عن المساعدة والتحريض على الجرائم الدولية، فالمعركة القانونية يجب أن تتوسع نحو:
•    دولٍ تقدم الدعم العسكري والدبلوماسي رغم علمها بالانتهاكات (مثل الولايات المتّحدة وألمانيا).
•    شركات تصدّر الأسلحة أو المعدات العسكرية أو تقنيات المراقبة.
•    أفراد نافذون يساهمون في تمويل المشروع الاستيطاني أو يدافعون عنه سياسيًا أو قانونيًا.
لكن لا بدّ من تحويل هذا المسار من مجرد دعوات رمزية إلى آليات ضغطٍ قانونيٍ منظّمٍ، من خلال إعداد ملفاتٍ موثقةٍ، وتنظيم حملاتٍ قانونيةٍ جماعيةٍ في محاكم مختصة، على غرار حملات مكافحة التمييز العنصري في جنوب أفريقيا.
ثانيًا؛ الضغط السياسي والدبلوماسي
أ- تعزيز الاعتراف بالدولة الفلسطينية
الاعتراف السياسي بالدولة الفلسطينية، رغم رمزيته، يحمل مضامين استراتيجية إذ ارتبط بخطابٍ تحرّريٍ جماهيريٍ لا يكتفي بالشرعية الأممية، لذلك، يجب تحويل قضية العضوية الكاملة في الأمم المتّحدة إلى حملةٍ كونيةٍ لفضح ازدواجية معايير مجلس الأمن، والدفع باتجاه استصدار اعترافٍ شاملٍ من الجمعية العامة، بما يُحدث شرخًا قانونيًا وأخلاقيًا في احتكار واشنطن للعمل الدبلوماسي بشأن فلسطين.
رغم أنّ الإبادة الجماعية تُعدّ من الجرائم المحظورة بموجب القواعد الآمرة (Jus Cogens) في القانون الدولي، إلّا أن تطبيق النصوص غالبًا ما يُعطّل بفعل المصالح السياسية والسيادية
ب- قطع العلاقات الدبلوماسية
توسيع دائرة الدول التي تعلق علاقاتها مع إسرائيل (جنوب أفريقيا، كولومبيا، بوليفيا...) عبر الضغط والتحركات الشعبية، بدل الاقتصار على نداءاتٍ رمزية. كما يجب ربط قطع العلاقات بكشف تواطؤ الدول المطبّعة مع المشروع الاستعماري، وفضح الفجوة بين ادعاءاتها بالحياد وواقع دعمها غير المباشر للاحتلال.
ت- العقوبات الاقتصادية والسياسية
تُعدّ حركة BDS أداةً فعّالةً لإعادة تعريف النضال السياسي في الغرب، لكن المطلوب هو تجاوز الطابع النخبوي والأكاديمي نحو مقاطعةٍ جماهيريةٍ شاملةٍ تربط بين دعم الاحتلال وانهيار الحقوق الاجتماعية في الدول الرأسمالية. كما يجب ربط المقاطعة بسحب الاستثمارات من الشركات الداعمة للاستيطان، وربطها بقضايا العدالة المناخية والاجتماعية، ما يوسع التحالفات عالميًا.
ث- قطع العلاقات الاقتصادية
إعادة تقييم اتّفاقيات التبادل الحر مع إسرائيل من قبل الاتّحاد الأوروبي، ودول الجنوب العالمي، التي تمثّل مدخلًا حيويًا للمواجهة، بشرط كشف تناقضات هذه الاتّفاقيات مع المبادئ الدولية لحقوق الإنسان. هذا يتطلب عملًا حقوقيًا وإعلاميًا منظمًا يفضح كيف تُمنح إسرائيل امتيازات تجارية رغم انتهاكاتها، ويدفع باتجاه تعليق هذه الاتّفاقيات كما حصل مع روسيا بعد غزو أوكرانيا.
ثالثًا؛ المقاومة الشعبية الفلسطينية
أ-    تعزيز الوحدة الداخلية: الوحدة الوطنية لم تعد خيارًا بل ضرورةً وجوديةً، تتطلّب تحولاً جوهريًا في بنية السلطة الفلسطينية نحو تمثّيلٍ ديمقراطيٍ شعبيٍ فعليٍ، وإنهاء الانقسام عبر تنفيذ الاتّفاقات الموقعة (مثل اتّفاق الصين). فالمصالحة هي شرطٌ لاستعادة المبادرة الاستراتيجية للمقاومة الفلسطينية، وتوحيد رواية النضال الفلسطيني.
ب-    إشراك الشباب في القيادة: برهن الحراك الشبابي، كما ظهر في هبة القدس 2021، على إمكانياتٍ جيلٍ جديدٍ غير مرتبطٍ ببُنى الفصائل التقليدية، لذا فإنّ إدماج هذا الجيل في آليات القرار الوطني تُعدّ خطوةً نحو إعادة تجديد المشروع التحرري الفلسطيني خارج بيروقراطيات المنظّمة والسلطة.
ت-    المقاومة المدنية: أظهرت مسيرات العودة، رغم قمعها الدموي، كيف أنّ الفعل السلمي يمكنه أن ينزع الشرعية الأخلاقية عن الاحتلال عالميًا. المطلوب اليوم هو استدامة هذه الأنماط النضالية وتنظيمها داخل مشروع استراتيجي يستثمر في الإعلام، والفن، والنضال النقابي، والتعليم الشعبي، لبناء جبهةٍ مقاومةٍ مدنيةٍ متكاملةٍ.
ث-    التعاون مع اليهود المناهضين للصهيونية: بناء تحالفاتٍ استراتيجية مع مجموعاتٍ يهوديةٍ مناهضةٍ للصهيونية (مثل Jewish Voice for Peace) يُعدّ سلاحًا سياسيًا وأخلاقيًا يفكك احتكار إسرائيل لتمثّيل اليهودية عالميًا، ويفضح الطبيعة العنصرية الصهيونية، ويوسّع الحاضنة الأممية للمقاومة.
إنّ تجاوز الطابع المثالي في بعض المطالب يستوجب تحليلًا ماديًا للعلاقات الدولية وأدوات السيطرة الإمبريالية، إذ لا يكفي الاعتماد على القانون الدولي بوصفه حياديًا أو ديمقراطيًا، بل يجب التعامل معه باعتباره ساحة صراعٍ طبقيٍ واستعماريٍ. كما أنّ فعالية كلّ المسارات المذكورة تظلّ مرهونةً بقدرة الفلسطينيين على إعادة بناء حركتهم الوطنية على أسسٍ شعبيةٍ ومقاومةٍ جامعةٍ، تتجاوز النخب والتمثّيل الرسمي.
## مخاض الشرق الأوسط الجديد... غزة قلب العالم
30 June 2025 04:02 PM UTC+00
تناول المفكر البريطاني، هالفورد ماكيندر، في نظريته الجيوسياسية، فكرة "قلب العالم"، معتبرًا أن السيطرة على أوراسيا، ولا سيّما المنطقة المحورية الممتدة من شرق أوروبا إلى وسط آسيا، هي مفتاح التحكم بالنظام العالمي. لاحقًا، أعاد زبيغنيو برجنسكي رسم هذا المنظور من خلال نظرية "الهلال الأوراسي"، معتبرًا أن القوى العظمى لا بدّ أن تحكم قبضتها على المناطق المحيطة بأوراسيا لضمان السيطرة الاستراتيجية العالمية. ويمكننا اليوم بناءً على معطيات الصراعات الجيوسياسية الراهنة أن نقول "قد بات قطاع غزّة قلب العالم الجديد"، بوصفه مركز اشتباكٍ مركّبًا يعكس تحولاتٍ عميقةً في طبيعة العلاقات الدولية. إذ تُمثّل الحرب العدوانية على قطاع غزّة نقطة تحولٍ مركزيةٍ في الصراع الإقليمي والدولي، وبوابةً لصياغة شرق أوسطٍ جديدٍ، بما يتوافق مع الرؤى التي طرحها برنارد لويس بمفهوم "الشرق الأوسط الكبير"، ورالف بيترز في فكرة "حدود الدم"، القائمة على إعادة رسم خرائط المنطقة على أسسٍ عرقيةٍ وطائفيةٍ، وتُفكك الدول والهويات الوطنية.  هذه الرؤى التي أكدها كذلك بنيامين نتنياهو في كتابه "مكانة بين الأمم"، ودونالد ترامب الذي صرح في الآونة الأخيرة بضرورة تغيير حدود سايكس بيكو بوصفها حدودًا غير عادلةٍ، ليست أفكارًا خياليةً، أو مؤامراتٍ بل هي خططٌ استراتيجيةٌ ترسم منذ زمنٍ بعيدٍ لضمان التفوق الأميركي والإسرائيلي في المنطقة، التي يتوجب إعادة رسم هوياتها وحدودها ضمن منظورٍ متطرفٍ لا يختلف كثيرًا عن الفهم النازي القائم على إمكانية إذابة الشعوب ومحوها من الوجود، إذ كانت المصلحة الاستراتيجية تتطلّب ذلك، تمامًا كالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحقّ أهل قطاع غزّة. وهذه ليست مبالغة، فالمفكر رالف بيتزر نفسه أكّد ضمن دراسته حدود الدم، التي كانت المرتكز لأفكار الفوضى الخلاقة، والشرق الأوسط الجديد، أن: "هناك سرًّا قذرًا آخر من تاريخٍ يمتد لخمسة آلاف عام: التطهير العرقي يُجدي نفعًا".
إنّ صمود قطاع غزّة الراهن يحمل أبعادًا تتجاوز حدود القضية الفلسطينية، وتمس جوهر الصراع الاستراتيجي الإقليمي والدولي، ضمن هذا السياق سنقدم تحليلًا مقتضبًا لفكرة غزّة بوصفها قلب العالم الراهن عبر ثلاث مناظير أساسية، تعتمد عليها السياسات الخارجية الأميركية والإسرائيلية لصياغة الشرق الأوسط الجديد، هي: منظور الليبرالية الجديدة، منظور الواقعية الجديدة، ومنظور البنائية.
أثبتت حركات المقاومة قدرتها على تنفيذ خططٍ عسكريةٍ هجوميةٍ ودفاعيةٍ متقنةٍ، ما يهدد مباشرةً المصالح الاستراتيجية الأميركية والإسرائيلية
منظور الليبرالية الجديدة: غزّة تعوق الدمج الاقتصادي الإمبريالي
يرتكز التحول الجيوسياسي في الشرق الأوسط الجديد على ترتيباتٍ مؤسسية اقتصادية مستلهمة من النظرية الليبرالية الجديدة، تتجلى هذه الترتيبات في مشاريع كبرى مثل مشروع الخط الهندي- الأوروبي (IMEC)، الذي يهدف إلى ربط الهند بالخليج والشرق الأوسط ثمّ بأوروبا مرورًا بإسرائيل، بالإضافة إلى مشروع "EastMed" لنقل غاز شرق المتوسط من إسرائيل وقبرص إلى أوروبا عبر اليونان. هذه المشاريع ليست مجرد مبادراتٍ تنموية، بل أدواتٍ استراتيجية إمبريالية لإعادة دمج المنطقة في بنيةٍ اقتصاديةٍ جديدةٍ تتمحور حول التفوّق الإسرائيلي. في هذا السياق، تشكّل غزّة، وبالذات وجود المقاومة المسلّحة، عقبةً بنيويةً أمام تلك المشاريع، لما تمثّله من تهديدٍ أمنيٍ دائمٍ على استقرار البنية التحتية لنقل الغاز والطاقة، من وجهة النظر الأميركية والإسرائيلية. كذلك الأمر فإنّ استمرار مقاومة أهل غزّة للاحتلال سوف يعوق إلى حدٍّ بعيدٍ إمكانية تطبيع العلاقات السعودية والإسرائيلية، التي كانت قاب قوسين أو أدنى قبل اندلاع حرب أكتوبر/تشرين الأول 2023. يضاف إلى ذلك تحتوي شواطئ غزّة على حقولٍ نفطيةٍ غير مستثمرةٍ بعد، حاولت إسرائيل مرّات عدّة خلال السنوات الماضية استثمارها عبر اتّفاقياتٍ وتفاهماتٍ مع السلطة الفلسطينية برعايةٍ مصرية، إلّا أنّ محاولات إسرائيل للهيمنة على الثروات الطبيعية في ساحل غزّة قد باءت بالفشل، بسبب رفض أهل غزّة القطعي تمرير مثل هذه الاتفاقات المشبوهة، التي تقوم على نزع ملكية الشعب الفلسطيني وحقّه في استثمار ثرواته بشروطه وفي صالحه الوطني. ومن نافل القول إنّ تصفية حركات المقاومة في المنطقة، لضمان تنفيذ المشاريع سالفة الذكر، هي ركيزةٌ أساسيةٌ في الاستراتيجية الأميركية الرامية إلى تقليص النفوذ الروسي والصيني في منطقة الشرق الأوسط والعالم، ومنع تصاعده إلى الحدّ الذي يشكل تهديدًا على دورها الإمبريالي الدولي.
منطور الواقعية الجديدة: غزّة تقارع أسطورة التفوق العسكري
مثّلت عملية السابع من أكتوبر، وما تلاها، صدمةً كبيرةً في الأوساط الإسرائيلية والأميركية، إذ أثبتت حركات المقاومة قدرتها على تنفيذ خططٍ عسكريةٍ هجوميةٍ ودفاعيةٍ متقنةٍ، ما يهدد مباشرةً المصالح الاستراتيجية الأميركية والإسرائيلية، من منظور سياسييها المتأثرين بالمنظور الواقعي الجديد القائم على ضرورة ضمان التفوق العسكري عاملًا أساسيًا من عوامل استمرار الهيمنة والسيطرة.
في ظلّ هذه الرؤية، تسعى الولايات المتّحدة وإسرائيل إلى سحق كل أنماط المقاومة الفلسطينية، وتصفية الدعم الإقليمي (من إيران وحزب الله وغيرهما)، مع منع أي اختراقٍ روسيٍ أو صينيٍ في المنطقة. إذ تعي واشنطن أنّ صمود المقاومة في غزّة يوفر لخصومها الدوليين (روسيا والصين) فرصةً لتعزيز نفوذهم في الإقليم، وعاملًا محفزًا لاستغلال هذا الصمود من أجل إغراق أميركا وإسرائيل في وحل غزّة، كما حصل سابقًا في فيتنام.
المنظور البنائي: غزّة تتحدى تفتيت الهوية التحررية الوطنية
يرتكز المنظور البنائي في السياسات الخارجية على بناء الهويات الجماعية، والخطابات السياسية، ويستخدم أداةً لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، ليس عبر القوّة والسوق فقط، بل عبر تغيير الهويات والانتماءات. إذ ترتكز السياسة الخارجية الأميركية والإسرائيلية منذ عقودٍ على تحويل القضايا الوطنية إلى صراعاتٍ داخليةٍ مميتةٍ. فلسطين ليست استثناءً إذ يعاد صياغة القضية الفلسطينية حسب هذا المنظور، كما في قضية غزّة وحدها، أو قضيةٍ إنسانيةٍ منعزلةٍ، كما تعامل باقي مكونات العالم العربي على اعتبارهم جغرافياتٍ مستقلةً لا يجمعها مشروعٌ سياسيٌ، أو مصيرٌ مشتركٌ. هذه السياسات تدفع نحو تفتيت "سايكس–بيكو" من الداخل، لا لإعادة توحيد المنطقة، بل لإدخالها في حروبٍ أهليةٍ هجينةٍ تُنهك الدول، وتُسهّل السيطرة عليها. ضمن هذا الإطار، تأتي حرب غزّة خطوةً استراتيجيةً تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، على اعتبارها قضيةً وطنيةً تحرريةً، وتحويلها إلى قضيةٍ إنسانيةٍ تعامل ضمن أطر المساعدات والهدن المؤقتة، لا ضمن حقوق تقرير المصير، وتعزل عن محيطها العربي المفتت أصلًا، والداخل بفعل تعزيز الهويات العرقية والطائفية في صراعاتٍ مميتةٍ. ولنا في ما يجري في اليمن والعراق وسورية ولبنان والسودان وغيرها من الدول خير دليلٍ على ذلك.
هذه المشاريع ليست مجرد مبادراتٍ تنموية، بل أدواتٍ استراتيجية إمبريالية لإعادة دمج المنطقة في بنيةٍ اقتصاديةٍ جديدةٍ تتمحور حول التفوّق الإسرائيلي
على النقيض من هذا التفتيت الهوياتي، الذي تسعى إليه الإمبريالية الأميركية والإسرائيلية تظهر المقاومة في غزّة عاملًا موحدًا للشعوب العربية، فالمقاومة ما زالت تنادي بهويةٍ فلسطينيةٍ جامعةٍ "من البحر إلى النهر"، وترفض التقسيم الطائفي البغيض بين سنةٍ وشيعةٍ، إذ لم تعتمد مقاومة أهالي غزة على تقسيم شعوب المنطقة إلى سنة يجري التحالف معها، وشيعية تجري معاداتها، إنّما أعادت بناء هويةٍ تحرريةٍ إنسانيةٍ في الشرق الأوسط، تتعالى على التقسيمات الطائفية المشبوهة، وتؤكّد تشبث السكان الأصليين بأرضهم ووطنهم من دون مساومةٍ.
إذًا غزّة اليوم، من مناظير متعددةٍ للسياسية الخارجية الأميركية والإسرائيلية، هي الشوكة الأقوى التي تعوق تحقيق أهداف هذه السياسات في الهيمنة والسيطرة. فغزّة لم تعد ساحة صراعٍ فلسطينيٍ-إسرائيليٍ فقط، بل عقدةً استراتيجيةً عالميةً تتقاطع عندها مصالح الهند، والخليج، وتركيا، وأوروبا، والصين، وروسيا، إلى جانب إسرائيل والولايات المتّحدة. إن مصير هذه البقعة الصغيرة الجغرافية يحمل انعكاساتٍ هائلةً على مستقبل النظام الإقليمي والدولي، سواء في صياغة خريطة الشرق الأوسط، أو في تحديد من يملك زمام المبادرة في العالم المقبل: قوى الهيمنة التقليدية، أم قوى التحدي الصاعد، ما يجعلها بحقٍّ قلب العالم الراهن، ويجعل مقاومتها تحمل أبعادًا تتخطى حدود القضية الفلسطينية لتشمل مستقبل المنطقة كلها: فإما الخراب والتقسيم والهيمنة الإسرائيلية والأميركية المطلقة، وإما الصمود والبناء والتنمية الشاملة لشعوب المنطقة.
## المؤتمر اليهودي في فيينا: تمرد منظم على الصهيونية
30 June 2025 04:02 PM UTC+00
في حدثٍ استثنائيٍ يحمل دلالةً تاريخيّةً، شهدت العاصمة النمساوية فيينا في الفترة من 13 إلى 15 يونيو/حزيران الحالي، أوّل مؤتمرٍ يهوديٍ دوليٍ مناهضٍ للصهيونية، أي في المدينة ذاتها التي شهدت أول مؤتمرٍ صهيونيٍ بحضور تيودور هرتزل عام 1897. حمل المؤتمر اسم "المؤتمر اليهودي المناهض للصهيونية"، واستضاف شخصياتٍ يهوديةً وفلسطينيةً بارزةً، سنستعرض في هذا المقال كلّ ما يخص المؤتمر وأهمّيته في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ النضال الفلسطيني ضدّ الصهيونية.
الجهة المنظمة
نظّم المؤتمر اليهودي منظّمة "من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في فلسطين"، وهي منظّمةٌ نمساويةٌ معروفةٌ بمواقفها المناهضة للصهيونية والإمبريالية، وتعتبر نفسها جزءًا من حركات التحرر العالمية، وقاده نشطاءٌ يهود، ونمساويون بالتنسيق مع شخصياتٍ فلسطينيةٍ مستقلةٍ.
إلى جانب المنظمة الرئيسية، شاركت شبكاتٌ يهوديةٌ مناصرة لفلسطين، مثل "يهود أوروبا من أجل فلسطين"، و"يهود من أجل العدالة للفلسطينيين". كما دعمته منظماتٌ يهوديةٌ أخرى، مثل "صوت يهودي من أجل السلام"، و"يهود أوروبيون من أجل السلام"، و"الشبكة الدولية اليهودية المناهضة للصهيونية".
تتجاوز أهمّية المؤتمر اليهودي المناهض للصهيونية في فيينا كونه مجرد فعاليةٍ سياسيةٍ، أو ملتقىً فكريٍّ، بل يمكن اعتباره منعطفًا تاريخيًا في نضال الشعب الفلسطيني ضدّ الصهيونية
الأهداف
جاءت أهداف المؤتمر واضحة وجذرية، مؤكّدةً على رفض الصهيونية رفضًا جذريًا، باعتبارها حركةً عنصريةً استعماريةً، أيضًا؛ اعتبرت مقاومة القوانين والتشريعات التي تربط بين انتقاد إسرائيل ومعاداة السامية هدفًا يهوديًا. كما سعت إلى بناء جبهةٍ يهوديةٍ عالميةٍ لمقاومة الاستعمار، والفصل العنصري، والاعتراف بالنكبة الفلسطينية، والعمل على إنهائها من خلال دعم حقّ العودة، وتفكيك النظام الصهيوني.
البيان الختامي
صيغ البيان الختامي بلغةٍ ثوريةٍ قويةٍ، تلخص رؤية المؤتمر وأهدافه وخطابه السياسي، فقد نص على رفضٍ قاطعٍ للصهيونية بقوله: "ليست الصهيونية أيدولوجيا استعمارية فقط، بل نظامٌ عنصريٌ يجب تفكيكه بالكامل". كما رفض التمييز بين "صهيونية جيدة" و"صهيونية سيئة"، مؤكّدًا أنّ المشروع كلّه قائمٌ على العنصرية والتفريق، لذا يجب تفكيكه، كذلك؛ انتقد المنظمات التي تدعو إلى السلام من دون عدالة انتقاداتٍ حادّةً، ودعا إلى الانحياز للعدالة، وتجاوز الخطابات الرمادية إلى لغة التحرير والتفكيك.
أيضًا؛ ناشد المؤتمر في بيانه الختامي كلّ الحركات المناهضة للعنصرية والاستعمار حول العالم للانضمام لهذا التيار الجديد، ودعا إلى بناء شبكةٍ دوليةٍ يهوديةٍ مناهضةٍ للصهيونية وداعمةٍ للشعب الفلسطيني.
أهمّية المؤتمر
تتجاوز أهمّية المؤتمر اليهودي المناهض للصهيونية في فيينا كونه مجرد فعاليةٍ سياسيةٍ، أو ملتقىً فكريٍّ، بل يمكن اعتباره منعطفًا تاريخيًا في نضال الشعب الفلسطيني ضدّ الصهيونية. أهمّ ما في المؤتمر هو تفكيك احتكار الصهيونية لتمثّيل اليهود، ويعلن من قلب أوروبا، وبصوتٍ يهوديٍ أنّ الصهيونية لا تمثّلهم. كما يقدم لغةً جذريةً لا مساومة فيها، في فترةٍ يهيمن عليها خطاب "السلام" و"دولتين لشعبين"، ويشرعن النضال الفلسطيني أمام الأوروبيين بصوتٍ يهوديٍ، ما قد يضع حدًّا للابتزاز الصهيوني لما يسمى الغرب.
أيضًا؛ يؤسس المؤتمر لتحالف فلسطيني يهودي ضدّ الصهيونية، متجاوزًا خطاب "صراع بين شعبين"، لحقيقة طرحه النضال الفلسطيني على اعتباره حركةً تحرريةً بوجه استعمارٍ استيطانيٍ، لذا يعتبر هذا التحالف وزنًا استراتيجيًا في المعركة السياسية ضدّ الصهيونية.
مثّل المؤتمر تحديًا مباشرًا للسردية الصهيونية، التي طالما احتكرت الحديث باسم اليهود، وطرح بديلًا جذريًا يربط بين مناهضة الاستعمار ومناهضة العنصرية، كما أعاد بناء التحالفات على أسس العدالة والتحرر، لا على أساس التسوية والتطبيع. ومن خلال خطابه الصريح، وشبكة العلاقات التي بدأ في نسجها، لا يكتفي بكسر الصمت، بل يسعى إلى إنتاج فعلٍ سياسيٍ مقاومٍ ومنظمٍ، تتقاطع فيه نضالات الشعوب، وتتعرى فيه مشاريع التجميل الغربي للصهيونية.
## اللحظة الإيرانية الكاشفة: "عقيدة نتنياهو" بدل "مبدأ كارتر"
30 June 2025 04:03 PM UTC+00
على أعتاب مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 بين العرب والإسرائيليين، أتذكر الدكتور نبيل شعث، السياسي الفلسطيني، يتحدث في قاعة مؤسسة عبد الحميد شومان في عمّان، شارحًا أنّ العلاقة الأميركية الإسرائيلية دخلت طورًّا جديدًا، لأن الوجود الأميركي المباشر الجديد في المنطقة العربية، حينها، يقلّص الحاجة لدور إسرائيل قاعدةً متقدمةً لحماية مصالح واشنطن، عمليًا تبنت السياسية الأميركية ما دعم هذا الطرح، لكن من دون التخلي عن إسرائيل.
الآن وعلى وقع الضربات الإسرائيلية الأميركية لإيران عاد السؤال هل "عاد" الدور الإسرائيلي في المنطقة، دور القاعدة المتقدمة؟  بحسب كلمات المستشار الألماني، فريدريش ميرز، في حديثه الصحافي يوم 18 يونيو/حزيران الفائت، التي قال فيها أنّ إسرائيل تقوم حاليًا بـ"العمل القذر" نيابةً عن الغرب بأكمله، وأشار إلى امتنانه للإجراءات الإسرائيلية ضدّ إيران.
في الواقع لا يرضي دور القاعدة المتقدمة غرور رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وما يقوم به يصل إلى فرض أجندته الخاصّة، أيّ توريط الولايات المتّحدة والغرب لدعمه. وهو ما يحاول ترويجه منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مجددًا، في مطلع هذا العام، فقال مثلًا في منتصف فبراير/شباط، أثناء مؤتمرٍ صحافيٍ مع وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو إنّه وترامب "بشكلٍ مشتركٍ" يقومان بـ "إعادة تشكيل الشرق الأوسط".
تاريخيًا تعهدت الولايات المتّحدة عبر مجموعة إعلاناتٍ رسميةٍ من رؤساء أميركيين، بحفظ أمن منطقة الخليج العربية، وعقب الثورة في إيران عام 1979، والغزو السوفييتي لأفغانستان، أعلن الرئيس الأميركي جيمي كارتر، مبدأه الشهير، الذي يؤكّد فيه مبادئ أعلنها رؤساءٌ سبقوه، وبحسب "مبدأ كارتر" في 23 يناير/كانون الثاني 1980 فإنّ أي محاولةٍ من قبل قوّةٍ خارجيةٍ للسيطرة على منطقة الخليج "ستُعتبر هجومًا على مصالح الولايات المتّحدة الحيوية، وسيُردّ عليه بكلّ الوسائل الضرورية، بما في ذلك القوّة العسكرية".
خلطت عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 الأوراق، كما أن إسرائيل بالأصل تريد التطبيع مجانًا من دون أيّ ثمنٍ، خصوصًا على المستوى الفلسطيني، لذا رأت إسرائيل في المشهد فرصةً لممارسة الإبادة والتطهير العرقيين
إبّان الحرب العراقية الإيرانية، (1980- 1988)، تبنت واشنطن سياسة يمكن تسميتها "الإضعاف المتبادل"، فقدمت السلاح إلى العراق (وهناك فيديو شهير للقاء وزير الدفاع الأميركي حينها دونالد رامسفيلد مع الرئيس العراقي صدام حسين)، كما قدمت في مناسبةٍ واحدةٍ على الأقلّ السلاح إلى إيران عبر إسرائيل، وهو ما عرف باسم "فضيحة "إيران- كونترا غيت"، كان الهدف منها تمكين كلٍّ من العراق وإيران من إضعاف بعضهما.
في حرب الكويت، دفعت الولايات المتّحدة مساعداتٍ ضخمةً ماليًا وعسكريًا لإسرائيل، لتقنعها بعدم دخول الحرب مباشرةً، وعدم الرد على صواريخ العراق، التي أطلقت حينها ضدّ الكيان الصهيوني، عام 1991، طبق في تلك الحرب مبدأ كارتر بوضوحٍ.
في شهر مايو/أيّار 1993، وفي إحدى "قلاع" الصهيونية الأميركية، معهد واشنطن للشرق الأدنى، قدّم مارتن إنديك، مبدأ "الاحتواء المزدوج"، الذي تبنته السياسة الأميركية في التسعينيات من القرن المنصرم، وهو أنّ واشنطن يمكنها التخلي عن سياسة تقوية العراق وإيران من أجل أن يضعفا بعضهما، وستقوم الولايات المتّحدة بفضل قواتها في المنطقة، التي انتشرت بعد حرب الكويت، بإضعاف العراق وإيران معًا، عبر فرض حصارٍ وعقوباتٍ. حينها طبق هذا المبدأ مع محاولة دمج إسرائيل في المنطقة عبر عملية السلام.
دخلت هذه السياسة طورًا جديدًا، أو مرحلة "تغيير الأنظمة"، عندما قررت الولايات المتّحدة احتلال العراق، 2003/ 2004، وكان هناك خطةٌ لإحداث تغييرٍ سياسيٍ حتّى في الدول العربية الحليفة لواشنطن، وذلك ضمن رؤية مجموعة المحافظين الجدد الأميركية التي لعبت دورًا سياسيًا حينها، وكان من ضمن أهدافها دمج إسرائيل في المنطقة.
استبدلت هذه الخطة على وقع الفشل الأميركي في العراق، ومواجهتها قوىً متعددةً، منها إيران وحلفاؤها السابقون من جماعات المجاهدين في أفغانستان، وسرعان ما قررت إدارة باراك أوباما، بدءًا من عام 2008 تقريبًا، الانسحاب من المنطقة، ومحاولة ترتيب الأوراق مع إيران عبر اتّفاقٍ نوويٍ.
أغضبت سياسات أوباما الصهاينة الأميركيين والإسرائيليين، على حدٍّ سواء، وروّج بعض أهمّ رموزهم، مثل دينيس روس، فكرة أنّ أوباما تجاهل أنظمة الخليج العربية الحليفة، وتجاهل إسرائيل أيضًا، وهذا خطأٌ ويجب العودة للتنسيق مع هذه الدول، وفي السياق ذاته جرى طرح وترويج ورعاية أصواتٍ عربيةٍ تقول إنّ هناك مصلحةٌ مشتركةٌ مع الإسرائيليين، بردع إيران والتصدي لسياسات أوباما. على هذا الأساس حظي ترامب بدعمٍ صهيونيٍ كبيرٍ، وحصل على علاقةٍ وديةٍ مع الأنظمة العربية الغاضبة من أوباما، ومن موقفه من الربيع العربي، والإخوان المسلمين. وروج لخطابٍ جديدٍ؛ هو تأجيل القضية الفلسطينية أو تجاوزها، كما أنّ حلّ القضية الفلسطينية هو نتيجةٌ محتملةٌ للسلام العربي الإسرائيلي والتصدي لإيران وليس العكس.
لكن المتغير الأساسي في منطقة الخليج العربية، وفي ما يتعلق بإيران، كان تراجع الضمانات الأميركية في حفظ أمن المنطقة. فإذا كانت حرب الكويت وبعدها احتلال العراق، تأكيدٌ على التزامٍ أميركيٍ بأمن المنطقة، فإنّ الانسحاب من العراق لم يكن المظهر الوحيد لتراجع التعهد التاريخي الأميركي بأمن المنطقة. كان مظهر التراجع الأميركي الأكبر هو حالة اللامبالاة الصريحة، التي أبداها ترامب عام 2019، عندما استهدفت إيران و/ أو حلفاؤها ناقلات النفط في مضيق هرمز، وفي منشآت النفط لشركة أرامكو السعودية، في إبقيق وخريص. جزءٌ من تراجع الاهتمام سببه تراجع اعتماد الغرب، والولايات المتّحدة على البترول والغاز المستوردين من المنطقة.
في هذه التفاعلات كلّها بدت إسرائيل غير مُطالَبةٍ بلعب دورٍ مباشرٍ في المنطقة، وحكَمَ علاقتها مع الولايات المتّحدة عوامل داخلية عدّة، أهمّها قوّة اللوبي الإسرائيلي. استخدم الخطاب الإسرائيلي إيران فزاعةً لحرف الأنظار عن المسألة الفلسطينية، واحترف نتنياهو في تقديم مزاعمٍ عن قرب إنجاز القنبلة الإيرانية النووية، كقوله في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتّحدة في سبتمبر/أيلول 2012، إنّ طهران ستمتلك السلاح النووي في ربيع 2013.
في حرب الكويت، دفعت الولايات المتّحدة مساعداتٍ ضخمةً ماليًا وعسكريًا لإسرائيل، لتقنعها بعدم دخول الحرب مباشرةً، وعدم الرد على صواريخ العراق، التي أطلقت حينها ضدّ الكيان الصهيوني
لم تلق المطالب الخليجية المتعلقة بإعادة تشكيل العلاقة مع واشنطن تجاوبًا حقيقيًا من الأخيرة، ومثلما قال السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتية، في مناسبات عدّة المطلوب اتّفاقٌ جديدٌ، وليس اتّفاقاتٍ شفوية (Gentlemen's Agreement) على غرار إعلانات كارتر وآيزنهاور، وقال في تصريح نشرته صحيفة الشرق في 25 فبراير 2021، "مطلوب اتّفاقيةٌ استراتيجيةٌ شاملةٌ، مكتوبةٌ ومحكومةٌ بتوسيع التعاون إلى قضايا العصر، مثل الذكاء الاصطناعي، والصحة العامة، وتغير المناخ".
مع مجيء جوزيف بايدن إلى البيت الأبيض، اكتشف أنّ سياسة الانسحاب من الخليج غير ممكنةٍ، فمن جهةٍ البترول والغاز الخليجيان لا غنى عنهما، خصوصًا إذ استغنيَ عن مصادر الطاقة الروسية بعد الحرب مع أوكرانيا، ومن جهة أخرى برزت بوادر تحالفٍ سعوديٍ روسيٍ بشأن النفط في نطاق تحالف (أوبك +)، كما برز تعاونٌ صينيٌ خليجيٌ، بما في ذلك رعاية بكين اتّفاقًا إيرانيًا سعوديًا لتهدئة الخلافات بينهما. من هنا طرح بايدن مشروعين لإعادة تشكيل المنطقة، فوافق على الدخول في معاهدة دفاع مشترك مع السعودية، والثانية طريقٌ تجاريٌ أوربيٌ هنديٌ خليجيٌ إسرائيليٌ ينافس طريق الحرير الصيني. ولتمرير اتّفاق دفاعٍ مع السعودية، لا بدّ للكونغرس من الموافقة، لذلك يجب إرضاء اللوبي الإسرائيلي عبر اتّفاقية تطبيع سعودية إسرائيلية، تضاف إلى الاتّفاقيات مع الإمارات والبحرين، وطرح بايدن في سبتمبر/أيلول في الهند خطة الممر الأخضر، المنافس لطريق الحرير.
خلطت عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 الأوراق، كما أن إسرائيل بالأصل تريد التطبيع مجانًا من دون أيّ ثمنٍ، خصوصًا على المستوى الفلسطيني، لذا رأت إسرائيل في المشهد فرصةً لممارسة الإبادة والتطهير العرقيين بحق الفلسطينيين، وأرادت تأجيل أيّ طرحٍ للعلاقات الإقليمية إلى حين إتمام هذه المهمة، وعدا قطاع غزّة والضفّة الغربية، نجحت إسرائيل في توجيه ضربةٍ كبيرةٍ لحزب الله في لبنان، وسقط النظام السوري الحليف لطهران، في دمشق، ما شجع نتنياهو، بما لديه من طموحٍ وحساباتٍ شخصية حول دوره التاريخي، وقدرته على التلاعب بالمنطقة وبالولايات المتّحدة، إلى الاعتقاد بأنّه قادرٌ على تغيير الشرق الأوسط بنفسه، عبر القوّة الإسرائيلية الذاتية، من دون اعتبارٍ لدعوات ترامب للتفاوض حول قطاع غزّة ومع إيران.
لا يملك ترامب مشاريع إقليميةً كبيرةً في الخليج، على غرار معاهدات الدفاع المشترك، أو ممراتٍ تجاريةً عملاقةً (لا يعني هذا أنّه ضدّها)، وهو ينشد تحقيق إنجازاتٍ سريعةٍ على غرار صفقاتٍ تجاريةٍ، أو تفاهماتٍ، مثل اتّفاقٍ نوويٍ جديدٍ مع إيران.
تعامل نتنياهو مع طروحات ترامب لوقف هجومه على قطاع غزّة، وبشأن المفاوضات الإيرانية الأميركية بالمماطلة، وتحين الفرص لاستكمال مخططاته.  مع انتهاء الأيام الستين التي حددها ترامب، في إبريل/نيسان 2025، للتفاوض مع طهران حول المشروع النووي، استغل نتنياهو اللحظة، وخاطب ترامب بمنطقين أساسيين، الأول اللعب على وتر غرور الأخير، بأنّه مفاوضٌ بارعٌ، كما أنّ (نتنياهو) سيخدم خططه، والثاني وفق منطق "توريط" واشنطن لتنفيذ مخططاتٍ لإعادة تشكيل المنطقة بالقوّة.
وكما يستدل من تصريحات ترامب، اعتبر أنّ الضربات الإسرائيلية وسيلة ضغطٍ على إيران للتجاوب مع المطالب الأميركية، وإضعافها تفاوضيًا، ومن ذلك قوله يوم 13 يونيو/حزيران الحالي أنّ إيران لم تستغل المفاوضات، لذا ستواجه الآن تداعياتٍ "أكثر قسوةٍ"، إذا لم يتفاوضوا. ثم جاءت الضربات الأميركية، ليعلن ترامب في 21 يونيو أنّ الضربات "نجاحّ عسكريّ مدهشّ"، وحذر إيران بضرورة "التوصل إلى سلامٍ".
قد تجد بعض الدول الغربية في هذا الوضع وكأنّ إسرائيل قد عادت لتكون قاعدةً متقدمةً لحماية مصالحها، أمّا نتنياهو، الذي يريد أن يجدد لحياته السياسية عمرًا جديدًا، فيريد أن يقول إنّه من يحدد الأجندة، والآخرين يتبعونه، لأنّهم لا يقدرون على إيقاف الإسرائيليين. ويقول نتنياهو ملخصًا عقيدته السياسية، "تحقيق السلام عبر القوّة"، في يوم 22 يونيو بعد الضربات الأميركية على إيران، "أنا والرئيس ترامب كثيرًا ما نقول: (السلام من خلال القوّة). أولًا تأتي القوّة، ثمّ يأتي السلام. واليوم، تصرف الرئيس ترامب والولايات المتحدة بقوّةٍ كبيرة".
استخدم الخطاب الإسرائيلي إيران فزاعةً لحرف الأنظار عن المسألة الفلسطينية، واحترف نتنياهو في تقديم مزاعمٍ عن قرب إنجاز القنبلة الإيرانية النووية
بدا تصريح نتنياهو الأخير خطاب انتصارٍ لسياساته، إذ يرفض المفاوضات والحلول السياسية، ويقطع الطريق على تفاهماتٍ وخططٍ خليجيةٍ لإعادة ترتيب المنطقة، ويبحث عن الإخضاع بالقوّة. عقيدة نتنياهو: بينما تحدد إسرائيل أجندة المنطقة بالقوّة، تقف القوّة الأميركية داعمةً ومتفرجةً، وتتدخل عند الحاجة لتنقذ إسرائيل.
هذا التصور الصهيوني فيه اختزالٌ، ولا يتماشى تمامًا مع المصالح الأميركية، ولا يخدم بالتأكيد المصالح الخليجية، من هنا يجد الكاتب أن هناك ثلاثة متغيرات ستحدد مسار الأحداث في المنطقة الآن، ومدى نجاح نتنياهو في فرض خططه، أولها: قدرة الدولة الأميركية (وأوروبا)، على عدم الانجرار خلفه، وتذكر أنّ مصالحها في العالم والشرق الأوسط لا تتطابق مع رؤى نتنياهو ووزراءه، وثانيها؛ مدى وقوف دول الخليج عند حاجتها لرؤى استراتيجية لمصالحها واتّفاقياتها وعلاقاتها مع الغرب، وحلّ مشكلات المنطقة بعيدًا عن أحلام وأيديولوجيات نتنياهو وتيار الصهيونية الدينية، وثالثها؛ طريقة وعملية إدارة إيران ودول المنطقة للمرحلة.
## ضغط الشارع الأوروبي والحسابات السياسية
30 June 2025 04:03 PM UTC+00
منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزّة، بعد "طوفان الأقصى"، التي كانت رد فعلٍ مقاومةٍ على سياسات الفصل العنصري، والحصار والإبادة البطيئة، شهدت القارة الأوروبية موجةً من التحولات العميقة في مواقفها السياسية، والإعلامية تجاه الصراع، لم يكن التغير سريعًا أو موحدًا، بل متدرجًا ومتفاوتًا بين بلد وآخر، كما تميّز باتساع نطاقه، وشموله أطرافًا متعددةً من حكومات، وإعلام، والشارع والمجتمع المدني.
في هذا السياق، تبرز ملامح مشهد أوروبي متغير، تتحرك فيه الحسابات السياسية تحت وطأة الغضب الشعبي، وتعيد فيه وسائل الإعلام النظر في طريقة تغطيتها، ويُطرح فيه سؤالٌ أخلاقيٌ عميق حول حدود دعم إسرائيل غير المشروط، والسكوت عن المأساة الإنسانية في قطاع غزّة.
مع بداية الحرب، سارعت معظم الحكومات الأوروبية الكبرى إلى إعلان دعمها الكامل إسرائيل، مجترةً خطاب "لإسرائيل الحقّ في الدفاع عن النفس". غير أن طول أمد الإبادة، وارتفاع أعداد الضحايا من المدنيين، وخصوصًا الأطفال والنساء، وقدرة المقاومة الفلسطينية على الصمود غير المتوقع، أحدث صدمةً أخلاقيةً داخل المجتمعات الأوروبية، وأجبرت القادة على مراجعة مواقفهم.
لذلك كان الضغط الشعبي الواسع والمنظم، الذي تجاوز الشعارات، وتحول إلى حركة ضغطٍ فعّالةٍ، امتدت من الشارع إلى الجامعات والمؤسسات، من أبرز عناصر التحول الأوروبي، وأكثرها تأثيرًا
مع مرور الوقت، تبلورت مواقف أكثر وضوحًا في دولٍ أوروبيةٍ عدّة، فقد أعلنت كلٌّ من إسبانيا وأيرلندا والنرويج وسلوفينيا رسميًا اعترافها بدولة فلسطين، في خطوةٍ رمزيةٍ، وسياسيةٍ ذات دلالةٍ كبيرةٍ. كما ارتفعت أصواتٌ برلمانيةٌ في دولٍ أخرى، تطالب بإعادة النظر في العلاقات مع إسرائيل، وفرض قيودٍ على التصدير.
كما اتخذت بعض الحكومات إجراءاتٍ ملموسةً مثل:
●    أوقفت بلجيكا وهولندا وبعض الدول الإسكندنافية تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، جزئيًا أو كليًا.
●    سحب صندوق الاستثمار السيادي النرويجي استثماراته من العديد من الشركات الإسرائيلية.
●    فرضت بريطانيا، إلى جانب كندا وأستراليا ونيوزيلندا، عقوباتٍ على وزراء متطرفين في الحكومة الإسرائيلية، في خطوةٍ نادرةٍ تشير إلى تزايد الغضب الغربي من خطاب التحريض والعنصرية داخل حكومة بنيامين نتنياهو.
●    في فرنسا، مُنعت شركات الأسلحة الإسرائيلية من المشاركة في معرض باريس للدفاع، وهي رسالةٌ واضحةٌ عن بداية تحوّلٍ في معايير التعاون العسكري.
●    أما الخطوات الإسبانية فقد تجاوزت كلّ ما ذكر.
تعكس هذه الإجراءات، وإن ظلّت محدودةً مقارنة بحجم المأساة، تطورًا ملحوظًا في طريقة تعامل أوروبا مع إسرائيل، وتراجعًا عن الدعم الأوتوماتيكي.
واكب، أو سبق، تغير خطاب الحكومات الأوروبية، تغيرٌ في الخطاب الإعلامي الأوروبي الرسمي وشبه الرسمي، ففي بداية الحرب، التزمت معظم وسائل الإعلام الغربية الكبرى بالسردية الإسرائيلية التقليدية، رغم أن رائحة الكذب تفوح منها بوضوح، كما ركزت على الهجمات من غزّة، بتجاهلٍ شبه تامٍ للضحايا المدنيين الفلسطينيين.
هذه الصورة بدأت تتغير، إذ بدأت صحف مثل الغارديان، وفايننشال تايمز بنشر تقاريرٍ معمقةٍ، ومقالات رأيٍ تنتقد الحرب، وتربطها بمحاولات نتنياهو استعادة شرعيته السياسية على حساب دماء الفلسطينيين. كما برزت تغطياتٌ لقصصٍ إنسانية من غزّة، واستُضيفت شخصياتٌ فلسطينيةٌ في البرامج الحوارية، وهو ما مثّل تحولًا نوعيًا مقارنةً بالتغطية الأحادية في الحروب السابقة. من المفاجأة مقالٌ في الدويتشه فيله الألمانية بذكرى النكبة، أقرب للرواية الفلسطينية من الرواية الصهيونية التي ينتهجونها.
التحول في الخطاب السياسي والإعلامي لم يكن نابعًا من صحوة ضميرٍ مفاجئةٍ، بل استجابةٍ مباشرةٍ للضغط الشعبي، الذي لم يتوقف عن محاسبة المؤسسات الإعلامية، ومطالبتها بالعدالة في التغطية، وانتقاد وحشية السياسيين ونفاقهم.
لذلك كان الضغط الشعبي الواسع والمنظم، الذي تجاوز الشعارات، وتحول إلى حركة ضغطٍ فعّالةٍ، امتدت من الشارع إلى الجامعات والمؤسسات، من أبرز عناصر التحول الأوروبي، وأكثرها تأثيرًا. حيث شهدت العواصم الأوروبية مظاهراتٍ حاشدةً ومستمرةً غير مسبوقةٍ، شارك فيها مئات الآلاف من المواطنين، رافعين الأعلام الفلسطينية، ومطالبين بوقف العدوان الإسرائيلي فورًا، وقطع العلاقات العسكرية، ومحاسبة مجرمي الحرب الصهاينة وداعميهم الأوروبيين.
بدأت هذه التظاهرات عفويةً، ثمّ ما لبثت أن أفرزت مجموعاتٍ منظمةً دعمت في بعض الدول من أحزابٍ ونقاباتٍ ومؤسسات المجتمع المدني، ما زاد من تأثيرها السياسي والإعلامي. بعدها تمدّد حراك الشارع، وانتشر في العديد من الجامعات الأوروبية، هولندا وبريطانيا وألمانيا وغيرهم. تحولت الجامعات إلى ساحة مواجهةٍ، اعتصم فيها الطلاب، ورفعوا مطالب واضحةً بإنهاء التعاون الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية، ووقف الاستثمار في شركاتٍ متورطةٍ في الحرب أو الاحتلال. تجاوبت بعض الجامعات مباشرةً، مما عزز من الزخم الشعبي، وأحرج حكوماتٍ كانت تحاول التزام الصمت.
كما ضغط الحراك الفلسطيني على وسائل الإعلام، انتقادات الجمهور الشديدة، وحملات المقاطعة، واعتماد منصاتٍ بديلةٍ ساهمت بتعرية الكذب والنفاق الإعلامي، إضافةً إلى عشرات الآلاف من الرسائل والعرائض المفتوحة. ساهم الضغط المتواصل في دفع المؤسسات الإعلامية الكبرى لإعادة النظر في طريقة تغطيتها، وأدى إلى تحولٍ تدريجيٍ نحو تغطيةٍ أكثر توازنًا، تُظهر المأساة الفلسطينية، وتكشف مسؤولية الاحتلال.
طول أمد الإبادة، وارتفاع أعداد الضحايا من المدنيين، وخصوصًا الأطفال والنساء، وقدرة المقاومة الفلسطينية على الصمود غير المتوقع، أحدث صدمةً أخلاقيةً داخل المجتمعات الأوروبية
ربما الأهمّ من ذلك كلّه هو بروز وعيٍ شعبيٍ جديدٍ، خصوصًا بين الأجيال الشابة، التي باتت ترى في القضية الفلسطينية قضيةً أخلاقيةً وإنسانيةً بامتيازٍ، تتقاطع مع قيم الحرية والعدالة ورفض الاستعمار. لم يكتف هذا الوعي بالتضامن الموسمي (الترند)، بل تُرجم إلى فعلٍ سياسيٍ، ومشاركةٍ انتخابيةٍ، وتحدٍ مباشرٍ للمواقف الرسمية المتواطئة. تجدر الإشارة هنا إلى أنه، وللمرة الأولى في أوروبا، أوشكت حكومةٌ أوربيةٌ على السقوط بسبب القضية الفلسطينية، فبعد ما اعتبر فضيحةً مدويةً في إسبانيا، نتيجة متمثّلةً بصفقةٍ بين الشرطة الإسبانية ودولة الاحتلال قيمتها 6 مليون يورو، هددت أحزاب اليسار بالانسحاب من الحكومة، ما دفع رئيس الوزراء إلى التملص من الصفقة، وإلغاء كلّ الصفقات الأخرى، ورفع سقف الخطاب، واصفاً دولة الاحتلال بـ"دولة الإبادة الجماعية".
بين الخطاب والفعل... التناقض لا يزال حاضرًا
رغم هذه التحولات المعلنة كلّها في الخطاب الأوروبي، فإنّ الواقع التنفيذي لا يزال يعاني من فجوةٍ واضحةٍ بين القول والفعل. ففي الوقت الذي تصدر فيه التصريحات الداعية لوقف الحرب واحترام القانون الدولي، تواصل بعض الدول الأوروبية علاقاتها العسكرية والتجارية الوثيقة مع إسرائيل، وتستمر في تصدير الأسلحة والمعدات، بل وتمنحها دعمًا سياسيًا غير مشروطٍ في المحافل الدولية.
يُضعف هذا التناقض من صدقية المواقف الجديدة، ويُظهر أن جزءًا كبيرًا من التحوّل قد يكون محاولةً لامتصاص الغضب الشعبي أكثر من تعبيره عن رغبةٍ حقيقيةٍ لتغيير السياسة الخارجية تجاه القضية الفلسطينية. هذا ما بدا جليًا بعد الاعتداء الصهيوني السافر على إيران، إذ سارعت العديد من الدول الأوروبية إلى اجترار العبارة نفسها "لإسرائيل الحقّ بالدفاع عن النفس"، حتّى قبل أن يبدأ الرد الإيراني، فأيّ منطقٍ هذا؟!
 يزيد دعم بعض الدول الأوروبية للاحتلال الصهيوني من حدّة الانقسام الأوروبي، بينما لا تزال بعض الدول، مثل ألمانيا والنمسا، تتحصن بخطاب "المسؤولية التاريخية" تجاه إسرائيل، تتحرك دولٌ أخرى نحو خطابٍ أكثر اتزانًا وعدالةً.
أضعف هذا الانقسام الموقف الأوروبي الموحد، وأفقده ثقله قوّةً دبلوماسيةً فاعلةً في الشرق الأوسط. كما تخلّت أوروبا عن إحدى أدواتها الخطابية، "القيم الأوروبية" التي تتشدق بحقوق الإنسان، في مواجهة قوىً مثل روسيا والصين.
ختام القول، لم تترك حرب الإبادة على غزّة أوروبا على حالها، فقد كشفت عن هشاشة تحالفاتها، وازدواجية معاييرها، لكنها في الوقت نفسه أبرزت قوّة الرأي العام، وقدرته على التأثير في السياسات والإعلام معًا، وقدرة الحراك الفلسطيني على التأثير في الرأي العام.
اليوم، تجد أوروبا نفسها أمام مفترق طرقٍ، إما الاستمرار في سياسات الانحياز، التي أفقدتها مصداقيتها، أو أن تصغي بجديةٍ إلى نبض شعوبها، وتعيد تموضعها وفق قيم القانون الدولي، التي تدعيها وتتبجح بها، وحقّ الشعوب في الحرية والكرامة.
لقد تكلم الشارع الغربي، وعلى القادة أن يصغوا، ويُترجموا أقوالهم إلى أفعالٍ، لا أن يكتفوا بالتصريحات. كما على الجماهير عدم التوقف عن الضغط، والاستكانة لخطاب الساسة والإعلام الأجوف، الذي لم يصل حتّى الآن إلى حد التجذر في الخطاب.
## سلخ الفلسطينيين عن امتدادهم الطبيعي
30 June 2025 04:03 PM UTC+00
وجد فلسطينيو الـ 48 أنفسهم في رُزمةٍ من المآزق السياسية والحياتية في أعقاب السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، من أبرزها تطبيق المزيد من القمع، وتضييق الخناق، ومراقبة حيّزات التحرُّك والنشاط المتعلِّق بطبيعة حياة الفلسطينيين الواقعين تحت حكم إسرائيل منذ نكبة عام 1948، حين فرضت الهَويّة الإسرائيلية على من نجح في البقاء في أرضه من الفلسطينيين، ويُقَدَّر عددهم بحوالي 150 ألفٍ فقط. تبنّت حكومات إسرائيل المتعاقبة سياسات العزل المعيشي، وفرض قيودٍ مختلفةٍ عليهم، ومنذ ذلك العام بُنيّت العلاقة على مدٍّ وجزرٍ في تعامل الدولة مع الفلسطينيين فيها وبالعكس، باعتبارهم شوكةً في حلق الدولة، وحجر عثرةٍ أمام اكتمال المشروع الصهيوني، الهادف إلى تطهير كامل الأرض من الغرباء، وإخضاعها للدولة اليهودية. ولأنّ هذا التوجه الفكري والعملي لم يكتمل بالتمام؛ بقيت سياسة "العصا والجزرة" قائمةً إلى يومنا هذا.
إنّ الهدف من الإخضاع هو سلخ الفلسطينيين في إسرائيل عن امتدادهم الطبيعي مع شعبهم المنتشر في الضفّة الغربية، وقطاع غزّة، والقدس الشرقية (أيّ باقي أجزاء فلسطين التاريخية)، وأيضًا عن أيّ تواصلٍ مع البلدان المجاورة. من هنا، تكشّفت خطط هذه الحكومات في خلق فلسطينيٍ جديدٍ من دون أن يكون مرتبطًا عضويةً مع فلسطينيته، ولا أن يكون مرتبطًا كليًا مع بنية الدولة اليهودية. سعت عملية الإخضاع، التي كونتها وتبنتها حكومات إسرائيل المتعاقبة، إلى تجريد فلسطينيي الـ 48 من هويتهم الوطنية والقومية، ومن علاقتهم التاريخية بوطنهم وشعبهم، وإقناعهم بأنّ صلتهم أو تواصلهم غير ممكنٍ مع شعبهم، وهي مسألةٌ محسومةٌ، وبأنّ صلتهم مع دولتهم "إسرائيل" فقط، من دون أنْ تعترف – حكومة إسرائيل – بكونهم فلسطينيين، إنّما أقليةٌ غير يهوديةٍ (وفقًا لتعريفات الدولة الرسمية).
بالرغم من التحولات السياسية في مسار العلاقة بين إسرائيل والقيادة الفلسطينية (م.ت.ف) وصولاً إلى اتّفاقيات أوسلو، ترك هذا المسار أثره السلبي على علاقة الدولة (إسرائيل) والفلسطينيين فيها، أيّ فلسطينيي الـ 48، لأنّ إسرائيل تعتبرهم مواطنين من درجةٍ أقلّ من مواطنيها اليهود، ولأنّها تعتبرهم أقليةً غير يهوديةٍ، وأيضًا تنظر إليهم من منظور طوائف غير يهوديةٍ (هكذا ورد في نص تصريح بلفور عام 1917)، فإنّ سياساتها تعمل على قاعدة عدم المساواة في ميزانيات البلدات الفلسطينية، وفي المؤسسات الرسمية العاملة في المجتمع الفلسطيني في إسرائيل، كالمدارس والكليات والمراكز الثقافية والخدمية على أنواعها. كما يمكن ملاحظة ذلك من خلال مراجعةٍ خاطفةٍ لميزانيات كلّ بلدةٍ فلسطينيةٍ ومن ثمّ مقارنتها مع بلدةٍ يهوديةٍ توازيها من حيث عدد سكانها.
خطةٌ أخرى جديدةٌ - قديمةٌ يتحدثون عنها في الآونة الأخيرة، هي العمل على تفريغ النقب، جنوبي فلسطين، من أهله وسكانه الأصليين، أيّ بدو النقب
تتبنّى خطط التضييق هذه الحكومة الإسرائيلية الحالية، المؤلفة من أحزابٍ يمينيةٍ متطرّفةٍ جدًّا، لذا خلقت واقعًا من إهمالٍ مُمنهجٍ ومقصودٍ، كما في عدم توفير الخدمات اللازمة والمطلوبة للسلطات المحلية والبلدية ومؤسساتها، ما يساهم في خلق أرضيةٍ لمزيدٍ من الفراغ في الحياة الاجتماعية، ثمّ إلى الجنوح نحو الجريمة، العنف والقتل المتفشي في المجتمع الفلسطيني في الداخل.
بات من الواضح للقاصي والداني أنّ إحدى أبرز خطط حكومة إسرائيل الحالية، كما سابقاتها، هي السعي إلى التخلّص من فلسطيني الـ48، ويعني ذلك أنّ منهجية إسرائيل في تصفية القضية الفلسطينية ليست ذات وجهة واحدة، إنّما متعددة الوجهات والأدوات، ففي الوقت الذي تنفِّذ فيه إبادة جماعية في قطاع غزّة، وسط صمتٍ عالميٍ وعربيٍ رهيب أقرب إلى التوافق وليس العجز، تنفّذ  هذه الحكومة عمليات تصفية لمخيّمات اللاجئين في الضفّة الغربية، وتعتبر سكان القدس من الفلسطينيين من درجة ثانية، بالرغم من تعريفها لهذه المدينة بكونها موحدة، وتحت سلطة إسرائيل، كما أنّها عاصمتها الأبدية؛ وفقًا لها، رافضةً اعتبارها من حق الفلسطينيين. وتأتي منهجية التعامل مع فلسطينيي الـ 48 بطريقةٍ مختلفةٍ عن تعاملها مع سائر الفلسطينيين في تجمُّعاتهم المختلفة، لأن حكومة إسرائيل تعتبر فلسطينيي الـ 48 مواطنين فيها، يحملون الهَوية والجنسية الإسرائيلية. لهذا، تسعى إلى تنفيذ خطط تفكيك المجتمع الفلسطيني داخليًا، وإلصاق صفة مجتمعٍ مخالفٍ للقوانين، ومجرمٍ وعنيفٍ به. يتجلّى ذلك من خلال قيام حكومة إسرائيل بإصدار أوامر إخلاء، وهدم لمنازل فلسطينية في قرى ومدن فلسطينية في الداخل، أنشئت من دون ترخيصٍ رسميٍ، وهذا مخالفٌ للقوانين المعمول بها، لكن المتمعن في الأمر سيلحظ بسرعةٍ أنّ الحكومة الإسرائيلية؛ ومن منطلق خططها بتخفيف الحضور البشري الفلسطيني، لا تصادق على خرائط هيكلية تتيح توفير تراخيص بناء للفلسطينيين، فيضطر المواطن الفلسطيني إلى البناء من دون ترخيصٍ، لأنّه يريد أن يؤسس حياته، وحياة أبنائه في المستقبل، ليحافظ على بقائه في وطنه، فتكون له الدولة بالمرصاد. هذا يعني تقليص حيّز الحياة، وعدم توفير أيّ حلولٍ سكنيةٍ تسمح للمواطن الفلسطيني بالبقاء على أرضه، ومن ثمّ يتركها ليعيش في مدن إسرائيلية، حيث يشتري شقةً صغيرةً وضيقةً بثمنٍ باهظٍـ، أو أن يهاجر من وطنه إلى أيّ مكانٍ آخر في العالم، قد نسمي هذه الظاهرة الآخذة بالتفاقم بـ"التهجير الطوعي".
خطةٌ أخرى (غير معلنةٍ طبعًا)؛ إتاحة الطريق لسيولة الجريمة في المجتمع الفلسطيني في إسرائيل، إذ يتعرّض هذا المجتمع، ومنذ سنواتٍ، إلى أعمال عنفٍ ضدّ النساء والشباب، وقتلٍ وعنفٍ غير مسبوقٍ، إذ بلغ عدد القتلى منذ بداية العام الحالي حتّى كتابة هذه المقالة نحو 122 ضحيةٍ على خلفياتٍ جنائيةٍ وانتقاميةٍ، وأحيانًا يكون الضحايا من الأبرياء، يتمّ ذلك كلّه تحت أعين الشرطة وقوات الأمن الأخرى، التي لا تعمل على اجتثاث الجريمة، بل يتركون الفلسطينيين في الداخل يئنّون تحت وطأة الجرح والألم من وسائل الحفاظ على السلم الأهلي. ومن ثمّ تتّسع ظاهرة العنف والنزاعات داخل البلدة الواحدة، وتضطر عائلاتٌ كثيرةٌ إلى مغادرتها صونًا لحياة أبنائها، ومنهم، أيّ العائلات الفلسطينية، من عائلاتٌ هاجرت إلى قبرص واليونان ودولٍ أوروبيةٍ أخرى.
خطةٌ أخرى جديدةٌ - قديمةٌ يتحدثون عنها في الآونة الأخيرة، هي العمل على تفريغ النقب، جنوبي فلسطين، من أهله وسكانه الأصليين، أيّ بدو النقب. هنا تبرر حكومة إسرائيل ذلك بتصريحها أنّ البدو يسكنون في بيوتٍ، ويعيشون في مواقع غير معترفٍ بها من قبل الدولة، وبهذا يخالفون القوانين. تتذرّع الحكومة بهذا لتفريغ المنطقة من سكانها، بواسطة طردهم من مراكز حياتهم التاريخية، وفي أحسن الأحوال تُجمّعهم في معازل ضيقة، شريطة أنْ يتنازلوا عن حقّهم في أراضيهم، هذا صراعٌ طويلٌ ومريرٌ منذ إقامة إسرائيل، إذ اضطرت بعض العشائر البدوية إلى قبول خطط كهذه، في حين أنّ الغالبية العظمى منهم تعمل على الضغط من أجل بقائها والاعتراف بوجودها، ومن ثمّ منحها تراخيص إنشاء مساكنها. هنا تعمل الحكومة على تطبيق مبدأ العصا والجزرة أداة ضغطٍ وقمعٍ وتضييقٍ للخناق وخلق نزاعاتٍ وخلافاتٍ بين أبناء المنطقة. الهدف ليس تفريغ/ تطهير النقب من سكانه الأصليين فقط، إنّما تهويد الحيّز الجنوبي من فلسطين كي يفقد لونه العربي – الفلسطيني.
كلّ هذه الخطط والأدوات، التي تعمل حكومة إسرائيل على إخراجها إلى حيّز التنفيذ، تهدف إلى تحقيق مقولة: "أرضٌ أكثر، عربٌ أقلّ". مقابل ذلك يعمل المجتمع الفلسطيني في الـ 48 على التصدي لهذه السياسات، سواء بالأدوات القانونية (محاكم)، أو بالاحتجاجات العلنية (مظاهرات وإضرابات)، وتشكيل لوبياتٍ ضاغطةٍ سعيًا إلى إلغاء سياساتٍ ممنهجةٍ، ووضع خططٍ إصلاحية، ومشاريع تمكين مجتمعي ووجودي. الطريق نحو تحقيق ذلك شاقٌ ومضنٍ، ويحتاج إلى جهودٍ وطاقاتٍ كثيرةٍ.
## مخططات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الضفة الغربية
30 June 2025 04:03 PM UTC+00
مثّلت الحكومة الإسرائيلية الحالية، بزعامة بنيامين نتنياهو، والتي تشكلت في نهاية عام 2022، محطةً مفصليةً في تاريخ المشروع الصهيوني في المنطقة برمتها، والضفّة الغربية تحديدًا، إذ ضمت الحكومة غلاة اليمين الديني القومي الأكثر تشددًا في تاريخ الحركة الصهيونية، وضمت حزب الليكود اليميني بزعامة نتنياهو، الذي انتقل في السنوات الأخيرة من حزبٍ يمينيٍ ليبراليٍ تقليديٍ إلى حزبٍ يمينيٍ متطرفٍ، وحزب الصهيونية الدينية، بزعامة الوزير المستوطن المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي يعد من مؤسسي شبيبة التلال، التي ارتكبت، ولا زالت ترتكب الكثير من الجرائم ضدّ الشعب الفلسطيني الأعزل في الضفّة الغربية، إذ يؤمن هذا الحزب بوحدة ما يسمى أرض إسرائيل الكبرى ويهوديتها، وجوهرها الضفّة الغربية، وقطاع غزّة التي تمثّل بالنسبة إلى الحركة الصهيونية يهودا والسامرة وغزّة.
وتضم الحكومة أيضًا حزب العظمة اليهودية بزعامة المستوطن الإرهابي إيتمار بن غفير، الذي قدمت بحقّه أكثر من ثمانين لائحة اتهامٍ أمام القضاء الإسرائيلي، بسبب اعتداءاته على الفلسطينيين وممتلكاتهم، والذي كان من أقرب أصدقاء المستوطن باروخ غولدشتاين، الذي ارتكب المجزة الفظيعة ضدّ المصلين المسلمين وهم سجّد في صلاة الفجر من شهر رمضان المبارك في العام 1994 في الحرم الإبراهيمي الشريف بالخليل، كما تضم الحكومة الحالية التيارات الدينية الحريدية، التي شهدت بالسنوات الماضية انزياحًا باتجاه اليمين بمواقفها السياسية تجاه القضية الفلسطينية.
مثّل موضوع الاستيطان، في ما يسمى أرض إسرائيل الكبرى، جوهر برنامج الحكومة الإسرائيلية الحالية السياسي ومحوره، وركز على بناء المستوطنات في الضفّة والنقب والجليل، أي في كلّ الجغرافيا الفلسطينية، سواء في أراضي عام 1948، حيث التجمعات الفلسطينية في الداخل، أو في أراضي الضفّة الغربية عام 1967 ، التي يفترض أن تكون أراضي الدولة الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية، وبات واضحًا أنّ برنامج الصهيونية الدينية بزعامة سموتريتش هيمن على برنامج الحكومة، واعتبر سموتريتش تكوين الحكومة بمثابة قرارٍ إلهيٍ لتمكينها من زرع أرض إسرائيل في المستوطنات، وفرض السيادة اليهودية عليها.
صدّق الكنيست بالقراءة الأولى على مشروع تحويل اسم الضفّة الغربية إلى يهودا والسامرة، ثمّ البدء بإجراءات تمرير قانون لضم مستوطنات محافظة الخليل إلى الهيئات المحلية الإسرائيلية
أعلن سموتريتش في أكثر من مرّةٍ أنّه يريد حسم مستقبل الضفّة الغربية في فترة الحكومة الحالية إلى الأبد، وذلك ليس لمنع إقامة دولةٍ، أو كيانٍ فلسطينيٍ فقط، بل لبدء مشروع التطهير العرقي، وتهجير الشعب الفلسطيني إلى الخارج، لذا طاولت إجراءات الحكومة الحالية النواحي كلّها، لإحداث تغييرٍ جذريٍ وجوهريٍ في تركيبة الضفّة الديمغرافية والجغرافية.
مع اندلاع حرب الإبادة على قطاع غزّة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، وبعد عشرة أشهرٍ من تأليف الحكومة الإسرائيلية، اعتبر التيار الديني الاستيطاني ذلك بمثّابة فرصةً يجب استغلالها، في ظلّ الصدمة الكبيرة التي حدثت، وانشغال الإعلام بما يحدث من إبادةٍ للشعب الفلسطيني في قطاع غزّة.
بعد أيّامٍ من "طوفان الأقصى"؛ أقدم الكنيست الإسرائيلي على تأليف لجنةٍ فرعيةٍ تابعةٍ للجنة الخارجية والأمن، بغرض الإشراف على الضفّة الغربية، برئاسة المستوطن وعضو الكنيسيت تسفي سوكوت، لتصبح مسؤولةً عن الضفّة الغربية، أي ضمّ الضفّة الغربية فعليًا، كون الكنيست مسؤولًا عن تمرير القوانين والتشريعات على حدود دولة إسرائيل فقط، أما الضفّة الغربية، حسب القانون الدولي، فيشرف على إدارتها القائد العسكري، وكما عينَ المستوطن المتطرف هيليل روت نائبًا لرئيس الإدارة المدنية، ونقلت إليه الصلاحيات المدنية من رئيس الإدارة المدنية. كذلك؛ عُينَ المستوطن المتطرف يهودا الياهو مسؤولًا عن إدارة الإستيطان في وزارة الدفاع في الضفّة الغربية، وعن ملاحقة البناء الفلسطيني، بغرض تسريع وتيرة سرقة الأراضي الفلسطينية واغتصابها في الضفّة، وبناء المستعمرات اليهودية عليها. يذكر هنا أنّ وزير المالية، ورئيس حزب الصهيونية الدينية سموتريتش، قد حصل على وزارةٍ أخرى في وزارة الجيش الإسرائيلي، وهو المسؤول عن الإدارة المدنية في الضفّة الغربية، الذي يعني تسليم إدارة الضفّة للصهيونية الدينية، ولم يعد هناك شأن للقيادة العسكرية، والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، التي كانت تتحاشى التهور في الاستيطان، والاعتداءات على الفلسطينيين، وذلك للحفاظ على شرعية الاستيطان، وعدم انفجار الأمور ميدانيًا وأمنيًا، كي لا يؤثّر ذلك بصورة إسرائيل في الخارج.
شهدت الضفّة الغربية حملة استيطان واسعة النطاق امتدت من أقصى جنوبها إلى أقصى شمالها، ومن شرقها إلى غربها، وصُودِر أكثر من 50 ألف دونم في العام الماضي، وذلك بعد نقل الكثير من صلاحيات الجيش والإدارة المدنية بخصوص الضفّة إلى مكتب سموتريتش، ما سهل إجراءات مصادرة الأراضي ومنح رخص بناء. ولأول مرّة منذ اتّفاقية أوسلو تبني حكومة إسرائيل سبع بؤر استيطانية في المناطق المصنفة "ب" حسب اتّفاقية أوسلوا، أي في المناطق المفترض أنّها ضمن صلاحيات السلطة الفلسطينية في المجال المدني، جرت شرعنة حوالى عشرين بؤرة استيطانية من أصل سبعين بؤرة منتشرة في الضفّة الغربية، إضافةً إلى تهجير أكثر من ثلاثين تجمعًا بدويًا ورعويًا فلسطينيًا من المناطق المصنفة "ج" والسيطرة عليها كاملًا، في ظلّ نصب أكثر من آلف حاجزٍ عسكريٍ في الضفّة الغربية، وتحويلها إلى كانتونات وسجون صغيرة محاصرة ومغلقة ومتناثرة.
إضافةً إلى ذلك؛ صدّق الكنيست بالقراءة الأولى على مشروع تحويل اسم الضفّة الغربية إلى يهودا والسامرة، ثمّ البدء بإجراءات تمرير قانون لضم مستوطنات محافظة الخليل إلى الهيئات المحلية الإسرائيلية داخل مدينة بئر السبع في إسرائيل، وذلك لفرض الضمّ الفعلي، وإلغاء حدود 1967، التي تفصل بين محافظة الخليل والنقب داخل فلسطين.
كذلك عُمل على تمرير قانون يلحق أكثر من ثلاثة آلاف موقع أثري في منطقتي "ب" و "ج" في الضفّة الغربية بسلطة الآثار الإسرائيلية، وذلك لإتباع كلّ مناحي الحياة في الضفّة الغربية بالحكومة والكنيست الإسرائيليين، إضافةً إلى تمرير قانون إلغاء فك الارتباط مع مستوطنات شمال الضفّة الغربية، والذي مرره الكنيست في عام 2005، حين أخلى رئيس الحكومة الإسرائيلية أرئيل شارون مستوطنات قطاع غزّة وأربع مستوطنات أخرى شمال الضفّة الغربية.
أعلن سموتريتش في أكثر من مرّةٍ أنّه يريد حسم مستقبل الضفّة الغربية في فترة الحكومة الحالية إلى الأبد، وذلك ليس لمنع إقامة دولةٍ، أو كيانٍ فلسطينيٍ فقط
ازدادت في الفترة المذكورة اعتداءات المستوطنين والحكومة وإرهابهم على المواطنين الفلسطينيين في الضفة، وتجاوزت عمليات الاعتداءات أكثر من 20 ألف اعتداء، سواء للجيش أو المستوطنين، وتقطيع أكثر من 10 آلاف شجرة للمواطنين الفلسطينيين، وهدم أكثر من 1000 منزل، واستشهاد أكثر من 1000 فلسطيني في الضفة الغربية، واعتقال أكثر من 12000 فلسطيني.
كما سلّحت الحكومة الإسرائيلية، بضغطٍ من الوزير المستوطن بن غفير، عشرات الآلاف من المستوطنين، لتشجيعهم على تنفيذ عملياتٍ إرهابية ضدّ الفلسطينيين العزل، وترافق ذلك مع منع المزارعين الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم وحقولهم الزراعية خلف الجدار، التي تبلغ مساحتها 600 كيلومترٍ مربعٍ من أراضي الضفّة، ما يمثّل 9.5% من مساحة أراضي الضفّة الغربية، ومصادرة مساحاتٍ شاسعةٍ من أراضي الضفّة لإقامة ما يسمى بالاستيطان الرعوي.
كذلك يجري نقاش ضمّ 28.5 % من أراضي الضفّة الغربية إلى إسرائيل، إلى جانب مقترحاتٍ أخرى لضمّ مساحة 223 كيلومترًا مربعًا لمدينة القدس، التي تمثّل 3.8% من مساحة أراضي الضفّة الغربية، والتي يوجد عليها 180 ألف مستوطن، والمراد من ذلك تقليل نسبة الفلسطينيين الديمغرافية في مدينة القدس، وزيارة نسبة اليهود في المدينة المحتلة، ومحاولة فصل شمال الضفّة عن جنوبها، إذ تقع المستوطنات المراد ضمها إلى القدس في الجهة الشرقية من مدينة القدس المحتلة.
كانت المقدسات الإسلامية في عين الاستهداف الاستيطاني، وذلك من أجل الضمّ وطمس الهوية الفلسطينية العربية الإسلامية والمسيحية، إذ شهدت اقتحامات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك نقلةً نوعيةً من حيث عدد المقتحمين، وقيامهم بممارسات دينية استفزازية أثناء اقتحامهم المسجد الأقصى، كما استغلت جماعات المستوطنين والهيكل، بدعمٍ من حكومة الاحتلال وأجهزته الأمنية تلك العمليات الاستفزازية، محولةً الأعياد اليهودية إلى مناسباتٍ لتعميق هيمنة المستوطنين اليهود على المسجد الأقصى، والحرم الإبراهيمي في الخليل، إذ نَفذت الاقتحامات جماعاتٌ يهوديةٌ، وبلباسٍ دينيٍ يهوديٍ، وبمشاركة مسؤولين ووزراء إسرائيليين، إلى جانب ممارستهم الطقوس الدينية في ساحات المسجد الأقصى، ما يمثّل نسفًا كاملًا لما يسمى بالوضع القائم، الذي بموجبه تكون مسؤولية الإشراف على المسجد الأقصى للمملكة الأردنية الهاشمية. كذلك لوحق الأئمة والخطباء، ووصل الأمر إلى اعتقال عددٍ منهم، ومنعهم من الدعاء لأبناء شعبهم في قطاع غزّة، الذين يتعرضون للإبادة. وبالمقابل ازدادت أيّام إغلاق الحرم الإبراهيمي في الخليل، وزادت من إجراءات تفتيش المواطنين الذين يرغبون في الصلاة في الحرم الإبراهيمي، وبدأت باقتطاع أجزاءٍ من الحرم الإبراهيمي، ومنع المسلمين من دخوله، وفرض شروطٍ معقدةٍ على رفع الآذان في الحرم الإبراهيمي.
إضافةً إلى كلّ ما قيل أعلاه؛ تعرّضت مخيّمات الضفّة الغربية، وخصوصًا في شمال الضفّة، في محافظات جنين وطولكرم ونابلس والقدس لعمليةٍ ممنهجةٍ لإزالة المخيّمات وتدميرها وإتباعها بالمدن، أو البلدات القريبة منها لإزالة المخيّم على اعتباره الشاهد الأخير على نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، وتصفية قضية اللاجئين، وطرد وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، كما حدث مع إغلاق مدارس الوكالة في مدينة القدس المحتلة، إلى جانب ذلك تتعرض الضفّة الغربية، بكل مركباتها السلطوية والمجتمعية لحصارٍ اقتصاديٍ وماليٍ، بغرض تهجير الفلسطينيين، إذ منعت إسرائيل دخول 200 ألف عاملٍ فلسطينيٍ إلى أماكن عملهم في إسرائيل، كذلك تمنع تحويل مستحقات السلطة الفلسطينية المالية المقتطعة من الضرائب، لعدم تمكين السلطة من القيام بواجباتها، من دفع رواتب موظفيها، إلى تقديم الخدمات المختلفة في الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية والأوقاف وغيرها.
ما تقوم به إسرائيل من عمليات مصادرة الأراضي، وبناء المستوطنات، وتهجير الفلسطينيين من مناطق "ج"، وشل قدرات السلطة الفلسطينية وتحويلها إلى أقلّ من بلدية خدماتية يراد منه تفكيك السلطة وتحويلها إلى بلديات وهيئات محلية، بعد تجويفها من مكونها الوطني والسياسي، في مقدمةٍ لعملية تهجير الشعب الفلسطيني إلى الخارج.
## عن التغيير القيادي الحتمي في فلسطين بعد نكبة 2024
30 June 2025 04:04 PM UTC+00
لا خلاف على النكبة التي حلّت بقطاع غزّة والضفّة الغربية وفلسطين عامةً إثر نكبة 2024، بعد سقوط ربع مليون شهيدٍ وجريحٍ، و2 مليون نازحٍ، وتدمير قرابة 90% من القطاع، واحتلال إسرائيل عمليًا 35% منه، بما في ذلك سلته الغذائية، تحت مسمى "مناطق عازلة مفتوحة ومدمرة، إضافةً إلى الاستشراس التهويدي والاستيطاني، وخطة الضمّ الزاحفة والصامتة وغير المعلنة في الضفّة، مع مساع سياسية عربية وأوروبية لمواجهة جذر المشكلة، المتمثّل بعدم حلّ القضية الفلسطينية، رغم مطالب حركة حماس الصريحة بالعودة إلى مساء السادس من  أكتوبر/تشرين الأول 2023.
بما أننا أمام نكبةٍ جديدةٍ، ونحن كذلك بالتأكيد، فيفترض أن نشهد بعدها نفس ما حصل بعد النكبة الأولى 1948، والنكسة 1967، لجهة حتمية رحيل الجيل القيادي الحالي، وحلول جيلٍ آخر أكثر شبابًا وعنادًا وتصميمًا على مواصلة النضال حتّى نيل الحقوق المشروعة.
على التوازي مع ما سبق يستغل الاحتلال الحرب لفرض وقائع جديدةٍ في الضفّة الغربية، ويعمل على نقل نموذج غزّة إليها، خصوصًا في مخيّمات الشمال، طولكرم وجنين والفارعة، وتسريع خطط الاستيطان، والقيام بعملية ضمٍّ صامتٍ غير معلنٍ وغير رسميٍ للضفّة، أو على الأقلّ لمناطق "ج"، التي تمثّل 60% من مساحة الضفّة، مع مساعيٍ جديةٍ للتعامل مع الجذر السياسي للقضية، وشق مسارٍ جديٍ لا رجعة عنه نحو الدولة  الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، بينما لا تبدو سلطة رام الله بتركيبتها الحالية راغبةً أو قادرةً، إذا رغبت، على الانخراط الجدي فيها، تسعى حماس إلى التشبث بالسلطة في غزّة، مستعدةً ظاهريًا للتنازل عنها، وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وكأن شيئًا لم يكن.
دت النكسة إلى تغييرٍ قياديٍ وفكريٍ وسياسيٍ كبيرٍ، مع انهيار مشروع القومية العربية لعبد الناصر، وذهاب مصر أنور السادات إلى الصلح والتفاوض والسلام مع إسرائيل
في النكبة الأولى، احتلت إسرائيل أربعة أخماس فلسطين التاريخية، وأجبرت بالقوة مليون فلسطينيٍ تقريبًا على اللجوء إلى الضفّة وغزّة والدول العربية المجاورة، رغم الصمود والمعارك البطولية التي استمرت لسنواتٍ طويلةٍ، بما فيها ثورة عز الدين القسام، وإضراب 1936 الشهير، وكانت نكبةٌ عن حق، حسب التوصيف الدارج لها، لذلك كان طبيعيًا وواقعيًا وضروريًا وحتميًا طيّ صفحة الجيل القيادي الفلسطيني آنذاك، بما في ذلك قائد وزعيم بحجم المفتي أمين الحسيني ومناقبيته وشعبيته، رغم التنفس الصناعي له وللجيل كله من قبل مصر جمال عبد الناصر، إلّا أنّها لم تنجح بكلّ نفوذها من إعادة تعويمه، حتّى مع تأليف حكومة عموم فلسطين، بدلًا من الهيئة العليا قبل النكبة، التي أطلقت بالقاهرة برئاسته أيضًا.
الأمر ذاته ينطبق عربيًا أيضًا، إذ تغيّرت النخب الحاكمة، ولو بالاتجاه السلبي، مع انقلاباتٍ عسكرية هزت حواضرنا الكبرى الثلاث، القاهرة ودمشق وبغداد، التي استنسخت وحدثت لاحقًا في معظم العالم العربي، السودان والجزائر وليبيا واليمن، حينها وصل الانقلابيون إلى السلطة على ظهور الدبابات، بشعاراتٍ ثوريةٍ عن إزالة آثار النكبة الأولى، لكنهم تسببوا بنكسةٍ، هي في الحقيقة نكبةٌ أخرى، في غضون عشرين عامًا تقريبًا، في يونيو/حزيران 1967.
بعد النكبة الأولى ظهر جيلٌ قياديٌ فلسطينيٌ جديدٌ، مع طيّ صفحة الجيل القديم، بقيادة الزعيم أحمد الشقيري، الذي قام بمساعدة دولٍ عربيةٍ، وتقدير التوازنات، لا الانحياز بينها، بتأسيس منظّمة التحرير 1964، التي كانت ولا تزال أهمّ إنجازٍ فلسطينيٍ، رغم النكبات المتتالية، كونها جسدت الكينونة والهوية الوطنية والقومية عبر المؤسسات الراسخة، المجلس الوطني، والصندوق القومي، وجيش التحرير، وقبل ذلك وبعده؛ الميثاق القومي التأسيسي، وتكريس فكرة، بل حقيقة أنّ القضية الفلسطينية قضيةٌ سياسيةٌ بامتيازٍ، وليست قضية للاجئين فقط، مع تقدير أهمّية قضية اللاجئين، باعتبارها عنوانًا حتّى العودة وتقرير المصير، بالعموم بدت المنظمة ردًّا على النكبة،  وإنجازًا تاريخيًا لا يمكن التقليل منه بأيّ حالٍ من الأحوال.
بعد عقدين على النكبة الأولى، وأداء أحمد الشقيري ورفاقه الواعد والمناقبي والنزيه، ومع افتراض حسن نية الانقلابيين العسكر، وقعت نكسة حزيران 1967، التي كانت بالتأكيد أكثر من مجرد نكسة، نكبة موصوفة، مع هزيمة ثلاثة جيوشٍ عربيةٍ، واحتلال كامل فلسطين التاريخية، بما فيها القدس، إضافةً إلى شبه جزيرة سيناء، وهضبة الجولان الاستراتيجية في ستّ ساعاتٍ لا ستّة أيّامٍ، حدثت تحوّلاتٌ استراتيجيةٌ بالقضية الفلسطينية، تمامًا كما جرى بعد النكبة الأولى 1948.
حينها؛ أيقن الحكام العرب أنّها نكبةٌ كاملة الأوصاف، لكنهم لم يستخدموا المصطلح الحقيقي عمدًا، كونهم وصلوا على ظهور الدبابات، واستبدوا وقهروا وأهانوا وأفقروا الناس بحجة تحرير فلسطين، وبعدها سعوا عمليًا إلى مواجهة التاريخ وتغيير القضية بدل أن يتغيروا، مع قبولهم بقرار مجلس الأمن رقم 242، ومشروع وزير الخارجية الأميركي وليم روجز، وزرع بذور حلّ الدولتين ونواته، فلسطين على 22% من أراضيها التاريخية، حينها فرض المنطق والتاريخ نفسه، رغم محاولات الإنكار، مع تغييرٍ قياديٍ كبيرٍ عربيًا وفلسطينيًا أيضًا.
عربيًا، أدت النكسة إلى تغييرٍ قياديٍ وفكريٍ وسياسيٍ كبيرٍ، مع انهيار مشروع القومية العربية لعبد الناصر، وذهاب مصر أنور السادات إلى الصلح والتفاوض والسلام مع إسرائيل، عبر معاهدة كامب ديفيد، ثم معاهدات السلام الأخرى بين الدول العربية وإسرائيل.
في النكبة الأولى، احتلت إسرائيل أربعة أخماس فلسطين التاريخية، وأجبرت بالقوة مليون فلسطينيٍ تقريبًا على اللجوء إلى الضفّة وغزّة والدول العربية المجاورة
فلسطينيًا، كان الحال كذلك أيضًا، إذ شهدنا تغييرًا قياديًا كبيرًا كما حصل بعد النكبة الأولى، بعد أن فهم الشقيري الحقيقة بأنّه لا بدّ من رحيله، حينها اتخذ قرارًا تاريخيًا ومفصليًا يقضي بتسليم القيادة إلى جيلٍ جديدٍ من الفدائيين الشباب، الذي نقل القضية إلى مستوىً آخر سياسيًا ونضاليًا وشعبيًا، حتّى مع القراءات النقدية للتجربة، التي أوصلت إلى مشروع السلطة، واتّفاق أوسلو أيضًا، رغم النيات الطيبة، والاجتهادات الخاطئة للزعيم ياسر عرفات ورفاقه.
الآن لا بدّ أن يتكرر التغيير القيادي، رغم المكابرة والعناد، ومحاولة الوقوف في وجه طوفان التغيير القادم. هذا يعني بتفصيلٍ أكثر، طيّ صفحة رئيس السلطة محمود عباس، مع انهيار خياراته الأساسية وفشلها، فحكمه ميّت سريريًا منذ سنواتٍ طويلةٍ من الناحية السياسية، بعدما بات أقرب إلى رئيس تصريف أعمالٍ، مع انهيار نهج المفاوضات، والذهاب إلى الخطوات الأحادية، للتغطية على فشل خيار التفاوض، والعجز عن حماية الفلسطينيين بالداخل، وتجاهلهم بالخارج. وقبل ذلك كلّه؛ لا شكّ أن محمود عباس كان شريكًا في حصار غزّة، بعد الاقتتال والانقسام، الذي يعدّ أحد أسباب النكبة الراهنة.
أما حركة فتح، صاحبة الرصاصة الأولى، ومطلقة ثورتنا المعاصرة، فقد تبقى أو لا، وربّما تنشق إلى ثلاثة أو أربعة أجسام جديدة، وستشهد حتمًا بروز جيلٍ قياديٍ جديدٍ، ولو بمسمياتٍ مختلفةٍ. الأمر ذاته ينطبق على حماس أيضًا، التي قد تغيّر اسمها، وستشهد بكل تأكيدٍ ظهور جيلٍ قياديٍ جديدٍ بعد رحيل قيادتها العسكرية والسياسية، وتبقي شيوخ في الستين أو السبعين، أصبح رحيلهم مسألة وقتٍ، ولو بعد مرحلةٍ تنظيميةٍ انتقاليةٍ، مع التذكير بنصيحةٍ متذاكيةٍ، لكن لافتةٍ، قدمها للحركة وزير الخارجية الإيراني الراحل حسين عبد اللهيان، بداية الحرب بتغيير الوجوه.
نظريًا؛ ستبقى منظّمة التحرير مرجعيةً عليا للشعب الفلسطيني، والجسم والعقل القيادي له. لكنها ستحتاج بالتأكيد إلى إعادة البناء، مع سقوط المنظومة الهرمة والمترهلة وغير الكفؤة، التي تديرها وتتسلط عليها. أما السلطة فالأمر غير محسومٍ، وسنكون بحاجةٍ إلى حوارٍ وطنيٍ واسعٍ بشأنها، كما بشأن اتّفاق أوسلو المؤسس لها.
في الأخير؛ يجب أن نفهم أنّ الصراع مع الاحتلال ماراثوني، وليس هناك جيلٌ قياديٌ مضطر لحسمه بأيّ طريقةٍ كانت، حتّى مع استشراس إسرائيل، فهي كانت، ولا تزال، نبتةٌ غير قابلةٍ للاستمرار في بيئةٍ مختلفةٍ ومعاديةٍ، ولم تفرض الهزيمة والاستسلام علينا، وهذا عاملٌ ومعطى استراتيجيٌ مهمٌّ. لكن انتصارنا نحن أمرٌ مختلفٌ، ويحتاج إلى موازين قوى جديدة، فلسطينيًا وعربيًا، وأمر اليوم يتمثّل في الحفاظ على القضية من النسيان، وعدم منع الأجيال الجديدة من إدارة الصراع حتّى تحقيق الآمال والحقوق المشروعة للآباء والأجداد.
## هندسة الفوضى والتفكيك المجتمعي في غزة
30 June 2025 04:04 PM UTC+00
رغم حالة المقاومة السائدة حتّى الأن في قطاع غزّة، بعد أكثر من عشرين شهرًا على حرب الإبادة، واستمرار حالة الصمود والثبات بالرغم من عمل ماكينة القتل والتدمير والحصار من دون توقفٍ، وعمق المجاعة وسوء التغذية، وحتّى مع مضي حكومة الكيان في العدوان على إيران، وتوجيه الجهود الاستخبارية والعسكرية والسياسية نحو هذه الجبهة الجديدة، إلّا أنّ مخطط الطرد، ودفع السكان نحو الهجرة، أو على الأقلّ جزءٍ كبيرٍ منهم، لا زال قائمًا، وما زال بنيامين نتنياهو مصرًا على تنفيذ ما يدعي أنّه "رؤية الرئيس دونالد ترامب لمستقبل قطاع غزّة"، عبر تدابير وإجراءاتٍ تخلق فضاءاتٍ ومساراتٍ تمهد الطريق إلى ما يسميه الإعلام الصهيوني بـ"الهجرة الطوعية"، وهي ليست طوعيةً طبعًا.
لجأت قيادة الكيان، بأدوات الآلة العسكرية الجبارة، منذ بداية الحرب إلى تنفيذ مخططات الطرد، من خلال القتل والتدمير، واستهداف مقومات الحياة الأساسية، لكن هذا المسار فشل في تحقيق أهدافه، ما دفع نتنياهو وحكومته الفاشية إلى اقناع الرئيس الأميركي، قبل تسلمه مقاليد الأمور في البيت الأبيض، بتبنّي رؤية "ريفيرا غزّة"، عبر تهجير 50% من سكان القطاع، تحت لافتة إعادة إعمار وبنائه بهندسةٍ عصريةٍ، وتحويله إلى واحةٍ سياحيةٍ واعدةٍ.
لم تصل محاولات قيادة الاحتلال الإسرائيلي السياسية، وأدواتها الاستخبارية لابتكار طرق ومسارات جديدة لتدمير مقومات الحياة، إلى حالة اليأس ولم تتراجع، وهو ما تُرجم عمليًا خلال الأشهر القليلة الماضية بتصاعد حالة الفوضى والفلتان الأمني في قطاع غزّة. من أبرز تلك المظاهر المُبتكرة؛ التحكم الكامل في المساعدات الانسانية كمًا ونوعًا عبر مؤسسةٍ أميركيةٍ صهيونيةٍ برداءٍ إنسانيٍ،  مع إلغاء دور المؤسسات الدولية، خصوصًا مؤسسات الأمم المتّحدة، وتوزيعها بفوضوية وعشوائية مذلة ومهينة بطريقةٍ متعمدةٍ، لتعميق الأزمة الإنسانية وليس للتخفيف منها، حتّى حوّل الاحتلال مناطق دخول بعض الشاحنات، التي سمح الاحتلال لها بالدخول لأغراضٍ دعائيةٍ، إلى مصائد موتٍ حقيقيٍ، إذ لم يمكنها من التوجه إلى المخازن المُخصصة، أو أماكن توزيعها، من خلال استهداف فرق الحماية والمتطوعين، وقد سقط العشرات منهم خلال الأسابيع الماضية، ويتبع ذلك تعميق حالة الفقر والعوز، وتوسيع التفاوت الطبقي، وتشكيل أقلية، لا تتعدى 10% من بقية أفراد المجتمع، منفصلة عن الواقع النفسي والإنساني العام السائد في القطاع.
ويضاف إلى هذه الوسائل المبتكرة استمرار عداد القتل اليومي، بوتيرةٍ شبه ثابتة (50 إلى 80 شهيدًا يوميًا)، والتدمير الممنهج عبر الريبوتات المفخخة، وتدمير المنظومة الصحية
كما سمح لما يُسمى "بالمنسق"، التابع للجيش الصهيوني، والمنوط به التعامل مع الشؤون المدنية في قطاع غزّة، بعددٍ قليلٍ جدًا من الشاحنات التجارية، ولكن ليس لدواعيٍ إنسانيةٍ، بل لجمع ما تبقى من العملة الجديدة نسبيًا (الشيكل الإسرائيلي)، عبر التجار والسماسرة الجشعين، وتقليص كمية العملة الموجدة في السوق، التي في معظمها متهالكة، بما يصعب عمليات الشراء والبيع، ويحولها إلى عمليةٍ منهكةٍ ومعقدةٍ.
من المظاهر أيضاً، تكوين مجموعاتٍ من العملاء، ومن أصحاب السوابق الإجرامية لتنفيذ مهامٍ عسكرية أو مدنية نيابةً عن الجيش الصهيوني تتطلب تعاملًا مباشرًا مع المواطنين، وتسهيل دخول السلاح الخفيف والذخيرة إلى عددٍ من المجموعات المشبوهة، وبعض العائلات، خصوصًا التي كانت مسؤولةً؛ إلى حدٍّ كبيرٍ، عن الفوضى والفلتان في قطاع غزّة قبل عام 2007، لتعزيز الاحتكام للسلاح في النزاعات، وتدعيم سلطة العشائر، بما يمهد الطريق لما يشبه الحرب الأهلية.
ومن المظاهر أيضًا، حشر سكان القطاع، البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة قبل الحرب، في مناطق محددة لا تتجاوز مساحتها 40% من مساحة القطاع، بقوّة السلاح وسياسة الإخلاءات، وفصلها عن السلة الغذائية بالكامل، ومصادر المياه النادرة والنقية نسبيًا، وهي المناطق الواقعة غرب شارع صلاح الدين، ضمن ثلاث كتل سكانية مدينة غزّة وأحياؤها، والمنطقة الوسطى، ومواصي خانيونس، وإجبار الغالبية على السكن في مدن وتجمعات الخيام غير المنظّمة في ظروفٍ إنسانية مزرية، ما يؤدي إلى تقييد حركة المواطنين، وتحويل الكتل السكانية إلى أكبر سجن في العالم حرفيًا.
ويضاف إلى هذه الوسائل المبتكرة استمرار عداد القتل اليومي، بوتيرةٍ شبه ثابتة (50 إلى 80 شهيدًا يوميًا)، والتدمير الممنهج عبر الريبوتات المفخخة، وتدمير المنظومة الصحية، والتضييق على ما تبقى منها إمعانًا في زيادة معاناة الجرحى والمرضى وذويهم.
بالمحصلة فإن هدف القيادة السياسية الصهيونية الفاشية تجاوز منذ أشهر طويلةٍ مسألة ردة الفعل على "طوفان الأقصى"، إلى تدمير مقومات الحياة، وتفكيك البنية المجتمعية، وتعزيز حالة الفوضى والفلتان الأمني، بما يهيئ الأجواء، عاجلاً أم آجلاً، لتفريغ 50% من سكان القطاع، على الأقلّ، حسب المخطط الصهيوني. لكن الواقع وصيرورة الأحداث شيء، ومخططات نتنياهو وشركائه الفاشيين شيءٌ آخر، بمعنى أن هذه المخططات ليست قدرًا مسلمًا به.
## كيت ناش تريد التعاون مع فرقة "نيكاب" المتضامنة مع الفلسطينيين
30 June 2025 04:04 PM UTC+00
أعربت المغنية الإنكليزية كيت ناش عن إعجابها بفرقة الراب الأيرلندية الشمالية "نيكاب"، مُعربةً عن رغبتها في التعاون معها، ومُسلّطةً الضوء على أهمية استخدامها النضالي لحفلاتها ومختلف منابرها، وعبّرت الفنانة عن هذه الرغبة بينما تتعرّض الفرقة لهجمة صهيونية شرسة بسبب تعبيرها المستمر عن التضامن مع الفلسطينيين خلال حفلاتها ومواقع التواصل.
وتشتهر فرقة نيكاب بكلمات أغانيها الاستفزازية، وتضامنها مع الفلسطينيين، وحلمها بأيرلندا الشمالية جمهوريةً مستقلة. وقد عادت وخلقت الجدل في الأيام الأخيرة بعدما رفضت قناة بي بي سي، المتهمة باستمرار بالتحيز الشديد للاحتلال الإسرائيلي على حساب الصوت الفلسطيني، بثّ حفلها في مهرجان غلاستونبري. وبالرغم من هذا أعربت ناش عن إعجابها بالفرقة ورغبتها في التعاون معها. 
"أحب فرقة نيكاب"
قالت ناش في لقاء بالفيديو "أنا أحب فرقة نيكاب. وأود التعاون معها. بل أحب التعاون. أعتقد حقاً أن التعاون جزءٌ رائعٌ ومهمٌ من حياة الفنان، لأنه يتعلم في كل مرة يتعاون فيها مع شخصٍ مختلف"، وأضافت أن "التعاون مع فرقة نيكاب سوف يكون رائعاً. والدتي من دبلن، وأعتقد أن طريقة استخدامهم لمنصتهم السياسية مهمةٌ حقاً". ولم تكتفِ الفنانة بإبداء الإعجاب بالفرقة المشاكسة، بل وجهت كذلك سهام نقدها للحكومة البريطانية.
ناش تنتقد الحكومة
قالت ناش في اللقاء إنّ هناك أمراً "مهماً" في "محاولة الحكومة البريطانية إسكات الموسيقيين الأيرلنديين"، "للمملكة المتحدة تاريخٌ في القيام بذلك، ولا أعتقد أن الإنكليز يفهمون هذا التاريخ على الإطلاق"، ولفتت إلى أن هناك فرصةً لتثقيف الناس حول التاريخ الإنكليزي والأيرلندي، ولأن ناش نصف أيرلندية، فهي حريصةٌ على رؤية ذلك يحدث.
وكانت "نيكاب" قد لفتت الأنظار في مهرجان كوتشيلا الأميركي عندما عبّرت بقوة عن تضامنها مع الفلسطينين في غزة، الذين يعانون من إبادة إسرائيلية خلّفت نحو 190 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال. وقد أُلغيت حفلات عدة للفرقة، بما في ذلك مهرجان في اسكتلندا، ومهرجانان في ألمانيا، وحتّى عندما أقيم حفل غلاستونبري السبت، لم يُبث على "بي بي سي".
## أوروبا بين كسر حصار غزة والاعتراف بدولة فلسطين
30 June 2025 04:05 PM UTC+00
ولّدت تداعيات حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزّة موجةً من التضامن العالمي مع قضية فلسطين وقطاع غزّة، ونجحت في تغيير نبرة الخطاب الدبلوماسي الأوروبي تجاه موضوع حصار قطاع غزّة، كما يلاحظ من تزايد المطالبات الأوروبية والدولية والأممية بضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، بيد أنّ هذه التداعيات لم تصل إلى حدّ النجاح في كسر الحصار، وإرغام إسرائيل على الخضوع لمقتضيات القانون الدولي، بشأن مسؤولية دولة الاحتلال عن السكان المدنيين الواقعين تحت الاحتلال.
وعلى الرغم من الحراك الشعبي العالمي المتضامن مع القضية الفلسطينية، لا سيّما بشأن إدخال المساعدات إلى قطاع غزّة ووقف الحرب، بقي كسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزّة مرهونًا بتفاعل أربعة عوامل، أولها استمرارية الدعم الأميركي اللا محدود لإسرائيل، واجتهاد واشنطن في إيجاد مخارج لحليفها الإسرائيلي، كي يفلت من المسؤولية عن تجويع أهالي قطاع غزّة، واستهداف قوات الاحتلال لطالبي المساعدات، بشكل منهجي مقصود، ولا سيما حول مراكز/مقرات مؤسسة غزّة الإنسانية الأميركية، التي تحولت "مصائد موت محقّق" للغزيين المجوَّعين.
يلعب العامل الإسرائيلي دورًا أساسيًا كابحًا أمام كسر حصار غزّة والاعتراف بدولة فلسطين، على حدٍّ سواء، كما يظهر من عودة حكومة بنيامين نتنياهو إلى سياستها المعتادة في توسيع صراعها الإقليمي
ثانيها؛ الإحجام الرسمي الأوروبي، سواء على مستوى الاتّحاد الأوروبي، أم على مستوى دوله عن دعم جهود الناشطين الأوروبيين والعالميين لكسر الحصار بحرًا (عبر السفينة مادلين أو غيرها)، على الرغم من تغير نبرة الخطاب الدبلوماسي الأوروبي تجاه حصار قطاع غزّة، كما سلف القول، لكن من دون الوصول إلى حدّ فرض عقوباتٍ أوروبية جماعية على إسرائيل، بسبب الانقسامات في مواقف الأعضاء حول حرب غزّة والسلوك الإسرائيلي إجمالاً.
ثالثها غياب المساندة الرسمية العربية لكسر الحصار، على الرغم من قرارات القمة العربية الإسلامية في الرياض (2023/11/11) بهذا الشأن، التي نصت على "كسر حصار غزّة، وفرض إدخال قوافل مساعداتٍ إنسانيةٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ ودوليةٍ؛ تشمل الغذاء والدواء والوقود، إلى القطاع فورًا، ودعوة المنظّمات الدولية إلى المشاركة في هذه العملية، وتأكيد ضرورة دخول هذه المنظّمات إلى القطاع، وحماية طواقمها وتمكينها من القيام بدورها الكامل، ودعم وكالة الأمم المتّحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا". رابعها تذبذب حركة التضامن العالمية مع قضية غزّة وفلسطين، وخضوعها لحالاتٍ من المدّ والجزر، تأثرًا بالسياقات العالمية والإقليمية، لا سيّما الضغوط الأميركية/ الإسرائيلية.
كما يبدو لافتًا إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (2025/6/13) عن تأجيل المؤتمر الدولي بشأن حلّ الدولتين والاعتراف بفلسطين، بعيد اندلاع شرارة الحرب الإسرائيلية ضدّ إيران، ما يؤكد محدودية مساحة الأداة الدبلوماسية في قضية فلسطين، لا سيّما جهود إعادة إحياء مسار التسوية بصيغة حلّ الدولتين، على ضوء تحذير إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الدول من المشاركة؛ إذ "تعارض واشنطن أيّ خطوةٍ من شأنها الاعتراف من جانبٍ واحدٍ بدولةٍ فلسطينيةٍ مفترضةٍ، كونه يضيف عراقيل قانونية وسياسية كبيرة أمام الحل النهائي للصراع، ويضغط على إسرائيل أثناء حربها، ومن ثمّ يدعم أعداءها"، وفق تقرير وكالة رويترز.
من جانبٍ آخر، يلعب العامل الإسرائيلي دورًا أساسيًا كابحًا أمام كسر حصار غزّة والاعتراف بدولة فلسطين، على حدٍّ سواء، كما يظهر من عودة حكومة بنيامين نتنياهو إلى سياستها المعتادة في توسيع صراعها الإقليمي، وتصدير أزماتها الداخلية إلى الخارج (خصوصًا استهداف اليمن ولبنان وسورية وإيران)، هروبًا من تحمّل تداعيات جرائم جيش الاحتلال الصهيوني في حرب الإبادة على غزّة، في ظلّ غياب أيّ طرحٍ سياسيٍ إسرائيليٍ يعترف بالحقوق الفلسطينية المشروعة، وعودة الداخل الإسرائيلي للاصطفاف خلف هدف القضاء على البرنامج النووي الإيراني.
غياب المساندة الرسمية العربية لكسر الحصار، على الرغم من قرارات القمة العربية الإسلامية في الرياض (2023/11/11) بهذا الشأن، التي نصت على "كسر حصار غزّة
يبقى التأكيد أن تصاعد الضغط الشعبي العربي على صانع القرار العربي من شأنه دفع الأمور إلى تغيير الموقف الرسمي العربي من حصار غزّة، لأنه من المعيب إعاقة السلطات المصرية وقوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر المسيرة التضامنية الدولية مع قطاع غزّة (قافلة الصمود المغاربية)، التي شارك فيها مئات المتضامنين من 32 دولةً، بغية الوصول إلى حدود قطاع غزّة عبر معبر رفح البري مع مصر، لإدخال مساعداتٍ إنسانية، والتعبير عن التضامن العربي مع معاناة الشعب الفلسطيني، خصوصًا أهالي قطاع غزّة.
## أتلتيكو مدريد يعلن رحيل أزبليكويتا ورينيلدو
30 June 2025 04:08 PM UTC+00
أعلن نادي أتلتيكو مدريد الإسباني رحيل اثنين من عناصره الدفاعيين، وهما المدافع الموزامبيقي رينيلدو ماندافا (31 عاماً) والدولي الإسباني سيزار أزبيليكويتا (35 عاماً)، وذلك بعد فترة أمضياها في صفوف الفريق، قدّما خلالها ما بوسعهما لدعم التشكيلة التي يقودها المدير الفني الأرجنتيني دييغو سيميوني (55 عاماً). ويستعد النادي حالياً للدخول في سوق الانتقالات بحثاً عن بدلاء يوازون قيمة الثنائي أو يتفوقون عليهما.
وأعلن الحساب الرسمي لنادي أتلتيكو مدريد، عبر منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، خبر رحيل الثنائي الدفاعي، موجهاً لهما رسائل شكر وتقدير. وجاء في وداع رينيلدو: "شكراً جزيلاً، رينيلدو. شكراً لشجاعتك وتفانيك طوال فترة وجودك مع أتلتيكو. نتمنى لك التوفيق في محطتك المقبلة"، مرفقة بمقطع فيديو يوثّق أبرز لحظاته مع الفريق. ولم تختلف لهجة الشكر في رسالة الوداع إلى أزبيليكويتا التي جاء فيها: "شكراً جزيلاً، سيزار. شكراً على التزامك وروحك القيادية خلال مسيرتك معنا"، مع نشر مقطع فيديو مشابه يوثق مشاركاته مع النادي، تماماً كما فعلوا مع زميله الموزامبيقي.
وانضم رينيلدو إلى صفوف أتلتيكو مدريد عام 2022 قادماً من نادي ليل الفرنسي، وخاض 103 مباريات بقميص الفريق. لكن مسيرته بدأت في التراجع بعد تعرضه لإصابة قوية في الركبة خلال عام 2023، تمثلت في قطع بالرباط الصليبي. ومع نهاية عقده، جلس اللاعب على طاولة المفاوضات مع إدارة النادي، وجرى التوصل إلى اتفاق يقضي بعدم التجديد، في ظل قناعة المدرب دييغو سيميوني بأنه لن يعتمد عليه في خططه المستقبلية. وتشير التقارير إلى أن الإيطالي ماتيو روجيري (23 عاماً) يُعد أبرز المرشحين لخلافته، في حين بات من المنتظر أن يواصل رينيلدو مشواره مع نادي سندرلاند، العائد إلى الدوري الإنكليزي الممتاز.
وقرّر نادي أتلتيكو مدريد عدم تجديد عقد المدافع الإسباني سيزار أزبيليكويتا بعد مشاركته في 54 مباراة بألوان الفريق. ويملك أزبيليكويتا مسيرة حافلة بالإنجازات، خاصة خلال فترته الطويلة مع نادي تشلسي، إذ توّج بدوري أبطال أوروبا عام 2021، والدوري الأوروبي في نسختي 2013 و2019، إلى جانب عدد من الألقاب المحلية. كما سبق له أن لعب مع أولمبيك مرسيليا، وحقق معه كأس الرابطة الفرنسية عام 2012، واحتل معه وصافة "الليغ1" مرتين. ورغم تجربته الثرية، فإنه لم ينجح في تحقيق أي لقب مع أتلتيكو مدريد، ليغادر من دون أن يدوّن إنجازاً يُذكر في سجله مع "الروخيبلانكوس".
## أثرياء العالم يفرون من إسرائيل... تُرى ما السبب؟
30 June 2025 04:12 PM UTC+00
قبل سنوات قليلة كان أثرياء ومليونيرات العالم وهوامير المال وقناصو الصفقات يتهافتون للعيش والاستثمار في إسرائيل باعتبارها الأكثر استقرارا وأمانا في منطقة الشرق الأوسط من وجهة نظرهم، والأكثر تحقيقا للربحية والنمو، والأفضل تطورا من حيث التكنولوجيا وامتلاكا للبنية التحتية، والأفضل من حيث امتلاك التشريعات والقوانين الميسرة للاستثمار والمحفزة لجذب الأموال والصناعات المتطورة، وأفضل بيئة للشركات الناشئة ومتوسطة الحجم ووجهة مزدهرة للباحثين عن الثروة. كما أن لديها قطاعا ماليا ومصرفيا قويا وسيولة نقدية ضخمة، وتطبق أعلى معايير الشفافية والحوكمة والامتثال. وكانت إسرائيل أيضا واحدة من الدول القليلة التي ارتفع فيها مستوى معيشة الفرد والدخل السنوي بشكل ملحوظ، ولذا حلت في المركز الرابع بين أكثر المناطق الجاذبة لاستقطاب أصحاب الملايين.
ووجدنا سباقا من أثرياء وشركات عالمية كبرى ومتعددة الجنسيات نحو الاستثمار في دولة الاحتلال لدرجة أن شركة بحجم إنتل الأميركية قررت في نهاية عام 2023 ضخ استثمارات جديدة بقيمة 25 مليار دولار في مشروعاتها الصناعية في إسرائيل وإقامة مصنع جديد للرقائق تفوق قدراته الإنتاجية مصنعها الرئيسي في الولايات المتحدة، وكان هذا أكبر استثمار دولي على الإطلاق تباهت به إسرائيل لشهور.
وجذبت دولة الاحتلال، إضافة إلى أثرياء عالميين، أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم وفي المقدمة صندوق الثروة السيادي النرويجي البالغ حجمه 1.8 تريليون دولار، ويعتبر الأكبر في العالم، كما جذبت بنوك الاستثمار الكبرى والشركات العالمية المتخصصة في صناعة الأسلحة والأدوية والتقنية والتكنولوجيا الفائقة والماس والسيارات. وساهم هذا الزخم الاستثماري في رفع صادرات إسرائيل إلى مستوى 165 مليار دولار في العام 2022، منها صادرات عسكرية بقيمة 12.5 مليار دولار.
بل إن بنك الاستثمار السويسري الشهير "كريدي سويس" رصد قبل سنوات وجود عدد ضخم من أثرياء العالم وأصحاب الملايين الذين يعيشون داخل دولة الاحتلال، وذكر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 أن العدد يتجاوز 157 ألفاً و286 مليونيراً، بالإضافة إلى عشرة أثرياء من أصحاب المليارات، وأنه من المتوقع أن يصل إلى 174 ألف مليونير بحلول عام 2024، و20 مليارديراً، خصوصاً بعد توقيع اتفاقات التطبيع مع الإمارات والبحرين والمغرب. وتساءلت بنوك استثمار عالمية وقتها عن سر انتقال الأغنياء إلى إسرائيل التي تحولت إلى قوة اقتصادية للتكنولوجيا المتقدمة (الهايتك).
منذ السابع من أكتوبر، وقبلها أزمة الانقلاب القضائي، تغيرت الصورة تماماً بسبب تدهور الوضع الأمني والاقتصادي داخل إسرائيل التي شهدت موجة هروب لأثرياء العالم، صاحبها نزوح ضخم للأموال، فقد غادر نحو 1700 مليونير دولة الاحتلال خلال 2024
وعقب تسارع مشاريع التطبيع العربية ــ الإسرائيلية وإبرام اتفاقيات أبراهام، زاد تدفق المال الخليجي والعربي على إسرائيل، ففي مارس/ آذار 2021 مثلا، أعلنت الإمارات تأسيس صندوق بقيمة عشرة مليارات دولار لدعم الاستثمارات في إسرائيل. وفي نهاية هذا العام تدفق على إسرائيل أكبر استثمار عربي، حيث اشترت شركة "مبادلة للبترول" التابعة للحكومة الإماراتية حصة شركة "ديليك" الإسرائيلية للغاز الطبيعي، البالغة 22%، من أسهم حقل الغاز الإسرائيلي "تمار" مقابل 1.1 مليار دولار.
إلا أنه منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وقبلها أزمة الانقلاب القضائي، تغيرت الصورة تماماً بسبب تدهور الوضع الأمني والاقتصادي داخل إسرائيل التي شهدت موجة هروب لأثرياء العالم والنخب المحلية، صاحبها نزوح ضخم للأموال، فقد غادر نحو 1700 مليونير دولة الاحتلال خلال عام 2024، وفق أرقام صادرة عن شركة "هينلي آند بارتنرز" المتخصصة في شؤون الهجرة. وتراجع عدد الأثرياء في مدينتي تل أبيب وهرتسليا من 24.3 ألفاً في عام 2023 إلى 22.6 ألفاً في 2024، كما أنه من المتوقع أن تشهد إسرائيل مغادرة نحو 350 مليونيراً هذا العام، وربما يتضاعف العدد في ظل الدمار الواسع الذي أحدثته صواريخ إيران في البنية التحتية الإسرائيلية وسمعتها المالية والاستثمارية ومنشآتها الاقتصادية.
لا يتوقف الأمر عند حد نزيف المال بل امتد إلى هجرة الكفاءات وخسارة إسرائيل رأسمالها البشري في أكثر القطاعات حيوية، ففي عام 2024، غادر 18.2 ألف شخص دولة الاحتلال، معظمهم من أصحاب الكفاءات العالية. وفي قطاع التقنية الحيوي، غادر نحو 8300 موظف، أي 2% من قوة القطاع.
إسرائيل العنصرية المنبوذة عالمياً فقدت بريقها الاستثماري وجاذبيتها المالية وسط تدهور اقتصادي وأمني حاد، وفقدت معها النخبة المالية الثقة ببيئة الاستثمار السامة، وبدت الصورة أمام هؤلاء وغيرهم غامضة وقاتمة لسنوات طويلة مقبلة، وحتى لو انتهت الحرب في غزة ومع إيران، فإن الصورة الوردية الجذابة القديمة لإسرائيل لم تعد قائمة، ولذا سيفكر أثرياء العالم عشرات المرات قبل إعادة أموالهم إلى دولة احتلال مارست أسوأ جريمة إبادة جماعية في التاريخ.
## العراق: مسلحون بـ"العمال الكردستاني" يستعدون لتسليم أسلحتهم
30 June 2025 04:29 PM UTC+00
أفادت مصادر كردية مسؤولة في إقليم كردستان، شمالي العراق، بأن فصيلاً من مسلحي حزب العمال الكردستاني سيُسلم أسلحته خلال الأيام القادمة كبادرة "حسن نية" لإطلاق عملية الحل في تركيا، وبحسب المعلومات التي نقلتها وسائل إعلام كردية، فإن مراسم التخلي عن الأسلحة ستجري في مطلع شهر يوليو/تموز القادم في إقليم كردستان.
وفي منتصف مايو/ أيار الماضي، أعلن حزب العمال الكردستاني حلّ نفسه وإنهاء الصراع المسلّح مع تركيا بناء على مقررات المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني، الذي عُقد بناءً على دعوة زعيم الحزب عبد الله أوجلان، بحل الحزب والتحول إلى العمل السياسي والاجتماعي. ونتج عن الاجتماع الذي وصفه أنصار "العمال الكردستاني" بـ"الناجح"، قرارات من ضمنها الانصياع لدعوة أوجلان وتنفيذ قراره على فترات زمنية، و"تطوير الديمقراطية الكردية، وضمان تشكيل أمة كردية ديمقراطية".
وبحسب موقع "رووداو"، الكردي المقرب من حكومة إقليم كردستان في مدينة أربيل، فإن أوجلان سيوجه رسالة جديدة بخصوص عملية الحل خلال الأيام القليلة القادمة، وبعد ذلك ستبدأ عملية إلقاء الأسلحة، كما أن عدد المقاتلين، الذين تركوا سلاحهم يتراوح بين 20 و30 شخصاً، وأكدوا أنهم سيتخلون عنه في الفترة بين 3-10 يوليو/ تموز، بمراسم بمحافظة السليمانية وبحضور وسائل الإعلام.
ونهاية الشهر الماضي، أكد وزير داخلية إقليم كردستان ريبر أحمد، "قرار حزب العمال الكردستاني بإلقاء الأسلحة... وأدى إقليم كردستان دوره في تقريب الطرفين وسيستمر على ذلك في المستقبل، كما لا تزال هناك نقاط غير واضحة ويقومون بدراستها. على سبيل المثال، موضوع إلقاء الأسلحة متى وكيف وأين سيحدث؟".
وخلال الأسابيع الماضية، ورغم إعلان أوجلان عن حل الحزب، إلا أن القصف التركي على تجمّعات المسلحين الذين ينتمون إلى حزب العمال الكردستاني التركي لم يتوقف، بل شهدت سلسلة من الضربات الجوية التي أدت إلى خسائر في صفوف المسلحين شمالي العراق، في إشارة قد تكون أنها تستهدف جماعات داخل الحزب الكردستاني تمتنع عن الانصياع لقرار زعيمهم عبد الله أوجلان الذي يقضي عقوبة السجن في تركيا.
في السياق، قال عضو في حزب العمال الكردستاني، لـ"العربي الجديد"، إن "الإجراءات الجديدة والتوجهات الحزبية والعسكرية للأعضاء تسعى إلى جس نبض الحكومة التركية ومدى جديتها في التعامل مع الاتفاق الكردي التركي بشأن حل حزب العمال"، مبيناً أن "الأيام المقبلة ستشهد تطورات في هذا الشأن".
وأضاف العضو الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "معظم قيادة الحزب والأعضاء والأنصار ليست لديهم رغبة في معاودة القتال ضد تركيا، بعد قرار قائد الحزب عبد الله أوجلان، وقد انتفت الحاجة للقتال، ولا بد من التوجه نحو العمل السياسي والنضال السلمي من أجل بناء مستقبل كردي جديد"، مؤكداً أن "قادة وأعضاء الحزب اختاروا اللجوء إلى مدينة السليمانية لتكون بداية إنهاء الحزب، لسببين، الأول: منح فرصة لمدينة السليمانية لإعادة تطبيع علاقتها مع تركيا، والثاني: أن معظم قادة وأعضاء الحزب لا يثقون بحكومة أربيل".
ووفق موقع "الجبال" المحلي في العراق، فإنه "تمّ تحديد موقعين في محافظة السليمانية لهذه المرحلة، حيث سيلقي ما بين 40 و100 مقاتل سلاحهم، وستنفذ العملية بإشراف السلطات في إقليم كردستان، كما سيعود المقاتلون الذين يُسلّمون أسلحتهم إلى مواقعهم، وستُسلّم الأسلحة إلى قوات الأمن التابعة لحكومة إقليم كردستان".
وتوجد جيوب لحزب العمّال الكردستاني داخل العراق منذ عام 1984، وتحديداً في سلسلة جبال قنديل الواقعة في المثلث الحدودي العراقي الإيراني التركي، لكن زاد وجوده بعد الغزو العراقي للكويت في 1990، وخروج المحافظات ذات الغالبية الكردية (أربيل ودهوك والسليمانية) عن سيطرة بغداد عام 1991.
وبعد الغزو الأميركي للعراق في 2003، تحولت مدن ومناطق كاملة في شمال العراق إلى معاقل رئيسية لـ"الكردستاني"، وهو ما دفع الجيش التركي إلى التوغل في العمق العراقي وإنشاء أكثر من 30 موقعاً عسكرياً دائماً له في الأراضي العراقية حتى عام 2013. وبعد اجتياح تنظيم "داعش" مساحات واسعة في العراق في 2014، توسع الحزب إلى سنجار ومخمور وزمار وكركوك تحت عنوان حماية الأيزيديين والأكراد، لتبلغ مساحة الأراضي التي يسيطر عليها أو ينشط فيها "الكردستاني" أكثر من أربعة آلاف كيلومتر مربع.
ومن أبرز معاقل الحزب في شمال العراق: سلسلة جبال قنديل، مناطق سيدكان وسوران، الزاب، زاخو، العمادية، كاني ماسي، حفتانين، كارا، متين، زمار ومخمور، سنوني وفيشخابور، في محافظات دهوك، وأربيل، والسليمانية، ونينوى.
## الغرب يستنزف الاقتصاد الروسي عبر سباق تسلح طويل الأمد
30 June 2025 04:39 PM UTC+00
يبدو أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي يعيدان رسم مشهد الحرب الباردة من جديد، ولكن بأدوات حديثة تهدف إلى استنزاف الاقتصاد الروسي في وقت تواجه فيه موسكو تحديات متراكمة بسبب حربها المستمرة في أوكرانيا. ففي قمة لاهاي الأخيرة، اختارت الدول الغربية تخصيص المزيد من المال لدعم الصناعات الدفاعية وزيادة الإنفاق العسكري، وهو ما يضع روسيا في موقف صعب إذا أرادت مجاراة الغرب في سباق تسلح جديد. بينما توحّد أوروبا وأميركا صفوفها في إطار الحلف الأطلسي، يجد الروس أنفسهم من دون تحالف موازن أو داعم قوي على الطرف الآخر، ما يعمّق عزلتهم الاستراتيجية.
وقد عبّر الكرملين عن استيائه من هذه التطورات. وقال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف إن قرار الناتو بإنفاق 5% من الناتج المحلي على التسلح "يثبت أن الحلف وُجد للمواجهة، وليس للسلام"، مندّدًا بما وصفه بـ"العسكرة المحمومة" التي ترسم صورة عدائية لروسيا لتبرير تصعيد التسلح.
ركود الاقتصاد الروسي ممكن؟
ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022، تخصص روسيا نحو 40% من ميزانيتها للإنفاق العسكري والأمني، وهو ما يمثل حوالي 7% من ناتجها المحلي الإجمالي، بحسب وكالة بلومبيرغ. ويعني هذا أن أي محاولة لمجاراة التصعيد الغربي ستضع الاقتصاد الروسي تحت ضغط هائل. وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة "موسكو تايمز" (Moscow Times) عن مسؤولين روس تحذيرات صريحة من ضائقة مالية تلوح في الأفق. وقد تحدث وزير الاقتصاد مكسيم ريشيتنيكوف عن خطر "ركود اقتصادي"، في حين حذّرت محافظة البنك المركزي إلفيرا نابيولينا من قرب نفاد موارد صندوق الثروة الوطني.
ورغم أن الاقتصاد الروسي لم ينهَر كليًا، فإنه يواجه تضخمًا متسارعًا، بلغ 9% في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، متجاوزًا الهدف الرسمي البالغ 4%. وتجاوزت زيادات أسعار بعض السلع الأساسية 70%، بينما قفز سعر البطاطس بنحو 173%. وتعتمد موسكو اليوم على ما يُعرف بـ"اقتصاد الحرب"، حيث تعمل المصانع العسكرية بكامل طاقتها، وتُقدم حوافز للالتحاق بالجيش من مناطق فقيرة، في صورة تعيد إلى الأذهان ملامح الاقتصاد السوفييتي المفرط في العسكرة.
هل بدأ الضغط يصيب المواطن الروسي؟
في ظل تراجع الرهانات الروسية على دور أميركي يخفف الضغط، خاصة مع حضور دونالد ترامب قمة لاهاي الأخيرة، تتزايد المخاوف من أن تبدأ آثار الحرب تنعكس بشكل مباشر على حياة المواطن الروسي. وقد نجح الرئيس فلاديمير بوتين حتى الآن في عزل المواطن عن الكلفة المباشرة للحرب، لكن وزير الاقتصاد الروسي أقر بأن الوضع لم يعد يحتمل. وطالب خلال منتدى اقتصادي في سانت بطرسبرغ البنك المركزي بخفض سعر الفائدة إلى 20%، بعدما جرى رفعها تدريجيًا إلى 21% منذ الغزو.
وبينما تصعّد أوروبا ضغوطها، تعاني روسيا من تراجع قدرتها على المناورة الجيوسياسية، كما تجلّى في موقفها المحدود من الحرب الإسرائيلية-الأميركية على إيران. فعلى الرغم من "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" مع طهران، لم تتحرك موسكو لحماية حليفتها الإقليمية، ما أضعف مصداقيتها بين شركائها.
مراهنة على الإنهاك الطويل
في المقابل، يبدو أن حلف الناتو يراهن على لعبة استنزاف طويلة الأمد. فحتى الدول الصغيرة مثل ليتوانيا وبولندا ترفع ميزانياتها الدفاعية بشكل غير مسبوق منذ نهاية الحرب الباردة. وبرغم أن الكثير من الإنفاق العسكري الأوروبي مخصص لفترات ما بعد 2035، فإن دول الحلف تمتلك قدرة أكبر على امتصاص التكاليف، ضمن شبكة اقتصادية متكاملة.
وتُظهر تصريحات ترامب في القمة أنه لا ينوي تخفيف اللهجة تجاه موسكو، بل زاد الضغط عندما قال: "اتصل بي فلاديمير (بوتين). سألني إن كان بإمكانه مساعدتنا بشأن إيران. قلت: لا، لست بحاجة إلى مساعدة بشأن إيران. أنا بحاجة إلى مساعدة بشأنكم"، فيما تُظهر الصحف الروسية تزايد القلق من فقدان روسيا دورها العالمي. فقد كتبت صحيفة كومسومولسكايا برافدا أن "قمة الناتو هي خديعة أميركية كبرى"، في حين ذهب المفكر القومي ألكسندر دوغين إلى القول إن "الحرب العالمية الثالثة قد بدأت فعليًا"، متهمًا ترامب بالخضوع لـ"العولميين".
وبينما تستمر الحرب من دون اتفاق على وقف إطلاق النار، تتصاعد المؤشرات على أن الغرب يستخدم أدوات اقتصادية للضغط على موسكو، بهدف دفعها إلى تقديم تنازلات، تمامًا كما حدث في نهايات الحرب الباردة. حينها ساهم الإنهاك الاقتصادي في تفكك الاتحاد السوفييتي، واليوم، يرى مراقبون أن الغرب يحاول كتابة سيناريو شبيه، ولكن بأسلوب جديد.
## لماذا سيغيب ساني عن مواجهة بايرن ميونخ وسان جيرمان في الموندياليتو؟
30 June 2025 04:46 PM UTC+00
لن يكون النجم الألماني، ليروي ساني (29 عاماً)، حاضراً في واحدة من أكثر المواجهات المرتقبة في بطولة كأس العالم للأندية، المقامة حالياً في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك عندما يلتقي بايرن ميونخ نظيره باريس سان جيرمان الفرنسي، يوم السبت المقبل، على ملعب مرسيدس بنز في مدينة أتلانتا، ضمن مباريات الدور ربع النهائي، رغم مشاركته في المباريات السابقة للنادي البافاري في البطولة، آخرها عندما دخل بديلاً خلال الفوز المحقّق على فلامنغو البرازيلي بنتيجة (4-2) في ثمن نهائي المنافسة.
وكشف موقع راديو أر أم سي سبورت الفرنسي، اليوم الاثنين، أن المدير الفني لفريق بايرن ميونخ، البلجيكي فينسنت كومباني (39 عاماً)، سيضطر إلى خوض مباراة ربع النهائي دون وجود ساني في التشكيلة، وذلك بسبب انتهاء عقد الأخير مع الفريق في 30 يونيو/ حزيران الجاري، ورغم مشاركته في ثلاث مباريات خلال النسخة الحالية من بطولة مونديال الأندية، إلّا أن اللاعب سيغادر بعثة الفريق الألماني متوجهاً إلى تركيا للالتحاق بصفوف نادي غلطة سراي، الذي أعلن رسمياً عن ضمه هذا الشهر، ليبدأ معه مرحلة جديدة في مسيرته.
وفشل نادي بايرن ميونخ في التوصل إلى اتفاق مع إدارة غلطة سراي يسمح بتمديد بقاء ساني لبضعة أيام إضافية، حتّى انتهاء مشوار الفريق في البطولة، مع الإشارة إلى أنّ اللاعب البالغ من العمر 29 عاماً قد استُدعي مؤقتاً للمشاركة في النسخة الموسّعة من هذه المسابقة، على أن يغادر في حال الوصول إلى الأدوار المتقدمة، وهو ما حدث فعلاً بعد عبور الدور ثمن النهائي، وبذلك سينال اللاعب السابق لفريق مانشستر سيتي الإنكليزي فترة راحة قصيرة، قبل بدء فترة التحضيرات الصيفية مع فريقه الجديد، استعداداً للموسم المقبل.
وبعد آخر ظهور له بقميص فريق بايرن ميونخ، حرص المدرب فينسنت كومباني على توجيه رسالة وداع خاصة لساني، قال فيها: "لا أملك تجاهه سوى الاحترام، من الغريب أن تودع شخصاً شاركك غرفة الملابس، فزنا بألقاب عدّة معاً في نادي مانشستر سيتي، واستمررنا في حصد الألقاب مع بايرن ميونخ، علاقتي به ستبقى جيدة دائماً، وأتمنى له الأفضل في المستقبل".
## تأييد سجن الصحافي المغربي حميد المهداوي بعد شكوى من وزير العدل
30 June 2025 04:50 PM UTC+00
أيدت محكمة الاستئناف في مدينة الرباط، اليوم الاثنين، سجن مدير نشر موقع بديل المغربي حميد المهداوي مدة عام ونصف عام مع تعويض مدني لفائدة وزير العدل عبد اللطيف وهبي قدره 1.5 مليون درهم (150 ألف دولار أميركي). وجاءت إدانة المهداوي بعدما لوحق بتهم "بث وتوزيع ادعاءات ووقائع كاذبة ومن أجل التشهير بالأشخاص، القذف، والسب العلني"، حسب الفصول 447-2 و444 و443 من مجموعة القانون الجنائي.
وكانت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في الدار البيضاء قد استدعت المهداوي في 17 فبراير/شباط 2024 للتحقيق معه مدة تجاوزت الساعات التسع، وذلك على خلفية شكوى قدمها وهبي، وتتعلق بمحتوى نشره المهداوي على موقعه الإلكتروني "بديل" اتهم فيه الوزير بحصوله على سيارة من نوع "مرسيدس" باعتبارها "أتعاباً" منحتها له سيدة كان ينوب عنها، ومنحته الشيك الذي دفع به ثمن المركبة "الفخمة" لإحدى الوكالات، كما اتهم الوزير بالتلميح إلى تهربه من أداء الضرائب.
المهداوي يواجه أربع شكاوى أخرى
في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قضت المحكمة الابتدائية في مدينة الرباط بسجن مدير نشر موقع بديل المغربي مدة عام ونصف عام مع تعويض مدني لفائدة وزير العدل الحالي قدره 1.5 مليون درهم (150 ألف دولار أميركي). وإلى جانب الشكوى التي فصل فيها القضاء المغربي اليوم استئنافياً، يواجه المهداوي أربع شكاوى أخرى تَقدم بها وزير العدل بموافقة من رئيس الحكومة عزيز أخنوش.
وليست هذه المرة الأولى التي يلجأ فيها وهبي بصفته الحزبية أو الوزارية إلى القضاء في مواجهة الصحافيين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ سبق له أن رفع شكوى مماثلة ضد الناشط محمد رضا الطاوجني متهماً إياه بالتشهير واستغلال ملف "إسكوبار الصحراء" للهجوم على شخصه وربط حزبه بالمخدرات. ويُذكَر أن المهداوي كان قد غادر السجن في 20 يوليو/تموز 2020، بعدما قضى ثلاث سنوات إثر إدانته من طرف محكمة الجنايات في الدار البيضاء بتهمة "عدم التبليغ عن جريمة تمس أمن الدولة" على خلفية حراك الريف، الذي عرفه المغرب في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2016.
## تغييرات واسعة في الأندية المصرية ومدرب عربي وحيد هذا الموسم
30 June 2025 05:04 PM UTC+00
شهدت خريطة المدربين في الدوري المصري لكرة القدم لموسم 2025-2026، الذي ينطلق في منتصف أغسطس/ آب المقبل، بمشاركة 21 نادياً، تغييرات واسعة، إذ تعاقدت 10 أندية مع مدربين جدد، بحثاً عن نتائج أفضل في صراع ينتظر الموسم الجديد، فيما لا يزال كل من الزمالك والإسماعيلي، بعد رحيل أيمن الرمادي وتامر مصطفى (على الترتيب)، ينتظران الإعلان عن هوية مدربيهما الجديدين، مقابل استمرار تسعة مدربين في مناصبهم.
وتصدر تغييرات المدربين في الدوري المصري، النادي الأهلي، الذي بدأ بالفعل عصر الإسباني خوسيه ريبيرو، بعد تعيينه مديراً فنياً للفريق الأحمر لموسمَين، وخاض منافسات كأس العالم للأندية، وخرج من الدور الأول إثر احتلال المركز الأخير في مجموعته، عقب فترة مؤقتة للمدير الفني السابق، عماد النحاس.
ويعتبر خوسيه ريبيرو أمل الأهلي في تقديم كرة قدم هجومية، وقيادة الفريق للحصول على لقب بطل الدوري المصري، عكس سيناريو الموسم الماضي، الذي حسم خلاله الأهلي الدرع في آخر جولة، ولا تزال هناك قضية خصم ثلاث نقاط متداولة في المحكمة الرياضية الدولية، وإن كانت عروض الفريق في كأس العالم للأندية بالولايات المتحدة الأميركية قد أحبطت قطاعات كبيرة من جماهير المارد الأحمر.
وظهر على خريطة الدوري المصري لكرة القدم، مدرب عربي وحيد في نسخة 2025-2026، وهو المدير الفني السابق لنادي وفاق سطيف الجزائري، التونسي نبيل الكوكي، الذي اختير لتدريب النادي المصري البورسعيدي، خلفاً للتونسي أنيس بوجلبان، الذي رحل عن تدريب الفريق، بجانب الجزائري عبد الحق بن شيخة في فريق مودرن سبورت.
ولجأ نادٍ جماهيري ثالث للتغيير، وهو نادي الاتحاد السكندري، الذي اختار أحمد سامي مديراً فنياً له، بعد استقالة مجدي عبد العاطي، واختار نادي غزل المحلة مدرباً جديداً له، وهو علاء عبد العال، الذي رحل عن فريق الجونة، بدلاً من المدرب المؤقت محمد عودة.
وشملت تغييرات خريطة المدربين أندية أخرى، فقد تعاقد نادي مودرن سبورت مع مجدي عبد العاطي، كما تعاقد فريق زد مع محمد شوقي مديراً فنياً لأول مرة في الدوري المصري، ويظهر أحمد عبد العزيز مديراً فنياً لفريق سموحة السكندري، وتولى عبد الحميد بسيوني منصب المدير الفني لفريق حرس الحدود، وجرى اختيار أحمد مصطفى مدرباً لنادي الجونة، ورضا شحاتة مديراً فنياً لفريق كهرباء الإسماعيلية، الصاعد مؤخراً إلى الدوري المصري.
وفي المقابل، سيطر الاستقرار على عدد من الأندية، وهي بيراميدز، بطل دوري أبطال أفريقيا الموسم الماضي، ونادي سيراميكا كليوباترا، بطل كأس الرابطة، الذي جدّد الثقة في مدربه علي ماهر، كما حافظ طارق مصطفى على منصبه في البنك الأهلي، وبقى أحمد خطاب رفقة فريق فاركو، واستمر حمزة الجمل وسيد عيد مع كل من إنبي وبتروجت (على الترتيب)، كما يواصل هيثم شعبان مشواره في فريق طلائع الجيش، ويستمر محمد مكي مدرباً للمقاولون العرب، بعد التأهل إلى الدوري المصري الممتاز، ومحمد الشيخ مع نادي وادي دجلة.
## استراحة الباقة: استشهاد إسماعيل أبو حطب وإصابة بيان أبو سلطان
30 June 2025 05:35 PM UTC+00
استشهد المصور الصحافي الفلسطيني إسماعيل أبو حطب، مساء اليوم الاثنين، من جرّاء قصف نفّذته طائرات الاحتلال الإسرائيلي على استراحة "الباقة" غربي مدينة غزة، كما أصيبت الصحافية بيان أبو سلطان في الغارة نعسها، وأصيب الصحافي محمد سكيك بقصف سابق في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة. وعمل أبو حطب مصوراً صحافياً مع منصات إعلامية عدة ووسائل إعلام مختلفة، ونفّذ معارض فوتوغرافية خارج فلسطين حول الوضع الصعب في غزة. وهكذا، يرتفع عدد الشهداء الصحافيين إلى 228 منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
إدانات اغتيال إسماعيل أبو حطب
دان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة استهداف الاحتلال الإسرائيلي الصحافيين الفلسطينيين وقتلهم واغتيالهم بشكل ممنهج، ودعا الاتحاد الدولي للصحافيين واتحاد الصحافيين العرب وكل الأجسام الصحافية في كل دول العالم إلى إدانة هذه الجرائم ضد الصحافيين والإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة، والتي يؤكد أنها ممنهجة. كذلك، حمّل المكتب الاحتلال والإدارة الأميركية والدول التي ذكر مشاركتها في الإبادة الجماعية، المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، المسؤولية.
وطالب البيان "المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمنظمات ذات العلاقة بالعمل الصحافي والإعلامي في كل دول العالم بإدانة جرائم الاحتلال وردعه وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة وتقديم مجرمي الاحتلال للعدالة"، كما طالبهم بـ"ممارسة الضغط بشكل جدي وفاعل لوقف جريمة الإبادة الجماعية، ولحماية الصحافيين والإعلاميين في قطاع غزة، ووقف جريمة قتلهم واغتيالهم".
كذلك، نعى منتدى الإعلاميين الفلسطينيين أبو حطب، وقال بيان له: "على درب الحرية المعبّد بالدماء والتضحيات، وفي سبيل نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم ونقل معاناته إلى العالم أجمع، ارتقى الصحافي إسماعيل أبو حطب بغارة إسرائيلية على استراحة الباقة على شاطئ مدينة غزة، كما أصيبت الصحافية بيان أبو سلطان وأصيب الصحافي محمد سكيك بقصف سابق في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة".
وأضاف المنتدى أنه "إذ ينعى الصحافي إسماعيل أبو حطب، يجدد العهد لأرواح فرسان الإعلام الفلسطيني الذين كتبوا لفلسطين بدمائهم، مؤكداً استمرار المسيرة على خطاهم". واستنكر المنتدى "الصمت والعجز الدوليين عن حماية الصحافيين الفلسطينيين، وتمكينهم من أداء واجبهم المهني وفقاً للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية".
## وزير الدفاع الألماني يعلن زيارة تضامنية إلى جزيرة غرينلاند
30 June 2025 05:42 PM UTC+00
يعتزم وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، القيام بزيارة تضامنية إلى جزيرة غرينلاند في أواخر الصيف، وهي الجزيرة التي أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب رغبته في ضمّها إلى الولايات المتحدة.
وخلال زيارته للعاصمة الدنماركية كوبنهاغن، قال بيستوريوس، اليوم الاثنين، في إشارة إلى تطلعات ترامب للاستحواذ على الجزيرة، إنه من الملاحظ تراجع التصريحات الصادرة من واشنطن بشأن هذه القضية.
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحافي جمع الوزير الألماني المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي مع نظيره الدنماركي ترولس لوند بولسن، وأضاف بيستوريوس أن هناك إشارات قوية للغاية تدل على التضامن مع الدنمارك وغرينلاند.
وقال: "لذلك نخطّط للذهاب معاً إلى غرينلاند في سبتمبر/أيلول، لأنّني أرغب في رؤية الجزيرة وأريد أن أُظهر تضامننا"، وأكد أن الأمر لا يتعلق بالجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) فحسب، بل يشمل الجناح الشمالي والمنطقة القطبية.
وأضاف: "علينا أن نكون حاضرين في شمال الأطلسي وكذلك في المنطقة القطبية"، مشيراً إلى التهديد العسكري الذي تمثله روسيا.
وأوضح أن هذا الحضور يصبُّ في مصلحة ألمانيا أيضاً، قائلاً: "نحن نعيش على بحر الشمال وبحر البلطيق، ولدينا مصلحة جوهرية في حرية الملاحة وفي أن يكون شمال الأطلسي منطقة آمنة"، وأكد أن بلاده ترغب في زيادة استثماراتها هناك وتعزيز وجودها بالتعاون مع حليفتها الولايات المتحدة.
وتجدر الإشارة إلى أن غرينلاند تتمتع بحكم ذاتي واسع، لكنّها تُعد رسمياً جزءاً من مملكة الدنمارك، وكان ترامب قد صرّح مراراً خلال الأشهر الماضية بأن الولايات المتحدة يجب أن تسيطر على هذه الجزيرة الجليدية لأسباب تتعلق بالأمن القومي والدولي، وهو ما قوبل برفض واضح من جانب الحكومة الدنماركية وسلطات غرينلاند.
كما أبدت دول أخرى في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو تضامنها مع الدنمارك وغرينلاند في هذا الجدل. ففي منتصف يونيو/حزيران الجاري، زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجزيرة لتأكيد سيادتها. غير أنه لم يسبق لأي عضو من الحكومة الألمانية الحالية أن زار الجزيرة حتّى الآن.
## بعد شهادات الجنود.. قادة في جيش الاحتلال يقرون بقتل المجوعين في غزة
30 June 2025 05:42 PM UTC+00
أقر مسؤولون في جيش الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، بإطلاق النار على طالبي المساعدات عند نقاط التوزيع في قطاع غزة، بما في ذلك بنيران المدفعية، من دون أن يشكلوا أي خطر على القوات الإسرائيلية. جاء ذلك في معرض تعليقهم على تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية نشر الجمعة، تضمن شهادات لجنود وضباط إسرائيليين أكدوا تلقيهم تعليمات بإطلاق النار على الفلسطينيين المجوعين قرب مراكز توزيع المساعدات في غزة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش، لم تسمهم، أن حوادث وقعت في غزة أسفرت عن استشهاد مدنيين من جراء نيران مدفعية بزعم أنها "غير دقيقة وغير مدروسة". وأوضحوا أن أخطر تلك الحوادث التي أُطلقت فيها قذائف مدفعية باتجاه المدنيين أسفرت عن إصابة ما بين 30 و40 شخصاً، بعضهم فارق الحياة، وفق هآرتس. وادعى هؤلاء أن "إطلاق النار كان يهدف إلى الحفاظ على النظام عند نقاط توزيع الغذاء". ورغم المجازر الإسرائيلية اليومية بحق المجوعين، زعم المسؤولون في جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "الجيش يعمل حالياً بطرق مختلفة لتجنب ذلك".
كما زعم المسؤولون في قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، وفق ما أوردته صحيفة "هآرتس"، أنه "لا توجد حالياً مجاعة في قطاع غزة، وأن السكان هناك راضون نسبياً عن طريقة توزيع الغذاء". وادعوا بأن "معظم الغذاء الذي يدخل عبر القوافل يُنهب من قِبل العشائر" بسبب ما قالوا إنه "فقدان حماس السيطرة على مناطق واسعة". كما كشف هؤلاء أن "الجيش لا يتدخل لمنع نهب القوافل"، مشيراً إلى أن "مسؤوليته تقتصر على ضمان دخول المساعدات إلى داخل القطاع، وليس إيصالها إلى نقاط التوزيع"، وفق الصحيفة.
وتزداد الأزمة الاقتصادية والإنسانية في قطاع غزة تعقيداً في ظل الحصار المتواصل ومنع إدخال المساعدات منذ الثاني من مارس/آذار 2025، حيث فاقم غياب العدالة في توزيع المساعدات معاناة أكثر من مليوني نسمة يعيشون في واحدة من أسوأ الكوارث العالمية. ومنذ أكثر من شهر، شرعت سلطات الاحتلال، بالشراكة مع إحدى الشركات الأميركية، في افتتاح مراكز لتوزيع المساعدات قرب نقاط انتشار الجيش الإسرائيلي في جنوب القطاع ووسطه، لكن هذه المراكز تحوّلت إلى مصائد موت، حيث استشهد أكثر من 500 مواطن وأصيب العشرات أثناء محاولاتهم الوصول إلى الغذاء.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة التي تدعمها واشنطن أكثر من 190 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
(الأناضول، العربي الجديد)
## مجلس الأمن يمدد ولاية أندوف لمراقبة فض الاشتباك بين سورية وإسرائيل
30 June 2025 05:42 PM UTC+00
اعتمد مجلس الأمن في نيويورك القرار 2782 (2025) بالإجماع الذي يجدد ولاية قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (أندوف) في الجولان السوري المحتل ستة أشهر. وحصل القرار، الذي قدمته روسيا والولايات المتحدة، على تأييد جميع الدول الأعضاء. ويعتبر هذه التجديد تقنياً في غالبه للقرار السابق حول الموضوع أي القرار 2766 (2024) الذي كان أسضاً لستة أشهر وانتهت مدته اليوم.
وبعد تبني القرار، طلبت الجزائر، الدولة العربية العضو في مجلس الأمن، الكلمة. وتحدث نائب منسق الشؤون الإنسانية في البعثة أحمد صحراوي عن بعض التحفظات التي لدى بلاده على القرار؛ على الرغم من تصويتها لصالحه. وعبر صحراوي بداية عن أسف بلاده للمقاربة التقنية الضيقة التي اعتُمادت، إذ اكتفت بتغيير شكلي للنص، حيث لا يزال القرار المعتمد في فقرته العاملة السابقة يطالب "برفع القيود المتصلة بجائحة كوفيد 19 فور أن تسمح الظروف الصحية بذلك"، في وقت باتت فيه تلك الظروف من الماضي".
 ولفت صحراوي الانتباه أيضاً إلى أن الإشارة في الفقرة العاملة الثانية إلى "القوات المسلحة العربية السورية" تثير الاستغراب، إذ إن هذه البنية العسكرية لم تعد قائمة منذ ما يزيد عن خمسة أشهر. وتعكس هذه المقاربة حالة الشلل التي أصابت هذا المجلس عندما يتعلق الأمر بخروقات الاحتلال الإسرائيلي التي تستدعي إجراءات ملموسة وتدابير عملية، لطالما عجز مجلس الأمن عن تضمينها في قراراته".
 وأضاف الدبلوماسي الجزائري: "فالقرار المعتمد وببساطة لا يعكس الواقع الجديد السائد في منطقة عمليات أندوف، ولا يتسق مع ما ورد في تقرير الأمين العام (للأمم المتحدة) الذي أكد أن الوضع استمر في التميز بوجود أنشطة للجيش الإسرائيلي في منطقة الفصل، ما يؤثر على عمليات القوة، في انتهاك لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما فيها القرار 2766".
وتحدث المسؤول الجزائري عن الانتهاكات التي "ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأشهر الستة الماضية، والتي أوردها تقرير الأمم المتحدة، وحولت معها منطقة الفصل من واقع قائم إلى حبر على ورق لا وزن له إلا في وثائق هذا المجلس الذي يعجز عن فرض احترامها".
 وتساءل كيف يمكن للمجلس أن يعتمد قراراً يتغافل عن الانتهاكات الإسرائيلية، بل "يمضي في الفقرة الثانية ليشدد على وجوب ألا يكون هناك أي نشاط عسكري من أي نوع في منطقة الفصل، بما في ذلك العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة العربية السورية. وكيف له أن يسمي أطرافاً لم تعد موجودة ويتجاهل الطرف الوحيد الذي يواصل انتهاك القانون الدولي والقرارات الأممية". وتحدث عن توسيع توغل الاحتلال الإسرائيلي داخل سورية متجاوزاً منطقة الفصل نحو مناطق أخرى، في حين يبقى مجلس الأمن الدولي صامتاً.
يشار إلى أن قوة أندوف أُنشئت في مايو/ أيار عام 1974 لأول مرة بموجب القرار 350 (1974) بغية مراقبة اتفاق فض الاشتباك بين إسرائيل وسورية في الجولان السوري المحتل.
## المغرب: مخاوف من حرائق الغابات وسط الحرّ الشديد
30 June 2025 05:42 PM UTC+00
تُسجَّل مخاوف في المغرب من اندلاع حرائق غابات في مناطق عديدة من البلاد، بالتزامن مع إصدار المديرية العامة للأرصاد الجوية (حكومية) نشرة إنذارية بشأن تسجيل موجة حرّ مع رياح "الشركي"، ابتداءً من اليوم الاثنين وحتى يوم الجمعة المقبل، مع حرارة تتراوح ما بين 33 درجة مئوية و46 في عدد من المناطق.
وكان المغرب قد تعرّض في عام 2022 لموجة حر شديدة، سجلت في خلالها درجات حرارة قياسية هي الأعلى منذ عام 1925، إذ تراوحت الحرارة ما بين 46 درجة مئوية و49.3 في الوسط والجنوب، الأمر الذي أدّى إلى نشوب حرائق غابات غير مسبوقة أتت على آلاف الهكتارات وتسبّبت في خسائر في الأرواح.
ويشهد المغرب سنوياً حرائق في غاباته التي تغطّي نحو 12% من مساحته الإجمالية، وكذلك في واحات النخيل الواقعة في جنوبه الشرقي. وبحسب الوكالة الوطنية للمياه والغابات (حكومية) تُعَدّ الغابات في المغرب فضاءً طبيعياً مفتوحاً يتعرّض لضغوط كثيرة تؤثّر سلباً على أدواره الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، إذ إنّ الضغوط تزيد من مخاطر اندلاع الحرائق، لا سيّما أنّ الغابات المغربية تتميّز بقابلية اشتعال مرتفعة في فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض رطوبة الهواء وشدّة الرياح الجافة والساخنة.
وأصدرت المديرية العامة للأرصاد الجوية في المغرب نشرتها الإنذارية الجديدة، اليوم الاثنين، في حين أنّ البلاد تشهد منذ يوم الجمعة الماضي وحتّى اليوم الاثنين موجة حرّ استثنائية، اتّسمت بشدّة غير معتادة واتّساع جغرافي كبير. وبلغت موجة الحرّ ذروتها أوّل من أمس السبت وأمس الأحد، فتجاوزت درجات الحرارة المعدّلات الموسمية بكثير في عدد من المناطق.
ومن أجل استباق حرائق الغابات على الصعيد الوطني، كشفت الوكالة الوطنية للمياه والغابات في المغرب خرائط تنبّؤ تحدّد بدقّة المناطق الحساسة والمعرّضة لخطر اندلاع حرائق الغابات، ابتداءً من 27 يونيو/ حزيران الجاري حتى الرابع من يوليو/ تموز المقبل، وذلك بعد تحليل البيانات المتعلقة خصوصاً بنوعية الغطاء الغابي وقابليته للاشتعال والاحتراق وكذلك التوقعات المناخية والظروف الطبوغرافية للمناطق.
وفي النشرة الإنذارية التي أصدرتها الوكالة الوطنية المياه والغابات، اليوم، حُدّدت الأقاليم بحسب درجة الخطورة؛ درجة خطورة قصوى في كلّ من وزان، والعرائش، وشفشاون، وتازة، وتاونات، والحسيمة، والقنيطرة، وبني ملال، وأزيلال، والصخيرات، وتمارة، وسلا، والرباط، والخميسات.
ويقول رئيس جمعية "المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ" الخبير البيئي مصطفى بنرامل إنّ "المغرب يشهد في السنوات الأخيرة موجات حرّ متزايدة لجهة الشدّة والتواتر، تُعزى إلى عوامل أبرزها تمركز الكتل الهوائية الحارّة الآتية من الصحراء الكبرى والتأثيرات المباشرة لتغيّر المناخ العالمي"، ويلفت الخبير لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "الفترة ما بين 27 يونيو و27 يوليو تُعَدّ من أكثر فترات السنة جفافاً، الأمر الذي ينذر بارتفاع مخاطر اندلاع حرائق في غابات المغرب ويثير مخاوف كثيرة، نظراً إلى الأنشطة البشرية الكثيفة التي تعرفها البلاد نتيجة حركة السكان المحلية القروية أو السياحة الإيكولوجية في المتنزهات الغابية، وما قد يرافق ذلك من إهمال إطفاء النيران وإلقاء أعقاب السجائر (كيفما اتّفق) بالإضافة إلى الإحراق المتعمّد".
وكانت اللجنة المديرية للوقاية ومكافحة حرائق الغابات التابعة للوكالة الوطنية للمياه والغابات في المغرب قد كشفت، في منتصف مايو/ أيار الماضي، عن خطة استباقية بتكلفة 16مليون دولار أميركي لتفادي اندلاع الحرائق وحماية الغطاء النباتي والغابات، في حين أعلنت الوكالة الوطنية للمياه والغابات توفير وسائل للحدّ من اندلاع الحرائق من خلال تعزيز دوريات المراقبة للرصد والإنذار المبكر، فضلاً عن استراتيجية التدخّل المبكّر وحملات التوعية وإصدار النشرات والبيانات التحذيرية بشأن مخاطر حرائق الغابات.
ويرى بنرامل أنّ "الإجراءات الاستباقية التي لجأت إليها الوكالة الوطنية للمياه والغابات تبقى إجراءات محمودة أعطت أكلها على أرض الواقع من خلال انخفاض عدد الحرائق في خلال السنتَين الماضيتَين"، مشدّداً على "أهمية إجراءات من قبيل وضع خرائط التنبّؤ بشأن المناطق المهدّدة بالحرائق والاعتماد على الذكاء الاصطناعي والمؤشرات المناخية من قبيل سرعة الرياح ودرجة الحرارة".
وبحسب الخبير المغربي، فإنّ "خرائط التنبّؤ بحرائق الغابات تحظى بتقدير لما لها من فوائد في ما يخصّ تحديد المناطق الأكثر خطراً، الأمر الذي يجعل السلطات المعنية مثل وزارة الداخلية والوقاية المدنية والوكالة الوطنية للمياه والغابات والدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة على أهبّة الاستعداد بحسب نوع الخطر"، لكنّ بنرامل يبيّن أنّ "على الرغم من الاحتياطات والإجراءات الاستباقية، لوحظ نشوب حرائق غابات، أخيراً، في كلّ من طنجة والعرائش والقنيطرة ومناطق أخرى من البلاد"، لافتاً إلى "ضرورة توعية الموطنين بخطورة الحرائق وبأهمية الغابات بالنسبة إلى كوكب الأرض للحدّ من تغيّر المناخ".
## تونس تلجأ للصيرفة الإسلامية لتمويل استيراد الغاز وتفادي أزمة صيفية
30 June 2025 05:43 PM UTC+00
بدأت لجنة المالية في البرلمان التونسي، اليوم الاثنين، مناقشة مشروع قانون يتعلق باتفاقية قرض إسلامي بقيمة 70 مليون دولار، ستمنحه المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة لصالح الشركة التونسية للكهرباء والغاز (STEG)، للمساهمة في تمويل واردات الغاز الطبيعي. ويأتي القرض في إطار آلية المرابحة الإسلامية، ويهدف إلى تمكين الشركة الحكومية من تعزيز مخزوناتها من الغاز الطبيعي، في ظل ارتفاع الاستهلاك خلال فصل الصيف، وتزايد الاعتماد على الكهرباء المولدة من الغاز.
وبحسب مشروع القانون المنشور على موقع البرلمان، ستحتاج الشركة إلى ضمان من الدولة للحصول على القرض، الذي يشمل شروطًا تتضمن معدل فائدة يعادل 4% ومعدل نسبة مقايضة، وفترة تمويل تمتد إلى 12 شهرًا من تاريخ السحب الأول. أما السداد، فسيكون على ثلاث دفعات تتراوح بين 24 و36 شهرًا، مع عمولة تنفيذ بنسبة 0.4% من مبلغ التمويل. وأكدت وثيقة شرح الأسباب المرفقة بالمشروع أن اللجوء إلى التمويل الإسلامي يأتي ضمن سياسة تنويع مصادر التمويل الوطنية والأجنبية، خاصة مع أهمية توفير الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء وضمان استمرارية التزود بالطاقة.
وتُعد هذه الخطوة استمرارًا لنهج الحكومة التونسية في اللجوء المتواتر إلى الصيرفة الإسلامية لتمويل واردات الطاقة. ففي إبريل/نيسان 2024، وقعت تونس اتفاقية إطارية بقيمة 1.2 مليار دولار مع المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، لتمويل شراء المنتجات البترولية على مدى ثلاث سنوات. كما حصلت البلاد العام الماضي على تمويلات مماثلة لضمان استمرار واردات الطاقة، بعد اضطرابات أدت إلى نقص في توزيع البنزين داخل السوق المحلية.
كما تعتمد تونس بشكل كبير على استيراد الغاز الطبيعي لتشغيل مولداتها المركزية عبر شركتين حكوميتين هما: الشركة التونسية لصناعات التكرير (ستير) لتوريد المحروقات، والشركة التونسية للكهرباء والغاز لتوريد الغاز الطبيعي. وتُورد معظم حاجيات البلاد من الجزائر في ظل تراجع الإنتاج المحلي وضعف الاستقلالية الطاقية. وفي إطار سعيها إلى تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، أعلنت وزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة عن مشاريع جديدة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية. ومن المنتظر أن تدخل أربعة مشاريع كبرى، بقدرة إجمالية تتجاوز 500 ميغاواط، حيز الاستغلال بحلول عام 2027، باستثمارات تُقدر بـ386.3 مليون دولار.
وشملت التراخيص شركات كبرى مثل "كير إنترناشيونال" الفرنسية و"فولتاليا" و"سكاتك" النرويجية و"Aeolus" اليابانية التابعة لمجموعة "تويوتا تسوشو". وستوفر هذه المشاريع إنتاجًا سنويًا يُقدر بـ1100 جيغاواط/ساعة، أي ما يعادل نحو 5% من إنتاج البلاد من الكهرباء.
في سياق موازٍ، طرحت الوزارة ثلاث مناقصات دولية تهدف إلى تعزيز مساهمة الطاقات المتجددة في مزيج الطاقة الوطني، تشمل: 800 ميغاواط من الطاقة الشمسية عبر ثمانية مشاريع، 600 ميغاواط من طاقة الرياح موزعة على ستة مشاريع، و300 ميغاواط إضافية من الطاقة الشمسية في مناقصة ثالثة. ويمثل القرض الإسلامي الجديد جزءًا من جهود السلطات التونسية لتأمين إمدادات الطاقة خلال موسم الصيف الذي يشهد ذروة الطلب على الكهرباء. كما يعكس توجهًا استراتيجيًا نحو تنويع مصادر التمويل، في وقت تواجه فيه البلاد ضغوطًا مالية وعجزًا طاقيًا متزايدًا.
## لبيد: إسرائيل لم تعد لديها أي مصلحة بمواصلة الحرب في غزة
30 June 2025 05:43 PM UTC+00
اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يئير لبيد أن إسرائيل "لم تعد لديها أي مصلحة في مواصلة الحرب في غزة"، وذلك خلال اجتماع كتلته البرلمانية الأسبوعي. وقال لبيد أمام نواب من حزبه "يش عتيد" أو (يوجد مستقبل) الوسطي، اليوم الاثنين، "إن دولة إسرائيل لم تعد لديها أي مصلحة في مواصلة الحرب في غزة؛ لا نجني منها سوى أضرار أمنية وسياسية واقتصادية".
كما أكد أن الجيش يُشاركه الرأي، مشيرا إلى أن الجنود الإسرائيليين يُقتلون في القطاع الفلسطيني، حيث قضى 442 على الأقل منذ بدء الهجوم البري في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بحسب مسؤولين. وأضاف لبيد: "مثل رئيس الأركان إيال زامير أمام مجلس الوزراء أمس (الأحد) وأعلن أن على الهيئات السياسية تقرير الهدف التالي. هذا يعني أن الجيش لم يعد لديه أي هدف في غزة".
وتعهدت إسرائيل في بداية حربها على قطاع غزة بالقضاء على حركة حماس، ولكن بعد أكثر من 20 شهرا من الحرب، لا تزال الحركة موجودة في القطاع. وأشار لبيد إلى أنه "لن يتم القضاء على حماس ما لم تُشكّل حكومة بديلة في غزة"، داعيا إلى التشاور مع دول عربية، بينها مصر، لتسيطر على قطاع غزة، ولم تعرب أي دولة عن رغبتها في القيام بذلك حتى الآن. ولبيد معروف بموقفه المناهض لحكومة بنيامين نتنياهو وهي الأكثر تشددا في تاريخ إسرائيل.
ويأتي كلام لبيد بعد يومين من دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينت، للمرة الأولى، إلى إنهاء حرب الإبادة التي تشنّها تل أبيب في قطاع غزة، من جرّاء عجز الحكومة عن "الحسم". جاء ذلك في مقابلة مع القناة 12 العبرية الخاصة أول من أمس السبت، في وقت يبرز اسمه بوصفه أحد أكبر المرشّحين لخلافة نتنياهو.
وقال بينت الذي شغل منصب رئيس الوزراء في إسرائيل بين عامَي 2021 و2022: "يجب على إسرائيل أن توافق على صفقة شاملة لتحرير جميع المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين) تؤدي إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة"، وأضاف: "في ظلّ عجز الحكومة عن الحسم، وفي ظل الارتباك على المستوى السياسي وفي ظل التعثّر الرهيب (في غزة)، أقترح الآن التوجه إلى صفقة شاملة: إخراج جميع المختطفين، ثم التمركز في منطقة المحيط الأمني بالقطاع".
وبعد بدء سريان وقف إطلاق النار المعلن مع إيران في 24 يونيو/حزيران الحالي، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي "الآن عاد التركيز على غزة، لإعادة الرهائن (المحتجزين في غزة) إلى ديارهم وتفكيك نظام حماس". وتحدث نتنياهو، أمس الأحد، عن "فرص" للإفراج عن المحتجزين في غزة. ولكن لم يظهر أي مؤشر على ذلك حتى الآن.
وأمس الأحد، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى صفقة في غزة وإعادة المحتجزين الإسرائيليين، وذلك بعد ساعات من قوله إن نتنياهو سيجري مفاوضات مع حركة حماس لإبرام اتفاق ينهي الحرب. وكتب ترامب في منشور على منصته "تروث سوشال": "أبرموا صفقة في غزة. وأعيدوا الرهائن!". كما نشر ترامب عبر المنصة ذاتها أن نتنياهو "في طور التفاوض على صفقة مع حماس، ستشمل استعادة الرهائن"، قبل أن يضيف: "دعوا (بنيامين نتنياهو) بيبي يمضي، لديه مهمة كبيرة ليقوم بها!"، وذلك في سياق دفاعه عن الأخير بسبب المحاكمات التي يتعرض لها بتهم الفساد.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة التي تدعمها واشنطن، أكثر من 190 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
(فرانس برس، العربي الجديد)
## 3 لاعبين جزائريين عالقون في فرقهم... التألق لا يكفي للرحيل
30 June 2025 05:43 PM UTC+00
تُعد سوق الانتقالات الصيفية الحالية الأبرز في مسيرة لاعبين جزائريين، خلال السنوات الأخيرة، بعدما شهدت صفقات لافتة لعدد من الأسماء، التي خطفت الأضواء في الموسم الماضي، على غرار إبراهيم مازة (19 عاماً)، الذي انتقل من هيرتا برلين الألماني إلى مواطنه باير ليفركوزن، وريان آيت نوري (24 عاماً) الذي حطّ الرحال في مانشستر سيتي الإنكليزي قادماً من نظيره وولفرهامبتون، إضافة إلى أحمد قندوسي (25 عاماً) الملتحق بنادي لوغانو السويسري، بعد تجربة في الدوري المصري لكرة القدم مع سيراميكا كليوباترا وقبله الأهلي.
ورغم هذه التحركات الإيجابية، التي أعادت الحيوية لصورة المحترفين الجزائريين في أوروبا، فإن بعض الأسماء الأخرى لا تزال تعيش واقعاً مختلفاً، إذ يجدون صعوبة كبيرة في مغادرة أنديتهم، رغم تألقهم الواضح وتهافت العروض عليهم، ما يطرح تساؤلات حول أسباب تعثّر انتقالهم المتكرّر، سواء بسبب تمسّك أنديتهم بخدماتهم أو شروطهم المالية المرتفعة، أو حتى بسبب الولاء الكبير لجماهير فرقهم الحالية.
فرغم مرور ستة أعوام على التحاق هشام بوداوي (25 عاماً) بنادي نيس الفرنسي، قادماً من مواطنه بارادو، فلا يزال اللاعب يواجه صعوبات في مغادرة فريقه نحو تجربة جديدة في مستوى أعلى، رغم الأداء الثابت الذي يقدّمه موسماً بعد آخر. وبات لاعب الوسط الجزائري، الذي شكّل أحد أبرز صفقات البيع من الدوري الجزائري إلى أوروبا بقيمة بلغت نحو أربعة ملايين يورو، أحد الركائز الفنية في تشكيلة "الخُضر"، وتبلغ قيمته السّوقية حالياً 15 مليون يورو وفقاً لموقع ترانسفير ماركت، المتخصّص في كرة القدم. ورغم ارتباط اسمه في الأيام الأخيرة بأندية مرموقة مثل مانشستر يونايتد الإنكليزي وفولفسبورغ الألماني، إلّا أن الصفقة لا تزال تراوح مكانها، كما حدث في مواسم سابقة.
كما فرض عماد عبدلي (25 عاماً) نفسه واحداً من أبرز لاعبي خط الوسط في الدوري الفرنسي لكرة القدم منذ انضمامه إلى أنجيه الفرنسي عام 2022 قادماً من لوهافر، إذ أصبح قائداً للفريق ومرجعاً فنياً في وسط الميدان، ما ساهم في ارتفاع قيمته السوقية إلى سبعة ملايين يورو. ومع ذلك، فإنّ اللاعب الجزائري لا يزال حبيس تجربة لم تتجاوز سقف طموحه، رغم تداول اسمه في كل سوق انتقالات تقريباً. وهذا الصيف، تردّدت أنباء عن اهتمام ليدز يونايتد الإنكليزي، وتورينو الإيطالي، وطرابزون سبور التركي بخدماته، لكن المشهد لم يتجاوز عتبة الاهتمام لحدّ الآن.
وواصل عبد القهار قادري (25 عاماً) تقديم مستويات مميزة، منذ انضمامه إلى نادي كورتريك البلجيكي في صيف 2021 قادماً من نادي بارادو، ما جعله من أبرز المواهب الجزائرية الصاعدة في أوروبا. ورغم تطوّره الواضح وتقدير جماهير ناديه لأدائه، فإن اللاعب لم ينجح حتّى الآن في الانتقال إلى مستوى أعلى، وسط غياب العروض الجدية في المواسم الماضية، رغم أن قيمته السوقية الحالية تبلغ مليونَي يورو. وفي ظل الأصداء الأخيرة التي تحدثت عن اقترابه من التوقيع مع نادي جنت البلجيكي، يأمل قادري أن يكون صيف 2025 محطة الانطلاقة الجديدة التي تأخرت كثيراً، وأن تفتح له هذه الخطوة باباً نحو أندية أكثر تنافسية وتطلعات قارية، وكذلك الوصول إلى منتخب الجزائر.
## مع استحداث البطولات.. هل تتجه المباريات الودية نحو الزوال؟
30 June 2025 06:06 PM UTC+00
تشهد خريطة المباريات في كرة القدم العالمية تحولات جذرية بفعل التحديات الاقتصادية والمالية المتزايدة، إذ تحوّلت اللعبة من مجرد رياضة جماهيرية إلى منظومة اقتصادية ضخمة تعتمد على مداخيل هائلة، أبرزها حقوق البث التلفزيوني وتسويق صور النجوم والإيرادات الجماهيرية في ظل تطور تكنولوجي متسارع أدخل الهواتف الذكية ومنصات البث الرقمي منافسين أقوياء للبث الكلاسيكي، ما غيّر طرق التفاعل والاستهلاك، وجعل الأندية والاتحادات تسير نحو إدارة اللعبة بعقلية تجارية بحتة، تتداخل فيها الرياضة مع الإعلام والترفيه والتسويق العالمي.
ولطالما حرصت الفرق والمنتخبات على تسيير مبارياتها الودية بطريقة توازن بين الفائدة الرياضية والعائد المالي، إذ يجرى اختيار المنافسين بناءً على طبيعة الاستحقاقات المقبلة للتحضير الفني والتكتيكي، وفي الوقت نفسه، تُراعى الجوانب التسويقية والاقتصادية، خصوصاً بالنسبة للأندية التي تبحث عن مصادر تمويل إضافية، وتُعد المناطق ذات الكثافة الجماهيرية العالية، مثل شرق آسيا وأميركا، وجهات مفضلة لإقامة هذه اللقاءات، لما توفره من فرص تسويق كبيرة وشعبية واسعة تعود بالنفع على الأندية من حيث المداخيل والرعاية، الأمر الذي دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحادات القارية إلى استغلال الأمر لتعويض المباريات الودية ببطولات عالمية.
كأس العالم للأندية تعويض لجولات الفرق قبل انطلاق الموسم
جاءت بطولة كأس العالم للأندية بنظامها الجديد لتُضاف إلى قائمة البطولات التي باتت تُعوّض جزءاً من المباريات الودية التي كانت تُقام خلال فترة تحضيرات الأندية للموسم الجديد، ما أدى إلى تقليص عدد اللقاءات الودية المبرمجة سابقاً. وقد نُظمت النسخة الأولى من البطولة الموسعة في أحد البلدان التي اشتهرت باستضافة الدورات التحضيرية الصيفية، بهدف تحقيق عوائد مالية وتسويقية كبيرة قبل انطلاق الموسم. ومن المنتظر أن تسير النسخ المقبلة على النهج نفسه عبر تنظيم البطولة في دول تتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة من أجل ضمان نجاح الحدث الجديد، وتعزيز مكانته على خريطة الكرة العالمية.
دوري الأمم الأوروبية يلغي وديّات أوروبا
جاء دوري الأمم الأوروبية في القارة العجوز ليلغي معظم المباريات الودية التي كانت تُقام بين منتخباتها على مدار الموسم، إذ انطلقت هذه البطولة المستحدثة في نسختها الأولى قبل أربع سنوات، وتُوّج المنتخب البرتغالي على حساب نظيره الإسباني في آخر نسخة لها. وتُلعب المنافسات على مراحل طوال الموسم وصولاً إلى الأدوار النهائية في نهايته، ما جعلها تُشكّل بديلاً فعلياً للمباريات الودية. ونتيجة لذلك، قلّت مواجهات المنتخبات الأوروبية مع منتخبات من خارج القارة، لتقتصر أغلب اللقاءات على النزالات القارية فيما بينها، ما حدّ من الطابع الدولي المفتوح الذي كانت تتميّز به الوديات سابقاً.
"فيفا سيريز" خطة الاتحاد الدولي لاستغلال الوديات
بعيداً عن أوروبا، يعمل الاتحاد الدولي لكرة القدم على ترويج صيغة جديدة من المنافسات الودية تحت مسمّى "فيفا سيريز"، وهي دورات مصغّرة تجمع منتخبات من قارات مختلفة تحت إشراف مباشر من "فيفا". وقد نظّمت الجزائر إحدى هذه الدورات في مارس/ آذار 2024، بمشاركة منتخبات الجزائر (المضيف) وبوليفيا وأندورا وجنوب إفريقيا. وتهدف هذه المبادرة إلى تحويل المباريات الودية إلى مواجهات أكثر تنافسية وتنظيماً، تدرّ على "فيفا" عوائد إعلانية ومالية، في إطار استراتيجية أوسع لاستثمار كل نافذة دولية وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من المباريات غير الرسمية.
كأس العرب 2021.. نسخة تجريبية تحوّلت إلى بطولة معتمدة دولياً
من جهتها، كانت قطر قد استضافت بطولة كأس العرب في نسخة محدثة عام 2021، باعتبارها مرحلة تجريبية، تمهيداً لاستضافة كأس العالم 2022، بهدف اختبار الجاهزية التنظيمية واللوجستية، وذلك بعد توقف تنظيم كأس القارات التي كانت "فيفا" تعتمدها سابقاً لهذا الغرض. ومع النجاح الكبير الذي حققته البطولة على المستويين الإعلامي والفني، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، بالتعاون مع الاتحاد العربي، اعتمادها رسمياً ضمن "الروزنامة" الدولية، لتُضاف إلى قائمة البطولات التي تسهم تدريجياً في تقليص عدد المباريات الودية، وتحويلها إلى مواجهات أكثر تنافسية وتنظيماً تحت مظلة رسمية.
الأندية الكبرى ونجومها.. الخاسر الأكبر
في ظل التحوّلات المتسارعة واستحداث بطولات جديدة باستمرار، تبدو المباريات الودية في طريقها إلى التلاشي التدريجي، لتُستبدل بمنافسات رسمية أو شبه رسمية تضمن عوائد مالية أكبر وصدىً إعلامياً أوسع وحضوراً جماهيرياً لافتاً بفضل مشاركة النجوم. ومع هذا التوجه، ستكون الأندية الكبرى هي المتضرر الأكبر، بحكم امتلاكها أفضل اللاعبين الذين يُشاركون مع منتخباتهم حتى الأدوار النهائية، إلى جانب التزاماتهم مع فرقهم على مدار الموسم. هذا الضغط المتزايد يُضاعف عدد المباريات التي يخوضها اللاعبون مقارنة بالسنوات الماضية، ومِن ثمّ يرفع من مخاطر الإصابة والإرهاق الموسمي في ظل وضع كروي يزداد ازدحاماً وتعقيداً عاماً بعد آخر.
ما بين المكاسب وضغط العنصر البشري
بين المكاسب المالية الكبيرة وضغوط تسيير العنصر البشري، تجد الأندية نفسها مضطرة إلى توسيع قوائمها، وانتداب عدد أكبر من اللاعبين، بحثاً عن تنوّع الخيارات، في ظل الزخم المتزايد لـ"الروزنامة" وتعدد البطولات. ورغم التحديات المرتبطة بإدارة غرف الملابس ونجوم الصف الأول، كما حدث مع المدرب الإسباني بيب غوارديولا الذي عبّر مؤخراً عن رغبته في تقليص عدد عناصر فريقه للحفاظ على الانضباط والانسجام داخل المجموعة، فإن الواقع الجديد يفرض نفسه بقوة، ويدفع الأندية إلى استثمار ما تحققه من أرباح وجوائز مالية لإبرام صفقات جديدة.
مداخيل قياسية وجوائز مغرية
على صعيد آخر، ساهم تعدد البطولات المستحدثة، خلال السنوات الأخيرة، في رفع العائدات المالية للأندية والمنتخبات على حد سواء، في ظل تضاعف قيمة الجوائز المخصصة لها. وكان الاتحاد القطري لكرة القدم قد رصد للنسخة الثانية من كأس العرب 2025 جوائز مالية قياسية فاقت 36.5 مليون دولار، وهو مبلغ يتجاوز ما يُمنح في بطولات قارية عريقة مثل كأس الأمم الأفريقية، ما يمنح البطولة صدىً إعلامياً واقتصادياً واسعاً. أما كأس العالم للأندية بنسختها الجديدة، فقد تخطت التوقعات من حيث القيمة المالية، بعدما رُصد لها غلاف مالي يُقدَّر بمليار دولار، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ كرة القدم، إذ سيحصل الفريق المتوَّج باللقب على جائزة تُقدَّر بـ125 مليون دولار، ما يجعل البطولة محطة استراتيجية للأندية من أجل تحقيق عائدات ضخمة مقابل المشاركة فقط، ناهيك بالتنافس الرياضي.
## ميدفيديف يغادر ويمبلدون سريعاً وحديثه عن منافسه يثير اهتماماً واسعاً
30 June 2025 06:13 PM UTC+00
ودّع المصنف التاسع عالمياً، دانييل ميدفيديف (29 عاماً) بطولة ويمبلدون، ثالث دورات "غراند سلام"، منذ اليوم الأول بخسارته اليوم الاثنين أمام المصنف 64 عالمياً، الفرنسي بنجامين بونزي (29 عاماً)، بنتيجة (3ـ1)، في واحدة من كبرى مفاجآت البطولة، إذ كان أداء اللاعب الفرنسي مميزاً في هذه المباراة، ليكسب مباراة صعبة ويتقدم في البطولة.
وصنع ميدفيديف الحدث خلال هذه المباراة، بعد انتشار مقطع فيديو يظهر فيه، وهو يُحادث نفسه بصوت عالٍ، لم يُفلت من البثّ التلفزيوني، إذ قال موجهاً كلامه إلى منافسه الفرنسي: "لماذا لا يلعب هكذا كل يوم ويربح الملايين؟، لا، هو يقرّر فعل ذلك مرة واحدة"، وأشار موقع أر.أم.سي الفرنسي، إلى أن كلمات اللاعب الروسي لا يُفهم منه إن كان بصدد التعبير عن إعجابه باللاعب الفرنسي، بعد عرضه القوي في هذه المواجهة، أو أنه كان غاضباً بسبب عجزه عن ردّه على كرات بونزي، التي أحرجته، وكان من الصعب عليه التعامل معها وردها ليخسر الكثير من النقاط.
وظهر ميدفيديف غاضباً في مناسبات عديدة، ودخل في شجار في بعض المناسبات مع الجماهير، التي تستفزه، أو مع منافسيه أو كذلك الحكّام، فرغم أنه حاضر باستمرار في البطولات القوية، إلّا أنّ حصاده شهد تراجعاً من حيث عدد الألقاب التي يحصدها، ووداع بطولة ويمبلدون منذ اللقاء الأول، يعتبر انتكاسة في مسيرته، بحكم أنه كان يطمح إلى التقدم في المسابقة، وحصد الكثير من النقاط.
#Wimbledon
Quand Daniil Medvedev craque (en français) pendant son match contre Benjamin Bonzi :
"Pourquoi pas jouer comme ça chaque jour, gagner des millions... Non ! Il décide de faire ça une fois par an." #action #TennisExtra pic.twitter.com/exE7SrDbYR
— beIN SPORTS (@beinsports_FR) June 30, 2025
## مشفى باب الهوى ينبض بالحياة مجدداً بدعم قطري
30 June 2025 06:16 PM UTC+00
أعلن "مشفى باب الهوى" في محافظة إدلب عند الحدود السورية التركية عن استئناف العمل بكامل طاقته التشغيلية، وذلك بعد توقّف جزئي كان له أثر سلبيّ على شريحة واسعة من المرضى في شمال غرب البلاد. وجاء استئناف العمل في هذا المشفى نتيجة جهود حثيثة قادتها مديرية صحة إدلب بالتنسيق مع وزارة الصحة السورية، وبدعم من دولة قطر التي قدّمت مساهمة محورية في إعادة تأهيل البنية التحتية وتوفير الإمكانات اللازمة لإعادة تشغيله.
وأوضحت إدارة المشفى أنّ هذا الإنجاز سوف يمكّنها من تقديم خدمات طبية متكاملة تغطّي العيادات التخصصية والإسعاف (الطوارئ) والعمليات الجراحية ووحدات العناية المركّزة وغسل الكلى، الأمر الذي من شأنه أن يلبّي الحاجة المتزايدة إلى الرعاية الصحية في الشمال السوري.
تخبر المواطنة السورية خالدية العبد الله المصابة بمرض كلوي "العربي الجديد": "كنت أضطرّ إلى التنقّل لمسافة طويلة حتى أتمكّن من الخضوع لجلسة غسل كلى، وكانت الرحلة ترهقني جداً. اليوم صار بالإمكان العودة إلى مشفى باب الهوى الذي كنت أعتمد عليه سابقاً، وهذا يعني لي الكثير"، تضيف: "كنّا نعيش قلقاً دائماً مع توقّف أقسام في المشفى، لكنّ كلّ شيء عاد إلى العمل الآن، وهذا يخفّف عنّا أعباء كبيرة".
من جهته، يعاني المواطن السوري منير الشعبان من أمراض مزمنة ويحتاج بالتالي إلى فحوصات دورية، علماً أنّه نازح في المنطقة، فيقول لـ"العربي الجديد" إنّ "توقّف مشفى باب الهوى في الفترة الماضية دفعني إلى التوجّه إلى مناطق أخرى بعيدة حيث الخدمات محدودة، بحثاً عن علاج مجاني"، ويشير إلى أنّ ذلك "كان يتطلّب وقتاً وجهداً كبيرَين، أمّا عودة العمل في باب الهوى فقد وفّر عليّ نفقات مالية وضغوطات نفسية كثيرة".
وأعربت إدارة مشفى باب الهوى ومديرية صحة إدلب ووزارة الصحة السورية عن امتنانها لدولة قطر، حكومةً وشعباً، لما قدّماه من دعم إنساني نبيل يعكس عمق الروابط الأخوية وروح التضامن الصادق بين الشعبَين القطري والسوري. ويُعَدّ هذا المشفى الذي أُنشئ في عام 2013 من أبرز المرافق الصحية في المنطقة، وهو يقدّم الخدمات لآلاف المرضى شهرياً، ومن المتوقّع أن يشهد تطوّراً ملحوظاً في مستوى الخدمات بعد استعادة كامل قدراته التشغيلية، الأمر الذي يعزّز صمود القطاع الصحي في ظلّ الظروف الصعبة التي تمرّ بها المنطقة.
## اليمن يطالب "نادي باريس" بمساعدته لبناء قاعدة بيانات الديون
30 June 2025 06:59 PM UTC+00
طالبت حكومة اليمن المعترف بها دولياً "نادي باريس" بدعم ومساعدة اليمن في توفير البيانات المطلوبة التي تمكنها من المضي نحو استكمال قاعدة البيانات للمديونية وإدخالها في نظام تحليل إدارة الديون (دمفاس). ومثل مسؤولين حكوميين اليمن في الدورة الثانية عشر لمنتدى نادي باريس، التي نظمتها وزارة الاقتصاد والمالية والسيادة الصناعية والرقمية الفرنسية، في العاصمة الفرنسية باريس، تحت شعار (تحسين الوقاية من أزمات الديون وحلها). وتركزت هذه الدورة من المنتدى وفق مسؤولين في وزارة المالية بعدن، حول الإطار الحالي لتسوية الديون وتحديات السيولة وتحفيز القطاع الخاص وتحسين ممارسات الإقراض والإقراض المستدام، وكذا جلسة فنية للتعرف على إحصاءات الديون الدولية.
في السياق، قال الخبير الاقتصادي والمالي أحمد شماخ، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الحرب والصراع في اليمن تسببت بزيادة كبيرة في الديون سواءً على مستوى الدولة أو على مستوى المواطنين، وتراجع التنمية والنمو الاقتصادي، مشيراً إلى أنّ المشكلة الأهم في هذا الجانب تتمثل في توقف أكثر من 65% من الأنشطة الاقتصادية والإنتاجية، لذا فالاقتصاد متدهور وغير منتج، مع فقدان الإيرادات العامة، الأمر الذي يصعّب من وضع وتحديد خارطة بيانات مالية وما يربط بها من إيرادات ومديونية.
وعقد الوفد الذي مثل اليمن في منتدى نادي باريس، لقاءات مع ممثلي الدول المشاركة في المنتدى، شملت لقاءً مع ممثل روسيا الاتحادية، جرى خلاله بحث معالجة المديونية القائمة على الجمهورية اليمنية، إذ تمثل مديونية دولة روسيا الاتحادية، ما نسبته 74% من إجمالي مديونية دول نادي باريس. وجاءت مطالبة اليمن لمنتدى نادي باريس، مع إقرار الحكومة اليمنية لمشروع استراتيجية الدين العام، بموجب مذكرة مقدمة من وزارة المالية، إذ جرى تكليف وزارتي المالية والتخطيط والتعاون الدولي والبنك المركزي اليمني والجهات ذات العلاقة باتخاذ الإجراءات اللازمة للعمل بما ورد في الاستراتيجية.
وتهدف الاستراتيجية أساساً إلى تلبية الاحتياجات التمويلية للحكومة من خلال تعبئة واستقطاب التمويلات الداخلية والخارجية ذات الآجال المتوسطة والطويلة، والوصول إلى القدرة على سداد أعباء الدين بصورة منتظمة، إضافة إلى المحافظة على درجة معقولة من المخاطر تتسم بالاتزان لمحفظة الدين، وخفض الدين المحلي إلى مستويات آمنة وتمويل عجز الموازنة من مصادر غير تضخمية. ويظهر تقرير "الديون الدولية" الصادر عن البنك الدولي في العام 2022، أن حجم الديون الخارجية لليمن بلغت حوالى 7.6 مليارات دولار، في عام 2021، ومثلت حوالى 40% من الناتج المحلي الإجمالي.
في المقابل، ركز وفد اليمن في منتدى باريس على الوضع المالي للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً التي كما جرى التأكيد أنها تعاني بسبب إقدام الحوثيين على استهداف منشآت النفط، والذي كان له تأثير سلبي كبير على مستوى استدامة المالية العامة، مشدداً على ضرورة الضغط الدولي لضمان عدم تهديد المنشآت النفطية وعودة التصدير. وجدد دعوة اليمن إلى تقديم الدعم في هذه الظروف الصعبة الراهنة، عبر زيادة حجم الدعم والمساعدات الإغاثية، ومعالجة المديونية، وهو الأمر الذي سيتيح فرصة لتطوير آفاق التعاون بين اليمن ونادي باريس، ويسهم في خفض المديونية وتحقيق استدامة الدين.
بحسب شماخ، فإن الحرب والصراع في اليمن تركت كذلك أثار وتداعيات بالغة على الوضع الاقتصادي في البلاد؛ فالمسألة لا تتعلق بأزمة تضخم الديون، بل هناك تبعات لكل هذه الأزمات تتجسد في معيشة اليمنيين، وتدمير البنى التحتية وانهيار الخدمات، وانخفاض معدلات البطالة والفقر. وأضاف أن الاقتصاد اليمني أصبح يعتمد على المساعدات والهبات بعد توقف الصادرات النفطية وغير النفطية، إذ كانت الصادرات من النفط والغاز تشكل نحو 75% من حجم الموازنة العامة للدولة.
ويؤكد خبراء اقتصاد على أهمية التوظيف الأمثل للموارد المتاحة والمحدودة، وضبط العلاقة بين السلطات المحلية والحكومة بما ينعكس على الأوضاع المعيشية والاقتصادية. وتسعى الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً لمواصلة مسار الإصلاحات المالية والإدارية، والإيفاء بالالتزامات الحتمية للدولة وفي المقدمة رواتب الموظفين وتحسين الخدمات، إضافة إلى تعزيز الإيرادات وتنويعها وتوسيع أوعيتها وضمان وصولها إلى الحساب الحكومي العام، وضبط وترشيد النفقات بحيث تقتصر على الإنفاق الحتمي والضروري، وبما يؤدي إلى تحقيق الاستقرار المالي والنقدي.
الجدير بالذكر، أنّ اليمن كان قد طالب صندوق النقد الدولي في العام 2023، بضرورة إلغاء متأخرات سداد الدين الخارجي، وهي اشتراطات يراها مسؤولون مصرفيون؛ منطقية في الظروف الطبيعية وستكون قابلة للتحقيق متى عمّ السّلام وتمكنت البلاد من استغلال مواردها المعطلة، إضافة إلى أنّ هذه الاشتراطات تتكرر في كل المبادرات وتنطبق على كل برامج الدعم وبرامج المساعدات الإقليمية والدولية الأخرى لأنها تحذو حذو الصندوق في مبادراته.
## المجبري يخطط لإسعاد لاعبي كرة القدم الصغار في تونس بهذه المبادرة
30 June 2025 07:26 PM UTC+00
يخطّط نجم نادي بيرنلي الإنكليزي حنبعل المجبري (22 عاماً) لإسعاد مجموعة من الأطفال في بلده تونس بلفتة مميزة، نظراً للشعبية الكبيرة التي يحظى بها في صفوف الجماهير المحلية، وهو ما يؤكد أنه يمثّل مصدر إلهام للشباب الذين يرَونه قدوةً لهم، من أجل قيادة مسيرة مميزة في عالم كرة القدم.
وحصل "العربي الجديد" على معلومات خاصة، يوم الاثنين، تشير إلى أنّ المجبري يريد تنظيم دورة لكرة القدم للأحياء مستقبلاً، يقوم خلالها باستدعاء مجموعة من الأطفال لممارسة لعبتهم المفضّلة، وذلك في إحدى المدن داخل البلاد، سواء في مسقط رأسه بمحافظة القيروان، أو بالعاصمة تونس، على غرار ما حدث مؤخراً بمدينة باريس الفرنسية.
وأكد مصدر مقرب من النجم التونسي أنّ حنبعل كان سعيداً للغاية بالحدث الذي نظّمه قبل أيام في باريس وشهد حضوراً مميّزاً للأطفال الصغار، وهو يسعى حاليّاً إلى إقامة دورة أخرى في تونس، حينما تتاح له الفرصة، سواء في إحدى العُطلات المدرسية، أو في فترة التوقف الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين، وقد كلّف المحيطين به بالتنسيق لهذا الحدث واختيار الوقت المناسب لتنظيمه.
وفي باريس، حمل الأطفال الصغار، الذين شاركوا في المباريات، قميص حنبعل، وكانوا سعداء جدّاً بوجوده بينهم على أرض الملعب، وحصلوا على صورٍ تذكارية معه، وقد شارك المجبري في إعداد وجبات للأطفال الصغار، وهو ما يعكس تواضعه، وكأنه أراد أن يستحضر بداياته في عالم كرة القدم، بعدما أكد في تصريحات سابقة أنّه بدأ خطواته الأولى في الأحياء الفرنسية، معرباً عن فخره بذلك.
وحاز لاعب منتخب تونس على إعجاب كبير عبر صفحات التواصل الاجتماعي تزامناً مع نشره صوراً تظهر قيادته دورة لكرة القدم في أحد الأحياء الفرنسية، معلّقاً عبر حسابه بموقع إنستغرام: "فخور جدّاً بأنني اجتمعت مع كل الأجيال خلال بطولة للأحياء، حيث بدأت مسيرتي هناك، شكراً لكم جميعاً".
## "أكسيوس": نتنياهو سيلتقي ترامب في البيت الأبيض في 7 يوليو
30 June 2025 07:31 PM UTC+00
## حماية الصحافيين تطالب بتوضيحات حول حسن ظاظا
30 June 2025 07:39 PM UTC+00
دعت لجنة حماية الصحافيين، اليوم الاثنين، السلطات السورية إلى الكشف عن أسباب توقيف قوات الأمن صحافياً كردياً الأسبوع الماضي. وقالت المديرة الإقليمية للجنة حماية الصحافيين سارة القضاة في بيان إنّ "الاعتقال السري للصحافي حسن ظاظا دون أي تفسير من المسؤولين السوريين، هو جزء من سياسة ممنهجة لترهيب الصحافة"، وأضافت أن "السلطات السورية يجب أن تكشف فوراً عن مكان وجود ظاظا، وضمان سلامته، وإسقاط جميع التهم المتعلقة بعمله الصحافي".
من جهته، أكد مدير العلاقات الإعلامية في وزارة الإعلام السورية محمد الصالح اعتقال ظاظا في دمشق. وقال للجنة حماية الصحافيين إنّ الأمر "يتعلّق بمخاوف أمنية ولا علاقة له بعمله الصحافي"، لكنه تابع أنه غير مخول بتقديم المزيد من التفاصيل لأنّ الأمر قيد التحقيق، وأضاف صالح "إذا لم يكن هناك شيء ضده فمن المرجح أن يُفرَج عنه هذا الأسبوع".
حسن ظاظا بعد سقوط الأسد
حسن ظاظا الذي أوقف من منزله الجمعة، هو مالك ورئيس تحرير موقع "نوس سوسيال" الإخباري، وبحسب لجنة حماية الصحافيين، فإنه بعد سقوط الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول، عاد ظاظا إلى دمشق من شمال شرق سورية الواقع تحت سيطرة الإدارة الذاتية الكردية، كما تعاون الصحافي مع قناة روناهي.
وأنهت السلطات الجديدة عقوداً من حكم عائلة الأسد شهدت سورية خلالها قمعاً لحرية التعبير وتكميم أفواه الصحافيين، ما أدى إلى تحويل وسائل الإعلام إلى أدوات في يد الحكومة. وفي مايو/أيار، ذكرت منظمة مراسلون بلا حدود أنه رغم انتهاء "خمسة عقود من القمع الوحشي والعنيف للصحافة... فإنّ الحرية التي استعادها الصحافيون لا تزال هشة بسبب عدم الاستقرار السياسي المستمر والضغوط الاقتصادية المتزايدة".
(فرانس برس)
## توغلات الاحتلال في القنيطرة السورية... مشهد متكرّر تحت أنظار صامتة
30 June 2025 07:39 PM UTC+00
تتواصل عمليات التوغل اليومية التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرى وبلدات محافظة القنيطرة جنوبي سورية، في ظل صمت حكومي وغياب أي موقف رسمي تجاه هذه الانتهاكات المتكرّرة. وفي أحدث هذه العمليات، أفاد الناشط أحمد الحمدان لـ"العربي الجديد" بأن دورية إسرائيلية مؤلفة من مركبتَين وعدد من الجنود توغلت، مساء اليوم الاثنين، داخل قرية الرويحينية بريف القنيطرة، وأوضح أن عناصر الدورية داهموا عدداً من المنازل وبدأوا بتفتيشها، في حين لا تزال عمليات المداهمة والتفتيش مستمرة حتّى لحظة إعداد هذا التقرير، من دون توفّر معلومات دقيقة عن أسباب هذه الحملة.
وأشار الحمدان إلى أن هذه الدوريات باتت تدخل القرى والبلدات القريبة من الشريط الفاصل مع الجولان السوري المحتل على نحوٍ سلس ومن دون أي حذر، خاصّة بعد قيام قوات الاحتلال بنزع السلاح من أيدي الأهالي خلال الفترة الماضية، وأضاف: "تسعى قوات الاحتلال لفرض واقع جديد يوحي بأنها السلطة الحاكمة في المنطقة؛ تدخل إلى المنازل بعد الاستئذان من أصحابها، تستجوب السكان حول قضايا محدّدة أبرزها علاقتهم بالمليشيات التي كانت تسيطر على المنطقة خلال فترة حكم نظام الأسد، إضافة إلى قضايا تتعلق بحيازة السّلاح، كما تجري استبيانات دقيقة حول أعداد السكان وسبل معيشتهم قبل أن تنسحب".
وفي سياق متصل، دخلت ظهر اليوم دورية إسرائيلية أخرى مؤلفة من ثلاث مركبات وعدد من الجنود إلى مدينة السلام (البعث سابقاً) في القنيطرة، إذ انتشر عناصرها لبعض الوقت في محيط مبنى المحافظة، قبل أن ينسحبوا باتجاه النقطة العسكرية الإسرائيلية المستحدثة بالقرب من بلدة الحميدية، من دون تسجيل أي احتكاك مع الأهالي.
بالتوازي مع ذلك، قرّر مجلس الأمن الدولي بالإجماع، اليوم الاثنين، تمديد ولاية قوة الأمم المتحدة لمراقبة فضّ الاشتباك بين سورية وإسرائيل (أوندوف) لمدة ستة أشهر إضافية. غير أنّ العديد من سكان المنطقة يعبّرون عن استيائهم من "التقصير الكبير" الذي يرونه في أداء هذه القوة، خاصّة بعدما تخلّت عن العديد من مواقعها على الشريط الحدودي مع الجولان المحتل، ويرى الناشط الحمدان أن "وجود قوة فض الاشتباك لم يعد مجدياً، طالما أنها تنفّذ تعليمات قوات الاحتلال على نحوٍ مباشر أو غير مباشر"، على حدّ تعبيره.
أما عن موقف الحكومة السورية، فيجدّد الحمدان التأكيد أنّ "الحكومة ما زالت تلتزم وضع المراقب، من دون أي تحرك ميداني أو حتّى بيان استنكار أو إدانة لهذه التوغلات المتكرّرة"، معتبراً أن هذا الموقف "يدل على عدم اهتمامها بأبناء المنطقة"، وختم بتساؤل: "إلى متّى ستبقى حكومتنا في موقع المتفرج الصامت؟ وإلى متى سيصبر سكان القنيطرة، التي باتت عملياً تحت الاحتلال، على هذه الانتهاكات الإسرائيلية وصمت الحكومة حيالها؟".
## ارتفاع جديد في أسعار المحروقات بالأردن لشهر يوليو
30 June 2025 07:45 PM UTC+00
أعلنت الحكومة الأردنية، اليوم الاثنين، عن تعديل أسعار المحروقات (المشتقات النفطية) لشهر يوليو/تموز المقبل، بزيادات متفاوتة تراوحت بين 1% و3%، استجابةً للتغييرات في أسعار النفط الخام عالمياً خلال شهر يونيو/حزيران. وذكرت وزارة الطاقة والثروة المعدنية، في بيان رسمي، أن لجنة تسعير المشتقات النفطية عقدت اجتماعها الشهري لمراجعة الأسعار العالمية ومقارنتها بمعدلاتها في شهر مايو/أيار، إذ تبين حدوث ارتفاع ملحوظ في أسعار البنزين بنوعيه (أوكتان 90 وأوكتان 95) إضافة إلى الديزل.
وبناءً على المعادلة السعرية المعتمدة لأسعار المحروقات في الأردن، تقرّر رفع سعر: البنزين أوكتان 90 بمقدار 15 فلساً ليُصبح 860 فلساً/لتر بدلاً من 845 فلساً. البنزين أوكتان 95 بمقدار 20 فلساً ليُصبح 1085 فلساً/لتر بدلاً من 1065 فلساً. الديزل بمقدار 25 فلساً ليُصبح 675 فلساً/لتر بدلاً من 650 فلساً. وفي المقابل، قررت اللجنة تثبيت سعر الكاز عند 620 فلساً/لتر، والإبقاء على سعر أسطوانة الغاز المنزلي (12.5 كيلوغرام) عند 7 دنانير.
يُذكر أن الدينار الأردني يعادل نحو 1.41 دولار أميركي. وهذا السعر يعكس نظام الربط الرسمي المثبت منذ فترة طويلة بين العملتَين، ما يعني أن كل دولار يُقابل نحو 0.71 دينار أردني.
وقد سجلت الفاتورة النفطية في الاقتصاد الأردني خلال الثلث الأول من العام الحالي ارتفاعاً بنسبة 2.9%. وأظهرت بيانات التجارة الخارجية الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة ارتفاعاً في قيمة مستوردات المملكة من النفط الخام ومشتقاته والزيوت المعدنية في الثلث الأول من عام 2025، لتصل الفاتورة النفطية إلى 952 مليون دينار (1.342 مليار دولار)، مقارنة بـ925 مليون دينار (1.304 مليار دولار) للفترة نفسها من العام الماضي.
كما أظهرت نتائج تقديرات دائرة الإحصاءات العامة (حكومية) حول الاقتصاد الأردني ارتفاعاً في نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول من عام 2025 بنسبة 2.7% بالأسعار الثابتة، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي التي بلغت فيها نسبة النمو 2.2% فقط. وبحسب نتائج التقديرات التي أعلنتها الإحصاءات الأردنية، فإنّ غالبية القطاعات الاقتصادية في البلاد حققت نمواً ملحوظاً خلال الربع الأول من العام الحالي 2025 مقارنةً مع الربع الأول من عام 2024، وذلك رغم استمرار الظروف الإقليمية وتداعياتها وتأثيراتها على اقتصادات المنطقة.
## مصر: غداً التصويت على قانون الإيجارات
30 June 2025 07:45 PM UTC+00
أرجأ مجلس النواب (البرلمان) المصري، اليوم الاثنين، التصويت النهائي على مشروع القانون المقدم من الحكومة بتعديل قوانين إيجار الأماكن وإعادة تنظيم العلاقة بين المؤجّر والمستأجر أو الإيجارات القديمة إلى جلسة غد الثلاثاء، بعد حالة من التوتر بين المعارضة وداعمي الحكومة. وغضب رئيس المجلس حنفي جبالي من وصف نائب حزب التجمع اليساري عاطف مغاوري الحكومة بأنها "نبت شيطاني" وأن ما يحدث من نواب حزب مستقبل وطن المؤيد للحكومة لمنعه من التحدث بـ"عدوان وبلطجة"، معلناً أنه "إذا كانت هناك رغبة في البلطجة خلال الجلسة، فنحن نداً لها".
وعقب وزير الشؤون النيابية محمود فوزي بأنه "من العيب جداً أن تهان مؤسسة من مؤسسات الدولة بهذا الشكل، خصوصاً أننا بصفتنا حكومة نحترم كل الآراء. من جهته، طالب النائب عن حزب الوفد محمد عبد العليم داود بتأجيل مناقشة القانون قائلاً: "نحن أمام ظلم بين كونه تشريعاً يهدف إلى طرد المستأجرين. نحن نتحدث من قلب الشارع، ونعلم تماماً ما يشعر به الناس، وطرح القانون في التوقيت الحالي لم يكن مناسباً، إلا لشيء واحد هو الالتزام بحكم المحكمة الدستورية بشأن بطلان ثبات القيمة الإيجارية". وقال وكيل المجلس النائب أحمد سعد الدين إن "البرلمان بصدد مناقشة قانون شائك، نأت كل الحكومات والبرلمانات السابقة بنفسها عن التدخل فيه، وبالتالي لن ينال رضا الجميع عند صدوره"، محذراً من أن "صيانة العقارات باتت معطلة في العقارات القديمة بسبب المشاكل المستمرة بين الملاك والمستأجرين".
وأظهرت مناقشات مشروع قانون الإيجارات أن إجمالي عدد الأسر المقيمة في وحدات خاضعة لأحكام قانون الإيجارات القديم تبلغ مليوناً و642 ألفاً و870 أسرة، وفقاً لتعداد السكان للعام 2017، بنسبة 7% تقريباً من إجمالي عدد الأسر المصرية، وذلك بمجموع 6 ملايين و133 ألفاً و570 شخصاً". ويسكن نحو 82% من هذه الأسر في أربع محافظات، هي القاهرة بإجمالي 670 ألفاً و857 أسرة، والجيزة بعدد 308 آلاف و91 أسرة، والإسكندرية بإجمالي 213 ألفاً و147 أسرة، والقليوبية بعدد 150 ألفاً و961 ألف أسرة. ويدفع منها نحو 36% أقل من 50 جنيهاً أجرة شهرية، و20% ما بين 50 و100 جنيه، و18% ما بين 100 و200 جنيه، و24% ما بين 200 و900 جنيه، و2% أكثر من 900 جنيه شهرياً.
وأجرت الحكومة تعديلاً على مشروع القانون يزيد مدّة بقاء المستأجرين من خمس سنوات إلى سبع قبل تحرير العلاقة التعاقدية بين الطرفين. وجاء التعديل وسط مخاوف حكومية من أن يسبب صدور القانون حالةَ اضطراب اجتماعي، بسبب الخلافات العميقة بين الملّاك والمستأجرين حول إيجارات نحو 3 ملايين وحدة سكنية وتجارية على امتداد البلاد. وفي السياق، قرّرت نيابة أمن الدولة العليا تجديد حبس المحامي أيمن عصام، الممثل القانوني لرابطة الدفاع عن المستأجرين، خمسة عشر يومًا على ذمة التحقيقات، في اتهامات تتعلق بـ"الانضمام إلى جماعة إرهابية، والتحريض على العنف، وإثارة الرأي العام ضد مؤسسات الدولة"، وفق ما أفادت به مصادر حقوقية مطلعة "العربي الجديد".
ويُعد عصام أحد أبرز الوجوه القانونية المشاركة في الدفاع عن حقوق المستأجرين القدامى في مصر، وألقي القبض عليه عند شروعه بالمشاركة في اجتماع تأسيسي للرابطة في مدينة الإسكندرية منتصف الشهر، حيث جرى توقيفه بشكل مفاجئ، ليختفي قسرًا ثلاثة أيام متتالية، قبل أن يظهر داخل مقر نيابة أمن الدولة في التجمع الخامس بالقاهرة متهمًا في قضية تتعلق بآرائه حول مشروع تعديل قانون الإيجار القديم. وقد شارك مؤخرًا في جلسات الحوار المجتمعي التي نظمها مجلس النواب عبر لجنة الإسكان بشأن مشروع تعديل قانون الإيجارات القديمة، حيث أبدى اعتراضه الصريح على بنود المشروع، لا سيما تلك التي تتعلق بـ"تحرير العلاقة الإيجارية" بين المالك والمستأجر، وطالب خلال مداخلاته الرسمية بحلول متدرجة وإنصاف للطرف الأضعف، وهو المستأجر، بدلًا من تشريعات اعتبرها تمييزية وتؤدي إلى تشريد آلاف الأسر.
## ترامب يوقع اليوم على أمر تنفيذي لإنهاء العقوبات على سورية
30 June 2025 08:01 PM UTC+00
يوقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الاثنين، أمراً تنفيذياً لـ"إنهاء العقوبات الأميركية على سورية"، وذلك وفقاً لما ذكرته السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولين ليفيت خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد اليوم، مشيرة إلى إبقاء العقوبات على رئيس النظام السابق بشار الأسد.
وسيُنهي ترامب "حالة الطوارئ الوطنية" القائمة بشأن سورية منذ عام 2004 التي فرضت بموجبها عقوبات شاملة على دمشق، ما أثر على معظم المؤسّسات التي تديرها الدولة. وقالت ليفيت للصحافيين "يأتي هذا في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز ودعم مسار البلاد نحو الاستقرار والسّلام"، وأضافت أن الأمر التنفيذي لترامب، سيرفع العقوبات على سورية مع الإبقاء على العقوبات المفروضة على الأسد وشركائه وتجار المخدرات ومنتهكي حقوق الإنسان والأشخاص المرتبطين بأنشطة كيميائية والتنظيم الإرهابي داعش ووكلاء إيران".
وسبق أن أعلن الرئيس الأميركي ترامب، خلال جولة له في الشرق الأوسط، في مايو/أيار الماضي، أنّ الولايات المتحدة سترفع جميع العقوبات المفروضة على سورية من أجل منحها فرصة جديدة على حد قوله آنذاك، كما التقى خلال جولته بالرئيس السوري أحمد الشرع. وقالت ليفيت، مشيرة إلى لقاء ترامب والشرع، إنّ الرئيس الأميركي "ملتزم بدعم سورية مستقرة وموحدة تعيش في سلام مع نفسها ومع جيرانها".
وفي تعليق على القرار، قال السيناتور الجمهوري جو ويلسون عبر منصة "إكس" إنّهم "ممتنون لقيادة الرئيس ترامب ورؤيته"، واصفاً الخطوة بأنها "قرار ثاقب من الإدارة بالغ الأهمية لاستقرار وازدهار سورية والعالم"، وأضاف: "يستحق السوريون فرصة للنجاح بعد فظائع الأسد الجزار".
من جانبه، قال القائم بأعمال وكيل وزارة الخزانة الأميركية، وفق ما نقلت جريدة "الوطن" السورية، إنّ "الأمر الذي سيوقعه الرئيس ترامب بشأن سورية سيعيدها إلى النظام المالي الدولي"، ما يمثل خطوة مفصلية نحو إعادة دمج سورية في النظام الاقتصادي العالمي بعد سنوات من العزلة والعقوبات.
ويأتي هذا القرار بعد نحو سبعة أشهر من سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، إذ كانت وزارة الخزانة الأميركية قد أعلنت قبل فترة عن رفع جزء من العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية، في إطار ما وصفته حينها بـ"دعم العملية الانتقالية ومساندة جهود إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية التي يقودها السوريون أنفسهم".
وأكدت الوزارة حينها أن تخفيف العقوبات لا يشمل الأسد ومساعديه، ويستهدف تحفيز الاستثمار والمساهمة في استقرار الاقتصاد السوري خلال المرحلة الانتقالية، مع الحفاظ على الآليات القانونية التي تتيح ملاحقة مَن تورّطوا في جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان.
## الأردن: توسّع في تحقيق كحول "ميثانول" والضحايا 9 قتلى و17 مصاباً
30 June 2025 08:01 PM UTC+00
أعلنت مديرية الأمن العام في الأردن عن ارتفاع عدد ضحايا التسمّم بمادة ميثانول أو الكحول الميثيلي إلى تسعة قتلى و17 مصاباً قيد العلاج في محافظات العاصمة عمّان والزرقاء (شمال شرق) والبلقاء (غرب)، وكشفت عن مستجدّات في التحقيق حول القضية. وقال المتحدث الإعلامي باسم مديرية الأمن العام عامر السرطاوي، في بيان صادر اليوم الاثنين، إنّ التحقيقات في حوادث الوفيات والإصابات الناتجة عن التسمّم بمادة ميثانول أثبتت تورّط مصنع بهذه القضية، وقد أوقف القائمون على المصنع والعاملون فيه، من بينهم الموظف المتخصّص في تركيب الخلطات.
وأوضح المتحدّث الإعلامي باسم مديرية الأمن العام في الأردن أنّ الموظّف المُشار إليه كان قد طلب مادة ميثانول من أحد الأشخاص الذي زوّده بها لتُستخدَم في تصنيع مشروبات كحولية، مضيفاً أنّ الشخص الذي زوّد المصنع بكميات من تلك المادة أكّد شراءها من مستودع جرت مداهمته والتحفّظ على كلّ المواد في داخله. وبيّن السرطاوي، في البيان، أنّ إصابات الضحايا المتضرّرين تتراوح ما بين "متوسطة وسيّئة"، وسوف يُصار إلى إحالة القضية على القضاء فور استكمال التحقيقات فيها.
الأمن العام: التحقيقات في قضية مصنع المواد الكحولية أكّدت تورط عدد من الأشخاص بشراء مادة الكحول الميثيلي واستخدامها في تصنيع المشروبات الكحولية https://t.co/dxLrCwIsE7#الامن_العام #الاردن pic.twitter.com/NGzqJf9aCo
— مديرية الأمن العام (@Police_Jo) June 30, 2025
من جهته، أوضح مدير عام المؤسّسة العامة للغذاء والدواء في الأردن نزار محمود مهيدات، أنّ منشآت بيع المشروبات الكحولية تخضع لرقابة المؤسّسة من الجانب الفني، في حين تتولّى جهات رقابية أخرى مسؤولية الجانب التشريعي وكذلك الترخيص القانوني لهذه المنشآت. أضاف مهيدات، في بيان صادر اليوم الاثنين، أنّ المهام الرقابية للمؤسّسة تُعنى بالتأكّد من سلامة هذه المشروبات الكحولية ومأمونيتها، مشدّداً على تأثيرها السلبي على الجسم وما تخلّفه من مشكلات صحية الناتجة مثل أمراض الكبد والقلب والسرطان.
ولفت مهيدات إلى أنّ ما تقدّمت به المؤسّسة العامة للغذاء والدواء لا يتعلّق بالمسائل الدينية، إنّما يندرج من ضمن توصية صحية بحتة موجّهة إلى الأشخاص الذين يستهلكون المشروبات الكحولية حتّى يختاروا المنتجات المأمونة من المحال المرخّصة، من أجل الحدّ من المخاطر الصحية الناتجة عن المنتجات المغشوشة أو مجهولة المصدر.
تجدر الإشارة إلى أنّ الميثانول أو الكحول الميثيلي مادة شديدة السمية لا تصلح للاستهلاك البشري، وهي تتسبّب في أعراض خطرة عند تناولها أو استنشاقها أو امتصاصها عبر الجلد بكميات كبيرة. وهذه المادة مركّب عضوي يتميّز بقدرته على الذوبان في المياه وكذلك التبخّر بسرعة، أمّا استخداماته فمتعدّدة؛ هو مذيب في الصناعات الكيميائية وكذلك الأدوية والمركّبات العضوية، ومادة خام في تصنيع الفورمالدهيد والبلاستيك، ووقود في تطبيقات صناعية وتجارية، ومادة أساسية في التجارب المخبرية والبحث العلمي.
يُذكر أنّه فجر يوم الجمعة الماضي، ظهرت حالات التسمّم بمادة ميثانول بعد نقل ثلاثة أشخاص في محافظة الزرقاء إلى المستشفى، ليفارقوا الحياة سريعاً. وبعد تحويل جثثهم إلى مركز الطب الشرعي من أجل تحديد أسباب الوفاة، وفتحت الأجهزة الأمنية تحقيقاً في الحادثة، وظهرت المعطيات المتوفّرة حتّى الآن، في انتظار الكشف عن المزيد.
وكان بيان أمني قد أفاد، أمس الأحد، بأنّ فريق التحقيق عمل، منذ لحظة تلقّيه البلاغات والتقاط العيّنات من مسرح الحادثة وظهور نتائج الفحوصات المخبرية، على جمع عدد كبير من العيّنات من محالّ بيع المشروبات الكحولية في مدينة الزرقاء، إذ عُثر على مادة ميثانول في عدد من المنتجات الكحولية التي تبيّن أنّها تُنتَج في المصنع الذي حُدّد وتحمل أسماء تجارية مختلفة. وفور تبيان ذلك، توجّهت الفرق المعنية إلى المصنع منتج تلك المشروبات، وأُخذت عيّنات متنوّعة من داخله، قبل أن تظهر آثار لتلك المادة في أحد خزّانات خطوط الإنتاج والتعبئة بعد إخضاعها لفحوص مخبرية.
تعليقات
إرسال تعليق